المسألة الكردية ومشروع الأمة الديمقراطية ، بير رستم ، نصوص ومقالات

1476972-AMoustafa_Dolls-and-Firebird-(1)
لتحميل الكتاب:

أو :
https://www.4shared.com/web/preview/pdf/WqoNlollfi
لقراءة الكتاب تابع للأسفل

اسم العمل : “المسألة الكردية ومشروع الأمة الديمقراطية

اسم المؤلف : بير رستم

نوع العمل : نصوص ودراسات

رقم التسلسل 66

الطبعة: الطبعة الالكترونية الأولى11تشرين الأول – 2018م

تصميم وتنسيق ومراجعة : ريبر هبون
الناشر: دار تجمع المعرفيين الأحرارالالكتروني

جميع الحقوق محفوظةللمؤلف

حقوق نشر الكتاب محفوظة للمؤلف والنسخة الالكترونية ملك لدار تجمع المعرفيين الأحرار الالكتروني

https://reberhebun.wordpress.com/

لنشر أعمالكم يرجى الاتصال بـ :

reber.hebun@gmail.com

 

 

 

 

 

2

 

 

بير رستم

 

 

 

المسألة الكردية ومشروع الأمة الديمقراطية

 

 

 

 

 

 

 

 

 

نصوص ودراسات

 

 

3

 

تمهيد وتقديم

 

القارئ العزيز

إن كتاب “المسألة الكردية ومشروع الأمة الديمقراطية” هو عبارة عن مجموعة مقالات ونصوص كتبت خلال المرحلة الماضية بين عامي 2013 و2018 ولذلك لربما تجد أكثر من قراءة للفكرة والموضوع الواحد حيث خلال السنوات الخمس حدث الكثير من التطورات والتغيير للأحداث والمواقف ولذلك كان لا بد من تأثيرها على قراءتنا لتلك الملفات وذلك بحسب ما جرى عليها من مستجدات دعت أحياناً لقراءات مختلفة حيث الكتابة عموماً هي للإجابة على المواضيع والقضايا الساخنة وبحسب ما يستجد من وقائع ومسائل على الساحة السياسية تأتي كذلك القراءات والمواقف منها حيث الفكر الإنساني يسير في سياق تطور تاريخي مستجيباً للواقع الحياتي وضرورات كل مرحلة وبالتالي لا يمكن قراءة السياسة بذهنية ستاتيكية، بل لا بد أن يتصف الكاتب بتلك الديناميكية والحيوية التي تساعده على القراءات الواقعية وإلا سيبقى أسير “ذهنية عقائدية” تفقده وتفقد كتاباته الموضوعية وإننا نأمل أن نكون وفقنا في تقديم بعض الإجابات الحقيقية على الموضوع والفكرة الأساسية بخصوص المسألة الكردية وواقعها ومدى قدرة “مشروع الأمة الديمقراطية” على الإستجابة للملفات الملحة في القضايا القومية والتي تعاني من أزمات عدة – وعلى الأخص القضية الكردية- في واقعنا الشرقي وذلك من خلال الإجابة على أحد الأسئلة الإشكالية الملحة؛ هل المشروع عموماً قادر على خدمة القضية الكردية.. إننا سنترك الإجابة لمتن الكتاب ونأمل أن نكون وفقنا في تقديم الجواب!!

 

 

 

 

 

 

4

 

الأمة الديمقراطية

.. كرؤية ومشروع سياسي.

بقناعتي إن المشروع السياسي والذي طرحه السيد عبدالله أوجلان ضمن مفهوم “الأمة الديمقراطية” كرؤية وفلسفة نظرية، جاء نتيجة عدة مؤثرات وعوامل؛ منها ذاتية حزبوية وحتى شخصية وأخرى تتعلق بالواقع الثقافي والسياسي لتركيا وشعبنا والعلاقة التاريخية مع الدولة والخلافة العثمانية؛ حيث وعلى المستوى الذاتي والعامل النفسي، فإن السيد أوجلان طرح المشروع بعد ظروف الإعتقال والسجن وتوجيه الاتهام له؛ بأنه يعمل على تقسيم تركيا و”إنشاء كيانات جديدة” وهي تعتبر (خيانة وطنية) بعرف الدول الغاصبة لكوردستان، وكذلك فإن القراءات الفلسفية للسيد أوجلان وكاريزميته الشخصية وقيادته لزعامة تيار سياسي عريض في الحركة الكوردية، وأيضاً منافسة البارزانية وحكر الأخيرين للفكر القومي طرح قضية جد مهمة للتيار الأوجلاني؛ بأن يكون لهم مشروعهم السياسي الخاص بهم أي “الأمة الديمقراطية” كون الديمقراطية تعتبر فلسفة العصر الأكثر قبولاً وإنسجاماً مع روح المرحلة التاريخية وكذلك إستجابةً لواقع المنطقة؛ حيث التداخل التاريخي والجغرافي بين عدد من الإثنيات والأقوام والأعراق وبالتالي كان لا بد من وجود فلسفة تستجيب لشروط الواقع في طرح عدد من القضايا العالقة للمنطقة وخاصةً بعد أن دخلت تجربة الدولة القومية في الشرق الأوسط في عدد من الأزمات وأوصلت حكوماتها إلى مرحلة الإستبداد والديكتاتوريات.

 

وهكذا جاء مشروع السيد أوجلان، ضمن تلك الشروط الذاتية والموضوعية كرؤية وأفق للحل السياسي لعدد من قضايا المنطقة العالقة وهي بكل تأكيد تنافس المشروع القومي عموماً في رؤيتها وحلولها، بل إن مشروع “الأمة الديمقراطية” تعتبر فلسفة بديلة عن مفهوم “الدولة القومية” في رؤيتها وقراءتها للحلول والأزمات، لكن ما يؤخذ على معارضي المشروع هو توصيفهم لها بأنها ضد الحقوق القومية لشعبنا الكوردي وإنها تعمل على طمس الهوية الكوردية، مع العلم إن المشروع يبحث عن حل كل المشاكل السياسية العالقة وعلى رأسها مشكلة الإثنيات والأعراق في صيغة التعايش الأخوي وإحترام ثقافة وخصوصية كل مكون عرقي في ما تعرف بالإدارات الذاتية والدولة الكونفيدرالية حيث يقول أوجلان في تعريفه لفلسفته وبما معناه؛ “إن كانت الأمة الديمقراطية هي الروح، فإن الإدارة الذاتية هي الجسد” والتعبير السياسي لفلسلفة الأمة الديمقراطية.

 

وبالتالي فإن المشروع جاء كرؤية وفلسفة لحل قضايا المنطقة وبالأخص تركيا؛ كونها الأكثر تطوراً من باقي المجتمعات الشرق أوسطية وكذلك للعلاقة التاريخية والثقافية بين الكورد والترك داخل الخلافة العثمانية .. ولكن ما يؤخذ على أصحاب المشروع الفلسفي؛ إنهم يريدون تطبيق النظرية الفلسفية الثابتة على واقع اجتماعي سياسي متحرك، وهنا تكمن الفضاحة والخطأ بقناعتي؛ حيث ومن جهة لا يمكن تطبيق المقولات الفلسفية بكل حذافيرها على واقع ثقافي اجتماعي وقد طبق مرة واحدة تاريخياً وذلك مع المقولات الماركسية وأثبتت فشلها الذريع، وكذلك ومن الجهة الأخرى؛ ينسى هؤلاء الإخوة، بأن مجتمعاتنا ما زالت بعيدة عن روح هذه المقولات الفلسفية في الحريات والديمقراطية وحيث لا يمكن بناء الديمقراطية في واقع وبيئة غير ديمقراطية وذلك فقط من خلال تبني مقولاتها الفلسفية، كون عملية البناء هي حالة ثقافية تراكمية وإن مجتمعاتنا ما زالت خاضعة لقيم قبلية عشائرية، بل وما قبل الدولة الوطنية المدنية، فأين نحن و”الأمة الديمقراطية”.

 

 

 

5

 

 

 

قراءة ..

في تداعيات الأزمة السياسية في “روج آفاي كوردستان”*.

21 ديسمبر، 2015 ·

 

الإخوة والزملاء والأصدقاء الأعزاء

.. المشاركين في سيمناركم الكريم حول “المسألة الكوردية في سوريا/ بمدينة إيسن الألمانية” والذي يعقد تحت عنوان: “تداعيات الأزمة السياسية في الحركة الكردية السورية وتأثيراتها في مواجهة التحديات الراهنة” تحية طيبة وبعد .. لقد كان بودنا أن نشارككم قراءةً وحضوراً ونقاشاً في محفلكم الكريم والمهم والضروري لما تشهده المنطقة وكوردستان من أحداث مهمة ومفصلية على صعيد تثبيت الهوية والحقوق السياسية لشعبنا، لكن مسألة الإقامة واللجوء وجواز السفر أحال دون ذلك.. ولذلك فإنني سوف أكتفي مكرهاً بهذه المشاركة المتواضعة من خلال مقالة أحاول فيها إلقاء بعض الضوء على عدد من الجوانب والنقاط الأماكن الظليلة والمعتمة وذلك بحسب قراءتي وقناعاتي، متمنياً أن أساهم في إيضاح بعض القضايا والمسائل التي يمكن أن تشكل وتساهم في رسم ملامح مشروع سياسي لقضية شعبنا وذلك لنيل الحرية والإستقلال حيث الظروف الراهنة تعتبر من أفضل الفرص التاريخية التي سنحت لنا كشعب وقضية في منطقة الشرق الأوسط وذلك من خلال صراع عدد من الأجندات والمحاور في المنطقة حيث إن الشعوب المستضعفة تنال حقوقها في الأزمات الدولية.

 

أيها الإخوة والزملاء الأكارم

.. لا يخفى عليكم؛ بأن المنطقة والعالم عموماً يعيش منعطفاً تاريخياً والذي يشهد إنهيار قلاع الإستبداد والديكتاتوريات في العالم بحيث يمكننا تسمية المرحلة بـ”نهاية عصر الديكتاتوريات” والذي بدأ في عصرنا الحديث مع إنهيار المنظومة الإشتراكية والإتحاد السوفيتي وذلك في بداية التسعينيات من القرن الماضي والذي شهد إنهيار جدار برلين في 9 نوفمبر من عام 1989 حيث تلاقى الغرب والشرق في مدينة ألمانية أخرى، كما تشهد مدينة آيسن اليوم تلاقيكم لرسم ملامح مستقبل شعبنا في جزء من جغرافية الوطن .. وهكذا فقد بدأت الأنظمة الإستبدادية، في شرق أوربا، تسقط الواحدة تلوى الأخرى مع رياح التغيير و”البيروستريكا والغلاسنوست”، حيث شهدنا سقوط رموز الطغيان الأيديولوجي لما كانت تسمى زوراً بالبلدان الإشتراكية والعمالية وقد كان مقدراً أن تصل تلك الرياح لمنطقتنا الشرق أوسطية لولا عدد من العوامل المهمة والتي أحالت دون ذلك بقناعتي، منها: أولاً_ غياب المناخ السياسي والثقافي العام والمؤسس لحالة التغيير في بنية المجتمعات الشرقية حينذاك. ثانياً_ وجود مصالح وإمتيازات إقتصادية وسياسية للدول المركزية بالعالم في الإبقاء على الأنظمة الإستبدادية في المنطقة والحفاظ على مصالحهم وإمتيازاتهم الإقتصادية تلك. ثالثاً_ محاربة التطرف والإرهاب في العالم الإسلامي وبالتالي تأجيل قضايا الحريات وحقوق الإنسان والديمقراطية في العالمين العربي والإسلامي إلى مراحل وفترات لاحقة. وبالتالي ونتيجة لتلك الأسباب والعوامل فقد توقفت أو بالأحرى أوقِفَت رياح التغيير عند حدود الشرق ومن دون أن تقدر على هز عروش الإستبداد الشرقي .. إلى أن جاءت الشرارة التونسية والتي فجرت المنطقة عموماً.

6

وهكذا أنتقلت الشرارة التونسية من جغرافية إلى أخرى وفق قانون فيزيائي في تمدد دائرة النار لـ”تحرق الأخضر واليابس” في طريقها وإمتداداتها، حيث شهدنا وما زال نشهد الدمار والقتل الممنهج وللأسف وذلك في ظل تناحر الميليشيات والأجندات وصراع المصالح والمحاور الإقليمية والدولية، بحيث وصل الأمر إلى درجة بات يمكن للمرء أن يصف ما يجري في المنطقة بـ”عبثية الثورات” على الأقل في المدى المنظور والقريب، مع العلم بأن لي قناعة راسخة بحتمية نجاح الثورات وكفاح الشعوب في نيل حقوقها وكرامتها وذلك ضمن السياق الطبيعي والتدرجي لحلقة التاريخ والتطور الحضاري للإنسان .. وبالتالي فإن ثقتي بنجاح الشعوب العربية وكل شعوب المنطقة ومنهم شعبنا الكوردي في نيل الحقوق وإنجاح ثوراتهم على المدى الإستراتيجي، ما زالت هي القناعة الراسخة والتي أجدها جزء من حتمية التاريخ الإنساني الحضاري في الإرتقاء من الأدنى إلى الأعلى؛ من الهمجية والبربرية إلى المدنية والديمقراطية وبالتالي وضمن هذا النسق المفاهيمي والسياق التاريخي الحضاري، فإن لي تفاؤلي الطبيعي بمستقبل الشعوب والتاريخ البشري ومنه تاريخ شعبنا وذلك على الرغم من كل الأزمات والصعاب والإنتكاسات، بل والإنقسامات التي تشهدها الحالة الكوردية عموماً وضمناً المشروع أو بالأحرى الحركة السياسية الكوردية في سوريا؛ كون ما زال يغيب واقعنا مشروعنا الجيوسياسي الخاص بنا في الجزء الغربي من كوردستان.

 

إذاً وكما نوهت في الفقرة السابقة؛ بأننا في “روج آفاي كوردستان”، نملك حركة وأحزاب كوردية، لكن وللأسف من دون إمتلاكنا لمشروع جيوسياسي إستراتيجي؛ يكون أساساً ومنطلقاً لعمل سياسي وديبلوماسي كوردي جامع لكل أطياف الحركة الكوردية في هذا الإقليم الكوردستاني، مما يضعف أي نشاط وحراك لشعبنا بل يجعل كل نشاط للحركة الكوردية نوع من ردود الأفعال الآنية وعلى الأخص لطرف المجلس الوطني الكردي .. وبالتأكيد فإن لغياب ذاك المشروع الجيوسياسي الخاص بنا كإقليم كوردستاني أسباب عدة، منها:

 

1- الوضع الأمني والإستبدادي والذي كان قائماً على مر العقود الماضية حيث شوهت الكثير من المفاهيم النضالية والقيم الأخلاقية بحيث باتت دولة الإحتلال والإستيلاء والإغتصاب لجزء من كوردستان وهنا نقصد الدولة السورية باتت وفي عرف أحزابنا هي دولة وطنية، ناهيكم عن التدخلات الأمنية في شق صفوف الحركة الكوردية ومنذ التأسيس، بل وصل الأمر وبقناعتي؛ وضع الكثير من البرامج السياسية لفصائلها .. وهذا ليس تخويناً لأحد، بل واقعاً عاشتها الحركة الكوردية في سوريا مضطرةً ومجبرة.

 

2- الإكتفاء بالنضال السياسي ودون العسكري _ وقد حكم بذلك الشروط السكانية والجغرافية لنا كإقليم أو أقاليم مفتتة جغرافياً في روج آفاي كوردستان_ وبالتالي غاب “الخطاب الثوري” وقد رأينا كيف تنازلت قيادة البارتي في مرحلة البدايات والإعتقال من ستينيات القرن الماضي؛ عن شعار “تحرير وتوحيد كوردستان” وذلك لصالح خطاب مهادن إستسلامي للسلطة بحكم الواقع والإمكانيات وضعف القيادة والتضحيات.

 

3- الواقع الجغرافي والديموغرافي لشعبنا في روج آفاي كوردستان (سوريا)، جعلنا ننظر للأقاليم الكوردستانية الأخرى، بعين المنقذ والمخلص وذلك في حالة أقرب إلى إستنجاد الأخ الصغير بالإخوة الكبار .. وبالتالي فقد خلقت تلك النظرة؛ حالة من الإعتماد على الآخرين، إن لم نقل حالة من الذيلية والإلتحاق بمشاريع الإخوة الكبار، وإن واقع التأسيس للحركة والإنقسام السياسي الذي نشهده اليوم بين كلٍ من أربيل وقنديل وإنعكاساتها على حالة “روج آفا”، ليس إلا نوع من التأكيد على ما ذهبنا إليه في ذلك من قراءتنا بخصوص قضية الإلحاق والذيلية.

 

4- هكذا ونتيجةً لحالة الإلحاق بمشاريع الإخوة، فقد غاب المشروع الخاص بنا في هذا الإقليم الكوردستاني وبتنا نعمل وفق مشاريع الإخوة الآخرين وبالتالي غابت لدينا تلك القيادات الكاريزمية القادرة على قيادة النضال في مراحلها المختلفة، بل أصبحنا وكلاء لدى الإخوة ونعمل لإنجاح مشاريعهم وفي أحسن الحالات، نسخ تلك المشاريع ولصقها عندنا وذلك فق خاصية النسخ واللصق الفوتوكوبية ومن دون أن نراعي خصوصية كل إقليم كوردستاني ووضع الدولة والنظام السياسي للبلد الغاصب للإقليم وكذلك خصوصية تلك المجتمعات والحالة الثقافية الحضارية لكل منظومة إجتماعية تقتسم جغرافية كوردستان.

7

5- إعتماد الأحزاب الكوردستانية الرئيسية وفي مراحل تاريخية محددة على الأنظمة الغاصبة لكوردستان وخاصةً على النظام السوري، أضر كثيراً بالقضية والحركة الكوردية في روج آفاي كوردستان حيث وللأسف أنكرت بعض تلك الأحزاب وجود جزء من كوردستان ملحق بالدولة السورية، بل أعتبر وجود شعبنا في مناطقه وجغرافيته وجوداً غير تاريخي، مما سببت الكثير من الأزمات والتعقيدات للحركة السياسية وأفقدتها بعض المصداقية في الشارع ولدى الرأي العام عموماً.

 

وهكذا فإن مجموعة العوامل السابقة، ساهمت في غياب أي مشروع سياسي نضالي خاص بنا كمكون سياسي في الإقليم الغربي من كوردستان .. وبالنظر إلى مشاريع أحزابنا عموم أحزابنا سنجد بأنها نوع من الإستنتساخ لمشاريع الإخوة الآخرين، حيث التنافس والصراع بين كل من القطبين الكورديين على الساحة الكوردستانية؛ أي كل من المشروع الخاص بالإقليم الجنوبي لكوردستان وتحديداً الحزب الديمقراطي الكوردستاني ومسألة الفيدرالية ووصولاً لتأسيس الدولة القومية الكوردية والذي يقابله “مشروع الأمة الديمقراطية” و”الإدارة الذاتية” كمشروع منافس له والمطروح من قبل حزب العمال الكوردستاني .. فإننا سنجد بأن شعبنا وحركتنا يعيش صراعاً أيديولوجياً من خلال النسقين المتنافسين داخل جغرافية كوردستان عموماً وبالأخص في روج آفا وذلك بحكم ما تشهدها سوريا من حالة غليان وصراع الأجندات الإقليمية والدولية وتنافس المحاور على “الكعكة السورية”؛ حيث ومن جهة هناك الصراع الدولي بين قطبيها “الروس والأمريكان” مع حلفائهما في المنطقة وإنقسامها بين محوري الشيعة والسنة ووصولاً إلى الإنقسام الكوردستاني بين قنديل وأربيل، فإن عموم الشعب السوري ومنها حركتنا وشعبنا الكوردي يدفع ضريبة تلك الصراعات من دمٍ وأموال وأرواح وتدميرٍ للبنية التحتية الإقتصادية للبلد، حيث باتت سوريا تعتبر من أكثر المناطق كارثيةً في العالم.

 

لكن ورغم ما سبق من عوائق وعوامل ضعف للحركة وغياب مشروعها السياسي، فإن الشرط الموضوعي والصراعات الناشبة في المنطقة وسوريا، تعتبر مناخاً مناسباً لحركتنا ولشعبنا بأن ينال حقوقه الأساسية حيث وكما قلت سابقاً فإن الشعوب المستضعفة تنال حقوقها في الأزمات الدولية، وإن الأزمة الحالية في المنطقة والعالم يشكل رافعة قوية ومهمة ليكون شعبنا أحد اللاعبين الأساسيين في سوريا القادمة وخاصةً بعد أن أثبت شعبنا وقواتنا العسكرية وحدات حماية الشعب والمرأة وكذلك البيشمركة في القسم الجنوبي من كوردستان دورهم الفاعل والحيوي في دحر “داعش” والمجموعات التكفيرية السلفية، بحيث بات العالم يجد في الكورد؛ القوة الفاعلة الوحيدة على الأرض والقادرة على كسر شوكة تنظيم الدولة الإسلامية “داعش” وميليشياتها ومرتزقتها في المنطقة، مما جعل عاملاً أساسياً لكل القوى الدولية إن كانت روسيا أم الغرب وأمريكا أن تعمل لكسب الكورد إلى جانبهم حيث إن ذلك يشكل بحد ذاته نصف الإنتصار للقضية الكوردية ولحركتنا وشعبنا في نيل حقوقه السياسية، لكن وبشرط “أن لا نخسر على طاولة المفاوضات، ما كسبناه في المعارك” وذلك بحسب الثقافة والرأي المتداول عن ضعف الكورد في العمل الديبلوماسي حيث ونتيجةً لغياب المفاوض والشريك السياسي الكوردي يفقدهم حقوقهم في المفاوضات الدولية.

 

وهكذا ولكي نتدارك السقوط مجدداً في فخ المفاوضات ومشاريع وأجندات وسياسات الآخرين، علينا نحن الكورد في روج آفاي كوردستان؛ أن نملك مقومات النجاح والقوة في سياساتنا التفاوضية الديبلوماسية، لتكون تتويجاً لإنتصاراتنا العسكرية في الميادين والمعارك .. وبرأي وحسب قراءتي للموضوع، فإن أهم عوامل القوة والنجاح لذاك المشروع السياسي تكمن في النقاط التالية:

 

أولاً_ وحدة الصف والكلمة الكوردية في روج آفاي كوردستان وإزالة الإنقسام الموجود حالياً بين كل من المجلس الوطني الكردي وحركة المجتمع الديمقراطي وبالتالي تشكيل هيئة قيادية موحدة تسيير أمور المنطقة سياسياً وعسكرياً وتقود المفاوضات مستقبلاً مع الأطراف السورية الأخرى وبملف ومشروع سياسي موحد.

 

ثانياً_ إمتلاك الحركة الكوردية لمشروع جيوسياسي إستراتيجي واضح وصريح وخاص بنا كإقليم كوردستاني في سوريا، بحيث يكون أساساً لأي مفاوضات مستقبلية مع شركائنا في سوريا الجديدة الديمقراطية الفيدرالية والتي أعتبرها كأحد أفضل الحلول؛ أي مسألة الدولة الفيدرالية في سوريا القادمة.

 

8

ثالثاً_ توحيد القوات العسكرية لكل من المجلس الوطني الكردي وحركة المجتمع الديمقراطي في جيش خاص بالإقليم الكوردستاني لـ”روج آفا”، بحيث يكون جيش الإقليم وجزء من الجيش الوطني، لكن مهمته الدفاع عن الإقليم وأمنها وشعبها.

 

رابعاً_ تكون العلاقة مع كل من أربيل وقنديل وكذلك مع كل الأحزاب والفصائل الكوردستانية الأخرى في باقي أجزاء كوردستان على مبدأ التكاتف والتعاضد وليس كجزء ملحق بهم وبمشاريعهم وأجنداتهم السياسية .. وهذا لا يعني العداء لها، بل إمتلاك للخصوصية بنا كإقليم سياسي له وضعه وسياساته وبرامجه الخاصة به.

 

خامساً_ الخروج من كل التكتلات السياسية السورية الحالية والعمل على إنشاء كتلة كوردستانية موحدة بـ”روج آفاي كوردستان” بحيث تكون الكتلة الكوردية “بيضة القبان” في أي توازنات سياسية قادمة في سوريا ومستقبلها السياسي.

 

سادساً_ الحوار مع كافة الأطياف والمحاور والكتل السورية والتنسيق والتعاون معها على أساس رؤيتهم وموقفهم من قضية شعبنا وحقوقه ومستقبل البلد وليس وفق مبدأ الولاءات الطائفية أو المذهبيات الدينية.

 

سابعاً_ التنسيق والتعاون مع القوى الدولية والإقليمية.. وذلك على نفس المبدأ السابق؛ أي موقفهم بخصوص المسألة الكوردية وحقوق شعبنا في المنطقة عموماً وروج آفاي كوردستان على وجه الخصوص وبالتالي الإستفادة من إختلاف أجنداتهم ومشاريعهم لصالح قضية شعبنا.

 

بقناعتي وحسب قراءتي للقضية هذه عدد من النقاط الضرورية والتي علينا أن نشتغل عليها وصولاً لوضع مشروع جيوسياسي لشعبنا في إقليمنا الكوردستاني .. وأخيراً فإنني على قناعة تامة؛ بأن مجموعة الآراء والأفكار والمشاريع والتي ستكون ضمن حلقة الحوار في سيمناركم ونقاشاتكم سوف تشكل رافداً لتوالد الكثير من الأفكار والمشاريع المستقبلية والتي يمكن أن نؤسس بذلك معاً ما يمكن تسميته بـ”رؤية مستقبلية للمشروع الكوردي في روج آفاي كوردستان”، كما نوهت سابقاً، وما مساهمتي المتواضعة هذه إلا جزء وحلقة من ذاك المشروع والهدف المستقبلي والذي نأمل أن نساهم جميعاً في بناءه والتأسيس له وذلك بهدف وضع إستراتيجية جيوسياسية لشعبنا وقضيتنا في الإقليم الغربي من كوردستان وصولاً لنيل شعبنا حريته وإستقلاله السياسي .. وفي النهاية؛ لم يبقى لي إلا أن أتمنى لكم ولسيمناركم النجاح والموفقية في عملكم الرائد والحيوي مع كل الشكر والتحية لكل الإخوة والزملاء والأصدقاء المشاركين والحضور وبالأخص الإخوة والزملاء الذين أعّدوا وحضّروا لهذه الفعالية الثقافية الفكرية تحت إسم “مجموعة من المثقفين” وعلى رأسهم الصديق الأستاذ د. رضوان باديني؛ “رئيس معهد الإعلام والدراسات السياسية”.. فكل التحية والمحبة لهم ولكم جميعاً على جهدكم ونشاطكم الكريم والمهم وكذلك شكري وإمتناني على توجيه الدعوة الكريمة والتي أجدد إعتزاري لعدم تمكني من تلبيتها والحضور والنقاش معكم بهدف الوصول إلى عدد من القضايا المشتركة والتي يمكن أن نخدم بها قضيتنا وشعبنا .. أملنا وثقتنا بكم وبالإخوة المشاركين كبيرة؛ لتحققوا مشروعاً فكرياً ثقافياً تخدم الحركة والسياسة الكوردية في روج آفاي كوردستان .. ومرة أخرى تحياتي وإمتناني العميق لكم ولمبادرتكم الكريمة.

……………………………………………………………………………………

 

ملحق

 

.. كتب الصديق وإبن الخال العزيز حجي جقلا على الخاص معلقاً على المقالة بما يلي:

“مقال يوحي كم من الجهد مبذول لانتاجه….

محاولا بالامكان اعطاء بعد تاريخي للاشكالية…

بيان الاسباب….وبيان للرؤية

ابارك عقلنتك واهتمامك…

ولكن…

9

هل من الضرورة حصر الموضوع باطارين فقط…محلس وتف دم…بمعنى هولير وقنديل والاولين اذرع للاخيرين….وتجاهل تيار وخطاب سياسي ليس بالجديد بل له تاريخ وميرات ومازال مستمرا ممثلا بحزب الوحدة والعديد من العقلاء امثالك…ويمكن الاعتماد عليه كاساس لبناء الشخصية الكردية السورية المستقلة بنكهاتها الثلاث كوباني..جزيرة..عفرين..وبالتالي كل الاغناء لما تدعو اليه صراحة كون كرد سوريا كاخ صغير…واضحى صدى للشقيق الكبير…..الخ

ثانيا….موضوع حتمية الثورات وانتصار هم موضوع شائك…

عزيزي برأي بان التغيير بالثورات عفى عليه الزمن وكل المتنورين والعقلاء من الكواكبي والبير كامى..الخ…يدعون الى التغيير السلمي التدريجي اللاعنفي…فااثورات تأكل المبادئ وتقتل الانسان….

تقبل مروري ومع ودي الدائم”.

………………………………………………………………..

 

.. بداية لا بد من الشكر والنحية للصديق والأخ العزيز حجي جقلا على قراءته الموضوعية والهادئة .. وأما بخصوص النقتطتين اللتين ذكرهما في تعليقه فإنني أقول بخصوص القضية الأولى والمتعلقة بالتيار الثالث والذي يمكن أن نقول عنه التيار المدني الديمقراطي فإن المقالة والدعوة هي أساساً للتأسيس وتفعيل هذا الخط الوسطي المعتدل في الحراك السياسي للإقليم الغربي من كوردستان وعدم ذكره ليس من باب التهميش ولكن كون ما زال هذا التيار غير متبلور وفاعل على الساحة السياسية ونأمل فعلاً أن يكون المستقبل لذاك التيار المدني الديمقراطي .. أما النقطة والقضية الأخرى والمتعلقة بالثورات؛ فإنني أعوا لنجاح الثورة بالمفهوم الثقافي وليس العسكر الميليشاوي حيث الميليشيات دورها مرحلي وللهدم وليس البناء وإنما المشروع الوطني المدني هو الذي سيكفل في بناء سوريا القادمة والتي نطالبها مدنية ديمقراطية تشاركية تضمن حقوق كل المكونات المجتمعية في البلد وذلك وفق مبادئ وشرائع المنظمات والهيئات الدولية.

 

ملاحظة؛ كون الملاحظتين تلقيان الضوء على المقالة سوف أضيفهما كلاحقة للمقالة .. فكل الشكر للمداخلة الجميلة كاك حجي جقلا .. مع المودة.

  • نص رسالتي إلى سيمنار “تداعيات الأزمة السياسية .. في الحركة الكردية السورية وتأثيراتها في مواجهة التحديات الراهنة” والذي عقد في مدينة آيسن الألمانية حيث وللأسف لم أتمكن من الحضور بسبب ظروف الإقامة ولذلك أكتفيت بإرسال رسالتي هذه كتعويض عن مشاركتي الشخصية .. فكل الشكر والتحية للإخوة على دعوتهم الكريمة مع التمنيات أن نساهم جميعاً في تكوين رؤية سياسية تخدم مشروعنا الوطني الكوردستاني.

 

http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=497666

 

10

العمال الكوردستاني والمحور الآخر عموماً

..وموقفه من مشروع الدولة القومية الكوردية؟!!

 

إن قضية الدولة الكوردية باتت تتداول بشكل أكثر عمقاً مع المستجدات الإقليمية وتحديداً مع سيطرة “داعش” على المناطق السنية في كل من العراق وسوريا أو على الأقل مساحات واسعة منها وخاصةً بعد إعلانها عن دولتها؛ (الدولة الإسلامية) وقد أدلى الكثيرون بمواقفهم السياسية بخصوص هذه الأحداث المتسارعة والمستجدة وفي مقدمتها نية حكومة إقليم كوردستان (العراق) والرئيس مسعود بارزاني عن إجراء استفتاء وتحت إشراف دولي (الأمم المتحدة) إن كان من أجل ضم كركوك والمناطق الكوردستانية الأخرى لجغرافية الإقليم أو الاستفتاء على إعلان الدولة الكوردية، مما دفع ببعض الأوساط الإقليمية والدولية للوقوف على القضية وإبداء الرأي؛ وذلك بين مؤيد وداعم للمشروع وقد وقفنا عندهم في مقالنا السابق (دولة كوردستان.. من الحلم إلى الواقع) وبين رافضٍ وممانعٍ لها وها إننا سوف نقف في مقالنا هذا عند هذه الجبهة المعارضة والواقفة في وجه هذا الطموح والحلم الكوردي، وهي تشمل أغلب القوى القوموية الشوفينية من أحزاب وحكومات المنطقة والتي تغتصب كوردستان قضية وجغرافية وكذلك بعض القوى الدولية التي تتحفظ على التوقيت وعلى رأسها أمريكا وذلك لتقاطع مصالحها مع الدول الغاصبة لكوردستان وأيضاً لكي لا تخضع لعمليات ابتزاز من تلك الدول وعلى الأخص إيران وتركيا بدرجة أقل.

 

حيث أبدى وزير الخارجية للولايات المتحدة الأمريكية في زيارته الأخيرة للإقليم قبل أيام بأن أمريكا تود من القيادات الكردية في العراق العمل من أجل إنجاح العملية الديمقراطية في البلاد و”دعاها إلى السعي من أجل الاندماج السياسي مع بغداد”. إن الموقف الأمريكي هذا بالنسبة لنا مفهوم كون؛ أمريكا تدرك حساسية موقعها ومصالحها وتوازن القوى في المنطقة وبالتالي فإن موافقتها على الخطوة الكوردية تعني تقديم عدد من الامتيازات للمحور الآخر وتحديداً إيران وروسيا وفي عدد من الملفات منها ملفات سوريا، العراق، أوكرانيا وأخيراً وربما أولاً الملف النووي الإيراني. وبالتالي فهي (أي أمريكا) تقف في المنطقة الرمادية، على الرغم إن موقفه الأخير أي السيد كيري يوم أمس وفي مقابلة مع سي إن إن وقوله: “من الواضح أن العراق يتجزأ. والوقت الآن متاح أمام الشعب الكردي لتقرير مستقبله، وسنقف مع ما يقرره الشعب”. وقوله أيضاً؛ “إنه لا ينظر إلى منطقة كردستان على أنها منطقة منفصلة” ومؤكداً على اعتقاد الولايات المتحدة في أن “العراق الموحد هو عراق قوي” هو موقف متقدم بعض الشيء ويحمل موافقة ضمنية للدولة الكوردية القادمة.

 

أما مواقف الدول الغاصبة لكوردستان فهي أولاً وأخيراً ومثل كل القوى الشوفينية نابع من مفاهيم عنصرية فاشية بحق المكونات الأخرى وكذلك لتخوفها من انتقال “العدوى” إلى الداخل ومطالبة الكورد بتلك الأجزاء الكوردستانية المغتصبة بحقها في تكوين جغرافياتها السياسية وذلك أسوةً بإخوتها في إقليم كوردستان (العراق).. وربما يكون موقف الدولة التركية أقل تشنجاً إن أبعدنا الموقف السوري من المعادلة نتيجة أزمتها كون لها (أي لتركيا) مصالح اقتصادية كبرى مع الكورد، وبالتأكيد هي تفضل شريكاً اقتصادياً ضعيفاً (الإقليم) على أن يكون (بغداد _ والتي تفضل إيران على تركيا كشريك) وذلك لكي تكسب المزيد من الامتيازات الاستثمارية وخاصةً في مجال الغاز والنفط وقد رأينا موقف الناطق باسم حزب العدالة والتنمية؛ حسين سيليك وتفهمهم لنيل الكورد حقوقهم في دولة ولكن ونتيجة الانتخابات الرئاسية القادمة، فإن تركيا حكومة العدالة والتنمية لن تكون قادرة على إبداء موافقتها كونها سوف تحسب ألف حساب لصوت الناخب التركي.

11

أما الموقف الإيراني فهو محسوم سلفاً وهو ضد أي كيان سياسي كوردي مستقل وذلك لأسباب عدة؛ إن موافقتها تعني:

  1. إضعاف حليفه السياسي في العراق (حكومة المالكي الطائفية) والرضوخ للمشروع التقسيمي في المنطقة أو ما يعرف بمشروع شرق أوسط جديد وسياسة “الفوضى الخلاقة”.
  2. إن الموافقة على الدولة الكوردية تعني الدخول في متاهة الصراعات الداخلية ومطالبة كورد الجزء الشرقي من كوردستان (إيران) بحقوقهم المشروعة إن لم تكن في دولة مشابهة فعلى الأقل في دولة كونفدرالية أو فيدرالية.
  3. إعلان الكورد لدولتهم في كوردستان سوف يعطي دافعاً اقوى للسنة _ليس في العراق وحدها_ بل في إيران أيضاً ومنهم عرب الأهواز بحقوقهم في دولة تضم المكون السني العربي في هذه المنطقة.
  4. مسألة النفط والامتيازات والاستثمارات التي سوف تحصل عليها كل من تركيا والسعودية ودول الخليج بينما تكون إيران قد فقدت كل تلك الثروات والتي تعتبرها من حصتها كونها خاضعة لحلفائها السياسيين في المنطقة. وبالتالي فمن الطبيعي “تفهم” موقف إيران الرافض لإعلان الكورد عن دولتهم في إقليم كوردستان (العراق).

 

لكن ما لا يمكن تقبله وليس فهمه موقف حزب العمال الكوردستاني (جميل بايق) والاتحاد الديمقراطي (صالح مسلم) من إعلان الدولة الكوردية حيث يتهم الأول (أي بايق) قيادة إقليم كوردستان مع عدد من دول المنطقة والعالم بالوقوف وراء تنظيم “داعش” ويضيف؛ “أن هناك مخططا لتقسيم العراق وسوريا وفي المدى المتوسط تقسيم تركيا أيضا فضلا عن وجود مخطط لتقسيم إيران منوها إلى ضرورة أن تغير كل من تركيا وإيران من سياساتها في المنطقة كي لا تتعرض للتقسيم” وكأن الذي يتحدث هو شخص لا ينتمي للكورد وليس بأعلى شخصية قيادية في قنديل، بل هو قيادي في سياسة إحدى الدول الغاصبة لكوردستان أو يقول كلاماً منقولاً عنهم؛ وذلك عندما يبدي تخوفه الصريح على تقسيم تلك الدول التي تغتصب كوردستان وكأن كوردستان سوف تتعرض للتقسيم وليس لنيل الاستقلال والخلاص من عبودية دامت لعصور وأحقاب تاريخية طويلة وها هو الحلم بات قريباً ليتحول إلى واقع على الأرض.

 

وكذلك فإن رفيقه الآخر (صالح مسلم) يقول لصحيفة (باس): “مضى أوان الدولة القومية لن يقبل بها احد” ويضيف “برأيي ليس الوقت هو لاعلان الدولة الكوردية، لن يعود بالنفع على الكورد اهمال العلاقات بين الشعوب والتفريق بينها لست أرى هذه سياسة صائبة” وحسب رؤيته بأن “الشعوب ستعادي بعضها اذا ما جرى اللجوء الى الدولة القومية” ويقول في ذلك “لست ارى التوقيت مناسباً لهذا بالنسبة للكورد” ورداً على سؤال للصحيفة نفسها؛ (ما اذا كان حزب الاتحاد الديمقراطي PYD يؤيد البقاء ضمن الدولة السورية او الانفصال عنها)، يقول السيد مسلم “لانريد الانفصال عن سوريا نريد البقاء قسماً منها، نريد ان نؤسس مع المكونات الاخرى سوريا ديمقراطية شرط ان يحصل الكورد على حقوقهم الانسانية”.

 

وهكذا فإن الاثنان يبديان تخوفهما من مسألة تقسيم البلدان التي تحتل الجغرافية الكوردستانية وربما موقف الأخير (صالح مسلم) الرئيس المشترك لحزب الاتحاد الديمقراطي أكثر وضوحاً حيث يقول بصريح العبارة بأنه “مضى أوان الدولة القومية” وبالتالي يعبر عن النهج السياسي لزعيم التيار الذي ينتمي إليه ألا وهو السيد عبد الله أوجلان وطرحه لمسألة “الأمة الديمقراطية” والعابرة للدولة القومية.. وهنا نقطة خلافي الجوهرية مع هذا المشروع؛ حيث يشبه إلى حد بعيد مشروع “الأممية الشيوعية” والذي هو الآخر حاول القفز على الدولة القومية، لكن رأينا كيف باءت التجربة بالفشل وأُعِيد تشكيل خارطة تلك البلدان على أسس قومية (الاتحاد السوفيتي وجمهورية يوغسلافيا السابقتين). وبالتالي وبرأي فإن مشروع “الأمة الديمقراطية” هو الآخر مصيره الفشل كسابقه الاشتراكي الشيوعي؛ كون لا يمكن إنجاز الديمقراطية كذلك الشيوعية في واقع وبيئة متخلفة منقسمة طائفياً مجتمعياً بين الانتماءات الدينية المذهبية والطائفية وأيضاً القومية والأيديولوجية وبالتالي فلا بد من تحقيق الهويات الفرعية والجزئية ومن ثم البحث عن أطر تكاملية على غرار الاتحاد الأوروبي أو مجلس دول التعاون الخليجي وإلا فإن مصير الوحدات الاندماجية الجبرية وإن كانت تحت يافطة مفاهيم “الأمة الديمقراطية” هي الصراعات الداخلية والتفتت والحروب الأهلية كما هي الحال اليوم في معظم البلدان النامية.

 

لكن ما لا يمكن تقبله في خطاب السيد مسلم هو تخوفه من الآخر وبأن “لن يقبل به أحد” ولا نعلم كيف له أن يقول هكذا كلام وحزب العمال الكوردستاني يقاتل الدولة التركية منذ ما يقارب ثلاثون عاماً فهل كانت تركيا تقبل بهذا الحق وأنتم تقاتلونها؛ بالتأكيد المستعمر و”السيد” لن يقبل بتحرر “العبد” واستقلال كوردستان.. وإلا فلما كانت تلك الحروب والكريلا والبيشمه ركة وكذلك فإن قوله بأن “الشعوب ستعادي بعضها اذا ما جرى اللجوء الى الدولة القومية” يوحي وكأن شعوبنا تعيش في وئامٍ وسلام..

12

وهو ينسى هنا أو يتناسى كل هذه الحروب والدماء التي تسال في المنطقة بل حروب وقرابين العمال الكوردستاني ذاته وأحدهم نجله شرفان. وهكذا فليت حزب العمال الكوردستاني أكتفى بمقولة السيد صالح مسلم الأخيرة: “لست ارى التوقيت مناسباً لهذا بالنسبة للكورد” وذلك بخصوص إعلان الدولة الكوردية حيث كنا قلنا عندها؛ وجهة نظر وقابلة للنقاش والجدل حولها، مع العلم وبرأي العديد من المحليين، بأن التوقيت الحالي هو أنسب توقيت ممكن الإقدام على هكذا خطوة والعبور من ضفة الحلم بالدولة الكوردية إلى تحقيقها ولو في جزء من كوردستان.

 

وأخيراً بقي أن ننقل لكم موقف القيادة الكوردية وتحديداً موقف الرئيس مسعود بارزاني حيث قال وذلك خلال مقابلة أجرتها معه قناة (BBC) البريطانية أنه “منشغل الآن مع برلمان إقليم كردستان، للعمل على تحديد يوم يجرى فيه استفتاء بشأن استقلال كردستان، لافتاً إلى أن العراق مقسم فعلياً الآن”. وأضاف أيضاً أن “قرار استقلال كردستان ليس قراره”، موضحاً بأنه “قرار مواطني إقليم كردستان” وبخصوص موعد إجراء الاستفتاء قال الرئيس بارزاني “إن تحديد موعد الاستفتاء لا يستغرق إلا أشهراً”، منوهاً “إن الخطط الكفيلة بإجراء الاستفتاء مستكملة وبقي فقط تحديد موعده”. وهكذا فإن المشروع الكوردي بات قاب قوسين كما يقال وبالتالي هو قابل للتحقيق رغم كل المعوقات وجبهة “الممانعة” له. وهكذا فإن الحلم الكوردي في دولة كوردستان بات قريباً.. لكن وبكل تأكيد لن تكون جنات عدنٍ تجري من تحتها الأنهار، بل ستكون هي الأخرى محملة بإرث ثقيل من التخلف والاستبداد والطغيان ولذلك فعلى النخب الثقافية والسياسية أن تكون مدركة لحجم العمل والجهد؛ وذلك لبناء الدولة الفتية القادمة باسم دولة كوردستان.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

13

 

أوجلان..

والحل السلمي للمسألة الكوردية.
 

 
الحوار المتمدن-العدد: 4758 – 2015 / 3 / 25 – 06:48 

المحور: القضية الكردية 

رغم كل نوايا تركيا الطيبة و(الخبيثة)، لكننا نعلم بأن الظروف والمناخات المعاصرة ليست هي ما كانت عليها الحال في بداية القرن الماضي لينخدع الكورد باللعبة التركية في حل المسألة الكوردية وأن المرحلة التاريخية بدأت تفرض شروطها على الجميع وخاصةً على حكومة العدالة والتنمية لأن تحرك ساكناً في القضية الكوردية وتبحث عن شركاء للحل .. ولكن ومن ناحية أخرى، هل فعلاً المعادلة السياسية هي كما في الصورة التي ذكرناها في قضية المفاوضات بين العمال الكوردستاني والحكومة التركية بقيادة العدالة والتنمية، أم سيتم خداع الكورد ومرة أخرى كما وقعوا ضحية الوعود الكمالية (مع مصطفى كمال أتاتورك؛ مؤسس الجمهورية التركية الحديثة). وبالتالي ((يخرج الكورد من الإتفاقيات بلا حقوق)) وذلك مع ما طرحه السيد أوجلان لبنوده العشرة والتي تطالب الدولة التركية بالبدء بها بينما الأخيرة تطلب مقدماً وشرطاً لأي مفاوضات مباشرة؛ بأن يتم التخلي عن مسألة الكفاح المسلح وذلك على الرغم من خلو البنود العشرة لطرح أوجلان من أي إشارة إلى المسألة القومية في تركيا (شمال كوردستان) حيث جاءت فقرات البنود التي طرحها السيد أوجلان على الشكل التالي:
أولا: السياسة الديمقراطية، ماهيتها ومحتواها.

ثانيا: تحديد الأطراف الإقليمية والدولية التي ستتابع تطبيق مرحلة الحل السياسي الديمقراطي.

ثالثا: الضمانات الديمقراطية والقانونية لخلق المواطنة الحرة.

رابعا: علاقة السياسة الديمقراطية بالدولة والمجتمع وآليات عمل هذه العلاقة.

خامسا: الجوانب الاجتماعية والاقتصادية للحل السياسي الديمقراطي.

سادسا: حالة الأمن وشروطها في ظل تفعيل الحل السياسي الديمقراطي.

سابعا: الضمانات القانونية لحقوق المرأة، توطيد الثقافة وحماية البيئة.

ثامنا: الضمانات القانونية على حماية الهوية الحرة، وتحقيق المساواة والاعتماد على الديمقراطية في التعامل مع جميع المواطنين.

14

تاسعا: تعريف الجمهورية الديمقراطية، الوطن المشترك، والقوانين الديمقراطية، وضمان كل ذلك في متن الدستور الرسمي للدولة.

عاشرا: وضع دستور للدولة يتم ضمان كل البنود السابقة فيه بشكل ديمقراطي واضح.

وقد جاء رد السيد داود أوغلو؛ رئيس الحكومة في كلمة له خلال المؤتمر الدوري الرابع لفرع شبيبة حزب العدالة والتنمية، في ولاية أنقرة، بأن “مرحلة تحقيق السلام الداخلي تمكنت من التغلب على الكثير من المحن”، ومبيناً أن جميع الأبواب سوف تشرع أمام تطبيق السياسات الديمقراطية. وقد أوضح داود أوغلو في كلمته تلك “أن بلده عززت مرحلة السلام الداخلي، التي تحتضن جميع المواطنين دون استثناء”، ومؤكداً “لا فوارق بعد اليوم في هذا البلد، بين تركي وكوردي، وبين سني وعلوي أبداً، فالجميع سواسية” وقد كانت مفاجئة إلى حد ما للشارع التركي الذي لقّن بسياسة “إفرح كونك تركي” ولذلك جاء خطاب الرئيس التركي لكي يخفف من وقع هذه الكلمات في الشارع ولكي لا يتم إستغلاله من قبل القوى القومية للمعارضة التركية وعلى الأخص حزب الشعب الجمهوري وبالتالي فقد خرج الرئيس التركي؛ رجب طيب أردوغان نافياً لوجود أي قضية كوردية في البلاد قائلاً “لا قضية كوردية في تركيا” وقد جاء رد المعارضة مباشراً وقوياً وذلك عندما ذكرت الرئيس؛ بـ”إن لم تكن هناك قضية كوردية فلما المفاوضات أصلاً مع العمال الكوردستاني”. وكذلك ومن جانبها فقد وصفت منظومة المجتمع الكوردستاني نداء السيد أوجلان بالدعوة لعقد مؤتمر للحزب في الربيع، للبحث في “مسألة الكفاح المسلح وإلقاء السلاح”.. بالخطوة التاريخية، ومؤكدة أن الحكومة التركية لم يعد لديها حجج في عدم اتخاذ خطوات جدية من أجل السلام .. داعيةً الى عدم استغلال نداء أوجلان للدعاية الإنتخابية المقبلة.

وبعد كل ما ذكر .. هل فعلاً دخلنا؛ بمعنى المسألة الكوردية في تركيا ضمن الأجندات والحلول السياسية المطروحة على الطاولة .. ثم ما مدى جدية كل طرف من طرفي النزاع بالإلتزام بما يطرح شفاهياً من خلال الإعلام، وهل طرح كل شيء، أم ما زال هناك الكثير الذي لم يطرح بعد على الشارع السياسي، وإن هذه العناوين الصحفية والإخبارية ليست إلا لقياس نبض الشارع التركي وأنه نوع من البازار السياسي في لعبة الإنتخابات البرلمانية المقبلة. بالتأكيد هناك الكثير من الأسئلة التي تتم طرحها، لكن وللآن ما زال الغموض يلف الكثير من القضايا والملفات وأنا شخصياً ما زلت متشكك في جدية الطرفين وذلك على الرغم من إنني كنت وما زلت أرفض اللجوء إلى إستخدام السلاح في حل أي نزاع سياسي أو غير سياسي وقد كتبت أكثر من مقالة بخصوص هذه القضية وذلك منذ بدايات الألفية الجديدة وحينها قد تعرضت للكثير من النقد وتحديداً من أنصار ومؤيدي العمال الكوردستاني .. وها إنني اليوم أعيد وأقول؛ إن الحل السلمي أفضل من كل الحلول العسكرية ولا نهاية للحرب إلا من خلال عملية السلام والحوار والتفاوض، ولكن وبنفس الوقت فإننا نعلم بأن المفاوضات لن تكون سهلة وبأن تركيا سوف لن تحل المسألة الكوردية بجرة قلم أو خلال الأشهر والأيام القادمة .. لا أبداً، وبكل تأكيد سوف تماطل الحكومة التركية وتتهرب من كل الكثير من الإستحقاقات الدستورية والقانونية ومع ذلك فإنني مع فكرة “إلقاء السلاح” حيث هناك المزيد من وسائل الضغط على تركيا وذلك من خلال الإحتجاج السلمي المدني والمظاهرات والإعتصامات الجماهيرية وغيرها؛ أي من خلال النشاط السياسي السلمي المدني .. وهو بكل الأحوال أفضل من إراقة الدماء، حتى وإن كانت، بقصد الحقوق القومية المشروعة لشعبنا.

15

وبالتالي وعلى الرغم من كل ما قيل وما سوف يقال، فإنني على قناعة تامة، بل وعلى يقين كلي؛ بأن الحوار لن يكون بهذه السذاجة والتبسيط وبأن الموضوع؛ هو بين رجل مسجون (أوجلان) وجهاز أمني تركي وذلك كما طرحه البعض حيث يبدو أنهم يتناسون وجود ودور قنديل في العملية التفاوضية وكذلك زخم القوى السياسية الكوردية الفاعلة في الداخل والسياسة التركية، إن كان من خلال البرلمان والبلديات والتي هي بيد حزب الشعوب الديمقراطية الجناح السياسي للعمال الكوردستاني داخل تركيا وبرلمانها بحيث وصل الأمر ببعض التيارات التركية الأكثر راديكالية وقوموية، لأن يعلنوا الإحتجاج على سيطرة الكورد على (مناطق الجنوب) أي الإقليم الشمالي من كوردستان وذلك من خلال فوز الحزب المذكور بأغلب البلديات، بحيث وصل الأمر بالمعارضة القومية التركية لأن تقول: بأن “الكورد يمارسون الحكم الذاتي في تلك المناطق” .. وهكذا فإن القضية هي ليست “قضية إخلاء سبيل أوجلان وأن على القضية الكوردية السلام” حيث وبهذه القراءة التبسيطية للمسألة فإننا نقزم تضحيات شعبنا وما حققه في الإقليم الشمالي من كوردستان. أما النقطة الأخرى وكما قلت سابقاً بأن الحروب لا تحل القضايا، بل المفاوضات هي التي تقدم الحلول ولتكن المسألة السورية مثالاً حاضراً لنا؛ حيث وبعد كل هذا الدمار والخراب والقتل والتشريد، فإنه يتم البحث عن المخارج من خلال طاولة الحوار والمفاوضات .. وأعتقد أنه قد حان الوقت لأن نعلن؛ نهاية عهد الثورات والكفاح المسلح وأن تكون الكلمة للحوار والحلول السلمية وطاولة المفاوضات والديبلوماسية السياسية.

وأخيراً أود أن أقول؛ بأن هذه المفاوضات أو لنقل الإستماع إلى وجهات النظر؛ كون المفاوضات الحقيقية لم تبدأ بعد وإن بدأت سوف تحتاج إلى رعاية وشركاء رغم رفض تركيا الحالي لها، لكن وبقناعتي سيأتي ذاك اليوم الذي سوف تضطر فيه تركيا بقبول الرعاية الدولية لمفاوضاتها مع العمال الكوردستاني وإن هذه المشاورات بين الطرفين ليست إلا هي الخطوات الأولى في عملية سلام شاقة وطويلة وسوف يكون هناك مستقبلاً الكثير من الأطراف المشاركة بها، إن كانت بشكل مباشر كقيادة حزب الشعوب الديمقراطية أو من خلف الستار مرحلياً وذلك من قبل دول حليفة وشريكة في عملية السلام ومن دون أن تظهر على الساحة حالياً؛ كون ما زالت المفاوضات في إطار الدوائر المغلقة .. ومسألة أخرى نود الإشارة لها وهي التي تتعلق بملاحظة البعض على أن؛ “المفاوضات تقوم بين قوى وأطراف متكافئة وليس بين زعيم معتقل (أوجلان) ونظام (أي الحكومة التركية) يمتلك من القوة السياسية والعسكرية ما يجعل الطرف الآخر (العمال الكوردستاني) في موقف الإستجداء والقبول بالشروط والإملاءات” .. فإننا نقول لهم؛ بأن المفاوضات تحصل بين الجميع ولا يمكن أن يتساوى الفريقان لكي يتفاوضا حيث ذاك غير وارد لا من الناحية الواقعية ولا من حيث التوازن السياسي والعسكري؛ كون لا يمكن مقارنة تنظيم سياسي مهما أوتي من إمكانيات مع دولة تمتلك من القدرات وخاصة بحجم الدولة التركية وإمكانياتها الإقتصادية والبشرية وحتى على مستوى العلاقات الدولية والديبلوماسية السياسية.

وهكذا فلا مفر من المفاوضات والحوار وذلك على الرغم من صعوبتها ومشقتها .. وبقي أن نذكر البعض الذي يرفض الحوار بين “السجان والمسجون” بأن الزعيم الأفريقي الراحل نيلسون مانديلا؛ فاوض الحكومة البريتورية العنصرية وهو في المعتقل مسجوناً وهو وضع شبيه بوضع السيد أوجلان إن لم نقل بأنه متطابق إن كان من الناحية السياسية الحقوقية أو من حيث ظروف الإعتقال والمفاوضات.

 

16

 

الإدارة الذاتية..؟!!

هل هي ديمقراطية أم كوردية.

 

 

 

 

 

 

 

22 يناير، 2014 ·
.
.
…….أحياناً الخصم بحاجة للدفاع عنه أكثر من قضية التهجم عليه، وذلك حسب المواقع والظروف والمناخات السياسية. وما يدفعنا للقول السابق هي قضية الإعلان عن الإدارة الذاتية الديمقراطية في المناطق -الكانتونات- الكوردية الثلاث; عفرين – قامشلو – كوباني والتي أعلنها الإخوة في حزب الإتحاد الديمقراطي (PYD) ودون التطرق إلى الشعب الكوردي وخصوصية جغرافية الإقليم الكوردستانية، بل وبحضور ورعاية النظام السوري.

 

…………..بالتأكيد فإن هكذا إعلان وفي هكذا ظروف دولية وإقليمية ستكون مثار جدل ونقاش واسع وقد رأينا ذلك في وسائل الإعلام; حيث المدافعين عنها أستبسلوا في تسويقها، بل جعلوا منها الميلاد الكوردي الثاني بعد جمهورية مهاباد متناسين -وللأسف- تجربة إقليم كوردستان (العراق) وكذلك فإن المهاجمين جعلوا منها خيانة عظمى للكوردايتي وحتى لدماء و(أرواح شهداء YPG).. وهكذا فإن الطرفان ذهبا في الغلو والتشدد على النهج السياسي الذي يؤدلجه حزبياً أكثر ما يكون وطنياً وقومياً.

 

…………………بالتأكيد; نحن أيضاً لنا مآخذنا العديدة على هذه التجربة وأولها توقيت إعلانها وكأنها نوع من محاولات النظام لخلط الأوراق على المجتمعون في جنيف٢.. ولكن ورغم كل ذلك -بما فيه حضور النظام السوري، ولا ننسى زيارة الأخ مسعود بارزاني لبغداد ومصافحة الطاغية صدام حسين وذلك من أجل إيجاد الحلول المناسبة لقضية شعبه ووطنه- ..نعم ورغم كل مسالب هذه التجربة فإنها خطوة في تحقيق الطموح الكوردي في سوريا -وليس الديمقراطي كما يدعي أصحاب الإدارة- حيث وعلى الرغم من عدم ذكر مصطلح كورد وكوردستان في قسم وأدبيات هذه الإدارة، إلا أن الجميع -المعارضة والنظام وكذلك الكورد والعرب- يدركون تماماً بأنها كوردية ولكنها لن تكون ديمقراطية، يعني بعكس ما تم تسميتها ويبدو أن عقدة النقص الكوردية لحقتنا إلى هذه الإدارة أيضاً; حيث نتكنى -دائماً- بما نحن لها فاقدين.. وهكذا فإن الإدارة الذاتية في كانتوناتنا هي إدارة كوردية ولكنها ليست ديمقراطية.

 

 

17

 

 

الأمة الديمقراطية

.. تؤسس للحالة القومية.
5 سبتمبر، 2014 · لوسرن‏

تعتبر اللغة إحدى أهم المكونات للحالة العرقية (القومية)، بل أهمها على الإطلاق حيث يقول في ذلك علماء الأنتربيولوجيا بأن “اللغة هي أساس القومية” أي القاعدة التي تبنى عليها مسألة العرق والإنتماء القومي كما يقام البناء على القواعد الإنشائية والمعمارية وفي تعريف اللغة تقول الموسوعة الحرة ويكيبيديا ما يلي: “عرف القدماء اللّغة بأنها أصوات يعبر بها كل قوم عن أغراضهم ولم تستطع التعريفات الحديثة للغة أن تتجاوز هذا التعريف الموضوعي، غير أن تعريف اللّغة بوظيفتها يختلف عن تعريفها بحقيقتها وعلاقتها بالإنسان.. فاللّغة هي الإنسان، وهي الوطن والأهل.. وكذلك فقد عرّف علماء النفس اللّغة، فرأوا أنها مجموعة إشارات تصلح للتعبير عن حالات الشعور، أي عن حالات الإنسان الفكرية و العاطفية و الإرادية، أو أنها الوسيلة التي يمكن بواسطتها تحليل أية صورة أو فكرةٍ ذهنيةٍ إلى أجزائها أو خصائصها، و التي بها يمكن تركيب هذه الصورة مرّة أخرى بأذهاننا و أذهان غيرنا، وذلك بتأليف كلماتٍ و وضعها في ترتيبٍ خاصٍ”.

 

إن كتابتنا لهذا البوست جاء نتيجة الوضع الجديد في غربي كوردستان حيث قررت الإدارة الذاتية جعل اللغة الكوردية هي اللغة الرسمية للتعليم في المدارس وإلى جانبها اللغة العربية وكذلك عدد من اللغات الأجنبية وذلك في المرحلة الإبتدائية كمرحلة أولية لمشروع إعادة تأهيل الجهاز التدريسي والتعليمي وجعل اللغة الكوردية عوضاً عن العربية. بالتأكيد أن المشروع مهم وضروري وهي على العكس من الفهم السطحي والتبسيطي الذي يقول بأن “الأمة الديمقراطية” تعني إحلال الكورد في إطار مشروع الأمة الديمقراطية وبإيحاء من النظام الأسدي العروبي والعنصري. وهكذا فإن الإشارات بدأت تظهر بأن بعض القراءات السريعة للواقع السياسي توقعنا في الكثير من الاشكاليات والمواقف الجاهزة الارتجالية والتي تكون على الأغلب غير دقيقة، بل خاطئة.. وبهذه بالمناسبة وكون المدارس تستعد لإستقبال تلامذتها وأساتذتها فإننا نقول للجميع أساتذةً وطلاباً وهيئات تدريسية وكذلك لقيادة الكانتون في إداراتنا الذاتية؛ لكم جزيل الشكر وأنتم تحاولون قدر الامكان تلبية الاحتياجات لطلبتنا وأساتذتنا والذين يقدمون خدماتهم مجاناً على الأغلب طبعاً أقصد الأساتذة والكادر التعليمي وذلك للطلبة الأعزاء كما نشكر مبادرتكم لتغيير أسماء المدارس من العربية إلى الكوردية ويبقى الشكر الأساس للبادرة والخطوة الجريئة والضرورية في اتخاذ قرار التعليم الأساسي أن يكون باللغة الكوردية.. مع كل الموفقية والنجاح والتحية.

 

ملاحظة: لقد لاحظت أن بعض الإخوة الكورد وللأسف يقولون؛ كيف يتخذون هكذا قرار .. وما هي إمكانياتنا وهل سيقبل بها أحد، بل يقول أحدهم وهو بقناعته يتذاكى على الآخرين؛ طيب بما أن الجامعات والمرحلة الإعدادية والثانوية ستبقى باللغة العربية فكيف سيدرس هؤلاء الطلبة والذين تعلموا بالكوردية بتلك المدارس والمعاهد والجامعات وينسى هذا ا”لفهمان الفهلوي” بأن هناك مفهوم العمل على تدرج المراحل كفكرة “دحرجة كرة الثلج” وهي تكبر على مراحل؛ أي الذي يؤسس للمرحلة الأولى سوف يؤسس للمرحلة الثانية والثالثة.. وكذلك نأمل أن لا يخرج أحد الجهابذة ويقول لنا: أنت يا بير .. تريد أن تسوق “الأمة الديمقراطية” وتحاول بهذه البوستات التقرب من العمال الكوردستاني لربما يعطوك مرتبة وإنك بعت نفسك للجماعة بعد أن تركت البارزانية.. وهكذا يحاول أن يخرج البوست/المقال عن سياقه الفكري ومضمونه العملي ويدخلنا في متاهات الأدلجة الحزبية .. وها إنني أقول سلفاً لهؤلاء المؤدلجين؛ تباً لكم ولقناعاتكم ومواقفكم وآرائكم السطحية فلست بحاجة لمراتبكم وفلوسكم

18

وتبويقكم وفي ذلك كل الشكر والتحية للشعب والحكومة السويسرية والتي أمنت حياتي وحياة أبنائي وذلك عندما وافقت على طلبي كلاجئ ومنحتني الحماية والرعاية حيث أن وطني لم يقدم لي ذلك وأنا الذي أحاول أن أقدم له كل شيء وذلك دون مقابل مادي ريعي.. كوني أعتبره ديناً وواجباً تجاه قضيتي وشعبي.

 

 

كوردستان (سوريا)

..مشروع سياسي للعمال الكوردستاني.

 

1 أغسطس، 2014 · لوسرن‏

يكتب السيد مهند الكاطع في موقع كميا كوردا مقالاً أو تقريراً بعنوان (الجزيرة السورية بين حقيقة التعريّب وممارسات التكريّد) وإننا ومن خلال التدقيق في العنوان نلاحظ تحيزه المسبق للعروبة والحالة القومية على الرغم من محاولته وفي سياق التقرير إخفائه.. ولكن قوله “حقيقة التعريب” هو في جانب منه طرح السؤال على معنى النفي للواقعة، بينما قول “ممارسات التكريد” هو تأكيد على أن الأحزاب الكوردية وتحديداً حزب الاتحاد الديمقراطي (PYD)؛ كونه سلطة الأمر الواقع كما يسمى في أدبيات الحركة الكوردية والمعارضة السورية بأنهم يقومون ب”تكريد” الجزيرة السورية”. وهكذا فإننا نتأكد بأن المقال/التقرير ومن الباب للمحراب، أي وابتداءً من العنوان؛ هو مقال مفخخ وعنصري منحاز للعروبة بامتياز .. وذلك على الرغم من إدعاء الكاتب ومن خلال قراءتنا للعنوان بأنه يتناول “الجزيرة السورية” وفي مسألة محددة، وهي قضيتي التعريب نفياً والتكريد ممارسةً، إلا إننا نلاحظ بأنه يتطرق لقضية سياسية أعمق من ذلك بكثير؛ ألا وهي مسألة الوجود التاريخي للكورد في المنطقة تحديداً سوريا وما يعرف اليوم بغربي كوردستان أو الجزء الكوردستاني الملحق بالدولة السورية.

وبالتالي فإنه يحاول جاهداً أن ينفي حقيقة وجود جزء من كوردستان مغتصب من قبل الدولة السورية وهو بهذا الصدد يقول في مقالته تلك ((إذن كما نلاحظ كان التغيير يشمل مناطق وقرى تحمل تسميات عربية وأخرى كردية على حد سواء ، وحدث هذا في جميع المحافظات السورية ايضاً. إلا أنَّ استغلال هذا التغيير لأجندة سياسية او قومية من قبل الأحزاب الكردية بات أمراً مفضوحاً للجميع خصوصاً بعد الثورة السورية وتداعيات تطورات الأحداث الأقليمية كما في “كردستان العراق” التي يبدو أن الأحزاب الكردية تحاول استنساخ التجربة الكردية في العراق بحذافيرها دون الأخذ بعين الأعتبار الأختلاف الجذري بين الواقع الكردي في العراق ونظيره السوري من جميع النواحي وخاصة (الديموغرافية والجغرافية والتاريخية) والغريب لدى بعض القومجيين بأنهم باتوا يزيدون ويُنقصون في هذا الموضوع وينسِبونَه برمته لسياسة البعث الشوفينية الرامية لتعريب المناطق “الكردية” على حد وصفهم ، كشماعة لتبرير تكريدهم للمنطقة عبر تداول مصطلحات من مثل (مناطق كردية) (اراضي ذات اغلبية كردية) و من ثم تكثيف استخدام تسمية “كردستان الغربية” بعد اندلاع الثورة السورية كدلالة على منطقة “الجزيرة السورية” وجزء من حلب ، إلى درجة أن جميع الاحزاب الكردية قامت بتغيير انظمتها الداخلية أوتحديث رؤيتها السياسية بشكل جذري لتستخدم جميعها اسطوانة واحدة ودعاية مركّزة مفادها إلى أن ارض كردستان تم تقسيمها إلى اربع اقسام ، والحق جزء منها (الجزيرة ، ريف حلب الشمالي) بسورية ضمن اتفاقية سايكس بيكو!! دون أدنى تصور تاريخي او دليل موضوعي على هذا الإدعاء أو دون حتى أن نجد في اتفاقية سايكس بيكو ما يشير إلى ذلك..)).

وهكذا فهو لا ينفي فقط؛ كوردية وكوردستانية الجزيرة بل كذلك عفرين وكوباني والتي يسميها بـ”ريف حلب الشمالي” وإنني هنا ومن خلال هذا البوست/المقال لن أدخل في سجال تاريخي معه، بل إنني سوف أترك هذا الموضوع للقانونيين والمهتمين بالجانب التاريخي لتقديم ما يثبت كوردستانية هذه المناطق وذلك من خرائط ووثائق والتي لا يقبل بها حتى في صياغة “المناطق ذات الأغلبية الكوردية” وهي أضعف الكوردايتي وهكذا فإنني سأكتفي بردي على سؤاله والمشابه لسؤال ضابط أمني بالمناسبة وهو يحقق معي وذلك عندما أتهمني بأنني قد قلت في مؤتمر بـ”شمال العراق” على حد تعبيره عن المناطق التي يعيش فيها “الأكراد” بأنها كوردستان (سوريا). وبالمناسبة فإن ذاك الضابط الأمني هو اليوم ضمن صفوف

19

المعارضة السورية.

وقد كان جوابي له وكذلك لهذا الأخير بأن كوردستان كلمة كوردية وأن اللغة الكوردية هي من أرومة اللغات الهندوأوربية وبحسب هذه اللغة فإن كلمة كوردستان تتكون من مقطعين؛ الأول هو الكورد وهم الشعب الكوردي وهو مثله مثل أي شعب في العالم له أرض تاريخية ..أما المقطع الآخر فإنه يتكون من كلمة ستان وتعني الأرض في تلك اللغات حيث هناك أفغانستان وباكستان وتركمانستان.. إلخ. وبالتالي فإن كلمة كوردستان تعني الأرض التي يعيش عليها الكورد وهي حقيقة واقعة على الأرض كما هي الحال في كل المناطق الكوردية والكوردستانية وهي (الجزيرة وكوباني وعفرين). وثانياُ هناك المعاهدات والوثائق الدولية التي تقول بتقسيم كوردستان بين أربع دول وهذه تركناها لأصحاب الاختصاص أما النقطة الثالثة والتي هي الأهم برأي وتدحض كل الوثائق والكلام والخرائط فهو ما هو كائن وموجود على الأرض من وقائع وحقائق؛ ألا وهي حقيقة وجود الكورد في هذه المناطق وليست فقط بـ”ذات أغلبية” سكانية بل وبالمطلق في كثير من مساحاتها الجغرافية وذلك على الرغم من سياسات التعريب والتهجير وأيضاً ما عرف منها بـ”الاصلاح الزراعي” وعلى الأخص في منطقة عفرين.. فلا تقل يا سيد كاطع بأن الكورد قاموا بتهجير “سكانها” العرب الأصليين الأقحاح وسكنوا مكانهم أو ربما تقول لقد “أستكردتم” عرب المنطقة وباتوا اليوم كلهم “مستكردين” ولذلك فأنتم “الأغلبية” المهيمنة في تلك المناطق.. بل ربما تقول: عنزة ولو طارت.

وأخيراً نقول: أليس ما يدعو للأسف؛ بأن أحد العروبيين يقول بأن سياسة الاتحاد الديمقراطي كسلطة وإدارة تنفيذية على الأرض تصب في صالح القضية الكوردستانية بينما بعض نشطائنا الكورد السياسيين يصفون هذه الادارات بأنها إدارات عميلة للنظام السوري وأنها بالضد من القضية القومية لشعبنا، بل وإنه ينشر رأيه الحاقد ذاك على موقع كوردي وينال اللايكات والإعجابات عليه.. حقاً إننا نعيش زمن العبثية والحقد الأعمى؛ بحيث نصفق لسياسات عروبية عنصرية حاقدة وتدعو إلى نسف الجذور والتاريخ والوجود الكوردي فقط لكونها تصب في “طاحونتنا” في محاربتنا لـ”الإخوة الأعداء” ودون أن ندرك ونعي بأنها تنسف وجودي وتاريخي ووطني قبل نسفها لإدارة ربما أكون شريكاً فيها في قادم الأيام.. واااااااا أسفاه على هكذا كوردايتي.

 

20

الأمة الديمقراطية .؟!!

..مشروع نخبوي ثوروي عابر للمنطق والتاريخ

 

 

 

إن قراءة التاريخ تفيدنا في أمور عدة؛ أولاً معرفة السياق الفكري المعرفي للقضية والمبحث الذي نتناوله درساً وتحليلاً وتقييماً وكذلك لمعرفة الأخطاء والهفوات والسلبيات وأحياناً وربما في أكثر الأحيان الوقوف على الجرائم البشعة التي ارتكبت بحق “الآخر” المختلف وتشريعها وقوننتها أيديولوجياً إن كان باسم الدين أو العرق والقومية أو أي انتماء عنصري طائفي مذهبي قبلي آخر وكذلك في قراءتنا للتاريخ هي محاولة لأخذ الدروس والعبر وتفادي تلك التجارب والأخطاء التي وقع بها الأسلاف. وبالتالي محاولة تصحيح المسار والدروب التي تأخذنا إلى النتائج والأهداف والغايات وبأقل الخسائر والضحايا الممكنة وفي أزمنة قياسية؛ كون العصر الحالي هو عصر السباق مع الزمن. وهكذا وبالعودة للتاريخ وحياة ومسيرة الشعوب والحضارات التي عرفتها فإننا سوف نقف عند عدد من المحطات أو المشاريع الحضارية العظمى وفلسفاتها وأيديولوجياتها وكذلك مدلولاتها الاصطلاحية ومنها وعلى سبيل الذكر وليس الحصر كل من الحضارتين الاسلامية والاشتراكية حيث الأولى عرفت بمفهوم “الأمة الإسلامية” والأخرى أنتجت ما عرف بـ”الأممية الشيوعية” وفي عدد من البلدان والجغرافيات المتباينة ثقافياً حضارياً لغوياً أتنياً.

 

إن المقدمة السابقة كانت المدخل لأن نتناول المشروع السياسي الجديد_القديم في المنطقة عموماً والمتبنى اليوم من قبل طرف كوردي وهو حزب العمال الكوردستاني وربما هنا تكمن الخصوصية والعلامة الفارقة والمميزة في تاريخ شعبنا الكوردي؛ حيث هو من أكثر الشعوب مسلوباً للإرادة ويعاني من الاضطهاد والتقسيم والحرمان من الحقوق الأساسية، بل ويعاني من الذيلية والإلحاق والاحتلال وبأسوأ معانيه وبنفس الوقت أن يكون هو صاحب المبادرة والامتياز لمشروع حضاري جامع لكل منطقة الشرق الأوسط أو ما تعرف كوردياً شرقياً بمنطقة (ميزوبوتاميا).. فعلاً يمكن أن تكون مفارقة تاريخية ونحن نجد أن هذا الطرح السياسي لمجتمع حر وديمقراطي يأتي من شعب يعاني من أزمة الحرية والديمقراطية ويعاني من التبعية والديكتاتورية حيث ها هو مشروع العمال الكوردستاني وزعيمه السيد عبد الله أوجلان يقول: بأن ((الاعترافُ بالهويةِ الكردية، وبروزُ إرادةِ الحياةِ الحرة، لا يعني بلوغَ القضيةِ الاجتماعيةِ حلَّها النهائيّ؛ بل يشيرُ إلى قطعِ أشواطٍ هامةٍ على هذا الدرب، لا غير. وتلبيةُ حاجاتِ الهويةِ والحريةِ بضماناتٍ قويمة، وتأمينُ سيرورتِها؛ إنما يحتلُّ مرتبةَ الصدارةِ في لائحةِ القضايا العالقةِ التي تنتظرُ الحلّ. ذلك أنّ الهويةَ الكرديةَ وطموحاتِ الحياةِ الحرةِ المفتقرةَ لأيةِ ضماناتٍ قانونيةٍ واقتصاديةٍ وسياسيةٍ ودفاعية، قد تُقمَعُ وتُسحَقُ أو تُعَرَّضُ للمجازرِ على يدِ أعدائِها في كلِّ لحظة. ولهذه الأسبابِ تحديداً، يتعينُ على PKK أداءُ دورِه الإيجابيِّ أساساً من الآن فصاعداً. لقد تطلعَ PKK حتى الآن إلى النجاحِ في المهامِّ السلبية، أي مهامِّ إعاقةِ السلبياتِ وسدِّ الطريقِ عليها. وعليه من الآن فصاعداً إنجاحُ مهامِّه في الإنشاءِ الذي يطغى عليه الجانبُ الإيجابيّ. ولن يتمكنَ PKK من إنجاحِ تلك المهامِّ التي يكمنُ في خلفيتِها إنشاءُ الأمةِ الديمقراطية، إلا بنيلِ هويتِها التي يُعمَلُ على شرحِها، وإضفاءِ المعاني المأمولةِ على تلك الهوية..)) ويضيف ((يتميزُ إنشاءُ الأمةِ الديمقراطيةِ بالأولويةِ على إنشاءِ الاشتراكية، ويمهِّدُ السبيلَ إليها. وبينما يتطلبُ هذا الإنشاءُ إنجازَ الثورةِ في علمِ الاجتماع، فهو متعلقٌ أيضاً بإنجازِ المهامِّ الأخلاقيةِ والسياسيةِ معاً.. إنّ كلَّ كمالٍ أيديولوجيٍّ وسياسيٍّ وأخلاقيٍّ وتنظيميّ، هو ضمانُ كلِّ كادرٍ طليعيٍّ في إنجازِ وظيفتِه في إنشاءِ الأمةِ الديمقراطيةِ بنجاحٍ ظافر)).

21

وبالتالي فيمكن أن نقول بأن طرح العمال الكوردستاني وزعيمه لـ”مشروع الأمة الديمقراطية” يعيد إلى الأذهان كل من المشروع الحضاري الاسلامي والذي عاش لمدة أربعة عشر قرناً تحت شعار الأمة الاسلامية الواحدة و”لا فرق لعربي على أعجمي إلا بالتقوى” مع العلم كان هناك كل الفرق والقوانين الاستثنائية بحق المكون الاسلامي الغير عربي “الموالي” حيث الدولة من لسانها وإلى قوانينها وميزاتها وأعلامها وقادتها كانت عربية وبامتياز فأين قضية “إنما المسلمون إخوة .. وإنهم كأسنان المشط الواحد” متساوون في الحقوق والواجبات ونحن نتلمس ونجد بأن الحضارة الاسلامية ومنذ التأسيس والنشأة كانت في خدمة العنصر العربي وثقافته وفكره ومصالحه فها هو زعيمها ومؤسسها يقول: “إنني أدعوكم إلى كلمة واحدة تدين لكم بها العرب وتخضع لكم بها العجم”. وهكذا وبعد أن خضع العرب لقريش ذات الثقافة والهوية واللسان العربي “إن اختلفتم في آية فاكتبوها بلهجة قريش” خضع العجم كل العجم لكل العرب. وبالتالي كان من نصيب الشعوب الأخرى التبعية والإلحاق والطمس ومحو الكثير من الثقافات والأعراق في الحضارة والبوتقة الاسلامية، بل العربية حيث وفي أحسن الحالات كانت تكفيهم مرتبة “الموالي” الخاضعين والمقموعين للحضارة العربية الاسلامية. وهكذا وبعد مضي أحقاب طويلة على المشروع الاسلامي ونحن الكورد لم نستفق بعد من هول الكارثة، وخاصةً في عصر الثقافة الأوربية وطغيان الحالة القومية، كانت الاشتراكية والشيوعية هي الأخرى بالمرصاد لنا ضمن مفاهيم سياسية قريبة للإسلام من حيث النتائج وإن اختلفت في المقدمات والمبادئ وبالتالي كانت الأممية الشيوعية ليست على خلاف كبير من حيث نتائجها على الحالة القومية الكوردية وسياسات قادتها في مرحلة تاريخية قريبة.

 

ولكن ومن جهة أخرى ألم تكن قريش والمكون العربي عموماً في زمن الرسالة منقسماً وخاضعاً لكل من الامبراطوريتين الفارسية والبيزنطية؛ حيث الغساسنة والمناذرة واستطاع نبيّ الأمة (محمد بن عبد الله) ومن بعده عمر الخطاب؛ ثاني الخلفاء أن يجعلوا من هذه الأمة والشعب المغلوب على أمره أسياداً للعالم، فقد وصلت الجيوش الاسلامية للقارة الأوروبية، ناهيك عن القارتين الاسيوية والأفريقية وها هم العرب اليوم يطالبون بأحقيتهم وشرعيتهم وهويتهم لكل تلك الجغرافيات التي اُحتُلت أو “فُتِحت وغُزّت” حسب الوصف الاسلامي لها. وكذلك ألم تكن الأمة الروسية من أضعف أمم الأرض وأكثرها رعوية وتخلفاً مقارنةً مع غيرها في تلك الحقبة الزمنية وذلك حين قامت الثورة الاشتراكية وبقيادة زعيمها و”نبّيها” (فلاديمير لينين) مع العلم بأن مؤسس الفكر الشيوعي الماركسي (كارل ماركس) كان يتوقع قيام الطبقة العاملة في إحدى البلدان الرأسمالية بتلك الثورة في بلدانها؛ مثل إنكلترا أو ألمانيا وقد رأينا كيف حكم الحزب الشيوعي السوفيتي “الدين الجديد” ومن ورائه الشعب الروسي كما العرب في الحالة الدينية والحزب المعروف بالإسلام وشرائعها نصف القارة الأوروبية “البلدان الاشتراكية” ولمدة قرن كامل تقريباً كما حكم العرب نصف العالم تقريباً ولمدة اربعة عشر قرناً، بل ولليوم في أكثر من جغرافيا غير عربية.

 

وبالتالي ربما يحق لأصحاب مشروع “الأمة الديمقراطية” أن يدّعوا ويسألوا: لما تنجح تلك التجارب التاريخية وتفشل التجربة عندنا “معنا”.. وهكذا أن يتحكم حزب العمال الكوردستاني ومن خلال مشروعه السياسي بكل الشرق المتوسط أو على الأقل نصفه وبالتالي يصبح الكورد ولأول مرة في تاريخهم أسياد ميزوبوتاميا وليس فقط شركاء في هذه الجغرافيا.. “حلم إبليس بالجنة”؛ ربما فها هي المشاريع الأخرى انهارت على رؤوس أصحابها ولكن وبالتأكيد تركت آثار مهمة وضخمة خلفها ومن كل المناحي الحضارية والفكرية والثقافية.. وكذلك صحيح ايضاً إنه لا يمكن تجاوز المراحل الأساسية في حياة الشعوب والقفز فوقها فهي على ما يبدو محكومة بالتطور التاريخي التدرجي من الطفولة إلى الشباب والمراهقة ومن ثم الرجولة والانحدار إلى الكهولة والفناء، كما هو العمر البيولوجي للإنسان. وبالتالي فإن كل تلك المشاريع وبرأينا المتواضع وبما فيه مشروع الأمة الديمقراطية محكومة بالفشل كونها سابقة لأوانها وعصرها وأن المناخ الفكري والسياسي للمنطقة غير مساعد لقيام الأمة الديمقراطية في منطقة تعاني من الاستبداد والديكتاتورية.

 

 

 

22

الأمة الديمقراطية ..

تطرد صحفيين تكريماً ليوم الصحافة الكوردية

 

 

 

 

 

 

21 أبريل، 2014 · لوسرن‏

توطئة: بمناسبة يوم الصحافة الكوردية نتقدم لرائد الصحافة الكوردية مقداد مدحت بدرخان وجريدة كوردستان بأجل الاحترام .. كما نتقدم لكل العائلة البدرخانية وعلى رأسهم مير جلادت بدرخان وأخيه كاميران بدرخان وكل جيل الرواد بالتحية والتقدير لما بذلوه خدمةً لقضية الصحافة والكلمة الحرة وعموم الثقافة الكوردية.

 

كتب الزميل EmeroKoujer  في صفحته الشخصية ونقلاً عن بيان مجلس نقابة صحفيي كوردستان سوريا التالي: ((قامت مجموعة مسلحة أطلقت على اسمها مؤسسة عوائل شهداء YPG التابعة لحزب الاتحاد الديمقراطي بنفي الإعلاميين الكرديين، بيشوا بهلوي مراسل قناة روداوو الكردية، ورودي إبراهيم مراسل قناة اوريينت، يوم الجمعة الماضي في مدينة قامشلو.

 

واتهم الخاطفون الزميلين الإعلاميين بالخيانة، وأدّعت إنهما يعملان لصالح أجندات خارجية، وبعد توقيف، نفيا إلى إقليم كوردستان العراق، وهُددا بالقتل فيما لو حاولا العودة إلى منازلهما بقامشلو)). إن هذه الحادثة وغيرها من محاولات الإخوة في حزب الاتحاد الديمقراطي (PYD) يتنافى تماماً مما قاله أحد قيادي الحركة الكوردستانية المحسوبة على قنديل وهو السيد جميل باييك؛ الرئيس المشترك لمنظومة المجتمع الكوردستاني حيث قال الأخير في آخر تصريحاته وبما يفيد: بأن ديمقراطية الكانتونات في الإدارة الذاتية هي شبيهة بالديمقراطية السويسرية.

 

وكوننا منذ فترة قريبة نعيش في هذا البلد الهادئ والجميل بكل شيء وضمناً بديمقراطيتها وتعددها الإداري والكانتوني، فإننا نذكر الإخوة في إدارة الكانتونات ومن وراءهم قياداتهم السياسية في الحزب ومؤسساتها المدنية والعسكرية؛ بأننا لم نسمع أو نرى بإبعاد أحد الأشخاص من كانتون سويسري إلى كانتون آخر أو بلد مجاور له وذلك تحت أي ذريعة أو مبرر وليس لكونه صاحب رؤى ورأي مختلف مع سياسة الكانتون أو حتى الحكومة المركزية، بل حتى الحشاشين والمدمنين على المخدرات يتم التعامل معهم بأرقى الأساليب الحضارية والإنسانية .. بينما يبعد صحفيان من (كانتوننا الديمقراطي) بحجة “العمل لصالح أجندات خارجية” وهي تهم جاهزة وللأسف في أدراج الحاكمية الجديدة في المنطقة. وهكذا فإن القرار الأخير لهذه الإدارة الكانتونية كأنها جاءت بمثابة خلات وهدية للصحفيين والإعلام عموماً في يوم الصحافة الكوردية، مما ذكرنا بالاعتقال الذي جرى لنا نحن جماعة إعلان دمشق من قبل أمن الدولة في ذكرى اليوم العالمي لحقوق الإنسان عام 2007 وذلك بعيد انعقاد المؤتمر التأسيسي للمجلس الوطني لقوى الإعلان.

 

وبالتالي يمكننا القول: بأن الإدعاء بالشيء لا يعني حصوله أو ممارسته عل الأرض؛ حيث الديمقراطية ليست فقط مجموعة قوانين وسنن نشرعها على الناس وإن كانت هي النقطة الأولى والأساس للتأسيس عليها، بل هي الالتزام بتلك الشرائع والقوانين في علاقة المواطن والدولة (الكانتون) وكذلك في العلاقات البينية بين المواطنين وهي بالتأكيد تحتاج إلى الكثير من الفهم العميق للثقافة الديمقراطية وتقاليدها وكذلك للتجربة والخبرة العملياتية وثقافة شعبية عامة لمجمل تلك القيم. ولكن والحال بكانتوناتنا ومجموعة القرارات والإجراءات التي تقوم بها إداراتها على أرض الواقع، هي بعيدة تماماً عن كل ما يمكن أن يقال بأنه يمت للديمقراطية وحقوق الإنسان بصلة، بل أق ما يقال فيها بأنها؛ إعادة إنتاج الاستبداد والديكتاتورية كوردياً وباسم الأمة الديمقراطية .. فما أبعد التنظير عن التطبيق الفعلي على الأرض.

23

الانتخابات الرئاسية.؟!!

..لا تطلبوا من الإخوة في (PYD) ما لا يقدرون القيام به.

 

إنني وقبل الخوض في بعض التفاصيل المتعلقة بالعملية الانتخابية في البلد (انتخابات الرئاسة في سوريا) أود أن أؤكد على بعض الحقائق والبديهيات وهي:

 

أولاً _ إن النظام السوري وبكل تأكيد قد فاق العديد من الأنظمة الديكتاتورية والتي عرفت عبر التاريخ في حجم جرائمه ومجازره وذلك بحق كلٍ من الجغرافية والإنسان وهو بالتالي نظام مجرم فاقد للشرعية الأخلاقية والقانونية ليقوم بإجراء الانتخابات في البلد إن كانت للرئاسة أو البرلمان أو غيرها من ممارسات توحي بشرعيته وحقه في ممارسة السلطة والسيادة على الأراضي السورية.

