كتاب : نافذة الغياب، هجار بوطاني، شعر

لتحميل الكتاب يرجى الضغط على الرابط التالي:
https://www.4shared.com/web/preview/pdf/qJGqgwfnca
أو :
https://de.calameo.com/read/0052702981f60427cb0c2

اسم العمل: “نافذة الغياب

اسم المؤلف : هجار بوطاني

نوع العمل : شعر

رقم التسلسل : 29

الطبعة: الطبعة الالكترونية الأولى8أيلول– 2017م

تصميم الغلاف: ريبر هبون

الناشر : دار تجمع المعرفيين الأحرار للنشر الالكتروني

جميع الحقوق محفوظة للمؤلف

حقوق نشر الكتاب محفوظة للمؤلف والنسخة الالكترونية ملك لدار تجمع المعرفيين الأحرارالالكتروني

https://reberhebun.wordpress.com/

لنشر أعمالكم يرجى الاتصال ب:
reber.hebun@gmail.com

لتحميل إصدارات دار تجمع المعرفيين الأحرار يرجى الضغط على الرابط التالي:
https://www.4shared.com/account/home.jsp#dir=h45exNMs

الإهداء :

  • إلى وطني المتكئ على عكازه الانتظار المجروح بآلاف الكلمات .

  • إلى تلك القطعة الحلوى الراحلة إلى مقبرة السكر ( أمي )

  • إلى أبي الذي لا زال رمزا على أشرعة السفن التي تبحث عن الحرية .

إلى أصدقائي اللذين عزفوا على أوتاري حياتي

  • سيمفونية الوفاء

المقدمة

نافذة الغياب ……

نافذة الحضور …..

تنتمي نصوص مجموعةنافذة الغيابللشاعر هجار بوطاني إلى ذلك النمط الكتابي الذي لا يمكن للمتلقي أن يستبطنه، إلا من خلال استكمال قراءته. إذ إن النصوعلى كثافتهليسفي النهايةإلا مجرد وحدة عضوية لها جغرافيتها ممكنة التغطية عبر التفاعل مع الأدوات التي تكونه ضمن مختبر الناص، ليكون أمام ما يسجل لنفسه التمايز من خلال اللحظة الشعورية التي يلتقطها الناص، ويستدرج إليه متلقيه، بمهارة وعفوية، وبساطة، بعيداً عن أية أفانين الفنتزه، أو الاستعلاء اللغوي، أو حتى الأفكار الكبيرة التي يتنطع بعضنا لتناولها، وفي مثل هذا الكلام الكثير من الملامح التي تشكل العلامة الفارقة للشاعر ونصه في آن. عوالم النصوص التي يرسمها الشاعر تنتمي إلى يومياته العادية. إذ لا شيء خارج دائرة كائنه ومكانه. البيت القديم ورائحته الذاكرة. نشيش حرائق الحرب، ولذعة البارود، والدخان، ورعونة الطبيعة، وعلقم الأمكنة التي علقت بلحظاته، وهو يتحول بينها، وفق دورة الدمار، والموت، من دون أن ينسى شخوصه المقربين: الزوجة. الأطفال. الأم. الأب، الأصدقاء، الجيران، مدينته أو عنوانه الأول: قامشلو. هذه هي المفردات الأثيرة في المختبر الشعري لدى الناص. لا يفتأ يهندسها، ويعيد تكويناتها، عبر لغة شفافة، تكاد تغرق في يوميتها، لتكون أمام صورة مركبة، أو بسيطة، تعلق في المخيلة، و تشير إلى تجربة الناص، من دون سواه. لقد أصررتأعلاهأن أشير إلى تجربة هجار الذي أعرفه منذ عقود، وكان جد قريب من عوالم المبدعين، يعيشها، يكتب تدريباته الأولى، يقرؤها بخجل، يرسل أبعاضها إلى هذه المدونة، أو تلك، بهذا الاسم المستعار أو تلك، من دون أن يعد ذاته في جبهة الشعراء، إلا أنههنافي باكورته هذه يباغت الناص من تابعوا بواكيره الأولى، بأن المغامرة الشعرية لديه، وإن تشكلت، من أدوات بسيطة، إلا أن اللحظة الشعورية تعد عمودها الفقري الأكثر جدوى، بعيداً عن أية بهرجات، وفذلكات، وزوائد، لا طائل منها، مادام أنه منصرف إلى بناء نصه، بالكثير من العفوية والحب. يلحظ المتلقي أن الناص يعمد إلى تكثيف لغته، إذ لا فائض لغوياً كثيراً ضمن مفردات مبناه، بما يوازي الأفكار الصغيرة المتناولة، وهو ما يجعل من نصه ضمن دائرة الحداثة. تلك الحداثة التي لا تتوسل ما هو خارج لحظتها. إذ إن نصوص المجموعة قادرة على أداء مهمة جد مهمة، ألا وهي استدراج هذا المتلقي ضمن شبكتها. نصاً تلو آخر، بما يجعل هذه النصوص، ضمن دورة الشريط اللغوي الذي أشرت إليه، مجرد مقاطع في نص مطول واحد، بما يجعل من هذه النصوص المضغوطة، المكتوبة بأقل ما يمكن من مفردات سونيتات عن واقع إنسان محدد، في لحظة محددة، يتوزع فيها بين ما قبل الحرب التي حلت بمهاده، وما بعد تلك اللحظة، إلى أن يصل به الأمر إلى محرقة المهجر الاضطراري، ليكون وفياً لكل تلك التحولات، لأنهباختصاروفي مع ذاته، يفردها على مشرحة البرهة، يستقرؤها، ويضرم فيها ألسنة لهيب الشعر، وإن كان ذلك على طريقته. حقيقة، إن إسراف هجار بوطاني بالبساطة، والعفوية، جعل مما يكتبه شفافاً، وكيف لا يكون كذلك، مادام أنه يستعرض مكابدات مكان وآهلين، في بؤرة المحرقة المتواصلة التي اجتمعت أيد كثيرة كي تحيلها إلى دمار، ورماد، بعد طوال انتظار لأن تندلع فيها الحياة، على النحو المرجو، المأمول. والشاعر، إزاء ذلك، لا ينظر لكل ما حدث، كما قد ينصرف سواه، وإنما يتناول أثر الألم في رؤوس أصابعه، وعلى أطراف أكمام قميصه، وياقته، فلا يفتأ يسمي كل ذلك، كي يكونفي جوهرهالشعر، كما يباغت متلقيه، وكنت أحد هؤلاء، وأنا أعيد القراءة، لأفكك فضاء هذه الحالة التي لا تحتاج إلى مزيد من المفاتيح، والجهد، في ظل وجود رغبة عناق البؤرة الشعورية المتوخاة، مهما كانت ضريبة ذلك. حسناً فعل بوطاني الذي أجلطويلاًإفراد أوراقه التي كتبها في أمكنة عديدة، بحبر قلبه، كي يجمعها بروحية ذلك الطفل البريء الذي يجمع صيده في خيط واحد،

ليقول لنا: ها أنذا، وهي ذي لحظتي. إذ إنه استطاع تقديم أوراق اعتماده، شاعراً، تشفع له حرائق روحه ذلك، ولتقدم مجموعتههذهنفسها، قبل ذلك، كإحدى المجموعات ممكنة القراءة، وسط هذا الركام الكتابي المنفلت الذي بات يغرق المشهد الثقافي بما تنتجه بطون المطابع، بل وحتى محيطات الفضاء الألكتروني من أصوات يختلط خلالها ما هو دعي بما هو إبداعي..!

