الأحزاب الكردية والصراعات القبلية، بير رستم، نصوص ومقالات

7de663b8-2d7d-414b-b63d-46da0dac3000
لتحميل الكتاب يرجى الضغط على أحد الرابطين التاليين:
https://www.4shared.com/web/preview/pdf/m96SJBdFee
أو :

لقراءة الكتاب: تابع للأسفل

اسم العمل : “الأحزاب الكردية والصراعات القبلية

اسم المؤلف : بير رستم

نوع العمل : نصوص ومقالات

رقم التسلسل 67

الطبعة: الطبعة الالكترونية الأولى26تشرين الأول – 2018م

تصميم وتنسيق ومراجعة : ريبر هبون
الناشر: دار تجمع المعرفيين الأحرارالالكتروني

جميع الحقوق محفوظةللمؤلف

حقوق نشر الكتاب محفوظة للمؤلف والنسخة الالكترونية ملك لدار تجمع المعرفيين الأحرار الالكتروني

https://reberhebun.wordpress.com/

لنشر أعمالكم يرجى الاتصال بـ :

reber.hebun@gmail.com

 

 

 

 

 

2

 

 

بير رستم

 

 

 

الأحزاب الكردية والصراعات القبلية

 

 

 

 

 

 

 

 

 

نصوص ومقالات

 

 

3

 

أحزابنا وصراعاتهم القبلية

الاستقطاب الحزبي

والعماء السياسي الكوردي!!

إن الاستقطاب عموماً هو العملية التي يمكن بها جذب الآخر إلى ظلال الخيمة التي يراد له حيث تجد الأحزاب والمنظمات والمؤسسات تقدم نفسها من خلال برامج ومانيفستوات لعلها تجذب أكبر قدر ممكن من المؤيدين والمؤازرين وتضمهم تحت خيمتها وذلك دعماً لسياساتها وأجنداتها المختلفة، محاولةً بذلك نيل أكبر عدد ممكن من الأصوات في مجتمعاتها.. وهكذا فإن الأحزاب عموماً تقوم على هذا المبدأ في طرح مشاريعها وأجنداتها السياسية وطبعاً بعد أن تقرأ واقعها الاجتماعي وما يلائمه من مشاريع وأجندات كي تقدر أن تستقطب أكبر عدد ممكن من أصوات مجتمعاتها وبالتأكيد؛ إن الأحزاب الكوردية لا تشذ عن هذه القاعدة الذهبية حيث كل طرف سياسي (حزبي) كوردي يطرح مشروعه السياسي على إنه المشروع الأكثر ملاءمةً لواقعنا الراهن .. ومرحلياً؛ هناك كل من المشروع القومي الراديكالي (البارزانيون) والآخر الأممي الديمقراطي (الأوجلانيون) وحيث الاستقطاب المجتمعي حول كل من المشروعين السياسيين.

بكل تأكيد؛ إن تعدد الأجندات والمشاريع والبرامج السياسية وكذلك التعدد الحزبي المؤسساتي هي حالة صحية بشرط توفر تلك الأرضية والعقلية الوطنية الواعية في المنافسة بين تلك الأحزاب وبرامجها في تقديم الأفضل لمجتمعاتها وبلدانها وأن يكون الاستقطاب ناتجاً عن وعي سياسي بما يخدم مجتمعاتنا، لكن في حالة البلدان والمجتمعات الشرقية وللأسف؛ يكون الولاء لتلك الأجندات والأحزاب والأديان، إما بالولادة والفطرة وبحكم العادة والعرف الاجتماعي أو بحكم الامتيازات والمصالح والخوف من القوة الاجتماعية والسياسية (الحزبية) المهيمنة. وهكذا فإن كل البارزانيين وكذلك الأوجلانيين طبعاً وجدوا أنفسهم على ذلك إما ولادةً وواقعاً اجتماعياً وذلك بحسب شهادة ولادتهم وبيئاتهم الاجتماعية الانتمائية لهذا الطرف الكوردي أو ذاك أو نتيجة وقوعهم في دائرة نفوذ وهيمنة أحد الطرفين السياسيين المذكورين. وبالتالي فعلى كل ساكني إقليم كوردستان (العراق) على الأقل منطقة بهدينان والخاضعة لنفوذ الديمقراطي الكوردستاني أن يكونوا بارزانيين وبالمقابل فإن كل ساكني روج آفاي كوردستان (سوريا) يجب أن يكونوا أوجلانيين وإلا فإن سياسة القمع والطرد والنفي والملاحقة والسجون ستكون من نصيبهم.. وبالمناسبة؛ فإن كل من قيادات الطرفين وفي مراحل مختلفة صرحوا بذلك وقالوا: „من لا تعجبه سياساتنا، فليغادر مناطقنا وأقاليمنا”.

وهكذا فقد وصل الاستقطاب الحزبي الكوردي لدرجة الفصل بين قطبي السياسة الكوردية، بل وصل لدرجة أن كل طرف ينفي عن الآخر هويته حيث جعل الإستقطاب والشرخ الحزبي، بأن يكتب أحد الإخوة في تعليق على صفحة اللوبي الكوردستاني والتي أديرها ما يلي: (أوجلان ليس قائداً كوردياً). إن هذا القرار القطعي يذكرني بفتوى طرفي الصراع الإسلامي؛ “الشيعي والسني” بحيث يجعل أحدهم ينفي (إسلامية) المذهب الآخر حيث كل طرف ينفي أن يكون أتباع المذهب الآخر مسلمين. وهكذا الحال في الكوردية، لكن من حيث التحزب العقائدي السياسي بدل الديني المذهبي بحيث كل طرف يرفض أن يكون الآخر (كوردياً) .. فهل رأيتم أيها الحزبيون كارثة التحزب والتي زرعتموها في مجتمعاتنا وكيف جعلتم أتباعكم يعمهون في الأحقاد الحزبية والتي أوصلت الكثيرين لدرجة إنكار الحقائق والوقائع على الأرض؛ يعني معقول يا رجل أن سجيناً سياسياً ومهما كانت درجة الخلاف الأيديولوجي معه بأن تنفي عنه هويته وحيث يشهد له الأعداء قبل الأصدقاء؛ بأنه قائد كوردي وأنت تقول بكل سهولة؛ “إنه ليس قائداً كوردياً”، طبعاً هذه ليست استثناءً، بل نموذجاً حيث صفحات التواصل الإجتماعي والواقع الإنقسامي على الأرض بين الفريقين أعمق بكثير مما ذكرنا بحيث يدفع أحدنا لأن يقول: تباً لعماكم الحزبي.

وأخيراً؛ إننا نتوجه لكل القيادات الحزبية والسياسية وكذلك للنخب الثقافية الكوردية بالسؤال التالي: من يتحمل واقع الاستقطاب السياسي أو بالأحرى الحزبي الحالي بحيث وصل الشرخ الإجتماعي إلى درجة التخوين ونفي الهوية الوطنية عن الطرف الآخر والتي قد تفجر الأوضاع في أي لحظة بصراع داخلي أهلي على غرار الصراع الديني الطائفي المذهبي بين المسلمين؛ “سنة وشيعة” بحيث يدفع الجميع ثمنها دماً ونحراً وتدميراً للمجتمع والكيانات السياسية، أليس جميعنا مسؤولين عن هذا الواقع الانقسامي الكارثي في المجتمع ونحن نغذي بيئاتنا بثقافة الحقد والكراهية تجاه الآخر حيث مجالسكم واجتماعاتكم الحزبية

4

تخصص للعداء بدل البناء وللأسف .. والسؤال الأهم؛ متى يكون الخروج من هذا النفق المظلم لنؤسس لثقافة وطنية شاملة ترى في الآخر؛ أخاً وشريكاً منافساً، لا عدواً خائناً يجب التخلص منه، طبعاً السؤال موجه للقيادات الكوردية (الحزبية)، لكن مسؤولية المثقفين لا تقل أهميةً من أولئك للتصدي للواجب الأخلاقي والسياسي في طرح البديل الثقافي العقلاني عما هو سائد من ثقافة الإلغاء والشطب على الآخر.

 

5

الشخصية العفرينية

لما ينظر لها على إنها؛ “شخصية قاصرة”!

 

يسألني صديق عزيز؛ “استاذ بير إلی متی سيبقی كرد عفرين مهمشين” ويضيف “حتی في الوساطات هناك من ينوب عنا من كرد الحزيره .. وهل نحن قاصرين لهذه الدرجة؟” ليختم كلامه أخيراً ويقول: “هذا الامر يجعلني اصل لحد الكفر يا رجل اقسم بالله العظيم”. أعتقد بأن سؤال صديقنا يدور بخلد أغلبية العفرينيين وبصراحة شغلني وما زال وقد كتبت عن ذلك عدد من المرات عن هذه النقطة حاولت من خلالها توضيح بعض الجوانب.

 

وباختصار يمكن القول بأن لها أسباب ثقافية مجتمعية عدة؛ منها تتعلق بالشخصية الكردية الضعيفة التي ما زالت تنظر لنفسها قاصرة تحت السن القانونية وتحتاج لوصاية الآخر، -وهنا العفرينيين يمثلونها بطريقة مكثفة حيث الأخ الصغير في جزء كردستاني هو الآخر يعتبر الأخ الأصغر في العائلة الكردستانية- ناهيكم عن الحسد والغيرة التي تميز عموم الشخصية الشرقية والكردية ضمناً بحيث كل كائن ذاتي منا يحاول أن يجعل من نفسه مركز الكون.

 

وبالتالي تكون منافستنا للبعض غير نزيهة، لكن في البيئات التي ما زالت تسود فيها القيم العائلية القبلية فإن الزعيم تكون له الكلمة على الجميع مثل بيئتي كوباني والجزيرة، بينما نحن في عفرين فقدنا تلك البيئة ولم ندخل المدنية التي تكون فيها الدور للمؤسسات وليس الأشخاص وبذلك فقدنا الزعامة القبلية ولَم تتوفر بعد الحاضنة الوطنية فأصبحنا كما يقال بالمثل الكردي العفريني؛ “Em bûn Seîdê seîda ma ji herdu îda”؛ أي بمعنى “صرنا سعيد السعيد يلي حرم من كل عيد” بكل أسف.

 

طبعاً وبقناعتي هناك أسباب أخرى كثيرة منها تتعلق بالطبيعة الجغرافية المحاصرة بإقليم عفرين وإنقطاعها مع الامتداد الديموغرافي الكردي في سوريا وعلى الجانب الآخر فقدان التواصل مع حاضنتها الاجتماعية خلف الحدود مع الجزء الكردستاني الذي بقي تحت الاغتصاب للدولة التركية والتي كانت -أي تلك الحاضنة المجتمعية الكردية- الحاضنة الأم لعفرين وفقدنا تلك الحاضنة جعلت عفرين مثل الوليد الذي فقد أمه الطبيعية لتلتقطه أم بديلة “سوريا” كدولة حديثة مع نهايات الحرب العالمية الثانية وقد زادت من فقدان الثقة بالذات تلك الممارسات الأمنية وسياسات حزب البعث عموماً.

 

وبالإضافة إلى هذا وذاك فإن العامل الإقتصادي والحالة المادية المقبولة للعفرينيين، جعلنا نكون حريصين على عدم الدخول في صراعات مع من هم أقوى منا -مجتمعياً هنا نقصد- حيث صاحب المال دائماً يكون حريص على إرضاء الجميع ولو على حساب نفسه وكرامته ويبدو إننا نحن العفرينيين تقمصنا هذه الشخصية الهشة وللأسف!

 

http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=592077

 

 

6

 

 

قيادات وطنية

أم رجالات أحزاب وعشائر سياسية!!

 

إننا ومن خلال مراجعة مستعجلة للتاريخ الحديث سوف نجد، بأن الكورد خرجوا من كل المعادلات السياسية الدولية والإقليمية دون تحقيق أهداف وطنية وذلك من خلال فرض حقوقهم وكيانهم السياسي ضمن الخرائط التي وضعت للمنطقة إثر انهيار الدولة العثمانية، بل وإثر ذلك فقد قسمت كوردستان بين أربعة كيانات إقليمية لتكون بحق مستعمرة دولية حينها ولتتحول مع استبداد وطغيان هذه الكيانات الغاصبة للوطن والهوية إلى مستعبدة إقليمية. وهكذا فقد لحق الكورد وقضيتهم بعدد من الدول والكيانات الغاصبة والتي مارست أقسى وأشد أنواع السياسيات الإقصائية الإلغائية بحق شعبنا بحيث بات التنكر للوجود القومي والحضاري لشعبنا سمة المرحلة السابقة في سياسات تلك الدول الفاشية وكان كل مطالبة ببعض الحقوق يعتبر “خيانة للوطن وتقسيماً له” يعرض المطالب بها لأشد أنواع العقوبات قد تصل للإعدام والسجن لسنوات طويلة وهناك الكثير من مناضلي شعبنا فقدوا حياتهم جراء تلك السياسات الشوفينية.

لكن ورغم كل تلك الظروف القاهرة والسياسات الفاشية لهذه الكيانات الغاصبة لكوردستان، فإن شعبنا والحركة الوطنية الكوردية بدورها تتحمل وزر ذاك الواقع المأساوي حيث وللأسف غاب المشروع الوطني الجامع للهوية الكوردستانية والتي كان من الضروري أن تشكل رافعة وطنية يلتف حولها مختلف الشرائح المجتمعية في الواقع الكوردي.. وهكذا وعوضاً عن الالتفاف حول مشروع سياسي يحقق للكورد هويتهم الوطنية السياسية، رأينا انقساماً بين عدد من الهويات الفرعية والتي تلخصت في الأيديولوجيات الوافدة حديثاً أو التقليدية العشائرية الدينية وبالتالي عاشت الحركة انقساماً فكرياً داخلياً بين الفكر التقليدي العشائري وبين ما عرف باليسارية والماركسية وتناسى الجميع؛ بأننا ما زلنا في طور حركة تحرر وطنية وإن الألوية يجب أن تكون للانتماء الكوردي الكوردستاني، طبعاً مع وجود تيار وطني كوردستاني داخل مختلف الحركات لكن وللأسف لم يكن فاعلاً بذاك القدر الذي يمكن أن يغير من الواقع على الأرض حيث النفوذ كان وما زال للآخرين.

وبالتالي وانطلاقاً من القضية السابقة ونقصد مسألة الانقسام الداخلي فقد غابت تلك الشخصيات الكاريزمية القادرة على لم شمل كل الكورد وقيادتهم، إلا ما ندر كما كانت في مرحلة ما من مراحل قيادة البارزاني الأب .. وهكذا فإن إحدى إشكاليات السياسة في الثقافة الكوردية والشرقية عموماً، كانت وما زالت غياب القيادات الوطنية أو بالأحرى الثقافة الوطنية حيث نجد في واقع بلداننا عموماً وعلى الأخص واقع شعبنا الكوردي؛ بأن القيادات إجمالاً ما زالت رهينة العقلية الحزبية ولم تتبلور لديها بعد مفهوم الوظيفية الوطنية وبأن لها واجبات ومهمات وطنية تجاه شعوبها حيث وللأسف؛ فإن تلك القيادات إن كانت في إقليم كوردستان أو روج آفاي كوردستان تتعامل مع المجتمع من منطلق (العقلية الحزبية) وليس كقيادة كوردستانية وبالتالي تجد هناك خللاً وظيفياً لديها، بينما في المجتمعات المتقدمة فإن المسؤول والقيادي في أي حكومة غربية تجده يقوم بواجبه الوظيفي الوطني وإن تعامله مع كل المواطنين يكون من منطلق الانتماء للوطن وليس للحزب.

طبعاً لا يمكن التعميم ولكن تلك هي القاعدة العامة في العمل السياسي بالأحرى الحزبي في واقعنا الكوردي عموماً.. ولتدارك هذا الخلل البنيوي والوظيفي لدى نخبنا القيادية ومجتمعاتنا عموماً فإننا نحتاج إلى إعادة بناء الإنسان على قاعدة الانتماء للأوطان وليس للأحزاب والأجندات الأيديولوجية حيث وللأسف ما زال التدريب والتربية الحزبية للكادر يكون على أساس حزبي وليس الانتماء الوطني ولذلك فإننا نلاحظ بأن الصراعات الداخلية للحركة الكوردية تكون ذات سمة وصبغة حزبية وليس وطنية وأي متابع لصفحات التواصل الاجتماعي يمكن أن يلاحظ هذه الظاهرة السلبية وبقناعتي فإن لم تتدراك الحركة الكوردية هذه القضية، فإننا سنعيش مستقبلاً واقعاً شبيهاً بالانقسامات العربية بين “السنة والشيعة” ولكن في الحالة الكوردية ربما تأخذ مسميات أخرى كالبارزانية والأوجلانية، أو العمالية والديمقراطية إن تخطينا مرحلة البداوة السياسية إلى الحالة المدنية الديمقراطية وفق المعايير الغربية.

7

 

كوردياً ..”الطائفية الحزبية”!!

 

 

3 يناير، 2016 ·

كنا دائماً نعيب على الآخرين وقوعهم في فخ الطائفية الدينية والصراع بين السنة والشيعة والذي يمتد لأكثر من أربعة عشر قرناً حيث ما زال ذاك الصراع يحصد الكثير من الأرواح، ناهيكم عن الإنقسام الذي يشهده العالمين العربي والإسلامي نتيجة تلك الخلافات المذهبية الطائفية بين الفريقين المتناحرين .. أما نحن الكورد كنا نقول؛ بأننا لن نكون جزءً منه وذلك بحكم الإعتدال الديني والذي تتصف به المجتمع الكوردي، لكننا لم نحسب حساب صراعاتنا الحزبية وخلافاتهم وأزماتهم التي أخذت بالمجتمع الكوردي إلى صراع شبيه بالصراع الطائفي المذهبي بين الفرق الإسلامية بحيث يمكننا القول: إننا نحن الكورد نعيش صراعاً طائفياً من نوع آخر؛ حزبي سياسي لا يقل كارثيةً عن الصراع التاريخي بين كل من السنة والشيعة .. فدعونا إذاً وقبل الخوض في الموضوع أن نتعرف على مفهوم الطائفية والذي تقول فيه الموسوعة الحرة ما يلي؛ “الطائفية مفهوم مشتق من (طاف، يطوف، طواف، فهو طائف) فالبناء اللفظي يحمل معنى تحرك الجزء من الكل دون أن ينفصل عنه بل يتحرك في إطاره وربما لصالحه.والطائفية هو انتماء لطائفة معينة دينية أو اجتماعية ولكن ليست عرقية فمن الممكن ان يجتمع عدد من القوميات في طائفة واحدة بخلاف اوطانهم أو لغاتهم”.

 

وهكذا وبالعودة إلى الواقع السياسي والمجتمعي لشعبنا وحركتنا السياسية، فإننا نحن الكورد بتنا نعاني من الانقسام السياسي أو ما يمكن تسميته تجاوزاً بـ”الطائفية الحزبية” حيث وللأسف تجد بأن القطبين الكورديين؛ البارزانيين والأوجلانيين باتوا يضغطون على الشارع الكوردي وبطريقة تؤسس للمزيد من الاحتقان السياسي الضغائني بحيث يمكن أن ينفجر الوضع في أي لحظة جنون، طبعاً إن أستمر الحال على هذا المنوال وكل طرف يتهم الآخر بالسياسات المعادية له وللقضية الكوردية وكأن قضيتنا باتت ملكية حصرية لهذين الطرفين الكورديين ومشاريعهم السياسية وتحالفاتهم الإقليمية في المنطقة، حيث وللأسف؛ فإن البارزانيين يتهمون الأوجلانيين بأنهم “جزء من المحور الشيعي الإيراني المعادي لولادة دولة كوردستان”، بينما نجد الآبوجيين يتهمون البارازانيين بـ”الخضوع للمحور السني التركي السعودي الراعي للإرهاب والسكوت عن الجرائم التي ترتكب في المدن الكوردية بتركيا وبالتالي معاداة مطالب شعبنا في نيل حقوقه السياسية من خلال مشروع الإدارة الذاتية الديمقراطية”.

 

للأسف إن القراءتان تنطلقان من حالة حزبية وليس قراءة سياسية واقعية موضوعية؛ تأخذ الظروف والواقع والإمكانيات في كل إقليم كوردستاني بعين الإعتبار، حيث لو أنطلق الفريقان الكورديان من الواقع السياسي لكل قطب وأخضع مشروع الفريق الآخر لقراءة عقلانية لوجد بأنه ينسجم مع واقعه السياسي الأيديولوجي وهو وبنفس الوقت يخدم مشروعه السياسي ولا يعاديه، بل لرأى بأن تحقيق أي من المشروعين السياسيين في الجزء والإقليم الكوردستاني الذي يعمل عليه هي خطوة ومرحلة مهمة في تحقيق المشروع الوطني الكوردستاني .. بمعنى أوضح؛ ليعمل كل فريق كوردي على مشروعه السياسي الخاص به، حيث البارزانيين ومشروع الدولة الكوردية والأوجلانيين مع مشروع الإدارة الذاتية الديمقراطية وإن تحقيق أي منهما ستكون خطوة ومرحلة هامة في الإستراتيجية الكوردستانية ولذلك نأمل من الفريقين الكورديين أن يتعاملا من خلال تلك القراءة السياسية مع مشروع الطرف الآخر وليس من خلال عقلية التخوين و (الطائفية الحزبية).

 

 

 

 

 

 

8

لاتقتل أخاك كي لا يستفرد بك الأعداء

 

الحوار المتمدن-العدد: 5696 – 2017 / 11 / 12 – 19:56

المحور: القضية الكردية
كتبت قبل يومين بوستاً وقلت فيه بأن؛ “السياسة لا تمارس بهذه العقليات الاقصائية والولاءات العمياء بحيث نتناسى نسبة ال 30 بالمائة إن كانت أخطاء أو صواب.. بل علينا أن ندعم وننقد بحسب تلك النسبة وذاك ما أحاوله في كتاباتي بخصوص الطرفين”. طبعاً قصدت هنا طرفي المجلس الوطني الكردي وحركة المجتمع الديمقراطي ودون أن ننسى وجود قوى وأطراف سياسية أخرى فاعلة في الساحة السياسية في روج آفاي كردستان ولكن وبحكم احتدام الخلاف هو بين الطرفين المذكورين فقد جاء البوست بخصوصهما وليس انقاصاً أو نفياً لوجود ودور الآخرين وكذلك فإننا قصدنا بالنسبة المذكورة نسبة “الحسنات والسيئات” كما يقال في الدين أو درجة العمل السياسي وايجابياته حيث قال أحد الأصدقاء وكنوع من المقارنة؛ بأن إذا كان لطرف سياسي 30 بالمائة من الايجابيات للقضية، بينما الطرف الآخر له ال 70 بالمائة فعلينا أن ندعم الأخير ونكفر ونلعن الأول أو هكذا يفهم من سياق حديثه ولذلك جاء البوست ليقول: بأن “السياسة لا تمارس بهذه العقليات الاقصائية.. الخ”.

وقد جاءني نتيجة ذلك الكثير من الملاحظات والانتقادات والردود مما دعاني لكتابة عدد من الردود بدوري ومن جملة ما وجه لي ولكتاباتي المدافعة عن المجلس الوطني الكردي تعليق أحد الإخوة معبراً عن تلك الانتقادات حيث يقول: “طيب معك حق استاذنا وانا من الداعيين لوحدة الصف الكوردي بشدة ولكن اخي هل تعتقد ان من يجلس في احضان تركيا ورأيتم ماذا فعلت تركيا ضد حكومة اقليم كردستان ومن يشارك الزعبي وامثاله في الائتلاف هل تعتقد ان يكون فيه ولو ذرة خير؟؟؟؟ والله اريد ان اكتشف ولو اجابية واحدة للمجلس الوطني لكي ادافع عنهم واقول بأنه من الممكن ان يكونو شركاء للادارة الذاتية لكني مع الاسف لا اجد ولو نقطة مضيئة ….. طبعا الادارة الذاتية تخطئ في مواقف كثيرة وتصيب في مواقف كثيرة لكنهم على الاقل يعملون بجد لكسب مايمكن اكتسابه لشعبنا الكردي وقد ضحى قياداته بفلذات اكبادهم امثال السيد عبد الكريم صاروخان والسيد صالح مسلم وانت اب الله يخليلك ولادك وتعي تماما ماهو الضنى….. استاذي الكريم كيف ستتم الشراكة بينك وبين شخص لا يكن لك سوى العداء ؟؟؟؟؟ فالمجلس الوطني اذا كان النقاش حول قضية الاحتباس الحراري سيذكر ب ي د ويتهجم عليها…………”. إنتهى التعليق والاقتباس.

إننا وبكل تأكيد نقدر كل ما ذكره الأخ المعلق ويعلم الأصدقاء كم كتبت بخصوص هذه المواضيع بحيث تم تخويني من قبل البعض واعتباري عميلاً للادارة الذاتية وذلك من قبل مدعي البارزانية، لكن كل ذلك لا يعني أن نلغي بعضنا حيث المجلس ما زال يملك قاعدة جماهيرية لا بأس بها وبالتالي أي عداء بين الأطراف الكردية سينعكس

9

سلباً على القضية والشارع الكردي.. وبالتالي وإنطلاقاً من هذه المسألة يجب عدم السماح بأن تذهب خلافاتنا لحد الانفجار والتدمير المجتمعي والدعوة للحوار بين كل القوى والأطراف السياسية للحوار والمشاركة في إدارة الملف الكردي حيث من يقبل بالجلوس مع النظام والمعارضة الإخوانية ونقولها لكل الأطراف الكردية، كون الجميع على استعداد للجلوس مع أولئك فالأولى بهم الجلوس معاً ورسم سياسات المستقبل السياسي لشعبنا ومناطقنا حتى لا نعيد تجاربنا الفاشلة وأقربها ما نعانيه من التجربة المريرة في كركوك وما تعرف بـ”المناطق المتنازعة” حيث الخلاف الكردي كان أحد أهم الأسباب ليخسرها الكرد وتحتلها ميليشيات الحشد الشيعي وليس الشعبي ولذلك وانطلاقاً من قراءتنا هذه ندعو لعدم تخوين وتكفير الآخر كردياً حيث بالأخير يكون الضرر للقضية وليس فقط لذاك الطرف الحزبي وحده وللأسف.

وبالأخير نقول للجميع؛ لا تقتل أخاك كي لا يستفرد بك الأعداء.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

10

ما زال الكوردي

.. بدوياً يفتقر للديبلوماسية.
.
…عندما نقرأ تصريحات كل من أعضاء المجلسين الكورديين؛ مجلس غرب كوردستان والمجلس الوطني الكوردي – أو غالبيتهم، إن لم نُجامِلهم- نلاحظ بأن الكورد ما زالوا أسيري العقلية البدوية والعشائريةوأخيراً الحزبية فكلٌ يناصر لقبيلته وعشيرته وحزبه ومجلسه وذلك دون الأخذ بما يتوجب على ذاك التصريح من مساس بالقضية الجوهرية والمركزية لهم، بل تراهم في سباق لتسجيل النقاط في مرمى الفريق المجلس الآخر من مفاهيم ومصطلحات لا تمت للسياسة والفكر السياسي والقضية المركزية بشيء كمفهومي العمالة والارتزاق وكأن على المرء أن يكون مسلوخاً عن الواقع ولا يكون جزء من التحالفات والمحاور السياسية الدولية والإقليمية، مع العلم أن هو الآخر جزء من محور وتحالف آخر..سياسي.

…….وهكذا فإننا نمارس نحن الكورد العمل السياسي بطريقة بدوية كيدية ثأرية من الآخر الشريك والأخ للفوز بـ“الناقة” على مبدأ حرب البسوس وننسى القطيع والمراعي وخيمنا وجغرافيتها التي تتعرض للنهب والحرق والدمار على يد المهاجمين والمحتلين والغزات للديار والبيار، بل يهمنا من منا سوف يكون الجساس والآخر كليب.. وإن ضاعت القبيلتين “المجلسين” ومن ورائهما وحروبهما وحماقاتنا السياسية..ضاعت القضية الكوردية في سوريا.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

11

نحن الكرد

سوف ننسخ تجربة الاستبداد!!

 

كثيراً ما انتقدنا -ولا نزال ننقد- النظم والحكومات العربية على إنها دول وحكومات عائلية أو بوليسية مستبدة وهذه حقيقة لا غبار عليها حيث وبعد استقلال الدول العربية عرفت المنطقة نموذجين من الحكومات؛ إما دولة أمنية بوليسية بيد العسكر وحزب قوموي عنصري مثل البعث الذي حكم كل من سوريا والعراق بالحديد والنار أو مشيخة وإمارة بوليسية أمنية بيد عائلة متسلطة تورث الحكم.. وبالمناسبة الجمهوريات البوليسية كذلك أورثت السلطة لأبناء الحكام. وهكذا وفِي النموذجين كان الاستبداد والحكومات التوتاليتارية، لكن نحن الكرد وعلى شرط ولادة كيانات كردية مستقلة هل سيقدمون نموذج آخر للسلطة والإدارة كحكومات وطنية.

 

بقناعتي الشخصية وباختصار شديد؛ لا حيث سنكون نموذج يكاد يطابق النماذج العربية في الدولة الاستبدادية، أي خياراتنا محدودة ومحددة بالنموذجين السابقين: إما النموذج البوليسي بفكر وحزب مستبد أو الآخر حيث السلطنة والإمارة العائلية الملكية وأعتقد من يجيد قراءة المشهد السياسي الكردي، فإنه سيجد تجسد هذه الحقيقة المرة في تجربة كل من الإقليم وروجآفاي كردستان حيث في الأولى ما يشبه الملكية الحزبية والعائلية، بينما الأخرى تريد أن تكون نموذجاً من الدولة البوليسية الحزبية وللأسف.

 

وهكذا نستنتج بأن المشكلة في البنية الفكرية لمجتمعاتنا والقائمة على الوحدانية والتفرد والاستفراد بالحكم حيث التشبه ب”الذات الإلهية” القادر والعارف والمهيمن والمسيطر، الجبار القدير العالم بكل شيء والآخر ما هو إلا “شيطاناً أخرس” أو يجب أن نخرسه والأفضل نقتله ونوأده حيث يحمل الضلالة والشر والخبث وكل الشرور والسيئات.. نعم للأسف أزمة مجتمعاتنا هي أزمة بنيوية في الفكر والثقافة المجتمعية وليس في بعض الأشخاص والفئات والأحزاب ولذلك فمن دون ثورات نهضوية تنويرية سوف نعيد اجترار الاستبداد في مجتمعات ومراحل تاريخية أخرى قادمة والتجربة الكردية ستكون حلقة جديدة من حلقات الاستبداد في الشرق الأوسط الموبوء بثقافة الأنا دون الآخر.

 

http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=599651

 

 

 

 

 

 

 

 

12

نحن الكرد

هل نمارس النقد أم الحقد والغباء السياسي؟!

 

الشعوب لا يمكن أن تكون على سياسة واحدة وبالتالي حشرهم في حزب ونهج واحد، هذه ندركها، بل ونطالب بها وذلك على الرغم من معرفتنا؛ بأن بعض المراحل التاريخية تتطلب مستبداً لجعل الشعب على دين وحزب وسياسة واحدة وإلا فإنه سيبقى منقسماً ضعيفاً خاضعاً لسيطرة الآخرين الذين توفرت لهم الظروف والمناخات، بأن خرج من بينهم مستبداً سيطر على مقاليد السلطة وجعلهم على دين واحد، سيطروا من خلاله على باقي الشعوب والأمم والإمارات وربما هذه واحدة من الأسباب التي جعلت الكرد لليوم دون دولة حيث لم يتوفر في البيئة الكردية ذاك المستبد الذي يجبرهم على الخضوع له ولدينه أو مشروعه السياسي حيث بقي الكرد وليومنا هذا منقسمين بين ولاءات عدة عشائرية قديماً وفي وقتنا الراهن للإنقسام الحزبوي والسياسي، مما يجعل من السهولة على الأعداء التغلغل بين صفوفهم والسيطرة على فريق منهم وجعله مطية ضد الطرف الآخر وهذا ما مارسته كل الدول والشعوب ضدنا نحن الكرد والتي عرفت مؤخراً بسياسات الدول الغاصبة لكردستان.

 

وهكذا وللأسف فإننا نحن الكرد ونتيجة انقسامنا بين تيارات وولاءات عشائرية حزبية واستثمار الأعداء فيها، فإن درجة الخلاف بيننا تجاوز حدود النقد والخلاف لتحل العداء والكوارث وأي متابع لصفحات التواصل الاجتماعي والتي تعكس صورة الواقع الكردي المجتمعي، فلا بد له أن يلاحظ هذه الآفة التي تفتك بنا جميعاً وتجعل منا لقمة سهلة لاصطيادها من قبل الآخرين وكمثال سوف نقدم لكم (نقداً) كتبه أحد الأصدقاء وبالمناسبة هو عضو قيادي في البارتي ضد ممارسات الإدارة الذاتية، طبعاً ليس دفاعاً عن الإدارة حيث نعلم بأن لها ممارسات خاطئة وإنها لا تقدر أن تكون ديمقراطية بالمعايير الأوربية وذلك لأسباب عديدة تتعلق بالبنية الفكرية والمجتمعية ولأرث تاريخي طويل من الاستبداد وكذلك لدرجة الوعي السياسي المتدني لمجتمعاتنا وأسباب أخرى عدة تتعلق بالاقتصاد والتطور الحضاري عموماً لا يمكن الوقوف عليها خلال مقالة وبوست، لكن كل ذلك لا يجعلنا أن نذهب إلى حالة العداء لها كما هو الحال لدى الفريق السياسي الآخر ضد الإدارة الذاتية .. طبعاً هذه القراءة تطبق على الجميع ومنها مؤيدي الإدارة الذاتية ضد أحزاب المجلس الوطني الكردي وأخطائها السياسية الفاضحة والتي تعطي الحق لهم بنقدها لا عداء المجلس ومؤيديها حيث وللأسف الواقع على الأرض هي حالة عداء بين الطرفين وليس نقداً يمارس ضد الآخر.

 

إذاً لنعد للفكرة الأساسية بخصوص ممارستنا السياسة، هل هي بطريق النقد أم الحقد والغباء السياسي وكمثال فإننا أوردنا لكم هذه القراءة السياسية لشخص يجب أن يتصف بالموضوعية، كونه عضو قيادي ويمثل قدوة في مجتمعه وبيئته السياسية أو على الأقل يفترض به أن يكون كذلك طبعاً نؤكد مجدداً؛ بأنه هو ليس استثناء، بل ربما إنه يقدم النموذج الأفضل مقارنة بغيره من الشرائح الأخرى التي تمارس المسبات والشتائم والتهديد بالويل والثبور الأعظم للآخر .. فدعونا نقرأ ما كتب من تعليق على إحدى مقالتي وهو يقول:

“كاك انت تبرر ما ليست له مبرر

الإدارة الذاتية لم تقبل اي كوردي يتناقض مع فلسفتهم

حتى الآن سجون الإدارة يكتظ بالمعتقلين الكورد

حتى هذه اللحظة كل مواطن كوردي ينتقدهم يتم اعتقاله وزجه في السجن

اليس الوضع ملائما وفي هذا الوقت العصيب الذي يمر ع كاهل شعب عفرين وتضحيات شباب عفرين ونزوح الالاف ودمار الاف المنازل ويتم نهب كل شيء من قبل المرتزقة الاردوغانية ومرتزقته الم يحمن تبيض السجون وانا متاكد بانهم حريصون ع مستقبل عفرين وسيضحون بكل شي من أجل الحفاظ ع عفرين

ولك تحياتي ولكل شخص غيور ع عفرين

عفرين الصمود عفرين التضحية عفرين السلام”.

13

وقد كانت إجابتي له هي التالي؛ صديقي .. حاول عندما تكتبون وتعلقون أن تكونوا واقعيين لكي تقدروا أن تأثروا في الشارع، فمثلاً عندما تكتب وتقول “سجون الإدارة يكتظ بالمعتقلين الكورد” بتقول عنا معتقلين بعشرات الألوف مع العلم هم ليسوا حتى بالعشرات ورغم ذلك فأنا ضد اعتقال أي معارض وبخصوص التوافق ورغم إنني كتبت كثيراً عن مفهوم وإشكالية التفرد لدى الإدارة الذاتية والقوة السياسية التي تقف خلفها وحذرت بأن بهذه العقلية سوف نعيد إنتاج التجارب المحلية في الدولة البوليسية الأمنية، إلا أن قضية عدم التوافق بين المجلس الوطني الكردي وحركة المجتمع الديمقراطي كانت على الحصص وليس بسبب غياب الحريات والديمقراطية حيث لو كان السبب هو هذا الأخير، ما كنّا رأينا الحوار والمفاوضات بين الطرفين بالأساس .. فهل رأيت كيف إنكم حتى في معارضتكم ضد الإدارة الذاتية فاشلون وليس فقط في سياساتكم وبرامجكم بحيث جعلتم المجلس على هامش الحياة السياسية في روجآفاي كردستان .. للأسف من السهل دائماً أن نلقي فشلنا على الآخرين.

 

وبالأخير أعود وأقول؛ بأن خطاب صديقي القيادي هو نموذج (جيد) قياساً لما يمارس على الأرض وعلى صفحات التواصل الاجتماعي حيث وللأسف نحن الكرد ما زلنا في بداية التشكيلات الاجتماعية القبلية بمفهوم حزبي سياسي ولم يتطور مجتمعاتنا بعد للدخول في المرحلة المدنية وممارسة السياسة بطريقة نقدية حيث ما زال (حسو وإيحو) يقتلون بعضهما على “تاقم؛ أي الحدود” بين العكورتين؛ الحقلين ويتغاضّون الطّرف على من أجتاز الحدود والعرض والأرض، بل هناك من يهلل لهذا الطرف المعادي أو ذاك .. للأسف الكردي ما زال في مرتبة العبد (كولى)، لكن هناك فريق والحديث هنا على مستوى كرد روجآفاي كردستان يحاول أن يملك مشروعاً سياسياً ليكون سيداً إلى جوار الآخرين ولو بطريقة تشوبها الكثير من الاستبداد ويبدو أن طريق تكوين الشخصية الوطنية وعرة وفي منعطفات منها يكون المرء مجبراً على القبول أو على الأقل الرضوخ لمستبد لتأتي بعدها ربيع الشعوب في الحريات والديمقراطية.

 

http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=590168

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

14

 

وحدة الخطاب السياسي الكوردي.. واجبنا

..وهو يتطلب فريق عمل إعلامي يوحد الخطاب ويوجهه نحو الأهداف الاستراتيجية.

إن الخطاب السياسي الكوردي وللأسف يفتقر إلى عدد من عوامل النجاح منها؛ المهنية والكادر الإعلامي الأكاديمي والمتفرغ للعمل وكذلك المراكز الإعلامية المتخصصة بنقل الخبر وصناعته وأيضاً للمنهجية الفكرية والقومية كحالة ورؤية إستراتيجية في خضوع الخبر وتسويقه له (أي لتلك الرؤية والقناعة والمبدأ السياسي العام) بل وعلى العكس منه نجد بأن الخطاب السياسي وعلى الأخص في إقليم كوردستان (سوريا) يخضع لمزاجية الرفيق الحزبي من جهة ومن الجهة الأخرى لانتمائه السياسي الحزبي ومدى علاقة الخبر بحزبه وأيديولوجيته أو بجهة “عدوة” من الأحزاب الكوردية الأخرى وللأسفوهكذا نجد الفبركات الإعلامية وخزعبلاتها، بل قل المسبات والشتائم الإعلامية وهي تكال للطرف الآخر ومن الجهتين، حيث لا يغرب الشمس على غربي كوردستان إلا ويكون هناك عدد من الحروب الإعلامية الطاحنة وكانت آخرها بين “داحس والغبراء” عفواً بين الاتحاد الديمقراطي (PYD) وحزب يكيتي الكوردي.
ولكن اليوم كانت مفاجأة جميلة بان أعلن الطرفان وقف الحملات الإعلامية ضد بعضهما وقد كتب بذاك الخصوص الصديق طه الحامد بوستاً يقول فيه: ((

أشكر أدارة موقعي خبر24  ويكيتي الإعلامي على تجاوزهما لسوء التفاهم , وتوجههم نحو الحوار والتواصل بدلاً من الحرب الإعلامية المؤذية لمجمل الحركة القومية الكوردية)). إن بوست الصديق طه الحامد وكذلك مجمل الردود التي أتتنا في الأيام القليلة الماضية على مجمل البوستات التي ندعو فيها إلى الحوار العقلاني الهادئ بين أطراف الحركة الوطنية الكوردية ومنها بوست كان متعلقاً بهذه الحرب الإعلامية بين الحزبين وبقضية اعتقال السيد إبراهيم برو؛ سكرتير حزب يكيتي من عدمه وذلك من قبل السلطات السورية وغيرها من القضايا والمواقف دفعتني إلى أن أتجرأ في المطالبة منكم؛ من كل الزملاء والأصدقاء الكتاب والصحفيين المعنيين بالشأن السياسي العام لشعبنا وقضاياه العادلة والمؤمنين بأن الحوار هو سيد الأحكام والحلول وخاصةً إن أمتلك أصحابها الإرادة واستقلالية القرار والإيمان بالقضية وبالتالي رفضهم اللجوء إلى السلاح والعنف لحل مشاكلنا الحزبية والبينية .. فإنني أدعوهم جميعاً إلى ترابط وتنسيق في المواقف وذلك بأن نعمل على توحيد خطابنا أولاً نحن الكتاب والزملاء المؤمنين بتلك المبادئ والقيم الأخلاقية في الكوردايتي ولنجعل من صوتنا ورقة ضاغطة على مجمل المكونات الكوردية وبكافة أشكالها وأطرها السياسية والحزبية وذلك بهدف التقارب الكوردي الكوردي.

ملاحظة: طبعاً لا يمكن لنا أن نكتب جميعاً بوستاً واحداً أو نكتفي ببوست لأحد الزملاء والإخوة ولكن يمكن أن نتبادل الأفكار والآراء والمواضيع وكذلك ندعم أحد الإخوة ببعض التعليقات وللايكات على بوست يخدم وحدة الصف الكوردي ويدعو إلى المصالحة والحوار وليس الاقتتال والعداوة وكذلك نقف بوجه كل من يجيش الشارع لصالح أجندات حزبوية لا تخدم القضية الكوردية وحتى التنسيق والتركيز على موضوع عام يخص القضية ومن خلال رؤية عامة متقاربة بحيث يشكل ضغطاً إعلامياً ثقافياً على تلك الأطر والأحزاب السياسية وهكذا ربما نؤسس لرؤية فكرية تقرب وجهات النظر بين هذه الأطر والأحزاب الكوردية ونقلل من الشرخ و“العداء” الكوردي الكوردي.. نأمل أن نرى الاستجابة من أكبر عدد ممكن من الأصدقاء في تبادل الآراء والخبرات والأفكار التي تهدف لخدمة الموضوع وقضايا شعبنا.. مع المحبة.

 

 

 

 

 

 

15

وحدة الصف والموقف الكوردي

كيف السبيل إلى تحقيق ذلك في غربي كوردستان؟!!

 

 

خلال هذه المرحلة العصيبة من تاريخ شعبنا وقضيتنا في الإقليم الكوردستاني والملحق بالدولة السورية الحديثة منذ اتفاقيات سايكس بيكو ولوزان وغيرها وانقسام الكورد مثل كل “ملل ونحل” وشعوب الأرض جميعاً بين عدد من الأحزاب والتيارات والمحاور السياسية وسؤال يتبادر إلى الذهن، بل وتتعرض إليه ومن قبل الكثيرين من الإخوة والأصدقاء والزملاء وها هو أخيراً الصديق شادي حاجي وبعد تعليقي على بوستٍ له هو الآخر يتساءل؛ “ودائماً السؤال كيف السبيل الى تحقيق هذا الأمر ومن الذي عليه أن يبادر”. بالتأكيد إن السؤال إشكالي ومعقد ولا يملك أحدنا الإجابة الوافية ولا يمكن بكبسة زر أو لا أحد يملك العصا السحرية ليقدم لنا الحل الناجع للقضية وخاصةً هناك صراعات وانقسامات حادة بين محورين وأجندتين في المنطقة؛ مشروع أمريكي غربي ليبرالي ديمقراطي مدني وآخر روسي إيراني أيديولوجي شعاراتي ثوروي غيبي متزاوج مصلحياً مع اليسار العنفي وليس العفني.
وهكذا فإن كلا المشروعان له امتداداته الإقليمية والدولية وبالتالي مصالح فوق دولتية.. وفي هكذا حال؛ تداخل المصالح والأيديولوجيات بين قوى دولية ومحلية إقليمية، لا يمكن لكل تلك الدعوات المحلية وعلى الرغم من طيبة النوايا لأصحابها أن تحل القضية، بل يحتاج إلى توافق دولي إقليمي وهذه لا تلوح بعد في الأفق. ولكن وعندما يتعرض الكورد كمكون حضاري مجتمعي إلى هجمة من رعاع الحضارة من “داعش” ومثلاتها فإن خطر الوجود قد تقارب بين الصفوف والكتل والأطراف السياسية الكوردية وأعتقد ما طرحه الصديق الأستاذ شادي حاجي في بوسته التالي هي أفضل صيغة للخروج من الأزمة الحالية حيث يقول: بأن على “صانع القرار السياسي والعسكري في حزب ال ب ي د القبول بالاتفاقات السابقة الموقعة بينها وبين المجلس الوطني الكردي مع امكانية تعديل تلك الاتفاقيات وفق المستجدات التي حدثت على الواقع السياسي والأمني منذ ذلك الوقت وتشكيل قوة عسكرية كردية موحدة بعيدة عن السياسة والانتماءات الحزبية على أن يكون قرار السلم والحرب بيد هيئة سياسية من ذوي الخبرة والاختصاص مشكلة من معظم الفصائل الكردية وتعبيراتها السياسية”. وهكذا فإننا وبدورنا نسأل معه: هل من مجيب؟.
وجواباً لن يتحقق إلا في جزئيات محددة لكن الاتفاق النهائي والكلي سيكون مع التوافق الدولي حول مشروع سياسي جديد في المنطقة وإعادة رسم خارطتها وفق الأسياد الجدد في العالم ومصالحهم الجيوسياسية .. ويبدو أن المنطقة تتجه إلى ذلك المنعطف التاريخي ولذلك سوف نجد سايكس بيكو جديد وربما هذه المرة باسم كيري لافروف أو حتى أوباما بوتين وفي كل الأحوال الكورد هم الرابحين في هذه اللعبة الدولية الجديدة في المنطقة كونهم لن يخسروا شيئاً لا يملكونه بالأساس وفي أسوأ الاحتمالات فإنهم أي نحن الكورد يكونون قد حصلوا على بعض حقوقهم السياسية والثقافية المدنية.

 

 

 

 

 

 

 

 

16

وحدة الكلمة الكوردية في غربي كوردستان
1 يوليو، 2013

تطرح في الفترة الأخيرة وخاصةً بعد ما شهدتها وتشهدها منطقة الشرق الأوسط وتحديداً المنطقة العربية وسوريا ما عرف بالربيع العربي والحراك الثوري، أو ما يمكن أن نعرفه بالاستقطاب الفئوي العنصري؛ إن كان على المستوى الديني المذهبي وكذلك الإثني القومي حيث تعيش المنطقة برمتها وعلى الأخص المنطقة التي تعرف ببلاد الشام وما بين النهرين صراعً مذهبياً طائفياً حادً وكذلك نوع من الاصطفاف العرقي “كوردي/عربي، عربي/أمازيغي” في الطرف الآخر.

 

وهكذا دفع الواقع والمناخ الجديد ببعض من المثقفين والكتاب وكذلك الناشطون في مجالات العمل الإنساني والمجتمعي وحتى عدد كبير من قادة الأحزاب الكوردية لطرح فكرة قديمةـمتجددة ألا وهي؛ قضية وحدة الصف والكلمة الكوردية وعلى غرار إخوتنا في إقليم كوردستان “العراق” ومن بينهم كاتب المقال حيث تبنينا مع أولئك الأخوة والزملاء الذين تبنوا تلك الفكرة والقضية.. ولكننا تناسينا بأن كورد العراق وحتى بعض الإنتفاضة الكوردية لعام 1991 وتوفير منطقة حماية دولية للكورد والمصافحة المشهورة بين كلٍ من السيد كاك مسعود بارزاني والسيد مام جلال طالباني وبرعاية أمريكية ومن قبل وزيرة الخارجية آنذاك السيدة مادلين أولبرايت.. نعم رغم تلك المصافحة وتضحيات الشعب الكوردي لم تتحقق الوحدة والإتفاق على الكلمة بين الحزبين الرئيسيين في كوردستان العراق، بل يمكن القول ودون أن نجني على أحد وقد أعترف القيادة الكوردستانية بهذه الحقيقة المرة بأن عدد ضحايا الاقتتال الداخلي فاق عدد ضحايا الذين راحوا نتيجة عملهم كبيشمه ركه ضد القوات المحتلة.. على الأقل من حيث النسبة لعدد سنوات الصراع في كلا الإقتتالين.. نعم لم يتحقق وحدة كلمة كورد العراق إلا بعد رحيل النظام والدخول في عملية سياسية تشاركية.

 

وهكذا يمكن أن يتم تحقيق ذاك الهدف والحلم الكوردي المنشود في غربي كوردستان بحسم الصراع في سوريا لصالح أحد قطبي الصراع الرئيسيين؛ النظام أو المعارضة وكفانا لعباً بالمصطلحات والتعويم بالقضية وكأن الكورد من كوكبٍ آخر وليسوا جزءٍ من المناخ والواقع السياسي والحضاري للمنطقة والعالم حيث الانقسام والصراع بين تيارين فكريين/حضاريين وعلى المستويين النظري والمادي؛ بين المشروع الغربي والأمريكي وحلفائهما في المنطقة والقائم على المصالح والبراغماتية والمشروع الآخر والذي ما يزال يأخذ من الأيديولوجيا والعقيدة الثورية وهجها وزخمها؛ وإن كان على المسنوى البروباغندا والدعاية فقط كغطاء إعلامي وذلك لتمرير مصالحها هي الأخرى في المنطقة.

 

وبالتالي ومن خلال هذه القراءة؛ فإن الكورد منقسمون ومتمحورون هم كذلك بين هذين المشروعين والصراع قائم بين التيارين والكتلتين ونعلم جميعاً بأن هناك من هو مصالحه مع النظام والمحسوب على المشروع الروسي الإيراني والقائم على العقيدة الثورية وهناك الآخر المحسوب على المعارضة وبالتالي المشروع الغربي والأمريكي القائم على المصالح والبراغماتية وبالتالي فلا يمكن التوافق على الكلمة الواحدة في ظل توازن الرعب القائم بين الكتلتين؛ النظام والمعارضة في سوريا.. ولكن يمكن لهذه الكلمة أن تحقق وحدتها كوردياً.. فقط عندما ندخل في مرحلة بناء سوريا الجديدة وذلك بعد أن يتم التوافق على الدخول في نفق العملية السياسية في سوريا القادمة؛ أي بعد أن ينهي طرف طرف آخر أو في حال التوافق بين النظام والمعارضة وبرعاية دولية.. عندها فقط سوف يجبر الكورد من الجبرية لتوحيد كلمتهم ككتلة كوردية وكما حصل مع كورد العراق وذلك لأن الكتلة الوطنية العربية ستحاول أن تعيد رسم سوريا بملامح عربية كقومية أولى عددياً وهنا سوف يضطر الكورد وغيرهم من الأقليات للدخول في العملية السياسية كوحدة حال مفروضة عليهم وليس إختياراً إرادياً وعندها يمكن الإدعاء بأن وحدة الكلمة قد تحقق وأصبح الكورد كتلة سياسية واحدة ولكن لن تكون ولن تصبح متجانسة أبداً؛ حيث الصراع قائم على الاختلاف.

 

17

وحدة الكورد

..هو أكبر تحدي للأنظمة الغاصبة لكوردستان.

لقد كثرت التعليقات والمقولات التي تشجع وتحيي الجهود لوحدة الصف الكوردي وتشيد بالجهد الذي نبذله وذلك من خلال التشجيع والمساندة حيث تجد بعض التعليقات والتي تقول؛ “أستاذ نحييك على إصرارك وتفاؤلك بوحدة الصف الكوردي” وهم بذلك يحاولون من خلال ذلك التعليق أن يوصلوا رسالة طيبة لي ولأصدقاء الصفحة بأن اختياري لهذا الطريق والعمل على تقريب وجهات النظر بين القوى السياسية الكوردية كان صحيحاً وضرورياً ولو إنه متعب وشاق وربما يكون عبثياً ولا طائل منه لدى بعض الإخوة والأصدقاء الآخرين حيث يكتب البعض معلقاً؛ “لا حياة لمن تنادي” أو كالمقولة التالية؛ “أستاذ أنت تنفخ في قربة مثقوبة“.. وإلى ما هنالك من مواقف تشجيعية وأخرى أقرب إلى اليأس من الحالة الكوردية في التوافق على مشروع وطني جامع تخدم قضايانا الإستراتيجية.

إنني أقول للإخوة في كلا الضفتين؛ المشجعين والداعين إلى المزيد من العمل على هذا النهج والأسلوب في الكتابة وكذلك للذين باتوا ميؤوسين من الحالة الكوردية.. بأنني ومن خلال تجربتي المتواضعة مع الملاحقة والمتابعة الأمنية واستدعاءاتهم المتكررة للفروع، فقد توصلت إلى حقائق عدة وأكثرها أهميةً وإزعاجاً ونرفزة، بل وحقناً لهم بمزيد من الحقد عليك؛ هو عندما تعمل في نهج وخط وطني جامع تدعو إلى لملمة أطراف الحركة السياسية الكوردية أو السورية أو معاً؛ حيث تكون الطامة الكبرى وبالتالي فإنني أعتبر أي عمل يدعو إلى وحدة الكلمة والصف السوري الكوردي خاصةً هو بمثابة دق مسمار جديد في نعش الاستبداد والديكتاتورية.. وللعلم؛ لم يقم للاستبداد قائمة في بلداننا إلا على حساب ضعفنا وتشتتنا وانقسامنا ولا نريد أن نقول أكثر، حيث كل الانقسامات تقف خلفها النظام الأمني السوري إن كان بطريقة مباشرة أو غير مباشرة وبالتالي فأي دعوة لوحدة الصف الكوردي هو نضال في وجه السياسة الأمنية السورية وهي اللبنة الأولى في سبيل نيل شعبنا الكوردي لحقوقه المشروعة.. فهل علمتم أصدقائي؛ لما أصر بشكل كبير على هذه القضية.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

18

 

وحدتنا .. هي الأمل

..لا للتصريحات التخوينية.
3 أغسطس، 2014 · لوسرن‏

بدايةً أتوجه بالتحية والإجلال لكل الأبطال الميامين الذين يدافعون عن حق الحياة والوجود لشعبنا وفي شطري كوردستان (الغربي والجنوبي) وهم يوحدون الموقف الكوردي بدمائهم الذكية وذلك من خلال وقفتهم المشتركة في وجه القوى التكفيرية الظلامية وهجمتهم الشرسة على المناطق الكوردية وشعبنا.. وأما بخصوص الردود والردود المعاكسة وما تم التصريح به على صفحة السيد جوان إبراهيم؛ القائد العام للآسايش في غربي كوردستان فهي برأينا ما زالت من تراكمات الخلافات الكوردية. وبالمناسبة لن نخدع أنفسنا ونقول؛ بأن الموقف الكوردي بات واحداً بل قلنا “وحدتكم.. هي الأمل” أي إننا نأمل ونتأمل ذلك ولكننا نعلم أيضاً إن الموقف ذاك مرتبط بعدد من الملفات والقضايا الكوردستانية وكذلك الإقليمية ولكن ما نتأمله على الأقل من الإخوة المثقفين أن يساهموا في تقارب وجهات النظر وليس الضخ والنفخ في الخلافات المستعرة أصلاً ونأمل أن لا يدافع أحد عن المواقف الخاطئة كموقف الأخ جوان إبراهيم حيث اتهام قوات الحزب الديمقراطي الكوردستاني بالهروب ودعوة بيشمه ركة الاتحاد الوطني الكوردستاني أو الاتحاد الديمقراطي للدخول في تلك المناطق فهو نوع من تزكية الخلافات الكوردية واتهام طرف سياسي كوردستاني بالتخاذل.

 

وبالتالي فإن ذاك الذي يدعو ويريد وحدة الصف الكوردي لا يصرح بتلك اللهجة التخوينية بحق الآخر، بل يطلب من قيادة الديمقراطي الكوردستاني محاسبة بعض القيادات التي انسحبت من أمام داعش في حال كان الانسحاب نتيجة ضعف في التقدير أو ضعف في روح الدفاع والتضحية وليس لضرورات أمنية عسكرية وبالتالي كان حرياً بالسيد جوان إبراهيم أن يطلب من قيادة البشمه ركة في الإقليم وليس أطراف سياسية محددة وكون القضية مرتبطة بوزارة البشمه ركة وهي المخولة بالملف الأمني والعسكري وذلك لدعم تلك الجبهة وليس القول بدعمهم بقوات من بيشمه ركة الوطني الكوردستاني أو الاتحاد الديمقراطي (YPG) حيث هنا اتهام مبطن بل شبه صريح لطرف سياسي كوردي ألا وهو البارتي بالتخاذل والجبن والخيانة.. وكذلك نأمل من الإخوة في الطرف الآخر عدم تخوين قوات الحماية الشعبية والاتحاد الديمقراطي والإدارة الذاتية؛ حيث تصب هذه الاتهامات في خانة وطاحونة الاعداء وليس من العقل أن نُخوّن طرفاً سياسياً وهو اليوم يدافع عن الوجود الكوردي في مناطقنا الكوردستانية بوجه القوات الداعشية التكفيرية الجهادية؛ برابرة العصر الجديد.. نأمل أن نكون في مستوى الموقف والحدث وأن لا نزايد على من يقف على الأرض مدافعاً عن الأرض والحياة والوجود الكوردي في المنطقة.

 

 

 

 

 

 

 

 

19

 

 

أحزابنا الكوردية

تسخر طاقة الشباب للبروباغندات الحزبية!!

 

الحوار المتمدن-العدد: 5446 – 2017 / 2 / 28 – 08:42

المحور: القضية الكردية

يكثر الحديث هذه الأيام بخصوص التجنيد الإجباري وقبلها مسألة (خطف الشباب) الجامعي من روج آفاي كوردستان في تسعينيات القرن الماضي للذهاب بهم إلى الحروب والمعارك وجبال قنديل للدفاع عن “كورد الشمال” إن كانت تحت شعار تحرير كوردستان أو مؤخراً تحت مفهوم “الأمة الديمقراطية وبالتالي فإن الشباب في الطرف الآخر من الضفة السياسية قد صرعونا بتلك الديباجات التي تدين منظومة العمال الكوردستاني عموماً ومؤخراً حزب الاتحاد الديمقراطي (PYD) وذلك بحجة أن كان الأجدى لهؤلاء أن يهتموا بالتعليم والدراسة وأن الأولوية يجب أن تكون للتعليم وليس لفوهة البندقية وبالمناسبة هم محقين في ذلك لدرجة كبيرة حيث الشعوب تقهر عندما تُبقيها في الجهل والتخلف لكنني أتوجه لأحزابنا الأخرى أيضاً؛ وأنتم بالمقابل ماذا فعلتم بجيلنا نحن الذين لم “ننجر” مع العمال الكوردستاني وبقينا في مدننا وجامعاتنا، هل فعلاً تركتمونا أن نهتم بدراستنا، أم إننا وبطريقة أخرى تركنا الدراسة واهتممنا بقضايا أخرى، كزملائنا الذين غادروا على مركب الأيديولوجيا الثورية للكوردستاني للجبال دفاعاً عن قضية وجدوا فيها وجودهم وأملهم في مستقبل أقل استبداداً وأكثر حرية.
بالتأكيد لا أريد إدانة مرحلة كاملة من حياة جيلنا خلال الثمانينات والتسعينيات من القرن الماضي والذي يمكن أن يعرف بمرحلة النهوض الفكري والثقافي لكورد روج آفاي كوردستان (سوريا) حيث اكتظت الجامعات السورية بالطلبة الكورد وخاصةً جامعتي حلب ودمشق وذلك بعد أن كان شعبنا غارقاً في الأمية حيث وفي مرحلة الاحتلال العثماني ولغاية الستينيات من القرن الماضي، كان الملا والخوجة هو وحده القادر على فك طلاسم “الأسكة تركية”؛ أي العثمانية المكتوبة باللغة العربية .. وهكذا وبعد سياسة التعريب والتي خطط لها الفكر العروبي القوموي للمنظومة البعثية باللجوء لفتح المدارس في المناطق الكوردية وذلك بهدف تعريب تلك المناطق، فقد تحولت مكيدتهم تلك إلى نعمة على شعبنا حيث دخلت أجيال من أبناء شعبنا لمراتع العلم والفكر والثقافة، مما شكلت القاعدة والنواة الأولى لأول تنظيم سياسي كوردي عام 1957 حيث ولادة البارتي الديمقراطي الكردستاني (سوريا) كأول حزب سياسي كوردي في البلد، وإننا لو نظرنا في سجل الأعضاء المؤسسين للبارتي حينذاك لوجدنا الغالبية العظمى هم من الجيل الناشئ والمتعلم في مدارس الدولة السورية الحديثة.

20
وهكذا أصبح هناك في كل فرع من فروع جامعة حلب، وكذلك دمشق، المئات من الطلبة والكوادر العلمية الكوردية مما شجعت الأحزاب الكوردية وخاصةً بعد انشقاقاتها المتكررة وحاجتها للكوادر بأن تتوجه لهذه المراكز العلمية الأكاديمية وذلك بهدف تأمين أكبر كادر ثقافي في مواجهة الحزب الآخر، مما أدخل جيلنا في دوامة من الصراعات والعمل والنشاط السياسي الغير مجدي وللأسف في أكثر الأحيان حيث الجدال البيزنطي العقيم والصراع الحزبي المستهلك لجهود وطاقات الشباب وعلى حساب الوقت والدراسة، وهنا المقصد حيث في الوقت الذي كنا نوجه فيه أصابع الاتهام للعمال الكوردستاني، بأنها تسرق الشباب من الجامعة وترسلهم لجبال كوردستان وذلك بدل الاهتمام بدراستهم وتعليمهم، فإن أحزابنا تلك كانت وبنفس الوقت تسرق البقية الباقية وتستهلكهم في حروبها العبثية الدونكيشوتية حيث الرفيق الحزبي وخاصةً المسؤول والفاعل كان له أكثر من نصف دزينة من الاجتماعات الحزبية دون تلك الاجتماعات واللقاءات بالمؤيدين والمؤازرين وكمثال سأذكر عن نفسي حيث كنت طالب جامعي ورفيق حزبي لي اجتماعين شهرياً؛ سياسي وثقافي ضمن هيئتي ومثلهما عن الهيئة التي أنا مسؤول عنها وكذلك اجتماع مع كل من هيئة تحرير مجلة الحزب التي تصدر بالكوردية وأخرى في لجنة تعليم اللغة وواحدة ضمن المكتب الطلابي الخاص بالحزب وكذلك هناك أربعة تنظيمات بين فلسطينية وكوردية أو شيوعية علي أن أتواصل معهم وأخيراً لدي اجتماع مع كوما خاني للثقافة، ناهيكم عن التواصل مع المؤازرين والمؤيدين، يعني بالمحصلة لا وقت للدراسة.
وهنا يمكننا السؤال؛ وهل بقي هناك من الوقت لأكون طالباً. طبعاً لست المستثنى، بل ربما كان وأكيد هناك رفاق من يحمل من الأعباء أكثر من التي كنت قد حملتها في تلك المرحلة ولذلك فإن قضية الرسوب والتأخر بالدراسة، بل وحتى الفشل كانت سمة طاغية، ولا أقول مطلقة، لكل الإخوة والزملاء الذين لهم ارتباطات سياسية حزبية وعلى الأخص مع الحركة الكوردية .. وهكذا وبدل الاهتمام بأولئك الطلبة والنشئ وتخصيص عمل حزبي سياسي موجه لهم لغاية الاهتمام بهم وبدراستهم وتعليمهم، فإن الحركة الوطنية الكوردية وللأسف كانت تسخر تلك الطاقات في حروب وبروباغنداها الحزبية وبنفس الوقت توجه اللوم للعمال الكوردستاني بأنها (تسرق) شباب الكورد من الجامعات، مع العلم أن هي الأخرى كانت تقوم بذاك الفعل، لكن بطريقتها هي حيث العمل السياسي اليومي والانشغال عن الدراسة كما أسلفنا .. واليوم نعيش نفس المعاناة حيث من جهة الإدارة الذاتية وقضية التجنيد أو الدفاع الذاتي يقابله الدعاية المضادة لأحزابنا والتي تدفع بالشباب إلى رفضها وعدم الالتحاق بها والبديل يكون إما التوجه لإقليم كوردستان أو لتركيا حيث العمل في ورشات الخياطة والعمل اليومي وبالتالي ضياع أي فرصة للتعليم والدراسة.
وهكذا فإن الحركة الكوردية تعيد إنتاج مرحلة سابقة في ضياع أجيال كاملة نتيجة صراعاتها ومهاتراتها وخلافاتها الحزبية الآنية حيث لو توفرت إرادة التوافق بين أطياف الحركة الوطنية الكوردية، لم التجأ هذا العدد الكبير لخارج حدود روج آفاي كوردستان وبالتالي لم احتاجت الإدارة الذاتية الكوردية المؤتلفة حينذاك بين كل الطيف السياسي الكوردي للمزيد من تجنيد الشباب أو الاحتفاظ بالدورات، بل ربما كنا دون الحاجة لفتح عدد من الجبهات وبالتالي للمزيد من القوات العسكرية وهكذا كنا وفرنا الكثير من الطاقات الشبابية للدراسة والعلم بحيث يكون لدينا الكادر

21

الفني القادر على إدارة مؤسسات المنطقة حاضراً دائماً، بل كنا حافظنا على التركيب الديموغرافي لمناطقنا وما كان يغادرها الكادر الجاهز الذي فر من الصراعات الحزبية أكثر من أن يكون مغادرته للبلد من ظروف الحرب السورية .. نعود ونقول؛ لا يعني بأن الحركة الكوردية عموماً أضرت بالقضية الكوردية والتعليم والشباب، لكنها وللأسف قديماً وحديثاً أساءت استخدام ما تملك من طاقة شبابية فكرية لتحارب بهم، بدل أن تحارب بعضها البعض وللأسف!!

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

22

 

اقتتال الإخوة

.. أو الحروب الأهلية كارثة

..لكن في بعض الأحيان لا تجد نفسك إلا متورطاً في أسوأ أنواع تلك القذارات.

إن بوستنا الأخير ليوم الأمس والذي جاء تحت عنوان (البقاء للأقوى.. هي لأصحاب البنادق وليس الفنادق) قد عمل من التشويش والردود المتباينة من عدد كبير من الأصدقاء والزملاء وذلك بحسب الولاء والانتماء الحزبي والأيديولوجي حيث الموالون لسياسة البارتي (PDK) وإقليم كوردستان العراق _محور أربيل عموماً_ وجدوا فيه نوع من التنفيس عن الهم والضغط النفسي وخاصةً من قبل القاعدة الحزبية والجماهيرية وهكذا حاولوا قدر الإمكان تزكية الموقف والتأكيد عليه وبأن الطرف الآخر والمحسوب على العمال الكوردستاني (PKK) وحليفه السوري حزب الاتحاد الديمقراطي (PYD) لن يقبل بالشراكة والخضوع لاتفاقية أربيل وبالتالي توحيد الصف الكوردي إلا إذا أجبر على ذلك وحيث لا طريق للتفاهم مع هؤلاء غير فوهة البندقية، بينما الأخير _أي الإخوة الموالون للعمال الكوردستاني وقنديل عموماً_ فقد وجدوا في البوست نوع من التحريض على الحرب الأهلية والاقتتال الداخلي، أي “اقتتال الإخوة”.

وهكذا تناسى الطرفان السياسيان _الموالون لهما_ بأننا قلنا وبصريح العبارة في البوست؛ بأننا ضد حمل السلاح بكل أشكاله بما فيه الدفاع عن النفس والتي “شرعتها كل القوانين الأرضية والسماوية” ومع ذلك فإننا نقول ونكرر: (نحن ضدها) .. وهكذا فإن النقطة التي غابت عن الطرفين هي نفينا ورفضنا اللجوء إلى السلاح في حل أي خلاف إن كان سياسي أو غيره، بما في ذلك سلاح المعارضة والجيش الحر والمجموعات الميليشاوية الأخرى _ناهيك عن سلاح النظام السوري التدميري_ والتي تتصارع اليوم على الجغرافيا السورية، بل لا نجد بديلاً للحوار في حل كل الخلافات التي تعترض طريقنا وفي مختلف مناحي الحياة وبما في ذلك النظام والمعارضة وليس فقط الحوار الكوردي الكوردي وإن كنا نولي هذا الحوار الأخير الأهمية الأولى وعلى الرغم من قناعتنا بأن التوافق الكوردي مرتبط بالتوافق الاقليمي والدولي.. وبالتالي فلسنا من دعاة الحرب والاقتتال الداخلي والأهلي ولكن وعندما تحرم من حق الحياة والوجود وممارسة حقه في المشاركة وحتى في إبداء الرأي والسياسة فإنك تدفعه لحمل البندقية وهكذا فإن الواقع الميليشاوي وشرط الوجود والحرب والبقاء والاستمرار نفسها تفرض عليك الخوض في قذارة الحرب وكوارثها وويلاتها وها هي التجربة العربية عموماً وعلى الأخص منها السورية حيث سياسة الحزب الواحد والاستفراد بالسلطة ومصادرة الوطنية والشرعية لطرف سياسي واحد (حزب البعث) ومنع الآخرين من المشاركة بل وتخوينهم هي التي أودت بالبلاد إلى عنق الزجاجة/ الأزمة الحالية. وهكذا فإن قراءتنا للواقع وبواقعية وعقلانية باردة هي التي تقول بأن الحروب الداخلية والخوض في قذاراتها تفرض على المرء في بعض الأحيان وهي بالتالي ليست دعوة لها بقدر ما هي قراءة للواقع بموضوعية مجردة من الرومانسية القومية.

وهكذا فإن قراءة الواقع كما هو لا يعني القبول به أو الدعوة له، بل هو قول الحقيقة وهي عارية تماماً حيث سياسة حزب الاتحاد الديمقراطي (PYD) واستفراده بالقرار السياسي في المناطق الكوردية (الإقليم الكوردستاني الملحق بالدولة السورية) ومنع الهواء والأوكسجين والحياة السياسية عن الطرف الكوردي الآخر (البارتي) هو الذي سوف يدفع هذا الطرف الكوردي الآخر للإقرار بالحقيقة والواقع كما هو ودون العيش في الوهم والخديعة؛ أي إما القبول بشروط الأسياد الجدد على الأرض (الاتحاد الديمقراطي PYD) وبالتالي الخضوع لشروطهم وقراراتهم مثل أحزاب الجبهة الوطنية التقدمية في أيام البعث السوري أو الدخول معهم في معركة “كسر العظم” وعلى غرار الإخوة في إقليم كوردستان (العراق) بين كل من بيشمركة الاتحاد الوطني والديمقراطي الكوردستاني وبالتالي الحرب الكوردية الكوردية، هذا ما يقوله الواقع على الأرض ولسنا من يدعوا لها.. ولذلك نأمل _من البعض_ الكف عن سياسة التشويش والشوشرة والمتاجرة بقضية “الحرب الأهلية واقتتال الإخوة” مع أن واقعنا الكوردي يذكرني برواية (الإخوة الأعداء) للكاتب اليوناني المعروف نيكوس كازانتزاكس.. وستكون لنا معها وقفة خاصة في بوست قادم إن لم يطرأ طارئ سيئ في حياتنا.

23

النقطة الأخيرة والتي نود أن نهمس بها في آذان الجميع _الموالين للطرفين السياسيين_ بأننا لسنا في وارد الدفاع عن أحد المحورين؛ طرفي الصراع الكوردي (أربيل وقنديل) وجعله المعصوم عن الخطأ والآخر هو الملام في كل شيء وإن كنا نفضل النموذج الأربيلي على القنديلي وذلك لجملة أسباب وقضايا منها ذاتية شخصية ومنها المتعلقة بإدارة البلاد والعباد والسياسة والسلوك والنهج عموماً.. وبالتالي فإننا نأمل أن لا يحمّلنا أحد قضية الموالاة لهذا القطب أو ذاك بل إننا نجد في المحورين ما هو إيجابي ولصالح القضية وكذلك هناك الأخطاء والعثرات وأحياناً الجرائم بحق القضية. وهكذا فإننا نقول وللمرة الألف بأن حزب العمال الكوردستاني ومنظوماته السياسية والعسكرية والأمنية مثلها مثل منظومات الحزب الديمقراطي الكوردستاني (البارتي) في خدمة القضية الكوردية وذلك رغم كل ما يقال عن مسألة الولاء للنظام السوري وخضوعه لأجنداته حيث الطرف الآخر متهم أيضاً بالخضوع لأجندات المحور التركي وهكذا فإن ما نكتبه من نقد _وللطرفين والمحورين_ إلا لتصحيح المسار وإن كنا نهتم أكثر بالقضايا المتعلقة بالإقليم الكوردستاني الملحق بالدولة السورية فذاك بسبب الانتماء لتلك الجغرافية وليس العداء للإخوة في قيادة الكانتونات أو الاتحاد الديمقراطي (PYD) وأيضاً لكي لا نجد في بلدنا ديكتاتورية جديدة وهذه المرة بالعباءة الكوردية.

http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=480811

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

24

 

 

 

ال (PYD) والبارتي

والخلاف بين سياسة الحزبين في سوريا.

كما أسلفت منذ يومين بأنني في هذه الفترة الأخيرة أتابع برنامج شاهد على العصر للإعلامي أحمد منصور وتحديداً أولئك الذين أدلوا بشهاداتهم على المرحلة المغيبة من تاريخ سوريا والتي تمتد بين عامي1946 و 1970م أي منذ عهد الاستقلال ولغاية سيطرة حزب البعث النهائية وتحديداً القيادة القطرية على مقاليد السلطة والبلد في سوريا ومن تلك الشهادات كانت شهادة الرئيس السوري الأسبق أمين الحافظ والملقب بأبو عبدو ورغم بعد الرجل تماماً عن الفكر السياسي مع كثيرين مثله والذين حكموا سوريا وقادوا الانقلابات بحكم مواقعهم العسكرية إلا ما لاحظته بأن تلك المرحلة تتشابه في الكثير من وجوهها ومفاصلها مع واقعنا الكوردي في هذه المرحلة الأخيرة مع اختلاف القوى السياسية والأطروحات والأجندات الجديدة والتي حلت محل تلك القديمة في منتصف القرن الماضي ومنها مسألة الصراع بين الأقطاب والقوى السياسية ومحاولة سيطرة كل طرف على السلطة ومقاليد الحكم والاستفراد بها وذلك تأسيساً لجمهوريات الرعب.

وما لفت انتباهي ورغم بعد أمين الحافظ عن الفكر السياسي كما أسلفت إلا أن كان رأيه دقيقاً في سيطرة البعث وهيمنته ودحر الناصريين القوة الثانية في الصراع على سوريا حيث أختصر بنقطتين جوهريتين؛ أولاً أن قرار البعث كان من نفسه بينما قرار الناصريين كان من وراء الحدود القاهرة وعبد الناصر والنقطة الثانية؛ سرعة التحرك وعنصر المباغتة والمفاجئة وذلك لإضعاف الآخر وإرباكه ولغاية إيصاله إلى الشلل التام ومن ثم القضاء عليه. وهكذا ومقارنةً أعتقد بأننا في الصراع الأخير بين كل من المجلسين الكورديين؛ الوطني وغربي كوردستان أو تحديداً بين حزب الاتحاد الديمقراطي والبارتي هي إعادة وتكرار للتجربة السورية نفسها ولكن كوردياً.. وبالتالي فنحن الكورد أمام خيارين؛ إما قبول المشاركة السياسية الحقيقية إن كانت المشاركة معاً بالسلطة وعلى الطريقة العراقية أو قبول طرف لآخر بممارسة المعارضة كالنظام التركي والتي فشلت فيها التجربة السورية سابقاً أو نعيد تجربتهم التجربة السورية_وهكذا يكون إنتاج النظام الاستبدادي وديكتاتوريات جديدة في المنطقة ولو باللون الكوردي.

 

 

 

 

 

 

 

25

 

 

 

 

الإتحاد السياسي.. والوليد/ الحزب الجديد

.. هل هي ضرورة مرحلية أم تعميق لأزمة الحركة السياسية..؟!!

 

إن السؤال السابق قد وجه لنا اليوم من قناة أورينت الإخبارية، وهو بالتأكيد سؤال يحظى باهتمام بالغ من قبل الشارع الكوردي في غربي كوردستان وذلك بعد مخاض عسير لأحزاب الإتحاد السياسي والتأجيل المتكرر للمؤتمر التوحيدي بين القوى والأحزاب السياسية الكوردية الأربعة البارتي والآزادي بجناحيه وأخيراً اليكيتي الكوردستاني والمؤتلفة ضمن قوى الإتحاد حيث نعلم بأن هذا المؤتمر بات يمثل أرقاً حقيقياً للكثير من القوى الكوردستانية وعلى رأسها قطبي السياسة الكوردية؛ قنديل وأربيل وبالتأكيد لكلٍ من القطبين أسبابه ودوافعه ومبرراته حيث الأول يجد فيه منافساً لمحوره وحليفه حزب الاتحاد الديمقراطي (PYD) في محاولة لتقسيم النفوذ وإدارة المناطق الكوردية الكانتونات الثلاثة وأربيل تجد في حليفها الجديد، القوة السياسية التي يمكن الاعتماد عليه مستقبلاً في منافسته للخصم السياسي في قنديل وسياسة حزب العمال الكوردستاني في غربي كوردستان حيث تعلم أربيل جيداً وفي ظل الانقسام والتشرذم الموجود في صفوف حلفائها وضعف قواها على الأرض لا يمكن الاعتماد عليه في منافسة سياسية مع المحور والقطب الكوردي الآخر.

 

وهكذا فإن المشروع مشروع الحزب الجديد؛ الديمقراطي الكوردستاني (سوريا) وإلى درجة كبيرة هو مشروع الحزب الديمقراطي الكوردستاني (العراق) ولكن ورغم أهمية المشروع فما زال يتعرض لانتكاسات متعددة ينعكس سلباً على المشروع الوحدوي والعملية السياسية والديمقراطية برمتها في غربي كوردستان؛ حيث وفي ظل استفراد طرف ومحور سياسي (PKK) في الواقع السياسي والإداري في غربي كوردستان فإن الإدارة الحالية سوف تعيد إنتاج النظم الاستبدادية في المنطقة وذلك لعوامل عدة أهمها الأيديولوجية السياسية التي تحملها حزب الاتحاد الديمقراطي ومنظومتها السياسية عموماً وكذلك المناخ الثقافي والسياسي العام في المنطقة العربية والشرق أوسطية والتي تعتبر الأرضية الخصبة لإنتاج نظم ديكتاتورية مستبدة بما هو مكون معرفياً وتاريخياً للمنظومة الفكرية والسياسية في هذه الجغرافيات وخاصةً في ظل غياب أو ضعف الشريك المنافس السياسي القوي والذي سوف يشكل توازناً على المستوى السياسي والإداري.

 

وبالتالي؛ فإن الوليد والحزب الجديد الديمقراطي الكوردستاني (سوريا) هو ضرورة تاريخية وديمقراطية للعملية السياسية في غربي كوردستان.. ولكن السؤال الذي يبادر إلى الذهن وبما أن المرحلة التاريخية تتطلب ولادة حزب سياسي ومنافس للطرف والمحور الكوردي الآخر، فلما كل هذا التلكؤ في تنفيذ المشروع والمخاض العسير له وتأجيل المؤتمر التوحيدي لهم عدد من المرات؛ بالتأكيد أن الجميع يدركون تلك الحقيقة ويريدون للعملية السياسية أن ترى النور في أقرب وقت وخاصةً إقليم كوردستان (العراق)، الراعي السياسي للمشروع ولكن ونتيجة الأزمة العميقة بين فصائل الحركة السياسية الكوردية والتي أستطاع النظام الأمني المافيوي السوري وعلى مر الأعوام والسنوات الطويلة من زرعه للشقاق والخلاف بين قوى وأحزاب وقيادات الحركة السياسية الكوردية في سوريا أن تقف كأحد أهم أسباب عدم نجاح المشروع

وكذلك فإن الخلافات والنزاعات الفردية والأنانية وتضخم الذات لدى البعض من قيادات أحزاب الاتحاد هي الأخرى وراء عدم نجاح المشروع ليومنا هذا وخاصةً أن خلاف البعض منهم قريب لدرجة إن أي متابع يستغرب من تواجدهم أصلاً معاً ضمن جسم الاتحاد السياسي _ وكمثال جناحي آزادي حيث لم يكن قد مر بضعة أشهر على انشقاقهما وذلك عندما أعلن عن مشروع الاتحاد السياسي_ ولا ننسى أيضاً الدور الإقليمي لقوى ودول ترى في العملية السياسية هذه نوع من التوافق الكوردي وبالتالي

26

وضع الحركة والسياسة الكوردية على السكة الصحيحة وأخيراً المعوقات التي تضعها لوجستياً وأمنياً القطب الكوردي الآخر على أعضاء وكوادر أحزاب الاتحاد السياسي وفي محاولة لعرقلة العملية السياسية وعدم بروز شريك ومنافس له في غربي كوردستان.