 

ثانياً _ الإدارة الذاتية في المناطق الكوردية (الكانتونات الثلاث؛ الجزيرة، عفرين، كوباني) هي إدارات غير مستقلة عن المركز وما زالت دستورياً وقانونياً واقتصادياً خدمياً يتبع للمركز دمشق وإن كان هناك الادعاء بأن القرار السياسي لا يتبع لذاك المركز، وربما استبدل بمركز آخر لكن ما زال مشكوك بالأمر كون المركز الجديد (قنديل) هو بالأساس على تنسيق مع دمشق وهذا ليس بجديد في الأمر.

ثالثاً _ إنني (لا أوالي أو أقوم بهجوم) وذلك عندما أطرح رأياً أو مقالاً بل أحاول قراءة الواقع بعيداً عن روح التحزب والولاء أو العداء لتلك القضية والفكرة التي أقوم بتناولها شرحاً ودرساً وذلك في محاولة للوصول إلى بعض الحقائق والمعطيات.

وأولاً وأخيراً _ إنني أنطلق من قراءتي للمسائل والقضايا من موقعي ورؤيتي وانتمائي الكوردي كحالة قومية استراتيجية وليس من مصلحة حزبية أو آنية وبالتالي فإنني سوف أقف على قضية الانتخابات بالبلد وما يجري على الأرض وتحديداً ما يجري في المناطق الكوردية من عمليات تمهد للانتخابات من توزيع الصناديق الانتخابية وغيرها.. من تلك الرؤية والثوابت التي وقفت عليها في مقدمة المقال هذا؛ فهي وبالتأكيد غير مشروعة ولكن أمر واقع وعلينا التعامل معه بعقلانية ورؤية موضوعية حيث دخول قوات النظام إلى حمص وخروج قوات المعارضة أيضاً لم تكن حالة شرعية ولكن تم التعامل معها كأمر واقع لا محالة

وهكذا .. فإن توزيع الصناديق في بعض المراكز والبؤر في النقاط التي تتواجد فيها النظام السوري بشكل علني سيكون حتمياً وخارجاً عن إرادة الإخوة في الادارة الذاتية الديمقراطية، بل وربما بنوع من التراضي أيضاً حيث المصالح تحتم الكثير من القضايا والأمور التي لست راضٍ عنها ومع ذلك عليك القيام بها يعني “مكرهٌ أخاك لا بطل” فكيف يكون الحال إن كان متفقاً عليه بالأساس وبالتالي فإن الطلب من الإخوة في حزب الاتحاد الديمقراطي (PYD) الوقوف في وجه هذه الانتخابات ومنع وصول الصناديق إلى تلك المراكز هو نوع من العبث و”الصبينة” وليس المراهقة السياسية حيث لا طاقة أو إرادة لهم بالوقف في وجه النظام وآلته العسكرية وهو خلال أقل من ساعتين له المقدرة على قصف كل المناطق الكوردية واجتياحها وربما صحيحٌ أن ذاك سيشكل بداية الانهيار الحقيقي للنظام السوري ولذلك سوف يفكر كثيراً قبل الاقدام على هكذا حماقة ولكن صحيحٌ أيضاً؛ بأن بعض الدول الإقليمية وعلى الأخص تركيا لن تسمح به وذلك كي لا يعاد سيناريو العراق والهجرة المليونية للكورد وزيادة أزماتها وربما وصول الجماعات السلفية ليس للحدود فقط وإنما لداخل تركيا نفسها.. فها هي الأخبار ترشح بما مفاده، أن الحكومة التركية ستقوم بوساطة بين الكورد؛ المجلس الوطني الكوردي ومجلس غرب كوردستان للوصول إلى اتفاق ما حول إدارة المناطق الكوردية وهي أي تركيا التي عرفت عنها بأنها أكبر دولة إقليمية تعارض حقوق الكورد.
24

إنها لعبة السياسة وعلينا إتقانها؛ حيث المصلحة هي الدائمة والثابت في الواقع والقضية بينما كل المسائل والمواضيع والاتفاقيات والخصومات والمصالحات في حالة حركة وتبدل.. ومن هذه النقطة ننادي على المجلسين الكورديين ومن ورائهما على كلٍ من قنديل وأربيل وعموم شعبنا الكوردي ونقول: بأن الفرصة التاريخية سانحة لأن نكون على مستوى المرحلة ونحقق ما عجزت عنه الدبلوماسية الكوردية قديماً ومن خلال المعاهدات والاتفاقيات التي خصصت كمشاريع سياسية لرسم ملامح الشرق الأوسط قديماً.. فلا تعيدوا تلك التجارب السيئة، بل عليكم بالاتفاق على صيغة توافقية وليكن احدكما يمثل المعارضة لكن كمعارضة سياسية وليس حصاناً طروادياً أو شريكاً ميتاً ونعلم بأن هناك حكومة كوردية مستبدة قادمة حيث هي طبيعة المرحلة الحضارية والكورد ليسوا استثناء وسوف نمر بتلك المرحلة كما مرت بها غيرنا من شعوب العالم وإن كان متأخراً فـ”قدرنا” وواقعنا يحتم ذلك كوننا متخلفين عن الآخرين حضارياً ثقافياً .. وبالتالي سياسياً ومؤسساتياً.

 

إذاً؛ لنمارس لعبة السياسة وفق المصلحة الكوردية وهذا لا يعني إلغاءً لحزبيتكم بل يمكنكم التأكيد عليها لكن من خلال كورديتك وخدمتك للقضية الكوردية.. نعم؛ المطلوب هو وضع الحصان أمام العربة وليس العكس وهكذا لتكن أحزابكم في خدمة القضية ولا تعكسوا الآية بأن تجعلوا القضية الكوردية وشعاراتكم الرنانة عنها، خدمةً لأحزابكم وقياداتكم ومصالحكم الشخصية والحزبية.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

25

الخطابات النارية لا تخدم القضية.

..رسالة للسيد صالح مسلم وقيادة (PYD)

 

ذكرت عدد من المواقع ومنها موقع ولاتي نت بأن اليوم أي في 31/5/2014 ((انعقد في العاصمة البلجيكية المؤتمر الوطني الكوردستاني الرابع عشر الذي حضره الرئيس المشترك لحزب الاتحاد الديمقراطي صالح مسلم)) وقد اضاف الموقع المذكور بأن السيد مسلم تحدث ((عن تطورات الأحداث في غرب كوردستان مشيراً إلى أنهم سيقطعون الأيادي التي تحاول إفشال تجربة الإدارة الذاتية الديمقراطية التي أعلنتها حزب الاتحاد الديمقراطي وحلفائه)). وأضاف مسلم وبحسب الموقع نفسه ((بأن نضالهم هو امتداد لنضال شيخ سعيد , قاسملو , شرف كندي, وملا مصطفى بارزاني منذ مئتي عام ولغاية الآن موضحا أن بروز الممارسات التي تناهض المصالح الكوردية يؤثر على 50 مليون كوردي منوها إلى أنهم استطاعوا حماية المناطق الكوردية وتنظفيها من النظام الدكتاتوري في المرحلة الماضية)).

كما وأضاف السيد صالح مسلم وذلك بخصوص الإدارة الذاتية الديمقراطية وإعلان نظام الكانتونات في المناطق الكوردية وأيضاً حسب نفس الموقع بـ((أن هذه التجربة تأتي تلبية لمطالب كافة شعوب موزوبوتاميا لافتا إلى أنه يوجد لكل طرف في سوريا تنظيم داعش تابع له حيث يوجد للنظام السوري ولتركيا ولبعض القوى الكوردي ايضا داعش ويتم استغلالها واستعمالها ضدنا)). وأما بصدد العلاقات الدبلوماسية لحزبه؛ حزب الاتحاد الديمقراطي فقال: بأن لهم ((علاقات دبلوماسية واسعة في العالم إلا أن بعض القوى الكوردية تحاول الوصول لبعض القوى الدولية لتشويه سمعتهم منتقدا الأطراف التي تحاول إفشال نظام الإدارة الذاتية الديمقراطية المعلنة من قبل حزب الاتحاد الديمقراطي وحلفائه مؤكدا أن نجاح هذه التجربة هو مطلب كوردي كما أنهم قرروا قطع الأيادي التي تحاول إفشال التجربة الديمقراطية مبديا استعداده أن يصبح أبا لأربعة شهداء في سبيل نجاح التجرية)).

يمكن القول بأن هذا هو ملخص ما جاء في خطاب السيد صالح مسلم (الناري) وعندما نقول الناري لا نعني اللهجة فقط وإنما المدلولات والمعاني والمرام السياسية من وراءها أيضاً؛ حيث الشارع الكوردي اليوم أحوج ما يكون إلى الخطاب العقلاني المرن والهادئ والمتزن والداعي إلى وحدة الموقف والكلمة ووضع اليد باليد وليس إلى “قطع اليد” وبترها وحتى بالنسبة إلى تلك الأيادي التي تدعوا وتعمل على “افشال التجربة”، لنعمل على قطعها معنوياً وليس مادياً كما تفعلها بعض المنظمات الاسلامية المتطرفة كداعش وغيرها وعلى ذكر داعش فإنني أقول: كفى تلميحاً وتصريحاً في إدانة بعض الأطراف الكوردية تحديداً البارتي وقيادة الإقليم وتحميلهم وزر عملاً لم يقوموا بها أصلاً وبالتالي إتهامهم بالوقوف وراء بعض الجماعات في داعش فإن هكذا تصريحات تصب في خدمة الأنظمة الغاصبة لكوردستان.

نعم؛ كفانا ثقافة التخوين والعنف والبتر “يا سيدي” فو الله بات أولادنا لا ينامون مما يزرع من رعبٍ وخوفٍ في الشارع حيث لغة الحوار تبقى أجمل من لغة العنف والقتل والبتر والقطيعة وخاصةً إنكم تمثلون حزباً وإدارة كانتونات تدعي الديمقراطية، فليس هكذا يورد الإبل “يا سيدي” وكذلك نؤكد لكم بأن السياسة والإدارة الناجحة والدبلوماسية المرنة هي التي تؤسس لعلاقات دبلوماسية جيدة وقوية مع العالم الخارجي وليفعل الآخرون ما يشاءون وكفانا تبرير أخطاءنا وهفواتنا وقصورنا وتعليقها على مشجب الآخرين وذلك على الطريقة العربية حيث إسرائيل هي الملامة حتى إن أستبد الديكتاتور العربي في جوره وظلمه بحق الشعوب العربية.

وأخيراً وبخصوص قولكم: بأن نضالكم هو ((امتداد لنضال شيخ سعيد , قاسملو , شرف كندي, وملا مصطفى بارزاني منذ مئتي عام ولغاية الآن)) وبأنكم على استعداد أن تصبحوا ((أبا لأربعة شهداء في سبيل نجاح التجرية)) أي تجربة الإدارة الذاتية في المناطق الكوردية.. فلا يسعنا إلا أن نقدم كل التحية والتقدير لهذه المواقف والقناعات مع محاولة ترجمة الأقوال للأفعال طبعاً مع الدعاء للحفاظ على دماء وأرواح كل ابناءنا بمن فيهم أبناءك ضمناً لكن علينا التأكيد على إننا فعلاً نؤسس للكوردايتي مع الآخرين وليس نفيهم وسجنهم وإقصائهم من مناطقهم وبيوتهم وعبر الحدود مع الإقليم وذلك فقط لكونهم على خلافٍ سياسي معكم في شؤون الإدارة الذاتية، فإن الذي يدعوا إلى إدارة وتجربة ناجحة في المناطق الكوردية فعليه أولاً وبدايةً أن يتقبل الكوردايتي معنى وفعلاً وسلوكاً ممارساً على الأرض وليس قولاً يقال على المنابر .. “سيدي”.

26

الشهامة الكوردية..؟!!

…احترموا عقول الناس يا أسايشنا “الأشاوس”

 

 

 

 

 

 

18 مارس، 2014 ·

يوم أمس تم اعتقال عدد من الفتيات من ثانوية عفرين وذلك على يد أسايشنا “الأشاوس” وبدون حتى إذن الإدارة وليس المحكمة، بل ترددت بعض الأخبار بأن المدير نفسه تعرض للاعتقال والاستجواب والمهانة والضرب .. وهكذا وبعد التحقيق معهن لعدة ساعات وملاحقة واستدعاء أهالي البعض منهن لدائرة الأسايش تم إطلاق سراحهن بالليل مرفقاً بتصريح عن ملابسات القضية هذا نصه حرفياً: ((نقلا عن مصدر قيادي في قوات الأسايش الكوردية بعفرين لموقع كورداغ نيوز وبخصوص ما تردد عبر مواقع الأنترنت حول قيام أسايش عفرين باعتقال عدة فتيات قصر بتهمة المشاركة باعتصام سلمي في ذكرى مجزرة حلبجة. أعلن بأنه تم إطلاق سراح الفتيات المعتقلات وتسليمهم لأهاليهم، بعد أن تم توقيفهم بناء على أدلة واثباتات تدينهم بافعال وجنح غير مبررة، وبعد التحقيق معهم واقرارهم بالذنب تم تسليمهم لذويهم هذه الليلة، وليس لقرار الاعتقال أي خلفية سياسية أبدا كما ترددت عبر مواقع التواصل الإجتماعي على الأنترنت)). كرم أخلاق ما بعده كرم؛ يعني رغم الإقرار بالجنح “الغير مبررة” تم الإفراج عنهن مع أن وحسب معرفتنا المتواضعة بالقانون، الذي يرتكب جنحة يحول للمحكمة وليس لذويه يا مسؤول الأسايش.. بس بعرف أن كرم الأخلاق الكوردية لم تسمح لكم بتحويلهن للمحكمة ولكن اعتقالهن بتلك الطريقة المهينة مو مشكلة.

 

إن عملية الاعتقال وبالكيفية والطريقة تلك، تعتبر بحد ذاتها جرائم متعددة؛ منها انتهاك حرمة مؤسسة تعليمية يجب أن تكون لها حصانتها وكذلك الاعتقال الكيفي وبدون مذكرة اعتقال من جهة قضائية ولفتيات أغلبهن قاصرات وإهانة وضرب جهاز تربوي وتعليمي.. ومن ثم التحقيق معهنّ وبعد التأكد بل و”الإقرار بالذنب بالقيام بأفعال وجنح غير مبررة” بس بدنا نسأل الإخوة الحقوقيين: بأن هل لديكم ما يفيد بوجود جنح مبررة بما أن (جنح تلك الفتيات غير مبررة) فلازم تكون في “جنح مبررة كمان”، أو هي سمعة جديدة من عباقرة وجهابذة عقلية أسايشنا طبعاً وبعد كل هذا وذاك.. يتم تسليمهن الفتيات لذويهن وبارك الله بكم أو “ما حدا بيعرف مين يلي ربط الحمار هون” مثلما يقال في المثل؛ يعني هنّ اعتقلن بسبب ارتكاب الجنح “الغير مبررة” وطبعاً لو كانت من الجنح المبررة لما تم اعتقالهن.. ومع ذلك تم تسليمهن لأهاليهم شوفو كرم الأخلاق والشهامة الأسايشية بس بالصدفة كان “هدول الفتيات” كلهن مشاركات في الاحتجاج الذي أقيم في ذكرى مجزرة حلبجة أو هاد يلي خلى الشباب يقولوا أن الأسايش أعتقلهن لأسباب سياسية.. يا أخي والله هل المواقع الاجتماعية وهيك شباب لازم الواحد يعتقلهم كلهم ويحطهم عند الأسايش ليعرفوا كيف يكتبوا مع هاد يلي أسمو .. شو كان أسمو.. أي أي هاد “اللابتوب” بن ستين.. .

 

يعني بالأخير لازم نشكر الأسايش على هذا الحس الأخلاقي لهم؛ بأن لم يسموا تلك الجنح وبالتالي الإساءة أكثر لعفة وشرف تلك الفتيات والطالبات.. وأخيراً أليس محق المواطن الكوردي العفريني البسيط أن يتساءل ويقول: يا أخي والله قمع وحماقة الأسايش الكوردية هي أكثر سخفاً من قمع وحماقات الأمن السوري.. سؤال برسم الإجابة.

 

 

 

27

الكانتونات..

ومسألة التعليم وتجنيد الأطفال.

 

لقد ورد في الفترة الأخيرة أكثر من إشارة وبوست تطرق لمسألة المدارس والتعليم ونسبة الفوضى والتسيب وتدخل بعض الجهات الأمنية والعسكرية والمحسوبة على الإدارة الذاتية حيث كتب الصديق والزميل ŞiyarÎsa على صفحته الشخصية بأن “حال بعض مدارسنا الإعدادية في قامشلو مدعاة للقلق بسبب تدخل بعض قطعات قوات حماية الشعب و الأسايش في التفاصيل الصغيرة التي من المفروض أن يحلها الجهاز الإداري دون تدخل أحد. فهل من المعقول أن تتدخل قوات حماية الشعب لتسأل مدير مدرسة عن السبب الذي جعل الإدارة تنقل طالبة صف ثامن من شعبة إلى أخرى؟” وأضاف كذلك “..هل من المعقول أن يدخل طلاب المراحل الإعدادية مسلحين إلى مدارسهم؟” بالإضافة إلى عدد من التساؤلات والقضايا الأخرى والتي هي حكماً قضايا مهمة وإشكالية بنفس الوقت؛ حيث ليس من المنطق والعقل أن تتحول المدارس إلى ساحات لعرض العضلات والأسلحة والذخائر فهي مراكز تعليمية تأهيلية وليس مراكز للفتوة والعنتريات والزعبرات لبعض الجهلة والأميين وهم يفرضون الأوامر على الجهاز الإدراي أو التدريسي.

 

وهكذا فهناك بعض الأنباء تقول: بأن الطلبة وخاصةً المدعومين من إحدى الجهات العسكرية أو الأمنية والآسايش باتوا لا يعيرون الأساتذة والإدارة أي قيمة وإعتبار، بل الذي يدخل مسلحاً إلى الصف ممكن أن يرتكب الجريمة أيضاً وذلك بحق زملائه الطلاب أو حتى الجهازين الإداري والتدريسي.. وهنا يتبادر إلى الذهن والخاطر؛ أليس هناك قانون يمنع تجنيد الأطفال، إذاً كيف يحمل هؤلاء الصبية السلاح في مركز علمي تربوي، بل كيف يتم تجنيدهم في ظل هذا القانون الذي يمنع تجنيد الأطفال وهنا لا بد أن نسأل إدارة الآسايش وقوات الحماية الشعبية ونقول؛ من المسؤول عن الإجابة على السؤال السابق وذلك في ظل تردد بعض الأنباء عن إلتحاق ولن نقول خطف بعض الصبية والبنات، ممن لا تسمح أعمارهم بالخدمة، ببعض مراكز التدريب العسكري إن كان في قنديل أو غيرها ومنها ما تم نشره مؤخراً حول قصة “إختطاف الفتاة جيمن أحمد” من مدرستها الإعدادية.. نأمل أن يتم تدارك هذه القضايا وذلك قبل أن تتحول ساحات مدارسنا لمعارك وساحات قتال حربية حقيقية وبالتالي تكون الخسارة مزدوجة؛ علمياً وأخلاقياً وقبل أن تكون مادياً بشرياً.

 

 

 

 

 

 

 

28

أنت كوردي

وذلك مهما أدعيت إنك تنتمي “للأمة الديمقراطية”.

 

 

 

 

 

 

5 يوليو، 2014 · لوسرن‏ ·

كتب لي الصديق كوران مصطفى؛ التعليق التالي على بوستي “كوباني في القلب”: (سؤال ل الأخ و الكاتب القدير بير .. استغرب كلما تدخل ب ي د في مأزق سياسي، منطقة كوردية تدفع الضريبة و اليوم كوبانى هي الضحية). طبعاً ممكن أن يفهم السؤال على محملين وهو سؤال إشكالي بكل الأحوال؛ حيث الجانب السلبي منا سوف يعتبره سؤالاً اتهامياً وربما تخوينياً لحزب الاتحاد الديمقراطي (PYD) وهذا نرفضه لغةً ومفهوماً بالسياسة ونستعيض عنه بتلاقي المصالح والأجندات السياسية ونعلم بأن محور قنديل له تقاطعاته السياسية مع المحور الروسي الإيراني وبأن المجتمع الكوردي وكأي مكون اجتماعي سياسي جماعة قومية اجتماعية منقسم بين المحورين الدوليين والكورد ليسوا استثناء عن الحالة؛ حيث هناك المحسوبين على المحور الأمريكي الغربي الليبرالي عموماً وهناك من هو المحسوب على المحور الروسي الإيراني الأيديولوجي “الثوري” وعلى رأسهم كوردياً حزب العمال الكوردستاني ومنظوماته كالاتحاد الديمقراطي (PYD).

 

لكن وعلى الرغم من كل ذلك فإني أقول للعزيز Goran Mustafa ما يلي: صديقي.. بدايةً شكراً لسؤالك الجميل وعلى الرغم من أن البعض سوف يفهمونها وكأنها لعبة و”مؤامرة أو مسرحية” من ال ب ي د وذلك من أجل تمرير سياساته مع العلم إننا لا يمكننا أن نستبعد هذه الفكرة من اللعبة السياسية في صراعات الكتل والأحزاب على النفوذ والهيمنة إلا أن القضية وبرأي أعمق من ذلك بكثير؛ حيث ومهما كان هناك الانقسام الكوردي ومهما حاول العمال الكوردستاني وبكل منظوماته السياسية الضرب على وتر الديمقراطية وأممها ومحاولات “الابتعاد” عن الحالة القومية إلا أن الآخرين الجانب الآخر وخاصةً القومي فإنهم يروون فيه (أي الإخوة بالاتحاد الديمقراطي PYD) طرفاً كوردياً يستحق العقاب وبأن هذا الانقسام الكوردي ليس إلا لعبة بين أربيل وقنديل _ واليوم وجه سؤال بهذا المعنى لي في مقابلة إذاعية_ ثم علينا أن لا ننسى بأن المال والغنائم وفكرة الغزوات هي ثقافة إسلامية لجماعات مثل “داعش” وغيرها وكذلك سياسة الاصطفاف والمحاور والأجندات وصراعاتها في المنطقة. وبالتالي فإن هجومهم على المناطق الكوردية هو نوع من العقاب للكورد عموماً وكذلك الضغط عليهم وعلى الشارع الكوردي لإحداث شرخ أكبر بين هذا الطرف الكوردي ولأحزاب الكوردية الأخرى وكذلك لتحميله مسؤولية ما تتعرض له المناطق الكوردية وتحريض الشارع الكوردي عليه وإضعافهم سياسياً وعسكرياً.

 

وأخيراً؛ أرجو أن أكون قد قدمت وبإيجاز جواباً معقولاً على سؤالكم الكريم.. مودتي.

 

29

توضيح

..عن عمالة العمال الكوردستاني.

 

بدايةً أود أن أشكر كل الأصدقاء والزملاء الأعزاء الذين يشاركوننا بالبوستات من خلال اللايك أو التعليقات وأبداء الرأي والموافقة معنا في مضمونه وليعذروني إن لم أذكرهم بالأسم واحداً واحداً مع إني أود ذلك تعبيراً وإمتناناً.. لكن ونتيجة الضغط والعدد الكبير من المشاركات والتعليقات وربي يزيد وكذلك الوقت والجهد فإني مجبر أحياناً أن أكتفق بتحية عمومية وأركز فقط على أسئلة الإخوة الذين يحتاجون إلى ردود؛ وإن ردي الأخير سوف يوجه للذين يخونون حزب العمال الكوردستاني ومنظوماته السياسية والعسكرية وإنني أود أن أقول لهم كلمة واحدة.. أصدقائي إنني أتفق معكم وكذلك على علم بكل ما تذكرونه من مستمسكات وقمع وعلاقة مع النظام، بل وقد ذكرت في إحدى البوستات إن حياتي شخصياً كانت في خطر وبتهديد مباشر بالقتل ومع ذلك فها إنكم تروني أكتب ما أكتب وأنا بعيد عن الحزب والكانتونات وتهديداتهم؛ أي أن مصدر الكتابة ليس الخوف بل هي القناعة؛ كون هكذا هي حركة التاريخ وتكوين النظم السياسية في البلدان النامية حيث الثقافة الشمولية.. ولنعلم جميعاً بأن كل شعوب وبلدان العالم مرت بنفس التجارب أو قريبة منها فهل تعتقدون بأن الحكومات الغربية الديمقراطية والشرقية السائرة على ركب الحضارة قد وطدت دعائم الحكم بالطرق الديمقراطية.. لا أبداً؛ كلهم جاءوا بطريقة استبدادية ومروا بنفس هذه التجربة من القمع والجريمة السياسية وذلك بحق معارضيهم، إلا أن تأسست بلدانهم ومن ثم إنتقلوا إلى التجربة الديمقراطية وهذا ليس بدفاع عن تلك النظم، بل الإشارة وتبيان الواقع الثقافي والإجتماعي لمجتمعاتنا.

وأما مسألة علاقات ومعارك وصراعات قوات الحماية الشعبية (YPG) وأنها عبارة عن “لعبة أو مسرحية هزلية” يمارسه حزب العمال الكوردستاني وفرعه السوري حزب الاتحاد الديمقراطي (PYD) وذلك مرة مع النظام ومرة مع مرتزقة ما تعرف بالدولة الإسلامية “داعش” فقد كلىّ وملىّ منها شعبنا وهنا أود فقط أن أنوه لهؤلاء الإخوة وأقول بأن السياسة هي لعبة الأذكياء والحاذقين والذين يعرفون كيف يلعبون بالأوراق التي يملكونها وذلك في الوقت المناسب والذي يتقنها يفوز بالرئاسة والسيادة ربما يقول أحدكم هذه مكيافلية وتبرير للإنتهازية فأقول له؛ بأن السياسة ليست هي المبادئ والنزاهة فقط ياعزيزي.. وهكذا فإن من يتحجج بأن حزب الاتحاد الديمقراطي أستفاد من النظام السوري، نقول له: لاخلاف على ذلك وهكذا هي السياسة؛ فمن لا يعرف الاستفادة من المناخ والظروف فهو لا يعرف كيف يمارس اللعبة السياسية ومن الأفضل له ترك الساحة، بل إن القوى الجديدة سوف تدفع به وتخرجه من الساحة السياسية وهذا ما يحصل اليوم في غربي كوردستان، حيث تم إخراج عدد من الأحزاب من المعادلة السياسية الكوردية وللعلم فقط نقول: بأن علينا أن نتذكر في قصة العمالة للنظام السوري؛ بأن الجميع متورطين وكانت مكاتبهم؛ الاتحاد الوطني والحزب الديمقراطي الكوردستاني (العراق) وليوم أمس موجودة في دمشق ولكن مشكلة أوجلان إنه بز الجميع في الولاء و”العمالة” للنظام السوري.. ولم يترك للآخرين حظوظاً من “العمالة” وكذلك فإن بقاء الحركة الكوردية العراقية على المشروع القومي بينما تغيير الأوجلانية للبوصلة السياسية من الحالة القومية والكوردستانية نحو المشروع والإدارة الذاتية الديمقراطية وذلك نتيجة ظروف الاعتقال للسيد أوجلان قد كرس أكثر “مفهوم العمالة” عن هذه الحركة السياسية الكوردستانية.

ملاحظة: نرفض مفهوم العمالة في العلاقات السياسية بالمعنى التخويني ونفهمه بالمعنى السياسي وتلاقي المصالح والأجندات السياسية.

http://xeber24.net/nuce/37728.html

 

30

جغرافية إقليم كوردستان (سوريا)..؟!!

…مرة أخرى ندخل دوامة التهويمات والقراءات الضبابية.
2 فبراير، 2014 · لوسرن‏ ·

إحدى أعقد مشاكل الحركة الوطنية الكوردية في سوريا إنها لم تقدم برامج سياسية واضحة في قراءاتها للواقع السياسي الكوردي من حيث جغرافية كوردستان والإقليم السوري كدولة حديثة ناشئة في المنطقة وكذلك الوجود التاريخي للكورد في مناطقهم وليس كمهجرين جاءوا للمنطقة كمهاجرين مرحلين عبر أزمات السياسة والحروب وبالتالي العمل وفق رؤى وبرامج سياسية تنظّر لواقع الحال الكوردي وعلى أساس ذاك تعمل وتنادي بحقوق شعب يعاني حالة الإستلاب والإستعباد في دولة قومية عنصرية تتنكر لحقائق تاريخية وسياسية، بل كانت كل البرامج السياسية للحركة تتصف بالتهويم والقراءات الضبابية والغير واضحة بالنسبة لمجمل الواقع الكوردي من حيث الجغرافية والتاريخ والحضارة.. وكذلك حال وواقع العلاقة مع المركز؛ هل هي حالة إستعمار وإستعباد أم إلحاق وإنكار.. أم الوجود الكوردي هو وجود أقلية قومية مهاجرة. وبالتالي فكانت التوصيفات والتعريفات تتأرجح بين مفهوم المناطقية (المناطق الكوردية) وأحياناً المناطق ذات الغالبية الكوردية خطاب حزب الوحدة والوطنية لبعض الآخر وبطريقة تهويمية ودون تعريف ما تعني الوطنية تلك.. بل وصل الحال بزعيم أحد أكبر الفصائل الكوردية السيد أوجلان بأن وصف الوجود الكوردي في سوريا بأنه كان نتيجة “هجرة كورد الشمال”.

 

………….وهكذا فإننا نحن الكورد مثقفين وسياسيين وفي مقدمتهم الحركة الوطنية الكوردية أحزاباً وقادة يتحملون الوزر الأكبر لهذه الإشكالية السياسية بخصوص جغرافية كوردستان في الدولة السورية؛ حيث ومن خلال مراجعة لبرامج ومناهج الأحزاب الكوردية السورية سوف نصطدم بهذه الحقيقة المرة؛ بأن هناك ضبابية في قراءة هذه الحقيقة ونتذكر جيداً بأن تقارير أحزابنا وعندما كانت تعرض وتحلل واقع كوردستان بأجزاءها.. فإنها كانت تسمي الأجزاء الثلاثة الأخرى بأسم كوردستان وعندما يصل الأمر إلى الوضع السوري والداخلي؛ إقليم كوردستان (سوريا) فكانت تكتب: “أما الوضع الكردي في سوريا” وذلك بدل أن تصيغ العبارة بـ(الوضع في كوردستان سوريا) وعلى غرار الأجزاء الأخرى.

 

…………………واليوم وبعد هذا الحراك السياسي في المنطقة العربية والشرق أوسطية؛ ما زال الخطاب الكوردي لا يحمل لنا ذاك الوضوح في قراءته لمسألة الجغرافية الكوردية في سوريا وعلاقته مع المركز وكذلك قضية الحدود وشكل الإدارة السياسية والحلول المناسبة والتي يجب عليها ان تقدمها للشريك العربي وكذلك للدول الراعية للمؤتمرات والملتقيات التي تنعقد بخصوص المسألة السورية والأزمة الحالية وسبل الوصول إلى الحلول المناسبة لكل القضايا والمشاكل العالقة في البلد ومنها المسألة الكوردية؛ بل وللأسف ما زال البعض يتحجج بأن المناطق الكوردية هي غير متصلة وبالتالي فإن طرح الفيدرالية هو نوع من المغامرة و”المراهقة السياسية” وينسى أولئك “المحللون السياسيون الأفذاذ” بأن هناك أكثر من إقليم بل ودولة أطرافها وأجزاءها غير متصلة ببعضها؛ إن كان تفصلها أراضي بور أو بحار ومحيطات.. بل هم أنفسهم يطالبون بدولة فلسطين بين غزة والضفة الغربية المنفصلتان جغرافياً ويحتجون على الفيدرالية في سوريا كون المناطق الكوردية منفصلة وبالتالي لا يمكن تشكيل إقليم منها.. أليس هذه القراءة تعتبر نوع من الرياء والنفاق السياسي إن لم نقل الغباء السياسي.. وذلك دون توصيف أحد بالخيانة للقضية والشعب والجغرافية الكوردستانية.

 

31

رسالة أخوية

..إلى قيادة الآسايش وإدارة الكانتونات

 

أيها الإخوة والأصدقاء

إنني شخصياً وقبل عام وأكثر بقليل تعرضت للإهانة على يد بعض شبابكم من قوات الآسايش وذلك في ذكرى يوم اعتقال السيد عبد الله أوجلان وقراركم بإغلاق جميع المحلات والدكاكين وكنت حينه ما زلت بالبلد وعلى رأس عملي التجاري وأتذكر يومها كان لدي حمل لإرساله وشحنه وبالتالي كنت مضطراً لفتح المستودعات وكذلك لعدم قناعتي بإجبار الناس على الحداد وإغلاق المحال وبأي سببٍ كان.. فحينما مات الرئيس السوري السابق (حافظ الأسد) لم يجبر أحد على إغلاق المحال التجارية والأسواق وقد حاولت أن أُفَهّم ذاك لذلك الشاب الذي حاول جري إلى الصالون (سيارة مغلقة) لكن للأسف لم يستوعب الموضوع وعندما تدخل الأهل ومنعوه من أخذي إلى المخفر غادر المحل لأفاجأ بعد دقائق بسيارتين للآسايش أمام المحل وهم يقفزون من السيارة على طريقة أفلام الكوبوية الأمريكية ولا أريد أن أقول على الطريقة الأمنية السورية، بل وقائد الحملة توجه إلي مباشرةً وهو يوجه لي بإصبعه ويسألني بالكوردية “Tu jikuhatî” (أي من وين جاي أنت) فأبتسمت للسؤال؛ كوني إبن المنطقة وكان هو وافداً عليها من منطقة أخرى كوردستاننا البائسة.

طبعاً لا أريد هنا أن أذكره وأذكر الإخوة؛ بأنني يوم كتبت مقال (كفى صمتاً) وغيرها من المقالات في أعوام 2008 و2009.. كنت في إقليم كوردستان (العراق) وحينها كان من النادر أن تجد أحدهم يدعي بالانتماء للعمال الكوردستاني ومع ذلك طلبت في تلك المقالات أن يتم الافراج عن السيد أوجلان وأن لا يهمش حزب العمال الكوردستاني، بل قلت في إحدى المقالات بأن هذا الحزب ومع الحزبين الكورديين الآخرين؛ الاتحاد الوطني الكوردستاني والحزب الديمقراطي الكوردستاني يشكلون ما يمكن تعريفه وتسميته ب(مثلث القوة الكوردية) والذين يعرفون الهندسة والميكانيك يعلمون بأن المثلث هو أقوى الأشكال الهندسية تحملاً للقوى والإجهاد.. وهكذا وبتوحد هذه القوى السياسية الكوردية فإن الحالة الكوردية سوف تعيش أقوى أشكالها وسياساتها ووجودها على الأرض.

إن ما دعاني لكتابة هذه الرسالة والتذكير بالحادثة؛ هو ما تعرض له مؤخراً أحد أصدقائي وتلامذتي في البلد لحادث اختطاف وقرصنة وترهيب وهو بنفس الوقت رفيق وعضو اللجنة الفرعية للحزب الديمقراطي الكوردستاني حيث تم اختطافه ليلاً من قبل مجموعة ملثمة وأخذه إلى إحدى الغابات القريبة (ÇayîQêziqlê) وتعرضه للضرب المبرح من قبلهم وهم يحاولون قدر الامكان أذيته وقد حاولوا وخلال أربع ساعات أن يذيقوه الذل وإصابته بأكبر عدد من الركلات والرفسات وبأخمص البنادق بل وحاولوا فسخ عظم الركبة ليصبح كسيحاً وهم وبنفس الوقت يهددونه إن قام بأي نشاط آخر حتى وإن كان نشاطاً اجتماعياً وغير سياسي كالذي كان قد قام به قبل خطفه وذلك بإنشاء فريق رياضي من عدد من الشباب فاعتبروه نشاطاً يهدف لتنشيط الحزب الديمقراطي الكوردستاني بين الجيل الناشئ. وهكذا وبعد ضربه ضرباً مبرحاً وتهديده بالموت إن عاد لأي نشاط من ذاك القبيل رموه بين حقول الزيتون بحوالي الساعة الرابعة فجراً وبدون بطارية الهاتف الجوال وحتى المبلغ الذي كان بحوزته قد سلبوه منه وهكذا تركوه بين الحياة والموت في تلك الحقول.

ربما يقول أحدكم؛ ولما توجّه الرسالة لقيادة الآسايش والكانتونات فأقول لذاك العزيز المتذاكي: إن هذا العمل ليس هو الأولوأعتقد لن يكون الأخير أيضاً من نوعه ونحن نعلم جميعاً من هو وراءه ومن يقوم به وبالتالي فليس من داعٍ لذاك التذاكي والفهلوية ونقول بأن هذه الأساليب العنفية والقمعية مورست وعلى مر التاريخ من كل النظم السياسية المستبدة في العالم قديماً وحديثاً ولكنها لم تجلب الاستقرار والديمومة لتلك الحكومات الظالمة بل كانت السبب في إشعال الثورات على المستبد الظالم وها نحن نرى اليوم نتائج تلك السياسة وعلى المستوى الوطني السوري فلذلك فإنني اتوجه برسالتي هذه إليكم (قيادة الآسايش والكانتونات) ولعلكم تسمعون لنداء العقل حيث ليس بالقمع والإقصاء والديكتاتورية يستتب الأمن والأمان، بل في تامين المستلزمات الضرورية لحياة المواطن وأمنه وسعادته ورفاهيته وحريته فإن كنتم حقاً تريدون وطناً صحيحاً معافى ومواطناً يعتز ويفتخر بانتمائه لكانتوناتكم الديمقراطية فحققوا له الكرامة والحرية فإن الثورة السورية سميت بثورة الحرية والكرامة وإلا فإن مصيركم لن يكون بأفضل ممن يبقكم إلى السلطة والاستبداد وكفى قمعاً وسلوكاً استبدادياً إلغائياً بحق الآخر المختلف معكم فكرياً سياسياً وليس وطنياً قومياً.. فهل هناك من سوف يسمع الرسالة.

32

 

 

رسالة أوجلان للبارزاني.!!

هل توحد الخطاب الكوردي.. على مستوى الرؤى والقضايا الإستراتيجية.

 

 

 

 

28 يناير، 2014 · لوسرن‏ ·
.
.
…….منذ يومين والإعلام الكوردي عموماً يتناول قضية زيارة كل من نائب رئيس حزب السلام والديمقراطية السيد سري سريا أندر والبرلمانية الكوردية المستقلة ليلى زانا إلى سجن إيمرالي ولقائهم بالسيد عبد الله أوجلان؛ زعيم حزب العمال الكوردستاني والذي بدوره حملهم رسالة إلى السيد مسعود بارزاني؛ رئيس إقليم كوردستان (العراق) تتعلق فحواها حسب التسريبات الإعلامية بكل من المؤتمر القومي الكوردي والذي كان من المقرر إنعقاده منذ أشهر وتأجل بسبب صراع قطبي السياسة الكوردية؛ قنديل وأربيل على عدد من القضايا الحيوية والإستراتيجية، منها الوجود التمثيلي لكل منهما في المؤتمر نفسه وكذلك قضايا الرئاسة وكيف تكون.. إنتخابية دورية أم تحت هيمنة أحد الأطراف الراعية وأيضاً الصراع على النفوذ في إقليم كوردستان (سوريا/روجآفا) وعلاقة المجلسين الكورديين _غربي كوردستان والوطني الكوردي وخضوع كل مجلس لأحد القطبين مما يجعل الصراع الحقيقي بالأساس بين هذين القطبين ومن يفرض أجنداته داخل ساحة روج آفا الكوردستانية وكذلك قضايا أخرى تتعلق بالصراع السياسي في المنطقة والعالم عموماً ومنها موقف كل طرف من الصراع السوري والإستقطاب السياسي لكل محور وأجندات الحلفاء وسياساتهم في المنطقة.

 

…………..بالتأكيد؛ إن الكورد كغيرهم من شعوب العالم والمنطقة منقسمون سياسياً ومن العبث بل والغباء السياسي أن نطالب بوحدة الكورد سياسياً وأيديولوجياً ولكن ولكون المنطقة تمر في مرحلة مخاض ثوري وحراك نحو الحريات والديمقراطية وكون الكورد هم آخر الشعوب التي تتطلع لنيل إستقلالها من التبعية والإلحاق وحالة الإستعباد السياسي والفكري الحضاري، فإن هذا الواقع المرير لشعبنا تجبرنا أو على الأقل يجب أن تدفع بالخطاب السياسي الكوردي للتوحد في قضايانا الحيوية والإستراتيجية.. وهكذا فإن رسالة السيد أوجلان وفي هذه الأوقات العصيبة هي بمثابة نوع من طوق النجاة والتي ترمى بها لإنقاذ المشروع القومي الكوردستاني من الغرق كلياً في التفاصيل والجزئيات وخاصةً بان الطرف الآخر؛ أربيل وبقيادة الأخ الرئيس مسعود بارزاني وما يملك من الحكمة وروح الكوردايتي تجعلنا شبه متيقنين بأنه لن يترك الفرصة تذهب هدراً وهباءً.. ولكن ورغم هذا التفاؤل العقلاني فإنه يجب أن لا ينسينا بأن العملية السياسية والتوافق الكوردي محكوم هو الآخر بالمستجدات والتطورات على الساحة الإقليمية والدولية وليس الكوردستانية فقط.. وبالتالي بالتوافق الدولي على عدد من القضايا والملفات الحيوية؛ منها الملف السوري ومسار إتفاقيات جنيف2 وكذلك حل القضية الكوردية في تركيا وملف إيران النووي وتدخلاتها في المنطقة وغيرها من الملفات الساخنة.

 

…………………وهكذا فإننا نأمل ومع كل الذين يطالبون بوحدة الموقف والخطاب السياسي الكوردي في القضايا الحيوية والإستراتيجية، على أكبر تقدير أن لا تهدر القيادات الكوردية هذه الفرصة التاريخية وأن لا نعيد أجواء ومناخات، بل أن لا نكرس مناخات التوتر الموجودة أصلاً وذلك من خلال تصريحات بعض القادة والسياسيين الكورد في سوريا ومن خلال المزاودة على الآخر بخطابات مراهقة صبيانية لا تخدم قضايانا الأساسية والحيوية وكأننا في بازار للسياسة ومن يريد أن يرفع من سقف ما يطالب به من حقوق قومية مشروعة لشعب عانى وما زال يعاني من سياسة الإستعباد الممنهج فكرياً حضارياً وقبل أن نقول بأنه يمارس سياسياً وجغرافياً بحق الجغرافية الكوردستانية.. وخاصةً إننا بدأنا نتلمس تأثير الرسالة قد بدأ فعلاً على الخطاب السياسي للإخوة في حزب الإتحاد الديمقراطي (PYD) وذلك من خلال تصريحات السيد صالح مسلم الأخيرة لصحيفة “حرييات” التركية.. مما زاد من سوية التفاؤل والأمل في توافق سياسي كوردي إستراتيجي.

33

 

 

سوريا/كوباني..

وخارطة التقاطعات الدولية والإقليمية.

الحلقة الأولى

 

 

 

 

 

إن صراع الأجندات السياسية والمحاور ومحاولة كل طرف فرض مشروعه الإقليمي في الصراع الدائر في سوريا بات معروفاً للجميع من قوى سياسية ونخب ثقافية، بل بات المتابع “العادي” للمسائل السياسية والصراع في سوريا وليس فقط النخب الثقافية والسياسية يدرك تماماً بأن الشعب السوري ومنذ ما يربو على أربع سنوات وهو يدفع فاتورة الصراع على هذا الإقليم الجيوسياسي وذلك بين عدد من المراكز الإقليمية والدولية؛ فمن جهة لدينا المحور الروسي الإيراني الداعم للنظام السوري وكلٌ منهما يقدم هذا الدعم بالتأكيد من منطلقات ولأهداف دينية سياسية وإقتصادية معروفة حيث إيران ومشروعها في تصدير الثورة الخمينية ذات الطابع الديني الشيعي ومسألة الهلال الشيعي في المنطقة العربية وإستثمارها للعاطفة الدينية طائفياً عند المكون الشيعي في البلدان العربية؛ لبنان، سوريا، البحرين وأخيراً اليمن والسعودية وكذلك محاولة جر الكورد أو على الأقل جزء مهم من المجتمع الكوردي وإن كان عن طريق حزب ماركسي علماني وليس حزب ديني كحزب الله اللبناني. وأما الشريك الآخر في قيادة هذا المحور فإنه يحاول أن يحتفظ ببعض بقايا وأمجاد الإمبراطورية السوفيتية السابقة في المنطقة وأن تبقى لها موطئ قدم في المياه والبحار الدافئة وكذلك في حقول النفط وأيضاً كسوق للسلعة الحربية الروسية الكاسدة ومحاولة منافسة الغرب في بعض الإستثمارات والمشاريع الكيمابترولية وغيرها في المنطقة العربية.

 

إن كان المحور الأول شهد الثبات والإستقرار في مواقفه وكتلتها الصماء فإن المحور الآخر؛ الغربي الأمريكي قد شهد مع تطور الأحداث في سوريا الكثير من الإنقلابات والتغير في المواقف، بل والإنقسام الداخلي أيضاً وخاصةً بين الشركاء الإقليميين وأكثرها حدةً الإستقطاب التركي القطري من جهة والسعودي الخليجي من جهة أخرى وقد تفجرت في الأزمة المصرية أكثر وذلك من خلال دعم تركيا للتيار الإخواني بزعامة مرسي بينما السعودية ومن خلفها أمريكا وقفت وراء الجيش المصري ودعمت عبد الفتاح السيسي وأخيراً كان الإنقلاب الأبيض على حكومة محمود مرسي وحظر الإخوان من النشاط السياسي مما أنعكس على علاقة هذا المحور مع المسألة السورية وصراع كل طرف داخل المحور الواحد في إستقطاب أطراف المعارضة؛ مما أدى ومن خلال هذا الهوس الجنوني لتلك الأقطاب في السيطرة على الأرض أن تم ضخ الميليشيات المتطرفة لداخل سوريا وعلى الأخص من تركيا والسيطرة على أكبر بقعة جغرافية داخل سوريا وذلك في محاولة للتعويض عن خسارتها أمام السعودية في مصر.. وهكذا تم إهمال القوى المعتدلة في الثورة السورية وتبني المجموعات المسلحة والراديكالية القادرة على التمدد السريع في المناطق السورية وذلك من خلال مشروع ديني سلفي سني عرف في البدايات بأسماء مجاميع دينية مثل جبهة النصرة والتوحيد وغيرها إلا أن أعلن عن تنظيم دولة الإسلام في العراق وبلاد الشام “داعش” والتي أعلنت خلافتها أخيراً في الموصل وبايعت أبو بكر البغدادي خليفةً لهم على الدولة الإسلامية، حيث ألغت الحدود بين كل من سوريا والعراق وهي المرة الأولى التي تلغى فيها الحدود الدولية التي رسمت بموجب إتفاقية سايكس بيكو وغيرها من المعاهدات الدولية وكانت بداية مرحلة جديدة في المنطقة سياسياً وجغرافياً وربما “كرة الثلج” هذه تكبر لتكون بداية مشاريع وإتفاقيات دولية جديدة في إعادة رسم خارطة المنطقة.

 

ملاحظة: كون المقالة طويلة ويتناول الوضع السوري والكوردي فقد رأينا أن نقسمها إلى حلقتين وإليكم اليوم الحلقة الأولى وغداً نستكمل المقال بما يتعلق بالجانب الكوردي من القضية ..نأمل أن نلقي بعض الإضاءات على الجوانب المظلمة في المشاريع السياسية التي ترسم للمنطقة.

http://www.gemyakurdan.net/…/gotari/item/24475-2014-10-12-1…

34

سوريا/كوباني..

وخارطة التقاطعات الدولية والإقليمية.

الحلقة الثانية

 

 

ذاك على الصعيد السوري.. أما كوردياً فقد إنعكست مجمل تلك الإنقسامات في الواقع الكوردي أيضاً؛ حيث وكما قلنا فقد تم إستمالة العمال الكوردستاني وعبر فرعه السوري حزب الإتحاد الديمقراطي وذلك بعد أن رفض الأحزاب الكوردية الأخرى أحزاب المجلس الوطني الكوردي الجلوس والتنسيق مع النظام السوري فتم إستدعاء بعض القيادات السياسية الأخرى من العمال الكوردستاني والتنسيق معهم في إدارة المناطق الكوردية في إجراء أقرب إلى الإستلام والتسليم وكل طرف يحاول عدم تجاوز الخطوط الحمراء؛ من جهة الكور عدم السماح بالمشاركة الكوردية في الثورة السورية وخاصةً المسلحة منها بينما في المقابل تُسّلم المناطق الكوردية من العمليات الحربية والطيران والقصف المدفعي من قبل النظام السوري.. وهكذا واحدة بواحدة؛ إستلم المنطقة لكن إمنع الشعب الكوردي من الدخول في الصراع الدائر في البلد وكونوا على حياد على الأقل، لكن إرتباط القوى الكوردية الأخرى من أحزاب المجلس الوطني الكوردي بمركز القرار الكوردي الآخر أي أربيل وإرتباط الأخيرة مع المحور الغربي الأمريكي كانت “الغصة” في تلك الإستراتيجية حيث الصراع بين أربيل وقنديل جعلت المناطق الكوردية تعيش حالة التوتر والمد والجذر بين القوتين الكورديتين إن كان على المستوى الكوردستاني؛ قنديل وأربيل كما قلنا أو على مستوى إقليم كوردستان (سوريا) وذلك من خلال المجلسين الكورديين؛ الوطني وغربي كوردستان وقد تفجر الوضع أكثر بعد إنهيار التوافق السياسي الذي تم برعاية الإقليم الكوردستاني وذلك عبر إتفاقيات هولير والتوافق على الهيئة الكوردية العليا وبإلتحاق المجلس الوطني الكوردي بقوى الثورة السورية ورفض قبول مجلس غرب كوردستان من المشاركة في لقاءات جنيف حيث كانت “القشة التي قصفت ظهر البعير” وبداية المواجهة العسكرية والأمنية طبعاً من طرف واحد؛ كون المجلس الوطني لا يملك قوى وميليشيات عسكرية حيث كانت ملاحقة النشطاء والقيادات الحزبية من الموالين لمحور إقليم كوردستان (العراق).

 

وهكذا.. تم تفريغ الساحة من كل أو أغلب المناوئين لمحور قنديل في غربي كوردستان وأستفرد الإخوة في حزب الاتحاد الديمقراطي والموالي لقنديل بالمناطق الكوردية وقاموا بتأسيس وإقامة المؤسسات المدنية والإدارية والعسكرية على نموذج الدولة التوتاليتارية المستبدة؛ حيث الكل خاضع إلى الأيديولوجية الأوجلانية ولو من خلال مؤسسات مدنية أو جبهوية وبحالة اقرب إلى النظام السوري أو النموذج السوفيتي.. حيث هناك الجيش العقائدي ومجلس غرب كوردستان والإدارة الذاتية الديمقراطية والتي تضم شكلياً عدد من الأحزاب والمكونات المشلولة والغير قادرة على فرض أي قرار وذلك من دون موافقة الشريك الأقوى، ألا وهو حزب الإتحاد الديمقراطي.. وفقط، تم إستبدال الشعار الأممي السوفيتي بالشعار الديمقراطي والأمة السوفيتية بالأمة الديمقراطية. ولكن يبدو أن الإخوة في قيادة قنديل نسوا بأن هناك الجارة القوية تركيا وقضية مفاوضات السلام ومن ورائها المحور الغربي وبتوافق كوردي ضمني من إقليم كوردستان (العراق)؛ المنافس الآخر مع قنديل في الصراع على غربي كورستان وكذلك النظام السوري نفسه بأنهم لن يسمحوا بإمتلاك طرف كوردي لقوة عسكرية وإدارية في منطقة وبقعة جغرافية ممكن أن تشكل “شوكة في خاصرة الجميع”.

 

وبالتالي توافقت مصالح الجميع في إضعاف القوة الكوردية الجنينية وذلك إن كان بحجة أو حقيقةً لمحاربة النفوذ الأوجلاني في المناطق الكوردية وفيما عرفت أيضاً بالكانتونات وقد جاءت ما تعرف بالدولة الإسلامية “داعش” كمنقذ ومحقق لأحلام وطموحات كل الأطراف المتنازعة على سوريا وكوباني ولكن وللأسف على حساب الدم السوري والكوردي.. وهكذا فمن جهة سوريا وقفت متفرجةً على هجوم مرتزقة “داعش” على المناطق الكوردية ومن دون أن تحرك قواتها أو حتى قصفها بالطيران وهي التي كانت مفروضة أن تقوم بها كون الطرف الكوردي الذي يتعرض للهجوم حليف سياسي وإن موقفها ذاك كان بأمل إضعاف القوة الكوردية من جهة ومن جهة أخرى خلق حالة من الإقتتال والإنقسام المجتمعي بين مكونات سوريا وتحديداً الكورد والعرب وكذلك محاولة تسويق النظام لنفسه مع طلب الدخول ضمن الحلف الدولي وقبوله كشريك في “مكافحة الإرهاب”.. بينما فتحت تركيا الحدود لتلك القوى التكفيرية الظلامية في مسعى لإضعاف القوى الكوردية عسكرياً وكذلك لضرب مشروع الإدارة الذاتية بحيث تكون درجة المطالب الكوردية لا تتعدى حقوق المواطنة السورية وكذلك لي ذراع العمال الكوردستاني وعبر حليفه السوري وبالتالي فرض شروطها على قنديل إن كان في قضية مفاوضات السلام بين الطرفين وكذلك

35

في جعلها وصياً على سوريا وإعطائها غنيمة أي سوريا كتعويض عن خسارتها في مصر مما جعلتها أن تطرح مشروعها في إقامة منطقة عازلة في كوباني وهي التي يمكنها أن تقوم بها في أدلب أيضاً وبكل سهولة كونها؛ منطقة محررة من النظام وبيد حلفاء تركيا.. لكنها تريد عصفورين بحجر واحد؛ ضرب المشروع الكوردي وإبتلاع سوريا أو جزء من العكة السورية.

 

أما إقليم كوردستان ونتيجة الإنقسام الداخلي حيث من جهة هناك التوتر والصراع التاريخي بين البارزانيين والجلاليين؛ الحزب الديمقراطي الكوردستاني والاتحاد الوطني ومن جهة أخرى هناك منافسة الأحزاب الإسلامية المتحالفة مع حركة كوران وكذلك الخلافات مع المركز بغداد وقطع حصة الإقليم من الميزانية وفرض حصار أقرب إلى ما كان في عهد النظام الأسبق وذلك أيام الطاغية صدام حسين وأيضاً الهجوم المباغت لقوى التكفير وبرابرة العصر من مرتزقة “داعش” وكذلك تخاذل بعض القيادات الكوردستانية والبيشمه ركة من القيام بواجبهم الوطني والأخلاقي.. فإن كل المسائل السابقة مجتمعةً، قد وضعوا قيادة الإقليم وتحديداً شخصية الرئيس مسعود بارزاني ومن ورائه قيادة الحزب الديمقراطي الكوردستاني في موقف حرج لا يحسد عليه، مما دفع بقيادة الإقليم وتحديداً شخصية الرئيس بارزاني، أن يبادر إلى إجراءات بترية وسريعة بغاية تدارك الإنهيار في شعبية أربيل في الساحة الكوردستانية فكان التحرك سريعاً؛ وذلك إن كان من خلال إجراءات العقوبة والإقصاء بحق تلك القيادات المتخاذلة أو الموافقة على شروط بغداد والقبول ببعض التنازلات وكذلك الضغط على بعض الأحزاب الكوردية في غربي كوردستان والخروج بصيغة توافقية أقرب إلى التجميع وليس التوحيد والوحدة في حزب سياسي أخذ الإسم من الحزب الأم؛ الحزب الديمقراطي الكوردستاني (سوريا) ونأمل أن يأخذ الفعل أيضاً.. كل ذلك كان على الصعيد الداخلي، لكن قيادة الإقليم لم تكتفي بذلك فقط، بل تحركت على الصعيد الإقليمي والدولي أيضاً، فكان توجيه العتب واللوم لتركيا لعدم مساعدة الإقليم وتلبية النداء وبالتالي الإنفتاح أكثر على المحور الآخر؛ إيران والقبول بدخول حتى بعض الخبراء العسكريين لمساعدة إقليم كوردستان في مواجهة “داعش” وذلك بالتحالف مع الجيش العراقي ومن خلال غرفة عمليات مشتركة بينهم وبين البيشمه ركة مما كللت الجهود بتقدم ملحوظ على “داعش” وخاصةً بعد تقديم المساعدات العسكرية لقوى البيشمه ركة من عدد من دول العالم والغرب تحديداً والتي جاءت بعد مأساة شنكال وكذلك مشاركة قوى التحالف الدولي ومن خلال توجيه ضربات جوية بالطيران لقوى “داعش” العسكرية والمجوقلة.

 

وهكذا.. إلى أن جاءت الأزمة ومأساة كوباني؛ حيث تلاقى كل الأجندات الإقليمية والدولية لتتقاطع سورياً/كوبانياً والكل يريد أن يستثمرها لصالح أجنداته ومشاريعه السياسية في المنطقة ولكن وبنفس الوقت فإن الجميع يعلم؛ بأنه لا يمكن لأي طرف أو جهة سياسية أن تنجح منفردةً وذلك في إدارة المنطقة والإستفراد بها.. ولذلك فإن المطلوب مرحلياً هو البحث عن المخارج والحلول والتوافقات السياسية في لعبة “عض الأصابع” وبأقرب وقت حيث الخاسر الوحيد والذين يدفعون فاتورة الدم هم أبناء شعبنا الكوردي في غربي كوردستان وسوريا عموماً؛ وذلك في معركة وصراع الأطراف الدولية والإقليمية حيث كل من تركيا والعمال الكوردستاني يمارسان الضغط العسكري والسياسي في محاولة لكسر شوكة الآخر، ذلك من جهة ومن الجهة الأخرى مع سياسة المد والجزر مع إقليم كوردستان العراق في مسألة المشاركة بإدارة المناطق الكوردية والكانتونات وأخيراً مع النظام والمجموعة العربية عموماً وذلك تحت يافطة الحفاظ على “وحدة الأراضي السورية وعروبتها” وربما هذه هي أضعف الحلقات في هذه المرحلة.. ولا ننسى المشروع اللاحضاري واللاتاريخي واللإنساني والذي تتبناه بما تعرف اليوم بالدولة الإسلامية والمجموعات الإرهابية من “داعش” وغيرها والتي تعمل خارج النسق الحضاري والإنساني وبثقافة أقرب إلى الإنفصام الحضاري العقلاني والتي تصب في طاحونة كل القوى والأجندات المتصارعة في المنطقة بحيث يمكن أن نسمي “داعش” بمحقق الأحلام للجميع وإن كانت من خلال إرتكابها وللأسف المزيد من الجرائم وقطع الرؤوس والغزوات البربرية التكفيرية.. لكن يبقى دائماً وأبداً؛ أن الخاسر الأكبر في هذا الصراع المجنون على المنطقة هو الإنسان السوري.

 

خاتمة وملاحظة؛ إن المرحلة الحالية هي بداية خارطة جديدة للمنطقة والكورد سيكونون أحد اللاعبين الأساسيين فيها وذلك على الرغم من كل المخاوف ومؤامرات الدول الغاصبة لكوردستان.. أو يمكن القول: بأنها بداية الحياة السياسية الكوردية على صعيد المنطقة والعالم والخروج من الأقبية الأمنية المخابراتية.. وأما الملاحظة؛ فإننا نقرأ العلاقات بين القوى السياسية الكوردية وعدد من الدول بمن فيها الغاصبة لكوردستان على ضوء الأجندات والمصالح السياسية وليس من منطلق العمالة والتخوين.

http://www.gemyakurdan.net/…/gotari/item/24637-2014-10-19-1…

 

 

36

كوباني.. أنت كبش الفداء.

 

أعتقد بأن بات الكل على دراية بان كوباني هي القربان والضحية وكبش الفداء وذلك من خلال متابعة الأحداث والتطورات على الساحة نجد بأن كل طرف يحاول أن يفرض شروطه وأجنداته السياسية على الأرض حيث من جهة التنسيق الغير معلن بين تركيا وتنظيم الدولة الإسلامية “داعش” أو على الأقل خدمة كل مشروع للطرف الآخر حيث هجوم “داعش” البربري على المناطق الكوردية تخدم الأجندات السياسية التركية في إضعاف العمال الكوردستاني وكذلك سماح تركيا لـ”داعش” بالوصول إلى الحدود التركية وتهديد الأمن القومي التركي هو فقط لإخضاع الكوردستاني للشروط التركية إن كانت في مفاوضات السلام أو في الملف المتعلق بغربي كوردستان وكذلك ومن الجانب الآخر فإن إستماتة قوات الحماية الشعبية (YPG) مع دعم معنوي ومادي من قبل العمال الكوردستاني في مواجهة القوى التكفيرية الظلامية “داعش” هو وإضافةً للدفاع عن مكتسباته في غربي كوردستان من أجل تقوية ورقة المفاوضات في وجه كل من تركيا والقوى الكوردية الأخرى المجلس الوطني الكوردي وكذلك في وجه قوى المعارضة السورية عموماً.. لكن ومن خلال تصريحات رئيس الحكومة التركية السيد أحمد داوود أوغلو وقوله “بأننا حذرنا الPYD عن عواقب مواقفهم وبأنهم طالبوهم بالتنسيق مع الجيش الحر في سوريا وعدم منح الفرصة لنظام الأسد مضيفاً بأنهم لو ابتعدوا عن نظام الأسد واقتربوا منا و لو أنهم استجابوا لنا لما حدثت الأوضاع الحالية، ولما كانت داعش بهذه القوة في المنطقة”. (ولاتي_نت)

وهكذا فعلى العمال الكوردستاني أن يفهم الرسالة؛ بأن هناك مشروعاً سياسياً إقليمياً دولياً في المنطقة وبأن لا يمكن السماح لهم بالإستفراد بالمنطقة سياسياً وخاصةً بعد تخلي النظام الدفاع عنهم وبالتالي لا بد من قبول مبدأ المشاركة مع الآخرين.. ورغم أن الرد جاء سريعاً من قيادة العمال الكوردستاني وذلك عبر تصريح للسيد عبد الله أوجلان؛ زعيم الحزب وأيضاً بحسب ولاتي نت بخصوص الأحداث الأخيرة حيث قال؛ “بشأن الهجمات التي تتعرض لها كوباني من قبل تنظيم داهش الارهابي منذا اكثر من اسبوعين اعلن زعيم حزب العمال الكوردستاني بأن سيطرة داعش على كوباني وارتكابها مجازر بحق الكورد سينهي سير عملية السلام في تركيا كون تركيا تدعم داعش والجماعات المتطرفة”. ولكن تركيا وكذلك العمال الكوردستاني يدركان بأن لا مفر لهما من إستكمال عملية السلام وحل المشكلة الكوردية في تركيا وعموم المنطقة وإن كل هذه التصريحات تدخل في باب الضغط السياسي والمعنوي للحصول على بعض المكاسب السياسية وبالتالي فلا مفر من التوافق على مشروع سياسي يجد الكل له فيها حصة ونصيب من الكعكة.. وها هو المجلس الوطني الكوردي هو الآخر يجهز بعض القوى العسكرية ليكون هو الآخر مشاركاً في الدفاع والتحرير الذي سيكون بعد إخضاع ورضوخ العمال الكوردستاني وفرعه السوري حزب الاتحاد الديمقراطي وأجنحته العسكرية والأمنية لمبدأ المشاركة السياسية والتخلي عن سياسة الاستفراد بالمنطقة.. وكوباني للأسف هي كبش الفداء من أجل إرضاخ العمال الكوردستاني والقبول بالمشروع السياسي التركي الإقليمي الدولي.

 

37

كوردستان ليست سويسرا؟!!

 

 

 

 

 

 

7 أبريل، 2014 · لوسرن‏ ·

إننا كلما تطرقنا للأخطاء والسلبيات في الحالة الكوردية، يحاول بعض الإخوة بتذكيرنا بأننا لسنا ببلد أوروبي وبأن هذه “كوردستان وليست سويسرا” كأن بهم يقولون تنسون إنكم تتحدثون عن منطقة جغرافية ما زالت ترزح تحت عبء كبير من ثقافة التخلف والاستبداد والقمع والديكتاتوريات ومازال المجتمع رهينة للعقلية القبلية التوتاليتارية ولم يعرف بعد القيم المدنية الديمقراطية والتي رسخت من خلال تجربة مريرة في البلدان التي هجرتم إليها وتحاولون أن تقارنوا بينه وبين بلداننا المتخلفة والنامية بعد والتي تحتاج هي الأخرى لسنوات وتراكم معرفي ثقافي للدخول في هكذا واقع جيوسياسي فكرياً واجتماعية ومنظومات مدنية سياسية. ولكن ينسى أولئك الإخوة والأصدقاء بأننا نؤمن وكذلك على معرفة وقناعة تامة بأن مجتمعاتنا هي بتلك الحالة وإننا نحتاج لجهود جبارة وعمل شاق وسنوات طويلة لتحقيق ما حققته أوروبا وإننا لسنا من البهلوانيين الثوريين والذين يتوهمون بأن ومن خلال حركة انقلابية “ثورية” ممكن أن يغيروا الواقع الثقافي والاجتماعي لمجتمعاتنا وبالتالي تحقيق المنجز المدني الديمقراطي سياسياً.. بل هي تراكم تجاربي معرفي ومنظومة كاملة من القيم والسلوكيات المؤسسة على ثقافة مدنية ديمقراطية.

 

ولكن ورغم كل هذا وذاك .. فلا يعني السكوت عن الأخطاء والسلبيات إن كانت هنا أو هناك، وبالتالي وتوجيهاً لمن يحاول أن يتهمنا بالكيل بمكيالين؛ إننا نحاول أن نقيم التجربة الكوردية والوقوف على السلبيات أينما كانت ولن نكون جزءاً ملحقاً من طرف أو محور سياسي كوردي .. نبارك ونشجع الجيد وندين ونستنكر السلبي فلا داعي بين الحين والآخر أن نتهم هذا المثقف أو ذاك الكاتب إنكم تكيلون بمكيالين؛ حيث الذين يكيلون بمكيالين هم معروفون لدى الطرفين ومن يقبل على نفسه التبويق والارتزاق على موائد الأطراف والمحاور السياسية الكوردية إن كانت لدى أربيل أو قنديل، أما من حمل صليبه وحيداً مشتتاً مهجراً متحملاً الغربة والهجرة و”معونات السوسيال الأوروبي” فلا نعتقد أنه يرضى على نفسه أن يكيل بمكيالين وإلا كان أحد ضيوف سادته وقادته وأغواته السياسيين فلا داعي الغمز من قناة الكتاب والمثقفين الغيورين على المصلحة الكوردية وليس الحزبية.

 

38

كوردستان محتلة.

الموت واحد ..وإن تعددت الأسباب.

 

30 يوليو، 2014 · لوسرن‏

إن العلاقة المنظمة بين سوريا (كدولة) والجغرافية الكوردستانية الملحقة بها هي علاقة احتلال وإن اختلفت الأساليب والأشكال وأنماطها؛ وقد جاء هذا البوست رداً على من يقول بأن العلاقة هي ليست علاقة احتلال كون سوريا لم تقم بالغزو والاحتلال العسكري المباشر للجغرافية الكوردستانية، بل ألحقت بها وفق اتفاقيات دولية؛ سايكس بيكو 1916 م وغيرها من المعاهدات والاتفاقيات التي قسمت جغرافية الشرق الأوسط وفق مطامع الدول الاستعمارية آنذاك.. ورداً على هذا الإدعاء فإننا سوف نعرف الاحتلال وفق القانون الدولي: ((تنص المادة 42 من لائحة لاهاي لعام 1907 على ما يلي “تعتبر أرض الدولة محتلة حين تكون تحت السلطة الفعلية لجيش العدو. ولا يشمل الاحتلال سوى الأراضي التي يمكن أن تمارس فيها هذه السلطة بعد قيامها”. وتنص المادة الثانية المشتركة من اتفاقيات جنيف الأربع لعام 1949 على أن هذه الاتفاقيات تسري على أي أرض يتم احتلالها أثناء عمليات عدائية دولية. كما تسري أيضًا في الحالات التي لا يواجه فيها احتلال أرض دولة ما أي مقاومة مسلحة.. ولا فرق في هذا المجال، إن حظي الاحتلال بموافقة مجلس الأمن وما هو هدفه أو هل سمي في الواقع “اجتياحاً” أو “تحريراً”، أو “إدارة” أو “احتلالا”. ولما كان قانون الاحتلال مدفوعًا في الأساس باعتبارات إنسانية، فإن الحقائق على الأرض وحدها هي التي تحدد طريقة تطبيقه)). (مركز المعلومات ICRC).

وهكذا وكما يقول المثل؛ “الموت واحد وإن تعددت الأسباب” وبالتالي فإن الاحتلال واحد وإن تعددت الأسباب والأشكال والأنماط والمدلولات حتى إن كانت تحت مسمى “الإدارة” كما في حالة الجغرافية الكوردستانية عموماً والجزء الملحق بسوريا ضمناً ولزيادة التوضيح فإننا نذكر أولئك الإخوة الذين ينفون صفة الاحتلال السوري لجزء من كوردستان، بأن الخلافة العثمانية عرفت في الأدبيات السياسية العربية وعلى الأخص لدى التيار القومي العربي بالاحتلال العثماني، رغم عدم تعرض “الجغرافيا العربية” للاحتلال المباشر من قبل العثمانيين، بل جاءت نتيجة تطور الأوضاع داخل الخلافة واستيلاء المماليك والعثمانيين على مقاليد الدولة الاسلامية ومع ذلك سميت بالاحتلال العثماني “للوطن العربي”. وبالتالي فإن الدولة السورية تعتبر دولة محتلة لكوردستان وفق القانون الدولي وإن كانت جزء من كوردستان ألحق بها وفق اتفاقيات استعمارية وليس من خلال الاحتلال العسكري المباشر .. لكن استمرار علاقة الدولة السورية مع الجزء الكوردستاني الملحق بها تعتبر بموجب العلاقة المنظمة بين الطرفين هي علاقة احتلال وكان من المفروض والبديهي أن توصف العلاقة هكذا في الأدبيات السياسية لدى أطراف “الحركة الوطنية الكوردية” بالمناسبة هي وصفت كذلك من قبل الحزب الديمقراطي الكوردستاني ببداية التأسيس عام 1957 م حيث كان شعار الحزب: “تحرير وتوحيد كوردستان” والتحرير لا يكون إلا بوجود الاحتلال ولكن جاء استبدال الشعار بعد ضغط أمني وتحديداً من المكتب الثاني.

وللتأكيد أكثر على مفهوم الاحتلال فإننا نذكر أولئك الإخوة والأصدقاء الذين ينفونها بالحالة الفلسطينية حيث (الضفة وقطاع غزة) فهما مثل كوردستان لم تتعرضا للاحتلال المباشر من قبل دولة اسرائيل، بل جاء نتيجة اتفاقية دولية؛ وعد بلفور 1917 م وبموجبه تم انشاء دولة اسرائيل كما سوريا وألحقت بها كلٍ من الضفة وقطاع غزة مثل الجغرافية الكوردستانية الملحقة بسوريا وكذلك وضع الأقاليم الكوردستانية الأخرى وبالتالي فإن العلاقة المنظمة هي علاقة احتلال وفي الحالتين .. وإنه لمن المستغرب أن تسمي أطراف الحركة الكوردية؛ علاقة اسرائيل مع الأراضي الفلسطينية بعلاقة احتلال في حين تغض الطرف عن علاقة سوريا مع الإقليم الكوردستاني الملحق بها، بل وتسمي سوريا بالوطن وليس دولة احتلال، فإن لم يكن السبب يكمن في أدراج المكتب الثاني والأجهزة الأمنية فما هو ذاك السبب الآخر والذي أدى إلى تزييف الحقائق على الأرض وتشويه القيم والمبادئ الأخلاقية والفكرية لدى أطراف (الحركة الوطنية الكوردية) والتي وفي هذه الجزئية لا تمت إلى الوطنية بشيء.. نعم وللأسف؛ فإن الذاكرة الكوردية تعرضت للتزييف والتشويش وبتنا نختلف على المبادئ الأولية في السياسة ومدلولاتها، فكيف الحال مع هكذا عقلية وذهنية سياسية مشوهة ومزيفة سنعمل على تحرير وطن وشعب وأمة وتحقيق الحلم الكوردستاني.

 

39

لا تغلقوا الأبواب.!!

..دعوة لفتح صفحة جديدة بين أطراف الحركة الكوردية.

 

إن تصريح السيد صالح مسلم؛ الرئيس المشترك لحزب الاتحاد الديمقراطي (PYD) الأخير لصوت أمريكا القسم الكوردي والقول بأن “شعب جنوب كوردستان هو من يقرر مصيره، وهناك برلمان وحكومة وأحزاب وهي تقرر فيما بينها ما هو أنسب للجنوب ونحن بكل تأكيد نساند قرارهم أياً كان”، وكذل القول بأن؛ “قرار شعب جنوب كوردستان هو محل الاحترام ونحن بدورنا نقف معه في كل الأحوال”. كان يجب أن يقابل بالترحيب والحفاوة من الطرف الآخر (المحسوب على أربيل) وكذلك من النخب الثقافية والسياسية وبالتالي تكون نقطة ارتكاز لإعادة العلاقة بين المجلسين؛ المجلس الوطني الكوردي ومجلس غربي كوردستان أو على الأقل فرصة للعودة إلى مؤتمر هولير ونقاطها وبنودها.. وهكذا فرصة لتوحيد الصف والخطاب الكوردي وخاصةً أن هناك الخطر الحقيقي على كل المناطق الكوردية ولكل الأطراف والكتل وليس لحزب الاتحاد الديمقراطي وإدارته الذاتية فقط وذلك من قبل جماعات تكفيرية سلفية وتتار القرن الجديد؛ من تنظيم “داعش” ولواحقها.. لكن وبدل عن ذاك وللأسف فإن الكثير منا قد وجدوا في ذاك التصريح فرصة للطعن بمصداقية الرجل وسياسته ونهجه مع العلم أن الذي يقدم أولاده فداءً وقرابين لوطنه لا يحتاج إلى شهادات حسن سلوك من أحد؛ فكلنا آباء والأب فقط هو الذي يعرف معنى الأبوة وأن فقدانه لأحد أبنائه وهو يضحي بروحه في سبيل الوطن والقضية، يمكن ان تكون اقسى تجربة روحية يتعرض له.

وهكذا وكما قلنا سابقاً فقد وجد العديد من الإخوة فرصة للانقضاض عليه وبثقافة أقرب إلى ثقافة الانقضاض على الفريسة وخاصةً أن خطابه هذا جاء بعد تسريبات إعلامية عن رسالة للسيد أوجلان إلى كاك مسعود بارزاني وفحواه حسب تلك التسريبات بأنه يدعم قيام الدولة الكوردية في جنوب كوردستان مما جعل الكثير يربطون بين الموقفين وربما بل ذاك أمراً طبيعياً وواقعاً سياسياً وأيديولوجياً؛ كون حزب الاتحاد الديمقراطي (PYD) يعتمد النهج الأوجلاني إن لم نقل إنه جزء من منظومة العمال الكوردستاني (PKK) وبالتالي فشيء طبيعي أن يعمل وفق سياسة وتوجيهات زعيم ذاك النهج ألا وهو السيد أوجلان وكذلك فلا يُعِيب أحدنا أن يُخطئ ولكن ما يُعِيب الواحد منا أن يستمر بالخطأ ولا يتراجع عنه.. وكذلك فإن كل العيب أن نغلق الباب أمام عودة الآخر عن الخطأ الذي وقع به وبالتالي فالذي يحاول أن “يتشفى” بالسيد صالح مسلم نقول له: بأنك ترتكب خطأً لا يقل فداحة عن خطأ من تنتقده.. وإنني هنا أسأله بدوري؛ ماذا لو تراجعت قيادة الإقليم الكوردستاني في الجنوب (العراق) عن هذه الخطوة السياسية؛ استقلال كوردستان وربما يكون هو الحل الأرجح في الظروف الراهنة فماذا ستكون إجاباتكم للطرف الآخر من السياسة الكوردية وكذلك للسيد صالح مسلم وبربط مواقفكم بمواقف السيد مسعود بارزاني.

وهكذا وبقناعتي الشخصية فإن الفرصة والظرف الداخلي والإقليمي مناسب لعودة الحركة الكوردية في غربي كوردستان إلى اتفاقية هولير واعتماد بنودها لتوافق سياسي كوردي ووحدة الموقف والكلمة الكوردية؛ كون هناك ومن طرف نوع من المناخات الايجابية بين كل من أربيل وقنديل وخاصةً بعد تلك التسريبات الايجابية عن رسالة السيد أوجلان للرئيس بارزاني وكذلك الموقف التركي من مجمل الحراك السياسي في المنطقة على الأقل في المستوى الكوردي والمتصف بالايجابي والموضوعي وكذلك ومن الجهة الأخرى الهجوم المهجي للقوى التكفيرية الظلامية لتنظيم “داعش” والقيام بإعلان “دولته الاسلامية” والتي تشكل خطراً على الجميع وليس حزب الاتحاد الديمقراطي أو حتى الكورد عموماً، بل هي آفة تهدد بنية المجتمع المدني الديمقراطي حاضراً ومستقبلاً وبالتالي يتطلب من الجميع الوحدة والتكاتف معاً ضد هذه القوة الظلامية والأولى والأحرى بدايةً بأن يكون ويتم بناء جبهة داخلية كوردية موحدة في وجه هذه القوى البربرية وهجماتها الوحشية على المناطق الكوردية. وهكذا فإن الفرصة مؤاتية أمام قوى الحركة الكوردية أن تعود إلى تفعيل الهيئة الكوردية العليا ولجانها ومؤسساتها وأن الطرف المدعو اكثر لتقديم الخطوة الأولى، هم الإخوة في حزب الاتحاد الديمقراطي وذلك لسببين أساسيين؛ أولاً كونهم القوة الأقوى والأكبر وبيدها الحل والربط وبالتالي فعندما تخطو هكذا خطوة سوف تكون محال ترحيب وأريحية ومصداقية لدى الجميع وتالياً؛ كونها المتهمة كسلطة “الأمر الواقع” بأنها هي التي عطلت وجمدت واعتقلت ونفت الأحزاب الأخرى من المشاركة وبالتالي فعليها أن تقدم على ما هو مطلوب منها وبأن تخطو الخطوة الأولى.. فهل سنسمع صدى لهذه الدعوة عند أصحاب القرار الكوردي.

 

40

محوران.. ومشروعان لحل المسألة الكوردية.

..الدولة القومية أو الأمة الديمقراطية وفيدرالياتها.؟!!

 

توطئة ومقدمة: ربما يجد بعض الإخوة والزملاء الأعزاء بأننا نعيد ونكرر مقولات فلسفية وسياسية وفي عدد من المقالات والبوستات حول الدولة القومية الكوردية المرتقبة وذاك صحيح وواقع عملي وهي بالتأكيد لها مبرراتها السياسية والوجدانية الأخلاقية حيث أن المسألة (إعلان الدولة الكوردية) مصيرية بالنسبة لشعبنا على الأقل في إقليم كوردستان (العراق) وكذلك لعموم شعوب ودول المنطقة ومن الجهة الأخرى يرتبط بالجانب الوجداني والأخلاقي وذلك بحكم الانتماء الثقافي والحضاري لهذه الأمة ومشاريعها وبالتالي فإن مصائرنا وضمائرنا متعلقة بمصيرها وصيرورتها التاريخية ولذلك يكون الاهتمام “الغير اعتيادي” بالموضوع والقضية؛ قضية إعلان الدولة الكوردية.

وإنني سوف أحاول في مقالتي هذه أن أقف عند رؤية كل من المحورين السياسيين الكورديين؛ قنديل وأربيل وبأكبر قدر ممكن من الحيادية والموضوعية ودون تخوين مشروع لحساب مشروع سياسي آخر، بل لتبيان الحقائق والوقائع.. وقبل البدء بالبحث لا بد أن نقر ببديهية حياتية وواقعية وبأن “لا خير مطلق ولا شر مطلق”. وهكذا فليس هناك خير كلي وكامل في الكون “الله” كتعبير يجسد ذاك ولا “إبليس” بالمطلق، بل هناك الفلسفة والدائرة التاوية في الحياة.. ولمن لا يعرف التاوية وفلسفتها نقول وبإيجاز شديد بأن التاوية هي: “مجموعة مبادئ، تنقسم لفلسفة وعقيدة دينية، مشتقة من المعتقدات الصينية الراسخة في القدم” وإن فلسفتها تقوم على ثنائية الطبيعة وهي تقول في ذلك: “الأشياء الحية المتطورة لها أصلان، ذكري وأنثوي، متضادان، متحدان (الين YIN الأنثوي واليانغ Yang الذكري)، منبعهما شيء له صفتان، غموض أنثوي ونشاط ذكري”. (نقلاً عن ويكيبيديا).

وبالتالي فإن الكون عموماً نشأ من تمازج “الخير والشر”؛ (الله وأبليس) وقد عبر عنها ماركس بنظرية “وحدة الأضداد” وهكذا علينا قراءة الواقع السياسي الكوردي حيث المحوران السياسيان لا يعني بأن أحدهما يحمل كل الخير للقضية الكوردية بينما الآخر يحمل كل الشر .. لكن ممكن أن نرى ونفضل أحد المحورين على الآخر وذلك بحسب الضفة التي نقف عليها ورؤيتنا للمواضيع وتدخلات البيئة والتربية والمناخ الفكري والأيديولوجي والنفسي العام لكلٍ منا في موقعه ذاك.. وبالتالي فإن كلٍ من المحورين يحملان الخير والشر، النبل والخسة، الصح والخطأ في جينات مشروعها السياسي وكما في دائرة تاو الفلسفية حين ترسم الدائرة وبداخلها سمكتان بلوني الأبيض والأسود ولكن السمكة البيضاء تحمل عيناً سوداء بينما السوداء تحمل عيناً بيضاء.. وهكذا هي الحياة عموماً وضمناً محوري قنديل وأربيل في الحركة الكوردية؛ فلكل من المحورين ما يحسب له وما يحسب عليه.

لكن ما يميّز المشروعين؛ قنديل و”الأمة الديمقراطية” عن محور أربيل والدولة القومية هي عدد من النقاط والقضايا وأبرزها؛ هي واقعية وموضوعية أحد المشروعين مرحلياً على الأقل ألا وهو مشروع الدولة القومية وقد بيّنا ذلك في عدد من المقالات والبوستات السابقة، بينما مشروع “الأمة الديمقراطية” هو مشروع أقرب إلى الطوباوية والمثالية السياسية كون البيئة والمناخ الحضاري الاجتماعي والاقتصادي غير مهيأ بعد لاستقبال هذا المشروع السياسي وللعلم فإنني أفضل العيش في دولة ديمقراطية منها على الدولة القومية وعصبياتها العنصرية، لكن الطموح شيء والواقع شيء آخر تماماً وهكذا فإن مسألة ولادة الدولة القومية الكوردية هي أقرب إلى الواقع الراهن وتحقيقه وذلك لعدد من الشروط الذاتية والموضوعية ومصالح الدول العظمى في إعادة توزيع خارطة المنطقة والجغرافية الشرق أوسطية وذلك لخلق بؤر توتر جديدة بالمنطقة. وبالتالي ضخ المزيد من الترسانة الحربية لها وهذا يعني شيء واحد فقط تدفق البترول ورأس المال لتلك الدول الصناعية والمنتجة للعتاد الحربي والعسكري وتسويقه في صراعاتنا الداخلية.

وهكذا فإن مشروع “الأمة الديمقراطية” مؤجل حضارياً ثقافياً كون ثقافة المنطقة ما زالت تعاني من انقسامات مجتمعية حادة بين الولاءات القبلية العشائرية والحزبية السياسية وكذلك القومية والدينية المذهبية وناهيك عن عامل التخلف والاقتصاد البدائي والذي يدفع إلى المزيد من الانكفاء على الذات والخصوصية وكذلك العامل النفسي والوجداني لدى الشعب الكوردي

41

خاصةً وما تُحقق له حلم الدولة القومية من أحلامٍ وردية لا تقل عن فكرة “المؤمن المجاهد” عن “جنات عدن” وتحقيق الحلم النهائي له.. وبالتالي فإن وقوف حزب العمال الكوردستاني (سابقاً) بمنظوماته السياسية والأيديولوجية في وجه الطموح الكوردي لدولته القومية سيعود بآثار سلبية عليه برأينا وما موقف بعض الإخوة والزملاء، والمحسوبين على محور قنديل، في تبرير وترقيع مواقف قياداته السياسية والعسكرية مؤخراً إلا تعبيراً عن الحالة وذلك ناهيك عن الشارع الشعبي والمؤيد لفكرة الدولة الفكرية.

بقي أن نقول بأن كل مشروع من المشروعين السالفين الذكر؛ “الأمة الديمقراطية” والدولة القومية خاضع لشروط وظروف خارجية إقليمية دولية ربما تكون أكثر مما هو خاضع للإرادة والقرار الكوردي نفسه حيث حزب العمال الكوردستاني كان يطالب بقيام كوردستان الكبرى ما عدا غربي كوردستان وذلك عندما كانت القيادة في سوريا وتخضع لواقع سياسي معين ولكن وعندما أصبح زعيم التيار والحزب السيد عبد الله أوجلان في قبضة الدولة التركية فإن المشروع تم إخضاعه لعملية “فرمتة سياسية” إن صح التعبير وتم تحويل الهدف الاستراتيجي من دولة كوردستان الكبرى والقومية بكل تأكيد إلى “الأمة الديمقراطية” وتدريجياً وبالتالي التضحية بالقومي لحساب الديمقراطي؛ حيث نرى اليوم خلو كل المنظومات السياسية لهذا التيار والمدرسة الفكرية وفي أجزاء كوردستان الأربعة من أي إشارة لما هو كوردي أو كوردستاني؛ حزب الاتحاد أو الحل الديمقراطي ومن دون الكوردستاني.

وبالمناسبة هذا ليس تخويناً للعمال الكوردستاني وإنما قراءةً لواقع سياسي مأساوي لشعبنا وحركتنا الكوردية وإن العمالي الكوردستاني لم يكن الأول في خطو هذه الخطوة في سياسة الاعتماد جبراً وليس إرادةً على الأنظمة الغاصبة لكوردستان فقد سبقتها القيادة الكوردستانية في جنوب كوردستان وتحديداً الحزب الديمقراطي والاتحاد الوطني الكوردستانيين؛ حيث لم يكن من مفر وإلا فإن مصير حزب العمال الكوردستاني من دون ذاك الاعتماد ما كان يمكن أن يكون أفضل من مصير باقي الأحزاب الكوردستانية في الشمال كالحزب الاشتراكي الكوردستاني مثلاً وذلك على الرغم من تقديرنا لكل الدماء والتضحيات التي قدمها العمال الكوردستاني والتي جاءت نتيجةً لتلك السياسة وليست مقدمة لها.. وهكذا فإن سياسة الاعتماد على الأنظمة الغاصبة كانت لها جوانبها الايجابية كما لها أثمانها وفواتيرها السياسية؛ “تغييب” جغرافية كوردستان سوريا في خطاب أوجلان مع نبيل ملحم في كتابه (سبعة أيام مع آبو). أما بعد دخول السيد أوجلان إيمرالي وبأيام كان هناك توجه في القيادة بأن يكون قرارات وتوصيات السيد عبد الله أوجلان غير ملزمة للحزب، كونه رهن الاعتقال والسجن، وباعتقادي الشخصي كان من الأفضل إتباع تلك السياسة حتى لا تخضع الإرادة السياسية لما يمكن أن نسميه بإرادة الدولة المركزية التركية.

وهكذا فإن كلٍ من قنديل وأربيل؛ هما في منافسة على تسويق مشروعهما السياسي وإني أرى بأن فوز الإقليم وأربيل العاصمة هو أقرب إلى الواقع وبالتالي على المحور الآخر (العمال الكوردستاني) تدارك هذه الحقيقة وإلا فإن قاعدته الشعبية ستتعرض لهزة قوية كون الشارع الكوردي عموماً مأخوذ بحلم الدولة القومية وذلك مهما حاولت قيادات الإدارة الذاتية من القول بأن عصر “الدولة القومية مضى وقتها” و”برر” له بعض الإخوة بتبريرات واهية كقول الزميل إبراهيم إبراهيم بأن تلك “حقيقة علمية” و”الكل يقولها” وبنفس الوقت “تبقى وجهة نظر” فذاك التبرير أوهن من بيت العنكبوت؛ حيث ينسى العزيز إبراهيم وهو الناطق باسم الاتحاد الديمقراطي في أوربا بأن الحقائق العلمية غير قابلة “لوجهات النظر المختلفة” كونها حقائق علمية وذلك إن كانت “حقيقة علمية” بالأساس وفعلاً، ناهيك عن أن “مضي” زمانها وعصرها.. وهي “الأمة الديمقراطية” في هذه تشبه الدولة الدينية (الإسلامية) حيث هذه الأخيرة هو نوع من الهروب إلى الماضي و”زمن الرسالة” بينما “الأمة الديمقراطية” هو هروب إلى المستقبل وبالتأكيد تبقى هذه الأخيرة أفضل من الهروب إلى الماضي ولكن وبالتأكيد نحن محكومون بالعيش في الحاضر وهي الدولة القومية كحالة حاضرة وراهنة في واقعنا السياسي.