الشاعر إبراهيم اليوسف 2017/3/13

قيود وروائح شتى

يا تربة جذوري هل لي يوماً ، ؟

أن أبكي بحرية،

أضحك،

أدوّن بصمات أفكاري المترهلة

إني، سئمت كلماتك الرثة

في جيوب سراويلك المرقعة

دعيني من ناقتك المتباطئة

وأناملك الراكدة

دعيني أسير

أخفق بجناحي

وأتكلم بحرية

هذا يحصد اللغات

وذاك يجامل

وأنا فقدت لساني وشيئاً ما من نفسي

في جوقة المباح واللام باح

رائحة القيود

تنبعث من عيوني

تمزّق حبال أحلامي

وتقتل فطريتي

عمدا

المسترد

أيها الضائع في حتف ميدي يا*

والجزيرة الناعسة

الدمدم** يرافقك الرحيل

وجيوب الكفن تتعهد ضياعك

أنت سجين الدبلوماسيات

والدر وج الأثرية

الحيرانيطلقك مشلولاً

اللاوكيرسلك عارياً

والطقطوقة تجعلك في بحر كلمات

كلمات تتلف كل أقنعتها

وأنت كما أنت

مستند بلا جناح

بين دول عمياء

ومنظمات الشطرنج ..

الإله تثاءب

غلبه النسيان

فتذكرت كلام ذاك الصلصالي

الحديد

بالحديد يفلح .

القامشلي1988

* ميدي يا : عاصمة الدولة الكردية قديما

**دمدم : قلعة دمدم التي حُصر فيها الثوار الكورد مع قائدهم خانو من قبل الشاه

*** الحيران , اللاوك : نوعان من الغناء الكوري

الأسير

تلك البقع في جسدك

كدوائر الموت

كأرقام مبعثرة

أو وطن بلا حدود

مريض الحصبة أنت ،

لسجائر الجلادين

وبشرتك البرونزية

الأهم في كل ذالك

خارطتك المرسومة سهواً

ويكفيك فخرا

سينبعث التاريخ ،

تلتئم الجراح

الجسد ،

يتساقط ريشة ، ريشة

ويبقى اسم وطنك

يضئ الصباح ….!

انبعاث

أبابيل تقرأ لافتة السنوات

أطفال يجددون الدعوة

دعوة الجوع والحرمان

قريش ترضخ

والخندق يقهقه عالياً

زمن مشيب

والحاضر يعرض عضلاته

التاريخ يمسح قذى عينيه

ينتفض؛؛

الأديان تبكى

والأصنام تركع إلى الله

والجودي يشد

متراس السفينة

آرارات يحتضن

أسماءهم

الصخور تعلن عرساً

والحرية تزف مجدداً….

أرومة القهر

بينوتشيه !،

سترسنر ،

دوارتي

والتّكريتي

كل طغاة العالم

عجلات فتك

وتشريد .

هيروشيما ،

ناغازاكي،

ماي لاي

طروادة

كلها رموز لنهاية اللحن ،

وخاتمة المشهد .

نسغ البصمات

البراءة العارية على آماليدك ِ

والعاكسات التي تغرس اللهفة

تتقوقع في الصّغير النابض

فدعيني ، أتسكع في شوارع قامتك

وجبيني المطرز..

أهرب بك إلى عش فقد حدوده

إلى كروم

أزيلت أعناق عناقيده

و أدوّن تواقيع الآتي

على جسدك المجبصن ..

أزحف إليك طويلاً

لنقطف الياسمين.

دعيني

أقدم ما تبقى من براءتي

على قارعات الخيال

وأخلع

كل حراشفي في صومعتك

قبل رحيل الّنسغ عن بصماتي .

حلب 1996

أماليد : الأغصان اللينة أو الناعمة ويقال للمرأة الأملودة أي الناعمة

الوقوف على المرحلة

أم متناسية ، هي نفسها الأم ذات الشعرية والنول

وذات التجاعيد التي

تحادث خنادق العمل ،

وشَجَن،

وهنا زغاليل تغرد للطيران

وتبحث عن نفسها ،

وعش وأسماء

وأطماع شتى

ووعول تتناطح هنا وهناك

الراعي وأفعاه

وأمواج تغرق أمواجاً

وقبطان يلعب الباصرة

والحفّار ينتظر أمراً ،

ربّما

ستأتي تماسيح

لتمسح حزن المرحلة

بين شفرات المقاصل

كلما أ كلتُ المساحة

رأيت قصاصات ورق

يتقاسمها النسر والغراب

صناديق صباغ

تمد اليد لأرصفة التسول ،

أكياس قمح

تتراقص للفيلات العفنة

ولفافات تبغ كوبي

تشنق ما بين المقاصل

ثم ورود

تصلبها العناكب ، والخنافس

أحبة

فاكهة

تلتقط الوفاء من واحات الحجل ،

عفواً ، عباقرة

أبطالاً

يغطسون في قبور بلا عناوين

ثم تطلقهم الحياة ،

فقاعات

إلى مدافن الذهول .

حديث مع مرآة جاحظة

بيني وبينك قطرات تبغ

وقلم عقيم

وأوراق عاهرة تبيع أنوثتها لطاولتي المتفسخة

يسيل لعابي رحيلاً

ولعاب طاولتي للحظة نثر الأوجاع

أيّ اللعابين يبلغ مصبّه ،

لم أدن منك يوماً

رغم كشفك الكثير للصّفحات

لن أدشّن مداخل كبريائك

سأبقى علقة لقصة بلا نهاية

اغتسلي في مياه

فقدت أرجل العودة

والبسي القصب المغروز في الماء

شهوة

خمسة عيون ويكسوني الرحيل ..

لا أحب الفستق ، إلا أن قوة تجعلني

ألملم القشور

وبقايا أيامي .

كلماتي سقيمة ،

تئنّ على نقالة عمياء

وممرضة كسيحة الأمنيات

تبكي الشّاعر

فتموت الكلمات في قهقهة الممرات !

القامشلي / 1995

دندنة طفل

مطر

مطر

أنسّق القطرات ، صفوفاً

أبني بيوتاً،

دوراً للاجئين ،

وخياماً للأيتام

وكسرة خبز أزرعها على الرفات ،

قناديلاً

على رفات كأنها الكعبة

أضمّد الجراح ،

وأقتلع الحقد

من الفطرة البشرية !