 

وأخيراً يمكن لأي متابع أن يسأل؛ هل سينجح الحزب الديمقراطي الكوردستاني (العراق) في إنجاح العملية السياسية بين قوى وأحزاب الاتحاد السياسي بحيث يرى الوليد الجديد الحزب الديمقراطي الكوردستاني (سوريا) النور في وقت قريب .. بالتأكيد إن قيادة الإقليم تدفع بالقضية بذاك الاتجاه وليس مستبعداً بل من المؤكد إن العملية والمؤتمر التوحيدي بين تلك القوى والأحزاب سوف تعقد وسيولد الحزب الجديد .. ولكن وهنا السؤال الأهم والمفصلي برأينا هل سينجح الحزب الجديد أن يكون منافساً وشريكاً حقيقياً لحزب الاتحاد الديمقراطي على الأرض، إننا من طرفنا نشك بذلك في ظل الظروف والأجواء السياسية على الأرض ولكن هناك مسألة الوضع السوري العام؛ حيث أي تغيير في موازين القوى لصالح قوى الثورة السورية سوف تنعكس وتعدل من موازين القوى في المنطقة الكوردية ونعتقد إن قيادة الإقليم تقرأ هي الأخرى هذه القراءة السياسية وبالتالي فهي تهيأ الوليد الجديد للمستقبل وليس للوقت الحاضر وهكذا فإنها غير مستعجلة كثيراً لتضغط على قوى الأحزاب الأربعة وقياداتها لتستعجل في عقد مؤتمرها التوحيدي وإعلان الحزب الجديد وخاصةً ما زال مصير الثورة السورية مجهول ولم ترسم بعد النهايات الحقيقية للتراجيديا السورية.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

27

 

 

 

الأحزاب الكوردية ..

هل تقدم رفاقها كبش فداء في بازاراتها السياسية

 

 

 

 

 

 

قضية المعتقلين في سجون الآسايش بكانتون عفرين نموذجاً عن الحالة.

إننا ومن خلال متابعتنا للحراك السياسي الكوردي قديماً وحديثاً نلاحظ بأن وفي اللحظات الحرجة تقوم الحركة الكوردية بتقديم بعض الرفاق كقرابين على مذبح المصالح الحزبية بغية تحقيق بعض المكاسب والتأييد الجماهيري وإن كان على حساب أحد الرفاق أو عدد منهم وذلك إن كانت قديماً مع النظام السوري أو حديثاً في علاقتها مع “سلطة الأمر الواقع” في الكانتونات الكوردية وإدارتها السياسية وإن قضية المعتقلين في سجون الآسايش في عفرين يعبر نموذجاً عن الحالة الأخيرة حيث ترك أولئك الإخوة منسيين في تلك الأقبية والزنازين ودون محاولات جدية إن كان من البارتي قديماً أو الحزب الديمقراطي الكوردستاني (سوريا) حديثاً وذلك لكون أولئك المعتقلين محسوبين على هذا التيار السياسي الكوردي.

 

ولكن ما يدعو لليأس من الحالة الكوردية هي العقلية السياسية التي تكرس سياسة الأفعال وردود الأفعال ونسيان القضية بأن لها تبعات وجوانب أخلاقية وإنسانية؛ حيث وعندما كتبنا عن القضية في عدد من البوستات ومنه بوستنا الأخير (سعود الملا.. مطلوباً) جاءنا الرد التالي من أحد الإخوة يقول: (أتذكر قبل ستة أشهر عندما وقف سيد صالح مسلم 5 ساعات على معبر سيمالكه ليدخل جنوبي كوردستان ولم يسمحوا له الدخول من قبل جمارك اقليم جنوبي كوردستان المتمثل بحزب برزاني .. آنذاك دخلها سيد صالح بالتهريب كما يقال بالعامية ,,,,, في وقتها لم نسمع هتافات ولا مناشادات دولية لتدخل من أجل دخول سيد صالح إلى باشور كوردستان ,,,, !!!!! واليوم ومن نفس الموقف كان سيدخل سيد سعود ملا إلى روج آفا وتم تأخيره ساعتين أو أكثر من أجل دخوله إلى روج آفا … الاخوة في جنوبي كوردستان وقعوا في الخطأ واليوم يكررونها الاخوة في غرب كوردستان برد نفسه … أنا ضد هكذا رد ولكن هذا ما حدث ونرجوا أن لا تحدث مرة ثانية من كلا طرفين كي لا نقع في مأزق كردياتي … تحياتي صديقي بير).

 

طبعاً لا أريد أن أناقش مدى صوابية الرد من عدمه وبالتالي مدى مصداقية أن القضية واحدة بواحدة وهل هذه السياسة تخدم قضايانا الاستراتيجية أم لا .. لكن فقط أريد أن أهمس بأذن ذاك الصديق وأقول: إننا نناقش موضوع مختلف تماماً ويتعلق بالحالة الأخلاقية والإنسانية قبل أن تكون قضية سياسية وذلك في قضية اعتقال عدد من كوادر الحزب الديمقراطي الكردي في سوريا (البارتي) سابقاً والكوردستاني (حديثاً) وبأن أولئك الأخوة متهمون كما أدعت المحكمة في كانتون عفرين بأنهم قاموا بأعمال إرهابية وبدافع سياسي، فإن كان أولئك المعتقلين حقاً قد قاموا بتلك الجرائم الإرهابية فإنه من الأولى محاكمة قادتها كون الحزب الذي ينتمون له يتحمل المسؤولية السياسية والأخلاقية وبالتالي فإن المسئول الأول في الحزب يكون مسئولاً عن الجرم سياسياً على الأقل وهكذا يجب تقديمه للمحاكمة أو تكون التهمة كلها ومن الأساس ملفقة وبهدف الإساءة إلى الحزب المذكور ومن وراءه سياسة إقليم كوردستان (العراق) كونه الحليف والراعي للحزب الجديد (الديمقراطي الكوردستاني _ سوريا).

 

وهكذا وبكلمة واحدة؛ فإما القبض على المسئول الأول السيد سعود الملا أو عليكم بإطلاق سراح أولئك المعتقلين وتبرئتهم وتعويضهم مادياً ومعنوياً .. نقطة على المحكمة والقضية لم/ ولن تغلق من جانبنا على الأقل؛ لأنها أولاً وأخيراً قضية أخلاقية إنسانية وتحتاج إلى يقظة الضمير الإنساني قبل احتياجنا لبازاراتكم السياسية.

 

28

 

الصراعات الكوردية هل توأد الحلم الكوردي؟!
الحوار المتمدن-العدد: 5471 – 2017 / 3 / 25 – 16:24

المحور: القضية الكردية

إن تاريخ الصراعات الكوردية الكوردية وللأسف ليس بجديد أو مرتبط بالوجود والصراعات الحزبية الحزبية، إن كان بين العمال والديمقراطي الكوردستاني أو بين الاتحاد الوطني وهذا الأخير وعلى الأخص في منتصف التسعينيات من القرن الماضي حيث شهد صراعاً دموياً بين الأحزاب الكوردية في العراق والتي راحت ضحية ذاك (الصراع الأخوي) ما يزيد عن أربعة آلاف من البيشمركة لدى الطرفين، ناهيكم عن الجرحى والمصابين وما لحق من كوارث بعوائل تلك الضحايا، بل الصراع الكوردي الكوردي ومثل باقي شعوب المنطقة تعود لفترات سابقة إلى حيث الانقسام القبلي العشائري وأحياناً الديني المذهبي وقد شهدت فترة الحكم العثماني خاصةً ذروة تلك الصراعات والتي كانت تغذيها السلاطين العثمانيين بهدف إضعاف مكونات الخلافة وبالتالي تُسهّل عليهم قيادتها وحكمها والتي دامت لأكثر من أربعة قرون حكمت من خلالها بالقهر على جغرافية امتدت لحدود أوربا.
وهكذا وبالعودة لسؤالكم عن قضية الخلافات والصراعات بين العمال والديمقراطي الكوردستاني ومن أشعلها والمستفيد منها، فإننا يمكننا القول؛ بأنه وبحكم العلاقات الأخيرة بين كل من حكومة إقليم كوردستان (العراق) والحكومة التركية من جهة ومن الجهة الأخرى الصراع السني الشيعي على المنطقة ونفوذ إيران القوي لدى المركز بغداد ومحاولات تركيا لأن تكون لها موطأ قدم في العراق وهي التي ما زالت تطالب بلواء الموصل كأحد (حقوقها التاريخية) فإن تركيا تدفع الأمور بين الحزبين إلى التصادم وقد حدث مؤخراً بعض تلك المناوشات كما تابعنا في “منطقة شنكال” وبالتالي فإن قضية من أشعلها يمكن الاستنتاج من مسألة من يكون المستفيد الأكبر منها وبقناعتي؛ فإن الحكومات الغاصبة لكوردستان وعلى رأسها تركيا هي وحدها المستفيدة من تلك الخلافات والصراعات بين الحزبين الكورديين.
أما بخصوص تصريح “وزير الدفاع التركي وهو يقول: سنتحالف مع حزب برزاني في عملية عسكرية ضد حزب أوجلان”. فأعتقد بأن الرجل لم يأت بجديد، بل لم يصرح بما هو غير معلن أساساً حيث العلاقات التركية مع الحزب الديمقراطي معلومة ومعروفة وهناك الزيارات الدورية المتبادلة بين قيادات هولير (أربيل) وأنقرة وتلك العلاقات لا تقتصر على الجانب التجاري ومدخل “إبراهيم خليل” كبوابة تجارية بينهما أو على مسألة وصول البترول من كركوك لميناء جيهان التركي، بل وصل الأمر إلى مسألة التنسيق العسكري وفتح مقرات وقواعد عسكرية تركية على أراضي إقليم كوردستان وتدريب البيشمركة وإن تركيا تحاول حقيقةً الاستثمار في هذا الجانب للهيمنة على الإقليم وذلك لخلق نوع من التوازن بحسب الإستراتيجية التركية مع إيران والتي لها نفوذها كما نعلم في بغداد وصولاً لمدينة السليمانية؛ القطب الكوردي الآخر في الإقليم والخاضع لتحالف حزبي كوران والاتحاد الوطني الكوردستاني.

29
وبالتالي فإن تركيا وكذلك إيران متفقتان في دفع الأمور بين الأطراف الكوردية إلى حد الانفجار والاقتتال وقد اجتمع مسئولي البلدين أكثر من مرة حتى في فترة الخلافات الأخيرة هذه وذلك للتأكيد على قضية “وحدة الأراضي العراقية السورية” أو بحجة أمن وسلامة المنطقة وهكذا فإن قضية الخلافات الكوردية و”هل تهدد مشروع الدولة بالعراق وتجهض الحكم الذاتي بسوريا”، كما جاء في سؤالكم قبل الأخير وهو سؤال مشروع ومهم بالمناسبة، بات يقلقنا جميعاً كوننا ندرك بأن ليس من مصلحة كل الأطراف وعلى الأخص تلك الغاصبة لكوردستان أن يتحقق مشروع “الدولة الكوردية” في إقليم كوردستان، كما يدعو لها السيد مسعود باراني؛ رئيس الإقليم وكذلك أن يتحقق “الإدارة الذاتية” أو”الحكم الذاتي” للكورد بسوريا وهذه هي الإستراتيجية التركية وقد صرح عدد من القيادات التركية بذلك من خلال الإعلام، لكن هل ينجح الأتراك في سياستهم تلك.. أعتقد؛ لا أحد يملك الإجابات الوافية عن السؤال والمستقبل، لكن ومن خلال قراءة معطيات الواقع وما يجري على الأرض من تحالفات دولية وإقليمية، فإن الأمور تتجه لصالح الكورد وليس لصالح المشروع التركي حيث نرى كل من الدعم الأمريكي والروسي وحتى الغربي الأوربي للكورد قوي وعلى حساب المصالح والمشاريع والأجندات التركية والتي جعلت القيادات التركية وعلى رأسهم رئيس الدولة يصرح ويقول: بأن الأمريكان يتخلون عنا لصالح “جماعات إرهابية” قاصداً الكورد طبعاً.

وأخيراً وبخصوص ما طرحت من أن “اتهامات الخيانة والعمالة المتبادلة بين الطرفين تقود الأكراد لأي طريق”، فيمكنني القول وبقناعة شبه مطلقة؛ بأنها لن تتعدى بعض المناوشات على الأقل في المدى القريب والمتوسط وذلك على الرغم من كل المحاولات الإقليمية وعلى الأخص التركية وذلك لأسباب عدة إقليمية داخلية ودولية وأهمها، ما يشكله الكورد والقوات الكوردية وعلى جانبي الصراع الكوردي من “بيشمركة” و”قوات حماية الشعب” كأفضل قوات محاربة للميليشيات الإرهابية التكفيرية من “داعش” و”النصرة” وغيرهما من المجاميع التكفيرية السلفية وبالتالي فإن حاجة القوى الدولية وعلى رأسها أمريكا ما زالت كبيرة لأن تبقى تلك القوات قوية لا تدخل في صراعات داخلية بينها بحيث تضعف قدراتها وقد رأينا وفي أول اشتباكات أو بالأحرى مناوشات على الأرض وتحديداً في “شنكال”، فإن كل من الأمريكان والغرب (الألمان) ضغطوا على الطرفين الكورديين لعدم دفع الأمور للمواجهات العسكرية الكبيرة والخطرة.. وهكذا يمكننا الاستنتاج بأن الأمور ما زالت تحت السيطرة ونأمل أن تفشل السياسة التركية في إشعال المزيد من الحروب الداخلية بين الأطراف الكوردية.

 

 

 

 

 

30

 

القيادي الكوردي.. رمز أم ديكتاتور؟!!

 

نعلم إن السؤال السابق إشكالي ولا يمكن الإجابة عليه بالسهولة المتوقعة وهو أي السؤال يحمل داخله نوع من التناقض المبدأي ولكن ومع ذلك فهو سؤال مشروع كما هي حال كل الأسئلة والتي تبحث عن أجوبة حقيقية.. وكذلك نعلم بأن سؤالنا الإشكالي ليست حالة خاصة بالكورد وزعماءها وقياداتها؛ حيث كل الشعوب التي مرت بالتجربة القومية وللعلم فإن كل الشعوب مروا قبل أن نمر بها.. ونحن الكورد آخر من يلحق الركب؛ وهذه أيضاً مقارنة ومقاربة لدرجة تخلف الكورد الحضاري نعم.. كل الشعوب عانوا من هذه الإشكالية الأخلاقية وكذلك المعرفية؛ فهم أي القادة من جهة يعتبرون رموز للأمة كونهم يحملون قناعات الأمة ومبادئها ويعانون من أجل تلك القيم والمبادئ والشعارات مختلف صنوف العذاب والقهر والحرمان فها هو (القائد عبد الله أوجلان) ومنذ سنوات مرمي خلف قضبان السجن الإيمرالي في تلك الجزيرة التركية، بل والبعض منهم ضحى بحياته أو حياة من أفراد عائلته في سبيل قناعاته السياسية والقومية (أرنستوا تشي غيفارا وكذلك صالح مسلم) وذلك على التوالي وبالتالي فهم قد ضحوا بأعلى وأغلى ما يملكه الإنسان على وجه الأرض ولا يمكن المزاودة عليهم.. مع إننا نختلف معهم في قناعاتنا الفكرية والسياسية ولكن ذاك الواقع لا يمكن لأي قارئ ومفكر عقلاني أن يرفضه أو يحاول القفز من فوقه ومحاولة تسفيهه والنيل من مكانته وقدسية التضحية. وهكذا فهم وبهذا المعنى يعتبرون رموز لهذه أو تلك الأمة.

 

……ذاك من جهة، ومن الناحية الأخرى؛ ألم يكن كل من القادة (أدولف هتلر وجوزيف ستالين) وكذلك قياصرة روما والديكتاتوريات العربية من (جمال عبد الناصر) ومروراً بالبعث السوري والعراقي (حافظ الأسد وصدام حسين).. وآخرين، ألم يكن كل هؤلاء أصحاب فكر وقيم ومبادئ وهم مقتنعون بها ويعملون من أجل قضايا وطنية وقومية “كبرى” وهم بنفس الوقت رموز لحالة الإستبداد والقمع الديكتاتورية.. وبالتالي فإن الحالة حالة القيادة تحمل وتتحمل القراءتين والوجهين في الوقت ذاته، بحيث يكون القيادي وفي الوقت عينه رمزاً وديكتاتوراً؛ هو رمز لمجموعة ومكون إجتماعي جيوسياسي وفي مرحلة تاريخية ما ولكن وبعد مراحل تاريخية أخرى نكون قد تجاوزنا الحالة القديمة الرجعية لنكتشف إننا كنا نعيش وهم الرمز القائد وإنه لم يكن أكثر من ديكتاتور.. بائس.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

31

الكورد ..

بحاجة إلى ترتيب البيت الداخلي.
الحوار المتمدن-العدد: 5115 – 2016 / 3 / 27 – 22:57

المحور: القضية الكردية

رأينا في الفترة الأخيرة عدد من التصريحات المشينة من بعض القيادات المحسوبة على المعارضة السورية بخصوص الكورد وقضيتهم الوطنية والقومية في سوريا، مما شكل أرضية ومناخاً مناسبين للمزيد من التصريحات والإتهامات المتبادلة على صفحات التواصل الإجتماعي والمواقع الإخبارية بين أكبر مكونات سوريا؛ الكورد والعرب حيث زاد في الشرخ المجتمعي السوري والذي هو عميق أساساً بفعل ثقافة الإلغاء المتوارثة تاريخياً وما كرستها الأنظمة والحكومات المتعاقبة في المنطقة وعلى الأخص حكومة البعث العنصرية العروبية.

وهكذا فقد أزداد الضغط على القوى الديمقراطية العلمانية رغم ضعفها بالأساس داخل كلا المكونين؛ الكوردي والعربي وبالأخص المجلس الوطني الكردي حيث المطالبة من مجموعة الفعاليات المجتمعية والثقافية والشارع الكوردي عموماً بالإنسحاب من قوى الإئتلاف الوطني وذلك بحكم تورط عدد من قياداتها السياسية والعسكرية بالإساءة إلى الشعب الكوردي وقضيتهم، ذلك من جهة البعض حاول التملص من تلك التصريحات وذلك على الرغم من الوثائق الدامغة لهم ومن الجهة الأخرى هو غياب الرؤية الواضحة لدى قوى المعارضة السورية “الإئتلاف الوطني” بخصوص القضية الكوردية ومحاولة ترحيل المسألة إلى ما بعد التوافق السياسي في سوريا والذي يشكل هاجساً لدى الكورد عموماً بعدم جدية المعارضة والنظام لحل المسألة الكوردية.

إنني بدوري أشارك أبناء شعبنا هاجسهم بخصوص النقاط والقضايا السابقة والمطلوب منا جميعاً الوقوف عليها بجدية، لكن بقناعتي الشخصية أن الإنسحاب من قوى الإئتلاف الوطني ليس حلاً ناجعاً حيث يمكن للمجلس التهديد بتجميد العضوية بغية تفعيل دوره ومكانته في الإئتلاف الوطني السوري وبالتالي تقوية الورقة الكوردية ووضعها على طاولة المفاوضات في جنيف كإحدى الأوراق التفاوضية الأساسية وليس جزءً من ورقة الحلول والأوراق التفاوضية للمعارضة مع النظام السوري، بل ورقة كوردية سياسية مستقلة .. ولتكون لنا “للمجلس الوطني الكردي” ذلك، علينا نحن الكورد القيام بما يلي:
أولاً_ بقاء المجلس الوطني الكردي ضمن قوى المعارضة الوطنية السورية “قوى الإئتلاف” مع إبقاء التهديد بالانسحاب، أو الأحرى بتجميد العضوية، إن لم يتم اعتماد الورقة الكوردية التفاوضية وحل المسألة على أساس سوريا دولة ديمقراطية علمانية فيدرالية.

32
ثانياً_ إيقاف كافة حملات التخوين بين المجلس الوطني الكردي وحركة المجتمع الديمقراطي والضغط على الكتلتين الكورديتين بقبول الطرف الآخر كشريك سياسي؛ بحيث يقبل الإخوة في المجلس الوطني بالإدارة الذاتية ومشروعهم السياسي رغم كل النواقص والسلبيات وفي الطرف الآخر يقبل الإخوة في حركة المجتمع الديمقراطي بالمجلس الوطني الكردي شريكاً سياسياً لهم والقبول كذلك بدخول قواتهم العسكرية إلى روج آفاي كوردستان وتشكيل قيادة عسكرية مشتركة.
ثالثاً_ ترتيب البيت الكوردي ولا يعني ذلك بالضرورة توحيد كل القوى والكتل الكوردية في كتلة سياسية واحدة وإن كان ذاك هو المطلب الشعبي الكوردي عموماً وكذلك المرحلي لكن يمكن على الأقل التوافق على مشروع سياسي مشترك بين الكتل الكوردية وخاصةً إن الجميع متفق على الفيدرالية وبالتالي يمكن للمجلس أن يقدم الورقة بأسم الكورد في المرحلة الأولى على الأقل.
رابعاً_ العمل خلال المرحلة القادمة على تكوين وفد كوردي مستقل يجمع بين كل الكتل والأحزاب الكوردية في روج آفاي كوردستان، متخذاً حجم ودور وفاعلية كل كتلة وحزب بعين الإعتبار ودعم تلك الكتلة أو الوفد السياسي الكوردي المستقل بأصحاب الخبرات والشهادات والأكاديميين وذلك كمستشارين للجنة التفاوضية الكوردية وتكون هذه الأخيرة هي المخولة للحديث والمشاركة في أي مشروع سياسي مستقبلي سوري باسم شعبنا.
أعتقد وبعد إنجاز تلك القضايا الأساسية في الواقع السياسي الكوردي يمكننا الحديث عن مشروع وطني أو حل جذري للقضية الكوردية في الملف السوري وإلا فإننا سنبقى على هوامش الحلول ونستجدي الأطراف والكتل والدول الإقليمية والعالمية على بعض الحقوق الثقافية لشعبنا ونعيد بذلك تجربة الآباء في خسارة القضية على طاولة المفاوضات بعد أن كنا قد حققنا الكثير بدماء أبناءنا وبناتنا على الجغرافية الوطنية الكوردستانية.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

33

الكورد..

بين مجلسي (المليس والمريدين)

 

 

يتساءل الدكتور أحمد الخليل في وصيته الثالثة _والتي لا تخلو من نفحة دينية؛ إن كانت عنونةً أو متناً ومضموناً، والتي تذكرنا بالوصايا العشر للسيد يسوع المسيح، حيث يكتب: “لو كانت ثمة أجندة سياسية كردستانية موحّدة، هل كانت ثورة (1925) تقع ضحية الصراعات القبلية من جانب، والصراعات الطائفية بين الكرد السُنّة والكرد العلويين من جانب آخر؟”. والمقالة/ الوصية منشورة ضمن سلسلة من المقالات بذات العنوان الرئيسي مع آخر فرعي لكل وصية/مقالة وذلك في عدد من المواقع الالكترونية التي تهتم بالشأن الكوردي وكذلك في جريدة آزادي العدد 449 أيلول 2012م/2712ك والعائدة لحزب آزادي الكردي في سوريا (جناح مصطفى جمعة)، مع حفظ الألقاب.

إن السؤال السابق للدكتور أحمد.. يحمل العديد من الدلالات والمعاني ويشير بشكل أو آخر إلى عدد من الإشكاليات والقضايا التي تعاني منها المسألة الكوردية عموماً والحركة الوطنية الكوردية على وجه الخصوص، وبالأخص منها الشق السياسي/الحزبي؛ كونه حامل المشروع السياسيالوطني لقضية شعب وأمة ما زالت رازحة تحت حكم الآخر، استعماراً.. انتداباً أم إلحاقاً واغتصاباً، سمي ما شئت، حيث في المحصلة هناك أمة وشعب، محروم من أبسط حقوقه الوطنية والإنسانية، من قضية الاعتراف به كمكون ذا خصوصية حضارية متمايزة عن الآخر المهيمن المستبد، وصولاً إلى إقامة الكيان الجيوسياسي الخاص به كإقليم ودولة كوردستانية، أسوةً ببقية شعوب وأمم العالم. وذلك على الرغم من كل الثورات والويلات التي عانى _وما زال يعاني منها الشعب الكوردي.

وإن أولى وأهم هذه الإشكاليات، بل السبب والباعث لغيرها من مشكلاتنا الوجودية الحضارية وبرأينا تكمن في الشخصية الكوردية الذيلية والذليلة التابعة وغياب المشروع الثقافي/الحضاري له، حيث ونتيجة للظرف التاريخي وحالة الاستعمار والاستلاب وغياب الكيان السياسي الكوردي، الحاضنة الثقافية الحضارية؛ إمارة، إمبراطورية، مملكة.. دولة جمهورية وخلال حقب زمنية طويلة ومتواصلة وبالتالي وقوعه (أي الإنسان الكوردي) ولفترات مديدة تحت “رحمة” الآخر واستبداده وجبروته، جعل منه شخصية تابعية ذليلة موالية نكدية/أنكيدوية (من أنكيدو؛ ملحمة كلكامش). وهكذا نجد بأنه؛ أي الكوردي يعمل ويكرس جهده وفكره في خدمة الآخر ومشاريعه وأجنداته، أكثر مما يكرسها ضمن مشروع وطني حضاري خاص به وذلك لغياب المشروع نفسه؛ إن كان دينياً مذهبياً أو قومياً عرقياً أو أيدلوجياً فكرياً.

وبالتالي ونتيجةً لغياب المشروع الحضاري الكوردي والظروف التاريخية التي جعلت منا نحن الكورد ملحقين وتابعين، بل خادمي مشاريع الآخرين؛ الإسلام، الشيوعية والاشتراكية وحتى المشاريع القومية للآخرين، مثل حالة البعث في كل من سوريا والعراق والكمالية الطورانية في تركيا.. فإننا نتماهى مع تلك المشاريع والأجندات الوافدة علينا ونكرس كل جهودنا لخدمتها، بل نبذ أصحابها وسادتها في الانتماء لها والعمل من أجلها، فعندما ينتمي الكوردي لإحدى هذه الأجندات والمشاريع تجده متفانياً له أكثر من أصحاب القضية، فيكون ملكياً أكثر من الملك. وهكذا يمكننا القول إن إحدى أهم إشكالياتنا نحن الكورد، هو غياب الشخصية الوطنية_الحضارية وكأمة مستقلة لها خصوصيتها الثقافية والحضارية وانعكاسات ذلك على المستوى السلوكي الحضاري للشخصية الكوردية، مما جعل من الفرد والإنسان الكوردي أن يعيش حالة من التبعية الذليلة/ الحالة الكلبية (مع حفظ الاحترام) وذلك على المستوى النفسي.

النقطة السابقة؛ غياب المشروع الثقافي/الحضاري الكوردي وبالتالي الشخصية الوطنية/الحضارية والتي هي القضية الجوهرية والبادئة، في كل إشكالياتنا اللاحقة، حيث التابع لا يمكن أن يستقل عن قرار ومشروع السيد بل يعمل وفق إرادته وأجنداته، إن كانت سياسية وطنية أو مذهبية دينية أو.. غيرها من المشاريع. وهكذا سوف تغيب عن ساحة الصراع الوجودي والحضاري المشروع الخاص به كمكون له خصوصيته الحضارية وبالتالي فإن غياب (أجندة سياسية كردستانية موحّدة) عن

34

الساحة الوطنية الكوردية بمجموعة أحزابها السياسية تعتبر لاحقة ونتيجة للعامل والإشكالية الجوهرية في القضية، حيث كل طرف أو حزب وكتلة سياسية كوردية؛ إن كانت دينية أو أيديولوجية يسارية أم ليبرالية أم اشتراكية تعمل وفق رؤى ومشاريع الآخرين/ السيد المستبد ومشروعه الخاص. وهذه تعتبر من طبيعة الحياة؛ حيث التابع يتبع المتبوع وبالتالي فإن غياب المشروع الوطني الكوردي الجامع لكل الأطياف والفرقاء السياسيين يعتبر من بديهيات الحالة والتي نعاني منها، كشعب وأمة تفتقر للخصوصية الحضارية؛ فلا دين يجمعنا كحالة العرب في الإسلام، ولا أيدلوجيا قومية عنصرية وذلك مثل العديد من الشعوب وأقربهم إلينا، جغرافية وحضارة، الحالة التركية وإيران هناك الحالة المذهبية الشيعية الجامعة.

أما نحن الكورد؛ فإننا منقسمون وهذه إشكالية الإشكاليات ونتيجة للسبب الأول وهي غياب المشروع الثقافي/الحضاري والشخصية الحضارية الجامعة للحالة الكوردية وذلك بين عدد من الأديان؛ آيزيديون ومسلمون ومذاهب؛ سنة وشيعة وعلويين وجغرافيات مغتصبة من قبل مغتصبون منقسمون بدورهم لثقافات وحضارات عدة؛ عربٌ وفرسٍ وأتراك وأخيراً وليس آخراً بين أيدلوجيات وأحزاب سياسية وقبائل وعشائر بدوية/بدائية تدعو للفرقة والانقسام والتحارب أكثر ما تدعو وتعمل من أجل مشروع وطني كورديحضاري جامع للحالة القومية وكشعب وأمة يجب أن تحقق منجزها التاريخي الحضاري في إقامة كيانها وشخصيتها الخاصة بها، بل نجد على العكس من ذلك بأن مجموعة هذه الكيانات الحزبية والأيدلوجية في حالة صراع وعداء شبه تناحري وذلك خدمة لأجندات وأيدلوجيات الآخرين، مع العلم بأن الفرصة والظرف التاريخي يتحتم علينا نحن الكورد، كأمة وشعب، أن نتحد ضمن مشروع وطنيحضاري وبملامح قومية جامعة في هذه المرحلة التاريخية وذلك ضمن كيان/كيانات جيوسياسية لنكون بذلك جزء من الحالة والكينونة الوجودية/الحضارية في المنطقة.

وهكذا فإننا، نحن الكورد، نعيد كتابة التاريخ كوردياً ونعيد حالة الانقسام بين الولاءات؛ حيث قديماً وفي بدايات القرن الماضي انشطر المجتمع والحالة الكوردية بين الولاء للخلافة العثمانية بإرثها التاريخي الحضاري الإسلامي وبين الوافد/الغادر والغدار الجديد، ألا وهو الاستعمار الغربي (فرنسا وإنكلترا) في الحالة الكوردية وروسيا (أو الاتحاد السوفيتي) لاحقاً، فكان انقسام الكورد بين ما عرف بحركة المريدين وملاليها المؤيدة للخلافة العثمانية والمطالبة ببقائها وخلافتها ككيان جامع لكل مكونات المنطقة من كوردٍ وعربٍ وفرسٍ وأتراك و.. غيرهم من الأقوام والشعوب أخوة في الدين و”الدولة” الدنيا وبين من والوا وأيدوا الأفكار والرؤى والمشاريع القادمة مع الاستعمار الجديد؛ الانكلوسكسوني للمنطقة وبالتالي أصبحوا “مليس” وأتباع لهذا القادم والوافد من وراء البحار إلى المنطقة. وهكذا غاب عنهم مشروعهم السياسي الخاص بهم، مع أن الفرصة كانت مواتية وذلك لإقامة كيان سياسي كوردي أسوةً بالعرب وغيرهم من أقوام وشعوب الخلافة العثمانية.

واليوم.. فإننا؛ نحن كورد (سوريا) نعيد ونكرر نفس أخطاءنا و”حماقاتنا” السياسية الإستراتيجية السابقة؛ حيث الانقسام بين مجلسين (الوطني الكوردي وغربي كوردستان) ومشروعين خارجيين؛ إقليمياً ودولياً وكذلك عربياً وعلى المستوى الوطني (سوريا)، ما بين الموالاة والمعارضة، ومن دون أن يكون لنا المشروع السياسي الخاص والجامع كحالة كوردية لهذا الإقليم الكوردستاني الملحق بالدولة السورية الحديثة. وهكذا.. فإنه يحق لنا أن نسأل أخيراً وآخراً: إلى متى سنعمل وفق أجندة الآخرين ورؤاهم ومشاريعهم السياسية والدينية والقومية ومن دون أن يكون لنا مشروعنا الوطني/ القومي، حتى على مستوى الإقليم الواحد.. ونترك الإجابة على سؤالنا السابق بعهدة المجلسين الموقرين؛ مجلس الشعب في غربي كوردستان والمجلس الوطني الكوردي وهيئتهم العليا والتي انبثقت عنهما وبرعاية مباشرة من الرئيس مسعود بارزاني؛ رئيس إقليم كوردستان (العراق).

 

جندريسه_5/11/2012

 

 

 

 

 

 

35

 

الكورد والحقد الأيديولوجي

..هل حقد الكوردي على الكوردي أعمى البصيرة أيضاً؟!!

 

إنني ومن خلال بوست الأمس الأخير والذي توجهت فيه بالتحية إلى قوات الحماية الشعبية (YPG) وما خلق من ردود أفعال تأكدت بأن التاريخ لا يظلم أحد، بل نحن نظلم أنفسنا ونلوي عنق التاريخ؛ فالشعوب التي لا تستحق الحياة والحضارة والوجود فإنها سوف تندثر وقد أندثر ومحي العديد من تلك الشعوب التي لم تكن جديرة بالحياة حقاً وربما بقاء الكورد إلى يومنا هذا يعود إلى فعل كل من جغرافية كوردستان وقضية التخلف حيث مناطقنا الجبلية النائية لم تساعد في وصول الموجات البشرية الأخرى كقوى احتلال وبسهولة إلى جبالنا العاصية مما أصبحت كمحمية طبيعية لنسلنا الكوردي وكذلك فإن تخلفنا حافظ على الخصوصية والهوية وعدم انصهارها في الحضارات الأخرى.. وإلا لكنا من أوائل تلك الشعوب والقبائل البدوية التي عاشت في فترات سابقة ومن ثم زالت لعدم أحقيتها وجدارتها بالحياة والحضارة كوننا نحن الكورد نحمل بذرة فنائنا في داخلنا؛ حيث ومع كل هذا الحقد الأعمى على الكوردي الآخر فلا يمكن وبأي شكلٍ من الأشكال أن نستمر بالوجود، لا أن نؤسس كيانات سياسية وحضارية في المنطقة.

 

حقاً إنني مندهش من كل هذا الحقد الذي يعمي بصيرة البعض وليس فقط بصرهم؛ أمعقول يا رجل وخاصةً النخب الثقافية والفكرية الكوردية أن تكون هكذا حاقداً على أخيك لدرجة أن لا تقبل منه التحية والسلام والمؤازرة ومن أبسط الأعراف والقيم الانسانية أن تقوم برد التحية بتحية أحسن منها، بل إن الأعراف الدبلوماسية والأخلاق النبيلة والمصلحة الحزبية حتى يا رجل تتطلب منك أن تعرف كيف تتعامل مع كل محطة وظرف ومستجدات آنية وإلا فسوف تخسر الكثير في الساحة؛ فها هي قوات الحماية الشعبية (YPG) تبادر ببيان “حسن نية” ولو كان ذاك زوراً ولعبة سياسية ودبلوماسية من قبلهم باتجاه إقليم كوردستان (العراق) وذلك بخصوص الهجمات الأخيرة لجماعة “داعش” أفلا تستحق هذه المبادرة برد جميل مماثل وإن كان تحية لتلك القوات ولو من باب الدبلوماسية والمصلحة على الأقل بحيث لا تتهم من الشارع الكوردي إنك على الضد من وحدة الصف والكلمة الكوردية حيث وللأسف فقد أستكثر البعض هذه التحية كرد جميل عليهم وذكرونا بتاريخ والأصح بأحداث محددة لهذه القوات في اعتقال وقتل بعض النشطاء الكورد على أيديهم واعتقالهم وسجنهم لآخرين نحن قد قمنا بإدانتها يومها وما زلنا ندينها وقد نسوا أيضاً بأن كل القوات ترتكب هذه الأعمال ومنها قوات البيشمه ركه في إقليم كوردستان (العراق).

 

بل هناك من أتهمنا بما يشبه الارتزاق والجبن يا صديقي.؟!! وبأن ذاك البيان “أكل بعقلنا حلاوة” وبأن نسينا “شهداء عامودا” و”معتقلي عفرين” وبأني أمارس السياسة بعاطفة بسيطة وذلك على الرغم من مناداتي وكتاباتي شبه اليومية عن هذه الأفعال والجرائم وثقافة الاستبداد والعنف عند هذا التيار السياسي، بل ربما أكون أحد أكثر الناس الذين ينتقدون سياسة هذا الفريق السياسي الكوردي نظريةً وممارسةً على الأرض ولكن هم من ينسون بأن السياسة هي التعامل الديناميكي وليس الوقوف السكوني الستاتيكي عند موقف سياسي أيديولوجي ما. وبالتالي فإني أقول لكل هؤلاء “الأحرار والأشاوس والثورويون” يبدو إنكم نسيتم جنيف 1 و2 وكذلك هولير 1 و2 فيا سادة الذي يقبل الجلوس مع نظام دمر نصف البلد وشرد وقتل نصف سكانه وأرتكب من الفظائع والجرائم ما يندى جبين الانسانية والعالم.. فعليه القبول بقوات الحماية الشعبية الكوردية والتي حافظت وحمت وبنت أكثر ما تكون قد دمرت وخربت وقتلت.. ألا تخجلون من أنفسكم وآسف على استخدام التعبير تهللون ليلاً نهاراً لكل من المعارضة السياسية والعسكرية العربية من هيئة الائتلاف ومجاميع الجيش الحر وهو الذي قبل الجلوس مع النظام في جنيف، بل وقبل المشاركة معه في الحكم والسلطة وإدارة البلاد ورغم كل ما قام به من جرائم وجرائم لا تحصى وترفض أنت أن توجه تحية لإخوتك وهم يقولون نحن على استعداد للدخول إلى جنوب كوردستان وحماية شعبنا.. فيا لبؤس وعيكم وقراءتكم وسياستكم التي هي سبباً لكل شقاقٍ كوردي على الأرض، بل يا لبؤس كورديتكم أيها المدعوون.

36

ملاحظة: هذا البوست لا تعني الموافقة على سياسة الاقصاء والتفرد والتي تمارسها حزب العمال الكوردستاني وفروعها وهياكلها السياسية والعسكرية بحق الأطراف السياسية الكوردية الأخرى ولا داعي لتذكيرنا بهذه المقولة فهذه نعرفها وسوف لن نطبل لها على الطريقة العربية ومثقفيها المخدوعين بالشعارات البراقة ولكن نطالب أيضاً المخدوعين في الطرف الآخر أن يستفيقوا من حلمهم الكاذب ويكونوا موضوعيين عقلانيين في قراءاتهم ومقارباتهم للقضايا حيث النقاط الايجابية لدى كل الأطراف تستحق منا التحية والتأييد وكذلك فإن الأخطاء والجرائم ولدى الجميع يجب نقدها ورفضها وفي السياسة لا ملائكة ولا شياطين بل دبلوماسية ومصالح.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

37

 

 

 

المجلس الوطني ..ما له وما عليه!!

أيام وتدخل الثورة عامها الخامس والمجلس الوطني الكردي في مراوحة دون تقدم..

– برأييكم ما الأسباب الجوهرية في تراجع دور المجلس؟؟

 بالتأكيد هناك أسباب عدة وعلى رأسها عدم الإنسجام بين الأحزاب المنضوية في المجلس وحالة الإنقسام الداخلي وتعدد الولاءات ومراكز القرار حيث نعلم، وللأسف، أن معظم أحزابنا إن لم نقل جميعها_ في الإقليم الغربي من كوردستان (سوريا) تتبع في قراراتها إما لأربيل أو كلٍ من قنديل والسليمانية وقد رأينا كيف أن عدد من أحزاب المجلس الوطني صوتت لمرشحي قائمة حركة المجتمع الديمقراطي مما دفعت المجلس لتعليق عضويتهم ومن ثم قرار الفصل بحق تلك الأحزاب وبالتالي ونتيجة للإنقسام ولعقلية التفرد كجزء من الثقافة الحزبية والشرقية عموماً وإختلاف البرامج السياسية بين أحزاب المجلس الوطني وغيرها من العوامل والأسباب المعطلة لآليات العمل الديناميكي .. فإنها مجتمعةً كانت السبب وراء تراجع دور المجلس الوطني الكوردي ودون أن ننسى بأن تنسيق الطرف الآخر؛ أي حركة المجتمع الكوردي مع الحكومة السورية وإطلاق يدها في قمع الحراك الشبابي “الثوري” والذي كان يحسب على المجلس الوطني ومن ثم ملاحقة النشطاء والكوادر ومنع أي نشاط لأحزاب المجلس الوطني داخل المناطق الكوردية ساهم بشكل كبير فيما آلت إليه أوضاع المجلس الوطني من ضعف كبير لدوره داخل الشارع الكوردي .. ناهيكم عن الإجراءت الإدارية المعقدة وكثرة الإجتماعات لإتخاذ أي قرار سياسي يتطلب الحركة والديناميكية في “مرحلة الثورة“.

– هل قدم المستقلون واجبهم كمستقلين حقيقيين؟

 لآ أعتقد بأن في المجتمعات المتخلفة والتي تغيب عنها مؤسسات المجتمع المدني وسيادة القانون، أن يكون هناك دور حقيقي للمستقلين حيث هيمنة الحالة الحزبية والميليشاوية يغيب أي دور حقيقي وفعال للمستقل وبالتالي فهو أي المستقل_ إما مهمش أو ملحق وتابع لجهة وطرف سياسي وبشكل فاضح وهو يدعي الإستقلالية بينما وفي حقيقة الأمر تستخدمه الأطراف السياسية كديكور تزيني وللبروباغندا الحزبية وكنوع من الإدعاء بوجود الديمقراطية والتعددية في البلد والواقع غير ذلك تماماً.

– ما اسباب تهميش المجلس لدور المرأة و الشباب، ذوي الخبرة و الاختصاص؟

_ مسألة تهميش المرأة تعود للعقلية الذكورية في ثقافتنا ومجتمعاتنا عموماً وكذلك للنهج والفكر العشائري القبلي والذي ما زال سائداً في عموم أحزاب المجلس الوطني الكوردي وعلى عكس حركة المجتمع الديمقراطي والفكر الأوجلاني الذي يعطي المرأة مكانة متميزة في العمل السياسي والنضالي .. وبالنسبة للشباب والكوادر وتهميشهم وتغييب دورهم فإنها جزء من ثقافة الإستفراد والديكتاتورية الحزبية حيث الخوف من هذه الفئة لأن تأخذ الدور والمكانة من القيادات التقليدية والتي أستبدت بأحزابها بطريقة لا تقل إستبداديةً عن الأنظمة الحاكمة في بلداننا؛ يعني تقليد الحاكم والطاغية رغم إدعائهم بالديمقراطية ومحاربة الأنظمة في ثقافة الإستبداد والديكتاتورية كجزء من نضالها السياسي.

– ما الاسباب الحقيقية في الخلافات الداخلية للمجلس ؟

 كما تطرقنا في السؤال الأول؛ هي بالأساس الخلاف بين المحاور والأقطاب الكوردستانيةبين أربيل وقنديل وأحياناً السليمانية أيضاً_ وكذلك مسألة الأنا الحزبية ومحاولة هيمنة كل محور من المحاور الثلاث على قرار المجلس وبالتالي توجيهه إما كجزء من المحور التركي وإقليم كوردستان أو السوري الإيراني .. بالإضافة إلى الخلافات الشخصية بين بعض القيادات الحزبية وتراكمات الماضي والإنشقاقات حيث أغلب أحزاب المجلس توالدت عبر متوالية هندسية وإنقسامات داخلية وبالتالي هم يحملون أحقادهم الحزبوية كجزء من سياسة الأمس واليوم يحاولون الإدعاء بالتوافق داخل المجلس الواحد (الوطني).

38

– ما هو الحل برأيكم لأعادة تفعيل المجلس؟

_ إعادة هيكلية المجلس بحسب الإنتماء السياسي لمحور واحد في حال غياب التوافق الكوردستاني على مشروع سياسي مشترك أو هيمنة حزب على القرار السياسي للمجلس وذلك على غرار حركة المجتمع الديمقراطي وهيمنة حزب الإتحاد الديمقراطي حيث وللأسف ما زالت الثقافة المؤسسية غائبة عن مجتمعاتنا .. أو العمل على تأسيس ثقافة جديدة قائمة على التعددية والفكر المؤسساتي وهذه تحتاج لجهود كبيرة ومثابرة ومراحل تاريخية متعددة وأعتقد أن أحزاب المجلس وببرامجها وفكرها السياسي الحالي وآلياتها وقيادتها التقليدية غير قادرة على لعب هكذا دور ومهمة وطنية وبالتالي فأما المجلس المزيد من الضعف والإنقسامات.

 

 

39

المجلس الوطني الكردي

والتهديد -أو بالأحرى؛ “التأديب”- من الإئتلاف السوري.

 

بحسب الوثيقة التي نشرها “موقع اشا نيوز”، فإن “ائتلاف المعارضة السورية في اسطنبول” ” قد حشر “المجلس الوطني الكردي” في زاوية ضيقة، وتركه بين خيارين إما البقاء والالتزام بكافة مخرجات اجتماعته ومواقفه بدون تذمر، وخاصة في دعم الحرب التركية على عفرين. أو سيتم طرده من الائتلاف. والاستعاضة عنهم بشخصيات كردية من ضمن ذات احزاب المجلس كممثلين عن الكرد.

الالتزامات التي طلبها الائتلاف من المجلس هي:

  • اعتبار PKK و PYD تنظيمين إرهابيين. يجب محاربتهم.
  • الاعتذار والتراجع عن وصف الحرب التركية على عفرين بانها “عدوان” وعن اتهامه “للجيش الحر” أنه ارتكب ممارسات داعشية” في اشارة لبيان المجلس حول “التمثيل بجثة المقاتلة ارين ومحمد حنان وغيرها من الانتهاكات”

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

40

 

المرجعية الكردية

 

إن المرجعية الكوردية التي تشكلت بتاريخ (15\12\2014 ) في كردستان سوريا والمنبثقة من قرارات اتفاقية دهوك المنعقد بتاريخ ( 4\ 9 \ 2014 بين المجلس الوطني الكردي في سوريا وحركة المجتمع الديمقراطي(TEV-DEM ) .. من 24 شخصية حزبية و6 شخصيات مستقلة تنظيمياً .

سؤال : هل تعتقد بأن هذه الشخصيات قادرة على تحمل مسؤولياتها التاريخية وهل بيدها مفاتيح الحل والربط فيما يتعلق بمسالة حقوق الكرد في سوريا وهل الشعب الكوردي راضاً عن هذه الأسماء أصلا . وبالتالي تمثل ارادة الشعب الكردي في كوردستان سوريا ….

إن كل مرحلة تاريخية من حياة الأمم والشعوب تفرض شروطها وملامحها المجتمعية والسياسية وبالتالي منظومة العلاقات القانونية وأشكال التكوينات والمنظمات التي تعني بشؤون الناس والمواطنين.. وإن مرحلتنا الحالية هي مرحلة السياسة والأحزاب وتنظيماتها وتكتلاته المجتمعية والسياسية، بحيث يمكننا القول: بأن الإنسان العصري في يومنا هذا هو كائن سياسي؛ حيث طغيان وهيمنة السياسة في كل ملامح حياتنا اليومية. وهكذا فإن وجود الأحزاب وبقوة في حياة الإنسان الكوردي ناتج أولاً من هيمنة الفكر السياسي كأبرز ملمح وجودي وتعبيري/تمثيلي في حياة الشعوب ومن ناحية أخرى؛ لوقوع شعبنا تحت الظلم والإحتلال والإلحاق بدول غاصبة للتاريخ والثقافة والجغرافية الكوردستانية، مما يفرض عليه واقعاً كارثياً يستوجب العمل المنظم ضمن هيكليات تنظيمية سياسية للدفاع عن حقوقه.. وبالتالي فإن وجود الحزب بات من موجبات المرحلة التاريخية لشعبنا وقضيتنا كأداة نضالية لنيل حقوقه المشروعة.

لكن ونتيجة الصراعات الفكرية والأيديولوجية وأحياناً الشخصية وكذلك للتدخلات الإقليمة وبعض أجهزة المخابرات للدول الغاصبة، فقد تعرضت الحركة الكوردية في الإقليم الكوردستاني الملحق بالدولة السورية إلى الكثير من الإنشقاقات والإنقسامات الداخلية بحيث بات من المستحيل التعامل مع الواقع والمرحلة الحالية من دون أن تكون هناك “مرجعية سياسية” تدير شؤون المناطق الكوردية وخاصةً وأن شعبنا يتهدد ويتعرض لعمليات عسكرية تعمل على قلعه ونفيه خارج أرضه ووطنه وترتكب بحقه أفظع الجرائم وخاصةً من القوى السلفية المتطرفة كتنظيم ما يعرف بالدولة الإسلامية “داعش” مؤخراً ومن قبله الأنظمة الغاصبة مما أوجب وحدة الصف الكوردي والذي دفع بقيادة إقليم كوردستان (العراق) وتحديداً الرئيس مسعود بارزاني لرعاية التوافق السياسي الكوردي في غربي كوردستان.. وهكذا رأينا هولير1 و2 وكانت الهيئة الكوردية العليا وأخيراً إتفاق دهوك وإنبثاق “المرجعية الكوردية” كما تفضلتم في التعريف بها في المقدمة ومن خلال سؤالكم المطروح بشأن قدرة هذه المرجعية على تمثيل الشارع الكوردي.

وبالتالي وفي ظل غياب أي مؤسسات هيكلية أخرى غير الأحزاب في مجتمعاتنا، فلا مفر من الرضوخ للأمر الواقع والقبول بتمثيلية الأحزاب لنا وذلك على الرغم من كل العلل والعاهات والتي تراكمت داخل هذه المؤسسة والتي وصلت لحد هيمنة الشخصنة والحالة الفردية والتي تحولت بفعل التراكم الزمني إلى الاستبداد والعسف، تشبه حالة الديكتاتوريات في بلداننا ناهيكم عن الضعف والترهل السياسي وضعف في البرامج والآليات وبالتالي تحتاج إلى نوع من الوقوف في وجهها ومحاولة إعادة التوازن الفكري والسياسي لها وذلك بالعمل على التأسيس لقيم المجتمعات المدنية الديمقراطية ولكن ذاك يحتاج لجهد سنوات طويلة.. أما اليوم فليس لنا غير المؤسسة الحزبية وإن الواقعية السياسية تفرض علينا القبول بهذه “المرجعية الكوردية” ولو إنها لن تمثل كل المجتمع الكوردي ولكنها على الأقل ستكون قادرة على إدارة المناطق الكوردية إن توفرت لها الشروط والمناخ الإقليمي والدولي.

 

 

 

 

 

41

المحاصصة السياسية.!!

…جواباً على أسئلة الديمقراطية التوافقية.

حاول بعض الأصدقاء والإخوة أن يؤكدوا على قضية جد حساسة وذلك في معرض ردهم على بوستنا السابق ((إدارة كوردية مشتركة)) حيث تطرقوا لمسألة الديمقراطية وقضية الانتخابات في تشكيل الادارة وذلك بدل المحاصصة الحزبية وسياسة “الفيفتي فيفتي” والتي أتبعت في إقليم كوردستان (العراق) بين الحزبين الرئيسيين؛ الاتحاد الوطني والديمقراطي الكوردستاني وبأنه ليس بالنموذج الذي علينا إتباعه في إقليم كوردستان (سوريا)، بل تعجب البعض لطرحنا لمسألة المشاركة السياسية بين كتلتين سياسيتين ولما لا ندعو لانتخابات ديمقراطية برلمانية وهل “أصيب الكورد بالعقم” حتى نعدم الوسيلة ونلجأ إلى المحاصصة الحزبية.

بالتأكيد إن قضية الحكومات المنتخبة برلمانياً هي أفضل النماذج والنظم السياسية الديمقراطية إلى تاريخ اليوم، بل هو الطموح السياسي لأي منظومة اجتماعية ديمقراطية لأن تجري انتخابات حرة في واقعها الاجتماعي السياسي .. ولكن ينسى أولئك الإخوة والأصدقاء؛ بأنه لا يمكن إجراء تلك الانتخابات إلا في ظل توفر المناخات والأرضية المناسبة حيث الاستقرار السياسي والأمني وحتى الاقتصادي والاجتماعي وكذلك توفر الحد الادنى من الوعي الديمقراطي المدني في مجتمعاتها .. أما وفي ظل أجواء الصراعات والنزاعات والانقسام المجتمعي سياسياً أو أثنياً قومياً وكذلك دينياً طائفياً، فلا يمكن إجراء مثل تلك الانتخابات وبالتالي لا بد من التوافق السياسي بين الكتل المتنافسة أيديولوجياً وعسكرياً كمرحلة أولى لقيادة المنظومة الاجتماعية السياسية إلى أن يتم ترسيخ البنى الأساسية لمجتمعات مدنية بحيث تكون قادرة على المنافسة الانتخابية بين الكتل السياسية والمجتمعية.. أما وفي ظل غياب تلك الأجواء والمناخات فإن أي حديث عن انتخابات هي عملية صورية شكلية لترسيخ الاستبداد وقد رأينا الانتخابات في المنظومات الديكتاتورية وكيف كانت تتم بحيث تكون النتائج مضمونة للجهة السياسية الحاكمة والمهيمنة على الأرض.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

42

بير رستم “أوجلاني أم بارزاني”؟!

مقالة توضيحية بخصوص “بارزانيتي وأوجلانيتي”

 

كتب الكثير من الأصدقاء بخصوص موقفي من كلا التيارين السياسيين في الحركة الوطنية الكردية، بل البعض “أتهمني” بأن مواقفي ضبابية وذلك بخصوص قضية الانتماء الفكري والسياسي وهناك من ذهب إلى القول؛ بأنني “أسوق حسب السوق” حيث إنني في البلد كنت بارزانياً ومن ثم إنقلبت عليهم وأصبحت آبوجياً، بل وصل البعض إلى إتهامي بالعمالة للنظام السوري بدايةً ومن ثم الارتزاق لدى البارتي والآن لدى العمال الكردستاني وذلك على الرغم إنني كتبت أكثر من توضيح بخصوص هذه الملفات ولا أريد العودة والخوض في تفاصيلها مجدداً، لكنني فقط أود توضيح بعض النقاط وبالأخص قضية أجدها جد هامة بهذا الخصوص وتلك الاتهامات التي تحاك حولي وحول كل من يحاول أن ينتمي للوطن والقضية وليس للحالة الحزبية الأيديولوجية حيث وللأسف الكل يريدك موالياً لطرف سياسي حزبي؛ إبتداءً من تلك الجهات الحزبوية إنتهاءً بأجهزة الأمن والمخابرات للدول الغاصبة لكردستان ومروراً بالجماهير، كون ذاك الانتماء الحزبي يجعل الآخر مرتاحاً لكيفية التعامل معك، لكن عندما يكون ولاءك لقضايا وطنك فهنا توقع الجميع في الإرباك والتشويش بكيفية التعاطي معك وبالتالي يجعلك في مرمى الجميع وهذا ما أعاني منه، لكن البعض وخاصةً بعض مدعي البارزانية ولا أقول البارزانيين يحاولون جعلي من الطرف الآخر “الأوجلاني” لأكثر من سبب، منها؛ إن بعض التغيير في مواقفي المنحازة سابقاً للبارتي إلى ما أعتبره مواقف وطنية تخدم القضية وليس طرف سياسي محدد حيث هؤلاء يعتبرون هذا الانحياز أو التبدل هو نوع من “الردة” كما في المفهوم الإسلامي وبالتالي “أستحق الرجم السياسي”.

 

لكن ورغم أهمية العامل السابق إلا أن هناك سبب قوي جداً بقناعتي وراء سلوكية أولئك وتوجيه تلك “الاتهامات” لي بلون حزبي وأقصد الأوجلانية، رغم تأكيدي على أن قضية الانتماء لطرف سياسي كردي؛ إن كان العمال الكردستاني أو البارتي أو غيرهما ليس إتهاماً، بل عملاً وطنياً، لكن هؤلاء وأقصد النخب الثقافية والسياسية وليس الموالين والجماهير الحزبية الشعبية البسيطة يريدون إصباغي بالأوجلانية لسبب جد مهم؛ ألا وهو سحب المصداقية من كتاباتي حيث عندما تكون محسوباً على طرف سياسي محدد، فإن كل كتاباتك تعتبر نوع من البروباغندا الحزبية لتلك الجهة التي أن تواليهم .. وهكذا فإن هؤلاء ورغم معرفتهم التامة، بل رغم تأكيدي وفي أكثر من مناسبة؛ بأنني أقرب للبارزانية منها للأوجلانية وذلك بفعل عوامل نفسية وسوسيولوجية وليس فكرية حيث نشأت في بيئة بارتوية وعملت مع المنظومة أي منظومة البارتي لسنوات وبالتالي فإن مشاعري وبشكل طبيعي ستكون أقرب لها ومع ذلك يأتون ليقولوا لنا؛ بأننا نعرفك اكثر مما تعرف نفسك وإنك أوجلاني وليس بارزاني!!

 

فبرأيكم لما ذاك الإصرار على وضعي ضمن صفوف الأوجلانية رغم كل تأكيداتي وكتاباتي التي قلت وأقول فيها إنني أحاول أن أكون منتمياً للقضية وليس للحالة الحزبية مع تأكيدي بأنني ما زلت عطفياً على الأقل اقرب للبارزانية وإن ما أدعو إليه هو وحدة المواقف للحركة الوطنية لتكون بخدمة قضايانا الوطنية وليس لمكاسب سياسية حزبية فئوية ومع ذلك من يقول؛ ذاك ليس صحيحاً. بالتأكيد إن ذاك لسبب ما وبحسب قناعتي هناك سبب واحد وحيد كما أسلفت وهي سحب تلك المصداقية الذي يتمتع بها صاحب الفكر والقراءات الموضوعية حيث عندما تجعله محسوباً على طرف سياسي فإنك وببساطة سحبت منه تلك المناعة ونقصد القراءة الموضوعية وصفة الوطنية وجعلته في خانة المتحزب المنغلق وبالتالي وضعته في مرمى سهام الطرف الجهوي الحزبي الآخر وهو ما يعمل عليه أولئك وإنني أعترف بأنهم نجحوا بذلك لدرجة ما وربما أنا أيضاً ساهمت بعض الشيء وبطريقة لا إرادية في ترسيخ تلك الفكرة وذلك عندما أجبرتني الظروف للدفاع عن منظومة العمال الكردستاني أكثر وذلك بحكم واقع روج آفاي كردستان والهجمة التركية الشرسة والتي أنتهت بإحتلال عفرين وللأسف.

43

بالأخير نود التأكيد على نقطة ربما نصرح بها للمرة الأولى ألا وهي؛ إنني وبطريقة مقصودة أخذت هذا المنهج في الكتابة وذلك بعد وصولي هنا إلى سويسرا وتقديم استقالتي من البارتي وقد شجعني على إتخاذ هذا المنهج في الكتابة، بل ربما من طرح الفكرة هو الشاعر وابن قريتي جقلا والذي يربطنا علاقة أبناء العمومة وأقصد الصديق خلوصي حسين، بأن تكون كتابتي غير موالية لطرف سياسي على حساب طرف آخر، بل تكون قراءة للحدث برؤية أقرب للحياد والموضوعية والحالة الوطنية، طبعاً هذه كانت رؤيتي كذلك ومطلبي أيضاً، بل هو مطلب أي كاتب وباحث يحاول أن يحظى بإحترام القارئ الحصيف، ناهيك عن التأسيس لمنهجية فكرية تسجل لك في واقع حزبي أيديولوجي منقسم متصارع كردياً وإقليمياً .. وهكذا بدأت الحكاية، لكن وللأسف البعض حاول وما زال يحاول القول؛ بأنني غيرت بوصلتي لأسباب تتعلق بالخوف والجانب الأمني مرةً ومرة أخرى الادعاء والقول؛ بأننها بسبب الارتزاق رغم إنني لم ولن أتلقى من أي جهة كردية حزبية دعماً مادياً خلال كل مسيرتي السياسية والكتابية والتي تتجاوز ربع قرن بكثير وبعد أن أقدمت للمكتبة الكردية أكثر من خمسة عشر عملاً فكرياً وأدبياً وهناك في الأدراج ما يضاهيه وربما أكثر وسأنشرهم قريباً وتباعاً وبقناعتي، بل من بديهيات الحياة أن يسترزق الكاتب من نتاجه كأي كائن آخر يقدم نتاجاً فكرياً أو مادياً، لكنني لم أتلقى من أحد شيء إلا بعض اليسير من يعض المجلات ولا تحسب عطايا ولا تغني من جوع وإن كان هناك من استرزقني حقيقةً من بعد أن فقدت عملي وبلدي هي الدولة السويسرية وشعبها الذي يستحق منا كل الود والتقدير وبالتالي من المعيب حقاً من يأتي ويتهمنا بالإرتزاق!!

 

الكلمة الأخيرة؛ أصدقائي وإخوتي .. إنني أحاول أعود وأقول؛ إنني أحاول أن يكون إنتمائي للوطن والقضية وليس لجهة سياسية حزبية وبأن أكتب بموضوعية ومصداقية وهدفي منها شخصي ووطني؛ شخصي لكي أحاول أن أؤسس لمنهجية في القراءة السياسية الكردية على الأقل بعيدة عن الانغلاق الفكري المحسوب على طرف سياسي أيديولوجي حزبوي وبالتالي أن يملك النص الذي أقدمه جمهوراً وقارئاً في الضفتين ومن هذه أنطلق إلى القضية الأهم من كل كتاباتنا؛ ألا وهي إمتلاك خطاب فكري وسياسي وطني يهدف لخدمة قضايا شعبنا ونأمل فعلاً منكم جميعاً المساعدة في هذا التوجه السياسي والفكري حيث أكره ما على أجهزة المخابرات للدول الغاصبة لكردستان بأن يكون إنتماؤك للوطن والقضية، ، لا أن تكون حزبياً منتمياً لأحد أطياف الحركة الكردية .. وأرجو أن لا يكون أولئك الذين يريدون جعلنا محسوباً على جهة حزبية ما، ممن يساعدون تلك الجهات الأمنية ومخططاتهم ومشاريعهم لضرب أي عمل وطني كردستاني.

 

https://www.press23.com/2018/07/Articles.html

 

https://www.kurdhr.com/2018/07/Articles_10.html

 

http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=604943

 

https://berbang.net/blog/2018/07/10/%D8%A8%D9%8A%D8%B1-%D8%B1%D8%B3%D8%AA%D9%85-%D8%A3%D9%88%D8%AC%D9%84%D8%A7%D9%86%D9%8A-%D8%A3%D9%85-%D8%A8%D8%A7%D8%B1%D8%B2%D8%A7%D9%86%D9%8A%D8%9F-%D9%85%D9%82%D8%A7%D9%84%D8%A9-%D8%AA%D9%88/

 

 

 

 

 

44

 

توحيد الصف والموقف الكوردي

 

 

..كيف السبيل إلى تحقيق ذلك في غربي كوردستان.؟!!

خلال هذه المرحلة العصيبة من تاريخ شعبنا وقضيتنا في الإقليم الكوردستاني والملحق بالدولة السورية الحديثة منذ اتفاقيات سايكس بيكو ولوزان وغيرها وانقسام الكورد مثل كل “ملل ونحل” وشعوب الأرض جميعاً بين عدد من الأحزاب والتيارات والمحاور السياسية وسؤال يتبادر إلى الذهن، بل وتتعرض إليه ومن قبل الكثيرين من الإخوة والأصدقاء والزملاء وها هو أخيراً الصديق شادي حاجي وبعد تعليقي على بوستٍ له هو الآخر يتساءل؛ “ودائماً السؤال كيف السبيل الى تحقيق هذا الأمر ومن الذي عليه أن يبادر”. بالتأكيد إن السؤال إشكالي ومعقد ولا يملك أحدنا الإجابة الوافية ولا يمكن بكبسة زر أو لا أحد يملك العصا السحرية ليقدم لنا الحل الناجع للقضية وخاصةً هناك صراعات وانقسامات حادة بين محورين وأجندتين في المنطقة؛ مشروع أمريكي غربي ليبرالي ديمقراطي مدني وآخر روسي إيراني أيديولوجي شعاراتي ثوروي غيبي متزاوج مصلحياً مع اليسار العنفي وليس العفني.

 

وهكذا فإن كلا المشروعان له امتداداته الإقليمية والدولية وبالتالي مصالح فوق دولتية.. وفي هكذا حال؛ تداخل المصالح والأيديولوجيات بين قوى دولية ومحلية إقليمية، لا يمكن لكل تلك الدعوات المحلية وعلى الرغم من طيبة النوايا لأصحابها أن تحل القضية، بل يحتاج إلى توافق دولي إقليمي وهذه لا تلوح بعد في الأفق. ولكن وعندما يتعرض الكورد كمكون حضاري مجتمعي إلى هجمة من رعاع الحضارة من “داعش” ومثلاتها فإن خطر الوجود قد تقارب بين الصفوف والكتل والأطراف السياسية الكوردية وأعتقد ما طرحه الصديق الأستاذ شادي حاجي في بوسته التالي هي أفضل صيغة للخروج من الأزمة الحالية حيث يقول: بأن على “صانع القرار السياسي والعسكري في حزب ال ب ي د القبول بالاتفاقات السابقة الموقعة بينها وبين المجلس الوطني الكردي مع امكانية تعديل تلك الاتفاقيات وفق المستجدات التي حدثت على الواقع السياسي والأمني منذ ذلك الوقت وتشكيل قوة عسكرية كردية موحدة بعيدة عن السياسة والانتماءات الحزبية على أن يكون قرار السلم والحرب بيد هيئة سياسية من ذوي الخبرة والاختصاص مشكلة من معظم الفصائل الكردية وتعبيراتها السياسية”. وهكذا فإننا وبدورنا نسأل معه: هل من مجيب؟.

 

 

 

45

وجواباً لن يتحقق إلا في جزئيات محددة لكن الاتفاق النهائي والكلي سيكون مع التوافق الدولي حول مشروع سياسي جديد في المنطقة وإعادة رسم خارطتها وفق الأسياد الجدد في العالم ومصالحهم الجيوسياسية .. ويبدو أن المنطقة تتجه إلى ذلك المنعطف التاريخي ولذلك سوف نجد سايكس بيكو جديد وربما هذه المرة باسم كيري لافروف أو حتى أوباما بوتين وفي كل الأحوال الكورد هم الرابحين في هذه اللعبة الدولية الجديدة في المنطقة كونهم لن يخسروا شيئاً لا يملكونه بالأساس وفي أسوأ الاحتمالات فإنهم أي نحن الكورد يكونون قد حصلوا على بعض حقوقهم السياسية والثقافية المدنية.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

46

 

خطاب الآبوجيين والبارزانيين

والتوافق على خصوصية كل جزء كردستاني!

 

هناك الكثير من الإخوة الذين أخذوا على كلام السيد “نجيرفان بارزاني” وذلك عندما قال؛ “بأننا نعمل فقط داخل إقليم كردستان وليس لكل كردستان.. ” حيث أعتبر بعض الأصدقاء حديثه بمثابة الإعتراف على إنهم كانوا “ينافقون” في مسألة الإدعاء بالنهج القومي وذلك على الرغم من تأكيدنا بأن رئيس حكومة الإقليم وفِي هذه الظروف الدقيقة وبحكم موقعه السياسي أراد أن يطمئن دول الجوار وأن خطابه يندرج في باب الديبلوماسية السياسية وهو المطلوب منه موقعاً سياسياً وظرفاً مرحلياً .. لكن وللأسف عبث وكأننا نريد أن نلمع أو “نبرر” للإقليم وحكومتها المواقف السياسية حيث الكثير من الإخوة رفضوا قراءتنا تلك وأعتبروها نوع من تجميل صورة البارتي والبارزانيين، لكن ها هي الصدفة وبنفس التوقيت يأتي أحد القيادات من طرف الجهة الأخرى؛ منظومة العمال الكردستاني والإخوة الآبوجيين ويقول ما يشبه حديث السيد نجيرفان بصدد خصوصية كل جزء حيث يصرح السيد “مظلوم كوباني”؛ القائد الأعلى لقوات سوريا الديمقراطية لوكالة “المونيتور” وبخصوص الموضوع ذاته ليقول:

 

“إنّنا جيران مع تركيا منذ ست سنوات، وتقع مراكزهم الحدودية على الجانب التركي مقابلنا تماما، ولم تحدث مشكلة أمنية واحدة خلال هذه السنوات الست، لكن حزب العمال الكردستاني نظم هجمات داخل تركيا خلال هذه السنوات الست كسرت كل أبواب جهنم قبل أن نكسب السيطرة على هذه الحدود، كانت هناك اشتباكات بين حزب العمال الكردستاني والقوات التركية هنا. لكنني أكرر أنه على مدى السنوات الست الماضية لم تكن هناك أيّة مشاكل كما تعلمون، القامشلي و [بلدة الأغلبية الكردية] نصيبين [في تركيا] متاخمة لبعضها البعض. تم تدمير نصيبين أمام أعيننا ولو كنا جزءاً من حزب العمال الكردستاني أو كنا حزب العمال الكردستاني، كنا سندخل الحرب ضد تركيا أيضا، وكنا لن نتردد، كانت القامشلي وديريك وكوباني… قد حاربت من أجل نصيبين، لكنها لم تفعل ذلك. وهذا يعني أن هذا المكان له [شخصية فريدة من نوعها]. أليس هذا من عواقب؟ هذا [الفرق] يحتاج إلى تفسير. إن خبرتنا التي دامت ست سنوات تدل بوضوح على أننا لا نشكل تهديدا لتركيا. هذه السنوات الست هي أقل السنوات إشكالية التي تتمتع بها تركيا على حدودها مع روجآفا، وهذا يعني بدوره؛ أنّ حزب العمال الكردستاني وقواتنا ليسا نفسهما. إن لشعب روجآفا، ومديريه، وأحزابه السياسية، استراتيجياتهم الخاصة ومبادئهم. أنها تتصرف وفقا لمصالح روجآفا. ماذا يفعل ذلك مع حزب العمال الكردستاني؟ وبدلا من التركيز على الذين عملوا في الماضي، يجب على تركيا أن تُولي اهتماما للحقيقة المعروضة عليها”.

 

بل إنه يضيف ويقول؛ “نحن نمثل شعب روجآفا. ولن يدخل شعب روجآفا أبدا في أي علاقات من شأنها أن تضر بمصالح الأكراد الذين يعيشون في أجزاء أخرى من كردستان، لدينا سياسات متميزة في روجآفا، ونحن نبحث عن مصالحنا الخاصة، ومن غير المعقول أن نفترض موقفاً محارباً تجاه حزب العمال الكردستاني فحسب، بل أي قوة وطنية كردية بصرف النظر عمّن يطلب منا ذلك، فلن نفعل ذلك، إننا نريد إقامة علاقات طيبة مع تركيا، وحزب العمال الكردستاني قد يقاتل تركيا، لكن شعب روجآفا وتركيا لديهم مصالح مشتركة..”، بل وتسأله الموقع سؤالاً مباشراً عندما تقول: (هل تقول “إذا كان حزب العمال الكردستاني يحارب تركيا، وهذا لا يهمنا، ونحن منفصلون”؟) فيجيب وبشكل مباشر؛ “نعم، الأمر كذلك”. والآن نتساءل؛ هل علينا دائماً أن نخوّن الطرف الآخر كي نقول بأننا على الصح وبأنهم هم على الخطأ ونكتشف أخيراً بأن مواقفنا متشابهة .. بالمناسبة وللعلم؛ فإن القائدين -البارزاني ودوغان- يناوران ويمارسان الديبلوماسية وهو المطلوب وإلا عليهما أن يتركا الموقع لمن يدرك كيف يمارس اللعبة السياسية بحنكة وذكاء حيث لا يقال كل شيء في اللغة الديبلوماسية، بل أحياناً تنافق وتقول عكس ما تضمر وذلك على الرغم من إدراكك بأن الآخر “العدو والخصم” لن يصدقك، كما أنت لا تصدق ديبلوماسته الكاذبة، لكنها السياسة وأكاذيبها الديبلوماسية والجميع يمارسها وإن لم تتقنها فإنك خاسرٌ لقضيتك وللأسف .. وبالأخير نقول مبروك لهما ولمن يتقن اللغة الديبلوماسية.

 

 

 

47

خلافاتنا.. إما حزبية أو شخصية!

 

الحوار المتمدن-العدد: 5581 – 2017 / 7 / 14 – 23:57

المحور: القضية الكردية

للأسف إن أغلب الذين يعادون تجربة الإدارة الذاتية هم إما ينطلقون من تجربة ذاتية أو موقف حزبي مسبق وليس من منطلق فكري وقراءة سياسية أخرى تتباين في عدد من القضايا والمسائل السياسية معها حيث لو راجعنا أغلب الصفحات التي تعادي التجربة وكذلك الشخصيات التي تقود ذاك التيار لرأينا -وَكما نوَّهنا سابقاً- هم إما ينتمون لأحزاب وحركات سياسية تختلف وتتصارع مع منظومة العمال الكردستاني على قضايا النفوذ السياسي في أجزاء كردستان، أو إنهم عاشوا تجربة سيئة مع تلك التجربة أو مع بعض الشخصيات والقيادات التي تقودها، طبعاً هذا لا يعني بأن القائمين على تجربة الإدارة الذاتية أو منظومة حركة المجتمع الديمقراطي بريئة من الأخطاء والتبعات، لكن المقصد من الحديث؛ بأن خلافاتنا وللأسف إما شخصية أو حزبية وليست سياسية فكرية!!
وللعلم فإننا نقدر الجانب الإنساني في علاقاتنا مع الآخر ومع قضايا الصراعات السياسية وكنا نأمل أن تكون الإدارة الذاتية والقائمين عليها أكثر حنكة ودراية وذكاء بهذه القضايا والجوانب الإنسانية، وذلك على الرغم من تقديرنا للمرحلة والتجربة والخبرة الضعيفة على العموم بهذه المسائل الإدارية، لكن ورغم كل ذلك فإنه من الضروري لنا جميعاً أن نعي مسألة جد وطنية، ألا وهي؛ أن الصراع والخلاف الحزبي والشخصي يجب أن لا يكون سبباً لأن يفقد أحدنا توازنه السياسي الوطني والإنساني في مقارباته وقراءته للتجارب الوطنية الكبرى .. وهنا أودّ التذكير بحادثتين إحداهما مرّت معي شخصياً والأخرى لطبيب فلسطيني تابعتها من خلال الميديا والإعلام.. وإليكم التجربتين.
بخصوص تجربة الطبيب الفلسطيني، كان الرجل قد فَقدَ ثلاثة أبناء له نتيجة الغارات الإسرائيلية عام 2006 على قطاع غزة، لكن وعلى الرغم من حجم مأساته الشخصية فقد بقي طبيباً في إحدى مشافي إسرائيل يقدم خدماته الطبية وهو يقوم بمعالجة الأطفال الإسرائيلين “وعرب 48″؛ أي أن مأساته الشخصية لم تفقده إنسانيته ومهنته الخدمية .. أما بخصوص تجربتي الشخصية وكما يعلم الكثيرين منكم فلقد تعرضت لموقف لا أحسد عليه من قبل الآسايش عام 2013 حيث كنت حينذاك بالبلد وقد كتبت وقتها عن ذلك وتعاطف الكثيرين مشكورين، لكن وللأسف جعل البعض منها شماعة يذكرني بها بين الحين والآخر ومنهم من تندم لأنه تعاطف معي يومها؛ كوني أتعاطف حالياً مع تجربة الإدارة الذاتية، متناسين بأن تعاطفي هي مع قضية شعبي وليست مع جهة سياسية؛ أي أينما وجدتُ بأن هناك تجربة يمكن أن تقدم الفائدة لقضايانا فإنني سأكون من الداعمين لها حيث من المعلوم لكم جميعاً كنت وما زلت من الداعمين لتجربة الديمقراطي الكردستاني والبارزانيين ومشروعهم القومي في إقليم كردستان.

48
وهكذا ومن نفس المنطلق والقراءة السياسية، فإنني سأبقى من الداعمين لتجربة الإدارة الذاتية كوني أَجِد فيها الفائدة لشعبنا حيث وكما قلت مسبقاً فإنني أنطلق من مواقف سياسية وطنية -أو على الأقل ذاك ما أحاوله- وذلك في قراءاتي لمجمل المشاريع والملفات والتيارات السياسية وليس من منطلق شخصي أو أيديولوجي مسبق من أي تجربة وطنية.. وبالمناسبة، ربما لو بقيت في الوطن ما كنت قدرت تجاوز ذاك الحاجز النفسي أو بقيت أسير الحدث اليومي ووجدت بأن أي إقتراب من الإدارة الذاتية قد يفسّر بطريقة مريبة، رغم أن البعض يفسرها كذلك وهم يعلمون بأن وضعي الحالي وكذلك شخصيتي وأخلاقي لا تسمح لي بذلك وهي لم تسمح وأنا أعيش لحظات إنكسار حقيقية في إقليم كردستان حيث مررت بتجربة مشابهة وربما أكثر مرارةً كونها جاءت من رفاقي وليس من خصوم سياسيين كما في تجربتي مع آسايش الإدارة الذاتية.
وبالتالي فإن قراءتي خاضعة لضميري ولمصلحة شعبنا وليست لأي إعتبارات أخرى وذلك مهما أدعى البعض بأنني أو الاقتراب من الإدارة الذاتية لمكاسب شخصية وهم في قرارة نفسهم يعلمون بأنهم منافقون كاذبون، بل هم على علم أيضاً بأن الإدارة الذاتية ومنظومة العمال الكردستاني عموماً لا تقدم الكثير من الإمتيازات والمناصب، لكن للأسف الكثير يستخدم تلك الحادثة بأسلوب وطريقة لئيمة وفِي محاولة بائسة منه لكي يوجه إساءة شخصية فقط وذلك بعد أن يئس تماماً بأن ذاك الأسلوب الرخيص لن يثنيني عن دعم تجربة الإدارة الذاتية، كما تجربة الإقليم الكردستاني .. ولعلم هذا الدعم ليس حباً وهياماً بالتجربتين وبأنهما تجارب مثالية، كما يروج البعض من مريدي كل طرف سياسي، بل هي منا قراءتي وقناعتي؛ بأنهما الأفضل على الساحة وبالتالي يجب دعمهما ولكن بنفس الوقت توجيه النقد في سبيل الإرتقاء بهما وذلك على أمل تحقيق أحلام شعوبنا في الحرية والكرامة والاستقلال السياسي.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

49

دعوة لأحزابنا الكردية

…لإعادة قراءة تموضعاتها السياسية

 

 

 

 

 

خوة بأن مطلبنا بات من الماضي، لكن نود أن نذكر هؤلاء الإخوة وكل أبناء شعبنا بأن؛ عفرين ستكون سياسياً وليس فقط عسكرياً هي اللحظة والمفصل التاريخي بين مرحلتين مختلفتين تماماً وعلى مختلف الصعد والقوى الإقليمية والدولية الفاعلة في الحدث السوري وليس فقط على الصعيد الكردي السوري أو الكردستاني عموماً وذلك بغض النظر عن نتائج المعركة ومآلاتها حيث سيترتب إعادة تموضع الكثير من القوى وإعادة تدوير الزوايا في إعادة رسم المشهد السياسي السوري.. ولذلك فإننا ندعو القوى والأحزاب الكردية – قلنا كردياً؛ كوننا معنيين بها ولأسباب عدة- أن تعيد قراءة مجموع أجنداتها السياسية وضمناً قضية العلاقات البينية وتموضعهم داخل الأطر السياسية الكردية في سوريا وكبدء لتصحيح المسارات يمكن القيام ببعض الخطوات الضرورية ونذكر منها مثلاً:
– قيام المجلس الوطني الكردي بإدانة العدوان التركي على عفرين مع ما يسمى بالجيش الحر وكذلك إدانة الموقف المخزي “بيان العار” لقوى الإئتلاف السوري والذي دعم فيه تلك العمليات العسكرية، بل القيام بتعليق عضويته في الإئتلاف إلا أن يصحح هذا الأخير جملة من المواقف الخاطئة له وعلى الأخص موقفه الأخير من مساندته ودعمه لهذا الإعتداء السافر على المنطقة، بل ومطالبته باتخاذ مواقف ورؤى واضحة من المسألة الكردية في سوريا وطرح مخارج واقعية لحل القضية دون الاكتفاء بمواقف شفهية، بل أن تكون هناك مبادئ فوق دستورية توافق عليها كل قوى المعارضة السورية وإلا يكون الإنسحاب من هذا الجسد السياسي المشوه آخر أفضل الحلول وعندها يمكن أن تشارك بالإدارة الذاتية أو تتحول لمعارضة وطنية داخل روج آفاي كردستان وليس في إستانبول ولا حتى بإقليم كردستان.
– وبالنسبة للإدارة الذاتية وحركة المجتمع الديمقراطي وعلى الأخص حزب الاتحاد الديمقراطي وكبداية أولية وذلك بحسب قراءتنا لواقع الإدارة، يجب أن تحقق المشاركة الحقيقية مع المكونات السياسية الأخرى؛ بمعنى أن يكون دور تلك الأحزاب المنضوية في الإدارة و”تڤ-دم” دوراً فعلياً وفعالاً وليس على الطريقة البعثية الجبهوية بأن يختصر دورهم على وزير هامشي بالحكومة مهمته أن يقدم فروض الطاعة للجهات الحاكمة مثل القيادات العسكرية والأمنية، كما يترتب على الإدارة الذاتية وحركة المجتمع الديمقراطي -وبحكم موقعها ودورها وتأثيرها على الأرض- أن تبادر لدعوة عقد مؤتمر وطني على مستوى الحركة السياسية في روج آڤا كردستان ومن دون استبعاد أي طرف سياسي لبحث مجمل القضايا الأمنية والسياسية على مستوى مقاطعات الإدارة الذاتية وبالتالي تكون بداية ترتيب البيت الداخلي.