ملاحظة أخيرة: إن أكبر الخوف على مشروع الدولة الكوردية يأتي من العامل الذاتي والداخل؛ حيث الانقسام في موقف كورد (العراق) أنفسهم ونحن نعلم ولاء السليمانية عموماً والاتحاد الوطني الكوردستاني للسياسة والمحور الإيراني الرافض لفكرة الدولة القومية في إقليم كوردستان (العراق) لكن ما يدعوني للتفاؤل هو العامل الموضوعي الخارجي؛ حيث هناك نية ومصلحة للغرب عموماً وأمريكا على وجه الخصوص لخلق توازن جديد في المنطقة وجعل الكورد أحد اللاعبين السياسيين الأساسيين.. وهنا نأمل أن لا يخذلوا الكورد مرة أخرى ويتركوهم في منتصف الطريق إلى حلمهم المنشود في الدولة الكوردية.

 

42

 

مظاهرة بالأحرى مسيرة قامشلو..؟!!

…رسالة من النظام أم رسائل متعددة من “محور الممانعة الثورية”

 

 

 

 

 

19 فبراير، 2014 · لوسرن‏ ·

كما رأينا اليوم خرجت مظاهرة مؤيدة للنظام السوري في مدينة قامشلو وبحدود (800) ثمانمائة شخص وعند البريد المركزي وضمن بقعة جغرافية محدودة وذلك حسب المعلومات التي وردت من بعض المصادر المقربة من حزب الإتحاد الديمقراطي نفسه. ولقد انقسم الشارع الكوردي المنقسم أساساً بين من حاول الركوب على الموجة/المسيرة والتهجم على حزب الإتحاد الديمقراطي (جماعة قنديل) واتهامهم بالعمالة للنظام السوري وارتكاب الخيانة مع الثورة و”دماء الشهداء”.. وفي الجبهة الأخرى كانت محاولات المدافعين عن سياسات العمال الكردستاني ومحاولة تحجيم المسألة وإنها “ما بتستاهل كل هذا الضجيج والجعجعة” وبأن هناك من يحاول دائماً الاصطياد في الماء العكر .. وترصد أخطاء الآخرين من دون أن يقوموا بعمل شيء على الأرض ويكتفون بالبيانات وتحقيق الأماني في خيالاتهم المريضة.

 

وهكذا وكأننا نحن الكورد بين خيارين أحلاهما هو السيئ وذلك كما عبر الأخ معتر منتوف في بوستٍ له بأن قال: ((شوف الفرق بين كوردستان متل كوريا الشمالية ما بدنا ياها (اقوالكم) وبين غجرستان على الارض افضل من كوردستان في الخيال (اقوالي) مبين لازم انزل كاتولكات مع مناشيري للمثقفين قبل العامة)) فكان ردنا له: (ولما لا تكون كوردستان مثل كوريا الجنوبية .. صديقي معتر منتوف.. لما دائماً علينا أن نختار بين السيء والأسوأ). للأسف يبدو أن الخيار الذي وضعه أمامنا الصديق معتر على الأقل في المرحلة الحالية هو الخيار الوحيد وذلك بحكم الواقع الكوردي بين طرف كوردي مرتبط أيديولوجياً فكرياً مع المحور الروسي الإيراني السوري (النظام) وقد بدأ بالكشف عن ارتباطه السياسي مؤخراً ورغم إنه مكشوف سياسياً منذ تبني النظام السوري له تأسيساً ونهجاً وسلوكاً سياسياً وذلك في منتصف الثمانينات من القرن الماضي وبالتالي إعادة إنتاج التجارب الديكتاتورية في العالم كوردياً (النموذج الكوري الشمالي) وبين المحور الآخر (المجلس الوطني الكوردي والذي لا يقدم غير “كوردستان في الخيال” وعلى حد تعبير الصديق منتوف.. وهكذا الخيار بين السيئ والأسوأ وهي معادلة تشتغل عليها كل نظم الاستبداد في العالم؛ الخيار بين القمع والقتل.

 

ولكن ما يمكن الاستدلال عليه من خلال هذه المسيرة المؤيدة للنظام السوري وفي قلب المنطقة الكوردية قامشلو، هي التأكيد على أن هناك أكثر من رسالة ومن أكثر من جهة سياسية وإن كانوا من داخل حلف سياسي واحد؛ فمن جهة هي رسالة من النظام السوري ولكل الأطراف والجهات بأنه ما زال يسيطر على جغرافيات واسعة ومنها المناطق الكوردية وإن كان عبر حليفه السياسي الكوردي حزب الإتحاد الديمقراطي PYD وبالتالي فإن إدعاءات المعارضة بانحسار النظام غير دقيق وبالتالي تقوية أوراقه التفاوضية وكذلك هي رسالة من الطرف الكوردي المشار له بأنه جزء من محور سياسي ويجب أن يكون شريكاً في العملية السياسية المقبلة وهو بذلك أزال “ورقة التوت الأخيرة” عن سياساتها السابقة والتستر خلف الإصبع وبأنه ليس جزءً من محور النظام.. وربما هذه اللعبة تفقده بعض “الرونق الثوري” ولكن بالتأكيد سوف يتجاوزه مثل كل مرةمن خلال البروباغندا الحزبية وأيديولوجيته الثورية ونعلم مدى حجم “الثقافة القطيعية” في عالمنا المشرقي والكوردي وكيف تلعب دورها في توهيم القضايا والتبرير لكل الخطوات والقرارات حتى وإن كانت متناقضة وإشكالية على المستوى الأخلاقي وذلك قبل أن يكون على المستوى السياسي.

 

 

 

 

43

وهكذا وأخيراً نقول لكل من يدعو لوحدة الصف الكوردي: لا يمكن لنا أن نتوحد نحن الكورد ما دام هناك أكثر من قطب ومحور سياسي يعمل على الصراع الموجود في المنطقة وإن توحدنا مرهون بالتوافق الإقليمي والدولي بين المحورين السياسيين في العالم؛ أمريكا والتحالف الغربي وعدد من دول المنطقة منها تركيا وبعض الدول العربية (الخليجية) وكذلك إقليم كوردستان (العراق) والمحور الآخر الروسي الإيراني السوري (النظام) وعدد من الدول والأحزاب الأيديولوجية والتوتاليتارية مثل كوريا الشمالية وكوبا وحزب الله اللبناني والعمال الكردستاني.. وهكذا فإن الكورد وبانقسامهم بين المحورين السابقين فإن توافقهم السياسي مرتبط بالتوافق الدولي والإقليمي وليس بالحلم والأماني الشعبية للقواعد الحزبية في الطرفين.. بل وكما قلنا بالأجندة الدولية والإقليمية.

نحن (الكورد)..؟!!

…أمة كوردية أم أمة ديمقراطية.
.
.

 

9 فبراير، 2014 · لوسرن‏

……….بدايةً لنتعرف على مفهوم الأمة؛ تقول ويكيبيديا بأن ((الأُمة هي مصطلح قانوني وسياسي، وهي عبارة عن جماعة من الناس يرتبط أفرادها بروابط معينة مثل اللغة أو التاريخ أو الجنس… من ناحية، والمصالح المشتركة والغايات الواحدة من ناحية أخرى، ويقطنون بقعة من الأرض حتى لو لم يخضعوا لنظام سياسي معين وتشمل الأمة أموات الشعب والأجيال التي ستأتي في المستقبل)). وهكذا عندما نحدد الخصوصية الكوردية؛ لغةً وتارخً مشتركاً وعادات وقيم أخلاقية ثقافية وشعور الإنتماء لجغرافية وغيرها من عوامل تشكل الأمة النفسية والمادية فبالتأكيد سيكون الجواب لصالح مصطلح الأمة الكوردية حيث الأمة الديقراطية وحسب تعريف السيد أوجلان لها هي ((الأمةُ المتعددةُ الهوياتِ والثقافاتِ والكياناتِ السياسيةِ مَقابِلَ وحوشِ الدولةِ القومية)). وبالتالي فلا تعني شعب وقوم، بل عدد من الثقافات والأقوام والهويات والكيانات السياسية تتجمع في شكل ونظام سياسي كونفيدرالي تراعي مصالح هذه الأمة/الأمم وبالتالي لا تمت للحالة القومية بل تعبرها إلى ما بعد الكيانات الدولتية القائمة على “القومية المتوحشة” أيضاً حسب المفهوم الأوجلاني.

 

…….إن قراءة السيد أوجلان وفلسفته هي مستمدة من الجذر الثوري للثقافة الماوية وقبلها الماركسية_اللينينية وطرح مفهوم ومصطلح الأممية (الشيوعية) ومطالبتها هي الأخرى القفز ما فوق مرحلة الدولة القومية وكياناتها السياسية وذلك من خلال نموذج الدولة السوفيتية والكولخوزات والسوفخوزات.. ولكن وبعد سبعون سنة من التجربة في الإتحاد السوفيتي السابق وعدد من بلدان أوروبا الشرقية والتي فشلت فشلاً ذريعاً، عادت تلك المجتمعات للحالة القومية ولتؤسس كياناتها وفق مفاهيم العرق والعنصر القومي وقد شهدت بعض البلدان حروب وإبادات عرقية مثلما حدث في يوغسلافيا القديمة. وهكذا فإن التجربة الأوجلانية في الكانتونات والإدارات الذاتية مع “الأمة الديمقراطية”نوع من القراءة الثورية وتقديم نموذج بديل عن “الدولة القومية المتوحشة” كما يقول.

 

…….ولكن ألم نعاني نحن (الكورد) وعلى مر العصور من هذه السياسات والقفز إلى الأمام؛ حيث ولمدة أربعة عشر قرناً وفي ظل مجموعة الخلافات الإسلامية إلى الخلافة العثمانية خدعنا وسلبنا بشعار الإخوة في الدين؛ حيث الآخرين كانت لهم الدولة الصفوية بمذهبها الشيعي وكذلك العثماني بمذهبها السني ولم يقدر الكورد وبحجة الإخوة في الإسلام أن يؤسسوا إمارة لهم تحت المذهب الحنيفي على سبيل المثال لا الحصر وهكذا وما أن ننتهي او بالكاد من أحد الشعارات الجمعية التخديعية إلا وتكون الأممية الشيوعية لنا بالمرصاد.. وقد وصل الأمر بنا نحن الماركسيين الكورد، أن أصبحنا “ماركسيين أكثر من ماركس” وعلى مبدأ (ملكي أكثر من الملك).. بل وقسم منا (نحن الكورد) نادى وخدع وما زال بمفهوم ومصطلح سياسي جديد ألا وهي الوطنية والمواطنة؛ فأصبح الفقيه والمفقوه والوجيه والموجه.. والعالم والجاهل الكوردي ينادي بالوطنية والمواطنة، مع العلم طرحت تلك الوطنيات من قبل الأمة الغالبة والمهيمنة على كوردستان الأجزاء الأربعة كنوع من مورفين جديد لوأد

44

التيارات والأحزاب القومية الكوردية وإبعاد الكورد عن هويتهم الحضارية والثقافية؛ كون اللغة والثقافة أهم عنصر في تشكل الأمم والأقوام.. وهكذا أصبحنا “وطنيين عنصريين”؛ كون تلك الوطنية تدعوك لأن تكون مواطن صالح في بلدك ذات الصبغة القومية الغالبة حيث في تركيا أنت مواطن تركي.. وكذلك بقية الدول والبلدان التي تستعبد وتستلب كوردستان بأجزائها.

 

…….واليوم مفهوم الأمة الديمقراطية.. فهل سنستفيق مرة أخرى على الخديعة وبالتالي لنقول: في كل مرحلة شعار وإيديولوجيا ومصطلح جديد لنقنع كورديتنا المخدوعة بأن هناك مشروع أكثر إنسانيةً من المشروع القومي الكوردي؛ مرة بأسم الدين والإخوة ومرة باسم الأممية الشيوعية ومؤخراً الوطنيات التي طرحت بمقاسات شوفينية بعثية وطورانية.. واليوم الأمة الديمقراطية وللكورد نومهم الأبدية.

 

نقد التجربة.. لا تعني العداء لها.؟!!

..نأمل النجاح لتجربة الكانتونات والإدارة الذاتية كما لتجربة إقليم كوردستان (العراق).

 

 

 

 

 

 

16 مارس، 2014 ·

…للأسف كلما كتبنا بوستاً نقدياً عن تجربة ما ومنها سياسة الإخوة في حزب الإتحاد الديمقراطي في غربي كوردستان نواجه بالمثال الكوردي في العراق.. وهذا ليس إلا نوع من التهرب عن مواجهة الواقع والحقائق على الأرض؛ حيث ومنذ كتابة بعض المقالات والبوستات عن التحالف تحالف المصالح بين النظام السوري ومحوره السياسي الممتد من طهران إلى موسكو وعبر قنديل أيضاً وبعض الإخوةالمتابعين وكذلك بعض الزملاء المثقفين يحاولون أن يجهضوا الفكرة وتلك الكتابات وبالنيل منها بإيراد المثال العراقي والقول: (ألم يتحالف الحزب الديمقراطي الكوردستاني مع النظام العراقي السابق أو القول وهل كان الديمقراطي الكوردستاني متحالفاً مع النظام العراقي حتى لم يضربه بالكيماوي إلا في حلبجة) ولكن ينسى هؤلاء الإخوة والزملاء بأن النظام العراقي السابق كان قد دمر أربعة آلاف قرية وقصبة كوردية قبل ضرب حلبجة بالكيماوي وذلك على مدى سنين الثورات الكوردية في مواجهة الأنظمة العراقية الغاصبة لجزء من كوردستان.

 

وعلى الرغم من ذلك فإننا نؤكد هنا ونقول: نعم.. لقد تحالف الإخوة الكورد العراقيين وعدد من المرات مع النظام العراقي وكانت من نتائجها اتفاقية آذار لعام 1970 وكذلك زيارة الأخ مسعود بارزاني لبغداد ورمز الطاغية العراقية صدام حسين والاستعانة بقواته في مواجهة قوات الإتحاد الوطني الكوردستاني والمدعومة آنذاك من الجيش الإيراني وإن ضرب حلبجة كانت هي الأخرى نتيجة تلك التحالفات بين بعض القوات الكوردية التحالف الوطني مع نظام الملالي في إيران.. وهكذا فإننا نقول: لكل من يلوح في وجهنا بالمثال العراقي كفى تلويحاً به فلسنا بمحامي الدفاع عنهم ولهم تجربتهم وأخطائهم وقمعهم واستبدادهم وفسادهم.. وكذلك نقول وللمرة الألف إننا عندما نقوم بنقد التجربة؛ تجربة الإخوة في حزب الإتحاد الديمقراطي في مناطقنا الكوردية في سوريا فإننا لا نخونهم بل ننقد أخطاء تجربتهم في الاستفراد بالحكم وممارسة سياسة كم الأفواه والقمع والاستبداد والفساد.. وأيضاً وكما لم نخون تحالفات إخوتنا كورد العراق مع النظام السابق فإننا لن نخون تحالف الإخوة في الـ(PYD) مع النظام السوري والسياسة هي تحالفات وذلك حسب القراءات الأيديولوجية ومصالح القوى والكتل السياسية؛ فكما الديمقراطي الكوردستاني حليف لمحور سياسي فإن العمال الكوردستاني حليف في المحور الآخر ولكلٍ منهما قراءاته السياسية ومصالحه الحزبية ولكن نأمل أن تكون تلك القراءات والمصالح في خدمة قضايانا العامة الديمقراطية والإستراتيجية.

 

 

45

وأخيراً نقول: كفى للبعض.. المزاودة بالشعارات علينا ونأمل أن تنجح تجربة الكانتونات والإدارة الذاتية في المناطق الكوردية في سوريا كما نجحت تجربة إقليم كوردستان (العراق) حيث عندها يكون قد قطعت المسألة الكوردية أشواطاً نحو الحل الحقيقي لها في منطقة الشرق الأوسط وميزوبوتاميا.

 

ورسالة أخرى من العمال الكوردستاني

..وهذه المرة بخصوص المؤتمر القومي الكوردي؟!!

 

نقلت عدداً من المواقع الكوردية خبراً مفاده بأن هناك مشاورات بخصوص انعقاد المؤتمر القومي الكوردي وقد كتب موقع ولاتي نت بهذا الصدد الخبر التالي: ((التقى الدكتور كمال كركوكي عضو المكتب السياسي في الحزب الديمقراطي الكوردستاني وأحمد كاني مسؤول العلاقات الوطنية وفداً من شمال كوردستان وكان مؤلفاً من البرلمانية مكية بيرتان وعبدالله ديمرباش مسؤول الهيئة السياسية في مؤتمر المجتمع الكوردستاني و البرلمانية اوزدل اوجر ومحمد ديميز ممثل h d p وشيلان أمين اوغلو وجمال جوخشون ممثلين عن b d p يوم الأثنين في 9/6/2014 بمدينة هولير)) وأضاف المصدر نفسه ((حيث رحب الدكتور كمال كركوكي بالوفد الضيف بحرارة مؤكدا على ضرورة توحيد الموقف والخطاب الكوردي واحترام الإرادة الكوردية في الأجزاء الأربعة من كوردستان في هذه المرحلة الحساسة منوها الى دعمه ومساندته لعملية السلام وإيجاد حل للقضية الكوردية في شمال كوردستان)).

وأضاف المصدر السابق ((وعن انعقاد المؤتمر القومي الكوردي أوضح كركوكي بأن التحضيرات لانعقاد المؤتمر القومي تتقدم ووصلت مستوى جيد وبات من الضروري أن يثمر بالنتائج المرجوة كما وأعلن كركوكي دعم ومساندة الديمقراطي الكوردستاني لمطالب الشعب الكوردي في غرب كوردستان على أساس حق تقرير المصير للشعب الكوردي وأن تعبر جميع الأطراف عن موقفها ورؤيتها بحرية.. ومن جهتها أوضحت البرلمانية عن مدينة ” قرس” مليكة بيرتان مع اقتراب انعقاد المؤتمر القومي الكوردي بات من الضروري أن تتوافق القوى السياسية الكوردية بغية إنجاحه منوهة إلى أنه سينبثق عن هذا المؤتمر نتائج ترضي جميع القوى الكوردستانية وسيحمل المؤتمر رسائل كوردية لكافة القوى الدولية والإقليمية وتوحيد القوى الكوردية سيجعل من الشعب الكوردي لاعبا مهما في الشرق الاوسط مضيفة أن عملية السلام بين قنديل و الحكومة التركية وصلت إلى مراحل متقدمة)).

وقال الموقع المذكور ((وأما بخصوص غرب كوردستان أكدت بيرتان على ضرورة توحيد القوى السياسية وعدم تهميش أحد مشيرة إلى أن الهدف من زيارتهم هو لقاء تشاوري مع القوى الكوردية في جنوب كوردستان وذلك سعيا لانعقاد مؤتمر خاص بغرب كوردستان في مدينة انقرة التركية بغية الحوار مع القوى الكوردية في غرب كوردستان والمسؤولين الأتراك والمعارضة السورية والإيرانيين. ومن جانبه أشار كمال كركوكي أن كافة الأطراف تعلم أن موقف الديمقراطي الكوردستاني واضح بخصوص القضايا القومية إلا أنه يتعرض لهجمات وحملات إعلامية بغية تشويه صورته من خلال استغلال حفر الخندق

46

الذي يهدف إلى حماية أمن وسلامة جنوب وغرب كوردستان لافتا إلى وجود معبر قانوني بين جنوب وغرب كوردستان إلا أنه كانت هناك محاولة لخلق التوتر بين الطرفين والإيحاء بأن الخندق سيفصل جنوب كوردستان عن غربه. وختم كركوكي حديثه

مؤكداً أن تاريخ الحزب الديمقراطي الكوردستاني يشهد له بالمواقف القومية وسعيه الدائم من أجل مستقبل أفضل للشعب الكوردي)).

بقي أن نقول نأمل أن يتم انعقاد المؤتمر القومي بأقرب وقت ممكن وذلك لتوحيد القوى الكوردية والاتفاق على ورقة عمل استراتيجية بخصوص مجمل القضايا الوطنية والقومية وفي الأجزاء الأربعة للوطن الكوردستاني المجزأ والمغتصب من عدد من الكيانات السياسية الغاصبة للأرض والقضية وخصوصاً فيما يتعلق بالجزء الغربي منه وكذلك إقليم كوردستان (العراق) حيث ذاك الجزءان يتمتعان اليوم بخصوصية الأحداث الساخنة ومستجدات السياسة؛ ففي الجزء الغربي هناك الصراع الداخلي وتفتيت لجغرافية سوريا وملامح بروز كيان كوردي إن عرفنا كيف ندير دفة السياسة داخلياً وإقليمياً وبمساعدة دولية وهنا يتطلب من الإخوة في الاتحاد الديمقراطي (PYD) ومجلس غربي كوردستان كونهما “سلطة الأمر الواقع” العودة عن سياستهم الخاطئة في تهميش وإقصاء الطرف الكوردي الآخر (المجلس الوطني الكوردي) وتحديداً الحزب الديمقراطي الكوردستاني (سوريا) وكذلك فك الارتباط عن المحور السوري الايراني والتنسيق مع إقليم كوردستان (العراق) حيث المصلحة الكوردية تتطلب ذلك وقد رأينا كيف قامت (حماس) باتخاذ هذه الخطوة الجريئة وذلك عندما تطلبت المصلحة الفلسطينية ذلك، إلا إن كان ارتباطهم مع المحور الايراني جزء من الهلال الشيعي فعند ذاك سوف تتغير كل المعادلة السياسية.
وهناك أيضاً قضية داعش وتهديد إقليم كوردستان (العراق) وخاصةً المناطق الكوردستانية خارج الاقليم “المتنازع عليها” وتحديداً كركوك وكما يقال في المثل الشعبي؛ رب ضارةً نافعة وهكذا فربما هذه اللعبة الاقليمية (محور إيران سوريا العراق) في إخلاء الساحة لهذه الجماعات الدينية (السنية) المتطرفة والجهادية وتحريكهم باتجاه المناطق الكوردية في ورقة ضغط على الإقليم لتقديم المزيد من التنازلات لبغداد من جهة ومن جهة أخرى إضعاف كل من الكورد والسنة في المنطقة تكون سبباً في اتفاق الكورد من جهة انعقاد المؤتمر القومي وكذلك الدفاع المشترك عن المناطق الكوردية وغرفة عمليات مشتركة بين كل من قوات الحماية الشعبية والبيشمه ركة ومن الجهة الأخرى تحريراً للأرض والقرار السياسي لكل من الإقليم وضم المناطق الكوردستانية والتي ما زالت خارج إدارة الإقليم وبما فيها كركوك وكذلك الجزء الغربي من كوردستان وبالتالي تكون ساعة الصفر في إعلان دولة وربما أكثر من دولة كوردستان.

 

47

يوم السجين الكوردي..؟!!

حملة تضامن مع معتقلي الرأي في سجون الآسايش

.. ولنجعل من يوم اعتقال السيد أوجلان؛ يوم السجين الكوردي والتضامن معه.
.
.

 

 

14 فبراير، 2014 · لوسرن‏ ·

……..إن اليوم تمر الذكرى الخامسة عشرة على اعتقال السيد عبد الله أوجلان؛ زعيم حزب العمال الكوردستاني وذلك من خلال قرصنة استخباراتية لعدد من الدول (تركيا، كينيا، والولايات المتحدة الأمريكية) حيث وفي 15/فبراير ـ شباط من عام 1999 وفي العاصمة الكينية نيروبي تم القبض على السيد أوجلان وتسليمه للسلطات التركية وليسجن في جزيرة إيمرالي منذ ذاك الوقت ودون محاكمات عادلة.. وإننا وبهذه المناسبة ندعو له ولكل معتقلي الرأي في العالم بالحرية والحياة الكريمة والكف عن سياسة زج الإنسان في غياهب السجون والمعتقلات وذلك بسبب قناعاته الفكرية والسياسية ومن بين أولئك من هم داخل أقبية النظام السوري والأسايش في مناطقنا الكوردية في سوريا حيث ومنذ تاريخ 7 حزيران/يونيو 2013 تعرض عدد من كوادر وقيادي الأحزاب الكوردية وعلى الأخص حزبي آزادي الكوردي والحزب الديمقراطي الكردي في سوريا (البارتي) في عفرين للملاحقة والاعتقال من قبل قوات الأسايش التابعة للإدارة الذاتية المعلنة من قبل حزب الإتحاد الديمقراطي وحلفائه في المناطق الكوردية وقد أفرج عن عدد منهم ولكن ما زال هناك من أولئك الكوادر والنشطاء رهن الاعتقال الكيفي ودون محاكمات علنية وعادلة وعلى سبيل الذكر وليس الحصر؛ الأخوة سعيد عيسو، جيكر حمو وعبدو حلبي و.. غيرهم من النشطاء والكوادر الكوردية.
…….إننا نأمل وننادي الإخوة في الإدارة الذاتية في المناطق الكوردية على طي هذا الملف السيئ الصيت والكف عن سياسة كم الأفواه والاعتقال الكيفي للنشطاء الكورد فلا يمكن لمن يطالب بالحرية لزعيم سياسي له معتقل في سجون الأنظمة الغاصبة لكوردستان أن يكون صادقاً في طرحه وهو يمارس نفس سلوك تلك الأنظمة مع إخوته وأبناء شعبه والذين يخالفونه في الرأي والقناعات السياسية.. وهكذا فإننا ندعو ونتضامن مع معتقلي الرأي في العالم أجمع وعلى رأسهم السيد أوجلان.. ولنكون صادقين في دعوتنا ككورد فإننا نطالب وقبل الجميع الإدارة الذاتية إلى العمل مباشرةً للإفراج عمن هم في سجون الآسايش وطي هذا الملف نهائياً وكف يد هذه المنظمة الأمنية ووقف ممارساتهم الشبيهة بالأجهزة الأمنية للدول الغاصبة لكوردستان في القمع والتنكيل بالمواطنين وكاستشهاد على ما نقول فإننا شخصياً تعرضنا لهذا الموقف في العام الماضي في مدينتنا جنديرس؛ حيث كان تعاملهم لا يقل سوءً عن تعامل الأمن السوري معنا وبالتالي العمل على إطلاق سراح كل المعتقلين السياسيين في سجون الأسايش أو إحالتهم إلى محاكم علنية عادلة وبحضور ممثلي المنظمات المدنية والحقوقية وحتى من الهيئات الدولية إن توفرت وأن يكون لهم “المتهمين” حق الدفاع عن أنفسهم وذلك من قبل لجنة محامين يتم اختياره من قبلهم أو الإفراج الفوري عنهم والتعويض عما لحق بهم من آثار نفسية وجسدية ومادية.
…….وأخيراً نطالب كل الإخوة والزملاء والأصدقاء بالتوقيع على هذه الوثيقة التضامنية مع معتقلي الرأي في العالم وإرسال أسمائهم الثلاثية وتاريخ الاعتقال إن أمكن لنا ليتم إضافتهم إلى الوثيقة التضامنية ولنجعل من يوم 15 شباط/فبراير يوم السجين الكوردي والتضامن معه وذلك من أجل نيل الحرية والحياة الكريمة.

 

48

 

أسماء المعتقلين مكان وتاريخ الاعتقال:

  1. السيد عبد الله أوجلان .. إيمرالي _ 11شباط 1999.
  2. السيد سعيد عيسو .. عفرين _ 7/9/2013
  3. السيد جيكر حمو .. عفرين _ 7/9/2013
  4. السيد عبدو حلبي .. عفرين _ 7/9/2013
  5. الأستاذ سيامند بريم .. عفرين _ 7/9/2013
  6. لسيد بهذاد دورسن هسام ديريك 2012/10/27
  7. السيد نضال سليم حوران ديريك 2012/10/27

 

إدارة كوردية مشتركة
…هل يمكن للكورد أن يتشاركوا في إدارة غربي كوردستان ..؟!!

يقول الأخ محمد بشير علو في معرض رده على بوستنا السابق؛ ((رسالتنا.. للمؤتمر التوحيدي بين أحزاب الإتحاد السياسي)) ما يلي: ((يطالبون بالفيفتي فيفتي مع طرف يقولون عنه وعن داعش صناعة النظام ..فهل يُعقل .. فبماذا إذا سنسميهم .. تحية عطرة ماموستا بير)). سؤال مشروع بالتأكيد حيث وبموجب الحرب الكلامية بين جبهتي السياسة الكوردية في غربي كوردستان والاتهامات المتبادلة بين الطرفين، فقد شكل المناخ والأرضية “المشروعة” لهكذا أسئلة وأطروحات سياسية في الشارع الكوردي المؤدلج والمنقسم أساساً بين محورين سياسيين أقل ما يقال عنهما إنهما في صراع على وجودي وللأسفبحيث أصبح من الطبيعي أن تكون مسألة التوافق والحوار السياسي في ظل إدارة مشتركة شبه من ضرب المحال.

ولكن ومن جهة أخرى ينسى هؤلاء الإخوة والأصدقاء بأن المعارضة والنظام السوري دخلا إلى جنيف للوصول إلى توافق سياسي حول مشروع يسمح للمشاركة بين الطرفين في إدارة سوريا القادمة ورسم ملامح خارطة طريق لمشروع سياسي يجمع كل الأطراف بما فيها القوى والمجموعات العسكرية والمتصارعة على الأرض.. وهكذا وفي ظل الموافقة ومن طرفي الصراع في سوريا؛ النظام والمعارضة فإنه من الأولى أن يتوحد أو على الأقل أن يتوافق الكورد على ورقة كوردية مشتركة تخدم القضية الواحدة..فإذا توافقت الرؤوس فالأحرى أن لا يختلف الأتباع و“الذيول” مع الاعتذار لاستخدام المصطلح والملحقات على القضايا نفسها، مع العلم كنا نأمل أن نكون نحن الكورد طرفاً ثالثاً مستقلاً في القرار السياسي السوري ولكن يبدو أن المجتمع والدولي والقرار الإقليمي وحتى الكورد أنفسهم ساهموا جميعاً في أن يبقى الكورد مشاريع سياسية ملحقة .. وها نحن نتصارع على بعض فتات الموائد التي هي بالأساس وضعت للآخرين وليس الكورد إلا ضيوف عابرة عليها ونأمل أن نكون مخطئين في قراءتنا للواقع السياسي الكوردي.

 

49

أردوغان
.. يرفض “إقامة دولة داخل الدولة التركية”!!

 

 

 

 

 

 

19 أغسطس، 2015 ·

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ أكد الرئيس التركي رجب طيب إردوغان خلال تصريحات أدلى بها في مراسم جنازة الضابط التركي أحمد جامور بولاية طرابزون أن «الدولة التركية لن تسمح بتقسيم البلاد، ولن تمنح الفرصة لأحد للقيام بذلك، ولن ترضى أي بديل عن العلم التركي، ولن تسمح الأمة الواحدة لمن يتربص بها بتقسيمها»، موجها نداءً للجماهير الحاضرة بأن «تواصل كفاحها في هذا السبيل بالصبر والعزم، فعاجلا أم آجلا سيكون الحق هو الطرف الغالب في هذا الصراع». وتابع قائلا: «سنكون أمة واحدة، وعلما واحدا، ووطنا واحدا، ودولة واحدة» في هذا الإطار، لافتًا إلى أنه «لن يتم السماح على الإطلاق بإقامة دولة داخل الدولة التركية» (نقلاً عن موقع خبر24).

 

هي نفسها العقلية الكمالية التي تعاملت مع قضايا الشعوب وعلى رأسها القضية الكوردية؛ إنها الكمالية بطبعتها الأردوغانية الإخوانية، لكن ينسى السيد أردوغان إن “زمن الأول تحول” ونحن في زمن التحولات الكبرى بمنطقة الشرق الأوسط حيث إنهيار الديكتاتوريات وإنتهاء عصرهم وإن كل محاولاته في إعادة عجلة التاريخ إلى الخلف وذلك من خلال الإستيلاء على كل السلطات وتحويل النظام البرلماني لنظام رئاسي، يكون هو الزعيم و”المستبد العادل” ستبوأ بالفشل الذريع؛ كون المرحلة تجاوزت عصر الدولة الإستبدادية .. وإن كل محاولاته تلك ليس إلا دلالة وتعبير صارخ عن حماقة الديكتاتوريات في التشبث بالوهم والخديعة وعلى أنهم (الملهمون الخالدون) وبأن ليس على الآخرين، إلا الخضوع والرضوخ لمشاريعهم الخونفشارية.

 

وهكذا ومع إصرار حزب العدالة والتنمية، بزعامة رئيسها ورئيس الجمهورية السيد رجب طيب أردوغان على عقلية التفرد بالقرار السياسي في تركيا من خلال اللعب على وتر (الخطر الإرهابي) القادم من (جنوب البلاد)؛ من المناطق الكوردية وحزب العمال الكوردستاني على حد زعمها وبالتالي محاولة التسويق لمشروعها السياسي لتركيا القادمة، ربما تدفع بتركيا إلى عدد من الخيارات أقلها ضرراً إدخال البلاد في أزمة سياسية حكومية وإنهيارات إقتصادية وأسوأها كارثيةً، هو إشعال حرب أهلية على غرار الدولة الجارة “سوريا” وفي هذه الحالة ستكون نهاية العدالة والتنمية وليس فقط النهاية السياسية لزعيمها أردوغان .. رغم إن الأخير، ربما يفكر أن الإنتخابات المبكرة ستكون حبل النجاة له ولسياساته وإستفراده بالحكم، لكن نعيد ونذكره؛ بأن زمن سياسات التفرد والديكتاتوريات تشهد أفولها في المنطقة وأن الشعب التركي لن يسمح بإعادة الديكتاتورية، إلا إذا قام العسكر وبضوء أخضر من الخارج بوقف تدحرج تركيا نحو هاوية الحرب الأهلية ولكنني أعتقد أن هذا السيناريو أيضاً مستبعد من قراءة الولايات المتحدة .. وهكذا ليس أمام تركيا غير التوافق على دولة ديمقراطية توافقية فيدرالية لتنقذها من تسونامي قادم، وإلا؛ فإنه الإنزلاق إلى الكارثة.

 

50

الإحباط واليأس ..

يجعل من الهر نمراً شرساً..!!

بدايةً وقبل أن أدخل في الموضوع موضوع المقال أود أن أروي الحادثة التالية والتي جرت مع خال زوجتي؛ المجبر عبدو حسكة من قرية مسكة وبالمناسبة كنا نردد هذه العبارة لما فيها من السجع ونحن أطفال وهو أي المجبر كان له من الصيت الواسع في المنطقة والمعروف بقساوة قلبه وصلابة العزيمة، رغم إنه كان ودوداً طيب المعشر .. المهم في أحد الأيام حشر هذا المجبر (القاسي) إحدى القطط في غرفته ويبدو إن القط المسكين كان قد خطف بعض الفراخ ولذلك أراد المجبر أن ينال منه، حاول القط المحتجز بالغرفة التملص من بين يديه ولكن دون جدوى وعندما وجد بأن لا مفر من الدفاع عن النفس، فقد تحول قطنا اليائس إلى نمرٍ شرس وهاجم المجبر القوي، وبعد عدة خرمشات تمكن القط من الإفلات والهرب، ليخرج مجبرنا وهو ينزف في عدد من الأماكن من جسده .. وهكذا فقد جسدت هذه الواقعة الحقيقية كما رووها لي، تلك المقولة التي تقول؛ بأن على المرء أن يترك لـ”عدوه” وخصمه زاوية لكي يتمكن من الإنسحاب ببعض الكرامة وأن علينا أن لا نغلق الدائرة كلياً على الخصم بحيث لا يكون أمامه غير خيار المقاومة أو الموت وكذلك هناك مثلنا الشعبي الذي يقول؛ بأن “نصف المرجلة هريبة” وهو الآخر يؤكد على أن نترك للآخر الخيار الثالث؛ الإنسحاب والحفاظ على بعض الكرامة والرجولة.

جاءت فكرة المقال من وحي إحدى التعليقات التي كتبها صديق ومعلقاً على بوست سابق لي؛ تطرقت فيه إلى قضية الصراعات والأجندات الحزبية للحركة الكوردية، حيث كتب ذاك الصديق التعليق التالي؛ “إنني أرى الأشخاص والرفاق المؤيدين لل ي ب ك كلامهم أكثر إحتراماً، فالذي يستهزأ بالكانتونات يخلق إستفزاز وتعليقاته بعيد عن الموضوع الأساسي وإذا أردنا الرد عليه خرجنا نحن أيضاً عن الموضوع”. طبعاً هناك الكثير من الواقعية والحقيقة في تعليق ذاك الأخ وربما وبنوع من الذكاء الفطري قد طرح نقطة جد مهمة من خلال تعليقه السابق؛ ألا وهي بأن الإحباط واليأس يدفع بالآخر إلى المزيد من المقاومة وربما بل على الأغلب إلى المزيد من العنف والشراسة أو التنمر (في حالة المثال السابق؛ القط النمر) وبالمناسبة هي مسألة تتعلق بالحالة السايكولوجية والنفسية وقضية “حب الحياة والمقاومة” فلا أحد منا ينتظر ويريد الموت، بل الكائن وبحالة غريزية يتمسك بالحياة ويدافع عن كل ما يهدد وجوده.. وهكذا فإن كان تعليقات أولئك الإخوة والأخوات من التيار الذي “يعادي” ويخاصم نهج العمال الكوردستاني يتضمن الإستفزاز والنرفزة والعصبية فإن ذاك عائد للجانب النفسي السايكولوجي كما سبق وأشرنا وإلى الحالة العصبية للإنسان المقموع والمهزوم، ناهيك عن الجانب السياسي في قضية القمع وحجز الحريات؛ حيث إن القوي كائناً أو حركة تكون أفعاله وحركاته وكلامه يمتلك من الهدوء والنفس الطويل والأريحية والديبلوماسية السياسية أكثر مما يكون المرء ضعيفاً ومهزوماً مقموعاً حيث نجد التشتج في كل أفعاله وتصرفاته وبالتالي فإنني لا أعتب كثيراً على أولئك الإخوة وردودهم العصبية وعلى الأخص من فئة الجيل الشاب حيث الروح الوثابة.

ولذلك ولكي لا نزيد من الإحتقان في الشارع الكوردي وعلى الأخص في هذه المرحلة العصيبة من حياة المنطقة وشعوبنا؛ حيث الحراك الجماهيري السياسي من جهة ومن الجهة الأخرى ما يتعرض له شعبنا ومناطقنا الكوردستانية من تهديد وهجوم مباشر من جماعات سلفية تكفيرية من مرتزقة ما تعرف بتنظيم الدولة الإسلامية “داعش” وملحقات القاعدة الأخرى وكذلك من تلك المخططات التي تحاك ضد القضية الكوردية عموماً وعلى الأخص من تلك الأنظمة الغاصبة لكوردستان، إن كان بشكل خفي أو معلن والذي يشكل هجوما ربما أخطر من الأول ولو بطريقة غير مباشرة كما تفعله مرتزقة “داعش” لكن معاً يشكلان دائرة شبه مغلقة على شعبنا وقضيتنا الوطنية الكوردستانية .. ومن هنا ولخطورة المرحلة؛ فإنه من الواجب والضرورة على القيادات الكوردستانية والتي بيدها السلطة (الحل والربط) إن كانت في جنوب أو غرب كوردستان وعلى الأخص منظومة العمال الكوردستاني والمعروفة بسياستها العنيفة والقمعية إلى درجةٍ ما مع الخصم السياسي، بأن تبتعد عن تلك السياسات التي تدفع بالآخر من القوى والأحزاب السياسية والمجتمعية الكوردية، لأن تختار المقاومة والمجابهة العسكرية ولكي لا ندخل دوامة الحرب الأهلية وإقتتال الإخوة.. ولذلك وإقتضاءً لمصلحة شعبنا وقضيتنا يجب أن تبادر القوى الكوردستانية الفعالة إلى عقد مؤتمر قومي _ وطني كوردستاني تجمع كل القوى والأحزاب الكوردستانية وذلك لتشكيل وتفعيل عدد من “المرجعيات السياسية” ووفق ظروف وشروط كل جزء كوردستاني وتحت إشراف المؤتمر الوطني _ القومي الكوردستاني ولقيادة المرحلة الحالية من حياة شعبنا الكوردي.
51

الإرهاب

.. وحزب العمال الكوردستاني!!

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ما لفت إنتباهي اليوم في خطاب الرئيس التركي، هي العبارة التاليه: “إننا سوف لن نوقف القتال ضد الأكراد ما دام هناك إرهابي واحد” (نقلاً عن قناة العربية). إن ما يلفت في هذا التصريح للرئيس التركي هو محاولة إعطاء صورة للداخل التركي وكذلك للخارج الأوربي الأمريكي بأن تركيا تحارب الإرهاب وذلك في محاولة لإعادة صورة تركيا (الحليف) الشرقي والإسلامي للغرب في (محاربة الإرهاب)، خاصةً بعد أن لطخه أردوغان وحزبه بوقوفه إلى جانب القوى الراديكالية الإسلامية المتطرفة؛ إن كان في تجربة مصر أو سوريا نموذجاً وقد نقلت وسائل الإعلام العالمية، كيف أن الجنود الأتراك وعناصر “داعش” ومرتزقتها كانوا يتعاونون على طرفي الحدود كجنود لدولتين أو بالأحرى إمارتين وخلافتين إسلاميتين والنقطة الأخرى والتي أراد السيد أردوغان الإشارة إليها؛ هي ربط الإرهاب بالكورد عموماً وليس فقط بحزب العمال الكوردستاني .. وهكذا فقد أراد السيد أردوغان وبجرة قلم أو بالأحرى بتصرح صحفي أن يدخل كل الكورد إلى خانة الإرهاب، بعد أن نجح إدخال العمال الكوردستاني في تلك القائمة والتي توضع وفق مصالح بعض الدول النافذة وحلفائها في المنطقة.

بالتأكيد هذا الخطاب التعميمي الأردوغاني، لم يكن ناتجاً عن هفوة أو سذاجة سياسية، لكن هو يريد أن يؤسس لما يمكن أن نسميها بـ”الذاكرة الجمعية الزائفة” وخاصةً على المستوى التركي، كون الغرب وأمريكا لن ينخدعوا بهكذا مقولات زائغة وزائفة ولهم علاقاتهم السياسية والديبلوماسية مع الكورد وكذلك التعاون العسكري؛ إن كان في الإقليم الجنوبي لكوردستان (العراق) أو في روجآفاي كوردستان (سوريا)، لكن الخطاب هو موجه في هذه النقطة على الأخص للشارع والعقلية التركية والتي تجد في كل ما هو كوردي (خطراً وإرهاباً) على جمهوريتهم الكمالية .. وبالتالي لديه أي الإنسان التركي الإستعداد النفسي والعقلي لكي يقبل المقولة وبدون تدقيق؛ كونها توافق بطريقة مواربة أفكاره القوموية المتطرفة حيث المقولة التي يحفظها (كل) تركي؛ “إضحك فأنت تركي”. وهكذا جاء السيد أردوغان ليدغدغ تلك المشاعر القوموية وذلك عندما نعت كل الكورد بالإرهاب وليس فقط العمال الكوردستاني.

لكن هناك سؤال إشكالي سوف يحير أردوغان والذين وضعوا العمال الكوردستاني على لائحة الإرهاب والتطرف، ألا وهو؛ كيف يدخلون في مفاوضات سلام مع تنظيم (إرهابي متطرف) ويحاولون أن يرسموا مع أولئك (المتطرفين الإرهابيين) ملامح تركيا المستقبلية، أليس ذاك يعتبر نفاقاً سياسياً وكذباً على الشارع التركي وقبلها على أنفسكم والعالم، فهي واحدة من إثنتين؛ إما أن العمال الكوردستاني ليس حزباً إرهابياً وقد وضعتموه على لائحة الإرهاب بحكم مصالحكم زوراً وبهتاناً وكما فعلتم تماماً مع الفصيلين والحزبين الكورديين الآخرين؛ الديمقراطي الكوردستاني والإتحاد الوطني ولم تحذفا إسميهما من تلك اللائحة إلا مؤخراً .. وبالتالي عليكم رفع إسم العمال الكوردستاني أيضاً من قائمة الإرهاب لكي تستمروا بمصداقية في مفاوضات السلام، أو تنهوا تلك المفاوضات مع العمال الكوردستاني كونه حزباً (إرهابياً متطرفاً) حسب زعمكم وذلك على أقل تقدير لتحافظوا على بعض المصداقية .. أما أن تقولوا بأنه؛ (حزب إرهابي) وتدخلون معه في مفاوضات سرية وعلنية فذاك يعتبر من النفاق السياسي والذي يسحب منكم ومن حكومتكم أي مصداقية بشأن كل الملفات وعلى رأسها ملف المفاوضات وقضية السلام وحل المسألة الكوردية في الإقليم الشمالي من كوردستان .. فهل وصلت الرسالة؛ يا من تمارس النفاق السياسي بأقبح أوجهها وذلك في إستغباء للشارع التركي.

 

52

الإنتخابات التركية

.. كشفت عدد من القضايا الجوهرية.

 

الحوار المتمدن-العدد: 4972 – 2015 / 11 / 1 – 23:24

المحور: المجتمع المدني

إن الإنتخابات البرلمانية التركية الأخيرة الإعادة والتي نالت فيها حزب العدالة والتنمية (الحاكم) ما يقارب نصف المقاعد (حوالي 49 بالمائة وبزيادة 8 بالمائة عن الإنتخابات السابقة) وذلك على حساب تراجع نسبة الأحزاب الأخرى حيث أكبر الخاسرين هما؛ حزب الشعوب الديمقراطية (الكوردي) وحزب الحركة القومية (التركي) واللذين خسر كل منهما ما يزيد عن ثلاثة بالمائة، قد كشفت عن عدد من القضايا الجوهرية في الواقع المجتمعي والسياسي في تركيا ويمكن تلخيصها بالنقاط التالية:

 

1- إن المجتمعات الشرقية ومنها المجتمع التركي، ما زال يرى في الإسلام “الحل” وذلك على الرغم من كل ما يعرف بعلمانية أتاتورك في تركيا وبالتالي وعندما شعر التيار الإسلامي المزاجية الشعبية بالتهديد لنفوذها فقد أستنفرت كل قواها لتعيد العدالة والتنمية إلى سدة الحكم وبدون مشاركة الآخرين حيث أعطته “الأغلبية المطلقة” والتي تعبر عن ثقافتنا الأحادية التي لا تقبل شراكة مع الآخر.

 

2- أراد الناخب التركي أن يبدي الوفاء لما تحقق في مرحلة العدالة والتنمية من مكاسب إقتصادية تنموية ومشاريع سياسية داخلية وعلى الأخص قضية السلام وكذلك أن يعاقب الأحزاب الأخرى على إنها لم تكن في مستوى المسؤولية لتشكيل حكومة وحدة وطنية.

 

3- ضعف المجتمع الكوردي في تركيا وإرتباطهم بالقضية حيث مع حجم التواجد الكوردي والذي يقارب ربع سكان تركيا كان من المفروض أن يتجاوز نسبة أصوات حزب الشعوب الديمقراطية ليس عتبة الـ 10% بل أن تقارب نسبة 20%، لكن وللأسف هناك الكثير من الأصوات (الكوردية) تذهب للعدالة والتنمية من خلال المفهوم الديني الإسلامي، ناهيكم عن الصراعات السياسية بين الأحزاب الكوردية والولاء لقنديل أم أربيل.

 

4- هذه الإنتخابات كشفت قضية أخرى؛ بأن الصوت التركي (اليساري واليميني) وعندما يكون هناك صراع إثني قومي كوردي/تركي فإن تلك الأصوات التركية اليسارية واليمينية سوف تنحاز للحالة القومية التركية حتى إن كانت إسلاموية كالعدالة والتنمية وبالتالي هي وفي حال الصراع الإثني لن تكون لليسار الكوردي؛ حزب الشعوب الديمقراطية، بل للتركي الإسلاموي.

 

5- النقطة الأخرى والتي كشفتها نتائج الإنتخابات؛ بأن الكورد إن كانوا على المستوى العسكري أو السياسي ما زالوا يمارسونها بطريقة إرتجالية، مما تسبب لنا ولقضية شعبنا الكثير من الإنتكاسات والمآسي وقد رأينا ذلك من خلال التخبط والتناقض في عدد من المواقف السياسية والعسكرية الإرتجالية؛ وكمثال نورد قضية تبني مقتل الشرطيين التركيين والتي جعلتها تركيا حكومة العدالة والتنمية مبرراً لها لكي تشن هجوماً عسكرياً على حزب العمال الكوردستاني، وبالتالي تجييش الشارع التركي ضد الكورد وبأنهم يمارسون الإرهاب.. مع العلم؛ أن تركيا هي التي تمارس الإرهاب بحق شعبنا وذلك عندما تحرمه من كل حقوقه الأساسية وبالتالي بات من الضروري على قيادات العمال الكوردستاني وحزب الشعوب الديمقراطية مراجعة عدد من سياساتها الداخلية والكوردستانية والإقليمية.

53

6- النقطة السادسة والتي راهن عليها حزب العدالة والتنمية هي قضية الصراع مع العمال الكوردستاني حيث استطاع من خلال شن بعض الغارات على مواقع العمال الكوردستاني ونسف “وجود مسألة كوردية في تركيا” أن يحصل على نسبة لا بأس بها من الأصوات القوموية التركية.. في حين بقي حزب الشعوب الديمقراطية متمسكاً ببرنامجه عن الأمة الديمقراطية _ أو “الأمة المستقبلية”_ والتي هي في طور التنظير الأيديولوجي ونسيت بأن الواقع يفرض شروطه وأصواته الإنتخابية البرلمانية حيث ما زالت مجتمعاتنا منقسمة طائفياً عرقياً وبالتالي فإن أغلب الأصوات هي للمشاريع والأجندات التي تخاطب الواقع وليس المستقبل، وإن الواقع يفرض على حزب الشعوب الديمقراطية أن يقدم برنامجه الكوردستاني ويكون صوتاً للأغلبية الكوردية.

 

7- لكن وعلى الرغم من كل تلك السلبيات التي رافقت العملية الإنتخابية وما نتج عنها وكذلك رغم دور المؤسسة الأمنية في ترهيب الشارع للتصويت لحزب العدالة والتنمية، إلا أن الحزب الحاكم أستطاع من خلال البروباغندا السياسية، أن ينجح في إقناع الشارع التركي، بأن هناك أحد الخيارين التاليين؛ إما القبول بأغلبية برلمانية أو الذهاب إلى الفوضى وربما الحرب الأهلية. وهكذا يمكننا القول: لقد أنتصرت العقلانية التركية مجتمعةً مع المزاجية الشعبوية الإسلامية، بحيث أعادت حزب العدالة والتنمية إلى أن يتسيد المجتمع (البرلمان) التركي والذي سيضع تركيا بدوره أمام أحد خيارين؛ إما المضي في مشروع دمقرطة تركيا وحل المسألة الكوردية حلاً ديمقراطياً عادلاً، أو دفع تركيا نحو دولة الخلافة الأردوغانية وزيادة الأزمات الداخلية والتي ربما تفجر وضع تركيا بحرب أهلية قادمة.

 

وأخيراً ما نأمله؛ هو أن ينجح المشروع الديمقراطي في تركيا وينجح العدالة والتنمية مع حكومته الجديدة في تحقيق المزيد من الخيارات الديمقراطية وحل المسألة الكوردية وكل المسائل والقضايا العالقة في تركيا حيث أعطته الناخب التركي فرصة جديدة لإستكمال ما حققه خلال السنوات الماضية من نهضة تركيا التنموية.. مع أن الخيار الآخر أي الدخول في نفق دولة الخلافة الأردوغانية هو أيضاً له محركاته الثقافية والمجتمعية الفاعلة والمؤثرة، وهكذا فهل ستنجح تركيا في الخروج من فوهة البركان والوصول بالبلد إلى بر الأمان.

……………………………………………………………..

 

ملاحظة؛ البوست عدل عما نشر على موقع الحوار المتمدن بإضافة النقطة السادسة والبوست التالي حيث إنني سوف أضيف بوستي الأخير على مقالتي عن الإنتخابات التركية، كونه متعلق بالموضوع ويخدم الفكرة .. وإليكم البوست:

 

مبروك

.. لمشروع السلام والديمقراطية!!

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ قالها أردوغان بصريح العبارة؛ “إن لم تنتخبوا حزب العدالة والتنمية فذاك سيعني العودة إلى عسكرة المجتمع والدولة الأمنية وإنتهاء مشروع السلام والتنمية في تركيا” وقد نجح الرجل في إقناع الشارع التركي بالتصويت لبرنامجه الإنتخابي وهذا يعني شيئاً واحداً؛ تحقيق السلام والديمقراطية في تركيا وذلك من خلال تنفيذ الوعود في إنجاح تركيا إقتصادياً وديمقراطياً بتحقيق العدالة الإجتماعية وإحلال السلام في تركيا وحل القضية الكوردية .. أما في حال فشل حكومته في تحقيق الوعود الإنتخابية فذاك يعني سقوطه سياسياً وسيتم معاقبته في الإنتخابات المقبلة وبالتالي هي الأخرى ستكون في صالح الحراك السلمي والديمقراطي وبخصوص نتائج حزب الشعوب الديمقراطية؛ أعتقد إنه خسر بعض الأصوات “التركية اليسارية” وكذلك (الكوردية الإسلاموية)، لكن هو بالأخير بقي في البرلمان وذلك يعد مكسباً سياسياً لشعبنا وعلينا بمراجعة نقدية لبعض سياساتنا .. وأخيراً نقول: مبروك للديمقراطية ولشعبنا وللإخوة في حزب الشعوب الديمقراطية، ما حققوه من نتائج إنتخابية والتي لن تكون الأخيرة، بل هي الأولى في لعبتنا السياسية تحت قبة البرلمان التركي.

 

54

الطريق الثالث

.. لحل أزمة الحكومة التركية المقبلة.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ بعد إجراء الإنتخابات البرلمانية في تركيا وكسر قاعدتين أساسيتين في الإنتخابات السابقة، أولاً؛ حكر حزب العدالة والتنمية على الأغلبية البرلمانية والتي تؤهله لتشكيل الحكومة منفردةً والتي كانت سبباً في تفرد الحزب والسير بتركيا إلى نوع من “الديكتاتورية الأردوغانية المتأسلمة” المدعومة من القوى والأحزاب والحركات الإسلامية وعلى رأسها حزب العدالة والتنمية وبالتالي أرادت الشعوب التركية توجيه رسالة واضحة لكل القوى السياسية التركية ومنها الحزب الحاكم؛ أن لا عودة عن طريق ومسيرة السلام والديمقراطية ولا يمكن العودة بتركيا إلى دولة الإستبداد والطغيان وهذا كان سبباً أو أحد الأسباب والتي دفعت بالناخب التركي لإعطاء صوته لحزب الشعوب الديمقراطية وذلك بالإضافة إلى ما حققه الكورد في كل من معارك كوباني وشنكال ودخول البيشمركة ومساعدة إخوتهم في وحدات حماية الشعب، مما شكل قاعدة للتقارب ووحدة الصف الكوردي وكذلك كانت لسياسات تركيا وحزب العدالة والتنمية وموقفها السلبي من القضايا الإقليمية ومساعدة كوباني دوراً مهماً في أن تذهب الأصوات الكوردية “الإسلامية” لحزب الشعوب الديمقراطية بدل العدالة والتنمية والذي كان يأخذ “حصة الأسد” من تلك الأصوات سابقاً، وكانت تلك هي القاعدة الثانية والتي تم كسرها وتحطيمها وذلك عندما تجاوز حزب الشعوب الديمقراطية سقف العتبة الإنتخابية في تركيا.

 

وهكذا فقد دخل الحزب الكوردي (HDP) وبقوة إلى البرلمان التركي وذلك بثمانون مقعداً نيابياً مما شكل مع حزب الحركة القومية التركي (MHP) الحزب الثالث في البرلمان التركي حيث لهما نفس المقاعد الإنتخابية وهي سابقة إنتخابية بالبلد وبذلك فقد تركا الحزبان المذكوران لكل من حزب الشعب الجمهوري (الكمالي التأسيس والفكر) وكثاني كتلة برلمانية (132) صوت ومقعد برلماني ولحزب العدالة والتنمية “الإسلامي” بقية الأصوات البرلمانية؛ أي (258) مقعد وذلك من أصل (550) مقعد من مجموع المقاعد التي تحت قبة البرلمان التركي .. وبذلك تعددت الخيارات أمام الأحزاب السياسية الأربعة لتشكيل الحكومة الإئتلافية وذلك بعد أن ُسحِبَ البساط من تحت أقدام العدالة والتنمية لتشكيل الحكومة منفرداً وأيضاً قبل أن تغلق الأبواب نهائياً أمام التحالفات السياسية وبالتالي الإضطرار للذهاب إلى إنتخابات مبكرة تبقى نتائجها مفتوحة على كل الإحتمالات وذلك حسب مجريات الأحداث الداخلية في تركيا وكذلك في كل من العراق وسوريا وعلى الأخص في المناطق الكوردية وكذلك حجم النفوذ “الداعشي” في كلا البلدين والتدخلات الإقليمية لكل من إيران والدول العربية في مجريات الأحداث هناك، إضافةً إلى التحالفات الدولية والإقليمية وتناول القضية الكوردية.

 

وبالتالي جاءت القراءات متعددة، كما الإحتمالات متعددة وربما كان أكثر القراءات وخاصةً الكوردية تجد في تحالف كل من العدالة والتنمية (AKP) مع حزب الشعوب الديمقراطية (HDP) هو الإحتمال الأكثر قبولاً وترشيحاً للنجاح وربما رغبة في العقلية الكوردية والشعور الباطني، لحل المسألة الكوردية سلمياً؛ كونهما الأكثر معنياً وتقارباً في وجهات النظر لحل المسألة الكوردية لكن وبعد عدد من المواقف والتصريحات والرسائل وخاصةً تلك التي جاءت وبعد ثلاثة أيام على اجتماع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان مع دنيز بايكال، الرئيس السابق لـ”حزب الشعب الجمهوري” والرئيس الموقت للبرلمان الجديد والتي قالت وبحسب مصادر مقربة من بايكال؛ (إن الرئيس التركي أراد أن يسمع رأي المعارضة وأن يفهم هل هي مصرّة على “السير في طريق الانتقام منه، أم أنها مستعدة لتفاهم، من أجل إدراك حقيقة الوضع الجديد التي لن يقولها له مستشاروه”). وبذلك فقد بدأت أوساط سياسية تطرح سيناريوهات جديدة للحكومة المقبلة، ومشيرةً إلى أن هناك تحالفاً مقبلاً بين “العدالة والتنمية” و”حزب الشعب الجمهوري” وأن تحالف الأول مع (“حزب الشعوب الديموقراطية” الكردي لا يمكنه تسوية القضية الكردية، إذ إن جبهة المعارضة القومية – اليسارية ستعرقل الحلّ على الأرض. وأعتبرت أن من الأفضل توافق ثلاثة أحزاب على الأقل في هذا الصدد، ما قد يحدث بدعم من الحزب الكردي في البرلمان، من دون مشاركته في الحكومة).

 

55

وهكذا .. ما زالت كل الإحتمالات واردة ولكن ربما يكون هذا الأخير أكثره قبولاً تركياً ومرشحاً للنجاح والخروج بالبلد؛ أي تحالف كل من حزبي العدالة والتنمية والشعب الجمهوري وذلك بموافقة كوردية من قبل حزب الشعوب الديمقراطية ومن دون أن تدخل في الحكومة الإئتلافية وخاصةً بعد التصريحات التي أدلى بها السيد صلاح الدين دميرتاش؛ الرئيس المشترك لحزب الشعوب الديمقراطية والتي تؤكد على أن الحزب (لن يدخل في أي اتئلاف مع حزب “العدالة والتنمية”، لكنه يدعم قيام ائتلاف حكومي مقبول من الجميع في تركيا”). وهكذا وفي حال نجاح هذا السيناريو الأخير فسوف يكون هناك الحوار الحقيقي بين الحكومة التركية المدعومة من الإسلاميين واليسار والقوميين الترك “المعتدلين” من جهة ومن الجهة الأخرى يكون حزب الشعوب الديمقراطية وبتأييد كوردي إقليمي ودعم دولي وذلك لحل عدد من القضايا ومنها مسألة الحوار والمفاوضات السلمية.. وبقناعتي ربما تكون هذه واحدة من أفضل السيناريوهات الممكنة على تحقيق السلم الأهلي وحل مشاكل تركيا العالقة وعلى رأسها قضية شعبنا الكوردي في الإقليم الشمالي من كوردستان.

 

ـــــــــــــــ رابط المقال على موقع خبر24

http://xeber24.org/nuce/71095.html

 

56

الكانتونات

بين الديمقراطية والمشروع القومي

إننا ومن خلال قراءة المشهد السياسي في سوريا والمناطق الكوردية نلاحظ بأن الإخوة في الإتحاد الديمقراطي وإدارة الكانتونات “واقعين” بين سندان المجتمع الكوردي ومطرقة النظام؛ فمن جهة فإن“المشروع الديمقراطي” غير مقبول كوردياً على الأقل من قبل فئات واسعة من المجتمع الكوردي، يمثلهم سياسياً المجلس الوطني الكوردي وذلك بدعوى أن مشروع “الأمة الديمقراطية” سابق لأوانه والمرحلة، وهم في ذلك محقون بعض الشيء وأتفق معهم إلى حد ما وإن كنت أرى بأن المشروع نفسه، يحمل في جزء منه قضية حل المسائل القومية ومنها المسألة الكوردية .. ومن الجهة الأخرى فإن مشروع الكانتونات مرفوض من النظام السوري ويتهم أصحابها؛ أي منظومة المجتمع الديمقراطي بالإنفصاليين وأن لهم مشروعهم الكوردي، حيث وقبل يومين وبمناسبة “عيد الجلاء” فقد أقام النظام السوري “مسيرة شعبية في مدينة الحسكة .. ورفعت أعلام النظام وعلم حزب البعث العربي الاشتراكي“. وكذلك “رُفِعَت في المسيرة شعارات مؤيدة لرئيس النظام السوري بشار الأسد، داعيين إلى إسقاط المؤامرات الهادفة إلى تقسيم البلد. وقد ردد المشاركون في المسيرة شعارات تؤيد عمليات قوات النظام وميليشيا الدفاع الوطني وطلبوا بإيقاف المشروع الكوردي” (نقلاً عن ولاتي نت).

وهكذا فإن الإخوة في الإدارة الذاتية والكانتونات يُواجهون بالرفض من الطرفين وعلى مبدأ “إرضاء الناس غايةٌ لا تدرك” أو على “مبدأ جحا وإبنه ودابته في الركوب والحمل” .. نأمل للمشروع الكوردي الديمقراطي أن يتحقق ولكن بعقلية المشاركة مع الآخر والقبول بالمختلف والمعارضة كجزء من الواقع المجتمعي والسياسي وبعيداً عن عقلية الإستفراد بالقرار السياسي الكوردي كما هو معمول به في واقع الكانتونات الكوردية وللأسف وذلك على الرغم من تشكيل المرجعية الكوردية وبرعاية كريمة من قيادة إقليم كوردستان (العراق) وشخصية الرئيس بارزاني .. أما بالنسبة للنظام ومسيراته وشعاراته والتي تتهم الكورد بـ“الإنفصاليين” وأنهم يسعون لتقسيم البلاد، فإنني أقول لهم: تباً لكم .. لقد دمرتم البلد وتأتون اليوم لتقولوا “لا لتقسم البلد” وهل بقي شيء من البلد لكي يقسم، بئس سياستكم وطغيانكم وإستبدادكم وهمجيتكم والتي أوصلت البلاد إلى الكارثة والمأساة الحقيقية وذلك بتدمير نصف البلاد وتهجير نصف سكانها وإعادة سوريا إلى زمن الوحشية والبدائية الداعشية.

ــــــــــــ رابط المقال على موقع خبر24
http://xeber24.org/nuce/63198.html

 

57

الكانتونات وقضية اللاجئين..

المسؤولية مشتركة وتقع أولاً على من تسبب بها.

لقد وقفت من خلال بوستي السابق؛ “اللاجئون في الوطن.. يحتاجون إلى المزيد من الرعاية من قيادة إقليم كوردستان (العرق)”على قضية اللاجئين من كورد غربي كوردستان في الإقليم الجنوبي لكوردستان وقد حاولت أن ألقي الضوء على معاناة أبناء شعبنا هناك وما يقاسونه من شظف العيش وندرة فرص العمل، مما يجبر الكثير على الخروج من الإقليم إلى تركيا للبحث عن العمل أو إنتظار الفرج والمعونات رغم شحها وذلك من بعض المنظمات الرعوية؛ إن كانت الإقليمية أو الدولية وقد طالبنا ومن خلال ذاك البوست كل من حكومة إقليم كوردستان (العراق) وكذلك المنظمات الدولية المعنية بالوقوف على المسألة ومعالجة الأوضاع أو على الأقل معالجة ما يمكن معالجته مرحلياً.. ولكن هجرة هؤلاء الإخوة والأبناء أساساً ومن البداية هي مشكلة حقيقية وبحد ذاتها وإن الإدارات الذاتية في الكانتونات الكوردية مع مجموعة الحركة الكوردية في غربي كوردستان تتحمل السبب والمسؤولية أولاً؛ حيث أن السياسات الخاطئة في الإدارات الذاتية وعلى الخصوص سياسة الحزب الواحد والتفرد بالسلطة وممارسة الاستبداد بحق كل من يعارض السياسة الأوجلانية من جهة ومن الجهة الأخرى قيام الطرف السياسي الكوردي الآخر البارزانيون بالتصوير لهؤلاء المهجرين على أن كوردستان (العراق) هي “الفردوس الكوردستاني” كان سبباً في هجرة هؤلاء ومأساتهم الحالية.

ولذلك ونتيجة لعدد من الأخطاء السياسية من جانب أطراف الحركة الكوردية، يوجب عليها مراجعة (سياساتها الوردية) عن ( جنان وفراديس الإخوة الآخرين) والعمل ضمن الواقع الجغرافي الذين هم معنيون بها أولاً.. لكن السؤال الأهم عن سبب الهجرة وتشريد أهلنا في كل من تركيا وإقليم كوردستان (العراق) وعلى الرغم من الأسباب المعيشية والاقتصادية وكذلك الأمنية والخوف من دخول بعض الجماعات السلفية المتطرفة والتكفيرية كداعش وأخواتها للمناطق الكوردية، يكمن في مكان أخر؛ حيث أن السبب الرئيسي بقناعتنا يكمن في السياسات الخاطئة لحزب الاتحاد الديمقراطي وإداراته السياسية والأمنية الآسايش على الأخص حيث دفعت بهؤلاء الإخوة والأبناء إلى الفرار والهروب من ملاحقاتهم الأمنية والقمعية.. وهنا نود أن نوجه، لأولئك الإخوة المسؤولين في الإدارات الذاتية، الرسالة التي وجهناها لقيادة إقليم كوردستان العراق ونقول لهم أيضاً؛ بأن الأوطان تبنى من خلال الإنسان وإن فقد الإنسان الأمن والأمان في وطنه فعلى الوطن السلام.. وعلينا أن لا ننسى بأن الوطن للجميع، حيث وكما أن“الدين لله والوطن للجميع” فكذلك السياسة للسياسيين وكوردستان لكل أبنائها وليس فقط للذين يتبنون الفكر الأوجلاني مع كل التقدير لهم لكن لا يعقل أن نبني وطناً بلون سياسي واحد؛ حيث هو الاستبداد والديكتاتورية المطلقة.

 

58

الكورد وأخلاقيات الحرب.

الشعوب ثقافات؛ حيث لكل شعب أخلاقياته وثقافته التي تعبر عن شخصيته التاريخية كما إنه يشكل خزاناً معرفياً لنا لنتعرف من خلاله على أخلاقياته وسلوكه وتاريخه ونمط الحياة والتفكير والممارسة الحياتية له.. وهكذا فإن كل شعب وأمة يتميز بعدد من الخصائص الأخلاقية والسلوكية وفي مختلف مناحي الحياة ومنها قضايا الحرب والسلم وما يدخل في باب العلاقات الإنسانية وقضايا التعامل مع الأسرى والمدنيين والمناطق التي تتم الدخول إليها فيكون التعامل معها بحسب ما تمتلك تلك المجاميع من ثقافة وأخلاق؛ فبينما نجد هناك مجموعات ترتكب الفظائع في المناطق المتنازعة عليها من قتل وإبادة جماعية حتى للمدنيين وذلك من ذبح ونحر ودفن للأحياء وسبي للنساء والممتلكات مثلما تفعلها “داعش” اقتداءً بثقافتها وتراثها الديني من النصوص الجهادية وغزواتها التاريخية “للسلف الصالح” –حسب التعبير الاسلامي الدارج– نجد في نفس الوقت هناك مجموعات بشرية وعرقية أخرى تمتلك ثقافة وسلوك مختلف وذلك على رغم تجاور الإثنين تاريخياً وجغرافياً ونقصد هنا الحالة الكوردية؛ حيث وعلى الرغم من أن النزاع دائر بين تلك المجموعات البشرية في المنطقة وأكثرها في المناطق الكوردية وكذلك وعلى الرغم من تعرض الكورد –وما زال– للكثير من المجازر والابادات الجماعية إلا أنه لم يلجأ ولا مرة إلى العنف المجاني كما فعل وتفعل مجاميع الشعوب الأخرى إن كان الأتراك أو العرب وذلك على الرغم من اختلاف المناهج والمدارس السياسية وتياراتها من قومية محافظة إلى الراديكالية الثورية ومروراً بما عرف بالماركسيين اليساريين والاشتراكية الدولية.

وها هو مؤخراً والكورد يحكمون إقليمين كوردستانيين في غربي وجنوبي كوردستان ومع ذلك لم يرتكبا –وفي الجانبين– أي خرق للأعراف والمعاهدات الدولية والانسانية بحق الأسرى والمدنيين، بل أصبحت الإقليمين الكوردستانيين ملجأً للفارين من داعش والمجاميع التكفيرية وكذلك الأنظمة الاستبدادية الديكتاتورية –وذلك على عكس المجاميع الأخرى والتي تنتمي لثقافات وشعوب أخرى– وهكذا نستنتج بأن كل شعب يمتلك خصوصيته وثقافته وشخصيته الحضارية وهذه النقطة تسجل لصالح شعبنا وقضيتنا وعلى الدبلوماسية الكوردية أن تعرف كيف تتعامل معه لتستثمرها في علاقاتها الدولية لصالح القضية الكوردية وبأن كوردستان سوف تكون دولة مدنية حضارية تحتضن الجميع وتكون نموذجاً مقبولاً للديمقراطية في المنطقة.

 

59

المدراء الأيديولوجيين

.. وقضية التعليم في الكانتونات!!

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ حاول بعض الإخوة والأصدقاء وللأسف النيل من كتاباتي التي جاءت بخصوص قضية التعليم باللغة الكوردية في مناطقنا وبالتالي الطعن بها من خلال بعض الملاحظات ومنها قضية تعيين بعض المدراء والمشرفين الموالين لنهج العمال الكوردستاني وبأنهم لا يملكون الخبرة والشهادة الأكاديمية وذلك في إشارة رمزية، بل صرح البعض بها؛ بأنني فقط أتناول سلبيات المجلس الوطني الكردي ولا أشير إلى سلبيات وأخطاء الإدارة الذاتية مع العلم إنني متهم من هذه الجهة الأخيرة بنفس التهمة ولكن بطريقة معكوسة المهم؛ ها إنني أقول لهم وللقيادة السياسية والكادر والمؤسسة التعليمية في الكانتونات، بأن هذه العقلية في التعامل مع المؤسسات سيعيد نفس التجارب العربية في الدول المستبدة ويكون الضحية هو شعبنا وقضية التعليم نفسها وبالتالي نأمل أن يتم تدارك كل هذه السلبيات والتي يمكن أن نذكر البعض منها:

 

1_ تشكيل هيئة وكادر تخصصي أكاديمي ومن كافة الإختصاصات وبعيداً عن التحزب والأيديولوجيا وذلك لإعادة قراءة المناهج والموافقة عليها لتكون هي المعتمدة مستقبلاً.

 

2_ البدء بالتعليم باللغة الكوردية للصفوف الثلاث الأولى للمرحلة الإبتدائية كما هو مقرر حالياً وأما في السنوات الأعلى ومرحلياً تكون هناك مادة اللغة الكوردية هي مادة أساسية ومرسبة في المنهاج مع الحفاظ على المنهاج السابق.

 

3_ يكون التدرج في إعتماد المنهاج الكوردي؛ أي مع إنتقال طلاب الصفوف الثلاث الأولى والذين يعتمد حالياً لهم المنهاج باللغة الكوردية؛ بحيث كلما أنتقل هؤلاء الطلاب للصفوف الأعلى يتم تغيير المنهاج من العربي للكوردي.

 

4_ إعتماد كل من مادتي اللغة العربية والإنكليزية كمادتين مرسبتين للطالب وذلك إلى جانب الكوردية ومادة الرياضيات.

 

5_ تسوية وضع المعلمين والأساتذة وعموم الكادر التعليمي السابق؛ مادياً وعلمياً بحيث لا يجد ذاك الكادر إنه بات عاطلاً عن العمل وأسرته من دون معيل حيث هناك الآلاف منهم وهؤلاء هم يعيلون أسرهم من خلال رواتبهم.. وأما بخصوص الجانب التعليمي ومشكلة عدم إلمام هؤلاء باللغة الكوردية فيمكن فتح دورات تعليم كوردية مركزة لهم وبالتالي تدارك هذا الجانب خلال المرحلة القادمة وخاصةً إنه سيلزمنا بضع سنوات؛ كون الدراسة ستبقى باللغة العربية لطلاب السنوات الأعلى حالياً وإلى أن يتم تغيير المناهج بشكل تدرجي كما أسلفنا سابقاً.

 

6_ الإستعانة بالكوادر الأكاديمية التخصصية والمناهج العالمية لتكون مناهجنا قريبة مما يتم إعتماده دولياً في مؤسساتها التعليمية.

 

7_ عدم أدلجة المؤسسة التعليمية بأي لون حزبي ونهج سياسي؛ أي الإبتعاد عن التحزب والأدلجة في مؤسسة التعليم والإعتماد على الكادر التخصصي ودون النظر لولاءات الكادر السياسية والحزبية.

 

60

8_ محاولة الإتصال بالمؤسسات والهيئات العلمية الدولية وشرح مشكلة التعليم في مناطقنا بغية الحصول على بعض الدعم والمساعدة وصولاً إلى الإعتراف بمؤسساتنا التعليمية.

 

9_ بعض المراكز والمناطق التي تتواجد فيها قوميات ومكونات أخرى؛ كالإخوة العرب والتركمان والآشوريين يمكن فتح مدارس خاصة بهم ويتم التدريس فيها بلغتهم الأم ولكن يجب أن تكون هناك مادة اللغة الكوردية ضمن المنهاج كمادة أساسية مرسبة.

 

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ طبعاً ربما تكون هناك الكثير من القضايا والمشاكل الأخرى والتي يمكن أن يضيفها الكوادر المختصة على ما ذكرت وكذلك تلك التي يمكن أن تعترضنا من خلال البدء بالتجربة، لكن أعتقد إنني قد أوردت بعض النقاط الأساسية والتي يمكن أن نجعلها منطلقات نظرية أولية للإنطلاق منها نحو مؤسسة وطنية تعليمية .. ونأمل أن نلاقي التجاوب من الجميع وخاصةً من القائمين على قيادة الإدارة الذاتية؛ كون التعليم وفي كل دول العالم هي الركيزة الأساسية لبناء المجتمعات.

 

_ روابط المقال:

 

http://xeber24.org/nuce/83302.html

 

https://www.rojavanews.com/arabic/index.php/mqalat/item/7096-rojavanews

 

61

النظام السوري

.. يلوح بالعصا عبر ميليشيات الجزيرة!!

 

 

 

 

 

2 مارس، 2015 ·

 

قالت بعض المواقع الإخبارية ومنها موقعي ولاتي نت وخبر24 عن المرصد السوري لحقوق الإنسان؛ بأن النظام السوري و(في خطوة مفاجئة، أعلن اليوم عن تشكيل ميليشيا عربية جديدة في الجزيرة لمحاربة ماسمته الميلشيا بـ” المشروع الإنفصالي الكوردي”، مبينة أنها لن تسمجح للغرباء بالتحكم بمصادر المنطقة وثرواتها) حيث ذكر الموقع بأن تلك الميليشيا أصدرت ((بياناً تعلن فيه تشكيل “تنظيم الجزيرة عربية سورية”، متوعدة باستهداف المشروع الانفصالي بكافة الوسائل. وجاء في البيان “يعمل التنظيم على الحفاظ على الوجه العربي السوري في محافظة الحسكة والجزيرة بشكل عام. الحفاظ على وحدة أراضي الجزيرة السورية كاملة، تحت علم الجمهورية العربية السورية ودستورها وقوانينها وقيادتها. الحفاظ على ثروات المنطقة ومواردها الاقتصادية وإدارتها واستثمارها من قبل مؤسسات الجمهورية العربية السورية وبقوانينها. الحفاظ على التعايش السلمي الأخوي بين جميع مكونات المنطقة من (عرب وأكراد وآشوريين وأرمن وسريان…. وجميع الشرائح) بما يتناسب مع احترام حقوق وعادات ومعتقدات الجميع))”.

 

وكذلك فقد جاء في البيان الميليشاوي: (“إننا كعرب بما نمثل من شريحة تعتبر الأوسع في المنطقة، تصل إلى 70% لن نسمح لأي جهة او تنظيم أو حزب مهما يكن، أن يتحكم بمصادرنا وحياتنا وثرواتنا لأننا نعيش في دولة لها علم ومؤسسات ودستور لن نرضى بغيرهم ومهما كلف الثمن”. وختم البيان بالقول: “نقول لأصحاب المشروع الانفصالي إننا لهم بالمرصاد بكافة الطرق والأساليب، إذ لا يمكن أن نقبل أن نعيش أذلاء تحت راية يمثل أغلبيتها غرباء وافدين إلى منطقتنا، ومنذ اليوم لن يكون هؤلاء سالمين آمنين في طريقهم لتنفيذ مشروعهم)”.

 

ـــــــــــــــــــــــــــــ هل قال أحدكم “طز” لهذا البيان الميليشاوي التافه وأعتذر عن إستخدام المصطلح السابق حيث لم أجد أنسب منه تعبيراً في الرد على هؤلاء “النواعش” الجواحش طبعاً لن أناقش البيان من حيث حجم الحقد والكراهية والأكاذيب؛ إن كان بشأن التركيب الديموغرافي السكاني للجزيرة والقول بأن “العرب يشكلون الأغلبية” أو موضوع إن “الكورد مهاجرين للمنطقة” وكذلك بخصوص “مشروع الإنفصال الكوردي” ولعلمي لم يعلن أي طرف كوردي وكوردستاني ناهيكم عن الإخوة في الإدارة الذاتية الديمقراطية عن أي مشروع تفسيمي إنفصالي عن الدولة السورية، بل هي المطالبة بدولة إتحادية لا مركزية فيدرالية ديمقراطية تحترم وتراعي حقوق كل المكونات السورية وضمناً حق شعبنا وحل المسألة الكوردية وذلك ضمن سوريا حرة ديمقراطية .. لكن يبدو إن النظام “مبعوص” من التوافق الكوردي ومسألة توافق المحلسين الكورديين وتشكيل المرجعية بإشراف إقليم كوردستان وكذلك من التوجه الأخير لمنظومة العمال الكوردستاني ونداء الزعيم أوجلان لـ”حل المسألة الكوردية سلمياً” .. وهكذا فهل نقول: بأن هذه واحدة من بوادر تلويح النظام بسياسة العصا، بدل الجزرة للكورد والإدارة الذاتية.

 

رابط المقال/البوست موقع كردنامه

http://www.kurdname.org/2015/03/blog-post_3.html
ـــــــــــــــــ وعلى موقع خبر24

http://xeber24.org/nuce/56554.html

 

62

أيديولوجيا واحدة

.. خطاب ثقافي واحد؟!!

إن ما تقوم بها إدارة الكانتونات في المناطق الكوردية هو إعادة إنتاج الخطاب القمعي التخويني بحق الآخر المختلف فكرياً سياسياً؛ حيث نفس العقلية ونفس القوانين المجحفة بحق المجتمع والدولة المدنية وتجييش الشارع لصالح طرف سياسي، بل ونفس الإجراءات الجزائية والعقابية بحق كل النشطاء السياسيين الذين يختلفون في الرأي وقناعاتهم السياسية مع إدارة الكانتونات والطرف السياسي المتحكم بمفاصل الإدارة وذلك حتى على المستوى المجتمعي وإن ما ينتج في يومنا هذا داخل الشارع الكوردي من قيم أخلاقية وسياسية ليس إلا نتاج تلك العقلية الإلغائية المستبدة بحق الآخر وإن “البيان العائلي” الأخير والصادر من عائلة عربو المحترمين بحق أحد أبنائهم؛ الأخ (كاوا آزيزي) يذكرنا بالقرارات والبيانات والفرمانات التي كانت تصدر وما زالت في ظل الأنظمة الديكتاتورية كالفرمان الذي صدر من عائلة المعارض السوري وحيد صقر وتبرئة الأبن من الأب وكذلك في قضية إعدام الطاغية صدام حسين لصهريه وذلك بعد عودتهم من الأردن؛ حيث كان القرار الرسمي بأن الرئيس والحكومة العراقية قد أصدرت العفو ولكن القبيلة هي التي قامت بمحاكمتهم وبالتالي كان القصاص منهم وقتلهم وتحججت يومها الحكومة العراقية وطاغيته صدام بأن لا سلطة للحكومة العراقية على قرارات وأحكام العشيرة مع العلم بأن في زمن الطاغية كان من غير الممكن إجراء عملية طهور من دون موافقة النظام الأمني القمعي ودون علم الطاغية وليس إعدام شخصيتين قياديتين بل صهري الرئيس المفدى.

ملاحظة: البوست ليس دفاعاً شخصياً وشخصانية للموضوع بل هو عن القيم الأخلاقية والثقافية والسياسية المدنية في مجتمعاتنا وإننا نختلف مع الأخ كاوا آزيزي في عدد من القراءات السياسية بصدد مجموعة القضايا والمسائل المتعلقة بالحالة السورية عموماً وكذلك على مستوى القضية الكوردية..وللمزيد من التعمق في قضية البيان العائلي والتوضيح يمكن الاطلاع على الرابط المرفق مع البوست.

 

63

بيان “المنظمات المدنية”

..بخصوص مناهج اللغة الكوردية؛ غباء أم إستغباء سياسي!!

 

نشر موقع يكيتي ميديا وللأسف بياناً لما تسمى بلجان ومنظمات المجتمع المدني والتي أغلبها، إن لم نقل كلها، تدار من قبل أشخاص ومجموعات كوردية، ربما صيت البعض منها لم تتجاوز حدود البلدة والقرية، إلا فيسبوكياً.. وإلى جانبهم فقد حمل التوقيع عدد آخر من الشخصيات التي تعمل في الوسطين السياسي والثقافي ومنهم أصدقاء وزملاء أيضاً، لكن ما يلفت في البيان أو بالأحرى “تقرير الإدانة” لقرار الإدارة الذاتية بإستبدال المناهج السابقة بجديدة بحيث تكون اللغة الكوردية هي البديل عن العربية، تلك اللغة العدائية بحيث وصل الأمر بالبيان والموقعين عليهم الوقوع في القول والإصراح بما ينفونه في خطابهم عن تلك الإدارة علناً وبشكل يومي .. وللتوضيح أكثر، فإننا بدايةً سندع القارئ يطلع على نص البيان والذي جاء حرفياً في موقع يكيتي ميديا تحت عنوان (بيان المنظمات المدنية “مناهج الادارة الذاتية تدعو لترسيخ التمييز العنصري و تعزيز الفرقة بين مكونات المنطقة”) وبتاريخ 3/10/2015م حيث يقول:

 

((حرصاً على مستقبل أطفالنا إيماناً منا بأن التعليم هو الطريق السليم لبناء أوطان يسودها السلام والمساواة والعدل والحرية والديمقراطية وتنعم فيها جميع الشعوب بحقوقها لذا ارتأينا أن نوصل صوت الجماهير إلى الرأي العام وإلى المنظمات الدولية المعنية بحقوق الإنسان ولا سيما المنظمات المهتمة بشؤون التعليم وحماية الطفل في العالم: إن قرار الإدارة الذاتية في المناطق الكردية في سوريا بإدراج مناهج باللغة الكردية إلى المدارس لتدريسها للتلاميذ الكرد بعد إحداث شعب على أساس العرق لا تصب إلا في مصلحة الأنظمة المستبدة المستفيدة من ترسيخ التمييز العنصري وتعزيز الفرقة بين مكونات المنطقة (الكرد و العرب و السريان). وإن قرار إلغاء مادة اللغة الإنكليزية – لغة العالم و التكنولوجيا– و إلغاء العربية أيضا لغة الجامعات والمعاهد في سوريا من صفوف التلاميذ الكرد بحجة أن الطفل غير قادر على تعلم أكثر من لغة في آن لا يستند على حقيقة علمية ولا يصب في مصلحتهم فجميع الأبحاث والدراسات لعلماء وباحثي اللغة أثبتت أن الطفل قادر على تعلم أربع لغات في آن واحد وأن الطفل الذي يتعلم أكثر من لغة في صغره يكون أكثر قدرة على الاستيعاب وأكثر مرونة من أقرانه!! ولكن على ما يبدو أن إعداد مناهج كردية مؤدلجة بفكر حزب معين وتخصيص كادر معظمه غير مؤهل للتدريس إضافة إلى كل ما ذكرناه آنفاً يشير وبقوة إلى أن الشعب الكردي يُساق إلى الجهل والأمية ناهيك من هلامية مستقبل أطفاله. لذا نطالب جميع الجهات المعنية والمسؤولة المبادرة إلى تصحيح المسار بطيّ قرار إلغاء مواد مثل الإنكليزية والعربية وتعليميهما إلى جانب المناهج الكردية ودمج الأطفال من جميع المكونات دون تمييز، وتعيين كادر لتدريس المناهج الكردية من الحاصلين على شهادات جامعية أو معاهد وخاضعين لدورات في اللغة الكردية لا تقلّ عن عامين وعدم إفساح المجال للنظام البعثي الشوفيني الذي يبادر إلى إغلاق المدارس الخاضعة لسيطرة الإدارة الذاتية المعلنة من قبل حزب الإتحاد الديمقراطي في المناطق الكردية في سوريا)). إنتهى البيان والإقتباس.

 

والآن لنقم بتفكيك البيان وقراءته والوقوف على عدد من النقاط التي أثيرت فيه، لكي نستبين منه إلى أي درجة (يخدم) أي ذاك البيان العجائبي قضايانا التعليمية وكذلك الوطنية والقومية، وإننا سوف نبدأ من العنوان والذي جاء كما يلي: “أطفالنا حرموا من طفولتهم، لنحاول ألّا نحرمهم من مدرستهم أيضا!!” .. والآن لنبدأ بتدوين الملاحظات:

 

64

1- بدايةً وكملاحظة أولى؛ نبدأ من العنوان لنقول: بأن العنوان الأساسي للبيان يختلف تماماً عن العنوان الذي أنزل تحته في موقع يكيتي ميديا والذي جاء كما رأينا سابقاً كالتالي: (بيان المنظمات المدنية “مناهج الادارة الذاتية تدعو لترسيخ التمييز العنصري وتعزيز الفرقة بين مكونات المنطقة”)، وربما من حق الموقع إنزال البيان تحت أي عنوان آخر، لكن بحيث لا يكون متناقضاً ومعارضاً أو حتى محوراً للنص الأصلي عن معانيه ومراميه؛ حيث لم أجد في صياغة البيان أي تعبير كما أورده الموقع عنواناً للبيان وبالتالي كان على أصحاب البيان والموقعين عليه مساءلة الموقع على هذا التحوير وإنزياح المعنى .. وبالمناسبة هي إشارة عن عداء الموقع والتيار السياسي الذي يقف خلفه لمشروع الإدارة الذاتية وعموم المنظومة العمالية الكوردستانية وإن درجة العداء وصل بالموقع بأن يرفق صورة للتلاميذ من عهد النظام وعلى صداريهم علم “طلائع البعث” وكان الأحرى بهم؛ أن يرفقوا صورة للتلاميذ بلباسهم المدرسي الجديد كون البيان يتطرق للمنهاج التعليمي الحالي.