ردود السماء

الشهيد يداعب خصلات قبره

والسلام يبكي وحدة ً

السلاح ، دائخ استعداده

لعاب القلوب يسيل

بين كفي الميزان

بين المعبود والعقيدة

عقول تغوص في المد والجزر

وبيع الضمير

كأسلاك النحاس

كالزجاجات ،

كالقطع البلاستيكية

القمار والإدمان حلمان لنوم رث

جمع لا يحصى

يرفع الأكمام

يقبل السماء

أصوات تصعد سلالم الحق

وسجّاد منخور الرأس

وبندقية وحيدة

رسمت

كل ملامحهم .

شاهد فقد لسانه

سؤال مشلول

لعيون الوطن

أين حضارتي ؟

والكنز المطمور

في خبايا ثناياكم

أين الدمى الفخارية ؟

الأوراق الصامدة في وجه المستقبل

على عتبة التاريخ

ولجنة المفاضلة ،

للأوراق الأربعة والقرعة المرغمة،

والشاهد الوحيد

والأثر الذي لا تمحيه

المصائب .

أين اللغة الصلبة ؟

من الهجين

الذي يومىء إلى القسمات

أما عن الباعة لشبر من التراب،

قالت عينا الوطن ،

وبنبرة ٍ مخنوقة ٍ

نزلت دمعة

تعبر عن قلب الأم!

شموخ

أقرأ في عينيك كآبة ،

حباً

يتخبط في دمه

ووجهاً يملأ الحزن ، شوارعه

سرّة الأرض ، ههنا تبكي ،

وتبحث عن سيامند

تبحث عن دمه الذي

تخثّر

على آنية

من وفاء

وآرارات ، ما زال كما هو ،

ابن هذا البقاء الأبدي .

صرخة

ضريح كاوا

قرية دوكان

قره داغ

حلبجة

بصمات تاريخ منسي

تثير الدهشة ،

كراسيكم المتآكلة وأحاديث الشّوارع

نقاط علام لغيوم عقيمة

ألا تبصرون شبح الوحدة

وقد ترجّلتم عن صهوة الغيرة

عجباً،

ألم تثيركم شهوة الرقص الجماعي

وترنيم النماء !

*قره داغ , دوكان , حلبجة : قرى كوردية في كردستان العراق عانت الكثير من الدمار والقتل حتى الضرب بالكيماوي في 16آذار 1988

فأل شؤم

هل أدهشك المنظر ، يا كفيف ؟

وموتى الكيماوي يبيعونك أعينهم

أنت يا أصمّ !

هل أطربك لحن الموت ،

وأنين التراب ؟

و أنت أيها الأبكم ،

ليكن لسانك

مربوطاً بالكعب

لأن نطقك

فأل شؤم !

عناق

صراخ والفرات يسلبه قطّاع الطرق ،

بصمات أيدٍ محروقة ،

ودجلة يموت غدراً

الجغجغ ،

وان

هيزل

الخابور

جميعهم

فقدوا جواز السّفر !

* وان : بحيرة وان في كردستان تركية ,

* هيزل : نهر واقع ٌتركيا ويعتبر الحد الفاصل للحدود العراقية التركية

* الجغجغ والخابور : نهران في الشمال السوري

مشاهد درامية

1

الغبار

يلعق البسمات

والرّصاص

يعانق جسد الضّحية !

2

لكل نبضٍ

رواية

لكل رأس رواية ،

وللرواية

سؤال

تعلّقت أظافري بباقة سنابل !

أغرقتني القشعريرة ،

تلعثم لساني

قبل أن أبلغ نشوة السّكر

ابتلعت الخابور

وختمت الرّواية !

3

كل يوم ،

أمطار تداعب الأرض

تصارع الطّيات

تناشد الصخور

بأنّها ، ستروي ظمأهم

غير أن روحي

تبقى عالقة

بحبال العطش

رياح ، تذوي لكماتها كل شيء

سوى طيفك يسترق مني النظرات

حروب تبتلع كل شيء ،

على أعتاب حبّك اللامبالي !

وسائد ملونة

يا للوسائد !…

التي ثملت من أربطة عنقي

حين رسمت ،بجفاء،

ملامحي المقسّمة

أسلّمها لجدار مال ،

وتستلم هي راحتي

تكتم أسراري ،

عاداتي ،

وحفلات السّمر الصّامتة

ولكن ! … في كل مرة

تثاؤبي يجر أجفانه،

نهاية

طعنني حزن وسادة مالت عليّ

وأدركت ضّالتي في فخذ أمي

أسرّح لها الطّفولة والأمومة

تفصفص شعري

بحثاً عن التقليد .

……………………….

حلّ اليتم ضيفاً

طعنني فرح وسادة

فأدركت اليتم

جهة الحبيب ،

أسرد له الإخلاص

بحثاً عن التخليد حلب 1966

حبال الحياة

الأمس

تاريخ لمسات كاملٌ

لمسات تخلّد حدوثها

اضطرام النار بأبي الهول

وثورة الثلج الأحمر

وسفر برلك

عودة تقويم ضائع في دهاليز الركود

حوادثٌ متصارعة

حياة فقدت حيّزها

بين متاهات الإعراب والحنين

اليوم

الجزم يكسرالظّهر

تهرول بك الساعة إلى حيث لاتدري

والغد….

مجهول أعمى ….

والأيام تعلب الجمباز

*الثلج الأحمر : الثلج الذي تساقط في سنة 1910 في محافظة الحسكة السورية

** سفربرلك : تسويق الشباب السوريين إلى الجيش العثماني وقطع الأمل من عودتهم ثانية إلى ذويهم

عتبات الربيع

أقراص نارية ، مجدولة

حول الأعناق وتيجان من الفرحة

أنتم

وأول عود ثقاب ،

وخطوات رجل فقد ساقه

عند أول خطوة صائبة

لريش حمام ، حلق من عتبة نوروز ،

كسرات يابسة للسجون

وأسطوانات عشق

وأم تتسكع في شوارع التاريخ

بحثاً عن قلائد

وحرية

*نوروز : هو بداية يوم جديد وحياة جديدة بعد الخلاص من الظلم والعبودية ,خلاص شعوب المنطقة عامة والأكراد خاصة ً وذلك بقيام كاوا الحداد بقتل الملك ضحاك

كرمٌ في خزينة

دمعة ُ دم ٍ

تبتلع الأرض ، توغلاً

روحٌ تتجنبُ الطّعناتَّ

قبلة للأرض ِ

وأُخرى للسماء

وسام ٌ على صدر ٍ

تآكل من الأنين

وطن ٌ يعتصر قلبه حزناً

كَرَمٌ يتيم

وخيمة الطّائي تسائل دم الآتي

لم يعد

يجتاحها زائر

بات شهداء وطني يفوقونها

كرماً

ببشائرهم ،

يمدّونها

نوراً

دير الزّور / 1988

أصيص

من تكونين ،

سؤال

يلازمني ، كالمأكل

والمشرب

ويلازمني

كنشوة

في الخواء .