– أما بالنسبة للتحالف الوطني مع عدد من الأحزاب الأخرى وعلى رأسهم الديمقراطي التقدمي، فإننا نأمل أن تكون لهم حركة أكثر ديناميكية في الساحة الوطنية ولا يراهنوا على الخلافات بين كل من المجلس الوطني الكردي وحركة المجتمع الديمقراطي “لينالوا” من هذا الصراع ببعض الحظوة والإمتيازات لدى هذا الطرف الكردستاني أو ذاك حيث القضية والمرحلة تقتضي العمل الوطني الاستراتيجي لخدمة قضايا شعبنا ودون الوقوع ضحايا أجندات ومصالح حزبوية ضيقة ولنا أمل كبير بعدد من الشخصيات في هذا التيار وأحزابها؛ بأن يقوموا بدور الوسيط بين طرفي الصراع السياسي الكردي في روج آڤاي كردستان.

 

50
وأخيراً وعلى المستوى الكردستاني، فإننا نأمل أن تكف كل من قنديل وأربيل من استخدام الساحة الكردية في روج آڤاي كردستان لتصفية حساباتهم وصراعاتهم السياسية الحزبوية حيث لكل ساحة وضعها الإقليمي السياسي الخاص بها، كما نأمل من كل الفعاليات المجتمعية والثقافية ورجالات الفكر والدين والمال وكل أبناء مجتمعنا العمل في ساحاتهم المختلفة وتشكيل ضغط شعبي على مختلف أطياف الحركة الكردية للقبول بالجلوس حول طاولة حوار وطني على أن تمثل هذه الشرائح الوطنية وفد خاص كمراقب لتلك الحوارات والجدالات السياسية وصولاً لوضع حلول ومخارج حقيقية للأزمة الحالية.
طبعاً لا نقصد الوصول حتمياً إلى دمج كل تلك الأطياف في جسد سياسي واحد يدير الإدارة الذاتية، بل إلى دفعها لإتخاذها تموضعات وطنية تخدم قضايا شعبنا؛ أي وببساطة نقول: ليست بمشكلة أن تكون هناك قوى وأحزاب معارضة في روج آڤا -بل ربما وجودها أفضل من دمجها بالإدارة الذاتية- لكن يجب أن تكون تلك المعارضة داخل الوطن وليس خارجها بحيث لا تكون الأمور كما هي في الوقت الراهن حيث الكل يتهم الكل بالخيانة والعمالة .. نأمل أن تصل الرسالة والدعوة لكل الأطراف والشخصيات الفاعلة وتشكيل أرضية للحوار الوطني الجاد لربما نساهم في إيجاد مخارج حقيقية لأزمتنا الوطنية الراهنة.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

51

 

 

سلوكيات الأحزاب

..والكتل السياسية الكوردية (1).

 

الحوار المتمدن-العدد: 4946 – 2015 / 10 / 5 – 13:25

المحور: القضية الكردية

لقد كثرت في الآونة الأخيرة المواضيع والمقالات التي تناولت سلوك حزب العمال الكردستاني وهذا شيء طبيعي كونه أحد الفصائل والقوى السياسية الكوردستانية الأساسية وذلك إن كانت نقداً أو مدحاً، ذماً وشتماً أم وصفاً وإشادةً به وبكل تاريخه ونضالاته وحتى أخطاءه السياسية والتحالفية وفي مراحل معينة وعلى المستويين التكتيكي والاستراتيجي، وقد ذهب أكثرنا حسب قراءتنا باتجاه المغالاة والتطرف ومن الجانبين؛ حيث مؤيديه وقعوا في مصيدة التمجيد والمدح المجاني في أكثر الأوقات، بل إلى نوع من حالة التأليه لكل ما يتعلق بالحزب من النهج والفكر إلى الرموز والسلوك والممارسة اليومية وهنا كانت الطامة الكبرى، فلا بد لمن يعمل أن يخطئ وكذلك فهناك الانتهازيون والمتسلقون وصائدي الفرص وهؤلاء وجدوا في الظروف الحالية الفرصة السانحة للتسلق وكسب المناصب والامتيازات. بينما منتقدي الحزب العمالي الكردستاني، هم أيضاً وبدورهم، وقعوا أسرى رد الفعل التشنجي والدفاع عن الذات والوجود، فالكوردي كأي شرقي لا يرضى أن يكون أنكيدو آخر.

 

وعندما نقول حزب العمال الكردستاني فبالتأكيد نعني بذلك كل تياراته وفروعه ومنظماته كمؤسسة حزبية سياسية وأيضاً عسكرية؛ حيث هناك فروعها وأحزابها وكريلاها ومؤسساتها المدنية والاجتماعية في الأقاليم الكوردستانية الأربعة وإن تسمت بأسماء متباينة ولكن الكل يعلم بأنها تعمل وتخضع لذات النهج والمدرسة الفكريةالسياسية ولكن ولعوامل وظروف أمنية وسياسية _ذاتية وموضوعية متعلقة بالأمن الإقليمي العام وكذلك لمرونة العمل السياسي والميداني وسهولة الحركة تم هذا الفصل الجزئي في الهيكليات التنظيمية مع الاحتفاظ بدور (قنديل) كقاعدة ومرجعية سياسية وعسكرية وخاصةً بعد اعتقال عبد الله أجلان؛ زعيم الحركة وقائدها وذلك لكل تلك المنظمات والهيئات، وهذا ليس سراً نكشف الغطاء عنه، بل الجميع يعرف ويدرك هذه الحقيقة، الخصوم قبل الرفاق والأصدقاء وفي مقدمة أولئك العارفون بها تكون الحكومة التركية، فها هو (أحمد داوود أوغلو) رأس الدبلوماسية التركية يفصح عن ذلك، بل ويكررها المرة تلوى الأخرى في وسائل الإعلام.

 

وبالتالي فإن الفرع أو الجناح السياسي لحزب العمال الكردستاني في سوريا والذي يعرف بحزب الاتحاد الديمقراطي يعتبر حامل النهج والفكر السياسي لهذه المدرسة النضالية ضمن المنظومة الثورية لهذا التيار الكوردستاني وذلك مهما قيل وكتب عن استقلاليته وخصوصيته بهذا الإقليم الكوردستاني؛ حيث هناك وكما يعرف كل مهتم بالقضية الكوردية ثلاث محاور أو تيارات سياسية عريضة في جسم وحراك المجتمع الكوردي وهم: التيار القومي الكلاسيكي المحافظ والذي يمتد بجذوره إلى بدايات القرن الماضي وذلك نتيجة تأثر المنطقة بالفكر التنويري الأوروبي وخاصةً أفكار الثورة الفرنسية 1789 م ومن ثم المنظرين القوميين لشعوب المنطقة العربية والتجربة الكمالية (مصطفى كمال أتاتورك) منظر ومؤسس الدولة التركية الحالية.

52

وهكذا ولد التيار القومي الكوردي مع بدايات القرن الماضي كما أسلفنا سابقاً وكانت حصيلتها مجموعة الحركات والانتفاضات التي شهدها الجغرافية الكوردستانية في مواجهة غاصبيها وقد توج هذا التيار في أعوام (1945_1946 م) بتأسيس الحزب الديمقراطي الكوردستاني في كل من إيران والعراق وعلى التوالي والتي تعرف اليوم بنهج البارتي كأحزاب قومية وأداة نضالية للمرحلة التاريخية. وبعد انهيار جمهورية مهاباد في عام (1947 م) وإعدام أكثر قيادات الحزب الديمقراطي الكوردستاني في إيران؛ كونها كانت على رأس الجمهورية المنهارة، قاد هذا التيار السياسي العريض وما زال يقوده الحزب الديمقراطي الكوردستاني (العراق) وقيادته التاريخية المتمثلة بشخصية الراحل (ملا مصطفى بارزاني) واليوم تتمثل بشخصية نجله الرئيس مسعود بارزاني؛ رئيس إقليم كوردستان (العراق). وهذا التيار بدوره له فروع وتنظيمات سياسية وإن كانت تتمتع باستقلالية أكبر مما هو موجود عند التيار الأول وذلك في كل ساحات كوردستان وفي الإقليم الملحق بالدولة السورية فإن الحزب الديمقراطي الكردي في سوريا (البارتي) يعتبر أحد أجنحة هذا التيار السياسي في الحركة الكوردية.

 

أما التيار الآخر فقد ولد مع منتصف القرن الماضي، أي بعد الحرب العالمية الثانية وبعد انقسام العالم إلى معسكرين وحلفين؛ حلف الشمال الأطلسي (الناتو) بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية القوة الجديدة والناشئة ومعها حليفتها الدول الأوربية الغربية والحلف الثاني هو (حلف وارسو) وكان بقيادة الاتحاد السوفيتي السابق وإلى جانبها عدد من الدول الأوربية الأخرى. وبالتالي فقد تم تقسيم العالم والجغرافيات التي تعرف اليوم بالجنوب أو العالم الثالث بين هذين المحورين والحلفين، فليس بخافٍ على أحد تعريف المعسكر الثوري في العالم آنذاك؛ حيث كان يضم كل من الاتحاد السوفيتي نفسه والدول الاشتراكية وكذلك مجموع الأحزاب العمالية والشيوعية في البلدان الرأسمالية وإلى جانبهم الأحزاب وحركات التحرر في العالم الثالث وتحديداً أحزاب الحركات القومية ذات النهج الماركسي اللينيني.

 

وهكذا فلقد ولد التيار الثاني في الحركة الوطنية الكوردية من رحم الأفكار والنظريات الثورية الاشتراكية فقد وجدت تلك الأفكار رواجاً بين الجيل الجديد وبالتالي كانت بمحصلتها عدداً من الحركات والأحزاب التي خرجت من جسد التيار الأول القومي الكلاسيكي؛ (أي البارتي) وكان أبرزها الانشقاق المعروف بانشقاق (1966 م) في جسد الحزب الديمقراطي الكوردستاني (العراق) بدمشق وبقيادة الرئيس الحالي للجمهورية العراقية وزعيم الاتحاد الوطني الكوردستاني وبهذا الاسم منذ ذاك الوقت، بالإضافة لعدد كبير من التيارات والأحزاب الأخرى وفي الأقاليم الأربعة من الجغرافية الكوردية؛ حيث شهدت سوريا ولادة الحزب اليساري الكردي بقيادة الراحل عثمان صبري ومن بعد الانشقاق عن الحزب الأم (الحزب الديمقراطي الكردي في سوريا_البارتي) وكذلك وجدت ساحة كوردستان (تركيا) عدد من هذه الأحزاب الثورية ومن ضمنهم؛ حزب العمال الكردستاني.

 

والتيار الثالث في الحراك المجتمعي الكوردي اليوم، هو قيد التشكيل كتنظيمات سياسية وحزبية وليس كفكر ونظريات؛ كونها تعتمد على الفكر الإسلامي كرؤية سياسية لحل القضايا والمسائل الحياتية والاجتماعية وكذلك الاقتصادية. وتشهد ساحة إقليم كوردستان (العراق) تحركاً ملحوظاً لهذه القوة السياسية الناشئة، وخاصةً بعد هذا الحراك الشعبي في المنطقة العربية والتي تعرف بـ”الربيع العربي” ولربما نشهد المزيد من الفاعلية والتأثير لهذا التيار في بعض الساحات الكوردستانية ذات التربة الخصبة والمناخ الملائم للفكر الديني الإسلامي، ونحن نعلم كم حرصت الحكومات الغاصبة لكوردستان وفي الأقاليم الأربعة بأن تبقي المناطق الكوردية بعيدة عن التمدن وتكريس الحالة الدينية وذلك من خلال بناء المزيد من الجوامع والحسينيات؛ حيث يمكننا القول بأن في كوردستان هناك جامع بين جامع.. وجامع.

 

وهكذا يمكننا القول بوجود ثلاث تيارات عريضة في جسد المجتمع والحركة الوطنية الكوردية بالإضافة إلى تيارات أخرى أقل تأثيراً وفاعلية؛ ككل من التيار الليبرالي وأيضاً المدني الحقوقي ومنظماته المجتمعية والإنسانية وذلك لكون هذه التيارات ترتبط بواقع المجتمعات المدنية الصناعية وما زال الواقع المجتمعي الكوردي لم ينتقل بعد من الحالة الإقطاعية الزراعية إلى المجتمع الصناعي البرجوازي وليس المدني الليبرالي.

53

 

وبالتأكيد فإن داخل كل من هذه التيارات السياسية هناك مجموعة من التنظيمات والأحزاب التي تشترك في سياساتها العامة لانطلاقها من منهجية فكرية واحدة ولكنها تختلف في بعض الجزئيات وكذلك في ولاءها لبعض الزعامات التاريخية ومنافسة زعامات جديدة ناشئة لها وأيضاً مدى حجم وقوة مراكز القرار والقوى الإقليمية والدولية وخاصةً بالنسبة للتيار الثاني الماركسياللينيني؛ حيث نجد داخل هذا التيار بالإضافة إلى التيار الماركسي التقليدي كالأحزاب اليسارية الكوردية ما هو أقرب إلى الحالة المدنية الوطنية _بشكلها المشوه، وذلك لكونها لم تنجز المنجز القومي بعد لكي تدخل المرحلة الوطنية وتعمل من أجلها ويمثل هذا التيار في وقتنا الحاضر الاتحاد الوطني الكوردستاني وحلفاءه.. وهناك كذلك ما أقرب إلى الغيفارية* ويمثل هذا الاتجاه الثوري حالياً في الحركة السياسية الكوردية؛ حزب العمال الكوردستاني بكل تفرعاته وتنظيماته السياسية والعسكرية وفي جميع الساحات الكوردستانية.

 

واليوم ونحن نرى انقسام العالم مجدداً بين معسكرين ومشروعان سياسيان وكلٍ يحاول أن يفرض أجندته ومشروعه في المنطقة فبالتأكيد فإن الواقع الكوردي هو كذلك سوف يتأثر، بل يعيش هذا الانقسام وذلك بحكم اختلاف الأجندات السياسية لكل تيار ومحور سياسي ولكون العالم ونتيجة الثورة التقنية أصبحت قرية كونية صغيرة وأيضاً ولكون المجتمع الكوردي جزء من هذه القرية الكونية تنفعل وتتأثر بمتغيراتها، فكان لا بد له؛ المجتمع الكوردي وحركته السياسية أيضاً أن يعيشا هذا الانقسام العالمي وتشهد المناطق الكوردية بعض الانقسام والتوتر ولو بدرجاتٍ أقل حدةً. (وسوف نقف في الحلقة الثانية، من مقالنا هذا، على المواقف المتباينة والأجندات السياسية لكل من المعسكرين وحلفاءهما السياسيين في المنطقة وداخل الحركة الوطنية الكوردية).

 

جندريسه_11/10/2012 م

 

…………………………………………………………………………………..

(*) غيفارية: نظرية سياسية يسارية نشأت في كوبا وانتشرت منها إلى كافة دول أمريكا اللاتينية، مؤسسها هو ارنتسو تشي غيفارا أحد أبرز قادة الثورة الكوبية، وهي نظرية أشد تماسكاً من الشيوعية، وتؤيد العنف الثوري، وتركز على دور الفرد في مسار التاريخ، وهي تعتبر الإمبريالية الأمريكية العدو الرئيس للشعوب، وترفض الغيفارية استلام السلطة سلمياً وتركز على الكفاح المسلح وتتبنى النظريات الاشتراكية. (قاموس الاصطلاحات السياسية).

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

54

 

سلوكيات الأحزاب

والكتل السياسية الكوردية (2)

 

الحوار المتمدن-العدد: 4947 – 2015 / 10 / 6 – 14:11

المحور: القضية الكردية

(نهج سياسي أم.. عمالة أمنية)

في الحلقة الأولى من مقالنا هذا، تناولنا الجانب التاريخي للتيارات السياسية الكوردية وأحزابها الرئيسية وتكتلاتها وألقينا بعض الضوء على بدايات انطلاقة كل منها وتكويناتها التنظيمية. أما في مقالنا الحالي فإننا سنتناول الجانب الفكري والأيدلوجي لهذه التيارات السياسية وبالتالي برامجها ومناهجها ورؤاها السياسية الأيديولوجية وكذلك تحالفاتها التنظيمية والسياسية، إقليمياً ودولياً، وهكذا الوقوف على المشاريع السياسية لكل فريق من هذه الفرق والكتل السياسية الكوردية مع حلفائهم الإقليميين والدوليين.. وبذلك نكون قد حاولنا الإجابة على السؤال المطروح من خلال عنوان المقال نفسه؛ ألا وهو: سلوكيات الأحزاب والكتل السياسية، نهج سياسي أم.. عمالة أمنية.

 

بالعودة إلى البدايات الأولى لنشوء كل تيار من هذه التيارات ومنابعها الفكرية ولإيديولوجية والمراحل التاريخية التي رافقتها يتبين لنا نمطية العقلية السياسية التي تقف وراء كل محور من هذه المحاور والكتل السياسية؛ حيث وكما قلنا في كتاباتنا السابقة، بأن بدايات القرن قبل الماضي ونتيجة لتأثير عصر التنوير والقوميات قي أوروبا وامتداداتها ونشوء عدد من الدول الأوربية على أسس ومبادئ الثورة الفرنسية، فقد شهدت منطقتنا أيضاً وخاصةً في بدايات القرن التاسع عشر نهضة قومية للأثنيات والقوميات التي كانت رازحة تحت حكم الخلافة العثمانية وبمساعدة من الدول الأوربية فقد استطاعت مجموعة كبيرة من أعراق وشعوب الخلافة أن تنال استقلالها السياسي وبالتالي تكوين دولها وجغرافياتها السياسية ومن بينها المجموعة العربية.

 

والكورد بدورهم كانوا جزءً من الحراك السياسي العام والذي كان يشهده المنطقة؛ حيث تبلور الفكر القومي لدى النخبة المثقفة آنذاك وذلك نتيجة تأثرهم بمبادئ الثورة الفرنسية كغيرهم من أبناء الشعوب التي كانت تعيش ضمن الخلافة العثمانية، وهؤلاء شكلوا النواة والحركات الأولى للفكر القومي في المنطقة وهكذا كانت في المراحل اللاحقة عدد من الأحزاب والحركات السياسية لتلك الشعوب والتي طالبت بالحرية والاستقلال عن الخلافة العثمانية، ومن بين تلك الحركات كانت مجموعة من الجمعيات والحركات القومية الكوردية مثل (هيوا وخويبون.. وغيرها) والتي تكللت في مراحل لاحقة وتحديداً أعوام (1945_1946) بتشكيل الأحزاب والكتل السياسية؛ الحزب الديمقراطي الكوردستاني في كل من إيران والعراق ولاحقاً الحزب الديمقراطي الكوردستاني في سوريا وذلك عام 1957م والذي يعرف بـ(البارتي) في أيامنا هذه.

ثم كانت مرحلة اليسار والأفكار الثورية أو ما يمكن تسميته بالمرحلة الشيوعية وتأثيرات الفكر الماركسي اللينيني بقيادة دول حلف وارسو وعلى رأسها الاتحاد السوفيتي السابق، فكانت من نتائجها عدد من الحركات الثورية اليسارية في المنطقة ومنها الأحزاب اليسارية الكوردية والتي خرجت من رحم التيار القومي الكلاسيكي أو ما يمكن تعريفه بتيار البارتي في الحركة الوطنية الكوردية. وهذا التيار؛ الثوري اليساري، يضم في توليفته عدداً من الأحزاب والكتل والتي تتمايز عن بعضها في درجة العنف الثوري فمنها من تنادي بالإصلاحات الثورية وبعضها الآخر لا تؤمن إلا بالعنف الثوري وعلى الطريقة الغيفارية كحل لكل القضايا والمسائل ومنها القضية القومية الكوردية. ويقود اليوم هذا التيار ، حزب العمال الكوردستاني وأفرعها التنظيمية في كل ساحات كوردستان، ولكن هناك بعض القوى والأحزاب الكوردية الراديكالية والتي تندرج تحت أيديولوجية هذا التيار، لم تحسم أمرها بعد للقطيعة مع التيار القومي الكلاسيكي فتجد إنها تنوس وتتأرجح في تحالفاتها بين كل من التيار القومي المحافظ والآخر الثوري الماركسي أو الغيفاري ويمكن أن نقول: بأن الاتحاد الوطني الكوردستاني يمثل النموذج الأبرز لهذه الحالة.
55

واليوم.. فإن الجماعات الإسلامية تحاول أن تطرح نموذجها كبديل عن التيارين السابقين وخاصةً بعد التجربة الفاشلة للدول القومية في المنطقة والتي تحولت إلى ديكتاتوريات مطلقة وعلى الأخص النموذج العربي (الناصري والبعثي) وأيضاً فشل التجربة الشيوعية في العالم الاشتراكي؛ انهيار الاتحاد السوفيتي ومنظومتها الاشتراكية. وبالمقابل نجاح التجربة التركية إلى درجةٍ ما كنموذج عن التيار الديني المعتدل، في مقابل النموذج الإيراني الأيديولوجي، والتي اعتمدت أي تركيا البراغماتية بدلاً عن النهج الأيديولوجي الذي أسس له مؤسس الجمهورية التركية؛ مصطفى كمال أتاتورك والذي يعتبر الأب الروحي للحالة والنظرية العرقية التركية وذلك مع جمعية تركيا الفتاة كنهج فكري فلسفي للجماعات القومية التركية.

 

وهكذا استطاع الحكام الجدد في تركيا وخاصةً بعد مرحلة توركوت أوزال ومشروعه السياسي ومن ثم وصول الفريق الجديد من الساسة الترك؛ بدايةً حزب الرفاه والسعادة بزعامة نجم الدين أربقان وحالياً حزب العدالة والتنمية بقيادة كل من عبد الله غول، رجب طيب أردوغان وأحمد داود أوغلو وذلك في كل من رئاسة الجمهورية والوزراء وأخيراً في رئاسة الدبلوماسية التركية كوزير للخارجية، حيث تمكنت العدالة والتنمية أن تنقل تركيا من السياسة القائمة على الحالة الأيديولوجية الشعاراتية (القومية العنصرية) إلى السياسة البراغماتية الذرائعية والتي حققت نجاحات كبرى وفي مجمل المجالات وخاصة على الصعيدين الداخلي المعيشي والخارجي الدبلوماسي وعلاقاتها مع دول الجوار. وهكذا.. وبعد تحقيق تلك النجاحات، نجد بأنه يتم اليوم التسويق للنموذج التركي كبديل سياسي عن النماذج القومية السائدة في المنطقة.

 

وبالتالي هناك عدد من المشاريع السياسية والتي يتم رسمها والإعداد لها في عدد من عواصم القرار العالمي والإقليمي ولكل منها لاعبيها الأساسيين؛ أي أصحاب القرار والحل والربط، كما يقال، وكذلك الأدوات التنفيذية على الأرض. وهكذا فإن المنطقة تعاني من حالة الصراع بين هذه المشاريع والأجندات السياسية والتي يعمل كل فريق وتيار لتسيدها وتجسيده كواقع جيوسياسي ونموذجاً للدولة القائمة داخل جغرافيات الشرق أوسطية ومنها العربية، حيث النموذج القائم في الحالة السورية دولة قومية أيديولوجية (حزب البعث كتيار أيديولوجي قومي عنصري) تعتمد الشعاراتية في مجمل سياساتها الاقتصادية والاجتماعية وحتى ما تعرف بسياسة المقاومة والممانعة. وبالتالي العمل؛ أي القيادة السياسية في سوريا وبفرعيها (الناصري والبعثي) تاريخياً على جعل سوريا وطناً للشعب العربي، بل اعتبار سوريا شعباً وجغرافية وحضارةً ذات انتماء واحد؛ العروبة وبالتالي نفي الجغرافيات الأخرى (إقليم كوردستان) والقوميات والأعراق التي تعيش ضمن الجغرافية السياسية الحالية للدولة السورية مثل الكورد والتركمان والآشوريين والأرمن وغيرهم من الطوائف والمذاهب. وسوريا كدولة ومؤسساتها السياسية والأمنية بالتأكيد لا تعمل منفردةً، إن كان، في أزمتها الحالية أو في المراحل السابقة من حياتها وتاريخها السياسي، بل هي تعمل ضمن منظومة سياسية تعتمد الأيدلوجية والنظريات الفلسفية المقاومة كأساس ومرجعية فكرية في إدارتها لمجمل الملفات السياسية وعلاقاتها الدبلوماسية نظرياً وبالتالي فإن هذه المرجعيات الفلسفية المقاومة، إن كانت دينية أو قومية أو شيوعية، فهي في المحصلة تلتقي على المستوى العملي والتطبيقي؛ حيث الجميع داخل هذا التيار متفقون عل العنف الثوري كحل لمجمل القضايا والمسائل، إن كانت أتنية عرقية أو مذهبية دينية أو سياسية أيديولوجية.

 

وهكذا نجد بأن هذا الحلف يضم إلى جانب سوريا كل من (إيران وروسيا والصين وكوريا الشمالية وفنزويلا وكوبا و.. غيرها) من الدول الأيدلوجية وذلك على الرغم من التباين الأيديولوجي فيما بين تلك الدول؛ فمنها الدينية وهناك الشيوعية اليسارية، وأما على مستوى الأحزاب والكتل السياسية في المنطقة فهناك حزب الله وتيار الثامن من آذار في لبنان وكذلك حماس فلسطينياً ولكن وعندما تحول الصراع إلى صراع طائفي مذهبي؛ سني شيعي انتقلت حماس من ضفة لأخرى خوفاً على خسرانها لقاعدتها الشعبية (السنية). وكذلك وعلى الجانب الكوردي فإن التيار اليساري الثوري حزب العمال الكردستاني سيكون حليفاً بالتأكيد لهذا المحور كونه جزء من التيار ذاته. ولكن.. ولكون الحالة الكوردية ما زالت تعمل لأجل الاستحقاق القومي، فقد رأينا خروج الكتلة الكوردية بجناحيه؛ المجلس الوطني الكوردي ومجلس الشعب في غربي كوردستان، وذلك من مؤتمر القاهرة للمعارضة السورية، ومن ثم توجههم لعاصمة إقليم كوردستان (العراق) كونها تمثل الحالة القومية للكورد في المرحلة الحالية.

56

وهناك المشروع أو المحور الآخر ؛ الأمريكي الأوروبي العربي (دول مجلس التعاون وكذلك دول الربيع العربي) وإلى جانبهم تركيا وآخرين وذلك على مستوى الدول، أما على مستوى الأحزاب والقوى السياسية فهناك قوى الرابع عشر من آذار في لبنان وفلسطينياً هناك منظمة التحرير وعلى الأخص (فتح) وكوردياً يمكن القول بأن المحور الذي تقوده قيادة إقليم كوردستان (العراق) يشكلون فريقاً ضمن تيار سياسي عريض تعتمد البراغماتية كأساس عملي في رؤيتهم للواقع والعلاقة مع مجمل القضايا والمسائل، إن كانت سياسية (داخلية خارجية) أو اقتصادية اجتماعية وكذلك في دبلوماسيتها وعلاقاتها مع الآخر وكنموذج عن الحالة يمكن أن نأخذ علاقة تركيا بإقليم كوردستان (العراق)؛ فمن العداء والخصومة نجد اليوم هناك تنسيق على المستوى السياسي الدبلوماسي لحل المشاكل والقضايا العالقة في المنطقة وفي مقدمتها بالتأكيد القضية الكوردية، ناهيك عن العلاقات الاقتصادية؛ حيث يعتبر إقليم كوردستان أحد الشركاء الأساسيين في حجم التبادل التجاري بين البلدين، حجم صادرات تركيا لعام 2011م للعراق كانت بحدود 13 مليار دولار وكان أكثرها مع الإقليم.

 

إذاً يعمل كل فريق وتيار سياسي انطلاقاً من مرجعياتها الفكرية الأيدلوجية ومبادئها النظرية الفلسفية في رؤيتها للواقع السياسي العام وبالتالي تحدد مواقفها العملية وتحالفاتها التكتيكية والإستراتيجية وفقاً لتلك الرؤى والأيدلوجيات الفلسفية. وأخيراً.. يمكننا القول بأن النهج السياسي هو ما يحدد سلوكيات الأحزاب والكتل السياسية وليس العمالة الأمنية؛ كون التحالفات إجمالاً ومن بينها الأمنية هي تحصيل حاصل لمنهجياتنا الفكرية والسياسية واصطفافاتنا الأيديولوجية وإن تباينت انتماءاتها العقائدية بين الدينية والقومية والسياسية، فهي تبقى في المحصلة النهائية، حالة عقائدية فلسفية تُقيّم وتُقوّم سلوكياتنا وأخلاقياتنا وعلاقاتنا وتحالفاتنا السياسية وبالتالي تحدد النمطية العلائقية مع الآخر، حيث الثوري له شخصيته وسلوكه الحار.. ولن نقول الدموي وذلك إن كان لابساً قمصاناً سوداً أو حمراً.. وفهمكم كفاية.

 

وآخراً نقول: لننجز المرحلة القومية نحن الكورد ومن ثم ندخل عوالم الثورات الاجتماعية ومنافساتنا على الاستحقاق النيابي لكل فصيل وتيار سياسي؛ هذا ما يقوله لنا المنطق التاريخي لصيرورة الأمم والشعوب.. وكذلك تجارب الجيران من الترك والعرب.

 

جندريسه_25/10/2012م

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

57

 

 

الخطابات الكلامية

في مسألة الولاء للبارزاني والبارزانية!!

 

 

 

 

 

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ بدايةً آسف لإستخدام التعبير السابق في العنوان وربما تزعج بعض الإخوة لكن هي ليست بقصد الإساءة لأحد، بقدر ما هو كشف للواقع السياسي والثقافي في مجتمعاتنا حيث لاحظت بأن بعض الإخوة بدأ يدخل في باب الوفاء للبارزاني والبارزانية وكأننا نريد التنكر لتاريخ هذه العائلة العريقة في الحركة الكوردية وهنا أود القول؛ أرجو أن لا يزاود علينا أحد في قضية الوفاء والمحبة للبارزاني بالخطابات الكلامية، إن كان للبارزاني الأب أو للرئيس مسعود بارزاني وكذلك في قضية الولاء والإنتماء للبارزانية حيث لي الفخر بأنني ولدت في بيت كانت القيم البارزانية جزء من واقعها وثقافتها، بل كانت العائلة وعلى العموم تنتمي لنهج البارزانية وقدموا وكذلك قدمت الكثير في سبيل هذا النهج ومع ذلك ولكوني حريص على مسألة التعايش السلمي في كوردستان من جهة ومن الجهة الأخرى وإحتراماً للتقاليد الديمقراطية علينا أن نتقبل فكرة الإنتقال السلمي للسلطة وأن لا نكرس للإستبداد والديكتاتوريات ثقافياً أيديولوجياً.

 

وبالتالي فإن طرحي لمسألة “التمديد الرئاسي” بالإقليم ومن خلال بوستي السابق جاء لمناقشة قضية سياسية وليس لغاية أو بخصوص مسألة شخصية تتعلق بالوفاء للبارزاني والبارزانية أو مدى العرفان والتقدير لشخصية الرئيس بارزاني، حيث وللعلم فقد طرحت مرة وفي إحدى بوستاتي مسألة أن يتحول النظام السياسي في الإقليم إلى نظام ملكي دستوري وعلى غرار عدد من التظم الملكية في المنطقة (دول الخليج) أو بريطانيا كإحدى أقدم الممالك وأعتى الديمقراطية وهكذا تكون العائلة البارزانية أمراءها بالوراثة وهو يشرف الكورد وكوردستان ولكن وبنفس الوقت تكون هناك برلمان منتخب وحكومة تكنوقراطية مدنية تدير شؤون الإقليم الكوردستاني وإنني على قناعة تامة بأنها إحدى المخارج والحلول المعقولة فمن جهة تكون هناك مرجعية وطنية (العائلة البارزانية) كالعالئلة المالكة في بريطانيا تكون صمام الأمان الوطني الكوردستاني وبنفس الوقت تكون لدينا حكومة مدنية ديمقراطية وكذلك نكون قد أكرمنا هذه العائلة أي البارزانية لما قدمت للقضية الكوردية.

 

وهكذا فإن كانت القضية ليست واقفة على شخصية الرئيس مسعود بارزاني وتقييمها فأعلم جيداً بأنها تعتبر من أنقى الشخصيات السياسية ليس فقط كوردياً، بل وعالمياً .. ربما أكون مبالغاً في قناعتي تلك ولكنها قناعتي الحقيقية ومع ذلك أقول لا للتمديد إحتراماً لقناعاتي الفكرية والمبدأية وبأن مسألة التمديد لها مخاوفها السلطوية في تكريس الإستبداد والديكتاتوريات ثقافياً فكرياً وليس بالضرورة أن يتحول الرئيس بارزاني لديكتاتور والتي لا ولن أتوقعها وبأي شكل من الأشكال وذلك لقناعتي التامة؛ بأن أخلاقيات هذا الرجل الرئيس بارزاني ونبله وعفة نفسه ووفاءه للقضية والوطن والتي هي ليست بحال من الأحوال سمات الشخصية الديكتاتورية، وإنما هي من صفات الشخصيات الكاريزمية المناضلة .. وهكذا وبكل تأكيد فإن شخصياً لن يرضى على نفسه أن يصبح ديكتاتوراً حتى لو دفع إلى ذلك دفعاً.. ولذلك أرجو أن لا يزاود أحد علينا في مسألة الوفاء للبارزانية والتي نطالب بجعلهم أمراء لكوردستان ورموزاً وطنية لها ولكن ليس رئيساً مطلقاً بحيث تعيد لذهنيتنا الشرقية شخصية القائد الضرورة والرئيس الخالد المفدى وذلك كأي ديكتاتور وطاغية بعد كل ذاك التاريخ النضالي.

 

 

58

 

 

سؤال لأصحاب الكرافتات

.. من قيادات الحركة الكوردية.

 

 

 

 

 

13 يناير، 2015 ·

قلت سؤال وربما هي أسئلة عديدة وأبدأها بسؤالي التالي؛ أيها الأسياد هل تقرؤون أو تعايشون أبناء شعبكم في الشارع أو تقرؤون ما يكتب على مواقع التواصل الإجتماعي وترون وتسمعون حجم الحقد والكراهية والإحتقان الموجود في الشارع الكوردي .. هل تعون وتدركون أن هذا الحقد أصبحت ظاهرة، بل خاصية وجزء من الشخصية الكوردية والتي يمكن أن تعرف بحق بمفهوم ومصطلح “الإخوة الأعداء” .. والأكثر كارثيةً؛ هل تدركون ما معني أن يفضل أحد الكورد ويكون رفيقاً حزبياً تنظيماً إرهابياً داعشياً على إخوته المخالفين له في الرأي والقناعة والحزب والتيار السياسي .. وهل تدركون بأن هذا العداء الحزبي أنتم السبب فيه وأنتم من أزكيتم نار الفتنة بين أبناء الشعب الواحد ليقود كل منكم “قطيعه في مراعيه الحزبية” .. وهل تدركون أيها “الأسياد” على شعبكم وغلماناً عند الشعوب والأنظمة الغاصبة بأن بضاعتكم في الحقد والكراهية والعداء والتي زرعتموها بين أبناء الوطن الواحد هي أخطر من كل الأنظمة الغاصبة والتنظيمات الإرهابية الداعشية وأسلحتهم الفتاكة وأجهزتهم المخابراتية على مصير هذا الشعب .. ألا ما أبأسكم وبئسكم وبئس وبؤس “سياساتكم”، بل حزبيتكم الحقودة والمعادية لطموح وأهداف هذا الشعب البائس والمسكين والمبتلي بأمراضكم وعللكم وحقدكم أيتها العاهات على خريطة الوطن .. وكم كنت أتمنى أن يخرج أحد “قادتنا” ويعتذر من إخوته وأبنائه عن السياسات الخاطئة؛ سياسة الحقد والكراهية والتي زرعوها تجاه إخوتهم الآخرين من أبناء الوطن الواحد.

 

ولكن ورغم كل ما سلف ما زال في الأمر بعض الوقت للمراجعة .. وكم أتمنى من القلب أن تخرج علينا بعض القيادات الكوردية وتعتذر عن السياسات السابقة وتدعو إلى ثقافة الوحدة والمحبة بين أبناء هذا الشعب المغلوب على أمره .. كفاك سيدي تزكم أنوفنا بسياسات الحقد والعداء .. وأخرج إلى أبناء شعبك بخطابٍ تدعو فيه إلى إحترام ومحبة أخيه الذي يناضل في الضفة المقابلة؛ ودعك من سياسة الغرف المظلمة وأنتم تزرعون الحقد والكراهية في قواعدكم الحزبية فالمرحلة تحتاج إلى التنسيق والتكاتف والعمل المشترك .. هي رسالة لكل القيادات؛ أتمنى أن تخرج القيادات برسائل لقواعدها تدعو إلى الكف عن لغة التخوين والعداء بحق أخيه في الحزب الآخر .. وبكلمة أكثر وضوحاً، إننا نود منكم موقفاً واضحاً؛ ما هو موقفكم من الأحزاب الأخرى .. هل هم “خونة وأعداء ومرتزقة وأسوأ من الدواعش” كما تقولها قواعدكم أم هم إخوة ورفاق لكم وهناك بينكم إختلاف في القراءات كما تقولون أنتم في لقاءاتكم معهم حيث كيف يكون من جهة التنسيق على مستوى القيادات والإجتماع بهم والتحالف معهم وقواعدكم تشتم وتلعن وتخون بعضها البعض، بل تجد من يقول بأن “داعش أفضل منهم” وبالتالي فهي واحدة من إثنتان؛ إما القواعد لا تعلم ما هي سياساتكم ومواقفكم وتعمل وفق أهوائها ومزاجها وإما إنكم تنافقون في السياسة بين المعلن والمضمر حيث في العلن تقولون شيئاً إنكم إخوة وعندما تجتمعون مع قواعدكم تبثون الحقد والكراهية بين القواعد الحزبية وفي كلا الحالتين فإنكم تكونون من أسوأ القيادات التي عرفتها حركات الشعوب الطامحة لنيل الإستقلال.

 

المقال على الرابط المرفق في موقع خبر 24

http://xeber24.org/nuce/49875.html

 

 

59

 

سؤال وحوار

بشأن أحزابنا وأدوارهم

 

أحد الإخوة المتابعين وجه لي من خلال صفحتي على الفيسبوك السؤال التالي كتعليق على إحدى بوستاتي حيث كتب يقول: “سؤال هل كان مسموح لهم -ويقصد المجلس الوطني الكردي- حق التواجد في عفرين قبل الاحتلال التركي”. والسؤال جاء في إطار ردي على تصريح السيد عبدالباسط حمو ممثل المجلس في الإئتلاف الوطني السوري ونائبها حيث قال؛ بأن “تركيا لا تسمح لهم بدخول عفرين” وكتبت كتعليق ورد عليه ما يلي: وأخيراً نطقها المجلس على لسان ممثلها في الآئتلاف الوطني السوري ونقصد الأخ عبدالباسط حمو حيث قال في (حديث له على قناة “روداو ” الناطقة بالكُردية؛ بأنه لا يسمح لهم كمجلس وطني كُردي أن يتواجدوا في مدينة عفرين أو أن يقوموا بزيارتها والتواجد بين أهلها) وهذه رسالة للبعض الذي كان يراهن على تركيا بـ”تحرير” عفرين، لكن أليس من الواجب الوطني والأخلاقي من هكذا جسد سياسي أو على الأقل من تحت سلطة الحكومة التركية ليكون لكم المصداقية، أما أن تبقوا تحت هيمنة المحتل ولا يحق لكم ليس المشاركة، بل الزيارة فذاك يعني أحد أمرين؛ إما لا حول ولا قوة لكم وقراركم بيد الآخرين وبالتالي أنتم جماعة مؤتمرة ولا يمكن التعويل عليكم أو إنكم -وأعتذر للتعبير- لستم إلا مرتزقة لدى الأتراك.

 

وهكذا فجاء سؤال ذاك الأخ المتابع في إطار الدفاع عن المجلس وبأن الطرف الكردي الآخر والمتمثل بالإدارة الذاتية وحزب الاتحاد الديمقراطي يمارسون سياسة كم الأفواه -وهو محق بذلك لدرجة كبيرة- فكان سؤاله السابق وكان ردي عليه هو الآخر بالشكل التالي: أعتقد ليس كل أعضاء ومؤيدي المجلس خارج البلد مع تقديري لرأيك ..نعم هناك ضغط وضغط كبير عليهم من قبل الإدارة الذاتية، لكن هذه لم تكن هكذا إلا بعد استفحال الوضع وإرتكاب الأخطاء من قبل الطرفين حيث نعلم كانت هناك لقاءات، بل كانت هناك “الهيئة الكردية العليا” التي تضم الطرفين، لكن الخلاف على الكراسي والامتيازات بين الطرفين دفعت بالأمور إلى المزيد من التأزم وخاصةً بعد أن تحول المجلس الوطني لدمية بيد أنقرة والائتلاف وقبلهم بيد أربيل ورغم ذلك ما زالت بعض قيادات المجلس تعمل في روجافا وتحت أنظار الإدارة الذاتية؛ يعني اضطهاد ال “ب ي د” لا يعني الارتماء في حضن أنقرة، بل كان يمكن لهم أن يتحولوا لمعارضة وطنية في وجه الإدارة الذاتية بالداخل وإن استفحل الأمر كان يمكن العمل في أربيل وهو أهون الشرين، لكن العلة والكارثة؛ بأن أربيل نفسها هي خاضعة لقرارات أنقرة لدرجة كبيرة وللأسف.

 

لكن يبدو أن ردي لم يقنع صديقنا تماماً فقد كتب بدوره مجدداً يقول: “تحياتي الخالصة لك ولرأيك. ومحبتي وتقديري للجميع هل هناك من يملك قراره المستقبل والجدال عقيم كلا الطرفين أو الأطراف السياسية الكردية يتربص للآخر لابالنقد البناءبل بالعكس بخضوعه للجه الفلانية وينسى نفسه باي جهة أخرى هو مرتبط”، مما جعلني أكتب له كذلك الرد الآتي: تحياتي وتقديري لك أيضاً ولرأيك صديقي، لا خلاف حول ما طرحت، لكن على الأقل يجب أن تحقق بعض المكاسب السياسية لمشروعك ولطرفك كجهة سياسية حيث حزب الاتحاد الديمقراطي وخلال المرحلة الماضية حقق بعض المكاسب من تلك العلاقة مع النظام، بينما دعنا نسأل ما هي مكاسب المجلس الوطني الكردي في علاقته مع تركيا، فها هو نائب الائتلاف وقيادي المجلس يصرح؛ بأنهم لا يقدرون دخول عفرين لا أن يديروها، كما توهم البعض مع بدايات الهجوم التركي الإخواني على المنطقة والإدارة الكردية.

 

 

60

 

صراع على القمة ـــــــــــــــــــــــــ أم الأمة.

الأستاذ ناصر مراد.. بدايةً شكرنا الخالص للثقة التي منحتمونا إياه، ولكن وكما لا يخفى عليكم بأن الحالة الكوردية هي جزء من المسألة الشرق أوسطية من حيث البنى السياسية والأيديولوجية وتحالفاتها الإقليمية والدولية وكذلك من حيث الممارسة والسلوك على الأرض وبالتالي فإن أي حل سياسي لا يمكن أن يجزأ عن الوضع العام في المنطقة رغم الخصوصية القومية للكورد كشعب ما زال يعاني من الظلم والحرمان من الحقوق القومية ولكن وعلى الرغم من كل هذا وذاك فلا يغرنّا ما يطرح من قبل بعض أصحاب“القلوب الدافئة” وباسم الكوردايتية وكأنها طوق النجاة لحالة الانقسام والذي نعاني منه كشعب وقضية وتبلورها على مستوى الانقسام السياسي؛ حيث المحور السوري الإيراني (الشيعيالأيديولوجي) من جهة وهناك المحور التركي السعودي (السني البراغماتيكي) من الجهة الأخرى، ونحن نعلم حالة الاصطفاف ما بين هذين المحورين؛ حيث منظومة حزب العمال الكردستاني (قنديل) مع المحور الأول وهناك منظومة البارتي (أربيل) مع المحور الآخر.. وهكذا فإن الحل (للمسألة الكوردية) يعتبر جزء من حل المعضلة الشرق أوسطية وتوافقات الدول الإقليمية وعلى الأخص التي تهيمن على خيرات كوردستان الطبيعية والبشرية.. ولكن ورغم كل هذه الإشكاليات فنحن على ثقة بأن المسألة الكوردية في طريقها للحل وذلك لعلة جد مهمة وهي أن المصالح الدولية وكذلك الشرق أوسطية تلتقي على أرض كوردستان في هذه المرحلة وبدون حل هذه المعضلة التاريخية لا يمكن أن تستقر المنطقة ونحن (الكورد) ليس لنا إلا جزء من دور الكومبارس في هذه السياسة الدولية كما كانت النخب العربية في بداية القرن الماضي وذلك عند انهيار الخلافة العثمانية؛ حيث كانوا أسيري قيادة “لورانس العرب” والسياسة الإنكليزية فنحن اليوم أسيروا السياسة الأمريكية وهذا ليس تهكماً أو تهجماً بل قراءة ونأمل أن ينجح الكورد في هذه السياسة كما نجح من قبلهم النخب العربية وتم تأسيس أكثر من عشرين بلداً عربياً بأعلام ورؤساء و.. أيديولجيات مختلفة.وهكذا فلن يكون هناك مخرج كوردايتي كما يأمله بعض الأصدقاء والزملاء بل تقاسم للنفوذ بين أربيل وقنديل وصراع وتنافس بين الطرفين (الكتلتين) في مراحل قادمة إلى أن تدخل مجتمعاتنا مرحلة الدولة المدنية والتي سبقتنا إليها أوروبا بعشرات السنين ولكن المطلوب من المحورين في هذه المرحلة أن لا يأخذوا بهذا الصراع التنافسي إلى مستوى الاقتتال الداخلي وأن يبقى الاختلاف في الرؤى والتباينات على المستوى السياسي والاجتماعي الانتخابي والهيمنة على منابع النفط والخيرات الاقتصادية.. ولكن من دون إراقة المزيد من الدماء وتضحية القرابين.. ومع ذلك يبقى الباب مفتوحاً أمام كل الاحتمالات وخاضعاً لتوافق أو اختلاف مراكز القرار الإقليمية والدولية.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

61

 

التحزب واللاحزبية.

.. ظاهرة المجتمعات الاستبدادية!!

ظاهرتا التحزّب واللاحزبية

أقام منتدى الاصلاح والتغيير حلقة نقاشية تحت عنوان “التحزّب واللاحزبية” في مدينة عامودا السبت 8/8 حضرها لفيف من الحركة السياسية والشباب والمستقلين

نص ورقة العمل المقدمة

ظاهرتا التحزّب واللاحزبية

يعد وجود الأحزاب السياسية بشكل عام حالة متقدمة و صحية في المجتمعات الإنسانية لأنها تنظم الجماهير وفق برامج عمل لتحقق أهدافها. وكذلك في المجتمع الكردي حيث انبثقت الأحزاب لتعبر عن حالة الشعب ولكن ومع عمل هذه الأحزاب برزت ظاهرة التحزب حيث تحول الحزب عند البعض إلى غاية وهو وحده من يمتلك الحقيقة كما برزت بالمقابل ظاهرة اللاحزبي الذي ينتقد كل الأحزاب انتقادا سلبياً مدعيا الاستقلالية دون أن يقدم شيئاً. ونتيجة لذلك يقف ضد الانخراط في العمل السياسي.

المحاور

1-اسباب بروز هاتين الظاهرتين في المجتمع الكردي

2- مدى تاثيرهما على المجتمع وحركته السياسية

3-الحلول المقترحة للتخلص من هاتين الظاهرتين السلبيتين

……………………………………………………………………………….

بخصوص ظاهرتي “التحزب واللاحزبية” في مجتمعاتنا الشرقية عموماً وعلى الأخص في المجتمع الكوردي وقبل البحث في تأثير الظاهرة على عموم الواقع السياسي الكوردي والحركة والقضية .. علينا بدايةً أن نتعرف على مفهومي “الحزب والحزبية” كظاهرة وسلوك ووكجزء من آلية تنظيم المجتمعات المدنية الحديثة حيث تقول موسوعة ويكيبيديا في تعريف “الحزب السياسي” على إنه؛ “تنظيم سياسي يسعى إلى بلوغ السلطة السياسية داخل الحكومة من خلال مرشح في الانتخابات الرئاسية، وعادة من خلال المشاركة في الحملات الانتخابية. والأحزاب السياسية تمارس الديمقراطية في داخلها من خلال إنتخاب أعضائها في أمانات الحزب المختلفة وصولاً إلى إنتخاب رئيس الحزب، وترشيح أعضاء ينتمون للحزب لخوض الإنتخابات”. وتضيف “الأحزاب السياسية كثيراً ما تتبنى أيديولوجية معينة ورؤى، ولكن يمكن أيضاً أن تمثل التحالف بين المصالح المتباينة.

أو يمكن تعريف الحزب السياسي بأنه تنظيم يسعى لبلوغ السلطة وممارستها وفق برنامج الحزب السياسي والإقتصادي والإجتماعي”.

 

وتقول الموسوعة كذلك (في العلوم السياسية توجد عدة تعاريف للأحزاب السياسية. تقليدياً ركز علماء السياسة على دور الأحزاب السياسية، بإعتبارها أدوات للترويج ترشح في الإنتخابات للمناصب العامة ويعرف الأحزاب السياسية على النحو التالي: “حزب سياسي هو جماعة منظمة رسمياً أن يؤدي وظائف لتثقيف الجمهور لقبول النظام فضلاً عن الآثار المباشرة أكثر من إهتمامات السياسة العامة، ويشجع الأفراد لتولي المناصب العامة، والتي تشمل وظيفة الربط بين الجمهور ومتخذي القرارات الحكومية”). إذاً ومن خلال ما تقدم فإن الحزب، من جهة، يعتبر أحد تلك الآليات التي تعمل من خلالها الشرائح والفئات المجتمعية لتنظيم العلاقة بين الأفراد والجماعات والدولة، ومن الجهة الأخرى؛ يعمل على تنظيم الحياة السياسية والإجتماعية والإقتصادية المالية وغيرها من شؤون المجتمعات والدول وذلك عبر وصول مرشحيها لمراكز القرار والسلطة داخل مؤسسات الدولة .. أما وفي حال المكونات والقوميات الخاضعة لظروف الإحتلال والإستعمار فإن إحدى أو أولى أهداف تلك الأحزاب والحركات هو التخلص من واقع وظروف الإحتلال وتحقيق الحرية لشعوبها كما هو حال وواقع شعبنا الكوردي وحركته الوطنية وذلك من خلال برنامج سياسي تعمل على إنجازه عبر مراحل نضالية مختلفة تتطلب أدوات ووسائل عمل محددة تفرضها شروط ومناخات كل مرحلة تاريخية.

62

وهكذا فإن الحياة الحزبية هي جزء من نشاط إجتماعي مدني حضاري وهي إحدى الأشكال الجديدة للنظم المجتمعية وبديلاً عن النظم والأطر والعلاقات التقليدية الكلاسيكية والتي كانت سائدة قديماً في مجتمعاتنا والقائمة على رابطة الدم “العائلة والقبيلة”؛ أي أن الأحزاب قد بدأت تأخذ مكانة ودور ووظيفة القبيلة في علاقة الفرد “المواطن” مع المحيط الإجتماعي السياسي، فبدل الولاء والحماية القبلية أصبح الولاء والحماية السياسية داخل الأطر المفاهيمية الجديدة تنظمها قوانين مدنية حضارية في علاقة الأفراد بالمجتمع والدولة وغيرها من الأطر السياسية الموجودة داخل كيان مجتمعي “دولة” وحيث القوانين الدولية ولوائح حقوق الإنسان والقيم المدنية الحضارية، بدل “قوانين وأعراف القبيلة” في تنظيم حياة المجتمعات. طبعاً هذه عموماً كثقافة مدنية حضارية لمجتمعات أستطاعت أن تحقق منجزها الحضاري المدني في دول قائمة على مفهوم الدولة المؤسساتية المدنية الديمقراطية والتي تحترم إرادة الناخب وتكون الكلمة لصناديق الإنتخاب وللدستور المدني الديمقراطي والذي ينظم كل العلاقات السابقة؛ إن كانت بين الأطر السياسية أو بين المواطنين أنفسهم وكذلك بينهم وبين الدولة ومختلف مؤسساتها وأطرها القانونية.

لكن واقع مجتمعاتنا الشرقية مختلف تماماً عن الغرب والذي أخذنا عنه هذه المنظومة السياسية الإجتماعية؛ “الحزب” حيث الواقع الإجتماعي والسياسي في الغرب وعندما بدأت الحياة السياسية الحزبية ومؤسساتها كانت قد أنجزت منجزها وكياناتها السياسية ضمن دول قومية متجاوزةً مرحلة (الدولة القبيلة أو العائلة) حيث لا تجد في أوربا من يعرف ما هي القبيلة التي ينتمي لها، بينما في واقعنا الشرقي ما زالت قيم القبيلة والبداوة الإجتماعية هي السائدة وبالتالي تجد المفاهيم والثقافة السياسية بين واقعي الشرق والغرب مختلف تماماً. وللأسف؛ فإننا نحن الشرقيين أخذنا الإطار السياسي (الحزب) كإطار وقشرة خارجية فقط ودون المضمون، بل أدخلنا إلى تلك الأطر الحداثوية المدنية مفاهيم القبيلة والعائلة.

 

وهكذا تجد الحزبية في الغرب عبارة عن برنامج سياسي يعطيه الناخب صوته وذلك عندما تتوافق مع ما يريد أن تحقق له من متطلبات الحياة عموماً وتنجز له المزيد من الرفاهية والحرية والحياة اللائقة والكريمة والناخب يمكن أن ينتقل بمرونة بين عدد من البرامج والأحزاب السياسية، بينما الحالة الحزبية لدينا نحن الشرقيين هي حالة ولاء وتبعية (عمياء) لهذا الزعيم السياسي و(القائد الوطني) وذلك عبر بروباغندا وإيديولوجيا غوغائية قريبة إلى الحالة اللاهوتية الغيبية الدينية ولذلك أي خروج من إطار الحزبية الشرقية تجده (كفراً وردة) كالخروج على القبيلة أو الإرتداد عن الدين حيث عقوبة الموت؛ إن كانت مادية أو معنوية، بينما الغربي يمكن وبكل مرونة وسلاسة أن يعطي صوته لحزب آخر وذلك عندما يجد أن برنامج الحزب الجديد هو أفضل من برامج أحزابه السابقة.

 

إذاً القضية هي ليست قضية الأحزاب والتحزب، بقدر ما هي قضية مفاهيم وثقافة مجتمعية والتي تكرس المزيد من الإنقسام المجتمعي وللأسف إن كان بين المتحزبين أنفسهم؛ صراع الأحزاب داخل الحركة وحتى داخل الحزب الواحد وبالتالي المزيد من الإنقسامات والإنشقاقات والوصول أحياناً إلى الإقتتال والحروب الداخلية “الأهلية”، أو بين الحزبيين واللاحزبيين ونظر كل منهما إلى الآخر بعين الشك والريب وأحياناً (التخوين والعمالة) وعلى أقل تقدير فإن كل طرف ينظر للآخر على إنه السبب في حالة العطالة المجتمعية السياسية لواقعنا الكوردي؛ حيث كل منهما “يرمي بكرة الثلج إلى حضن الآخر” ويتهمه بأنه يتحمل تبعات الواقع المأساوي والكارثي لشعبنا والقضية فتجد “الحزبي” يتهم “اللاحزبي” بالتقاعس واللامبالاة والهروب والخنوع من تحمل أعباء القضية، بينما الآخر يتهم الأول؛ بأنهم أي الحزبيون عموماً يتحملون واقع التشرزم والإنقسام والضعف وحتى (العمالة والتخوين) والإرتباط مع أعداء القضية.

وبالتالي فإن الجميع يمارسون سياسة “التفرقة” والمزيد من التشتت وإضعاف القضية وبدون إدراك سياسي بأن القضية والمشكلة تكمن في الجذر والواقع الثقافي الإجتماعي والمجتمعي حيث واقعنا ما زال غير ناضج لممارسة الحياة السياسية ضمن أحزاب مدنية ديمقراطية تحترم التعددية والرأي الآخر كجزء من واقع ثقافي سياسي يقبل التعددية وكونها إحدى سنن الحياة ومحركها الأساسي حيث الديكتاتورية مع الرأي الأوحد وبالتالي فإن الآخر يعني التطور والتقدم والحريات الديمقراطية، لكن في واقعنا الثقافي الشرقي، فإن الآخر هو “الإبليس” ولعنة التاريخ والآلهة والأحزاب والقبيلة.

وهكذا ولكي نخرج من “عنق الزجاجة” ودوامة الصراعات والحروب علينا أن نحقق ثوراتنا الثقافية والإنتقال بمجتمعاتنا من النظم القبلية العائلية البدوية إلى نظم مجتمعية سياسية قائمة على أطر وأحزاب ومنظمات مدنية ديمقراطية حضارية وبالتأكيد لن تكون فقط من خلال برامج ودساتير علمانية مدنية تفصل الدين عن الدولة وتحدد علاقة المواطنين وكذلك علاقتهم بالدولة ومؤسساتها وفق آليات دستورية حضارية، بل إننا سوف نحتاج إلى الكثير من العمل الجاد لوضع أرضية ومقدمات ضرورية يبدأ من إعادة تأسيس ما هو قائم من برامج تعليمية وذلك كخطوة أولى وضرورية حيث تبدأ تأسيس المجتمعات من خلال البرامج التعليمية والتي تعتبر الخطوة الأولى في بناء الإنسان والدولة ومروراً بواقع المؤسسات الدينية وحصر دورها في الجامع وليس

63

في الحياة السياسية والمجتمعية وأيضاً وضع قوانين ونظم وبرامج سياسية مدنية للأحزاب والمنظمات والهيئات والفعاليات المجتمعية ووضع دستور مدني ديمقراطي للدولة والعمل على تكوين إعلام حر مؤسساتي مهني وليس إعلاماً تبويقياً دعائياً؛ بمعنى أن نعلم إنساناً ما معنى أن رمي سيجارة في الشارع يعتبر عملاً غير أخلاقي حضارياً .. وعندها، يمكن أن نتحدث عن حياة حزبية سياسية بمعنى أن الحزب جزء من مؤسسة مدنية ديمقراطية حضارية.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

64

قضية الإبعاد والنفي!!

لا يمكن حل المسائل العالقة بإلغاء الآخر من المعادلة.

إن شعبنا في غربي كوردستان وتحديداً في منطقة كوباني يتعرض لعملية تهجير حقيقي من قبل المجموعات الارهابية السلفية من “دولة داعش” وهذا ما يتطلب من كل القوى والأحزاب السياسية الكوردية وتياراتها المختلفة الوقوف صفاً واحداً أمام هذه الهجمة الشرسة من قبل هذه المجموعات المرتزقة الجهادية والآتية من كهوف القرون البدائية.. لكن ذاك يتطلب من القوى الفاعلة على الأرض وتحديداً من مؤسسات حزب الاتحاد الديمقراطي (PYD)؛ المدنية والعسكرية (الإدارة الذاتية الديمقراطية ومؤسستي الآسايش ووحدات حماية الشعب YPG) وغيرها من الهياكل والمنظمات الفاعلة وأولها الإعلام العائد للحزب بأن تتعامل مع القضايا بروح وطنية قومية وليس من خلال عقلية حزبية مؤدلجة وبالتالي قبول الآخر الكوردي رغم الاختلاف السياسي الأيديولوجي والكف عن سياسة الملاحقة والإبعاد القسري لنشطاء الرأي والكتاب والسياسيين وقادة الأحزاب الكوردية الأخرى فإن هذه السياسة تأزم الوضع الكوردي أكثر وتزيد من عمق الشرخ الموجود في جسد الحركة السياسية الكوردية وهي تصب في خدمة سياسة الأنظمة الغاصبة لكوردستان.

ربما هناك من سوف يقول بأن لا حياة لمن تنادي وبأن من تطلب منهم هم فعلاً يقومون على تنفيذ أجندات إقليمية ودولية لمحور هم يتبعون له.. لكن نعلم أيضاً بأن في السياسة لا ثابت وهناك متغيرات إقليمية ودولية جديدة ونأمل من التيار الكوردستاني في منظومة العمال الكوردستاني أن تكون له القدرة على قيادة دفة الحركة في المنظومة العمالية وتقلل من هيمنة المحور الإيراني السوري ولصالح عملية السلام والتي طرحتها كل من حزب العمال الكوردستاني والدولة التركية مؤخراً الجناح العقلاني والمعتدل في كلا الطرفين وبالتالي التوافق مع قيادة إقليم كوردستان العراق والمجلس الوطني الكوردي لقيادة العملية السياسية في غربي كوردستان والكف عن سياسة الهيمنة و“العنتريات” والاستبداد والتي لن تجلب لنانحن الكورد عموماً إلا المزيد من الخراب والويلات والانتكاسات على المستويين القومي والديمقراطي المجتمعي.. فهل من مجيب لدى حزب العمال الكوردستاني لهذه الرسالة والتي لن أقول من صديق أو حليف ولكنها من حريص على المصلحة والقضية الكوردية وضمناً على الحركة ومنظومات حزب العمال الكوردستاني؛ كونها جزء من قضايا شعبنا الكوردي وإحدى أهم قواها السياسية الفاعلة.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

65

قوتنا في وحدتنا ..

بوست لمن يقول؛ “كفى تجارةً بالوحدة الوطنية“.

هناك بعض الإخوة يعتبون علينا بأننا “ننفخ في قربة مثقوبة“، بل إن البعض يرى في عملنا على الخط الثالث وربما من الأفضل أن نسميه بالخط الأول ألا وهو عدم الإنحياز لطرف سياسي على حساب طرف آخر .. هو نوع من “المتاجرة والكولكة” ومحاولة“وضع كل رجل على ضفة مختلفة“.. ووصل الأمر بالبعض منهم بأن قال: إنني “غيرت البوصلة في محاولة للتقرب من الجهة الأخرى” بمعنى أوضح؛ من “جماعة” العمال الكوردستاني وكلمة الجماعة ليس للتقليل من شأن حزب العمال الكوردستاني، بل هي نقل كلمات وتعبيرات كل طرف بحق الآخر ..وبالمناسبة الإخوة في العمال الكوردستاني أيضاً يمارسون نفس السلوك بحق البارتي الديمقراطي الكوردستاني وعلى العموم الكل مشترك في الشقاق والإنقسام الكوردي وهكذا وللأسف يبدو أن أي عمل في سبيل تقارب وجهات النظر بين فصائل الحركة الكوردية يكون في نظر البعض عبارة “تجارة بالوطنية والوطنيات” .. لكن البوست لن يعالج ويدافع عن كاتبها يعني “المتهم” بير روستم وكل من يطلب ويدعو لوحدة الصف الكوردي بل فقط (وفقط) سوف أقف عند نقطة واحدة؛ وهي التي تقول: بأنكم “تنفخون في قربة مثقوبة” وعن أي وحدة صف تتكلمون.. فها هي كل شعوب وبلدان المنطقة تشهد إنقساماً ونحن الكورد لن نكون إستثناءً عن الحالة والمحيط الثقافي والسياسي العام في المنطقة.

لغاية هنا.. الكلام دقيق ولا غبار عليه ولكن نقول لهؤلاء الأصدقاء؛ إنكم نسيتم شيئاً واحداً ولكنه أساسي، بل بدونه لا يكون لمسألة وقضية الدعوة إلى توحيد الصف الكوردي والعمل تحت برنامج سياسي معنى له؛ ألا وهو إننا ما زلنا نحن الكورد في طور حركة تحرر قومي ولم ننجز بعد كياننا القومي وبالتالي ننجر إلى الإنقسام المجتمعي والخلاف السياسي والتي هي المرحلة الثانية من عمر الشعوب وثوراتها التحررية حيث تكون ذاك سمة المرحلة الثانية وما يتعلق بالجانب الفكري والثقافي والقيم المدنية الديمقراطية.. وهكذا وبحكم الواقع السياسي الكوردي المجزأ والخاضع للإستعباد والإحتلال من قبل عدد من الدول والكيانات السياسية فإن من واجب الحركة الكوردية السياسية والثقافية توحيد الجهود والكفاءات والقدرات والعمل وفق رؤى وبرامج واضحة موحدة لإحقاق الحقوق القومية المشروعة في هذه المرحلة ومن ثم سوف نبحث في تقاسم السلطة والثروة حيث لا يمكن منفرداً ومشتتاً للقوى الكوردية أن تنجز المنجز والمشروع القومي وبالمناسبة هي دعوة لأصحاب حرق المراحل أن يعودوا عن الأحلام الوردية والعمل على المشروع القومي وإنجازه ومن ثم الإنتقال إلى المشروع الديمقراطي وكلمة أخيرة نقولها لمن يقول بأن طلبكم ونداءاتكم نفخ أو “دق على الطبل” فليعودوا إلى الأمس القريب والمظاهرات الكوردية التي خرجت في كل المناطق الكوردية بغربي كوردستان حيث كانت الأكثر ضخامةً في تاريخ الحركة الكوردية وشعبنا .. وهكذا فإن الوحدة الكوردية؛ هي مطلبٌ شعبي وليس فقط حلم رومانسي لكاتب كوردي ما يمكننا القول: أنه في وحدتنا تكمن قوتنا.

http://www.gemyakurdan.net/gotar-nerin/gotari/item/24042-2014-09-25-21-12-26

 

 

 

 

 

 

66

كفى تخويناً

لمن يواجه سياسة الاحتلال بأجسادهم العارية.

 

أولئك الذين يوجهون تهم الخيانة والعمالة للذين بقوا أو عادوا لبلدات وقرى عفرين، كونهم يتعاطون مع قوات الاحتلال، نود أن نقول لهم وبكل شفافية: عزيزي وبعد كل التضحيات والتي قدمها شبابنا وفتياتنا في عفرين لا أعتقد بأن يحق لأحد أن يشك بحب هذا الشعب لوطنه وقضيته ولكن وللأسف الإرادة الدولية وصفقاتكم القذرة كانت أقوى وأكبر من كل تلك التضحيات بحيث جعلتم جميعاً؛ دول ومنظمات وقوى وأحزاب -وضمناً الكردية طبعاً- بأن تكون عفرين قرباناً على مصالحكم الجيوسياسية وبالتالي فلم يبقى أمام شعبنا إلا أن يتمسك بخيار البقاء على أرضه رغم معرفتنا المسبقة بأن المحتل يريد تفريغ المنطقة وإجراء التغيير الديموغرافي ولذلك فهو يلجأ لكل الأساليب الترهيبية من نهب وسلب وخطف وقتل أحياناً وذلك بهدف ترويع السكان والتي يشارك بها جماعتنا في الإدارة الذاتية بطريقة غير عقلانية وذلك من خلال ضخ المزيد من تلك القصص والحكايات للأسف وأحياناً بطريقة مقصودة ومبالغ فيها، بل وفي بعض الأحيان بتخوين من بقي في عفرين وبأنه يتعاون مع المحتل.

 

وتوضيحاً نقول: بما أن قوى الاحتلال هدفها تهجير أبناء المنطقة وذلك بقصد إجراء تغيير ديموغرافي، فإن السياسة الناجعة هو سياسة العودة والتمسك بالأرض ولو عن طريق التعامل مع تلك المجاميع المحتلة حيث يبقى التعامل معه أفضل من الخروج من المنطقة وتركها للآخرين ولذلك نأمل أن يكف جماعتنا في الإدارة الذاتية عن توجيه هكذا اتهامات بائسة لأولئك الإخوة الذين يواجهون الموت يومياً بأجسادهم العارية وإرادتهم وتمسكهم بالأرض وبالمناسبة فإن هذا “البطل الصنديد” الذي يخونهم لو كان بين أيدي تلك المجاميع لربما قدم من الولاء والطاعة ما يفوق أي مواطن عفريني بائس مجبر على الرضوخ “للأمر الواقع” الجديد على المنطقة حيث وللأسف بات شعبنا يعاني من تضخم أزمة سياسات “الأمر الواقع” على الأرض” وإن كان هناك من قادر أن يقدم بديلاً أفضل فليتفضل ويقدمها للعفرينيين بدل هذه الإدانات الرخيصة حيث الواقعية تفترض أن نعمل كيف نجعل شعبنا يبقى على أرضه بعد أن حل فوق رأسه كل هذه المآسي والكوارث، لا أن نجعله هدفاً لبعض الحقد الحزبوي والتنفيس عن هزائمنا المتكررة.

 

http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=596825

 

 

 

 

 

 

 

67

 

كفى نفاقاً

لا أحد يرفض الكرسي!!

 

الحوار المتمدن-العدد: 5236 – 2016 / 7 / 27 – 18:14

المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع

إننا نقرأ كثيراً تلك المقولات التي يتم فيها التهجم على القيادات الكوردية وتمسكهم بالكرسي وذلك من مختلف الفئات والشرائح وهم في ذلك محقين طبعاً حيث البقاء في أي مركز قيادي يعني أنت مشروع ديكتاتور صغير وهو ما نعاني منه حقيقةً داخل المنظومات الحزبية والشرق عموماً، لكن سؤالنا للجميع هو؛ لو قدر لأي منا أن يصبح قيادياً ويحافظ على الكرسي، هل سيتخلى عنه للآخر بكل رضاه ومن مبدأ أخلاقي إنساني .. بقناعتي الشخصية وبحسب معرفتي بطبيعة السلوك البشري ولمختلف الفئات والبيئات والثقافات، فإن الجواب هو “لا”، طبعاً قد تكون الإجابة صادمة للبعض منكم ولكن برأي تلك هي الحقيقة والواقع.
ولذلك لا يغرنكم الكلام العاطفي الوجداني عن الديمقراطية والحريات، ولا حتى تلك الخطابات السياسية والحقوقية الرنانة عن قضايا التعددية والتداول السلمي للسلطة، لأنني وبكل بساطة لا أعتقد؛ بأن هناك من يقبل بترك الكرسي والسلطة ولا حتى في أعتى الديمقراطيات العالمية حيث تجد بأن الرئيس يحكم كل المدة القانونية ويرشح نفسه لدورة جديدة وذلك بحسب القوانين المعمولة به في بلده ولو سمح له القانون أن يرشح نفسه مرة أخرى لما تردد لحظة، لكن بالأخير فإن الدستور وليس “الأخلاق” يجبره على التنحي.
إذاً ما يجبره على الخروج والنزول عن الكرسي هي الإرادة الجمعية المصاغ وفق دستور للبلد وليس قانونه الأخلاقي؛ كون قواننينا الأخلاقية عموماً كأشخاص وذوات منفردة هي قوانين أنانية غير أخلاقية ولو قدر لأحدنا بأن يبقى على الكرسي حتى بعد مماته لما رفض ذلك، بل لحكمونا من وراء ستار الموت، يعني من المقابر أيضاً، إن قدر لأحدنا أن يحكم ويبقى على كرسي السلطة. وبالتالي فأي إدعاء بالأخلاق في ذلك هو إدعاءٌ أجوف وباطل وفاسد وكذلك قضية “بناء الإنسان” وكأن الإنسان القادم سيكون إنساناً ديمقراطياً عادلاً نورانياً أبيضاً لا يحتاج إلى قوانين، ربما في عالم الملائلة والأساطير، لكن بالتأكيد ليس في عالم الرغبات المادية والغرائز البشرية حيث التوحش عموماً.
وبالتالي فإن ما نحتاجه في مجتمعاتنا ليس بناء الإنسان المثالي، كونها طوباوية فكرية أخلاقية، بل إننا نحتاج إلى بناء دساتير ومؤسسات وطنية قادرة أن تفرض القانون على الجميع وذلك بمن فيهم الرئيس والزعيم والقائد ومن دون أي إمتازات لأحد وبحيث يكون الجميع تحت سقف القانون، أما أن يبقى “القائد الخالد” فوق القانون والدستور ويلوي عنقه كيفما أراد، فبالتأكيد ستبقى مجتمعاتنا تفرز الإستبداد والديكتاتوريات حيث ما يميز الشرق والغرب؛ هو أن القانون يركب الرئيس في مجتمعاتهم، بينما في مجتمعاتنا الشرقية فإن الرئيس يركب القانون والمجتمع و”الرعية“ والمصطلح الأخير كافي ويغني عن كل الكتابات والتفسيرات.

 

68

 

كن حليفاً لكن لا تقبل أن تكون تابعاً!!
الحوار المتمدن-العدد: 5529 – 2017 / 5 / 23 – 02:24

المحور: القضية الكردية

بخصوص بوستي الأسبق والذي قلت فيه؛ “إن من يدعي بأنه صاحب مشروع قومي لا (يتحالف) مع ألد أعداء القومية الكردية؛ تركيا!”، فقد جاء أولاً في سياق رد على بعض الإخوة الذين يزايدون على أطراف أخرى، بأن لهم تحالفاتهم مع النظام السوري وبذلك هم “يرون الإبرة في عين أخيه، بينما ينسوّن المسلة في عينه”، أما القضية الأخرى والتي أود توضيحها هنا بخصوص البوست، هو إنه يخص صراع أحزابنا في “روج آفاي” كردستان ولا علاقة للإقليم الكردستاني بما طرح، كون للإقليم وضعها الشبه مستقل في كيان يتحتم عليه إقامة علاقات مع الجوار وذلك بهدف تحقيق مصالح الكيان وقد نجد مستقبلاً “روج آفا” هي الأخرى تقيم تلك العلاقات مع دول الجوار، كان ذاك من جهة أما من الجهة الأخرى، فإن للإقليم أحزابها وكتابها وسياسييها وهم أدرى بشؤونهم ومصالحهم السياسية والإدارية.

وأخيراً قلت “أصحاب المشروع القومي” وبذلك فمن كان ليس بصاحب مشروع قومي ومثالاً حزب الاتحاد الديمقراطي ومشروع “أخوة الشعوب” فإنه لن يكون مشمولاً بذاك التقييم، كون لهم مشروعهم السياسي والذي لا يعني العداء للذات الكردية كما أراد بعض الجهابذة تفسيرها وإلا فما المعنى من أخوة الشعوب وأخراً؛ ليت كانت تلك العلاقة “تحالفاً” ولم تكن تبعية لمشاريع الآخرين حيث التحالف يعني التكتيك لخدمة مشروعك الخاص، بينما التبعية هي الإلحاق بمشاريع الآخرين وعندما قلت التحالف كانت نوع من الدبلوماسية والمراعاة وما كان علي أن أقع بتلك المجاملة ولذلك وضعتها بين قوسين، كونها وفي حقيقة الأمر تبعية وليس تحالفاً سياسياً وليت مجلسنا الكردي كان قادراً على إنجاز تحالف مع تركيا حيث بالأخير نحن محكومين بالعلاقة مع كل الأطراف والدول الإقليمية بمن فيها تلك التي هي غاصبة لكردستان وللأسف!
إنني أعلم بأن الكثير من الإخوة سوف يعتبرون هذا تهجماً على المجلس مع إنني أتمنى لو كان وضع المجلس ليس كما هو عليه الآن، وبأن بعض الآخر سوف يقول: وهل حزب الاتحاد الديمقراطي غير تابع وردي هو ليت لو حقق المجلس ربع ما حققه هذا الأخير وحينها كنت أنا والآخرين بلعوا ألسنتهم كون هناك منجزات تحققت حيث العلة ليست في التبعية بهدف تكوين الذات وخدمة مشروعك السياسي لمرحلة مؤقتة، لكن أن تضحي بمشروعك السياسي وتبقى تابعاً لمشاريع الآخرين فهنا الخطأ الاستراتيجي القاتل ونأمل من الإخوة في قيادة المجلس الوطني الكردي مراجعة سياساتهم والعمل على تجاوز تلك الأخطاء والسلبيات فما يهمنا هو وصول قضيتنا لبر الأمان وهذه تتطلب جهود كل الأطراف والمجلس إحدى تلك الأطراف الأساسية لقضيتنا وشعبنا.. كما نأمل أن يتجاوز الإخوة في الإدارة الذاتية عقدة النجاح والمبادرة لعقد مؤتمر وطني على صعيد روج آفا يضم كل الأطياف والمكونات السياسية والمجتمعية بهدف إنجاح التجربة الجديدة.

 

69

 

ما المطلوب كردياً

كي لا نبقى “جحش فاضي ميشان الجيران”؟!

 

إننا ندرك بأن أسباب غياب كردستان أو عدم قدرة الكرد على إنشاء كيان وطني خاص بهم كثيرة، منها؛ تتعلق بالمصالح الإقليمية والدولية حيث قدمت كردستان “كبش فداء” لتلك المصالح ومنها المتعلقة بالجانب الكردي الداخلي إن كانت الجغرافية الجبلية أو الواقع المجتمعي الكردي حيث الانقسام القبلي العشائري والواقع الاجتماعي المتخلف وبالتالي عدم قدرة الكرد على تشكيل قوة سياسية وعسكرية موحدة تمثلهم نخبة وطنية في المحافل الدولية، مما جعل بالأطراف الإقليمية والدولية لاستخدامهم ك”جنود تحت الطلب” إن لم نقل عبيداً تحت الطلب ولذلك يمكننا القول؛ بأن غياب ديكتاتور وتيار ديني أو قبلي ومؤخراً سياسي، ليفرض واقعاً وبرنامجاً محدداً وموحداً لكل الطيف الاجتماعي الكردي زاد من امكانية الصراعات الداخلية واستخدام الأعداء لبعض الأطراف ضد أطراف أخرى بهدف القضاء على الطرفين.

 

حيث لو قام البارزاني الأب بقمع والقضاء على تيار “إبراهيم أحمد” ومن بعده التيار الطالباني، لربما لم نجد اليوم الانقسام الموجود في الإقليم بين أربيل والسليمانية، بل لوجدنا إقليماً وبيشمركة واحدة وربما دولة كردستان في ذاك الإقليم الجغرافي لشعبنا، لكن ما كان في الأمس صحيحاً ونقصد وجود تيار وديكتاتور يفرض سياساته على الجميع لم يعد ممكناً في عصرنا الحالي حيث البديل هو التوافق السياسي والذي يعرف تحت مفهوم الاتحادية أو الفيدرالية وبالتالي فإن المطلوب مرحلياً من أطياف الحركة الوطنية الكردية في كل إقليم أولاً ومن ثم على صعيد جغرافية كردستان عموماً، هو العمل على برنامج سياسي توافقي يضم أبرز تيارات الحركة لقيادة المرحلة وحينها ربما “نحلم” بوطن وكيان سياسي خاص بشعبنا تحت مسمى دولة كردستان أو أي مسمى آخر يتفقون عليها.. وإلا فإننا سوف نبقى جنود تحت الطلب ولا نريد أن نقول وحسب المثل الكردي الشائع؛ “جحش فاضي ميشان الجيران”!!