 

2- النقطة الثانية أيضاً يتعلق بالعنوان الأساسي والذي يدين مسبقاً المنهاج التعليمي الكوردي وبأنه سيكون سبباً (لحرمان أطفالنا من مدارسهم) وذلك عندما يقول: “أطفالنا حرموا من طفولتهم، لنحاول ألّا نحرمهم من مدرستهم أيضا!!” فهي تحمل دلالة أن هذا الإجراء للإدارة الذاتية في تغيير المناهج سيكون سبباً لـ(حرمان الأطفال) من المدارس؛ كون البيان يناقش قضية المناهج الكوردية وليس إغلاق المدارس في وجه الطلاب والتي لم تقم به الإدارة الذاتية أساساً.

 

3- ثالثاً نقول: بأن اللغة وليس فقط الخطاب التي تم به صياغة البيان تكشف عن حالة إنفصام في الشخصية الوطنية، إن لم نقل هي حالة عداء للهوية الوطنية حيث نلاحظ وكأن الجهة التي تقف وراء صياغته هي جهات معادية للكورد وليسوا من أبنائها حيث جاء في البيان “ارتأينا أن نوصل صوت الجماهير إلى الرأي العام وإلى المنظمات الدولية المعنية بحقوق الإنسان ولا سيما المنظمات المهتمة بشؤون التعليم وحماية الطفل في العالم” وهكذا فاللغة تكشف عن مسألة جد جوهرية وهي قضية “اللإنتماء” للحالة الثقافية والوطنية في قضية المناهج الكوردية.

 

4- النقطة الرابعة والتي تعتبر (الجوهرية) والأكثر خطورةً في البيان، بل تشكل لب الموضوع والقضية وعليه أقيمت الدعوة النداء في مسألة التعليم بالمناطق الكوردية وبالتالي تم صياغة ذاك البيان العجائبي الذي يقول وبالحرف؛ ((إن قرار الإدارة الذاتية في المناطق الكردية في سوريا بإدراج مناهج باللغة الكردية إلى المدارس لتدريسها للتلاميذ الكرد بعد إحداث شعب على أساس العرق لا تصب إلا في مصلحة الأنظمة المستبدة المستفيدة من ترسيخ التمييز العنصري وتعزيز الفرقة بين مكونات المنطقة (الكرد و العرب و السريان)). وهكذا فإن هذه العبارة تحمل عدد من المدلولات والمعاني: أولاً_ إنه إعتراف من الموقعين على البيان بأن الإدارة الذاتية هي إدارة قومية (عنصرية) كوردية بحيث تعمل على “ترسيخ التمييز العنصري وتعزيز الفرقة بين مكونات المنطقة (الكرد و العرب و السريان))” وهي بالتالي تدحض إفتراءاتهم على أن الإدارة الذاتية في مناطقنا هي ليست إدارة كوردية ولا علاقة لها بالمشروع القومي الكوردي، أو أن البيان وأصحابها يكذبون في قولهم؛ بأن (الإدارة الذاتية ترسخ التمييز العنصري). وتالياً_ أو ثانياً نقول؛ بأن قضية إحداث شُعب على أساس اللغة ليس قراراً عنصرياً وللتفرقة بين المكونات وكما أدعى البيان الإستغبائي، بل هي إقرار بالواقع الإجتماعي الحضاري لمكونات سوريا والمنطقة وبأن هناك أكثر من مكون ويحق للجميع التعلم بلغته وكأمثلة عن ذلك، فهنا في سويسرا هناك الكانتونات ونظام المدارس واللغات الأربعة بحيث يتم مراعاة لغة الكانتون وكذلك في إقليم كوردستان (العراق) هناك المدارس على أساس الإختلاف اللغوي؛ أي المدارس ذات التعليم بالكوردي وهي الأغلبية المطلقة كما هناك بعض المدارس ذات التعليم باللغة العربية فهل الإقليم الكوردستاني “يكرس التمييز العنصري والتفرقة بين المكونات”؛ ثم أن في أيام النظام السوري كان هناك التعليم الخاص لبعض المدارس باللغة السريانية.. فهل رأيتم درجة الغباء والإستغباء في البيان العجائبي.

 

5- أما النقطة الخامسة والمتعلقة بقضية “قرار إلغاء مادة اللغة الإنكليزية –لغة العالم والتكنولوجيا– وإلغاء العربية أيضا لغة الجامعات والمعاهد في سوريا من صفوف التلاميذ الكرد بحجة أن الطفل غير قادر على تعلم أكثر من لغة في آن لا يستند على حقيقة علمية ولا يصب في مصلحتهم فجميع الأبحاث والدراسات لعلماء وباحثي اللغة أثبتت أن الطفل قادر على تعلم أربع لغات” فهو يدل؛ إما على جهل مدقع للذين صاغوا البيان أو إنهم يكذبون بطريقة فاقعة، حيث في أغلب دول العالم لا تدرس إلا اللغة الوطنية في الصفوف الأولى ومن ثم تدرج اللغات الأجنبية وعلى مراحل، فمثلاً هنا في سويسرا وهي تعتبر من أرقى الدول وكذلك نظامها التعليمي ومع ذلك وبعد سنتين من التحضيري، يدخل التلميذ المرحلة الأولى وهي الإبتدائية عندنا ليدرس في السنتين الأولتين بلغته الوطنية وبحسب الكانتون (إما الألمانية أو الفرنسية، الإيطالية وهناك أقلية بلغة روما ريتش) وفي السنة

65

الثالثة تدخل لغة وطنية أخرى إما الفرنسية مع الألمانية أو بالعكس وذلك بحسب الكانتون ولتأتي اللغة الإنكليزية في السنة الخامسة لتكون لغة جديدة للطالب، وهذا ما قامت به الإدارة الذاتية في مناطقنا الكوردية بحيث تكون السنوات الثلاثة الأولى باللغة الكوردية لتأتي بعدها كل من العربية والإنكليزية في الصفوف الأعلى وليس إلغاءً كلياً للغتين كما يفهم من البيان الإشكالي. أما بخصوص القول بأن “العربية.. لغة الجامعات والمعاهد في سوريا”، فإن أصحاب البيان ينسون؛ بأن سوريا بعد الثورة لن تكون كما كانت قبل الثورة وأن الجامعات الكوردية ستكون باللغة الكوردية وأن طالب المراحل الأولى في هذه السنة سوف يحتاج لعشر سنوات على الأقل ليكون طالباً في الجامعة وحينها يكون هناك عدد من الجامعات لإستقباله ليدرس بلغته الأم الكوردية وهذه ليست نكتة للدعابة، بل ستكون حقيقة إلا عند أولئك الذين لا يؤمنون بقضيتهم وشعبهم ويعيشون حالة من الإستلاب القومي.

 

6- وأخيراً وبخصوص قضية “مناهج كردية مؤدلجة بفكر حزب معين وتخصيص كادر معظمه غير مؤهل للتدريس” كما جاء في البيان الفانتازي والمطالبة بـ”تعيين كادر لتدريس المناهج الكردية من الحاصلين على شهادات جامعية أو معاهد وخاضعين لدورات في اللغة الكردية لا تقلّ عن عامين وعدم إفساح المجال للنظام البعثي الشوفيني الذي يبادر إلى إغلاق المدارس الخاضعة لسيطرة الإدارة الذاتية المعلنة من قبل حزب الإتحاد الديمقراطي في المناطق الكردية في سوريا” فإننا نقول؛ بدايةً لن ندافع عن المناهج، لكن نأمل من الجميع الإطلاع على تلك المناهج حيث وبعد إطلاعي، فإنني لم أجد تلك “الأدلجة الفاقعة” والتي روجت لها في الإعلام الكوردي والفيسبوكي عموماً، مع العلم هناك بعض الفقرات التي تشير لذلك، لكنها ليست بتلك الحالة الكارثية كما أراد البعض ترويجها. أما بخصوص الكادر التعليمي، فأعتقد أن الإخوة في الإدارة الذاتية حاولوا قدر الإمكان توفير الكادر التعليمي، ولم يقولوا؛ بأن كادرهم خريج سوربونات “منظماتنا المدنية” العجائبية أو غيرها من أحزابنا البياناتية التي كانت تعلم مشكورة بعض رفاقها في دورات مستعجلة لينالوا شهادة التخرج والبروفيسارية مع جل الإحترام لهم جميعاً. وأخيراً وبخصوص مسألة “عدم إفساح المجال للنظام البعثي الشوفيني الذي يبادر إلى إغلاق المدارس الخاضعة لسيطرة الإدارة الذاتية المعلنة من قبل حزب الإتحاد الديمقراطي في المناطق الكردية في سوريا” وكما يقول بيان هؤلاء (المدنيين الديمقراطيين في الفانتازيا الكوردية) فذاك يعني شيئاً واحداً؛ ألا وهو القبول بمنهاج النظام السوري العروبي السابق، وإن هذه النقطة الأخيرة تكشف كل المستور والقضية وبأن أصحاب البيان يدعون علناً وليس مواربةً إلى عودة النظام ومنهاجه التعليمي العروبي الأسدي، ليكون بدل المنهاج الكوردي في مناطقنا الكوردية .. فهل عرفتم؛ ماذا عنيت بعنوان المقال وذلك عندما كتبت: هل هو غباء أو إستغباء سياسي!!

 

تنويه ..

بخصوص بيان المنظمات المدنية.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ للأسف هناك الكثير من الأسماء الكبيرة والتي أحترمها قد وقعت في فخ التوقيع على بيان ما عرف بـ(المنظمات المدنية) بخصوص المنهاج الكوردي وأعتقد أن الكثيرين خدعوا وقد وقعوا على البيان من دون الإطلاع على مضمونه وأرجو منهم سحب تواقيعهم؛ كون البيان لا يناسب قاماتهم الثقافية.

 

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ رابط بيان ما عرفت بـ(المنظمات المدنية).

http://ara.yekiti-media.org/%D8%A8%D9%8A%D8%A7%D9%86-%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%86%D8%B8%D9%85%D8%A7%D8%AA-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%AF%D9%86%D9%8A%D8%A9-%D9%85%D9%86%D8%A7%D9%87%D8%AC-%D8%A7%D9%84%D8%A7%D8%AF%D8%A7%D8%B1%D8%A9-%D8%A7/

 

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ وكذلك إليكم رابط المقال على موقع خبر 24

http://xeber24.org/nuce/89480.html

 

66

أوجلان آخر نبي كوردي.

..عرفت “الشعوب السامية” عدداً كبيراً من الأنبياء والرسل وذلك إبتداءً بكهنة المعابد القديمة وكذلك أحبار اليهود وقساوسة النصارى حيث من المعلوم إن كتاب العهد القديم (التوراة) والذي دون لأكثر من سبعمائة عام وذلك من عصر الديانات الكبرى قبل الميلاد ب 600 عام وإلى بدايات المسيحية فقد أخرج لليهود مئات الأنبياء والرسل وكان اليسوع (المسيح) آخرهم وذلك بإنقلابه على ديانة الأباء والأجداد وكذلك “آخر الرسل” محمد هو الآخر إنقلب على ميراث كهنة قريش وأبتدع دينه الجديد؛ الإسلام.. فكان الذي أراده لقريش والعرب حيث هو الذي قال: (..أعطوني كلمة واحدة تملكون بها العرب وتدين لكم بها العجم).

…….وكذلك فإن الكورد عرفوا عدد من القادة والرموز السياسية وذلك على مدى تاريخ الحركة الوطنية الكوردية وعلى سبيل الذكر لا الحصر فهناك كل من: سيد رضا، شيخ سعيد بيراني، ملا مصطفى بارزاني ونجله مسعود بارزاني وكذلك كل من عبد الرحمن قاسملو و د.نور الدين ظاظا وآخرين كثر لا مجال لذكرهم جميعاً؛ حيث هناك من دفع بحياته قرباناً في سبيل قضيته الوطنية والقومية أمثال شيخ سعيد وعبد الرحمن قاسملو وهناك من ناضل دون أن يحقق أهداف الثورة التي قادها وهناك من تكللت تجربته بالنجاح كتجربة إقليم كوردستان (العراق) وهناك من ما زال على الدرب ومنهم حزب العمال الكوردستاني بقيادة عبد الله أوجلان والذي أستطاع ولأسباب وعوامل عدة بحشد أكبر طاقة جماهيرية خلف تياره السياسي الأيديولوجي ولو قمنا بمقاربته موضوعياً ومقارنته مع التجربة المحمدية الإسلام لوجدنا العديد من التقاطعات بين التجربتين وذلك رغم الفارق الزمني الحضاري بين التجربتين.. فهل نقول بأن أوجلان هو آخر نبي قائد كوردي.

 

67

أوجلان ومحمد

.. ومقارنة التجربتين!!

 

 

 

 

 

5 يونيو، 2015 ·

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ يبدو إن مقالتي “أوجلان آخر نبي” قد شكلت نوع من الصدمة لكل من المتأسلمين وبعض البارزانيزميين وذلك على الرغم أن خوفي كان من التيار الآخر؛ أي الآبوجيين لأن يخرجوا علي ويرفضوا المقارنة والتي فيها الكثير من التلميح إلى مسألة الإرهاب الفكري والتشدد عند التجربتين، لكن يبدو إن تلك غابت عن الجميع ..أما بخصوص المقارنة تلك فأقول؛ علينا أن لا ننسى إن المقارنة جاءت بين تجربتين كبيرتين رغم الفارق الزماني والحضاري بينهما وكذلك من حيث المقولات الفلسفية والعقائدية، وهنا أود أن أؤكد بأنه لا تهمني شخصيات وقادة التجربتين، أي شخصية محمد وأوجلان بقدر ما تهمني التجربة والعبر والدروس التي يمكن أن نستنتجها منهما، وكذلك أود أن أوضح لمن يقول بأن الأوجلانية جزء من منظومة فكرية تمارس الإرهاب والنفي والقتل بحق الآخر فعليه أن لا ينسى بأن التجربة المحمدية هي الأخرى مارست أقصى أشكال الإرهاب والعنف والقتل مع الآخر “المشركين” وهم كانوا عرب أيضاً وعلينا أن لا ننسى ذلك ورغم كل تلك الممارسات والحروب بحق الأقربين والأبعدين وعندما نجحت التجربة جمعت شمل العرب على “كلمة واحدة” خضعت لهم الروم والعجم وباقي الشعوب والأمم.. وأنا تساءلت في البوست وقلت؛ هل تنجح التجربة الأوجلانية كما نجحت المحمدية وبذلك يكون أوجلان نبياً للكورد والأمة الديمقراطية كما أصبح محمد نبياً للعرب والمسلمين وقضية النبوة وأن يكون أوجلان نبياً هنا تأتي بمعنى القائد والزعيم؛ كوني لا أعترف بكل ما يعرف بالنبوة والرسالة كمفهوم ديني لاهوتي ووحي رباني.

 

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ وبالمناسبة هذا ليس ترويجاً لأوجلان والأوجلانية؛ حيث إنني أرى في التجربة الأوجلانية الكثير من الأخطاء والقصور، بل هي أقرب إلى أن تكون تجربة مستنسخة عن التجربة الإشتراكية ومفاهيم الأممية الشيوعية وقراءتي لها إنها لن تنجح كما لم تنجح الأخرى، ليس لعلة في الأفكار والقيم والفلسفة وإنما في الشروط والظروف الموضوعية والمجتمعية الغير ناضجة؛ حيث لا يمكن أن تكون هناك تجربة ديمقراطية في مجتمع بدائي قبلي متخلف إقتصادياً وثقافياً.. وأخيراً أقول لمن لم يستوعب الفكرة في بوستي ومقالتي السابقة؛ بأنه إن نجحت الأوجلانية فسوف يكون أوجلان نبياً للكورد والأمة الديمقراطية وإن فشل فسيكون مصيره مصير “مسيلمة” وإن هذه جزء من فلسفة التاريخ؛ كون التاريخ يكتب بيد المنتصر .. فهل وصلت الرسالة، أخاف أن لا تصل الرسالة للكثيرين كما لم تصل في المرة الأولى حيث قراءة الكلمات دون المعاني والدلالات.

 

68

 

جميل بايق

يقدم خطاباً دبلوماسياً.

 

 

 

 

 

23 فبراير، 2015 ·

ـــــــــــــــــــــــ تناقلت وكالات الأنباء عن السيد جميل بايق؛ رئيس منظومة المجتمع الكوردستاني “أن حزب العمال الكوردستاني لا يريد دولة كوردية في شمال كوردستان، بل يريد تطبيق نظام الكانتونات فيه”. وقد ذكرت تلك المواقع بأنه قد “نشرت مجلة إنكليزية شهيرة تقريرا عن الكورد ومطالبهم” ونقلت عن جميل بايق قوله: إن “العمال الكوردستاني الحالي ليس كما السابق وبدل المطالبة بالاستقلال يطالب الكوردستاني بنظام الكانتونات في تركيا”. وبحسب الصحيفة وما نقلتها تلك المواقع؛ فإن “كورد العراق يسيرون على طريق الاستقلال لكن دور العمال الكوردستاني قد تغير”. وقد أوضح السيد بايق؛ “انهم لم يعودوا يطالبون بالمركزية واللينينية وهم يرفضون ديكتاتورية البروليتاريا وديكتاتورية الأحزاب” وأضاف أيضاً “نريد أن نعيش بهويتنا وثقافتنا الحرة، لا ينبغي النظر الى حق تقرير المصير على أنه إنشاء لدولة مستقلة، وإذا طالب كورد العراق بدولة مستقلة فهذا شأنهم أما نحن فنريد نظام الكانتونات”. وكذلك تابع قائد منظومة المجتمع الكوردستاني بأن “هجمات داعش على العراق أدت الى تغييرات في رؤية العمال الكوردستاني”. وأن “القوى السياسية المعارضة في جنوب كوردستان كانت جميعها ضد الرئيس مسعود بارزاني لكن الآن الجميع متكاتف مع بعضه البعض”. وختم السيد بايق بالقول: “هذه هي المرة الأولى التي يقاتل فيها كل من البيشمركة ومقاتلي العمال الكوردستاني جنباً الى جنب واذا اتفق الكوردستاني مع تركيا وكورد العراق فإن النزاع المسلح سينتهي تماماً”.

 

ـــــــــــــــــــــــــــ ربما يأخذ البعض منا على السيد جميل بايق قوله أن “العمال الكوردستاني الحالي ليس كما السابق وبدل المطالبة بالاستقلال يطالب الكوردستاني بنظام الكانتونات في تركيا”.. وقد يكون محقاً في جزئية الأهداف البعيدة والإستراتيجية ولكن بقناعتي ورغم مطالبتي الدائمة بإستقلال كوردستان كمدخل لأي مشروع ديمقراطي في المنطقة فإن السيد بايق قد قدم خطاباً ديبلوماسياً مطمئناً لكل من تركيا وحلفائه من الدول الغربية وعلى الأخص الولايات المتحدة الأمريكية؛ بأن الكورد هم عنصر إستقرار للمنطقة وليس قوى إرهاب وتطرف كما روجت لها الأنظمة الغاصبة لكوردستان وأن العمال الكوردستاني يعمل لحل المسألة الكوردية قي الإقليم الشمالي من جغرافية كوردستان من خلال العملية التفاوضية السلمية بين كل من تركيا والعمال الكوردستاني وذلك ببناء نظام ديمقراطي مدني تعددي قائم على شكل الدولة الإتحادية الفيدرالية نظام الكانتونات وهي بالأخير (أي خطاب السيد بايق) ينسجم مع رؤية العمال الكوردستاني وطرح زعيمها السيد عبد الله أوجلان ومشروعه السياسي في الشرق الأوسط والذي طرحه من خلال كتابه “مانيفستو الحضارة الديمقراطية”.

 

رابط المقال على موقع خبر24

http://xeber24.org/nuce/55544.html

 

69

حزب الإتحاد الديمقراطي

..من الماركسية الثوروية إلى الديمقراطية البراغماتية.

الحوار المتمدن-العدد: 4966 – 2015 / 10 / 25 – 09:55

المحور: التحزب والتنظيم , الحوار , التفاعل و اقرار السياسات في الاحزاب والمنظمات اليسارية والديمقراطية

 

الأحزاب والشخصيات الراديكالية والثوروية تعرف بخطاباتهم النارية ومنها ما كانت خطابات وربما ما زالت لبعض قيادات المنظومة العمالية الكوردستانية حيث “تخوين الغرب الإمبريالي الأمريكي” وكل المتعاونين معه من القوى والأحزاب والشخصيات الإقليمية والكوردستانية وقد كانت تلك الخطابات الأيدلولوجية الثوروية وفي الكثير من الأحيان سبباً للتوترات الداخلية بين الأطراف الكوردستانية وكذلك في تحشيد الشارع وبث الإحتقان والتجييش العاطفي الثوروي .. طبعاً لم تكن منظومة العمال الكوردستاني هي الوحيدة التي تمارس هكذا خطاب أيديولوجي ثوروي لمخاطبة الشارع، بل سبقتها كل من القوى اليسارية العربية والتركية وحتى بعض القوى اليسارية الكوردية، لكن أستطاعت منظومة العمال الكوردستاني من خلال هذا الخطاب الحماسوي والذي دعم بقرار الكفاح المسلح أن تخطف الشارع الكوردي من قوى اليسار الكوردية الأخرى و”الأقل ثوروية” مقارنة بالمنظومة العمالية التي رفعت من سقف الثوروية إلى درجة يمكن القول؛ إنها أسست لنفسها “مدرسة ثورية” أو بالأحرى ثوروية خاصة بها وكإحدى أفرع اليسار والماركسية العالمية بحيث باتت “الأبوجية” كالغيفارية أو الماوية لها ما يميزها عن رفيقاتها من التيارات الثوروية الأخرى.

 

ولكن وبعد التجربة الأخيرة للمنظومة العمالية في سوريا ومن خلال فرعه أو ذراعه السوري أي حزب الإتحاد الديمقراطي وخاصةً بعد التجربة الكوبانية ودخول “داعش” إلى قلب المدينة الكوردية وتدميرها بشكل شبه كلي والتي كادت أن تسقط بالكامل لولا دخول القوات الدولية والبيشمركة على الخط مما أوجب على العمال الكوردستاني أن يتعامل مع الواقع والمستجدات الجديدة بعقلية أخرى أكثر براغماتية وإنفتاحاً على الآخر وبلغة ربما تكون غريبة، وليس فقط جديدة، على المنظومة العمالية الكوردستانية حيث قبلت من جهة الشراكة فيفتي فيفتي مع المجلس الوطني الكوردي وهي التي كانت ترفض أساساً مبدأ هذه الشراكة وكانت تذكرنا دوماً بتجربة إقليم كوردستان وبأنها (تجربة فاشلة)؛ كونها قائمة على تلك “الشراكة الفيفتاوية” ولذلك كانت تتحجج بالرفض والدعوة إلى الإنتخابات .. أما مسألة قبول دخول قوات البيشمركة إلى كوباني وكذلك مسألة “الإمتثال لإرادة هولير” فكانت تلك من (عظائم الأمور) ولا يمكن للعقلية الأوجلانية تقبلها بأي شكل من الأشكال حيث هي لها “تاراتها مع البارتويين” وإقليم كوردستان (العراق)، بل ومع شخصية الرئيس مسعود بارزاني وكلنا يتذكر شعارات تلك المرحلة وما كان يقال بحق البارزاني.

 

وهكذا فقد أستثمرت الأوجلانية بعض تلك الشعارات الثوروية أكبر إستثمار في خدمة مشروعه السياسي وأستطاعت خلال مسيرته النضالية أن يكتسح الساحات الكوردية وأوربا ويصبح أحد أصعب الأرقام السياسية في المعادلة الكوردية، إن لم نقل أصعبها وأكبرها على المستوى الجماهيري وذلك على الرغم من شعبية التيار القومي التقليدي تاريخياً والمتمثل في البارزانية والأحزاب الديمقراطية الكوردستانية وكانت كفت الأخيرة ترجح سياسياً في لعبة التوازنات الكوردية كونها تملك أصدقاء إقليميين ودوليين لهم وزنهم الدولي وعلى الأخص أن الإقليم بات يتمتع بحماية دستورية ويمتلك خزان إحتياطي كبير من النفط الخام وهي تقع تحت يد الإدارة الكوردية و”البازانيين” تحديداً.. لكن التطورات الأخيرة في المنطقة وتحديداً سوريا وهيمنة حزب الإتحاد

70

الديمقراطي على المناطق الكوردية الثلاث (كوباني وعفرين وقامشلو) والتي هي مناطق حيوية من حيث الموارد والطاقات البشرية وكذلك الزراعية حيث في عفرين ما يزيد عن ثلاثة عشر مليون شجرة زيتون وهناك كوباني والجزيرة التي تعطي لسوريا كميات وافرة من القطن والحبوب وكما أن حقول النفط باتت تحت سيطرة الإدارة الذاتية الكوردية. وبالتالي أصبح الكورد في سوريا هم الآخرون رقماً كما كورد (العراق) ويجب التعامل على الأرض مع الواقع الموجود غربياً وأمريكياً مع حزب الإتحاد الديمقراطي.

 

طبعاً هذا التغير في عدد من الظروف والمعطيات والقوى الفاعلة على الأرض، أجبر الكل على تغيير عدد من تكتيكاته السياسية؛ فكما غير الغرب وأمريكا وحتى إقليم كوردستان خطابه ومقاربته لمنظومة العمال الكوردستاني فإن الأخيرة هي الأخرى غيرت الكثير من سلوكياتها وسياساتها الداخلية والخارجية ونقصد بالداخلية مع باقي الأطراف الكوردية؛ مثل المجلس الوطني الكوردي وكذلك مع قوى المعارضة السورية حيث باتت اللغة الديبلوماسية تحل رويداً رويداً في الخطاب السياسي للمنظومة وخاصةً لبعض القيادات السياسية داخلها، بل بتنا نلاحظ بأنه أصبحت لدى المنظومة العمالية القدرة على إمتصاص بعض “الصفعات السياسية” كالتي تلقتها مؤخراً من أمريكا حين رفضت تأشيرة الدخول للسيد صالح مسلم بالدخول إلى أراضيها حيث (كشفت صحيفة لوس أنجلوس تايمز الأمريكية إن الحكومة الأمريكية رفضت إعطاء تأشيرة زيارة لصالح مسلم رئيس حزب الاتحاد الديمقراطي. وذكرت الصحيفة أن “مسلم” كان من المفترض أن يزور الولايات المتحدة لإلقاء خطاب دعاه إليه مركز أبحاث “The Carnegie Endowmentfor International Peace” في واشنطن). ورغم هذا الإجراء القاسي بحق الحزب ورئيسها فإننا لم نجد أي تعليق من حزب الاتحاد الديمقراطي على تلك الخطوة التي أقدمت عليها الولايات المتحدة الاميركية، بل ولم يصدر عن الحزب أي توضيح بخصوص القضية.

 

وربما كانت هذه السياسة الجديدة مفاجئة للبعض حيث المنظومة معروفة بردودها العنيفة على قضايا ومسائل أقل بكثير من تلك وحيث من المعروف عن الأخلاق الثوروية هو رد “الصفعة” بواحدة أقوى منها وخاصةً أن هناك روح معنوية عالية بعد الإنتصارات التي حققتها قوات الحماية الشعبية والمرأة وبمؤازرة من كل من القوى الدولية والبيشمركة وبعض فصائل الجيش الحر وبالتالي كان الظرف مناسباً لإستثمار المناسبة في تحشيد المزيد من التشحين العاطفي الثوروي في الشارع السياسي الكوردي الأوجلاني .. لكن الحزب وبطريقة براغماتية تعامل مع القرار الأمريكي التعسفي والذي لا يخلو من مبدأ سياسة المهادنة مع تركيا وكنوع من “تطييب الخاطر” برفض منح تأشيرة الدخول للسيد صالح مسلم وقد جاءت كذلك تصريحات المتحدثة باسم الخارجية الأميركية جين بساكي أمس الثلاثاء أن واشنطن؛ “لن تعترف بأي منطقة حكم ذاتي في أي مكان في سوريا” في ذات السياق المهادن لتركيا وحكومتها وكذلك ومرة أخرى كان الرد الكوردي، “للمنظومة العمالية”، ناعماً ديبلومسياً رغم إن التصريح الأمريكي كان صادماً وخائباً للشارع الكوردي فكان الرد العمالي مسالماً إن لم نقل سلبياً بالمعنى الثوروي المعروف عن المنظومة.

 

وهكذا وبرأي فإن كل تلك الردود والإمتصاص جاء من أمرين؛ أولاً_ أن حزب الإتحاد الديمقراطي بات قوة سياسية كوردية لا يمكن تجاوزها وهي مدركة لهذا الشيء وبالتالي عليها أن تتفاعل مع السياسات الإقليمية والدولية بعقلية براغماتية ديبلوماسية وليس بعقلية حزب سياسي ثوروي يمتلك قوة عسكرية وهكذا فهي لم تعد فقط حركة ثورية راديكالية مسلحة، بل تقود مرحلة تاريخية. والنقطة أو الجانب الآخر، وكعامل مهم في العقلية الجديدة للمنظومة، هي أن ما حققتها من إنتصارات ونجاحات على الأرض قد أعطتها الثقة اللازمة لتستوعب أن لعبة السياسة هي تحتاج للهدوء والحكمة أكثر من إحتياجها أحياناً لقرقعة السلاح وأن ليس صحيحاً دائماً بأن “لا صوت يعلو فوق صوت المعركة”، بل إن صوت العقل يعلو فوق كل الأصوات وكذلك علينا أن لا ننسى؛ بأن المنتصر يتعامل دائماً بطريقة وسياسة أكثر إتزاناً وعقلانية مع القضايا الإستراتيجية والحيوية.

 

 

71

حزب العمال الكوردستاني هو شريك البارتي.

 

إنني سوف أقف في هذا البوست والمسمى بـ(بوست كوردايتي) على نقطة إشكالية تصادفنا كثيراً في حواراتنا مع الإخوة والزملاء؛ ألا وهي مسألة حزب العمال الكوردستاني (PKK)  وفروعه الإقليمية ومنظوماته المختلفة، هل هي جزء من حركة التحرر الكوردستانية أم هي أداة بيد الأنظمة الغاصبة لكوردستان وذلك لغاية افشال المشروع القومي الكوردي والكوردستاني؛ حيث طرحت هذه النقطة من أكثر من مداخلة وتعليق.. وهكذا فإنني أود أن أقول وأؤكد هنا على أن هذه “الحركة الآبوجية” ليست فقط جزء من الحركة التحررية الكوردستانية بل وجزء مهم وأساسي ويشكل مع البارتي “البارزانية” الرافعة الحقيقية للكوردايتي وهما يشكلان قطبي الواقع السياسي الكوردي وبالتالي فإنني سوف أجعل من هذا المفهوم القيمي والأخلاقي والفلسفي نقطة ارتكاز أساسية في كل حواراتنا المقبلة وهي نقطة على السطر وأنتهى وذلك لكي لا نجعل من حواراتنا “جدلاً بيزنطياً” لا معنى له ومن يود أن يشكك بمقولتنا هذه فإننا نقول له؛ راجع تاريخ العمال الكوردستاني وتضحياته الكبيرة في ساحات كوردستان وأين وصلت القضية الكوردية في ذاك الجزء الشمالي من كوردستان والمغتصب من قبل الدولة التركية.

وكذلك فإننا نحيله إلى نظرة القيادة السياسية في إقليم كوردستان (العراق) وعلى رأسها نظرة ورؤية الرئيس مسعود بارزاني لهذا الفصيل السياسي الكوردي والأساسي في جسم الحركة الوطنية؛ حيث دعوته بل قبوله بالمشاركة بين كل من البارتي والعمال الكوردستاني والدعوة لعقد المؤتمر القومي الكوردي هو تأكيد على موقف قيادة الإقليم والبارتي (أي الحزب الديمقراطي الكوردستاني) على أن حزب العمال الكوردستاني هو جزء أساسي من الحركة الوطنية الكوردية وكذلك فإن الموقف من شراكة كل من مجلس شعب غرب كوردستان والمجلس الوطني الكوردي واتفاقيات هولير لإدارة المناطق الكوردية في سوريا هو تأكيد آخر من جانب كاك مسعود بارزاني بأن العمال الكوردستاني جزء اساسي في جسد الحركة السياسية الكوردية وبالتالي نأمل أن يتم استيعاب هذه النقطة وأن لا نعيد ونكرر هل حزب العمال الكوردستاني جزء من الحركة أم أداة بيد النظامين السوري والإيراني مع العلم إنني لا أنفي وجود علاقات ومصالح بينهما وذلك بحكم الانتماء إلى محور سياسي إقليمي دولي.. وهكذا فأننا نقول: نقطة على السطر وأنتهى.

 

72

حزب العمال الكوردستاني  (PKK)

.. مع منظوماته السياسية الأخرى؟!!

حزب كوردستاني بامتياز ويشكل مع الحزب الديمقراطي الكوردستاني (PDK) أحد أكبر فصيلين في جسم الحركة الوطنية الكوردية وهما يخدمان القضية الوطنية لشعبنا الكوردي وبأجزائه الأربعة ولكل منهماأي قطبي السياسة الكوردية في كلٍ من أربيل وقنديل أجنداتهما وحلفائهما ومحاورهما السياسية وبالتالي يخضعان لشروط وعوامل وظروف تجبرهما على ممارسة السياسة ضمن مناخات خاصة بكل طرف سياسي منهما وهكذا فإننا نطلب من مؤيدي المحورين الكورديين الكف عن سياسة التخوين والعمالة بحق الآخر أو اتهام الطرف الآخر بالعداء للكوردايتي وكوردستان والقضية الكوردية.. ولنرتقي بخطابنا السياسي لمستوى العقل والفكر والمنطق وكفانا نمارسها برومانسية عاشق متيم بالحبيبة .. القضية.

……………….نقطة على الحرف وليس السطر .. لكي يفهم المعنى؛ كون الفريقين يمارسان سياسة التخوين بحق الآخر ويطالبان أن نكون شريكاً مع أحدهما على الآخر وكذلك هناك ممن من الإخوة الموالين للعمال الكوردستاني يحاولون أن يفهموا موقفنا من الحزب والحركة عموماً، فها إننا نقولها وبصريح العبارة؛ بأن ورغم كل أخطاء الحزب وسلبياته وحتى عنفه الثوري واستبداده وتكريس عبادة الزعيم ونهجه الفكري الأوجلاني والقريب إلى الغيفارية نسبةً إلى الزعيم الثوري أرنستو تشي غيفارا فإن المنظومة (منظومة العمال الكوردستاني) لعب وما زال أدوار مهمة وجبارة في سبيل القضية الكوردية وفي الأجزاء الثلاثة الأخرى من كوردستان أي الأجزاء الملحقة بكل من إيران وسوريا وعلى الأخص الجزء الملحق بالدولة التركية الحديثة ولذلك نأمل عدم إثارة هذه النقطة بين الحين والآخر .. حيث أن مسألة العمالة والخيانة لا تليق بالفكر السياسي والعمل النضالي وبمن ضحى بالآلاف من الضحايا والقرابين على مذبح الحرية لكوردستان وذلك إن كان من العمال الكوردستاني أو الديمقراطي الكوردستاني .. ولتكن الكلمة للكوردايتي وصناديق الاقتراع والانتخابات الديمقراطية.

 

73

دولة كوردستان

..هي المقدمة لأي مشروع ديمقراطي.

 

هناك اليوم في واقعنا وحياتنا السياسية الكوردية أكثر من مشروع سياسي كوردي أو على الأقل تتبناه بعض الفصائل والأحزاب الكوردية حيث المشروع القومي التقليدي والذي تتبناه المحور الكوردستاني بقيادة الحزب الديمقراطي الكوردستاني أو البارتي إختصاراً وكذلك كان وما زال المشروع الوطني ومفهوم “دولة المواطنة” والذي يتنباه الإتحاد الوطني الكوردستاني مع عدد من الأحزاب الكوردية وأخيراً لدينا مشروع العمال الكوردستاني (القديمالجديد) وطرحهم لحل المسألة الكوردية ضمن المفهوم والأيديولوجية الثورية _الماركسية قديماً واليوم من خلال طرح مشروع “الأمة الديمقراطية.. وهكذ يمكن القول؛ بأن هناك وعلى الأقل ثلاث مشاريع سياسية في الساحة الكوردستانية، لكن بقناعتي الشخصية وبحكم واقع التخلف والإستبداد والإنقسامات المذهبية الطائفية وكذلك العرقية الإثنية الموجودة في مجتمعاتنا وحجم الحقد والكراهية بين المكونات المجتمعية عموماً وعلى الأخص من بعض المكونات التي تسيدت الواقع السياسي تاريخياً والتي لم ترى في الآخر إلا عبيداً وموالي أجراء عندهم ولمشاريعهم الدينية والقوموية العنصرية وبالتالي فإنه لا يمكن من وجهة نظرهم “المساواة بين السيد والعبد” وأن أي مطالبة لحقوقهم الكورد نموذجاً بالشراكة هو إنتقاص من “سيادتهم وكرامتهم وحقوقهم وجغرافيتهم”.. وإنه تطاول على (الأسياد ودولهم وسيادتهم الوطنية).

 

.. ولذلك فلا يمكن التأسيس لوطن وحياة مشتركة إلا عندما ننال نحن الكورد شخصيتنا وهويتنا الخاصة بنا والتي لن تتحقق من دون الجغرافيا السياسية أي دولة كوردستان الحرة المستقلة والتي من خلالها وحدها يمكن بناء الشخصية الكوردية المتزنة والمتوازنة وبعيداً عن الحالة الذيلية وسيكولوجية العبد الخانع الذليل بحيث يجد في ذاته وهويته وكينوته وثقافته نداً وشريكاً للآخر وليس عبداً يتلقى الأوامر في التنفيذ والطاعة وعند ذاك فقط يمكننا الحديث عن تحالفات ومشاركات سياسية وحوارات سياسية حقيقية؛ إن كانت من أجل الشراكة الوطنية “دولة المواطنة” أو تحت مسميات “الأمة الديمقراطية” وغيرها من التسميات والشراكات السياسية.. وإلا وبدون تحقيق الشرط السابق أي تحقيق الدولة القومية والشخصية الكوردستانية المستقلة فإن أي إتفاق وشراكة سياسية لن يكون أكثر من حالة إلحاق وذيلية للآخر (السيد والآمر والقوي) وبالتالي إعادة دورة الإستعباد للتاريخ والثقافة والجغرافيا الكوردستانية.

 

رابط المقال على موقع الحزب الديمقراطي الكوردستاني (العراق)

http://kdp.info/a/d.aspx?l=14&a=74981

 

74

غربي كوردستان..

تسير على خطى إقليم كوردستان.

إن المراقب لمجمل الأحداث والتطورات في منطقة الشرق الأوسط وتحديداً في سوريا وغربي كوردستان يلاحظ بأن سوريا مع الإقليم الكوردستاني الملحق به يسيران على خطى التجربة العراقية وإقليم كوردستان (العراق) وذلك من خلال العناوين والمراحل التالية من تطور الصراع في المنطقة:

  1. نظام شمولي مستبد يتحكم بكل زمام الدولة وذلك من خلال أجهزة أمنية قمعية وديكتاتور مستبد وبواجهة سياسية أيديولوجية واحدة؛ حزب البعث والمفاهيم العفلقية عن العروبة و“الأمة الواحدة والرسالة الخالدة“.
  2. خلق فوضى خلاقة في الداخل بهدف زعزعة بنيان الدولة التوتاليتارية المستبدة وبهدف خلخلتها وإضعافها وتفكيكها ومن ثم ترك المجتمع ليغرق في حالة فوضى وصراعات داخلية وأخيراً دعم وتقوية التيارات والأطراف السياسية المعتدلة في وجه كل من النظام المستبد والأطراف الراديكالية السلفية كـ“داعش” وغيره.
  3. البحث عن مخارج سياسية لكل القضايا العالقة في البلد ومنها مسألة الأقليات العرقية والدينية والكورد في أولوية تلك الأجندات وذلك من خلال تأمين مناطق حماية لهم حيث كان القرار الدولي رقم 688 والصادر عن مجلس الأمن يوم الخامس من أبريل/نيسان 1991 م. وها نحن نجد اليوم هناك كلام شبيه بشأن غربي كوردستان حيث “شدد الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند خلال الاجتماع الذي يعقد كل اسبوعين بمركز العالم العربي في باريس على ضرورة محاربة تنظيم داعش الإرهابي في سوريا ومنعه من السيطرة على مدينة كوباني مرحبا بإنشاء منطقة عازلة على طول الحدود السورية التركية معتبرا كوباني مثال المدينة المقاومة“.
  4. ولإنجاح التجربة الكوردية لا بد من التوافق الكوردي الداخلي ومن يكون راعياً لذاك التوافق؛ قديماً وعراقياً كانت أمريكا ووزيرة خارجيتها مادلين أولبرايت وهي تطلب من الزعيمين الكورديين _مام جلال وكاك مسعود_ بالمصافحة والمصالحة واليوم وسورياً هناك إقليم كوردستان (العراق) نفسه والرئيس مسعود بارزاني يطلب من المجلسين الكورديين في غربي كوردستان بالتوافق السياسي من أجل المصلة الكوردية.

وهكذا وبرأي الشخصي فإن هناك قرار دولي وراء تحرك الديبلوماسية الكوردية في أروقة ودهاليز السياسة وذلك من أجل إحقاق الحقوق القومية للشعب الكوردي والتي حرم منها بموجب إتفاقيات دولية إستعمارية سابقة واليوم وبعد كل ذاك الغبن والإجحاف بحق الشعب الكوردي هناك قرار وتوافق دولي لجعل الكورد أحد لاعبي السياسة في منطقة الشرق الأوسط ورسم الخارطة الكوردستانية ووضعها ضمن الخريطة العالمية.. وبالتالي فعلى القيادة الكوردية والتي تشارك في الحوارات وجلسات الإجتماعات في الإقليم أن تدرك وتضع هذه الحقائق أمامها على الطاولة وعندها فقط سوف نجد بأن الحلول والتوافق السياسي كان أسهل الحلول والمخارج الكوردية.

 

75

غرائب.. السياسة الكوردية!!

 

 

 

 

20 يونيو، 2015 ·

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ إن ما يدعو للتعجب ونوع من الإستغراب هو الموقف السياسي لقوى المعارضة العربية من كل من الحزب الديمقراطي الكوردستاني _ سوريا (PDKS) وحزب الإتحاد الديمقراطي (PYD) حيث الأول يحمل كلمة الكوردستاني في إسم الحزب ويطالب بالفيدرالية للدولة السورية؛ كون سوريا تتألف من إقليمين عربي وكوردي “كوردستاني” وذلك بحسب البرنامج السياسي للحزب ومع ذلك هو جزء من الإئتلاف السوري (المعارض) ولا يتعرض لأي هجوم من تلك القوى الإسلامية والعروبية الشوفينية ممن تحسب على المعارضة بحجة إنه حزب إنفصالي يعمل على تقسيم سوريا، بينما حزب الإتحاد الديمقراطي لا يحمل صفة الكوردستاني في إسمه وكذلك مشروعه “مشروع الأمة الديمقراطية” ولا يطالب في برنامجه السياسي بأي إقليم أو دولة كوردستان المستقلة، بل بإدارات ذاتية ومع ذلك فهو متهم بتشكيل إقليم إنفصالي وتقسيم سوريا ويتم محاربته من كل تلك القوى الإسلامية والقومية العربية الرايكالية .. أليس هذا بالمستغرب!!

 

ولكن أعتقد أن الجواب يكمن في نقطة جوهرية؛ ألا وهي إمكانية الفعل والقوة على الأرض، فلو كان حزب الإتحاد الديمقراطي هو الآخر لا يملك القرار على الأرض ووجود قوات حماية الشعب والآسايش وغيرها من المؤسسات التي تدير المناطق الكوردية وكان إكتفى بعدد من الرموز ضمن الإئتلاف وفي بعض العواصم وهم يركضون خلف ما تسمى بقوى المعارضة السورية، لما كان أحداً أهتم بمشروعهم الديمقراطي أو ألتفت إليهم ونعتهم بالإنفصاليين ولا حتى بالديمقراطيين .. وهكذا فإن الجواب يكمن في نقطة جوهرية بين سياستي الحزبين؛ أي بين سياسة القول والفعل على الأرض حيث لا خوف من كل البرامج السياسية بقدر ما يكون لك وجود فعلي على الأرض ولو بمساحة “خيمة” ولذلك قال الرئيس التركي المقبور منذ يومين (سليمان ديميريل) “نحن ضد دولة كردية حتى اذا تم قيامها في أفريقيا” .. وبالتالي فإنه لا داعي من إستغراب المواقف العربية الشوفينية وهي تحارب سياسة حزب الإتحاد الديمقراطي وتوافق على سياسة حزب البارتي الكوردستاني؛ كون الأول يقوم بالأفعال بينما الآخر يكتفي بالأقوال.

 

ــــــــــــــــــــــــــــــــــ رابط المقال على موقع خبر24

http://xeber24.org/nuce/72358.html

 

76

كوباني.. متحف!!

الكتاب والمثقفين الكورد .. وقضية “إقتراح تحويل كوباني إلى متحف”!!

قام عدد من الإخوة والزملاء الكتاب والمثقفين الكورد، قبل أيام، بتقديم إقتراح إلى الإدارة الذاتية في كانتون كوباني وذلك للـ”الإبقاء على ركام كوباني، وجعل المدينة المنكوبة متحفا يزوره الناس من مختلف أنحاء العالم، وتراه الأجيال القادمة، للاطلاع بأم أعينهم على حجم البطولة والتضحيات التي قدمها مقاتلو كوباني جميعا من وحدات حماية الشعب ( YPG) و (YPJ)، ومن وقف معهم من المتطوعين، ومن البيشمركة، ومن الجی-;-ش الحر، الذين قاتلوا .. داخل كوباني ضد (داعش)”، وقد أضافوا إلى تلك المقدمة لإقتراحهم السابق التوضيح التالي؛ “ونحن نعلم أن هذا القرار صعب، إلا أننا نراه مهما وتاريخيا، وقد يكسب هذا القرار تعاطف شريحة كردية وعالمية واسعة، وربما قد يعقب ذلك مؤتمرات محلية ودولية حول هذه الفكرة، وكيفية تطبيقها. ونقترح أن يتم اختيار مكان إلى جانب كوباني الحالية، لبناء كوباني جديدة”. كما نوه الزملاء الموقعين بأن “وفيما إذا تم الأخذ بالمقترح ستكون خطواتنا التالية عمل حملات محلية وعالمية، وعلى نطاق واسع، لحث كل الكورد والأحرار في العالم، للمساعدة من أجل بناء كوباني الجديدة. وبالأخير تركوا القرار للإدارة الذاتية حيث ختموا مقترحهم بالعبارة التالية؛ “ويبقى القرار لكم حيث أنتم أدرى بمصلحة كوباني”. وهكذا فقد قام عدد من الإخوة الكتاب وبعض المثقفين الكورد وعلى ما تقدم بالتوقيع على المقترح المقدم للإدارة الذاتية في كانتون كوباني.

مؤكد إن الإقتراح وللوهلة الأولى سيبدو صادماً مستفزاً للجميع وعلى الأخص الإخوة والأخوات الكوبانيين الذين عانوا وما زالوا من هول الصدمة الكارثة والمأساة الإنسانية وما خلفتها من آثار ومن الخراب والدمار إن كان على المستوى النفسي أو المادي والإقتصادي لإبن المنطقة؛ حيث غادر مدينة عامرة بالحياة والحركة والعمران وعاد أو سوف يعود إلى ركام وحطام مدينة مدمرة تماماً، فلا حجر ولا حياة وهو سيعاني ربما لأجيال وسنوات من هول الكارثة والفجيعة؛ حيث ضاعت جهود وتعب كل ماضيه، بل والكثير من الأحلام والأماني المستقبلية والتي كان يرسمها بين أزقة مدينته وأسواقها العامرة.. وبالتالي فإن أي إقتراح بأن تتحول ماضيه ومستقبله إلى لحظة كارثية في الحاضر ويتوقف الزمن عندها وبـ”إبقائها متحفاً تاريخياً للزوار وإستعطافهم” هو نوع من العبث بالجروح النازفة، ناهيك على إنه نوع من البذخ والترف الفكري عنده ولذلك جاءت ردود الفعل قوية ومتشنجة على ذاك (الإقتراح الفج) برأيهم والذي حقيقةً لا يخلو بعضاً من الترف الثقافي والفني.. كان ذاك من جانب ومن الجانب الآخر، فإن الفكرة (الإقتراح) هو غير عملي؛ ولأسباب عدة: أولاً لإرتباطها بالجانب المالي الإقتصادي كون المدينة تأخذ مساحة جغرافيا واسعة وأملاك تعد بالملايين ولا يمكن لأي جهة كوردية أو غير كوردية تمويلها وكذلك ومن الجانب النفسي والروحي وكما تطرقنا سابقاً فإن الجغرافيا والمكان يشكل جزء من ثقافة وتاريخ وأحلام الناس ولا يمكنك أن تعوضهم بمدينة “مصطنعة جديدة” تقيمها على جوار حلمه الإنساني.

لكن ورغم كل ما سبق وما قيل من كلام وإتهام والكثير من المسبات وللأسف بحق أولئك الإخوة الموقعين على الإقتراح السابق، إلا إنني على قناعة تامة بأن “المقترح” جاء من نية نقية وضمير يحمل هماً وطنياً وقومياً وليس كنوع من “الترف والبذخ الفكري” بالمطلق أو كـ”فانتازيا ثقافية” لمجموعة من (المترفين فكرياً وإجتماعياً) وبأنهم يريدون “تحويل مآسي الناس إلى متحف” كما قيل، بل أنطلق الإخوة من حس ووجدان إنساني حي يعاني من هول الكارثة وأراد توثيق تلك الجرائم بحق مدينة كوردستانية كوصمة عار على جبين البشرية وتحديداً لتلك المجموعات الإرهابية التكفيرية من تنظيم ما يسمى بدولة الخلافة في بلاد الشام والعراق “داعش” وما أرتكب أولئك المرتزقة من جرائم بحق شعبنا ومناطقنا الكوردستانية، لكن وربما جاء الإقتراح/البلاء بنوع

77

 

من الرومانسية الثورية أو الثقافية وأعتقد أن هذه لا تعد جريمة بحقهم، بل ربما إحدى سقطات المثقف وإندفاعاته وهيجاناته الفنية وهي لا تؤخذ على المثقف لدرجة أن نخوّن ونشتم من قام بالتوقيع على “صك العريضة والإقتراح” أو “التتحيف” كما سماها بعض الإخوة.. لكن الملاحظ في الموضوع وما لفت إنتباهي أكثر بأنه لم ينبري أحد أولئك الإخوة الموقعين على المقترح للدفاع عن توقيعه، بل حاول عدد من الزملاء (التملص) من الموضوع/التوقيع وبحجة إنه “لم يطّلع جيداً على مضمون المقترح” يعني على مبدأ “الحجة أقبح من الذنب” وهو بذلك يذكرنا بذاك الطالب الكسول الذي كان يأتي وهو لم يقم بحل الواجب الوظيفي ويتبرر بالنسيان.

ملاحظة أخيرة؛ إنني لم أكن من الموقعين على المقترح (العريضة) كي لا أتهم بتبرير (الجريمة) وهي ليست جريمة لكن رأيت من واجبي قول كلمة بالموضوع وذلك بعد أن رأيت إنها أخذت أبعاداً لم يكن ببال وخيال الإخوة الذين تقدموا بالإقتراح كمساهمة متواضعة لتوضيح بعض النقاط ربما تكون غامضة لبعض الإخوة، حيث أعتقد وكما نوهت سابقاً بأن أولئك الإخوة والزملاء قد أنطلقوا من نية حسنة وخدمة للقضية الوطنية وإن أخطأوا في كيفية تداولها وطرحها وتوثيق الجرائم التي قامت بها تنظيم ما يسمى بالدولة الإسلامية “داعش” حيث كان ممكناً لأولئك الإخوة والزملاء أن يطالبوا بتوثيق كل أركان وزوايا مدينة المقاومة والبطولة وذلك من خلال التصوير الفوتوكوبي وكذلك الإبقاء والحفاظ على ما يمكن من القذائف والآليات المدمرة وخاصةً العسكرية منها وأيضاً الإبقاء بعض الركام والأحجار وما يمكن أن يشهد على بطولة المقاومين الأبطال من وحدات حماية المرأة والشعب والبيشمركة وفصائل من الجيش الحر وبمساندة قوات التحالف الغربي العربي وتجميعها في مركز ومتحف يقام لتوثيق جرائم “داعش” ومقاومة الأبطال المدافعين عن مدينة الكرامة والهوية الوطنية الكوردستانية؛ كوباني.

 

78

كوباني هي القربان

كتب أحد الأصدقاء لنكن “واضحين كالطلقة وشفافين كالدمعة“وكم كنت أود أن نجسد هذا السلوك في أخلاقنا وكتاباتنا وسياساتنا لكن يبدو أن من الاستحالة تطبيقها وخاصةً في المجال السياسي لكنني سوف أحاول أن أكون في هذا البوست شفافاً وواضحاً قدر الإمكان وصريحاً مع أهلنا في كوباني وأقول: إنكموللأسف تدفعون فاتورة وضريبة سياسة التوافق الكوردي وربما الإقليمي والدولي؛ حيث وبعد كل هذا الدمار ودوامة العنف التي عانى وما يزال الشعب السوري منها وبعد وصول العنف والحرب الأهلية في البلد إلى مستوى الجريمة المنظمة والقتل على الهوية والإبادات الجماعية على الهوية وتقسيم البلد وذلك طائفياً وأثنياً وإستفراد الإخوة في حزب الإتحاد الديمقراطي (PYD) المحسوب على قنديل بالمناطق الكوردية في غربي كوردستان وإقصاء الطرف الكوردي المحسوب على أربيل.

وكذلك ترك سوريا ولمدة أربعة سنوات لدوامة العنف والقتل والجريمة؛ إن كان من طرف النظام السوري أو المجاميع المتطرفة والسلفية ووصولاً إلى تأسيس ما عرفت بالدولة الإسلامية “داعش” وإرتكابها لأفظع الجرائم وذلك تحت “مبرر ومنطق“؛ دع الفرقاء يتقاتلون إلى أن يضعف الجميع وبالتالي يجبرون على التشارك والتوافق السياسي وأيضاً طلب المعونة والمساعدة الخارجية.. وحتى الهجوم الداعشي على المناطق الكوردية غربي كوردستان يندرج ضمن هذه العقلية السياسية؛ ألا وهي إجبار الاتحاد الديمقراطي على قبول الأمر الواقع وطلب المساعدة الخارجية ومشاركة الأطراف الأخرى والتوافق السياسي معهم إن كانت قوى وفصائل الجيش الحر أو القوى والأحزاب الكوردية الأخرى المحسوبة على أربيل وبالتالي فعلى الإخوة في محور العمال الكوردستاني أن يفهموا هذه المعادلة السياسية وبأن من غير المقبول دولياً وإقليمياً إستفراد طرف سياسي في إدارة منطقة جغرافية سياسية حيث أن الثورة السورية تدشن عصر جديد سمته الأساسية هي المشاركة والديمقراطيات التوافقية وهو إنتهاء لعصر الاستبداد والديكتاتوريات وبالتالي فلا بد من الرضوخ لسياسة الأمر الواقع وذلك بدل فرض سلطة الأمر الواقع.. لكن وللأسف الضحية والقربان هي كوباني.

 

79

“ما عنا ملح”

.. حكاية شعبية عفرينية!!

 

 

 

 

 

ــــــــــــــــــــــــــــ بعض الإخوة والأخوات يمارسون السياسة على طريقة الزوجة الناكدة والتي أرادت أن تحرج زوجها أمام الضيف؛ حيث تقول الحكاية العفرينية: أن أحدهم زاره ضيفاً صديقاً ولكونه على علم بفقدان الملح في البيت وكذلك لمعرفته بأخلاقيات زوجته ونكدها وإنها تنتظر أي إشارة أو موقف لكي تحرجه في “الطالعة والنازلة” ولكي يقطع عليها تلك المحاولة فقام يفكر بأي أكلة لا تحتاج للملح بحيث عندما يطلب من زوجته أن تجهز لهم الطعام لا تتحجج بعدم وجود الملح، فأسعفته الذاكرة بأكلة العصيدة بالكوردية العفرينيةPelül وهكذا ضرب يداً بيد ونادى على زوجته قائلاً؛ “والله يا روحي اليوم جاي على بالي أكلة العصيدة .. فشو رأيك تعمليلنا عصيدة لناكلها مع صديقي العزيز ..”، فما كانت من الزوجة الناكدة ودون أنت تنتبه بأن العصيدة لا تحتاج للملح أن قالت صارخةً ناعقةً: “ليش ما بتعرف ما عنا ملح”. وهنا لم يتمالك الزوج نفسه فقام من فوره وهو يقول” “يا بنت ستمائة .. ليش ما بعرف ما عنا ملح أو ليش ما بتعرفي كمان أن العصيدة مو بحاجة لملح وأنا يلي صار لي ساعة عم بفكر بأكلة ما يكون فيها ملح حتى ما تحرجيني قدام الضيف، لكن ما في خلاص أنت مصرة على إحراجي يا بنت ..”.

 

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ وهكذا هي الحال مع بعض الإخوة والأخوات من الذين يعادون سياسات العمال الكوردستاني؛ حيث تقول بأن سياسة حزب الإتحاد الديمقراطي (PYD) وكمثال تصب في خدمة القضية الكوردية وهي تزعج القوى السياسية العربية والإسلامية الراديكالية ولذلك تجد من يحاربهم وبقوة من قبل تلك الأطراف السياسية الشوفينية وتتهمهم بالعمل على تقسيم سوريا وتشكيل “جيب عميل وإسرائيل ثانية” وذلك على الرغم من إنهم؛ أي حزب الاتحاد الديمقراطي لا يقولون بذلك، بل ولا يحملون حتى إسم كوردستان “الملح” في برنامجهم، ولا حتى إسمهم، ومع ذلك يتهم بتشكيل دولة وإقليم كوردستاني في سوريا .. نعم نكون بموضوع إتهام الحزب من قبل الآخرين بتشكيل دولة كوردية فيخرج لنا أحد أو إحدى الأخوات الناكدات لتقول: “لا تنسى النظام هو الذي أعطاهم تلك القوة وسمح بالتمدد في المناطق الكوردية” .. طيب يا سيدتي فوالله لو بعرف أن النظام السوري بدو يعمل إقليم كوردستان في مناطقنا فيا ألف مرحبا بمشروع النظام مع العلم أن تلك تشبه “أمنية إبليس بالجنة” .. أليست ثقافة وسياسة هؤلاء “الكورد والكورديات” تشبه حكاية الزوجة الناكدة وطبخة “الملح والعصيدة”.

 

ملاحظة؛ أي تعليق فيه المسبات غير مقبول ويحذف فوراً. وإليكم رابط البوست على موقع خبر24.

http://xeber24.org/nuce/72455.html

 

80

موقفي من العمال الكوردستاني.

يبدو أن الأمور تختلط على بعض الإخوة والأخوات وذلك عندما نكتب في الجانب الإيجابي لطرف سياسي ما وكأننا نريد التزكية منهم أو نود أن نقترب من تلك الجهة السياسية وأقولها تحديداً من العمال الكوردستاني ومنظوماته السياسية والعسكرية؛ حيث يتساءل الكثير من الأصدقاء والصديقات على العام والخاص هل معقول أن يكون هذا هو “بير” الذي نعرفه وهو الذي “ترك البلد من تحت راس ال ب ي د” يتساءل أحدهموللعلم فإن في المقولة، الكثير من الحقيقة لكن ليست كل الحقيقة؛ حيث تركت قبلها إقليم كوردستان(العراق) أيضاً وبمعنى أوضح إنني تركت البلد؛ كون لم تعد الحياة فيها ممكناً حيث القمع والاستبداد والميليشيات وبالتالي عليك أن تكون منتمياً لتيار لكي تحمي نفسك وبالتأكيد فإنه في المناطق الكوردية عليك أن تكون آبوجياً أو موالياً لهم لكي تبقى مرتاح في غربي كوردستان وخاصةً لناشط وكاتب سياسي وإن كنت بارزانياً فعليك بالمغادرة إلى الإقليم.. وهكذا وفي ظل الإنقسام المجتمعي الفئوي والجهاتي فلا صوت يعلو فوق صوت الجهوية والحزبية ولا حياة مدنية حرة ديمقراطية ولذلك غادرت البلد وكنت غادرتها ولو كان الحاكمين في غربي كوردستان من البارزانيين وفد فعلت ذلك سابقاً كما قلت وبالتالي فإن مغادرتي كانت بسبب ثقافة الاستبداد وليس فقط يكون هناك حزباً مستبداً يتحكم بالواقع والحياة اليومية للمواطنين.

ولكن وبعد وصولي إلى سويسرا والتخلص من الرهاب الأمني والمجتمعي وكذلك الحقد اليومي للمعاش في الشارع الكوردي وما تعاني منه ككاتب ومواطن كوردي وخاصةً من تلك المؤسسات الأمنية والعسكرية والسياسية التابعة للإدارة الذاتية في كانتونات حزب الاتحاد الديمقراطي وأيضاً لتعرض مناطقنا لتلك الهجمات المروعة من تنظيم سلفي تكفيري جهادي دموي “داعشي“.. كان لا بد لي أن أقف مع أبناء شعبي ضد هذه الهجمات وبالتالي جاءت كتاباتي الأخيرة من منطلق إنتمائي الكوردي والوطني والإنساني وليس من منطلق “نيل رضا السلطان” وإلا كنت بقيت في البلد وكتبت ما تُرضي وتَرضى عنه “سلطة الأمر الواقع“.. ورغم توضيحي لهذه القضية ولأكثر من مرة فإن بعض الإخوة والأخوات يعيدون إلى نفس الموضوع وها هي إحدى الأخوات المتابعات للصفحة تراسلني على الخاص وتقول: “سؤال لا حضرتك انت في كل بوست عم تحكي شي.. مرة مع ب ك ك او مرة ضد.. ليش هيك.. لازم موقف دوم وحد او لا يتغير.. حضرتك مابتعرف شو بدك“.. لا يا عزيزتي؛ “حضرتي” بعرف شو بدي وبعرف منيح كمان لكن فقط أود أن أهمس في أذنك وأذن كل الإخوة والأخوات؛ بأنني مع شعبي بدايةً وتالياً أحيي وأشجع الموقف الوطني والنبيل في كل التيارات والأحزاب السياسية الكوردية وغير الكوردية ولكن وبنفس الوقت أرفض وأنقد وأندد بكل المواقف السلبية والمضرة بقضيتي وأولها حالة الاستبداد لدى منظومة العمال الكوردستاني وفرعه السوري؛ الإخوة في حزب الاتحاد الديمقراطي وإدارة الكانتونات في المناطق الكوردية.. فهل وصلت الرسالة.

 

81

هل

..يحق لنا أن نغير قوميتنا كما نغير ديننا؟!!

27 نوفمبر، 2015 ·

 

الحوار المتمدن-العدد: 4998 – 2015 / 11 / 27 – 17:01

المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني

كتب الصديق العزيز الأستاذ “أدهم شيخو” البوست التالي وأرسله إلى صفحة (اللوبي الكوردستاني) حيث يقول: “هل الإنضمام إلى قومية أخرى من حق الإنسان؟؟” ويضيف “هنالك أمرين متلازمين في حياة الإنسان فرض عليه ولم يختاره: 1- دينه. 2- قوميته. وهنالك أصوات كثيرة تبرر للإنسان أن يترك دينه ويعتنق ديناً أخر أو أن لا يعتنق أي دين وذلك تحت مسمى – الحرية -. فمثلاً لدي صديق ترك الإسلام وإعتنق المسيحية وآخر إعتنق الإلحاد. أفليس من حق الإنسان أيضاً أن يتخلى عن قوميته ويعتنق قومية أخرى _ لغة وثقافة وعادات وتقاليد وحتى هوية وجنسية. كون المرء فرض عليه قوميته ولم يختاره إختياراً مثله مثل الدين.!!)).

طبعاً وبدايةً أشكر الأخ أدهم شيخو على المساهمة في الصفحة وبخصوص سؤاله؛ هو فعلاً سؤال إشكالي، لكن علينا أن ندرك بأن مفهوم الأمة والقومية نفسه خاضع للمصالح السياسية، كون علماء السياسة إختلفوا في تعريفها وكلٌ من منطلق مصالح المنظومة الفكرية والمجتمعية التي ينتمي لها؛ حيث هناك وبحسب الموسوعة العلمية ((تعريفات ونظريات عدة لمفهوم القومية، ابرزها ثلاث نظريات: القومية على أساس وحدة اللغة: وتسمى النظرية الألمانية بسبب المفكرين الألمان الذين كانوا أول من أشار إليها. ويستند أنصار الوحدة اللغوية إلى مثل الوحدة الألمانية والإيطالية واستقلال بولونيا. وفي المقابل قامت اللغة بدور أساسي في انهيار الدولة العثمانية والامبراطورية النمساوية، فانفصلت عن الأولى كل الشعوب التي لا تتكلم التركية وعن الثانية كل الشعوب التي لا تتكلم الألمانية. القومية على أساس وحدة الإرادة (مشيئة العيش المشترك): أول من دعا إليها إرنست رينان في محاضرته الشهيرة في السوربون سنة 1882، بعنوان “ما هي الأمة”؟. تقول النظرية أن الأساس في تكوين الأمة هو رغبة ومشيئة الشعوب في العيش المشترك، بجانب التراث والتاريخ. القومية على أساس وحدة الحياة الاقتصادية: تقف الماركسية على رأس هذا التوجه. ترى هذه النظرية أن المصالح الاقتصادية والتماسك الاقتصادي تكون أقوى الأسس في وحدة الأمة)).

إذاً وبقناعتي لا مشكلة كبيرة في قضيتي حرية الدين والقومية وإن للإنسان حرية الإختيار في المسألتين، ونحن نعلم بأن هناك من تخلى عن جنسيته (قوميته) وأتخذ هوية وجنسية شعب وأمة أخرى.. وبالمناسبة فإن قضية حرية المعتقد ليست عائدة إلى تبرير أشخاص و”أصوات” كما نوه لها الأستاذ أدهم شيخو، بل هي إحدى المبادئ الأساسية في البيان العالمي لحقوق الإنسان وكون الأستاذ أدهم رجل قانون، كان عليه أن لا يجعل من القضية وكأنها قضية خلافية بين أشخاص وجماعات متباينة، بل التأكيد عليها بأنها إحدى النصوص الدولية والتي هي جزء من ميثاق الأمم المتحدة وكل دساتير العالم الحر المدني على الأقل أما الدول والمجتمعات التي ما زالت تصر على قضية (قتل المرتد) وكجزء من ثقافتها الوطنية ودستورها الإجتماعي، فأعتقد بأنها ما زالت تفتقد إلى مبادئ الحريات العامة وإن سجل تلك الدول في قضايا حقوق الإنسان سيءٌ لدرجة إتهام شاعر بـ(القذف والإساءة للذات الإلهية) والحكم عليه بالإعدام وذلك كما رأينا قبل أيام في السعودية وهي تحاكم شاعر فلسطيني؛ “أشرف فياض” بنفس التهم وتحكم عليه بالإعدام وقبله كانت قد حكمت على شاعر آخر؛ “رائف بدوي” بألف جلدة وعشر سنوات سجن ولنفس التهمة السابقة .. وهكذا وكأننا نعيش في عصر أبي القينقاع وبني أمية والعباس وليس في القرن الحادي والعشرون والعالم يغزو الفضاء، وذلك من بعد أن سكِروا على القمر، بدل أن يَسكروا على ضوئها وهم يتغزلون بالحبيبة النائمة في قصور الجان والعفاريت.

 

82

يا ..كوردي

.. افهم الدرس!!

 

 

 

 

 

 

29 مايو، 2015 ·

ــــــــــــــــــــــــــــــ يكتب أحد الثوريين “حبتين زيادة” معلقاً وذلك من خلال بوست له على بوستي الأسبق عن تفضيل “إستبداد الـ(ب ي د) على إستبداد الآخرين” ويقول فيه: “صديق ومثقف كردي سوري, ردا على سؤال موجه له: لماذا تساند استبداد ب ي د وانت مثقف ؟! يجاوبه بكل برودة دم بما معنى قائلا: استبداد ب ي د خير من استبداد الآخرين الذين حكمونا واستبدونا!!!!!! بدوري اقول لهذا (المثقف), انت بهذه العقلية تخون في وضح النهار وظيفتك كمثقف امام مقاومة الاستبداد, وهذا الاخير كما تعلم لا دين له ولا قومية ولا طائفة ولا لون, كيف لي ان اقاوم المستبدين من الآخر وفي الوقت ذاته اساند واعانق مستبدي الذي يضطهدني في كل ساعة ودقيقة؟!!!! الم تر بعيونك كيف انتفض الشعب السوري على مستبديهم من درعا الى المالكية يا مثقف!!!! اذا سلمنا جدلا لنظريتك الجبانة وساندت كل قومية وطائفة ومذهب مستبديه, معنى ذالك نساهم في بناء غابة حماتها المستبدون والاوغاد والمجرمون والقتلة….. لا يسعني الا ان اقول لك: انت مثقف جبان تعمل لصالح واجندات الامر الواقع بكل اسف!!!”.

 

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ وأنا أقول لهذ الثورجي سوف يلزمك الكثير من الوقت والوعي لتدرك الفرق بين “جهنم” و”الهاوية” والدركات الخمس التي تفصل بينهما لتصل إلى الأخيرة .. ولكن وبكلمة واحدة أجاوبه وأجاوب كل الثورجيين : فعلاً بعض الناس لا يحترمون عقل القارئ؛ ناهيكم عن إحترامهم لإختلاف الرأي أو حتى نقل المعلومة بدقة حيث صفحتي ما زالت موجودة وبوستي ما زال موجود وسوف أرفقه كرابط مع البوست .. ألا تخجل يا رجل تكذب على لساني وتقول إني “أدعم وأعانق المستبد” وكل كتاباتي تنفي ذلك، بل ما قلته وسأقوله آلاف المرات وإلى أن يستفيق بعض الجهلة من سباتهم: بأن الإستبداد مع ترسيخ الشخصية الكوردية ولو مشوهة أفضل من الإستبداد مع إلغاء الشخصية كلياً وبالمناسبة دافعت فعلياً عن العمال الكوردستاني عندما تخلى عنه أقرب كوادره ويومها كنت أعيش في إقليم كوردستان والـ(PKK) كان في أضعف مراحله .. وبالتالي؛ من منا (الجبان) أيها “المناضل والثوري اللاجبان”.

 

ملاحظة: هناك سبع دركات لجهنم وذلك بحسب درجة الكفر حيث “الجهنم واللظى والسقر والحطمة والجحيم والسعير ومن ثم الهاوية”؛ هي معلومة نقدمها لأصحاب العقول وليس الطبول.. وأخيراً إليكم رابط بوستي الأسبق لتدلونا كيف عن ندافع الإستبداد والطغيان.
https://www.facebook.com/permalink.php?story_fbid=648643821946606&id=100004029833509&pnref=story

 

83

أردوغان والخوازيق الأمريكية.

 

 

 
الحوار المتمدن-العدد: 5177 – 2016 / 5 / 29 – 22:20 

المحور: القضية الكردية 

بحسب الموقع الإخبارية فقد “صرح الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في خطاب له أمام الموالين له ولحزبه في دياربكر قائلاً؛ (في هذه الاثناء الدعم الذي يقدمه أمريكا لقوات وحدات الـ YPG والـ PYD أقولها وبصوت عالي ومن دياربكر أنني أستنكرها، فالوعود التي وعدتها أمريكا لنا لم تكن هذه، أصدقائنا وشركائنا في الناتو والذين وضعوا شارات الـ YPG على أكتاف جنودهم أكدوا أنهم لن يرسلوا جنودهم)”. كما “وتطرق أردوغان خلال حديثه مخاطبا الشعب الكردي في دياربكر (أيا أخوتي الكرد أيا أخوتي الدياربكريين، نحن نبني وهم يدمرونها ويخربونها، ماذا قدم لكم ( PKK ) الى الآن، وهذا هو فرقنا)”.

وأضاف كذلك “هم يخربون كل شيء ونحن نبنيها، هم يدمرون المساجد، هم كفار، هم زردشتيين، هم يأخذون قوتهم من قنديل ونحن نأخذ قوتنا من الشعب هذا هو الفرق بيننا”. كما “وأشار أردوغان خلال حديثه أن ما يجري في سوريا من الدعم الأمريكي الذي يقدمه لحزب الاتحاد الديمقراطي (PYD) ولوحدات حماية الشعب الكردية (YPG)، يستفيد منها حزب العمال الكردستاني عندنا أيضا في بلادنا، ولا فرق لدينا بين الحركات (الارهابية) مثل حزب العمال الكردستاني وداعش وحزب الاتحاد الديمقراطي ووحدات حماية الشعب الكردية”. وأضاف أخيراً؛ “أصدقاؤنا ومن يقفون معنا في الناتو يجب أن لا يرسلوا جنودهم إلى سوريا وهم يحملون شارات (YPG)”.

إن تصريحات الرئيس التركي والتي نشتم منها الإنزعاج التركي، بل الشعور بالإحباط واليأس من الشريك والحليف الدولي، تأتي في وقت يقوم فيه “قوات سوريا الديمقراطية ووحدات حماية الشعب بحملة واسعة ضد تنظيم داعش في الريف الشمالي لمدينة الرقة” وبدعم دولي وعلى رأسها الولايات المتحدة التي لم تكتفي بالغطاء الجوي، بل أرسلت قوات برية من النخبة للتدريب والتكتيك والمشاركة في العمليات العسكرية على الأرض مع قوات سوريا الديمقراطية والتي تكون وحدات حماية الشعب عمادها الرئيسي.

84

وكذلك إمداد هذه القوات بأسلحة متطورة، مما شكل للحكومة التركية ورئيسها صدمة وشعرت تركيا بأن صفعات أمريكا تتوالى وفي كل مرة تكون الصفعة أقوى من سابقاتها، بل إن جل ما تخافها تركيا هي الخازوق الأمريكي الأخير بحيث تجد تركيا نفسها على مفترق الطرق؛ إما الذهاب إلى الفوضى والحرب الأهلية أو القبول بالشراكة السياسية مع الكورد حيث إنتهى زمن “العلم الواحد والشعب الواحد”.. وإن تركيا تقبل القسمة على إثنين؛ كون هناك جغرافيتين وإقليمين بشعبين وثقافتين مختلفتين في تركيا.

وهكذا فإن كل محاولات الدولة التركية وبشقيها العلماني الكمالي والإسلاموي الأروغاني، لن يقدرا على طمس الحقائق على الأرض حيث ومهما حاول قادة الترك وحكوماتها وأجادوا اللعبة السياسية وخداع بعض السذج من أبناء شعبنا من خلال فكر وإيديولوجيا إسلامية و”إخوة الدين” إلا أن الحقوق والمطالب لا بد أن تلبى وبالتالي فلا حل آخر أمام تركيا إلا ما أكدناه قبل قليل وهو القبول بالشراكة السياسية مع الكورد في وطن يحقق الحريات والكرامة لكل مواطنيها.. أو الذهاب إلى الحل الأصعب والقبول بوجود دولة كوردية في الجوار وهو “أبغض الحلال” بحسب المفهوم الأردوغاني نفسه حيث تكون الطلاق والإنفكاك من هذا “الزواج القسري” ونقصد به إغتصاب كوردستان من قبل الدولة التركية.

وسؤالنا الأخير للحكومة التركية ورئيسها؛ هل سيتعظى (السيد أردوغان) من تجارب ومآسي دول الجوار ويتخلى عن عنجهيته وغطرسته وطغيانه في (تحقيق مجد إمبراطوري سلطاني عثماني) ويعود للسياسة العقلانية والقبول باللعبة السياسية في دولة تشاركية ديمقراطية لإخراج تركيا من مأزقها كي لا تنحدر إلى مستنقع الفوضى والحرب الأهلية، أم سيذهب بسياساتها الرعناء للنهاية وتكون الحلقة الأخيرة فيما تبقى من (المجد والخلافة العثمانية).. للأسف إن سياسات كل الديكتاتوريين وتجاربهم السابقة وكذلك مصالح بعض الدول الإقليمية والعالمية في إضعاف تركيا، تؤكد بأن هذه الأخيرة ذاهبة إلى نهايتها الحتمية؛ حيث الفوضى والحرب الأهلية.

 

85

الإحتلال الكوردي

للأراضي الآشورية؛ حقيقة أم لعبة سياسية..!!

 

 

 

 
الحوار المتمدن-العدد: 5156 – 2016 / 5 / 8 – 20:05 

المحور: القضية الكردية 

إن خروج الإخوة الآشوريين في سيدني “ضد الاحتلال الكردي لأرض آشور” وتحت شعار؛ “يسقط الأحتلال الكردي” يخلق لدينا عدد من الأسئلة الإشكالية وكذلك في عقل المشاهد للموقف السياسي عموماً؛ منها البحث عن حقيقة القضية وذلك قبل إعتبارها آخر نهفات (الثورة السورية) والعقلية العروبية؛ كون هؤلاء الآشوريين باتوا عروبيين أكثر من العرب ومسلمين أكثر من الإسلام وذلك على خطى العفلقي سابقاً ومؤخراً الكيلوي نسبةً لميشيل كيلو ولذلك فإننا لا نستغرب عدم سماع أصوات هؤلاء (الغيارة على أمجاد آشور) ضد الإحتلال العروبي بشقي البعث؛ السوري والعراقي ولا حتى ضد التمدد الإسلامي الداعشي والإخواني في الموصل والرقة ووصولاً للحسكة وهم يحطمون كنائسهم وأيقوناتهم الدينية.

لكن وعندما ذهبت القوات الكوردية البيشمركة أو وحدات حماية الشعب لنجدتهم وإنقاذ ما تبقى من بعض الفيسيفساء الديني والإثني، إن كان شرق دجلة أو غربها، فكان لا بد أن يخرج هؤلاء (النشامى) للدفاع عن أمجاد إمبراطورية الآباء والأجداد.. وأين؛ في بلاد تبعد آلاف الأميال عن ما عرفت يوماً بأراضي آشور والتي باتت جزء من التاريخ، كما الكثير من الإمبراطوريات التي أندثرت؛ حيث الحثيين والميتانيين والكلدانيين وفراعنة مصر والهنود الحمر بأمريكا.. طبعاً هذه ليست تقليلاً من أمجاد تلك الإمبراطوريات، لكن الواقع يقول: بأن ذاك أصبح جزء من التاريخ البشري، حيث وكما لا يمكن جعل أمريكا اليوم أرضاً للهنود الحمر، كذلك لا يمكن إعادة إمبراطورية آشور أو غيرها من الإمبراطوريات التاريخية في المنطقة وذلك لسبب جد موضوعي، ألا وهو غياب العنصر البشري؛ كون لا الهنود الحمر المتبقين ولا الإخوة الآشوريين قادرين على تشكيل إمارة وليست إمبراطورية.

86

لكن ورغم تلك الحقيقة المرة في واقع الآشوريين والهنود الحمر، نود أن نقف على حقيقة الطرح وقضية “الإحتلال الكوردي لآشور”، فإن كانوا يقصدون بها “الإحتلال التاريخي” الميدي لآشور بتحالفهم مع البابليين، كما تخبرنا بطون التاريخ؛ بأن “تمكن الحلف البابلي- الميدي- السكيثي دخول حران واحتلالها سنة 609 ق.م” وبالتالي إنهيار آشور، فعليهم أن يدركوا بأن تأسيسها أي تأسيس الإمبراطرية الآشورية كانت على حساب الميتانيين حيث تقول لنا تلك المصادر التاريخية نفسها، بأن “آشور أوباليط الأول الملك الآشوري.. كان قد أطاح بإمبراطورية ميتاني وهزم الإمبراطورية الحثية خلال الإمبراطورية الآشورية الوسطى (1365 – 1020 قبل الميلاد)”. وهكذا؛ فإننا نجد بأن ذاك التاريخ السحيق قد شهد الكثير من الأحداث والصراعات وتمدد الإمبراطوريات وذلك على حساب إندثار بعضها الآخر.

لكن إن كانوا يحسبون بأن الكورد هم أحفاد الميديين وهم كذلك وإن الميديين قد تسببوا في إنهيار إمبراطوريتهم وبالتالي يكون الكورد قد أحتلوا أراضيهم، فكان عليهم أن يدركوا كذلك، بأن الميتانيين والحثيين هم أيضاً يعتبرون من أسلاف الكورد وإن إمبراطوريتهم الآشورية قد تمددت على حساب أراضي هؤلاء؛ أي الأراضي الكوردية وفق منطقهم التاريخي وهنا يعتبر هم المحتلين.. وبالتالي نخرج من المعادلة بأن الكورد “الميديين” قد أعادوا أراضي أسلافهم الكورد “الميتانيين الحثيين” ولا تمدد ولا إحتلال لأراضي آشور، إلا في إطار النزاعات والخلافات على الحدود والتمدد بحسب قوة هذه الإمبراطورية أو تلك والتي باتت جزءً من التاريخ لا يمكن إعادتها للواقع كحقيقة على الأرض، لكي يرفعوا شعار “يسقط الأحتلال الكردي”.

أما إن كانوا يقولون بأن (الإحتلال الكوردي لآشور) تعود للمراحل التاريخية المتأخرة، فأعتقد بأنها كذبة سمجة لا يصدقها أي مجنون، ناهيكم عن أي عاقل يصدقها حيث أن الواقع الكوردي المأساوي والممتد لقرون طويلة نتيجة الإحتلال العربي الإسلامي، منذ أربعة عشر قرناً لكوردستان، والكورد يعانون من التمدد العربي الإسلامي على حساب إنحسارهم وتمزقهم وضعفهم، وبالتالي فلا تمدد و(إحتلال كوردي) لأراضي الآخرين، بل الآخرين تمددوا وأحتلوا الأراضي الكوردستانية وما زالت وهنا يمكننا أن نسأل هؤلاء الإخوة الآشوريين وكذلك بعض إخوتهم من العرب الشوفيين وهم يقولون: بـ”الإحتلال الكوردي لأراضيم التاريخية”، سؤالاً يحيرنا وربما يحير الكثيرين، ألا وهو؛ كيف يمكن لشعب واقع تحت التجزئة والإحتلال الكورد قاموا بـ(إحتلال أراضيكم) حتى تخرجوا مظاهرة تطالبون فيها بإنهاء “الإحتلال الكوردي”.

وهكذا فإن القضية؛ (قضية إحتلال الكورد للأراضي الآشورية) ليست أكثر من لعبة سياسية سخيفة لبعض الآشوريين العروبيين على شاكلة العفلقي والكيلوي ونأمل من الإخوة الآشوريين وعلى الأخص تلك الشرائح المجتمعية والتي ما زالت في الداخل نعني الذين ما زالوا يسكنون بلاد ما بين النهرين وليس البحرين، لا بل والمحيطات؛ في سيدني بإستراليا بأن لا ينجروا مع هكذا شعارات تريد إشعال المزيد من الحرائق والنعرات والحروب الإثنية العرقية بين مكونات المنطقة مع حفظ وتأمين حقوق هؤلاء الإخوة وذلك في إطار حكومات إدارية فيدرالية مناطقية وذلك بحسب واقعهم المجتمعي.. وبالتالي التعاطي مع قضيتهم كقضية مكون أساسي من مكونات المنطقة وكوردستان.

 

87

الأحزاب الكوردية

هي أحزاب قومية وإن كانت بمسميات غير قومية.

 

 

 

 
الحوار المتمدن-العدد: 5208 – 2016 / 6 / 29 – 04:44 

المحور: القضية الكردية 

لا خلاف بأن الحزب الديمقراطي الكوردستاني وبمختلف فروعه أرتبط تاريخياً بالمشروع القومي من خلال برنامجه السياسي والذي يصبغ هذا التيار السياسي الكوردستاني، كأحد أهم التيارات الحاملة لهذا المشروع، بل وإعتباره تياراً قومياً راديكالياً، لكن ورغم خروج عدد من التيارات السياسية الكوردية الأخرى في ساحة النضال الكوردستانية وتحت مسميات ومشاريع وأجندات أيديولوجية يسارية ماركسية أو دينية إسلامية مؤخراً، إلا إن لا أحد يقدر أن يوصف تلك التيارات؛ بأنها ليست حوامل للمشروع القومي حيث واقع شعبنا الكوردي تفرض على مختلف الأحزاب والتيارات الكوردية أن تكون ذات توجه قومي، لكن ربما تحت مسميات إشتراكية أو ديمقراطية والبعض الآخر إسلامية إخوانية.

وهكذا فإن من يدعي بأن بعض الأطراف الكوردية، قد تخلت عن المشروع القومي، فإن قراءته إما خاضعة لعقلية حزبية مبتورة تحاول الإساءة للطرف الآخر من منطلق عقلية الإنغلاق على الذات الحزبوية وبأن الآخر زنديق وعميل مرتزق، أو إنه غير قادر على قراءة العملية السياسية وفق سياقاتها التاريخية ولذلك فإنه يقف على عتبة مرحلة تاريخية غير قادر على تجاوزها ليكون جزءً من حركة التاريخ التصاعدية التطورية .. وإننا هنا نسأل كل أولئك الإخوة الذين يتهمون العمال الكوردستاني؛ بأنه قد تخلى عن المشروع القومي الكوردي، السؤال التالي: لما تركيا تعادي سياسات هذه الحركة الكوردستانية، بما أن الحزب قد (تخلى) عن مشروعه السياسي القومي، كما يشاع من بعض المناوئين لسياسات الحزب.

88

إن تركيا تدرك تماماً بأن الحزب قام بتغيّر بعض تكتيكاته السياسية، بل وصل إلى إعادة قراءة للبرنامج السياسي السابق له وذلك وفق تطور تاريخي عاصف أخذت مجمل حركة التاريخ إلى تموضعات جديدة وذلك بعد سقوط جدار برلين وكذلك مع المتغيرات التي جرت في تركيا نفسها بعد إعتقال السيد أوجلان ووصول العدالة والتنمية للحكم، لكن ورغم كل التغيير في البرامج والأيديولوجية للعمال الكوردستاني، إلا أن الحكومة التركية على دراية تامة؛ بأن كل ذلك يأتي ضمن أنساق وتكتيكات مرحلية سياسية وفي خدمة الهدف والمشروع الإستراتيجي للعمال الكوردستاني وبأن يصبح الكورد شركاء في (الوطن) وذلك ضمن دولة فيدرالية ديمقراطية، أو يكون الإستقلال والإنفصال عن تركيا وإقامة كوردستان حرة مستقلة.

وهكذا وإنطلاقاً من هذه الرؤية والقراءة، فإن تركيا تعادي العمال الكوردستاني وحتى الاتحاد الديمقراطي على الجانب الآخر من الحدود الدولية لتركيا؛ “أي في روج آفاي كوردستان” حيث وعلى الرغم من طرح مشروع الإدارة الذاتية الديمقراطية ومن ثم مشروع سوريا دولة ديمقراطية فيدرالية، إلا أن تركيا تقف بالضد من سياسات كورد سوريا ومشروعهم السياسي رغم عدم طرح قضية التقسيم على أجنداتهم السياسية، لكن قراءات تركيا لتطور الأحداث ونمو الدور الكوردي على طول حدودها الجنوبية الغربية، تؤكد لها بأنها أي تركيا باتت تواجه الخطر الحقيقي لولادة الدولة الكوردية مستقبلاً وعلى جزء كبير من جغرافية الشرق وضمناً الإقليم الشمالي من كوردستان والتي تغتصبها تركيا .. وهكذا فإن عداء تركيا للعمال الكوردستاني وحزب الاتحاد الديمقراطي ليس من أجل مشروع “الأمة الديمقراطية”، بل الأمة الكوردستانية، فلو كانت الأولى لما وجدنا محاربة الأتراك للحزب من الأساس!!