الاستغاثة

أم تلملم حزنها اليافع ، في مرود

لتنقذ أولادها الطائشين

من الغرق في بحر السّنوات

و الأب يخبّئ لفافاته من نار مطر قادم

والمعلم يكمم كل طباشيره

ويلحف سبورته بعلم تاه موعده ،

وصفارات الاستغاثة

تدوي

فرقعات شتّى ..

والإذاعات الثرثارة ، تحادث جماجم

مقصوفة الأحلام

من يأخذ بيدي ،

من يحررني

من مذابحي اليومية

أسألكم وللمرة الألف

من يأخذ بيدي ،

من يمنحني ، قليلاً من السّكينة

والأمان ؟

الخفاء

بحران ..

حدودها : خطوتك والقرفصاء

افرش ْ وجهك بأغصان أشجارك

كي لا ترى الشمس

لكنك ، لن تحجبها

سهامك الصدئة تجر أذيالها

والحياة تتنفس أهازيجها

كذلك الحقيقة

لا تخفيها العانسات .

بدائل

تحتضنك جعبة الأحزان ،

دخّان آهاتك ، يسمو

أكثر ، فأكثر

انتظارك يئن ، إثر انتظار

تبكي دريسا ً منسياً

وأنت تمتطي صهوة حزنك

وتترجل من الحنين

لن يأتيك اللسان الراحل أبداً

هناك، بعيداً

يخفق مع الرّداءة

وينافسها النّخيل

القمر العقيم لن يتدلى بتوسلاتك الهزيلة ،

اشرب نخب اللا موت ، طويلاً

ستأتي امرأة أخرى

تحل أزرارها في الرّيح ،

فتسرع إليها

بأرجل مشلولة ،

وأعين مغدورة .

تحولات

1

تفجّرت ذرة بخار ،

نزلت على الأرض

خريطة

فامتثلت العواميد ،

وجلاً .

2

سبعة حروف وجلة

تاهت عن عدالة السّماء ،

وحميمية الأرض

3

سبعة حروف

اختبأت في جبل الانتظار

4

سبعة حروف ، وأم رحلت قبل أوانها

وأبي بحّ قلبه ،

ولم يزل

خصلة شعر

امتط يا ليل

سفينة التعاقب والتّرحال

وابزغْ من بحر هائج يلاطم حبي

أعشق التمركز

وتلفني أشلاء الذّكرى ،

تلك المنقوشة في شراييني الممزقة

تأسرني خصلة الشّعر ،

تلك

وبقايا صوتك العالق

على حواف النافذة .

طوفان

عبث الطوفان بالسّفينة

كل يطوف ، عيون طائفة

أناس طائفون

أفكار تعوم دون مجاديف

بين كفر وإيمان في نزال أبدي

يتبارزان

للنجاة

و جودي يشدهم إليه ،

يعبّد لهم جسراً

ومن هذا الجسر ولدت قرية هشتيا

قاب شطرنج ، وأدنى

تضاربت فكرة الجهات

والمكان ذاته،

كان الرحيل

وكان البقاء ،

ومن البقاء كانت

ولادة كرد ما لجي .

* جودي : هو الجبل الذي رست عليه سفينة سيدنا نوح عليه السلام

**هشتيا :هي القرية التي استوطنوها من كانوا على متن السفينة وهشتييا تعني بالكردية الثمانين أي كانوا 80 شخصا ً

عزيمة

أعدمت كلمته الأولى

اعتبرها صغيرة

فقدت الدمعة عرشها ،

قال : حباً منفياً

ماتت نظراته ،

لعن الكبر

ولكن بسقوط لسانه

انتفض كالمارد ،

استل كل مزاميره ،

وقال :

يا موتهاأنا آت ،

وانسدل الستار .

مناجاة

أي تعبير

يعادل وصفك ،

وأية لغة تحرث قامتك الأليفة ، ليلاً

قلم يسطّر طيفك السّامي ،

لست بالإدريسي ، أمضغ خارطتك

ولا بالفارابي،

حتّى أعزف

لحن الأبجدية .

ميلاد البداية

يوم محزم بالذكرى

وأظافر دامية تلقي بأحقادها

على أعناق المدينة

تلك المدينة الغارقة في سبات الفجيعة

سقم أحال المدينة ،

رماداً

وبقايا أشلاء خائفة

فامتطى الفارس صهوة الخلاص

يرقص

مثل لفافة بين شفتي ثائر

يعلن بداية ً

موت الموت

أوعز للجبال المتجمهرة ، هتافاً

وللحمام سلاماً

وللناس رغيف خبز

وجهاً لوجه

صديقي اللدود ،

تعال ، نتقاسم رغيف التنكيل

على مداخل السؤال

تقوم بمضغي بين أنياب سطوتك

تجسّد من عذاباتي ذكريات

في دفاترك المسمومة ، تقرأني

كلمة متمردة لشعب ثائر

أو جملة مدججة باللوحات على أعتاب الحرية

حين يتشبث بأظافره

بعباءات الوطن ..

أجلدك

أجلدك

فتذكّر ثمة من يعبث

بوطنك والمقدسات ‍‍‍.

خشوع

ورثت الخشوع إلى الله

وتعلمت الركوع بقدمين إلى شمس الحقيقة

أدعو إلى ربيع زاحف

إلى مساحات الورود المطعونة بالشتاء

وإلى أولئك الهاتفين

على غصون

مفعمة بأصابع شاهقة

في سجودها المديد

إلى الله .

أدعوهم إلى ركعة خجولة

لوجه الوطن ‍‍‍‍‍‍‍‍‍.

اغتيالات

سأعود إلى الغارقة في القيم ،

للبلدة المتوارية ، خلف تل الذكريات

سأذكّر الذي اغتال ولادتي

فضاءاتي

قصائدي

سأذكّره بالتائهين ، في أدراج من النسيان

والخوف

سأعود لأصطاد ندمي

والعروس المركونة

هناك ،

وهي تغازل آلامي على نول الانتظار

تحيك من غربتي إكليلا

ليوم ولادتي

سأعود ،

رغم اغتيالهم لصدى صوتي .

أغنية دامعة

أعزف لحن الحياة ،

أغني بعيون ، حطمت كل النغمات

لعينيك الحالمتين

بالوردة الحبيسة ، بين الصفحات

والأمل المحمّل على ذرات الصبر

هكذا أكتب حكايتي ،

والدموع ،

تسابق أفكاري

المعلقة من جدائلها .

الاعتراف

قلبي ……

يا كف المدينة الثاني

صغير الاعتراف يحبو

صامتاً……………..

وأزرار الكلام تعارك الخجل

الإلياذة قابعة وراء الصغير الآخر

في الدهاليز الممتدة ،

بينما بتنا

نحن

ننتظر انحلال الصفر في برك الكلام .

النادل

يكفي ما أنت عليه ،

يدك تلعب في المضمار ،

لعبة الخصومة

والسعادة

وغناؤك ،يسمو صوته

على أعتاب مطاف محتوم

بالهزيمة ،

بينما مشوارك يموت صداه

بين راحة أبدية

واقتراف درب جديد .