 

http://xeber24.org/archives/103044

 

 

 

 

 

 

 

 

70

 

 

مجلسنا الموقر

“بعد خراب البصرة” لعرفتم الحقيقة؟!

 

للأسف لم نتعلم نحن الكرد من انتكاساتنا المتكررة حيث دائماً وبعد فوا الأوان ندرك حقيقة أن الآخرين استخدمونا لمآربهم وأجنداتهم في ضرب مشاريعنا الوطنية حيث دائماً كان الكرد ينكسرون من الداخل ويخسرون على طاولة المفاوضات ما يحققونه في ساحات المعارك ومناسبة حديثنا هو ما أصبح عليه حال الكرد بعد انتكاسة عفرين حيث أدرك الجميع بأن الأطراف والقوى الدولية والإقليمية استخدمتهم لأجنداتهم ومشاريعهم كبيادق في رقعة الصراعات الإقليمية الداخلية، رغم تأكيدنا لهم وبشكل مستمر بأن تحالفكم مع تلك القوى الإقليمية هش وسيتم رميكم عندما تنتفي الحاجة لكم وإن رسالة أحد الأصدقاء على الخاص وهو من الصف الأول في المجلس الوطني الكردي يكشف عن حجم المأساة والانتكاسة و”الضحك عليهم” من قبل الائتلاف وتركيا حيث كتب يقول:

 

“مرحبا اخي احمد ….راح اريحك حتى بيت حسين ايبش رئيس المجلس المحلي لعفرين انسرق كاملا وتم فرض أتوات على بيت طاهر كلاحو وصدرت بعض من ممتلاكاته الشخصية وهناك الكثير من الرفاق تعرضو للنهب والسرقة ….وموضوع أعضاء المجالس المحلية تعرف الكثير منهم بذلو الكثير الكثير بالامكانيات المحدودة ومنهم الاستاذ أحمد الحسن ومصطفى عبدو وأنور سينو وووغيرهم، لكن نظرة القوات التركية ومرتزقتها لا تختلف للكورد عن بعضهم وهل تصدق بأنهم يستطيعون تنفيذ شيء ويقصرون …الجواب لا وشكرا”

 

وقد كتبت له بدوري الرد المختصر التالي مع بعض التعديل: هلا أخي أبو … بعد زمان كه كو.. كيفك وكيف أحوالكم أخي، بتمنى تكونوا بخير وسلامة .. أما بخصوص وضع أهلنا والإخوة في المجالس ونظرة الأتراك لنا، فإني أعلمها جيداً صديقي ولذلك كنت أقول للطرفين أقبلوا بعضكم حيث لو جاء الآخر ستكون الكارثة لنا جميعاً، لكن وللأسف وكأننا كنّا ننفخ في قربة مثقوبة.. نأمل الخير مستقبلاً.. سلامي لك وللعائلة وكل الأصدقاء والإخوة الآخرين”.

 

بالأخير أرجو أن تستفيد الحركة الكردية من هذا الدرس القاسي لنا جميعاً بحيث يتم إنعقاد مؤتمر وطني على مستوى روجآفا تضم كل أطياف الحركة الوطنية الكردية ودون استثناء أحد مع نخب ثقافية ومجتمعية للعمل على إيجاد ورقة عمل مشترك وتحقيق أكبر قدر ممكن من المكاسب الوطنية لشعبنا في ظل الصراعات الإقليمية والدولية.

 

http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=601173

 

 

 

71

 

 

 

مسرحية جديدة.؟!!

..قوات الحماية الشعبية تبيع كوباني.

إن الذين يروجون مقولة؛ أن حزب الاتحاد الديمقراطي وقوات الحماية الشعبية (YPG) قد باعت كوباني لتنظيم الدولة الإسلامية“داعش” فإنهم يمارسون أحد الأمرين التاليين؛ إما العقلية الحزبية المتزمتة ومحاولة النيل من الإدارة الذاتية في المناطق الكوردية في غربي كوردستان وعلى العموم من المنظومة العمالية الكوردستانية وبالتالي الإساءة إليهم وتشويه كل ما يبادرون إليه ويحققونه من منجزات وانتكاسات.. أو إنهم يفتقدون إلى الرؤية السياسية الواقعية؛ حيث لا يمكن للعمال الكوردستاني أن يقدم على خطوة عسكرية بهذا الحجم والمأساة، بل تعتبر كارثية بالنسبة له وذلك على كل من المستويين العسكري والسياسي..ولكن يبدو أن حقد البعض من الكورد وصل إلى حد العماء المطلق –ولا أريد أن أقول– بأن حقدهم وصل إلى درجة بأنهم يسقطون حقدهم وتوهماتهم المرضية وهلوساتهم النفسية على الواقع بحيث يتمنون إنكسار قوات الحماية الشعبية ولا يهم أن تكون الضحية هي القضية وشعبنا الكوردي.

وسؤالنا الأخير ل“فقهاء السياسة” –هؤلاء– وهل يتحمل الجيش الحر مسؤولية هذا الإنكسار؛ كونه شريك مع قوات الحماية الشعبية وهناك غرفة عمليات مشتركة بينهما.. أم إنه بريء “براءة الذئب من دم يوسف” مع قوات الحماية الشعبية من هذه التهمة الباطلة وخاصةً إن الذين يروجون لهذه “المسرحية الجديدة” هم من عشاق الثورة والثوروية. وبالتالي فهل هو الآخر؛ أي الجيش الحر مشترك بهذه المسرحية الهزلية التراجيدية لشعبنا.. يا لحقدكم الأعمى حيث جعلكم مرضى بداء الحقد والبغضاء لكل ما يمت إلى حزب العمال الكوردستاني ومنظوماته بحيث يمكن تسميتكم مرضى “الأيدلوجية الآبوجية“.. وكذلك كلمة نوجهها للإخوة في قيادة قنديل والإدارة الذاتية في الكانتونات؛ هل أدركتم الآن الكوارث التي يمكن أن تحصدوها نتيجة سياسة الإقصاء والإستفراد بالمنطقة وما نأمله أن تكون كوباني درساً –ولو قاسياً ومأساوياً– لنا جميعاً ونحاول أن نبني وطناً لكل أبناء كوردستان.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ رابط المقال على موقع رحاب نيوز

http://ar.rihabnews.com/2015/08/02/%D8%A8%D9%8A%D9%8A%D8%B1-%D8%B1%D8%B3%D8%AA%D9%85-%D9%8A%D9%83%D8%AA%D8%A8-%D9%85%D8%B3%D8%B1%D8%AD%D9%8A%D8%A9-%D8%AC%D8%AF%D9%8A%D8%AF%D8%A9%D8%9F-%D9%82%D9%88%D8%A7%D8%AA-%D8%A7%D9%84/

 

 

 

 

 

 

72

 

 

هل يكون ..

النضال السلمي خيار استراتيجي (للبارتي).

 

إنني من الأشخاص الذين يرفضون حمل السلاح تحت أي مسمى وذريعة، وإلى الوقت الحاضر لم أحمل سلاحاً ولم أدخله بيتي، وحتى عندما كنت بالبلد وقبل ستة أشهر ورغم الموجة الهستيرية للإقبال على شراء الأسلحة، مما دفع بأسعار البنادق تضرب الأرقام القياسية؛ حيث البندقية الروسية قفزت من بضعة آلاف إلى مئات الآلاف. وهكذا بالنسبة لغيرها من الأسلحة وقد حاول العديد من الإخوة، بما فيهم الوالد، بأن أحمل سلاحاً دفاعياً إلا إنني رفضت الفكرة وبالمطلق. وهكذا فإنني وبكل قناعة ضد استخدام السلاح هجوماً ودفاعاً وبالتالي فإنني من أنصار العمل السياسي السلمي ولذلك وأيضاً لكون الواقع لا يتحمل أكثر من قوتين عسكريتين في ساحة وجغرافية واحدة وإلا تكون المعارك والاقتتال، بما فيها جغرافية إقليم كوردستان الملحقة بالدولة السورية، فإنني من منطلق قناعتي الشخصية والفكرية أنادي الطرف الكوردي الآخر (الحزب الديمقراطي الكوردستاني _ سوريا) إلى النضال والعمل السياسي السلمي ودون التفكير بتكوين قوات عسكرية أخرى؛ كون هناك قوى سابقة (YPG) على الأرض وذلك لتجنب الصراع الدموي واقتتال الإخوة على النفوذ والهيمنة وأيضاً لقناعتنا للعمل السياسي السلمي المدني.

 

وهنا نود أن نقول: أن البوست لا يتناقض مع بوستاتنا السابق (البقاء للأقوى..) فلو دققنا فيه لسوف نلاحظ بأننا نقول في البوست السابق أيضاً: هناك خيارين أمام الحزب الديمقراطي الكوردستاني؛ إما الخضوع لإرادة الإدارة والواقع السياسي الجديد أو حمل السلاح .. وهنا لا نطلب الخضوع والقبول بالأمر الواقع كسلطة موجودة الأرض ومن دون أي إرادة أو عمل مقاوم ولكن أن تكون المقاومة سلمية مدنية ديمقراطية .. مع العلم نعلم مدى صعوبة الأمر إن لم نقل استحالته حيث العقلية الاستبدادية؛ عقلية الحزب الواحد والديكتاتورية لا تقبل بأي عمل سلمي مدني إلا كواجهة ديكورية لها. وهكذا فإن القوى السياسية الكوردية الأخرى مجبرة على خيارين أنسبهما كارثي؛ إما الدخول في تحالف جبهوي مع حزب الاتحاد الديمقراطي على غرار الجبهة الوطنية التقدمية في سوريا وإننا نجد بعض الأحزاب الكوردية السورية قد مشى فعلاً مكرهاً أو توافقاً مع سياستها في المشروع مثل حزبي الوحدة الديمقراطي اليسار الكرديين وبعض الكتل والأحزاب السياسية الأخرى المتباينة حجماً وقوميةً .. أو الوقوف في وجه هذا المشروع والذي يؤسس للعقلية الاستبدادية كوردياً ولكن نأمل أن يكون الوقوف سلمياً مدنياً ديمقراطياً وكخيار استراتيجي وليس تكتيكي حيث مجتمعاتنا أحوج ما تكون إلى بعض الممارسات الديمقراطية لكي نؤسس لحالة مدنية مؤسساتية بعيداً عن عقلية العسكر والتحكم لفوهة البندقية وبأن “لا صوت يعلو فوق صوت المعركة” وذلك على الرغم أن الوضع يدفعهم لحمل السلاح.

 

لتحاولوا بل ليكن لكم شرف المحاولة بأن تكون صوت الكلمة أعلى من صوت البندقية .. ربما يقول البعض: هو نداء رومانسي حالم لشخص يعيش وراء البحار وبعيداً عن حالة الاحتقان السياسي والممارسات القمعية اليومية على الأرض .. نقول له ولكل تلك الأصوات ونعلم إنها كثيرة: بأن لا خلاف على ذلك ولكن الحل الآخر يعني الاقتتال الداخلي والحروب الأهلية وبالتالي المزيد من الدماء والانقسام المجتمعي وإعادة تجربة كوردستان (العراق) ومن ثم الجلوس إلى طاولة الحوار والمفاوضات والمساومات .. رغم أن رياح التغيير قادمة للمنطقة وسوف تشهد تغيير في جغرافيتها وقواها ومراكزها وربما يطيح بعدد من القوى السياسية أو على الأقل تحجيمها وبعثرتها وليس فقط خلع بعض الرؤوس؛ حيث ثورة الشعب السوري ستغير وجه المنطقة حضارياً وسياسياً فهي ثورة في العمق الحضاري الفكري وبالتالي السياسي أيضاً .. إنها ثورة على النظم السياسية وليس فقط الزعامة السياسية.

 

73

 

 

كردستان ضحية صراعاتنا

 

الأحزاب الكوردية

والتنازل عن كوردستان (سوريا)!

 

 
الحوار المتمدن-العدد: 5466 – 2017 / 3 / 20 – 22:30

المحور: القضية الكردية

أحد الإخوة وفي تعليق له على بوست لي بخصوص ضعف المشاركة والدور الكوردي مع المعارضة السورية ومنذ اللحظة الأولى، بل منذ المشاركة معهم ضمن حراك “إعلان دمشق” وتحديداً منذ جلسة المؤتمر التأسيسي للمجلس الوطني السوري عام 2007 والذي قبلنا فيها كحركة وطنية كوردية، بأن تكون “سوريا جزء من الوطن العربي والشعب السوري جزء من الأمة العربية”، كتب ذاك الأخ معاتباً ولائماً ليقول؛ “أخي الكريم دعك من هذا وذاك في مثل عند الإخوة العرب يقول (الفسوة على المرتجي هين …) …الم تكن حاضراً في ذلك الاجتماع.. لماذا لم تسجل موقفا تاريخيا ..ولماذا لم تتلقف الكلمة من المومأ إليه. .وتضع نقطة لإنهاء كلامه .. وتصرخ فيهم بملىء شدقيك ..وأنت كاتب لا يشق له عنان وتستطيع وضع النقاط على الأحرف .. كنت سجلت موقفا تاريخيا تنحني له الهامات”.
أولاً أشكر ذاك الصديق لإشادته الكريمة بخصوص كتاباتي وشخصيتي عموماً وبما إنه تطرق لقضية تتعلق جزء منها بدوري وشخصيتي، ناهيكم عن أن القضية تتعلق بحقوق شعب وقضية وطنية وكنت شاهداً عليها، فأعتقد بأن من الواجب الأخلاقي والوطني أن أضع فعلاً بعض النقاط على الأحرف، لكي تكون شهادة على ذاك الحراك السياسي وإن كان هناك ما فيه غير دقيق، أعتقد بأن الآخرين وبسهولة يمكنهم الرد حيث عدد المؤتمرين قد تجاوز (160) عضواً مؤتمراً، ضمنهم لا يقل عن (30) عضواً من طرف الحركة الوطنية الكوردية، أغلبهم ما زال يمارس عمله السياسي وفي أهم مواقعهم الحزبية حيث أغلبهم وربما الجميع في الصف الأول داخل أحزابهم وعدد منهم يستلمون سكرتاريات تلك الأحزاب .. ولكي لا نطيل سندخل الموضوع مباشرةً مع مقدمة ضرورية لتوضيح بعض النقاط والقضايا.

74
إنني وبعد انقسام “حزب الاتحاد الشعبي الكردي في سوريا” مع بداية التسعينيات من القرن الماضي، اعتزلت العمل السياسي كحزبي واكتفيت بالكتابة حيث انصرفت للنشاط الثقافي الأدبي وتحديداً كتابة القصة القصيرة باللغة الكوردية وكذلك بعض المقالات والقراءات الفكرية المتنوعة بين نقد الفكر الديني أو قراءات سياسية متنوعة بخصوص ما يتعلق بالكورد وقضاياهم وباللغة الكوردية، لكن ومع بداية هذه الألفية وبروز الدور الكوردي وعلى الأخص كورد (العراق) واشتداد حملة بعض الأقلام العروبية العنصرية على الكورد وقضاياهم، فإنني اتجهت للكتابة باللغة العربية والرد على أصحاب أولئك الأقلام وقراءاتهم دفاعاً عن قضايا شعبنا وحقهم في الحياة الحرة الكريمة أسوةً بكل شعوب المنطقة والعالم وها إنني ما زلت مستمراً على ذاك الدرب، لكن وللأسف على حساب الجانب الأدبي والكتابة باللغة الكوردية.
وهكذا بقيت ملتزماً بالكتابة كفكر وعمل سياسي دون الالتزام بأي حزب من أحزابنا الكوردية أو السورية وذلك على الرغم من أن علاقتي كانت طيبة مع الجميع.. وبقي الحال كذلك إلى أن كان عام 2005 وتحديداً نوروز ذاك العام حيث كنت قد تزوجت واستقريت ببلدتي جنديرس، مما حتم علي أن أحضر نوروز مع أهالي المنطقة وفي أقرب مركز لنا وكانت ساحة البيادر العائدة لقرية جلمة هي الأقرب ومعلوم لأهالي المنطقة؛ بأن الإخوة في حزب الوحدة الديمقراطي هم أكثر حضوراً وإشرافاً على ذاك المركز حيث وعلى الرغم من مسألة الإجماع الحزبي والذي كان يتم قبل كل نوروز من أجل المناسبة وإدارتها من قبل الحركة الوطنية الكوردية، لكن كان يبقى لكل حزب مراكزها القوية.. وهكذا فإن حزب الوحدة ورغم الإجماع كان هو المشرف الحقيقي على النقطة النوروزية، لكن عنجهية رفاق حزبهم وهم يهمشون وبطريقة فجة حينذاك رفاق الحزب الديمقراطي الكردي في سوريا “البارتي” الآن هو الكوردستاني أزعجتني جداً وحينها قررت أن أنضم لهذا الحزب العريق محاولاً إعادة مجده في عفرين مع الكوادر الموجودة.
وفعلاً انضممت لصفوف الحزب؛ طبعاً لن أقف على التفاصيل وربما أعود لذلك في مذكراتي يوماً حيث وللأسف تعرضت للكثير من المضايقات والإزعاجات الأمنية وكذلك من عدد من القيادات الحزبية ويبدو أن البعض ومنذ اللحظة الأولى كان يتوقع الصدام والخوف على مواقعه الحزبي، لكن ذاك ليس موضوعنا هنا.. المهم عملت في جنديرس وعموم منطقة عفرين كأحد الكوادر الحزبية المتقدمة واستطعنا خلال أقل من عامين أن نكون الند لحزب الوحدة في المنطقة وحينها حزب الوحدة كان الحزب الأقوى والأول ضمن الحركة الكوردية في منطقة عفرين وذلك بعد الضغط الأمني على رفاق ومؤيدي العمال الكردستاني وهكذا أصبحنا نحن والأخوة في حزب الوحدة نتقاسم الشارع الكوردي في المنطقة، بل استطعنا وقتها أن نأخذ عدد كبير من أعضاء حزب الوحدة لينضموا للبارتي، مما سبب الكثير من المشاكل بيننا وتحديداً معي ووصل الأمر لنوع من التهديد والوعيد لي وذلك من بعض الإخوة في حزب الوحدة ولكن تم تداركها فيما بعض من قيادة الحزبين.
وهكذا ولنشاطي وحيويتي ودوري فقد كُلِفت من قبل الرفاق، بأن أكون ممثل الحزب والجبهة الكردية” حينها كانت الحركة الكوردية في سوريا منقسمة بين أحزاب الجبهة الكردية والتحالف الكردي وهكذا أصبحت ممثلهم

75

داخل قوى “إعلان دمشق” عن ممثلية حلب مع الصديق المحامي “إبراهيم بريم”، كما ومن جانب الإخوة في التحالف كان يحضر كل من السيد “محي الدين شيخ آلي”؛ سكرتير الحزب والأخ “رشيد شعبان” عضو اللجنة السياسية للحزب بالإضافة إلى كل من الراحل “عبد الرحمن أبو كوران” والصديق “محمد منان” وهذين الأخيرين كانا يحضران بصفة مستقل .. وهكذا كانت لنا اجتماعاتنا بشكل دوري كل شهر نلتقي في حلب ببيوت ومكاتب أحد رموز المعارضة الحالية ومنهم الأصدقاء؛ “سمير نشار، عبد المجيد منجونة”.. والآخرين. وهكذا استمر الحال إلى أن أُقِرَ المؤتمر التأسيسي للمجلس الوطني السوري لقوى إعلان دمشق والذي أنعقد في نهاية عام 2007 بدمشق بمنزل السيد “رياض سيف”، لكن وقبل حضور ذاك المؤتمر التأسيسي تم توزيع وثائق المؤتمر من نظام داخلي والوثيقة الأساسية للمجلس الوطني علينا للإطلاع وإبداء الرأي والمناقشة خلال جلسة المؤتمر التأسيسي.
وعند قراءتي للوثيقة الأساسية وقبل الذهاب للمؤتمر استوقفني عدد من النقاط والتي رأيت فيها بأن لو يتم الموافقة عليها بصيغتها تلك وللأسف الحركة الوطنية وبكل أحزابها من الجبهة والتحالف الكردي قد وقعت عليها في ذاك الحين وذلك على الرغم من تنبيهنا واعتراضنا الشديد عليها فستكون بحق عملية تنازل عن كل ما يمكن أن يقال؛ وجود قضية كوردية في (سوريا) حيث الوثيقة كانت تقول وبالحرف؛ بأن “الشعب السوري جزء الأمة العربية” وأن “سوريا جزء من الوطن العربي”، ناهيكم بأنها كانت في فقرة منها تتحدث عن القوانين والإجراءات الاستثنائية للحكومة السورية، لكنها لم تكن تتحدث لا عن الإحصاء ولا الحزام العربي العنصري وبعد مداخلات مني ومن بعض الإخوة الآخرين وإصرارنا الشديد، تم إضافة فقرة الإحصاء، لكن لم يأخذوا بالحزام العربي كإجراء وقانون استثنائي بحق أبناء شعبنا وللأسف مرت الوثيقة ووقعت عليها الحركة الكوردية بتلك الصياغة العروبية.
المهم لنعد إلى أخطر فقرتين، ألا وهما؛ “سوريا جزء من الوطن العربي” و”الشعب السوري جزء من الأمة العربية” وإنني أتذكر حينها وقبل التوجه للمؤتمر قرأت تلك الفقرة على أحد الإخوة في حزب الوحدة ابن خالي؛ “مصطفى رشوليك” هو اليوم عضو اللجنة السياسية لحزب الوحدة وعندما وجد الفقرتين وبتلك الصياغة قال بالحرف؛ “إن تم التوقيع عليها فيعني إنكم بعتم القضية والتاريخ سوف يحاسبكم وإن مصيركم لن يكون بأفضل ممن حضر من الكورد مؤتمر لوزان”، لكنه جاءني بعد يومين ليقول: بأنه تشاور مع عدد من رفاق وقيادات الحزب وبأنهم أخبروه؛ بأن “هذه ليست إلا مسودات وسيتم تعديلها”، لكنني جاوبته وقلت: “للأسف ستبقى بهذه الصياغة والحركة سوف توافق عليها وإنني سأحضر لأحاول مع بعض الإخوة وقدر الإمكان؛ بأن لا نوقع عليها بهذه الصياغة وإن تم التوقيع عليها، فإنني سأعلن اعتزالي من المجلس وإعلان دمشق”.
وفعلاً وبعد أيام اتصل معي السيد “محي الدين شيخ آلي” ليخبرني وباختصار؛ أن أكون بحلب في اليوم التالي وهذه كانت الشيفرة وبأن المؤتمر سيكون باليوم الذي يليه.. وهكذا وعلى الرغم من انشغالي حينها بجني محصول الزيتون، فقد قمت بتكليف أحد أبناء عمومتي بالإشراف وتوجهت في اليوم التالي لمدينة حلب وهناك اجتمعنا ممثلي الحركة الوطنية ببيت الصديق والأخ “رشيد شعبان” وأتذكر بأن كل قياداتنا في الصف الأول كانت حاضرة ودون

76

استثناء ربما بعض الأسماء حيث التحقوا في اليوم التالي مباشرةً إلى دمشق وهنا أيضاً وبحضور كل تلك القيادات الكوردية، أعدت إثارة موضوع الفقرتين فجاءتني عدد من الأجوبة وبأنهم سيحاولون أن يتفقوا على صياغة أقرب للدستور العراقي والذي يقول؛ بأن “العراق عضو في كل من المنظمة الإسلامية والجامعة العربية”، لكنني لم أكتفي بالإجابة تلك وحاولت أن أصل للقرار النهائي حيث كانت قد ترشحت لي بعض المعلومات تفيد؛ بأن قادة الأحزاب قد اجتمعوا في قامشلو واتفقوا على الصياغة الأخيرة وقد اتخذوا القرار بالإجماع بخصوص ذاك الموضوع.
وهكذا وبعد الإلحاح والإصرار مني جاء الجواب من الراحل الأستاذ “إسماعيل عمر”؛ رئيس حزب الوحدة حينذاك ليقول وبكل صراحة ووضوح، كما معروف عن الرجل، حيث قال وبحضور الجميع؛ “أستاذ بصراحة نحن قادة الأحزاب وسكرتاريه اجتمعنا في قامشلو وقررنا بأن نوافق على الوثيقة حتى وإن بقيت بهذه الصياغة الحالية، لكن سنحاول أن نغير تلك الصياغة قدر الإمكان”، كان الجواب واضحاً ولا يحتاج للتأويل والتفسير ولكن أبقى بعض الأمل في التغيير ولذلك قررت المضي معهم إلى دمشق .. وفعلاً حضرنا المؤتمر التأسيسي وحاولت مع بعض الإخوة وقدر الإمكان أن نغير تلك الصيغة، لكن عبث ودون جدوى، بل وصل الأمر ببعض قادة الأحزاب الناصرية وتحديداً رفاق السيد “حسن عبد العظيم” أن يستنكروا وجود قضية كوردية في سوريا أو حتى مشكلة كوردية وأن “كل الموضوع هناك بعض الإخوة الأكراد قد هربوا من ظلم الأتراك ونحن أي سوريا استقبلناهم وهم لليوم ليس لديهم جنسية فيجب إعطائهم الجنسية السورية وتنتهي الحكاية” وللعلم فقد جاءني في الاستراحة عدد منهم وهو محمراً محاولاً التعرف على هذا العنصر المشاغب والذي لا يتوقف عن المداخلات الكثيرة وهو يحاول طرح القضايا الكوردية.
وبالتالي تم الإقرار على تلك الصياغة رغم اعتراضنا وللتاريخ كان هناك عدد من الرفاق والإخوة يشاركونني حماسي ومنهم الصديق “فيصل يوسف”؛ سكرتير حركة الإصلاح وآخرين حيث حينها كان ما زال عضواً قيادياً في الحزب الديمقراطي التقدمي وهكذا تم إمرار المشروع العنصري العروبي وأخيراً يمكنني القول: بأن بإمكان الجميع الوقوف على الحقائق التي أوردتها في هذه المقالة حيث أغلب تلك القيادات والحضور ما زالوا ضمن صفوف الحركة الكوردية وعلى رأس عملهم الحزبي والسياسي وأما بالنسبة لمن كتب وسألني؛ “.. لماذا لم تسجل موقفا تاريخيا ..ولماذا لم تتلقف الكلمة من المومأ إليه. .وتضع نقطة لإنهاء كلامه .. وتصرخ فيهم بملىء شدقيك ..وأنت كاتب لا يشق له عنان وتستطيع وضع النقاط على الأحرف .. كنت سجلت موقفا تاريخيا تنحني له الهامات”، فإنني أقول له التالي:

77
عزيزي يمكنك وبكل سهولة أن تتأكد؛ هل سجلت الموقف أم لم أسجل، بل يمكنك متابعة كتاباتي بتلك الفترة والمواقف التي سجلتها ودفعت الأثمان غالياً نتيجتها حيث أرجو أن تقف على الأمور والحقائق في يوم من الأيام .. وبالمناسبة طلبت من الكتلة الكوردية؛ أن ننسحب من المؤتمر وعندما لم ألقى الاستجابة منهم، طلبت من رفاقي بالحزب وضمناً الأخ “عبد الحكيم بشار” حيث كنت ممثل البارتي عن محافظة حلب، كما قلت سابقاً بأن ننسحب ونعلق عضويتنا، لكن وللأسف هم أيضاً رفضوا وخرجت وقلت في أكثر من مقابلة ومنها إن لم تخني الذاكرة تلك التي كانت مع صوت ألمانيا حيث أجراها معي الصديق “تنكزار ماريني” وحينها قلت؛ بأنني سأعلق عضويتي في المجلس والبارتي لأن الحزب خذلني، لكن الملاحقات الأمنية أجبرتني أن أؤجل ذلك، لكي لا يقال بأنه قام بذلك خوفاً من الملاحقة الأمنية وبالتالي علق عضويته في “إعلان دمشق” والمجلس أو البارتي.
وللعلم أيضاً فقد أكدت على ذلك مجدداً في مقابلة أجراها معي الصديق “جهاد صالح” ابن القيادي الأستاذ “حسن صالح” حيث عمل هو الآخر مقابلة معي في بيروت وأنا في طريقي لإقليم كوردستان .. كما يمكن للجميع أن يقفوا ويسألوا أولئك الإخوة الذين حضروا الاجتماع التأسيسي للمجلس الوطني السوري عن مواقفي وسأكتفي بإجاباتهم ولن أزيد، رغم أن المسالة ليست مسألة شخصية بقدر ما هي حقوق شعب وكشف حساب لمواقف حركتنا الوطنية الهشة والضعيفة بحيث أوصلتنا إلى أن يقول البعض الذي يعرف “لحم أكتافه من خيرات النظام” وهو اليوم يقود معارضة هزيلة، بأن “الأكراد ليس لهم شيء في سوريا وبأنهم قرباط” وغيرها من النعوت مع تقديرنا للإخوة القرباط ولكل المكونات، لكن ما نود قوله في آخر كلمة؛ بأن “ما تزرعه تحصده” وللأسف فإن الحركة الكوردية زرعت وكرست من خلال التوقيع على تلك الوثيقة؛ بأن ((لا قضية ولا جغرافية كوردية في سوريا وبالتالي لا شراكة وطنية)) وها نحن اليوم ندفع أثمان تلك السياسات الضعيفة وسوف نحتاج للكثير لتغيير هذه المعادلة الزائفة حيث معلوم للجميع ومن خلال الحقائق الجغرافية والتاريخ والواقع على الأرض؛ بأن الكورد أصحاب حق وقضية وجغرافية كوردستانية فيما تعرف بسوريا.

 

78

الاحتلال التركي

هل تكون مقدمة لولادة دولة كردستان؟

 

إن مطالبات تركيا بخرائط “الميثاق الملي” العائدة لعام 1920 وبالتالي محاولة قضم كل من الشمال السوري والعراقي _ أو بالأحرى المناطق الكردية الملحقة بالدولتين السابقتين_ تذكرنا بالأطماع العراقية “الصدامية” في الكويت وبقناعتي وكما كانت المشكلة الكويتية سبباً لإنهيار النظام العراقي البائد وسبباً لتدخل القوات الدولية تحت إشراف الولايات المتحدة وإخراج تلك القوات الغازية من الكويت وبذلك تكون مقدمة لإنتفاضة الشعب العراقي وتفكك الدولة العراقية، فإن الأطماع التركية الأردوغانية هي الأخرى ستكون سبباً لتدخلات خارجية دولية لإخراج تركيا من المنطقة، بل ومقدمة لتفكيك الدولة التركية مجدداً وحينها قد تكون الشروط والظروف توفرت لولادة دولة كردستان.

 

وبالمناسبة فإن الميثاق الملي وبحسب الوثائق التركية العثمانية تعني؛ “الميثاق القومي أو الوطني وهي وثيقة أقرّها «مجلس المبعوثان»، أي مجلس النواب العثماني في 28 كانون الثاني/ يناير 1920 بإجماع الأصوات، ومن ثم أُعلن عنه رسمياً بعد حوالي الأسبوعين في 17 شباط/ فبراير. وقد لعب حينها مصطفى كمال أتاتورك؛ “قائد حركة التحرير” دوراً في رسم حدود البلاد في هذا الميثاق.. وكان يتضمّن كل تركيا الحالية، إضافة إلى كل من شمال العراق والذي كان يُعرف بولاية الموصل، وكل شمال سوريا بما فيه مدينة حلب ولواء الإسكندرون”، مما دفع بالحكومة الحالية للعدالة والتنمية تطالب بتلك المناطق حيث نعلم مطالبتها بدخول القوات التركية لتحريرها من داعش مع القوات العراقية، لكن رفض طلبها أمريكياً وعراقياً وعندما فتح الروس لهم المجال الجوي السوري في الشمال فقد كان الاحتلال التركي لعفرين والذي يذكرنا بإحتلال صدام للكويت والذي كان يردد بأن “الفرع عاد للأصل”.

 

وكذلك فإن المواقف الرسمية التركية تُلمّح بشكل مستمر إلى أن “تقسيم العراق يدفع تركيا إلى المُطالبة بعودة الموصل إلى تركيا، وهو ما كرّره عبدالله غول ورجب طيب أردوغان وأحمد داود أوغلو” مع العلم؛ “أن الخطاب التركي حول لوزان والموصل يفتقد الأسس القانونية. فالتخلّي عن اتفاقية لوزان غير ممكن، فهذا يتطلّب موافقة كل أطراف الاتفاقية. كما أن اتفاقية أنقرة حول الموصل بالقبول بقاء الموصل مع العراق مقابل 10% من نفطها، لا تتضمّن أي إشارة إلى اشتراط التخلّي عن الموصل ببقاء العراق موحداً، فهذا أصبح من الشؤون الداخلية للعراق”. وهكذا فإن “الميثاق المللي” والذي يطمح أردوغان بتطبيقه لإعادة أمجاد تلك الحدود العثمانية يذكرنا بالأطماع العراقية الصدامية في إعادة الحدود العراقية حيث كان يقول بأن “الكويت هي المحافظة التاسعة عشر” إلى أن كانت نهاية الدولة العراقية المركزية.. فهل يعيد التاريخ نفسه مع تركيا وحاكمها أردوغان، كما فعلتها مع صدام والعراق لتكون ولادة دولة كردستان القادمة؟!

 

http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=600906

 

79

 

 

 

الإدارة الذاتية

لما لم تسلم عفرين للنظام لحمايتها؟!

رغم إنني حاولت الإجابة على السؤال السابق في أكثر من بوست ومقال خلال الفترة الماضية، إلا أن الكثير من الإخوة والأصدقاء ما زال يوجه السؤال نفسه في بعض تعليقاتهم بخصوص القضية وللإجابة عليه وتوضيحه يمكننا قول التالي: بأن الروس هم الذين منعوها من تسلمها من الإدارة حيث وجدنا بأن النظام أرسل بعض قواتها لعفرين ووعدت بإرسال المزيد وحمايتهم والتصدي للطيران التركي، لكن الروس تدخلوا ومنعوا النظام من المضي إلى النهاية كونهم -أي الروس- كانوا يريدون إحراج الأمريكان ووضعهم أمام أحد خيارين أحلاهما مر، كما يقال؛ فإما التخلي عن تركيا ومنعها من الهجوم على عفرين وبالتالي إخراج تركيا من حلفها ووضعها تحت الهيمنة الروسية أو أن يجعلونها تتخاذل عن الدفاع عن القوات الكردية وبالتالي إفقاد ثقة شعبنا بكل من الأمريكان والإدارة نفسها وهي نجحت بذلك لحد كبير وللأسف.

 

أما بخصوص لما الإدارة لم تسلم عفرين منذ اليوم الأول وبأن النظام لم يكن جدياً حين أرسل القوات الشعبية وليس القوات النظامية، فيمكننا التوضيح والقول؛ بأن لا أحد يسلم مناطقه مع أول تهديد للآخرين، لكن عندما أدركت الإدارة بأن تركيا باتت على الأبواب وبأن الأمريكان لن يشكلوا لهم مظلة للحماية فهم فعلاً طالبوا النظام بإستلامها وأستجاب النظام والإيرانيين وأرسلوا قواتهم وإن كانت الرديفة أو الشعبية حيث بات الجيش السوري وبعد ثماني سنوات من الحرب الأهلية كله قوات غير نظامية، بل ربما أحياناً تكون هذه الرديفة أهم مما كانت تعرف بالقوات النظامية، كونها قوات عقائدية “طائفية” وهي التي حمت النظام من السقوط خلال كل السنوات الماضية وبالتالي فإن النظام مستعد أن تحمي هؤلاء أكثر من تلك التي عرفت بالنظامية، لكن وللأسف الروس فرضوا على النظام التراجع عن الدفاع عنهم وعن عفرين، كون صفقتها كانت الأهم وهي بالأخير تفرض الأجندات التي تتوافق مع مصالحها الجيوسياسية وليس مصالح النظام أو حلفائها الإيرانيين وكانت عفرين هي القربان.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

80

 

الأسد ..وتقديم الدعم للكورد!!

 

 

 

 

 

5 مارس، 2015 ·

ـــــــــــــــــــ في خبرٍ تناقلته وكالات الأنباء بأن الرئيس السوري؛ بشار الأسد وفي حديث له، بثه التلفزيون البرتغالي مساء يوم الأربعاء، قد أعلن بـ”أنّ نظامه قدم الدعم العسكري للكورد في سوريا” حيث قال: “قبل كوباني كنا نقدم الدعم للكورد” ومشيراً إلى أن ذاك الدعم كان حتى قبل أن يبدأ التحالف الدولي بتقديم الدعم للكورد وقد أضاف حول هذه النقطة “كنا نرسل لهم الأسلحة، نعم .. سيقولون إن ذلك لم يحدث، لأن الأميركيين قالوا لهم؛ قولوا لا .. ونحن سنساعدكم”. وقد نوه أيضاً؛ “إذا قالوا نعم .. فإن الأميركيين سيغضبون منهم”. وأضاف “أقول هذا احتياطاً لأي تصريح من قبلهم بأننا لم نكن ندعمهم” ومؤكداً “أن لدينا كل الوثائق حول الأسلحة التي كنا نرسلها لهم، فضلا عن الضربات الجوية، وعمليات القصف وغير ذلك”. (أنتهى الإقتباس).

 

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ طبعاً لن نكذب “سيادته” فيما ذهب إليه .. وهل كذبت القيادة السورية في أي مسألة أمنية أو سياسية حتى يكذبوا مجدداً..!! وكذلك لن نقول بأن الكورد أو بعضاً من الكورد ومنهم “منظومة العمال الكوردستاني” كانت وربما ما زالت تنسق مع المحور الإيراني الروسي وبالتالي فإن تلك المساعدات من النظام السوري لحلفائه لن تكون إلا في إطار التحالف الإقليمي والعلاقات الأمنية للمحاور في المنطقة أن كانت هناك “وثائق” أو حتى بدونها؛ حث الجميع يعلم بتلك العلاقة لكن القول بمسألة الضربات الجوية والطيران وعلى الأخص في مسألة هجوم “داعش” على كوباني وباقي المناطق الكوردية ففيه الكثبر من الإفتراء والكذب والدجل وإن حديث الرئيس السوري هنا يندرج في إطار قضيتين أساسيتين:
_ أولاً: التسويق لنظامه الأمني الإجرامي المتهالك؛ بأنه هو الآخر قدم كل الدعم والمساعدات ضد تنظيم الدولة الإسلامية والإجرامية “داعش”.
_ وثانياً: محاولة ضرب الوحدة الكوردية بخلق المزيد من الشقاق داخلها وإبعادها عن تحالفاتها الجديدة مع القوى الغربية وعلى رأسها الولايات المتحدة الأمريكية.

 

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ لكن ما يهمنا أكثر في الموضوع هو أن النظام السوري بدأ يعلن عن فك الإرتباط مع منظومة العمال الكوردستاني وذلك من خلال الكشف عن بعض القضايا الأمنية حيث ومن المعروف أن الأجهزة القمعية والأمنية لا تكشف الغطاء عن هكذا قضايا أمنية مهمة إلا لسببين؛ إما إعادة الحليف إلى دائرة العملاء والحلفاء بعد أن يكون قد حصل بعض الخلاف والإبتعاد أو للإيقاع به وتشويه “سمعته” السياسية أمام حلفائه الجدد في الواقع. وهكذا؛ فإن تصريح الرئيس السوري هو؛ إما لتشويه “سمعة” الإخوة في الإدارة الذاتية أو لإعادة التنسيق والتحالف معهم.. وكون هناك اليوم تنسيق أكثر فاعلية مع القوى الدولية والإقليمية وذلك إبتداءً من توحد الكورد ضمن المرجعية الكوردية ومروراً بالغطاء الإقليمي من إقليم كوردستان (العراق) وكذلك المفاوضات بين العمال الكوردستاني وتركيا وصولاً للقرار الدولي بدعم الكورد في المنطقة .. فإن الخطاب السابق للرئيس السوري يندرج في إطار “تشويه سمعة” الكورد وتحديداً الإخوة في الإتحاد الديمقراطي والإدارة الذاتية وبالتالي على القيادات الكوردية السياسية والثقافية، إدراك أبعاد “الخطاب الفتني” من الفتنة والذي جاء على لسان الرئيس السوري.

 

 

 

81

 

الآيزيديين بين الواقع والمأمول!!

 

 

 

 

 

25 نوفمبر، 2016 ·

الإخوة الآيزيديين؛ كلنا نعلم إنكم تعرضتم خلال تاريخكم الحديث والقديم للكثير من المجازر والكوارث الإنسانية على يد جيرانكم وللأسف حتى من قبل إخوتكم الكورد المتأسلمين وقد وصل الأمر والحماقة بالبعض إلى تحريم أكلكم ومجالستكم، بل وهدر دمائكم بحجة الجهاد وأنه “لا يقبل عند الله غير الإسلام ديناً”، لكن عليكم أن تدركوا جيداً بأن كل ذاك ليس مبرراً لإنكار إنتماؤك لكورديتك.

 

كوّن ذاك الذي لا يأكل من خبزك و(حلل قتلك) فهو ينطلق من فكر إسلامي سلفي وليس من خلال إنتماءه لكورديته وهويته القومية وبالتالي فلا تجعل هويتك قرباناً لأجندات ومشاريع الآخرين والذين يهدفون أساساً لسلخك عن بيئتك حيث من قتلك قتلك بأسم الإسلام وليس الكوردياتي وعليك أن تدرك تلك الحقيقة ولذلك فلا تجعلك كورديتك ضحية لإسلاميتهم المتوحشة فإنك بذلك تحقق تحقق إحدى أسوأ المشاريع الإسلاموية العروبية بحق الكورد وكوردستان.

 

طبعاً ذاك لا يعني تجاهل مأساة شنكال والقفز فوقها، بل يجب محاسبة كل المسؤولين الذين تقاعسوا عن أداء واجبهم في الدفاع عن أهل المنطقة ومحاولة التعويض المادي والمعنوي -رغم أن لا شيء يعوض أولئك الذين عانوا ويعانون من الكارثة- لكن محاولة تقليل الأضرار النفسية والمادية قدر الإمكان والعمل على توعية المجتمع والشرائح المختلفة على مكانة ودور الآيزيدية في التاريخ الكوردي واجب أخلاقي ووطني لنا جميعاً.

 

وكذلك العمل على محاولة تغيير نظرة المجتمع الكوردي الدونية والتي هي نتاج الثقافة الإسلامية للإنسلاخ من هوياتنا الوطنية وتراثنا الثقافي وهنا على قيادة إقليم كوردستان ومختلف الفعاليات الثقافية والسياسية والمجتمعية أن تقوم بواجبها الأخلاقي الوطني .. وأخيراً على تلك القيادات؛ تقديم الضمانات الضرورية بحياة آمنة كريمة دستورياً وسياسياً للإخوة الآيزيديين وربما تكون شكل من أشكال الإدارة الذاتية ضمن الإقليم إحدى الحلول المناسبة.

 

 

 

 

 

 

 

 

82

 

 

الرد المناسب

.. على تفجير قامشلو؟

 

المأساة والكارثة قد وقعت وحصدت العديد من الأرواح والضحايا وسببت الكثير من الآلام والأضرار المادية والمعنوية وإن التباكي واللطم لن يفيد شعبنا، بل المطلوب هو الرد المناسب والسريع على تلك القوى التكفيرية الظلامية وكل الحاقدين لشعبنا وقضيتنا، إن توفرت الإرادة والنية بالرد .. وبقناعتي الشخصية، فإن الرد المناسب يتلخص في النقاط التالية:

 

1- العودة إلى روح إتفاقيات “دهوك وهولير” بين طرفي السياسة الكوردية في “روج آفاي” كوردستان ونقصد طبعاً كل من المجلس الوطني الكوردي وحركة المجتمع الديمقراطي وكذلك إشراك التحالف الوطني كقوة كوردية ثالثة بالإضافة إلى باقي مكونات المناطق الكورديةمن العرب والتركمان والكلدوآشوريين وذلك بهدف توحيد الجهود وإدارة المناطق الخاضعة لفيدرالية روج آفا (شمال سوريا).

 

2- الإشتراط على قوى التحالف الدولي وعلى رأسها الأمريكان؛ بأن لا مشاركة كوردية في محاربة “داعش” من دون الموافقة على شروطنا ومطالبنا الضرورية وعلى رأسها إيصال كانتوني “عفرين وكوباني” والتعاطي مع المسألة الكوردية سياسياً وليس فقط عسكرياً وبالتالي الإعتراف بالإدارة الذاتية الكوردية ومشروع الفيدرالية لسوريا القادمة.

 

3- تقديم الدعم المادي واللوجستي للقوات الكوردية التي تحارب “داعش” وتأمين الأعتدة والأجهزة الضرورية والتدريب المناسب لها ودعمها بخبراء وأجهزة متطورة للرصد والمراقبة. وكذلك رفع الحصار المفروض على شعبنا وتقديم المنح المالية الأوربية بهدف تطوير وتنمية المناطق الخاضعة للإدارة الذاتية.

 

4- العمل على إخراج النظام من مناطق الإدارة الذاتية بمعنى إنهاء قضية المربع الأمني في قامشلو والذي بات يشكل “مسمار جحا” للنظام السوري داخل البيت الكوردي والإدارة الذاتية.

 

5- العمل على حل ملفي (الحزام العربي) و(الإصلاح الزراعي) وإعادة الحق لأصحابها حيث تم سلب الأراضي من الكورد وإعطائها للعوائل العربية التي جلبت لمناطقنا وقد حان الوقت لإعادة تلك الأراضي لأصحابها والقضية هذه لا تعني فقط منطقة الجزيرة، بل كل المناطق الكوردية حيث في عفرين وبأسم (الإصلاح الزراعي) تم سلب مساحات شاسعة من الأراضي الزراعية الخصبة وأعطي للعرب الذين تم جلبهم من خارج المنطقة.

83

6- إعادة الهوية الوطنية للمنطقة وذلك من خلال إعادة الأسماء الكوردية ليست فقط للقرى والبلدات التي تم تعريبها، بل وكذلك للأشخاص والأفراد؛ حيث بات من الضروري أن تقوم السجلات المدنية في المناطق الكوردية بفتح تلك المصنفات وإعادة التدوين فيها بحيث يكون من حق أي شخص تغيير إسمه من العربية للكوردية وبالتالي إصدار هويات جديدة خاصة بمناطق الإدارة الذاتية.

 

7- فك الإرتباط مع مؤسسات الدولة الحالية وذلك في كل المناحي وتأسيسها وفق مشروع الإدارة الذاتية وفدرلة سوريا بحيث يكون بمقدار مواطني مناطق الإدارة الذاتية تسيير معاملاتهم ومن دون الحاجة لمؤسسات الحكومة السورية الحالية. أما بعد حل المشكلة السورية والتوافق السياسي فيمكن إعادة النظر في شكل العلاقة مع المركز وفق الدستور الجديد لسوريا.

 

كلمة أخيرة؛ أعتقد من خلال هذه الإجراءات والخطوات، يمكننا القول: بأننا وجهنا ضربة قوية لكل الذين يحاولون ضرب طموح شعبنا في الحرية والإستقلال والعيش بكرامة مع باقي مكونات المنطقة حيث لا يعقل بعد كل هذه التضحيات أن نعود للمربع الأول بحيث يتم تعيين محافظ وأمين فرع ورئيس شعبة الأمن السياسي لمناطقنا في دمشق العاصمة، بحيث يحكمنا وفق سياسات البعث أو الإخوان حيث “لا فرق بين وجهي العملة” السورية وقد رأينا مواقف كل من “المعارضة والنظام” بخصوص المسألة الكوردية ولذلك وقبل أن “نعض الأصابع ندماً” علينا أن ننجز واقعاً سياسياً جديداً ومع الوقت سوف يصبح أمراً واقعاً ومفروضاً .. هكذا تخبرنا كتب التاريخ وكذلك واقع الدول على الأرض.

 

http://xeber24.org/136543.html

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

84

 

 

الرئيس بارزاني

ومسألة كركوك والجهود المشتركة.

 

19 فبراير، 2015 ·

راهن وما زال الكثير من الذين يحفرون تحت الأقدام الكوردية في إشعال بعض الحرائق الداخلية وإعادة إقتتال الإخوة بين أبناء القضية الواحدة إن كان في الجزء الجنوبي من جغرافية الوطن؛ إقليم كوردستان (العراق) أو بين مختلف الفصائل الكوردستانية وفي مختلف أجزاء الجغرافيا المقسمة .. ولكن خبرة بعض القادة الكورد ووطنيتهم وحرصهم على وحدة الموقف والصف الكوردي، وعلى رأسهم الرئيس بارزاني، حال ويحيل من تحقيق هذا المشروع العدائي والحاقد على الكورد ومن أن ندخل مجدداً في ذاك النفق المظلم .. وها هو الرئيس بارزاني يُفشل مجدداً من كان يسعى لأن يستثمر قضية كركوك في زرع الخلاف والشقاق بين الحزبين الكوردستانيين في الإقليم؛ الديمقراطي والوطني وذلك من خلال بث الكثير من الإدعاءات بوجود الخلافات والشقاق بين الإخوة والأشقاء وقد سمعنا الكثير من الأقاويل الكاذبة والتي كانت تقال عن ذاك الخلاف ومنها ما كان يروج على لسان محافظ كركوك والعضو القيادي في الإتحاد الوطني الكوردستاني السيد نجم الدين كريم ومناهضته ورفضه لجعل كركوك جزء من إقليم كوردستان أو موافقته على طلب دخول الميليشيات الشيعية إلى المدينة الكوردستانية.

 

بينما الوقائع على الأرض كذبت كل تلك الإدعاءات والفبركات الإعلامية حيث ذكر موقع الحزب الديمقراطي الكوردستاني _ العراق إن الرئيس مسعود بارزاني و”في إطار زيارته الى مدينة كركوك” يوم الثلاثاء الماضي قد عقد إجتماعاً مع محافظ ومجلس محافظة كركوك وبحضور نائب رئيس الإقليم كوسرت رسول علي ورئيس ديوان رئاسة الإقليم فؤاد حسين، وإنه و”في مستهل الإجتماع رحب محافظ كركوك نجم الدين كريم بحفاوة بالرئيس بارزاني وشكر قوات بيشمركة كوردستان الساهرين على حماية كركوك ومواطنيها مؤكداً ان مواطني كركوك هم من يقررون مصير ومستقبل مدينتهم”. و”بعد ذلك وفي كلمة عبر الرئيس مسعود بارزاني عن سعادته بزيارة مدينة كركوك والإجتماع مع المحافظ واعضاء مجلس محافظة كركوك. واوضح انه يجب ان تكون كركوك نموذجاً للتعايش والأخوة بين كافة المكونات الدينية والقومية، وطالب بحماية الأخوة والتعايش في كركوك، معبراً عن دعمه الكامل لمحافظ كركوك ومجلس المحافظة”. كما أضاف الموقع “وبشأن تهديدات إرهابيي داعش، أوضح الرئيس بارزاني أن الإرهاب مازال يشكل تهديداً على العراق والمنطقة، ونطمئن مواطني كركوك بأننا لن نسمح للإرهابيين بالوصول الى كركوك مهما كان، وان قوات البيشمركة تبذل كل ما في وسعها لحماية كركوك ومكوناتها، وأضاف، يجب تعزيز روح الأخوة والتعايش بين مكونات كركوك، وعلى كركوك ان تكون صامدة امام التحديات والأزمات. وأشار الرئيس بارزاني الى اننا جميعاً ندافع عن كركوك وطلب من الأخوات والإخوة المسيحيين في كركوك عدم التفكير في الهجرة والإغتراب وان يعززوا من قوة إرادة بقائهم، مشيراً الى ان لا مستقبل لداعش في المنطقة، وان أوضاع المواطنين ستعود كما كانت عليه سابقاً”.

 

وهكذا فقد أكدت القيادة الكوردية والرئيس بارزاني، مرة أخرى، على وحدة الصف والموقف الكوردي وليمت الحاقدين بحقدهم الأسود اللعين ولتعش السياسة الحكيمة للقيادات الكوردستانية.

رابط الموضوع على موقع الحزب الديمقراطي الكوردستاني

http://kdp.info/a/d.aspx?s=040000&l=14&a=75779

 

 

 

85

العلاقة مع الأنظمة الغاصبة

واقع مفروض وكل الأطراف متورط بها!!

الإخوة الذين أخذوا على مقالتي يوم أمس بخصوص زيارة السيد نيجيرفان بارزاني لتركيا والقول؛ بأن تركيا تحتل عفرين وبالتالي يجب رفض أي علاقة مع تلك الدولة أو على الأقل كان من المفروض أن نجد موقف من قيادة الإقليم تندد بهذا الاحتلال ومن ثم ليذهب السيد بارزاني لتبركة رئيس تركيا بفوزه، بمعنى أن لا تكون الأفضلية فقط لمصالحهم ونسيان مصالح الأشقاء والأجزاء الكردستانية الأخرى .. طبعاً من وجهة النظر الأخلاقية ذاك صحيح ويجب أن نرفض الزيارة من الأساس، كون تركيا دولة تحتل عفرين والقسم الأعظم من جغرافية كردستان، لكن في إطار الواقع المفروض على جغرافية كردستان وشعبها، فإن كل الأطراف الكردستانية وللأسف مجبرة على الخضوع والخنوع للسياسات الإقليمية وهذا ليس تبريراً بقدر ما هو قراءة لواقع شعبنا وجغرافيتنا والظروف المحيطة بنا وبالتالي فإن كل الأطراف قد تورطت بالعلاقة مع أحد الأنظمة الغاصبة وربما أكثر.

 

وهكذا فليس كما يدعي البعض أو يدعي كل طرف بأن حركته وحزبه لا ينسج العلاقات على حساب الأطراف والأجزاء الكردستانية الأخرى، كما رددها الكثير من الإخوة المتابعين للصفحة من أنصار منظومة العمال الكردستاني حيث وكما نرى الآن بأن للديمقراطي الكردستاني (العراق) علاقات مع تركيا ويعتبرها مناصروا العمال الكردستاني؛ بأنها تضر بقضايا شعبنا في روج آفاي كردستان وهم محقين في ذلك يجب أن لا تنفي بأن منظومتك الأخرى تورطت بتلك العلاقات .. أما أن تأتي وتدين موقف الإقليم وتنفي إن المنظومة العمالية لم تتورط بمثل هكذا علاقات فإنني لن أوافقك عليها حيث يعلم الجميع؛ بأنه كانت للمنظومة علاقات مع النظام العراقي البائد “نظام صدام حسين” وكذلك العلاقة مع النظام السوري خلال كل الفترة الماضية. والسؤال؛ ألم تكن تلك العلاقة بين العمال الكردستاني وكل من النظامين السوري والعراقي على حساب الحركة والقضية الكردية في كل من سوريا والعراق؟!

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

86

الكرد و”الطابور الخامس”

إنها سلوكية الشخصية الاستعبادية..!!

 

إن ظاهرة الخيانة أو ما تعرف بالطابور الخامس والشخصية الهورباكية باتت ظاهرة في سلوكيات الكثير من الكرد، بل هي ظاهرة مستفحلة تشغل مجتمعنا لما لها من آثار كارثية وبهذا الخصوص فقد وجه أحد الأصدقاء السؤال التالي؛ “استاذ بير رستم ما سر وجود طابور خامس في كل نكساتنا، هل هو بفعل شخصية الكوردي التي ادمنت الخنوع ام لقوة الاستخبارات وايادي اعدائنا..” إننا وقبل محاولة الإجابة نود أن نقول؛ بأن هذا السؤال بات يشغل بال الغالبية المطلقة لأبناء شعبنا وهو يشاهد الإنتكاسة وراء الأخرى وذلك بفعل خيانة البعض من أبنائها، أو على الأقل لمشاركتهم ومساهمتهم فيها ولذلك بات الكثير منا يبحث عن الإجابات الوافية لمعرفة الأسباب والدوافع وراء ظاهرة الخيانة وتحرك أولئك ك”طابور خامس” يساهم في ضرب مشاريع وطنية يوجب عليه أن يكون مساهماً فيها أو على الأقل داعماً لها، لا أن يكون “حصان طروادة” فيها بحيث يركبه الأعداء لضرب مشروع سياسي يخدم القضايا الكردية.

 

طبعاً وبكل تأكيد أن هكذا موضوع يحتاج لدراسات وأبحاث جادة ولا يمكن الوقوف عليه من خلال تعليق أو بوست قصير، لكن نحاول فقط أن نشير لجزئية مهمة وأساسية تقف وراء هذه الظاهرة السلبية في المجتمع الكردي بحيث تدفع بهؤلاء إلى مواقع الخيانة الوطنية وإننا سنحاول أن نختصره في الإجابة التالية: إن وراء الظاهرة بقناعتي الكثير من الأسباب، منها التي تتعلق بالمصالح الشخصية من إرتزاق وغيرها ومنها الخلافات والانقسامات الكردية قديماً القبلية وحديثاً الحزبية كما أن الدول الغاصبة وما تملك من أجهزة استخباراتية وإمكانيات كبيرة قادرة على خرق بعض البيئات بحيث تسخر البعض وفق مصالحها وأجنداتها السياسية وهذه جزء من سياسات تلك الدول حيث العمل على تخريب المجتمعات الخاضعة لها.

 

لكن نعتقد بأن ما تقدم من مسائل الارتزاق أو الخلافات وحتى الأدوار القذرة لأجهزة المخابرات للدول الغاصبة لكردستان تبقى عوامل ومؤثرات ثانوية أمام عامل يشكل برأينا أهم، بل العامل الشبه حاسن في هذه الشخصية الهورباكية العميلة للآخر ونقصد به العامل التاريخي الثقافي وظروف الاحتلال، بل الاستعباد الطويلة لكردستان وعدم تشكيل دولة كردية خلال كل تلك الأحقاب والمراحل التاريخية بحيث جعلت أو تطبعت الشخصية الكردية بنوع من الشخصية المستعبدة حيث يجد في خدمة الآخر واجباً مفروضاً عليه، بل جزء من دور موكل له بالحياة .. بمعنى إنه جزء من “سلوك طبيعي” طبعاً وفق منظور هذه الشخصية المستعبدة أو المقهورة حيث يرى بأن كل من السيد والعبد له دوره، فالسيد لا يمكن أن يكون عبداً وكذلك العبد لا يمكن أن يكون سيداً.

 

وهكذا ووفق تحليل الشخصية الكردية التي جعلتها ظروف الاحتلال والاستعباد الطويلة بأن تمتهن ما يمكن أن نقول؛ الاستعباد بحيث أصبحت هذه الخاصية جزء من شخصيته وسلوكيته حيث يقول د.مصطفى حجازي في كتابه المعروف باسم “سلوكية الإنسان المقهور”، بأن هذه الشخصية ومع الواقع المستدام “يتحول من كره المتسلط إلى حبه وتقديره” وبذلك يجد في تقديم خدماته للمستبد والمتسلط أي “السيد” ليس فقط واجباً وطيفياً مفروضاً عليه، بل هو واجب أخلاقي ولهذه الظاهرة دوافعها النفسية حيث الرغبة في تلبية تلك الخدمات ولذلك علينا أن لا نستغرب عندما يقدم الكثير من القيادات السياسية تلك الخدمات المجانية للآخرين إن كانت في صفوف المعارضة أو النظام حيث تجدهم يقدمون خدماتهم رغم أن أولئك “الأسياد” يتعاملون معهم بفوقية وأحياناً كثيراً بقلة إحترام لهم ولشعبهم وقضاياهم وأعتقد كلنا شاهدنا وقرأنا تصريحات القيادات السورية في المعارضة والنظام بحق الكرد وقضاياهم ورغم ذلك لم تحرك النخوة في رؤوس تلك القيادات الكردية.

87

ما نود قوله أخيراً؛ بأن الخلل أو العلة تكمن في قضية الثقافة التي توارثناها عبر عصور الاستعباد الطويلة تلك التي فرضت على شعبنا وليس كجزء من شخصية وسلوك عنصري خاص بعناصر بشرية محددة حيث لا أمة أو شعب أو أي كائن يرضى على نفسه العبودية والخنوع للآخر؛ أي أن ظاهرة الاستعباد ليس سلوكاً طبيعياً سوياً نابعاً أو خاصاً بأفراد ومجموعات محددة كجزء من ثقافة تلك المجموعة البشرية، لكن وكما الأفراد والكائن الطبيعي الذي يخضع لفترات طويلة إلى التدريب على الطاعة بحيث مع الزمن تتحول إلى جزء من سلوكية ذاك الكائن، فتجده قد تتطبع بتلك السلوكية الوظيفية .. وللتخلص من هذه الظاهرة يحتاج شعبنا إلى وعي ثقافي جديد وهذه بالتأكيد تقع على عاتق النخب الثقافية الفكرية ودور المؤسسات والأحزاب وأعتقد أن المرحلة تساعدنا جميعاً للتصدي لهذه الظاهرة أو بالأحرى الكارثة خاصةً أن العصر الحديث فتح الأبواب أمام الجميع للقيام بواجباتهم تجاه قضايا شعبهم .. وهكذا ولكي نحقق حرية شعبنا، علينا أولاً أن نحرره ثقافياً حيث لا تتحرر الجغرافيات دون تحرير السلوكيات، فالإنسان هو الجوهر وغاية الغايات.

 

https://berbang.net/blog/2018/07/13/%D8%A7%D9%84%D9%83%D8%B1%D8%AF-%D9%88%D8%A7%D9%84%D8%B7%D8%A7%D8%A8%D9%88%D8%B1-%D8%A7%D9%84%D8%AE%D8%A7%D9%85%D8%B3-%D8%A5%D9%86%D9%87%D8%A7-%D8%B3%D9%84%D9%88%D9%83%D9%8A%D8%A9-%D8%A7%D9%84/

 

http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=605255

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

88

 

الكورد.. والأعلام والبيارق.

(علم كوردستان.. مع وجود قرص الشمس أم دون ذاك)!!!

 

………رأينا وقرأنا الكثير من/وعن المواقف التي يتعرض الكورد فيه لقضية العلم كإحدى رموز الأمة والمجموعة العرقية والتي تعرف بأسم الكورد، منها وعلى سبيل المثال لا الحصر؛ أي من تلك المواقف: بأن ضابط الأمن السياسي في عفرين عنف شباب الكورد في بدايات الحراك الشبابي بانهم يحملون العلم الذي في وسطه قرص الشمس وطلب منهم حمل العلم الآخر والذي يرفعه الإخوة في حزب الإتحاد الديمقراطي (PYD).. وكذلك فإن الشباب في الحزب المذكور لا يبخلون بشيء من أجل منع رفع ذاك العلم في مناطق نفوذهم؛ الجغرافية كانت أو الفيسبوكية، بل ذهب بعض المغرر بهم والمخدوعين بالدعاية الحزبية لمنظومة العمال الكوردستاني بأن أدعوا بأن العلم الكوردي الذي نعرفه من ثقافتنا الشعبوية تقول: بأن ألوانها هي الأخضر والأحمر والأصفر وذلك تماهياً مع الأغنية التي تتغنى بعلم كوردستان ولكن أولائك الأصدقاء ينسون أو يتناسون بأن للأغنية نفسها تكملة.. وبالتالي فهم عن قصد ينسون اللون الأبيض كجوهرة.

 

……………..ومع هذا وذاك وكذلك غيره من المواقف التي سجلت والتي سوف تسجل لاحقاً على تلك المنظومة السياسيةالحزبية للعمال الكوردستاني فإننا نتساءل: هل يجب تخوينهم وجعلهم مرتدين عن الكوردايتية وذلك فقط كونهم لا يحملون العلم الذي حمل ورفع فوق إدارات جمهورية مهاباد في كوردستان (إيران) لعام 1946 وبعدها في إقليم كوردستان (العراق).. وأيضاً ألا يحق لهم أن يتبنوا علم خاص بهم وبالتالي رفعه فوق المناطق الخاضعة لنفوذهم، وهم يجدون إلى جوارهم إثنا وعشرون بلداً عربياً وبأعلام وألوان مختلفة.. وكذلك ها نحن في بلد الحريات والديمقراطية _سويسرا وهناك ستة وعشرون كانتون جغرافي، مع كانتونها السابع والعشرون للمغتربين وبدون جغرافية، ولكل كانتون علم خاص به بل ولكل بلدية داخل الكانتون المقاطعة الواحدة علمها الخاص.. وبالمناسبة ها نحن في جغرافية بلدية (KRIENS) وعلمها نفس علم الإخوة في حزب الإتحاد الديمقراطي (PYD) أي الألوان الخضر والحمر والصفر.. وهكذا ليكن عندنا كذلك كوردستان مع وجود قرص الشمس والآخر دون قرص الشمس.. أو هربجي كورد أو كوردستان.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

89

الكورد.. ظاهرة فولكلورية.

(…ولكن هل سجيدون الرقص في جنيف2)

 

…قال أحدهم عن العرب: بأنهم “ظاهرة صوتية” وذلك نتيجة الصراخ العربي، منذ معلقات الشعر على جدران الكعبة في أسواق عكاظ وإلى أيامنا حيث العويل والبكائيات العربية من على الفضائيات وشاشات التلفزة ومروراً بأبواق وشعراء البلاط والأنظمة التوتاليتارية القمعية بحيث دفع بأحد المثقفين العرب لأن يسمي أبناء جلدته بالمسمى السابق.

 

……….وقياساً عليه؛ ونتيجةً لحالة وظاهرة الرقص والغناء الشعبي عند الكورد بمناسبة ودون مناسبة حيث تجد الكوردي يغني ويدبك رقصاً فولكلورياً شعبياً في أفراحه وأتراحه ولا يترك مناسبة إلا ويتزين باللباس الشعبي ويعبر عنها بلوحة فولكلورية راقصة.. بحيث تصل إلى قناعة بأن الكورد لا يعرفون من وسائل وأساليب التعبير غير الرقص الشعبي الفولكلوري.

 

……………..ومع كل هذا وذاك؛ نتساءل: هل سيجيد الكورد الرقص في جنيف2 أما سوف ينسون كل فنون الرقص عندما يحين موعد الإمتحان.. للأسف كل المؤشرات تدل على أن الكورد والعرب هم ظواهر جمع ظاهرة وفقط في الأوقات المستقطعة وكجزء من فولكلور شرقي للمتعة الغربية ومتاحفهم السياسية ومؤتمراتهم الدولية.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

90

 

الكورد.. أكثر تخلفاً حضارياً!!!!!!!!

 

…….ربما يكون العنوان صادماً للكثير من الإخوة والأصدقاء؛ حيث من المعلوم والمتعارف إننا نحن الكورد نتبجح بالقول: بأننا أكثر حضارةً ورقياً من الآخرين خاصةً الجيران من الشعوب العربية ولكن وبمقارنة جملة من المعطيات والوقائع الحياتية وتحديداً ما يتعلق بجوانب الفكر والحضارة وعلى رأس تلك المسائل قضية الإعلام والصحافة سوف يدحض إدعاءنا الأجوف ذاك وتأكيداً على ما نقول سوف نذهب إلى بدايات الصحافة العالمية ونقرأ نشأتها وظروفها ومراحل تكونها لنجد بأنها تقول: ((نشرت أول صحيفة في التاريخ عام 1605 م، ومع دخول القرن العشرين قاومت الصحف المكتوبة كل الاختراعات التكنلوجية الحديث ابتداء من المذياع وتعريجا على التلفاز وانتهاءا بشبكة الإنترنت ولكن مع بداية القرن ال21 أصبحت الصحافة المكتوبة بشكل عام عرضة للزوال.. ، لا سيما بعد التوسع الهائل الذي تشهده الثورة المعلوماتية والتي يعتبر الإنترنت الفضاء الرئيسي لها.. وفي عام 1632 صدرت الصحيفة الفرنسية الأولى وكان اسمها الأخبار اليومية لأماكن مختلفه بعد ذلك بأشهر تبعتها لاغازيت لصاحبها نيو فراست رنودوم حوالي عام 1796 كان عدد النشرات الصادرة في باريس يتجاوز السبعين)). وهكذا نجد بأن عمر الصحافة العالمية تعود لأكثر من أربعة قرون مضى وهم يجددون في هذه المهنة الرائدة والحضارية.

 

…………………أما بالنسبة للشرق فتقول ويكيبيديا مجدداً ((تعد الصحافة المكتوبة من أهم المهن التي تنقل للمواطنين الأحداث التي تجري في محيط مجتمعهم والعالم اجمع والوظيفه الأولى للصحافه هي ان تبحث عن الأخبار فتنقلها.. وكانت أول جريده عربيه عام 1799 وكان اسمها الحوادث اليومية وكان ظهور أول جريدة عربية في شمال أفريقيا في علم 1847 وهي المبشر.

ويطلق أحيانا لفظة السلطة الرابعة على الصحافة لما لها من تاثير على خلق الراي العام ،ومنذ ان ظهرت الوسائل الاعلامية الأخرى من اذاعة وتلفاز وإنترنت وما زال الجدل والنقاش دائرا بين اوساط الاعلاميين في مدى قدرة هذه المهنة (والتي تسمى أحيانا بمهنة البحث عن المتاعب) على البقاء والديممومة نظرا لسهولة انتشار الوسائل الاعلامية الأخرى وزيادة قدرتها على التاثير في الجمهور إضافة إلى جاذبيتها)). وهذه كانت بالنسبة للعرب وتاريخ الصحافة العربية.

………………………………..والآن لنعود إلى تاريخنا وتاريخ الصحافة الكوردية؛ حيث نقرأ من المصدر السابق: ((يقول العلامة محمد أمين ذكي في كتابه خلاصة تاريخ كرد و كردستان من أقدم العصور التاريخية حتى الآن.. أولى جريدة كردية على ما نعلم صدرت تحت عنوان (كردستان) هي التي أصدرها (مدحت بك) حفيد بدرخان بك في إستانبول سنة (1897م 1315 هجري) و لما مرض صاحب الجريدة هذا, أصدرها أخوه عبد الرحمن بك في القاهرة ثم في (جنيف).. أما الكاتب سلمان عثمان (كوني ره ش) في كتابه الأمير جلادت بدرخان -حياته و فكره- فيقول.. ففي عام (1898),و في مصر,أصدروا جريدة باسم كردستان حيث كانت أعداد كثيرة منها توزع في مناطق مختلفة من كردستان , عن طريق سوريا …..)). وهكذا فإن التاريخ يقول نحن نتخلف عن الآخرين حضارياً.. ولكي نردم تلك الهوة الحضارية على الكورد أن يجد ويجتهد أكثر من الآخر ليلحق بركب الحضارة لا أن يدعي إدعاءً أجوفاً بأنه عرف الحضارة قبل غيره حيث نحن بذلك نؤسس لعقلية العطالة الفكرية والحضارية بين أبناء شعبنا وندفعهم بالتالي إلى مناطق الخمول والركون العقلي البارد والخامل والذي يجد في الوقوف على الأطلال والتغني به أفضل تعبير عن التخلف الفكري والحضاري، بل بديلاً مخادعاً عن المساهمة والإبداع في الفكر الإنساني.

 

 

 

91

المرجعية الكوردية

بين الواقع والمأمول السياسي.

 

بعد مخاضٍ عسير وطول إنتظار والكثير من النقاشات البيزنطية بين أحزاب المجلس الوطني الكوردي (ENKS) والذي دام لشهرين وربما أزيد من إتفاق دهوك، تم التوافق أخيراً على تسمية ممثلي أعضاء المجلس الوطني في المرجعية الكوردية وهم السادة التالية أسماءهم: ((طاهر سفوك، نعمت داوود، نصرالدين ابراهيم، محي الدين شيخ آلي، ابراهيم برو، بشار أمين (PDK_S)، محسن طاهر (PDK_S)، فوزي شنكالي محمد شويش (مستقل)، علي داوود (مستقل)، أحمد سليمان، فيصل يوسف)). وأعتقد بأن النتائج لم تأتي مفاجأة لأحد وذلك على الرغم من كل ما تم تداوله من تقريظٍ وهجوم على تلك النتائج ووصفها بمجلس “الختايرة” وكذلك بالمناطقية وإلى ما هناك من صفات وصلت أحياناً إلى درجة السب والشتم وللأسف. وإننا نقول بأنها لم تكن مفاجئة لأحد وذلك لمعرفتنا بطبيعة وتركيبة المجلس الوطني؛ حيث هي توليفة من الأحزاب الكوردية، تهيمن على قياداتها نخب سياسية كلاسيكية أمتهنت السياسة منذ أواسط القرن الماضي ومحصورة في منطقة جغرافية كوردستانية وهي الجزيرة وإن عفرين وكوباني ليستا إلا ما يمكن تسميتهما بملحقات للسياسة الكوردية.

ذاك من جهة ومن الجهة الأخرى ونتيجةً لهيمنة حركة المجتمع الديمقراطي (TEV_DEM) على النصف الآخر من أعضاء المرجعية الكوردية؛ حيث هي الأخرى حجزت أربعين بالمائة لنفسها وذلك من خلال ممثليها التالية أسماءهم من السادة: ((آلدار خليل، سينم محمد، آسيا عبدالله، فاديا يوسف، عبدالسلام أحمد، د. عثمان شيخ عيسى، أحمد شيخو (ممثل كوباني)، نجم الدين ملا عمر، طلال محمد، محمد عباس (أبوشيرو)، مزكين أحمد، فرهاد تيلو)). وهكذا فلم يبقى لأحزاب المجلس الوطني إلا مقعد واحد لكل حزب سياسي، ما عدا الديمقراطي الكوردستاني (سوريا) حيث حجز له مقعدان، وبالتالي كان طبيعياً وبحكم العادة والعرف الحزبي أن يرشح كل حزب سكرتيره أو عضو قيادي له لهذا المنصب وبالتالي وبحكم هيمنة الجزيرة و”الختايرة” على 99,99 بالمائة من قيادات الأحزاب الكوردية فقد جاءت النتيجة موافقة لهذه التركيبة الحزبية وكان حرمان باقي المناطق الكوردية الأخرى في غربي كوردستان أي كوباني وعفرين من التمثيل وكذلك الأمر بالنسبة للمرأة والشباب؛ حيث غياب هاتين الفئتين داخل قيادات تلك الأحزاب والتي تشكل أحزاب المجلس الوطني الكوردي.

ولذلك ومن أجل تصحيح هذه النتائج الغير منطقية وعقلانية؛ علينا البدء بها من الأحزاب السياسية والتي تشكل بنية المجلس الوطني الكوردي، أي علينا إعادة ترتيب وتركيب أحزابنا بحيث تعيد التوازن إلى بنيان الحزب مناطقياً ومكونات إجتماعية ويكون التمثيل عادلاً من حيث الناحية الجغرافية في غربي كوردستان وكذلك يكون النظام الداخلي رادعاً بحيث لا يسمح الترشح لأي منصب قيادي أكثر من دورتين أو مؤتمرين حزبيين وكذلك تشجيع المرأة الكوردية للإنخراط في الحياة السياسية الكوردية بالنسبة لأحزاب المجلس الوطني الكوردي كون المرأة في منظومة المجتمع الديمقراطي لها دورها الفاعل في الحياة السياسية وكذلك العسكرية والمدنية. وهكذا علينا أن نضع قانوناً داخلياً تنظيمياً يمنع بقاء القيادي الكوردي في منصبه وذلك من المهد إلى اللحد، حيث وللأسف هناك بعض القيادات الكوردية لها في القيادة أكثر من أي زعيم وديكتاتور بالعالم.. ولذلك؛ فإن أردتم تصحيح الواقع السياسي الكوردي، فعليكم بالمقدمات وليس النتائج؛ حيث “السمكة تفسد من الفم” وإن “المقدمات الخاطئة تعطي نتائج خاطئة” ..وفهمكم كفاية أصدقائي.

 

http://xeber24.net/nuce/46558.html

 

 

 

92

أيها الكردي

إلى متى ستبرر للعدو عدوانه؟!

كتبت قبل أيام بوست قصير قلت فيه؛ “الحقد والغباء السياسي للبعض يدخلهم باب الخيانة الوطنية وذلك عندما يأتي أحدهم ويقول؛ ليدمر المرتزقة عفرين، المهم خلصنا من الآبوجية”! فجاءني من ضمن الردود بأن كتب أحد الأصدقاء تعليقاً يقول فيه ما يلي: ((للأسف نعم، أحدا قال لي حرفيا؛ أعطي الشرعية للمرتزقة والاحتلال التركي واتهم الإدارة الذاتية السابقة بعفرين بالارهابين وقال (أيضاً): “كم أتمنى لو يحتلو الجزيرة أيضاً” .. ماموستا هؤلاء سرطان في جسم الكردي والعدو يزودهم بجرعات لكي يبقو كما هم اغبياء وفاشلين.. تحياتي لك ماموستا)). إن الرد السابق دفع بصديق آخر لأن يكتب ويقول: “هلاحضرتك والاستاذ بير رستم كنتم موافقين على تصرفات الهفال .. مين جاب التركي .. مين كان يوميا ياخد امهات الشهداء على الحدود التركية ويشتم ووووووو على تركية واردوغان .. ليش عفرين كانت ارض سورية ولاتركية .. شوكان بدنا من اردوغان ومن تركية .. ليش ما كانو يشتمو بشار .. وشكرا .. هاد الحكي الفاضي برضيك وبرضي استاذ بير رستم مع احترامي للاستاذ والصديق بير رستم”. طبعاً رد الصديق الثاني يعبر عن ما نعاني منه شعبياً خلال كل المراحل التاريخية النضالية لشعبنا حيث كانت الدعاية المغرضة للدول الغاصبة مع طابورها الخامس قادر على إقناع نسبة كبيرة من الشارع الكردي بما تسوق لها آلة الدعاية وأجهزة مخابراتها وللأسف.

وهكذا فإن مداخلة وتعليق الصديق الثاني دفعني لكتابة هذا الرد والتوضيح؛ “وليش أمهات البيشمركة كانوا يذهبون يومياً إلى حدود إقليم كردستان وتركيا ويشتمون أردوغان والحكومة التركية وهل سياسات الإقليم دفعت أردوغان لأن يقول عن السيد مسعود بارزاني بأنه ((خائن)) وبأن يقوم بتهديد ضرب الإقليم فقط لأن الأخير عمل استفتاء على قضية استقلال كردستان، بل إن تركيا قامت بدعم الحشد الشعبي وإيران في إحتلال كركوك .. يعني ما بعرف إيمتى راح نستوعب أن العدو لا يحتاج إلى مبررات وذرائع للإعتداء عليك حيث هو بالأساس معتدي، لكن للأسف ما زلنا نجلد ذاتنا ونبرر لأعدائنا.. فعلاً لا نستحق دولة!!”، لكن يبدو إن الرسالة لم تتوضح لذاك الصديق حيث كتب هو الآخر رداً جديداً يقول فيه موضحاً موقفه؛ “ككو أنا ما بفضل التركي وجيش الدز الكر على الادراة الذاتية .. عم قول ليش هيك كانوا عم يعملو وليش ماعملو متل ماعملو بشرقي الفرات .. ليش ماعم تحكي على تصرفاتهم اليوم بعفرين وملاحقة الشباب والدمار يلي صار بعفرين وبأاهل عفرين وشردو اهل عفرين وووووووووووووو.. وأنت تعرف أحسن مني شو صار، فعلاً يلي إيديه بلمي مو متل يلي ايديه بنار .. الله يحمي اهل عفرين ويصبرهم وكل مانقول ليش هيك صار بعفرين بجي واحد بيقول ليش هيك عملو باربيل وليش هيك عملو البشمركة كاني وحدة بوحدة لازم أي شي نسأل يكون الجواب ليش هيك عملو بكوردستان .. شو دخلنا بكوردستان نحن عم نبكي على عفرين وشكرا هاد سؤالي”.

طبعاً لست محتاجاً للدفاع عن موقفي في قضية المقارنة، كون واضح بأنني حاولت توضيح الموقف والرد على إتهامه للإدارة بأنها السبب وراء الاعتداء التركي وذلك من خلال المقارنة مع الموقف التركي مع استفتاء الإقليم بحيث وصل أن يتناسى رئيسها الأعراف الديبلوماسية ويصف الرئيس بارزاني بكلام غير لائق وذلك رغم العلاقات الطيبة التي بين الإقليم وتركيا؛ أي بمعنى أن سياسات تركيا مبنية على مواقفها العدائية ضد المسألة الكردية وليس وفق ردود أفعال على بعض “الأفعال” للإدارة الذاتية .. وتوضيحاً للموقف ذاك فإنني أضطررت مرة أخرى إلى الرد والقول؛ كه كو أعرفك وتعرفني ونعرف توجهات بعضنا وتذكيري بالإقليم لم يأتي إلا عندما قلت بأن “الإدارة الذاتية استفزت تركيا بتصرفاتها لذلك جاءت وأحتلت عفرين” وأنا قلت: هل قام أمهات البيشمركة باستفزاز تركيا كي تعمل تركيا على إفشال الاستفتاء وتساعد إيران والحشد الشعبي في احتلال كركوك.. أي ما أردت قوله؛ بأن كفانا نُحمّل أبنائنا وقواتنا

93

أسباب الاحتلال حيث سياسات تركيا تعرفها هي بالضد من أي مكسب كردي ولو كانت “خيمة بأفريقيا” وبالتالي فإن سبب الاحتلال ليس نتيجة تصرفات الادارة، بل هي العقلية الاستعمارية للحكومة التركية .. وأما بخصوص سياسات الادارة الذاتية، فإنك تعلم ويعلم الأصدقاء؛ إنني لست مع الكثير منها، لكن هل يتوفر لديك البديل الأفضل وهنا السؤال الأهم؟!