وربما يتبادر إلى ذهن الكثيرين منكم السؤال التالي؛ إذا كانت تركيا تعادي مشروع الدولة القومية، فلما تقف مع البارزانيين وهم أهم تيار قومي و(أصحاب) مشروع الدولة القومية .. بكل تأكيد إن تركيا تعادي دولة كوردية ولو في أفريقيا، كما قالها أحد رؤساء تركيا وقد وقفت ضد تكوين الإقليم الكوردستاني في العراق وما زالت رغم الإنفتاح الأخير والذي له أسبابه الإقتصادية والأمنية، لكن ورغم خطورة إقليم كوردستان وفق المنطق التركي السياسي إلا إن ذاك الخطر لا يشكل تهديداً وجودياً بالنسبة لتركيا كما يأتي التهديد من مشروع العمال الكوردستاني والذي يهدد كيان الدولة التركية الغاصبة لأكبر إقليم وجغرافية كوردستانية .. ومن هنا ندرك لما تركيا تحاول جاهدةً أن تبقي العمال الكوردستاني على قائمة الإرهاب وذلك في محاولة منها لإجهاض المشروع السياسي الكوردي.

لكن لتعلم تركيا، بأنها أمام خيارين؛ إما القبول بالكورد شركاء في البلد وبالتالي نسيان شعار أتاتورك “دولة واحدة، شعب واحد، علم واحد ولغة واحدة” والقبول بالشراكة السياسية التامة مع الكورد وبناء دولة ديمقراطية فيدرالية لتمهد الطريق لنفسها والدخول للنادي الأوربي، أو الذهاب إلى الفوضى والحرب وتقسيم البلاد على غرار الدول الشرق أوسطية كما تعيشها اليوم .. وهكذا لا حل في (تركيا) دون حل المسألة الكوردية حيث هناك قضية ويجب إيجاد مخارج لها، كونها حركة تحرر شعب ومن هذه المركزية علينا أن ندرك بان كل أحزابنا تندرج ضمن مفهوم حركات التحرر للشعوب حيث وكما “المرء لا يقدر أن يخرج من جلده”، فإن الحركات السياسية كذلك لا تقدر أن تخرج من مجتمعاتها ومفاهيمها التاريخية.

89

الرد الأمريكي

على الطلب التركي لمنع قيام الكيان الكوردي.

 

 

 

 
الحوار المتمدن-العدد: 5069 – 2016 / 2 / 8 – 22:19 

المحور: القضية الكردية 

لقد جاء الرد الأمريكي سريعاً على “الغضب التركي ورئيسها رجب طيب أردوغان” وهو يزمجر بمنع قيام الكيان الكوردي في المناطق الكوردية بروج آفاي كوردستان حيث كان الرئيس التركي قد أكد يوم أمس الأحد؛ “أن بلاده لن تكرر في سوريا الخطأ الذي ارتكبته في 2003 بعدم اشتراكها ضمن التحالف الدولي الذي أطاح بنظام صدام حسين في العراق” وذلك في إشارة إلى تشكيل الكيان الكوردي.. هذا وقد نشرت وكالة نوفوستي بحسب موقع الإتحاد الوطني الكوردستاني أن أردوغان أكد بأنه “لا يريد أن يكرر في سوريا الخطأ ذاته الذي ارتكبه في العراق”. وذكّر الرئيس التركي أنه “وفي عام 2003 رفضت أنقرة السماح للقوات الأمريكية باستخدام أراضيها ولم تدخل ضمن التحالف الدولي الذي أطاح بنظام صدام آنذاك” ما أسفر عن تشكيل كيان كوردي رغم معارضة تركيا.

لكن جاء الرد الأمريكي سريعاً وعملياً حيث وبعد الزيارة التاريخية لمبعوث الرئيس الأمريكي؛ بريت ماكورك للمناطق الكوردية والإدارة الذاتية والتي أعتبرها البعض نوع من الإعتراف بتلك الإدارة فقد جاءت خبر دخول القوات الأمريكية إلى قاعدة رميلان العسكرية كنوع من الصاعقة على رأس هؤلاء وتأكيداً على أن الكورد باتوا رقماً صعباً في المعادلة الإقليمية وليس كما تتوهم الحكومة التركية والتي طالبت الأمريكان بالخيار بينهم وبين الكورد وهكذا يبدو أن الولايات المتحدة بدأت ترسل بعض الرسائل لتركيا بأن المرحلة ليست كما كانت في الحقبة الماضية.

90

وبالتالي لا بد من الإقرار بالواقع الجيوسياسي الجديد والشراكة مع بعض اللاعبين الجدد في المنطقة وأولهم الكورد حيث ها هي تنسق معهم وذلك من دون الرجوع إلى الحليف القديم تركيا وبحسب “موقع خبر24، فإن قافلة كبيرة للقوات الأمريكية البرية شوهدت وهي تتجه نحو شمال شرق الكانتون وكانت تتألف من أكثر من 20 عربة همفي وشاحنات عسكرية محملة بالأسلحة و العتاد”. وأضاف الموقع “هذا وقد أكدت مصادر أخرى في كركي لكي أن القافلة المذكورة توجهت نحو قاعدة جنوب الرميلان العسكرية الأمريكية المغلقة وأن الطيران الحربي الأمريكي رافق مسيرة القافلة بشكل مكثف”.

وأخيراً نسأل؛ هل ستقرأ تركيا وحكومتها هذه الرسائل الأمريكية بشكل عقلاني وتبادر إلى حل مشكلتها الداخلية مع (كوردها) وذلك من خلال البدء بمحادثات جادة لحل المسألة الكوردية في تركيا وتعترف بحقوق شعبنا كاملةً وعلى أساس الشراكة الوطنية وباالتالي القبول بالكورد عموماً وكأحد لاعبي الشرق وشعوبها الأصيلة وبالتالي الإعتراف بحقهم في الحياة الحرة الكريمة، أم ستبقى تركيا على عنادها لتذهب هي الأخرى إلى المزيد من الإحتقانات والأزمات الداخلية وبالتالي الحروب الأهلية وعلى غرار تجربة البلدان العربية .. إن الإجابة على تلك التساؤلات تتوقف على قدرة الساسة الترك والكوردي الخروج من هذا النفق المظلم والبدء بالمفاوضات الجادة والحقيقية لحل القضايا العالقة وبدايةً القضية الكوردية.

 

91

القائد السابق للناتو

حان الوقت التحدث عن إمكانية تقسيم سوريا.

 

 

 

 
الحوار المتمدن-العدد: 5080 – 2016 / 2 / 20 – 15:00 

المحور: الثورات والانتفاضات الجماهيرية 

أوردت شبكة ولاتي في خبرٍ لها بأن ستافريديس؛ القائد السابق لقوات حلف شمال الاطلسي “ناتو” صرح لصحيفة فرنسية بأن “السؤال المطروح الآن يتعلق بإمكانية تدخل حلف الناتو بشكل مباشر في الصراع السوري، من خلال القيام بمهام تدريبية واستشارية أو المشاركة في فرض منطقة آمنة في سوريا لإيواء اللاجئين، وهو ما يجب مناقشته مع روسيا لتجنب اندلاع مواجهة خطرة”.

وكذلك فإن “تساءلت الصحيفة عن إمكانية أن تؤدي سيطرة حلف الناتو على منطقة آمنة، في مواجهة منطقة أخرى يسيطر عليها بشار الأسد بمساندة روسيا، إلى تقسيم سوريا، وهو أمر لم يستبعده ستافريديس الذي قال إن يوغسلافيا تم تقسيمها في السابق إلى سبع دول مختلفة، وبالتالي فإن الوقت قد حان الآن للجلوس والتحدث حول إمكانية تقسيم سوريا إلى منطقة تابعة لبشار الأسد يواصل حكمه فيها بدعم من موسكو وطهران، ومنطقة يعيش فيها السنة في الوسط بدعم من التحالف الدولي حتى ينتصروا على المجموعات المتطرفة، ومنطقة كردية في شرق البلاد”.

92

وتضيف الصحيفة بأن ستافريديس أقر “بأن هذه الفكرة تنطوي على الكثير من الصعوبات والتعقيدات، ولكنه قال إنها تستحق النظر فيها؛ لأن دولة سوريا الحالية هي حدود جغرافية مصطنعة ظهرت على إثر اتفاقية سايكس بيكو، وبالتالي فقد حان الوقت لإعادة النظر في هذه الخطوط التي تم رسمها في ذلك العهد، وبما أن الأوضاع تزداد تدهورا الآن وجميع الأطراف فشلت في التوصل إلى حل، فإن الوقت قد حان لتجربة حلول مختلفة”.

إننا ومن خلال المتابعة لما يجري على الأرض وما يتم رسمه جغرافياً وعسكرياً من تمركز القوات العسكرية والميليشاوية لكل الأطراف المتصارعة والتدخلات التركية الخليجية السعودية وذلك في محاولة منها لتغيير بعض موازين القوى هنا وهناك لصالح المعارضة المحسوبة عليهم وفي ظل وجود ودعم روسي قوي لقوات (النظام السوري) وربطها جميعاً بمثل هذه التقارير والتصريحات التي تخرج بين الحين والآخر من بعض القادة العسكريين والسياسيين، وكذلك ما يتم ترشيحه من أخبار بأن الإدارة الذاتية هي الأخرى تحضر لمشروع سياسي، بأسم “إقليم الشمال الفيدرالي” كجزء من مشروع سوريا دولة فيدرالية إتحادية والتي طرحها السيد “ستيفان دي مستورا” ولاقت قبولاً من النظام مع قوى سوريا الديمقراطية ورفضتها قوى الإئتلاف.. فإن جميعها تؤكد بأن لا حل سياسي في البلد دون الإتفاق على دولة فيدرالية وبأقاليم متعددة، منها ما طرحه السيد ستافريديس وبالتالي تقسيم البلد إلى ثلاث كانتونات جغرافية سياسية.

 

93

الكوردي

.. من هو الكوردي؟!!

 

 

 

 

 

 

27 يناير، 2016 ·

ربما يبدو للوهلة الأولى سؤالاً ساذجاً؛ أن نسأل: من منا هو الكوردي والآخر ليس كوردياً، طبعاً الطرح ليس من باب العنصرية البغيضة، لكن لنحدد مواقفنا ومواقف الآخرين وما هي المواقف التي تدخل في خدمة القضية الكوردية .. وقد جاءت فكرة البوست أساساً من بوست الصديق والأستاذ كمال سيدو وهو يسأل؛ “من يحدد متى يكون الكردي كرديا؟” حيث يضيف كذلك وعلى لسان الطاغية صدام حسين وهو يقول: “ليس لنا مشكلة مع الشعب الكردي العزيز. مشكلتنا فقط مع عملاء إيران جلال طالباني و مسعود بارزاني… جلال طالباني و مسعود بارزاني لا يمثلان الشعب الكردي العزيز…” وكذلك يقول السلطان العثماني الجديد؛ رجب طيب اردوغان هو الآخر يقول: (“الكرد أخوة لنا و نحن ندافع عنهم… “حزب الاتحاد الديمقراطي” ليس له علاقة مع الكرد و هم ليسوا أكرادا، بل عملاء لنظام الأسد..)”.

 

إننا نجد هنا بأن أكثر دولتين تستعبدان وتستعمران كوردستان وعلى لسان طاغيتيهما تقولان: بان “مشكلتهم ليس مع الأكراد”، بل وكما يفهم من السياق مع حوامل وروافع المشروع الكوردي في كل جزء من جزأي كوردستان؛ حيث الحركة الكوردية في الإقليم الجنوبي من كوردستان (العراق) كانت وما زالت تعرف مع نشاط ونضال الحزبين الرئيسيين؛ الإتحاد الوطني والديمقراطي الكوردستاني .. وأما في الجزء الشمالي من كوردستان (تركيا) فإننا جميعاً نعلم بأن العمال الكوردستاني هي المنظومة الرافعة والحاملة للقضية الكوردية هناك مع كل فروعها السياسية والعسكرية وإن عداء (السلطان أردوغان) لحزب الاتحاد الديمقراطي كونه يراه تابعاً للعمال الكوردستاني ومن الجهة الأخرى، هو يدرك بأن هذا الحزب وقواته العسكرية “وحدات حماية الشعب” هي القوة الكوردية القادرة على تغيير موازين القوى على الأرض في افقليم الغربي من كوردستان (سوريا) .. وهكذا فإن هؤلاء الطغاة كانوا يدركون تماماً؛ بأن تقويض وتحطيم الحركة الكوردية في ذاك الجزء الكوردستاني المستعمر من قبل الدولة التي يحكمها فذاك يعني على القضية الكوردية السلام بل القضاء بينما معاداة الشعب الكوردي مباشرةً فسوف تجعل المياه تصب في طاحونة القضية والحركة الكوردية.

 

لكن تلك كانت وما زالت هي السياسة التي مارسها المستعمرون معنا وهي تندرج في إطار سياسات الدول الغاصبة لكوردستان لضرب الحركة الكوردية ونحن نتفهمها من منطلق مصالح تلك الدول الإستعمارية، لكن أن تأتي (أحزابنا الكوردية) وللأسف وبعد كل هذه التجارب الفاشلة والمريرة ونتيجةً للأحقاد والخلافات الحزبية أن يقعوا فريسة هذه السياسات الكمالية الصدامية الأردوغانية ويروجون لها وذلك فقط من أجل ضرب الطرف السياسي الكوردي الآخر وينسى، أو بالأحرى يتناسى، إنه يضرب القضية الكوردية؛ حيث ضرب حوامل المشروع يعني نسف المشروع أساساً وكلنا نعلم بأن الأحزاب الكوردية عموماً هي روافع وحوامل القضية الكوردية فتلك بحاجة إلى طرح سؤالنا السابق؛ من هو الكوردي؟!!.

 

94

أمريكا والغرب

تدعم الكورد سياسياً أيضاً!!

 

هناك الكثير من الإخوة ما زال خائفاً من العودة إلى المربع الأول وضياع كل ما تحقق بفضل تضحيات أبناء شعبنا في روج آفاي كوردستان، بل إننا نقرأ بشكل شبه يومي على صفحات التواصل الإجتماعي السؤال التالي؛ “لماذا تدعمنا قوى التحالف الدولي وامريكا بشكل خاص بالسلاح في محاربة داعش بينما تتقاعس في دعمنا سياسيا وثقافيا واقتصاديا في الوقت الذي نحن بحاجة اليه بقدر حاجتنا الى محاربة الارهاب ان لم يزيد ؟؟؟”.

السؤال السابق طرحه أحد الأصدقاء على صفحته وأعتقد إنه يعبر عن تساؤل الكثيرين -إن لم نقل الجميع بخصوص الموضوع- وإنني أقول لكل أولئك الإخوة والأصدقاء؛ إن أمريكا والغرب لم تكن لتقدم الدعم العسكري للقوات الكوردية، لو لم تكن مقتنعة تماماً أن تقدم الدعم والتأييد السياسي لهم ولمشروع سياسي شرق أوسطي يكون فيه الكورد شركاء حقيقيين وللتأكيد على القضية فقط نأمل أن يراجع أولئك الأصدقاء مراحل تشكل الكيانات السياسية العربية إبان فترة الخلاص من الحكم العثماني.

لكن ما يؤجل الإعلان عن ذاك الدعم السياسي الدولي للغرب عموماً، وأمريكا على وجه الخصوص، هي جملة عوامل وعلى رأسها تعقيد القضية الكوردية ووجودها في جغرافية خاضعة لعدد من الدول التي تربط بينها وبين الدول الأوربية وأمريكا مصالح إستراتيجية وبالتالي فأي إعلان وخطوة غير محسوبة قد تكون العواقب كارثية عليهم وعلى الكورد أنفسهم، وذلك على الرغم من تفهمهم للمسألة الكوردية وبأن الكورد سيكونوا أفضل الشركاء في المرحلة القادمة ولعوامل عدة تطول شرحها هنا ومن خلال بوست أو مقالة.

وبالتالي فإننا نعيد ونقول؛ لولا قناعة الغرب وأمريكا بأن يجب دعم الكورد سياسياً، لما رأينا الدعم العسكري أيضاً وكل من يقول بأن الأمريكان يستخدم الكورد ك”ورقة .. ثم سيرميهم في تنكة الزبالة” عليه أن يراجع تاريخه وتاريخ إماراته ومشايخه ودوله، بل أن يراجع تاريخ العلاقات الدولية وأمريكا تحديداً مع حلفائه حيث قديماً؛ لولا الدعم الغربي والأمريكي لم تحررت البلدان العربية من الاستعمار والاحتلال العثماني التركي وحديثاً؛ لولا ذاك الدعم لم تحررت شعوب أوربا الشرقية من الاحتلال السوفيتي الروسي.

قد يقول قائل بأن؛ خروج تلك الشعوب هي مثل “الخارج من تحت الدلف لتحت المزراب” وذلك في إشارة إلى وقوعهم تحت رحمة الشركات المتعددة الجنسيات لتلك الدول في إستغلال الثروات الوطنية للمنطقة وشعوبها وهنا نقول لأولئك السادة؛ بأن الآخرين كانوا يفعلون الشيء نفسه مع ممارسة كل أنواع الاستعباد والإذلال بحقنا وبحق هويتنا الحضارية.. وبالتالي فإن سرقة الثروة الوطنية كانت تتم مع الإذلال والعبودية، لكن مع الواقع الجديد قد نصبح شركاء ولو شريكاً ضعيفاً مع تحقيق الهوية الحضارية وبعض الكرامة الوطنية.

وأخيراً أقول لكل الذين يتساءلون؛ لم الغرب وأمريكا لا تدعمنا سياسياً، كما تدعمنا عسكرياً، بأن سؤالكم ليس دقيقاً حيث لو أستمعتم لصراخ القيادات التركية والعربية المتحالفة معها وهم يتهمون الغرب بدعم الكورد ويصل الأمر بالقيادات التركية وعلى رأسها الرئيس التركي وهو يطالب الغرب والأمريكان بالخيار بينهم وبين “الإرهاب”؛ بمعنى بين تركيا والكورد وتحديداً العمال الكوردستاني، لعرفتم بأن الكورد ومشروعهم السياسي مدعوم من الغرب وأمريكا حيث صراخ الأعداء مقياساً حقيقياً لنجاحك سياسياً.

 

95

بوست قوموي

دفاعاً عن مشروع (لا قوموي)!!

 

ربما تحملت الكثير من الكلام المسيء من بعض الإخوة والأصدقاء، بل وصل الأمر بالبعض إلى نعتي وتوصيفي بالكثير من الأمور وبعض الصفات المشينة وبأنني أقف مع تيار سياسي؛ أي حزب العمال الكوردستاني والذي لا يملك أي رؤية ومشروع كوردستاني بحسب قراءتهم طبعاً ناهيكم عن الذين قالوا إنني أتلون بحسب الظروف و”أسوق حسب السوق”، مع أن العارفين والمطلعين على مسيرة العمال الكوردستاني يعرفون جيداً، بأن لا أحد يمكن أن يتنظر المكافآت والإمتيازات منهم حيث وبكل بساطة لا يمنحونها لأحد المهم لنعد لموضوعنا وقضية العمال الكوردستاني وخدمته للقضية وهل يملك مشروعاً سياسياً حتى يخدم القضية الكوردية.

 

إننا ندرك بأن البعض ينطلق من معرفة ودراية بترويج هكذا مسائل وهو يهدف من وراءه لضرب مصداقية الحزب بين أنصاره ومؤيديه وهؤلاء أي المروجين لهكذا قضايا ينقسمون بين بعض الجهات المحسوبة على الحركة الكوردية وهم وللأسف في منافستهم الحزبية والسياسية يلجئون لهكذا إدعاءات بهدف ضرب الحزب وإضعافه ولكن ينسون أو بالأحرى يتناسون بأنهم وفي العمق يضرون بالمصلحة الإستراتيجية الكوردستانية، أما الآخرين “الأعداء” فإنهم يمارسون ذاك النفاق السياسي وهم يرمون من وراءه أحد مقصدين؛ إما أن يعروا العمال الكوردستاني تماماً بحيث يضطر الحزب للدفاع عن مشروعه السياسي وبأنه يحمل بعداً قومياً ويفقد الكثير من الأصوات المؤيدة له وبحيث ينقلب عليه حلفائه من القوميات الأخرى أو يتم إقناع قسم من الكورد بتلك الإدعاءات بحيث يفقد الحزب بعض قوته في الشارع الكوردي.

لكن وبالمقابل هناك الكثير من الأصوات الصادقة والعفوية وعلى الأخص في المستوى الشعبي والتي تقول بأن حزب العمال الكوردستاني لا يحمل أي مشروع سياسي كوردي، بل يصل الأمر بهم إلى ترديد مقولات تتم ضخها من جهات تعمل لترويج هكذا إدعاءات لضرب أحد أهم مشروعين كورديين في الساحة الكوردستانية ونقصد بهما؛ مشروع الديمقراطي الكوردستاني والآخر العمال الكوردستاني ولذلك فإنه من الواجب الوطني والأخلاقي أن نقف وبكل صدق إزاء هكذا إدعاءات تضرب جذور القضية وتضر بالمصالح الإستراتيجية لشعبنا حيث إننا على قناعة تامة بأن كل من المشروعين السابقين لا يقل أهميةً عن بعضهما في خدمة قضايانا الوطنية الكوردستانية.

ولتوضيح الفكرة أكثر فإننا سوف نستعين ببعض الأمثلة من التاريخ القديم والحديث حيث قديماً رأينا المشروع الإسلامي والعروبة وبقناعتي وحسب قراءاتي فإنني أجد بأن الإسلام قد خدم العرب والعروبة أكثر من أي تيار وحزب قومي عربي بما فيها الناصرية بحيث بات ربع سكان العالم عرباً بهذا أو ذاك الشكل، ناهيكم عن الشعوب التي تعرّبت ونسيت جذورها الحقيقية. أما حديثاً فإننا عشنا التجربة السوفيتية الشيوعية والتي حولت بوصلة كل الاشتراكيين واليساريين نحو الكعبة الجديدة؛ موسكو بحيث بات الواحد منا روسياً أكثر من بوشكين وتولستوي وقيصر نفسه وكنا جميعاً نتسابق لكي نثبت للآخرين بأننا نحب روسيا وموسكو ولينين أكثر من بلداننا وآبائنا وكان أسماء أولادنا تحمل بصمات اللغة الروسية دليلاً على الانتماء العقائدي للرفاق.

وهكذا نصل إلى المبتغى والمراد من البوست والمقالة؛ فلو نجح مشروع العمال الكوردستاني وشقه السوري حزب الاتحاد الديمقراطي مع قضية “مشروع الأمة الديمقراطية” والتي تحمل اسماً أممياً عالمياً حداثوياً بحيث يكون للكل فيه نصيبهم ووجودهم وأهدافهم ولكن وفي حقيقة الأمر فإن الحل والربط بيد أصحاب المشروع من قيادات الحزب والتيار السياسي للعمال الكوردستاني وفي خدمة الكورد أكثر من الجميع، كما كان كل من الإسلام قديماً والشيوعية حديثاً وبالتالي يكون الكورد هم أكثر المستفيدين قوموياً من هذا المشروع (اللاقوموي).. ربما يقول البعض؛ إن الشعوب والأمم لم تعد بتلك السذاجة لكي نضحك عليه بكل بساطة، لكن أقول: بأن من يبقى مقتنعاً بحكايات خرافية غيبية عمرها آلاف السنين سيتم خداعه بحكايات جديدة أكثر غرابةً من حكاية “الأمة الشيوعية” أو “الإسلامية” وأخيراً “الديمقراطية”.

96

وكلمة أخيرة سنقولها والتي قد تجلب امتعاض واستغراب الكثيرين، لكن من الضروري أن تقال كي تصل الرسالة بكل وضوح، ألا وهي؛ إن مشروع الدولة الأيوبية كانت إحدى أهم المشاريع السياسية والتي كانت ستحقق للكورد مجداً هو اليوم للأتراك حيث لو قيض لتلك التجربة النجاح ولو لم تستعجل المنون برحيل مؤسسها “صلاح الدين الأيوبي” وكذلك لو جاء رجال دولة أيوبية في حنكة وقوة مؤسسها لعرف التاريخ دولة وإمبراطورية كوردية أيوبية بدل الدولة والإمبراطورية العثمانية التركية. وبالتالي كان الكورد هم اليوم أصحاب دولة لها تاريخ عريق في المنطقة بدل تركيا ولكان الكورد وقادتهم أسياد المنطقة بدل السلاطين العثمانيين ولهم من الأراضي الشاسعة ليس فقط بمساحة كوردستان، بل وأجزاء من بلدان الشعوب المجاورة كالعرب.. لكن وللأسف وأدت تلك التجربة التاريخية للكورد وها هم يعيدون الكرة مع تجربة جديدة، فهل ستكتب لها النجاح ويؤسسون بداية مرحلة جديدة لشعبنا، الجواب تكمن في صفحات المستقبل وتضحيات شعبنا على درب الحرية والاستقلال.

 

http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=541528

 

http://m.ahewar.org/index.asp?i=1375

 

97

بيان وتوضيح

بخصوص موقفي من “الإدارة الذاتية”.

 
الحوار المتمدن-العدد: 5192 – 2016 / 6 / 13 – 20:03 

المحور: الثورات والانتفاضات الجماهيرية 

هناك بعض الإخوة الذين يلمحون أو يصرحون من خلال تعليقاتهم على بوستاتي ومقالاتي؛ بأنني “منحاز لمشروع حزب الاتحاد الديمقراطي في روج آفاي كوردستان” الإقليم الكوردستاني الملحق بالدولة السورية وتوضيحاً للمسألة وحتى لا نعود بين الحين والآخر لهذه الإسطوانة ومحاولة البعض وللأسف النيل من مصداقية الأفكار والمواضيع التي أتناولها وأطرحها من خلال كتاباتي.. فإنني أقول لهؤلاء الإخوة والأصدقاء وبكل شفافية ووضوح؛ نعم إنني منحاز لمشروعهم السياسي وذلك على الرغم من ملاحظاتي العديدة لنهج وفكر الحزب وسلوكياته التي هي شبيهة بسلوكيات ومناهج الأحزاب الشمولية في المنطقة، لكن ومن خلال قراءة الواقع السوري فإننا نلاحظ بأن هناك ثلاث أو أربع مشاريع سياسية مطروحة في سوريا وهي:

  1. مشروع النظام بفكره العروبي البعثي الفاسد والدولة الديكتاتورية المستبدة، مطعماً ببعض البهارات الطائفية والذي يتنكر _أي مشروع النظام_ لأبسط الحقوق الوطنية الديمقراطية للمواطن السوري، ناهيكم عن الإعتراف بالحقوق القومية لشعبنا الكوردي.
  2. مشروع المعارضة السورية بطابعها الإخواني السني (السعودي التركي القطري) و محاولة التأسيس لدولة (إمارة) إسلامية وذلك على غرار الدول الإسلامية في المنطقة والتي هي ليست بأفضل من الدولة القومية حيث القمع والاستبداد والتخلف، بل والعيش في ظل قوانين رجعية راديكالية وغياب أي حل وأفق للقضية الكوردية في مشروعهم السياسي.
  3. مشروع الدولة الإسلامية “داعش” والتي تريد العودة بالمجتمعات والتاريخ إلى زمن (النبوة والرسالة) وبالتالي الخروج من التاريخ والمعاصرة والحياة والحضارة الإنسانية، ناهيكم عن غياب الحريات والديمقراطية وحقوق الإنسان حيث في عرفها هي “بدعة وضلال” ومن يروج لها فهو زنديق كافر يحق نحره على يد هؤلاء العتاة المتوحشين.
  4. وأخيراً يبقى لنا مشروع “الإدارة الذاتية” _سابقاً_ والفيدرالية الديمقراطية والمطروحة حالياً من قبل حركة المجتمع الديمقراطي والتي تطالب بأخوة الشعوب وحل المسائل والقضايا العالقة ومنها قضية شعبنا الكوردي وفق مفهوم الدولة الفيدرالية الديمقراطية وذلك رغم علمنا _وكما أسلفنا سابقاً، بل وإعتراف القائمين على التجربة نفسها_ بالكثير من الأخطاء والنواقص.

98

لكن يبقى السؤال والخيار؛ أليس مشروع الدولة الفيدرالية والذي يطرحه ويقوم على تنفيذه حزب الاتحاد الديمقراطي مع مكونات المنطقة من عرب وتركمان وآشوريين وسريان وذلك ضمن حركة المجتمع الديمقراطي هي أفضل الحلول والمشاريع والخيارات المتاحة أمام الإنسان الكوردي والسوري عموماً، ربما يقول قائل هنا ويتساءل؛ ولما علينا أن نختار بين هذه المشاريع الأربعة ولا نختار مشروعاً وطنياً سورياً ديمقراطياً علمانياً أو ربما كوردياً كوردستانياً مستقلاً تماماً عن مشروع الدولة السورية ومشاكلها وهمومها الطائفية والقومية.

إنني أقول لكل هؤلاء وأولئك؛ “إيدي بزناركم”، هاتوا مشروعكم واقعاً على الأرض وسأكون من أول المدافعين عنها كوننا لا يمكننا أن نتبنى مشروعاً نظرياً فكرياً وبدون مقومات وجودية على الأرض حيث بالأخير السياسة وفي جزء منها، بل في الجزء الأساسي منها هو إدارة الإمكانيات والأجندات والمشاريع على الأرض الصلبة وليس من خلال صفحات التواصل الإجتماعية الفيسبوكية، كون الدول والشعوب تعيش عالماً واقعياً لا فيسبوكياً إفتراضياً.. والآن هل عرفتم؛ لما أؤيد مشروع الإدارة الذاتية أيها السادة الأفاضل؟!

 

99

تركمان سوريا

في بازرات تركيا!!

 

يصرح “أحمد عثمان” أحد قادة كتيبة “السلطان مراد” التركمانية لقناة رووداو، بعد سيطرت فصائل من الكتائب الإسلاموية الإخوانية بدعم من الجيش التركي على جنوب وغربي جرابلس وبعض القرى الأخرى، والتي كانت سابقاً تحت سسيطرة قوات سوريا الديمقراطية، بما يلي؛ “نحن لا نعادي إخوتنا الكورد، ومنذ مئات السنين نعيش على هذه الأرض كإخوة”. ويضيف كذلك بأنهم “يحاربون حزب العمال الكوردستاني والقوات المرتبطة به، وأنهم قبل بدء العملية طلبوا منهم الانسحاب إلى شرقي الفرات”.

إننا سوف نأخذ كلامه بالمصداقية رغم معرفتنا السابقة بنفاقهم وحقدهم على شعبنا لكن فقط نود توجيه السؤال التالي له؛ هل أنتم بذلك ستكونون في خلاف مع سلطانكم العثماني الأزعر وهو يصرح بكل صفاقة ووقاحة؛ بأن دخولكم مع قوات الإحتلال التركي لبلدة جرابلس ومحاولة التمدد للبلدات الأخرى الواقعة بين كوباني وعفرين، هي لمنع قيام كيان سياسي كوردي.. ويالتالي فكيف لا تكونوا معادين للكورد وأنتم لستم إلا أدوات رخيصة بيد الدولة التركية تستخدمكم لأن تفرض بعض من شروطها في معادلات المنطقة ومن ثم ترميكم عندما تنتفي الحاجة إليكم كما فعلت مع تركمان العراق.

وهكذا فهي واحدة من إثنتين؛ إما المدعو “أحمد عثمان” ينافق ويكذب على نفسه وليس على الكورد كونه أصغر من أن يكذب على شعبنا أو أن سلطانه الأحمق “أردوغان” يكذب عليهم .. وفي حقيقة الأمر؛ فإن الإثنين يكذبان حيث ندرك؛ بأن هؤلاء المرتزقة من المجاميع التكفيرية السلفية أو العنصرية، هم ضد أي مشروع سياسي يحقق فيه الكورد بعض من مكاسبهم وحقوقهم الوطنية، كما كلنا يعلم بأن الدولة التركية وبمنظومتيها؛ الإسلاموية والمتمثلة بحزب العدالة والتنمية وطاغيتها “أردوغان” أو تلك التي تحمل إرث الديكتاتور القومجي الطوراني “أتاتورك” والتي تتمثل اليوم عبر حزبي الشعب والأمة التركية هم جميعاً ضد أي مشروع وطموح كوردي وكوردستاني.

أما قضية؛ إنهم (ليسوا ضد الكورد، بل ضد حزب العمال الكوردستاني) فتلك إسطوانة قديمة مشروخة رددها كل النظم المستبدة الغاصبة والمحتلة لأجزاء من كوردستان حيث النظام العراقي البائد وديكتاتورها “صدام حسين” كان يردد بأنه (لا يعادي الشعب الكوردي، بل البارزاني والطالباني) وكذلك فعلها كل من النظام الشاهنشاهي والخميني في إيران وأدعوا كذباً ونفاقاً؛ بأهم (ليسوا ضد إخوتهم الكورد، بل ضد الديمقراطي الكوردستاني) والراحل الدكتور “عبدالرحمن قاسملو” الذي قتل غدراً على يد مخابراتهم في العاصمة النمساوية.

وها نحن اليوم نسمع نفس المقولة والإسطوانة منكم ومن سلطانكم المزعوم، لكن هيهات أن تمر هذه الأكاذيب على شعبنا حيث بات يدرك حقيقة الوقائع السياسية بعمق ودراية مما يجعله متأكداً؛ بأن منظومة العمال الكوردستاني تمثل الحقيقة الكوردية ومشروعهم السياسي على الأقل في الإقليمين الشمالي (تركيا) والغربي (سوريا) من كوردستان وبالتالي؛ فإن إدعاءاتكم ونفاقكم الإعلامي لن تنطلي إلا على بعض المرتزقة من أبناء هذا الشعب الذي يعاني من الخيانات الداخلية أكثر من أن يعاني من غدر الحلفاء والأصدقاء..

لكن وبنفس الوقت، فإن شعبنا بات يدرك أيضاً؛ بأن زمن الإنكسارات الكوردية قد ولت مع إمتلاك الإرادة الحرة والتواقة إلى الحرية والعيش بكرامة إسوةً بكل شعوب المنطقة ولذلك نقول لك ولكل الحاقدين والعنصريين: بأن الزمن الكوردي يكتب بتضحيات أبناء وبنات هذا الشعب التواق للحرية وقد بات تحقيق الحلم قريباً جداً رغم كل العقبات الإقليمية والدولية.

http://www.m.ahewar.org/s.asp?aid=529555&r=0&cid=0&u=&i=0&q=

 

100

تركيا ..

لن تنجح في عزل المناطق الكوردية.

 

تركيا كانت وما زالت تعمل على إفشال المشروع الكوردي في روج آفاي كوردستان (الشمال السوري)؛ حيث نعلم جميعاً بأنها طالبت دائماً بجعل تلك المنطقة الواقعة بين مقاطعتي كوباني وعفرين، منطقة حماية أو “المنطقة الآمنة” وأن تكون تحت الحماية التركية وبالتالي مقراً ومستقراً لتلك القوى والمجاميع الإسلامية الراديكالية من “جبهة النصرة وأحرار الشام أو لواء السلطان مراد التركماني” والتي هي بالأخير قوى تأتمر بأوامر تركية سعودية.

 

بل إنها طالبت مؤخراً بإنشاء مدينة في “تلك المنطقة العازلة”، ترحل إليها اللاجئين السوريين في تركيا مع أن الغاية الأساسية هي وكما قلنا سابقاً ضرب الطموح الكوردي وعدم ربط المقاطعات الكوردية لإفشال المشروع السياسي لهم في إعلان فيدرالية روج آفا أو “الشمال السوري”.

 

لكن دائماً كان المشروع التركي يصطدم أولاً بالإرادة الكوردية وكذلك بالقرار الدولي وعلى الأخص الدولتين الراعيتين لمجمل العملية السياسية والعسكرية في المنطقة وسوريا، ونقصد بهما؛ كل من روسيا والأمريكان؛ حيث رفضتا ذاك المشروع التركي، كونهما يدركان تماماً الغايات الحقيقية للدولة التركية وإن أي موافقة على مشروعها يعني نجاح المشروع الإسلامي الإخواني في سوريا وبالتالي المزيد من التطرف والإرهاب في المنطقة، بل والمزيد من تدفق الإرهابيين إلى القارة الأوربية من خلال ذاك المنفذ الحدودي ولذلك فإن المشروع التركي كان يرفض دائماً.

 

واليوم عندما تستعجل تركيا بدفع بعض تلك المجاميع الإسلامية والتركمانية للإستيلاء على المزيد من المناطق فهي تريد أن تجعل مشروعها واقعاً رغم إدراكها بأنها ستبوأ بالفشل كما كل مرة حيث وبالنظر للتوزع العسكري لكل من قوى “داعش” و تلك القوى المدعومة من تركيا وأخيراً قوات سوريا الديمقراطية وتمددها نحو مدينة منبج مع قصف كثيف من قبل قوات التحالف الدولي على فلول “داعش”، فإننا نلاحظ بأن مدينة إعزاز والمجاميع العسكرية المدعومة تركياً في تلك المنطقة باتت محصورة من قوات سوريا الديمقراطية حيث هناك فكي الكماشة التي ستنطبق على تلك القوات من جهتي “تل رفعت ومنبج” التي باتت الطريق مفتوح للوصول إليها وبالتالي قطع المنفذ الحدودي بين سوريا وتركيا.

 

وأخيراً يمكننا القول؛ بأن إرادة الشعوب هي الأقوى حيث الكورد باتوا اليوم أصحاب إرادة حقيقية في روج آفاي كوردستان ومشروعهم هو مشروع ديمقراطي فيدرالي، يلقى قبولاً أكثر من القوى الدولية حيث رأينا مؤخراً تصريح “روبرت فورد” الأخير بخصوص الحكم الذاتي للكورد في سوريا وذلك مقابل المشاريع التركية الإخوانية ولذلك نرى بأن لا مستقبل لمشروع “المنطقة العازلة”، بل سوريا ستمضي نحو الدولة الفيدرالية الديمقراطية العلمانية المدنية وإلا فإنه المزيد من الصراعات والحروب الأهلية.

 

ريف حلب: الفصائل المعارضة تتقدم جنوب الراعي …والآراء تتعدد عن السبب

 

101

ثنائيات متصارعة أم متوالدة

الإسلام/ المسيحية.. العمال والديمقراطي الكوردستاني.

 

ربما تكون الإجابة على السؤال السابق؛ “العنوان” ليست بتلك السهولة التي طرح به عنوان المقالة حيث وللإجابة عليه، علينا أن نقوم بقراءة كل من التاريخ القديم والحديث حيث ولادة الإسلام من رحم الأديان والعقائد التي سبقتها وأخذت عنها الكثير ومن ثم لتقدم رؤيتها وقراءتها الخاصة مازجاً بين ما أخذت عن سابقاتها من الأديان مع الخصوصية الثقافية للجزيرة العربية ولتكون بداية الصراع بين المولود الجديد وما هو سابق عليه تاريخياً من أديان ومعتقدات خرج هو من رحمها .. وهكذا الأمر مع التاريخ الحديث والثنائية الأخرى – الكوردية؛ أي بين العمال الكوردستاني والديمقراطي الكوردستاني- حيث خرج الأول من رحم الأفكار القومية ولكن بصبغة يسارية ماركسية مثل الكثير من التيارات التي عرفناها مع بداية السبعينيات من القرن الماضي ومتأثراً بالتجربة العالمية في الدول الإشتراكية.

وهكذا فإن تجربة العمال الكوردستاني كانت إضافة وولادة جديدة في الحالة الكوردية القومية، لكن حاملاً لخصوصيات المرحلة التاريخية حيث روح الشباب والثورية الماركسية -مؤسسوا الحزب كانوا طلبة الجامعات التركية والمتأثرين بكل من الأفكار والمشاعر القومية واليسارية الراديكالية معاً- وهكذا جاءت البرامج السياسية للتيار الجديد مازجاً بين كل من التجربتين والمدرستين، لكن مع الخبرة والتجربة الميدانية أدركت قيادات هذا التيار بأنهم إن حافظوا وبأمانة على رموز التيارات الأخرى، فلن يخرجوا من تحت عباءتهم ولن يكونوا أكثر من مقلدين لهم وتجربة الأحزاب الأخرى خير دليل فلم تصبح أكثر من مقلدين للتجربة البارتوية -إن صح التعبير- وبالتالي كان لا بد من رموز خاصة بهم -وفق قراءتهم- حيث كان استبدال مرادفة البيشمركة بالكريلا والعلم بعلم آخر وغيرها من الرموز الوطنية.

وبالمناسبة فإنني لم ولن أقول؛ بأن الخلف كان أفضل من السلف، إن كانت في الحالة الدينية وبالتالي تفضيل الإسلام على المسيحية أو في الحالة السياسية والحزبية الكوردية والمقارنة بين كل من الديمقراطي والعمال الكوردستاني، بل كل ما قلت وأقول: بأن الخلف -أي الإسلام- لو لم يغير من الرموز الدينية القديمة والسابقة عليها والتي عرفت بها المسيحية -كالصليب ودق الناقوس بالهلال والآذان- لم عرف التاريخ ديناً جديداً بأسم الإسلام .. وهذا ما يفعله حزب العمال الكوردستاني؛ أي تغيير الرموز التاريخية والتي تحدد الملامح السياسية للبارتي برموز وملامح سياسية خاصة تحدد به شخصيته الإعتبارية وللعلم هذه الأخيرة أيضاً ليست مقارنة بين التجربتين الدينية والقومية حيث لكل تجربة ومرحلة خصوصياتها وشروطها الذاتية والموضوعية.

وهكذا فإننا نؤكد؛ بأن القول السابق لا يعني إن هناك تفضيلاً أو مقارنة إن كان بين التفكير الديني والقومي وبالتالي تشبيه الكورد بالمشركين أو المسلمين، كما ذهب البعض بتفكيرهم، وكذلك فهي ليست مقارنة بين من هو الأصح؛ إن كان في الحالة الدينية أو الكوردية، بل هي قراءة للتاريخ ورؤية وتحليل للواقع حيث لو بقي الإسلام وأبقى على الشعائر الدينية القديمة إن كانت للأديان الوثنية -تحطيم تماثيل الكعبة- أو المسيحية والتوراتية حيث نعلم بإن الإسلام أخذ الكثير من تلك الديانات وشعائرها ورموزها وقد أبقى على البعض منها وغير وبدل في البعض الآخر، مثل تغيير القبلة من القدس لمكة مثالاً وليس حصراً، فهل كما عرفنا الدين الإسلامي وهل عرف التاريخ دولة عظيمة كالدولة الإسلامية ولذلك فإننا عندما نقول؛ بأن منظومة العمال الكوردستاني عندما تغير من تلك الرموز فهي تريد أن تؤسس منظومتها السياسية الخاصة.

 

102

وأخيراً فإننا نود التأكيد على قضية جد مهمة وهي التالية؛ فكما أن كل من الإسلام والمسيحية هما (دينان سماويان) بحسب المؤسسين والأتباع، فإننا يمكننا القول: بأن كل من المنظومتين السياسيتين -البارتي والعمالي- هما مدرستين كوردستانيتين في الحركة الوطنية الكوردستانية وهكذا وكما عرف التاريخ ولادة الإسلام عن سابقاتها من الأديان ودخولها معهم في صراع مرير على الوجود والنفوذ، فإن تجربة العمال الكوردستاني هي الأخرى ولدت من رحم القديم للحركة الكوردية القومية وهي ستدخل في المزيد من الصراعات معها في سبيل الوجود والنفوذ في ساحات كوردستان.

 

http://m.ahewar.org/s.asp?aid=537015&r=0&cid=0&u&i=1375&q

 

103

روج آفاي كوردستان

.. وقضية الحماية الدولية؟!

 

الحوار المتمدن-العدد: 5342 – 2016 / 11 / 13 – 18:40 

المحور: القضية الكردية 

إننا نسمع كثيراً مقولة يرددها البعض على أسماعنا؛ بأن القائمين على الإدارة الذاتية وقوات الحماية الشعبية “يضحون بأبنائنا في سبيل مشاريع الآخرين وبأنهم جنود تحت الطلب وإن التحالف الدولي تستخدمهم عسكرياً دون أن تكون هناك سياسية لهم ولمشروعهم السياسي”. إننا لن نقول بأن الحديث السابق يندرج تحت بند العداء والكيد الحزبي فقط، بل يفتقد كذلك لأي رؤية وقراءة عقلانية؛ كوّن الغرب والأمريكان يدركون بأن خير من يقدر أن يكون حليفاً إقليمياً لمشاريعهم السياسية والإقتصادية في المنطقة هم الكورد حيث ورغم أهمية الآخرين؛ مكونات مجتمعية ودوّل إقليمية، إلا إن الغرب يدرك بأن لهم -أي العرب والترك والفرس- لهم مشاريعهم الطائفية المذهبية وذلك بعد إطلاق ذاك المارد من قمقمه التاريخي.

وبالتالي فإن أفضل المرشحين ليكون البديل عن تلك القوى السياسية القديمة وكجزء من مشروع الشرق الأوسط الجديد هم الكورد وذلك إلى جانب الحليف الإستراتيجي لهم في المنطقة -ونقصد الدولة الإسرائيلية- أما بخصوص إشكالية؛ أن الأمريكان والغرب لا يوفرون الحماية الدولية للكورد ومشروعهم السياسي في المنطقة فيمكننا التأكيد، بأن لولا توفر تلك الحماية لمشروع الإدارة الذاتية ووحدات حماية الشعب، هل كانت وفرت تركيا وقبل النظام السوري الفرصة لكي تقضي على أي بادرة ومشروع ترى فيها بداية التأسيس لكيان كوردي جديد على غرار إقليم كوردستان، ناهيكم عن هجوم “داعش” أو دفع مرتزقتها للهجوم على المناطق الكوردية.

وأخيراً وبخصوص المعارك والتضحية بالأبناء ورغم إنني شخصياً ضد قضية التضحية بالإنسان في سبيل أي قضية سياسية أو مذهبية دينية أو تحت أي ذريعة وحجة كانت، إلا وللأسف فإن واقع الحرب والأحداث الداخلية فرضت شروط الدفاع الذاتي وحتى تلك الحروب والمعارك التي يشارك بها المورد في بعض المناطق التي تعتبر غير كوردية؛ كوّن الحماية أحياناً تتطلب حروب استباقية لإبعاد خطر العدو وكذلك فإن قضية التحالف مع الآخرين تفرض عليك تقديم بعض الواجبات لتنال بعض الحقوق والإمتيازات حيث لا يعقل أن يُؤْمِن الغرب والأمريكان الحماية الدولية لك وذلك من دون أن تقدم لهم أي خدمات عسكرية ولوجستية على الأرض.

104

وإعتباراً مما تقدم يمكننا القول؛ بأن روج آفاي كوردستان ستكون جزء من الخارطة السياسية الجديدة لسوريا والمنطقة، إننا لا نقول دولة مستقلة لكن وبكل تأكيد فهي لن تعود إلى سابق عهدها كجزء من دولة “سوريا

العربية”، بل ربما سوريا الدولة التوافقية التشاركية .. وإلا فإن التقسيم والتفتيت وربما الحروب لآجال أخرى تكون هي “الحلول البديلة”.

 

105

(سيدي)

..الإستبداد ليس واحداً!!

 

كتبت من قبل وقلت بما معناه؛ بأن الإستبداد ليس واحداً، كما الكفر ليس واحداً حيث وكما لدى الرب والإله درجات للكفر، فإن للإستبداد درجات .. لكن بعض الأصدقاء هاجموني وكفروني وقالوا: أنت تريد أن تسوق لحزب الإتحاد الديمقراطي والإدارة الذاتية، مع العلم الأغلبية من الأصدقاء والمتابعين يعلمون إنني أقرب إلى البارزانية منها إلى الأوجلانية، وهي ليست شهادة أطلبها من البارزانيين، بل إنه جزء من وعي الثقافي والإجتماعي حيث وعيت على الدنيا والسياسة وعائلتي عموماً تحمل فكراً بارزانياً.

 

كما أن تكويني الفكري والثقافي أقرب إلى المشروع القومي منه إلى “الديمقراطي”؛ ليس كرهاً بالديمقراطية، بل كون الشروط الموضوعية والثقافية والمجتمعية في مجتمعاتنا لم تنضج بعد لإنجاح التجارب الديمقراطية، حيث ما زالت مجتمعاتنا تعيش مرحلة ما قبل الدولة الوطنية؛ فهي مجتمعات ريفية قبلية تحاول أن تؤسس كياناتها السياسية بروح وفكر وأيديولوجيات إثنية أقوامية، بل وأحياناً مذهبية طائفية وبالتالي فإن نموذج الدولة والمشروع القومي هو الأكثر إنسجاماً مع واقعنا المجتمعي الشرقي.

 

إذاً لنعد مجدداً لموضوعنا؛ وهل الإستبداد واحد .. إنني أعيد وأقول: بأنه ليس واحداً وله درجات؛ حيث إستبداد (الأعداء) والإحتلال الأجنبي يختلف عن إستبداد “الإخوة” وما يعرف بالنظام والدولة الوطنية. بمعنى أكثر قرباً، يمكننا القول: بأن الإحتلال العربي السوري وإستبداد الدولة السورية ليس مثل إستبداد الإدارة الذاتية وأصحاب “مشروع الدولة الديمقراطية” ولكي نقرب الموضوع أكثر لبعض الإخوة، فإنني سوف أقارن بين التجربتين الكورديتين في هذه الجزئية عن الإستبداد قلت راح أعمل مقارنة بهذه الجزئية وليس مقارنة كلية بين التجربتين، كي لا يقفز في وجهنا أحد مدعي البارزانية ويقول: أستاذ أنت تكفر بهذه المقارنة، ومن ثم يؤتينا بمثاله المعروف والذي يقول: “أين الثرى من الثريا”، وبالمناسبة ربما لا يدرك المعنى والمغزى من المثال، لكن الشباب هيك حفظوه ولبسوه كدرع مقاومة المهم راح نعمل مقارنة جزئية في مسألة الإستبداد بين كل من غرب وجنوب كوردستان.

 

يا (سيدي) في طرفي الجغرافية الكوردية أي الغرب والجنوب هناك حزب سياسي يقود العملية السياسية في الإقليم الكوردستاني أو الإدارة الذاتية حيث في إقليم كوردستان (العراق) هناك الحزب الديمقراطي الكوردستاني؛ هو النجم والقطب السياسي الذي يجعل الأطراف الأخرى “في فلكه يسبحون”، كما الإتحاد الديمقراطي في غربي كوردستان .. وإن قال صديق؛ بأن هذه المقارنة فاسدة وأن هناك في الجنوب برلمان كوردستاني منتخب وكذلك أحزاب تشارك السلطة والحكومة وكذلك لديه شريك سياسي، ألا وهو حزب الإتحاد الوطني الكوردستاني، فأعتقد بأن الإخوة في الإدارة الذاتية سيقولون بدورهم: بأن لنا أيضاً مجلسنا وهيئاتنا وشركائنا السياسيين في الإدارة الذاتية الديمقراطية ونظام الكانتونات.

 

وكذلك فإن تحجج البعض بمسألة الإستبداد والعنف وحجز الحريات على المعارضين وعلى الأخص من رفاق ومؤيدي المجلس الوطني الكردي، فإن الطرف الآخر وبسهولة يمكنه الرد والإجابة؛ بأن الديمقراطي الكوردستاني هو الآخر وفي أول خلاف حقيقي مع حزب التغيير “كوران” قام بخلع رئيس البرلمان “المنتخب” وقلع الوزراء والنواب مع حفظ الإحترام الشخصي لهم التابعين لذاك الحزب ومنعهم من دخول أربيل.
106

وأخيراً؛ فإن تحجج البارزانيين وقالوا بأن كوران هو (عميل وتابع مرتزق) لإيران، فإن الطرف الآخر وبكل يسر يمكن أن يقدم تعليلاً مشابهاً ويقول: وأنتم (عملاء مرتزقة) لدى أردوغان .. فهل عرفتم الآن؛ بأن الإستبداد ليس واحداً (سيدي)، لكن ربما يكون ظلم الأقربين أشد إيلاماً من ظلم الآخرين وقد قال العارفين بالقضية؛ أن “ظلـم ذوي القربـى أشــدُّ مضـاضـة على المرء من وقع الحسام المهند”، لكن رغم ذلك نعود ونقول: بأن الإستبداد ليس واحداً، وإننا لا نكرر المقولة على مبدأ “صاحبة المقص”، بل من مبدأ القبول بإستبدادنا وطني كمرحلة تأسيس الشخصية الكوردية ومن ثم المطالبة بثورات إجتماعية والقول: بأن الإستبداد واحد واحد .. إن كان كوردياً أم رومياً أعجمياً عربياً.

 

107

الحقد الأسود.. واللاكوردايتي.

حقدهم الأسود قد أعماهم عن رؤية الواقع.

 

 

 

 

 

 

15 أغسطس، 2014 · لوسرن‏ ·

هناك بعض الناس قد أعماهم حقدهم الأعمى أو الأسود بحيث باتوا لا يشعرون بإنتمائهم القومي وحتى الأخلاقي لمجتمعاتهم ومن هؤلاء أحد دعاة الثوروية والمراهقة السياسية حيث علق على بوستي المعنون بـ”الإعلام الكوردي.. والمهنية”. بأنني لا أسمي الأشياء بأسمائها ولا أخوّن (شبيحة النظام من الأبوجية) حسب الثوروي آخر طراز وموديل وعندما واجهناه بزيارة الرئيس مسعود بارزاني لقيادة القوات الكوردية في مخمور.. فكان رده؛ بأن الرئيس بارزاني يزور تلك القوات المنشقة من حزب العمال الكوردستاني وهم يحاربون إلى جنب البيشمه ركة وتحت قيادة “عثمان أوجلان” وهم ليسوا من كريلا العمال الكوردستاني.. وهنا ننوه ونقول بأن المعلومة ليست فقط مغلوطة، بل هي حاقدة وكذب مجاني وإن حقده قد أعماه تماماً.. وللعلم فإن السيد عثمان أوجلان لا يملك حراسة شخصية وليس كريلا وهذه معلومة نعرفها شخصياً وعن قرب؛ كوني كنت ولمدة شهر في كويسنجق المدينة التي يعيش بها السيد أوجلان. وعندما تأكد هذا الثوروي الساذج من إفلاسه فقد لجأ إلى أرخص الأساليب لكي يردعنا وذلك عندما قال: (كم قبيضت يا سيد بير روستم من الابوجية ومن اوصلك الى اوربا)، بل وعمل مشاركة مع بوستي الأخير قبل هذا والمعنون بـ”الكورد.. وأخلاقيات الحرب” وكتب عنواناً جديداً له وهو؛ (الأقلام المأجورة).

 

وهكذا فقد برهن فعلاً عن لا أخلاقيته وثقافته وأدبه؛ حيث الكل يعلم بأنني لم أؤجر قلمي يوماً لجهة سياسية وإلا كنت بقيت بإقليم كوردستان (العراق) وكذلك ما كنت غادرت بلدتي ومنطقتي وعملي حيث تعرضت للضغوطات من كل تلك الجهات السياسية ناهيكم عن الأمن السوري ولكن الخلاف السياسي على قضايا معينة شيء ومع أي طرف سياسي كان والعداء للكوردايتي والقضية شيء آخر تماماً.. لكن يبدو أن بعض الناس قد أعماهم حقدهم الأسود وبأنهم لا يعرفون من الحياة غير البيع والشراء وبالتالي فإن كلٍ منهم يبيع بضاعته وكونهم لا يملكون من البضائع غير بيع أنفسهم وفي أرخص البازارات وللأسف.. فإن إعتقادهم ذاك يصبح بوصلة ومقياساً يقيسون بها كل الناس وإنني أود أن أعطي هذا الصعلوك معلومة صغيرة كي لا يعيد “فلسفته البائسة” على الصفحة فأقول له: بأن الراتب الوحيد والذي قبضته وما زلت أقبضه وبدون مقابل هو من الحكومة السويسرية مشكوراً وهم الذين أوصلوني إلى بلدهم هذا.. يا صعلوك.

 

تنويه: أعتذر من الأصدقاء والإخوة والزملاء لإستخدامي بعض التعابير الغير لائقة بكم وبالصفحة.. مودتي.

 

 

 

108

 

المجلس الكردي والزهايمر السياسي!!

 

أتحفنا الإخوة في المجلس الوطني الكردي اليوم ببيان (وجداني) من العيار الثقيل من درجة الزهايمر السياسي وذلك بخصوص قضية جثث مرتزقة جيش السنة والتكفيريين الآخرين من جماعات النصرة ولواء سلطان مراد الأردوغاني الطوراني والذي مر بالشارع الرئيسي في عفرين ولاقى تهجيناً من أغلب أبناء شعبنا ونخبها السياسية والثقافية.

 

وقد جاء في البيان العصملي أو العثمنلي للمجلس؛ “لقد هز استعراض العشرات من الجثث على ظهر حاملة دبابات تابعة لقوات الحماية الشعبية في مدينة عفرين الخميس 28 ابريل نيسان الجاري ضمير شعبنا الكردي في كل مكان، كون هذا العمل الاجرامي الارعن الذي يحرض على العداء ضد الكرد ويعرضهم الى تداعيات خطيرة بعيد كل البعد عن ثقافة شعبنا وقيمه الانسانية السمحاء، الذي اشتهر بها رغم تعرضه الى ابشع انواع الظلم وعمليات القتل والتهجير والابادة الجماعية هنا وهناك”.

 

ويضيف البيان؛ “ان عرض الجثث في شوارع المدن المأهولة بالسكان على مرآى ومسمع الناس بهذه الصورة البشعة والشنيعة، رغم انها ليست المرة الاولى في سوريا، فأنها تعتبر جريمة كبرى تتنافى مع ابسط القيم الانسانية، وتهدف الى إرهاب المدنيين من سكان ومقيمي المدينة الى الاستسلام المطلق للسلطة الحاكمة. ومن شأن هذه الجرائم ان تزيد الشرخ بين الكرد والمكونات السورية الاخرى، وضرب التعايش المشترك والسلم الاهلي في المنطقة وبالتالي الى اشعال نار فتنة كردية عربية كما يريد ويخطط لها نظام القتل والاستبداد”.

 

وأخيراً فإن كاتب البيان (يبدع) كما في كل بيانات المجلس ليقول: “ان المجلس الوطني الكردي في سوريا في الوقت الذي يدين فيه هذا العمل البربري والوحشي بأشد العبارات، فأنه يؤكد بأن عرض الجثث في شوارع مدينة عفرين المسالمة والوديعة لهو منظر يتنافى مع قيم الاخلاق وكذلك مع ابسط مبادىء حقوق الانسان وشرائع المنظمات الانسانية والامم المتحدة، كما يؤكد المجلس على براءة الكرد وحراكهم الثوري والسياسي من هذه الاعمال البربرية والاجرامية”.

 

والآن سنقدم عدد من الملاحظات على هذا البيان الزهايمري للمجلس حيث وكبداية نرى ذاك الخطاب الوجداني العاطفي والذي يذكرنا بالرسائل الوجدانية لشعراء الحب العذري وهو يحدثنا عن “إهتزاز الضمير” في واقع حرب طاحنة أخذت بالأخضر واليابس، أما النقطة والقضية الأساس والتي يقولون في بيانهم وشكلت لنا صدمة من نوع “الإهتزازات الضميرية”، هي الإدعاء بأن؛ “هذا العمل الاجرامي الارعن الذي يحرض على العداء ضد الكرد ويعرضهم الى تداعيات خطيرة” وكأن الكورد لم يتعرضوا لتداعيات خطيرة وبقي فقط هذا “العمل الأرعن” سيعرضنا لتلك التداعيات ويحرض الآخرين ضد الكورد..يعني “ما شاء الله على هذه العبقرية السياسية” للذين صاغوا هذا البيان الخرنشعي.

 

فعلاً إنك تستغرب أن تسمع هكذا قراءة غبية من ناس يدعوّن قيادة حركة وطنية وقضية شعب يرنو إلى الحرية والإستقلال وإنني أسأل هؤلاء (السادة)؛ هل يحتاج الطرف الآخر لهكذا (جزئية) مع إنني رفضت العمل تماماً وما زلت وذلك من خلال أكثر من بوست ومقالة لكن أن نقول: بأن هكذا عمل سيحرض الآخرين “العرب” ضد الكورد ويعرضنا “لتداعيات خطيرة”، فأعتقد إنه أغبى قراءة وتحليل حيث أي طفل كوردي يدرك، بل يعيش تلك التداعيات الخطيرة ومنذ إحتلال كوردستان من قبل العنصر العربي الإسلامي، فهل بعد الإحتلال هناك “تداعيات خطيرة” أيها (العباقرة).

109

ثم عن أي جريمة تتحدثون يا (سادة) وأنتم تصفون ذاك “العمل الأرعن” بـ(الجريمة) رغم إنه عمل مرفوض تماماً/ كما أسلفنا بل وتضيفون “ومن شأن هذه الجرائم ان تزيد الشرخ بين الكرد والمكونات السورية الاخرى، وضرب التعايش المشترك والسلم الاهلي في المنطقة وبالتالي الى اشعال نار فتنة كردية عربية كما يريد ويخطط لها نظام القتل والاستبداد”.

 

إننا لا نعلم عن أي سلم أهلي تتحدثون، فمن يسمع خطابكم سيقول بأن الشعب السوري في وئام وسلام وعيش الغزلان والحمام، فعلاً سذاجة ما بعدها سذاجة حيث الحرب الأهلية الطاحنة، بل أوسخ الحروب نشهدها في سوريا وكل الأطراف النظام والمعارضة تتفق على الكورد وقضيتهم ويستخدمون بحق أبناء شعبنا أسوء الجرائم والأسلحة وتتحدثون عن “الشرخ الإجتماعي والسلم الأهلي” وهل هناك سلم في زمن الحروب الأهلية.

 

وأخيراً وبخصوص (براءتكم) من ذاك “العمل الإجرامي الأرعن” في إستعراض تلك الجثث الدواعشية السلفية التكفيرية، يا ليتكم لو تبرأتم قبل ذلك من تلك القوى التي تعتبر نفسها من المعارضة السورية قوى الإئتلاف السوري وكذلك تلك الدول الإقليمية مثل قطر والسعودية وكاهنتهم تركيا والتي تقف وراء هذه الجماعات الظلامية الإرهابية وهي تهاجم أبناء شعبنا.

 

وعندها كنا قلنا بأن بيانكم فيه بعض التوازن الأخلاقي وليس السياسي، أما أن تتغاضوا عن جرائم هذه الدول والقوى ومرتزقتهم وهم البادؤون بالهجوم على أبناء جلدتكم إن كنتم ما زلتم تعتبرون أنفسكم من الكورد وبالتالي تنسوا الفعل الإجرامي لهم وتتبرؤوا من رد فعل قواتنا الكوردية، فأعتقد إنه تجسيد لخطاب إنهزامي إنبطاحي، إن لم نقل إنها قمة الخساسة والوضاعة السياسية؛ كون العمل السياسي كان يتطلب منكم الوقوف إلى جانب شعبكم في إدانة الطرف الآخر في هجومهم قبل أن تتبرؤوا من “الفعل الأرعن” لأبناء عفرين.

 

http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=515165

 

110

إنقلاب تركيا بين المسرحية والوقائع الكارثية.

 

 
الحوار المتمدن-العدد: 5227 – 2016 / 7 / 18 – 09:41 

المحور: الثورات والانتفاضات الجماهيرية 

هل الجيش حاول إعادة الوجه العلماني لتركيا؟!.. بكل تأكيد إن سياسات حزب العدالة والتنمية ورئيسها “أردوغان” في دعم التيار الديني الإخواني في المنطقة العربية و(ثوراتها الإسلاموية الملتحية) من جهة وكذلك جعل تركيا دولة عابرة للإرهاب نحو القارة الأوربية، بل وتغيير وجه الدولة التركية من دولة علمانية نحو الدولة الدينية قد دفع بالجيش التركي للتحرك وذلك في محاولة منه للسيطرة على الوضع وإعادة العلمانية الأتاتوركية للبلد حيث من المعلوم؛ بأن لا يسمح لتركيا أن تصبح دولة دينية حيث وبحسب الإتفاقيات الدولية بينها وبين والدول الأوربية، يجب أن تكون تركيا دولة علمانية وقد كُلّف الجيش بحماية هذه العلمانية والحفاظ عليها وبقناعتي فإن الجيش قد تحرك منطلقاً من هذه المبادئ والقناعات الفكرية .. يعني وبإختصار شديد؛ فإن الوضع في تركيا كان هو محاولة إعادة سيناريو مصر وإبعاد الإخوان عن قيادة البلاد وتسليمها للعسكر والجيش في المرحلة الإنتقالية.

وبالتالي فإن من وقف مع محاولة الإنقلاب، إن كان في داخل تركيا أو خارجها وبحسب قراءتي للموقف، لم يكن حباً بالعسكر والإنقلابيين، بل كان كرهاً بسياسات “أردوغان” الإنفرادية وذلك على الرغم من كل مساوئ العسكر والإنقلابات العسكرية، لكن ذاكرة الشعب التركي مع تاريخ الإنقلابات العسكرية المتلاحقة في أعوام (1960 – 1971 – 1980 – 1997) وغيرها من الإنقلابات دفعت بالشعب التركي لتدرك بأن الكارثة الأكبر قادمة مع نجاح الإنقلاب العسكري الجديد ولذلك وجدنا هذا التحرك الشعبي للوقوف في وجه زمرة الإنقلابيين وبذلك فقد أثبت الشعب التركي؛ بأنه شعب حيوي وناضج سياسياً وذلك عندما أستطاع أن يوقف محاولة الإنقلاب العسكري وأكد على قضية جد مهمة وهي؛ أن خير ضمان لسلامة الدول والشعوب هي الديمقراطية وليست قوة الأنظمة البوليسية وقد وجدنا وقوف كل القوى السياسية في وجه الإنقلاب العسكري وذلك تأييداً للحياة السياسية البرلمانية وعدم السماح بالعودة إلى مرحلة العسكر والإنقلابات العسكرية.

وبالرغم من مقولات البعض بأن “الشعب التركي هو شعب إسلامي وأن الإسلاميين جاهلين برابرة” وتأكيدنا على أن الشعب التركي هو شعب إسلامي مثل باقي شعوب المنطقة، لكن ذلك لا يعني بأنه شعب جاهل وغير ناضج

سياسياً وبقناعتي لو أتصف المراقب السياسي ببعض الحياد لرأى ذلك من خلال الحياة السياسية في تركيا حيث هناك عدد من الكتل والأحزاب المتنافسة تحت قبة البرلمان التركي ويمارسون اللعبة السياسية حقيقةً وليس كومبارساً وذلك على غرار البرلمانات العربية في المنطقة، حيث كل من يتابع الحياة السياسية في تركيا بات يدرك؛ بأن هناك حراك مجتمعي مدني في البلد وبأن هناك أحزاب لها وزنها وثقلها السياسي في الشارع التركي وكذلك في رسم سياسات البلد وذلك كمعارضة تحترم نفسها ولا تقبل أن تكون (إمعة) لدى الحكومة.

وبالتالي فيمكننا القول: بأن الشعب القادر على إفشال إنقلاب عسكري بحجم الذي شاهدناه في تركيا هو قادر على كبح جماح أي سلطان مثل “أردوغان” ولذلك وبقناعتي الشخصية لا خوف على قضية الديمقراطية وحقوق الإنسان في تركيا وذلك على الرغم من كل إنتقاداتنا لسياسات حزب العدالة والتنمية الإخواني حيث عندما نزلت الجماهير التركية للشارع كان تأكيداً على إنه ضد الإنقلاب وبالتالي فهو لم يكن دفاعاً أو دعماً للطاغية “أردوغان” حيث الإنقلابات العسكرية تؤتي دائماً بالأكثر طغياناً وإستبداداً للمشهد السياسي وإن لشعوب تركيا ذاكرة وتجربة مريرة مع الإنقلابات العسكرية ولذلك فإنهم خرجوا للشارع، بكل أطيافه السياسية والعرقية الأقوامية، وذلك ضد زمرة العسكر التي قادت الإنقلاب وهذه ليست مؤشراً على دعم سياسات “أردوغان”، كما قلنا سابقاً، بل تأكيداً على الشرعية الدستورية ورفضاً لإستلام العسكر قيادة البلاد حيث تكون معها الديكتاتورية وإن لذاكرة شعوبنا تاريخٌ مرير مع هذه الإنقلابات العسكرية.

وهنا نود التأكيد على قضية جد مهمة، ألا وهي؛ أن ما جرى في تركيا لم تكن مسرحية لمن هو مهووس بهكذا توصيفات و”مسرحيات”، بل كانت محاولة إنقلابية حقيقية، لكن وبكل تأكيد فإن أجهزة المخابرات لم تتفاجئ كلياً بالمحاولة، بل ربما وكما قرأها أحد المحليين السياسيين الأتراك؛ بأن الحكومة كانت تراقب وتتابع الموضوعالمحاولة الإنقلابية وإنها تركت الإنقلابيين للحظة الأخيرة كي تتم تصفيتهم وكسر شوكة المؤسسة العسكرية وبالتالي تقوية فريق “أردوغان” السياسي. وهكذا جاء الإنقلاب لصالح حزب العدالة والتنمية وذلك بدل أن يكون كارثةً فوق رؤوسهم ورؤوس قادتهم السياسيين، وهكذا فقد قدر الفريق السياسي للعدالة والتنمية على تحريك الجماهير الشعبية ضد الإنقلابيين في اللحظة المناسبة .. وللعلم فإن ما نعني بمفردة الشعب هنا هي تختصر كل الطيف السياسي الفاعل في تركيا؛ إن كانت قوى وأحزاب سياسية أو مؤسسات مجتمعية مدنية وعسكرية وكذلك دون أن ننسى التدخلات الإقليمية والدولية التي دعمت الشرعية السياسية في تركيا.

لكن القضية والسؤال الأهم في مجمل هذه المحاولة الإنقلابية وكما سأل أحد الأصدقاء؛ “أليس الحكومة المدنية أفضل من حكومة العسكر والإنقلابات وخاصةً بالنسبة لشعبنا الكوردي” .. فإننا يمكننا القول: بأن في كلا الحالتين هي حكومة تركية، إن كان بوجهها العسكري أو الإسلاموي الإخواني؛ بمعنى أن العقلية واحدة والخلاف في الإسم والتي هي بين مؤسسة الجيش التي تريد العودة إلى علمانية “أتاتورك” من جهة وبين فريق “أردوغان” وحزب العدالة والتنمية ذات التوجه الإخواني الإسلاموي من الجهة الأخرى. وبالتالي فإن إستلام أي من الفريقين لا يعني حلاً قريباً للمسألة الكوردية، بل إننا سنحتاج إلى مناخات وظروف سياسية أكثر حرية وديمقراطية لحل

112

المسألة الكوردية وغيرها من القضايا السياسية العالقة في تركيا ولكن ما يمكن التأكيد هنا هو فقط ما يلي: بأن مهما كانت النتائج والحيثيات، فإن تركيا ما بعد محاولة الإنقلاب لن تكون نفسها تلك التي كانت قبلها وبأنها ستشهد مراحل سياسية عصيبة وخاصةً بعد إنقسام المؤسسة العسكرية.

أما بخصوص قضية فشل المحاولة، فبكل تأكيد لا يمكن القول بأن محاولة الإنقلاب فشلت فقط؛ كونها كانت إرادة الشعب التركي أو أن نزوله للشارع ورفضه للإنقلاب، قد أجهض المحاولة وبالتالي قام بوأدها في المهد وذلك على الرغم من أهمية الحراك الشعبي والسياسي، بل لا يمكن لأي محلل سياسي أن يحسم الأسباب في نقاط محددة وخاصةً إنه لم ينكشف بعد كل الملابسات وأسماء الشخصيات السياسية والعسكرية وكذلك هل هناك جهات إقليمية ودولية تقف وراء هذه المحاولة. وهكذا فإننا لن ندخل في تفاصيل فشل محاولة الإنقلاب العسكري في تركيا والتي بالتأكيد لها أسبابها الداخلية والخارجية، لكن ما نود التأكيد عليه هنا؛ بأن على الرغم من فشل المحاولة الإنقلابية، يمكن القول وبنفس الوقت إن إنقلاباً بهذا الحجم يعني شيئاً واحداً؛ بأن سياسة العدالة والتنمية أيضاً فشلت وإن تركيا سوف تدفع ثمناً غالياً مع إنقسام الجيش التركي وخاصةً عندما ترتكب القيادة السياسية بعض الحماقات والتوهم بالإنتصار والقوة، مما قد تدفعها للإنتقام من الإنقلابيين أو أن بلجأ الفريق السياسي الحاكم إلى ممارسة المزيد من سياسات التفرد والإقصاء بحق الكتل السياسية الأخرى وهي المتوقعة في أغلب الأحيا وذلك، إن أراد “أردوغان“ أن يستمر في سياساته الحمقاء ومجده (السلطاني الأرعن).

حيث وللأسف فإن محاولة ربط الإنقلاب العسكري من قبل شخصيات في الحكومة وعلى رأسهم؛ رئيس الجمهورية بجماعة “فتح الله غولن” هي محاولة بائسة من فريق “أردوغان” السياسي وهم يريدون بذلك ضرب تلك الجماعة من جهة_ وذلك على الرغم من تبرءهم من المحاولة_ ومن الجهة الأخرى هي محاولة لتحجيم الإنقسام في المؤسسة العسكرية ولو إعلامياً؛ كون الكل يدرك أن إنقلاب وبهذا الحجم يعني بأن الجيش يعيش شرخاً عميقاً داخل تلك المؤسسة الوطنية وهي مقدمة لتصفية الكثير من القيادات السياسية والعسكرية والتي ستزيد بدورها من الشرخ المجتمعي وكذلك السياسي والعسكري، مما ستكون المقدمة لمآسي أكثر كارثيةً قد تكون البداية لإنقلابات عسكرية قادمة أو الذهاب إلى الحرب والفوضى الأهلية وذلك على غرار بلدان المنطقة وعلى الأخص ما تعيش منها خريفها الثوري. وبالتالي فلا خلاص لتركيا وشعوبها غير التأكيد أكثر على الديمقراطية ودولة المؤسسات والتي نأمل أن تنجح الحكومة حيث المنطقة لا تحتاج إلى المزيد من المآسي والكوارث وإن الحروب لا تحل القضايا الوطنية، بل يتم ذلك بالحوار والتفاهمات السياسية بين الفرقاء والشركاء الحقيقيين.

وهكذا وبقناعتي فإن موقف حزب الشعوب الديمقراطي والسيد “صلاح الدين دميرتاش” ضد محاولة الإنقلاب العسكري ووقوفه إلى جانب الشرعية الدستورية جاء منسجماً مع الواقع السياسي والشعبي وبرأي هو موقف سياسي عقلاني وبنفس الوقت؛ تأكيد على أن النخبة السياسية لدى شعبنا في تركيا اكثر تطوراً من سياسيينا في روج آفاي كوردستان وذلك عندما ينجرون لمواقف سياسية إنفعالية مستعجلة تتسم بالرومانسية حيث ورغم

113

الخلاف مع سياسات العدالة والتنمية إلا أن الموقف السياسي جاء ضد الإنقلاب ومؤيدة لحكومة منتخبة شرعياً وهذا يعني شيئاً واحداً؛ بأن قيادة الحزب أعطت تأييدها للديمقراطية ووقفت مع صوت الناخب التركي ضد هيمنة العسكر على الحكومة والتي نأمل أن ينعكس إيجاباً ويلاقي الصدى المقبول في كل من الشارع التركي وكذلك لدى حكومة العدالة والتنمية وتكون مقدمة لفتح الحوار مع حزب العمال الكوردستاني وصولاً إلى حلول وتفاهمات حقيقية بخصوص المسألة الكوردية في الإقليم الشمالي من كوردستان.

برلماني كوردي تحت قبة البرلمان

.. يعري توحش تركيا وإحتلالها لكوردستان.

 

إليكم أيها الإخوة والأخوات هذه الكلمة الجريئة لذاك البرلمان الكوردي الشاب “فرهاد انجو”؛ ممثل مدينة شرناخ عن حزب الشعوب الديمقراطي وهو يتحدث تحت قبة البرلمان عن حقيقة الدولة التركية وتوحشها في قمع شعبنا وإستقلال كوردستان ولاحظوا الردود والتهديد الذي يلاقيه من أولئك النواب الأتراك الطورانيين ودون أن يشكل للنائب الكوردي أي إرتباك، بل تهديدهم وعوائهم القطيعي يزيده إصراراً على أيصال صوت شعبنا وقضيتنا للعالم.

 

فكل التحية لهذا البرلماني الكوردي الشاب ولقوة شخصيته ونبل أخلاقه التي تعطينا الأمل بأن شعبنا وقضيتنا ستكون خير بما إننا نملك هكذا كاريزميات تناضل لأجل القضية والوطن وعلى عكس بعض الإمعات المحسوبة على الكورد وتقبل الذل من بعض مرتزقة الإئتلاف السوري .. مرة أخرى نتوجه بكل التحية والعرفان والتقدير لهذا المناضل الحقيقي، وإليكم كلمة البرلماني الكوردي مع عواء النواب الترك وتهديداتهم الإرهابية ويمكنكم التأكيد من خلال تلك التهديات، من هو الإرهابي؛ الكورد أم الحكومة التركية ونوابها الإرهابيين.

………………………………………………………………………

 

فرهاد انجو أو Ferhat Encu , شاب في العقد الثالث من العمر من مدينة شرناخ البطلة ونال عضوية البرلمان التركي كممثل لشرناخ عن حزب الشعوب الديمقراطية ، لم يستطع فرهات ان يتحمل مأسي شعبه فوقف كالأسد امام البرلمان التركي عندما قدمه رئيس البرلمان التركي ليلقي كلمته …وإليكم الكلمة كاملة.

فرهات : سوف أوجز كلمتي ….البعض منكم يتهموننا بالقتلة , ولكن من يقتل المدنيين ؟ و من هو القاتل ؟ بالطبع أنتم

 

عضو برلماني :أخرسوه …أخرسوه

 

عضو أخر : خذوا هذا الأرهابي و اقتلوه

 

114

رئيس البرلمان : دعوه يتحدث , قل ما تريد و أنهي كلامك .

 

عضو برلماني أخر :رصاصة …اطلقوا عليه رصاصة

 

فرهاد : انتم جلفاء , أنتم أفواه و لاشيء أخر ..أنا كشخص كردي ، التاريخ يشهد لي بذلك و بانني أعيش في أرضي (كردستان ) بينما أنتم كترك كنتم تجمعون العشب و تاكلونها , وتلعبون في الجوار مع أحصنتكم في منغوليا و……

 

برلماني تركي :اقتلوه ..اقتلوه

 

فرهاد يتابع ..وهذه الأرض التي تتدعونها بأرضكم ، ليست أرضكم وليست أرضا لحزب العدالة والتنمية و لا لأردوغان ، هذه الأرض أقدم منكم جميعا ، انها أرض أصحابها الحقيقيين و سوف تعاقبون بسببها

 

رئيس البرلمان : أيها النائب , تستطيع أن تقول هذا الكلام و انت تأكل الكباب اثناء الغداء …انك تدعم الارهارب علنا و امامنا …

 

فرهاد..متمما كلامه …النبلاء الأغريق , والأرمن كانوا هنا

 

برلماني تركي : اطلقوا النار على هذا الارهاربي …

 

فرهاد : نحن الكرد لا زلنا هنا صامدون , دباباتكم , مدافعكم لم ولن تستطع ان تزعزعنا قيد أنملة عن هذه الأرض

 

برلماني تركي: لقد دمرنا مدينتك

 

فرهاد: نعم تستطيعون تدميرها , و لكننا سنبني العشرات غيرها ، انتم الأتراك لاشيء ، لقد هزمنا جيوشا أفظع من جيوشكم في سلوبي , نعم انتم تفصفوننا بالقنابل و المدافع و تقتلون أطفالنا …تقتلون المدنيين , ولكنكم لم تستطيعوا قتلنا ككرد في روبوسكي و في كلكردستان أو تركيا كما تسمونها ,لقد مرت على البشرية وحوشا أكثر منكم و لقد هزمناهم

 

رئيس البرلمان : ستسجن 5 سنوات على كلامك هذا على الأقل …

 

فرهاد : لا اهتم …اظهار الحقيقة أكثر اهمية من الحياة

 

اعضاء البرلمان : اعتقلوه.. رصاصة في رأسه

 

اعضاء أخرون : لقد طلبنا الأمن و سوف يعتقلوه
115

فرهاد : نحن كرد , و كنا كذلك قبل ان تاتوا أرضنا وسنبقى كرد بعد أن تغادروا أرضنا ، انتم سرقتم أراضي الكرد و الرمن و الأغريق و التاريخ يشهد بذلك. انتم جبناء وجها لوجه ، وعصابة معا ، جنودكم يفرون الأن أمام شبابنا الأن , انتم لاشيء

 

أعضاء البرلمان : اخرسوا ذاك الكردي

 

فرهاد : ككردي بوسعي أن أقضي عليكم جميعا

 

اعضاء البرلمان : اطلبوا فرقة الاعدام

 

فرهاد : تعتقدون بأنكم بقتلنا تستطيعون هزيمتنا …القتل يجعلنا اقوى , انكم تنادوننا بالارهابين …انا أقاتل من أجل الحرية ضد احتلالكم , انا الذي عشت في هذه الديار منذ الألأف السنيين ….أنتم محتلون …اتيتم و احتليتونا …أنا اقاتل من اجل حرية شعبي ، من أجل الحرية مثل بفية الشعوب الأخرى ..

 

أعضاء البرلمان : سوف تقتل …

 

فرهاد: انا اواجه الموت والرصاص بشجاعة من اجل حريتي مثل ملايين الكرد…احتلالكم لن يدم إلى ما لانهاية ….الحرية ستنتصر في النهاية

 

برلماني تركي : لقد وقعت على موتك برصاصة تركية

 

برلماني اخر: سوف يقطع راسك و يتدحرج

 

فرهاد : ماذا تسنطيعون ان تفعلوا بي ؟انا هنا ضد مئة منكم ..ماذا لديكم لتفعلوه ؟

 

أعضاء البرلمان ستتعاقب على هذا

 

فرهاد : اقتلوني …لكنني سأقول الحقيقة و

 

رئيس البرلمان :قل هذا الكلام عندما يعتقلك الأمن …سوف اسجنك عشر سنوات على هذا على القل

 

أعضاء البرلمان : يجب ان يعدم هنا و الأن

116

فرهاد : سوف أهي كلمتي

 

أعضاء البرلمان : سوف تدفع حياتك ثمنا لهذا ايها الكردي الحثالة

 

فرهاد : انبحوا …انبحوا كما تشاءون …اقف صامدا هنا …تعلوا و واجهوني

 

اعضاء البرلمان : هذا يكفي …أين الأمن ؟

 

فرهاد : انتم مجتمعين مثل العصابة لأكن فرادى أنتم جبناء ، شبابنا الكرد أظهروا شجاعتهم لقواتكم العسكرية ، ليس باستطاعة اي جندي او شرطي تركي ان يكون سيدا في الشارع الكردي

 

عضو برلماني : انت تمشي و لكنك ميت لا محالة

 

عضو اخر: لا تدعوه يغادر حيا من هنا

 

رئيس البرلمان : يضرب بمطرقته … عودا إلى اماكنكم ….انه لوحده ….لاشيء يدعو للخوف والقلق …انه لوحده …نحن كثر هنا …سوف نمسك به …خذوا اماكنكم …لا شيء تخافون منه

 

ترجمة ؛ حزني كدو عن الانجليزية

……………………………………………………….

 

ملاحظة؛ البوست مأخوذ من صفحة الأخ حزني كدو ..فله الشكر والتحية على الجهد المبذول ولنشره المادة على صفحته الكريمة وإن رابط الفيديو ستجدونه ضمن التعليقات.

 

117

تركيا..

واللعب في الوقت الضائع!!

 

الحوار المتمدن-العدد: 5206 – 2016 / 6 / 27 – 22:14 

المحور: القضية الكردية 

أحياناً بعض المباريات تنتهي بالتعادل، لكن يكون من الضروري أن لا تنتهي النتيجة كذلك، بل يجب أن بفوز أحد الفريقين ولذلك فإننا نجد؛ بأنه يتم التمديد للمباراة لشوطين إضافيين وإن أنتهت النتجة بالتعادل مجدداً فيلجأ لضربات الترجيح (الجزاء)، هذه في الرياضة، فهل تصلح هذه القاعدة في السياسة كذلك .. أعتقد بأنها صحيحة ولدرجة كبيرة في عالم السياسة أيضاً. وهكذا وقياساً على ذلك؛ فإننا يمكننا القول: بأن تركيا خرجت من اللعبة الإقليمية أقرب إلى الخسارة منها إلى التعادل وخاصةً في قضية الصراع على سوريا، بل وفي مجمل الملفات السياسية؛ إن كانت منها المتعلقة بالسيطرة على المنطقة وذلك من خلال (إخونة الثورات العربية) أو في قضية الدخول إلى النادي الأوربي “الإتحاد الأوربي” من خلال إستثمار قضية اللاجئين والضغط على الدول الأوربية، بل هي خسرت أيضاً في ملفاتها الأخرى والتي تتعلق بالعلاقة مع دول الجوار وعلى الأخص العلاقة مع الروس.

لكن الخسارة الكبرى لتركيا كانت على صعيد الداخل والعلاقة مع الملف الكوردي حيث توقف المفاوضات بين الجانبين وعودة الصراع العسكري لتصبح داخل المدن بعدما كان الصراع في السابق محصوراً بجبال قنديل وبعض مناطق كوردستان الجبلية الأخرى. وبالتالي جعلت تركيا تدفع أثماناً باهظة ليس فقط من حيث العتاد العسكري والقوى البشرية من جنود ومدنيين، بل خسارتها الكبرى جاءت من حيث الإقتصاد والعملية السياسة؛ فمن جانب توقف الوارد الإقتصادي من السياحة والذي يشكل أحد أعمدة الإقتصاد التركي 35 مليار دولار سنوياً وكذلك ومن حيث التطورات السياسية، فإن تركيا تعلم بأنها خسرت الكثير بحيث أصبح الكورد يشكلون على الطرف الآخر من الحدود؛ “روج آفاي كوردستان” رقماً صعباً تقلق تركيا وحكومتها وسياساتها الإخوانية الطورانية.

وهكذا وبعد أن شعرت تركيا بأنها خرجت من اللعبة بدون تسجيل أية أهداف سياسية وإقتصادية، بل وخسرت الكثير من النقاط والقضايا الجيوإستراتجية، فإنها قدمت وزير خارجيتها؛ “أحمد داوود أوغلو” كرمز لديبلوماسيتها الخارجية وسياساتها السابقة قرباناً في سعيها إلى التغيير لعدد من مواقفها السياسية تصل أحياناً إلى التضاد مع سياساتها السابقة ومنها قضية العلاقة والموقف من إسرائيل حيث أعلنت أنقرة عن اتفاق وشيك بين

118

البلدين بشأن إعادة التطبيع وذلك بعد تدهورها جراء مقتل ناشطين أتراك في هجوم لقوات إسرائيلية على سفينة “مرمرة” والتي حملت مساعدات تركية لـغزة عام 2010. وقد قالت وزارة الخارجية التركية يوم الجمعة الماضي بخصوص المسألة؛ “إن فريقي التفاوض اتفقا خلال لقائهما أمس الخميس في لندن على وضع التفاصيل النهائية للتفاهم في الاجتماع القادم المقرر عقده قريبا” وقد عقد الإجتماع في روما اليوم وتم التوقيع على إتفاقية التطبيع مع إسرائيل.

إذاً وبعد ست سنوات من الجفاء بين البلدين ومتاجرة النظام التركي بالقضية الفلسطينية والمزاودة على العرب مثل نظيره الإيراني، فها هي العلاقات تعود أفضل من الأول ضارباً بعرض الحائط كل المقولات السابقة من مسألة دعم القضية الفلسطينية، طبعاً يعتبر هذا تغييراً كاملاً، بل معاكساً ومضاداً لإدعاءات تركيا الإعلامية السابقة، لكن لو نظرنا إلى حجم العلاقة بين كل من تركيا وإسرائيل وضمن إتفاق إستراتيجي حيث كانت هناك “خطة لتجديد 45 طائرة f – 4 بقيمة 600 مليون دولار، تجهيز وتحديث 56 طائرة f – 5، صناعة 600 دبابة m – 60 , خطة لإنتاج 800 دبابة إسرائيلية ميركاوه , وخطة مشتركة لإنتاج طائرات استطلاع بدون طيار، وخطة مشتركة لإنتاج صواريخ أرض جو بوبي بقيمة نصف مليار دولار بمدى 150 كم” وذلك بموجب إتفاقية عام 1996. ناهيكم عن “تبادل الخبرة في تدريب الطيارين المقاتلين” و”إقامة مناورات مشتركة برية- بحرية- جوية”. وكذلك؛ “تبادل الاستخبارات (المعلومات) الأمنية والعسكرية بخصوص المشاكل الحساسة مثل الموقف الإيراني والعراقي والسوري” وصولاً لـ”إقامة حوار استراتيجي بين الدولتين و التعاون الاقتصادي (تجاري صناعي, والعسكري)”.