ابتهالات

يا قناع ،

لم السخرية من فتاة هامت بالكهوف ،

لم لا تحمل أقحوانة مشلولة

تبيع لها أطواق الحرية

لم تسخر من شاب اعتنق الألوان

وزرقة السماء

من طفل يحبو إلى أمته

والأرض تأن بكل سبائكها

من شيخ يمتص أنامل شبابه ،

وهو يحمل الدهر على ظهره

ويطوف به العمر كله ،

لم لا نحمل جميعنا عبئا

قضية

طالما هناك في الأفق القريب

كفيف ، يشدو نايا حزيناً

ويمد أضلاعه إلى النور هناك .…………….

أمنية

لو تشلّ أرجل الكرة الأرضية

ولو الفينيق يشرب كلامها

ويموت البصّارون

تبقى التخيلات في الأسرة ،

وتبقى الذكريات

هذه صفعات شوق تسامرني في هذا الغياب

وحارس العشق ، يسترق الحجارة

الحيرة في يده الأولى ،

وفي الأخرى ،

حزمة بسمات …!

برسم التسليف

في البدء ، محل ألبسة

بعد شهرين ،

محل أحذية

بعد نصف سنة ،

اكسسوارات

بعد سنة ،

محجوز

للتسليف الحكومي ..!

تساؤلات

لو أردت السّؤال عني ،

اسألي لهاث خطواتي

وصوري الممزقة على حافة الطريق

اسألي مساماتي المحروقة

من وهج الانتظار

اسألي اللفافات المحطمة الرأس

والرماد المتناثر ، هنا

وهناك

اسألي عقارب الساعة

وتأفف شارع مهزوز

واسألي

ولادة الصبر للانتظار

أو اسألي الانتظار

بشخصه .

تنفيس

أن يستولي الآخرون على عرضك

لا ضير في ذلك

أن يستولوا على أرضك أيضاً

لا ضير في ذلك

أن يتنفس بطنك الصّعداء

، ولو لمرة واحدة ،

فذاك عجب

العجب !

توسلات

أسائل شواهد القبور ،

يجاملني القدر

وترمقني الحيرة

إزاء هذه المستطيلات الترابية

وأنا

أنا ..

نبت بلا نظر ،

وأمي وأبي

جثتان ترسمان طريق الفاجعة

وأنا ..

أنا

وحلمي

صار ملصقات على أسوار المدينة .

حبال المطر

أملك خزائن حزن ،

وكأس حرمان أتجرع منه الصبر والهذيان

أبكي نفسي مرة ،

أبكي الله ألف مرة ،

مدن كثيرة ترثيني

ودريس ، يكسو مقبرة الهياكل

أقفاصاً

وقمصاناً نارية

وأنا ما أزال معلقاً ، بحبال من المطر

وأسواط من السماء .

حروف شتوية

1

خدر حبيبين ، وليل

ترجّل عن صهوة ضجيجه

كل شيء غي حراسة شتوية

والطيور

تتابع اللقطات الأخيرة

من اللقاء .

2

الزغاليل،

اعتكفت في سقوف

متدلية من الوهن

تنتظر الرواية

في لحنها الصّامت

3

كل شيء في سبات مؤقت ،

والآهات ،

تراقص الفناء

حتى نجمة الصباح ،

انتهى اللقاء بها

وتبعثرت الحروف

في أول قطرة مطر .

حزم ضوئية

1

كل يوم،

حين يشرب المرء ، وجه الصّباح

أرتشف الذكرى ،

2

لا تخلعي حراشفك ،

لأنك

ستخترقين القانون !

3

احمي نفسك ، صديقتي

لأنك لست ممن تتشابهين بالحوريات !

4

الإسفلت ، يبكي خطواتي

الرّصيف

يطبع صوري الممزّقة

الأبواب ،

تودّع أحبابها .

5

الأب ينسج جوعه

والرّضيع ،

يأكل أصابعه موزاً

6

إذا كنت تترددين جدولاً آخراً

لم تتلحفين قصائدي

وتجعلين كلماتي وسائداً

تبسطين عليها أحلامك الرّثة

7

ارفعي في وجهي كل مقاصلك

نظراتك ،

فلكل مقصلة عندك ، مقصلة

ورغم هذا ، أتقدم بخطواتي المتعثرة

إلى صومعتك ،

وأقدّم انتسابي

حلم

حلم لا يزال قابعاً ،

على يدي

أطوف به شوارع المدينة

أقارنه مع( الجرن) *

ثلاثة قرون من الثواني أنتظر

شارباً من دن حبه الكثير

أجوب معه مساحة العالم

يدل ، نهاية

إلى القامشلي ،

هذه هي مقبرتك !

* الجرن : قرية سورية ، تابعة لمدينة منبج .

وضاع الحلم

طفل رأته ينبت تحت صخرة صماء

يولد لغيمة غجرية ترقص

على رحم مرمري

تحسد كل ولود

تحسد الصوت المستلهم من رحم مريم

وحبة مهربة لرمانة فارغة

تعثر كحل عينيها

هجرها المرود ، ذات حاجة

وعلى قبرها

كتب :

شهيدة الطفل .

حيتان المتوسط

أيها البريء بلون الصدفة ،

والمعتق بجمال وقبح المرايا

تعال ،

نطلق فقاعة صراحة : للسان وكل رسنه ،

للحدقات كل خطواتها

وللمتوسط متراسه

نسحب من مياهه كل وجودك ،

طفولتك / كبريائك / عصيانك

وكل ، ما يملكه شخصك الراحل

وقصيدة هرستها العصارات

ومدمنوا الأحزان ،

جعلوها قلادة تزين شهوة السنوات .

الأمومة تنسج حبلاً سرياً

يتراقص على ألهبة الجوع

وحيتان المتوسط ، توزع كسرات الدهشة

وتمطر وعوداً بلا لون ولا أرجل .

ثم ماذا يتبقى للمتوسط وأهله

إن فقد الوجود من خزعبلاته ؟

أملعقة قحط،

أم دريساً مزيّناً بالهياكل ؟

أم رقع الموت المتناثرة

لطيور محنطة بالجفاف ،

أم بشر تهرّب الديدان أطلالهم ،

ماذا يتبقى للمتوسط ،

غير أحزانه

وغير حيتانه الصاخبة …..؟

خبرني يا طير

أضعت عنواني

مضيت أقلب صفحات ذاكرتي

أزقته ِ

شوارعه المزهوة بالكبرياء

في زمن ٍ تسقط من عيونه ُ

كل المارة والماضون َ للاشيء

في زمن التهافت ،

والسمو في زمن الانحطاط

سألت ُطويلاً

عادَ السؤال خائباً

وجدت وطني ،

جهة لكل الجهات ،

بحثت ، لم أجد شيئاً ،

فتذكرت جهاد سعد ،

وأوراق برنامجه :

لماذا لا أبحث عن نفسي

وعن الآخرين ؟!