إن ردي الآخر دفع صديقي ليكت لي مرة أخرى ويقول؛ “اكيد ما بفضل الاحتلال التركيي الاخواني على بوط يبكة ويبجة وما بفضل اي شخص يعمل مع الاحتلال الاخواني على الكوردي مهما كان ومهما يكون كون اكيد .. بس الادراة الذاتية عملت بعقلية شوفينية وتعسفية بعفرين غير ما كانت تتعامل بتصرفاتها وقراراتها بباقي المدن الكوردية مثلا قامشلو الحسكة ووووووو هاد هو عتابي عليهم وتعرف حق المعرفة من 2014 انا عم اتردد على عفرين وكنت بعفرين قبل المجزرة ب 12 يوم حتى اخر يوم كنت بشيراوا وكنت بنبل وكنت بشبهاء .. عشت وشفت كل شي .. هاد هو ألمي وأوجاعي وأهاتي وحسراتي، لأني شفت وعشت .. تحياتي ككو .. تعرف تقديرك واحترامك عندي .. بس عم ترحم سياسة البيدة يلي عملو بعفرين من قلمك .. هاد رأي ويلي عم اشوفو من قلمك .. لا ترحمهم لأن هم سبب يلي صاربعفرين .. وشكراً، دمت أخ وصديق”. وها إنني سأكتفي بالرد المختصر التالي: صديقي أعود وأقول؛ يا ريت لو توفر البديل الأفضل .. وهكذا فعندما تنتفي أمامك الخيارات فأنت مجبر على القبول بما لديك إلى أن يتوفر البديل ذاك ومن هذا المنطلق كان وما زال دعمي للإدارة وذلك رغم كل أخطائها وسلبياتها وقد قلت ذلك صراحةً في أكثر من مناسبة، لكن للأسف يبدو إننا ما زلنا بحاجة لتوضيح الكثير كي ندرك كم نحن بائسين في اللعبة السياسية وما تحاك من مؤامرات ضد قضايا شعبنا حيث ورغم كل ما سبق تعود وتقول؛ “هم سبب يلي صار بعفرين” وتنسى بأن الدولة المحتلة هي بالأساس ووظيفياً تتطلب منها أن تكون كذلك دولة إحتلال .. وبالأخير أشكرك بدوري وأعرف نزاهتك وصدقك إن كانت معي أو مع قضايا شعبنا.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

94

بارزاني رحل..

لكن القضية الكردية باقية!!

 

 

 

 

 

 

بدايةً وقبل كل شيء، أود أن أشكر كل الأصدقاء الذين تواصلوا على الخاص أو العام عن سبب غيابي هذه الأيام وإنني أطمئن الجميع؛ بأن لا شيء خاص وإنما هو نوع من مراجعة نقدية لبعض القضايا وكذلك عدم السماح لأن؛ تغلبني المشاعر الوجدانية على القراءات العقلانية وبالتالي محاولة الوقوف في منطقة “محايدة” قريبة من الحدث ودون السماح بأن يجرفني التيار؛ إن كان مدحاً ونواحاً على البارزاني والبارزانية أو شماتةً وانتقاماً من الرجل وتاريخه النضالي مثلما نلاحظه مؤخراً في أغلب صفحات التواصل الاجتماعي وأيضاً في الواقع والشارع الكردي.. طبعاً ذلك ليس في إطار أن تهدأ العاصفة لكي نحدد الموقف مع التيار المنتصر حيث كل الإخوة يدركون؛ بأنني كنت من الذين ينتقدون سياسات الإقليم، لكن وعندما تعرض شخصية البارزاني لكل تلك الهجمة الشعواء وقفت داعماً له، كوني كنت وما زلت مدركاً بأن الهدف للنيّل من شخصيته الكاريزمية ليس إلا لأنها تمثل إرادة شعب وأمة في نيّل الحقوق وتقرير المصير وبالتالي فإن الاستهداف هو استهداف لتلك الإرادة الوطنية الكردستانية ولذلك وقفت مدافعاً عن الرجل كمشروع أمة وليس كقائد زعاماتي، كما فسرها البعض وللأسف.

 

ولكن وبعد أن أصرّ هو على عدم قبوله بالتمديد للرئاسة له مرة أخرى وبالمناسبة هذه ليست وليدة اللحظة، بل هو صرّح بها منذ أشهر ومع ذلك وجدنا خروج كل هذه الآراء والقراءات المتباينة، بل المتناقضة والمتصارعة والتي كشفت عن عمق الانقسام الكردي بين الحقد والولاء الأعميين وللأسف، فكان لا بد لأولئك الذين لا يريدون أن يكونوا جزءً من الفريقين بأن يهدؤوا بعض الشيء لكي لا يفقدوا هم أيضاً توازنهم وسط هذه المعمعة والسيل الجارف وهذا ما أحاوله مع ذاتي على الأقل، لكن مع إصرار الأصدقاء وبأن لا نكون دون صوت في وقت نحن بحاجة لكل صوت عقلاني والتي نأمل أن نمثله مع الآخرين، فقد أجبرت أن أقدم وجهة نظري والتي لا أدعي صوابيتها، بل هي محاولة للمساهمة فقط لعلها تساهم في وضع بعض النقاط على الحروف وإنني سأحاول أن أنطلق من العنوان ودلالاتها ورمزيتها التاريخية والتي تذكرنا بتلك المقولة التي قالها “أبو بكر الصديق” في موت “محمد” الصديق والرسول وقائد الجماعة الإسلامية والتي أصبحت فيما بعد أمة ودولة، بل وإمبراطورية امتدت لحدود أوربا والصين حيث قال: “من كان يعبد محمدًا ، فإنّ محمدًا قد مات، ومن كان يعبد الله فإن الله حيّ لا يموت، وقرأ “وَمَا مُحَمَّدٌ إِلاَّ رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِن مَّاتَ أَوْ قُتِلَ انقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ وَمَن يَنقَلِبْ عَلَىَ عَقِبَيْهِ فَلَن يَضُرَّ اللّهَ شَيْئًا وَسَيَجْزِي اللّهُ الشَّاكِرِينَ“.

 

وبقناعتي فإن مقولةالصدّيقتنطبق على البارزاني الرئيس والقائد التاريخي حيث من كان يعبد البارزاني، فإن البارزاني قد رحل وترجلعن قيادة الإقليم على الأقل، لكن الإقليم والقضية الكردية باقية وهذا لا يعني بأننا نريد أن نقول؛ بأنه كان معصوماً عن الخطأ أو إنه سبب البلاء والكوارث حيث له ما له من تاريخ نضالي يشهد له ويقره الأعداء قبل الأصدقاء، لكن وبنفس الوقت فهو وكأي زعيم سياسي له من النجاحات والإخفاقات التي تحسب له وعليه، لكن وفي كل تاريخه فهو كان ينطلق من قضية واحدة في كل سياساته؛ وهو كيف يخدم الشعب والقضية الكردية وبالتالي فإن تلك الأخطاء قد تبرر تحت الشرط السابق وإن كانت تحتاج لقراءات ومراجعات نقدية بهدف عدم الوقوع بها مجدداً .. وهكذا فعلى القيادة الكردستانية ومؤسساتها الدستورية وبالأخص البرلمان عدم الوقوع في الانقسام والمهاترات السياسية أو السياسات الثأرية، لا داخلياً بين الأطراف الكردستانية نفسها ولا حتى مع بغداد والدول الإقليمية ولا حتى مع الأمريكان حيث السياسة بالأخير هي قضية مصالح جيواستراتيجية والكل يبحث عن مصالحه والأمريكان هم أكثر من يجيدون هذه اللعبة

95

وبالتالي وعندما وجدوا بأن الرئيس بارزاني يهدد مشروعهم السياسي في المنطقة وبأنه بطريقة ما يساعد في نجاح رجل إيران المالكيعلى حساب (رجلهم؛ العبادي)، فإنهم دعموا الأخير على حساب البارزاني، لكن ورغم ذلك علينا أن لا ننسى بأن؛ لولا الأمريكان لما كان للكرد ما كان في يومنا هذا لا في إقليم كردستان ولا في روج آفا والشمال السوري حيث وكما أن العرب مدينون للإنكليز قبل قرن بانتصار قضيتهم، فإن الكرد سيبقوون مدينون للأمريكان.

 

ولذلك نعود ونجدد الدعوة لكل الأطراف الكردستانية بأحزابها وكتلها ومؤسساتها الدستورية؛ بأن تعيد الهدوء للشارع الكردستاني ومن ثم تعيد الأمور لسابق عهدها من التنسيق مع الأمريكان والضغط على بغداد للقبول بالحوار والشراكة وبقناعتي فإن هذه ربما تؤجل لبعد الانتخابات العراقية وضمان إفشال الإيرانيين من إيصال حكومة موالية لهم في بغداد حيث الأمريكان لن يسمحوا بسيطرة الإيرانيين ولكن وبنفس الوقت لن يسمحوا بسقوط حليفهم الكردي وإن قضية المناطق المتنازعة عليهاسيتم البحث والبت فيها لتكون إدارتها مشتركة وتحت الوصاية والحماية الكردية. وهكذا فلا داعي لكل هذا النواح أو الشماتة في قضية عدم قبول الرئيس بارزاني بالتمديد لهحيث ورغم إنني كنت أأمل أن لا يقدم على تلك الخطوة في هذا التوقيت العصيب والتي قد تفهم من بعض الجهات بنوع من إنكسار كردي، لكن وبنفس الوقت فإن الرجل ترك الساحة لكي يسهل الأمور على الجميع؛ الأمريكان وبغداد وحتى على الكرد أنفسهم لكي يعيدوا فتح الملفات مجدداً وبداية مرحلة جديدة من العلاقات السياسية، كون كاريزما الرئيس بارزاني يمثل مرحلة الثورة والبيشمركة والشعارات القومية الكبيرة، بينما المشروع الأمريكي والغربي في المنطقة هو مشروع الفدرلة وتقسيم السلطات ليكون الجميع رهن إرادتها .. ثم رحيل شخصية كاريزمية لا تعني نهاية قضية، كمثال المسلمين في رحيل قائدهم واليوم في رحيل البارزاني حيث الأمة التي أنجبت محمد أنجبت كذلك عمر ومعاوية وهكذا فإن الأمة التي أنجبت البارزاني فإنها أنجبت وستنجب غيره أيضاً ولذلك لا خوف على القضية الكردية حيث وبعد أن أخرج الأمريكان المارد الكرديمن القمم لن يعيده أحد، بل انتظروا المزيد من المكاسب الكردستانية ليس فقط على صعيد روج آفا والإقليم وإنما في مختلف أجزاء كردستان الأخرى.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

96

 

 

 

تركيا ..

والطعن في المجلس الوطني الكردي.

 

الإخوة الذين يحملون المجلس الوطني الكردي مسؤولية ما يجري في عفرين هم ينطلقون من الجانب المعنوي للقضية، كونها جزء من قوى المعارضة السورية الخاضعة للدولة التركية، لكن وفي واقع الأمر وبالأخص بعد احتلال تركيا وميليشياتها الإخوانية لمنطقة عفرين، فقد أستبعد المجلس من أي دور يذكر في إدارة المنطقة وقد تم توكيل دور هامشي لبعض الشخصيات التي لا نشك بإخلاصهم لخدمة المنطقة وأبنائها، لكن هم لا حول ولا قوة لهم حيث من يملك السلاح هو من يكون صاحب القرار وقادراً على فرض السلطة والإرادة في الشارع وأولئك يفتقدون لأي قوة عسكرية ولا حتى جماهيرية وبذلك لو كان المجلس الوطني هو الموكل بإدارة المنطقة لربما كان وضع شعبنا أفضل بكثير مما هو عليه في الوقت الراهن حيث على أقل تقدير هناك للمجلس الوطني قاعدة شعبية ما وكان يمكن الاعتماد عليها لتحقيق بعض المكاسب أو على الأقل لحماية تلك المجالس وقياداتها من هذه المجاميع الإرهابية.

 

وهكذا يمكننا القول؛ بأن تركيا ضربت ضربتها حينما استعاضت بهذه المجالس المحلية حيث بذلك أبعدت المجلس الوطني الكردي عن الساحة وليطرح بدلاً عنه بديلاً أكثر هشاشة وضعفاً ونقصد المجالس المحلية وكذلك فقد خلق بذلك صراع كردي كردي ليس فقط بين القوى والأحزاب الكردية وخاصةً أحزاب المجلس والإدارة الذاتية، بل بين المجلس الوطني ومن كان محسوباً عليها من الشخصيات المجتمعية التي دخلت في هذه المجالس المحلية.. وفي الوقت نفسه ترك تلك الميليشيات تعبث قتلاً ونهباً للمنطقة ليصل الجميع إلى نقطة عملت وتعمل لها الدوائر الأمنية التركية، ألا وهي: أن الخلاص يكمن في سيطرة القوات والجندرمة التركية على المنطقة للتخلص من هذه العصابات الجهادية المسلحة.

 

وبذلك تكون تركيا حققت مرادها حيث سيكون وجودها في المنطقة شرعياً على الأقل مجتمعياً وليس قانونياً وربما تلجأ لنوع من الاستفتاء ببقاء المنطقة ملحقاً بالدولة التركية وبالتالي تعيد إحياء الميثاق الملي الذي فشل في عشرينيات القرن الماضي وذلك بضم لواءي حلب والموصل للدولة التركية وبذلك تأخذ تركيا جزء من الكعكة السورية تعويضاً عن مشاركتها في الحرب القذرة. وبالتالي يمكننا القول: بأن تركيا تريد إنهاء كل القوى الوطنية الكردية وضمناً المجلس الوطني الكردي الذي طعنه في الظهر.. وأخيراً يبقى السؤال الأساسي؛ هل سيكون النجاح لأردوغان وحكومة العدالة والتنمية في قضم عفرين وكل الشمال السوري؟

 

والجواب بقناعتي مرهون بملفات كثيرة، منها ملف إيران والصراع الطائفي الشيعي السني، ناهيكم عن الصراع الكردي التركي والغربي الإسلامي عموماً .. وربما تكون لمصافحة ترامب وكيم جونغ أيضاً تداعياتها على هذه الملفات العالقة!!

97

 

تعليق متأخر

حول خروج الكتلة الكوردية من مؤتمر القاهرة

 

نعتقد – وقد أكدنا على ذلك حينها – بأننا خسرنا معركتنا السياسية في قضية الإستحقاق الدستوري مع المعارضة السورية – قبل النظام – وتحديداً مع قوى إعلان دمشق وذلك عندما قبلنا كـ (كتلة كوردية) مشاركة حينها والتي كانت تتمثل بكل من الجبهة والتحالف الديمقراطي حينذاك وذلك عندما وقعنا على الوثيقة الأساسية للإعلان وقبولنا بأن: “سورية جزء من الوطن العربي والشعب السوري جزء من الأمة العربية” حيث حينها حاولت – أنا – مع بعض الأخوة والأصدقاء من الذين كانوا مشاركين في في الجلسة الأولى للمجلس الوطني لقوى إعلان دمشق والذي أنعقد في 2007 في دمشق وتم ملاحقتنا على أثرها، أن نقف بوجه هذه المسألة والتي تمس بنية وجوهر المسألة الكوردية في إقليم كوردستان (سوريا) إلا أن – وللأسف – تخاذلت القيادات الكوردية حينها والمتمثلة في الإعلان عن إتخاذ موقف سياسي تليق بالمسألة والقضية الكوردية.

 

وإنني أتذكر جيداً لقاءنا – نحن الكتلة الكوردية في حلب – حين أتصل معي الأستاذ محي الدين شيخ آلي؛ سكرتير حزب الوحدة الديمقراطي الكردي – يكيتي وأبلغني بأنه عليّ أن أحضر إلى حلب حيث كنت في البلدة (جنديرس) فعرفت حيئذ بأن موعد لقاءنا كمجلس وطني لقوى الإعلان قد حدد، وبالفعل كنت في اليوم التالي بحلب وأجتمعنا في بيت أحد قيادي رفاق الوحدة وكانت القيادات الأولى المتمثلة في إعلان دمشق من الجانب الكوردي حاضرين بمجملهم وبعد نقاشات مستفيضة حول النقطة الإشكالية بالنسبة لنا بأن “سورية جزء من الوطن العربي والشعب السوري جزء من الأمة العربية” والتي تنفي عن قضية شعبنا على أنها “قضية أرض وشعب” وتحرفها إلى قضية مواطنين ذات خصوصية عرقية متمايزة وفي أفضل الأحوال لهم بعض الحقوق الثقافية والإجتماعية كأي أقلية عرقية مهاجرة لهذا البلد أو ذاك.

 

المهم وبعد الكثير من الأخذ والرد من جانب الحضور وطرح العديد من الحلول والمخارج؛ كأن نقول: “سوريا عضو في الجامعة الغربية” وعلى غرار الحل العراقي أو أن نتفق على أن “سوريا جزء من العالمين العربي والإسلامي” كحل وسط.. والخ. طرحت السؤال المباشر التالي: لنفترض وبعد طرح كل هذه المخارج والحلول وبقي الطرف الآخر من الأخوة؛ رفاقنا من المعارضة (أي الطرف العربي) مصراً على الإبقاء على ما هو عليه.. فما هو الموقف الذي علينا أن نتخذه حينذاك نحن كـ “كتلة كوردية”. وبعد صمتٍ غير طويل أجابني المرحوم إسماعيل عمر؛ رئيس حزب الوحدة ونيابة عن الجميع وليس باسمه أو إسم حزبه: “بأنهم إجتمعوا -أي قيادة الأحزاب الكوردية المنضوية تحت راية الإعلان- في الجزيرة وقد أتفقوا على أنهم سوف يوقعون على الوثيقة حتى وإن بقيت على حالها ودون تعديل”. نقطة وأنتهى.

 

المتابعين الأعزاء.. عدت إلى الوراء قليلاً لأقول الكلمة التالية: بأننا نحن الكورد نجسد حقيقةً المقولة التي تقول بأن: “الكوردي يربح في ساحات المعارك ولكنه يخسر على طاولة المفاوضات” ولنا العديد من التجارب المريرة وعلى مر التاريخ والتي تؤكد هذه الحقيقة المرة؛ فلذلك – ونعتقد – بأن هذه المرحلة هي الفرصة التاريخية الأكثر نجاحاً – توفير فرص النجاح — ولذلك فعلى الكورد إستغلالها بشكل جيد ومنطقي والعمل تحت راية “الهيئة الكوردية العليا” وإنجاحها في مسعاها والتي تمت برعاية مباشرة من قيادة إقليم كوردستان (العراق) وبشكل أخص من جانب الشخصية الكوردية الجامعة في مرحلتنا التاريخية هذه؛ ألا وهو الأخ

98

الرئيس مسعود بارزاني والذي عرف ويعرف عنه بأنه وريث نهج الأب بارزاني الخالد؛ نهج الكوردايتية الحقة، نهج الأخوة والتسامح والمصالحة الوطنية، نهج البرايتي والذي تؤجل وترحل كل الصراعات والمنافسات البينية الحزبية والسياسية إلى ما بعد مرحلة الإستحقاق القومي وذلك خدمةً لتثبيت الحقوق القومية المشروعة لشعبنا في القوانين والدساتير الجديدة.

 

كلمة أخيرة.. لنعمل على إنجاح إتفاق هولير والإتيان ببديل ديمقراطي وطني وصياغة عقد إجتماعي جديد يؤكد على أن سوريا تتكون من مجموعة مكونات دينية وعرقية منهم: الكورد والعرب والجركس والتركمان والآشوريين والدروز والعلويين.. والإسلام والمسيحيين وغيرهم العديد من المكونات الأخرى ولكن علينا أن نؤكد- وهذه هي عقدة المسألة وجوهر القضية – بأن سوريا تتكون جغرافياً وتاريخياً وسياسياً من إقليمين وهما: الإقليم العربي ذو الغالبية العربية والإقليم الكوردستاني ذي الغالبية الكوردية وبالتالي فإن قضية الشعب الكوردي في سوريا هي قضية أرض وشعب ولكن الظروف والمناخات والتوازنات الدولية ومصالح شعوبنا وشعو ب الدول المجاورة هي التي سوف تحدد شكل العلاقة بين الإقليمين مستقبلاً في ظل سوريا الجديدة.

 

الكلمة الأخيرة.. إعتذاري لكل الأخوة والأصدقاء الكتاب والمثقفين والسياسيين والقراء الأعزاء على هذا الغياب الطويل؛ حيث كانت الظروف قاهرة وهذه هي رسالتنا الأولى وقد دونت على عجالة وهي مساهمة متواضعة نرجو أن نكون قد وفقنا في طرح وجهة نظر قابلةللحوار والجدل.. مع جزيل الشكر والمحبة.

جندريسه

6/8/2012

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

99

 

 

ثعلبيات

(1)

الكلمة جاءت من الثعلب؛ وهذا الحيوان معروف بدهاءه وخداعه ومكره.. فهل وصل الأمر ببعض الساسة الكورد في غرب كوردستان أن يمارسوا سلوكيات هذا الحيوان السفيه وذلك فقط ليحافظوا على مناصبهم، حيث نجدهم بين الإنقسام والولاء إما لقنديل أو أربيل وهم في ذلك ملكيين أكثر من الملك.. أحدهم يطالب للرئيس مسعود بارزاني أن يحكمنا إلى الأبد مع جل التقدير لتاريخ الرجل ولكن أليس هذا هو الإستبداد والتمهيد لحالة الديكتاتورية المقيتة.. وآخر يقول: “الشكر لوحدات الحماية الشعبية التي تحمي المناطق الكردية واعتبرها القوة الشرعية للهيئة الكردية العليا فوحدات الحماية لها شخصية اعتبارية ومستقلة”ويضيف “أننا لسنا بصدد كشف الأشخاص والأرقام والمبالغ الدولارات التي قدمت لنا كعروض بغية تعطيل دور الهيئة الكردية العليا واستبدالها بمشروع لا يخدم قضية الشعب الكردي في سوريا.مشيرا بأن الكثيرين الذين يجلسون في الفنادق الفاخرة يسعون إلى تشتيت وحدة صفنا أننا نؤكد على أن الهيئة الكردية العليا ورغم كافة الخلافات هي ممثل إرادة الشعب الكردي حيثُ خرج العام الماضي أكثر من مليون كردي ورفع شعار الهيئة الكردية العليا تمثلنا حسب وسائل الاعلام الأجنبية والعالمية“.. هل يتوهم هذا الرجل أم يريد أن يحافظ على بعض الفتات من الأخوة في قنديل وذلك بعد أن أقتنع تماماً بأن ليس له حظوة ومكاسب في أربيل.. يا حيف يا كورد غرب كوردستان على هكذا قيادات سياسية أبتلينا بها وعلى مدى خمسة عقود من تاريخ شعبنا وبلدنا.. ياحيف.

 

 

 

 

(2)

يصلنا بين الحين والآخر بعض الإعلام المقروء وخاصةً (إعلام البارتي) واليوم ونحن نطالع صحيفة روداوو الكوردية القسم اللاتيني لفت إنتباهنا مقال للأستاذ فلك الدين كاكائي يستعرض فيها تاريخ العلاقة بين كلً من الحزب الديمقراطي الكوردستاني(PDK) وحزب العمال الكردستان(PKK) ويقول: بأن تاريخ العلاقة تعود إلى فترة الثمانينات والإنقلاب العسكري لكنعان إيفرين وملاحقة النشطاء والسياسيون الكورد والترك ولجوء عدد كبير منهم إلى دول الجوار.. وهكذا دخول عدد من قادة العمال الكوردستاني إلى كل من العراق وسوريا.

ولكن أكثر ما لفت إنتباهنا هو لقاء كل من السيدين إدريس بارزاني وعبد الله أوجلان في دمشق وذلك في عام 1980 وتوقيعهم على بروتوكول للتعاون والتنسيق بين الحزبين. بالتأكيد كل هذا جيد وحسن وأفرحنا ولكن مكان اللقاء طرح سؤال بديهي أمامنا: أين هذين الحزبين الرئيسيين من “سياسة عدم الإعتماد على الأنظمة الغاصبة لكوردستان“. فهل النظام السوري ليس بغاصب لكوردستان أم أن الحزبين الرئيسيين يطالبان الأحزاب الأخرى بهذه السياسة ومن دون أن يلتزما هما بنفس السياسة وعلى مبدأ: أفعل كل ما يطلبه الملا منك ولكن لا تعمل كل ما يفعله الملا.. وفهمكم كفاية.

 

 

 

100

 

 

(3)

إننا كنا وما زلنا من المعجبين بشخصية الدكتور برهان غليون وخاصةً الجانب الثقافي المعرفي للرجل وكونه إنسان أكاديمي نحترم سعة معرفته.. ولكن ما أخذ على الرجل هو هفواته وعثراته في حقل السياسة وقد تعددت خلال فترة ترأسه للمجلس الوطني السوري ونشاطه السياسي بشكل عام وقد كان لنا نحن الكورد نصيبٌ من تلك الهفوات والمزالق وللأسف من جانب د. برهان وآخرها ما جاء على لسانه من خلال مقابلة أجرت معه صحيفة روداوو الكوردية؛ حيث ومن خلال سؤال يوجه له كيف سيكون وضع الكورد في سوريا القادمة ولما لا يقر الإئتلاف الوطني السوري الحقوق القومية للشعب الكوردي.. فيتهرب دكتورنا العزيز مثل أغلبية المثقفين العرب بأن الإئتلاف غير مخول بتبني هذه القضية كونه (أي الإئتلاف) غير منتخب من الشعب وهذه قضية وطنية يهم كل الشعب السوري وليس كتلة سياسية، ولكن وعندما يواجهه الصحفي بسؤاله الذكي اللاحق: كيف يكون هذا وأنتم في الإئتلاف رفعتم علم الإستقلال بدلاً من علم الجمهورية العربية السورية.. فيرد بنوع من المراوغة والديبلوماسية السياسية: بأن الشعب والثورة هي التي أعطت الشرعية للعلم وبالتالي أصبح أمر واقع.
إذاً دكتوري العزيز.. تحولنا للشعب والإنتخابات والإستفتاء إن كان يحق للكورد الحصول على حقوقهم السياسية والثقافية والإجتماعية في دولة مركزية أو فيدرالية وهذه أيضاً متروكة للمزاج العروبي .. وأما عندما يتعلق المسألة بمنطق القوة ويفرض عليكم علم ما فلا تلجؤون للإنتخابات الديمقراطية وما شابهها من إستفتاءاتكم العروبية.. إنها لثقافة وسياسة بائسة وعنصرية أيها الدكتور العزيز. وهنا سوف يكون كل الحق مع المتعصبون في الضفة الأخرى الكورد بأن نعلن إستقلالنا أو على الأقل إستقلال القرار السياسي الكوردي وبالتالي فلنا الحق أن نعلن إدارتنا أو فيدراليتنا أو دولتنا الذاتية وذلك إن كان لنا القدرة والقوة على فرضها عليكم كأمر واقع؛ حيث المنطق السائد هو منطق القوة.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

101

 

 

ثقافة القطيع..؟!!

…الخلاف على الكرسياتية وليس الكوردياتية.

 

 

 

17 فبراير، 2014 · لوسرن‏ ·

يقول الدكتور عبد الباسط سيدا في بوست له ما يلي: ((ما لم نمتلك الجرأة الكافية لقول الحقيقة في الأيام الصعبة؛ وما لم نتمكن من تهيئة مستلزمات مواجهة التحديات، ستسود غريزة القطيع، والقطعان لا حول لها ولا قوة في مواجهة الذئاب)). إذاً لنتعرف أولاً على جملة مفاهيم ومصطلحات يتعلق بالبوست والمقال الذي نحن بصدده وذلك للإلمام بحيثيات الموضوع وجذورها الفكرية والتاريخية بدايةً ومن ثم التأسيس عليها والانطلاق إلى فضاءات العلاقة الكوردية_الكوردية وصراعاتنا البينية بين مجموعة المحاور والتيارات وأحزابنا السياسية الكوردية وعلى وجه الخصوص محوري الديمقراطي الكوردستاني والعمال الكوردستاني.

 

تقول ويكييبديا؛ الموسوعة الحرة عن سلوك القطيع التالي: ((هو مصطلح يطلق على سلوك الأشخاص في الجماعة عندما يقومون بالتصرف بسلوك الجماعة التي ينتمون لها دون كثير من التفكير أو التخطيط. هذا المصطلح في الأساس يطلق على تصرف الحيوانات في القطيع أو السرب. كما يطلق أيضا على سلوك الطلاب في المدارس أو الأشخاص خلال أنشطة مختلفة كالفرار من الحوادث أو نشاط سوق الأسهم. و يمكن أن تصنف المظاهرات في الشوارع كذلك ضمن هذا النوع من السلوك)). وبالتالي فإن السلوك القطيعي هو سلوك غرائزي بيولوجي تعود إلى الطبيعة البدائية “الحيوانية” لدى الإنسان ومنتفياً لدور العقل في التوجيه والإدراك والتقييم، بل محكوم بسلوك جمعي لكتلة من الكائنات العضوية (القطيع وبالكردي تعنيKerîحيث حرف K هنا مخفف). وهكذا فإننا نحن البشر وحينما نكون ضمن (قطيعنا) الحزبي كتيار سياسي أيديولجي أو الديني العقائدي والمذهبي أو حتى العرقي والقومي فإن سلوكنا يكون محكوماً بهذه الخاصية “الثقافة القطيعية” من مفهوم القطيع وبالتالي فإن العقل يغيب عند ذاك ونستحضر كافة الأحاسيس والمشاعر والغرائز البدائية الحيوانية لتتحكم بتصرفاتنا وسلوكنا نحو الآخر؛ المنتمي (للقطيع الآخر) والذي نختلف معه قومياً أو دينياً أو سياسةً وحزباً أيديولوجيا.

 

وإن هذه الخاصية والسلوك القطيعي والغرائزي تكون أكثر حدةً وعنفواناً لدى الكائنات والشعوب المتخلفة والتي لم تدخل المراحل المدنية بعد.. وبالتالي فهي جزء من “الثقافة القطيعية” إن جاز التعبير بأن نطلق مصطلح الثقافة على هذا السلوك الغرائزي لدى الإنسان البدائي عامةً؛ وإن ما نجده اليوم وما يجري في سوريا عامةً بين الاصطفافات المجتمعية (مذهبياً طائفياً وقومياً عرقياً وكذلك حزبياً أيديولوجياً) هو تعبير حقيقي وصادق عن ذاك السلوك الغرائزي القطيعي وعند إسقاطها على الحالة الحزبية والسياسية لدى أبنائنا من الشعب الكوردي فنجد بأن أغلبية صراعاتنا وخلافاتنا الحزبية وعلى الأخص بين محوري قنديل وأربيل تقع ضمن هذه الخانة والعقلية البدائية من السلوك القطيعي لبني البشر والذي يكون بذلك مؤشر حيوي وقاطع عن بدائيتنا وانتمائنا العضوي القطيعي والبعيد كل البعد عن السلوك المدني الحضاري والتي تعتبر الأحزاب كإحدى مؤسساتها الفاعلة في تلك المجتمعات المدنية الحضارية.. وهكذا وبموجب القراءة السابقة للواقع الكوردي فإنه يتوجب على الأحزاب الكوردية أن تقوم بتقييم ومراجعة شاملة لسلوكها وسلوك وثقافة أعضائها مع التيارات والأحزاب والمكونات المجتمعية الأخرى وذلك لكي نضع أولى خطواتنا الصحيحة والحقيقية في بناء مجتمعاتٍ أقل قطيعيةً وأكثر حضارةً.

 

 

 

102

“راحت السكرة وإجت الفكرة”

هل كردستان العراق أقدمت على مغامرة سياسية؟!

 

الحوار المتمدن-العدد: 5652 – 2017 / 9 / 27 – 16:57

المحور: القضية الكردية

يقول المثل الشعبي الدارج؛ “راحت السكرة وإجت الفكرة”، طبعاً يقال في تلك الحالات التي يكون المرء قد يتخذ بعض القرارات تحت الضغط الشعوري والانفعالات الوجدانية والتي تطغى عليها وبكل تأكيد العاطفة الجياشة وليس التفكير العقلاني الهادئ .. ونحن الكرد عموماً؛ معارضة وموالاة أو من داخل الإقليم مع كرد باقي الأجزاء والشتات، وقفنا جميعاً مع قيادة إقليم كردستان وأحزابها السياسية وعلى الخصوص مع الرئيس بارزاني في مسألة الاستفتاء على إستقلال كردستان وإن كانت تحت هيمنة الشعور الوجداني أو “السكرة” بحسب التعبير الشعبي والآن دعونا نُخضع المسألة والقرار للفكرة وذلك بعدما طارت الأولى وربما هي لم تطر بعد لدى الكثيرين منا، لكن رغم ذلك دعونا نحاول أن نستحضر الفكر والعقل في قضية الاستفتاء قليلاً ونقول: إننا وبدايةً نأمل أن يكون الرئيس بارزاني وقيادة إقليم كردستان قد أخذوا بعض الضمانات الإقليمية والدولية ولو من تحت الطاولة وإنهم لم يكونوا قد ذهبوا للاستفتاء تحت الضغط الجماهيري وتعطشها لتكون لها هي الأخرى كيانها ودولتها المستقلة وبالتالي تكون بذلك قد إرتكبت أخطاء قيادات عربية مصر والسادات تحديداً حيث وتحت الضغط الجماهيري ذهبت لحرب 73 وهي غير مستعدة لها فكانت حرب تدميرية رغم الادعاء العربي؛ بأنها كانت “حرب تحرير” وبالحقيقة كانت حرب تدمير؛ تدمير الجبهات ووحدة الصف العربي.
أو تكون تلك القيادات الكردستانية بالأحرى بعضها وبالأخص الديمقراطي الكردستاني وكما تقول بعض الجهات والمحللين السياسيين، قد ذهبت إلى الاستفتاء كهروب للأمام بحيث تديم سلطتها على الإقليم حيث نعلم جميعاً؛ بأن ولاية الرئيس بارزاني ومنذ سنوات وبعد أكثر من تمديد دستوري وآخر توافقي بين الكتل السياسية قد أنتهت وبالتالي كان يجب إنتخاب رئيس جديد، لكن قيادة الديمقراطي الكردستاني لم تقبل بإجراء الانتخابات وبقي السيد بارزاني يشغل المنصب بطريقة غير دستورية وقد عارض ذلك بعد الأحزاب والتكتلات السياسية وأبرزها حركة التغيير كوران مما شكل أزمة بين الطرفين؛ كل من “الديمقراطي الكردستاني وكوران” وصل لحد القطيعة وتعطيل البرلمان وذلك بعد أن مُنِعَ برلماني ووزراء كوران من دخول أربيل، كما روج في الإعلام كثيراً وبالتالي فإن هذا الفريق السياسي يحاول أن يقول: بأن السيد بارزاني يريد أن يمارس من خلال قضية الاستفتاء “الهروب للأمام”، كونه يدرك جيداً بأن لا يمكن لأي طرف سياسي كردستاني أن يعارض مسألة الاستفتاء على الإستقلال حيث وفي ظل الموجة الشعورية السكرة سوف يفقد من يعارض الاستفتاء جماهيره الحزبية وهكذا فقد وضعهم البارزاني في خانة اليك كما يقال؛ فإما الرضوخ لرغبته ورغبة الجماهير الكردية بإجراء الاستفتاء وبالتالي هو

103

بذلك أعطى لنفسه فرصة زمنية أخرى و”أكسجين جديد” ليبقى في سدة الرئاسة أو أن تقوم تلك الأحزاب برفض الاستفتاء وبذلك يكون فقدانها لجماهيرها وبقائها وحيدة عارية في الساحة ومن دون سند في الشارع وبالتالي سقوطها سياسياً من خلال خسارتها للقاعدة الشعبية.
طبعاً هذا الفريق الأخير ومع عدد من المحللين يعللون لجوء البارزاني وإصراره على إجراء الاستفتاء رغم كل المحاولات والجهود المحلية والإقليمية وحتى الدولية “الأممية” والتي قالت؛ بأن التوقيت غير مناسب، إلا أن الرئيس بارزاني أصر على إجرائه رغم كل تلك المحاولات، فإنهم يعزون ذلك لسبب شخصي حزبي حيث وبحسب قراءتهم وأنا اتفق مع تلك القراءة لدرجة كبيرة إنه أراد أن يجعل من مسألة الاستقلال قضية شخصية بحيث ترتبط ولادة الدولة الكردية بكاريزما البارزاني وليتم تدوين إسم كردستان كدولة وولادة مع إسم بارزاني وبذلك يكون قد حقق المجد الشخصي الكلي وهو أقصى ما يمكن لشخصية وطنية وسياسية أن يحلم بها حيث لا يعلى مجداً على مجد إرتباط دولة وطنية باسم زعيم سياسي وبذلك سيكون قد كلل كل تجربته السياسية والنضالية بهذه الولادة، بل ربما يكون تحت وطأة تحقيق الحلم الطفولي وهو يشاهد الوالد؛ “البارزاني الأب” يتطلع لتحقيق الحلم وها هو الأبن يقدمه هدية لذاك الرمز الأبوي وهنا الأب يأتي بالمعنى العضوي وكذلك بالمعنى الدلالي وهكذا فإن الحلم هنا ليس فقط حلماً ومجداً شخصياً، بل يمكن إعتباره حلم دين ووفاء وخضوع إرادة الابن لمشيئة الأب ونتذكر هنا الحكاية الأسطورية عن الولادة البشرية حيث صراع “آدم وإبليس” وخضوع الأول للمشيئة الإلهية ليكون الوريث على الأرض عن الرب، بينما الآخر أصبح ملعوناً وبالتالي فها هو الأبن يريد ان يحقق مشيئة الأب أو الرب وليحقق المجد لاسمه وهو بنفس الوقت تمجيداً وتخليداً شخصياً له ككاريزما ورمز وطني كردستان حيث سيدونه التاريخ وبه يكون قد حقق الوفاء للوالد وحقق المجد السياسي الأعظم لأي مناضل ورجل دولة يمكن أن يحلم به سياسياً ووطنياً!!
لكن وبعد ان طارت أو طيّرنا “السكرة” بعض الشيء، هل فعلاً ذهبت قيادات كردستان فقط تحت تأثير سكرة ونشوة الاستقلال والشعور العاطفي ومن دون ضمانات دولية وإقليمية، كما قلنا سابقاً، وكذلك من دون حساب العواقب إلا بعض التصريحات العاطفية والتي هي الأخرى تصب في خانة السكرة وليس الفكرة؛ مثل “أن نموت من الجوع خيرٌ لشعبنا من أن يبقى تحت الذل والاحتلال” وذلك على الرغم من إننا جميعاً نعلم؛ بأن واقع إقليم كردستان لم تكن بهذا السوء، بل يمكننا القول بان الإقليم كان يشكل حال وواقع دولة غير معلنة حيث لم تكن لبغداد أي سلطة حتى في تعيين شرطي بأربيل أو اي بلدة من بلدات إقليم كردستان (العراق) وقد أشتكى بعض السياسيين العرب العراقيين وقالوا؛ بأن “الكرد أصبحوا شركائنا في بغداد ولم يسمحوا لنا بشيء في أربيل”. وبالتالي فإن شعبنا لم يكن يعاني “الذل والاحتلال” من بعد ما شكل برلمانه وحكومته ومؤسساته الدستورية والتشريعية والتنفيذية، بل كانت سلطات الإقليم هي وحدها التي تسير أعمال المواطنين والبلاد ولذلك فمن المفروض أن تكون الخطوة التالية هي خطوة متقدمة لما كان عليه الحال في السابق ومن هذا المنطلق والحرص على شعبنا، فإننا نقوم بهذه القراءة وليس تشكيكاً بالنوايا، بل نتيجة خوفنا من أن نخسر ما كسبناه وذلك على “مذبح الشعور العاطفي أو رغبات شخصية بالمجد” حيث عندها ستكون الكارثة الكبرى على شعبنا الكردي ليس فقط في الاقليم، بل في عموم أجزاء كردستان الأخرى أيضاً.

104
لكن وبعد إجراء الاستفتاء هل يعني التوقف أو الاعتذار أو القول بأننا “نادمون على ما قمنا به”، بالتأكيد سيكون جوابنا جميعاً واحداً منافياً لذلك حيث لا يمكن إعادة عقارب الساعة للخلف، بل وبرأي يمكن عمل شيء واحد فقط في هذه المرحلة وهو أن تكون قيادة إقليم كردستان قد فكرت ووفرت البدائل الحقيقية للحفاظ على الاستفتاء ووصولاً للإستقلال الناجز حيث أي تراجع عن الخطوة سوف تشكل كارثة ليس فقط على المستوى السياسي، بل كذلك على المستوى الاجتماعي أي “الوجداني والمعنوي” وهو الأخطر برأينا حيث سيشكل صدمة وإنهيار في الشخصية الكردستانية والتي تعاني أساساً من الضعف والتبعية نتيجة واقع سياسي مؤلم عاشه ويعيشه شعبنا منذ عقود وأحقاب تحت الاحتلال والإذلال والإلحاق وبالتالي فليس أمام قيادة كردستان إلا المضي قدُماً في مشروعها السياسي نحو الاستقلال مع العمل جدياً على تأمين الأصدقاء والظروف والمناخات والبدائل التي تساعد على الوصول للحظة الولادة وإعلان دولة كردستان .. وبالأخير فإن ما جاء في المقال هي أسئلة وتخوفات نطرحها عليكم، لكن وبنفس الوقت نأمل أن نكون مبالغين ومههوسين في تخوفاتنا وتساؤلاتنا وبأن “السكرة” قد لعبت بعقولنا بحيث أن “الفكرة” لم تردنا بشكل جميل .. نأمل ذلك لكي لا نكون غراب النحس لكردستان!!

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

105

عفرين وفاجعة الاحتلال

 

إن مدينة عفرين هي إحدى مدن محافظة حلب وهي مركز منطقة عفرين (كورداغ سابقاً)، تشكل أقصى الزاوية الشمالية الغربية من الحدود السورية التركية، وهي منطقة جبلية معدل الارتفاع بين 700 – 1269 م، وأعلى قمة فيها في الجبل الكبير كريه مازن (Girê Mazin) الذي يعد جزءاً من سلسة جبال طوروس في سوريا ومساحتها حوالي 3850 كم2 أي ما يعادل 2% من مساحة سوريا تقريباً. وإن منطقة عفرين متنوعة في جغرافيتها بين السهول والجبال ويمر بها نهر عفرين الذي يمتد في سوريا مما يقارب 85 كم ويعتبر هذا النهر وروافده من أهم المصادر المائية لهذه المنطقة الزراعية. وإدارياً تتبع منطقة عفرين لمحافظة حلب ومركزها مدينة عفرين التي تبعد عن حلب 63 كم وعدد السكان حوالي 60 ألف نسمة طبعاً تضاعف العدد بعد “الثورة السورية” بأكثر من ثلاث مرات وتتألف بالإضافة إلى مدينة عفرين من سبع نواح هم: (مركز المنطقة، شران، شيخ الحديد، جنديرس، راجو، بلبل ومعبطلي) و366 قرية ويبلغ مجموع عدد سكان منطقة عفرين (523,258) نسمة حتى تاريخ (31/12/2010) وهم من الكورد لكن حالياً تجاوز المليون نسمة مع بعض الجاليات العربية التي سكنت المنطقة أو جلبت بموجب سياسة عنصرية من نظام البعث وبحجة الاصلاح الزراعي كما ذكرنا.

 

وأخيراً فإن عفرين هي جنة الزيتون حيث يفوق عدد أشجارها الخمسة عشر مليون شجرة.. ذاك موجز جد مختصر للمنطقة من حيث الطبيعة والسكان والجغرافية ولكن تبقى عفرين بجانبها الفكري والثقافي والحضاري أكثر أهميةً ودلالةً على إنها كانت المنطقة الأكثر تطوراً اجتماعياً وحضارياً وثقافياً من باقي مناطق كوردستان ليس فقط في الجزء السوري وإنما في عموم كوردستان وإن المنطقة كانت قد شهدت في السنوات الأخيرة وتحت ظل الإدارة الذاتية المزيد من التطور في مختلف المناحي العمرانية والثقافية حيث شهدت المنطقة حراكاً عمرانياً كبيراً مع تطور بالجوانب الثقافية التعليمية باللغة الأم وبذلك كانت المنطقة تؤكد يوماً بعد آخر على هويتها الكردية وذاك ما جعلت تركيا مع بعض المجاميع الميليشاوية ذات التوجه السلفي الإخواني من التحرك لضرب المشروع السياسي في المنطقة بحجة “محاربة الإرهاب” رغم أن الجميع يعلم بأن تركيا وتلك القوى استهدفت المكاسب الكردية وقد صرحت الكثير من القيادات التركية والمعارضة السورية بتلك الحقيقة وقد وصل الأمر بالبعض منهم لأن يقول؛ “إذا فكر الأكراد بتقسيم سوريا فإننا سوف نقسم ظهرهم” وللأسف هذا ما حصل بتاريخ 18/3/2018 مع دخول القوات الغازية لتحتل المنطقة وتكون بداية الفاجعة العفرينية.

 

http://xeber24.org/archives/102537

 

 

 

 

 

 

 

106

عفرين ..

هل ستكون كركوك أخرى؟!

 

 

 

إننا سنحاول في المقالة أن نقدم وجهة نظر وقراءة سياسية حول بعض السيناريوهات والمخرجات التي تنتظر عفرين وذلك في ضوء الصراعات الإقليمية والدولية وأيضاً كجواب على ما يطرحه الكثير من الإخوة الأصدقاء بخصوص المنطقة وهم يتساءلون؛ “وما هو مصير عفرين؟”. طبعاً لو بحثنا في مجمل الصراع على المنطقة وخصوصاً ما تعرف بمنطقة الشرق الأوسط لوجدنا بأن الصراع في عمقه ودلالاته الواضحة هو صراع على خيرات المنطقة وتحديداً منابع النفط وخطوط ايصالها للقارة الأوربية حيث كانت هناك عدة مشاريع أوربية شرق أوسطية رسمت وخططت لها في الدوائر الغربية والأمريكية لتنفيذها وبالتالي كسر الاحتكار الروسي لمسألة ايصال الطاقة للقارة الأوربية بحيث لا تكون هذه الأخيرة وقراراتها السياسية رهن المواقف والمشاريع الروسية وقد وقفنا سابقاً على الموضوع في أكثر من مقال وبوست، لكن الروس وبالتعاون مع حلفائها الإقليميين وعلى الأخص الإيرانيين والذين تجمعهم المصالح الاقتصادية في مجال الطاقة أكثر من أن يكون التوافق على الأيديولوجيا والقضايا السياسية ولذلك ونتيجة الصراع بين المحورين ونقصد المحور الروسي الإيراني وبدعم صيني من جهة والمحور الآخر المتمثل بالأمريكان والأوربيين وبعض الدول الخليجية وعلى رأسها السعوديين وقطر قبل أن تنحاز هذه الأخيرة للمحور الآخر فقد تفجرت الأوضاع في منطقتنا لتدفع هذه الشعوب أثمان مصالح دول وشركات عالمية.

 

إذاً القضية كانت وستبقى قضية مصالح دولية وإقليمية وليس حقوق وأيديولوجيات، كما تروّج لها إعلامياً؛ بأن الصراع بين قوى الخير والشر أو اليسار واليمين ومؤخراً ما يروّج له؛ بأن الصراع بين الديكتاتورية والديمقراطية، طبعاً لا ننفي بأن في جزء منها صحيح، لكن وبكل تأكيد ليست تلك المفاهيم والأيديولوجيا عموماً هي من تحرك الشعوب والجيوش وتقودها للحروب، بل المصالح الاقتصادية والثروات والامتيازات ولكن ولكي تقنع تلك الشعوب بضرورة هذه الحروب لا بد أن تقدم لها أسباب أخلاقية وطنية تحت مسميات ومفاهيم عقائدية دينية أو سياسية بحيث تبرر حروبك المالية القذرة. وهكذا فإن كل الحروب الماضية واللاحقة أيضاً سوف تستخدم المبادئ والعقائد لتمرير المصالح والفوائد وإن الشعوب والجيوش هي الوقود التي تحقق تلك الأهداف والغايات وبنوع من الاستغفال والاستغباء لها بحيث تقاد لتلك المحارق والحروب الكارثية من أجل بعض القادة والأسياد وزيادة ثرواتهم وغناهم الفاحش وللأسف.. ربما يجد البعض بأن هذا التوصيف قاس وغير موضوعي بحق تلك المكونات والشعوب التي تحارب لنيل حريتها واستقلالها أو ما كانت تسمى سابقاً بحركات التحرر الوطني ورغم إقرارنا بصوابية رأيهم لدرجة ما، لكن حتى حروب هذه الفئة أو الشعوب تشعل وتقاد بأوامر من تلك الدول والشركات التي تبحث عن مناطق توتر جديدة للهيمنة وزيادة النفوذ والاستثمار فيها، كونها بالأخير تبحث عن مصالحها وليس قضايا تلك الشعوب وربما نحن الكرد خير من يدرك هذه الحقيقة حيث وللأسف الجميع تاجر وما زال يتاجر بقضايانا الكردستانية.

 

وللوقوف أكثر على قضية متاجرة الآخرين بنا وبقضاينا ودون الدخول في دهاليز الماضي والاتفاقيات والمعاهدات الاستعمارية ذات الشأن بخصوص الموضوع من “سايكس بيكو” و”سيفر” و”لوزان”.. وغيرهم، فإننا لو وقفنا على ما جرى ويجري في إقليم كردستان وعلى الأخص مسألة كركوك وباقي “المناطق المتنازع عليها” وفق الدستور العراقي وغدر الغرب والأمريكان وخيانتهم للكرد وذلك عندما سمحوا للجيش العراقي والحشد الشعبي بأن يستولي على تلك المناطق بعد أن كان قد حررها البيشمركة من “داعش”، يكشف لنا مدى نفاق الغرب والحليف الأمريكي في كل القيم والمبادئ، بل وتنكرهم لكل الوعود والأحلاف وذلك عندما تقتضي مصالحهم ومشاريعهم الاقتصادية الاستراتيجية حيث كانوا يعتبرون الكرد وقواتهم العسكرية أهم “شريك” لهم في محاربة قوى التطرف والتكفير والإرهاب بالمنطقة، لكن عندما شعروا بأن المشروع الكردي والذي قاده الرئيس بارزاني بخصوص الاستفتاء والاستقلال سوف يضر بمصالحهم في المنطقة ويجعل كل من الروس والإيرانيين يستفيدون من المسألة بحيث يتقلص النفوذ الغربي الأمريكي في المنطقة

107

وينحصر فقط في المناطق الكردية بكل من سوريا والعراق إن ساندوا الكرد في مشروعهم، فإنهم انقلبوا على الكرد ليقدموا الدعم للحكومة العراقية في مسعى منهم لافشال إيران وفريقها السياسي في العراق متناسين بأن من يحكم بغداد هم الميليشيات الشيعية وليس حكومة وطنية وأن الولاء الحشدي هو لـ”قم وطهران” وليس للنجف وبغداد أو على الأقل في الأغلب كذلك وهكذا فقد تنكر أولئك لكل تلك الادعاءات من محاربة التطرف والإرهاب والسماح لقوى متطرفة دينياً كالحشد الشيعي والتي لا تختلف كثيراً عن “داعش” بالتمدد في المناطق الكردستانية بحيث بات اليوم هناك من يطالب بأن تصبح كركوك إقليماً مستقلاً كحل وسط وربما تحت الحماية الدولية.

 

وهكذا فقد نجح الأمريكيون بأن يجعلوا كل الأطراف؛ السنة العرب والتركمان وحتى الشيعة وأخيراً الكرد يحتاجون لها من أجل ايجاد مخرج سياسي في تلك المناطق المستقطعة من كردستان أو ما تسمى بالمتنازع عليها ولذلك وعندما قلنا في العنوان؛ “عفرين.. هل تكون كركوك أخرى”، فإننا قصدنا هذا السيناريو وبأن يعيد الأمريكان مع روج آفاي كردستان ما قاموا به مع الإقليم الكردستاني حيث نعلم بأن عفرين تمثل نقطة الصراع بين المشروعين؛ أي المشروع الغربي الأمريكي والروسي الإيراني وذلك كأهم جزء من الكريدور لايصال خطوط النفط لأوربا، لكن ربما يتم التوافق بين الأطراف جميعاً على تسليم المنطقة ونقصد عفرين للنظام أو لتركيا بحيث يحتفظ الأمريكان بشرق الفرات والروس وإيران بغربها وكذلك يتم تطمين تركيا وحتى النظام السوري وإيران بأن؛ “لا مشروع كردي ولا انفصال” وكذلك فهي بذلك سوف تطمئن الروس بأن لا كريدور للبحر المتوسط.. وهكذا يتم طمأنة الجميع على حساب الكرد وقضاياهم الوطنية الكردستانية وتكون هي أي أمريكا أحتفظت بأهم منابع الطاقة في شرق الفرات وتكون خط ايصالها متوفراً عبر الأراضي الكردستانية الخاضعة لتركيا وصولاً لمرفأ جيهان ومن الجانب الآخر يحتفظ الروس بالساحل السوري كقاعدة عسكرية متقدمة لهم في الشرق الأوسط وكذلك يحتفظ النظام بالكرسي لمرحلة قادمة إلى أن يتم ايجاد بعض المخرجات لاشراك عدد من الأشخاص ممن يعرف برموز المعارضة مع تعديل دستوري وانتخابات صورية في البلاد ويبقى للكرد بعض الامتيازات والحقوق الثقافية والادارية في مناطقهم ضمن سوريا كدولة فاشلة لا مركزية على غرار النموذج العراقي.. وهكذا يمكننا أن نختصر ونقول؛ الصراع سيبقى مستمراً وربما تتحول عفرين لكركوك أخرى ويجعلوها منطقة خاضعة للجميعوبإشراف دولي او على الأقل روسي أمريكي.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

108

 

 

 

كركوك الكل خذلوك من أجل برميل!!

 

الحوار المتمدن-العدد: 5676 – 2017 / 10 / 22 – 07:18

المحور: القضية الكردية

ربما يتبادر لذهن البعض من الإخوة القراء والمتابعين الكرام، بأننا نقصد بـ”البرميل” السيد العبادي؛ رئيس الوزراء العراقي كما وصفه بعض الإخوة، لكن بالتأكيد ليس هو المقصود وذلك على الرغم من أن البعض يراهن عليه في مشاريعه السياسية في المنطقة، إن كانت دول إقليمية مثل الأتراك والسعوديين أو الأمريكان بأنه رجل الاعتدال الوطني في وجه رجل إيران القوي ونقصد رئيس الحكومة السابق “نوري المالكي” حيث تراهن هذه الدول الإقليمية وكذلك الغرب والأمريكان على هذا “البرميل” مع الاعتذار لاستخدام التعبير وهو جاء فقط بقصد الدلالة والاستعارة وليس بقصد الاساءة الشخصية وذلك لقطع الطريق على إيران وتمددها في المنطقة وخاصةً أن الانتخابات العراقية على الأبواب وتعمل إيران لإعادة رجلها أي المالكي لسدة الحكم في بغداد، مما دفع بتلك الدول الإقليمية التي أشرنا لها، لأن تتهافت على دعم السيد العبادي بحيث بات الرجل لا يعرف كيف سيلبي الدعوات التي بدأت تنهال عليه وقد بدأها بالسعودية والتي تعني الكثير في لعبة المحاور السياسية المنقسمة سنياً شيعياً في المنطقة، بل وصل الأمر بالأمريكان بأن يخذلوا حليفهم الأساسي في المنطقة ونقصد الكرد وذلك فقط لخاطر سواد عيون العبادي، طبعاً ليست هذه هي الحجة أو المبرر الوحيد لخذلان الكرد من قبل الأمريكان والغرب، لكن بالتأكيد إنه أحد الأسباب والدوافع الأساسية لذلك حيث هناك الرهان الأمريكي وكذلك المحور السني على “الإعتدال العبادي” متناسين بأن الرجل هو الذي يحكم في بغداد، بل التي تحكمها هي المراجع الدينية والمليشيات العقائدية التابعة لإيران، مما يجعلنا متيقنين بأن الرهان فاشل.
لكن دعونا من السيد العبادي والرهان الغربي الأمريكي دولياً والمحور السني إقليمياً عليه ونعود لواقع كركوك وعموم الواقع الكردي في الإقليم الكردستاني والمقدمات التي أدت بنا جميعاً إلى هذا التردي من الحالة أو الأزمة السياسية الراهنة، فهل هي وليدة اللحظة التاريخية وما يروّج بأنها بسبب الاستفتاء من قبل البعض أو كما يدعي فريق آخر؛ بأنها نتيجة “خيانة” شرزمة من “عجيان السياسة” كما يحلو للبعض الآخر تسميتهم .. أم هي بسبب الفساد الإداري والانقسام السياسي في الإقليم وعدم القدرة على تشكيل حكومة إقليمية موحدة قادرة على إدارة الملفات السياسية أم أن المسألة كلها تتعلق بعداء الجيران وخيانة الحلفاء من الغرب والشرق.. طبعاً وكأي متابع للحدث وفي مقالة لا يمكن المعالجة أو الوقوف والإلمام بكل التفاصيل والوقائع التي أودت بنا إلى ما نحن فيه اليوم، رغم تأكيدنا على أن كل ما ذكر وما سيذكر هي فعلاً أسباب ومقدمات واقعية دفعت الحركة الكردية وتحديداً قيادة

109

الإقليم لواقع سياسي لا يحسد عليه وبالتالي ولكي نقف على تلك الأسباب دعونا نحاول أن نتتبع الخيط الزمني بالعودة للخلف قليلاً كي نفهم الأمور بشكل يسهل علينا جميعنا فهم خيوط اللعبة في واقع إقليم كردستان ولكي لا نطيل عليكم كثيراً سوف نحاول إيجاز الأفكار بعدد من النقاط والقضايا وهي:
أولاً_ على الصعيد الداخلي الكردستاني:

الخلاف الحزبي الداخلي.. بقناعتي ليس بخافٍ على أحد أن قطبي الصراع في الإقليم هو بين الجلاليين والبارزانيين وإنه ليس بجديد، بل تعود لعام 66 من القرن الماضي وذلك عندما إنقسم الحزب الديمقراطي الكردستاني وخرج كل من السيدين؛ “إبراهيم أحمد” وصهره “جلال طالباني” ومعهم كوادر سياسية طبعاً، ليشكلوا “الاتحاد الوطني الكردستاني” وكانت بداية صراع سيمتد ليومنا هذا حيث شهد ذروته في التسعينيات من القرن الماضي فكان الاقتتال الداخلي، بل والاستعانة بقوات معادية؛ إن كانت إيرانية أو عراقية لكسر شوكة الآخر والتفرد بالقرار السياسي في الإقليم الكردي.

غياب الفكر المؤسساتي ليكون الفكر العشائري العائلي هو المحرك والقائد في التجربتين السياسيتيين في الإقليم حيث نلاحظ تحكم البارزانيين في الديمقراطي الكردستاني وبالمقابل هناك الجلاليين الذين لهم النفوذ الأوسع على الاتحاد الوطني الكردستاني.

الانقسام الاجتماعي في الإقليم حيث الخلاف اللهجوي الاجتماعي بين “السوران” و”البهدينان” لدرجة “العداء” في بعض الحالات وللأسف.

قضايا الفساد المالي والإدارة والرشوات والمحسوبيات والولاءات مع إنقسام سياسي وإجتماعي جعل من الإقليم هشاً ضعيفاً إدارياً وسياسياً، بل وفي حقيقة الأمر هو ليس بإقليم واحد وإنما إقليمين وبإدارتين مختلفتين حيث لكل إدارتي السليمانية وأربيل توجهاتها وأجنداتها السياسية لدرجة يمكن أن نقول ودون تردد؛ أن أي الإدارتين لا تقدر أن تحكم بقرار نقل شرطي في الإدارة الأخرى وكمثال نقدمه عن واقع الحال، فإن إدارة أربيل أصدرت مذكرة إعتقال بحق الراحل “نوشيروان مصطفى”؛ زعيم حركة التغيير ورغم رفضنا للمذكرة لكن أربيل لم تستطع أن تنفذها، كون المذكور كان يقيم في “الإقليم الآخر؛ أي السليمانية” وليست لأربيل سلطة عليها.

ممارسة السياسة ومن قبل كل الأطراف بطريقة “الحفر تحت الأقدام” حيث كان الديمقراطي يحفر تحت أقدام الاتحاد ويحاول إضعافه وعندما حصل ذلك مع خروج حركة التغيير من داخل صفوف هذه الأخيرة، فإن الديمقراطي شكل حلف ثنائي مع الاتحاد لضرب المنافس السياسي الجديد حيث كان كوران أي حركة التغيير يشكل الكتلة البرلمانية الثانية بعد البارتي في برلمان كردستان.

الصراع بين كل الأطراف وخاصةً الجلاليين والبارزانيين على الثروات والنفوذ والسيطرة على خيرات كردستان وأهمها مسألة النفط وكركوك والتي فجرت الأزمة الأخيرة بحيث كانت بمثابة الكارثة على الجميع ليس فقط على صعيد إقليم كردستان وإنما على مستوى القضية الكردية عموماً.

ضعف الديبلوماسية الكردية في نسج علاقات قوية مع دول العالم وذلك على الرغم من كل هذه السنوات التي وفرت لها أن تؤسس شبكة ديبلوماسية تعمل في عواصم الدول الأوربية وتوصل مطامح الشعب الكردي لمراكز القرار الدولي.

110
ثانياً_ على الصعيد الإقليمي والكردستاني: نتيجة الانقسام السياسي والاجتماعي والجغرافي فقد دخل كل من أربيل والسليمانية في سباق حميم مع بعض الدول الإقليمية وعلى رأسها الدولتين الغاصبتين لأكبر جغرافيتين كردستانيتين أي تركيا وإيران حيث بدء كل طرف يريد أن يستقوي بالدولة الغاصبة “الجارة” وكانت نتيجة ذلك زيادة حدة التوتر والانقسام بين الفريقين حيث من مصلحة هذه الدول الغاصبة عدم استقرار هذا الإقليم الكردستاني الوليد في المنطقة أو على الأقل وضعه تحت النفوذ والهيمنة لتلك الدول الغاصبة لكردستان وذلك ما تحقق لكل من تركيا وإيران، بل وأنعكس على علاقاتهما مع الأحزاب والحركات الوطنية في الأجزاء الأخرى من كردستان فقد وجدنا التقارب العمالي الكردستاني مع السليمانية في حين كانت أربيل تحتضن أحزاب الجزء الشرقي من كردستان والخاضع لسلطة الملالي في إيران، طبعاً كان يتخلل علاقة كلا الطرفين بعض الدفء والفتور مع الجانب الإقليمي الآخر وذلك بحكم مصلحة تلك العواصم الإقليمية وضرب الطرفين الكرديين ببعضهما البعض أو بهدف تخويف الدولة الإقليمية الأخرى وتهديد مصالحها في المنطقة وتحديداً بإقليم كردستان.
ثالثاُ_ على المستوى الدولي: إننا وخلال كل الفترة الماضية نلاحظ بهيمنة أمريكية صرفة على مقدرات وسياسات إقليم كردستان مع بعض العلاقات الخجولة مع عدد من الدول الأوربية وفقط في إطار المساعدات العسكرية لمحاربة المجاميع الاسلامية المتطرفة وبالأخص “داعش”، بينما تناست حكومة الإقليم دول ذات مكانة إقتصادية عالمية مثل الصين من أن تطرق أبوابها بهدف جلب رساميل وشركات عالمية للاستثمار في الإقليم، بل وللأسف فإن أربيل أكتفت بفتح الباب أما الشركات التركية بهدف تقوية ظهرها من دولة إقليمية جارة متناسيةً بأن تركيا لها مخاوفها الدائمة من بروز أي دور إقليمي كردي وهي التي تعاني من هذا “الكابوس” في داخلها .. وهكذا وللأسف فإن الإقليم ضيعت على نفسها فرصة نسج علاقات إقتصادية عالمية تكون سنداً لها في مواقفها السياسية مع ضعف في التحرك الديبلوماسي كما أشرنا سابقاً.
إن كل هذه العوامل وليس الاستفتاء والتي جعلت الحجة شكلت بنية هشة لحكومة إقليمية فتية أقرب لحالة عائلية عشائرية حزبوية منها لحكومة وطنية وللأسف وبالتالي جعل من السهولة إختراقها وفكفكتها لكتل ومحاور متصارعة، كما نراه اليوم حيث ولولا العوامل السابقة، لما كان من الممكن إختراق جسم الحكومة بتلك السهولة من بعض “مراهقي” السياسة مثلما سماهم البعض، بل لولا الانقسام والبنية الهشة وعلى كل المستويات السياسية والإدارية وحتي العسكرية حيث ولليوم فإن المؤسسة الأهم للدفاع عن الوطن والإقليم لم تتوحد وهي أقرب للميليشيات الحزبية منها لمؤسسة وطنية دفاعية، بل وحتى على المستوى الميليشاوي الحزبي فقد تم الكشف مؤخراً؛ بأن ليست لها قرار إداري واحد حيث كل مجموعة تابعة لقائد عسكري أو زعيم سياسي وخاصةً في جانب الاتحاد الوطني الكردستاني، مما سهل على الآخرين مثل “قاسم سليماني” من إختراق هذه المنظومة وعقد صفقات سرية أو لنقل بصراحة أكثر عقد “صفقات مالية” وتحت التهديد وبإعترافهم هم مع بعض المغريات والامتيازات السياسية والمالية وبأن يجعل هؤلاء يوقعون على عقد “صك

111

الخيانة” أو “صك الولاء” لإيران وضرب المشروع السياسي لأربيل بحسب مزاعمهم حيث صرحت المتحدثة باسمهم والمدعوة “آلا طالباني” بأنهم؛ “غير مستعدون للتضحية بعشرة آلاف بيشمركة من أجل دولة يحكمها البارزاني” ضاربةً بعرض الحائط توقيع قيادتهم على المشروع مع الديمقراطي الكردستاني وضاربةً معها بحلم ملايين الكرد في الحرية والاستقلال. وهكذا فقد توفرت عوامل عدة مساعدة للإنهيار حيث البناء بالأساس هش وغير قائم على أسس ودعامات ومؤسسات وطنية، بل على فكر حزبوي قبلي عائلي عشائري عصبوي يحاول النيل من الآخر ولو على حساب القضايا الكردستانية.
ولكن ورغم كل ما سبق دعوني أؤكد وبعد كل هذه الإدانة لموقف تلك الزمرة التي وقعت على “صك الخيانة” مع قاسم سليماني وغيره في قضية كركوك، فإنني وبكل تأكيد لا أبرر للطرف الآخر أخطائه السياسية، بل هم كذلك تخلو عن المدينة ونقصد كركوك، بل التخلي عن الحلم الذي راود خيال الملايين من أبناء شعبنا بطريقة جد مذلة بحيث أشعر كل كردي بالذل والهوان وكانت المرارة مضاعفة لكل واحد يجد في ذاته بعض النخوة والانتماء لهذه القضية حيث لم نطعن فقط من موقعي الصك، بل كذلك من البيشمركة الذين هم يتبعون للبارزانيين أيضاً حيث وعلى الرغم من إنني أرفض أي شكل من أشكال الحروب وإراقة الدماء، بل ربما أُفضل حل الدولة الفيدرالية الديمقراطية على الجمهوريات والممالك القومية المنغلقة، لكن كنت أأمل مثل الملايين من أبناء هذه الأمة أن لا يترك البيشمركة مواقعهم بتلك الطريقة التي أشعرتنا جميعاً بالمهانة والإنكسار والذل، مما جعلت ترفع درجة الحقد والعصبية الأقوامية في داخل كل إنسان كردي باتجاه المكون الشيعي وللأسف كون عنجهية البعض من هؤلاء وهم يتعاملون مع الرموز الوطنية الكردية، بل مع المواطنين الكرد في تلك المناطق التي أحتلوها، كما وصفها النائب الأول في الاتحاد الوطني “كوسرت رسول” أجج مشاعر الحقد والعنصرية لدينا جميعاً، لدرجة أن هذه المرارة دفع بأعلى شخصية قياديية في الاتحاد الوطني لأن يطلق على تلك القوات اسم “قوات إحتلال” .. نعم أعيد وأقول: بأن ومع كل حرصنا على دماء أي بيشمركة وغيره، فبقناعتي الشخصية؛ بأن الكارثة كانت ستكون أقل وطأةً لو قاوم البيشمركة أولئك الغازين “المحتلين” وربما كانت الصدمة بالخزي والعار أقل تدميراً للذات الكردي حتى من رؤية أولئك الحشود يدخلون على أجساد جثث البيشمركة، لكن هكذا تشرع الأبواب وتخرج من المواقع وهم يهتكون بأعراضنا الأرض عرض أيضاً فكانت الفاجعة والمرارة علقماً في حلق الجميع .. ولذلك لا تبرير لأحد، لكن درجة ومستوى المسؤولية تختلف حيث الآن تكون الأولوية لمن خان ومن ثم يأتي محاسبة من خذل وهرب.

 

 

 

 

 

 

112

 

 

كركوك بين الخيانة والمقاومة!

 

 

الحوار المتمدن-العدد: 5674 – 2017 / 10 / 20 – 22:18

المحور: القضية الكردية

هناك مثل كردي يقول: “الضربة التي لا تقتلك تقويك”.

نعم الضربة أو بالأحرى الصدمة التي تلقاه شعبنا في كركوك، ربما أفقد الكثيرين منا توازنه بعض الشيء مرحلياً وبات الواحد يتخبط في قراراته وحتى مشاعره تجاه الحركة والقيادة السياسية في الإقليم الكردستاني، لكن بقناعتي وكما يقول المثل الكردي؛ فقد تكون هذه الضربة أو الصدمة بداية مرحلة تاريخية جديدة في الوعي والسياسة الكردية بحيث نحاول التأسيس لفكر عقلاني يعتمد على البحث والتحليل في الاستقراء أكثر من الاعتماد على الشحنة العاطفية الثورية لدى جماهيرنا الكردية، طبعاً نقولها على المستوى السياسي والخطابي للحركة الوطنية الكردية وكذلك على مستوى النخب الثقافية الوطنية وبالتالي اعتماد لغة أقرب إلى اللغة الواقعية السياسية منها إلى لغة المنابر الحزبية التي تعتمد العاطفة الوطنية الكردستانية. وهكذا تبدأ الحركة الكردية في قراءة الواقع والامكانيات والظروف بحيث تكون منطلقات فكرية نظرية لطرح مشاريع سياسية وطنية كي لا نعيد الكوراث والمآسي بشكل دوري على رؤوس هذا الشعب الذي بات يشك في قدرته على الخلاص من العبودية والاحتلال وإغتصاب هذه الكيانات الإقليمية لجغرافيته وتاريخه وثقافته وحضارته الكردستانية عموماً.
لكن وقبل أن يتمكن شعبنا ونخبها الوطنية ومعها الحركة الوطنية الكردية من تجاوز هذه الضربة أو الصدمة الأخيرة، لا بد من إعادة هيكلة أو برمجة الوعي السياسي الكردي عموماً وعلى الأخص الكادر الحزبي القيادي بحيث يكون الولاء أولاً وأخيراً للقضية والوطن وليس للحالة الحزبية حيث وللأسف؛ فإن الكرد وعلى مر التاريخ كانوا ضحايا الخلافات الداخلية أكثر من أن يكونوا ضحايا للتحالفات الخارجية ومصالحهم الحيوية وعلى حساب قضايا شعبنا حيث وفي كل مرة نجد انكساراتنا تكون أولاً من الداخل وقد وصل الأمر لدرجة بات أحدنا يشك بالشخصية الكردية ويتساءل هل “الشخصية الهورباكية” أصبحت جزء من الشخصية الكردية وملاصقة له في كل مراحل نضاله التاريخية وكأنها لعنة أو عقدة من تاريخ الأجداد تلاحقنا لنقع في الحفرة نفسها كل مرة وإن كانت تحت مسميات مختلفة، فقديماً كانت الصراعات بين شخصيات وقيادات وممالك متناحرة وفي مراحل أخرى بين

113

الانتماءات القبلية العشائرية أو المذهبية والطائفية الدينية واليوم ها نعيد تجربتهم على أسس وانتماءات حزبية بحيث باتت الأطراف والكتل الحزبية على استعداد للتنسيق مع غاصبي كردستان كما حصل مؤخراً في كركوك وذلك مقابل إنتصارات وهمية لفريقه السياسي وإعادة التجربة الهورباكية.
إذاً ما زال “هورباك” يفعل مفاعيله في الواقع الكردي وللأسف، بل باتت الهورباكية في نظر هؤلاء الخونة وطنية وحرص على القضية والشعب وهم يروّجون لخيانتهم بكل وقاحة على القنوات ووسائل التواصل الاجتماعي بحجة أن الطرف الآخر أي البارزانيين يستولون على خيرات كركوك ونفطها ويحاولون إقصاء الآخرين عن المناصب والمشاركة في إدارة إقليم كردستان، طبعاً لا يمكن نفي واقعية بعض تلك المطالب والحقائق، لكن هل استبداد وفساد العائلة البارزانية يبرر الخيانة وممارسة الهورباكية، ثم كنا احترمنا قرارهم ومطاليبهم تلك، بل ربما كنا وقفنا معهم ضد استفراد الديمقراطي الكردستاني بالحكم لو كانوا يملكون من الجرأة والشرف والوطنية بحيث يطرحوا مشروعهم السياسي البديل “الديمقراطي أو العراقي” في وجه المشروع “القومي الكردستاني” للبارتي، لكن أن يوهموا هذا الأخير وللحظة الأخيرة؛ بأنهم مع المشروع الكردستاني وإجراء الاستفتاءات وفي اللحظة الحاسمة ينقلبوا على البارتي فتلك هي الهورباكية بعينها، بل قاع الخسة والدناءة والعهر السياسي ولذلك فلا مهادنة مع هؤلاء الهورباكيين.
ربما البعض يفهم من موقفي هذا بأنه؛ نوع من الولاء العقائدي الأعمى للبارتي والبارزانيين أو للمشروع القومي الكردستاني رغم أن ذلك يشرفني لكن أؤكد بأنه ليس إنتماءً أعمى، بل إنني وجهت الكثير من النقد للبارتي وللرئيس بارزاني نفسه في قضية التمديد أو تعطيل البرلمان وغيرها من القضايا التي وجدت فيها ما تخالف قراءتي للسياسة وللمصالح الوطنية الكردستانية، بل ولأكون واضحاً أكثر؛ فإنني من الذين يؤيدون المشاريع الديمقراطية أكثر من المشاريع القوموية المنغلقة، لكن وبنفس الوقت فإنني أعلم بأن الواقع الاجتماعي والحضاري للمنطقة ولشعوبنا غير قادر على انتاج نظم سياسية وطنية ديمقراطية قبل المرور بمرحلة الكيانات الأقوامية ولذلك فإنني مع مشروع البارتي في هذه المرحلة ومستقبلاً سيكون الحياة للدول الفيدرالية والكونفيدرالية ولكن بعد تحقيق مكونات المنطقة لكياناتها السياسية بحيث تأتي لتشكيل هذه الكيانات الكونفيدرالية وفق إرادتها السياسية وليس أمراً مفروضاً عليها من قبل الآخرين، كما يتوهم فعلها جماعة الهورباكيين في الاتحاد الوطني مؤخراً مع قيادات عراقية مسيّرة إيرانياً وهم يحلمون بأن يكونوا (أسياد وأمراء) النفط من خلال الاستيلاء على آبارها في كركوك مع العلم أن السيادة وإن نجح “مشروعهم” ستكون لإيران وليس لأحد آخر وبقناعتي هذا ما لن يقبل به الأمريكان.
بالأخير يمكننا القول؛ بأن على البارزانيين أن يغامروا ويضعوا قوى التحالف وأمريكا تحديداً بين أحد الخيارين؛ إما دعم المشروع الكردستاني وإفشال الهورباكيين ومن ورائهم الإيرانيين أو التوافق مع إيران نفسها بالسماح لها للتمدد ليس إلى كركوك وخانقين ومخمور وشنكال، بل إلى الحدود التركية في زاخو وإبراهيم خليل وحينها “تسطفل” أمريكا في معالجة تمدد النفوذ الإيراني والهلال الشيعي في المنطقة وليس فقط في كردستان. وهكذا فإن القيادة الكردية في أربيل ستضع الحلفاء في “خانة اليك” كما يقال؛ إما القبول والرضوخ للمشروع الكردستاني وولادة كيان

114

سياسي جديد في المنطقة أو لتكن الكلمة لإيران على كل العراق بما فيها إقليم كردستان .. وأخيراً وبخصوص مدينة كركوك يمكن أن نقول؛ بأن قرار الانتماء يبقى يحدده الكركوكيين وذلك عندما يتم الاستفتاء على قضية تحديد الهوية وهذه ترتبط بالمستقبل وولادة كيان سياسي جديد في المنطقة باسم كردستان كما قلنا وحينها سوف تحدد الانتخابات مصير المدينة النفطية وإلى ذلك الحين يمكن للمدينة أن تبقى بإدارة مشتركة بين كل المكونات وتحت إشراف دولي.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

115

كركوك وعفرين

ضحيتا الغباء الكردي والصفقات القذرة

 

 

 

 

هناك الكثير من الإخوة والأصدقاء باتوا يشككون بأن تكون هناك صفقات من جهة الإدارة الذاتية في بيعها لعفرين -وقبلهم شكك فريق آخر في بيع كركوك- طبعاً من وجهة نظري لن أذهب هذا المنحى حيث فيها تخوين للإدارتان الكرديتان وأنا من طرفي أستبعد ذلك تماماً، لكن وعلى إفتراض إنه تم عقد صفقة في اللحظة الأخيرة -وعلى المتابع السياسي أن لا يستبعد أي سيناريوهات وهذه إحداها- نقول حتى لو كان ذلك صحيحاً فقد تم ذلك تحت ما يمكن إعتباره “مكرهاً أخاك لا بطل”؛ بمعنى أن قرار الإدارة الذاتية والقوات المدافعة عن المدينة؛ بأنها ستدافع عن المنطقة لعلى وعسى نكبة شعبنا يغير من الموقف الدولي وما قضية إخراج المدنيين من القرى إلا كانت لسببين؛ أولاً تجنيبهم شر المعارك في مناطقهم والنقطة الأخرى تجميعهم داخل مدينة عفرين في تجمع بشري هائل ربما يكون رادعاً بعدم الهجوم على المدينة.

 

لكن وحينما تأكدوا بأن الصفقات الدولية الإقليمية أهم من كل الشعوب وقضاياهم وحقوقهم وأن الموقف الدولي المتخاذل لن يتغير -وهنا طبعاً يتحملون المسؤولية لعدم قدرتهم على القراءة السياسية الدقيقة، كما حصل مع البارزاني في قضية الاستفتاء- وبالتالي وبعد التأكد بأن بقائهم في المدينة سيجعل الكارثة أكبر على شعبنا قرروا الإنسحاب منها، كما أنسحبت البيشمركة من كركوك تفادياً للمزيد من الضحايا وذلك عندما تأكد الرئيس بارزاني بأن صفقات هذه الدول أكبر من أي حقوق أو تحالف عسكري معهم وبالتالي كان الإنسحاب .. بالأخير ما أودّ قوله؛ بأن القيادات الكردية تتحمل مسؤوليتها لعدم قدرتها على القراءة السياسية الدقيقة وهنا هما مسؤولتان بهذه الجزئية في المسألة حيث ندفع ثمن الغباء السياسي الكردي، لكن في حقيقة الأمر فإننا ندفع ثمن صفقات إقليمية دولية قذرة في تقاسم النفوذ بالمنطقة حيث ولولا الضوء الأخضر الأمريكي -قبل الروسي- لما تجرأت القوات التركية دخول عفرين وقبلها القوات العراقية لكركوك.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

116

كلنا سقطنا أو أسقطنا

.. في مستنقع الغدر والخيانة!