وبالتالي فإن العلاقة هي علاقة إستراتيجية أعمق وأشمل مما طرح في الإعلام التركي وإدعاءات بعض المحللين السياسيين، بأن إسرائيل وبعد أن أعتذرت من تركيا عن حادث سفينة “مرمرة” قبلت الأخيرة بعودة التطبيع حيث يعتبر هذا إفتراءً على الواقع والحقيقة؛ كون إسرائيل قدمت الإعتذار عن الحادثة في 22 مارس 2013 وذلك حينما (قدم رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو اعتذاراً رسمياً لنظيره التركي رجب طيب أردوغان خلال مكالمة هاتفية على الهجوم واعترف بحدوث «بعض الأخطاء العملية» وتعهد بدفع التعويضات لأسر الضحايا، مقابل الاتفاق على عدم ملاحقة أي جهة قد تكون مسؤولة عن الحادث قانونياً. واتفق الجانبان على تبادل السفراء وتطبيع العلاقات، وذلك خلال مكالمة هاتفية شجع عليها الرئيس الأمريكي باراك أوباما خلال زيارته إلى إسرائيل في تلك الفترة” وهكذا فإن الإدعاء بان تركيا قبلت بالتطبيع بعد الإعتذار التركي وتعويض أهالي الضحايا هو إدعاء كاذب وإفتراء على الواقع والحقيقة.

لكن السؤال؛ لم تم تجميد العلاقة منذ ذاك الحين إلى اليوم وقد مضى على الإعتذار الإسرائيلي ثلاث سنوات رغم إنه لم يحصل أي جديد في الموقف الإسرائيلي بخصوص القضية .. إننا لو عدنا ونظرنا للمسألة من الزاوية السورية وتحديداً الكوردية، لوجدنا بأن النظام التركي وسلطانها الأرعن؛ أردوغان ومنذ ثلاث سنوات كانوا يعيشون (مجداً) أو بالأحرى وهماً بالتفوق والنشوة لسياساتهم الداخلية والخارجية وبنوع من التسيّد على المنطقة

119

وهم يحلمون بركوب الثورات العربية وقيادتها وفق المصالح التركية وذلك من خلال أذرعتهم الإخوانية في المنطقة العربية وبالتالي تم تأجيل التطبيع كي تزاود على العرب في مسألة معاداة إسرائيل، لكن وبعد الإحباط والتضعضع في تجيير وتسيير هذه الحركات و(الثورات) الشعبية وعلى الأخص في كل من مصر وسوريا وبروز المسألة الكوردية كأهم ملف إجتمعت القوى العالمية لمؤازرتها، بدأت تركيا تشعر بالخطر الحقيقي الوجودي لكيانها الغاصب لقضايا وجغرافيات الآخرين، وضمناً جغرافية كوردستان طبعاً.

ولذلك لم تعد تركيا تجد حرجاً وبعد أن خسرت الرهان في عدد من الملفات، من أن تلجأ إلى سياساتها السابقة والتطبيع مع إسرائيل، بل والإعتذار من الروس وذلك كي تلعب في الوقت الضائع من اللعبة الدولية في المنطقة وتسجل ولو هدفاً واحداً في نهاية اللعبة، لكن بشرط أن يكون ضد الكورد؛ حيث تعلم بأن الخطر الكوردي بالنسبة لكيانها السياسي الغاصب هو خطر وجودي ويهددها بالإنقسام، بل وبزوال ما كانت تعرف يوماً بـ(تركيا) وهو يشبه التهديد الذي بات قريباً من المملكة المتحدة بعد مسألة الإستفتاء لخروجها من الإتحاد الأوربي، فهل ستنجح تركيا أن تسجل ذاك الهدف في المرمى الكوردي وفي الوقت الضائع من اللعبة وبعد أن خسرت معظم مباراياتها السابقة تقريباً .. نأمل أن تقدر الديبلوماسية الكوردية في تفويت الفرصة على اللاعب التركي من تسجيل الهدف القاتل في مرمانا وذلك إنسجاماً مع تضحيات أبطالنا وبطلاتنا في ساحات المعارك حيث إن دمائهم الزكية بحاجة لديبلوماسية ذكية، فهل ستكون هناك تلك الديبلوماسية الكوردية الذكية؟!!

 

120

تركيا..

وقصف مواقع وحدات حماية الشعب.

 

 
الحوار المتمدن-العدد: 5074 – 2016 / 2 / 14 – 02:13 

المحور: القضية الكردية 

تناقلت وكالات الأنباء والمواقع الإخبارية بأن “الجيش التركي استهدف من مواقعه على الحدود قرية منغ ومرعناز وقرية مزرعة التابعة لمقاطعة عفرين، ما أسفر عن وقوع خسائر في ممتلكات الأهالي”. كما “أعلن رئيس الوزراء التركي أحمد داود اوغلو اليوم السبت أن بلاده ستتحرك عسكريا عند الضرورة ضد مقاتلي حزب الاتحاد الديموقراطي الكردي في سوريا”. وكذلك فقد أضاف وفي كلمة متلفزة له من مدينة ايرزينكان ما يلي؛ “نستطيع إذا لزم الأمر أن نتخذ نفس الإجراءات في سوريا التي قمنا بها في العراق وقنديل” وذلك في إشارة منه إلى حملة القصف للطيران التركي العام الماضي ضد حزب العمال الكوردستاني وأهدافه العسكرية في اقليم كوردستان بجبال قنديل.

لكن وكأي مراقب سياسي للأوضاع يمكننا القول: بأن تركيا تحاول ومن خلال هذا القصف المدفعي البعيد أن تصدر أزمتها الداخلية بإشعال حروب خارجية لتغطي على فشلها السياسي والعسكري في قمع الإنتفاضة الكوردية بالداخل كما إنها تريد أن تحقق من خلال مدفعيتها عدد من الأهداف وإيصال بعض الرسائل؛ وأولى تلك الأهداف والرسائل هو جس النبض الروسي وإيصال رسالة لها بأن هناك نوع من ضوء أخضر من حلف الناتو للرد على القصف الروسي والتي يمكن أن تكون بنفس الوقت توريطاً لتركيا في حرب مفتوحة مع الجميع؛ الروس والنظام والكورد “الإدارة الذاتية”.

كما إنها رسالة لكل من النظام السوري وكذلك للقوات الكوردية بعدم الإقتراب من الحدود التركية وإنها آخر الخطوط الحمر للدولة التركية؛ حيث إقتراب أي القوتين وسيطرتها على معبر السلامة مع تركيا يعني خنق المعارضة الموالية لتركيا والحلف الخليجي السعودي والأهم خنق المعارضة التركمانية، وقد تلحقها ربط كوباني بعفرين وبالتالي المزيد من اللاجئين في تركيا وهي التي تعاني أساساً من أزمة اللاجئين بحيث وصلت بها المشكلة لأن تغلق الحدود في وجههم رغم إدعاءاتها السابقة؛ بأنها لن تغلق حدودها في وجه السوريين وأزمتهم ومعاناتهم الإنسانية.

121

وأخيراً؛ فإن إدعاء رئيس الوزراء بالقول: “نستطيع إذا لزم الأمر أن نتخذ نفس الإجراءات في سوريا التي قمنا بها في العراق وقنديل”، أي الدخول في العمق السوري أو خرق الأجواء السورية من قبل الطيران التركي هو إدعاء إعلامي أجوف وإلا كانت قامت بها وذلك منذ أن طالبت تركيا بمنطقة عازلة بين جرابلس وأعزاز على حدودها ولذلك فإن تركيا ليس لها إلا ذاك القصف البعيد، لربما تورط القوات الكوردية بالرد لتأخذها حجة لها لدى الناتو للتدخل بحكم إتفاقية الدفاع المشترك للدول الأعضاء في الحلف وبالتالي توريط المنطقة عموماً في حرب شاملة والتي تحدث فيها سابقاً كل من تركيا وروسيا، لكن التفاهم الأمريكي الروسي يجعل هذا الإحتمال غير واقعياً، بل جاء الرد الأمريكي سلبياً حيث قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الاميركية جون كيري في بيان “نحن قلقون ازاء الوضع في شمال حلب ونعمل على وقف التصعيد من كل الأطراف”.

 

122

حرق علم أم حرق وطن!!

 

إنني عندما قلت في بوست مختصر جداً؛ “أرجو أن يكون خبر تصريح الرئيس بارزاني غير صحيح .. ولأسباب عديدة!!”، فإنني كنت أعي وأدرك ما أقول، لكن وللأسف فقد تم تفسيره من قبل بعض الإخوة وكأنه تبرير لفعل (حرق العلم) أو تبريراً للاعتقال السياسي، رغم إنني كتبت في كل المناسبات: بأنني ضد أي إجراء تعسفي بحق الآخر المختلف سياسياً سابقاً وحالياً لكن يبدو هناك من يريد أن يبرز تلك النقاط بطريقة ممنهجة كي يقلل من مصداقية ما أحاول التأكيد عليها مع الكثيرين من أبناء شعبنا وكمحاولة منا لعدم ذهاب الأمور والخلافات الكوردية إلى درجة الصدام والتناحرات الداخلية حيث ستكون كارثية على قضية شعبنا وليس فقط على تلك الأطراف والجهات المتصارعة، لكن يبدو أن الكثيرين من القيادات الكوردية ولأسباب مختلفة يدفعون الأمور إلى الصدام والاقتتال، البعض منهم بوعي والبعض الآخر بحماقة سياسية قلّ نظيرها لدى الشعوب الأخرى بحيث تجد البعض منهم يطالب علناً بمواجهات عسكرية.

 

ولتوضيح المسألة فإنني أسأل كل من دافع عن تصريح الرئيس بارزاني بخصوص “أهالي عامودا وقضية حرق العلم”، هل حقيقةً تعتبرون موقفكم موقفاً وطنياً بارزانياً، بل وحتى موقفاً عقلانياً، ولا أريد أن أقول أخلاقياً، حيث العقلانية تتطلب عدم دفع الأمور إلى التصعيد .. أما أن يأتي أحدهم ويقول بأن فعل السيد بارزاني جاء كرد فعل على تصرف بعض الصبية في حرق العلم حتى وإن كان هؤلاء الصبية قاموا بتصرفهم وهم مدفوعين من قبل الإدارة الذاتية على فرض فإن ذاك لا يبرر خطاب الرئيس بارزاني ولأسباب عديدة نختصرها فيما يلي؛ بأن حرق علم من قبل بعض الصبية وهو مدان بكل الأحوال لا يرتقي إلا درجة الجريمة والخيانة الوطنية العظمى ليقوم قائد تاريخي بحجم البارزاني بتهديد الإدارة الذاتية، ناهيكم عن إنه يعتبر تدخلاً فظاً ومباشراً من قبل قيادة إقليم كوردستان في قضايا روج آفاي كوردستان وبالمقارنة فهل مسموح للسيد صالح مسلم أن يهدد الإقليم بتلك النبرة الفجة والصارخة مثلاً.

ثم من يدرك ويقدر مكانة ودور الرئيس بارزاني والمطلوب منه إقليمياً وكوردستانياً، فإنه يدرك خطورة الموقف وذاك التصريح الذي جاء بخصوص قضية “حرق العلم” بحيث قد يدفع بالأمور في المناطق الكوردية وأقصد روج آفاي كوردستان إلى الاقتتال الداخلي كتلك التجربة الكارثية التي مر بها شعبنا في جنوب كوردستان والذي قدم في صراعه الحزبي ومن أجل الاستفراد بالقرار الكوردي ما يزيد عن أربعة آلاف من البيشمركة كقرابين لصراعاتهم السلطوية الحزبية. وبالتالي فإن قضية حرق علم تعتبر قضية جد ثانوية أمام البدء وإعطاء الإشارة بـ”حرق وطن” وهذا ما لا نأمله من شخصية بحجم ومكانة الرئيس بارزاني والذي كنت وما زلت أأمل منه أن يكون عامل وحدة لا صراع وخلاف في مختلف الملفات الكوردية حيث كان المأمول من شخصية الرئيس بارزاني؛ أن يطرح نفسه ككاريزما وطنية كوردستانية وليس فقط شخصية قيادية لتيار سياسي كوردستاني.

123

وأخيراً وبخصوص قضية الاستبداد وإنني لا أدين استبداد الإدارة الذاتية بخصوص الضغط على قوى وأحزاب المجلس الوطني الكردي، فأعتقد “كلمة حق يراد بها باطل” كما يقال حيث من يقول عن تلك الإدارة وعموم سلطات الشرق وأحزابها وتياراتها السياسية الحزبية، بأنها قوى مستبدة عموماً وضمناً تلك الإدارة الكوردية، فأعتقد لا يحتاج إلى الدفاع عن نفسه ليقول: بأنني كتبت عن تلك الإجراءات التعسفية أو قمت بإدانة قضية الاعتقالات بحق النشطاء وبعض القيادات الكوردية وذلك على الرغم من إنني حقيقةً قد كتبت عن كل تلك القضايا .. والآن؛ هل أدرك البعض، لما كتبت وقلت في بوست مختصر: “أرجو أن يكون خبر تصريح الرئيس بارزاني غير صحيح .. ولأسباب عديدة!!”، كون لو كان الخبر صحيحاً صحيحاً ليس فقط من حيث التصريح والقول، بل العمل بها مستقبلاً فإن الأمور والمنطقة والقضية عموماً ستنحدر إلى الهاوية وعندها لن تفيد سياسة “عض الأصابع” ندماً!!

http://m.ahewar.org/s.asp?aid=540180&r=0&cid=0&u=&i=1375&q=

 

124

رسالتي

لـ“الكونفرانس التأسيسي لاتحاد مثقفي مقاطعة عفرين”

 

الإخوة والأخوات الحضور

الزميلات والزملاء الكتاب والفنانين

تحية ومحبة .. أما بعد

إنني أتوجه بدايةً بالشكر الجزيل لكم أنتم مثقفي عفرين والذين ما زلتم متمسكين بتراب الوطن ولم تغادروها رغم كل الظروف الحياتية والمعيشية الصعبة والتهديد اليومي لحياتكم من قبل تلك المجاميع السلفية التكفيرية، وكذلك أتوجه للإدارة الذاتية في المقاطعة ولكل من ساهم بإنعقاد كونفرانسكم؛ “الكونفرانس التأسيسي لاتحاد مثقفي مقاطعة عفرين” بأجل التحيات والشكر والعرفان حيث وفي كل يوم تؤكدون على المضي قدماً في بناء الوطن وأنتم تقومون بخطوة أخرى نحو تأسيس مشروع حضاري وطني للمنطقة ولشعبنا الكوردي وعموم الشعب السوري .. وهنا أود أن أشير إلى أمنيتين على المستوى الشخصي بالنسبة لي؛ أولاُ كنت أتمنى أن أكون حاضراً ومشاركاً وجودياً معكم في الكونفرانس، لكن وللأسف بُعدَ الجغرافية والظروف الحالية حالت دون ذلك، كما كنت أتمنى أن أقدم رسالتي بالكوردية وليس العربية، لكن بعض الأمور والإشكاليات الفنية حالت دون ذلك وإنني أعدكم بأن أنجز المهمتين في وقت قريب وذلك من خلال عودتي للوطن والعودة للكتابة الكوردية.

 

أيها الأصدقاء والصديقات

أيها الزملاء والزميلات المحترمون

إن واقع شعبنا وقضيتنا ليس بغائبٍ عنكم وأنتم أبنائها والمهتمون بها فكراً ومتابع وقراءة، بل وعملاً تشاركياً في واقعها اليومي، كما لا يغيب عنكم بأن بناء الأوطان والبلدان يبدأ من بناء الإنسان والمجتمعات والتي لمؤسساتها المجتمعية المدنية الدور الأبرز والأساسي، إن لم نقل الوحيد، وبأن المؤسسات الثقافية الفكرية والعلمية الأكاديمية تعتبر إحدى أبرز وأهم تلك المؤسسات التي يمكن أن تعيد بناء الإنسان الجديد المتحرر من العطالة الفكرية وذلك إن توفرت لها من الكادر العلمي والمناخ السياسي الديمقراطي الضروري للإبداع والإنتاج المعرفي، فحينها سوف نعيد إنتاج منظومات فكرية ثقافية حرة قادرة على التأسيس لبينة إجتماعية إقتصادية جديدة تتخذ من المنهجية العلمية الأساس الفكري المنهجي في علاقتها مع مجمل قضايا المجتمع الثقافية والسياسية وكذلك في الإقتصاد والتنمية البشرية وغيرها من مناحي حياة البلدان والمجتمعات والتي هي اللبنة الأولى في حياة أي مجتمع وبلد لكي يبدأ رحلة البناء والنهوض الحضاري الحقيقي .. وهكذا ولبناء مجتمعنا وواقعنا من جديد وعلى أسس فكرية علمانية لا بد من التأسيس والعمل على إيجاد تلك المؤسسات الثقافية الأكاديمية حيث “الجامعة بدل الجامع” وذلك ليتحرر الإنسان من الغيبيات واليقينيات ويتخذ من المنهجية التجريبية سلوكاً وثقافةً وعلماً وإلا فإننا سنحكم مرة أخرى على واقعنا بالبؤس المعرفي والجهل الثقافي.

 

ولذلك وإنطلاقاً من الواقع السياسي والإجتماعي لبلداننا ومجتمعاتنا ومن فكرة البناء لمجتمع حضاري إنساني حر وديمقراطي، لا بد من أن يكون للفكر والمعرفة والثقافة عموماً من مؤسسات فكرية حاضنة لها ولرجالها ومبدعيها بحيث تكون قادرة على إيصال صوت العقل إلى المتلقي والكائن الإجتماعي والذي يسمى بعلم السياسة والقانون؛ مواطني الدولة أو الإقليم والمقاطعة حيث وللأسف وعلى مر التاريخ فقد ترك الإنسان الشرقي فريسةً لبعض المجاميع التكفيرية السلفية وأفكارهم المتطرفة الإرهابية، مما جعلت من بلداننا ومجتمعاتنا بيئات خصبة وحاضنة للفكر الإرهابي وها نحن نجني “ثمارها اللعينة” في منطقة الشرق عموماً وعلى الأخص في سوريا والعراق وقد حان الوقت؛ بأن يقوم مثقّفي هذه البلدان ومؤسساتهم الفكرية والثقافية بدورهم الحضاري في التأسيس لواقع فكري معرفي جديد. وبالتأكيد فإن واقعنا الكوردي -وتحديداً في مقاطعة عفرين- وإن لم يشهد فكراً دينياً متطرفاً، إلا أن واقع كوردستان وفي الأقاليم والمقاطعات الأخرى لا يخلو من هكذا فكر سلفي تكفيري، ناهيكم عن أن مجتمعاتنا الكوردية وعموماً تعاني من إشكالية أخرى؛ ألا وهي قضية التبعية والإستعباد حيث غياب الدولة الوطنية والعمق الكوردستاني وإلحاق الجغرافيات الكوردية بعدد من الدول والشعوب والثقافات الأخرى، قد غيّبت وللأسف الشخصية الكوردية الحرة وجعلت منا نحن أبناء الشعب الكوردي أن نكون أقرب إلى العبد منها إلى السيد الحر وأعتقد بأن سياسات الكثير من الأحزاب وقادتها تؤكد على هذه الإشكالية في علاقتهم مع الآخر؛ الغاصب لكوردستان.
125

وبالتالي وتأسيساً على ما سبق، يمكننا القول: بأن مبادرتكم الكريمة في الدعوة لإنعقاد كونفرانسكم هذا هو خطوة في الإتجاه الصحيح وهي إحدى اللبنات الأولية والأساسية لبناء مجتمع مدني ديمقراطي حر وعلماني وإننا نأمل أن يتكلل كونفرانسكم بالنجاح والموفقية في مختلف المناحي وورشات العمل الثقافية بحيث تصبح أحد المشاريع والمؤسسات الفكرية المعرفية النيّرة في واقع الإدارة الذاتية بمقاطعة عفرين لكي تساهم في بناء واقع مجتمعي علماني .. وإنني على ثقة تامة بكم أيها الزملاء والزميلات وبالكوادر الثقافية والمعرفية للمقاطعة وكذلك بالبنية الفكرية لمجتمعنا العفريني والأكثر إنفتاحاً وحريةً وثقافةً من باقي المقاطعات والأقاليم الأخرى بحيث تكونوا قادرين على المساهمة في خلق تلك الأرضية المناسبة لبناء الإنسان الحر والذي هو الأساس في بناء مجتمع وواقع وحضارة جديدة تؤهلنا للدخول إلى نادي الدول والأمم وشعوب العالم حيث أبناء بلدنا وشعبنا ينتظر منا الكثير لنقدم له ونكون جزء من حضارات الشعوب والأمم نقدم لهم ونأخذ منهم وذلك بدل أن نبقى في حالة العطالة الفكرية أو الإنزياح إلى “ثقافة الموت” والقتل والإرهاب والعقد الدونية وبحجة تكفير الآخر؛ سياسياً حزبياً أو أيديولوجياً عقائدياً.

 

أيها الأخوات والإخوة الكرام

إسمحوا لي بالأخير أن أتوجه للإخوة في الإدارة الذاتية ولكل المؤسسات الأمنية والإدارية المعنية بالشكر والتحية وذلك لتأمين ما يمكن من المناخ ومستلزمات نجاح كونفرانسكم، كما أطلب السماح بأن أتوجه بإسمي وبإسمكم جميعاً وبإسم الكونفرانس بأجل التحيات والعرفان لكل بطلاتنا وأبطالنا على جبها الشرف والكرامة وهم يدافعون عن حقنا في الحياة الحرة الكريمة أسوةً بكل شعوب العالم وهنا لا بد من توجيه رسالة تقدير ومحبة لكل الأرواح التي ضحت في سبيل قضايانا الوطنية الكوردستانية عموماً وعلى الأخص أولئك الأبناء الذين ضحوا بأرواحهم في سبيل الدفاع عن المقاطعة وأبناءها وبمختلف مكوناتها الإثنية الأقوامية وكذلك الدينية الطائفية وكذلك لكل تلك العوائل التي ضحت في سبيل شعبنا إن كان مادياً أو معنوياً، فأجل التقدير والعرفان لـ”عوائل الشهداء” على وجه الخصوص .. وأخيراً وآخراً؛ لكم أيها السادة الكرام من كتاب ومثقفي وفناني عفرين كل التقدير والمحبة والعرفان ومتمنياً لكم ولكونفرانسكم كل النجاح والموفقية ودمتم منبراً فكرياً ثقافياً في واقع مقاطعة عفرين تقدمون واجبكم الأخلاق والمعرفي لشعبكم الذي بدأ مسيرته الحقيقية على طريق النور والحرية، آملاً أن يكون يوم خلاص شعوبنا من الظلم والقهر قريباً .. ودمتم جميعاً بخير وسلام ومحبة.

 

أخوكم: بير رستم (أحمد مصطفى)

لوتزرن / سويسرا 8 تموز 2016

 

126

قراءات ساذجة

.. أم مواقف مدفوعة الثمن؟!

 

يقول أحد (فطاحل السياسة الكوردية؛ عبد الحكيم بشار) في آخر حوار له؛ “إن سوريا ستحتاج إلى نظام اتحادي بالمستقبل”. ويضيف كذلك “أعتقد أن الفيدرالية ستكون الحل الأمثل لسوريا بسبب النزاعات التي أحدثها النظام بين الشعب السوري”، لكن يشترط علينا (أخونا)؛ بأن “اتخاذ قرار بهذا الصدد يجب ألا يتم إلا حين يتنحى الرئيس بشار الأسد وبعد استشارة الشعب السوري بكامله” حيث يقول (السيد حكيم) ذاك ويتناسى بأن؛ كوردنا في إقليم كوردستان (العراق) أعلنوا عن فيدراليتهم وذلك قبل رحيل “نظام صدام حسين” ومن دون أخذ موافقة شركائهم في المعارضة العراقية.

 

ويعود هذا الفطحل السياسي ليقول: “سنمارس ضغطا لإقامة دولة فيدرالية حينئذ لكن المنطقة الفيدرالية التي أعلنها الآن (حزب الاتحاد الديمقراطي) لم يتم الاتفاق عليها بين الناس… سيقلب هذا الرأي العام ضد الأكراد لأننا كان ينظر إلينا دائما على أننا انفصاليون وسيعزز هذا القرار وجهة النظر هذه”. ويضيف أيضاً؛ “إذا كان التمثيل يأتي تحت تهديد السلاح فبالطبع حزب الاتحاد الديمقراطي يمثل الأكراد لكنني واثق أننا نمثل ما بين 70 و80 في المائة من الشعب الكردي”.

 

وسؤالي لكم أيها الإخوة والأخوات؛ هل يمكن أن يكون هذا ممثل الكورد في مفاوضات جنيف حيث وبعيداً عن لغة التخوين والأحقاد والخلافات، لكن فقط ما أود أن أسأل (السيد عبد الحكيم) والذي جمعنا في فترة ما العمل الحزبي في البارتي هل من المعقول أن تقود الفريق الكوردي في مفاوضات جنيف بهذه العقلية والضعف على القراءة السياسية وهشاشة الموقف؛ يعني معقول أن تطالب إستشارة كل السوريين من أجل الموافقة على الفيدرالية لكي تراه حقاً من حقوق شعبك ومعلوم أن طالب في السنة الأولى من كلية الحقوق يعلم؛ بأن هناك قضايا غير خاضعة للإستفتاء العام وهي فوق دستورية كتلك التي تتعلق بحقوق الأقليات الدينية والأقوامية.

 

بل لنلاحظ هذا النفاق السياسي بتحميل النظام كل تبعات الإنقسام المجتمعي مع العلم إننا لا ننكر دور النظام السوري في زيادة الشرخ والإنقسام المجتمعي السوري لكن ينسى، بل يتناسى دور الثقافة المجتمعية في المنطقة حيث سيوجه بذلك بعض الإتهام إلى الفكر الديني والثقافة الإسلامية العروبية؛ كونها هي التي أسست لهذه العقلية ومنذ أحقاب طويلة بحيث جعل المسلم غير العربي من الموالي والأدنى مرتبةً من المسلم العربي وبذلك يريد إجتناب إغضاب أصدقائه الإخوانيين الإئتلافيين والذين يرفضون فكرة الفيدرالية أساساً حيث في عرفهم لا مناطق كوردية في سوريا.

 

وكذلك فإن قوله؛ “سنمارس ضغطا لإقامة دولة فيدرالية حينئذ” أي بعد رحيل النظام هو ليس إلا ضحكاً على نفسه وعلى بعض السذج الذين يتبعونه ويتبعون هكذا عقليات بائسة ساذجة حيث إن المعارضة وهي في مرحلة الضعف ولم تصل بعد إلى إستلام الحكم وهي ترفض فكرة الفيدرالية، فكيف إذا أصبحت لديها القوة والسلطة.. ثم لم يخبرنا (أخونا)؛ كيف سيمارس الضغط عليها وما هي أدواته التي يملكها (السيد بشار) كي يضغط على الحكومة التوافقية القادمة.

127

أما بخصوص قوله؛ أن إعلان الفيدرالية منفرداً “سيقلب هذا الرأي العام ضد الأكراد لأننا كان ينظر إلينا دائما على أننا انفصاليون وسيعزز هذا القرار وجهة النظر هذه” وهو يقصد طرح الفيدرالية من قبل الإدارة الذاتية، وبأنها (ستقلب الرأي العام ضد الكورد) وبعيداً عن التعليق على ركاكة التعبير والأخطاء اللغوية والتعبيرية فإن ما هو أكثر بؤساً تلك القراءة الساذجة والتي تقول بأن (الرأي العام العربي سيقلب ضد الكورد) وكأن ذاك الرأي العام للشارع العربي كان مع الكورد سابقاً وأن حقوق شعبنا لم تكن منتهكة من الشارع العربي قبل حكوماتها، بل كانت حقوقنا وما زالت مرفوضة من الرأي العام العربي والذي يحسب حسابه ذاك (القيادي الفطحل حكيم بشار)، فبئس تفكيرك ومنطقك المنافق.. طبعاً مع كل الإحترام للأصوات العربية التي تطالب بحقوق شعبنا وبعض الأقليات الأقوامية والدينية في (الوطن العربي).

 

وأخيراً نود أن نقف على قضية التمثيل حيث يقول في حواره السابق؛ “إذا كان التمثيل يأتي تحت تهديد السلاح فبالطبع حزب الاتحاد الديمقراطي يمثل الأكراد لكنني واثق أننا نمثل ما بين 70 و80 في المائة من الشعب الكردي”. إنني لا أدري من أين له هذه الثقة بأنه يملك تلك النسبة بين الكورد مع إنني كنت أتمنى أن يكون للتيار البارزاني تلك النسبة في الشارع الكوردي بحكم إنتمائي لذاك التيار ثقافياً لكن علينا أن نكون واقعيين وموضوعيين في قراءاتنا السياسية وبعيداً عن لغة العواطف والتمنيات.

 

حيث إن كان (الرجل) يعتمد على نسبة الأصوات التي أعطيت لمشروع إدراج القضية الكوردية في ملفات جنيف فهي لا تمثل أصوات تياره السياسي، بل هي أصوات القضية الكوردية.. أما إن كان يقصد الإستمزاج العام للمناطق الكوردية، فبحسب قراءتي للواقع وبإجراء أي إنتخابات محلية وتحت إشراف دولي، سوف يحصد تيار العمال الكوردستاني ما لايقل عن 50% من أصوات الشارع الكوردي والنصف الباقي سوف توزع على باقي الأحزاب والتيارات الكوردية وبقناعتي الشخصية؛ فإن التيار البارزاني لن يأخذ أكثر من 30% من أصوات شارعنا الكوردي في روج آفاي كوردستان.

 

وآخر الكلام؛ هي رسالة مختصرة لهؤلاء البعض من تلك الشخصيات التي تورمت بفعل فاعل والظروف والمرحلة الحالية، نأمل أن يعرفوا أحجامهم الحقيقية وأحجام أحزابهم وحركاتهم السياسية في المعادلات الوطنية وذلك قبل أن نوجه لهم تصحيح المسار؛ كون الكثيرين منهم باتوا في وسط الأوحال الإرتزاقية للمال السياسي السحل وبالتالي لا أمل من عودتهم إلى الصف الوطني وأن المطلوب من كل الأطراف والقوى الكوردية البحث عن المشتركات الوطنية وطرح تلك القيادات السياسية البديلة التي تكون في مستوى قضايانا الكوردستانية.

 

http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=514503

 

128

كفوا .. عن حماقاتكم السياسية!!

 

الحوار المتمدن-العدد: 5140 – 2016 / 4 / 22 – 01:53 

المحور: القضية الكردية 

بحسب المواقع الكوردية فقد قامت قوات النظام السوري بقصف أحياء مدينة قامشلو من مواقعها في المطار وحارة الطي وذلك عقب تحرير وحدات حماية الشعب لسجن علايا وأسر 67 عنصراً من عناصر النظام ونقل 18 معتقلا الى مركز قوات الاسايش حيث وبحسب المعلومات الأولية؛ “أن قوات النظام السوري استهدفت من الفوج 154 ومناطق أخرى حي الزيتونية وكراج (كاتربيلر) وحي المصارف بالمدفعية وقذائف الهاون مما تسبب باستشهاد أربعة مدنيين، واصابة عدد آخر”.

إن هذه ليست مسرحية جديدة من مسرحيات حزب الاتحاد الديمقراطي، بل قلنا منذ البداية بأن الطرفين؛ النظام السوري والإدارة الذاتية يمارسان لعبة سياسية بحيث كل طرف يحاول أن يحيد الآخر إلى أن تسنح الفرصة لإخراجه من دائرته حيث النظام كان يترك الكورد دون مواجهة كي لا يزيد من عدد الأعداء وأن لا تكون حجة بيد الغرب، بأن النظام يمارس سياسة التطهير العرقي ضد الأقليات.

وكذلك فإن الإخوة في الإدارة الذاتية كانوا ينتظرون اللحظة المناسبة لإخراج النظام من مناطقهم وتكريس إدارتهم الذاتية.. ويبدو إن النظام وبعد أن حقق عدد من الإنتصارات العسكرية والسياسية على قوى المعارضة، ها هو يلتفت إلى الكورد ويريد أن يقوي نفوذه في المناطق الكوردية، مما جعله يدفع ببعض عملائه ومرتزقته لخلق هذه الصدامات العسكرية في مدينة قامشلو.

وبالتالي فإن على شعبنا وعلى الأخص الحركة السياسية الكوردية ومثقفيها وقادتها؛ أن يدركوا المخاطر الجدية والتي سنواجهها في المرحلة القادمة حيث وللأسف فإن خطاب كل من النظام والمعارضة السورية هي بإتجاه إنكار حقوق شعبنا القومية والإكتفاء بمفهوم المواطنة لكل السوريين مع الإبقاء على الهوية العربي لسوريا.

ولذلك فإن المطلوب من كل الأطراف والقوى الكوردية وعلى رأسهم؛ حركة المجتمع الديمقراطي بحكم إنهم يملكون السلطة في المناطق الكوردية والمجلس الوطني الكردي وأحزاب التحالف الوطني الكوردية إيجاد صيغة للتوافق على ورقة وطنية كوردية مشتركة تمثل إرادة ومطالب وحقوق شعبنا كشريك سياسي أساسي يعيش على جغرافية كوردستانية وليس فقط مواطنين سوريين.

129

أما دون ذلك والمضي قدماً بهذه (السياسات الحمقاء) للحركة الكوردية في خلق المزيد من الشروخات والإنقسامات الداخلية وممارسة سياسات التخوين بحق الكتل والأحزاب والقوى الأخرى، فإنه سيجعلنا ندفع أثماناً غالية ونخسر الكثير من المكاسب على الأرض وربما نعيد تجربة الآباء والأجداد؛ بأن نخسر كل شيء وننتظر فرصة تاريخية جديدة قد لا تأتي أبداً.. ولذلك أدعوا أبناء وبنات شعبنا أن يقفوا في وجه الإنقسام الحزبي للحركة الكوردية ويقولوا لقادتها جميعاً؛ كفوا عن حماقاتكم السياسية لينال شعبنا حقوقه القومية والوطنية.

 

130

مراد قره يلان

..”إن وحدنا صفوفنا حينها ستكون كردستان حرة”.

 

أدلى السيد مراد قره يلان بتصريح مهم للإعلام في عدد من القضايا الكوردستانية الإستراتيجية حيث من جملة القضايا والمواقف التي طرحها كان:

 

1_ هناك أزمة في جنوب كوردستان ومن مصلحة كل الأطراف الكوردستانية، بما فيها منظومة العمال الكوردستاني حلها وليس تأزيمها وذلك من خلال الحوار وتوحيد الصف الكوردستاني وأن منظومة العمال لن تنحاز لطرف على حساب طرف آخر.

 

2_ “بات الجميع يعلم بالاوضاع التي يمر فيها الشرق الاوسط، واصبح الشعب الكردستاني لاعب اساس في المنطقة، دفع ثمن ذلك دماء الالاف من الشهداء، لذا فان اتفاقيات سايكس بيكو ولوزان لن تبقى ولن تستعاد”.

 

3_ إن “كردستان تعاني من احتلال عميق.. رغم تاريخ الشعب الكردستاني العريق الا انه اكثر الشعوب التي تعرض في الشرق الاوسط للانكار، لكن شعبنا الكردستاني يبدي مقاومة منذ اكثر من 90 عام”.

 

4_ “مهما اختلف المحتلين بين بعضهم البعض الا انهم على القضية كردستان لهم الموقف المعادي الواحد”.

 

5_ إن حزب العدالة والتنمية يمارس الخاصة مع الكورد وهو يناور ويراوغ في حواراته مع منظومة العمال الكوردستاني منذ “مباحثات اوسلو، من ثم مباحثات ايمرالي” وقال بان تلك المباحثات والمحادثات لم “تخدم قضيتنا شيء بل جاءت لابادتنا.. لان كل محاولاتهم هو ان لا يكون هناك وجود لكردستان”.

 

6_ أعداء كوردستان يحاولون خلق عداء وإقتتال كوردي كوردي “لطمس كوردستان” حيث قال في خطابه؛ و”لطمس كردستان تعمل جميع مؤسسات الاعداء الاستخباراتية وغيرها بجهد كبير لتوجيه الكرد ضد ببعضهم البعض، كما كان في اعوام 1920، تقوم تلك المؤسسات بتخطيط كبير لشن حرب نفسية، بهدف خلق الفتن بين الاطراف الكردسانية وابعادهم عن بعضهم البعض”.

 

7_ وكذلك فإن السيد قره يلان قد نفى في خطابه أي مسؤولية لمنظومة العمال الكوردستاني عن قضية تفجير أنبوب نفط الإقليم لتركيا وأتهم “الكونترا التركية والاستخبارات” بالترويج لتلك الدعايات المفبركة من أجل خلق إقتتال كوردي كوردي.

131

8_ وبخصوص الترويج الإعلامي لمسألة أن لدى (حزب العمال الكردساني الى جانب حركة كوران “التغيير”) النية بأن “يقيما انتفاضة في رانيا وقلادزي” فقد قال قره يلان؛ بأن “كلها اكاذيب لا ساس لها من الصحة، جائت لغرض الفتنة” وأن “فقط الاعداء مستفيدون من تلك الادعاءات” وتوجه بالنداء لكل من الحزب الديمقراطي الكوردستاني والإتحاد الوطني قائلاً: “رفاقي لاشيء مما يتم اشاعته صحيح، تلك مخططات عدائية، احتلالية، لنسف اي علاقة بيننا، لنعادي بعضنا البعض، بتلك المخططات يريدون تدمير كردستان وهذه هي الحقيقة”.

 

9_ “الدولة التركية تنفذ مجازر بحق شعبنا في شمال كردستان، اكثر من 300 مدني استشهدوا على يد الدولة الوحشية، سياسين ناشطين ورؤساء بلديات مدن شمال كردستان استشهدوا، كل هذا لاجل ان ترهيب الشعب الكردستاني”.

 

10_ علاقة تركيا مع جنوب كوردستان إقليم كوردستان هي لمصالح تركيا ولضرب الحركة الكوردستانية حيث قال قره يلان “الان يقوم اردوغان وداوود اوغلو توطيد علاقة صداقة مع مسؤلي جنوب كردستان، ويقومان في الوقت ذاته بحفر مقبرة لهم، يجب ان نعلم لو قام العدو بابادتنا فانهم بذلك يبيدون جنوب كردستان” وأضاف “لماذا يكنون كل هذا العداء لروجافا، ووقفوا ضد كل العالم في سبيل ذلك وهم نفسهم يقولون ارتكبنا خطأ في العراق ولن نكرره في سوريا، ولن نسمح للكرد بمشاركة دولة فيدرالية في سوريا.. اردوغان فقط لاجل مصالحه يصادق جنوب كردستان”.

 

11_ وبخصوص الخلافات بين الأطراف الكوردستانية قال؛ “الان يوجد بيننا مشاكل كاطراف كردستانية لكن برأي سنتمكن من حلها عبر الحوار، اليوم يجب ان نكون صفاً واحداً، المرحلة تتطلب وحدة وطنية، واذا لم نتمكن من ذلك على الاقل يجب ان لا نعادي بعضنا البعض، وان نتحرك بحكمة دون ان نضر بمصالح بعضنا البعض، علمنا ان هناك اطراف اجنبية تهمس في اذان اخوتنا تقول ((لا توطدوا علاقتكم مع حزب العمال الكردستاني ولا تقلصوها مع تركيا فاذا حدث عكس ذلك سوف لن تحصلوا على دولة، واذا ما وطدتم علاقتكم مع الدولة التركية فالدولة بانتظاركم والدولة التركية ستدعمها))، وانا اقول هذا غير واقعي ابداً، فلوا قبلت جميع دول العالم ان تقام دولة جنوب كردستان سوف لن تتقبلها الدولة التركية، اكتبوا هذه الكلام في مكان ما ليشهد التاريخ”.

 

وأخيراً فقد ختم السيد مراد قره يلان خطابه للصحافة بالنداء الأخوي الكوردستاني والدعوة لوحدة الموقف والصف الكوردي حيث قال: “شيء واحد يجب علينا القيام به هو ان نوحد صفوفنا حينها ستكون كردستان حرة”.. فكل التحية والتقدير لمواقف هذا القائد الكوردستاني في خطابه الأخوي ولقراءته العقلانية مع التمنيات أن تبادر كل الأطراف الكوردستانية إلى توحيد المواقف السياسية في القضايا الوطنية الكوردستانية.

 

http://www.rojnews.org/ar/haber/529/pkk.html

 

132

مشاركة الكورد

بتحرير كل من الرقة والموصل.

 
الحوار المتمدن-العدد: 5174 – 2016 / 5 / 26 – 17:19 

المحور: القضية الكردية 

إننا نسمع مؤخراً الكثير من الجدل السياسي والفيسبوكي بخصوص مشاركة القوات الكوردية في تحرير كل من الرقة والموصل وعلى الأخص مشاركة قوات الحماية الشعبية في تحرير مدينة الرقة السورية وما الفائدة منها.. بكل تأكيد؛ إن تحرير المدينتين هي ضمن المشاريع الأمريكية في المنطقة وإعطاء بعض أسباب القوة للإدارة الديمقراطية الأمريكية في منافستها للحزب الجمهوري وخاصةً الإنتخابات على الأبواب وبالتالي فإن الغاية والهدف الأساسي من العملية برمتها تقع ضمن الأجندات الحزبية والإنتخابية الأمريكية في تحجيم “داعش” بكل من سوريا والعراق، لكن هل يعني ذلك بأن على الكورد أن ينأووا بأنفسهم عن هذه المشاركة في العمليات الحربية.

ربما الكثير من الإخوة والأصدقاء وإنطلاقاً من القراءة السابقة وكذلك لخوفهم من أن تكون هذه العمليات سبباً للمزيد من الإحتقانات والحروب الداخلية بين الكورد والعرب مع العلم أن معاداة شعبنا كانت دائماً ضمن أولوية أجندات هذه الشعوب والأنظمة الغاصبة لكوردستان وبالتالي لا يحتاجون لأي (مبررات أخرى) لمعادات شعبنا؛ كونها موجودة بالأساس كذلك وبالإضافة إلى ما سبق فإن الإنقسام السياسي بين المحاور الإقليمية جعلت البعض يرفض أي مشاركة كوردية في تحرير مدينة الرقة من “داعش”، لكن بقناعتي فإن هؤلاء الإخوة والزملاء يتناسون قضية جد مهمة، ألا وهي: مسألة الإرهاب في العالم وبأن الكورد وقواتهم العسكرية؛ البيشمركة ووحدات حماية الشعب باتوا شركاء حقيقيين مع العالم الغربي المدني في محاربتها وبالتالي فإن من مصلحة شعبنا وقضيتنا محاربة الإرهاب إلى الأخير، كونها نقطة إرتكاز رافعة لكوردستان.

وأخيراً نقول لكل أولئك الأصدقاء؛ بأن شعبنا دائماً كان يقدم القرابين والتضحيات ضمن مشاريع الآخرين وكملحقات بهم وبالأخير تبقى لنا المقابر وجماجم القرابين، بينما هم كانوا يحققون المكاسب والإمتيازات وربما هذه هي المرة الأولى التي يكون فيها الكورد هم أصحاب المشروع السياسي وبالتالي فإن تضحياتهم تكون لغاية وهدف وطني كوردستاني وليس دماء مجانية لصالح الأطراف الإقليمية وشعوبها ومشاريعهم وأجنداتهم التي كانت على

133

الأغلب ضد مصالح شعبنا الكوردي.. وآخراً؛ فإن كنا سنكون أتباع وملحقات للآخرين، فلنكن لأسياد العالم وليس لوكلائهم المحليين وأعتقد بات الكورد مرشحين ليكونوا الوكلاء الجدد لهؤلاء الأسياد في منطقة الشرق الأوسط الجديد، بدل الوكلاء التاريخيين.

مكتبة “رودي وبروين”

.. تلخص ملحمة شعب وقضية!!

 

إننا سوف نقف اليوم على ملحمة عائلة كوبانية، تلخص ملحمة شعبنا الكوردي وقضيته الوطنية، بل وتاريخه النضالي ضد قوى الإستبداد والظلام لنيل حقوقه الوطنية والقومية وقد أرسل المعلومات أحد الأصدقاء الذين تعرفت عليهم في أقبية الأمن السياسي بالفيحاء بدمشق حيث كانت منفردته تقابل منفردتي.. وإليكم الآن ملحمة هذه العائلة البطلة وذلك من خلال قصة الأخ “عدنان حسن” وإفتتاح مكتبة كوردية بكوباني، فمن هو عدنان وما حكايته، بل مأساته التراجيدية.

 

عدنان حسن؛ كان طالباً جامعياً بجامعة دمشق قسم الحقوق وقد ترك الجامعة وتفرغ للمكتبة الكوردية التي أفتتحها في بيته الكائن بكوباني، لكن لإفتتاح المكتبة تلك مأساتها وتراجيديتها وبنفس الوقت تأكيد على الجانب الملحمي والبطولي لشعبنا وتوقه للحرية والإستقلال حيث صاحبها؛ “عدنان حسن” هو شاعر وأستاذ للغة الكوردية ترك الجامعة منذ بداية إنطلاق الأحداث في سوريا وعاد لكوباني ليكون أستاذاً ااغة الكوردية وإفتتاح المكتبة جاءت كتحقيق لرغبة أخيه الذي راح ضحية الجماعات التكفيرية السلفية تنظيم داعش وهو “أي الأخ عدنان” ينحدر من عائلة وطنية لها تاريخها العريق في خدمة القضية.

 

إن الأستاذ عدنان حسن؛ هو أحد أساتذة اللغة الكوردية كما ذكرنا بل وإن العائلة عموماً خدموا هذا الجانب المهم في قضية شعبنا ونقصد به الجانب اللغوي والثقافي حيث والده راح قرباناً في تفجير الهلال الأحمر بكوباني وذلك قبل عدة سنوات(13/11/2013)، كما وأن أخته شيرين كانت مقاتلة ضمن لبوات قوات حماية المرأة وقدمت روحها في سبيل بلدها وشعبها في معارك كوباني مع التنظيم السلفي التكفيري “داعش”.. وكذلك والدته وأخيه الذي يكبره مع زوجته؛ عروس عشرون يوماً وأيضاً أخته الصغرى وعمه مع أولاده، راحوا قرابين مجزرة حزيران التي وقعت بكوباني عام 2015 على يد قوى الظلام الداعشية.

 

وهكذا ولكون إفتتاح مكتبة كوردية كانت رغبة أخيه “رودي” وزوجته “بروين” الذين كان بدورهما أستاذين للغة الكوردية وراحا ضحية لمجزرة التكفيريين، فقد قرر الأستاذ عدنان وإخوته وأخواته الباقين على إفتتاح المكتبة والتي تضم حالياً بحدود ألف كتاب باللغة الكوردية وستكون هناك قاعة للمطالعة في بيتهم الذي شهد المجزرة بحق العائلة وذلك على إسميهما، كما أن أخيهم الكبير أحمد والذي كان يعمل في الإغاثة وزوجته فقد تركا خلفهما ستة أطفال وأيضاً فإن أختهم “كلستان” أيضاً كانت أستاذة اللغة الكوردية.. إن هذه العائلة وبالمحصلة قدمت إثنا عشر قرباناً “شهيداً” على درب الحرية والإستقلال لشعبنا.

 

ويكتب أخيراً صديق منفردات الفيحاء وصاحب الرسالة مرسل المعلومات عن هذه العائلة الوطنية الكبيرة ليقول: أردت أن أحكي لك حكاية هذه المكتية الكوردية، كوني أعلم مدى حبك وتعلقك باللغة الكوردية وإن أردت أي معلومات أخرى يمكنك سؤالي أو سؤال صاحب المكتبة الأخ والصديق عدنان.. لكنني أعتقد بأنني لم أعد وكذلك الإخوة والأخوات القراء بحاجة لأي سؤال آخر وذلك بعدما عرفنا ملحمة هذه العائلة والتي تغني عن أي سؤال آخر.

134

وآخراً أقول؛ كل الشكر والتحية لك صديقي عنتر لإغناء الصفحة بهذه الإشراقة الجميلة، كما أقدم أجل وأعظم الشكر والعرفان والتقدير للأستاذ “عدنان حسن” ولكل أبناء هذه العائلة الوطنية الكبيرة التي قدمت أعز ما تملك لشعبها وقضيتها ونأمل أن نقدم من خلال هذه الصفحة جزءً يسيراً من التقدير لتضحياتهم الكبيرة متمنين أن يتم تكريمهم وتخليد ذكرى أولئك الذي قدموا أرواحهم في سبيل حياة أفضل لشعبنا وقضيتنا الكوردستانية.

 

ملاحظة؛ أرسل الصديق عنتر محمد؛ المعلومات باللغة الكوردية وقد قمت بترجمتها وتنقيحها ونأمل أن نكون قدمنا صورة واقعية عن ملحمة وطنية حية بيننا ..مرة أخرى كل التحية والتقدير لهم وللصديق عنتر ولكل الأهل والأصدقاء بكوباني وبكل مناطقنا الكوردية الذين يقدمون التضحيات في سبيل غدٍ أفضل لشعبنا وقضيتنا. وإننا نأمل كما طلبت إحدى الصديقات في تعليق لها أن يتم “إثراء و إغناء هذه المكتبة حتى تصبح مرجعاً قيماً في قادم الأيام” مع الشكر لكل من يقدم أي مساعدة لتطوير المكتبة التي تلخص هذه الملحمة الوطنية الكوردية، كما أن “عائلة الشهداء” توجه نداءً إلى كل من يستطيع مد يد العون لهذه العائلة وذلك حصراً من ناحية الكتب والثقافة وليس الأموال والتبرعات.

 

135

الأحزاب الكوردية

والوقوع في مصيدة سياسات الدول الغاصبة.

 

عندما تقول جهة ما غاصبة لكوردستان بأن؛ ((ليس لنا مشكلة مع الشعب الكردي العزيز)). وأن ((مشكلتنا فقط مع عملاء إيران))، وهم يقصدون بذلك كل من السيدين؛ “جلال طالباني و مسعود بارزاني”، بل ويضيفون بأن كل من ((جلال طالباني و مسعود بارزاني لا يمثلان الشعب الكردي العزيز..)) وبالمناسبة هذه من مقولات “صدام حسين” الرئيس العراقي المقبور.

 

وكذلك فعندما يخرج علينا السلطان الأرعن؛ “رجب طيب اردوغان” وهو يردد مقولات سابقيه بخصوص الطرف الكوردي الآخر ويقول: بأن ((الكرد أخوة لنا و نحن ندافع عنهم..))، لكن لا ينسى أن يضيف بأن؛ حزب الاتحاد الديمقراطي ((ليس له علاقة مع الكرد و هم ليسوا أكراداً، بل عملاء لنظام الأسد..)). طبعاً هنا ينسى الرجل؛ لم هو يردد بمناسبة ودون مناسبة؛ بأن هذا “الحزب أي حزب الاتحاد الديمقراطي انفصالي ويريد إنشاء كيان كردي في شمال سوريا”.

 

نعم .. عندما تخرج علينا الأنظمة الغاصبة بتلك المقولات الإعلامية والبروباغندا التخوينية بحق القيادات والأطراف الكوردية، فإننا ندرك بأن تلك هي السياسة التي مارسها المستعمرون معنا على طول التاريخ القديم والحديث وذلك لضرب الشخصيات والحركات الوطنية، أو بعبارة أوضح؛ إنها تندرج في إطار سياسات الدول الغاصبة لكوردستان لإضعاف الحركة الكوردية وبالتالي فنحن “نتفهم” تلك السياسة الاستعمارية من جهة هذه الحكومات الغاصبة، وإن كنا نصارعها.

 

لكن أن تلجاً بعض الشخصيات والحركات الكوردية والأخذ بتلك المقولات، فهنا تكمن الكارثة حيث وللأسف؛ فإن أحزابنا ونتيجة الحقد والخلاف الحزبي يرددون ويروجون لهذه السياسات والمقولات التخوينية وذلك فقط من أجل ضرب الطرف السياسي الكوردي الآخر وينسوّن أو بالأحرى يتناسوّن إنهم بذلك يضربون القضية الكوردية في العمق حيث ضرب حوامل المشروع يعني نسف المشروع من الأساس والكل يعلم بأن؛ الأحزاب الكوردية هي عموماً روافع وحوامل القضية والمشروع الكوردي.

 

http://xeber24.org/archives/5301

 

136

الإدارة الذاتية

بين الاستحقاق الإنتخابي والقبول الشعبي!!

 

 

 

الحوار المتمدن-العدد: 5645 – 2017 / 9 / 20 – 21:21 

المحور: القضية الكردية 

إننا وفي الوقت الذي نشهد فيه جدلاً سياسياً واسعاً في الوسط السياسي الكردي والإقليمي عموماً، بل وحتى الدولي حول مسالة الاستفتاء واستقلال إقليم كردستان (العراق) وتداعياتها الإقليمية والدولية، فإن صراعاً آخراً يدور في ساحة كردستانية أخرى وإن كانت بدرجة أقل حدةً وضجيجاً، إلا غنها لا تقل أهميةً بخصوص المسألة الكردية ومصير شعبنا وعلى الأخص في روج آفا الإقليم الكردستاني الملحق بالدولة السورية حيث سوف تجد الأيام والشهور القادمة عدد من الانتخابات بخصوص الكومينات والمجالس الإقليمية، مما دفع لعدد من القوى السياسية وعلى رأسهم النظام السوري بأن يصعد خطابه ضد سياسات الإدارة الذاتية، بل وجدت المسالة غهتماماً لدى عدد من النخب الثقافية الكردية وغير الكردية للوقوف على الموضوع ومنها منشور للأستاذ “سليمان يوسف” والذي نشره على صفحته الفيسبوكية حيث كتب:

((انتخابات “الادارة الذاتية الكردية” بين الممارسة الديمقراطية والابتزاز السياسي: من بين الاجراءات المطلوبة لممارسة “الحق الانتخابي”، في الانتخابات التي تستعد ما يسمى بـ”الإدارة الذاتية الكردية” القيام بها على مراحل في مقاطعاتها الثلاث (الجزيرة- الفرات- عفرين)، تبدأ بـ (الكومينات) يوم الجمعة القادم 22 ايلول، على الذين عمرهم ( 18 وما فوق) تقديم صورة شخصية للحصول على البطاقة الانتخابية. من غير أن ندخل في مسالة الشرعية الدستورية لهذه الادارة من عدمها وقانونية ما تقوم به، اعتذرنا كعائلة للجان المكلفة عن تقديم الصور الشخصية وعن المشاركة في الانتخابات ترشيحاً وتصويتاً. رغم أن خيارنا هو من الحقوق الديمقراطية الأساسية. لكن يبدو ان ممارستنا لحقنا الديمقراطي لم يُعجب القائمين على “دويلة الشعوب والأمم الديمقراطية”. للأسف لقد سمعنا كلاماً من الـ(ناشطات) اللواتي جئن الى البيت يوم أمس، يطلبن الصورة الشخصية، ما كان يجب أن نسمعه من الذين يدعون الديمقراطية والحرص على حماية حرية وحقوق وأمن الاخرين)).

137

ويضيف كذلك؛ ((قيل لنا: “ان البطاقة الانتخابية (والمتحدثة تلوح بها) هي بمثابة بطاقة (هوية شخصية) مدتها 8 سنوات. الشخص الذي لا يحصل عليها سيُحرم من جميع الخدمات (مازوت وغيرها) ومن الحقوق الأخرى ،مثل إجراءات بيع وشراء العقارات والاملاك، ولن تُسير له اي معاملة في دوائر الادارة الذاتية ما لم يكن حاملاً البطاقة الانتخابية أو بالأحرى “البطاقة الشخصية” الصادرة عن الادارة الذاتية”، ختمن كلامهن بالقول: ” اعذر من انذر”. سؤالنا للقائمين على “الادارة الذاتية الكردية”: هل ابتزاز الناس والتضييق عليهم والتهديد بالحرمان من جميع الحقوق كل من لا يشارك في انتخابات الادارة ، اسلوب حضاري، يتوافق ويتماشى مع الشعارات الديمقراطية والحريات الفردية والسياسية ومع مشروع “الأمم والشعوب الديمقراطية” التي تزعمون بأنكم تعملون لأجله؟؟ أم أن “الابتزاز السياسي” والتهديد بالعقاب هو الاسلوب المفضل لديكم- كما كان لدى النظام الاستبدادي البعثي العروبي الأسدي- في إكراه الناس وإجبارهم على الرضوخ لسلطتكم (سلطة الأمر الواقع) والقبول بإدارتكم، التي مازالت تفتقر الى الاعتراف و الشرعية الدستورية والشعبية؟؟!!!)).

للأسف نلاحظ من لغة المنشور والمصطلحات المستخدمة مثل؛ (ما يسمى بـ”الإدارة الذاتية الكردية”)، (“دويلة الشعوب والأمم الديمقراطية”)، (من غير أن ندخل في مسالة الشرعية الدستورية لهذه الادارة من عدمها وقانونية ما تقوم به) .. بأن قضية القبول بهذه الإدارة ما زالت مرهونة بقضايا عدة وأهمها مسالة الحسم مع النظام حيث ربما البعض ما زال يتخوف والبعض يأمل بعودة النظام السوري وميليشياته للتحكم في المناطق الكردية والشمال السوري عموماً؛ البعض خوفاً على مصالحه والبعض الآخر حقداً على الإدارة الذاتية وبعيداً عن تلك (المخاوف والأماني) وكذلك بعيداً عن الإدعاءات الديمقراطية والتنظير السياسي فإننا كتبنا تعليقاً على المنشور وقلنا للأستاذ يوسف بأنه؛ من المعلوم (إن لم تحمل البطاقة المدنية “الشخصية”، فإنك تعرض نفسك للمساءلة القانونية وذلك في أي بلد بالعالم، إن كان ديمقراطياً أو غير ديمقراطي .. وإذا فعلاً سيعتبرون البطاقة الانتخابية بمثابة البطاقة الشخصية، فعليك نيلها ومن ثم تمارس حقك الانتخابي والديمقراطي بالتصويت بنعم أو لا أو حتى الامتناع عن التصويت)، وقد كتب هو الآخر رداً على تعليقي حيث قال:

“استاذ بير .. اقدر كلامك واتفهمه .. لكن باعتقادي مثل هذه الاجراءات هي سابقة لآوانها وستسبب الكثير من المتاعب والاشكالات للمواطنين لطالما يوجد نظام قائم بمختلف مؤسساته وهو يمارس سلطانه العسكرية والمدنية في مقاطعة الجزيرة من غير يعترف بالادارة الكردية وبكل ما يصدر عنها من وثائق وقوانين .. عزيزي لم يحدث في التاريخ أن شعباً حكم من قبل سلطتين في ذات الوقت ، إلا وهو تحت الاحتلال والغزو الأجنبي.. فهل تتعاطى جناعة الادارة الكردية مع النظام السوري في مقاطعة الجزيرة على أنه سلطة احتلال ؟؟ وهل هي قادرة على طرده بشكل نهائي والتخلص منه ، خاصة بعد أن بدا يسترد قوته وشرعيته الدولية شيئاً فشيئاً ؟؟؟ تساؤلات يطرحها كل مواطن يعاني من أزدواجية السلطة في مقاطعة الجزيرة السورية … مع الشكر لكم ..”. وإنني بدوري كتبت له الرد التالي:

138

“أستاذ سليمان .. إنني أقدر مخاوفك أو بالأحرى تساؤلاتك وهي مشروعة بكل تأكيد وأعتقد هي حالة عامة وليست قضية شخصية ولكن علينا أن نعلم بأن الإدارة الذاتية ستكون في حالة صراع وجودي مع النظام خلال الفترة القادمة وذلك بعد أن كانت هناك فترة المهادنة نتيجة مصالح الطرفين لتوفير الجهد والإمكانيات في صراعهما مع القوى والأطراف الأخرى .. وبالتالي فهي واحدة من إثنتين؛ إما نجاح النظام تماماً والقضاء على الإدارة الذاتية والعودة بالبلد إلى ما قبل 2011 أو أن تفرض الإدارة الذاتية وجودها وسلطتها ويجبر كل الأطراف وبما فيه النظام بدمشق القبول بالأمر الواقع وبالتالي تصبح هي السلطة الأقوى في المنطقة المشمولة بالإدارة الذاتية وذلك على غرار تجربة الإقليم الكردستاني مع بغداد .. وبقناعتي؛ فإن الأمور والمنطقة ذاهبة بهذا المسار حيث لا يمكن أن يخرج الأمريكان من الصراع والمنافسة بدون إمتيازات وحصص ويبدو أن “الشمال السوري” سيكون من حصتهم صديقي .. لكم أيضاً الشكر”. وجاءني منه الجواب التالي:

“بير رستم كل ما تفضلت به هو قراءة سياسية ويدخل في إطار الاحتمالات .. لكن للأسف القائمين على الادارة الكردية يتصرفون وكأن الأمور حسمت لصالحهم والنظام الى الزوال وهم في سباق مع الزمن السوري في تثبيت سلطتهم ،فيما الحقيقة أن الأزمة السورية هي مفتوحة على جميع الاحتمالات .. لا نريد أن يذهب ابناء الجزيرة ضحية حسابات وتقديرات خاطئة للقائمين على الادارة الكردية أو لجهات أخرى .. الواقع شديد الحساسية والتعقيد على الحريصين على حياة ومستقبل وأمن الناس التعامل بحكمة وواقعية وعقلانية ووضع مصالح الناس في قائمة الاولويات وليس مصالحهم الحزبية الضيقة .. لك الشكر”. وكانت إجابتي الأخيرة له ما يلي:

“أعتقد ما تفضلت به وذلك بصدد ما طرحته أنا في تعليقي والقول؛ بأنها قراءة سياسية تنطبق تماماً على مقولاتك وتعليقاتك عزيزي حيث كل منا يقدم قراءته السياسية وهي تكون في باب الاحتمالات وليس اليقينيات وبالتالي فإن الإدارة هي الأخرى ووفق قراءتها للواقع السياسي العام تقوم بما تراه من إجراءات إدارية وقانونية وبالأخير سيحكم التاريخ على قراءاتنا جميعاً .. اما وبخصوص دفع الثمن، فأعتقد بأن السوريين ومنذ أحقاب يدفعون الثمن وليس فقط منذ سنوات ما عرفت بالأزمة أو الثورة .. والشكر لك” .. وأخيراً نأمل أن تساهموا معنا في وضع النقاط على الحروف حيث للأسف ليس فقط المشروع الكردي في إقليم كردستان مهدد من الجيران، بل ربما الإدارة الذاتية تعيش اكثر مراحلها خطورةً وتتطلب منا جميعاً الوقوف غلى جانبها ودعمها معنوياً وعسكرياً وسياسياً حيث الأيام والأشهر القادمة سوف تحدد الكثير من ملامح الاستقلال للقرار السياسي للإدارة الذاتية في روج آفا والشمال السوري والمطلوب إدارة المرحلة بحنكة سياسية كبرى.

 

139

الإدارة الذاتية

وعوائق تطوير التجربة مستقبلاً!!

 

 
الحوار المتمدن-العدد: 5578 – 2017 / 7 / 11 – 12:15 

المحور: الثورات والانتفاضات الجماهيرية 

أعتقد وبعد اقتراب دحر “داعش” من الرقة وإعلان النصر كما تم إعلانها في الجانب الآخر؛ الموصل بالعراق، ستكون من الضرورة العمل على عدد من المسائل والقضايا الهامة: أولاً- طلب ضمانات من الجانب الأمريكي لإيقاف التهديد التركي المستمر ضد الإدارة الذاتية بحجة إنشاء كيان كردي مستقل وذلك على الرغم من التأكيدات الكردية، بأن المشروع السياسي للإدارة الذاتية هو التوافق على مشروع دولة إتحادية فيدرالية على إمتداد الخارطة السورية كحل مناسب بحكم التنوع الثقافي الأعراقي في البلد وهو الحل المناسب برأينا وبرأي بعض التيارات والشخصيات الليبرالية العلمانية والديمقراطية في سوريا .. وبالتالي ودون حل هذه المعضلة سيكون هناك ما يعيق تقدم وتطوير التجربة، بل تهدد وجودها بنيوياً.

أما النقطة الثانية والتي يجب أن تركز عليها الإدارة الذاتية في تطويرها فهي مسألة الإنتقال من العمل بالذهنية الحزبية إلى ذهنية الدولة والمؤسسة وقد تطرقت ولأكثر من مرة لهذه النقطة وقلت وأعود أقول وأؤكد؛ بأن دون الإنتقال والعمل وفق مبدأ وذهنية الدولة سيبقى هناك إشكالية في العلاقة بين الإدارة والمجتمع حيث تكون تلك العلاقة محكومة بواحدة من إثنتين؛إما تحت نسق الموالاة والعداء وذلك بحسب الإنتماء السياسي الحزبي وبالتالي إستمرار الإنقسام المجتمعي أو الإكراه والإذلال للصوت المعارض وتهميشه في أحسن الأحوال .. وفِي الحالتين النتيجة واحدة؛ وهي الذهاب إلى المزيد من القمع وحجز الحريات وإنتاج نظم استبدادية أو لنقل ديكتاتوريات محلية على غرار تجربة الدول العربية والشرق أوسطية عموماً!

140

ولذلك فإن المطلوب -وكما أسلفنا- يكون بالذهاب إلى الإنتقال من مرحلة كيان أو إدارة الحزب إلى التأسيس لكيان المؤسسات ودولة القانون بحيث يكون الفرد مواطناً له من الحقوق والواجبات نفسها بعيداً عن “مفهوم الرفاقية” المعتمد حالياً في سلوكية العلاقة بين الفرد والإدارة الذاتية والتي تذكرنا بالسوفوخوزات والكولخوزات الإشتراكية التي أفقرت المجتمعات الأوربية الشرقية التي خضعت للأيدلوجية الشيوعية، أفقرتها ليست فقط على الصعيد المادي وإنما الفكري والثقافي أيضاً وهذا ما لا نأمله لتجربتنا الفتية، رغم أن كل الدلائل تشير بأننا ذاهبون لتجربة مماثلة لتجربة البلدان الإشتراكية ولكن تحت مفهوم فلسفي آخر هي “فلسفة الأمة الديمقراطية”.

وبالتالي وتجنباً للتجربة الاشتراكية فمن الضروري الالتفات إلى الحياة المجتمعية المدنية وعدم التعويل فقط على الجانب العسكري وأخذ المجتمع والقوى السياسية والمدنية رهينة تحت مفاهيم “شرعية الثورة” والتضحيات وبأن المرحلة تحتم علينا أن نؤجل الحياة السياسية ودولة القانون لمرحلة قادمة. وبالتالي المزيد من الضغط على المجتمع والحجز على المزيد من الحريات بحجة الخطر الخارجي أو الداخلي وفقط للتذكير فإن إسرائيل وفِي قمة أزمتها بحرب أكتوبر 1973 قامت الجماهير بإسقاط حكومة غولدمائير لأدائها السيئ وحملتها النتائج السيئة للحرب وخاصةً في أسبوعها الأول، مع العلم أن إسرائيل وخلال الأيام والأسابيع التالية حققت نتائج كبيرة وأستولت على أراضي عربية جديدة.. بينما الدول العربية وحكوماتها ما زالت تكذب على شعوبها وبأنها حررت أراضيها وها نحن نرى الفرق بين التجربتين؛ تجربة الدول العربية والتجربة الإسرائيلية.

إذاً؛ فإن قضية الحروب والصراعات لا تعني إلغاء التعددية السياسية والحجز على الحريات وكم الأفواه والذهاب بالمجتمع إلى دولة الإرهاب والقمع والديكتاتوريات بحجة الحفاظ على أمن وسلامة الدولة والكيان السياسي الناشئ والفتي أو بحجة أن هناك تهديدات خارجية حيث لا أمان وضمان للحفاظ على سلامة الأمن الداخلي ولا مانع ومتراس أمام العدوان الخارجي، أكثر من الوحدة الوطنية والتي تتأسس على مفهوم المواطنة الحقة؛ ذاك الإحساس الداخلي بإنتمائك لهذا الكيان وهو لن يكون من خلال الفرض والإرهاب والقمع بكل تأكيد، بل من خلال الوعي والمشاركة والحريات العامة والحفاظ على كرامة الإنسان والتي تلعب فيها مؤسسات المجتمع المدني والحركات السياسية والثقافية الدور الأكثر حسماً وذلك من خلال حكومات شراكة وطنية.

وبالتالي وانطلاقاً من المفهوم السابق؛ فإننا ندعو الإخوة في الإدارة الذاتية وحركة المجتمع الديمقراطي بالمبادرة إلى الإنفتاح على كل التيارات والشخصيات والأحزاب وفِي مقدمتها أحزاب الحركة الوطنية الكردية؛ المجلس الوطني الكردي والتحالف الوطني والحزب الديمقراطي التقدمي وغيرهم من الأحزاب والحركات وذلك بالدعوة لحوار وطني مصغر ب”روج آفا” على غرار المؤتمر الوطني الكردستاني، حيث لا يعقل أن تدعو لمؤتمر وطني على مستوى كردستان بأقاليمها الأربعة وأنت تشكًو من الإنقسام والتشتت الداخلي، مثلما لا يعقل أن تقول بالديمقراطية وتحرّم أقرب حزب سياسي لك -نقصد حزب الوحدة- من المشاركة معك في الإدارة الذاتية .. إنها قضايا وأسئلة برسم الإجابة عليها من قبل القائمين على شؤون مناطقنا وكانتوناتنا في “روج آفا”، نأمل الإجابة عليها بهدف الإرتقاء بالمجتمع والمنظومة السياسية لتلك الإدارات الكردية.

 

141

الأمريكيون

مجبرون للإعتراف بالإدارة الكردية!!

الحوار المتمدن-العدد: 5591 – 2017 / 7 / 25 – 04:58 

المحور: القضية الكردية 

ربما تكون قضية الاعتراف السياسي بالإدارة الذاتية الكردية من أهم القضايا والأسئلة الملحة والمطروحة في الواقع الكردي شعبياً وإدارياً على مستوى القيادة السياسية، بل وعلى مستوى الإهتمام الإقليمي والدولي ومراكز الأبحاث العالمية، فها هو (الباحث نوح بونسي، كبير محللي “مجموعة الأزمات الدولية” للشؤون السورية)، وبحسب موقع وقناة رووداو (يوضح موقف أمريكا من الإدارة الذاتية المعلنة في شمال سوريا)، حيث وبحسب القناة (قال بونسي، إن “أمريكا تحاول دائماً أن توازن بين تركيا ووحدات حماية الشعب”، لافتاً إلى أن “عدم اعتراف أمريكا بالإدارة الذاتية يرجع إلى تحالف واشنطن مع أنقرة وردود فعل سلبية من قبل الأتراك”).

ويضيف الموقع (وبيّن أن “أمريكا ترى أن مستقبل شمال سوريا السياسي يجب أن يتم إقراره عن طريق مفاوضات السوريين أنفسهم”، مشيراً إلى أن “أمريكا حالياً تركز على معركة الرقة التي تجري الآن ضد داعش، وأستطيع أن أقول إن الملف السياسي للكورد ولشمال سوريا مؤجل في واشنطن، وأعتقد أننا لن نرى أي اعتراف سياسي من قبل أمريكا بالإدارة الذاتية في المرحلة الحالية”). وهكذا فإن تصريح السيد بونسي يكشف من جهة الإهتمام الأمريكي بالجانب السياسي أيضاً وليس فقط بالناحية العسكرية لحلفائهم كرد سوريا وتحديداً الإدارة الذاتية والمؤسسات التابعة لها في حربها على داعش!

لكن وبنفس الوقت؛ فإن الأمريكان يدركون حساسية الموضوع الكردي على المستويين السوري والإقليمي حيث أي إعتراف سياسي بالإدارة الذاتية سوف توحد مجموعة القوى السياسية المحلية والإقليمية ضد المشروع الأمريكي في إعادة رسم خرائط المنطقة الجيوسياسية والتي تتوافق مع مصالح القوى الإستعمارية الجديدة؛ الروس والأمريكان ولذلك جاء توضيح السيد بونسي وهو يقول؛ “أستطيع أن أقول إن الملف السياسي للكورد ولشمال سوريا مؤجل في واشنطن، وأعتقد أننا لن نرى أي اعتراف سياسي من قبل أمريكا بالإدارة الذاتية في المرحلة الحالية”، بمعنى هناك تفكير بالموضوع وهو في وارد التطبيق، لكنه مؤجل حالياً لأسباب إقليمية ودولية.

142

إن قراءتنا السابقة وإستنتاجنا قد يتوضح أكثر لو أطلعنا على تقرير لوكالة وصحيفة الحياة اللندنية بخصوص الصراع الروسي الأمريكي على النفوذ داخل الجغرافية السورية حيث جاءت في تقرير لها بأن؛ (الولايات المتحدة قد أعربت عن مخاوفها من أن تفقد موطئ قدمها في سورية بعد انتهاء الحرب ضد تنظيم «داعش»). وتضيف الصحيفة (وحذر رئيس قيادة العمليات الخاصة في الجيش الأميركي ريموند توماس من أن روسيا تتجه لإخراج أميركا من سورية على غرار ما فعلته مع تركيا. وأوضح في تصريحات على هامش «مؤتمر أسبن» الأمني الذي يعقد في ولاية كولورادو الأميركية أن روسيا بات لها موطئ قدم قوي في سورية. وأضاف: «لدينا معضلة، فنحن نعمل في بلد ذي سيادة هو سورية. الروس وأنصارهم وحلفاؤهم تمكنوا بالفعل من إبعاد تركيا من سورية. نحن على مقربة من اليوم السيئ الذي سيقول لنا فيه الروس: لماذا أنتم لا تزالون في سورية أيها الأميركيون؟»).

وتابع موضحاً بحسب الصحيفة: («إذا لعب الروس هذه الورقة، قد تكون لدينا الرغبة في البقاء، من دون أن تكون لدينا القدرة على ذلك». وفي سورية مئات الجنود الأميركيين من القوات الخاصة و «المارينز»، يعملون تحت قيادة توماس مباشرة). وتضيف الصحيفة (ونقلت مجلة «نيوزويك» الأميركية عن توماس قوله إنه في الوقت الذي تشكل فيه مكافحة الإرهاب أولوية بالنسبة إلى بلاده، إلا أن القانون والمواثيق الدولية يمكن أن تمنع الولايات المتحدة من البقاء في سورية، إذ لم ينل تدخلها موافقة الحكومة السورية، على عكس روسيا التي تدخلت بطلب من النظام السوري). كما أضافت الصحيفة أيضاً؛ بأن (وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف وصف الوجود العسكري الأميركي على الأراضي السورية بأنه «غير قانوني… هم جاؤوا غير مدعوين، وذلك ما يميّزهم عنا»).

وبالتالي وبحسب قراءة “ريموند توماس”؛ قائد العمليات الخاصة للجيش الأمريكي وأعتقد بأن أغلب المحللين السياسيين سوف يوافقون على تلك القراءة التي تقول: بأن أمام الأمريكان في المرحلة المقبلة؛ إما الرضوخ لقرار الحلف الروسي السوري الإيراني والخروج من الأراضي السورية أو إيجاد وضع ومخرج قانوني لتواجد قواتها على الجغرافية السورية. وهكذا فإن تلك القوات الأمريكية على مفترق أحد الخيارين السابقين، لكن أي قراءة واقعية للمشهد السياسي وما يتم أخذه من خطوات عملية على الأرض وذلك من بناء بنية تحتية لتلك القوات من مطارات وقواعد عسكرية، ناهيكم عن المصالح الحيوية للأمريكان في المنطقة وعدم تركها للروس وحدها، تؤكد على أن بقاء هذه القوات لأجلٍ طويل وأن خيار الخروج من المنطقة غير وارد على أجنداتها وبالتالي فليس أمام هذه القوات والحكومة الأمريكية إلا البحث عن وضع قانوني لتواجدها العسكري في روج آفا وعموم الشمال السوري.

وهنا أيضاً فإن الأمريكان أمام خيارين لا ثالث لهما؛ أي في قضية المخرج القانوني لوجودها العسكري في سوريا؛ فهي إما مجبرة على التنسيق مع المحور الروسي السوري الإيراني لتأخذ الموافقة من الحكومة السورية وبذلك تخضع لشروط الحلف وتتنازل عن مشروعها السياسي وذاك ليس بوارد ولأسباب عدة وأهمها؛ عدم حل المشكلة السورية حيث وقتها يعني الإقرار بالنظام وإنهاء للمعارضة والعودة لم قبل الأزمة وهذا ما لا يمكن تطبيقه عملياً وغير مقبول من قبل أطراف عدة محلية وإقليمية، بل أن لغة العقل والمنطق وحركة التاريخ ستكون من أكثر

143

الأسباب والعوامل المعيقة حيث لا يمكن القفز فوق كل هذا الشرخ والدمار والدماء والعودة للمربع الأول، ناهيكم عن مصالح تلك الأطراف الإقليمية والدولية التي تجبر على البحث عن توافقات سياسية تلبي مصالح كل الأطراف والمكونات.

وبالتالي فليس أمام الأمريكان إلا الخيار الآخر؛ ألا وهو العمل على الإقرار والإعتراف بالإدارة الذاتية لتنال قواتها وقواعدها العسكرية المتعددة في روج آفا والشمال السوري شرعيتها وشرعية بقائها من هذه الإدارة الوليدة وذلك على مبدأ تدوير الشرعية.. ولذلك فإن الأمريكان مجبرون على الإعتراف بالإدارة الذاتية الكردية ولو كان الأمر مؤجل مرحلياً، كما قالها السيد نوح بونسي وأعتقد بأن تركيا أدركت هذا الأمر جيداً ولذلك فهي تحاول جاهدةً إفشال مشروع الإدارة الكردية من خلال بعض مرتزقتها، لكن تنسى بأن ما ينفذه الأمريكان اليوم قد خطط له من عقود وبأن ما يخطط لتركيا اليوم سوف تنفذ ربما بعد أقل من عقدٍ من الزمن حيث الجغرافيا السياسية القادمة للمنطقة سوف تضم ولادة عدد من دول جديدة وسيكون للكرد أكثر من كيان ودولة ضمن تلك الجغرافيا السياسية!!!

 

144

الدولة الوطنية (القومية)

هل انتهى عصرها كردياً وشرق أوسطياً؟!

 

 

 

الحوار المتمدن-العدد: 5620 – 2017 / 8 / 25 – 22:29 

المحور: القضية الكردية 

إنني خلال الأيام الأخيرة تطرقت في عدد من البوستات والمقالات لقضيتي الاستفتاء وإستقلال كردستان بخصوص إقليم كردستان (العراق) وكذلك لمسألة الانتخابات في روج آفاي كردستان كأهم حدثين كردستانيين مؤخراً وكتاباتي تلك شكلت نوع من الحوار والجدال بين الإخوة والأصدقاء وبعض الكتاب والزملاء المتابعين للصفحة ولكتاباتي ومن بين تلك الردود والتفاعلات ما كتبه الأستاذ والصديق سمير الشحف تعليقاً على الصفحة وهو يقول: “علينا ان نتفهم عالم اليوم .. عرب واكراد وكل القوميات في المنطقة، نحن الآن في زمن تفكيك الدولة القومية. أوربا تخلت دول الاتحاد الاوربي عن كثير من الخصوصية القومية لصالح تكتل اكبر من الدولة القومية ومن ابرز الميزات التي تخلت عنها تلك الدول (العملة لصالح العملة الموحدة اليورو، وصلاحيات البرلمان الاوربي. بينما العرب والاكراد يفتشون عن قوميتهم وتنشأ عداوات لا مبرر لها نأمل ان نرتقي إلى ما يؤهلنا لدخول القرن الحادي والعشرون بعقلية منفتحة بعيداً ضيق الافق القومي”. وهكذا فإن تعليق الصديق الشحف دفعني لأن أكتب له الرد التالي:

الصديق والأستاذ العزيز سمير الشحف

لا خلاف على ما تفضلت صديقي، لكن الاتحاد سيكون بعد تأسيس الدولة الوطنية للكرد ومن ثم تكون الاتحادات الشرق أوسطية حيث التجربة الأوربية مرت بنفس المرحلة وأقصد أوربا الغربية وقد رأينا محاولات الشيوعية بالقفز من فوق الدولة الوطنية من خلال مفهوم الإشتراكية والأممية الشيوعية، لكن أنهارت تلك الدول والإمبراطوريات لصالح الدول الوطنية (القومية) ومن ثم دخلت هي الأخرى تحت سقف الاتحاد الأوربي وذلك بعد تحقيق المنجز الوطني (القومي). وهكذا سيكون مصير الشرق الأوسط حيث غُيّبت بعض الشعوب عن المشهد السياسي في واقعنا وها قد حان الوقت وذلك بعد قرن كامل من تلك الإتفاقيات والمعاهدات الإستعمارية، ليأخذ الكرد مكانتهم ودورهم في الساحة الإقليمية من خلال تأسيس كيانهم المعبر عن شخصيتهم وهويتهم الوطنية والحضارية ومن ثم نلتقي صديقي لنؤسس كيانات إقليمية إقتصادية على غرار الاتحاد الأوربي.

 

145

الديمقراطيات لم تبني الأمم والدول!!

 

الحوار المتمدن-العدد: 5530 – 2017 / 5 / 24 – 05:55 

المحور: القضية الكردية 

إننا نسمع كثيراً عن استبداد الإدارة الذاتية في روج آفا (سوريا) بحق الناشطين والمعارضين على سياساتها وبالأخص بالنسبة لأعضاء وكوادر المجلس الوطني الكردي، حيث الملاحقة والاعتقالات والمضايقات وذلك ضمن سياسة أقرب إلى سياسات دول المنطقة وأحزابها وأيديولوجياتها بحيث تكون لها كل السلطات أو على الأقل تكون هي صاحبة الكلمة الأخيرة وما الآخرين إلا أن يقبلوا بدور كومبارس ثانوي، مما يدفع بالكثير من مناصري المجلس إلى رفض سياسات الإدارة الذاتية، بل ونعتها بكل الصفات بما فيه التخوين والعمالة للنظام السوري، لكن وبمراجعة سريعة لتاريخ الشعوب والدول، سوف نلاحظ بأن؛ تلك الدول والحضارات لم تبنى من خلال النيات الطيبة أو الديمقراطيات وخطابات المحبة، بل وللأسف فإن التاريخ يخبرنا بأن كل تلك الأمم شيدت على الجماجم ومن خلال الحروب وليس الحريات.

طبعاً سيحاول الكثيرين وكما في المرات السابقة أن يفسروا المقال على إنه تبرير للقمع والاستبداد وذلك على الرغم من تكراري الدائم؛ بأن لا مبرر للديكتاتوريات، لكن وعندما لا يكون هناك البديل الديمقراطي حيث الظروف التاريخية والمجتمعية غير مواتية لبناء هكذا كيان سياسي مجتمعي، فأنت ذاهب إما إلى الفوضى أو الخضوع لمشيئة الآخرين وبالتالي تبقى قضية الاستبداد الخيار الوحيد الذي أنت مجبر القبول به مرحلياً لبناء الكيان الخاص بك وبمشروعك السياسي ومن ثم العمل على إنجاز ثورتك الاجتماعية.. وفقط لنعد لتاريخ كل الدول والمجتمعات، فإننا سوف نجد بأن كان هناك دائماً أحد (الرموز الوطنية) قد تبوأ قيادة حركة ما وبها تمكن من تسيير المرحلة التاريخية لأجندات حركته وأجمع أو بالأحرى أخضع الأمة لمشروعه السياسي؛ “أجمعهم على كلمة واحدة” وذلك تكرر في كل العهود والجغرافيات منذ الثورات الدينية الكبرى كالإسلام والذي جعل من القبائل العربية المشتتة والخاضعة للروم والفرس أمة قوية تحت إمرة قائدها “محمد بن عبد الله” وكذلك كل حركات التاريخ الأخرى؛ القومية (بسمارك؛ الإمبراطورية الألمانية النمساوية) أو ما عرفت أخيراً بالاشتراكية والثورة الشيوعية وقائدها لينين.

146

وهكذا فمن يريد أن يبني وطناً والخروج من ظل الاحتلال والخنوع لا بد أن يدفع ضريبة ذلك دماً وحريات عامة للأسف حيث عندما تكون خاضعاً لحالة الاغتصاب على صعيد قضيتك الوطنية، مثل المسألة الكردية، وفي ظل واقع اجتماعي وسياسي متخلف قبلي مستبد، فإنك مجبر على تشييد حركة تملك من الحزم والقوة ما يجبر كل أطياف المجتمع المفتت للخضوع لها وهي بشكل أو آخر تعني الاستبداد.. ومن هنا يأتي قضية القبول بالأمر الواقع، كون لا بديل ديمقراطي في الظروف الآنية، لكن ذلك لا يعني التوقف عند نقطة التحرر من الاستعباد الخارجي، بل لا بد من استكمال ثورتك الاجتماعية الفكرية وبالتالي التحول إلى دولة القانون والمشاركة السياسية بين مختلف أطياف الحراك الاجتماعي والسياسي داخل الكيان المشيد وهي المرحلة الأهم؛ حيث كلما تأخرت الثورات الاجتماعية، كلما ترسخ جذور الاستبداد في المجتمعات ولذلك وبعد التحرر الوطني من الاستعمار الأجنبي، لا بد للقوى الوطنية، المطالبة بحكومة شراكة وطنية وبناء مؤسسات الدولة على أسس دستورية وانتخابات برلمانية تنتخب حكومتها الشرعية مع ضمان حق العمل السياسي للمعارضة ولمختلف المؤسسات المجتمعية المدنية.

وهكذا وللوصول للهدف والغاية، لا بد من بناء قوات تدافع عن مشروعك السياسي والكيان الذي تعمل على تأسيسه وبناءه.. ومن هنا كانت فكرة إنشاء قوات حماية الشعب في “روج آفاي” كردستان حيث هي التي تأسست بإمكانيات جد متواضعة، لكن باتت اليوم إحدى أهم القوات العسكرية المتواجدة ضمن الجغرافية الحالية لسوريا والتي ستفرض شروطها في المعادلة الوطنية، طبعاً وفي هكذا حروب داخلية وظروف استثنائية قد ترتكب جرائم وليس أخطاء فقط، لكن تبقى القوات الكردية هي أكثر قوة عسكرية تنظيماً وشفافيةً ولم تنجر لارتكاب جرائم حرب كما بقية القوات وذلك على الرغم من بعض الأخطاء هنا وهناك، مثل موضوع “تجنيد القاصرات” والتي روجت لها بعض الدوائر وهي في حقيقة الأمر لم ترتقي لمستوى الجريمة المنظمة، كما يروجها أولئك البعض، وإن كانت هناك بعض الحالات التي ارتكبت فيها أخطاء، كما قلنا.. ولذلك يمكننا التأكيد: بأن لولا التجنيد الإجباري لكانت نسائنا تباع في أسواق النخاسة بمدن مثل الموصل والرقة، كما أرتكب بحق نسائنا وأخواتنا الأيزيديات.

أما بخصوص الاستفراد والاستبداد ولعلم الجميع وكما قلت في بداية المقال؛ إنني من أشد الرافضين لكل الديكتاتوريات والأحزاب والعقائد الشمولية ومنها العقيدة والفلسفة الثورية للعمال الكردستاني وغيرها من الفلسفات الثورية الشمولية، لكن وكما قلت سابقاً، فإن الديمقراطيات لا تبني الدول والمجتمعات، بل وللأسف كل الدول والمجتمعات والأمم تأسست وتشكلت على أيدي أحد المستبدين الذين تحولوا في نظر الأمة لرمز وقائد تاريخي.. وإن كل من يرفض تلك المقولة فليعد للتاريخ ويتحفنا، بأن أي الأمم والدول والإمبراطوريات قامت على الديمقراطية وليتفضل حينها ويقيم شأناً للأمة والكيان الكردي مشكوراً بديمقراطيته العتيدة، رغم أن أي حزب كردي يسقط في أول امتحان ديمقراطي وذلك عند انتخابات مؤتمراتها وقياداتها التي لا تختلف بشيء عن قيادات وحكومات تلك الدول الغاصبة لكردستان.. ولذلك دعونا نبني كياناً, لكن دون أن نتوقف عند تلك اللحظة التاريخية المفصلية وذلك كي لا يكتب أحدنا؛ “أنتم أمة ضحكت من جهلها الأمم”!!

 

147

الصعلوك ..

هو ذاك الذي يتصعلك على صفحات الآخرين!