خيبة…..!!

أهرب بعيداً ،

إلا أن الخيبات تطاردني

أسلخها عن جسدي

واحدة تلو الأخرى ،

أركض وراء حرشفة أمل ،

أعزّي نفسي بها

تغوص هي الأخرى

في حفنة زاحفة من السؤال ،

أركض من الخيبة

تاركاً

قلبي فقاعات على طريق الذهول .

دوامة

امرأة ،

تمزّق سحابة الصراحة ،

وأخرى ،

تفك أزرار الاعتراف

وهو رهين الحيرة

لمعادلة

فقدت كل رموزها ،

على أبواب الفقر

ينهض من حيرته ،

يعلن ..

هزيمته الأكيدة .

ديلمان

على حافة أول ربيع ،

تعثرت خطاها

استدارت وجلاً

من زمن جريح

انتقلت ديلمان إلى مواسم اللا عودة

إلى ربيع دائم

تاركة طاولة الحياة

وبعض ألعابها

ولهاثها الطفولي على سرير البيت .

** ديلمان هي أخت الشاعر والتي توفيت في بداية ربيع عمرها

رمز على أشرعة السّفن

تعال، نفتح نوافذ قرى كسيحة

نتلمّس ، آثار خطواتك بجواربك القتيلة ، عطراً

وننشق أتربة السّفن من الألبسة المتصببة ، عرقاً

والجماجم الراسخة تركض إلى ربيع

فقد وروده ، بين حياكة الشّائكات

تأتي بالغريب ، تنفضه ،

والقريب تتلمسه

ونفسك تشرب نخب الصّراع

سفن كثيرة انقرضت ،

وأنت كما أنت ، تلملم دفاترك

تسلخ عنهم قذى الرفوف

وثمة دفتر مسلول يهرب الكلمات ،

فتموت المقالات في النميمة

تأتي للأخرس ،

تغرس أوجاعك في عزائه

وتبكي أشجاراً

تمد اليد ، لطرق كفيفة

تأكل سفناً جديدة ،

وثمة دودة مدمنة ، تهرّب الجذور

لتموت اللقاءات !

تأتي للأعمى

تتلمس أوجاعك في نظراته

وتبكي نسائم ٌ

تتوسل لسنابل مقصوفة الأفكار

تأكل سفناً جديدة ،

ليأتي مخنّث يهرب التراب ،

لتموت السفن

وتبقى أنت كما أنت ،

تلفك السفن بالهجر ………….

والنكران!

زويا

زويا

بريئة أنت ، مثل كفن

يلف به الميت ، عنوة

مثل شمعة تحرق في ليلي الفقر

وحلم يأتي كل مساء

حنانك ناقوس ، يسأل القضاء والقدر

لم جرى عبقك المعلق على مخالب الحب ،

منخور العظام ،

صوتك المغتصب تحت سنديانة الصور البراقة

مجدول بضفائر الهموم

وبقايا حنان مبعثر هنا وهناك

حنان تائه في شريان ابتلعه الانحراف

والإدمان

ما جرى زويا ،

لا تطلبي الفرح من مدائن اليأس

فعلى أصابعك تنبت ألف قصيدة

وينهض ألف وطن

وتحلق بريفان على يديك

مثل الطفولة

مثل الحياة

أغان ٍ معلقة

إلى الذي فقد أرجل العودة إلى الحياة

إلى روح الخال والصديق جمال حصّاف

عندما تقرع أجراس الحزن ،

يبدأ الموت أغنيته الجميلة

ترقص الدموع والدم في حلقات مبهمة

يتساءل :

كيف مات ،

كيف عاش

لم مات .

اكتملت قلادة الموت بقدومه ،

وتعلقت أغانيه

بمشجب الرحيل .

صور

كلما مر شبح الوحدة ،

اختلس ذاكرتي صورك المبعثرة

على طاولة الفراق

أجمعها ، ألواناً

وقوس قزح ،

ترجل من الفضاء

وإذا أقسم أحدهم ، خلسةً

تذكرت الأرقام المعتقلة في أقراص الهواتف ،

ورهائن الكتب ،

تلك المنسية

على رفوف الفراق .

طنبوره

مضى زمن وابن ال

بعيد ،

قيل أنه مريض هناك ،

حيث الطفل الإلهي يشد كسوره الشتى

ويربطها بشرايين قلبه

جرفني صوته ،

وانحللت معه

في الربيع

والموسيقى !

عداء الحياة

راحل ،

راحل إلى المجهول ، عنوة

مائة أغنية لا تكفي أحزاني المنوطة ،

أعزف قسماً على قيثارة جريحة

وأغازل ما تبقى على نول مثلج

راحل ،

أبدد بعضاً من جروحي المنهارة

وأجمع بقايا قلبي من شوارع كسيحة

راحل

أرد للحياة صفعة مدوّية

وأنتشل من صدرها حروفاً ، كاسمك

فإلى اللقاء ،

إلى إعلان الرحيل ، نهاية

إلى لحظة انفجار الصفر ،

إلى

إطلاق صرخة الغد

عزف على نول الأحزان

اللحن الأول :

قلبي يا نول الأحزان ،

مدن كثيرة تشاطرك كسرة خبز

حناجر دالية ملتفة بالأغاني

سنابل تنطوي لأحزانك ،

ببيادر امتهنت الرّضوخ

مائة مقبرة لا تكفي أحزانك

والخيمة السوداء منتصبة

تحتضن أغانيك المتعبة

كلماتها متكئة على عكّازات من اليباب

ألحانها تنتظر الهواء

والغراب ينفث في رمادك

والنسر

ينتظر .

اللحن الثاني :

آه يا نفس !

إلما يشرب الهم نظراتك ؟

أتريد صنع جدائل حزن ،

لأم عقيمة ، تبيع أطواق النوم في سوق السّهر

أو باقة قرنفل لنخاسة الحب

دعْ دمعتك تسقي فرح الآخرين ،

وأجفانك تغطي أجساداً

أنهكها النسيان والجوع !

اللحن الثالث :

آه

من تلك الليلة !

السّماء تبكي والقمر أرّقه النعاس

الأرض تولول

الحزن ،

القلوب

العيون

الجدران

الأنوار ،

كل شيء أرقه الموت ،

في هذه الليلة ، انطفأت نجمة العائلة

وتكسر الحلم …!

اللحن الرابع :

قلبي ، كفاك ، سباحة بين أمواج السنابل ،

وعرق المناجل

على غصن يشدو للحب .

تأخذك الريح

أنى توجهت ،

وأنت قنديل نار تثاءب فتيله ،

ونام إلى الأبد .