 

الحوار المتمدن-العدد: 5672 – 2017 / 10 / 17 – 06:37

المحور: القضية الكردية

ربما يعتبر البعض أن العنوان جاء كردة فعل طبيعية لواقع غير طبيعي، بل لواقع كارثي وذلك على مستوى القضية والسياسة الكردستانية إن بقيت منها شيء وإننا نقول له؛ مبروك لقد أجدت القراءة ولكنك عرفت نصف الحقيقة ولم تصلك كل الحقيقة، رغم إدعائنا بأن لا أحد يملك كل الحقيقة، لكن على الأقل ما يمكن أن تشكل النصف الآخر من الحقيقة التي نحن نقتنع بأنها كذلك ولكي لا ندخل وندخلكم معنا في فانتازيا الكلام واللغة فدعونا نذهب مباشرةً إلى ما نود البوح به في ذاك النصف الآخر من المقصد في عنوان البوست وقولنا بأننا؛ “جميعاً سقطنا أو أُسقطنا في مستنقع الخيانة” .. وإليكم ذلك بدون رتوش:

سقطنا أو أسقطنا أولاً بخديعة من قبل “الحلفاء الدوليين” وعلى رأسهم الولايات المتحدة الأمريكية وذلك عندما صرحت ولأكثر من مرة بأنها؛ لن تسمح بنشوب نزاع واقتتال مسلح جديد بين حلفائها في المنطقة ضد “داعش” وكان يقصد قوات البيشمركة من جهة ومن الجهة الأخرى الجيش العراقي والحشد الشعبي، بل هي صرحت بذلك علانية ولأكثر من مرة بأنها لن تسمح بنزاعات مسلحة بين بغداد وأربيل.

سقطنا أو أسقطنا من قبل “الحلفاء الإقليميين” وعلى رأسهم المملكة العربية السعودية وذلك عندما أعطت الكثير من الاشارات؛ بأنها إلى جانب أربيل ولكن وعندما جد الجد، كان الملك السعودي أول من يتصل بالعبادي ليبارك له ويقول؛ بأنهم مع “وحدة العراق” وكأن العراق كان منذ زمن النياندرتال بلداً ديمقراطياً عربياً واحداً ليخاف “جلالة” الملك السعودي على تلك الوحدة.

سقطنا أو أسقطنا عراقياً وذلك عندما راهن الكرد على بعض الأصوات السنية من عرب العراق وهم يحرضونهم على العصيان ضد بغداد وبالأخير تبين لا حول ولا قوة لهم، بل إن الكثير سيقدم فروض الطاعة لبغداد قبل طلوع الفجر وربما هناك من كان يقول أمام الكرد وفي إعلامهم شيء وعند عشيرته شيء آخر وهو يأمل أن يعلق الكرد والشيعة لعلى السنة يحصلون على بعض الفتات وإن لم يكن فعلى الأقل هم لن يخسروا شيئاً جديداً.

سقطنا أو أسقطنا كردياً وهذه كانت الكارثة الحقيقية والسقطة المدوية التي سوف تقسم ظهر البعير كردستان حيث “الإخوة الأعداء” كانوا يخططون معاً للاستقلال وبنفس الوقت كان هناك البعض منا يبيع مؤخرته للأعداء في سبيل الحصول على بعض الامتيازات الحزبية. وهكذا بحيث يكون التنازل عن القضايا والأهداف

117

الاستراتيجية الوطنية بغية بعض المصالح الشخصية والحزبية الرخيصة وكانت تلك هي السقطة الأكبر والأكثر وجعاً وكارثيةً ليس فقط على مستوى إقليم كردستان (العراق) ربما بعد فترة يلغى هذا المصطلح، كون سيكون هناك أكثر من إقليم وفق صك الخيانة الموقعة بين بعض من أبناء “هارباك” وملوك الفرس الجدد بل سقوطنا الكردي سيكون لها تبعات على المستوى الكردستاني معنوياً ونضالياً.. وهكذا فإن السقوط كردياً كان سقوطاً مقصفاً للظهر والإقليم والهوية والقضية.
لكن هل فقط أولئك يتحملون مسؤولية سقوطنا وبذلك نحن الآخرين؛ المناضلين المعترين والساسة المرتزقين والفيلسوفيين الفيسبوكيين .. براء من هذا السقوط المريع، طبعاً وقبلنا جميعاً؛ القيادة السياسية لكل الأحزاب والأطراف الكردستانية، ألسنا جميعاً مسؤولين عن هذا السقوط الفظيع حيث لو عدنا قليلاً للخلف لرأينا بأن واقع إقليم كردستان كارثي؛ فهناك الانقسام السياسي والإداري وكذلك العسكري وأن العلاقة بين أربيل والسليمانية كانت شبيهة بعلاقة الإقليم ببغداد حيث كما كانت هذه الأخيرة ليست لها أي صلاحية في الإقليم، فإن كل من أربيل والسليمانية كذلك كانتا تعيشان وكأنهما دولتان متجاورتان وإن كل الإخوة الذين يقيمون في الإقليم أو زاروه مرة يعرفون؛ بأن الذهاب من دولة “كاكستان” لدولة “مامستان” يجب أن تخضع لتفتيش دقيق وأحياناً لإجراءات أمنية مشددة وكأنك تنتقل من دولة لدولة أخرى في المشرق كون لا حدود وحواجز وتفتيش أمني على الحدود الأوربية بل لو وقفنا على حال الواقع السياسي الكردي ونظرنا لخريطة الصراعات الحزبية وطرحنا الموضوع ببعض الشفافية ودون تجميلات ورتوشات حزبوية لوجدنا التالي:
– بأن البارتي ونقصد الحزب الديمقراطي الكردستاني (العراق) تحديداً كان وما زال يعمل لإضعاف الاتحاد الوطني لكي يتسيد هو الموقف السياسي ويتحكم في كل مفاصل السياسة والإدارة والاقتصاد في إقليم كردستان بحيث وصل الأمر بهم إلى تكوين تحالفات مع “أعداء الأمس؛ أي الاتحاد الوطني” لخنق صوت ما كان يمكن أن تكون معارضة سياسية وذلك مع بروز دور حركة التغيير “كوران” رغم كل ملاحظاتنا على أدائهم السياسي الأخير.
– وبالمقابل فإن الطرفين الأخيرين؛ أي كل من كوران والاتحاد الوطني فقد حنّوا لأيام “دفء العلاقة الرفاقية” وحاولوا أن يتغدوا بالديمقراطي الكردستاني قبل أن يتعشى هو بهم واحداً تلوى الآخر .. وهكذا فإن كل طرف كان يحفر تحت أقدام الآخر لكي “يسقطه” في الحفرة ولو بالتنسيق مع القوى الإقليمية حيث جماعة البارزانيين مع الأتراك والسليمانيين مع قاسم سليماني والملالي في إيران.

  • وكذلك ولو بتأثير أقل؛ فإن الأوجلانيين والمنظومة العمالية عموماً نسقت مع طرف السليمانية كوران والاتحاد الوطني لاضعاف موقف البارزانيين بحجة أن الأخير “عميل” تركيا دون الاعتبارات الجيوسياسية التي أجبرت قيادة أربيل وتحديداً الديمقراطي الكردستاني إلى ممارسة سياسة اللين مع تركيا؛ كونها بوابتها الوحيدة للعالم الخارجي .. طبعاً البارزانيين ومن جانبهم لم يبخلوا بالرد بسياسة أكثر حماقة وذلك في حصارهم ومعاداتهم لانجازات إخوتهم في روج آفاي كردستان أو ربما ما كانت تسمى بروج آفاي كردستان.

118
وهكذا فإنهم، بل إننا جميعاً ساهمنا في سقوطنا في الدرك الأسفل من مستنقع الخيانة حيث كل الأطراف كانت وما زالت تبحث عن مصالحها الحزبوية ولو على حساب القضايا الاستراتيجية وأعتقد أن “صك الخيانة” يمكن أن يحمل توقيع كل الأطراف ولو أن هناك طرف قد وقع عليه فعلياً، لكن في الجانب العملي فإن كل الأطراف وفي حقيقة الأمر يمارسون ما ورد من نقاط خيانية بحق القضية والوطن للأسف .. ولذلم فإننا سوف نكتفي بالقول: مبروك لنا تاريخنا الهورباكي!

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

119

 

كلنا مسؤولين

عن الواقع الكارثي حالياً في عفرين

 

نعم كلنا؛ أحزاب وحكومات وحتى شخصيات ثقافية مجتمعية مسؤولين عن الكارثة حيث وللأسف لا أحد منا بريء في فاجعة عفرين وإننا ندرك بأن كل طرف يتحمل تلك المسؤولية بطريقة ما مع اختلاف في النسبة، لكن وكما قلنا لا أحد بريء “براءة الذئب من دم يوسف” حيث جماعة المجلس الوطني ونتيجة حماقاتهم السياسية ووقوعهم تحت الهيمنة النيوإخوانية القطرية التركية، أعطوا الغطاء السياسي الكردي لهمج العصر بالهجوم على عفرين وارتكاب الفظائع ضد “إرهاب” طرف كردي، كما أن عنجهية وتفرد واستبداد حركة المجتمع الديمقراطي وحماقاتها السياسية هي الأخرى أعطت بعض الأوراق للقوى المعادية مثل تركيا وتلك المجاميع السلفية الإخوانية بالهجوم على شعبنا والإنتقام منه على قضايا أساساً هو بريء منها.

 

وكذلك فإن الصمت والتخاذل الدولي وعلى الأخص تلك القوى الفاعلة في الساحة السورية؛ أي الروس والأمريكان مع تخاذل سوري عربي وصمت أوربي دولي شجعت تركيا وميليشياتها المرتزقة المتوحشة لأن ترتكب أفظع الجرائم بحق شعبنا وذلك دون أي رادع دولي أو أخلاقي ونحن تلك الفئات النخبوية الثقافية والسياسية ونتيجة انقساماتنا بين التيارات الأيديولوجية والحركة الحزبوية جعلنا الولاء للحزب على حساب القضية، فكان الشعب والوطن هو القربان.

 

وأخيراً علينا أن نقف عند السبب الرئيسي والتي تشكل كل ما تقدم عوامل مساعدة له؛ حيث المصالح الدولية والإقليمية في تحريك القوى الغاصبة لكردستان ودولها ضد شعبنا حيث الحقد والعنصرية ومصالح هذه الحكومات والدول الغاصبة لكردستان تحاول بشتى السبل والوسائل إلغاء الوجود الكردي في المنطقة.. فهم يمكن أن يختلفوا في كل شيء، لكن بخصوص القضية الكردية فإن الكل يتفقون على معاداة شعبنا وقضاياه في الحرية والخلاص .. وبالتالي دعوا مسألة الملامة والتخوين وتحميل المسؤولية مؤقتاً ولنلتفت إلى ما هو الأهم؛ حيث شعبنا مهجر ومهدد بالترحيل النهائي في أكبر عملية تغيير ديموغرافي في المنطقة وقد يكون القادم أخطر وأكثر كارثية إن لم نتحرك بشكل عقلاني ولذلك لنعمل جميعاً على التقليل من الخسائر والنزيف لهذا الجرح الغائر في الجسد الكردي وإلا سيكون خيانتنا جميعاً للقضية أكبر.

 

نعم كلنا مدانون والبريء الوحيد هو “الشهيد” الذي قدم حياته فداءً للشعب والقضية والوطن.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

120

 

 

مقالات متفرقة

ثورة الكورد

.. في الساحل السوري.

 

الحوار المتمدن-العدد: 4970 – 2015 / 10 / 29 – 01:07

المحور: الثورات والانتفاضات الجماهيرية

 

قال الناشط الكردي حمشو سلو في لقاء مع شبكة ولاتي نت إن :” أبناء جبل الكرد في ريف اللاذقية يخوضون كباقي أقرانهم في المناطق الأخرى من الوطن السوري معركتهم المزدوجة ضد النظام المستبد منذ أكثر من 3 سنوات، هذا الجبل الذي أنخرط مبكراً في ثورة الكرامة (ثورة الشعب السوري) سلمياً .. وبعد استشهاد الناشط أحمد أندرون الذي ينتمي إلى عائلة أندرون إحدى أكبر عائلات جبل الأكراد أثر تسلقه تمثال حافظ الاسد في اللاذقية في إحدى المظاهرات السلمية وإطلاق الرصاص عليه، ثار الجبل بشيبه وشبابه ضد النظام خصوصاً في قرى الكوم – سلمى – دورين – كباني – دوير الأكراد وغيرها”. وأضاف الناشط حمشو سلو من انطاكية؛ “مما حدا بالنظام القيام بحملة إعتقالات واسعة بين صفوف النشطاء والثوار وتم نهب ممتلكات أهلها الكورد ورافق ذلك كتابة عبارات إستفزازية على المدارس والمرافق العامة من قبل شبيحة النظام يدعون فيها أبناء الشعب الكردي مغادرة الجبل والذهاب الى وطنهم كردستان وشكل ذلك بمثابة نقطة تحول في مسار ثورة أبناء الجبل وبادروا كغيرهم في بناء كتائب مسلحة من الثوار والنشطاء والمنشقين من النظام من ضباط ومجندين للدفاع عن مناطقهم ووجودهم والمساهمة في اسقاط النظام”.

 

وقد أشار أيضاً إلى أن النظام تعامل بعنف مع تلك المناطق بالإضافة الى مناطق جبل التركمان والحفة بعد أن قامت تلك الكتائب بتحرير تلك المناطق حيث قال: وبعد “تحرير العديد من قرى الجبل التابعة لمحافظة حماه لجأ النظام الى قصف تلك المناطق بشكل وحشي بالطيران والاسلحة الارضية الثقيلة خصوصاً منطقة سلمى والقرى المجاورة وتم محاصرة تلك المناطق لفترة زمنية طويلة حتى تسنى لهم فك الحصار عنها”. وأوضح أنه “يبلغ عدد القرى الكردية في جبل الأكراد المحاذية للحدود التركية والتي تقع في أقصى الزاوية الشمالية الغربية من سوريا 72 قرية، وأبرز قادة الثورة في الجبل الرائد باسل سلو – أسامة أندرون – أبو أحمد الزعيم – أبو فراس الكردي – حمدي حسينو – حازم وليو – أبو عمار أندرون وغيرهم”. وقال الناشط حمشو سلو “إن الكتائب الكردية هناك تعاني من قلة الدعم والمساعدات وقلة الذخائر، وهم يناشدون دول أصدقاء سورية وإقليم كردستان بغية تقديم ما أمكن من الدعم لهم” مؤكداً على أن “جبل الأكراد منذ عدة أيام يتعرض لهجمة شرسة من قبل قوات مشتركة من النظام والشبيحة وقوات إيرانية ..” ويعتقد الناشط حمشو سلو؛ “أن النظام وهب الجبل للقوات الايرانية لكي تقيم عليها قواعد عسكرية لها”.
121

وكما أكد السيد حمشو في لقاءه ذاك “أن القوات الكردية وبالتعاون مع مجموعات من كتائب الجيش الحر هناك تتصدى لهم بقوة وقد تم إحباط عدة هجمات مركزة خلال الأيام القليلة الأخيرة” ولفت الإنتباه “بأنهم يحققون تقدماً ملحوظاً على القوات الغازية خصوصاً بعد إنضمام العديد من كتائب الجيش الحر إليهم، كما أشار بأنهم يعملون باتجاه فتح قنوات سياسية مع الحزب الديموقراطي الكردستاني – سوريا ليكون بمثابة الغطاء السياسي لهم”.. وما نأمله من الأطراف والقوى السياسية الكوردية وعلى رأسهم قيادة إقليم كوردستان العمل بإتجاه تقديم كل ما يمكن لأبناء شعبنا المحاصرين في تلك المناطق وذلك عبر الحليف الدولي وقواتها المتحالفة كي لا نتركهم بين فكي الكماشة حيث النظام والجماعات الدينية المتطرفة من الدواعش وغيرها من القوى التي تتربص بالكورد وقضيتهم، كما يطلب من الحزب الديمقراطي الكوردستاني (سوريا) العمل الجاد لإيصال صوت أبناء الجبل؛ (جبل الأكراد) بالساحل السوري وقرانا الكوردية إلى الإعلام وذلك بغية تحرك إقليمي ودولي للضغط على النظام السوري وفك الحصار عن أبناء شعبنا الكوردي في الساحل السوري.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

122

جنيف 2..؟!!

أخرجت القضية الكوردية من الأقبية الأمنية إلى المؤتمرات العالمية.
.
.
…….قلنا في عدد من اللقاءات والمداخلات على منابر الإعلام في الفترة الأخيرة وفي معرض ردنا على السؤال الذي يتناول مؤتمر جنيف وما حققه الكورد من خلاله بصدد قضيتهم.. وها نحن نعيد ونكرر بأن جبنيف أخرجت المسألة الكوردية من دائرة الأمن والأقبية الأمنية إلى الساحات والمؤتمرات الدولية؛ حيث ومن المعلوم لنا جميعاً وإلى الأمس القريب كانت المسألة المشكلة بنظر الطرف الآخر تناقش في أقبية الأمن السوري مع بعض نشطاء وقيادات وكوادر الأحزاب الكوردية، طبعاً كان يرافقه دائماً الوعيد والتهديد والكثير من الإهانات الشخصية المادية والمعنوية من لطمٍ وضربٍ وإهانات في العرض والشرف.. وحتى الرموز لم تكن تسلم من تلك الإهانات، وكل الذين زاروا تلك الأقبية لاقوا الأمرين من جراء تلك الممارسات اللإنسانية واللأخلاقية من عناصر وضباط الأمن السوري.

وهكذا فإننا نقول لكل الذين يزاودون على مؤتمر جنيف بأنكم تمارسون نوع من سياسة النعامة وتريدون طمس الحقائق بغربالٍ من الخيوط الواهية؛ حيث ولأول مرة بتاريخ شعبنا في سوريا فإن قضيته تداول وتناقش على المستوى الدولي.. ولكن وبالتأكيد لا نقول بأن جنيف1 و 2 سوف تحل القضية الكوردية بشكل جذري، بل هذه تبقى على عاتق القوى السياسية الكوردية ووحدة الموقف والصف الكوردي وحنكة وديبلوماسية مفاوضنا في تلك المحافل والمؤتمرات وكذلك للقرار الدولي ومصالحهم السياسية وتقاطعاتها مع مصالح دول الإقليم كذلك لا يغيب عن بالنا دور القوى السياسية الكوردستانية وتحديداً قطبي السياسة الكوردية في كلٍ من قنديل وأربيل.. ومدى توافقهما والعمل معاً لإنجاح المشروع السياسي الكوردي في إقليم كوردستان (سوريا).. ولكن وفي كل الأحوال فإن جنيف 2 تعتبر خطوة حقيقية بإتجاه حل المسألة السورية وضمناً القضية الكوردية في سوريا.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

123

حكاية العجوز الكردي

وتمثيل الوفد الزائر لدمشق!!

 

يأتي بعض الإخوة ويتحفنا بأن الوفد الذي زار دمشق لا يمثل الإدارة الذاتية، بل مجلس سوريا الديمقراطي ونفس أولئك الأشخاص يقولون؛ بأن قرار الإدارة في قنديل، يعني قسد ومسد والإدارة الذاتية الماتية كلها لا بتهش ولا بتنش حيث الحزب والإدارة والدولة الشمولية لا تسمح بأن تكون القرارات خارج المركز .. طيب يا إخوان أرسوا على شي بر ميشان نفهم عليكم؛ فهل الإدارة هي ديمقراطية وبالتالي هناك فصل في السلطات والقرارات حتى يكون مسد له قراره الخاص، لتأتوا وتقولوا؛ بأن الوفد لا يمثل الإدارة الذاتية، أم إنها إدارة خاضعة لفكر ومنظومة شمولية -وهذه قناعتي أيضاً وقلتها دائماً- وبالتالي فإن القرار مركزي؛ إن كان في قامشلو أو قنديل أو جبل الواق الواق ولذلك الوفد لا يمثل إدارة مستقلة حيث الجميع بالأخير يتبعون لمركز القرار السياسي.

 

ولتوضيح المسألة دعوني أذكر لكم هذه الحكاية بخصوص إدعاء البعض؛ بأن الوفد الزائر لدمشق لا يمثل الإدارة الذاتية، بل يمثل مجلس سوريا الديمقراطي وذلك في محاولة منهم للقول؛ بأن النظام لا يعترف بالإدارة .. ولكي لا نزيد عليكم بالتنظير السياسي، سوف نورد لكم تلك الحكاية الطريفة من تراثنا الشعبي وبقناعتي فإنها ستعبر بشكل أدق عن الحالة وتوصل الرسالة بطريقة أكثر سلاسة، طبعاً بعيداً عن التشبيه أو إسقاط المسألة بطريقة آلية على أولئك الإخوة في الوفد أو إدارات ومؤسسات الإدارة الذاتية حيث نكن لهم كل الود والتقدير ولكن فقط من باب الشيئ بالشيئ يذكر حيث يقال؛ بأن رجل بلغ من العمر عتيا وكان له عدد من الأولاد وفِي يوم من الأيام جاء لباب داره أكثر من شخص يسأل عن أبنائه دون أن يكرمه أحد بزيارة له يوانسه في تلك الليلة المعترة.

 

وهكذا وبعد أن فقد الأمل وكاد أن يغفو سمع طرقاً جديداً على الباب وقبل أن يفتح سأل الطارق؛ “من يكون وماذا يريد” وعندما علم بأنه آتٍ لأحد أولاده وليس ضيفاً عليه، أخرج “بتاعه” من ثقب الباب وقال لمن وراء الباب: “يا فلان هل رأيت هذا .. فوالله حسو وعلو وخلو وكل الآخرين منه، فإن رأيت هذا فكأنك رأيت الكل” .. والآن هل عرفتم بأن الوفد الزائر يمثل الإدارة الذاتية وكل مؤسساتها ولا لسه بدكم شرح أكتر .. أعيد وأقول دون تشبيه حيث كانت فقط نوع من الاستعانة بالتراث الشعبي الجميل!!

 

 

 

 

 

 

 

124

دعوة الجاليات الكردية

للتحرك في الساحات الأوربية دعماً للإستفتاء والإستقلال.

 

كتب أحد الأصدقاء الرسالة التالية على الخاص حيث يقول؛ “الاستاذ الجميل بير رستم المحترم اتابع اغلب ما تكتبه اتفق مع ارائك احيانا واختلف احيانا ولكن احترم واقدر ما تكتبه كان لي تنويه بسيط فقط وهو ان اغلب المرجعيات الشيعية والشيوعية والقومية والسنية والمثليين والملحدين العرب تكالبو على الاستفتاء، كما تعلم، لهذا اعتقد ان لك على صفحتك عدد كبير من المتابعيين ولكلمتك دور كبير في شحن الكرد في الدول الاوربية للقيام بالاحتجاجات والمظاهرات في الشارع الاوربي، كم اتمنى من المثقفين وكتاب الكرد القيام بهذا الدور .. احييك واقدر مجهودك وتعبك في تنوير العقل الكردي مودتي”. بدوري عبرت له عن شكري وإمتناني لإشادته الكريمة أولاً كما إنني أحييه على المبادرة والتشجيع وليتأكد بأنني من جهتي لن أقصر بشيء بخصوص الموضوع.

 

وها إنني وكمبادرة أولية أنشر الرسالة، بل وأدعو الأحزاب والفعاليات الكردية لمظاهرات جماهيرية ولنشكل من خلالها ضغطاً على الشارع الأوربي حيث من خرج قبل الاستفتاء بهدف إجرائه فالأحرى به أن يخرج الآن بزخم أكبر دعماً لنتائج الاستفتاء ولحكومة إقليم كردستان وذلك في مواجهة هذه الهجمة العراقية والإقليمية الشرسة على الإقليم قيادةً وجماهير وقبلهما على حق شعبنا في الحرية والإستقلال ولذلك نأمل أن تتحرك القوى السياسية وفعاليات المجتمع المدني في دعم الاستفتاء والتعبير عن إرادة شعبنا في الحرية والكرامة وتشكيل كياناته السياسية، فلسنا شعباً قاصراً ليتحكم بمصير ما يقارب الخمسين مليون إنسان شعوب ودول وأمم أخرى.

 

نعم .. على الجاليات الكردية التحرك للضغط على الشارع الأوربي وكل التمنيات أن يكون الإخوة في منظومة العمال الكردستاني في الصفوف الأولى لتلك المظاهرات الجماهيرية حيث القضية هي قضية وطن وشعب وحقوق وليست قضية إقليم وحزب وقيادة سياسية حزبية وبالتالي فالمطلوب من كل الأطراف هو الترفع عن الخلافات الداخلية الحزبية والعمل كشعب وأمة تتطلع لنيل حقوقه الوطنية وأولها حق تقرير المصير والتي أقرتها كل الشرائع والمواثيق الدولية .. نأمل أن تصل الرسالة لكل الأطراف والجماهير الكردية والتحرك الفعلي في الساحات الأوربية وكفى ظلماً من الجيران حيث وللأسف لم يبقى منهم إلا وعبر عن شوفينيته وعنصريته تجاه شعبنا وقضيتنا مع قلة منهم نكن لهم التقدير والإحترام.

 

إننا أمة وشعب ويحق لنا أن نقرر مصيرنا بأنفسنا حيث الكرد ليسوا أمة وشعب قاصر ليبقى تحت الاحتلال لأجيال قادمة .. كفى خنوعاً ورضوخاً وذلاً لدول الاحتلال والإغتصاب وحان اللحظة التاريخية لولادة كردستان فكونوا على مستوى المسؤولية الوطنية والأخلاقية وإلا سوف تبقون في الذل خانعين تابعين للآخر دون إعتبار لكم ولكرامتكم الشخصية والوطنية .. عبروا عن أصواتكم وبملئ حناجركم؛ نريد الحرية .. نريد إستقلال كردستان.

 

دعوة الجاليات الكردية

 

125

 

خلافنا فكري سياسي وليس شخصي

رسالة توضيحية بخصوص موقفي ممن أرتضى العمل مع تركيا

 

أصدقاء وإخوة كثيرين ومن خلال تعليقاتهم أو التواصل على الخاص، طلبوا أو ناقشوا معي مسألة الإخوة والزملاء الذين يشكلون المجالس أو مجاميع محلية وذلك بقصد تقديم الخدمات لأهلنا بعفرين وأرادوا أن يعرفوا رأي، بل والبعض طالب أن أسامحهم وذلك إن بدر من بعضهم سلوكيات خاطئة، فمثلاً كتب أحد الإخوة قائلاً؛ “لاتزعل ماموستا من ضعفاء النفوس حتى أنت مرت في نفس المرحلة.. ساعدهم، بل سامحهم أنت كبير والكبير مسامح” .. طبعاً كل منا يمكن أن يمر بهكذا لحظات ضعف وإنني شخصياً مررت بالكثير منها خلال مسيرة حياتي وإن كنت لا أعلم الأخ يشير لأي مرحلة، لكن موضوعنا ليس ذاك، بل قضية أولئك الإخوة والزملاء وها إنني أكتب رأي بوضوح وشفافية وأقول: بأنه تربطني بأغلب أولئك الإخوة علاقات شخصية، بل وما زلت أعتبرهم إخوة وأصدقاء وإن كان البعض منهم يرفض أو ألغى صداقتي، لكنني مع ذلك ما زلت أعتبرهم أصدقاء، بل أشخاص نزيهين وغيورين على المنطقة والوطن والقضية على الأقل الغالبية منهم وإن كان البعض ارتضى الارتزاق السياسي وللأسف وبالتالي فإنني لست زعلان منهم، بل زعلان عليهم وأعتبرهم ضحايا وهم فكري وسياسي وبأنهم سيقدرون على تقديم خدمات للمنطقة وشعبنا.

 

وهكذا فإن إختلافي معهم فكري وليس شخصي حيث هم يعتقدون بأن من الممكن تقديم شيء لعفرين بهكذا ظروف تحت الاحتلال، بينما موقفي كان وما زال؛ بأن الاحتلال بالأساس جاء لضرب أي مكسب سياسي وكل ما فيه الفائدة لشعبنا وقضايانا، ناهيك عن إختلاف رؤانا وقراءاتنا بخصوص قضية الاحتلال نفسه ومسبباتها ودور القوى الكردية والموقف من الإدارة الذاتية حيث وللأسف أولئك الإخوة أخذوا دور معادي للإدارة ومساند لقوى الاحتلال ولو من خلال سكوتهم عن الاحتلال أو العمل فكرياً على ضرب مشروع الإدارة الذاتية وذلك خلال كل المرحلة السابقة من دخول قوى الاحتلال لعفرين، بل وللآن حيث جل كتاباتهم ضد الإدارة الذاتية ونادراً ما يتعرضون بكلمة للمحتل ومرتزقته، بينما ورغم مواقفي وإنتقاداتي للكثير من سلوكيات وسياسات الإدارة الذاتية، إلا إنني كنت وما زلت من المؤيدين لها وكنت سأؤيدها لو فقط هي أكتفت بتدريس الكردية لذاك الطفل ذي السنوات الست في مدارسنا حتى وإن كان بمنهاج آبوجي مئة بالمئة، كون ذاك الطفل كان سيملك شخصية لها خصوصيتها الثقافية الحضارية وبالتالي الخروج من ظل الآخر وقادرة على أن تكون غير مستعبدة، كما حالنا نحن أبناء الاستعباد الذين تعلموا في مدارس الدول الغاصبة الذل والخنوع وتلقين الاستعباد.

 

وبالتالي فإن موقفي من أولئك الذين قبلوا على أنفسهم العمل تحت ظل الاحتلال التركي هو موقف فكري سياسي وليس موقفاً شخصياً عصبوياً، لكن للأسف نحن الشرقيين عموماً والكدر ضمناً غير قادرين على فصل السياسة عن المجتمع وبالتالي فصل الإختلاف الفكري عن علاقاتنا الاجتماعية ولذلك تجد بأن أغلب، بل بالمطلق أصدقائنا من لون سياسي واحد أو ديني ومذهبي محدد .. مع العلم إن مجتمعاتنا تزخر بالطيف الواسع من الاختلاف الديني العقائدي المذهبي والسياسي الأيديولوجي، ناهيك عن الأعراق والشعوب والأمم وبالتالي فإن لم نقبل التعايش معاً ستدوم حروبنا وصراعاتنا، بل سنورثها لأجيالنا القادمة وللأسف .. وأخيراً فها إننا نعود ونقول مجدداً؛ لست على خلاف شخصي مع أحد لأزعل منه، بل أزعل عليه وعلى قضايا شعبنا حيث أستطاع الأعداء اللعب بنا بحيث بتنا نصدق أكاذيبه بأنه جاء لتحريرنا من إخوة لنا وإن كانوا “ظالمين” ويتناسى أولئك الإخوة بأن ذاك العدو يحتل ويستعبد أكبر جغرافية كردستانية.
https://berbang.net/blog/2018/07/12/%D8%AE%D9%84%D8%A7%D9%81%D9%86%D8%A7-%D9%81%D9%83%D8%B1%D9%8A-%D8%B3%D9%8A%D8%A7%D8%B3%D9%8A-%D9%88%D9%84%D9%8A%D8%B3-%D8%B4%D8%AE%D8%B5%D9%8A-%D8%B1%D8%B3%D8%A7%D9%84%D8%A9-%D8%AA%D9%88%D8%B6%D9%8A/

126

رسالة إعتذار

وتوضيح لقضية دخول الجيش لعفرين.

 

مساء الخير لكل الإخوة والأخوات .. تمنياتي أن يكون الجميع بخير وإنني أعتذر عن إنقطاعي خلال يوم أمس واليوم بسبب ظرف خاص، نأمل أن لا يتكرر معنا مجدداً.. أما التوضيح فهو بخصوص ما يتم تناوله إعلامياً بصدد الاتفاق بين الإدارة الذاتية والنظام السوري حول دخول الجيش إلى منطقة عفرين حيث ورغم عدم ورود أي بيان أو تصريح رسمي بهذا الشأن من الطرفين النظام والإدارة إلا إننا يمكننا القول بأن ما يجري ليس بجديد أو مستغرب حيث نعلم بأن الإدارة الذاتية لم تعلن يوماً إنها تعمل على إنشاء كيان سياسي إنفصالي كما كان النظام الأمني السوري يتهم الكرد سابقاً بل وفي كل أدبياتها السياسية أكدت حركة المجتمع الديمقراطي ومعها الإدارة الذاتية وكذلك عموم الحركة الوطنية الكردية في روجآفاي كردستان؛ بأن مشروعها هي فدرلة سوريا بحيث تكون كل مكونات سوريا مشاركة في العملية السياسية للبلاد.

 

وبالتالي فإن ما سيكون هو سلسلة في عملية بناء سوريا القادمة، لكن العدوان التركي مع تلك المجاميع الإسلامية ومصالح الدول الإقليمية والدولية قد عجل بالقضية بحيث دفعت بالإدارة إلى الإسراع على الجلوس والحوار مع النظام وربما الاتفاق أيضاً، لكن وبكل تأكيد فإن الجميع يدرك؛ بأن لن تكون هناك عودة لعفرين إلى حضن النظام الأمني، بل لا عودة للنظام الأمني السابق نفسه وذلك لعوامل داخلية سورية تتعلق بقضية الصراع والنفوذ السياسي ودور كل المكونات في سوريا القادمة ومن الجهة الأخرى؛ قضية المصالح الإقليمية والدولية حيث لا أحد سوف يرضى بعودة ذاك النظام الأمني.. وهكذا فإن أي توافق على الأرض بين مختلف القوى المتصارعة لن يكون إلا في إطار توافقات محلية إقليمية ودولية وهي خطوات عملية لوضع نهاية للصراع الداخلي وبداية للتوافقات السياسية التي سوف تكلل بشكلها الأخير من خلال مفاوضات تضم كل أطراف الصراع الأساسية وعلى الأخص النظام والكرد والمعارضة السورية.

 

http://xeber24.org/archives/75807

 

127

رسالة من داخل عفرين

يوضح وضع أهلنا مع تجار البشر

 

 

 

 
الحوار المتمدن-العدد: 5817 – 2018 / 3 / 16 – 17:18

المحور: القضية الكردية

أرسلت إحدى السيدات الكريمات الرسالة التالية حيث تشرح فيها الوضع الإنساني الكارثي لشعبنا مع تجار الحروب والموت والدمار وكيف يتم بيعهم وشرائهم مستغلين حاجة الناس للهروب من الموت عبر سلسلة من الظروف الصعبة لدرجة الاستهتار بحياتهم وباستغلال جد بشع يفتقر لأي أخلاق وقيم إنسانية ولكي لا نبقى في التنظير الكلامي، فإنني سأنقل لكم رسالتها كما وردتني حيث كتبت تقول:
“يسعد صباحك أخ بير

سأطلب منك نشر بوست بشأن أهالي عفرين العالقين في نبل والزهراء بحكم وجود عدد كبير لك من الأصدقاء في صفحتك …وأتمنى أن تطلب من الجميع المشاركه …ورجائي عدم ذكر اسمي بذلك البوست لتحاشي الخطوره من تلك العصابه التي تسرح وتمرح في المنطقه كل من يصل من سكان عفرين إلى محيط نبل والزهراء يتقدمه مهرب ليدخله بواسطة هوية خاصه مقرره فقط لأهالي المنطقتين باسم مختلف وهي سارية المفعول لمدة اسبوعين فقط يصل المواطن الكردي الى نبل او الزهراء

..يوعدونه بأنه سيسافر بالبولمان ليلٱ وأن المعلم قد اشترى الطريق بحدود الثلاثين مليون ليره يوميٱ وان البولمان معه سيارتين من الأمام والخلف ومسلحين لحماية البولمان …ينتظر الشخص حسب اإرادتهم او حسب الدور كما يقولون وفي منتصف الليل يأخذونه الى البولمان او سياره صغيره مغلقه وبعد سيرها لفترة نصف ساعه تقريبٱ وفي الطريق الموحشه يقف البولمان ولينزل ركابها الى شاحنه قاطره ومقطوره …ليتبين بعدها بأنها عدة باصات تفرغ بالكامل الى الشاحنات …..أكثر من مئتي راكب في كل مقطوره من النساء والرجال والأطفال. والكل عل واقف حصرٱ …والكل متلاصق كيوم الحشر … واطفاء جميع الموبايلات ولا يسمح ان يخرج أي صوتع من فم طفل والشاحنه مغلقه تمامٱ من كل الجهات ….

128
وأحيانٱ بدل سيارات الشحن تكون شاحنات براد مغلقه …{مين مات ومين عاش لا يهم ..والشخص ب600 الف ليره كحد وسطي } ونقل سيارتك بواسطة سائق خاص مابين 300 -500الف حسب نوع السياره

يقولون بأن الرحله نصف ساعه فقط اتحملوا حالكون …لتصبح فيما بعد خمس ساعات …من الواحده ليلٱ الى السادسه صباحٱ ..بحجة أن سياره أمنيه قد لحقت الشاحنه بمدخل حلب لذلك كان السائق يهرب منها ساعتين واكثر
المهم يصل الشخص الموجود بتلك الشاحنات الى درجة الموت المحتم ….بفارق ربما دقائق …لذلك أهيب بكل أهالي عفرين الغاليه أن يبقوا في أماكن تواجدهم في نبل والزهراء ومحيطها ..ولا يستهترون بحياتهم أكثر مع نهبهم لكل قرش إن كان قد بقي معهم ..فهناك مساعي خيره تسعى إلى التوسط في فتح طريق حلب …انتظروا أيامٱ فقط والله كريم
تحياتي الخالصه لك أخ بير.. هذا الكلام نابع من ما عانيناه منذ أيام في الطريق ولا نريد أن ينزلق فيه أهلنا وإخوتنا من عفرين بيد هذه المافيا الرهيبه التي تصول وتجول في نبل. والزهراء وتعمل في تجارة البشر.. مع التأكيد الى عدم ذكر اسمي بالبوست
من جهه أخرى أحب التأكيد بأن لا علاقة لأغلبية اهل نبل والزهراء بهذه المافيا فهم أناس طيبون واغلبهم يساعدون ولكن ما العمل في مواجهة مافيا بهذا الحجم”.
إنني بدوري أطلب من كل الأهل محاولة التشبث بالأرض ومن يقدر أن يعود لقريته وبلدته أن يعود، فإن بقائنا في قرانا وعلى أرضنا هي الأخرى شكل من أشكال المقاومة .. كما إنني أطالب كل الأصدقاء والصديقات والإخوة المتابعين جميعاً المشاركة وتوزيع الرسالة ليصل صوت شعبنا إلى أكبر عدد ممكن .. عفرين هي بحاجتنا جميعاً فدعونا لا نقصر مع أهلنا وزيتوننا ومنطقتنا فإن ذهبوا ذهبت معهم هويتنا، بل وجودنا الوطني ولذلك مرة أخرى أدعو الجميع للمشاركة والنشر بأوسع نطاق ممكن لربما يصل صوتكم لهذا العالم العاهر والذي بات فاقداً لأي قيم حضارية إنسانية وللأسف.

 

129

 

رسالة من قرية مسكة تحتاني

بخصوص الانتهاكات الخطيرة ضد المدنيين.

 

 

 

كتب أحد الإخوة الرسالة التالية في تعليق له على بوستي السابق؛ “تم اخذ ابن عمتي ابن عبدو حنان وحمو حنان رياض سيدو ومسعود سيدو الى جهات مجهولة والجميع يعرف عبدو حنان وحمو حنان ليس لهم اي صلة بجماعة الpydبل كانوا معارضين حتي للحزب وكل ساعتين يدخلون بيت عبدو حنان ويهينونهم بالكلمات وخاصةً عبدو حنان الرجل بلغ 65 من عمره وبالامس دخلوا بيت عبدو حنان ايضاً وقالوا نريد تفتيش البيت بحجة أن اولاد حنان حمو صهر عبدو حنان وابن اخيه كانوا من جماعة الاسايش وبأنهم مختبئون عندهم في البيت وبينما كانوا يفتشون البيت دخل واحد من المرتزقة وقالت لبنت عبدو حنان؛ لماذا لابسة بنطال جينز وذلك بحقارة وبكلام بزيء وحتى زوجة رياض سيدو حاولت ان تسأل عن مصير زوجها فرد عليها احد المرتزقة بكلام مسيء ايضاً.. نرجو من اهالينا اخذ الحيطة والحذر وبيت عبدو حنان نادمون كثيراً لأنهم عادوا الى بيوتهم لأنهم يهينون الناس ويوخوفونهم مع التهديد واخذ الشباب الى جهات مجهولة .. ارجو ان توصلوا صوتي لجهات معنية وان يوقفوا هذه الفاجعة بحق أهلنا”.

 

وتأكيداً على الكلام الوارد في الرسالة أو التعليق أقول: بأن لي معرفة شخصية بالعائلة كوني أولاً؛ صهر قرية مسكة وقبلها فإن العم “عبدو حنان” صديق للوالد منذ خمسين عام والكل يعرف بأن هذه العائلة كانت وما زالت عائلة بارتية أي من الحزب الديمقراطي الكردستاني حيث أبنائهم جميعاً تم تنسيبهم للبارتي على يدي وهم مناوئين لسياسات حزب الاتحاد الديمقراطي والإدارة الذاتية وبالتالي فأي أمانة سيكون لباقي أبناء المنطقة وخاصةً أولئك الذين كانوا على علاقة أو يؤيدون الإدارة الذاتية، ناهيكم عمن كان له إبن في الإدارة ومؤسساتها الأمنية والعسكرية وخاصةً بأن هناك فيديوهات لبعض المرتزقة يدعون الأهالي لتقديم البلاغات لكل من كان على علاقة مع الحزب أو الإدارة لملاحقتهم وإلا سيتحملون المسؤولية .. تركيا تقوم من خلال المرتزقة بالتصفيات العرقية بعقلية تشابه الجينوسايد و”التطهير العرقي” بحق شعبنا في عفرين.

130

سوريا..
بات الجميع يبيعنا وطنيات!!

 

 

 

 

 

20 يناير، 2016 ·

للأسف.. باتت سوريا ملعباً لكل القوى الإقليمية والدولية وذلك لتصفية الحسابات حيث وبعد خمسون عاماً من الإستبداد والديكتاتورية وخمسة أعوام من الحرب الأهلية أصبحت سوريا مرتعاً وملعباً لكل الدول وجماعاتها المرتزقة؛ من إيران وحزب الله إلى السعودية وتركيا، مروراً بمصر وقطر، وصولاً للأوربيين وأمريكا والروس ودون أن ننسى “داعش” والفكر الإسلامي المتشدد والنظام السوري؛ الذي هو الأساس في جلب البلاء وكل أنواع التطرف والعنف مع وجود المناخ الثقافي الديني السلفي الملائم لتمدد الفكر المتطرف والجماعات الإرهابية.

 

لكن الأكثر سخريةً هو أن يخرج علينا بين الحين والآخر من يحاول أن يسوق لبضاعته الكاسدة المرتزقة بحجة الوطن والوطنية؛ حيث ومنذ بداية “الثورة السورية” والروس متمسكون بالأسد بحجة أن “لا يحق لغير السوريين تغيير الرئيس” وبالمقابل، فها هو السيد عادل جبير؛ وزير الخارجية السعودية هو الآخر يريد أن يسوّق لبضاعته وجماعته بحجة الوطنية حيث وفي آخر تصريح له وبحسب الوكالات ومنها موقع وقناة العربية بأن: “شدد وزير الخارجية السعودي، عادل الجبير، على أن الهيئة العليا للمفاوضات السورية هي التي تحدد من سيمثل المعارضة في المفاوضات. وأضاف: “لا يمكن لأي طرف أن يفرض على المعارضة من سيمثلها في المفاوضات”.

 

طيب يعني يا (سيادة الوزير) يحق لكم أنتم السعوديين مع حليفكم اللدود تركيا أن تحددوا لنا نحن السوريين من هي المعارضة وترعوهم وتسمنوهم في عواصمكم وأن تقيموا لهم الموائد والمناسف، عفواً المؤتمرات والمفاوضات وتحددوا القوائم والأسماء بحيث تمثل خطكم السلفي الوهابي (السني) مع التطعيم ببعض المنكهات الأقلوية وبدون فاعلية لتقولوا لنا نحن المساكين؛ هذه هي (معارضتكم) أو خيارتكم .. إما أن تأكلوها وتبتلعوها غصباً عنكم أو لكم الخيار الثاني وأنتم أعلم ماذا عليكم أن تفعلوا بها.

 

لكن لعلمك يا سيد جبير أنت والآخرين فإن الخيار الثاني سيكون لكم وليس لنا حيث ولا بد أن يخرج السوريين من أزمتهم والتي أنتم جميعاً جزء منها، من المشكلة السورية، ولستم أطراف وشركاء للحل كما تريدون أن توهمون الشعب السوري وذلك منذ خمسة أعوام وبأنكم تبحثون عن الحلول والحقيقة أن مآسينا تزداد نتيجة تدخلاتكم السافرة في شأننا .. ألا لعنة كل السوريين عليكم وعلى مرتزقتكم جميعاً وأنتم تتاجرون بدمائنا وقضايانا الوطنية.

 

131

سيبان حمو

و”الموت في سبيل درعا”!!

 

للأسف تعرض السيد سيبان حمو للكثير من الإنتقاد، بل السب والشتم حتى من بعض مؤيدي الإدارة الذاتية، ناهيكم من المسبات التي تلقاه من المخالفين لهم في الرأي والحزب والمنهج السياسي وذلك فقط لأن الرجل قال؛ نحن مستعدين للذهاب إلى السويداء لتحريرها من داعش.. طبعاً لا خلاف بأن نوجه السيد سيبان حمو وبوصلته نحو عفرين والتي هي أولى بالتحرير ولأسباب عدة قومية سياسية أمنية وإعتبارية، لكن رغم ذلك ألم يأتي كلام الرجل في سياق التأكيد على أن ليس للكرد -أو على الأقل للإدارة الذاتية- مشروع إنفصالي وبأنهم جزء من الوطن، بل بقناعتي فإن تصريحه يأتي في سياق تعزيز الثقة بين دمشق وقامشلو في قضية فتح باب الحوار والتوافق وبالأخير؛ فإن الرجل لم يخرج عن سياق المنظومة الفكرية لتياره السياسي حيث قضية الأمة الديمقراطية وأخوة الشعوب.. ثم وأخيراً أليس أغلب الذين شتموا سيبان حمو كانوا يرددون قياماً وقعوداً؛ “نحن معاك للموت يا درعا”، يعني لو كان الرجل بدو يذهب لدرعا ما كُنتُم شتمتوه مثلاً؟!

 

هلق واحد بيطلعلي وبيقول؛ أنت فقط مكلف بتلميع صورة “عملاء” النظام.. على أساس عم بحكي سياسة والزلمة إكتشف القنبلة الذرية الكردية؛ بأن كل كوادر العمال الكردستاني تدربوا في أقبية المخابرات للدول الغاصبة لكردستان -يعني ما شاء الله كل هي الدول أجتمعت على تدريب ال ب ك ك- وهيك وبدل أن يناقش فكرة البوست الأساسية، راح يدخلنا بدهاليز ونقاش سخيف ومع ذلك وإن ترفعت عن الرد على هيك ترهات راح يتحفنا بعبقريته ويقول؛ أنتم تعجزون عن الرد بواقعية.. لك يا عمي حاول تطرح كلام سياسي واقعي لكي تجد جواباً منطقياً عقلانياً حيث نطرح عليك وجهة نظر أنتم سبقتم سيبان حمو بثماني سنوات وأبديتم استعدادكم للموت في سبيل درعا وغير درعا والرجل لم يزاود عليكم بشيئ، فلما تحللون لأنفسكم وتحرمونه على الآخرين؟!

 

تنويه وتوضيح؛ ثم هل الذهاب لمنطقة سورية “السويداء” من قبل فصيل كردي سوري لمحاربة الإرهاب يدعو للغرابة والإستهجان، أم ذهاب طرف كردي عراقي لمنطقة سورية لنفس السبب حيث نذكر من أدان السيد سيبان حمو لتصريحه بأن؛ قواتهم مستعد ةللذهاب للسويداء لمحاربة داعش، بأن الرئيس بارزاني صرح كذلك؛ بأن البيشمركة على استعداد للذهاب إلى الرقة -وهي منطقة سورية وليست عراقية- لمحاربة داعش، فأي التصريحين يدعو للغرابة والاستهجان، رغم إنني لا أستهجن موقف البارزاني وقلتها أكثر من مرة؛ بأن إذا كانت تركيا ستحارب خيمة كردية في أفريقيا، فعلى الكرد محاربة خيمة إرهابية -حلفاء الدولة التركية- ولو في أفريقيا!!

 

132

عفرين ما زالت عقدة البارتي.؟!!

..على ضوء نتائج المؤتمر التوحيدي لأحزاب الاتحاد السياسي.

ربما يكون عنوان البوست/المقال يحمل بعض الغرابة أو حتى الاستهجان لدى البعض منكم وخاصةً القول ذلك من كاتب يعتبر نفسه كوردستاني؛ الهوية والفكر والثقافة والطموح ومشروعاً سياسياً.. ولكن لا تستعجلوا في الحكم فإننا سوف نحاول وضع النقاط على الحروف من خلال هذا البوست. بدايةً نعترف أن هذا الموضوع ليس بجديد على الأقل في المستوى الفكري والعقلي فقد فكرنا في التطرق له ومنذ سنوات ولكننا كنا نؤجل الموضوع كل مرة ولأسباب خاصة وعامة، تتعلق بظروف العمل السياسي الكوردي ووضعنا في الحزب والقيادة وحساسية الموضوع للرفاق والإخوة في قواعد الحزب .. ولكن وبعد النتائج الكارثية على المستوى المناطقية وتواجد القيادة وتوزعها فكان لا بد من فتح الموضوع بنوع من الشفافية والمكاشفة لتداركها وقبل أن تستفحل الأمور وتصل إلى نتائج وقضايا لا تحمد عقباه.. ونأمل أن لا يفهم من الحزب الجديد؛ الديمقراطي الكوردستاني (سوريا) وقيادته الجديدة بأنه نوع من التهديد لا سمح الله بل هو تحذير من تبعات محتملة للقضية.

أولاً .. وعودة على بدء؛ إلى عنوان البوست، إن عقدة البارتي من عفرين وبرأينا المتواضع تعود إلى بدايات الثمانينات وتحديداً مع إعلان السيد محي الدين شيخ آلي (القيادي وسكرتير حزب الوحدة الديمقراطي حالياً) مع مجموعته في عام 1981 الانشقاق عن جسد البارتي (الحزب الديمقراطي الكردي في سوريا) وإعلانهم بعد سنتين من العمل تحت اسم البارتي عن حزب جديد وهو حزب العمل الديمقراطي الكردي؛ حيث أكثرية الرفاق في منطقية عفرين حينذاك أصبحوا جزء من الحزب الجديدوللتاريخ قسم منهم لم يكونوا على علم بأن الحزب قد أنشق حينذاك وهذه المعلومة من الرفاق القدامى أنفسهم وهكذا فقد تلقى البارتي ضربة قاسمة من عفرين ورفاقها وقد تكررت المسألة مجدداً مع خطوة الأستاذ نصر الدين إبراهيم .. فكانت تلك الخطوة من طرف السيد شيخ آلي انتكاسة حقيقية للبارتي ومنظماتها وخاصةً في منطقة عفرين ومن يومها لم تشهد ساحة المنطقة هذه انتعاشاً للبارتي إلا في السنوات الأخيرة وبعد المؤتمر العاشر للبارتي عام 2007 أو قبيله بقليل؛ حيث كان التواجد التنظيمي للحزب بدأ يتغلغل مجدداً بين مختلف الفئات والشرائح الاجتماعية في المنطقة.

وتالياً؛ فإن عقدة البارتي هذه قد لازمتها على طول مسيرة الحزب بعد عام 1981 وخروج كتلة السيد شيخ آلي حيث كانت نصيب عفرين هو التهميش أو الاكتفاء بوجود رمزي بعدد من الرفاق يقودهم شخص أقل ما يقال بأنه يمثل شخصية دياب الماشي في مجلس الشعب بسوريا حيث كلمة “حاضر” جاهزة على لسانه لرفاق الجزيرة في كل شيء وقد رأينا وعايشنا عدد من أولئك الرفاق والإخوة، بل وصل الأمر بالبعض منهم أنه لم يكن يجرأ على مناقشة موضوع سياسي مع السكرتير العام وهو عضو لجنة مركزية ويمثل منطقة عفرين هذه رأيناها ولم ينقل لنا سمعياً وبالتالي فإن قضية الانتخابات الأخيرة وحصول عفرين على مقعدين أو ثلاثة مقاعد من أصل (51) واحد وخمسون عضواً قيادياً في اللجنة المركزية فهو ليس بالشيء الجديد على الحزب وقيادته، بل تكرار وإعادة للماضي المعقد والمشحون أساساً.. إننا نقول هذا ليس للتشحين العاطفي المناطقي، بل لتسليط الضوء عليه.. لعلى وعسى أن يتم تجاوزها وتداركها خدمةً للمصلحة العامة حزبياً وسياسياً وكوردياً؛ حيث عفرين جزء من إقليم كوردستاني خاضع للاغتصاب السياسي من قبل الحكومة السورية.

وأخيراً.. نعيد ونبارك للحزب مؤتمره وكذلك نبارك القيادة الجديدة ونأمل لهم كل الموفقية والنجاح في مهامهم السياسية والنضالية على مستوى الحزب والقضية في عموم مناطقنا الكوردية في كوردستان(سوريا).. ولكن نعيد ونحذر بأن عفرين تستحق أكثر من هذا، إلا إن كانت هناك توجه لدى القيادة الكوردية في إقليم كوردستان (العراق) وبالتوافق مع أطراف كوردستانية وحتى إقليمية.. بترك عفرين لمنظومة العمال الكوردستاني. وبالتالي إعادة التجربة الفلسطينية؛ ضفة الفتحاوية وغزة الحماسوية وهكذا أن تكون عفرين من نصيب الإخوة في حزب الاتحاد الديمقراطي.. ولكن واهمون من يعتقد بأن القضية سوف تنحل بهذه العقلية التقسيمية، حيث الكل سياسياً وفكرياً رهائن العقلية الشمولية الكلانية، وبالتالي فإن كل طرف سوف يحاول إقصاء الآخر من العملية السياسية، إلا إذا استجدت بعض الظروف والأسباب التي تهيئ الأرضية للمشاركة والمحاصصة السياسية.

133

وآخراً .. نأمل أن يعيد الإخوة في قيادة الحزب الجديد الاعتبار لمنطقة (عفرين)؛ حيث سكانياً تعتبر من أكثف المناطق السكانية في سوريا.. وثقافياً تملك خزان ثقافي وفكري وكوادر هائلة.. واجتماعياً نقول وبدون تحيز ومن خلال التجربة والمعايشة بأنها أكثر المناطق تطوراً ورقياً وحضارةً من أي بقعة جغرافية كوردستانية أخرى.. وآخراً فإنها تملك اقتصاداً وموارد إنتاجية كبيرة، إن كانت من حيث زراعة الزيتون والخضروات والفواكه أو بالخامات الطبيعية كالحديد في منطقة راجو أو من حيث جمال الطبيعة والسياحة والمصايف .. فلا تهمشوا وتسقطوا عفرين من حساباتكم أيها السادة. ونقطة أخيرة نهمس بها في آذان الرفاق العفرينيين قيادةً وقواعد وباللهجة العامية راح نقولهم: يلي ما فيو خير لأهله وابن بلده ومنطقته ما فيه خير “للغريب” وابن الجزيرة .. وحاجتكم حفر الحفر تحت أقدام بعضكم في منافسات غير شريفة أو مين راح يقدم الولاء أكتر للرفاق في الجزيرة. وهكذا فإن أحد أسباب تهميش عفرين نتحمله نحن العفرينيينليس بالمفهوم المناطقي العنصري بل انتماءً جغرافياً ونأمل أن تكون نتائج المؤتمر التوحيدي درساً لنا نحن أبناء عفرين لنتعظ وندرك: بأن ما بحك ضهرك غير ابن بلدك .. وفهمكم كفاية يا سادة ويا أيها القراء الأعزاء .. مودتي للجميع.

 

134

أخبار عاجلة ومهمة

.. من محور جندريسه!!

 

وصلنا الآن معلومات من مصادر نستطيع القول بأنها؛ مؤكدة وغير منتمية لطرف سياسي، بل شخص لا علاقة له بالصراعات الحزبية ولي معه معرفة عميقة بصدقه حيث أفاد؛ بأن ما حدث في قرية “حجيلار” هو خيانة البعض في القرية ويؤسفنا أن نقول من المكون العربي هذه ليست دعوة للعداء الأقوامي، بل ذاك ما جرى على أرض الواقع وبالتأكيد لا يشمل كل الإخوة العرب حيث لجأ أولئك الخونة إلى قتل ثلاث من عناصر القوات الكردية (YPG) ورفعوا ما يعرف بعلم “الثورة أو علم الجيش الحر”، لكن استطاعت قوات الحماية والمرأة من إعادة السيطرة على تلك الجماعات والقرية والوصول إلى قرية “تل سلور” حيث هناك عناصر من المرتزقة التابعين للميليشيات الإسلاموية محاصرة فيها وقواتنا تضغط لإعتقالهم أو تصفيتهم وذلك على الرغم من تحليق الطيران التركي الغاشم فوق القرية والمنطقة عموماً .. وبالمناسبة وعلى ذكر الخيانة فقد نبهنا من بعض العناصر ذات الميول الإسلاموقوموية من المكون العربي وكذلك الكردي بجندريسه سابقاً وذلك بعد أن وصلنا أخبار مؤكدة عن تجسس البعض منهم لصالح تركيا ومرتزقتها واليوم تصلنا الأخبار وهي تفيد؛ بأنه قد جرى حملت اعتقالات لتنظيف البلدة من أولئك العملاء والخونة .. كل التمنيات بالسلامة لشعبنا وقواتنا وعموم المنطقة .. وعفرين تنتصر.

 

ملاحظة؛ أعيد وأقول بأن حالات الخيانة هذه هي حالات فردية خاصة، لا تتعلق بمكون مجتمعي محدد .. نأمل الإنتباه لهذه القضية وعدم الذهاب إلى تخوين شريحة معينة في المجتمع العفريني.

 

135

أردوغان يكشف المستور:

بأن هناك “ضغوط لإخراجهم من سوريا”

 

خلال مداخلة تلفزيونية للرئيس التركي صرح بعدد من النقاط والقضايا التي تحاول تركيا التستر عليها حيث وبحسب موقع خبر24 صرح ((الرئيس التركي رجب طيب أردوغان اليوم الخميس 4/10/2018 بأن أمريكا أرسلت أكثر من 19 ألف شاحنة تضم أسلحة وذخائر ومعدات عسكرية إلى وحدات حماية الشعب وتقوم بتدريبهم في 22 قاعدة عسكرية بنتها أمريكا في شمال سوريا. هذا وقال أردوغان خلال مداخلة تلفزيونية بأن لأمريكا 22 قاعدة عسكرية في سوريا ولروسيا 5 قواعد ونحن أيضاً من حقنا أن يكون لنا قواعد عسكرية على الأراضي السورية. وقال أردوغان:” بأنهم يطلبون منا الخروج من سوريا، نحن نقول لهم لن نخرج من سوريا نحن في سوريا بطلب من الشعب السوري، فهم طلبوا منا الحماية والمساعدة نحن لبينا طلبهم في عفرين وفي ادلب وقمنا بحمايتهم” بحسب تعبيره. وأشار أردوغان بأنهم لن يخرجوا من سوريا إلا إذا جرت انتخابات رسمية في البلاد وعودة الاستقرار وقتها سنترك سوريا لأصحابها وسنغادر سوريا)). كما أضاف بأن “أمريكا وقوات سوريا الديمقراطية تسيطر على آبار النفط في دير الزور، نريد أن نعرف على من سيتم توزيع هذا النفط” وذلك في إشارة إلى إغلاق الحدود بوجه تصدير النفط من خلال تركيا.

إن تصريح الرئيس التركي يكشف عن عدد من النقاط والقضايا الهامة:

أولاً- بأن العلاقة بين البلدين – تركيا والولايات المتحدة- باتت على “كف عفريت”، كما يقال وبالتالي يمكن أن تكون لها تداعيات كبيرة على عموم المنطقة وتحديداً على تركيا في المستقبل القريب وذلك إن لم تعمل القيادة التركية “تكويعة” جديدة لسياساتها وأعتقد هذه باتت شبه مستحيلة ولأسباب عدة؛ منها تتعلق بمنهجية التفكير للرئيس التركي وحزب العدالة والتيار الأخواني عموماً ومشروعها العالمي؛ بأن تكون تركيا أحد “الكبار الجدد” وقد صرح الرئيس التركي بذلك في حديثه الأخير أمام الجمعية العمومية للأمم المتحدة وذلك حينما قال: بأن “المرحلة لا تقبل أن يكون هناك خمسة كبار فقط”. وبالتالي يمكننا القول: بأن تركيا ستمضي قدماً في مشروعها السياسي لتجد بالأخير تصدياً لها ليس فقط من حلفائها القدماء؛ أي الغرب والأمريكان، بل من الروس قبلهم، كون هذه لن تسمح بدولة قوية على حدودها الجنوبية حيث ذاكرتها تحمل الكثير من الحروب مع جارتها الدولة العثمانية ولن تقبل بإعادة تجربة شبيهة مع تركيا بمنهجية إسلامية.

 

ثانياً- إن تصريح الرئيس التركي يؤكد على أن الوجود الأمريكي في المنطقة لن يكون طارئاً، كما يحاول البعض القول به والترويج له حيث من “أرسل أكثر من 19 ألف شاحنة تضم أسلحة وذخائر ومعدات عسكرية إلى وحدات حماية الشعب وتقوم بتدريبهم في 22 قاعدة عسكرية”، كما صرح به الرئيس التركي، لن يغادر المنطقة بتلك السهولة ولذلك ها هي تركيا تحاول هي الأخرى أن تجد لها موطئ قدم في الجغرافية السورية حيث يؤكد أردوغان في تصريحه بأن “نحن أيضاً من حقنا أن يكون لنا قواعد عسكرية على الأراضي السورية” وبالمناسبة فقد كشف هنا الرئيس التركي دون مواربة وبوضوح شديد؛ أن الهدف من كل التدخل التركي في الملف السوري لم يكن دعماً لـ”الثورة السورية” وشعبها وإنما بهدف الحصول على جزء من الكعكة السورية.

 

 

136

ثالثاً- النقطة الأهم والأكثر حساسية والتي تمت الكشف عنها في تصريح الرئيس التركي هو ما جاء بخصوص “الطلب منهم” -أي من تركيا- الخروج من سوريا حيث قال أردوغان: “يطلبون منا الخروج من سوريا، نحن نقول لهم لن نخرج من سوريا نحن في سوريا بطلب من الشعب السوري، فهم طلبوا منا الحماية والمساعدة نحن لبينا طلبهم في عفرين وفي ادلب وقمنا بحمايتهم”، طبعاً إدعاء الرئيس التركي هو إدعاء كاذب وذلك بخصوص أن السوريين “طلبوا منهم حمايتهم” إن كان بعفرين ولا حتى إدلب حيث الأولى تم احتلالها من قبلها وقبل ميليشياتها الإخوانية المرتزقة وذلك بعد تدميرها وترحيل سكانها وجلب العديد من العوائل ومن مناطق مختلفة بهدف إجراء تغيير ديموغرافي لها، كما أن إدلب هي الأخرى محتلة من قبل جماعات تكفيرية سلفية وأخطرها جبهة النصرة وبعض الأوغوز والمرتزقة الذين جلبتهم تركيا من دول عدة عبر أراضيها لسوريا ولذلك فمن الطبيعي أن يتم القضاء على هؤلاء التكفيرين أو إعادتهم لدولهم عبر الممر نفسه الذي أتوا منه؛ أي الأراضي التركية وإخراج هذه الأخيرة نفسها من الجغرافية السورية حيث بات الجميع يدرك بأن الإرهاب هو تحت رعاية حكومة العدالة والتنمية ولذلك أي حل في سوريا، لا بد من القضاء على وجود الدولة الراعية لكل المجاميع السلفية التركية -ونقصد طبعاً حكومة العدالة والتنمية في تركيا- ويبدو أن هناك ضغوط حقيقية عليها لإخراجها من سوريا بحيث وصل الأمر بأردوغان إلى الكشف عن المستور فيما مضى من الأيام والسنوات رغم أن الأخير أشار بأنهم؛ “لن يخرجوا من سوريا إلا إذا جرت انتخابات رسمية في البلاد وعودة الاستقرار وقتها سنترك سوريا لأصحابها وسنغادر سوريا”.

 

رابعاً- أما النقطة الأخيرة والتي كشف الرئيس التركي عنها، فهي قضية الحصار التركي للإدارة الذاتية ومناطق الوجود والنفوذ الأمريكي، بل وإغلاق الطريق على المنطقة وخنقها اقتصادياً حيث قال: “أمريكا وقوات سوريا الديمقراطية تسيطر على آبار النفط في دير الزور، نريد أن نعرف على من سيتم توزيع هذا النفط”، طبعاً تصريح الرئيس التركي فيه من الإحباط واليأس أكثر من أن تكون فيها الواقعية، كون النفوذ الأمريكي يمتد عبر الحدود لكل من العراق والأردن والسعودية وعموم دول الخليج وصولاً للمعابر المائية الدولية وبالتالي فمن يسيطر على المنطقة عموماً لن يحرم من إيجاد الممرات والمنافذ وخطوط مد الأنابيب للخارج، ثم هناك الخط أو المشروع البديل ونقصد الخط الذي يربط حقول الغاز في المنطقة من مصر وإسرائيل إلى قبرص ومنها لعموم أوربا.. ثم من قال بأن مستقبلاً لا يكون هناك توافق بين الإدارة الذاتية والمركز دمشق بتوافق دولي في إطار حل سوري شامل، بكل تأكيد لا يهمنا هذه التفاصيل التقنية والفنية حيث بإمكان الأمريكان والأوربيين إيجاد الحلول المناسبة، لكن المهم بالموضوع؛ هي مسألة فقدان تركيا لدورها العضوي والحيوي في المشاريع الأمريكية بحيث بات الرئيس التركي يصرح علنية وبنوع من اليأس؛ بأن هناك مشروع أمريكي غربي في المنطقة سيتم تهميش دورها والاعتماد على حلفاء جدد لهم بالمنطقة وهم الكرد والجغرافية والقوات الكردية.

 

بالأخير يهمنا التأكيد على مسألة كنا قد تطرقنا لها في الكثير من مقالاتنا؛ بأن الكرد قد باتوا يشكلون قوة سياسية جديدة -وليست فقط عسكرية- في المنطقة وأنهم يمرون بمرحلة شبيهة بالمرحلة التي مر بها الشعوب العربية قبل قرن كامل وذلك عندما جاءت إنكلترا بجيوشها وأساطيلها للمنطقة ودفعت بالعرب لمواجهة الخلافة العثمانية حيث كانت أولى الطلقات في وجه الخلافة من أرض الحجاز وببندقية انكليزية بيد الثوار العرب وكان على إثر ذلك انهيار الخلافة وتشكيل عدد من الدول العربية الحالية واليوم فإن الأمريكان يلعبون الدور نفسه مع الكرد، لكن ما يصعب من مهمة الأمريكان هي تشعب القضية الكردية واحتلال جغرافيتهم الوطنية من قبل عدد من الدول الغاصبة وربما تبلور تشكيل حلف جديد بين كل من تركيا وإيران وبرعاية روسية في أحد أهم جوانبه وأسبابه ودوافعه هي المسألة الكردية حيث من مصلحة الدولتين ورغم كل خلافاتهم المذهبية والسياسية التعاضد والتكاتف ضد المشروع الأمريكي، يساندهم الروس لصراعها مع الأخيرة على مناطق النفوذ في الشرق عموماً.. هنا يبقى السؤال الجوهري، هل بمقدور الكرد أن يبرهنوا؛ بأنهم قادرين على حماية المصالح الغربية والأمريكية في المنطقة؟ وبقناعتي وفق الإجابة على السؤال السابق سوف يحدد مصير شعبنا وكردستان.

 

137

أروغان وكذبته بإحتلال (1000) قرية

.. يذكرونني بتهديد الآغا لعمي “رشو حسّك”!!

 

بخصوص إدعاء أردوغان؛ بأنهم “سيطروا على ألف قرية في عفرين” والتي كل قراها الموجودة واقعياً لا تتجاوز (٣٥٠) قرية مع العلم وبإعترافه هو بأنهم لم يسيطروا إلا على جزء من عفرين، يعني بهيك حسبة لازم تكون عدد قرى عفرين بحدود خمسة آلاف قرية ليظبط الحساب مع الأحمق .. وبهذه المناسبة تذكرت حادثة جرت مع أحد أعمامنا وهو الراحل “رشو حسّك”؛ مختار قرية جقلي تحتاني حيث في مرحلة الفوضى ما بعد الحرب العالمية الأولى ومن خلال زواجه لإحدى الأرامل، حصل على بعض الأراضي الزراعية معها ويبدو أن عين أحد أغوات المنطقة كانت على تلك الأرض، فأرسل رجاله بأن يطلبوا من عمنا رفع يده عن الأرض ولما وجد الرفض والممانعة من قبل العم، أرسل الآغا تهديداً مع رجاله وهو يقول؛ بأنه “سيقع ميت -أي مئة- رجل إن لم يتخلى عن الأرض”، فما كان من عمنا “رشو” إلا أن أرسل جوابه مع أولئك الرجال وأوصاهم بأن يقولوا للآغا؛ “بأنه هو وأخويه يكون عددهم ثلاث رجال، فمن وين راح يجيب ٩٧ رجل آخر ليصير العدد مئة رجل حتى يقتلهم الآغا”. طبعاً هي إجابة فيها نوع من التهكم والسخرية والتحدي بنفس الوقت وها هو لسان العفرينيين؛ “مدنيين ومقاتلين” يقول لأردوغان: بأن كل قرى منطقتنا لا تتجاوز (٣٥٠) قرية ولتكن (٣٦٦) كما يرددها أغلب العفرينيين فمن وين بدنا نجيب كل هي القرى التانية أيها الأحمق حتى يظبط معك العدد .. شو بدك يانا نحتل كل قرى محافظة حلب وأدلب وبعدين نسلمك ياهم أيها المدعي الغبي؟!

 

138

البراكين والثورات

تغيير في أديم الأرض والمجتمع

 

هناك بعض الإخوة يلومون حزب الاتحاد الديمقراطي وعموم المنظومة العمالية الكردستانية، بأنها تستبعد الفئات المثقفة الواعية والنخب الاجتماعية السياسية عن مركز القرار لتعطي الدور والسلطة لتلك الفئات الجاهلة “الرعاع” التي أتت من قاع المجتمع وبالتالي فإن سياساتهم تتسم بالأخطاء والكوارث الطبيعية نتيجة تسيد فئة جاهلة تفتقر لأي ثقافة تؤهلها لهكذا مركز قيادي ولذلم فإن شعبنا يدفع ثمن أخطاء تلك الفئة الجاهلة متناسين دور الدول الغاصبة لكردستان وللأسف ومصالح تلك الدول والدول المحورية السيادية ومشاريعهم الاستراتيجية في المنطقة عموماً.

 

لكن ورغم ذلك فإنني في العموم أوافقهم في قضية تسيد الطبقات المهمشة للمرحلة الثورية وقد أشرت إليها في مقالاتي سابقاً، لكن هذه الظاهرة هي عامة ولا تخص منظومة سياسية محددة كحزب العمال الكردستاني، بل هي سمة كل ثورات العالم، قديماً وحديثاً، وقد شبهت أكثر من مرة الثورات بالبراكين وكيف يجلب البركان ما هو في قاع الأرض ليجعله أديماً أو قشرة وسطح جديد للأرض، فإن الثورات كذلك تجلب الشريحة التي في القاع لتتسيد المجتمع؛ كون من هم في القاع لهم مصلحة في التغيير، بينما سادة المجتمع تكون مصلحتهم في إبقاء الواقع على ما هو عليه حيث هم السادة فيه ولذلك شيء (طبيعي) أن يتسيد المشهد الجديد من كان في القاع حيث رأينا أمثال سلمان الفارسي وبلال الحبشي في قيادة “الثورة الإسلامية”، لكن ذلك تكون في الفترة والمرحلة الأولى من الثورات وإلى أن يتسلل الطبقات الأرستقراطية من جديد للهيكلية السياسية ويصبحوا (ثواراً) نظريين أكثر ممن قاموا بها وبذلك يعيدون مكانتهم في السلطة والرئاسة وتجربة الإدارة الذاتية هي مرحلة تسييد تلك الطبقة الاجتماعية التي كانت في القاع ولكن وخلال السنتين الأخيرتين رأينا تسلل بعض العناصر القديمة.

 

ما نريد قوله أخيراً؛ بأن تجربة الإدارة الذاتية في حركتها التاريخية لا تختلف كثيراً عن أي تجربة وحركة ثورية أخرى إلا في بعض المصطلحات والمبادئ والقيم، لكن خط المسار الإداري هو إعادة إنتاج لما يتم إعادته دائماً، لكن تحت مبادئ فلسفية وقيم أخلاقية جديدة تحاول الارتقاء بالمجتمعات الإنسانية؛ أي في حركة لولبية إرتقائية وليس وفق خط أفقي يمتد من اللانهاية للنهاية، بل خط بياني صاعد قد يجد هنا وهناك إنكساراً بيانياً حضارياً، لكن هي على العموم نحو الارتقاء بالحضارة البشرية.

 

http://xeber24.org/archives/84258

 

139

البيشمه ركة ودفاعهم عن كوباني

 

 

 

إن مسألة مشاركة قوات البيشمه ركة بالدفاع عن كوباني البطلة مع أبنائها وقوات الحماية الشعبية جاء بقرار من برلمان إقليم كوردستان (العراق) وذلك بعد أن طلب ذلك رئيس الإقليم السيد مسعود بارزاني.. لكن ما يلفت الإنتباه بأن بعض الإخوة الكورد -وقبل الآخرين- لا هم لهم سوى رؤية الجانب السلبي من القضايا -حتى وإن لم تكن لها فإنهم يخلقون السلبيات في ذهنياتهم المريضة- وذلك من أجل نقدها ورفضها، بل وشتمها وشتم أصحابها -وفي الجانبين- حيث إننا نسمع من جانب طرف قنديل هناك من يقول: بعد سنة من المعارك مع قوى الظلام والتكفير “داعش” وأكثر من شهر من حصار كوباني .. جاء من يريد أن يتقاسم الإنتصار مع قوات حماية الشعب وب”طريقة سخيفة وعبر مهزلة المشاركة بمئة وخمسين بيشمه ركة”.

 

وهكذا ينسى هذا “الفطحل السياسي” بأن المائة والخمسين هم النواة لقوات البيشمه ركة في غربي كوردستان حيث سيلحق هذا العدد المئات.. لا بل الآلاف وكذلك هناك الآلاف من أبنائنا في غربي كوردستان ودول الجوار لم يلتحقوا بقوات الحماية الشعبية وذلك نتيجة الخلاف السياسي مع حزب الاتحاد الديمقراطي وهذه فرصتهم للإلتحاق بالقوة العسكرية الكوردية للدفاع عن مناطقنا وشعبنا وذلك ناهيك عن المعاني والدلالات السياسية لهذا التوافق السياسي الكوردي؛ حيث من جهة تأكيد على وحدة الصف والكلمة الكوردية مما يخلق هدوءً وإستقراراً في المناطق الكوردية ولدى شعبنا وبالتالي إزالة الإحتقان من الشارع الكوردي وإحتمال نشوء نزاعات داخلية وكذلك الحد من الهجرة والنزوح من المناطق الكوردية في غربي كوردستان ومن الجهة الأخرى تأكيد على وحدة القضية الكوردية وكذلك الجغرافية الكوردستانية عسكرياً وسياسياً.. وأعتقد بأن هذه هي أهم نقطة استراتيجية يحققها الكورد في العصر الحديث وبهذه تكون وكوباني وغربي كوردستان قد حققت منجزات ما فاقت ما حققه شعبنا في جنوب كوردستان وذلك على الرغم من الأهمية الاستراتيجية لإقليم كوردستان.

 

أما الطرف الآخر ومن كورد جنوب كوردستان وخاصةً من بعض الإخوة الآيزيديين فقد بدأوا يزايدون على قيادة الإقليم والبيشمه ركة وبحجة أن شنكال بحاجة أكثر لهؤلاء البيشمه ركة مع العلم أن قوات البيشمه ركة لم تشتكي أو تعاني يوماً من النقص في الأعداد والقوات، بل هي طلبت من قوى التحالف الدولي إمدادها بالعتاد والأسلحة وبعد أن توفرت لها ذلك رأينا النتائج على الأرض وكيف أن موازين القوى تغيرت لصالح قوات البيشمه ركة على حساب القوى البربرية التكفيرية “داعش” وأعوانه.. وكذلك فإن هؤلاء الأدعياء من الكورد ينسوون بأن هؤلاء القوات القليلة من البيشمه ركة والذاهبين للدفاع عن إخوتهم في كوباني وغربي كوردستان بأن جلهم، إن لم نقل كلهم من أبناء غربي كوردستان ومع أن الدفاع عن أي بقعة من الجغرافية الكوردستانية واجب وطني وقومي على جميعنا وقد برهنت كل القوات الكوردية؛ الكريلا والبيشمه ركة والYPG على هذه النقطة حيث شارك الجميع في عدد من المناطق الكوردستانية والدفاع عنها.

 

 

 

140

وبالتالي كان التأكيد على أن الجغرافيا الكوردستانية واحدة وذلك على الرغم من تقسيمها بين عدد من دول المنطقة وبموجب إتفاقيات إستعمارية سابقة.. نعم وعلى الرغم من هذه الحقيقة التاريخية وواجب الدفاع عن كل الجغرافيا الكوردستانية حق وواجب علينا جميعاً أبناء الأمة الواحدة، إلا أن واجب الدفاع عن كوباني وغربي كوردستان هو واجب أبنائها أولاً وبالتالي كان لزاماً على أولئك البيشمه ركة الذين تدربوا في جنوبي كوردستان أن يعودوا ويشاركوا إخوتهم وأخواتهم من أبطال وبطلات حماية الشعب والدفاع عن الوجود الكوردي في مناطقنا من غربي كوردستان وذلك إزاء الهجمة الظالمة من قوى التكفير والظلام وشذاذ الآفاق والتاريخ؛ حثالات المجتمعات والفكر والتي تسمى بالدولة الإسلامية “داعش”.

 

فهل وصلت الرسالة إليكم “أيا فطاحل السياسة والثقافة” الكوردية وأبطال الفيس بوك الميامين.

 

141

الربيع الكوردي

ربما يكون بعد نصف قرن!!

 

هناك الكثير من الإخوة والمتابعين ومن خلال تعليقاتهم وملاحظاتهم يحاولون القول صراحة وتلميحاً بأنني أصبحت أبرر كل سياسات الإدارة الذاتية وبالتالي تجد أحدهم يجتهد ليقدم دلائل عن أخطاء مشروع العمال الكوردستاني .. ولذلك وبخصوص الموضوع وتلك والانتقادات والنواقص، فإنني أقول بأن لي أيضاً الكثير من الملاحظات والانتقادات التي ربما تفوق كل ما تطرحونه مجتمعةً، وقد كتبت سابقاً عن ذلك وسأكتب الكثير أيضاً عندما تحين الفرصة.

 

أما بخصوص المقارنة بين المرحلة الماضية والحالية -وبكل تأكيد- فلا يمكن مقارنة الظروف الحالية مع واقع الاستقرار الاستبدادي في ظل نظام البعث، لكن أيضاً ما هو الموجود هو الأفضل من بين المشاريع المطروحة في الساحة السورية وأرجو أن لا يذكرني أحد بمشروع الإخوة وإقليم كوردستان الورقي مع الاعتذار لاستخدام ذاك المصطلح، لكن تلك هي الحقيقة.

 

وهكذا فَلَو كنت أَجِد بأن هناك احتمال ما لإقامة ذاك المشروع السياسي لكنت من أكثر المؤيدين للمجلس الكردي ومشروعهم السياسي، لكن وللأسف فإنه ليس أكثر من طرح نظري غير قادرين على تنفيذه على الأرض ولذلك تجد بأن تركيا وتوابعها لا يعيرون مشروعهم، ناهيكم من أن يعادوه حيث لا يشكل أي تهديد لمشاريعهم في المنطقة وذلك بعكس المشروع الذي ينفذ من قبل الإدارة الذاتية وحزب الاتحاد الديمقراطي على الأرض وليس الورق!!