 

 

 

الحوار المتمدن-العدد: 5522 – 2017 / 5 / 16 – 23:24 

المحور: القضية الكردية 

تقديري وامتناني لكل الإخوة والأصدقاء ولآرائكم المختلفة.. بكل تأكيد لا أريد أن أشغلكم بهذه الردود، لكن هناك سؤال يحيرني حقيقةً حيث لا ألوم شاب مراهق بالسياسة وبالواقع وهو يأتي ليشتمني على صفحات الفيسبوك؛ كونه لا يملك وعياً سياسياً يؤهله أن لا يقوم بالشتم، لكن أن يأتي شخص يملك من سنوات العمر ما يقارب العقد السادس ويملك من المعرفة والشهادات مهندس مدني وكان مديراً للإنشاءات أم الإسكان العسكري بحلب قبل الأزمة بل وكان في فترات سابقة عضواً بارزاً بحزب الاتحاد الشعبي ويحرف تلك الجملة التي انتقد فيه بعض أولئك السياسيين من أصحاب الفنادق والفيسبوك وهم يزايدون على من يقوم بتقديم التضحيات على الأرض ويحرف وصفي لهم بالصعاليك بالقول؛ إنني أصف كل من يطالب بمشروع كردستاني هو “صعلوك” ولكي لا أعطي لنفسي الحق بالحكم وكذلك لكي أعطي المجال لأحكامكم فإنني سوف أنشر بوستي السابق ورده ومن ثم ردي عليه ليكون لكم الحكم النهائي.. والآن إليكم كل من كتاباتنا السابقة:

إليكم أولاً بوستي الذي أشير إليه حيث كتبت يوم أمس ما يلي: “الشعوب تستحق مآلاتها وواقعها السياسي.. وبالتالي فإن الواقع الكردي البائس والذليل وحالة الاحتلال نستحقها بجدارة نحن الكرد -أو الأكراد، بالأصح- كون لو كنّا جديرين بحياة حرة كريمة، لكنا حققنا مشروعنا السياسي مثل باقي الخلق والبشر والشعوب.. تباً لنا نحن (الأكراد)؛ فما زلنا “محمودكيين وعثمانكيين” وإن أستطاع فريق منا أن يحقق بعض لانتصارات تجد (إخوة أعداء) له يهرولون لعند الأعداء لتقديم الطاعة والمشورة والخدمات المجانية في سبيل افشال ذاك الطرف الكردي الآخر.. وهكذا وبعد كل هذا وذاك ويأتي صعلوك سياسي ليتشدق ويقول: بأن له مشروعه الكردستاني!

148

وجاء رد ذاك المتحاذق ليكتب بوستاً على صفحته ويقول: “السيد بير رستم يكتب وكأنه في حالة إحباط وما يرافقها من انفعالات نفسية (ويأتي صعلوك سياسي ليتشدق ويقول: بأن له مشروعه الكردستاني!). فقط للبيان للسيد بير ان المشروع الكوردستاني هو خيار تحرري لشعبنا على الاقل منذ عام 1946 باعلان جمهورية كوردستان في مهاباد وتأسس الاحزاب الديمقراطية الكوردستانية في عموم أجزاء كوردستان وقدم شعبنا تضحيات كبيرة في هذا الخيار . وهو مثل ومازال يمثل لنا قيمة الحرية لشعبنا وحركته التحررية القومية الديمقراطية . وهو ليس أحزاب وشخصيات انما الاحزاب والشخصيات تحاول تمثلها وقد تكون متباينة بهذا التمثل . الصعلوك مصطلح تحقيري للشخص في اللغة العربية علما الصعالكة ايضا كانو هم الشريحة الحرة في المرحلة التي سماها العرب الجاهلية. بير كنت انت سنوات وعقود مع هذا الخيار هل كنت صعلوكا خلالها بالمعنى التحقيري الذي أوردته؟. اذا كنت انا لم ارتقي بعد للانتقال من الصعلكة لفكرك الذي لا اعرف كيف أصفه على الاقل خلي عندك شوية احترام.. اتمنى ان تكون التعليقات ضمن الاطار الذي اريده لصفحتي..”.

وأخيراً كان ردي له ما يلي: الصعلوك هو الذي يقوم على تحريف الكلمات والبوستات والمعاني عن مساراتها حيث عندما قلت تلك الجملة -يأتي صعلوك سياسي ويقول بأن له مشروع سياسي كردستاني- قلتها ضمن سياق محدد أرد فيه على مزايدات البعض على من يقدم التضحيات لبناء كيان سياسي ووطن -وإن كان ليس على مقاسات البعض- وليس لأنني أجد بكل من يقول ويطالب بالمشروع الكردستاني بأنه “صعلوك” وإلا كنت أكثر الصعاليك استحقاقاً للوصف حيث كنت وما زلت أكثر المطالبين بكردستان حرة، بل البوست الذي أوردت فيه العبارة السابقة تؤيد أي مشروع سياسي كردي كردستاني وجاء الإنتقاد لأولئك الذين يكتفون بالتنظير الفارغ، بل ويخربون على من يقدم التضحيات على الأرض.. فهل وصلت الرسالة أيها المتحاذق، لكن وكما قلت في البداية؛ الصعلوك من يحاول أن يحرف الحقائق وللأسف!!

ـــــــــــــــــــــــــــــــ هل فعلاً هو لم يفهم ما هو القصد ووقع في الإشكالية حيث أنقد العقلية الكردية التي تنقسم دائماً بين فريقين؛ فريق يعمل ليحقق شيء ما وفريق يحاول عرقلته وبالمناسبة؛ لم أقل أي من الفريقين أفضل، بل أقول دائماً بأن من يحقق أي مشروع لصالح الكرد فإنني أسانده وهكذا؛ فإذا لم يدرك هذا المعني الواضح في البوست فعندها يكون فعلاً يستحق الشفقة، بل نحن الذين كنا نجد فيه المثقف والقيادي تلك الشفقة.. أم إنه عن قصد يريد الإساءة وذلك عندما حرف البوست والعبارة المجزأة عن القصد والمعنى، أم العلة كانت مني حيث إنني لم أقدر أن أوصل الفكرة.. أعود وأقول: أترك لكم الحكم النهائي.

 

149

العبقريات الكردية والجداول الإنتخابية في روج آفا

.. ونقول: ((لما نخسر على طاولة المفاوضات))!!!!

 

 

 

الحوار المتمدن-العدد: 5619 – 2017 / 8 / 24 – 23:21 

المحور: القضية الكردية 

أرسل لي أحد الأصدقاء مشكوراً (اللائحة التنفيذية للقانون الانتخابي الخاص بمناطق الفيدرالية الديمقراطية لشمال سوريا) وقد لفت إنتباهي ما ورد في نسبة التمثيل التوافقي لكل مكون؛ أي نسبة ال ٤٠ بالمائة التوافقية حيث هي موزعة بالشكل التالي بحسب تلك الجداول:

  1. /60%/ ستون بالمئة من ممثلي الشعب اللذين يحددون بالانتخابات العامة التي يشارك فيها عموم الشعب.
  2. /40%/ أربعون بالمئة من الممثلين المنتخبين وفق مبدأ الديمقراطية التوافقية من ضمن المكونات الأثنية والدينية والعقائدية والثقافية والاجتماعية وذلك حسب الكثافة الديمغرافية لكل إقليم على أن تكون هذه النسبة غوتا انتخابية يختار اعضاؤها من المرشحين اللذين لم يحصلوا على النسبة المطلوبة في الانتخابات العامة وبشكل تسلسلي لكل مرشحي المكونات وبأعلى الأصوات.
  3. توزع نسبة أربعون بالمئة على الشكل التالي:
  1. في إقليم الجزيرة : يخصص لهذه النسبة (60) ستون مقعد , ويتم توزيعهاعلى الشكل التالي:
    كرد (14) أربعة عشرة مقعد.
    عرب (14) اربعة عشرة مقعد.
    سريان (16) ستة عشرة مقعد.

150

  1. جاجان(1) مقعد واحد فقط.
    أرمن (1) مقعد واحد فقط.
    الايزيدية (2) مقعدان.
    الشبيبة (12) اثنا عشرة مقعد . وتوزع نسبة الشبيبة في اقليم الجزيرة مناصفة بين المكونات التالية: / العرب والكرد والسريان /.
    وعليه يجب تواجد (4) أربعة أشخاص على الأقل من الشبيبة في كل قائمة مغلقة عند تقديمها لطلب الترشح.
  2. في إقليم الفرات : يخصص لهذه النسبة (28) ثمانية وعشرون مقعد , ويتم توزيعها على الشكل التالي:
    كرد (9) تسعة مقاعد.
    عرب (9) تسعة مقاعد.
    تركمان (3) ثلاثة مقاعد.
    أرمن (1) مقعد واحد.
    الشبيبة (6) ست مقاعد فقط . وتوزع نسبة الشبيبة في اقليم الفرات على الشكل التالي :
    /3/ ثلاثة مقاعد للمكون الكردي, و/2/ مقعدان للمكون العربي, و/1/ مقعد واحد للمكون التركماني.
  3. في إقليم عفرين: يخصص لهذه النسبة (32) اثنان وثلاثون مقعد ويتم توزيعها على الشكل التالي:
    كرد (9) تسع مقاعد.
    عرب (9) تسع مقاعد.
    ايزيدية (4) أربع مقاعد.
    تركمان (2) مقعدان.
    شركس (1) مقعد واحد فقط.
    أرناؤوط (1) مقعد واحد فقط.

    :::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::

بصراحة إنني لم أكمل القراءة لأن الفيوزات كلها ضربت معي فرد مرة وكتبت للصديق الذي أرسل الجداول قائلاً؛ مرحبا.. كه كو هل قرأت اللائحة؛ يعني فعلاً غريب كيف يكون في الجزيرة ١٦ مقعد للسريان وللكرد ١٤ وكذلك في عفرين ٩ للعرب ونفسها للكرد.. فعلاً غريبة أمر جماعتنا!!
وهو بدوره كتب:
لا مو هيك

151

هاي مو عدد مقاعد الكلي
هي من نسبة 40%
للاقليات
يعني السريان غير هيك صعب ياخدوا شي
فكان ردي له هو؛ أخي أدرك بأنها ليست المقاعد الكلية وهي المحصورة ب نسبة ٤٠ بالمئة، لكن عندما تعطي للسريان والعرب في مسألة نسبة التوافق فأنت تقرر سلفاً بأنهم يشكلون نسبة تساوي نسبة الكرد وأكثر وكذلك في عفرين
ما هكذا توزع النسب صديقي
إنشاء الله عمرينهم ما يجيبوا
شو بالزور بدنا نجعلهم شركاء
وعلى حساب شعبنا وتمثيله
ليُعطى لهم النسب الواقعية
وبما يمثلون على الأرض
لكن أعاد وكتب:
لا القصد هيك كل اللايحة منفردة تضم مثلا في الجزيرة 150 عضو منها 16 من السريان و 14 من العرب و 14 من الكورد
النسب اعتقد واقعية
عدد السريان ليس بقليل بالجزيرة

فكتبت مجدداً؛ أخي أنا لا يهمني ال ٦٠ بالمائة نحن نناقش مبدأ ال ٤٠ بالمائة فهذا التوزيع تقر به؛ إنك الأقلية مثلهم مثل العرب والسريان وأي رجل قانون سيدرك هذه الحقيقة من خلال هذا التوزيع القروي مع تقديري للقرى وأهلها

ورجع صديقنا وكتب:
لكن بدون هذه النسب سيكون الاقليات بدون اي صوت

فأعدت لأجيب عليه؛ صديقي يعطى لل ٤٠ بالمائة ككوتا بحجم كل مكون حيث ينظر للتوزيع الديموغرافي وتوزع النسب بحسب الحجم السكاني أو تحدد كوتا ورقم معين لغير الكرد مثل السريان والعرب والكرد الآيزيديين

152

وغيرهم كوتا ورقم وتوزع عليهم بحسب حجمهم مثلاً ٤٠ بالمائة لهم و٦٠ بالمائة للكرد وليس مثل التوزيع الوارد في جدولكم هذا وللأسف
لا أعلم أي عبقري صاغ هذه الجداول

وأخيراً أقر بالواقع عندما كتب:
و لا انا ههههه

وهكذا قلت له وكذلك أقول لكم أيها الإخوة والأصدقاء المتابعين؛ للأسف ونقول نخسر على طاولة المفاوضات .. طبعاً مع هكذا عبقريات سوف نخسر الكثير بعد

لكن وبعد كل ذلك كتب صديقي مجدداً:
على كل حال شكرا الك ماموستا و انا حسب اعتقادي ان نسبة الكورد في البرلمان لن يكون اقل من 60 من المجموع الكلي في هذه الانتخابات .

وأنا كتبت بدوري؛ ولك الشكر .. وأنا أعتقد بأننا وضعنا سابقة خطيرة على القضية مع هكذا لائحة غبية وأعتذر سلفاً عن إستخدام المفردة لكن للأسف لم أَجِد أكثر منها تعبيراً ودقةً في التوصيف للحالة وما ستؤول إليها الأمور مستقبلاً.

فكان رده من خلال الإشارتين التاليتين: ؟!
وكان ردي له؛ تقديري ومودتي صديقي .. وكذلك لكم أيها الأصدقاء والإخوة وأرجو أن لا يفهم البعض؛ بأن القضية بيني وبين ذاك الصديق ويسمح لنفسه بتوجيه الشتائم له أو لي أو حتى للإدارة، بل طرحت الموضوع كي لا نعيد حكاياتنا القديمة مع الحماقات الكردية حيث وفِي إجتماعنا التأسيسي للمجلس الوطني السوري في نهاية ٢٠٠٧ دخلنا أنفسنا -نحن الحركة الكردية- بقضية مشابهة وذلك حينما وافق كل من الجبهة والتحالف الكرديين بأحزابها الثمانية على أن “سوريا جزء من الوطن العربي والشعب السوري جزء من الأمة العربية”، فقط لنرضي “إخوتنا العرب” واليوم جماعتنا في الإدارة الذاتية يريدون إرضاء كل المكونات الأخرى وإن كان على حساب الكرد والقضية الكردية في روج آفاي كردستان .. نأمل من كل شرائح المجتمع الكردي الوقوف ضد هذه النسب التعسفية بحق شعبنا وقضيتنا وعلى الأخص أصحاب الإختصاص من القانونيين!!

ملاحظة؛ أوردت الحوار كما هو مع تعديل طفيف لبعض الأخطاء الكتابية وأعيد وأقول دون شخصنة الموضوع وتوجيه الإهانات لأي الأطراف والشخصيات.

 

153

اللغة الكردية والإدارة الذاتية

ونفاق ومتاجرة البعض بالكردايتية!!

 

عقد قبل يومين مؤتمر حواري بين مكونات المنطقة ونقصد مكونات روج آفا والشمال السوري وبحكم الواقع والبيئة والظروف والتاريخ فإننا نعلم جميعاً؛ بأن اللغة العربية هي اللغة المشتركة بين كل تلك المكونات للتواصل والحوار، لكن أراد الأخ الأستاذ “عبد الكريم صاروخان” التحدث بلغته الأم أي الكردية وبحكم أن أغلب الضيوف لن يقدروا أن يفهموا الحديث فقد طلبت السيدة “إلهام أحمد” من الأخ صاروخان التحدث باللغة العربية، مما دعا الأخير للإعتذار عن إكمال مداخلته .. طبعاً لقد وضح بعد ذلك الأخ عبد الكريم صاروخان موقفه وبأن لم يمنعه أحد من الحديث بلغته الأم، لكن لضيق الوقت وعدم توفر الترجمة فهو لم يكمل المداخلة وأعتذر للحضور.

 

إن هذه الحادثة العرضية فتحت قريحة الكثيرين لكيل الإتهامات الغير لائقة للسيدة أحمد وللإدارة الذاتية ووصفهم بمعاداة الكرد ولغتهم وتاريخهم وإلى ما هنالك مما هب ودب من كلام سوقي وللأسف.. إننا لن ننبري للدفاع عن الإدارة وأحمد بقدر ما نود أن نوضح المسألة ونقول: بأن أغلب الذين تهجموا على الإدارة والسيدة أحمد هم من الإخوة الذين وقفوا ضد المناهج الكردية ووقفوا إلى جانب إبقاء المناهج العربية، كما نسيوا أولئك الإخوة بأن الحوار بين مكونات المنطقة والعربية هي لغة التفاهم ومن أبسط مبادئ الحوار أن يفهمك الآخر الذي تتواصل معه لغةً وهنا أتذكر بأننا دعينا في عام 2006 إن لم تخني الذاكرة لحوار كردي عربي في الإقليم برعاية الرئيس بارزاني وكانت اللغة؛ أي لغة الحوار هي العربية لكل تلك المداخلات ولم يعترض أحد أو يتهم الإقليم بمعاداة اللغة الكردية.

154

القضية الأخرى التي نود الوقوف عليها؛ بأن هؤلاء الذين (وقفوا) مع الصديق عبد الكريم صاروخان ضد السيدة إلهام أحمد نسيوا بأن الإثنين ينتمون لنفس الإدارة والمنظومة السياسية ألا وهي “الأوجلانية” وبالتالي فلا صراع بينهما، كما إننا لا نقول بأن الأخ صاروخان أراد المزايدة على أحد، بل ربما أجتهد في ذلك وأراد أن يلفت لنقطة كان يجب على الإدارة الذاتية أن تحتاط لها؛ ألا وهي توفير الترجمة بين الكردية والعربية وهذه تعمل بها كل المؤتمرات عندما يكون الضيوف لا يقدرون التواصل بلغة مشتركة واحدة، لكن النقطة الأهم والتي تناسى أولئك الأصدقاء عنها وأهملوها، بقصد أو دون قصد وربما البعض “لغاية في نفس يعقوب”، هي ما عملتها وتعملها الإدارة الذاتية بخصوص اللغة والثقافة الكردية والتي إلهام أحمد جزء منها، بل وفي رئاسة إحدى أهم مؤسساتها هي:

 

1- إعادة أسماء القرى والبلدات الكردية لأسمائها الكردية وذلك بعد أن عربها النظام البعثي العروبي.

2- جعل مناهج التعليم كردية وذلك في كل المراحل الدراسية.

3- إفتتاح الجامعات وأقسام الآداب واللغة الكردية.

4- طباعة الكتب ودور النشر ودعم الكتاب من خلال مساعدتهم بنشر نتاجاتهم الكردية.

5- نشر الصحف والدوريات باللغة الكردية.

6- طباعة الكتب الدراسية “المنهاج” حيث مؤخراً فقط تم طباعة ما يقارب ثلاثة ملايين كتاب دراسي باللغة الكردية.

7- كل المؤسسات في روج آفا المدنية والعسكرية والسياسية تحمل أسماء كردية والعاملين يستخدمون اللغة الكردية.

 

وأخيراً نقول لأولئك؛ دعونا من كل ما سبق رغم أن أي شخص ومهما أتى من الإجحاف والحقد لا يمكن أن يقفز من فوق تلك الحقائق والوقائع ليقول بأن هؤلاء ضد كرديتهم ولغتهم وتراثهم لكن هناك حقيقة يجب أن ندركها جميعاً؛ بأن منظومة العمال الكردستاني هي المنظومة الكردستانية ربما الوحيدة التي تتفاهم كردياً داخل منظومتها وذلك على الرغم من هيمنة التركية في واقعها لظروفها وظروف شعبنا التاريخية والسياسية في باكوري كردستان حيث نعلم بأن الحركة والمنظومة تضم كوادر من مختلف أجزاء كردستان وبالتالي تكون الكردية هي اللغة الأسهل للتواصل بينهم.. بل ينسى هؤلاء بأن هذه المنظومة لها شرف إفتتاح أول فضائية باللغة الكردية وحتي قبل الفضائية السورية، ناهيكم عن الجرائد والمجلات والمطبوعات والدوريات الكردية.

 

وهكذا وبعد كل هذا وذاك ويأتي أحدهم ليقول؛ بأن هؤلاء ضد اللغة الكردية والكردايتي .. فعلاً مؤسف حقد البعض بحيث يجعلهم عمياناً عن رؤية الواقع، بل يجعلونه محرفاً مشوهاً وهم يخضعونه لمواشيرهم الحزبية العقائدية بحيث ترى الصورة عندهم مشقلبة تماماً عما عليه في حقيقة الأمر والواقع .. نأمل الموضوعية والمصداقية أيها الكرد لتستقيم كرديتنا جميعاً!!

 

http://sdf-press.com/2017/08/%D8%A7%D9%84%D9%84%D8%BA%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D9%83%D8%B1%D8%AF%D9%8A%D8%A9-%D9%88%D8%A7%D9%84%D8%A5%D8%AF%D8%A7%D8%B1%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%B0%D8%A7%D8%AA%D9%8A%D8%A9-%D9%88%D9%86%D9%81%D8%A7%D9%82/

 

155

أمريكا ليست غبية

هي تدرك؛ بأن تركيا أكثر الداعمين ل”داعش”!!

 

كتب أحد الأصدقاء بخصوص بوستي يوم أمس عن “كذب أمريكا” معلقاً بما يلي: “استاذ بير رستم المحترم . انا اعلق على كتاباتك لكونك سياسي وتفهم في القضايا الدولية. علينا ان نسأل انفسنا ككرد . ما الذي نستطيع ان نغيره لصالح القوى العالمية وعلى رأسها امريكا. فقط استمع الى اعلام منظومة العمال الكردستاني لتسمع تناقض سلوكهم مع رؤية واستراتيجية التحالف. من سلم اوجلان الى تركيا؟ من طلب من التحالف دعم ي ب ك لاول مرة؟ مع من يبني التحالف علاقاته الاستراتيجية؟ هل تصدق بأن امريكا غبية الى درجة أنها لا تفهم تكتيكات العمال الكردستاني؟ أم هل تصدق أن امريكا ستضحي بكل مصالحها لأن ب ك ك تستغل حفنة من المرتزقة ممن يتاجرون بالايزيديين”.

 

وها إنني أوجز الرد بما يلي:

أولاً أشكره على الإشادة الطيبة.. لكن أود التأكيد بأن الكرد قادرين على تغيير الكثير لصالح القوى الدولية -وهم يقومون بذلك على أرض الواقع- ولإدراك القوى العالمية السيادية لتلك الحقيقة، فإنهم باتوا يعتمدون على الكرد بشكل رئيسي. وهكذا فإن أمريكا تبحث عن مصالحها، كما أي قوة استعمارية أخرى، وإن منظومة العمال الكردستاني هي اليوم أكثر فصيل قادر على تلبية تلك المصالح، كما أن هذا الأخير ورغم كل البروباغندا الأيدلوجية فهي مستعدة وكأي تيار وحزب شمولي أن يعمل انعطافات كثيرة وكبيرة للحفاظ على مكاسبها مثل تركيا الأردوغانية حيث ورغم العداء بين الطرفين، إلا إنهما يمتازان بنفس السلوكية الواحدة وهو الانتقال من معسكر لآخر بهدف تحقيق المزيد من المكاسب والاحتفاظ بالسلطة منفرداً، لكن هناك خوف دولي من صعود التيار الديني الراديكالي، بينما لا خوف من التيارات ذات الخلفية اليسارية الماركسية مع إنهيار المركز الداعم؛ أي الاتحاد السوفيتي سابقاً وهذه لصالح منظومة العمال الكردستاني.

 

وأخيراً ورغم إختلافي أيدلوجياً وفي عدد من القضايا والمسائل الفكرية مع منظومة العمال الكردستاني، لكن لا أتفق معه بخصوص توصيفه؛ بأن المنظومة يعتمد على عدد من “المرتزقة الآيزيديين”، بل يعتبر العمال الكردستاني أحد أكثر الأحزاب الكردية راديكالية سياسية من حيث تربية الكادر والقواعد الحزبية والجماهيرية وذلك على الرغم من أن القيادة تُمارس براغماتية مرنة، كما أسلفت في تعليقي الأول وذلك من أجل تنفيذ استراتيجيات سياسية شاملة والاستفراد بالقرار السياسي الكردي. وآخراً؛ أود القول لذاك الصديق، بأن الاستراتيجية الأمريكية هي خلق المزيد من الفوضى لإعادة بناء شرق أوسط جديد ويشكل التيار الإسلامي الإخواني أحد أهم العوامل المهددة ولذلك فإن الأردوغانية لن تكون جزءً من الاستراتيجية الأمريكية، بل ستكون هي المستهدفة في المستقبل القريب وحقيقةً أمريكا ليست غبية وتدرك تماماً بأن تركيا أكثر دولة داعمة ل”داعش”!!

 

http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=556556

 

156

أوجلان ..

رفض الدولة القومية وليس الكوردية!!

 

إن ترديد البعض من رموز وقيادات منظومة العمال الكردستاني أو أولئك الذين يهتدون بفكر زعيم المنظومة السيد “عبد الله أوجلان” لمقولة؛ ((إننا لا نريد دولة كوردية)) وبشكل فج ومتكرر وببغائي وللأسف وليعذرني البعض على قسوة اللفظ الأخير _ فإنهم يسيئون لفكر ونهج وفلسفة الرجل أكثر من الترويج لفكره وفلسفته .. وهناك البعض من ينتظر هذه الهفوات والأخطاء لكي يسيء للمنظومة أكثر حيث من جهة هم لم يدركوا المغزى والمعنى الدقيق للتعبير ومن الجهة الأخرى فإنهم _والمناوئين لهم أيضاً يستخدمون المقولة بطريقة جد سطحية وغبية وذلك للإساءة إلى كل منجزات هذه المنظومة السياسية في جسم الحركة الكوردية حيث الرجل وأقصد أوجلان رفض في مشروعه الفكري مبدأ الدولة القومية والتي وجد فيها إنها جزء من مشكلات المنطقة والعالم عموماً حيث العنصرية والاستعلاء القومي والكراهية التي جلبت حربين عالميتين والكثير من الحروب الإقليمية وذلك على أساس عرقي أقوامي عنصري.

 

ولذلك فإنه عندما طرح مشروعه الفكري السياسي؛ “الأمة الديمقراطية” كان يريد أن يكون البديل عن تلك المشاريع العنصرية لحل كل المشكلات الوطنية العالقة ومنها المشكلة القومية وعلى رأسها بالتأكيد حل المسألة الكوردية في المنطقة والأجزاء الأربعة وإلا فلا معنى لـ”إخوة الشعوب” والديمقراطية والحريات والتي أتت ضمن مشروعه الفكري كمجلدات ومانيفستوات عدة للوقوف على القضايا والمشاكل المتأزمة بين مكونات المنطقة ورؤيته للحل السياسي، لكن للأسف هناك البعض من مؤيدي وأبناء المنظومة العمالية يرددون العبارة بطريقة توحي للآخر بأنهم؛ “ضد الحقوق القومية للكورد” وبأن يكون لهم كياناتهم السياسية وبالتالي تجد معارضيهم من يروج عنهم بأنهم؛ ليسوا فقط ضد مشروع الدولة القومية، بل يستغلون تلك القضايا والنقاط في ضرب المشروع السياسي برمته وليوهموا الآخرين بأن هؤلاء؛ “ضد الدولة الكوردية وحتى الحقوق القومية الكوردية” .. ولذلك نأمل من الجميع ولدى الطرفين أن يدركوا مدى سطحية وتفاهة هذا الطرح والتأويل السياسي بخصوص ما يطرحه السيد “أوجلان” خلال مشروعه الفكري.

 

ملاحظة توضيحية؛ إن توضيحي السابق، لا يعني إنني بالمطلق مع المشروع الفكري للسيد “أوجلان”، مع إنني أجد فيه الكثير من الفكر السياسي والعقلانية التي تراعي شروط وظروف المنطقة والعالم، لكن لي أيضاً العديد من الملاحظات والانتقادات على المشروع وقد كتبت في عدد من المقالات بخصوص ذلك ولكن وبالتأكيد فإن مشروع فكري هكذا ضخم سوف يحتاج لمراجعات وقراءات كثيرة.

 

http://xeber24.org/archives/11087

 

157

أين أصواتكم

أيها القومويين الكردستانيين؟!
الحوار المتمدن-العدد: 5617 – 2017 / 8 / 22 – 21:19 

المحور: القضية الكردية 

لقد صرح الرئيس بارزاني: بأن “دولة كوردستان لن تكون قومية وعلمها سيتغير” حيث ونقلاً عن منبر “السلطة الرابعة” والتي نقلت بدورها عن موقع (كوردستان 24)- أربيل فقد قال “رئيس اقليم كوردستان مسعود بارزاني إن كوردستان في حال اعلان استقلالها لن تكون دولة كوردية بحتة وإن نشيدها وعلمها سيتغيران، مشيرا الى أن جولة واحدة من المفاوضات مع المسؤولين العراقيين في بغداد غير كافية”. وأضاف الموقع بأن الرئيس بارزاني و(خلال لقائه مع نخب مسيحية وايزيدية وتركمانية وغيرها في اربيل إنه قال “من أجل كوردستان مستقلة نحن بحاجة إلى نشيد وطني جديد وتغيير العلم من خلال اضافة رموز تمثل باقي المكونات في كوردستان”). كما “وجدد تأكيده على ان الاستفتاء لا رجعة فيه”. انتهى الاقتباس!

إننا في هذا التوقيت لا نريد أن نؤجج بعض الخلافات، لكن من حقنا أن نسال بعض “القومويين الكرد” عن تلك الإتهامات المجانية لنا ولكل من كان يريد أن يطرح المواضيع بعقلانية؛ أين أصواتكم التخوينية لنا وأنتم تزاودون على إخوتكم وتقولون: بأن ليس لهم مشروع قومي وأنهم يطالبون ب”الأمة الديمقراطية” وليس الدولة الكردية، فها هو الرئيس بارزاني وحامل مشعل نهضة القومية الكردية بعد الراحل بارزاني الأب هو نفسه يقول؛ بأن كردستان لن تكون دولة قومية وكردية بحتة، فلما لا نسمع لكم صوتاً وتعليقاً أيها القومويين، ثم إنكم صرعتوا ربنا ب(المقدسات) وأن “النشيد مقدس والعلم مقدس”، وبأن “جماعة الأمة الديمقراطية جابولنا علم تايواني ولا موزامبيقي”، فها هو كذلك يقول وبشفافية؛ بأن العلم والنشيد سوف يتغيران، فلما لم نسمع لكم حس ولا خبر، شو البساس أكلت لسانكم.. أيها القومويين فوق العادة!!

تأكدوا بأن هذا ليس تشفياً بأحد بقدر ما هو أن يعي بعض هؤلاء المناضلين الفيسبوكيين؛ بأن السياسة لا ترسم وتقاد بتلك العنتريات الجوفاء على صفحات التواصل الاجتماعي، بل تحتاج للعقل والحكمة والقراءات الواقعية .. نأمل ان يكون درساً جديداً وقوياً لكل من كان يزايد علينا بالقومويات الكردستانية.

 

158

تركيا تمهد لسياسات جديدة!!

 

الحوار المتمدن-العدد: 5429 – 2017 / 2 / 11 – 03:15 

المحور: القضية الكردية 

باكير أتاجان محلل سياسي تركي يقول على قناة العربية بأن؛ الأيام القادمة سوف تشهد تغيرات عدة في الملف السوري وخاصةً بعد دخول بريطانيا والتي بدورها تريد حصتها من سوريا، بل تريد “حصة الأسد”.. وستكون هناك مشاركة من تركيا إلى جانب قوات التحالف في تحرير الرقة وعندما سألته المذيعة “نيكول تنوري” وهل ستشاركون ‘لى جانب الوحدات الكوردية، أجاب: سوف تشارك تركيا إلى جانب قوات عربية؛ قوات “أحمد الجربا” وتشارك معه قوات كوردية، لكن بعد أن تغير إسمها حيث جماعة صالح مسلم “فرع من المخابرات السورية” بحسب تصريحه طبعاً وبالتالي وبعد أن تغير الإسم، فإن تركيا سوف تشارك تلك القوات، لأن تركيا ليست ضد حقوق الكورد لكنها ضد حزب الاتحاد الديمقراطي.

طبعاً وقف كذلك على عدد من القضايا الأخرى، لكن كانت تلك هي النقطة الأكثر أهميةً وتركيزاً وقد قال أيضاً؛ بأن الأيام القادمة سوف تشهد الكثير من التطور والتغيير .. إننا لن نأخذ بكلام السيد أتاجان كحقائق مؤكدة وبأنها واقعة لا محال، رغم أن تركيا وأخيراً ستقبل بالأمر الواقع بأن تكون شريكاً مع الكورد في حماية الحدود والعلاقات الاقتصادية والأمنية وغيرها وذلك على غرار تجربة كورد إقليم كوردستان (العراق)؛ كون لا حل آخر أمامها ولكن سؤالنا لهذا المحلل السياسي وحكومته الإسلامية والتي كانت تصرح دائماً بأن “قلبها على سنة العراق وسوريا”، إذاً القضية ليست قضية ثورة وشعب وحريات وحقوق، بل حصص وإمتيازات وتقسيم للمنطقة وكل طرف يريد حصته، بدليل بريطانيا هي الأخرى تريد حصتها، بل و”حصة الأسد” أيضاً .. طبعاً نقصد جانب التعبيري والمعنوي وليس الواقع حيث الأخير أي الأسد سيحتفظ بحصته في سوريا.

وأخيراً وبخصوص المشاركة مع الكورد، فإن “تركيا لن تشترك مع القوات الكوردية التابعة لحزب الاتحاد الديمقراطي، كونها فرع للمخابرات السورية” بحسب رأيه ورأي حكومته لكن إن غيّرت تلك القوات وذاك الحزب إسمه فيبدو ليست مشكلة حيث ستقبل بهم تركيا .. يعني أليست هذه بجاحة ووقاحة، بل وقلة أخلاق حيث يبدو بأن المشكلة في الإسم فقط بالنسبة لهؤلاء وبتغيير الأسماء (تتغير المضامين والمعاني)، لكن لا غرابة فهم مع تغيير إسم (جبهة النصرة) إلى “جبهة فتح الشام” حاولوا تسويق جماعتهم الإرهابية على إنها جماعة جديدة خالية من كولسترول الإرهاب وها هم يحاولون إصباغ الإرهاب لأكثر وأهم قوة تحارب الإرهاب وعندما فشلوا تماماً يحاولون تسويق أنفسهم بالتمهيد للقبول بالمشاركة مع تلك القوات، لكن تحت مسميات أخرى رغم إدراكهم التام بأنهم كانوا ومازالوا ينافقون حيث كانت الخلافات على قضية الحصص والامتيازات.

159

وأخيراً وبعد أن أدركت تركيا بأن لا مفر من الخضوع للأمر الواقع فهي تحاول الإلتفاف على سياساتها السابقة وهنا نتساءل؛ هل أوصل “ترامب”؛ الرئيس الأمريكي الجديد وعبر مدير مخابراته رسائل حاسمة لتركيا؛ بأن عليها القبول بالكورد كشركاء لتكون لها حصة وبالتالي هي تمهد للقضية عبر خطابها السياسي الجديد .. أعتقد وكما قال “أتاجان”، بأن الأيام القادمة سوف تحمل لنا الكثير من المواقف والقضايا وربما تلك كانت القضية الوحيدة التي صدق فيها الرجل!!

 

تركيا والعلاقة مع الإدارة الذاتية!!

 

 

 

الحوار المتمدن-العدد: 5443 – 2017 / 2 / 25 – 21:48 

المحور: القضية الكردية 

بخصوص تعليق بعض الإخوة والأصدقاء على بوستي السابق عن دور المجلس الوطني الكردي في جنيف وسؤالهم؛ “أين موقع ب ي د من المؤتمرات والمحافل الدولية بالنسبة للقضية الكوردية و روج آفا خصوصاً”، يمكننا إجابتهم بالتالي: تدركون تماماً بأن تركيا تضع شرطاً بعدم حضور هذا الطرف وأعتقد بأن شرط تركيا ليس لأن “ب ي د” حزب إرهابي حيث نعلم جميعاً بأن هذه الإدارة تجاور الدولة التركية بحدود تقارب ستمائة كيلومتر ولم يسجل أي اعتداء على الدولة التركية من طرفهم، بالعكس هناك اعتداءات واختراقات سافرة من الجانب التركي ومع ذلك فإن قوات الحماية الشعبية والتابعة للإدارة الذاتية تحاول دائماً الضبط على أنفسهم وذلك بعدم الرد على الاستفزازات التركية المتكررة والتي تبحث أساساً عن حجة وذريعة لاعتداءات أكثر بحق روج آفاي كوردستان.

160

وهكذا فإن مسألة الإرهاب ليست إلا حجة وذريعة وباتت لا تقنع أحداً وحتى الأتراك أنفسهم، وبالتالي فإننا ندرك بأن لتركيا أسباب أخرى مختلفة تماماً فهي أي تركيا باتت تعلم جيداً؛ بأن هذا الحزب يملك مشروعاً سياسياً مهما كانت ملاحظاتنا عليه ودرجة اختلافنا حوله، لكن لديهم مشروع وذلك على عكس الإخوة في المجلس الوطني الكردي الذين تخلوا عن مسودة مشروعهم السياسي ليكونوا جزء ملحق بمشاريع وأجندات الآخرين وللأسف بل وأكثر من ذاك، فإن تركيا تدرك؛ بأن ال “ب ي د” يملك من القدرات والمقومات العسكرية والكوادر السياسية والطاقة الجماهيرية ما يؤهله لأن يفرض مشروعه على الأرض وهو فعل ذلك حقاً ولذلك فهي تريد أن تعرقل المشروع من خلال الإصرار على عدم مشاركتهم في المفاوضات، أو على الأقل تأخيره قدر الإمكان.

لكن دعوني وبالمقابل أسألكم جميعاً؛ هل بقناعتكم إن تركيا ستكون قادرة وللأخير فرض هذا الشرط ضمن المعادلة السورية .. أبداً؛ كون الجميع بات يدرك بأن هذا الطرف الكوردي هو طرف مهم وحاسم في المعادلة الوطنية السورية وكذلك بات الجميع على قناعة شبه كاملة؛ بأن لا حل من دون مشاركة كل الأطراف والقوى السياسية والعسكرية على الجغرافية السورية وهكذا وبقناعتي؛ فإن مشاركة الإدارة الذاتية هو تحصيل حاصل وليست إلا مسألة وقت حيث وكما كانت تركيا ترفض الاعتراف بإقليم كوردستان وباتت اليوم تنسج معها أقوى العلاقات، سيكون نفس الأمر مع الإدارة الذاتية وبالأخير فإن السياسة في مفهومها الأوضح هي المصالح الخاصة لكل فريق ودولة من الدول الفاعلة والمؤثرة في المنطقة والعالم عموماً وتركيا تبحث عن مصالحها وجزء من مصالحها أن تنسج العلاقات مع القوى التي ستحكم المناطق الجنوبية من حدودها.

وبالتالي لا بد من التوافق مع الإدارة الذاتية، لكن كل هذه الممانعة والرفض لمشروع الإدارة الذاتية هي لفرض بعض شروطها وعدم الوقوع في نفس الأخطاء التي وقعت بها تركيا في تجربتها مع الملف العراقي وقضية إقليم كوردستان وعلى الأخص في الملف التركماني والتي تريد أن تجعل منهم طرفاً مهماً أو على الأقل غير مهمشاً في المعادلة السورية كما همشوا في الجانب العراقي وذلك بعدما كانت تركيا تروج بأنهم يشكلون ثقلاً شعبياً وسياسياً يضاهي الكورد، لكن الحقيقة والواقع كشف زيف تلك الادعاءات الكاذبة ولذلك هي تريد أن تدخل وبقوة عسكرياً، كما رأينا مؤخراً في الملف السوري، كي تفرض بعض القوى التابعة والمحسوبة عليها ضمن المعادلات السورية القادمة .. وهكذا عندما نعرف الأسباب والدوافع ندرك بأن ما يجري على الأرض هي جزء من لعبة سياسية إقليمية دولية وللأسف ليست شعوبنا وقوانا الوطنية إلا كومبارس في تلك اللعبة القذرة!!

 

161

تصريح قيادي كردي

يكشف عن حجم الإفلاس السياسي!!

 

 

 

الحوار المتمدن-العدد: 5512 – 2017 / 5 / 5 – 17:45 

المحور: القضية الكردية 

إننا عندما نتابع تصريحات بعض القيادات الكردية وتخبطهم في تلك القراءات التي يقدمونها لمجمل الأحداث السياسية، ندرك حينها بأن الواقع المرير لشعبنا يتحملها -في جزء كبير منه- هؤلاء السادة حيث وخلال كل المرحلة الماضية كانت الخلافات والإنقسام الكردي، أحد أهم الأسباب الكارثية لفشل كل مشروع سياسي كردي يحاول أن يحقق بعض الطموح والآمال لشعبنا وللأسف فإن المرحلة لم تختلف ولم يستفد السياسي الكردي الاستفادة من خيبات الآباء والأجداد وبالتالي فإن الأحفاد ما زالوا يكررون تلك التجارب الخائبة.. ولكي لا نبقى في الكلام النظري، فإننا سوف نورد موقف قيادي كردي من المجلس الوطني الكردي بخصوص تجربة الإدارة الذاتية مؤخراً.

فها هو السيد “عبد الحكيم بشار” وفي رده على سؤال حول موقفهم “كائتلاف سوري من قصف الطيران التركي لشنكال في جنوبي كوردستان وقره جوخ في غربي كوردستان؟؟؟” والمنشور على صدر صفحات صحيفة كوردستاني يقول: “في قصف تركيا لمواقع البيشمركة،اعتبرُ ذلك خطأً تقنياً ، اما فيما يتعلق بقصف مواقع حزب العمال الكوردستاني وذراعه السوري ب ي د فان الائتلاف يرى أنّ من حق تركيا ابعاد اي خطر عن امنه الوطني”!!، لكن وبعد ذلك وإجابةً على السؤال التالي؛ “لماذا لاتفكرون بوفد كوردي موحد؟”، فإنه يجيب: “الوفد الكوردي الموحد مع من؟؟؟ اذا كان مع ال ب ي د فهذا بالنسبة لي مرفوض لانني لا اعتبر ال ب ي د تنظيماً كوردياً”!!

162

بكل تأكيد لولا الموقع الذي يحتله كممثل عن طرف كردي -المجلس الوطني- لم كان استحق حتى الوقوف عند كلامه الذي يحمل تناقضاً صارخاً وذلك قبل أن توصفه بأي توصيف آخر أو أن نكون معه ولا نكون حيث يقول في إجابته الأولى؛ بأن “الائتلاف يرى أن من حق تركيا ابعاد أي خطر عن أمنه الوطني”، طبعاً هنا رأي الإئتلاف يتبناه هو شخصياً وكذلك المجلس وإلا كان سجل إعتراضاً عليه، لا أن يذكره كحجة ومبرر لتركيا، وبالتالي ولكون الإدارة الذاتية تشكل خطر على (الأمن الوطني التركي) -وبالمناسبة هو محق في ذلك- فإن تركيا تعاديها وتحاول وأد التجربة الجديدة.

لكن ما يحاوله السيد حكيم هو إخفاء سبب خوف تركيا من تجربة الإدارة الذاتية ولم هي تشكل خطراً عليها .. بكل تأكيد أن هذا الخطر يأتي من كون المشروع يخدم الكرد والقضية الكردية وحيث حساسية النظام التركي منه وليس لأن المشروع ديمقراطي ويهدد ديكتاتورية أردوغان وإلا كان الإئتلاف والمجلس ضد “المشروع الديمقراطي” لهذه الإدارة الذاتية وبذلك يحكمون على أنفسهم بأنهم أعداء الديمقراطية.. وهكذا فإن السيد حكيم يقر في جوابه الأول بكردية المشروع السياسي في روج آفا وإن كان مواربةً، لكن أن يأتي ويقول: “إنني لا أعتبر ال ب ي د تنظيماً كوردياً”، فأعتقد إنه ينافق في إجابته محاولاً إرضاء (الأسياد) في أنقرة.. للأسف الحقد والإرتزاق أعمى الكثيرين بحيث باتوا مستعدين للكذب في وضح النهار!!

 

163

“ثوار سوريا”

أصبحوا أتراكاً أكثر من الأتراك!!

 

الحوار المتمدن-العدد: 5586 – 2017 / 7 / 20 – 16:05 

المحور: الثورات والانتفاضات الجماهيرية 

بحسب قناة رووداو فقد ((أوضح المتحدث باسم غرفة عمليات “أهل الديار” التابعة للمعارضة السورية، عبد الغني شوبك، اليوم الثلاثاء، أن حزب العمال الكوردستاني يسعى لتشويه سمعة الشعب الكوردي في سوريا، لافتاً إلى أن العمليات العسكرية مستمرة في منطقة (عين دقنة) بريف حلب الشمالي. وقال شوبك، في تصريح أدلى به لشبكة رووداو الإعلامية، إن “العملية الأخيرة التي قمنا بها في منطقة (عين دقنة) تأتي ضمن سلسلة عمليات قامت بها (أهل الديار) لتحرير الأراضي التي تسيطر عليها العمال الكوردستاني وإعادة أكثر من ربع مليون مهجر إلى منازلهم”)).

إنني لن أدخل في قضية الدفاع عن طرف سياسي ضد آخر، لكن ما نود أن نستفسره من السيد شوبك هو التالي؛ ما هي الوطنية لديهم، هل هي درجة الولاء لدولة أخرى ومشاريعها السياسية، أم أن الوطنية تحدد من خلال مشروع سياسي تتشارك به مع أبناء الوطن وتهدف إلى المشاركة والتقاسم في إدارة مناطقك وأقاليمك الجغرافية حيث يعلم الجميع؛ بأن مناطق الشهباء هي مناطق تمازج سكاني أقراني بين عدد من القوميات والأعراق، فإلى جانب القرية العربية تجد هناك قرية تركمانية وأخرى جركسية وكردية؛ أي المنطقة تشكل نموذجاً مصغراً لسوريا وبالتالي إدارتها يجب أن يكون بتوافق بين جميع تلك المكونات وليس من قبل قوات تدين بالولاء لدولة خارجية -تركيا- كما مع جماعة شوبك.

إذاً من هو الذي يشوه سمعة “الثورة” والسوريين عموماً؛ هل الذي يريد أن يؤسس مشروعاً لكل السوريين، أم ذاك الذي يؤتمر بقرارات تركيا وغيرها من الدول الإقليمية .. للأسف أصبح ممن يعرفون أنفسهم ب”ثوار سوريا” أتراكاً أكثر من الأتراك حيث ما زال البعض منهم لا يعتبر الكرد جزء من مشاريع الوطن ورغم ذلك يأتي ويتهم الكرد بالإنفصال واللاوطنية وهنا نتساءل، ألا يحق للكردي أن يطالب بكيانه السياسي المستقل وسط هذا الحقد والعداء المرضي لهؤلاء العنصريين؟!

 

164

حزب العمال الكردستاني

والعلاقة مع النظام السوري؟!

 

 
الحوار المتمدن-العدد: 5523 – 2017 / 5 / 17 – 16:47 

المحور: القضية الكردية 

بخصوص علاقة حزب العمال الكرستاني مع النظام السوري بإعتقادي لا أحد يمكن أن ينكرها حيث في مرحلة الثمانينيّات والتسعينيات تطورت تلك العلاقة بحكم قضايا وظروف عدة، مثلها مثل نظرائها في الحركة الوطنية الكردية في الجزء الآخر من كردستان -إقليم كردستان (العراق)- لكن تلك العلاقة لم تعني بأن الأحزاب الكردية تلك وأعضائها لم يتعرضوا للضغوطات والملاحقات الأمنية حيث كانت العلاقة أساساً قائمة على أساس التقاء المصالح وليس الأهداف والاستراتيجيات؛ إن كان بين النظام السوري من جهة وكل من الحركتين الكرديتين في شمال وجنوب كردستان حيث كان النظام السوري في حالة خلاف شديد مع كل من النظامين التركي والعراقي في البلدين المجاورين.

وهكذا فقد حاول النظام السوري وعلى مدى سنوات عدة الاستثمار في الحركة الوطنية الكردية -وعلى الأخص في الإقليمين الشمال والجنوبي- ضد جيرانها المعادين، لكن وبالمقابل فإن الكرد وفي الإقليمين المذكورين استفادوا من دعم النظام السوري واستثمروا تلك العلاقة لصالحهم وإن كانت في الكثير من الأحيان على حساب أشقائهم من أبناء شعبنا الكردي في الإقليم الملحق بالدولة السورية وعلى حساب أحزابها وحركتها السياسية وللأسف.. لكن ورغم تلك العلاقة والتي كانت تشبه علاقة السيد بالأجير أحياناً، فقد شابتها بعض الخلافات وذلك بحسب تقارب وتباعد مصالح الأنظمة الغاصبة لكردستان ودرجة الخطورة التي تشكلها أطياف الحركة الكردية على مصالح تلك الدول الغاصبة.

ولذلك فقد شهدنا عدد من التوترات والضغوطات على تلك الأحزاب التي كانت في فترات أخرى تربط بعلاقات طيبة مع النظام السوري ومنها علاقة حزب العمال الكردستاني حيث ورغم كل ما كان بين الطرفين وعندما وجد النظام في تركيا تنامي قوة العمال الكردستاني، بدأت بالضغط على النظام السوري ووصل الخلاف لدرجة التهديد بالاجتياح في أواخر التسعينيات من القرن الماضي بحيث جعلت النظام السوري ترضخ له وتخرج

165

زعيم العمال الكردستاني؛ السيد “عبد الله أوجلان” من أراضيها ليعتقل في العاصمة الكينية وذلك بعد أن رفضت عدة عواصم غربية وإقليمية استقباله.. وهكذا فإن النظام بدأ بالضغط على الحزب وكوادره بهدف تحجيمه وإنهاء دوره على الساحة السورية وخاصةً في المناطق الكردية حيث أتذكر بأنني بعام 2009 كنت بإحدى منفردات الأمن السياسي بالفيحاء وعددها أربع وعشرون منفردة وكان عدد الكرد منها بحدود خمسة عشر، كنت أنا من البارتي ورفيق من حزب الوحدة، بينما كان الإخوة الآخرين من منظومة العمال الكردستاني!

إنني ما أود قوله؛ بأن وعلى رغم هذه العلاقات بين عدد من أحزابنا الكردية في الأجزاء الكردستانية الأخرى مع النظام السوري، إلا أن ذاك لم يمنع من تعرض تلك الأحزاب وكوادرها للملاحقة حيث العلاقة كانت قائمة على المصالح وليس لاشتراكهما في أهداف سياسية استراتيجية ولذلك وعندما اقتضت مصلحة النظام السوري بمضايقة تلك الأحزاب فإنها لم تتوانى عن ذلك في فترات سابقة ولاحقة .. واليوم وعندما تسنح الفرصة وتقتضي مصلحة الإدارة الذاتية وتكون هناك الإمكانيات اللازمة لتنفيذ ذلك على الأرض، فإن هذه الأخيرة لن تتوانى عن قلب الطاولة على النظام السوري وتستفرد بالقرار الإداري والسياسي في المناطق الخاضعة لها وقد حقق فعلاً الكثير من الخطوات بهذا الاتجاه وبالتالي فك الارتباط تماماً مع النظام حيث وكما هو معروف؛ فإن السياسة قائمة على المصالح من جهة وعلى الواقعية من الجهة الأخرى ولذلك لا علاقات دائمة، بل مصالح دائمة.. وبالمناسبة؛ يمكن قول الشيء نفسه عن علاقات الإقليم -الحزب الديمقراطي الكوردستاني مع تركيا- حيث مع توفر الفرصة والإمكانيات سنجد انقلاب هولير على أنقرة.

كلمة أخيرة.. إننا ومن خلال ما سبق وكاستخلاص عن فكرة المقالة نود القول: بأن علينا أن نكف عن سياسات التخوين بحق بعضنا حيث الحركة الكردية ونتيجة لظروف الاحتلال والحصار أجبرت -وما زالت- على نسج بعض العلاقات مع الأنظمة الغاصبة لكردستان، لكن ومع توفر الظروف والإمكانيات فإنها ستنقلب عليها -كما هي فعلت سابقاً وكما يقول علم السياسة- حيث المصالح هي التي تتحكم بالاتفاقيات والتوافقات.. أرجو أن تصل الرسالة للجميع ونكف عن سياسات التخوين بحق بعضنا البعض حيث من يضحي بخيرة شبابنا وأبنائنا هو يعمل لصالح قضايانا وليس لصالح أنظمة غاصبة لكردستان، لكن أحياناً بل وفي أغلب الأحيان؛ تُمارس السياسة بطرق إلتوائية مراوغاتية وميكيافيلية للأسف!!

 

166

لماذا يرفض

مشاركة -ب ي د- في المفاوضات؟!

 

الحوار المتمدن-العدد: 5431 – 2017 / 2 / 13 – 17:18 

المحور: الثورات والانتفاضات الجماهيرية 

إن حوار السيد “صالح مسلم” على قناة روناهي مع الصديق “طه خليل” حمل الكثير من المواقف والقضايا الهامة ومنها قضية العلاقة مع الأطراف والقوى الأخرى؛ إن كانت من المعارضة أو النظام نفسه، وبقناعتي فإن إجابته أختصرت الإشكالية وذلك عندما قال: “نحن نقول اليوم من المحال عودة سوريا إلى ماقبل 2011 و عودة الإستبداد والدكتاتورية والظلم , من الضروري بناء سوريا جديدة , سوريا لنا ولكل المكونات حصة فيها ورأي في تأسيس نظامها وبنيتها الجديدة ,إن قبلوا ذلك يمكن العمل سوياً وأن رفضوا مشروعنا ..فليعمل كل طرف لوحده ونرى!”.

وأضاف؛ “وعلى هذا الأساس اقول انا مستعد للعمل مع محمد علوش او غيره , فهو له مشروعه ولنا مشروعنا ولهم رؤواهم ولنا رؤوانا في مجلس سوريا الديمقراطية وعلى اساس ذلك يمكن التوافق وإلا لايمكن ان نقبل العمل تحت إمرة أحد دون أن يكون لنا وجود ومشروعنا يكون جزء من العمل المزمع القيام به معهم . نحن كرد وعرب وسريان وآشوريين وتركمان اتفقنا بمناطقنا على مشروع , من لا يقبله نحن ايضا لانقبله .. ان قبل محمد علوش به سنعمل معه وان قبلت الهيئىة العليا للتفاوض سنعمل معها وان قبل به النظام سوف نعمل به ..نحن منفتحون على الجميع ولكن شرط ان يقبلوا بنا وبمشروعنا”.

وهكذا يمكننا التأكيد مجدداً بأن السيد صالح مسلم والإخوة في الإدارة الذاتية قد وضعوا النقاط على الحروف بخصوص الكثير من القضايا ومنها قضية رفض مشاركتهم في المفاوضات وذلك من مختلف الأطراف المحلية والإقليمية إن كانت تلك التي تشكل جسم المعارضة الإسلامية الإخوانية أو تلك التي تصطف تحت راية النظام حيث وكما قال السيد مسلم، بأن الجميع يريدون الكورد ملحقاً ودون مشاريع سياسية خاصة بهم، بل جزء ملحق وتابع لمشاريعهم السياسية، فهل سينجح الكورد والإدارة الذاتية أن تكون جزء من اللعبة وسوريا القادمة .. أعتقد بأن الإجابة تكمن في الإرادة الكوردية والمصالح الدولية وبقناعتي قد توفر الشرطان في هذه المرحلة مع اقتناع الجميع؛ بأن لا حل في سوريا والمنطقة دون مشاركة الكورد.

167

ولذلك يمكننا القول: بأن لا خوف على الكورد مستقبلاً وسيكونون جزء من الحل وذلك مهما طال التأجيل والممانعة من قبل تلك الأطراف الإقليمية والمحلية، فلا بد وبالأخير أن يقبلوا بمشاركة قوات سوريا الديمقراطية والإدارة الذاتية في المفاوضات، كون لا حلول حقيقية دون مشاركة كل الأطراف الفاعلة والتي تمسك بالأرض وهذه القوات لها سيطرتها وفاعليتها وإدارتها لمساحات جغرافية واسعة وكذلك إدارتها لمصالح دولية روسية وأمريكية في المنطقة وبالتالي لن يتم تهميشهم للنهاية، ربما استبعادهم لفترة لكن ليس إبعادهم كما يتوهم الكثيرين والعبرة دائماً بالنهايات وليس البدايات ونهاية الكارثة السورية لم تأتي بعد وللأسف!!

 

168

مشروع “الأمة الديمقراطية”

..هل تجعل من الكورد أحد لاعبي شرق الأوسط الجديد؟!

 

 
الحوار المتمدن-العدد: 5448 – 2017 / 3 / 2 – 23:16 

المحور: القضية الكردية 

إن سوريا وعموم المنطقة العربية والشرق أوسطية ومنذ سنوات تشهد صراعاً سياسياً عسكرياً ميليشاوياً وذلك بين عدد من الدول الإقليمية المتحالفة مع قوى محلية داخلية وبإشراف وإدارة شبه دولية حيث الجميع يبحث عن مناطق نفوذ ومساحات جغرافية جديدة تحقق مصالحها الجيواستراتيجية وعلى الأخص الدولتان السياديتان؛ الروس والأمريكان مع حلفائهم الأوربيين وبعض دول المنطقة ذات التأثير على ملفات المنطقة مثل إيران وتركيا ضمن لعبة المصالح الحيوية وبغطاء طائفي مذهبي وللأسف، لكن وإلى جانب هذا الصراع الديني مظهراً والاقتصادي مضموناً، ظهر مشروع آخر يقوده الكورد منظومة العمال الكوردستاني تحت مسمى “الأمة الديمقراطية” كطريق ثالث لحل مجموعة القضايا والأزمات السياسية العالقة في المنطقة وضمناً ملف القوميات وحقوق الشعب الكوردي في مختلف أجزاء كوردستان.

وبخصوص المشروع وقابلية النجاح والفشل فقد كتب الكثير وأصبح وما زال موضع نقاش بين النخب السياسية والثقافية، مع أو ضد وذلك كأي مشروع فكري آخر جديد وخاصةً إنه توفرت الظروف المهيأة لتنفيذه على الأرض في خطوة شبيهة بالمشروع الاشتراكي السوفيتي والثورة البلشفية حيث نجد اليوم بأن حزب الاتحاد الديمقراطي (PYD) والذي يعمل وفق النهج والفلسفة الأوجلانية بدأ بتنفيذ المشروع في منطقة تمتد على مساحة روج آفاي كوردستان والشمال السوري، مما يدفع بالكثير من الكتاب والمثقفين لطرح المسألة بجدية على طاولة النقاش. وبالتالي بدأ الكثيرين يتناولونها بحثاً ودراسة ومدى جدية المشروع واحتمالات النجاح والفشل في ظل الظروف التي تعصف بالمنطقة .. ومن بين عدد من الذين تناولوا المشروع مؤخراً لفت انتباهي مقالة مقتضبة للصديق والكاتب الكوردي “حسن خليل” حيث كتب على صفحته الشخصية مقالة بعنوان “ويتجدد الحلم…؟!” يقول فيها:

169

((أبناء المنطقة (الشرق الأوسط – أبناء النور والنار) كان لهم حلم ومحاولتين في النهوض والتوحد والسؤدد .. أيام الناصر صلاح الدين الأيوبي “كردي الانتماء” ظهر في أحلك أيام يعيشها أبناء المنطقة “تنوع عرقي” حينما وحّد البر الشامي مع البر المصري تحت راية (لا إله إلا الله) التي تختلف في مضامينها مع الراية التي يرفعها الآن (همج العصر) وكان بحق موحّد الأمم الإسلامية وقاهر المشروع (الصليبي) آنذاك ومحرر بيت المقدس …؟! ودارت الأيام وظهر محمد علي باشا (الكردي أيضاً) وبدأ من مصر وحاول توحيدها مع البر الشامي ثانيةً وهدد العرش العثماني في عرينه، فكانت المحاولة التي كانت قاب قوسين أو أدنى لتحقيق الحلم في بناء كيان يضاهي الكيانات القوية ويتجاوزها لولا (شعور الغرب) بخطره، فقلموا أظافره، وفرضوا عليه صلح “كوتاهية” وبقيت سلالته تحكم مصر حتى عام 1952 إلى أن قامت ثورة 23 تموز..)) ويضيف؛ ((وها هي الآن شمس الكرد تستطع من جديد نحو بناء جسم جديد لأبناء المنطقة ككل (وهي في أحلك أيامها)، فهل سيتحقق الحلم، أم أن للغرب (مع أصحاب النظرة الضيقة) كلمتهم كما في المرتين السابقتين…؟!)).

بدايةً أتوجه بالشكر للكاتب على القراءة التاريخية الدقيقة والتحليل الموضوعي لمرحلة تاريخية جد مهمة كانت ستغير من ملامح ووجهة الشرق وتوزيع مراكز القوى للمكونات الأقوامية في المنطقة حيث بنجاح أحد المشروعين كان سيتغير الكثير من المعطيات على الأرض وكنا وجدنا الدولة الأيوبية بدل الخلافة العثمانية وبالتالي تسيد العنصر الكوردي بدل التركي في نهاية القرن التاسع عشر وذلك على الرغم من انهيار الخلافة في نهاية تلك المرحلة .. أما بخصوص نجاح المشروع الأخير؛ “الأمة الديمقراطية” وهل سيسمح الغرب لها بالتمدد والنجاح الكلي، فأعتقد أن المصالح الغربية عموماً مع دول وشعوب المنطقة لن يسمح لها الرهان على الكورد ومشروعهم السياسي وحدهم وذلك رغم أهمية الدور الكوردي مؤخراً كلاعب جديد ومهم على ساحة الشرق الأوسط، لكن بالأخير فإن الغرب تهمه مصالحه ومصالحه مع كل الدول ومكونات المنطقة.

وبالتالي فإن الغرب لن تراهن على الكورد وحدهم، رغم إنها لن تتخلى عنهم نهائياً كما في المرات السابقة وبالأخير سيحاول الغرب إرضاء كل الفرقاء وعلى حسابهم وحساب مصالحهم وشعوبهم وذلك بالاتفاق على صيغ جديدة لتقسيم النفوذ والمصالح في المنطقة، لكن الكورد سيكونوا أكثر المنتصرين؛ أولاً بحكم إنهم لم يكونوا سابقاً يملكون شيئاً ليخسروه وثانياً؛ لأن الغرب يجد في الإسلام خطراً دائماً محدقاً بها وبما أن الكورد عموماً وعلى الأخص في صيغة مشروع “الأمة الديمقراطية” بعيدين عن الفكر الإسلامي في حين (أعدائهم) يحملون فكراً ومشروعاً إسلاموياً، فإن الدعم الغربي الأكبر سيكون من نصيب الكورد وهم هنا يذكروننا بالمشروع الكمالي “مصطفى كمال أتاتورك”؛ مؤسس الجمهورية التركية وذلك عندما طرح العلمانية لينقذ بها ما تبقى من تركيا الحالية كوريث لخلافة عثمانية إسلامية تم القضاء عليه من خلال تحالف غربي أوربي مسيحي .. وهكذا فإن الكورد وفي التجربتين السابقتين، كانوا ضحايا الصراع الديني؛ المسيحي الإسلامي، لكن هم اليوم في الضفة الأخرى من الصراع حيث التحالف مع الغرب ضد الإرهاب والتطرف الداعشي في آخر نسخها الإسلامية ولذلك وبقناعتي فإن النجاح سيكون حليف الكورد هذه المرة.

 

170

عفرين والبازارات السياسية القذرة

معلومات مهمة تكشف كارثة عفرين

..من حواري مع صديق قريب من مركز القرار السياسي.

أيها الإخوة والأخوات

إنكم ستجدون في مقالي بالأحرى الحوار الذي بين يديكم معلومات ربما للكثيرين منكم تكون مفاجئة وجديدة، لكن بنفس الوقت ستحاول توضيح عدد من القضايا والمسائل السياسية وعلى الأخص في موضوع كارثة شعبنا في عفرين وما حيكت وتحاك من صفقات قذرة من تحت الطاولة في البازارات السياسية وذلك بين الدول التي تتحكم بمفاصل الأزمة السياسية في سوريا عموماً وضمنها المناطق الكردية ومنها عفرين طبعاً حيث موضوع الحوار/المقالة وبالتالي نأمل أن تكون هذه المعلومات مفاتيح لحل بعض الأسئلة حيث عودناكم على الوضوح والشفافية والصراحة والتي نأمل أن يأخذ بها القيادات السياسية الكردية مع شعبها وتضعهم في صورة الأحداث السياسية وأن نكف عن سياسة المراوغة أو إخفاء المعلومة، طبعاً نقصد كل القيادات الكردية وليس فقط تلك المعنية بالمقالة هنا من جماعتنا بالإدارة الذاتية.. وللعلم لم أنشر المقالة إلا بعد أن أخذت موافقة المصدر المقرب من القيادة في الإدارة الذاتية وإليكم تفاصيل المسألة وكيف بدأت الحكاية؛ حكاية الحوار ومن ثم نشرها.

إنني وقبل فترة كتبت وما زلت مستمراً طبعاً الكثير عن مأساة شعبنا في عفرين مع مسألة الاحتلال وغيرها من المسائل والقضايا الأخرى المتعلقة بمختلف جوانب السياسات الكردية ومما كتبت في هذا الشأن كان بوستاً مختصراً بخصوص “خيانة الروس” حيث قلت فيه؛ “الروس طلبوا المشاركة في حقول النفط وعندما رفض الأمريكان، كانت التضحية بعفرين وإعطاء الضوء الأخضر الروسي للأتراك.. خلطاً للأوراق” وعلى أثر ذاك البوست جاءني اتصال على الخاص من صديق لن أقول قيادي كبير، لكن سأكتفي وأقول بأنه قريب من القيادة في الإدارة الذاتية حيث كتب يقول موضحاً المسألة:

(هو): ماموستا .. كتبت بوست عن طلب الروس المشاركة في حقول النقط و ان الامريكان رفضو

الرفاق هنا و اثناء شهرين كاملين

من معارك عفرين كان في مدينة دير الزور عند الروس

و قسم منهم في حميمييم

و عرضو عليهم اكثر من مجرد المشاركة في حقول النفط

و لكنهم رفضوا كل شي و قالو بصريح العبارة

نحن عقدنا اتفاق مع الاتراك … اتفاقيات انابيب الغاز و اتفاقيات مفاعل النووي و اتفاقية صواريخ اس ٤٠٠ او ٣٠٠ و عقود اسلحة مختلفة

و هذه الاتفاقيات وقعت قبل معارك عفرين باشهر كثيرة

(أنا): لن أشكك في معلوماتك صديقي، لكن إن صحت ذلك تماماً فتكون الإدارة أرتكبت جريمة بحق نفسها وبحق عفرين وشعبها وعموم المشروع السياسي، كما البارزاني.. بأن تذهب للحرب أو الاستفتاء بدون غطاء دولي أو حليف دولي وهناك الطرف الآخر قد أُعطي الضوء الأخضر ونوع من الحماية لإفشال مشروعك السياسي

171

(هو): الروس غدروا .. لم يتكلموا باي شي ابدا … وقعوا كل شي قبل اشهر و لم يضعونا بالصورة ابدا

و لم ينسحبوا الا بيوم الثاني من الهجوم التركي

و لو .. ولو … الادارة سلمت عفرين بالكامل دون قيد او شرط للنظام

لرفضوا كونهم وقعوا اتفاقيات سابقة مع التركي

(أنا): تقديري وشكري .. وبخصوص التسليم كتبت وقلت نفس الرأي

(هو): هذه حقائق اكلمك عنها .. كون الناس الذين ذهبوا مباشرة للمفاوضات في الدير التقيت فيهم

(أنا): شكراً لإيفادي بتلك المعلومات صديقي

(هو): العفوا … لا علاقة للامريكان بالموضوع و لست ادافع عنهم

الامريكان اكثر وضوح في تعاملهم معنا من الروس

عند ذهاب تلرسون الى تركيا

جاء ماكغورك الى كوباني؛القاعدة الاساسية للتحالف و ادخل القيادات في الصورة

و قال بأن كان لكم أي رسائل أو طلبات تريديون تقديمها الى تلرسون

قبل شهرين

جاء أعلى قائد عسكري لديهم و طلب اجتماع مع القيادات عن كون هناك لوبي داخل الادارة الامريكية يريد الانسحاب الامريكي من سوريا (( لوبي يدعم الاتراك ))

و يريديون ذلك خلال ٤ شهور فقط و كان ذلك بشهر آذار

و قالوها بكل صراحة و دون لف أو دوران

بأنه بعد اقالة تلرسون يضغط هذا اللوبي بكل قوته في هذا الاتجاه و هم أيضا يضغطون تغيير هذا الاتجاه

ثم ضغطوا باتجاه التمديد الى ٦ اشهر ثم سنة ثم سنتين ثم تم تمييع الموضوع و تغيير السياسات حتى فشلت

و حتى إنهم قالوا في حال مثلاً كان هناك تنفيذ لهذا المخطط ماذا نستطيع فعله لكم

اقول لك هذا ليس دفاعا عنهم و لكن كسياسة هم أفضل من قذارات الروس بكثير

(أنا): لا خلاف أخي وقلت ذلك في أغلب كتاباتي ولكن يبقى خيار الحوار مع النظام والروس مع ذلك إحدى أفضل الخيارات

رغم أن ذلك ليس الوحيد حيث ربما يكون البديل الفرنسي عن الأمريكي يحل جزئ من الاشكالية

(هو): طبعا .. لو كان هناك شي ملموس .

الروس دائما يتكلمون باتجاه الفيدراليات و حقوق الاقليات و لكنه كله حبر على الروق لا أكثر

النظام يرفض حل هذه المشكلة لأسباب يقف الإيرانيين خلفها مباشرة .. و كثيراً جرى النقاشات عن كون الايرانيين يرفضون مسألة الحقوق الكردية رفضاً قاطعا في هذا الاتجاه

(أنا): لن تكون حبراً بعد الأزمة السورية.. طبعاً النظام والروس سيحاولان تفريغ مضمونها، لكن ومع حلول الكارثة فوق دماغ الجميع سيقبلون ببعض الحقوق للكرد وليس كما نتمناه ونطالب بها أو كما هي حقوقنا كشعب وأمة.

(هو): طبعاً هم أيضاً يفكرون بهذه الطريقة (ويقصد الإدارة الذاتية).. بأننا سنحصل على جزء من حقوقنا و ليس كما نريدها و نتمناها

(أنا): وأدرك بأن العمل السياسي في هكذا واقع كردستاني واقع تحت احتلال عدد من الدول نوع من الكارثة

(هو): في الحقيقة عمل صعب جدا … الجميع يرفضنا .. و الان النافذة السياسية الوحيدة التي حصلنا عليها هي من خلال مكغورك فقط

(أنا): ممكن أطلع على العموميات ع الأقل

172

(هو): يعني كمثال … صغير

هذه السنة تقريبا

لاول مرة نستطيع ارسال مندوبين صغار الى روشات العمل (( ضمن نقاط المنظمات المدنية فقط ))

ورشات العمل

و نتفاجئ .. بأن المعارضة من خلال هذه الورشات التابعة للمنظمات المدنية و الحقوقية تقوم ليل نهار بتشويه صورة الكرد و الادارة الذاتية .. حتى اللحظة لم يخرج نطاق الدبلوماسية الرسمية عندنا اكثر من بيرت ماكغورك، هو الوحيد الذي يوفر لنا هذه النطاقات الضيقة جدا

(أنا): للأسف والطرف الكردي الآخر وبحماقته التاريخية ساهم بذلك بحجة أنه يسيء فقط للإدارة الذاتية

(هو): تفاجأنا بأن أنصار الاناكسة كانوا أيضاً ضمن هذه المنظمات في سويسرا .!

من ٣ سنوات كاملة في التعامل مع الامريكان

من جديد يتم إرسال موظفي و عناصر الخارجية الأمريكية إلى مناطقنا

موظفيين صغار

و ليسو على مستويات عالية

(أنا): نأمل أن تبادر الإدارة مجدداً لفتح حوارات مع النظام رغم إني على قناعة هي لم تنقطع كلياً، لتكون ورقة ضغط إضافية على الأطراف جميعاً.

(هو): الحوارات مع النظام لم تنقطع أبداًأبداً

…………. (هنا حذفت معلومة أمنية)

(أنا): جيد.. والنتائج

(هو): و لكن لم يكن هناك أي إيجابية في هذه اللقاءات

سواإنهم تركوا الأمور كما هي

القيادات طلبت عندنا الحقوق الدستورية و إدارات ذاتية ضمن سوريا

(أنا): سيحاولون الاستثمار في الوقت لكي يقدم الكرد المزيد من التنازلات

(هو): لكن (هم) رفضوا

………. (حذف تفصيل آخر لا يؤثر على المعلومات)

(أنا): والفرنسيين شو موقفهم

ودورهم والعلاقة لأي درجة وصلت بهم

(هو): الفرنسيين مجرد واجهة لا اكثر

الامريكان يريدون ابعاد الضغوط التركية عن انفسهم هنا

فوضعو الفرنسيين بالواجهة

لم يساهموا سوى بجزء يسير جدا على جميع الصعد .. سواء العسكري و الاستخباراتي

على مستوى السياسي احيانا يقدمون القليل من المعونة و لكنها لا ترقى الى المستوى المطلوب

(أنا): يبدو كذلك تم تمييع دور قوات من التحالف العربي

(هو): أي قوات ؟

(أنا): على أساس قوات من التحالف العربي بقيادة السعودية ترسل لتحل محل القوات الأمريكية التي كانت ستسحب من شرق الفرات

173

(هو): كان هذا ابتزاز للسعوديين

لدفع التكاليف

بعد معارك عفرين توقفت الجبهات نهائيا في الدير و الحسكة

حصلت ضغوط كبيرة على الإدارة الأمريكية

كونهم يدفعون نفقات هائلة و لكن لا شي على الميدان

كان لزاماً على أحد دفع فاتورة بقاء الأمريكان في سوريا

(أنا): نعم

(هو): فأبتزوا السعودية من خلال إذا انسحبنا من سوريا

فإن إيران ستسيطر على سوريا بالكامل

و رضخوا بالنهاية

و كان من المقرر أن يرسلوا قوات رمزية قليلة

و حتى فكرة إرسال تلك القوات تخلوا عنها

(أنا): إنني ممتن لك على إيفادي بهذه المعلومات

(هو): يا هلا

(أنا): كونها ضرورية لتصويب القراءات

(هو): من يكون قريب من الجهات الدبلوماسية … يرى الامور بمنظور مختلف تماماً

(أنا): حيث تبقى القراءة ضعيفة عندم لا تكون لديك بعض المعلومات الضرورية

(هو): تماماً

طبعا المعلومات أهم شي

المعلومات الصحيحة

(أنا): سأحاول الاستفادة منها في تقديم قراءة دون الإشارة لأي مصدر من مصادر معلوماتي

دمت بخير وود

(هو): لا تتكلم عن نقطة .. فقط

……. (وأقصد هنا النقطة المحذوفة)

الباقي معلومات عادية

الكثيرين جداً يعرفوها

(أنا): لا هذه سأتركها كونها لا تقدم بل تسيء

في المرحلة الحالية ع الأقل

(هو): صحيح

انا أستأذن

(أنا): كل السلامة

وإلى لقاء قادم

174

خاتمة ورسالة:

بالأخير نأمل أن نكون قد قدمنا ما فيه الفائدة لكم جميعاً أيها الأصدقاء والصديقات، كما نأمل أن نبتعد عن المهاترات والمزايدات حيث السياسة لا تمارس بالعنتريات وبعقليات قريبة لبطولات “دون كيخوت” في رائعة سرفانتس، بل تلزمها العقلية الاستراتيجية الباردة التي تخطط وتعمل وفق الإمكانيات الواقعية وليس فقط بحسب الإرادة الوطنية ومطالبنا ورغباتنا السياسية حيث بالأخير فإن السياسة على الأرض تتحكم بها عوامل إقليمية ودولية عدة؛ ابتداءً بالاقتصاد والمصالح الحيوية لدول العالم والمنطقة في هذه الجغرافية أو تلك وإنتهاءً بحجم وإمكانية كل طرف في فرض شروطه على طاولة المفاوضات بعد صراعات قد تدوم سنوات طويلة لتنتهي بحقوق تلك المكونات من شعوب وأمم وقوميات وأخيراً صراع الطوائف والمذاهب التي ندفع أثمانها منذ خمسة عشر قرناً تقريباً .. بالمختصر وما نود قوله هنا؛ بأن السياسة أقذر مما هي في واقع الأمر حيث الواجهة هي شعارات وطنية وأممية أو قومية ودينية، لكن في واقع الأمر هي مصالح جيواستراتيجية تتعلق بنهب الشعوب والبلدان و”الشاطر” من تلك الشعوب المستضعفة هنا المقصد شعبنا الكردي وقياداته الوطنية طبعاً أن تجد بعض التقاطعات مع مصالحها في ايجاد موطئ قدم لها ضمن تلك الاستراتيجيات التي ترسم كخرائط مستقبلبة للمنطقة وهنا نود مجدداً التأكيد على قضية جد مهمة؛ أن نكف عن التخوين بحق بعضنا ونعمل وفق سياسة استراتيجية مشتركة كمنصة كردية تضم كافة الأطراف والأطياف السياسة الكردية مع نخب وكوادر وطنية من مختلف الفعاليات الاجتماعية الثقافية والاقتصادية بحيث تكون هي المرجعية الوطنية الكردية في قيادة شعبنا في هذه المرحلة الدقيقة من عمر المنطقة وشعبنا وعندها ربما نحقق نتائج سياسية أفضل على صعيد حقوق شعبنا وأمتنا في نيل الحرية والكرامة الوطنية.

175

منظومة العمال الكوردستاني

هل تحتاج لبراهين للتأكيد على كوردستانيتها؟!

 

 

الحوار المتمدن-العدد: 5434 – 2017 / 2 / 16 – 01:22 

المحور: القضية الكردية 

كتبت بوستاً وقلت فيه التالي؛ “بقناعتي إن منظومة العمال الكوردستاني هي إحدى أكثر المنظومات القادرةً على خدمة المسألة الكوردية وللأسف الكثير منا لا يفرق بين مسألة عدم الدعوة للدولة الكوردية وبين قضية إن المنظومة ليست ضد الحقوق القومية ولأي مكون من المكونات المجتمعية وعلى رأسهم الكورد بكل تأكيد حيث وبدون حقوق كل المكونات لا معنى أساساً لمفهوم إخوة الشعوب ونظرية “الأمة الديمقراطية”، لكن هناك البعض يتعمد على خلط القضيتين وذلك فقط للإساءة للعمال الكوردستاني”.

وهكذا ونتيجةً للبوست السابق جاءتني ردود عديدة بين شتم ومديح وعدد من القراءات الموضوعية ومنها قراءة لأحد الإخوة يقول ويتساءل فيه حيث كتب؛ “السيد بيير حتى لا نعيش في الخيال والاوهام ونقرا ما في الصدور لا بد عند طرح اي رؤية ان نقرنها بالحجة والبرهان فقد اثبتت الوقائع فشل الاحزاب الشيوعية في الشرق الاوسط التي تتبنى الماركسية اللينينية فشلا ذريعا مثال سوريا العراق تركيا ايران الخ ويعود السبب الى سيادة العلاقات الاقطاعية والعشائر والبرجوازية الطفيلية الذيلية بالاضافة سيطرة المفاهيم الميتافيزيقية والدينية البالية في المجتمع واثبتت الحقائق انه لا يمكن بناء الاشتراكية التي تعني الغاء استغلال الانسان للانسان واضطهاد شعب لاخر في المجتمعات المتخلفة”.

ويضيف الأخ المعلق؛ “وبالتالي على اي اساس اعتمدت على ان منظومة العمال الكردستاني هي احدى اكثر المنظومات القادرة على خدمة المسالة الكردية لا بد من قول الحقيقة ان هذه المنظومات الاستالينية وغيرها من اللاحزاب التي تنتهج العنف وسيلة عبر الغاء الاخر وبث الرعب في النفوس اثبتت ويثبت فشلها التام فمنظومة الامة الديمقواطية والامة الاسلاتمية والامة الاشتراكية هي منظومات فاشلة بامتياز وخير مثال الذبح والقتل والخراب والدمار في الشرق الرديئ وفي النهاية هل يعقل ان يخلق شيئا من العدم فاساس هذه المجتمعات ارض ملحية .. مع الود”.

176

بدايةً كل الود والتحية للخطاب العقلاني والباحث عن الإجابات وليس بقصد إثارة بعض الأحقاد والنعرات كما هو دارج في الخطاب السياسي الكوردي .. أما بخصوص الإجابة على ما طرحت فهي وبكل تأكيد تحتاج لدراسات معمقة وأعتقد البوست والرد هنا لن يفي بذلك، لكن فقط أود الإشارة لعدد من النقاط والقضايا وبعجالة:

أولاً_ لم أقل بأنها المنظومة الوحيدة، بل قلت “إحدى المنظومات” ومعنى ذلك هناك منظومات أخرى وبنفس القدرة و”الأكثرية على خدمة قضايا شعبنا”.
ثانياً_ وكأي متابع لقضايا شعبنا فلو إتصف أحدنا ببعض الموضوعية لرأى بأن منظومة العمال الكوردستاني واحدة، بل ربما الوحيدة التي حققت تواجداً جماهيرياً سياسياً في أجزاء كوردستان الأربعة وحتى في دول الشتات وأوربا وبالتالي فهي المنظومة القادرة على إدارة الملف الكوردي في تلك البقاع والجغرافيات عموماً.
ثالثاً_ إن المنظومة التي تحقق المكاسب في كل من روج آفا (سوريا) وباكوري كوردستان (تركيا) ورغم كل ملاحظاتنا عليها فبالتأكيد هي إحدى أهم منظوماتنا السياسية وأرجو أن لا تقول وأية “مكاسب” حيث لولا الخلاف الحزبي لطبل الكثير لتلك الانجازات وإن من يطلب المشاركة مع الإدارة الذاتية فهو يعترف ضمنياً؛ بأن للمنظومة مكاسب وبالتالي يريد المشاركة وكذلك فإن استقبال الرئيس بارزاني لوفود حركة الشعوب الديمقراطية وقبوله بالتوسط بينهم وبين تركيا هو اعتراف منه بدور هذه المنظومة، لكن وللأسف خلافاتنا الحزبية تجعل البعض ينكر الحقائق والوقائع على الأرض.
رابعاً وأخيراً؛ أود التأكيد على نقطة يجب أن نعتبرها ركيزة في المسألة الكوردية، ألا وهي؛ بأن الدولة التركية ومن بين الدول الأربعة الغاصبة لكوردستان هي الأكثر عداءً للمسألة الكوردية وذلك لأسباب تاريخية وجغرافية وسياسية وبالتالي فعداءها لمنظومة العمال الكوردستاني تعتبر مقياساً آخراً لهذه المنظومة إنها “إحدى أكثر المنظومات القادرة على خدمة القضية” حيث درجة عداء العدو يعتبر أحد أهم المقاييس في خدمتك لقضاياك الإستراتيجية.
أما بخصوص إلغاء الآخر وعدم قبوله فهي جزء من ثقافة المنطقة وليس فقط العمال الكوردستاني وسنحتاج ربما لأجيال وعقود لتجاوز الثقافة الإقصائية في مجتمعاتنا ولذلك أكدت ولأكثر من مرة بأن قضية مشروع “الأمة الديمقراطية” يحمل الكثير من الطوباوية، لكن رغم كل ذلك فإن المشروع سيخدم المسألة والقضية الكوردية أكثر من خدمته للديمقراطية، كون المرحلة التاريخية في المنطقة لم تتجاوز مرحلة الهويات الأقوامية والمذهبية لنؤسس لفكر ديمقراطي، بل مجتمعاتنا ومنظوماتنا المعبرة عنها سياسياً غير قادرة على التأسيس لمجتمع ديمقراطي وما يجري على الأرض تؤكد بأن الكل يبحث عن هوياته الفرعية بمن فيهم أصحاب المشروع أنفسهم حيث ما يتم التأسيس والخلاف عليه هو ما يتعلق بجانب حقوق الكورد أكثر من الاختلاف على قضايا الديمقراطية وحقوق الإنسان .. ومن هنا جاء البوست ليقول بأن “منظومة العمال الكوردستاني هي إحدى أكثر المنظومات القادرةً على خدمة المسألة الكوردية”.

 

177

المحتجزين في سجون الإدارة الذاتية

هل هم “خونة ومجرمين” أم معتقلين سياسيين؟!

 

كتب الصديق مصطفى بالي بوستاً يقول فيه؛ “عطفا على دعوة بعض السادة .. الاستاذ بير رستم و كل السادة الذين دعوا للإفراج عن بعض الشخصيات المنتمية للمعارضة السورية تحت مسمى إطلاق السجناء السياسيين.. تحياتي لكم، و لا شك أنكم من موقع الحرص و الهاجس الوطني و القومي دعوتم إلى ما دعوتم و أضم صوتي إلى صوتكم، و ادعو الجهات المعنية التعاطي بإيجابية مع دعواتكم الكريمة. ولكن: أقنعوني أن الجهة السياسية / التنظيمية / الحزبية، التي ينتمي لها هؤلاء، ليست جزءا رسميا من الغزو ضد عفرين و أنا سابدأ إضرابا عن الطعام واعتصاما مفتوحا للإفراج عن هؤلاء. فقط أثبتوا لي أن هؤلاء لا ينتمون لتنظيمات مشاركة في غزو عفرين أو أخبروني عن اسم دولة، أقليم، منطقة، عشيرة، عائلة، أي كيان يخطر ببالكم، يتعرض للغزو الوحشي الهمجي، من لصوص و شذاذ آفاق، و يسمع لأنصار ذلك الغزو بالعمل”. ويضيف أيضاً؛ “عفرين تتعرض للغزو أيها السادة والغزاة هم الجناح العسكري لائتلاف قوى المعارضة السورية (رسميا) وهؤلاء الذين تدعون للإفراج عنهم هم منتسبون رسميون لهذا الأئتلاف، و هم جزء من هذا الغزو (رسميا) .. من يطالب بالإفراج عنهم عليه أن يثبت العكس”.

 

وإليه الإجابة؛ صديقي أولاً أشكرك إنك تضامنت مع إنك إنقلبت على ذاك التضامن وللتوضيح سوف أكتب بشفافية أكثر وأقول؛ بأن الإدارة الذاتية لم تقم بتخوين المجلس الوطني الكردي بشكل رسمي في بيان لها كي نقول عن هؤلاء بأنهم خونة للوطن ويجب محاكمتهم، كما أن للمجلس ورغم كل أخطائه وهفواته السياسية بعض المواقف الجيدة من قضية العدوان على عفرين وخاصة لكتلها ومجالسها الداخلية ومنها مجلس عفرين وإن الذين محجوزين هم من أبناء الداخل وليسوا من قيادات الخارج التي تتعاطى مع الإئتلاف المشارك بالعدوان من خلال بعض المجاميع والميليشيات الإسلاموية الجهادية التكفيرية وتحت إمرة وخضوع الجيش التركي القوة الفاعلة الرئيسية بهذا العدوان .. ثم وأخيراً؛ إن كان هؤلاء المحجوزين في أقبية آسايشنا “متهمون بجرائم جنائية أو وطنية” فليقدموا إلى المحاكم، فإن كانوا قد تورطوا فعلاً في قضايا تضر بالوطن ينالوا جزائهم العادل، لا أن يبقوا رهن الاعتقال والحجز السياسي .. وآخراً؛ نأمل أيها الأصدقاء بأن نتعاطى مع قضايانا الخلافية بعقلانية وموضوعية تؤسس لحوار وطني نحن جميعاً بأشد الحاجة لها وخاصةً في وقتنا الراهن.

 

178

تركيا الأردوغانية

تريد عفرين إخوانية لا كردية

 

أيها المتحاذق .. أن تدعو للمشاركة السياسية بين مختلف التيارات والقوى والأحزاب الكردية في عفرين لتشكيل إدارة سياسية تمثل كل الأطراف والقوى المجتمعية شيء، بينما أن تنادي بتسليم المنطقة لحلفاء تركيا شيء آخر تماماً حيث ليست من شأن تركيا من يحكم عفرين وخاصةً عندما لا تتعرض أمنها وحدودها لأي تهديد من الإدارة الحاكمة حيث نعلم جميعاً؛ بأنه خلال كل فترة حكم الادارة الذاتية لم يتم أي خرق أو تهديد لتركيا من طرف عفرين أو غيرها من مناطق روجآفاي كردستان وبالتالي فلا مبرر لكل هذا العدوان الغاشم على المنطقة وأهلها وبنيتها التحتية.