اللحن الخامس :

ورقة دامعة ،

وقلم نرجسي

قلب تركله الغربة

أنا وبلد ، يأسرني في دهاليز راحتيه

آهٍ ..يلفني الشوق ، لكسرة خبز في وطني

وحبل القربة المدلى، من رأس نخوته

وسر الدبس المثلج من حر الشتاء

والسلة المحكومة بالإعدام بما فيها من اللحم

تأخذني الأفكار ، خلسة

وتسبقني خطواتي الثكلى ،

أشواق الغرباء ،

تتوازع شوارع وجهي

وخلف عواميد عيوني

يتقابل العشّاق .

جرحي يمجُّ ملحاً

وأقضي الأيام ، عنوة

أبكي رفات قلبي

ونفسي رثة من الضّياع .

آه

يا تاجي الضّال ،

لم تزل تقيدني

ضفائر الغربة .

عطاءات

من يستل لساني من غمده ،

من يجرّد

قلبي من همومه ؟ ،

أعطيه ما تبقى من عمري .

من يجمع الآراء في سنبلة التسامح ؟

أهبه عيوني .

من يرثي شهداء وطني ،

من يفتح طريقاً إلى القادم ؟

أهبه كل قصائدي .

قناديل الشرف

صدرك مساحة بحجم الكون

تكسوك خريطة العالم بالكبرياء

المنبع برأسك والمصب في قدميك

قنديلك

يتراقص من ألهبة الحرمان

وأنت كما أنت

تزداد

بازدياد

الزيادة .

فلاش

رفع الستار ،

طفل بين منكبيه

طنبور من تنك ،

ورشاش من الأماني

التي لا تنتهي .

قامشلي

تمخضت كتاباتي بالشعر ،

حملت تسع قصائد ، ثم ولد حبك

يرضع من أثداء ذاتي

ومن حلمهة قلبي

قامشلي ، أنت سيمفونية صبر ،

تتأرجح على صول الانتظار ،

سهر يداعب خصال أحلامي

ويملح طعم حياتي

وقناديل لياليك يا قامشلي ،

شلال يتدفق على روحي ، رونقاً

وحناناً

فيزحف شوقي إليك ،

إلى لمسة مفعمة بالسكر،

وأين المفر من براثن الشوق

ودخان الهموم يتلمس شعري

يهرب خيالي المبعثر

ونظراتي المعلقة من بصيرتها .

ميلادي بحثت عنه كثيراً

في الصفحات المتآكلة ، وسجلاتي التائهة

كان قلبي ،

قد فقد آثاره في طرقاتك

وحين التقينا ،

يا قامشلي ،

وجدته ، في صمتك الخجول

مطرزاً بالهدوء

والوداعة .

لقاءات

1

كتبنا كلمة اللقاء

في دائرة الصمت الرهيب

ولا لقاء البتة .

2

في حفلة ماطرة ،

كان اللقاء

تحت لفافة السجائر !

3

في زمجرة البحر

والتيارات المتلاطمة ،

كان اللقاء ،

في جوف قوقعة متوارية !

4

في لحظة محفوفة بالأزيز ،

احتوانا

ظرف طلقة منسية

فكان اللقاء.

5

في المستطيل الداكن ،

كان اللقاء

وقت انشقاق الضلع الملائكي .

لم أكون ولم لا أكون

لم أكون ، عنقاً لأعناق دالية

تحمل رؤوسا تائهة ،

ويدا تسعل محالج

وصولجانات ،

تهرس عناقيد اللاجئين ،

لم أكون ، صوت مئذنة ،

هجرها الرب ،

يوم الجهاد ، بقسوة

أو حبل ناقوس ،

بح صوته ، عند موت العدل ،

أو خيمة عاشقة ، مُزّقت حبالها

على تخوم الفضيحة ،

……………………….

…………………….

لم لا أكون ، عدسة

تعكس سياط الحقيقة ، على شرائح المجهر

سبائخ ، تتساقط على وجنتي الحرية

قبلات لقيثارة ماتت أناملها ، جوعاً

فأنجبت نهراً

وجبلاً خالدين .

لم لا أكون ،

ربيعاً لذاك المتأرجح على عامود

يبتلع نهش الألسن,

ويرتشف بصقات المارة

لماذا لا أقضم أصابعهم ،

وألملم روائحهم

سأذبح لساني ،

قرباناً

للفرق الباكية

تحت الوسائد .

مثل شعبي

جبلي ،

مقيد بالكآبة ،

غادر كل كهوفه ،

وجرح يلسعه هواء مملح ،

خرج ، باحثاً عن صديق همومه المشردة

بحث في الأحياء المخنثة ، والحدود الفاقدة ،

بعضاً من أعضائها .

توقف برهة على حافة أمته

متأملاً

متسائلاً ،

الجبال التي تشربت كل أفكاره ،

حائراً يتفحص الأمثال المتوارية في غبار الرفوف

أخيراً ، لفت انتباهه مثل مثقل من النسيان :

( لا يحك جلدك غير ظفرك )

مرسم

أيتها العابثة بروحي ،

رسمت بعيون فظة

لوحة يتم جديد

على سارية عمري

فتلاشت سعادتي

بين مني كامن في مثانة الدهر

وصدر محفوف بالمخاطر

مزق أجواء العيد

وتخوم الصور

بين سكر حزين

ومرارة عشق الأمومة .

بكاء الأرصفة

أنا والزمن ،

نقلب صفحات الانتظار

ندون أفكارنا الهزيلة في قدومه

وهو يغرز دبابيسه

في أحلامنا المبعثرة

والموعد انهال على بعد خطوتين ،

باكياً

مهزوماً

من محطات الأيام

وأنا بت أنتظر

انتظاراً

آخر .

هوية

آه ٍ

أخيراً باتت بصماتي معرفة

وجرحي معرفاً

لكن !

على رسلك صديقي ،

دعْ لهفتك تستمع بالشواء ،

سأراها ،

وتراها أنت

حينما نحتفل بعيد ميلادها

سوياً

نافذة الغياب

الغربة تمتص أصابعي ، مجدداً

أحطم كل الوجوه ،

ويبقى لي وجهي

أفتح كل الجيوب ، قد أجدَ

نفسي قابعاً في مؤ خرة احداها

أقلب كل المارة ،

عــلُّ دمعة تبتلع حزني

أعود لزوايا تأملي

أشتم كل حوائجي

وأعتذر لخطواتي المعتادة

على شوارع الغربة .

وَلَهُ الكتابة

على مفترق الطرق ، كان الحب

يهامس وجهي العملة ،

تخطّاه الناس ، جميعاً

الكاتب

والشاعر

والآخرون

يتلون قسماته المنتظرة

ستروي ظمأهم من صفحاته

ولو فعلوا

أية رواية ستكون ،

وأية قصيدة هي ؟

فتاة

من تكونين ؟

سؤال يلازمني

كالمأكل

والمشرب

ولازمني كالنشوة

في الخواء .