 

وبالتالي فلا بد من دعم المشروع الحالي رغم كل ملاحظاتنا وبنفس الوقت يجب نقده وتصويبه، مع العلم، ولأكن صريحاً معكم؛ فإنني لست متفائلاً بالمستقبل الكوردي حيث الذهنية السياسية لدى العمال الكوردستاني والمناخ السياسي العام ومستوى الوعي المجتمعي لدى المجتمعات الكوردية بقناعتي سيأخذنا إلى نفق الاستبداد ولنعيد تجربة الشعوب الأخرى تلك الدورة التطورية للمجتمع ومنظوماتها الفكرية والسياسية وربما يكون الربيع الكوردي بعد نصف قرن آخر.

 

http://m.ahewar.org/s.asp?aid=538934&r=0&cid=0&u=&i=1375&q=

 

142

الملف الكردي

بات ملفاً سياسياً في سوريا

 

الإخوة الذين يتهموني بالتعاطف والعاطفية في مقارباتي السياسية للقضايا الكردية أقول وبإيجاز؛ أعتقد من السذاجة أن ينفي المرء تعاطفه مع قضايا شعبه حتى وإن أدعى الموضوعية والعقلانية والقراءة السياسية الباردة، بل ربما من الخيانة أن لا يتعاطف مع تلك القضايا، لكن رغم ذلك فعندما نقول بأن الإدارة الذاتية ما زالت تسيطر على ثلث الأراضي في الجغرافية السورية فتلك هي الحقيقة والواقع على الأرض وليست رغبة عاطفية، أما بقاء وزوال هذه الجغرافية وسلطة الإدارة عليها فهي مرهونة بالمصالح الدولية وهذه ندركها ونعيها جيداً، لكن وبنفس الوقت فإننا ندرك جيداً بأن الملف الكردي في سوريا قد خرج من الدروج الأمنية وأصبح ملفاً سياسياً وطنياً ولا بد من حله وإلا فإن الأزمة السورية في جزئية منها ونقصد هنا الموضوع الكردي سيبقى وبالتالي لا حلول دون حل ذاك الملف مستقبلاً.

 

وهكذا فإن الكرد سيكونون جزء من اللعبة السياسية مستقبلاً وذلك إنطلاقاً من الإرادة الكردية والمصالح الدولية لحل مختلف الملفات، إن كانت تحت هذه الإدارة والحزب أو غيرها من أطياف الحركة الوطنية الكردية .. طبعاً لا نقول: بأن الكرد سينالون كامل حقوقهم الوطنية ودفعة واحدة، لكن وبكل تأكيد سينالون جزء مهم من تلك الحقوق في المرحلة المقبلة وبالتالي فأي “قراءة عاطفية” رغم تأكيدي مجدداً بأن؛ من الغرابة من يأتي أحدكم ليقول: بأنك وقعت تحت تأثير العاطفة، كون الغرابة أن لا نقع تحت ذاك التأثير، لكن وبنفس الوقت نحاول الحفاظ على توازننا وخاصةً مع إدعائنا بالتحليل السياسي للأحداث.

 

وأخيراً وبخصوص موالاتي لهذه الجهة أو تلك أعتقد بأنها باتت نوع من الحرب النفسية لكل من يريد التشكيك والتشويش على القضايا الجوهرية حيث الكل يعلم بأن كتاباتي تؤكد على ولائي لقضيتي وليس لجهة سياسية ما وإن دعمي ومؤازرتي لطرف ما تأتي نتيجة المواقف السياسية لذاك الطرف من جوهر قضايا شعبنا وليس إنطلاقاً من عمى أيديولوجي لذاك الطرف الحزبي ونأمل من أولئك الإخوة أن يتجاوزوا تلك العقدة في تعليقاتهم القادمة حيث هي لا تفيدنا، بل بقناعتي تحاول قمع وخنق كل صوت يفكر “خارج الصندوق” لصالح تصحرهم الفكري المتحزب.

 

http://xeber24.org/archives/106611

 

143

تنويه بخصوص البيان

الذي نُشر باسم “حزب الوحدة”!

 

بقناعتي أن أي متابع لسياسة ومواقف حزب الوحدة وبدون حاجة لأي توضيح من قيادة الحزب، كما نشر مباشرةً بتذييل من نائب رئيس الحزب السيد “مصطفى مشايخ”، فإنه كان متأكداً؛ بأن البيان قد فبرك بيد بعض عملاء ومرتزقة المخابرات التركية من الدرجة الثالثة وليس الأولى أو الثانية، لكن يبدو أن بعض الكرد (الجيدين) من الطابور الأردوغاني يريدون أي كذبة ضد الإدارة الذاتية كي يصدقونها ويروجونها.

 

ولذلك رأيت بأن صفحاتهم ومواقعهم بادرت سريعاً إلى النشر، بل والتهليل لها لربما تتحول لحقيقة، متناسين المقولة الشهيرة؛ بأن “حبل الكذب قصير”، لكن هؤلاء وللأسف يسيرون على مبدأ غوبلز “أكذب حتى يصدقك الآخرين”، بل هم تجاوزوا غوبلز والغوبلزية نفسها بحيث باتوا يكذبون ويصدقون كذبتهم ويريدون منا أيضاً بأن نصدق أكاذيبهم.. يا لبؤسكم وقلة أخلاقكم وناموسكم، طبعاً إن كان بقي شيء من الناموس لدى هذه الحثالة من الناس.

 

………..بالمناسبة حزب الوحدة لديه من الخبرات الثقافية والكتابية والنحوية بحيث لا يقعوا بتلك الهفوات اللغوية التي وقع بها من صاغ ذاك البيان المتهافت .. يعني فهمنا؛ إنكم أغبياء وجاهلين بالسياسة وباللغة العربية كمان!!

 

https://www.rojavanews.com/arabic/index.php/ku/item/23253-rojavanews

 

144

ثقافة التسامح.؟!!

..أبعدوا دماء القرابين عن بازارات السياسة.

 

إننا أحوج ما نكون في هذه الأيام هي إلى ثقافة التسامح والإخاء وقد دفعني لكتابة هذا المقال ما وجدته وخلال متابعتي لكتابة بوستات الأصدقاء والزملاء حجم الحقد الذي نختزنه للآخر في ذواتنا وخاصةً في هذه المرحلة الدقيقة من تاريخ شعبنا وآثارها السلبية على الواقع والمستقبل الكوردي برمته وللأسف فقد ازدادت سوية الحقد هذا مع مرور الذكرى الأولى لأحداث عامودا الدامية جرائم الكوردي بحق أخيه وقد أستثمرها البعض (أفراداً وأحزاب) بطريقة مريبة وفيه الكثير من البازار السياسي والمتاجرة بدماء أولئك القرابين.. ومن الجهتين؛ حيث هناك من حاول أن يجعلها مأساة العصر وأكبر جرائم الكورد بحق أخيه مع أن فقدان أي إنسان لحياته هي مأساة بحد ذاتها، ناهيك عن جريمة القتل والقاتل يكون أخاك فإن المأساة تكون مضاعفة وهناك وفي الطرف الآخر من حاول أن يقول لنا بأن تلك الأحداث لم تكن إلا إحدى “فبركات عملاء المعارضة المرتهنة للخارج وفتنة لجر قوات الحماية الشعبية للتورط بحرب أهلية”. وهكذا فإن كلا الطرفين استخدما المأساة بطريقة حزبية سيئة وكأننا في بازار سياسي وليس هناك جريمة الإنسانية قبل أن تكون بحق كورديته وبالتالي يجب معالجتها وتخفيف وطأتها وخصوصاً بالنسبة لأهالي وذوي الضحايا وأيضاً لتخفيف الصدمة على الشارع الكوردي عموماً وحتى لا نزيد من الشرخ والانقسام الموجود أساساً في الحالة الكوردية.

وهكذا فإن ذاك أي الذكرى الأولى لقرابين عامودا كان السبب الكامن وراء هذا المقال ولكن السبب المباشر وراء كتابة البوست هو ما كتبه الصديق العزيز Ferman Bonjaq على صفحته الشخصية حيث يقول فيها: “ألدار خليل: لقد قتلت ابني .. كيف تريدني أن أسامحك ؟!.” في إشارةً منه إلى مقتل إبنه أحمد بونجق وهنا نتوجه إليه ولكل من فقد حياته في تلك الأحداث المؤلمة ولكل ضحايا شعبنا بالمحبة والوفاء وإن ذكراهم يجب أن تخلد وكذلك يحوّل كل المسئولين عن ذاك العنف والمآسي إلى المحاكم العادلة والمدنية لينالوا جزاءهم وكذلك رد الاعتبار لكل أولئك القرابين وتعويض ما يمكن تعويضه مع إننا لا يمكن أن نعوض عن رحليهم مهما قدمنا من اعتذار ومحاكمات لمن أرتكب تلك الجرائم.. وبالتالي ولكي نتجاوز المأساة رغم آلامها فعلينا أن نتحلى بثقافة التسامح كما قلت سابقاً وهنا تستحضرني الذاكرة عدد من المواقف والأحداث، منها موقف طبيب فلسطيني قضى عائلته في إحدى الغارات الاسرائيلية على غزة ومع ذلك كان يعالج أطفال يهود في إحدى مستشفيات القدس وكذلك موقف امرأة كوردية تنقذ عدد من الجنود العراقيين وتخبئهم في بيتها بعد أن يحتمون بها من البيشمه ركة.. وهناك أيضاً الموقف المبدئي للرئيس مسعود بارزاني والقيادة الكوردستانية عموماً في إقليم كوردستان (العراق) إبان الانتفاضة الكوردية وذلك عندما أصدرت عفواً عاماً وتبنت ثقافة التسامح مع كل من تورط مع نظام البعث المقبور بينما وبالعكس منها أتبعت بغداد سياسة “اجتثاث البعث” فكان الهدوء والاستقرار والإزهار من نصيب الاقليم الكوردستاني بينما بغداد دخلت في نفق الحرب الأهلية والطائفية والخراب والاقتتال الداخلي وها نحن نجد اليوم ثمار السياستين على الأرض وذلك في كلٍ من بغداد وأربيل.

145

وبالتالي علينا أن نستفيد من تجاربنا وإن أقرب تجربة لنا هي تجربة الإخوة في كوردستان (العراق)، فهم أيضاً وفي منتصف التسعينات من القرن الماضي وبعد الانتفاضة الكوردية لعام 1991 تورطوا في حرب أهلية بين بيشمه ركة الاتحاد الوطني والديمقراطي الكوردستاني وقد راح ضحية تلك المعارك ما يقارب أربعة آلاف بيشمركة وقد استعان كل طرف بدولة غاصبة لكوردستان في حرب “الإخوة الأعداء” حيث الديمقراطي الكوردستاني استعان بالجيش العراقي وذلك بعدما قويت قوات الاتحاد الوطني من خلال دعم الجيش الايراني له وقد استمرت المعارك بين الحزبين على مدار العامين تقريباً وراحت نتيجتها آلاف الضحايا كما قلنا نتيجةً للخلافات البينية وها نحن نراهما اليوم شركاء في العملية السياسية؛ حيث نيجيرفان بارزاني (الديمقراطي الكوردستاني) رئيساً للحكومة بينما قوباد طالباني (الاتحاد الوطني) نائباً له.

وبالتالي فليس من مصلحة لنا نحن كورد غربي كوردستان أن نستثمر في دماء أولئك الأرواح والقرابين التي راحت نتيجة خلافاتنا وبازاراتنا السياسية، بل علينا أن نكبر على الجراح ونتجاوز المرحلة المأساة وذلك على الرغم تلك الكارثة والجريمة لأن المصلحة الكوردية تتطلب منا ذلك جميعاً وبالتالي أن نعمل على صيغة توافقية للعمل المشترك وهذه يجب أن تبدأ بخطوة عملية من الإخوة في حزب الاتحاد الديمقراطي كونهم القوة المسيطرة و”سلطة الأمر الواقع” وذلك من خلال الاعتذار عن عدد من السياسات الخاطئة ومنها الجريمة المروعة بحق أولئك الأبرياء وتعويض ما يمكن أن يعوض حيث لا يمكن لأحدنا أن يعيد الراحلين عنا وإن أقدمنا على التضحية و”قتل” كل من تورط بتلك الجرائم وبالتالي العمل وبجدية أكبر من أجل التوافق الكوردي والمشاركة الفعلية مع القوى السياسية الأخرى في إدارة المناطق الكوردية وكذلك وعلى الطرف الآخر تجاوز أزمات المرحلة السابقة وإتباع سياسة أقرب إلى ثقافة التسامح والتي أتبعت في إقليم كوردستان (العراق) .. وإلا فإنه الدمار والخراب.

 

146

ثقافة التسامح.. والمصالحة.؟!!

يقول المثل العربي: ((الدم ما بيغسل الدم)).

 

 

 

 

26 يناير، 2014 ·
.
.
…….يقول الصديق د. هجار شكاكي ونأمل أن يتحمل ترصدنا له في إحدى بوستاته ما يلي: ((..من يتحمل دم كل الشهداء الذين غرقوا في البحار ؟ من سيسأل من وأغلب الفاسدين المفسدين من أمثال رياض حجاب و اللواء حاج علي و اللواء سليم ادريس و رياض نعسان آغا صاروا في الطرف الذي يطالب بالمحاسبة )).

 

…………..إننا لن ندافع أو ندين الأسماء التي وردت في البوست أو غيرها ممن أنتقلوا من صفوف النظام إلى صفوف المعارضة وهم لديهم بالتأكيد مبرراتهم وأسبابهم وبالتالي يمكنهم تقديمها وتبرير مواقفهم السابقة في حال الإدانة طبعاً ولكن نود في بوستنا هذا أن نتطرق إلى قضيتين أساسيتين؛ الأولى تقول: أنه وحتى في “الديانات السماوية” فإن طريق التوبة غير مسدود في وجه المخطئ والمذنب وكذلك ففي السياسة هناك إنتقال في المواقع والمواقف ولذلك فإن تلك الأسماء لن تكون الأولى وليست الأخيرة في الإنتقال من ضفة إلى أخرى، بل السياسي الذكي من له القدرة على إضعاف الجبهة الثانية.. وإن إحدى تلك الأساليب والطرق في إضعاف الجبهة المعادية أن “تقصقص أجنحتها” بمعنى أن تعمل بداخلها نوع من الخلخلة لتقسيمها وتفتيتها وفي حال إنتقال رموز منها إلى جبهة الأصدقاء فتعني ذلك قمة الدبلوماسية السياسية ونجاحها في إختراق صفوف “الجبهة المعادية”. وهكذا فإننا نعتبر إنتقال أولئك السادة وغيرهم من صفوف النظام إلى صفوف المعارضة، نوع من الفوز الدبلوماسي للثورة السورية.

 

…………………أما النقطة الثانية أو القضية الأساسية الأخرى فهي التي تتعلق بالجانب الثقافي الفكري والقيمي الأخلاقي في مجتمعاتنا والقائمة على مبدأ الثار في أكثر الأحيان وذلك على الرغم من المثل الذي أوردناه في عنوان البوست والقائل أن “الدم لا يغسل الدم”.. وبالتالي فلا نهاية لدوامة العنف والقتل إن عملنا بتلك القاعدة الثأرية في حل الخلافات ومشاكلنا وسوف تزداد شلالات الدم السوري أكثر سواداً ومأساةً في طاحونة المأساة السورية.. ولذلك فإننا مدعوون جميعاً إلى إعتماد ثقافة أخرى مدنية حضارية تليق بتاريخ سوريا الحضاري والضارب جذورها في عمق التاريخ الإنساني.. ولنأخذ من تجربة الجيران العراق بعض العبر والدروس؛ حيث بغداد إعتمدت ثقافة “إجتثاث البعث” وبعد أكثر من عشر سنوات من تطبيقها لتلك السياسة ما زالت بغداد تعاني من الإحتقان السياسي والطائفي وإنعدام للأمن والحياة الطبيعية ومستلزماتها للمواطن العراقي، بينما إقليم كوردستان (العراق) نأت بنفسها عن تلك السياسة وأعتمدت عوضاً عنها ثقافة التسامح والمصالحة وذلك على الرغم من تجربة الثورة الكوردية هناك مع من كان يسمى بالجحشوك فكان لها أي للإقليم الأمن والإستقرار والإهتمام بالبنى التحتية وضرورات الحياة لمواطني إقليم كوردستان.. وهكذا كسبت كل مواطنيها إلى جانبها؛ جانب بناء مؤسسات الدولة، بل وكسبت قسم من “أعدائها” أيضاً إلى جانبها.

 

 

 

 

147

…وبالتالي.. فإننا ندعو كل السوريين معارضةً ونظام وبمختلف مكوناتها العرقية والدينية والمذهبية وحتى الطائفية والسياسية إلى التوافق والعمل بسياسة التسامح والمصالحة وإعطاء الفرصة للعقل بدل القتل.. ونترك أمر المجرمين لما بعد مؤسسات الدولة ودستورها وقوانينها ومحاكمها لتحاكم المجرمين منا وذلك وفق محاكم مدنية وليست ميدانية.. وذلك أملاً في إنهاء مأساة شعبنا عموماً.. ومطلبنا هذا للجميع وبما فيها القوى والأحزاب الكوردية والتي نراها اليوم تتعارك وتتصارع لإقصاء الطرف الآخر والتفرد بالهيمنة وبالتالي إعادتنا لتجربة الإستبداد والديكتاتوريات ولندخل مجدداً دوامة العنف والقتل المجاني.. وأخيراً نقول: نأمل ونأمل من القلب أن نعمل على وقف هذا النزيف في الجسد السوري.

 

حزب الوحدة

وقضايا التشهير.. ما هي الغاية؟

 

إنني كنت على خلاف فكري وسياسي مع الإخوة في حزب الوحدة ولمراحل كثيرة من حياتي وذلك في الثمانينيات عندما كنت عضواً في الاتحاد الشعبي وكذلك في الألفية الجديدة عندما انضممت لصفوف البارتي، بل حتى وفي مراحل ابتعادي عن العمل الحزبي، كانت لي مواقف مناهضة لعدد من المواقف السياسية لحزب الوحدة سابقاً حزب العمل لكن وفي كل المراحل لم تصل خلافاتي مع الحزب إلى درجة تخوينه وتخوين قياداته، كما يفعل وفعل البعض من قياداته المنشقة أو بعض الذين كانوا لفترة قريبين من الحزب، ناهيكم عن المختلفين والمناهضين لمواقف هذا التيار السياسي والذي حاول دائماً أن يقدم خطاباً كردياً سورياً ويحافظ على “مسافة واحدة” من الأفرقاء الكردستانيين ولو لدرجة ما كان أقرب للتيارات الليبرالية منها للبارزانية، مما أدخله في مواجهة البارزانيين وبأكثر من مرحلة وخاصةً إنه أنشق عن ذاك التيار في بداية الثمانينيات من القرن الماضي ومعه كانت قد تشكلت عقدة كأداء بين هذا التنظيم السياسي الجديد وبين الحزب الأم ونقصد الديمقراطي الكردستاني، سابقاً الكردي أو ما يعرف اختصاراً ب”البارتي”.

 

إن مرادنا من تلك المقدمة السريعة هو أن نصل إلى ما يشاع اليوم حول الحزب وسكرتيره؛ السيد محي الدين شيخ آلي من إدعاءات وفبركات وتحت مسميات مختلفة، منها “حقائق مسربة من القيادة”، كما يتم تناقله مؤخراً في قضية الاحتلال التركي لعفرين حيث كتب أحد الإخوة على صفحته نقلاً عن آخرين وذلك بخصوص القضية ما يلي: “أثناء الحرب تم الإتفاق بين بعض القياديين مع الجانب التركي بقيادة الإنقلاب ويقصد الانقلاب على الإدارة الذاتية و إعلان التصالح مع تركيا عبر بيان رسمي خاص بأسم الحزب و الإعلان من خلاله بأن عفرين خالية تماما من عناصر ب ك ك المرسلين من قبل قنديل و كذلك العناصر القيادية في ب ي د بعد إغتيال البعض منهم و اعتقال البعض الآخر و تسليمهم لتركيا فيما بعد . إلا إن الشيخ آلي أنقلب على الأتراك في اللحظة الأخيرة و بإيعاز من إيران و روسيا و لهذا تم إعتقال سيبان حمو مباشرة و التضحية بعفرين و أهلها و تقديم عفرين جغرافيا بدون سكانها للغرباء العرب المهجرين من الغوطة و حمص كل ذلك طبقا لإجتماعات أستانه و الدول الضامنة الروسي و الإيراني و التركي و هنا كان رد الفعل التركي قاسيا بحيث أدخل معه الفصائل المسلحة الأكثر عنصرية و شوفينية للانتقام من أهالي عفرين و قراها و كل ما يمت الصلة بعفرين”.

148

بل وصل الأمر إلى اتهام الحزب بقضية الاغتيالات السياسية لبعض كوادره وكوادر الأحزاب الأخرى ولعلمي هذه جديدة حيث لم أسمع من قبل بأن حزب الوحدة يملك جهازاً مخابراتياً للتصفيات الجسدية، إلا بعض الكلام الفيسبوكي في قضية الراحل إسماعيل عمر؛ رئيس الحزب حيث أتهم البعض سكرتير الحزب السيد شيخ آلي بالتخلص منه طبعاً وكل الكلام السابق، ينسب لشخصيات قيادية سربت تلك المعلومات، لكن دون الكشف عن تلك الشخصية القيادية وكأن حزب الوحدة له من القدرة على إجبار مثل تلك الشخصية البارزة من التستر خوفاً من تصفيته هو أيضاً.. وهذه تذكرنا بالقصص الهوليدية ونوع من الإيحاء الروائي؛ بأن يصدق المشاهد أو القارئ ما يتلى عليه وكأنه واقعاً، يعني نوع من جعل الخيال الحكائي واقعاً في مخيلة القارئ وبذلك يكون المخرج أو المؤلف للحكاية حقق الغاية لدى المتلقي ودون أن يقدم الدليل الدامغ على تلك الإدعاءات وذلك بعكس العقلية الجدلية التي تذهب للمحاكمات العقلية للقضايا حيث يكون “المتهم بريء إلى أن تثبت إدانته”، لكن وبطريقة الإخراج تلك يصبح “البريء متهماً إلى أن يثبت براءته” من التهم الموجهة إليه بحسب الأقوال.

 

ربما البعض يتساءل؛ لما أدافع عن الحزب وسكرتيره .. طبعاً ذاك من حق القارئ والمتلقي حيث لا كتابة ولا عمل دون غاية وهدف يرجى من تحقيقه، ليس مادياً دائماً، بل في أغلب الأحيان نأمل منه الجانب المعنوي العاطفي الوجداني أو السياسي الوطني وبالتأكيد هذا المقال هو الآخر يحقق أو يهدف لتحقيق تلك الغاية وذلك بأن نعري قضية احتلال عفرين حيث وكما نلاحظ من قضية الاتهام لحزب الوحدة في احتلال تركيا لعفرين، بأن من فبرك الخبر يهدف لغاية واحدة وهي تبرئة الاحتلال نفسه، أو على الأقل إعطاء المحتل أي تركيا والميليشيات المرتزقة “المبرر الأخلاقي والشرعي” لاحتلال عفرين، كون “إن الشيخ آلي أنقلب على الأتراك في اللحظة الأخيرة و بإيعاز من إيران و روسيا .. و هنا كان رد الفعل التركي قاسيا بحيث أدخل معه الفصائل المسلحة الأكثر عنصرية و شوفينية للإنتقام من أهالي عفرين و قراها و كل ما يمت الصلة بعفرين” وهكذا وضحت الصورة وتم معها تحقيق الغاية حيث تركيا أنتقمت لأن شيخ آلي وحزبه قاموا ب”التضحية بعفرين و أهلها و تقديم عفرين جغرافيا بدون سكانها للغرباء العرب المهجرين من الغوطة و حمص” وكأن غاية تركيا تحرير عفرين وليس احتلالها أساساً وبالتالي قلب الحقائق رأساً على عقب كما يقال أو جعل البريء متهماً والمتهم والمحتل بريئاً وحملاً وديعاً.

 

وأخيراً بقي أن نقول؛ بأن أولئك تناسوا بأن تركيا نفسها لم تقل ما قالوه، بل هي صرحت وعلى لسان أكثر من زعيم وقائد سياسي ومنهم رئيس الجمهورية الحالي؛ أردوغان: بأنها “ضد تحقيق الكرد لأي مكاسب سياسية” ولذلك هي ستحتل كل روجآفا وإقليم كردستان إن كانت لها ذلك بالأحرى إن سمح لها بذلك بل وصل الأمر بقادتها أن قالوا؛ بأنهم “سيحاربون خيمة كردية ولو في أفريقيا” ورغم ذلك يأتي بعض (صبية أردوغان) ليقولوا لنا؛ بأن من كان السبب في احتلال عفرين هو حزب الوحدة وسكرتيرها وكأن حزب الوحدة هي الولايات الأمريكية المتحدة التي لها أساطيلها في كل محيطات وبحار العالم ومنها أسطولها العاشر بعد الألف في البحر الأبيض المتوسط .. ربي لا تحرمنا مما بقي لنا من العقلانية!!

 

http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=602100

 

149

رسالة توضيحية بخصوص

“فزلكات” البعض بشأن عودتنا للوطن.

 

هناك بعض “السخفاء” ممن جعل من نفسه صعلوكاً على موائد الآخرين، يطالبوننا بالعودة للوطن وهم يحاولون الاستهزاء والسخرية ممن دافع عن حق شعبنا بالدفاع عن نفسه وكأن أسيادهم قد انتصروا بمعركة عفرين .. وبالمناسبة هذه تكشف عن أخلاقياتهم وسلوكياتهم “الواطية” حيث أن تفرح لانتصار عدوك ضد أخيك ولذلك لجأ بعض التافهين إلى رفع عقيرته ومطالبتنا بالعودة والدفاع عن عفرين وخاصةً بأننا كنا وما زلنا من الذين يشجعون شعبنا بالعودة للبلد وترك نعيم أوربا وكذلك كون قد صدر بيان من الإدارة الذاتية بالجزيرة تحث الجميع للعودة وللعلم لم أطلع عليه إلا الآن وذلك بعد أن “تفزلك” أحدهم بأكثر من تعليق على بوست مشاركتي على رووداو وقد كان من ضمن تعليقاته وضع ذاك البيان مع التقدير للمطلب المحق طبعاً وها إنني أود أن أقول له ولغيره من الذين “تفزلكوا” قبله بخصوص العودة فأقول لهم جميعاً وبدون وطنيات ومزايدات؛ إنني فعلاً أتمنى العودة اليوم قبل الغد، بل لعلم هؤلاء الحثالة، بأنني تواصلت مع بعض الإخوة في الإدارة الذاتية عن مسألة كيفية وصولي لمنطقة عفرين ومنذ ما يقارب الشهر تقريباً.

 

وبالمناسبة لن أقول؛ بأن لكل منا ظروفه ودوره وواقعه في الحياة وأنا وبحكم مهنتي في القراءة السياسية والكتابة، فإنني يمكنني خدمة قضيتي هنا أكثر من الداخل طبعاً هذه لبعض المدعين المقرفين على إنهم يعملون بالحقل الثقافي ويطالبوننا بالعودة بحجة الدفاع ويتناسون بأن دفاع الكاتب بكتاباته عن قضية يؤمن بها، لكن يبدو أن هذه الحثالة ما زالت جاهلة حتى بمهنة يسترزق من وراءها كما لن أقول؛ بأن لم يبقى بالعمر ما أخاف عليه، بل سأكتفي بالقول ودون أن أمنن على أحد أو أزايد بالوطنيات؛ بأنني أفضل الحياة بعفرين رغم كل واقعها على الحياة الأوربية أو أي بقعة أخرى ويا ريت فعلاً لو تتحقق لي هذه الرغبة اليوم قبل الغد وكفى نشغل بعضنا والقارئ ببعض هذه الترهات .. بالأخير أعتذر من كل الإخوة المتابعين حيث لم أكن أرغب بالكتابة في هذا الموضوع رغم إطلاعي على سخافات البعض وهم يتفزلكون ويتقشمرون على صفحاتهم بخصوص الموضوع، لكن ولكونهم لم يأتوا لصفحتي وأكتفوا بصفحاتهم لينفثوا عن مكنوناتهم الحاقدة فلم ألتفت للمسألة، لكن البعض جاء ودق الباب من خلال صفحتي وبحسب المثل السوري؛ يلي بيدق الباب راح يسمع الجواب.

 

الكلمة الأخيرة؛ أقول باختصار بل وباختصار جد شديد أقول: إنني أريد العودة كوني لم أكن صعلوكاً تافهاً مثل البعض من أولئك الذين “يتفزلكون” علينا بقضية العودة حيث حياتي في عفرين كانت أفضل بكثير من حياتي التي هنا في أوربا وكانت هناك أسباب وقتها قد أجبرتني على الخروج من البلد وقد شرحتها أكثر من مرة ولا حاجة للعودة لها .. فهنا لست إلا لاجئ، بينما في بلدي كنت الأستاذ والتاجر والسياسي، بل القائد والزعيم والكثيرين من أمثاله كانوا يتمنون أن يكونوا من الذين يرافقونني لمجلس عزاء أو ندوة سياسية ولن أقول بأن يعملوا في مستودعاتي مثلاً .. فهل وصلت الرسالة أيا بعض حثالات الكتاب.

 

150

طلب النعيم

..أو لماذا هربت من الوطن.؟!!

 

الحوار المتمدن-العدد: 4939 – 2015 / 9 / 28 – 00:41

المحور: سيرة ذاتية

 

إن السؤال السابق وصلني عبر الأثير من أحد الإخوة وهو ينقل سؤالاً عن أحد أقاربي في البلد وبعد لقائهما في محفل اجتماعي يتساءل ذاك مستغرباً: ((إن كان بير روستم.. يحمل هذا الفكر التصالحي الوطني بمعنى عدم التهجم على طرف ولحساب طرف آخر أي وبما معناه؛ عدم التهجم على سياسة العمال الكوردستاني وتحديداً حزب الاتحاد الديمقراطي (PYD) فلما خرج من البلد ليتحمل عناء الغربة هو وعائلته)). بالتأكيد أن السؤال كان حافزاً لكتابة هذا البوست ولكن ما حفزني أكثر هو تعليق أحد الإخوة على بوستي المعنون بـ(“دويلة” كوردستان ..لماذا أريدها دولة مستقلة). حيث هو الآخر يتساءل من جملة تساؤلاته: “إذا فكر كل المثقفين بما تفكر فيه من احجية قديمة وجديدة والهروب نحو النعيم فمن يحمينا بالقلم سيما ان القلم متلازم مع السلاح وهو السلاح بحد ذاته”.

 

وجواباً على سؤال الأخوين السابقين ولمن يراوده الأسئلة التي تبحث في سبب خروج شرائح واسعة من مجتمعنا الكوردي والسوري عموماً وعلى الأخص الشرائح المثقفة والأكاديمية فإنني سوف أنقل قناعتي وبكل شفافية ربما تساهم في علاج الخطأ وتدارك ما يمكن تداركه.. وهكذا فإني أقول: صديقي لم أخرج بقناعة الحصول على “النعيم والدخول إلى الجنة الأوربية” فإنني كنت على دراية تامة لما تعانيه أبنائنا الذين سبقونا بالهجرة إلى هذه البلدان ولذلك ورغم تعرضي للمضايقات والملاحقات الأمنية المتكررة فإني رضيت بالعيش في البلد وتحت ذاك الضغط النفسي وفضلتها على “رغد أوربا” وحتى عندما ضاقت فيّ الدنيا أكثر نتيجة الملاحقة الأمنية عام 2008 فإنني لجأت إلى إقليم كوردستان (العراق).. مع العلم ومنذ عام 2005 كان هناك المجال والطريق بأن آتي إلى هذا البلد (سويسرا) وعن طريق منظمة العفو الدولية وبالمناسبة لي إثباتات وشواهد لمن يريد التأكيد ومع ذلك فإني فضلت الإقليم على “نعيم أوربا”.

 

وهكذا وحتى بعد أن أغلقت أمامي سبل الحياة والعيش الكريم في الإقليم وذلك بحكمة رفاقي في قيادة البارتي.. ولهم الحمد والشكر فإني فضلت السجن على حياة الذل وبالتالي العودة إلى البلد وعدم الخروج إلى أوربا مع العلم أن مسألة السفر لأوربا كان ما زال معروضاً عليّ وذلك بالربع الأخير في عام 2009 حيث بالنسبة لي العيش في بلدتي عفرين هي من أجمل لحظات العمر والحياة.. ولكن وبعد اندلاع ما تسمى بالربيع العربي ووصول الأزمة إلى سوريا ودخول الخلافات الكوردية الكوردية في باب المواجهة المباشرة وانقسام الشارع على نفسه وخلط عدد من الأوراق، فإن الحياة باتت صعبة، بل ربما مستحيلة للبعض وخاصةً بعد أن وصلت لي بعض الاشارات ومن جهات موثقة، بأن هناك نية لتصفيتي جسدياً؛ “يعني ممكن أن أتعرض لعملية اغتيال وليس اعتقال وذلك على غرار ما تعرض له بعض الإخوة والرفاق” وهذه ليست من باب المتاجرة الرخيصة، فليس لعاقل أن يتاجر بحياته من أجل “شهرة تافهة” أرفضها بكل الأحوال، بل كانت معلومات شبه مؤكدة ومن جهات موثقة.. وبالتالي فلم يكن من سبيل آخر إلا الخروج و”الهروب” من البلد إلى “النعيم الأوربي” لأقضي بقية العمر حسرةً ولوعة على ما فقدته من القلب والذكريات والأصدقاء في وطنٍ لا يقبل إلا باللون والطيف الواحد وأيضاً أكرس ما تبقى من الأيام والعمر في كتابة بعض البوستات والمقالات أدون تاريخاً وحياةً كنت أريدها أفضل مما عشته وعاشه شعبنا وها إنني أطل عليكم يومياً من نافذة لابتوبي لأقول لكم؛ كلنا إخوة وكلنا أبناء الشمس وقد سامحت حتى الذي كان يخطط لذبحي على مذابح الآخرين.

 

151

قراءة سريعة

.. في بيان “منظومة المجتمع الكردستاني”.

16 ديسمبر، 2015 ·

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ نشرت منظومة المجتمع الكوردستاني مؤخراً بياناً بخصوص دخول القوات التركية إلى العراق، ومما جاء في البيان هو التالي: “تركيا ارسلت قواتها الى العراق لتحقيق هدفين اولها كي تساعد في جعل الموصل ونواحيها تحت سيطرة قوى رديفة لداعش، وضرب نتائج سقوط داعش في المنطقة، والهدف الاخر هو الاستمرار في مواجهة حزب العمال الكردستاني في الساحة العراقية وجنوب كردستان”. بكل تأكيد إن الهدف الأساسي لتركيا هي محاربة حزب العمال الكوردستاني وفي أي بقعة كانت فتلك لا خلاف عليه، لكن وبخصوص النقطة الأولى وعلى الرغم من تورط تركيا قيادة وحكومة مع الجماعات التكفيرية السلفية ومنها “داعش” في عدد من الملفات والأجندات السياسية، إلا إنها ملزمة أن تحارب هي الأخرى التطرف والإرهاب لبعض تلك القوى الراديكالية كجزء من المساهمة في إستقرار المنطقة والتي تعتبر شرطاً لإستقلال الداخل التركي .. وبالتالي فهي في دخولها للعراق وبموافقة سعودية عربية وكذلك برضا أمريكي وموافقة إقليم كوردستان وتحديداً الحزب الديمقراطي الكوردستاني تريد أن تشكل حاجزاً ومانعاً لهيمنة إيران على كل العراق وبحيث يكون الإقليم السني والكوردي جزء من لعبة التوازن السياسي داخل العراق.

 

أما القضية الأخرى والتي أود الوقوف عليها والتي جاءت في البيان، هي قضية دخول الحزب الديمقراطي الكوردستاني في الصراع السني الشيعي حيث جاء في البيان ما يلي؛ “تسعى تركيا الى استخدام حزب الديمقراطي الكردستاني، واتضح ذلك في تعميق العلاقات والخطط مؤخراً، فتحاول تركيا ان توقع حزب الديمقرطي الكردستاني وحركة التحرر الكردستانية في وجه بعضهم البعض، مستخدمة كل الفرص، واحدى مساعيها السياسية جر حزب الديمقراطي الكردستاني الى صراع سني- شيعي ومجابهة حزب العمال الكردستاني، وقيل ان حزب الديمقراطي الكردستاني ترغب ايضاً في ذلك، وتمنح الجرأة لتركيا”. نلاحظ هنا بأن البيان قد أوقع العمال الكوردستاني في المحور الشيعي ودون أن ينتبه لذلك وذلك عندما كتب بأن؛ تركيا تسعى إلى “جر حزب الديمقراطي الكردستاني الى صراع سني- شيعي ومجابهة حزب العمال الكردستاني” حيث يفهم من العبارة ودون لبس بأن العمال الكوردستاني هو جزء من المحور الآخر وبالتالي فدخول الديمقراطي الكوردستاني في أي صراع “سني – شيعي” يعني المجابهة بين العمال الكوردستاني والديمقراطي الكوردستاني .. وهذه سوف تعتبر بحق كارثة على المستوى والعمق الإستراتيجي للقضية وما كنا نحذر منه ونأمل أن لا ينجر الحزبان الكوردستانيان إلى تلك المعمعة والصراع وذلك على الرغم من التحالفات السياسية لكل طرف كوردي مع محور إقليمي؛ نعلم بأن لتلك التحالفات تبعاته لكن نأمل أن لا تصل إلى درجة التناحر وإقتتال الإخوة.

 

وأخيراً؛ نأمل من الإخوة في منظومة المجتمع الكوردستاني الكف عن سياسة تأليب الشارع على الديمقراطي الكوردستاني حيث جاء في البيان خطاباً تحريضياً مباشراً للشارع الكوردستاني وذلك من خلال مطالبة البيان للـ”شعب مناهضة الاحتلال التركي لجنوب كردستان” حيث جاء وبالحرف؛ “على شعب جنوب كردستان بجميع فئاته المدنية، السياسية رفض هذا الاحتلال والوقوف ضد تلك المخططات، واتخاذ موقف صارم تجاهها، وان لا يسمحوا باستخدام جنوب كردستان ضد حركة التحرر الكردستانية والقوى الديمقراطية في الشرق الاوسط، وان يستمر الشعب في موقفه الى حين اخراج القوات التركية من البلاد”. مع أن دخول تلك القوات هي وفق إتفاقيات ثنائية وبموافقة الإقليم الديمقراطي الكوردستاني ووفق الأعراف والقوانين الدولية لا يعتبر إحتلالاً وبالتالي فإن تسميته بـ”الإحتلال” وتحريض الناس والقوى السياسية وإن كنا نتفق على مسألة عدم وجود قوات دول أخرى داخل كوردستان وخاصةً لدول الإحتلال إلا أن تحريض الشارع على الديمقراطي الكوردستاني لا تعتبر سياسة حكيمة وهو تدخل في شأن الإقليم، مع العلم التدخل مطلوب لكن بهدف تقريب وحدة الصف والكلمة الكوردية وليس لخلق أزمات أخرى في الجسد الكوردي والذي هو أساساً مثخنٌ بالجراح والأزمات السياسية.
152

ملاحظة؛ البوست بالمناسبة عبارة عن رسالة تحذيرية قبل أن تقع أي كارثة.. مع أن ثقتي كبيرة بالقيادتين في أربيل وقنديل وبأنهما لن “ينجرا” إلى أي صراع داخلي في مسألة إقتتال الإخوة.

 

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ وإليكم رابط مقالي وكذلك رابط بيان المنظومة.

1_ http://www.dengekurda.net/?p=12039

2_ http://rojnews.net/Ar/drejey-hewal.aspx?id=40807&LinkID=55&KCK%3A%D8%B9%D9%84%D9%89-%D8%A7%D9%84%D8%AF%D9%8A%D9%85%D9%82%D8%B1%D8%A7%D8%B7%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D9%83%D8%B1%D8%AF%D8%B3%D8%AA%D8%A7%D9%86%D9%8A-%D8%B9%D8%AF%D9%85-%D8%A7%D9%84%D8%B3%D9%85%D8%A7%D8%AD-%D9%84%D8%AA%D8%B1%D9%83%D9%8A%D8%A7-%D8%A8%D8%A7%D8%AD%D8%AA%D9%84%D8%A7%D9%84-%D8%A7%D9%82%D9%84%D9%8A%D9%85-%D9%83%D8%B1%D8%AF%D8%B3%D8%AA%D8%A7%D9%86#sthash.wVi3g51I.dpuf

 

153

قضية العلم

.. في جنازة الفنان “بافى صلاح”.

للأسف إن أحزابنا وحركتنا السياسية لا تتذكر فنانيها وكتابها إلا بعد وفاتهم حيث جنازة الشاعر الراحل “جيكرخوين” وكذلك الفنان “محمد شيخو” خير مثالين عما نقوله؛ ففي حين لم يلاقي كلا العملاقين التقدير اللائق بهما في حياتهما، مثل كل مبدعي هذه الأمة البائسة، فإن جنازتهما تم تحويله لعرس حزبي شعبي حيث كل حزب سارع للإحتفاء به في عملية إستثمار سياسي دعائي .. ومؤخراً فقد مورس نفس الأمر في جنازة الفنان العفريني الراحل “بافى صلاح” حيث كل طرف سياسي يحاول أن يستثمر في قضية الجنازة وعلى الأخص في مسألة رفع العلم ولتوضيح المسألة فقد أتصل بي السيد “عرفان كوردا” وهو إبن أخ الفنان “بافى صلاح” ويقيم حالياً في ألمانيا حيث أوضح المسألة كما يلي:

يقول الأخ “عرفان كوردا” في رسالته الصوتية؛ بأنه قد جاء لزيارة أخيه”محمد ولقمان”، اللذان ما زالا يقيمان في القرية، وفد من الإدارة الذاتية وتم الإتفاق بينهم بأن؛ “لا يرفع أي علم على جنازة الراحل وأن قضية الوصية التي أوصى بها الفنان وبأن يرفع العلم الكوردي في جنازته أو يلف به جثمانه، لا أساس له من الصحة”. ويضيف كذلك؛ “وفعلاً إلتزم الإخوة بذلك ولم يرفعوا علم الإدارة الذاتية وذلك على الرغم من أنهم تكفلوا بمصاريف المشفى والعلاج، بل وحتى قبل دخوله المشفى والوعكة الصحية الأخيرة، فقد قدم الإخوة في الإدارة الذاتية الكثير من الخدمات والمساعدات للفنان (بافى صلاح) حيث قدموا له مساعدات مالية، كما تم تركيب دش صحن للقنوات التلفزيونية وكذلك عملت قناة (روناهي) أكثر من لقاء وبرنامج تلفزيوني عن فنه وحياته ونشاطه مؤخراً”.

ويضيف في رسالته كذلك؛ “كما تم تكريم عمنا الفنان (بافى صلاح) بجنازة لائقة حيث رافقته مجموعة كبيرة من عناصر الآسايش ولم يرفعوا أي من الأعلام، لكن وللأسف هناك من حاول إستثمار المسألة سياسياً برفع العلم الكوردي رغم الإتفاق ورغم التوضيح؛ بأن لا وصية في ذلك، بل وكما تعلمون بأن الفنان (بافى صلاح) ومنذ أكثر من عشرين عاماً وهو بعيد عن الحياة الحزبية حيث وبعد تجربته مع حزب الاتحاد الشعبي بقي بعيداً عن قضية التحزب وذلك على الرغم من إنه كان بارزانياً في قناعاته السياسية إلى يوم رحيله عنا، لكن ذلك لم يمنع بأن ينضم إبن له وبأسم “غيفارا” للكريلا وقد إستشهد مع عدد من رفاقه نتيجة ضربات كيماوية للجيش التركي في إحدى جبال كوردستان .. وإنني أذكر بهذه المسائل والقضايا؛ كي أوضح الملابسات وأقول: بأن الفنان وعمنا (بافى صلاح) كان فناناً يحب قضيته ويخدم شعبه وليس طرفاً سياسياً ونأمل أن لا يستثمر أحد سياسياً قضية العلم حيث يبقى الراحل ملكاً للجميع وإن الإخوة في الإدارة الذاتية كانوا يحاولون أن يقدموا ما يقدرون عليه لعمنا الراحل”.

وأخيراً نعود ونقول: للأسف إن الكثير من الإخوة يحاول إستثمار بعض القضايا في بازاراتهم السياسية ومنها قضية الجثامين أيضاً حيث أتذكر بأن في رحيل الصديق والكادر السياسي العفريني المعروف بأسم “سامي كوردا” وهو إبن قرية الفنان نفسه، فإن طرفي حزب آزادي وريثي الاتحاد الشعبي إختلفا على من يقول كلمة الحزب على جثمانه وبات كل طرف يدعي بأن الراحل ملكه وبالأخير ألقيت كلمتان بأسم آزادي مع العلم بأن السيد “سامي كوردا” كان قد ترك الحزب وقبل سنوات ولم يكن يزوره أحد من رفاقه القدامى، إلا بعض الأصدقاء الشخصيين .. وها نحن اليوم نعيد نفس الحكاية مع الفنان “بافى صلاح” حيث كل طرف يحاول أن يقول: “أنا الأولى بتبني جنازته” مع العلم أن هؤلاء الكوادر السياسية والثقافية وخلال مسيرتهم الحياتية لم يلاقوا ذاك التكريم اللائق للأسف .. وإننا نقول بهذه المناسبة لكل الأطراف وكل الإخوة والأخوات؛ نأمل عدم بث المزيد من الأحقاد الحزبية في الشارع الكوردي وعدم الإستثمار في هذه القضية، فلقد كان الفنان الراحل “بافى صلاح” وبحسب معرفتي الشخصية به ملكاً لشعبه وفنه وليس لحزباً سياسياً كي يتم المتاجرة به وبتراثه وفنه ونأمل أن نقف جميعاً بإحترام ومحبة لما قدمه الرجل للفن والثقافة الكوردستانية كي ترقد روحه بسلام ومحبة.

154

ملاحظة؛ لقد دفن الراحل “بافى صلاح” في قريته (كوردا) وإلى جانب صديقه ورفيقه؛ “سامي كوردا” يوم الجمعة المصادف 15 تموز 2016 وإن الصورة المرفقة مع المقالة هي لفرقة “هاوار” والتي أسسها الراحل من أبناء وبنات القرية حيث كان للراحل الكثير من المساهمات الفنية وللوقوف عليه فإنني أرفق مع مقالتي هذه المقالة التي كتبت عن حياته وفنه ضمن سلسلة كتاباتي عن حياة الشخصيات العفرينية، فإليكم رابط المقالة تلك أيضاً.

https://www.facebook.com/photo.php?fbid=235896090137199HYPERLINK “https://www.facebook.com/photo.php?fbid=235896090137199&set=rpd.100011504283582&type=3&theater”&HYPERLINK “https://www.facebook.com/photo.php?fbid=235896090137199&set=rpd.100011504283582&type=3&theater”set=rpd.100011504283582HYPERLINK “https://www.facebook.com/photo.php?fbid=235896090137199&set=rpd.100011504283582&type=3&theater”&HYPERLINK “https://www.facebook.com/photo.php?fbid=235896090137199&set=rpd.100011504283582&type=3&theater”type=3HYPERLINK “https://www.facebook.com/photo.php?fbid=235896090137199&set=rpd.100011504283582&type=3&theater”&HYPERLINK “https://www.facebook.com/photo.php?fbid=235896090137199&set=rpd.100011504283582&type=3&theater”theater

155

قُلّ من هو مستشارك

.. أقل لك ما هي سياساتك!!

 

إن العنوان السابق؛ “قل من هو مستشارك، أقل لك ما هي سياساتك” هي أكثر الجمل والتعابير والمدلولات التي وجدتها مناسبة لتصريح السيد “محمد صالح جمعة” وذلك بعد إطلاعي على الحوار الذي أجراه معه الصديق والكاتب “عمر كوجري” حيث وللأسف؛ فإن الحوار أفتقد لأي حنكة سياسية أو ديبلوماسية وذلك لرجل قضى كل سنوات عمره التي تقارب الثمانين في السياسة. ولأكن أكثر دقةً، فقد تفاجأت بالمستوى الضحل معرفياً وديبلومسياً له وهو الذي يحتل مركزاً دقيقاً وحساساً؛ حيث إنه أحد أهم المستشارين لدى الرئيس بارزاني، بل وصل الأمر به إلى الوقوع في أخطاء ومغالطات وتناقضات أعتقد بأن أي مبتدأ في العمل السياسي سوف يتجنب الوقوع بها.. وبقناعتي فإن التشنج الحزبي كان وراء ذاك الإنغلاق الفكري بحيث لعب دوراً كبيراً للكثير من تلك المغالطات السياسية والتي وقع بها “سيادة المستشار”.

 

ولكي نخرج من العموميات، فإننا سوف نقف على بعض تلك المغالطات الغير معقولة لإنسان هو مستشار سياسي لإقليم نطمح أن يكون نواة دولة كوردستان القادمة، حيث تجده في إحدى الفقرات والردود وبخصوص إيران يقول التالي: إن “ايران دولة عاقلة” وأن “من مصلحتنا التفاهم أكثر مع إيران” ولا تمضي سوى بعض الجمل ليقول عن تلك (الدولة العاقلة) التالي؛ “إيران يا صديقي، مسؤولة عن كل مشاكل المنطقة”، يعني كيف تكون عاقلة وبنفس الوقت هي السبب في كل مشاكل المنطقة حيث العقلاء؛ “دولاً وأشخاص” يكونون جزء من الحل وليس المشكلة، بل يصل به الأمر إلى تخوّين كل من يتعامل مع إيران وذلك عندما يقول؛ “أعداء إعلان دولة كوردستان معروفون، وهم الاتحاد وكوران وب ك ك وفي كوردستان سوريا ب ي د هؤلاء كلهم عملاء لإيران” ومن ثم وبعد كل هذا الهجوم والتخوين بحق أهم الفصائل الكوردستانية والتي تشكل مع الديمقراطي الكوردستاني روافع الحركة والقضية الكوردية تراه يأتي ويقول: “علينا المزيد من التماسك المزيد من التلاحم، الآبوجيون غيوم عابرة، وكذا عاقرة في وطننا”.

 

يعني يا ريت لو يخبرنا السيد “صالح جمعة”، كيف سنتلاحم ونتماسك وهو يصف كل الأطراف الكوردستانية الأخرى الفاعلة على ساحة كوردستان على أنهم؛ (عملاء وخونة)، بل ليته لو يتفضل بالشرح؛ كيف أن “الآبوجيون غيوم عابرة، وكذا عاقرة في وطننا” وهم يحققون الإنتصارات السياسية والديبلوماسية رغم الأخطاء والسلبيات وذلك في ساحتين كوردستانيتين؛ هما غرب وشمال كوردستان.. وهكذا فإنك تجد بأن الرجل لا يخرج من مطب، إلا ويوقع نفسه بآخر أكثر كارثية وذلك نتيجة قراءة حزبية ضيقة لا سياسية ديبلوماسية وكمستشار للرئيس بارزاني ومن تلك القراءات أيضاً؛ قضية تحرير كل من الموصل والرقة؛ حيث تجد في تحرير الأولى يقول: أن “نهاية داعش بدأت يوم فتح شنكال، وما يجري الآن هو للتحضير لمعركة الموصل وتحريرها”، لكن يأتي ويقول عن تحرير الثانية أي الرقة ما يلي: “إنه خطأ فادح أن يدفع حزب ب ي د بشبابنا في معركة لا فائدة لنا بها”. يعني وبقراءة موضوعية يمكن لأي محلل سياسي، أن يجد بأن وضع المدينتان متشابهتان، بل متطابقتان وبالتالي فإن مشاركة الكورد وفي الحالتين إما فيهما الفائدة أو الخسارة بالنسبة لهم، أما أن تجد في الأولى فائدة وفي الأخرى كارثة، فأعتقد أن الكارثة الحقيقية هي في قراءتك القاصرة وعقليتك المنغلقة حزبياً وفكرياً.

 

بل تراه يأتي ليعيد إسطوانة باتت مملة وسخيفة عن قضية العلاقة مع الأنظمة الغاصبة والتي هي معروفة للجميع حيث كل الأطراف الكوردية لها علاقاتها تلك، لكن أن تقول عن الطرف الآخر؛ “للأسف هذا الحزب ينفّذ مشيئة النظام السوري، إذا ليست لنا مصلحة في تحرير الرقة، وتسليمها للنظام أو للعرب” مع العلم أن قوات سوريا الديمقراطية أشترطت في تحرير الرقة على قضية الإدارة لمن ستكون بعد التحرير وبالتالي فهم لن يدخلوا في العملية دون أن تكون لهم كلمة في إدارة المدينة بعد التحرير وليس كما أدعي السيد “جمعة”، لكن الأكثر كارثية برأي هو أن يقول رجل علماني وديمقراطي؛ بأن “داعش إن لم يعتد علينا فهو ليس عدونا”، يعني ليته لو يوضح ذلك والكل يعلم بأن “داعش” هي آفة العصر التي تهدد كل الحالة الإنسانية والحضارية، ناهيكم عن التهديد لأمن الإقليم وكوردستان عموماً، والمحزن أكثر هو أن يأتي في الفقرة التالية لينقض ما قاله في الفقرة السابقة وذلك عندما يقول: “لو دخل بيشمركة روجافا سيحاربون داعش والنظام”، يعني ستحارب من هو (ليس عدوك) بحسب وذلك بحسب توصيفه هو نفسه.. وبعد كل ذلك تجده يتحفنا بالمقولة التالية: “أنا هكذا أفهم السياسة”.

 

156

وإنني أتساءل؛ هل فعلاً يمكن أن “نفهم هكذا السياسة” وعن أي سياسة يتحدث وهو يدخلنا بأنفاق ودهاليز ستكون كارثية ومأساوية لو أستمر مستشاراً للرئيس بارزاني وبهذه العقلية البائسة حزبياً حيث من يخطأ في أبسط قراءة وذلك بشأن تحرير مدينة الرقة ومن قبل القوات الكوردية وذلك عندما يقول بحقها؛ بأن “حزب ب ي د يقول أنه مستعد للمشاركة في معركة الرقة باعتبار الرغبة أمريكية، هو لا يعرف أن امريكا سياسياً لن تناصره” وحيث يوضح موقفه ذاك من خلال التفسير الساذج التالي وذلك عندما يقول: “ولاحظنا هذا في جنيف3 أمريكا تستعملهم وقت الحاجة عسكرياً فقط، لن يحلموا بأي انفراج سياسي معهم، رأسهم حزب ب ك ك مازال على قائمة الإرهاب”، بل ليضيف أيضاً؛ “كنت سأكون فرحاً لو ذهبوا بإرادة ورغبة أمريكية، أمريكا مستفيدة من وجودهم، ولكن بصراحة من قال لهم: اذهبوا لجبهة الرقة هو نظام الأسد”. وهكذا فهل رأيتم العبقرية السياسية الكوردية.

 

فعلاً إنني حزين لحال السياسة الكوردية وذلك عندما أجد هكذا خطاب بائس ومن مستشار سياسي كوردي للرئاسة الكوردية؛ حيث نسي الرجل بأن الحزبين الكورديين الرئيسيين في الإقليم ونقصد كل من الاتحاد الوطني والديمقراطي الكوردستاني كانا على قائمة الإرهاب الأمريكية ليوم أمس وذلك على الرغم من كل الدعم والعلاقة والتعاون مع الولايات المتحدة الأمريكية، كون مصالح الأخيرة الإقليمية كانت تتطلب ذلك وبالتالي فإن إبقاء حزب العمال الكوردستاني على قائمة الإرهاب وكذلك إبعاد حزب الاتحاد الديمقراطي عن مفاوضات جنيف3 كانت جزءً من المقايضة والتوازنات السياسية في المنطقة، حيث الحلف السني السعودي التركي الخليجي، مما تجعل أمريكا أن تقبل ببعض الإملاءات التركية في رسم ملامح سياساتها في منطقة الشرق الأوسط.. وعلى الرغم من ذلك فهي تتجاوز وفي كل مرحلة تلك الخطوط الحمر التي كان يضعها الرئيس التركي؛ “أردوغان” إلى أن وصل إلى تجاوز آخر الخطوط الحمر وذلك عندما تجاوزت قوات سوريا الديمقراطية نهر الفرات وإلى الغرب منها لتحرير مدينة منبج والتي سوف تتمدد وصولاً إلى إعزاز وذلك لربط كانتوني عفرين وكوباني وليتم إكتمال ملامح مشروع فيدرالية “روج آفاي” كوردستان.

 

وأخيراً وبخصوص من قال للقوات الكوردية؛ “اذهبوا لجبهة الرقة” وذلك تمويهاً على الذهاب لجبهة منبج، هم الأمريكان وليس (نظام الأسد) أيها “المستشار العبقري”.. وإن هذه النقطة الأخيرة قد كشفت سذاجة قراءتك بخصوص القضايا الإستراتيجية وإنني آسف على قول ذلك حيث تبقى بالأخير أحد أولئك الذين يرسمون ملامح السياسة الكوردية وإن هذه القراءات البائسة، ستكون سبباً للمزيد من المآسي الكوردستانية، مما دفعنا للقول: قل لي من هو مستشارك.. أقل لك ما هي سياساتك!!

http://press23.com/?p=5883

http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=519403

 

157

ما هي الحصة التركية

.. من “الكعكة” السورية؟!

 

 

 

 

 

جاءني السؤال التالي من أحد الإخوة المتابعين؛ “ماذا تقصد بنيل جزء من الكعكة السورية أستاذ أحمد؟ هل هذا يعني أن القرى التي هي تحت سيطرة أردوغان ومرتزقته سيتم ضمها للأراضي التركية كما فعلها سابقا في لواء إسكندرون؟”. وقد كانت إجابتي له كالتالي: لقد أجبت سابقاً على سؤال مشابه له؛ بأن لا تحرم من المشاريع الإعمارية وإعادة البناء في سوريا وتكون لها حصص فيها حيث ومنذ ما يقارب أقل من شهر صرح وزير الخارجية الفرنسية تصريح خطير لم يقف عليه الإعلام كثيراً، لكنه يلخص شراسة الجميع في الاقتتال على سوريا والمنطقة عموماً حيث قال؛ يجب أن لا يستفرد الروس وحدهم بإعادة الاعمار في سوريا حيث الكل يدرك بأن ما هدم يجب إعادة بنائه وإعماره وبالتالي جني مليارات الدولارات لشركات تلك الدول التي سوف تساهم في الإعمار وإعادة البناء ونمو اقتصاد تلك البلدان وتركيا تريد حصتها حيث تعلم بأنها لن تكون قادرة على الاحتفاظ بالأراضي العائدة للدولة السورية وفق القوانين الدولية، لكن هي تريد إحتلال جغرافية ما لتقوي ورقة تفاوضها مستقبلاً.

 

158

مآسي أهلنا بعفرين

طبعاً نسمع يومياً عشرات المآسي لأهلنا الذين صمدوا بالداخل وذلك في محاولة منهم التمسك بتراب عفرين وإفشال مشروع تركيا ومرتزقتها في تعريب أو بالأحرى أخونة المنطقة ويبدو أن بقاء أولئك الأهل هو أكبر تهديد لهم ولذلك نجد يومياً العشرات من مآسي وحكايات القمع والإذلال لهم بهدف دفعهم للنزوح والخروج من المنطقة .. وها إننا ننقل لكم هاتين الحكايتين من حكايات الإذلال بحق أهلنا بعفرين:

 

الحكاية الأولى

في قرية ميركان .. وتحديداً في مدخل قرية ميركان .. بمفرق ستين ضيعة (لسر بيره كندي حسه)؛ أي بساحة بئر القرية، أخذوا السيد كمال محمد بن سليمان وسط استعراض حوالي 30 مسلح ومن معهم من المستوطنين العرب وربطوه أمام أعين كل أهل القرية بعامود الكهربا وبلشو بالرجم عليه وبالضرب بالحجارة حتى أنفجر كل أهل القرية بالبكاء ولم يستطيعوا الدفاع عنه وبعدما أشبعوه بالضرب بهذه الطريقة المهينة من قبل المستوطنين وحماية المسلحين لهم، غامر والده “سليمان حج عارف” ومشى إليه وسط حالة إنكسار وتدمير كل كرامة الضيعة ومفرق ستين ضيعة وفكه من العامود ثم أخذه إلى مخفر معبطلي ..”. طبعاً مأساته لن تنتهي هنا، كون من بالمخفر ليس بأفضل من كانوا بالساحة، لكن الوالد المسكين الثمانيني أراد فقط أن يحاول إخراج إبنه الخمسيني من حالة الإذلال المهين وللأسف.

 

الحكاية الثانية

والحكاية أو المأساة الأخرى هي تلك التي جرت مع عضو ما يسمى ب”المجلس المحلي” للقرية والتي تشكلت تحت حراب الإحتلال والمرتزقة حيث قام السيد “عارف بلال أبو جوان” -وبالمناسبة أعرفه شخصياً حيث كنّا في الثمانينات نعمل معاً في صفوف حزب الاتحاد الشعبي ويبدو إنه ما زال يعمل مع إحدى أحزاب المجلس الوطني الكردي ليقبل أن يكون من مجلس معبطلي أو على الأقل هو من الذين صفقوا للإحتلال وقبلوا على أنفسهم بالعمل تحت حرابه وتوهم بأنه يمكن القيام ب”إنقاذ ما يمكن إنقاذه”- المهم قام الرجل وتنفيذاً لقرار المجلس بإبلاغ عدد من عوائل المستوطنين لإخلاء المنازل التي أستولوا عليها وذلك لكي يعود أصحابها م أبناء القرية بدخول منازلهم وإعادة ممتلكاتهم، فما كان من جانب أولئك المستوطنين وتحت حراب مرتزقة ميليشياتهم العسكرية إلا أن “مسكوه بنص معبطلي وبلشو الضرب فيه حتى أشبعوه قتلاً”.

 

طبعاً ممكن البعض من الإخوة المتابعين يقولوا؛ هو بيستاهل، لكن قضيتنا ليست شخصية معه أو مع غيره، بل فقط أردنا أن ننقل جانب المعاناة لكل من هو تحت الإحتلال وسلوكيات أولئك المرتزقة مع شعبنا ومن جهة أخرى لنقول لذاك الذي ما زال يتوهم بأنه يمكن تقديم بعض ما ينقذ شعبنا تحت حراب المحتل؛ كفاكم وهماً وخنوعاً وإذلالاً حيث من جاء بالقوة لن يخرج من خلال بعض تذللكم وخنوعكم له يا “مجالس(نا) الإنقاذية”.

 

https://berbang.net/blog/2018/07/29/%d9%85%d8%a2%d8%b3%d9%8a-%d8%a3%d9%87%d9%84%d9%86%d8%a7-%d8%a8%d8%b9%d9%81%d8%b1%d9%8a%d9%86-%d8%a8%d9%8a%d8%b1-%d8%b1%d8%b3%d8%aa%d9%85-%d8%a3%d8%ad%d9%85%d8%af-%d9%85%d8%b5%d8%b7%d9%81%d9%89/

 

159

مقالة مقتضبة بحقنا نحن العفرينيين!

 

الحوار المتمدن-العدد: 5397 – 2017 / 1 / 9 – 00:32

المحور: القضية الكردية

إننا لاحظنا خلال اليومين الماضيين ردة فعل قوية من أبناء المنطقة -وأقصد أبناء منطقتي عفرين- وذلك رداً على ما سمي ب”مسودة دستور إقليم كوردستان سوريا” والذي قيل؛ بأنه أعد من بعض الشخصيات أو الأطراف المحسوبة على المجلس الوطني الكردي والذي أهمل عفرين، أو تم حذفه من خارطة كوردستان وذلك بحسب ما تداوله النشطاء على صفحات التواصل الإجتماعي.
طبعاً ومن دون الأخذ بمصداقية هذا “الدستور” وأنه يمثل المجلس أو لا يمثله، فإن قضية تهميش عفرين في واقع الحركة الكوردية -وعلى الأخص الطرف المحسوب على أربيل- هي حقيقة وقد رأينا “التمثيل العفريني” في قيادة الديمقراطي الكوردستاني الأخير أسوأ دليل -وليس خير دليل-حيث ومن أصل أحد وخمسون عضو باللجنة المركزية، لم تمثل عفرين إلا بعضوين إثنين، بينما أحدى بلدات الجزيرة تمثلت بحوالي عشرة أعضاء باللجنة المركزية.
إذاً فإن المسألة ليست جديدة، بل للأسف فإن عفرين كانت دائماً مغيبة عن التمثيل وقد وصل الأمر عند البعض بحذف عفرين من خارطة كوردستان وذلك على الرغم أن أكثر المؤسسين للبارتي كانوا من عفرين نفسها، فهل هي ردة الفعل والخوف من الحالة الإجتماعية والثقافية الأكثر تطوراً وبالتالي صراع ثقافة القبيلة مع الثقافة المدنية حيث نعلم تسيد الفكر العشائري في الجزيرة وكوباني تقابله ثقافة مجتمعية مدنية أكثر تطوراً في عفرين.
وبالتالي فإن ذاك الصراع بين واقعين مختلفين ثقافةً إجتماعية وتطوراً حضارياً وكذلك ولكون واقع المجتمعات القبلية العشائرية أكثر تماسكاً وولاءً للفكر الزعاماتي، بينما في الواقع المتحلل إجتماعياً والمتجاوز لحالة القبيلة، فلا خصوصية لدور الزعيم، بل لا وجود واقعي للزعيم أساساً.. وبالتالي فإننا نجد؛ بأن الآخرين ينالون الأصوات -ونقصد في كوباني والجزيرة- بينما العفريني يفتقد للأصوات التي تؤهله لمراكز قيادية وخاصةً في ظل ظروف صراع تنافسي مبتذل بين عدد من الذين يحاولون الوصول لتلك المراكز القيادية.

160
وهكذا تحرم عفرين من تلك القيادات القادرة حقيقة تمثيلها والدفاع عنها كإحدى أهم الجغرافيات والأقاليم الكوردستانية تطوراً مجتمعياً حضارياً وليتم تمثيلها ببعض الشخصيات التي تكون أقرب لهذا أو ذاك القيادي الجزراوي -يعني محسوب عليه- وللأسف باتت هذه السلوكية جزء من ثقافة ذاك التيار السياسي وإنني ومن خلال معرفتي بالوسطين الثقافي والسياسي في الجزيرة بمكنني القول؛ بأن الأغلبية في الوسطين لا يجدون في العفريني إلا ظلاً هامشياً وللأسف فإن تلك القيادات والشخصيات العفرينية الذيلية قد رسخت تلك القناعات لدى أولئك الإخوة بالجزيرة.
وبالتالي فإن العلة والسبب في جانب منه في اثقافة المجتمعية القبلية للجزيرة، لكن وفي الجانب الآخر فإن العلة لفينا نحن العفرينيين وعلينا أن نغير من تلك الأنانيات الرخيصة وايصال شخصيات كاريزمية للقيادات الحزبية وتغيير نمطية التفكير السائد في ثقافة الآخرين عنا .. طبعاً هذه ليست دعوة للمناطقية أو للكراهية، بل قراءة واقعية بهدف تصحيح بعض السلوكيات والأخلاقيات وأخيراً تصحيح العلاقة مع إحدى أهم الأقاليم الكوردستانية.

 

161

هل فعلاً ترفض تركيا

الخضوع للقرار الدولي بوقف العمليات الحربية ضد عفرين؟

 

قام أحد الأصدقاء بطرح السؤال التالي؛ “ماموسته بير هل يستطيع بني طوران عدم الالتزام بقرار مجلس الأمن، يرجى التوضيح ماموسته و شكرا” .. وإليكم إجابتي؛ تركيا تبقى دولة وكيان وجزء من المجتمع الدولي ولا أعتقد بأن الحماقة تصل بالقيادة التركية إلى رفض القرارات الدولية حيث ستكون لها عواقب سياسية واقتصادية وربما عسكرية ليس بمقدور تركيا تحملها، لكن رعونة وحماقة المستبدين وإعتدادهم بأنفسهم وبطريقة أقرب إلى الشموشونية نسبةً إلى شمشون قد يخاطر أردوغان، كما سبقه الكثير من الطغاة الآخرين وكمثال؛ عدم خروج صدام حسين من الكويت رغم كل النداءات والقرارات الدولية وبهذه الحالة ستكون نهاية الطاغية أردوغان والدولة التركية الفاشية قد إقتربت من ساعة النهاية .. نأمل فعلاً أن ترفض تركيا الخضوع للقرار الدولي الصادر بوقف العمليات العسكرية لتكون بداية النهاية للفاشية التركية في المنطقة عموماً وليس فقط على صعيد كردستان.. ولك ولكل الإخوة المتابعين الشكر والتقدير صديقي.

 

162

مواضيع فيسبوكية

.. في الشأن الكوردي.

 

(1)

إنني كشخص علماني لا تهمني الصراعات العقائدية الدينية المذهبية، إلا بقدر إرتدادتها الكارثية على شعبنا وقضايانا الوطنية، لكن ورغم ذلك فإنني أود أن أطرح السؤال التالي على الجميع وذلك بخصوص أي الفريقين و(الفكرين) فرز الجماعات الأكثر تطرفاً؛ هل السنة أم الشيعة وإننا ومن خلال الإجابة على السؤال السابق يمكن أن ندرك من هم أولئك الذين يفرزون تلك الجماعات الإرهابية و”ذئابها المنفردة” في العالم وبالتالي خطورتهم على القيم الحضارية الإنسانية؟!

 

(2)

للأسف؛ بعض القيادات الكوردية لا تصلح أن تقود قطيعاً من الأغنام

وليس فقط إنها لا تصلح قيادة شعب وحركة وطنية بحجم تضحيات وآمال شعبنا!!

 

(3)

عزيزي

ليس هناك من أحزاب وحركات خائنة

.. بل ربما قراءات ومواقف خاطئة.

 

(4)

عزيزي؛ وهل تعتقد أن الحركات الكوردية هي التي تشن الحروب وتعشقها -وفِي أجزاء كوردستان المختلفة- أم الأنظمة وواقع الاستبداد والإغتصاب تدفع بشعبنا وحركاتنا إلى النضال والكفاح المسلح ..للأسف؛ هناك من يضع اللوم على حزب العمال الكوردستاني في هجرة الكثير من أبناء شعبنا من مناطقهم إلى مدن تركية وبالتالي المساهمة في تتريكهم وبالتالي ينسون أو يتناسون واقع الاستبداد للدولة التركية العنصرية الكمالية وسياساتها في تتريك كل شعوب ما يعرف بالدولة التركية!!

 

(5)

بخصوص منجزات منظومة العمال الكوردستاني وما حققوه في الإقليم الشمالي من كوردستان (تركيا) فبقناعتي أي منصف سوف يرى بأن هناك الكثير منها، بل بقناعتي فقد حقق الإخوة إنجازاً تاريخياً في واقع كوردي كان الكثير على وشك الإنصهار التام في البوتقة التركية ونتائج الإنتخابات ورغم كل الأخطاء يؤكد ما ذهبت إليه حيث دخل حزب الشعوب الديمقراطية إلى تحت سقف البرلمان بعدد شكل الكتلة الثالثة وهذا يعتبر إنجاز تاريخي لشعبنا في حين الطرف الكوردي الآخر المحسوب على البارتي ورغم الدعم المادي والمعنوي والأجواء الطيبة بين الإقليم وتركيا كانت أرقامه هزيلة ولَم يحقق شيء يذكر، هذه ليست شماتة بل واقعاً وكم كنت أتمنى وما زلت أن يحققوا نتائج تليق بواقع شعبنا في تركيا وحتى منظومة العمال الكوردستاني والتي نأمل أن يرتقي أكثر في خطابه وعمله السياسي داخل المدن والبلدات الكوردستانية ليكون طرفاً سياسياً قادراً على إنتزاع الحقوق من الدولة التركية.
163

بخصوص مسألة الحماقة.. بقناعتي هي أكثر صفة تلائم الواقع الكوردي السياسي والثقافي وإلا لم كانت حالة الأمة الكوردية هكذا لولا حماقاتنا العديدة، ربما يكون الأمر قاسياً لكن تلك هي الحقيقة والحقائق عادةً تكون مرة، بل وأحياناً علقماً.

 

(7)

السياسيين يملكون قفازات بيضاء؛ كون أياديهم ليست بيضاء!!

 

(8)

عزيزي؛ لست موافقاً على شرط السيد ألدار خليل أيضاً -أي الإشتراط على المجلس بالخروج من جسد الإئتلاف للقبول بالحوار والمفاوضات معهم- حيث من يريد التفاوض لا يضع شروطاً مسبقة ونأمل من الطرفين البدء بالحوار للتواصل للتفاهمات، رغم أن هناك مطالب واستحقاقات ضرورية يجب على الطرفين تنفيذهما، لكن رغم ذلك يجب أن لا تشكل تلك القضايا عوائق للحوار والمفاوضات؛ كون يمكن حلها مع بدء اللقاءات إن توفرت النية والأرضية الواقعية.

 

(9)

بخصوص الحوار الكوردي الكوردي؛ كل الدلائل تشير بأن هناك ضغوط دولية على الطرفين للتوافق، فهل سيكون طرفي المعادلة الكوردية في روج أفاي كوردستان البدء بذاك الحوار، أم سننتظر “مادلين أولبرايت” جديدة. للأسف الكورد ما زالوا غير قادرين على أن يكونوا أصحاب المبادرات والقرارات السياسية وننتظر دائماً أن يفرض الآخرين علينا قراراتهم حتى تلك لتي تخدمنا وتخدم قضايانا الكوردستانية .. الكوردي وبحكم البيئة والمنشأ والواقع الثقافي والسياسي، لا يقدر أن يتجاوز دور إنكيدو ليكون كلكامش ولو لمرة واحدة!!

 

(10)

روج آفا

ومشروع الدولة الكوردية.

 

يقول ((الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، اليوم السبت (24 ديسمبر/ كانون أول)، أن هناك أطرافًا، لم يسمها تسعى لإقامة دولة جديدة، شمال سوريا، مشدّدًا أن بلاده لن تسمح بإقامة تلك الدولة على الإطلاق، طبقا لما ذكرته وكالة “الأناضول” التركية للإنباء. وشدّد على أن “كلًّا من المدن التركية غازي عنتاب وكليس وشانلي أورفا معرضة للخطر، إذا لم تتحقق تلك المنطقة، مضيفًا: “ما الذي يريدونه؟ يريدون إقامة دولة جديدة شمال سوريا. ليعلم الجميع أننا لن نسمح بذلك”)) (منقول من صفحة الصديق؛ أفيندار عفرين).

 

كما وفي الضفة الأخرى؛ ((قال الخبير العسكري، العميد في القصر الجمهوري، علي مقصود، الامس الخميس، بعد “انتصار الحكومة السورية في حلب، ستقوم بفرض سيطرتها على جميع أحياء المدينة”، لافتاً أن “الحكومة السورية ستطالب وحدات حماية الشعب بتسليم مواقعها للجيش السوري في المدينة”. وأضاف، مقصود، لشبكة رووداو الإعلامية، إننا “سنطبق قرار مجلس الأمن الدولي الذي أكد على وحدة وسلامة الأراضي السورية، لذلك أي مشاريع تحت مسمى الإدارة الذاتية أو الفيدرالية هي مشاريع مرفوضة لا يمكن أن نقبلها”. العميد في القصر الجمهوري، أوضح، أنه “هناك بعض الجهات داخل قوات الأمن (الآسايش) وقوات حماية الشعب مرتبطة بمشاريع أمريكية تحاول فرض نوع من التقسيم في سوريا”)). (منقول من صفحة الأخ؛ بافى حلبجة).

 

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ وبعد كل هذا وذاك ويأتي أحدهم ويقول: بأن مشروع الإدارة الذاتية لا يخدم القضية الكوردية .. فعلاً حماقات البعض لا حدود لها وللأسف!!

164

(11)

بكل تأكيد لست ضد تنفيذ الشروط ولنقل البنود مع تعديل صياغة البعض منها

لكنني ضد أن تصبح (تلك الشروط) شرطاً للحوار الكوردي الكوردي.

أزمة الخلافات

..بين بغداد وإقليم كوردستان.

 

الحوار المتمدن-العدد: 4963 – 2015 / 10 / 22 – 21:12

المحور: القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير

المسائل العالقة بين هولير وبغداد تتواصل منذ اكثر من عام وخاصة عدم دفع حصة كوردستان من الموازنة الاتحادية العامة من قبل بغداد، وهناك تأكيدات من بعض الجهات السياسية على ضرورة ارسالها من دون قيد أو شرط.. وبهذا الصدد زار السيد نيجيرفان بارزاني، بغداد مرتين من أجل حل تلك المسائل، وإن السيد حيدر العبادي لم يزر كوردستان مطلقاً منذ تسنمه منصبه.

_ أنتم كيف تنظرون الى ذلك، وموقف بغداد مقابل اربيل.. وما هو الحل الذي يسعد المواطنين…..؟

 

بكل تأكيد إن المشاكل أو “المسائل العالقة بين هولير وبغداد” ليست وليدة اليوم، وإنها قد جاءت مع حكومة السيد حيدر العبادي، بل هي نتيجة تراكمات السياسات القديمة للحكومات السابقة والتي ترأسها لدورتين متتاليتين السيد نوري المالكي وفريقه السياسي والتي أتصفت بالكثير من الطائفية والعنصرية القومية البغيضة؛ حيث يمكننا القول: بأن “الرجل” كان في نهجه وسلوكه السياسي تجاه الأطياف العراقية الأخرى المختلفة معه، أي مع تياره الفكري والسياسي (المذهبي الطائفي) وعلى رأسهم الكورد وإقليم كوردستان (العراق).. كان لا يختلف بشيء عن حكومة طاغية العراق إلا من حيث القدرة على تنفيذ تلك البرامج والأجندات العنصرية الحاقدة. وهكذا فقد تراكمت تلك الأخطاء والمشاكل العالقة بين الطرفين وأتت حكومة السيد العبادي لتتحمل وزر تلك السياسات الفاشلة.

 

طبعاً ومع ترأس السيد حيدر العبادي تأمل الجميع خيراً، بما فيها حكومة إقليم كوردستان وقد عبر الإقليم عن ذلك بعدد من الخطوات والإجراءات الديبلوماسية والسياسية منها؛ الإيعاز للكتلة النيابية الكوردية المشاركة في جلسات البرلمان وكذلك تفعيل دور الوزراء في الحكومة والتشكيلة الوزارية بعد أن هدد الكورد عدد من المرات في عهد المالكي بالإنسحاب من كل الهيئات الحكومية ببغداد وذلك نتيجة السياسة الخاطئة للحكومة العراقية مع الإقليم، بل وقام وفد وزاري كبير من الإقليم برئاسة السيد نيجيرفان بارزاني بزيارة بغداد وبهدف حل كل الملفات و“المسائل العالقة” بين الطرفين كما ذكرتم وقد توصل الجانبان لحل أغلب تلك المشاكل؛ إن كان بخصوص قضية الموازنة ورواتب الموظفين والبيشمركة أو قضية النفط والإستثمارات والبيع وغيرها من الملفات الأمنية واللوجستية .. ولكن وللأسف كنا نعلم بأن التوقيع شيء والتنفيذ شيء آخر وحيث توقع الكثير من المراقبين بأن التنفيذ على الأرض سيكون صعباً في هذه الظروف وذلك لأسباب عدة منها تتعلق بالجانب السياسي والخلافات بين مراكز القوى في بغداد نفسها ومنها ما يتعلق بالأزمة الإقتصادية والمالية وخاصةً بعد تدني أسعار النفط في العالم.

 

وللتوضيح أكثر يمكننا القول؛ بأن ما زال النفوذ الطائفي العنصري في سياسات حكومة بغداد هي الطاغية وللأسف وذلك على الرغم من المساعي الحميدة لحكومة السيد العبادي، لكن ما زالت إيران هي صاحبة القرار والنفوذ في بغداد وليس الحكومة العراقية ومن الجهة الأخرى فإن الحقد العروبي على الكورد ما زال يغلي في نفوس الكثيرين من رموز السياسة العراقية مما

165

تفسد أي شراكة حقيقية بين بغداد وهولير وكذلك علينا أن لا ننسى دور الدول الأخر الغاصبة لكوردستان في خلق الأزمات لإقليم كوردستان وإضعافه كي لا تكون المثال المأمول لشعبنا في الخلاص والحرية وبنفس الوقت هي محاولة لتأليب الشارع الكوردستاني وإغراق حكومة الإقليم بالمشاكل الداخلية الأمنية والإقتصادية وإلهائه وإبعاده عن دوره الوطني الكوردستاني في دعم قوى الحركة الكوردية في الأجزاء الأخرى من كوردستان .. وأيضاً فإن الأزمة الإقتصادية العالمية في قضية أسعار النفط وإفراغ الخزينة المالية العراقية من قبل الحكومة السابقة تجعل الأمور صعبة على حكومة السيد العبادي.