على صدر باروده منسية

يا قناع

لما السخرية من فتات هامت بالكهوف

لما لا تحمل أقحوانه مشلولة

تبيع أطواق الحرية لها

لم تسخر من شاب اعتنق الألوان

وزرقة السماء

من شيخ يمتص أنامل شبابه

وهو يحمل

الدهر على ظهره ويطوف به

العمر

لم لا نحمل جميعنا

عبئا وقضية

طالما هناك في الأفق القريب

كفيف يشدو نايا حزينا

ويمد أضلاعه إلى النور

وطن على نقالة

في غربة مشلولة

مرّ في فضاءاتي صوت هزيل

وطنك … !

أحزمت حنيني ولهفتي

وجئته مسرعا

أعطيه ما تبقى من أشلائي وآدميتي

رأيته

ينخر في عظامه

رأيت الوطن

كله يتحول إلى حقائب سفر

أو جسدا على نقالة الموتى .

وطن بلا سماء

مع كل شهبٍ كفنٌ مزركش

واسم شهيد ٍ يقطر دماً

مع كل نيزك ٍ توابيت نهيمة

وطفلٌ يتسول على أبواب الحاويات

مع كل زخة مطر ٍ

ترى المقابر تتسابق في إكمال شواغرها

وتتجمد المقابر …….

لكن……

أين الشهب والنيازك

أين المطر …..

في وطن ٍ فقد سماءه بين أزقة السماوات

فالأشلاء مبعثرة بين الأنياب المسوسة

والجوع يمضغ ُ الجائع

والمقابر تركت عاداتها

تخلت عن قيّمها

في وطن ٍ لم يشمله الإحصاء

فبقي بلا سماء

القامشلي

المعرفة

عرفت ُ اسمّي

عرفت نفسي للوهلة الأولى

أيقنت بأني أملك كلَّ خاص ٍ

كلَ عام ٍ ………

سكن ٌ و وطن

لكن الأسماء تخالطت

وبقي اسمي يتأرجح على ناصية السجلات

يعزف سيمفونية

يغني آهات

والحرمان يولدُ حرمانا

آدارت ليَّ الأسماء ظهرها

وحيدً أنا …..

وعين المارة ترمقني وجلاً

الكل يشهد ….

الخليقة تشهد …..

كرديًّ عرفتُ نفسي

مفعم ٌبالهيبة

والعنفوان

القامشلي 2008

صمتُ آذار

دقت أجراس ُ المدينة

أشعلت الشموع

وسط َ تصفيق صامت

وقطار الموت يسير والسكة صامتة

قتل صوت العلم

قتل َالهتاف الجامح

قتل َالشارع الفرح

وصوت المذياع صامت

أتاني الصمت بأذني هاتفا ً

يا روح أهمسي بالرفض

أزل عنك الوشاح الصامت

لكن للأسف …..

آذار بلغ َ الصمت الأبدي

ولا رجاءَ بعد اليوم

من الصمت ……

23 آذار 2008

الراحلة إلى مقبرة السكر

إلى نبع الحنان وسيدة الشقاء ، إلى أمي التي اعتنقت الفناء

كان الربيع مادا ً خطوته الأولى

والوقت…..

شب على أذرع الكلمات

نثرتِ ذرات إصبعك

الجغجغ …….

بكهوفه شامخ ٌ على جبين الموت

رحلت ِ إلى حياة ذاتية

ماتت ساعاتي ومعصمي يتيم ٌ

رسمت ُ واحدة ً …..

وفاءا ً لأسنانك الراحلة

انتظرنا جداولا ً

لقاءات……

نغوص في مقبرة السكر

والتأملات تعزف أوتار العاطفة

قريب ٌ قربك ِ….

الأبـــــــــــــ…………

يتخيلك ِنافذة حب مفتوحة

تبعث أنين الإخلاص

يراك ِسجادة عبادة

فيسعل ركعة ً

والصغار ………….

يتوضؤون من جنات صدرك ِ

يلملمون كلماتك ِالمحفورة

عن شجيرات الأيام

فيبكون موت مكتبتهم

ونذوب جميعا ً في عيون الانتظار

وحديقة مرقعة الجدران

فنبث مسامات المقبرة

عن همسات أخرى

وسكر آخر …………

القامشلي 1994

الفهـــــــــــــــرس

المقدمـــة

الإهـــــــــــــــــــداء .

قيــــــــــود وروائـــــح شــــــــتى

المســـــــــــــــــــترد

الأســــــــــــــــــــير

إ نبــــــــــــــــــــعا ث

أرومــــــــــــــة القهـــــــــــــر

نسغ البصمات

الوقوف على المرحــــــــــــلة

بين شــــــفرات المقاصـــــــل

حديث مع مرآة جاحــــــــــظة

دنـــــدنـــــة طفـــــــــــــــــــل

ردود السماء

شــــاهد فـــــقد لســـانـــــه

شمــــــــــوخ ٌ

بح َّ الصراخ

فـــــــال شــــــــــــــــــــؤم

عـــــــــــناق

مشــــــاهد درامـــــــــــية

وســــــــائـــــد ملـــونــة

حبال الحياة

عتبات الربيع

كـــــــرم ٌفـــي الخــــزينة

أصـــــــــــــيص

الاســـتغاثــــة

الخــــــــــــــفاء

بــــدائـــــــــــل

تـــــــــــحولات

خــــــصلة شــــــعر

طــــوفـــــــان

عــــــزيـــــمة

مــــناجـــــاة

ميــــــــــــلاد البـــــــــــداية

وجـــــــــــها ً لـــــــــــوجه

خشـــــــــــــــوع

اغــــــــتيالات

أغـــــــــــــــــــــنية دامعة

الاعـــــــــــتراف

النـــــــــــــــــادل

ابتـــــــــــــهالات

أمـــــــــــــــــنية

برسم التسليف

تساؤلات

تنفيـــــــــــس

توســــــــــــــــــــــــلات

حــــــــبال المـــــــــــطـّر

ضجيج الحروف

حــــــــــــــــــــزم ضوئية̀

حـــــــــــــــــلم

وضاع الحلم

حـــــــــيتان المتـــــوسط

خبرني يا طـــــير

خيــــــــبا ت

دوامــــــــــــــــة

د يــــــــــــــلمان

رمــــزٌ عـــــلى أشـــرعـــة الســفن

ز و يــــــــــــــا

أغان ٍ معلقة

صـــــــــــــــور

طنبـــــــــورة

عــــــــداء الحـــــياة

عــــزف ٌ عـــلى نــــــول الأحـــــــزان

عــــــطاءات

قناديل الشــــــرف

فــــــــلا ش

قا مشـــــــــــلي

لقــــــــــــاءات

لمـــا أكـــــون .. و .. لمـــا لا أكـــــون

مــــــــثل شـــــــــعبي

مـــــرســــــم

بكاء الأرصفة

هـــــــــــوية

نافـــــذة الغـــــيـا ب

ولـــــــــــــــــــه الكــــــتابة

فـــــــــــــتاة

على صـــــدر بارودة منســــــية

وطــــن على نقالة

وطـــــن بلا سما ء

ـــن بـ نقالة

منســــــية

000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000 المـــــــعرفة

صــــــمت آذار

الـــراحلة إلى مقبرة السكر

أضف تعليق