 

أما الحل الذي يسعد المواطنين؛ فبقناعتي هو التوافق وحل كل المشاكل العالقة بين الطرفين وصرف رواتب البيشمركة والموظفين لينعم الإقليم بالإستقرار السياسي والأمني ويعود الإنتعاش والحياة للإقتصاد المحلي الداخلي وبحيث تعود الشركات والإستثمارات المحلية والدولية لسابق عهدها ونشاطها في دورة الحياة الإقتصادية داخل إقليم كوردستان.

 

166

استفتاء كردستان

والأسئلة الملحة للإجابة عليها كردياً

 

 

 

هل أنت مع استفتاء إقليم كردستان بخصوص الاستقلال وهل تجد بأن كان التوقيت مناسباً أو لنقل بطريقة أخرى؛ هل ستكون في خدمة قضية شعبنا إيجاباً أم ستنعكس عليه بالسلبيات والكوارث .. ربما هذه الأسئلة تخطر على بال الكثير من الإخوة والأصدقاء وللإجابة وبكل تأكيد سنحتاج لملفات ودراسات مطولة، لكن وبحكم زيادة التواصل دعونا نختصر الإجابة في بعض العبارات كي نوصل الرسالة لأكبر عدد ممكن من القراء والإخوة المتابعين. بقناعتي لا يجرؤ أحدنا وفي هذه الأجواء المشحونة بالعواطف الجياشة وطنياً وقومياً وخاصةً أنالإقليم ومشروع الاستفتاء يتعرض لهجمة شرسة بأن يتجرأ أحدنا ويقول؛ بأنه ليس مع الاستفتاء، بل أن يتجرأ ويقول ولو همساً بأن الاستفتاء قد تكون لها عواقب سلبية مع العلم لا تخلو قضية من جوانب سلبية وذلك مهما كنا حريصين أن نقدم الجيد من المشاريع حيث لا مثالية مطلقة بالواقع والحياة، إذاً دعونا نتقدم خطوة أخرى ونقول: بأن الاستفتاء حق مشروع لشعبنا وقد جاء بضغط من عاملين بقناعتي؛ أولاً رغبة جماهيرية في الاستقلال وتأسيس الدولة الكردية الكردستانية وثانياً رغبة شخصية من الرئيس بارزاني في ربط الاستقلال بكاريزميته وبالتالي يحقق مجداً لا مجد يعلو عليه، كما قلت في مقالتي المعنونة “راحت السكرة وأجت الفكرة”!!

 

لكن ورغم هذه الحقائق أو القراءة لنعد مجدداً ونتساءل؛ ألم يكن الكرد يعيشون بشكل شبه مستقل في دولة كردية إقليم كردستان وأن المركز بغداد لم تكن لها أي سلطة فعلية عليها؛ بمعنى كان للكرد دولتهم ولو الغير معترف بها رسمياً، لكن في واقع الأمر كانت هناك دولة ضمن العراق الفيدرالي .. ثم أليس عراق فيدرالي ديمقراطي تعيش فيها كل المكونات من كرد وعرب ووكلدو آشوريين وتركمان وغيرهم من المكونات الاثنية والدينية أفضل من الذهاب للاستفتاء على كيان مغلق ومحاصر ومهدد من الجميع.. وإذا طال الحصار فربما يكون تهديد الداخل أخطر على مكاسب الكرد من التهديدات الخارجية وبالتالي يفقد شعبنا الكثير من المكاسب والانجازات، ثم أليست مفارقة أن نخرج من “دولة فيدرالية؛ العراق” ونقول: بأننا لن نؤسس دولة قومية، بل دولة ديمقراطية فيدرالية، فإذا كانت الغاية كذلك وكما ندعي، فلما الخروج من دولة قائمة على ما نريد الذهاب يكون مشابهاً لها.. ربما هذه الأسئلة وغيرها الكثير سوف تشكل صدمة في الوعي السياسي الكردي، لكن علينا أن نبحث عن الإجابات الواقعية الموضوعية وليس الرد بالزعبرات والاتهامات والمسبات بحق الآخرين

أعلم بأن هناك البعض سيأخذ هذه الأسئلة والقراءة من خلال تشنج حزبي وقومي وربما يتهمني بالخيانة والعمالة وغيرها من الاتهامات المجانية الرخيصة، لكن كل ذلك لن يشكل مانعاً؛ لأن أفكر بصوت عال وأطرح عدد من الأسئلة على نفسي والآخرين للبحث عن الاجابات والحلول التي تقدم واقعاً أفضل لشعبنا وقضايانا الوطنية أو على الأقل ذاك ما نتأمله وبالتالي فإن الأسئلة السابقة تنطلق من غاية وحاجة وطنية لخدمة مصالح شعبنا .. مع كل التمنيات أن تكون القيادات الكردستانية على مستوى المسؤولية وتقدم الحلول الناجعة للوضع الحالي، بل تكون حقيقةً قد درست القضية بشكل دقيق ولا تكون ذهبت للاستفتاء برغبة شعبوية أو شخصانية بحيث أن شعبنا يدفع ثمن بعض “التهور” وبالتالي نعيد التجارب العربية الفاشلة في السياسة وتعاطيها مع قضاياها الوطنية وبالأخير دعوني أقول؛ أعلم بأن من حق الشعوب تقرير مصيرها وإنني من الداعين والمطالبين بحق شعبنا في الحرية والاستقلال، بل دفعت ثمناً كبيراً لهذه المطالبة من حياتي وعمري وراحتي الشخصية وحتى دفعت العائلة الثمن معي، لكن تبقى في السياسة المصالح هي المحرك الأساسي وليس الرغبات والعواطف الإنسانية.

167

 

شخصيات ومواقف

أبو مازن.. على الخط السوري؟!!
الحوار المتمدن-العدد: 4885 – 2015 / 8 / 2 – 15:42

المحور: الثورات والانتفاضات الجماهيرية

الرئيس الفلسطيني محمود عباس؛ عراب القومية العربية بينما “قادة” الأحزاب الكوردية ما زالوا يمارسون حروبهم الدونكيشوتية.
العرّاب هو الشخص الذي يختاره الوالدان للاهتمام بتربية الطفل والتنمية الشخصية. العرّاب الذكر هو عرّاب، والعرابّ الأنثى هي عرّابة.. فهل تنطبق هذه الصفة على السيد أبو مازن وخاصةً من بعد الترشيحات والأخبار الصحفية التي تؤكد على أن الرئيس الفلسطيني لعب أدوار مهمة في سبيل تقارب وجهات النظر بين المعارضة السورية وخاصةً التي تعرف بمعارضة الداخل؛ هيئة التنسيق الوطنية وتيار بناء الدولة والنظام السوري وكذلك في ملف السلاح الكيماوي السوري واستخدامه في الغوطة وصولاً إلى مفاوضات جنيف حيث يقول الكاتب سامي كليب في مقالٍ له (وثائق حول دور «أبو مازن» في «جنيف 2») بأنه أي أبو مازن: ((نصح أوباما ببقاء الأسد)). ويؤكد الكاتب نفسه بأن السيد محمود عباس سعى ومنذ البداية إلى (ربط علاقات مع بعض اطراف المعارضة الداخلية) حيث (كانت الاتصالات الاولى مع هيئة التنسيق وتيار بناء الدولة، وتحديداً مع كل من حسن عبد العظيم ولؤي حسين والدكتورة منى غانم وزيرة شؤون الاسرة سابقاً وامينة سر تيار بناء الدولة. أرسل موفدين الى دمشق تحت غطاء بحث الملف الفلسطيني).
طبعاً السيد محمود عباس ينطلق من قاعدة قومية عروبية ومن أجل صلح البين بين القوى السورية المتحاربة على الأرض والرجل لا يخفي ذلك حيث يؤكد الكاتب سامي كليب في مقاله السابق الذكر بأن السيد أبو مازن ((استقبل في عمان كلاً من حسن عبد العظيم ورجاء الناصر واحمد العسراوي (عضو المكتب التنفيذي في هيئة التنسيق). قال للحاضرين: «انا ساعي خير في الازمة السورية وغير منحاز، وأنا مع كل الشعب السوري وأطيافه. ما يدفعني الى هذا الجهد هو انني اعتقد انه إذا تجاوزت سوريا أزمتها بخير ومن دون نتائج سلبية على مستوى وحدتها ودورها القومي، فان هذا سيمثل انتصاراً للقضية الفلسطينية»)). وهو لا ينسى أن ينال من خصمه السياسي حركة حماس الفلسطينية وخاصةً بعد خروجها من تحت جناح النظام السوري حيث يقول الكاتب سامي كليب ((فوجئ المعارضون السوريون بحجم النقد الذي وجّهه عباس لجماعة «الاخوان المسلمين». طال نقده الرئيس المصري المخلوع محمد مرسي. تعمّد، في المقابل، كيل المديح لوزير الدفاع المصري المشير عبد الفتاح السيسي. قال إن دوراً مهماً ينتظر مصر الجديدة على الصعيد العربي والاقليمي والدولي، ونصح هيئة التنسيق بتوثيق علاقتها بمصر، واعداً بأن يساهم شخصياً في تأمين الاتصال)).

168
وهكذا ومن خلال الاستعراض السابق لدور الرئيس الفلسطيني محمود عباس وجهوده الديبلوماسية المكوكية في المنطقة وذلك لأجل الضغط على المعارضة “الداخلية” وإيصال الرسائل للنظام السوري وكذلك وقوفه إلى جانب جنرالات مصر في وجه التيار الإخواني وعلى الرغم إننا نشم في جانب منها المنافسة السياسية مع حركة حماس.. إلا أنه ومن المؤكد وكما يقولها هو نفسه صراحةً بأنه ينطلق من موقف قومي عروبي ولإعادة الرونق لكل من سوريا ومصر ولما لهما من دور مهم وحيوي على هذا المنحى، بل تعتبر هاتين الدولتين الحاضنة القومية للفكر العنصري العروبي من خلال تجربتي البعث والناصريين. وبالتالي محاولة إيصال الرسالة لتلك التيارات أو بقايا تلك التيارات كالأحزاب والحركات الاشتراكية الديمقراطية والعربية الناصرية والبعثية في هيئة التنسيق وغيرها والمعروفين بأيدلوجيتهم القومية العنصرية وبأنهم يجب المساعدة في الحفاظ على هذين الكيانين القوميين وإن كان على حساب شعوبها وثوراتها.. وبالمناسبة فإنه لنا تجارب شخصية مع بعض رموز هذه الحركات والأحزاب القومية العربية ومنهم حزب الإتحاد الاشتراكي العربي الديمقراطي والذي يقود هيئة التنسيق الوطنية لقوى التغيير الديمقراطي بزعامة رئيسها السيد حسن عبد العظيم؛ رئيس الحزب والهيئة. وهكذا فإننا نعرف مدى عروبيتهم، بل وعنصريتهم تجاه المكونات القومية الأخرى وفي مقدمتهم الكورد وجغرافية كوردستان فهي بالنسبة لهم مرفوضة فكرةً وواقعاً جيوسياسياً.
وبالتأكيد أن دور كل من السيد محمود عباس والقوى والأحزاب العربية القومية في الحفاظ على “نظام الممانعة” في سوريا وكذلك انقلاب الجنرالات على “الشرعية الانتخابية” في مصر هو مفهوم و”مقبول” على المستوى السياسي وإن كان مرفوض على المستوى الأخلاقي والإنساني.. نعم؛ إننا يمكن أن نتفهم نحن ككورد موقف أولئك العروبيين من صراع القوى على الأرض السورية وبالتالي تحالفاتهم ومشاريعهم السياسية (القومية).. ولكن ما لا يمكن تقبله وليس تفهمه طبعاً هو توافق بعض القوى والأحزاب السياسية الكوردية مع هذا المشروع السياسي والذي بالأساس يهدف للحالة العنصرية باتجاه القومية العربية وتكريسه وذلك من خلال وقوف تلك القوى الكوردية إلى جانب هذه القوى والأنظمة والأيديولوجيات السياسية حيث لا يمكن التبرير لها ولو بأي شكل من الأشكال.. إلا إن كانت هناك وفي جوانب منها الارتباط المذهبي الطائفي وهذا ما لا نريد حتى الإشارة والتلميح له.. أو تكون الرابطة هي أمنية مخابراتية مع الوعود من الحلفاء بنصيب من الكعكة السورية وذلك كما قيل لهم وفي إحدى لقاءات نائب الرئيس الروسي ميخائيل بوغدانوف ببيروت مع وفد هيئة التنسيق الوطني والتي ضمت كلٍ من السادة (حسن عبد العظيم ورجاء الناصر وصالح المسلم). حيث قال المسؤول الروسي: («أنتم الممثل الشرعي للمعارضة الداخلية وستكونون جزءاً أساسياً من جنيف ٢-;-»).. لينتعش الحاضرون وكأنهم فعلاً سوف يصبحون “أسياد سوريا القادمة”.. طبعاً انعقد جنيف2 وحرم السادة من نوم الفنادق وليكتشفوا إنهم لم يكونوا إلا.. بيادق.

 

 

 

169

إدريس بارزاني

.. سيرة مناضل وقضية شعب.

 

يقول الكاتب فاضل عباس الجاف في مقالة له بعنوان “البيشمركه ادريس بارزاني” عن الشخصية النضالية؛ “ولد الفقيد ادريس بارزاني في شهر آذار عام 1944 بمنطقة بارزان قلعة الصمود والكوردايتي في كنف عائلة مناضلة.. عندما كان الفقيد ادريس في الثانية من عمره التحق والده البارزاني الخالد لنصرة جمهورية كوردستان الديمقراطية في كوردستان الشرقية (ايران) مع رفاق دربه البيشمركه الابطال.. شاهد الفقيد ادريس عندما كان طفلاً صغيراً الشهيد الخالد القاضي محمد رئيس جمهورية كوردستان في مدينة الشهداء مهاباد في العام 1947 يقوم بتسليم راية كوردستان وهو علمها الى القائد الجنرال مطصفى البارزاني وهو يقول له: (هذا هو رمز كوردستان اسلمه اليك انه امانة في عنقك لانك في رأيي خير من يحفظه).. في العام 1947 عاد الشيخ احمد بارزاني مع عوائل المقاتلين من كوردستان ايران الى العراق وكان من ضمنهم الفقيد ادريس بارزاني وشقيقه المناضل مسعود بارزاني مع اخوانهم الاخرين وتم نفي تلك العوائل الى جنوب العراق.. وكان الفقيد ادريس قد درس بعض الوقت في مدارس كربلاء المقدسة.. وهكذا ولد بين مصاعب الحياة وهو مايزال طفلاً.. فنذر الفقيد نفسه الى شعبه ودافع عنهم بكل قوة وثبات وهو شاب يافع ولم يكن له في هذه الحياة سوى تحقيق الحرية والتقدم لشعبه”.

 

ويضيف الكاتب “كان الفقيد ادريس قد حرم اكثر من اثني عشر عاماً من رؤية والده وهو في المنفى في الاتحاد السوفياتي السابق منذ عام 1947 ولغاية العام 1958 عندما عاد البارزاني الخالد الى وطنه العراق بعد ثورة الرابع عشر من تموز.. كان الفقيد ادريس.. يؤمن بلغة الحوار والسلام، وكانت له علاقات اجتماعية واسعة في المجتمع الكوردستاني الى جانب علاقاته السياسية وعرف بشعبيته في كوردستان وفي كل انحاء العراق لانه كان يؤمن بالاخوة العربية الكوردية ويقول في هذا الخصوص: (انهم اشقاء لنا لا تفرقنا الحروب والسياسات العنصرية) فضلا عن علاقاته مع القوى والاحزاب والشخصيات السياسية العراقية.. ثورة ايلول المجيدة التي اندلعت في العام 1961 من القرن الماضي تقف في مطلع الاعمال النضالية لشعب كوردستان للدفاع عن حقوقه المشروعة.. ومن ضمن الملتحقين الاوائل في هذه الثورة العظيمة الفقيد ادريس بارزاني حيث التحق بها وهو شاب يافع ليكون احد البيشمركه الابطال مع اخوانه الاخرين وليكون في الصفوف الاولى معهم في قتالهم ضد الحكومات الدكتاتورية العنصرية في ثورات ايلول وكولان وكان له تخطيطات عسكرية كثيرة في جبهات القتال واشرافه عليها.. ومن اشهر المعارك التي قادها وخطط لها هي ملحمة معركة جبال هندرين التي جرت في شهر آيار عام 1966 التي الحقت الهزيمة الكبرى بقوات النظام البائد”.

 

ويستكمل الكاتب سيرة هذا المناضل فيقول: “في اتفاقية اذار عام 1970 كان الفقيد ادريس بارزاني احد رواد السلام في هذه الاتفاقية التي جرت بين قيادة الثورة الكوردية وحكومة بغداد وحضر مع شقيقه المناضل البيشمركه مسعود بارزاني وكانا من الاعضاء الناشطين في وفد الثورة الكوردية التي ضمت اليهم الشهداء صالح اليوسفي ودارا توفيق وسامي عبد الرحمن والمناضلين المرحوم نافذ جلال والدكتور محمود عثمان ورفاقهم الاخرون.. في شهر حزيران من عام 1970 عقد المؤتمر الثامن للحزب الديمقراطي الكوردستاني في ناحية كلالة تم انتخاب الفقيد ادريس بارزاني عضواً في اللجنة المركزية للحزب وبعد مؤامرة الجزائر الخيانية عام 1975 عاش الفقيد منفياً مع ابناء شعبه في المخيمات الايرانية وكان مع اخوانه المناضلين يعدون العدة لاستئناف الثورة من جديد بعد تشكيل القيادة المؤقتة للحزب الديمقراطي الكوردستاني بالتعاون والتنسيق بين الفقيد ادريس والبيشمركة مسعود بارزاني وبتوجيه من قائد الحركة التحررية الكوردستانية الجنرال مصطفى البارزاني ورفاقهم المناضلين.. فكانت ثورة كولان التحررية التي هي امتداد لثورة ايلول المجيدة لم يفارق الفقيد ادريس نضاله السياسي والعسكري لحين وفاته بعد ان اشترك في ثورتي ايلول وكولان.. وكان له الدور المشرف والفاعل والاساسي في اعادة ترتيب البيت الكوردستاني وبتوحيد وجهات النظر للحركة الوطنية الكوردستانية ولعقد المصالحة مع قيادة الاتحاد الوطني الكوردستاني والحركات الكوردستانية الاخرى التي جرت في اواخر العام 1986 لتصبح بعد ذلك النواة الاولى لتأسيس جبهة كوردستانية موسعة لتظهر الى العلن في شهر حزيران عام 1988 وهي اول جبهة سياسية وعسكرية كوردستانية وعراقية تحقق نجاحاً مهما وتمهد الطريق لانتفاضة ربيع اذار عام 1991”.

 

170

وبخصوص شخصيته الكوردستانية والعمل على وحدة الصف الكوردي يقول كاتب السيرة؛ “منح الفقيد ادريس بارزاني بجدارة لقب مهندس المصالحة الوطنية عندما يؤدي الدور المهم لدرء الصدع في مسيرة الحركة التحررية الكوردستانية عندما بادر لاعادة الوئام واصلاح البيت الكوردستاني من ذلك الشرخ الذي كاد ان يؤدي بالحركة التحررية الكوردستانية الى اتون الحرب استطاع الفقيد تقريب وجهات النظر والتقارب وتطويق تلك الاحتمالات والمخاطر وابعاد شبح الاحتراب الداخلي وطي صفحة مؤلمة من صفحات المعارك الجانبية التي لم يستفد منها غير اعداء شعب كوردستان؟ فاستحق ذلك اللقب: (مهندس المصالحة الوطنية)..” ويقول أخيراً “ففي الحادي والثلاثين من كانون الثاني عام 1987 فقدت الامة الكوردية وشعب كوردستان احد اولادها البيشمركه ادريس بارزاني حيث وافته المنية اثر سكتة قلبية في مدينة سيلفانا احدى مدن محافظة اورمية في كوردستان ايران فدفن هناك.. وبعد تحرير كوردستان من نير النظام البائد تم في السادس من تشرين الاول عام 1993” نقل جثمان كل من البارزاني الخالد “الأب” والإبن إدريس بارزاني الى مسقط رأسيهما في منطقة بارزان.. “ودفنا في قبرين متجاورين بسيطين متواضعين لا تفرقهما عن اي قبر من شهداء البيشمركه الابطال”.

 

وهكذا تنسدل الستارة على صفحة مشرقة من تاريخ شعبنا مع رحيل أحد المناضلين الذين كرسوا حياتهم من أجل أن ينال شعبنا حريته ويعيش بكرامة على أرضه أسوةً بكل شعوب العالم وفي وطن حر مستقل.. فكل التحية والعرفان لأرواح أولئك المناضلين الأبطال الذين رفعوا راية كوردستان عالياً في سماء الوطن.

 

ملاحظة؛ المقالة مقتبسة من مقالة للكاتب فاضل عباس الجاف بعنوان “البيشمركه ادريس بارزاني” ومنشورة في موقع الحزب الديمقراطي الكوردستاني (العراق).

 

171

الانسلاخ القومي

..الكتاب الكردي الأسود نموذجاً!!.

لقد قرأنا عما يعرف بالانسلاخ القومي في المدرسة الشيوعية والفكر الماركسي عموماً، ولكن يبدو أن الانسلاخ القومي هو أسوأ أنواع الانسلاخ بحيث تتنكر لبني جلدتك وذلك لصالح عرق وأثنية أخرى؛ إن كان ارتزاقاً أو قناعةً حيث إنني اليوم ومن خلال بحثي عن موضوع يتعلق بتاريخ الكورد وقع نظري على كتاب بعنوان (التاريخ الكردي الأسود) للسيدة (سهام ميران) تقول عن نفسها تعريفاً بأنها (كردية موصلية عراقية، معارضة معارضة للقيادات العنصرية الكردوية) وهو كتاب أسود بحق عنواناً ومضموناً، بل ربما هو أسوأ من الأسود والفحامة (من الفحم).. وبصراحة هو أسوأ وأسود ما يمكن أن ينحدر إليه “البني آدم منا” حيث لا يمكن أن ينسلخ المرء عن بني قومه لهذه الدرجة وأن ينحط به الأخلاق هكذا.. وفقط ومن خلال جولة على العناوين ودون المضمون سوف نعلم مدى تنكر هذه “السيدة” وانسلاخها عن قوميتها، ولاستبيان رأيها، فقط نورد الفقرة التالية من كتابها الأسود كما إننا سوف نورد في خاتمة بوستنا رابط الكتاب لمن يود الاستزادة والتعرف أكثر على فحوى الكتاب الأفعى .. عفواً الأسود فها هي تقول ومن جملة ما تقول عن ثورة البارزاني ما يلي:

“ان عائلة (ميران) من العوائل الكردية الوطنية الاصيلة التي ارتأت الحوار والتفاهم مع اخوتهم العرب والتركمان والسريان، ورفض الدخول في ألاعيب المؤامرات الخارجية وتوريط الناس البسطاء في حروب كارثية. لهذا فأن هذه العائلة تعرضت لأشنع عمليات القتل والابادة التي لم ترحم حتى النساء والاطفال:

ـ (الشيخ صديق ميران): وكان زعيم عشائر خوشناو في شقلاوة، ونائباً في البرلمان العراقي في العهد الملكي، وفي 1947-10-22 شارك هذا الشيخ الوطني في مؤتمر العشائر العراقية في مدينة الحلة. وهو ايضا من المقربين للرئيس عبد الكريم قاسم. ويشيد التاريخ بدوره الوطني العراقي ورفضه للطروحات القومية العنصرية ودعوات العنف والقتل والعمالة للأجنبي التي كان يروج لها الملا مصطفى البرزاني لهذا قامت في أواسط عام 1960، عناصر من بيشمركة البرزاني بأغتيال (الشيخ صديق ميران)، من اجل التخلص من الاكراد الوطنيين المنافسين له واعلان التمرد ضد السلطة الوطنية“.

وإليكم رابط الكتاب أصدقائي وذلك لمن يريد أن يضطلع أكثر على الموضوع:

http://www.mesopot.com/old/kurd/kurd.htm

 

172

البارزاني

..تجسيد للكوردايتي.

 

إن عبادة الشخصية تعتبر إحدى أخطر الأمراض التي تصيب الثورات والمجتمعات وثقافاتها ولكن هناك بعض الشخصيات الكاريزمية في تاريخ الشعوب والأمم تستحق منها التكريم والتبجيل وليس العبادة ومن هذه الشخصيات فإن شخصية الرئيس مسعود بارزاني؛ رئيس إقليم كوردستان (العراق) تعتبر واحدة من أهم تلك الكاريزمات في تاريخ شعبنا الحديث وذلك لما يتصف بالعديد من الخصال والصفات الكاريزمية لقائد أمة وشعب يكافح من أجل نيل حقوقه الوطنية والقومية وبإعتقادي وقناعتي، فإن من أهمها هي؛ النبل والتواضع والإخلاص للقضية بحيث يمكننا القول إنه يجسد بكل صدق الإنسان الكوردي وبأنبل صفاته، إنه قد عمل وفي كل المحطات التاريخية لشعبنا وبكل إخلاص وجدارة ووفاء وأثبت للعالم إنه رجل المواقف الوطنية الكوردستانية وها هو اليوم أيضاً ومثل كل المرات وفي إستقباله للبيشمه ركة العائدين من جبهة كوباني يؤكد مرة أخرى على تلك الخصال الوطنية والتي توارثها عن تاريخٍ عريقٍ من النضال والتضحيات؛ حيث أكد سيادته مجدداً على عدد من القضايا يمكن تلخيصها فيما يلي:

 

1_ التأكيد على أن البيشمه ركة الذين “يذهبون إلى كوباني للقتال والدفاع عن أخواتنا وإخواننا هناك يمثلون كل البيشمركة وجميع الكوردستانيين المخلصين” وهذه تؤكد على أن القوات الكوردية والبيشمه ركة هي قوات عسكرية لكل الكورد وعليها أن تدافع عن كل أجزاء كوردستان.

 

2_ التأكيد على “ان الواجب الوطني والقومي يحتم علينا تقديم يد المساعدة والعون الى إخواننا في كوباني عندما يحتاجون الى مساعدتنا” وأضاف إننا “سنستمر في تقديم المساعدات إلى إخوتنا في كوباني إن وجد لنا طريق لذلك لأن هذا واجب وطني وقومي” وبالتالي التأكيد على وحدة القضية والجغرافيا الكوردستانية وأن واجب الدفاع عن أي بقعة جغرافية كوردستانية هو واجب القوات الكوردية.

 

3_ الكشف عن الأسباب والدوافع التي وجهت تنظيم “داعش” للهجوم على الكورد وإقليم كوردستان العراق حيث قال بهذا الخصوص؛ “..ما ظهر بعد ذلك انه وبعد ان وصلت عملية إستقلال كوردستان والإستفتاء الى مرحلة متقدمة جداً، كان هدفهم ضرب هذه العملية عن طريق داعش”، وقد أضاف سيادته بأن عملية الإستفتاء على حق تقرير المصير للشعب الكوردي سوف لن تتوقف حيث في كلمته للبيشمه ركة أكد؛ بأن “..هذه العملية ستستمر ولا يمكن التراجع عنها”. وكان الرئيس بارزاني قد قال في كلمة له أمام برلمان كردستان وذلك بتاريخ الثالث من تموز العام الجاري؛ إني “اقترح عليكم الاستعجال في المصادقة على قانون تشكيل المفوضية العليا المستقلة للانتخابات لكردستان، لان هذه هي الخطوة الاولى، وثانيا اجراء الاستعدادات للبدء بتنظيم استفتاء حول حق تقرير المصير” وها هو في كلمته يؤكد مجدداً بأن عملية الإستفتاء على إستقلال كوردستان وحق تقرير المصير لن يتوقف بهجوم غادر لبعض القوى الظلامية على الشعب الكوردي.

 

وأخيراً لم ينسى سيادته أن يشكر قوى التحالف الدولي وعلى رأسها تلك الدول التي ساعدت وتساعد الشعب الكوردي وقوى البيشمه ركة في التصدي لقوى التكفير والظلام وذلك مماً تسمى بتنظيم الدولة الإسلامية “داعش” في هجومها الغادر على الشعب الكوردي وإقليم كوردستان (العراق) وكذلك توجه بالتحية والشكر للقوات الكوردية والتي تدافع عن شعبنا الكوردي وحقه في الوجود والحياة ومسجلاً أروع البطولات والتضحيات بحيث نال تقدير ومحبة كل العالم كونه يقاتل دفاعاً عن قيم الحرية والكرامة والحق والعدالة الإجتماعية وقد أشار الرئيس بارزاني وخلال كلمته تلك الى هذه النقطة بالقول: إن “إستشهاد وجرح عدد كبير من البيشمركة الذين ضحوا دفاعاً عن ارض كردستان، كما ان الإقليم تضرر كثيراً مادياً، لكن مكانته وصلت الى مستوىً عالٍ، والآن

173

يعترف رؤساء وملوك العالم بأن البيشمركة تقاتل الإرهاب ببسالة وإباء نيابةً عن العالم، وهذه مفخرة وكرامة لا يمكن شراؤها بكل ثروات الدنيا”. وهنا قد أستطاع قيادة الإقليم وبحنكة وديبلوماسية سياسية؛ أن يجعل دول العالم تقدر دفاع البيشمه ركة والقوات الكوردية عن هذا الخطر الداعشي الأسود والذي يهدد كل القيم الحضارية المدنية بحيث بات إقليم كوردستان (العراق) وعموم الشعب الكوردي موضع تقدير وإحترام كل شعوب العالم وهذه واحدة من أهم الإستراتيجيات الحديثة والتي نجح بها الكورد وتعود الفضل في أبرز ملامحها للسياسة الحكيمة للرئيس مسعود بارزاني وشخصيه الكاريزمية الكوردستانية.. فكل التقدير والموفقية لشعبنا وقضيتنا وكل الشكر والمحبة لك سيادة الرئيس ولمواقفك الكوردستانية.

 

174

الشاعر المتنبي

وحماقة بعض (أكرادهم)!!

 

إن ما قلته وكتبته في بوست سابق عن ضرورة التحالف الكوردي العلوي، جاء من خلال قراءتي للمصالح والتوازنات السياسية والبوست واضح لمن يريد أن يرى بواقعية سياسية وليس من خلال اصطفافات مذهبية حيث أكدت فيه على مسألة الإبتعاد عن المفاهيم الطائفية المذهبية، بل قلت عليهم التحالف كمكونين مجتمعين سوريين.

 

كون السياسة ترسم وفق المصالح ومن خلال قراءات عقلانية تأخذ بواقع مجتمعها ولأن المكون السني هم الأغلبية فإنه من المنطق والعقلانية أن يتم التحالف بين المكونات الأخرى وذلك لخلق ذاك التوازن وبكل تأكيد فإن الحديث يدور لم بعد الحرب حيث ما طالبت به هو تحالف سياسي وليس حلف عسكري؛ كون مهما أمتدت الحروب والأزمات فلا بد من اللجوء إلى لغة الحوار حيث لا حلول مع الحرب.

 

لكن للأسف البعض حاول أن يلوي عنق هذه الحقيقة ليقول؛ بأنني “إنكشفت على حقيقتي” وإنني “أدعو للتحالف مع النظام ضد الثورة” أو بالأحرى ضد (السنة). وبالتالي فقد سمح لنفسه وبعض الحمقى الآخرين أن يوجه لي المسبات والشتائم من قاموسه اللغوي الساقط أخلاقياً كسقوطه في مستنقع الطائفية، ناهيكم عن خلو المنشور أو بالأحرى المناشير من أي بعد فكري وسياسي حيث فقط المسبات والشتائم والتوصيفات الغير أخلاقية والتي تعبر بشفافية عن لا أخلاقية أصحابها وللأسف.

 

وهكذا فقد وصل الأمر ببعض مدعي “الحوار المتمدن كوردياً” أن يعلنوا على صفحتهم بأنهم باتوا (نيوتن العصر) وإنهم قد أكتشفوا “عمالتي للعلويين”، ناهيكم عن لغتهم الساقطة أخلاقياً قبل خلوها من معاني الفكر والسياسة -كما قلت قبل قليل- رغم إنني كنت قد أضفت ملاحظة على البوست وطالبت بقراءة القضية سياسياً وليس مذهبياَ، لكن يبدو أن البعض يحاول أن يجر مجتمعنا الكوردي لمستنقع الطائفية وإنني أقترح عليهم بأن يتكنوا بـ”السنية” بدل تلك الكوردية التي يحاولون أن يتكنوا بها.

 

قال المتنبي في إحدى أبياته الشعرية الرائعة والتي تصف حال الكثيرين من (أكرادهم) -وليس أكرادنا- العبارات التالية؛ “لكل داء دواء يستطاب به الا الحماقه اعيت من يداويه” .. وقد صدق الشاعر المتنبي.

 

175

إنسانيون

أبقراط؛ طبيباً وفيلسوفاً.

 

أبقراط “هو ابن إقليدس بن أبقراط ولد ب جزيرة كوس حوالي سنة 460 قبل الميلاد وهو أشهر الأطباء الأقدمين. عاش خمسة وتسعين سنة، تعلم خلالها الطب من أبيه وجده وبرع فيه”. و”لما رأى أن العلوم الطبية آخذة في الانقراض بانقراض أعلامها ونوابغها رأى أن الذريعة لحفظها هو إذاعتها في سائر أرجاء العالم وتسهيل تناولها على الناس أجمعين لتصل إلى النفوس المستعدة للنبوغ فيها” ومن أهم مقولاته: “إن الجود بالخير يجب أن يكون على كل أحد يستحقه قريبا كان أو بعيدا”. وهكذا فقد “جمع نفر من الغرباء وعلمهم الطب وعهد إليهم العهد الذي كتبه وأحلفهم بالأيمان المذكورة فيه أن يراعوا حقوقه وأن لا يعلموا أحداً إلا بعد أخذ العهد عليه. روى ابن أبي اصيبعة عن أبي الحسن علي بن رضوان قال: كانت صناعة الطب قبل أبقراط كنز وذخيرة يكنزها الآباء ويدخرونها للأبناء. وكانت في أهل بيت واحد منسوب إلى اسقيبيوس. كان ملوك اليونان والعظماء منهم لا يمكنون غيرهم من تعلم صناعة الطب بل كانت فيهم خاصة يعلم الرجل منهم ولده أو ولد ولده فقط.. ثم وضع ناموسا عرف من الذي ينبغي أن يتعلم صناعة الطب، ثم وصية عرف فيها جميع ما يحتاج إليه الطبيب في نفسه”.

 

ويعتبر أبقراط ” أول من قام بوصف مرض الالتهاب الرئوي والصرع عند الأطفال، وهو أول من قال أن أساس الصحة هو الطعام الصحي والهواء النقي والنظافة والراحة”، كما “يعد أبقراط أول من دون الطب، وسلك في تأليف الكتب ثلاث مسالك، فكتب بعضها بطريق الألغاز، وبعضها بطريقة الإيجاز، وفي مسلكه الثالث اعتمد البيان والتصريح، وقد علم عنه العرب نحوا من ثلاثين كتابا وقيل ستين كتابا منها كتاب الأجنة وكتاب طبيعة الإنسان وكتاب الأهوية والمياه والبلدان وكتاب الفصول وغيرها”.. وقد “حاول تخليص الطب من تأثير الفلسفة عليه فقال: إن النظريات الفلسفية لا شأن لها بالطب ولا موضع لها فيه، وإن العلاج يجب أن يقوم على الملاحظة، وعلى تسجيل كل حالة من الحالات السريريّة وكل حقيقة من الحقائق المرضية، وإن الاهتداء بالأعمال الطبية إنما يكون بالخبرة والتجربة العملية”، كما “لا يمكن لأحد أن ينكر ما لأبقراط من فضل على تقدم الطب وتخلصه من هيمنة السحر والطقوس التي لا تنفع في علاج المريض بشيء، وقد اعتمد أبقراط على المنهج العلمي في ملاحظة الحالات المرضية، وقد تنقل بين المدن يعالج الناس ويراقب آلاف الحالات وذاعت شهرته حتى كان من بين مرضاه حكام وملوك”.

 

من حكم أبقراط

الطب قياس وتجربة.

كل مرض معروف السبب موجود الشفاء.

إن الناس اغتذوا في حال الصحة بأغذية السباع فأمرضتهم فغذوناهم بأغذية الطير فصحوا.

إنما نأكل لنعيش لا نعيش لنأكل.

يتداوى كل عليل بعقاقير أرضه فإن الطبيعة تفزع إلى عاداتها، فقيل له لم أثور ما يكون البدن إذا شرب الإنسان الدواء قال لأن أشد ما يكون البيت غبارا إذا كنس.

محاربة الشهوة أيسر من معالجة العلة.

ليس معي من فضيلة العلم إلا علمي بأني لست بعالم.

176

هكذا يعتبر أبقراط أحد أهم وأقدم الإنسانيين من الأطباء الفلاسفة حيث ما زال عهده وقسمه هو قسم أي طبيب يتخرج حديثاً في العالم والذي يبدأ بالتالي: “إني أقسم بالله رب الحياة والموت وواهب الصحة وخالق الشفاء وكل علاج..”، لكن الصيغة الأساسية التي تنسب إلى أبقراط هي كالتالي: “أقسم بأبولو الطبيب وأسقلبيوس وهيجيا وباناسيا وجميع الآلهة والآلهات وأشهدها جميعاً علي بأن أبر بهذا القسم وأفي بهذا العهد بقدر ما تسمح به قواي وقدرتي، أقسم أني سأضع معلمي في الطب في منزلة أبوي، وأن أشركه في مالي الذي أعيش به، وأن أقوم بأوده إن احتاج إلى ذلك، وأن أعد أبناءه إخوة لي، فإذا رغبوا في تعلم الطب علمتهم إياه من دون أجر أو إلزام بشرط، وأن ألقن أبنائي وأبناء أستاذي والتلاميذ الذين ارتبطوا بالالتزام وبالقسم بحسب قانون الطب الإرشادات والدروس الشفهية وسائر المعلومات الأخرى، وألا ألقنها أحداً سواهم. وأقسم أن أستخدم العلاج لمنفعة المرضى بحسب مقدرتي وحكمتي، وأن أمتنع في استخدامه عن فعل فيه أذى أو ظلم، وألا أعطي أحداً سماً إذا طلب إلي أن أفعل ذلك، وألا أشير بفعله، وألا أضع لامرأة فرزجة تسقط جنينها، وأن أقضي حياتي وأمارس فني في النقاوة والطهر، وألا أشق مثانة فيها حصيات، بل أتخلى عن ذلك لمن يحترف هذا العمل، وألا أدخل منزلاً إلا لمنفعة المرضى، وأن أتحرز عن كل إساءة مقصودة أو أذى متعمد، وأن أمتنع بوجه خاص عن إغواء أي امرأة أو فتى سواء أكان من الأحرار أم الأرقاء، وألا أتحدث بما لا يجوز إفشاؤه مما أرى أو أسمع في أثناء علاج المرضى أو في أوقات أخرى معتبراً أن الكتمان واجب علي. فإذا ألزمت نفسي بإطاعة هذا القسم ولم أحنث به، فإني أرجو أن أنعم بحياتي وبمهنتي وأن أبقى دوماً وأبداً محموداً في الناس جميعاً، أما إذا نقضت هذا العهد وحنثت بقسمي فليحل بي نقيض ما رجوت”.

 

توفى أبو الطب أبوقراط سنة 377 قبل الميلاد بعد أن وضع أساس الطب. تحتفل اليونان بيوم أبقراط في 19 سبتمبر من كل عام. وقد أعلن 19 سبتمبر عام 2003 يوم عالمي لأبقراط.. (بتصرف عن ويكيبيديا)

 

https://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A3%D8%A8%D9%82%D8%B1%D8%A7%D8%B7

 

177

بارزاني ..

هل يكون ناصر العرب أم مانديلا أفريقيا؟!

 

وفقاً لموقع شبكة رووداو فقد قال الرئيس “بارزاني” في بيان له ما يلي؛ “اتصل بي عدد من السادة السياسيين والأكاديميين في الأيام القليلة الماضية، وقالوا بأن رأيهم ورأي عدد من المواطنين يقول بأن حل الازمات التي يمر بها إقليم كوردستان منوط بي، ويقال بأن البارزاني يستطيع حل هذه المشاكل”.

 

وبموجب تلك الرسالة فقد لخص سيادته مشاكل وأزمات الإقليم بعدد من القضايا وعلى رأسها؛ الأزمة والخلافات بين الإقليم والمركز بغداد وقضية قطع الميزانية وكذلك الركود الاقتصادي بسبب المشاكل الأمنية وهجوم “داعش” على إقليم كوردستان إضافةً إلى تلك الناتجة عن هبوط في أسعار النفط والطاقة، إلا أن أكثر ما لفت إنتباهي تلك النبرة الحزينة -ولا أريد القول اليائسة- من قضية الخلافات الحزبية والسياسية بين الأطراف الكوردية داخل الإقليم الكوردستاني.

 

حيث قال في معرض التوضيح ما يلي؛ “اذا كان حل المشاكل السياسية الداخلية في إقليم كوردستان منوطة بي، كم مرة قمت بدعوة الأحزاب السياسية للاجتماع، إلا إنهم لم يحضروا تحت حجج مختلفة، وطالبت أيضا بأن تجتمع الأحزاب مع بعضها البعض لحل هذه الأزمات، إلا إنهم لم يجتمعوا أيضا”. إنها الكارثة وللأسف؛ وذلك عندما يخرج رئيس أعلى هيئة تنفيذية في إقليم أو دولة ويقرّ علناً، بأن لا سلطة له على الأحزاب والكتل السياسية!!

 

وهنا يتبادر لذهن المتابع للأحداث والتطورات الدراماتيكية للمنطقة والإقليم الكوردستاني، هل سيقدم الرئيس بارزاني على خطوة يقطع الطريق على كل المناوئين له ولسياساته ويقدم فعلاً استقالته أو على الأقل يقوم بتسليم السلطة للبرلمان أو شخصية مكلفة إلى أن يتم إنتخاب رئيس جديد للإقليم وبذلك يكون مانديلا أفريقيا، أم سيقدم استقالة رمزية على الطريقة الناصرية -رغم إدراكي لنزاهة وعفة نفسية الرئيس بارزاني، لكن الشعوب تحركها وزارات الدعاية- وبالتالي لتخرج حركات احتجاج شعبوية وبالتالي نعيد التجربة الناصرية العربية ونسقطها على الحالة الكوردية.

 

وبالمناسبة فقد جاء موقف الرئيس بارزاني واضحاً شفافاً وإن كان يحمل في طياتها الكثير من الأسى والإحباط من الواقع السياسي في الإقليم وذلك عندما قال في بيانه؛ “ان حل هذه الازمات يكمن في الحوار بين الأحزاب، وان يتم انتخاب رئاسة جديدة للبرلمان لكي يعود لمزاولة أعماله ثانية، وان تتفق الأحزاب كافة على تشكيل حكومة جديدة، وعينوا شخصاً لرئاسة إقليم كوردستان لحين إجراء الإنتخابات القادمة”. وإن كل ما نتأمله من كافة الأطراف الكوردية في الإقليم هو التقاط مبادرة الرئيس وتجاوز الخلافات السياسية حيث عندما يكون الوطن في خطر، علينا أن نضع خلافاتنا الحزبية جانباً.

178

ملاحظة؛ أرجو أن لا يستغل بعض الهربجية والدربكجية ما طرحته في مقالتي بخصوص الرئيس “بارزاني” ليأتي ويتاجر ببعض الوطنيات الجوفاء حيث الوطنية و”العقيدة” تقتضي أحياناً التضحية بأغلى ما تملك قرباناً لم هو الأغلى منه، ذاك الذي تعمل على تأسيسه وحيث لنا في الأسطورة التوراتية الإسلامية مثال يعبر عن الحالة حيث التضحية بالأبن في سبيل العقيدة والقضية -قصة التضحية بإسحاق/إسماعيل كقربان للإله” .. وهنا يكون القربان؛ الرئاسة والسلطة من أجل وطن وقضية وبذلك سيزيد الرئيس بارزاني إلى رصيده النضالي تضحية تسجل في صفحات التاريخ بأنه من وحّد وأسّس لكوردستان.

179

زهير سالم

.. قال صراحةً ما يطالب به الإخوان!!

 

الحوار المتمدن-العدد: 5518 – 2017 / 5 / 12 – 11:27

المحور: القضية الكردية

إن تصريحات الإخواني “زهير سالم” لم تفاجأني، كونه لم يقل جديداً، بل هو صرح بما كان يقال ربما في الخفاء ولذلك لا غرابة منه ومن موقفه وموقف الإخوان عموماً؛ حيث يدعو تركيا صراحةً لإعلان الحرب الشاملة على الكرد في مقالته الأخيرة والمعنونة بـ(موقفنا.. خيارات تركية أمام إعلان الحرب الأمريكية) والذي يصرح فيها علناً بعدم الإكتفاء بالبيانات حيث يقول: “الحروب لا تخاض بالخطابات ولا بالبيانات”، وكأنه لا يكفيه ما شنتها وتشنها تركيا من حروب وإبادات بحق شعوب المنطقة وعلى الأخص الشعبين الكردي والأرمني، رغم إنه -أي الإخواني سالم- يريد أن يعكس الآية وذلك عندما يكتب في مقالته المسمومة؛ “واليوم حانت لحظة الحقيقة فهذه الولايات المتحدة تتحالف جهرة مع ميليشيات مصنفة على مستوى مجلس الأمن أنها إرهابية. ميليشيات تحمل مشروعا تفتيتيا لتركية كما لسورية على السواء. ميليشيات قتلت من الشعب التركي الشقيق على مدى العقود الماضية قريبا من خمسين ألف شهيد مدني بريء. ميليشيات لم تقنعها كل التقدمات الحقوقية المدنية والسياسية التي بذلتها الدولة التركية على طريق بناء مجتمع السواء المدني الموحد”.
وهكذا فهو يريد أن يعكس الآية وكأن الكرد هم الذين يقودون دولة معتدية على شعوب المنطقة وحقوقهم وأراضيهم وليست تركيا هي التي تحتل أكبر جغرافية كردستانية في المنطقة وترتكب بحق شعبنا أكبر المجازر، كما ارتكبت من قبل بحق الشعبين الأرمني واليوناني.. للأسف هذه الفئة شعبياً أعمتها العقيدة الإخوانية التي ترى في أردوغان بأنه؛ “معاوية العصر وأسد السنة الذي أرسله الله لهم لخلاصهم” قلت على المستوى الشعبي أما أمثال سالم، فإن أكثرهم أعمتهم الارتزاق وليس شيئاً آخراً.. وبالمناسبة لم يفاجأني موقفه، كما قلت سابقاً، ولا غرابة منه ومن الإخوان بأن يدعو تركيا وكل المسلمين لشن ((حرب مقدسة جهادية ضد الكر الكفرة الملاحدة)) وها هو أحد أقطابهم السابقين يطالب بذلك، لكن الغرابة وكل الغرابة بأن يبقى البعض من أبناء الشعب السوري وضمناً شرائح سياسية من أبناء شعبنا الكردي يعتقدون بأن الإخوان وتركيا تريد تغييراً ثورياً في سوريا وإنهم مع الحقوق الكردية والسورية ومنهم المعارض السوري السابق؛ “رياض سيف” الذي أكن له ولتاريخه تقديراً خاصاً وذلك عندما يعتقدون بأن يمكن لهذا الائتلاف الإخواني المدعوم تركياً أن يقدم ثورة للشعب السوري.

180
وأخيراً أطالب الحقوقيين الكرد من أصحاب الشأن لفتح ملف في المحاكم الأوربية يطالب بمحاكمة المدعو “زهير سالم”؛ كونه يطالب علناً بأن تشن تركيا حرب إبادة ضد شعبنا الكردي وهي تعتبر بمثابة الدعوة لجرائم الإبادة الشاملة التي تستوجب الملاحقات القضائية والقانونية لدى المحاكم الأوربية.. أرجو النظر بجدية لهذه القضية ولتكن سابقة قد تردع الآخرين، ممن تسول لهم أنفسهم بأن يروا في الكرد حقل تجارب لجرائم الإبادة ضد الإنسانية وحق شعبنا، فهل سنجد الاستجابة من أصحاب الشأن والاختصاص في القانون الدولي.. سؤال برسم الإجابة من تلك الشخصيات والمؤسسات؟!!

 

181

فلسفة ..الكرسي والجاجة.

 

الحوار المتمدن-العدد: 4970 – 2015 / 10 / 30 – 01:08

المحور: كتابات ساخرة

 

بعد خمسة عقود من العمر وأكثر من ربع قرن من الكتابة توصلت لقناعة حكمة يمكن أن ألخصها بالعبارة التالية؛ “عندما يكون المرء لا شيء فهو يعتبر نفسه كل شيء وعندما يصبح كل شيء فإنه يعتبر نفسه لا شيء” وإنني أتذكر هنا بداياتي ولحيتي وشعري الطويل وأنا أتخايل في شوارع حلب وكأن الخليقة لم تخلق “غيري مبدعاً وكاتب قصة قصيرة” .. المهم؛ أيها القارئ الكريم إن سبب هذه الرسالة أو (البوست) هو ما لاقيته وألاقيه في مسيرة حياتي من أناس يذكرونني بذاك “المتعملق” وخاصةً ممن يعملون في الحقل الأدبي والثقافي؛ حيث تجد الواحد منهم قد قرأ كتاب أو كتابين لأحد الفلاسفة وإذا به يعيش حالة من “التورم والإنتفاخ الثقافي” وأصبح يعلن عن نفسه إنه ديكارت العصر وأن الآخرين لا يصلون لـ”كعب ثقافته” الخنفشارية .. يا “رجل” قليل من التواضع جميل؛ حيث وللأسف قد ألتقيت بالكثير من هؤلاء .. ومؤخراً ومن خلال إشتغالي على مشروع التعريف والتوثيق لعفرين راسلت عدد من العاملين في حقل الثقافة والأدب في المنطقة وقد تجاوب الأغلبية بطريقة جمالية وحضارية ولكن وكما لكل قاعدة شواذ فقد ألتقيت ببعض أولئك “المنتفخين ثقافياً” ولولا خبرتي بهم وبالحالة لكرهت الساعة التي فكرت بهكذا مشروع؛ حيث إستفساراتهم وطريقة تعاملهم بخصوص إرسال سيفي “سيرة حياتهم” كانت أشبه بإستجواب أمني، معتبرين أنفسهم أحد عمالقة الأدب والثقافة وأن هناك “صحفي غر” يريد أن يعمل عن (فخامة شخصيته الإبداعية) ريبورتاجاً صحفياً.

 

طبعاً كان هناك في الطرف الآخر؛ أي أولئك الذين ما زالوا في الظل ويعتبرون أنفسهم “أكثر عظمةً” من الجميع فقط لكونهم قد قرأوا نصاً لأحد رموز الثقافة العربية أو العالمية وخاصة لأولئك الذين لهم بصماتهم الواضحة في حركة التنوير والنهضة، رغم أن هو نفسه يكون خاوياً أو على الأقل لم يساهم أو يكتب حرفاً أو قصيدة ليغني بها المكتبة الكوردية ولكنه ينظر بتعالٍ وفوقية وكأي “ديك ثقافي منفوش” لكل ما هو مطروح ثقافياً وأدبياً في الساحة وقد كتب أحدهم لي على الخاص العبارات التالية: “انت عم تكتب عن شخصيات ثقافية وأدبية بعفرين .. ممكن بعض ملاحظات منهجية ونقدية” وعندما قلت له؛ “أخي.. أعتقد أن من حقك وحق الآخرين إبداء أي ملاحظة” أجاب بالرد التالي: “منهم لديهم أدوات معرفية ومنهجية ومنهم ليس لديهم أدوات معرفية بالعكس لديهم قصور معرفي .. بمعنى من المعاني هل هناك مثقف اوالنخبة .. لدى الشعب الكردي، بمعنى شاهدت واحد مثقف .. ظهر على التلفاز وهو يتحدث بطلاقة او ألف كتابا او لديه مشروعا .. مثل محمد عابد الجابري او محمد اركون والرحمة عليهم او حتى لديه تصور .. عن السياسة او اللغة .. بدي أقول الشعب الكردي فقيرمعرفيا …هزيل وجوديا …ميت سياسيا هذا ينطبق ع الشعوب العربية .. أنت عم تقارن مثقف كردي مع حسن حنفي او طيب تيزيني او صادق جلال عظم .. هولاء لديهم مشاريع ع الأقل لديهم أدوات للمعرفة او المنهج .. عم تقول أحمد خليل من قرزيحل مفكر اومثقف …والله عيب”. أنتهى الإقتباس والرسالة.

بالتأكيد هناك الكثير من الحقيقة في كلام الرجل ولكن الطريقة التي يتعامل بها مع الواقع والآخرين وبفوقية متعالية تذكرني بالحكاية الطريفة التي تتحدث عن “عبقرية وفذلكات” هؤلاء “الفطاحل الفكرية” والتي تقول؛ بأن أحد الفلاحين أرسل ولده للدراسة في الخارج وعندما عاد ومن أجل الإحتفال به وبعودته وشهادته عمل له وليمة فخمة وأجمع كل أهل قريته حولها .. وحين الإنتهاء من الأكل ومع شرب الشاي، سأله والده عن شهادته ليفخر به أمام أهله وجيرانه، فأجاب “عبقري زمانه وفيلسوف أيامه” مع كل الود والتقدير للأصدقاء حاملي الإجازة بالفلسفة بأن دراسته كانت في فلسفة الكلام .. لكن الوالد الطيب لم يدرك المعنى تماماً فأراد أن يوضح أكثر وحينها أجاب “فيلسوفنا”: (أبي راح أشرحها بقدر ما تفهمون؛ شوف هلق أنت قاعد ع الكرسي

182

والكرسي ع الأرض يعني أنت قاعد على الأرض) .. فكر الوالد ملياً أي شهادة حملها ولده بعد كل هذه السنين والجهد والمال ومن قهره أجابه؛ (شوف إبني .. يلي أكلته كانت جاجة (دجاجة) والجاجة بتاكل .. يعني أنت عم تاكل ..).

 

وهكذا يبدو أن بعض الناس لا يعرفون من الحياة غير فلسفة الكرسي والدجاجة حيث إني لم أقارن الكتاب والشعراء الكورد مع أي مفكر أو كاتب أورده ذاك الأخ في رسالته أو مع غيرهم من المفكرين والكتاب العرب الآخرين أو حتى الغربيين والأوربيين وفي قضية الأستاذ أحمد خليل فأعتقد الرجل يستحق لقب كاتب وباحث وبجدارة وذلك لما قدمه للمكتبة والثقافة الكوردية وفي مسألة إنه “مفكر” أم لا، أجدها أيضاً ليست بكبيرة على الأستاذ أحمد خليل .. وأما في قضية “العيب”، أعتقد بأنني لم أقم بما يعيبني أو يعيب المنطقة، بل أحاول قدر الإمكان تقديم صورة جميلة لعفرين ولو أحياناً أمارس بعض البهرجة الإعلامية مع الشخصيات وثم إنني أقدم كل من ساهم ويساهم في المجال الأدبي والثقافي ولم أقل سوف أقف عند النخبة الفكرية وعمالقة الفكر والثقافة، بل إن المشروع هو مشروع ثقافي معرفي تنويري أو بإختصار؛ هو طموح للتعريف بالمنطقة ومن مختلف المناحي الحياتية والإجتماعية والثقافية وأن جزء منه ما هو متعلق بالجانب الأدبي والثقافي والأشخاص الذين ساهموا وما زالوا في تلك المناحي الثقافية المختلفة .. فما العيب بالموضوع بربك؟!!.

 

183

مراد قره يلان

..صوت كوردستاني وطني.

 

 

إن السيد مراد قره يلان؛ رئيس لجنة الدفاع في منظومة المجتمع الكردستاني، وعضو مجلس قيادة حزب العمال الكردستاني يعتبر أحد الأصوات الكوردستانية الوطنية المهمة وهو الذي لا يترك مناسبة وإلا ويدعو فيها إلى العمل الكوردستاني المشترك حيث مؤخراَ وبمعرض كلمته في الفعالية والمراسم التي أقيمت لدفن جثمان المقاتل في الكريلا آرمانج كردو والذي فقد حياته جراء المعارك ضد تنظيم داعش الارهابي في جبهة كركوك وبحضور آلالاف الكردستانيين أشار السيد قره يلان بأن “هجمات داعش على الشعب الكردستاني ليست بصدفة، هناك مخطط ضد مكتسبات الشعب الكردستاني” كما أشار إلى دور الإعلام السلبي حيث أضاف “..رغم ذلك إعلام السلطة في جنوب كردستان ينكرون وجود الكريلا وهذا الانكار غير مقبول ولهذا فنحن نناقش الآن إذا ما كنا قد نقرر بسحب قواتنا من جنوب كردستان ام لا، بسبب سياسة الانكار التي تتلقاها قواتنا من سلطة الاقليم، الا أن وفي النهاية قرارنا يعود الى قرار الشعب لأننا هنا لأرادته”.

 

وكذلك وبخصوص غياب القيادة الكوردستانية المشتركة وغرفة عمليات عسكرية واحدة للقوات الكوردستانية فقد عبر قره يلان عن إمتعاضه لعدم وجود قيادة ومجلس وقوة كردستانية مشتركة وأن يجب محاربة داعش بحملة مشتركة على أساس الوحدة الوطنية حيث قال بخصوص هذه القضية أن “قواتنا تحارب سوية مع القوات الكردية الاخرى في خندق واحد ضد عدو واحد، لكن لماذا لا توجد قيادة مشتركة؟ لماذا لا يوجد مجلس عسكري مشترك؟ لماذا لا يوجد جيش كردستاني مشترك .. هذا أهم ما نقترحه لكن لم نتلق جواب، يجب علينا أن نحارب داعش بمخطط وحملة فعالة مشتركة، على أساس الوحدة الوطنية، كما يجب أن تتشكل قوة وقيادة وطنية تقود الحملة ضد داعش وحينها سنضرب داعش ضربات كبيرة، فنحن الشعب الكردستاني نملك الكثير من القوة”.

 

كما وأشاد السيد قره يلان بدور حزب العمال الكردستاني في أداء واجب الدفاع عن مجمل الأجزاء الكردستانية حيث قال؛ “نحن في حزب العمال الكردستاني مستعدون دائماً في أداء كل واجب في حماية كردستان وإرادة الشعب الكردستاني ويجب على القوة الكردية الأخرى أن تكون لها نفس الموقف ومقاومتنا ضد داعش في كافة أرجاء كردستان هي مقاومة مباركة وشهداءنا أحياء في قلوبنا وعلى خطاهم نسير”. طبعاً من حق قيادة قنديل أن تعاتب بعض الغبن والإنكار لدور الكريلا في مساعدة البيشمركة وأهلنا في شنكال ولكن أعتقد بأن الرئيس بارزاني قد ألتقى ببعض تلك القيادات وأثنى على دورهم ومساعدتهم لقوات البيشمركة، كما أن سياسة الإقليم تخضع للكثير من الحسابات الإقليمية والعالمية؛ كونها تتحرك وفقا للمعاهدات والإتفاقيات الدولية ذات الشأن والصلة بالموضوع وحيث نعلم جميعاً بأن وضع الإقليم هو وضع قانوني وضمن نظام فيدرالي ومع ذلك كان يجب الإشادة بدور الكريلا في مساعدة البيشمركة كواجب أخلاقي وكوردستاني ونأمل أن تتحقق تلك القيادة الكوردستانية المشتركة وأن يقدر الرئيس بارزاني إقناع الحلفاء بأهمية وضرورة هكذا قيادة عسكرية كوردستانية لمحاربة الإرهاب في المنطقة.

184

وأما بخصوص أن الكريلا تقوم بدورها الوطني الكوردستاني فأعتقد أن البيشمركة هي الأخرى لا تقل فعاليةً ودوراً ونضالاً وبأنها هي أيضاً تقوم بنفس الدور والمهمة الوطنية، فها هم يقاتلون اليوم في كوباني جنباً إلى جنب مع قوات الحماية الشعبية والمرأة وكذلك فإن قيادة إقليم كوردستان وعلى الأخص شخصية الرئيس بارزاني لم يكل جهداً لمساعدة شعبنا في الإقليم الكوردستاني الملحق بالدولة السورية وكوباني تحديداً؛ إن كانت مساعدات مادية عينية أوسياسية دبلوماسية ومع ذلك من حق الإخوة على بعضهم المعاتبة واللوم ولكن بدون أن نفتح المجال لمن يستثمر هذه النقاط التي تعاني من الخلل وبعض السلبيات بإستغلالها لإشعال بعض الفتن والحرائق بين القوات الكوردستانية حيث عندها تكون الخسائر كارثية ومأساوية على شعبنا وقضيتنا الوطنية.

185

مسعود بارزاني

في رسالته إلى الرأي العام العراقي والكوردستاني.

وجه الرئيس مسعود بارزاني رسالة إلى الشعب العراقي بكل مكوناته العرقية والدينية قائلاً ((..لقد حذرنا منذ أمد بعيد وباتصال دائم مع أكثرية الأطراف المعنية، وبشهادة الكثير من الشخصيات والأطراف السياسية بأن العراق يتجه نحو الهاوية بسبب السياسات الفردية الخاطئة للمتحكمين بالسلطة في بغداد، وحاولنا كثيرا إيجاد حلول جذرية للمشاكل، وقدمنا لهم مقترحات عديدة إلا انهم إما كانوا ضد تلك المحاولات أو أنهم أهملوها، ولذلك فهم وحدهم يتحملون المسؤولية المباشرة عما آلت إليه الأوضاع وما حل بالعراق)). وهكذا فإنه يقول وبصريح العبارة بأن من يقود العملية السياسية في العراق (حكومة المالكي والائتلاف) يتحملون ما آلت إليه الأوضاع من خلال تفرد السيد نوري المالكي؛ رئيس الحكومة الاستفراد بالقرار السياسي العراقي ولحساب طائفة على حساب باقي الطوائف والمكونات العراقية وذلك على الرغم من التحذير من هذه السياسات الخاطئة والتي قادت البلاد إلى الهاوية وبالتالي “هم وحدهم يتحملون المسؤولية المباشرة”.

 

ويضيف السيد بارزاني موضحاً موقف الكورد من الصراع الطائفي المذهبي بين مكوني السنة والشيعة في العراق والمنطقة عموماً ومبيناً الأخلاق والقيم الكوردية بالوقوف إلى جانب المظلوم وفي وجه الظالم وذلك بالقول: ((إننا ككوردستانيين وقفنا بعد 2003م ضد الحرب الطائفية والمذهبية، ولم نكن عاملا سلبيا في النزاع، بل أدينا ما في وسعنا من اجل الخير والسلام، فكنا مع الشيعة دوما عندما ظلموا، وبعد 2003م وقفنا ضد تهميش السنة انطلاقا من أخلاقنا الكوردية عبر التاريخ التي تجعلنا مع المظلومين أبدا)). وهكذا فإن الكورد لم يكونوا يوماً “عاملا سلبيا في النزاع” بل عامل توحيد وجمع و”الخير والسلام” في المنطقة والعراق وذلك على الرغم مما تعرضوا له وما زالوا من الغبن والظلم والإجحاف بحقهم وعلى مدى عقود تاريخية طويلة. وقال الرئيس بارزاني ((إن المحاولات الحالية التي يقوم بها الذين يدفعون ثمن أخطائهم وفشلهم اليوم، بإلصاق الاتهامات بالكورد هو افتراء كبير يحاولون بها خلق شرخ بين الكورد والشيعة، ويتسببون في إحداث أضرار بالجانبين)).

 

ولكنه أكد وبنفس الوقت بأن مشاريعهم تلك ستبوأ بالفشل وقد أرسل رسالة بهذا الخصوص إلى الإخوة الشيعة قال فيها ((لكننا نطمئن إخواننا الشيعة إلى أن الذين تسببوا في هذه الأوضاع يحاولون تغطية فشلهم وإخفائهم الحقائق عن الشعب العراقي لسنوات، لكنها لن تنفعهم لأن تحالف الكورد والشيعة أرفع من تصرفات البعض من المسؤولين التي ستضر بالشيعة قبل الكورد، ولن ننسى أبدا موقف الإمام محسن الحكيم والشهيد الصدر، واليوم وقد حلت واستجدت أوضاع جديدة تتطلب إيجاد حلول جذرية للمشاكل وذلك في ضوء التغييرات الحاصلة التي تستوجب تغيير شكل الحكم والوضع السياسي السائد قبل الآن)). وبالتالي فإن القيادة السياسية (رئيس الحكومة وفريقه السياسي) هو من يتحمل وزر ما آلت إليه الأوضاع في العراق وليس كل الشيعة وبالتالي عليهم هم وحدهم أن يتحملوا نتيجة أعمالهم وسياساتهم الخاطئة وليس كل الشعب العراقي أو حتى الإخوة في الطائفة الشيعية الكريمة؛ حيث الشيعة هم جزء أساسي من المكونات العراقية ولهم مواقفهم المشرفة تجاه قضايا الكورد وقد ذكر السيد الرئيس عدد من تلك المآثر البطولية تجاه قضيتنا وشعبنا الكوردي.

 

وأما بخصوص الإرهاب وما يحدث مؤخراً في حدود إقليم كوردستان (العراق) وتحديداً في بعض المدن والمناطق السنية فقد قال سيادته ((وحول مواجهة الإرهاب فان كوردستان مستعدة أكثر من أي وقت مضى للدفاع عن مصالحها وحياة مواطنيها من أي اعتداءات نواجهها نحن والشيعة والسنة من الإرهابيين، كما إننا نفصل تماما بين الأعمال الإرهابية وبين المطالب المشروعة لإخواننا السنة، دون الانزلاق إلى حرب ضد طائفة تحت ستار حرب الإرهاب، لأن هذه المشكلة لن تحل بالحرب فقط، بل يجب حل الأسباب التي أدت إليها، وإعادة العملية السياسية إلى مسارها الصحيح، عند ذاك سيكون إلحاق الهزيمة بالإرهابيين أسهل، ولأجل ذلك نؤكد دورنا كعامل خير لدعم أي خطوة ايجابية، مع رغبتنا أن يعلم الجميع إن أوضاعا جديدة قد حلت وينبغي التعامل معها بواقعية)). وهكذا فقد تم توضيح عدد من النقاط في هذا المقطع الأخير من رسالته وهي برأي توضح ملامح السياسة الكوردستانية في المرحلة المقبلة ويمكن أن نلخصها بالنقاط التالية:

 

186

أولاً_ كوردستان لها الاستعداد والقدرة على مواجهة الارهاب وأكثر من أي وقت مضى في حال تهديدها أو الهجوم عليها من قبل تلك المجاميع السلفية المتطرفة أو غيرها من القوى الشوفينية العربية.

 

ثانياً_ الكورد ما زالوا متمسكين بالإخوة والرابطة العراقية ولكن هناك “أوضاع جديدة قد حلت وينبغي التعامل معها بواقعية” وبقناعتي هي رسالة واضحة ولكل الأطراف الإقليمية والدولية قبل العراقية بأن لا تراجع للبيشمه ركة من تلك المناطق الكوردستانية التي كانت “محل نزاع وتنازع” بين الإقليم والمركز بغداد وها هي قد عادت إلى الحضن والحاضنة الكوردستانية ولن يكون هناك تراجع عنها وبالتالي فمن يود حلاً لكل المشاكل العالقة عليه العودة إلى الدستور العراقي وتطبيق بنوده ونقاطه ومنها النقطة أو المادة (140) والمتعلقة ب”كروك والمناطق المتنازعة عليها” وهكذا فقد أكد الرئيس بارزاني على ضم تلك المناطق إلى الإقليم الكوردستاني.

 

ثالثاً_ التأكيد على عدم الانزلاق إلى الحرب الطائفية؛ “حرب ضد طائفة” وذلك تحت ستار الحرب على الإرهاب، كون أن هذه المشاكل والقضايا العالقة “لن تحل بالحرب فقط، بل يجب حل الأسباب التي أدت إليها” وبالتالي “إعادة العملية السياسية إلى مسارها الصحيح” ويكون عند ذاك “إلحاق الهزيمة بالإرهابيين أسهل”. وأعتقد أن هذه هي الحكمة في التعامل السياسي مع كل الأطراف حيث جعل الكورد “بيضة القبان” في العملية السياسية؛ بحيث تكون مع الكل وليس مع طرف وعلى حساب طرف ومكون آخر ولكن آخذاً مصالح شعبك وقضيتك مقياساً وبوصلةً فيما ترسمه من سياسات وبرامج وخطط للتعامل مع مجمل الوقائع والحقائق على الأرض.

 

خاتمة وكلمة أخيرة؛ إن رسالة الرئيس مسعود بارزاني المقتضبة وكعادته دائماً قد حملت وطرحت المشروع السياسي القادم لكوردستان والعراق؛ حيث لا حرب طائفية وتوريط الكورد فيه بحجة الحرب على الإرهاب، بل يجب على الحكومة العراقية الاعتراف بأخطائها وسياستها الاقصائية بحق باقي المكونات العراقية وبالتالي تقديم استقالتها والتوافق على حكومة وحدة وطنية تقوم على حل كل المشاكل والقضايا العالقة والعمل على تجفيف منابع الارهاب التي تتغذى على تلك الأخطاء السياسية والإدارية وما ترافقها من فساد وأيضاً لعدم الاهتمام الجدي بالمشاكل الحياتية للمواطنين ومعاناتهم اليومية بحيث باتت التربة خصبة لكل تلك المجاميع وذلك مع وجود حاضنة وموروث فكري ثقافي يدعو للتطرف والسلفية.. وأما كوردستانياً فقد أوضح سيادته سياسة حكومة الإقليم من خلال النقاط الثلاث والتي ذكرناها سابقاً والتي بحق عبرت عن رؤية واقعية لمجمل الأوضاع والأزمات في العراق وآفاق الخروج منها.. فهل ستتعظ حكومة السيد نوري المالكي وتقوم بما مفروض عليها من تقديم الاستقالة والبدء بمشوار جديد للعملية السياسية وخاصةً أن أمريكا هي الأخرى دخلت على الخط ووضعت شرط استقالة المالكي لكي تضرب قواعد تنظيم “داعش” و”دولته الاسلامية” أم سيبقى خاضعاً للقرار الإيراني كـ”رفيقه” السوري ويرتكب المزيد من الحماقات السياسية بحق العراق والمنطقة.

 

187

موسى العمر

يجب أن يحال للقضاء!!

 

موسى العمر هو صحفي ومذيع برامج سوري عمل في قنوات ومحطات عدة منها قناة الجزيرة والغد اللندنية وهو من مواليد 7 مايو 1981 من بلدة تفتناز والتي تقع ناحية في الشمال الشرقي من مدينة إدلب السورية ويحمل الجنسية البريطانية، لكن المعروف عن هذا الإعلامي ليس فقط عنصريته وعدائه للكرد وقضاياهم وبالأخص للإدارة الذاتية حيث عمل وروّج لعشرات الفيديوهات وهو يفتري على وحدات حماية الشعب بأنها ارتكبت المجازر بحق العرب وترحيلهم من المناطق التي تخضع لهم، بل كذلك معروف عن هذا الإعلامي دعمه شبه العلني للقاعدة وكل التنظيمات الجهادية التكفيرية ووصل الأمر لأن يسحب منه الجنسية البريطانية، لكن بعد تدخلات من مراكز وشخصيات اعتبارية فقد توقفت إجراءات سحب الجنسية بعد تقديم عدد من الفيديوهات وهو يدين داعش.

 

لكن يبدو أن “حليمة عادت لعادتها القديمة”، كما يقول المثل الشائع أو بالأحرى هي/هو لم يتركها أساساً ليعود لها حيث مؤخراً كان في سوريا وتحديداً في محافظة إدلب ويروّج للقاعدة وجبهة النصرة -جبهة تحرير الشام حالياً- وينفي أن تكون للنصرة أي وجود في المحافظة ويحاول قدر الإمكان تزييف الواقع على الأرض، رغم أن تركيا الداعمة الرئيسيّة مع قطر لكل الجماعات السلفية التكفيرية في سوريا تقر، بل هي تحاور النصرة أو تحرير الشام لتسليم المحافظة دون قتال ومع ذلك فإن هذا الإعلامي يقوم بتزييف الحقائق والدفاع عن تلك الجماعات الجهادية؛ بأن لا وجود للقاعدة في كل الشمال السوري والحياة طبيعية ويمكن لأي شخص الذهاب والتأكد والعيش هناك ودون أن ينسى بث الحقد والكراهية ضد الكرد والإدارة الذاتية في أي حديث إعلامي له طبعاً.

 

بالأخير نود أن نقول؛ بأن هذا الشخص وكإعلامي يسيء استخدام مهنته وعمله وذلك في بث ثقافة الكراهية ضد الكرد وأيضاً الترويج للفكر الجهادي التكفيري السلفي وبالتالي يجب ملاحقته قضائياً وخاصةً هناك الكثير من الوثائق التي تدينه حيث رأينا كاد أن يسحب منه الجنسية البريطانية، بل وصل الأمر ببعض الإعلاميين المحسوبين على ما كان يسمى بالجيش الحر لأن يهاجموه ويهاجموا فكره المتطرف وسؤالنا لجماعتنا في الإدارة الذاتية؛ أين دوركم وإعلامكم في فضح هذه النماذج إعلامياً، بل ملاحقتهم قضائياً وخاصةً هو يقيم ويحمل جنسية بلد أوربي، أم أنتم فقط شاطرين بملاحقة وسجن بعض الدراويش من قيادي المجلس الوطني الكردي، بربكم هل لكم مكتب قضائي لملاحقة هكذا نماذج.. للأسف نحن الكرد ما زلنا نمارس السياسة بعقلية جدي ذاك الريفي البسيط الساذج!!

 

188

نجيرفان بارزاني

وقضية التهدئة مع تركيا.

 

إن تصريح السيد “نجيرفان بارزاني” بصدد قضية العلم ورفعها فوق المباني الحكومية بكركوك، كان كلاماً دبلوماسياً يهدف إلى تهدئة الأوضاع مع تركيا وعدم الذهاب إلى المزيد من التصعيد حيث تركيا تعتبر الشريان الاقتصادي الرئيسي للإقليم وبالتالي ليس من مصلحة إقليم كوردستان (العراق) أن تصعد الخلافات مع تركيا وخاصةً في الظروف الخانقة وحاجة الإقليم لمعبر تجاري مثل باب “إبراهيم خليل”، كما يمكن أن نفهم القضية ضمن لعبة سياسية قد بات الكرد يجيدونها إلى حد ما وربما بإشراف خارجي دولي؛ حيث يتكفل في قضية رفع العلم كتلة الاتحاد الوطني-كوران والتي هي على علاقات جيدة مع طهران وخلاف مع تركيا، بينما تهدئ الديمقراطي الأمور بحكم موقعه وعلاقاته المميزة مع تركيا وذلك على الرغم من الموافقة المبدئية له على رفع العلم.

 

وهكذا وبقناعتي فقد تم توزيع الأدوار بين الأطرف الكردية حيث رغم كل الخلافات الحزبية بين مختلف الكتل الحزبية الثلاث، إلا إننا لم نسمع بأن أحد الأطراف خرج عن الإجماع الكردي في قضية رفع العلم إن كان ضمن مجلس المحافظة أو ضمن الكتلة الكردية في البرلمان العراقي وهكذا فإن القرار الكردي موحد بخصوص المسألة، لكن سؤالي لأولئك الإخوة الذين كانوا يتهمون الاتحاد وكوران؛ بأنهم ضد المشروع الكردستاني، ماذا لو كان الديمقراطي الكوردستاني هو الذي حرك القضية في رفع العلم وجاء أحد قيادات كوران أو الاتحاد وحاول مهادنة إيران، كما فعل السيد “نجيرفان بارزاني” مع تركيا، ألم تكن القيامة قد قامت على رأس ذاك القيادي الكردي.

 

وأخيراً يمكنني التأكيد؛ بأن قضية رفع العلم بات أمراً واقعاً ولن ينزل من على المباني الحكومية، مهما ارتفعت أصوات العنصريين من دول وحكومات أو شخصيات سياسية.. لكن ما نتأمله من أولئك الإخوة الذين يخوّنون الطرفين وكلٌ من موقعه الحزبي، محاولة قراءة الأحداث وفق الواقعية السياسية ومصالح كردستان وتلك القناعة الأخلاقية التي تقوم على أن كل الأطراف الكردية هي حريصة وتعمل قدر الإمكان على خدمة القضية الكردية وبالتالي نأمل من الجميع عدم المزايدات الفيسبوكية على من يحاول أن يوصل المشروع الكردي لبر الأمان.

 

http://www.press23.com/2017/04/blog-post_8.html

 

189

نداء.. لكل الإخوة والزملاء والأصدقاء

(تحديداً للذين في إقليم كوردستان العراق)

 

………..النداء موجه للجميع وخاصةً القيادات السياسية في إقليم كوردستان؛ حيث هناك كاتب وصديق يتعرض للضغط النفسي والمعيشي ونأمل أن يتم مساعدته وتأمين ما يلزم له.. وإلا فإننا سوف نفضح الكثير ونكشف عن المستور والمخبأ والصفقات المشبوهة لبعض السياسيين الكورد.. حيث عانينا من تلك الظروف ولنا تجربة مع تلك المرارة التي تصبح في الحلق كتلة من النار والزقوم ولذلك نأمل من الأصدقاء أن لا يأخذوا من حال الصديق عمر كوجري مادة للسخرية والإستهزاء، إن كان من شخصه الكريم أو من تجربة إقليم كوردستان (العراق)؛ فهناك أخطاء ونواقص نعم.. لكنها تجربة مدنية ديمقراطية بمقاييسنا الشرقية وعلينا الحفاظ عليها، مع وضع الإصبع على مكامن الخلل والفساد والضعف وذلك لإنجاح التجربة الكوردية في إدارة الحكومة الناشئة.

 

…………..وأخيراً ننوه: بأن حالة الزميل عمر كوجري ليست الأولى ولن تكون الأخيرة ولذلك على الجهات المعنية تدارك هذه المسائل، حيث كل جهة يمكن لها أن تتبنى من “يهمهم” أي أولئك الذين يكونون ضمن مجال الإختصاص؛ كأن تقوم وزارة الثقافة أو نقابة الصحفيين بتدارك وضع الكتاب والصحفيين وتأمين ما يلزم من سكن ووظيفة لهؤلاء المتواجدين داخل الإقليم.

 

…………. نأمل أن تصل الرسالة إلى الجهات المعنية وذلك للإهتمام ووضع الحلول المناسبة لهذه المشاكل التي تهدد فعلياً الكوردايتي.. ولذلك نأمل من كل أصدقاءنا والذين على إتصال مباشر مع القيادة السياسية في الإقليم إيصال نداءنا هذا لهم؛ حيث أبناء إقليم كوردستان (سوريا) يحتاجون لرعاية وحنان وحماية إخوتهم في إقليم كوردستان (العراق) فنأمل أن يتم تلبية النداء من الجميع والتفاعل معها بجدية وفاعلية.. ودمتم ودامت الأخوة والمحبة بين الجميع.. والشعب السوري يستحق معاملة أفضل مما يعامل به في دول الجوار وكذلك في الشتات.. لكم جميعاً محبتنا ومودتنا.

8 أكتوبر 2013

………………………………………………………………………..

البوست الذي نشره الزميل عمر كوجري:

 

بلا عنوان

قبل قليل دقّ على باب الغرفة” الحقيرة” التي أقيم فيها، حارس البناء التابع للقسم الداخلي للطلاب الكرد السوريين، وطلب معصباً زابداً أن أضب غراضي، وأسلمه المفتاح، وأطلع فوراً من المكان حيث أعيش مع طلاب” رائعين” بعمر أولادي، ولولا تدخل الشباب لكانت أشيائي الآن خارج المكان..

أقيم في هذا المكان من حوالي الشهر والنصف، بحثت كثيراً عن شركاء لأسكن معهم دون جدوى، لا أستطيع استئجار بيت خاص بي لغلاء الأسعار،،

الأكثر إيلاماً أن الحارس واللجنة المشرفة التابعة للبناء الجامعي علموا أني ” نائب نقيب صحفيي كوردستان- سوريا” الحارس أكّد أن جاء بناء على قرار المسؤول الذي أصرّ أن يذكّره بمسمي الوطيفي ومنصبي الرفيييييييع!!

أعلم أني مخالف، لكن ما كركب أعصابي طريقة الحارس في ” التقليعة”

يرجى من يعلم بمأوى يقبل بسكني معهم إبلاغي..

عمر كوجري

 

190

أضف تعليق