 

للأسف هناك من يطرح بدعة جديدة ويقول؛ “لما لا يتم تسليم عفرين للمجلس الكردي ونكف عن المنطقة شر القتل والعدوان” وهو على قناعة بأن تركيا سوف (تقبل بإدارة كردية) حتى لو كان (لأكرادها الجيدين) مع أن الحكومة التركية صرحت وأكثر من مرة على لسان عدد من المسؤولين؛ بأنها “ضد أي مكسب كردي على حدودها الجنوبية” .. بني حاول أن تفهم؛ بأن تركيا تريد للمجاميع الإخوانية هي التي تحكم في هذه المناطق وليس أي إدارة أخرى، لا تحت سيطرة حزب الاتحاد الديمقراطي ولا حتى المجلس الوطني الكردي حيث هي قالت وبكل دقة بأنها؛ لن تسمح بتجربة إقليم كردستان أخرى في سوريا وبالتالي فعندما تهاجم عفرين فقط لإنها تحت إدارة الكرد أقوياء وليس لأنها صاحبة مشروع “الأمة الديمقراطية” .. للأسف البعض منا يريد أن يصدق كذبته وفي وضح النهار!!

 

http://xeber24.org/archives/79314

 

179

توقيف السيد صالح مسلم

يجب أن لا يشغلنا عن قضايانا الأساسية.

 

بخصوص قضية إعتقال السيد صالح مسلم في دولة التشييك بحجة أن “جواز السفر غير نظامية” نود الانتباه بأننا لسنا في دولة شرقية ليتم وضعه في الزنازين وأقبية سجون المخابرات لسنوات، بل هو إجراء روتيني قانوني وبكل الأحوال لن يسلم للدولة التركية كونه ليس مواطناً تركياً ولذلك نأمل أن لا يشغلنا قضية توقيف وليس اعتقال الأخ بافى ولات مع كل التقدير للرجل وتاريخه وعمله السياسي بخدمة قضايا شعبنا عن القضايا الأساسية ومنها اليوم مسألة وقف إطلاق النار والتي تم إقرارها يوم أمس بالإجماع من قبل الأمم المتحدة .. وبالتالي يجب التركيز على هذه القضايا وبأن لا تستغل تركيا مسألة إنشغال الإعلام الكردي بقضية قد لا تكون جوهرية إلى جانب قضايانا الأخرى حيث تاريخ هذه الحركة قد عرفت مئات الاعتقالات والإغتيالات ولم تؤثر على نضالها وبهذا الخصوص فقد أرسل أحد الإخوة الرسالة التالية طالباً منا التنويه لهذه المسألة، كما أن هناك أصدقاء آخرين نوه لها خلال المراسلة وصفحاتهم أيضاُ وإليكم رسالة ذاك الصديق المتابع: “استاذ بيير…بعد السلام و التحية…استاذي انتو صوتكم بيوصل…سيضللون الاعلام بالقاء القبض على صالح مسلم…للتنتسى قصة الهدنى ووقف الاعمال القتالية …..يرجى ايصال صوتكم و صوت جميع الاعلاميين لتركيز على وضع وقف إطلاق النار المتفق دوليا عليه…وعدم الانجرار بالوقت الراهن وراء قصة القاء القبض ع صالح مسلم…..يرجى منكم و من جميع من يصل صوته التركيز على قرار مجلس الامن….يرجى اعلام الاخوة الاعلاميين عن طريقك بالوضع و التركيز على قرار مجلس الامن…لكم كامل الاحترام”.

 

180

كلمة مختصرة

بإطلاق سراح السيد صالح مسلم

 

شكراً لكل من ساهم ولو بكلمة طيبة مطالباً بالإفراج عن السيد “صالح مسلم” حيث يبقى الإعتقال السياسي مراً ونأمل للذين فرحوا أو فبركوا القصص والروايات وبأن هناك مخطط أمريكي إسرائيلي لإعتقاله في دولة مثل التشيك، أن يعيدوا النظر في قراءاتهم ومواقفهم السياسية .. أما الذين طالبوا بمحاكمته على إنه مجرم حرب وعليه قضايا جنائية فأعتقد بات الأمر منهم ميؤوس تماماً وحتى أحزابهم وتياراتهم ومجالسهم وعوائلهم تبرأت منهم، طبعاً لا أنفي أن يكون القوات العائدة للإدارة الذاتية قد تورطت في مرحلة ما بأعمال جنائية يجب البحث فيها ومحاكمة المسؤولين عن تلك الملفات والجرائم إن ثبتت على تلك الجهات والقطعات، لكن أن نحمّل قائد وزعيم سياسي كل شكوكنا حول تلك الجرائم ففيها الكثير من الحقد والغباء السياسي.

 

وأخيراً وكما فرح الإخوة في حزب الاتحاد وعموم منظومة المجتمع الديمقراطي والإدارة الذاتية، بل والكرد عموماً بإطلاق سراح “أبو ولات” فيجب أن يدرك هؤلاء الإخوة؛ بأن هناك من هو معتقل لدى إدارته وعليه أن يطالب بإطلاق سراحهم أيضاً وأرجو أن لا يخرج مثل كل مرة بعض المتحزبين من التيار الآبوجي ليقول: بأن “هؤلاء مجرمين” حيث الآخرين قالوا نفس الأمر عن السيد صالح مسلم، بل قلتم سابقاً عن أولئك بأنهم ليسوا سياسيين وبأنهم خونة ومجرمين، لكنكم وبعد أيام تفاجأتم بإطلاق سراح البعض منهم من السجون دون تجريمهم بأي جرم جنائي .. تمنياتي بل مطالبتي هي أن تبادر الإدارة الذاتية إلى إطلاق سراح كل معتقل رأي لديها من الزنازين.

 

ومرة أخرى نقول: ألف مبروك لنا جميعاً بإطلاق سراح السيد صالح مسلم حيث الحرية تليق بالمناضلين السياسيين وليس السجون والزنازين.

 

181

ذيل لأردوغان

وخيار عفريني للمعارضة الإخوانية

 

قام أحد الأصدقاء بطرح سؤال مهم على بوستي السابق حيث كتب؛ “شكراً لقرائتك السياسية التي تصلنا الى بصيص من الأمل .. أستاذ احمد اذا سيطر الغزاة على الشريط الحدودي لعفرين ما هي العواقب التي ستواجهنا”. والآن إليه وإليكم إجابتي أيها الأصدقاء؛ إنهم أي الأتراك بالأساس على الحدود حيث أن حدود منطقة عفرين ومن جهات ثلاث تقريباً تطوقها حدود الدولة التركية، كون عفرين جزء من الإمتداد الطبيعي لجغرافية كردستان وبما أن تركيا وسوريا تعتبران دولتين غاصبتين للجغرافية الكردستانية فمن الطبيعي هذا الإمتداد على طرفي الحدود وبهذه الحالة تكون الدولة التركية استولت على المزيد من هذه الجغرافية الكردية على حساب الغاصب الآخر؛ الدولة السورية .. لكن بقناعتي لن يكون بمقدور تركيا الإحتفاظ بها وذلك على الرغم من المطامع التركية القديمة المتجددة بالإستيلاء على كل لواء حلب وليس فقط عفرين وهكذا وكما خرجت تركيا من العراق دون لواء الموصل، بل ب”خفي حنين”، أعتقد بأنها سوف تخرج من عفرين وسوريا عموماً ليس فقط بذاك الخفين، لكن كذلك بذيل أردوغاني وتكون نصيب المعارضة الإخوانية خيار عفريني.

 

182

بوست مختصر وتوضيحي

بخصوص كردية “وحدات حماية الشعب”.

 

هناك البعض من الإخوة بمناسبة ودون مناسبة يحاولون أن يرددوا تلك الإسطوانة التي تقول بأن مشروع “الأمة الديمقراطية” لا علاقة لها بالكردية ومن هؤلاء أحد الإخوة المتابعين كتب تعليقاً على مقالتي يوم أمس وهو يقول؛ “انت عم تقول قوات حماية الشعب الكورديه وهنه بقولو نحن لسنا قوة كورديه .. الأفضل تشيل أسم كورديه ماموستا” وإليه إجابتي:

 

طيب عزيزي.. إذا أنا شلت كيف راح تخلي كل وكالات العالم تشيلها حيث نعلم بأن أي قناة أو موقع إخباري وبما فيها القنوات العربية، عندما تذكر اسم قوات الحماية الشعبية تربطها بالكردية، كون الجميع يدرك ويعلم علم اليقين وأنت كذلك ضمناً بأن هذه القوات هي قوات كردية، لكن وللأسف البعض منا نحن أبناء الكارثة التي نسمي أنفسنا زوراً بالكرد، يريدون أن ينكروا ذلك فقط لكي يتحفونا بعبقريتهم ويقولوا؛ شوفو هدول يريدون أن يمحوا الكرد والقضية الكردية مع إننا نعلم جيداً بأنهم كفريق سياسي هم أحد أكثر الناس خدمةً لكرديتهم وأن تركيا والمجاميع العروبية الإسلامية لا تحاربهم من أجل مشروعهم “الديمقراطي”، بل لعلمهم ويقينهم، بأن هؤلاء “الآبوجية” وتحت مسمى “الأمة الديمقراطية” عم يخدموا الكرد والقضية الكردية ولذلك نأمل أن يكف البعض من (أكرادهم الجيدين) من ترديد تلك الإسطوانة الفارغة وهم يقولون: “بس هدول عم بقولو نحن لسنا قوة كردية”.

 

وأخيراً ولعلم هؤلاء جميعاً؛ فعندما لا يربطون مشروعهم بمفهوم القومية كونهم ينطلقون من قراءة سياسية بأن الواقع الراهن بات متجاوزاً للحالة القوموية كمشروع سياسي، أي مشروع الدولة القومية وليس رفضاً للحالة القومية وإلا تكون مفهوم “الأمة الديمقراطية وإخوة الشعوب” دون معنى حيث هذه الإخوة هي إقرار بحالة التعددية الشعوبية القومية ولذلك نأمل أن يكف بعض الإخوة من ترديد بعض المقولات بحالة ببغائية مطلقة .. إنها رسالة مختصرة لبعض مرددي المقولات والشعارات بطريقة أقرب لحالة الصدى والبوق الحزبي الأعمى منه لشخص يحترم فكره وعقله، فهل ستصل الرسالة .. بصراحة لا أعتقد؛ كون هؤلاء توقفت لديهم المحاكمات العقلانية لقياس الأمور والقضايا عموماً فكيف سيكونون قادرين على فهم الرسالة.

 

183

تنويه لبعض المتفذلكين

بخصوص اللقاء مع النظام السوري

 

لو كانت الإدارة الذاتية تقبل بتسليم عفرين للنظام أو غيره من الأطراف الطامعة في السيطرة على المنطقة وحكر الإدارة بيدها فقط، لما عانت كل هذه السنوات وهي تعمل جاهدةً لتكوين قواتها العسكرية والأمنية وتشكيل إداراتها الذاتية في عموم الشمال السوري وروجآفا كردستان، لكن وبالتأكيد فإنها أي الإدارة الذاتية تدرك حجم المؤامرات والبازارات السياسية التي تحاك لعموم سوريا وهي بالتالي تحاول قدر الإمكان الاستفادة من صراع القوى المتنافسة على المنطقة لكي تخرج بأكبر الأرباح ولن نقول بأقل الخسائر، كما إنها لم تقل يوماً بأنها تعمل على فصل المناطق الكردية عن سوريا، بل أن مشروعها مشروع الفدرلة والدولة الاتحادية وهكذا وبحسب شروط الدولة الاتحادية فإن الدفاع عن الحدود الخارجية هي من مسؤوليات المركز دمشق.

 

أما من يتذاكى ويقول؛ ولما كل هذه الحرب لكي نقبل بعودة النظام فعليه أن يوجه بسؤاله لجماعة المعارضة والإئتلاف وميليشياتها المرتزقة لدى تركيا ودول الخليج وهي تركض إلى المؤتمرات “جنيف وسوتشي” لكي يقبل النظام بها شريكاً سياسياً، يعني يحق لهم عقد صفقات سياسية مع النظام السوري، بينما تكون صفقة الكرد مع النظام استسلاماً له، أي منطق أعوج هذا؛ يعني لو وافق الكرد تحت “باط” الإئتلاف المرتزق على القبول بالشراكة مع النظام هو ليس استسلاماً، أما إذا عملوا اتفاقات دونهم مع النظام فهو (استسلام)، لا يا عين أمك فقد بات الكرد لهم قوتهم ودورهم ومواقفهم الخاصة بهم وذلك بعيداً عن وصاية أي طرف آخر؛ إن كان النظام أو المعارضة وخلي أولئك “الكرد الجيدين” تحت باطكم ونفوذكم خانعين ذليلين .. أما من يدافع عن شعبه ومناطقه فهو قادر على تحديد ما يخدم قضاياه ومشروعه السياسي والذي هو بالأخير مشروع لشعبنا رغم كل الهفوات والنواقص والأخطاء السياسية.

 

http://xeber24.org/archives/76072

 

184

رسالة لصديق عزيز

بخصوص مسارات الحل في سوريا

 

سلاف برا .. بكل تأكيد المصالح الدولية والإقليمية ستحدد المسارات كلها وبالأخير ستكون هناك توافقات سياسية تراعي مصالح كل الأطراف هذه ندركها منذ اليوم الأول لقضية الصراع في المنطقة وندرك بنفس الوقت بأن لا عودة للنظام إلى ما قبل 2011 رغم أن الإتفاق معه بخصوص عفرين وغيرها ستكون ضمن التفاهمات السياسية الإقليمية الدولية والإدارة الذاتية لم تعلن يوماً؛ إنها بصدد إعلان كيان سياسي مستقل، بل أصرت دائماً بأن مشروعها هو مشروع سوريا دولة ديمقراطية فيدرالية وبالتالي فإن الحوار مع النظام والمعارضة كذلك هو وارد في أي لحظة رغم الخلافات والتباينات السياسية بين مختلف هذه المكونات السياسية، لكن بالأخير لا حل إلا من خلال مفاوضات وتفاهمات سياسية تقبل بشراكة الجميع ولذلك فإن الحوار والتفاهم مع النظام والروس وغيرهم وارد في كل لحظة، لكن وبالتأكيد لن تكون كوصاية وعودة للنظام السياسي السابق بكل منظوماته السياسية والإدارية والأمنية، بل في إطار تلاقي المصالح ضد طرف آخر -تركيا وبعض المجاميع الإسلاموية المرتبطة بها- وذلك إلى أن يكون هناك توافق أمريكي روسي أوربي لتقاسم “الكعكة السورية” وحينها فإن أكبر الخاسرين قد تكون تركيا نفسها مع تلك المجاميع الإسلاموية وعلى رأسهم التيار الإخواني وحينها -وبحسب قناعتي- سيتم إعادة تشكيل معارضة بعيدة عن الهيمنة التركية لتكون الطرف السياسي الثالث سورياً وذلك إلى جانب النظام وقوات سوريا الديمقراطية لتكون شريكاً في العملية السياسية وتشكيل هيئة سياسية لإدارة البلاد .. ومرة أخرى لك كل الود والتحية وربي يحفظكم جميعاً ويحفظ المنطقة صديقي

 

185

سؤال وإجابة

هل أمريكا ستسلم “شرق الفرات” للمجلس الكردي؟!

 

يطرح أحد الإخوة المتابعين السؤال التالي في تعليق له على إحدى بوستاتي؛ “أستاذ احمد الكل مشغول بعفرين وانا ايضا ولكن سؤالي هو سياسي خارج نطاق عفرين بعد التضحيات التي قدمها حزب الاتحاد الديمقراطي شرق الفرات لتطهيرها من داعش هلق سيقبل بالمخطط الامريكي شرق الفرات والذي يهدف لتشكيل ادارة شبه مستقلة وتسليم زمام الامور فيها للمجلس الوطني الكوردي طبعا قرأت أكثر من مرة حول هذا التخطيط والدليل اجتماع المجلس منذ يومين مع القادة في اقليم كردستان والمتوقع توجههم الى امريكا لدراسة الموضوع”. طبعاً بدايةً نشكره على الثقة وطرح السؤال والآن إليه وإليكم أيها الإخوة إجابتي ولو بنوع من الإقتضاب:

 

وهل تعتقد بأنه سيكون كذلك .. لا يا صديقي فالأمريكان وكأي دولة يبحثون عن شركاء أقوياء للحفاظ ورعاية مصالحهم وأعتقد جميعنا يعلم؛ بأن المجلس يحتاج لمن يرعاه لا أن يرعى هو مصالح الآخرين، لكن الأمريكان يريدون من بعد الفوضى وحالة الحرب وإعادة رسم الخرائط وفق مصالح الدول الاستعمارية الجديدة؛ “الروس والأمريكان” بدل القديمة؛ “الإنكليز والفرنسيين” نوع من الاستقرار في المنطقة لكي تكون هي قادرة على الاستثمار وهذا الاستقرار يتطلب تفاهمات وتوافقات سياسية بين مختلف مكونات تلك المنطقة “المجتمعية والسياسية” وفي هذا الإطار والرؤية السياسية يتم حالياً العمل على مختلف الجبهات وداخل تلك المكونات ومنها المجلس الوطني الكردي وإلى جانبهم المكونات العربية والسريانية الآشورية بحيث يكون للجميع الدور السياسي في إطار الإدارة المقبلة، لكن وبكل تأكيد سيكون الدور الأكبر لحزب الاتحاد الديمقراطي ومنظومة حركة المجتمع الديمقراطي بحكم إمتلاكهم للقوة السياسية والعسكرية.

 

بإختصار جد شديد؛ أمريكا تفكر بطريقة براغماتية بحيث تكون نموذجاً قريباً للعراق؛ أي إقليم فيدرالي اتحادي وليس كيان ودولة مستقلة كردية أو عربية .. هذه قراءتي وأأمل فعلاً أن يستلم الإدارة من هو قادر على تقديم وتحقيق الأفضل لشعبنا وقضايانا الوطنية.

 

http://xeber24.org/archives/77932

 

186

سؤال وجواب

بخصوص “لما لم نقبل بإعطاء الروس الرقة والحفاظ على عفرين”؟!

 

أحد الإخوة طرح السؤال التالي؛ “وانطلاقا من قرأتك استاذ احمد لهذه المصالح الم يكن من الممكن التصالح او ارضاء الروس بدير الزور مقابل الحفاظ على سلامة عفرين وحقن دماء شهدائها؟ سؤال ارجو منكم الرد لتريحنا” وذلك بعد أن كتبت بوستي السابق والذي أطالب فيه القيادة الكردية بأن تكون لها علاقاتها القوية مع مختلف القوى الدولية -وعلى الأخص الروس والأمريكان- حيث بالأخير تهمنا مصالحنا وليس مصالحهم ومشاريعهم الإقتصادية.. وها إنني أجيبه بالتالي:

 

بقناعتي بل بحسب ما لدي من معلومات لو كان القرار بيد الكرد لبادلوا بين تلك المناطق وعفرين منذ اليوم الأول صديقي، بل لكانوا توجهو إلى عفرين بدل الرقة والدير ولكن للأسف فإن الأمريكان خيرّ القيادات الكردية بين أمرين؛ إما هم يذهبون إلى الرقة أو إنهم سوف يستعينون بالأتراك وفي هذه الحالة كانت ليست عفرين وحدها ستكون القربان، بل كل المناطق الكردية الأخرى؛ أي كوباني وقامشلو أيضاً ولذلك فإن الكرد قبلوا على مضض وهم ما زالوا يخضعون لتلك الإرادة الأمريكية.

 

وإذا سألت لما ذلك سأقول لك؛ بأن لا خيار آخر أمامهم حالياً على الأقل حيث رفض الأمريكان والقبول بالروس وحدهم سوف يعري الكرد ويسهل القضاء عليهم فعندها وبكل سهولة سيتفق الأقوياء على حساب الكرد وربما نخسر ما لدينا حالياً.

 

187

سؤال وجواب

بخصوص “عدم تحرك حزب العمال الكردستاني”

 

أحد الأخوة المتابعين كتب تعليقاً يتساءل فيه؛ “ماموستا من خلال متابعتي لكتاباتك ادرك انك تكتب بحيادية وموضوعية ولدي استفسار وأريد وجهة نظرك في هذا الموضوع بعد اذنك.. ليش لهلا حزب العمال الكوردستاني ما تحرك بالمعنى الفعلي ولم ينفذ عمليات تذكر في الداخل التركي على الرغم من قيام جيش الاحتلال التركي بفظائع في عفرين واستخدم حتى الغازات السامه والقصف المدفعي والطيران ووو!!؟بتمنى تجاوبني من وجهة نظرك”.

 

صديقي سأكون وكما عودت الإخوة المتابعين صريحاً معك وها إنني أقولها بوضوح؛ بانني فعلاً أتساءل مثلك ومثل الكثيرين ولا أملك الإجابة الوافية والمقنعة، لكن ربما أقدم قراءة قد لا تقنعني حتى ومع ذلك سأقدم وجهة نظري بالموضوع؛ بقناعتي إن تحرك قنديل ورغم بعض التصريحات النارية التي شهناه من قبل بعض قياداتها مثل السيد مراد قريلان والذي قال قبل الإعتداء التركي بأنهم “لن يتركوا عفرين وحيدة” إلا أن تحركهم كان دون مستوى الحدث وبرأي تعود لحسابات سياسية داخلية وإقليمية حيث منها مرتبط بقضية الربط بين قنديل والإدارة الذاتية وتحاول قيادة العمال الكردستاني وكذلك حركة المجتمع الديمقراطي وحزب الاتحاد الديمقراطي مجتمعةً نفي هذه التهم والادعاءات التركية.

 

كما علينا أن لا ننسى الانتخابات التركية القادمة وجزء من العدوان التركي على عفرين كانت لتقوية نفوذ ودور وموقع حزب العدالة والتنمية للحصول على أكبر عدد ممكن من صوت الناخب التركي بشقيه الإسلاموي الإخواني والقومي الطوراني وربما هناك بعض الحسابات والضغوط الدولية على قيادات العمال الكردستاني بعدم التصعيد في هذه المرحلة أقول ربما ومع ذلك فإن دور قنديل والعمال الكردستاني لم يغب تماماً حيث وجدنا بعض العمليات العسكرية، كما علينا أن لا ننسى الدور الجماهيري للجاليات الكردية والتي تدين بولائها لهذه المنظومة السياسية في العواصم والمدن الأوربية لدعم ومساندة شعبنا في عفرين .. ورغم ذلك؛ نأمل أن نسمع الإجابة لمن يملكها من كوادر وقيادات العمال الكردستاني لإيضاح هذه المسألة التي باتت تشغل الشارع الكردي عموماً.

 

188

عفرين تقاوم وحدها!!

 

للأسف إننا نجد بأن شعبنا في عفرين يقاوم وحده أعتى وأشرس جيش في المنطقة متحالفةً معه مجاميع من المرتزقة التكفيرية حيث العالم “الديمقراطي” باقاً متفرجاً على قصف المدنيين بتلك الطائرات والمدافع والدبابات التي باعتها لتركيا ومن حيث الدول الإقليمية؛ عربياً وإسلامياً فإن الجميع يجد في الكرد (عدواً) -دينياً أو عرقياً- ويجب التخلص منهم، إلا ما ندر، لكن صمت كل هؤلاء يبقى مقبولاً أمام الصمت الكردستاني حيث لم نجد تحركاً عسكرياً أو سياسياً ولا حتى جماهيرياً لأجزاء كردستان الأخرى، فلا قنديل ولا هولير تحركت عملياً لتهدد المصالح التركية الحيوية، إن كانت من خلال الضغط الديبلوماسي أو التلويح بالإضرار بالمصالح التركية في الإقليم وكذلك لم نجد تحركاً عسكرياً من قبل قنديل ولو خجولاً، بل حتى لم نجد حشود ومظاهرات ضخمة في المدن الكردستانية وذلك تنديداً بالهجمات التركية الوحشية على المدنيين.

 

وهكذا فإن الكل يقفون متفرجين على شعبنا وهو يقتل بيد الإرهاب النيوإخواني لحزب العدالة والتنمية المتحالف مع المجاميع المرتزقة من بقايا حثالات القاعدة وداعش وذلك دون أن يستخدم أي طرف إقليمي أو دولي ما يملك من أوراق قوة لإيقاف هذه الحرب المدمرة للمنطقة وتشريد وتقتيل أهلها، بل ولا حتى كردستانياً رأينا أي تحرك حقيقي على الأرض ومحاولة إيقاف هذا الإعتداء السافر وربما المستغرب أكثر أن لا نجد تحركاً فاعلاً للإدارة الذاتية نفسها واستخدام عدد من أوراق القوة التي تملكها ضد القوى الفاعلة والمؤثرة في تحريك هذه المعركة حيث نعلم بأن الإدارة الذاتية تسيطر على كل المنطقة الشرقية الشمالية من سوريا وفيها منابع النفط وسد تشرين؛ أي بيدها النفط والكهرباء وطرق الإيصال وبالتالي يمكن أن تهدد الروس والنظام السوري للتدخل ومحاولة إيقاف هذه الحرب المدمرة.

 

كما أن قوات سوريا الديمقراطية والتي تشكل قوات الحماية الشعبية -الكردية- الهيكلية الرئيسية لها ما زالت الحليف الأساسي لقوى التحالف الدولي وأمريكا في محاربة داعش، بل كل يوم نسمع بعدد من معاركها في مناحي ديرالزور، فلما لم نسمع تهديداً من هذه القوات لحليفها من التحالف الدولي بإيقاف معاركها والتوجه لمناطق الشهباء بهدف تخفيف الضغط عن عفرين وفتح جبهات أخرى مع القوى الغازية وميليشياتها من “درع الفرات” التي تسيطر على مناطق الباب وجرابلس وصولاً لمناطق إعزاز المجاورة لعفرين .. إنها أسئلة برسم الجميع للإجابة عليها، فهل نقول؛ إنكم جميعاً تراهنون على عامل الزمن لإسقاط الآخر في الوحل العفريني؟!

 

http://m.ahewar.org/s.asp?aid=587821&r=0&cid=0&u=&i=1375&q=

 

189

ما بين عفرين وجالديران

حكاية كردية وحروب ومؤامرات إقليمية.

 

تخبرنا الموسوعة العالمية عن معركة جالديران ما يلي؛ “هي معركة وقعت في 23 أغسطس 1514 في جالديران بين قوات الدولة العثمانية بقيادة السلطان سليم ياوز الأول ضد قوات الدولة الصفوية بقيادة إسماعيل الأول. انتهت بانتصار القوات العثمانية واحتلالها مدينة تبريز عاصمة الدولة الصفوية، وأدت إلى وقف التوسع الصفوي لمدة قرن من الزمان وجعلت العثمانيين سادة الموقف، وأنهت ثورات العلويين داخل الإمبراطورية. وترتب على المعركة بالإضافة إلى الاستيلاء على تبريز عاصمة الدولة الصفوية، سيطرة السلطان العثماني على مناطق من عراق العجم وأذربيجان ومناطق الأكراد وشمال عراق العرب، ثم توجهه صوب الشام حيث أكمل انتصاراته على المماليك حلفاء الصفويين بمعركة مرج دابق”. ذاك هو التاريخ حيث يخبرنا الصراع بين أقوى إمبراطوريتين؛ أي العثمانية والصفوية في تلك المرحلة التاريخية واليوم ها هي معركة عفرين ودخول الجيش التركي مع مجاميع ميليشاوية إسلاموية تكفيرية وبطابع سني، بل أطلقوا على سلطانهم العثماني الجديد؛ أردوغان ب”أسد السنة” وها هم يحاولون مجدداً التعلغل في سوريا وبلاد الشام وذلك من خلال البوابة العفرينية وتحت ذريعة “محاربة التطرف والإرهاب” لدى حزب العمال الكردستاني وملحقاته العسكرية والسياسية الإدارية حيث وفي القراءة السياسية لهؤلاء؛ بأن من يحكم عفرين قيادة قنديل وليس أبناء عفرين.

 

لكن يبدو أن هذه الحكاية أو الذريعة لم تمر على رأس الدولة الصفوية الجديدة بطابعها الإسلاموي الخميني من ملالي قم وطهران حيث تحركت هذه الأخيرة للضغط على النظام السوري بإرسال بعض القوات المحسوبة عليها ولكنها معروفة بولائها وقياداتها العسكرية ذات الطابع الطائفي الشيعي_العلوي وبذلك فقد وقف الإيرانيين ضد الموقف والإرادة الروسية التي أعطت الضوء الأخضر لتركيا وتلك الميليشيات المرتزقة بالهجوم على عفرين وذلك على الرغم من كل المحاولات التركية، إن كان من خلال تحرك التصريحات السياسية العامة أو حتى تلك التي جاءت من رأس السلطة السياسية؛ أردوغان حيث ورغم اتصاله بكل من الرئيس الروسي بوتين ومن ثم بالسيد روحاني؛ الرئيس الإيراني، إلا أن ذلك لم ينفع أو يقنع الإيرانيين بحسن نوايا تركيا ولذلك بادرت إيران إلى إرسال تلك القوات التي تعرف بالقوات الشعبية والتي ولاءها لطهران أكثر من أن تكون لدمشق وهذه الخطوة الإيرانية أشعر الروس بحرج موقفهم بحيث سيكونون في مواجهة كل من الحلف السوري الإيراني من جهة ومن جهة أخرى الوجود الأمريكي، مما قد يجعلهم أن يخسروا بعض الامتيازات والمكاسب على الأرض ولذلك وجدنا في اليومين الأخيرين نوع من حركة إرتجاعية ألتفافية للموقف الروسي الداعم للعدوان التركي على عفرين حيث جاءت تصريحات “لافروف” تدعو للحوار لحل القضايا الإشكالية، بل ويطالب بخروج كل القوات الأجنبية في إشارة لكل من القوات الموالية لتركيا وإيران معاً.

190

 

وهكذا يمكننا القول؛ بأن الصراع الذي تكلل بإنتصار الدولة العثمانية على الإمبراطورية الصفوية وتوهم السلطان العثماني بإنتهاءها حينذاك في معركة جالديران، ها هو يتجدد وينفجر في عدة جغرافيات ومواقع ضمن خارطة المنطقة وعلى حساب شعوبها وقضاياهم الوطنية وحقوقهم الأساسية حيث وأخيراً كانت في كل من كركوك وعفرين فقد وجدنا بأن التحرك الإيراني القوي وذلك عندما أصطفت قيادة إقليم كردستان مع القيادة التركية وباتت هذه الأخيرة تقول (كركوك تركمانية) وتطالب ب”لواء الموصل” بحسب اتفاقياتها القديمة مع كل من الفرنسيين والإنكليز فحينها استشعرت إيران بأن الخطر التركي العثماني الجديد بات على أبواب إمبراطوريتها الجديدة ذات الطابع الديني الطائفي وبأن الوجود التركي ومن خلال سيطرتها على كركوك والإقليم سيكون عائقاً لإقامة هلالها الشيعي ولذلك بادرت إلى دعم حكومة العبادي رغم خلافاتهما السياسية وخصوصاً في قضية الموقف من الإدارة الأمريكية بحيث تذهب قوات الحشد الشعبي لتسيطر على المدينة وبذلك تفشل المخططات التركية وها هي اليوم أي إيران ومرة أخرى ترسل بقوات حليفة أو موالية لها إلى عفرين لكي تفشل المشروع التركي الذي يبدو إنه لم ينتهي مع معركة جالديران لتكون معركة عفرين جولة جديدة في هذا الصراع التاريخي بين أقوى إمبراطوريتين في الشرق على مدى عقود وأحقاب زمنية طويلة.

 

ويبقى السؤال الأهم من المقال والمغزى؛ وهي الحكاية الكردية.. حكايتنا، قضيتنا ومآسي شعبنا وهمومه وقضاياه وحقوقه، نحن الكرد ماذا جنينا وما سوف نجني من حقوق او كوارث ومآسي حيث وللأسف لو عدنا للمعركة الأولى “جالديران” وما تبعها من اتفاقيات بين الإمبراطورينين العثمانية والصفوية وخاصة معاهدة قصر شيرين، فإننا سنجد بأنها شهد التقسيم الأول للجغرافية الكردستانية بين هاتين القوتين المتصارعتين .. واليوم فإن الكرد خسروا سلطتهم القوية في كركوك وخسروا معها نصف مساحة إقليم كردستان (العراق)، فهل تكون معركة عفرين خسارة جديدة تضاف لخسارات الكرد ومآسيهم وكوارثهم وبالتالي خسارة مساحات كردستانية أخرى، أم سيكون بقدرة الإدارة الذاتية وحزب الاتحاد الديمقراطي الخروج ببعض المكاسب من هذه الحروب والصراعات والمؤامرات الإقليمية وخاصةً تلك التي بين الصفوية والعثمانية بنسختها الإسلاموية الجديدة وذلك لكونهم أي عموم المنظومة العمالية الكردستانية محسوبة على التيار الصفوي الشيعي أكثر من التيار العثماني السني حيث الصراع التاريخي وخاصة في مرحلة بروز حركة العمال الكردستاني .. وأخيراً يبقى الموقف الأمريكي الرمادي والقبول بدور إيراني أكبر في المنطقة وذلك على الرغم من كل التحشيد الإعلامي ضد إيران، هو إشارة على أن الغرب يتقبل التيار الإسلاموي الشيعي أكثر من تقبله للتيار الآخر السني وإلا لكان للغرب والأمريكان موقفاً آخراً بالضد من التمدد الإيراني الصفوي الشيعي وهلالها البترولي.

 

http://xeber24.org/archives/76813

 

191

مقاومة عفرين

وموقف برلماني عن الحزب الديمقراطي الكردستاني

 

 

 

 

 

الآن على قناة رووداو وفي حوار خاص مع الوفد البرلماني لإقليم كردستان (العراق) الذي زار عفرين والذي أجراه الإعلامي “دلبخوين دارا” مع أولئك البرلمانيين قال السيد “علي هالو” ممثل الحزب الديمقراطي الكردستاني قال ما يلي: إن مقاومة عفرين تعتبر مقاومة كبيرة وكبيرة جداً، بل في كل التاريخ العالمي يمكن إعتبارها من أعظم المقاومات وذلك عندما نقارن واقع هذه المنطقة الصغيرة مع إمكانيات دولة بحجم تركيا وللعلم فإن مقاومة العفرينيين سوف تكون مرحلة مفصلية ليس فقط على مستوى السياسات الكردستانية وإنما على مستوى الشرق الأوسط عموماً، كما نؤكد بأن شعبنا في عفرين والمقاومين عنها لن يسلموا المنطقة لأحد لا للدولة التركية ولا للنظام السوري، لكن وبحكم العهر السياسي الدولي، فإن قيادة عفرين مجبرة للقبول بوجود الجيش السوري في عدد من النقاط على الحدود لوقف العدوان التركي.. حقيقةً موقف هؤلاء الإخوة البرلمانيين ومن الأحزاب الأربعة الرئيسية كان موقفاً كردستانياً أخوياً وكنا نأمل أن نجد هذه المواقف لدى بعض الإخوة من “مدعي البارزانية” في روج آفاي كردستان.

192

نقاط على حروف

بخصوص دخول قوات للنظام السوري إلى عفرين.

 

رأينا خلال الأيام الماضية بأن كان هناك مفاوضات عسيرة إن كانت بين النظام والإدارة الذاتية أو تلك التي كانت تقوم بها الحكومة التركية وبالأخير تم التوافق على دخول قوات من الدفاع الشعبي الموالي للنظام السوري إلى منطقة عفرين وذلك للدفاع عنها إلى جانب القوات الأساسية المدافعة عن المدينة والمنطقة، ألا وهي قوات الحماية الشعبية الكردية، لكن ومع دخول تلك القوات فإننا نشاهد حملة مسعورة من بعض الموتورين على صفحات التواصل الاجتماعي ضد هذا التوافق.. وتوضيحاً للقضية فيمكننا قول التالي؛ إننا نود توجيه هذه النقاط التي أدناه لكل من يتشاطر ويتفذلك على صفحات الفيسبوك وهو يتهم من وكره الأوربي، المدافعين عن عفرين؛ بأنهم قاموا بتسليم المدينة وأن “الأسد عاد لعرينه” وإليه ما يلي:

 

أولاً_ أنت يا من تركت الدار والديار والأهل وراءك لتنعم بالراحة والجنة الأوربية لست مؤهلاً لتقرر مصير المنطقة في حين هناك من يدافع عنها حيث يكون أولاً وأخيراً القرار لأولئك المدافعين والمدافعات الأشاوس.

 

ثانياً_ يا روح أمك تبقى عفرين جزء من الدولة السورية ووفق المفهوم السياسي، فإن المركز يتحمل مسؤولية الدفاع والخارجية والمالية وفق صيغة الدولة الاتحادية حيث نعلم جميعاً؛ بأن المشروع الكردي ليس مشروعاً إنفصالياً، بل دولة اتحادية فيدرالية ديمقراطية.

ثالثاً_ يبقى التعاون مع النظام السياسي في البلد أفضل من الاحتلال الخارجي وهذه قضية محسومة في عرف كل الثورات والمناضلين ولمن يعاني من ضعف في الذاكرة عليه أن يعود لتاريخ الشعوب وثوراتها.. وهكذا فإن التعاون مع دمشق أشرف بكثير من الرضوخ لأنقرة.

 

رابعاً_ إن كل من النظام والإدارة الذاتية وحجم القوة لكل طرف وعلاقاتهما وإرتباطاتهما مع محاور ومشاريع إقليمية دولية تجبر الطرفين على المشاركة والمساندة وبالتالي فإن النظام غير قادر على فرض هيمنته وشروطه، بل مجبر على القبول بنوع من التراضي والقبول بشروط الآخر؛ بمعنى أن هذه الشراكة في مصلحة الطرفين.

 

خامساً_ إن الإدارة الذاتية والقوات الكردية تملك خياراتها السياسية والعسكرية وبعيداً عن وصاية أحد وبالتالي فلا يحق لطرف آخر أن يحدد تلك العلاقة وبشكل أدق؛ لما يحق الحوار مع النظام تحت السقف الإخواني التركي أو بما تعرف بقوى المعارضة والجلوس مع النظام بهدف التوافق والمشاركة السياسية لإدارة البلد وبشروط قاسية من الروس والنظام، بينما لا يحق ذلك للإدارة الذاتية بحيث أن تملك ذاك الخيار وبدون وصاية من طرف آخر، يعني جلوسكم وقبولكم بمشاركة النظام سياسة، بينما مشاركة الكرد خيانة؟!! فأي منطق سياسي أعوج وأي أخلاق أيها المبتورين؟!

193

سادساً_ وبعيداً عن التخوين .. فإننا نذكر هؤلاء المبتورين؛ بأن الرئيس بارزاني استعان بالقوات العراقية لصد هجوم قوات الطالباني المدعومة إيرانياً، فلما أحق للبارزاني ذلك، بينما تعتبر خيانة في نظر هؤلاء الحمقى السياسيين ما قامت بها الإدارة الذاتية والقوات المدافعة عن عفرين ضد برابرة العصر من الجماعات الإسلامية التكفيرية المدعومة تركياً، رغم أن حالة الصراع في إقليم كردستان كانت بين الإخوة، لكن عفرين فإن شعبنا وقواتنا تواجه قوى ظلامية تكفيرية وبالتالي فأي الصراعين يعطيك الأحقية للإستعانة بالمركز؛ إن كان دمشق أوبغداد.

 

سابعاً وأخيراً_ السياسة هي فن وعلم وما هي قدراتك على إمكانية تحقيق ما يمكن تحقيقه على أرض الواقع وذلك بما تملك من إرادة وأوراق قوة وهذه من بديهيات السياسة حيث تجد دولة بحجم تركيا تعتبر أقوى دولة إقليمية وهي تركض بين المحاور والدول و”تبوس الأيادي” في سبيل إنجاح مشروعها السياسي الأساسي بإفشال الكرد من إنشاء كيان ولو “خيمة في أفريقيا” ثم يأتي أحد المتفذلكين ليتحفنا؛ بأن ال (ب ي د) سلم المنطقة للنظام، طيب يا روح أمك جماعتك مما يسمى ب”الجيش الحر” وتحت الإشراف التركي سلم كل المناطق السورية للنظام وخرج بباصات خضر، لكن بطلاتنا وأبطالنا في عفرين بقوا صامدين ومدافعين، بل سيكونون مشاركين في الدفاع عن أهلك وبلدك ولزيادة المعلومة لهم ولكل المتابعين؛ فإن القرار السياسي والإداري في المنطقة سيبقى بيد الإدارة الذاتية وذلك لسبب بسيط جداً يغيب عن بال هؤلاء الحاقدين على الإدارة الذاتية، ألا وهو؛ بأن سوريا لا يمكن إلا أن تكون دولة فيدرالية اتحادية لا مركزية بحيث كل منطقة تدير شؤونها الإدارية والسياسية.

 

وآخر كلمة نقولها للجميع؛ بأن الكرد والإدارة الذاتية لم تعادي أي طرف من أطراف الصراع في سوريا؛ لا المعارضة ولا النظام، لكن وللأسف ما تسمى اليوم بقوى المعارضة تهاجم المنطقة مع داعمتها تركيا، بينما يلبي النظام نداء الإدارة للدفاع عنها، فمن إذاً يستحق أن نتفق معها وخاصةً أن الكل يدرك بأن لا حل مع لغة السلاح، بل لا بد من اللجوء إلى لغة الحوار والمفاوضات والكرد مثلهم مثل الآخرين يبحثون عن مصالحهم وحقوقهم الوطنية .. نأمل أن تصل الرسالة لكل من يريد أن يزايد على أهل عفرين من وراء البحار والمحيطات.

 

http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=589840

 

194

“الآبوجية”.. مشروع كوردي.

(ولكن…………………………)

 

……….ربما الكثر منكم يستغرب من بوستنا هذا، وقد يكون الذين سوف يعاتبوننا على البوست يستزيد على (ذاك الكثر المستغرب) حيث يمكن للبعض منهم نقول ربما؛ فلا نقرأ الغيب بل نقرأ ونحلل الواقع الحياتي أن يستنكر لما نقول “الآبوجية”.. ونقول لأولئك الإخوة بأنها صفة وتوصيف وليس نعت وتسفيه حاشا لأصحاب الفكرة وبالتالي فهي مثلها مثل كل المدارس والمذاهب الفكرية السياسية من ماركسية والماركسية الجديدة إلى.. الديمقراطية الليبرالية ومروراً بالطورانية والنازية والغيفارية.. وكل المدارس الفكرية السياسية الأخرى في العالم ولا يختلف من الموضوع شيء إن كنا على توافق أو خلاف مع تلك المدارس السياسية الأيديولوجية.

 

………………….وأما القسم الآخر وربما؛ أيضاً ربما.. يكون عددهم أكثر وذلك لكونهم يعرفون إننا على خلاف مع أصحاب هذه المدرسة السياسية في الحالة الكوردية وبالتالي ربما يتبادر إلى ذهن أحدهم؛ إننا “نضع رجل بالجنة وأخرى بالنار” مع عدم أخذ المثل بالمعنى الحرفي وإنما المغزى من الفكرة والعبرة منها وبالتالي توصيف الحالة؛ حالتنا السياسية والأيديولوجية بالنفاق والتذبذب والحربنة “من الحرباء”.. وهكذا فمن حقهم علينا أن نوضح الفكرة؛ فكرتنا (عنوان البوست).

 

………………………….إننا نقول لأصحاب الرأي الأخير: إن الشعب الكوردي؛ شعب أصيل ولا يقل ولا يزيد أصالةً وتاريخاً ووجوداً عن غيره من شعوب المنطقة منطقة ميزوبوتاميا وبالتالي فمن حقه الطبيعي والإنساني أن يكون صاحب قراره السياسي والحقوقي ولا ينظر إليه على أنه قاصر وبحاجة إلى رعاية ووصاية الآخرين. وبالتالي فعليهم أي نحن الكورد أن يملكوا مشروعهم الفكري الثقافي الجامع والموحد لهم وأن يتجاوزوا مرحلة العصبيات (القبلية_الحزبية) وصولاً إلى مفاهيم وقيم الدولة الوطنية الذي يضم شعب وأمة متميزة بخصائصها العرقية والقومية وإن “الآبوجية مثلها مثل البارزانية” مشروع قومي كوردي جامع.. وبتوافق المشرعين السياسيين في الحالة الكوردية سوف يحقق الكورد في المرحلة الراهنة مكاسب سياسية حقوقية على الأرض، حيث الفرصة التاريخية جاءت على “طبق من ذهب وليس فضة”.

 

………………………………….. وهكذا فإننا ندعوا كل القيادات الكوردية وكتابنا ومثقينا وسياسيينا لتجاوز الخلافات البينية الجزئية والمكاسب الحزبية الضيقة وصولاً للتوافق السياسي الكوردي والذي سوف يوصلنا إلى بر الأمان وبأقل الخسائر.. نأمل أن تصل الرسالة إلى الكورد أولاً ومن ثم القيادات السياسية الكوردية تالياً.. هل وصلت الفكرة الرسالة.

 

195

الحرية لمعتقلي البارتي وعموم سجناء الرأي

……………………………………..في سجون أسايش عفرين.

 

نقلت وكالة هاوار للأنباء (والقريبة من حزب العمال الكوردستاني خبراً يفيد؛ بعدم تعرض السجناء لديهم للتعذيب وهذا نصه: ((..نفى صبري عيسو شقيق سعيد عيسو أحد المتهمين في التفجير الذي استهدف اكاديمية الاعلام الحر نبأ تعرض أخيه للضرب من قبل قوات أسايش عفرين أثناء التحقيق. حيث قام صبري عيسو بزيارة إلى مركز أسايش عفرين طلباً لرؤية أخيه الذي ما زال قيد التحقيق, والتأكيد على أن أخاه سعيد عيسو لم يتعرض للتعذيب من قبل الأسايش أثناء التحقيق. وقال عيسو “بعد انتشار العديد من الدعايات والإشاعات بأن شقيقي سعيد عيسو قد تعرض للضرب المبرح والتعذيب الشديد من قبل أسايش عفرين اثناء التحقيق معه, وبأنه لا يستطيع الكلام ولا حتى المشي, قررت الذهاب إلى أسايش عفرين للتأكد من صحة هذه الإشاعات وطلباً لرؤيته, حيث أن الأسايش كانت قد منعت الزيارات لأنه ما زال قيد التحقيق”. وتابع عيسو قائلاً “بعد النقاش مع قيادة الأسايش في عفرين أكدت لي أن أخي لم يتعرض للضرب أبداً, وأنه سيسمح لي برؤيته وسؤاله بضعة دقائق فقط, حتى يتسنى لي التأكد من أنه بخير ولم يتعرض إلى أي أذى مطلقاً”. وأكد عيسو بعد رؤية أخيه في السجن وسؤاله لبضع دقائق بأنه ” لم يتعرض إلى أي أذى مطلقاً وأنه بخير وبصحة جيدة ويتكلم ويمشي, وليس كما يروج له على بعض مواقع الانترنت بأنه تعرض إلى تعذيب شديد و ضرب مبرح”. وأشار عيسو في نهاية حديثه إلى أن ” هذه الإشاعات والدعايات من شأنها أن تزرع البلبلة والفوضى وتثير الفتنة بين أبناء الشعب الكردي, وتؤدي إلى تشويه سمعة الأسايش التي تعمل ليلاً ونهاراً على خدمة المواطنين”)).

 

…إننا نشرنا الخبر كاملاً ودون حذف أو تقطيع وذلك حتى لا نتهم بأننا قمنا بتحوير المعاني.. ولكن فقط نوضح للإخوة والزملاء بأن للمعتقل سعيد عيسو أخ شقيق واحد وأسمه (نجيب عيسو) أما بقية إخوته من زوجة أبيه الأخرى فهم على قطيعة وخصام، بل وصل الأمر وفي مرات عدة للتهجم على بيت الأخ سعيد وذلك من قبل بعض إخوته غير الأشقاء وهذه الخصومة تعود لزمن بعيد جداً وبالتالي فكل ما ينقل عنهم لا يأخذ به بل مردود عليه ويحمل إدانته من ذاته.. وهكذا فإننا نؤكد بأن الإخوة المعتقلون؛ سعيد عيسو (عضو اللجنة المنطقية) وعبدو حلبي وكذلك سيامند بريم (عضوي اللجنة الفرعية) وغيرهم في سجون أسايش حزب الإتحاد الديمقراطي (PYD) في عفرين يتعرضون للتعذيب الشديد والهمجي، بل هناك أنباء مؤكدة ومن داخل الزنازين بأن الأخ سعيد قد نقل مؤخراً إلى منفردة.. وهكذا فإن ما نقلتها وكالة هاوار عارٍ من الصحة والمصداقية.

 

وإننا نطالب كل الجهات السياسية والحقوقية التدخل المباشر والفوري لوقف الإعتقال الكيفي بحق أعضاء الأحزاب السياسية الكوردية والتي على خلاف في الرأي والموقف مع تيار حزب العمال الكوردستاني.. وذلك لتجنيب المنطقة وعموم إقليم كوردستان (سوريا) المزيد من المآسي والويلات وقمع الحريات.

 

196

الكرد ..

جنود تحت الطلب أم حليف إقليمي؟

 

منذ أيام كانت لي مداخلة على قناة رووداو في نشرة الأخبار ومما قلت فيه كان ما يلي؛ بأن نحن الكرد ندفع ضريبة بازارات السياسة بين الكبار الذين يتصارعون في سوريا وليس بسبب بعض أخطاء الإدارة الذاتية، رغم إنني لا أنكر بأن لهذه الإدارة أخطائها السياسية، لكن بالتأكيد ليست الأخطاء التي تجعل الكرد يكونوا ضحايا تجار الحرب، بل هي مصالح ومشاريع تلك الدول وإلا هل نقول؛ بأن الكرد خسروا كركوك نتيجة الأخطاء السياسية لحكومة إقليم كردستان والرئيس بارزاني والذهاب للاستفتاء أم بسبب المصالح الأمريكية في العراق وهكذا فإن المصالح الروسية أعطت الضوء الأخضر لتركيا لإضعاف الكرد .. وبخصوص تسليم المنطقة للنظام وضحت وقلت؛ بأن لا أحد يسلم مناطق نفوذه للآخر وإن ما طلبه الروس من الإدارة الذاتية كان عودة النظام بكل مؤسساته الأمنية والإدارية، بينما شرط الإدارة الذاتية بأن مشروعهم مشروع الدولة الفيدرالية ومن صلاحيات الدولة الاتحادية والمركز حماية الحدود وليس السيطرة على كل مفاصل الحياة في المنطقة، لكن الروس أرادوا إضعاف الكرد إخضاعهم وفرض سياساتهم على المنطقة من خلال تركيا وعدوانها الغاشم.

 

وأخيراً بالأحرى أولاً تطرقت لقضية البروباغندا الإعلامية التركية وإجتياح المنطقة ورغم عدم إنكارنا لتقدمهم في بعض المحاور، لكن لو قارنا تركيا كدولة أولى في الشرق الأوسط مع عفرين من حيث الحجم والقدرات العسكرية واللوجستية لعرفنا حجم المقاومة والملحمة البطولية لشعبنا وللقوات الكردية وخاصةً عندما نعرف جغرافية المنطقة حيث تلك النواحي التي تدعي تركيا بأنها سيطرت عليها لا تبعد عن الحدود إلا بضع مئات الأمتار وليس الكيلومترات مع العلم أن جنديرس مثلاً ما زلت بيد قوات الحماية والمرأة الكردية .. أما بخصوص المظاهرات والفعاليات الكردستانية ولما لا ترتقي لمستوى الملحمة البطولية لشعبنا في عفرين وهل هي بسبب الخلافات الحزبية الكردية، فإنني أكدت بأن ليس عفرين فقط، بل وقبلها كركوك وكل كردستان كانت وما زالت ضحية خلافاتنا الحزبية (القبلية) وللأسف.

 

وكتعليق على البوست أو المداخلة جاءني التعليق التالي ضمن عدد من المداخلات حيث كتب الأخ “سربست سيزار” قائلاً؛ “السياسه والميدان هما وجهان لعمله واحده، وبالتالي السياسيه هي ناتج صرف الأرباح في حال إذا كانت السياسات الميدانية صحيحة، ويسحب ذلك على الخسارة، أيضآ لجهة إذا كانت السياسيات الميدانيه خاطئة، فضرب الرأس بالحائط وإدمامه والارتداد لا يجلب الا الكوارس .. في السياسيه لامكان الإ للعقول البارده ووظيفتها هي حساب الارباح والخسائر المقرونة بالحركة الخاصة، وحركة القوى المتخاصمه والمعادية والمتصادقة، وحركة القوى الاقليمية والدولية بالتوازي، ناهيك عن المتغيرات والمستجدات في كل مرحلة من المراحل. هذه المقدمة المتواضعة الهدف منها هو للاستنتاج والقول بأن تبرئة ساحة الإداره من عائدات الخسائر وإرتدادتها في المفصل العفريني لا محل لها من الصرف، وعليه ما المعنى من تحميل الخسائر والاخفاقات على كاهل الدول العظمى المتصارعة، ويسحب الكلام هذا على مفصل كركوك إيضآ، فسياسات الادارات الامريكية المتلاحقه واضحة منذ غزو العراق لجهة عدم رغبتها في قضية إنفصال إقليم كردستان، وعليه كان على البرزاني أن يقرأ جيداً بأن واشنطن لن تعارض سياسات البرزاني لجهة الاستقلال، وبأن عدم المعارضه هذه لا يأتي الا في سياق الإستثمار والضغط والابتزاز على الداخل العراقي، وعليه كان على البرزاني أن يقرأ جيداً بأن واشنطن لن تقف الى جانبه في حال ذهابه الى تنفيذ مشروع الانفصال وسيترك وحيداً، كحال عفرين اليوم المتروكه لوحدها تواجه قدراها، وعليه السؤال الذي يوجه البرزاني كممر إلزامي لجهة الاستفتاء على الإستقلال وللإداره كممر إلزامي لجهة معركة عفرين، إن كنتم لا تجيدون قراءة الامريكي والقوى

197

الدوليه فهذه مصيبه !!!” وإن كنتم تجيدون القراءة فلماذا المكابرة على الاستنتاج البين والواضح بأن مشاريعكم السياسيه وقفآ على قواتكم الذاتيه فقط ، وعليه إذا كانت قوتكم الذاتيه غير مؤهله لخوض المعارك في الميدان لجلب الانتصارات وبالتالي صرفها في السياسيه، فلماذا تذهبون الى الانتحار بلبوس المقاومة”. أنتهت المداخلة أو التعليق.

 

والآن ردنا لذاك الأخ المداخل؛ أولاً لا تبرير للأخطاء وقد ذكرت في مداخلتي أو مشاركتي على القناة، لكن وللأسف فإن العامل الخارجي ومصالح الدول الإقليمية والمركزية هي التي تجعل من الكرد “كبش المحرقة” ضمن توازنات السياسات الدولية والإقليمية .. أما قضية أن تقف الشعوب مكتوفة الأيدي بحكم “ضعف القوى الذاتية” مقارنةً مع الدول المحورية المركزية فذاك نوع من الخنوع والإنهزامية، بل هي بذاتها وإلا ما معنى حركات التحرير ونضالاتها حيث لن يتصدق عليك أحد بالحقوق، بل عليك العمل والمطالبة وأعتقد بأن الكرد ورغم الأخطاء السياسية هنا وهناك يحاولون قدر الامكان أن يكونوا شركاء في الوطن، لكن وللأسف الآخرين يريدوننا أن نبقى عبيداً في مملكاتهم ومزارعهم الخاصة حيث الإدارة الذاتية لم تقل يوماً بأنها تريد الانفصال، لكن الروس والنظام أرادوا عودة الأمور لما قبل عام 2011 وهذا ما لن يقبل به أحد وأخيراً وبخصوص العلاقة مع الأمريكان فإن الإدارة الذاتية لم تختار تلك العلاقة، بل فرضت عليها وقد حاولت الادارة فتح قنوات مع الجميع وضمناً الروس وكانت في مرحلة ما فتح مكتب للعلاقات بالعصمة الروسية، لكن وللأسف بازارات السياسة البوتينية مع أردوغان كانت أكثر ربحاً فأنقلب على كل العلاقات السابقة، بل تغاض الطرف عن عدد من القضايا التي أهينت فيها القوات العسكرية الروسية وتأتي لتقول؛ بأن علينا أن لا نبرر للأخطاء وكأن الكرد وإداراتهم وبرامجهم وحدها المسؤولة عن هذه السياسات الدولية الحقيرة بحق الشعوب وقضاياهم الوطنية.

 

وبالمناسبة لم أقف على مسألة عدم الدقة لدى الأخ المداخل وذلك بخصوص الموقف الأمريكي وقضية الاستفتاء وعدم قدرة الكرد أو الرئيس بارزاني في قراءة الموقف الأمريكي منها بحيث أدخل شعبنا في تلك “المغالطة السياسية لعدم القدرة على قراءة الموقف الأمريكي الدقيق” بحسب توصيفه وبأن “واشنطن لن تقف الى جانبه في حال ذهابه الى تنفيذ مشروع الانفصال وسيترك وحيداً” حيث جانب الدقة في نقل الموقف الموقف الأمريكي، كون كان الأمريكيين والأوربيين واضحين في موقفهم وقد طلبوا من القيادة الكردية تأجبل الموضوع لسنتين على الأقل، لكن القيادة الكردية رفضت وراهنت على تغيير الموقف في النقطة الحرجة .. أما بصدد تخلي الأمريكان عن الكرد فأعتقد بأنها حالة رغبوية لدى صديقنا وليس قراءة سياسية، كون من مصلحة الأمريكان أن لا يخسروا الكرد كحليف إقليمي جديد في المنطقة وهنا أود أن أستعين بمداخلة للصديق والمثقف العراقي “حسين المندلاوي” حيث يقول في تعليق له بصدد الموضوع الكردي والشراكة مع الأمريكان ما يلي:

 

“تحياتي قراءة جيدة لما يجري على أخطر ساحة سياسية في العالم الأمريكان ينظرون للكرد كقوة إقليمية وليس كاقلية قومية والأمريكان يفحصون القدرات القتالية للكرد على الأرض ويجربون طرق التنسيق مع الكرد والأمريكان وحلف الناتو يشرفون على بيشمركة الإقليم ويعملون على إخراج البيشمركة من سيطرة الأحزاب الفاشلة ويرتبون وضع البيشمركة كمؤسسة عسكرية مستقلة عن الأحزاب والأمريكان يحاربون الفساد والفاسدين في الإقليم كما ان الامريكان في فترة الصراع بين بغداد واربيل حافظوا على خطوط التماس بين الاقليم وشرق الفرات الذي يفعله الغرب والأمريكان يجري بنفس طويل وتؤدة وهذا ما يثير قلق تركيا التي تنجرف باتجاه عدوين تقليديين لأمريكا الروس والايرانيين لا خيار للترك إلا القبول بما ترسمه امريكا للمنطقة” .. ولا يسعنا بالأخير إلا أن نقول؛ تقديرنا للصديقين ولكل المداخلات الأخرى وعلى أمل أن نجد إنفراجاً سياسياً لمختلف ملفات المنطقة وضمناً الملف الكردي طبعاً.

 

198

المحمدية.. والأوجلانية.

 

…يقول الكاتب معروف الرصافي في كتابه (الشخصية المحمدية) بأن: ((..الناس من قديم الزمان يعتقدون بوجود أرواح غير مرئية، منها طيبة ويستنجدونها ويرجون خيرها، ومنها خبيثة يخافونها ويتقون شرها، وكذلك العرب كانوا في جاهليتهم يعتقدون بوجود هذه الأرواح، ويسمون الطيبة منها بالملائكة، ويسمون الخبيثة منها بالجن والشياطين.. وقد تفرع من اعتقادهم بالجن اعتقادهم بالكهانة، فكان لهم كهان، وكان الكهان يخبرهم بالمغيبات، وكانوا يعتقدون ان لكل كاهن تابعاً من الجن يأتيه بالخبر من السماء. فلما قام محمد بدعوتهم أي دعوة العرب؛ والتوضيح من عندنا إلى الإسلام، وهو يريد أن يجمعهم على كلمة واحدة، وينهض بهم نهضة عالمية كبرى، رأى من اللازم الضروري لنجاح الدعوة أن يبطل الكهانة، ويجعل خبر السماء مقصوراً على الوحي الذي يأتيه به جبريل، كيلا تقبل العرب إلا منه ولا تسمع إلا له)).

 

…….وهكذا فهل يفعلها أوجلان كما فعلها محمد وبالتالي يجمع الكورد على كلمة واحدة ولو قسراً وعن طريق الإستبداد وفرض الرأي والأيديولوجيا الواحدة على الشارع الكوردي؛ حيث نعلم بأن القوى السياسية القديمة والكلاسيكية من أنصار الأحزاب الكوردية تحاول أن تقف في وجه المد الأوجلاني وخاصةً في إقليم كوردستان (سوريا) وذلك كما كانت تفعلها قريش مع التجربة المحمدية (الإسلام).. ولكن محمد نجح في التجربة وهكذا أجمع قريش، بل العرب على كلمة واحدة وأخضع لهم الروم والعجم؛ حيث أمتدت الإمبراطورية الإسلامية لتصل حدود الصين وجنوب فرنسا بالإضافة إلى القارة الآسيوية والأفريقية.

 

………..وبالتالي فهل يأمل الأوجلانيين بأن تنجح تجربتهم ويجمعون الكورد ضمن الحزب الواحد ليفتحوا بها كوردستان وعربستان وأرمنستان.. أم أن المسألة لن تتجاوز التجارب القومية في الجغرافيات المجاورة حيث الإستبداد والقمع والديكتاتوريات البائسة.. ومن دون مشروع سياسي إقتصادي وتنموي تخدم الأهداف القومية الإستراتيجية لأمة ما زالت مستعبدة وتتطلع لمستقبل أكثر عدلاً وحرية وكرامة إنسانية إجتماعية.

 

199

مقارنة مبكرة وسريعة

بين الإدارة الذاتية والإدارة الأردوغانية

 

لقد وعدتكم أيها الأصدقاء والصديقات بأنني سوف أبتعد عن لغة التخوين بقدر الامكان ونترك هذه القضية للمستقبل والأجيال القادمة حيث حينها ستكون لديهم قرائن كثيرة للحكم، لكن من حقنا أن نقوم بقراءة الواقع وبدون تحيز لطرف سياسي على حساب الآخر حيث ما يهمنا بالأخير هو تحقيق حقوق شعبنا ولو عن طريق الشيطان أو أردوغان لا خلاف، كون لا عداوات دائمة في السياسة، بل مصالح استراتيجية وبالتالي سنكون مشكورين لكل من يقدم ما هو الأفضل لشعبنا وقضايانا ومن هذا المنطلق كنت -وما زلت- مؤيداً لكلٍ من المشروع القومي “البارزاني” في إقليم كردستان والمشروع الديمقراطي “الأوجلاني” في روج آفاي كردستان ولا يهمني تراهات البعض من الفريقين حيث كلما كتبت مدافعاً أو منتقداً لطرف يأتيني بعض النعوت الباهتة من الجهة (المتضررة) من كتاباتي تلك وبالمناسبة هذه شهادة منهم وبطريقة غير مدركة لتأثير كتاباتي في الشارع الكردي وهي شهادة ممن لا أطلب منهم الشهادة بحق كتاباتي حيث هي الأخرى سأتركها للتاريخ والأجيال القادمة لتعطي حكمها فيما كتبت وقدمت لقضيتنا وشعبنا.

 

والآن دعونا نقوم بتلك المقارنة السريعة بين كل من الإدارة الذاتية تحت حكم الآبوجية بحسب إدعاءات تركيا ومن يواليها وضمناً المجلس الوطني الكردي وبين ما يتم الترويج له من الإدارة الجديدة والتي هي تحت الاحتلال التركي بحيث الواقع يقول؛ بأنها ستكون إدارة أردوغانية أو لنقل تحت حكم تركيا وحكومتها لحزب العدالة والتنمية، طبعاً المقارنة ستكون من حيث “الكردوارية” كما يتبجح بها البعض وكانوا يتهمون الإدارة السابقة بأنها كانت بعيدة عنها ولا تخدم ذاك الجانب؛ أي خدمة القضية الكردية ولنبدأ المقارنة:

 

أولاً- كانت الإدارة السابقة تُتهم بأنها إدارة “الأمر الواقع”؛ أي إنها لم تأتي عن طريق إنتخابات شرعية شاركت بها كل الأطراف الكردية وأعتقد إن الإدارة الحالية هي الأخرى لم يشارك بها أحد حيث لن نشاهد صناديق الانتخابات هي التي تقدم لنا هذه الأسماء لتشكل الإدارة الجديدة وبالتالي فهي الأخرى “إدارة الأمر الواقع”.

 

ثانياً- أتهمت الإدارة الذاتية بأنها جاءت بموافقة أمنية سورية رغم أن أولئك كانوا ينكرون ذلك وبأنهم قاموا بتحرير المنطقة من الأمن السوري ولن أبدي رأياً بالإيجاب أو النفي حيث سأكتفي بنقل الواقع، لكن بنفس الوقت ألم تأتي الإدارة الحالية على ظهر الدبابة التركية ولن نقول بموافقة المخابرات التركية رغم أن لا تحريك للدبابة دون الموافقة الأمنية المخابراتية وبالتالي: فإن كانت الإدارة الذاتية جاءت بموافقة أمنية سورية سرية بعض الشيء، فإن الإدارة الجديدة جاءت بموافقة أمنية تركية علنية كل الشيء وأعتقد لا فرق بين الاحتلالين التركي والسوري، بل ربما الأخير أفضل بحكم إننا أصبحنا ومنذ سبعون عاماً نعيش مع العرب بحيث تكونت ما يمكن من العلاقات الاجتماعية التي قد تصبح مهداً لوطنية حقيقية سورية.

200

ثالثاً- قدمت الإدارة السابقة منهاجاً دراسياً باللغة الكردية أتهم بأنه منهاج آبوجي أيديولوجي .. طيب راح نتأمل من الإدارة الجديدة أن يقدم منهاجاً دراسياً علمانياً ديمقراطياً غير مؤدلج، بل راح نقبل منهاجاً دراسياً كردياً مؤدلجاً بارزانياً وحتى أردوغانياً، لكن بشرط أن يكون كردياً وباللغة الكردية.

 

رابعاً- قدمت الإدارة السابقة عشرات المراكز الثقافية ومراكز الدراسات والمكتبات ودور النشر والمجلات والجرائد والمطابع ونشر الثقافة والفلكلور الكردي وإننا سوف نرضى أن تقدم الإدارة الجديدة نصف ما قدمتها الإدارة الذاتية خلال المرحلة السابقة وبزمن أطول من مرحلة حكم تلك الإدارة، بل نأمل أن لا تُغيّر الأسماء الكردية التي وضعتها الإدارة السابقة على مداخل مدننا وقرانا إلى اللغة التركية.

 

خامساً- رفعت الإدارة السابقة علماً فيها الألوان الكردية الثلاث سميت من قبل البعض بأنه علم موزامبيقي، لكن ها هي الإدارة الجديدة ستأتي تحت العلم التركي ونأمل ان يغيروا ذاك العلم ويستبدلوه بالعلم الكردستاني كما يقولون حتى وإن كانت بهلال تركي وليس بشمس ميدي فلربما السيد أردوغان يتحسس من رموز أسطورية، كما تحسس جنوده وجنجويده من تمثال كاوا الحداد لأنه رمز أسطوري أيضاً بحسب المزاعم الميليشاوية الإسلامية.

 

سادساً- شكلت الإدارة الذاتية السابقة قوات أمنية وآسايش كانت وما زالت في عرف الدول الغاصبة والعالم أجمع بأنها قوات كردية وها نحن نتأمل من (إدارتهم) تشكيل مثل تلك القوات ولو بالأسم كردية وفعلياً تكون تابعة وخاضعة للأردوغانية بحيث لا تكون جندرمة تركية وقوات خاصة بالجيش التركي.

 

سابعاً وأخيراً- أتهمت الإدارة الذاتية السابقة بأنها إدارة حزب واحد وإنها استبدادية ديكتاتورية لا تقبل الرأي الآخر وهجرت الكثير من أبناء شعبنا وأعتقلت الكثيرين من المعارضين لها ونحن بدورنا لن نقول بأنهم كذبوا بكل تلك الإدعاءات، بل سنقول حاولوا أن تعيدوا من هجر وشرد وطرد من مناطقنا على يد حلفائكم من أبناء و”أشاوس” (الجيش الوطني – الحر سابقاً) وبارك الله بكم، كما إننا لن نطلب منكم أن لا تعتقلوا من يخالفكم الرأي والقناعة، بل أن لا تقتلوهم وتقتلوا عوائلهم وما تم حرقه وإبادته وسلبه كغنائم حرب حلال لكم ولحلفائكم وبالأخير فإننا لن نطالبكم بإدارة ذاتية ديمقراطية مدنية تشاركية، بل إدارة تكون كردية ولو مستبدة ديكتاتورية .. والآن سنترككم مع القارئ الكريم ليحكم هو وليس نحن؛ من كان هو الكردي ومن سيكون الخائن العميل.

 

201

ملاحظات على “مبادرة سياسيين ومثقفين

تخاطب المجتمع الدولي لانقاذ عفرين”

 

نشر موقع رووداو تقريراً تقول فيه؛ (قدمت مجموعة من نشطاء وسياسي مدينة عفرين بكوردستان سوريا مبادرة باسم البابين “دودري” لانقاذ عفرين وإيجاد حل سلمي للأزمة التي وشك أن تعصف بها، وتهدف المبادرة إلى حماية المدنيين ومنع اندلاع حرب بين الجيش التركي وحزب العمال الكوردستاني) .. ويضيف التقرير “المبادرة تهدف إلى حماية المدنيين في عفرين، التي وفق رؤية اللجنة التحضيرية للمبادرة فأنها تنجر رغماً عنها لحرب انتقامية بين الجيش التركي وحزب العمال الكوردستاني” ويزيد التقرير ((كما كشف المصدر الذي فضل عدم الكشف عن اسمه، أن “المبادرة وخطوات الحل أرسلت إلى ممثلي البعثات الدولية المهتمة بالشأن السوري مثل (أمريكا، روسيا، ألمانيا، فرنسا، الدانمارك، الاتحاد الأوربي) وبعض الدول العربية بالإضافة لعدد من مكاتب الأمم المتحدة، كذلك تم إرسالها إلى رئيس حكومة إقليم كوردستان نيجيرفان البارزاني”، مؤكداً أن “المراسلات لم تتوقف منذ أكثر من أسبوع ومازالت مستمرة من أجل البحث عن طرق سلمية لتفادي كارثة من حجم كارثة كوباني”)). وتقول رووداو في تقريرها كذلك؛ (وطالبت المجموعة المدنية والسياسية في مبادرتها بإعلان مدينة عفرين “منطقة محايدة ورمزاً للتأخي والسلم” عبر تحقيق النقاط التالية:

  • خروج المقاتلين من غير أبناء المنطقة تحت إشراف وضمانات دولية.
  • سحب كل القوات الخارجية التي تنوي اقتحام المنطقة لمسافة أمان كافية.

  • وضع الحدود الإدارية للمنطقة تحت إشراف ورقابة أممية.

  • تدريب وتأهيل الشبان والشابات من سكان المنطقة كقوات شرطة محلية غير مؤدلجة ومحايدة.

  • تسليم إدارة المدينة لأهلها من ذوي الخبرة والاختصاص والكفاءات.

  • تقديم تسهيلات لعودة طوعية للنازحين والمهجرين من سكان المنطقة.

  • فتح المنطقة أمام الإعلام وحرية التعبير والمنظمات الدولية.

  • وضع التراث التاريخي والإنساني في عفرين تحت حماية مكتب منظمة اليونيسكو للأمم المتحدة.

  • معاملة تنقلات سكان المنطقة في عموم سوريا على اعتبارهم من محايدي الصراع.

  • فتح معابر حدودية بضمانات أممية مع الداخل والخارج السوري.

  • يعتبر هذا الحل منتهي الصلاحية في حال التوصل لحل سوري شامل.

ختاماً.. ندعو كافة القوى والمنظمات المحلية والدولية والتي تعنى بالملف السوري إلى التعاون من أجل العمل والتحرك لإحلال لغة الحوار والدبلوماسية بدل لغة الحرب).

بدايةً نود أن نقول؛ بأننا نشكر الإخوة الذين تواصلوا معنا بخصوص المبادرة وأخذ الرأي وذلك قبل أن تنشر على موقع رووداو وكنا نأمل من أولئك الإخوة عدم التسرع في نشر ما هو قيد الطرح والدراسة، كما كنّا نأمل من البعض عدم الدخول في جدال مع الموقع بخصوص أسئلتها حول المبادرة وكأنها مطوّبة باسمهم وذلك رغم إدعاء الموقع بأن مصدرهم لم يكشف عن اسمه، لكن وبنفس الوقت تكشف لنا عن شخصية محسوبة على المجلس الوطني الكردي لتجيب على أسئلة الموقع بخصوص المبادرة.. أما بخصوص ما جاء في الوثيقة المسربة من نقاط فإننا نود التأكيد على ما يلي: بأننا وعلى الرغم من موافقتنا المبدئية على المبادرة والحراك السياسي السلمي الذي يهدف إلى تجنيب المنطقة وشعبنا وعلى الأخص عفرين من أي حروب وكوارث قادمة ربما، لكن بالتأكيد لنا ملاحظات عامة عليها وعلى بعض النقاط التي تضمنتها حيث ورغم حسن النية لدى البعض ممن يقف

202

خلف الفكرة والمبادرة، لكن يبدو بأنه قد بثّ فيها بعض النقاط والقضايا سيتم استخدامها من بعض القوى والدول كأسباب ومبررات لممارسة المزيد من التعنت والضغط السياسي وربما العسكري ضد الإدارة الذاتية وقواها المدنية والعسكرية وذلك بهدف إخضاعها لتلك الجهات والدول وعلى الأخص تركيا ولكي لا نبقى في التنظير والكلام العمومي فإننا نود الوقوف عند كل من النقاط التالية:

أولاً_ ورد في مقدمة وديباجة المبادرة ما يلي: (قدمت مجموعة من نشطاء وسياسي مدينة عفرين بكوردستان سوريا مبادرة باسم البابين “دودري” لانقاذ عفرين وإيجاد حل سلمي للأزمة التي وشك أن تعصف بها، وتهدف المبادرة إلى حماية المدنيين ومنع اندلاع حرب بين الجيش التركي وحزب العمال الكوردستاني)، إننا ورغم موافقتنا على فكرة تجنيب عفرين وغيرها من مناطقنا من أية حروب “انتقامية” أو غير انتقامية إلى أن القول بـ”منع اندلاع حرب بين الجيش التركي وحزب العمال الكوردستاني” هو إعادة لمقولات المخابرات التركية وحكومتها؛ بأن عفرين وروج آفاي كردستان سوريا عموماً خاضعة لسلطة ومنظومة العمال الكردستاني، مما يعطي “الحجة والمبرر” لحكومة أردوغان أن تقوم بعمل عسكري ضد المنطقة حفاظاً على أمنها القومي، كما تدعي تلك الحكومة.. طبعاً لا يخفى على أحد بأن حزب الاتحاد الديمقراطي والإدارة الذاتية عموماً تعتبر منهجياً وفكراً سياسياً متقاطعاً مع منظومة العمال الكردستاني ضمن الفكر والفلسفة الآبوجية وذلك كما أحزاب المجموعة البارتوية ضمن النهج البارزاني تتقاطع وهذا ما لم تنكرها الإدارة ولا القيادة السياسية لحزب الاتحاد الديمقراطي، لكن أن نأتي ونؤكد على مقولات مخابراتية تركية كمجموعة من المستقلين الكرد فهي كارثة حقيقية بحق شعبنا وقضايانا الوطنية حيث نعلم بأن هذه المقولات لها هدف سياسي واحد هو التغطية على الحراك التركي العدواني ضد المنطقة وأهلها المسالمين وبذلك نصبح جزء من الدعاية المخابراتية التركية، بل من المشروع العدواني للميت التركي ضد عفرين وعموم روج آفاي كردستان وذلك بعكس إدعاء المشروع والمبادرة السياسية وللأسف.

ثانياً_ وبحسب التقرير والتوضيحات التي قدمت من قبل شخصية تنطعت لتوضيح بعض الأسئلة للموقع بخصوص المبادرة وذلك رغم الادعاء بسرية التسريب تقول؛ بأن “المبادرة وخطوات الحل أرسلت إلى ممثلي البعثات الدولية المهتمة بالشأن السوري مثل (أمريكا، روسيا، ألمانيا، فرنسا، الدانمارك، الاتحاد الأوربي) وبعض الدول العربية بالإضافة لعدد من مكاتب الأمم المتحدة، كذلك تم إرسالها إلى رئيس حكومة إقليم كوردستان نيجيرفان البارزاني” ومن دون أن يتم إرسال نسخة إلى الادارة الذاتية رغم أن هذه الأخيرة هي أكثر جهة معنية بالقضية وذلك إن كنا على توافق معها أو لا وبالتالي تكشف عن خلفية من يقف وراء المبادرة السياسية بأنها ذات توجه سياسي منحاز وليس محايداً و”مستقلاً” كما يدعي أصحابها وهذه ستكون نقطة المقتل لأي مبادرة سياسية بخصوص عفرين أو أي مشروع سياسي آخر وبالتالي على الإخوة تدارك هذه القضية وجعل القائمين عليها أن يكونوا على مسافة واحدة وأن يكون الهدف خدمة روج آفاي كردستان وقضايانا الوطنية وليس الانحياز لهذه الجهة أو ذاك الطرف السياسي.

ثالثاً_ للأسف إن أول نقطة للمبادرة تقول: “خروج المقاتلين من غير أبناء المنطقة تحت إشراف وضمانات دولية” وهذه مرة أخرى تعيدنا لديباجة المبادرة والتي وقفنا عليها في ملاحظتنا الأولى والتأكيد على المقولات المخابراتية التركية وإدعاءاتها السياسية الدعائية بخصوص وجود قوات الكريلا التابعة للعمال الكردستاني وإخضاع روج آفاي كردستان لسلطة العمال الكردستاني وللرد على هذه المزاعم نود أن نطرح على أولئك الإخوة بعض الاستفسارات التالية: هل وجود بعض القوات العسكرية الغير (عراقية) في إقليم كردستان (العراق) يخضع لمقياسكم السياسي الذي يطالب بـ”خروج المقاتلين من غير أبناء المنطقة” أم أولئك لا يخضعون لمقياسكم كونهم جزء من مشروع سياسي تؤيدونه فكراً ونهجاً سياسياً ثم كيف تطالبون بإخراج هكذا قوات مع أطروحاتكم السياسية الكردستانية وبأن كردستان واحدة وتم تقسيمها بين دول إقليمية وفق مشروع استعماري، لكن القضية الأهم في هذه النقطة ليس ما سبق، بل ما ذهبنا إليه في ملاحظتنا الأولى بأن هكذا إدعاءات هي إدعاءات مخابراتية تركية سورية وليست حقيقة واقعة على الأرض وذلك رغم معرفتنا بوجود العشرات وربما المئات من القوات التي تدربت على يد الكريلا في روج آفاي كردستان، لكن أولئك الإخوة والأبناء هم ينتمون لروج آفا وليس لأقاليم كردستانية أخرى وكذلك فإن وجود العشرات والمئات من أولئك الإخوة لا يعني وجود “مقاتلين من غير أبناء المنطقة” حيث بات الجميع يدرك بأن حجم قوات قسد والحماية الشعبية أصبحت بالآلاف وليس العشرات والمئات وها هي الولايات المتحدة الأمريكية بصدد تشكيل جيش قوامه سيتجاوز الثلاثون ألفاً، فهل هؤلاء من قوات الكريلا و”من غير أبناء المنطقة” وكيف تطالبون بإخراج هكذا قوات مزعومة وربما بإيحاء تركي في حين أن الولايات المتحدة لم تطالب بها، بل لم تشير لوجود هكذا قوات عسكرية على أراضي روج آفاي كردستان، فهل بات لديكم من المعلومات العسكرية التي تفوق معلومات مخابرات دولة بحجم أمريكا؟!

203

رابعاً_ أما بخصوص “وضع الحدود الإدارية للمنطقة تحت إشراف ورقابة أممية”و”تدريب وتأهيل الشبان والشابات من سكان المنطقة كقوات شرطة محلية غير مؤدلجة ومحايدة” وأخيراً “تسليم إدارة المدينة لأهلها من ذوي الخبرة والاختصاص والكفاءات” فبقناعتي هي الأخرى شروط تركية وليست مطالب لمجموعة مثقفين وسياسيين يدعوون الاستقلالية حيث ورغم طوباوية الطرح السياسي ولا معقوليته بتطبيقه على الأرض؛ كون وببساطة ليس هناك من هو قادر على أن يشكل قوى بديلة في المرحلة الحالية وخاصةً مجموعة مستقلة من المثقفين والسياسيين، بل الدول والجهات الدولية والإقليمية هي التي تقف خلف تشكيل المجموعات والميليشيات العسكرية وإذا كان المطلب بحق أن يتم تشكيل هكذا قوات تحت رعاية دولية فذاك يعني جعل منطقة عفرين منطقة دولية محايدة وهنا نحن نتفق مع الإخوة في طرحهم لكن هل فعلاً هناك إرادة دولية ولا نقول توافق دولي كون ذلك سيتطلب تفاهمات على الحصص والامتيازات.. بقناعتي لا وجود لأي إرادة دولية في الوقت الراهن، بل إن المصالح الدولية والإقليمية هي باتجاه خلق المزيد من الصراعات في المنطقة وللأسف ومع إدراكنا بأن السياسة تخضع للمصالح وليس لقضايا وحقوق الشعوب سوف ندرك بأن الطرح بمجمله طرح غير واقعي وهو يدخل في باب المراهقات السياسية، لكن ورغم ذلك لا يعني الاستسلام لإرادة الحرب، بل على القوى والحراك المدني العمل على خلق أجواء تساعد على الانفراج والحل السياسي عبر تحرك جماهيري فاعل في العواصم الأوربية وغيرها مع طرح مبادرات سياسية تطالب بوقف الحرب وإجبار الفرقاء المتحاربة للجلوس على طاولة الحوار بهدف الوصول لنظم سياسية وطنية تشاركية تحقق الحد الأدنى من المطالب الوطنية والسياسية لمختلف المكونات السورية وضمناً مطالب وحقوق شعبنا الكردي طبعاً.

خامساً وأخيراً_ وبخصوص “تقديم تسهيلات لعودة طوعية للنازحين والمهجرين من سكان المنطقة” و”فتح معابر حدودية بضمانات أممية مع الداخل والخارج السوري” وغيرها من القضايا والنقاط فبالتأكيد هي لن تتحقق دون الوصول لتوافق سياسي ترضي كل الأطراف والقوى المتنازعة والمتصارعة على سوريا مع التمنيات أن يتم تحقيق ذلك في أقرب وقت ممكن، لكن نعود ونؤكد بأن ذلك يرتبط بمشروع الحل السياسي الشامل في سوريا وإنهاء حالة الحرب وإعادة الاعمار مع وجود قرار سياسي بإعادة المهجرين من دول الطوق السوري وكذلك المهجرين للدول الأوربية.. وبالأخير نود التأكيد؛ بأن بعض تلك الملاحظات ليس بهدف الإدانة والاحباط بقدر ما هي وجهة نظر ربما تساهم في بلورة مشروع سياسي مع أولئك الإخوة وغيرهم وبالتالي تساهم في وضع نهاية لهذه الحرب الكارثية والعبثية في مراحلها الطائفية الإقليمية وإعادة الحياة للمشاريع والأفكار السياسية وبهدف التأكيد على قضية يجب أن ندركها جميعاً؛ بأن لا حلول من خلال الحروب، بل الحل الوحيد يكمن في التوافق السياسي والمشاركة والدولة المدنية الديمقراطية الاتحادية حيث وبعد حربين عالميتين وملايين القتلى وتدمير أغلب المدن الأوربية توصلت شعوبها لهذه الحقيقة وعلينا نحن شعوب الشرق أن ندركها كذلك، لكن يبدو أن ذلك تتعارض مع قضيتين أساسييتن؛ أولاً: مصالح شركات الانتاج الحربي للدول الغربية وثانياً: مصالح بعض الدول الاقليمية وسياساتهم الاستعمارية الاستيطانية وذلك على حساب بعض شعوب المنطقة ومثالاً شعبنا الكردي وقضيته وحقوقه الوطنية ولذلك ودون إيجاد حلول لهذه المعضلتين لن تكون هناك حلول حقيقية في المنطقة وعلى شعوبنا إدراك هذه الحقيقة المؤلمة التي تجعل من المنطقة وشعوبها وقوداً لتلك الحروب العبثية وذلك رغم مباركتنا لأي حراك شعبي يطالب بالحرية والديمقراطية.

204

تصريح وتوضيح

بخصوص دخول “القوات الشعبية” لعفرين.

 

كتبت تصريحاً لموقع “ايزيدينا” بخصوص دخول قوات موالية للنظام السوري إلى منطقة عفرين قلت فيه؛بأن “عفرين ما زالت جزء من الدولة السورية قانونياً وسياسياً وبالتالي فإن مشروعية الدفاع عن الحدود الخارجية تقع على عاتق المركز دمشق ضد أي إعتداء خارجي، كما تقع على عاتق أبنائها وذلك مهما كان موقفنا السياسي من النظام وخاصةً إذا عرفنا بأن المشروع السياسي للإدارة الذاتية وعموم الكرد وحركتهم الوطنية ليس إنشاء كيان سياسي منفصل، بل الوصول لتفاهمات بشأن الحل السياسي في البلد ونيل الكرد لحقوقهم الأساسية والتي يجدون بأن صيغة الدولة الاتحادية الفيدرالية هي الشكل الأنسب لحل كل تلك المعضلات السياسية وبالتالي ومن شروط الدولة الاتحادية أن تبقى الأمور السيادية من الاقتصاد والمالية إلى الدفاع والشؤون الخارجية بيد المركز وهكذا فإن من واجبات الدولة القيام بالدفاع عن عفرين ودخولها جاءت وفق هذه القراءة الواقعية وخاصةً هناك إعتداء خارجي من دولة أخرى؛ تركيا مع مجاميع وميليشيا مرتزقة تدين بفكرها ونهجها للفكر الجهادي التكفيري أو ما يمكن تسميتها بالنيوإخوانية المتحالفة، بل الخاضعة لحكومة العدالة والتنمية في أنقرة”.

 

وأضفت كذلك؛ “أما من يحاول أن يسوق بأن تم “تسليم” المنطقة للنظام، فعليه أن يراجع بعض القيم والمفاهيم السياسية الأولية حيث يبقى النظام السياسي في البلد أفضل من أي إعتداء خارجي وبكل عمر الثورات لشعوب العالم لم يقف ثوري مع دولة معادية ضد بلدها، بل في أشد ظروف الصراعات السياسية والعسكرية كانت القوى الثورية والتحررية توقف نشاطها السياسي والعسكري في حال تعرض البلد لإحتلال خارجي، لا أن يكون طرفاً حليفاً أو مشاركاً في ذاك الإعتداء الغاشم وقد رأينا ذلك في التجربة البارزانية الأب، بل في تجربة الإبن وأقصد الرئيس مسعود بارزاني وفي تسعينيات القرن الماضي وحينما تعرضت قواته لاعتداء وهجوم من قوات الطرف الكردي الآخر؛ الاتحاد الوطني الكردستاني المدعومة إيرانياً فقد لجأ البارزاني الأبن لبغداد طالباً الدعم والمساندة من القوات العراقية، فهل طلب الدعم من المركز؛ دمشق أو بغداد لصد عدوان وهجوم الأخ أفضل أم لصد مجاميع إرهابية مرتزقة .. سؤال نتركه برسم الإجابة لمن يريد أن يخوّن الإدارة الذاتية والأبطال المدافعين عنها، بل وعموم الكرد وللأسف!!”.

 

وقد جاءني الرد التالي من أحد الأصدقاء المتابعين للصفحة حيث كتب يقول: “قراءه واقعيه متأنيه نخبويه مشبعه تمامآ لجهة كافة العناوين المطروحه على الساحتين الكرديه بالخصوص ، وسوريا الالفيه الثالثه بالعموم ، ولكن اعتقد بإن القطبه المخفيه التي كان لا بد من التعرج إليه وتفكيك طلاسميها ، وفق رؤية الإداره هي مسألة التواجد الامركي في مناطق الإداره بجميع مكونتها المجتمعيه والتي تحمل طابع الخصوصيه العسكريه والامنيه الاحادية الجانب ، ولن اقول الانفصاليه ؟ وعليه يبقى السؤال الاساس والسمت الذي سيطفو الى السطح في قادم الايام ما هي صيفة التواجد الامركي في الجغرافيه السوريه إنطلاقآ من حصيرة التحليل المذكور إعلاه ؟

ما هي شكل التعامل معها ؟

هل القوات الامركيه قوات حليفه وصديقه للإداره

هل القول بإن الدوله التركيه هي دولة أحتلال وهي كذلك ، ينسحب على القوات الامركيه إيضآ ، وخاصتآ إن شعار محاربة الارهاب ببعده الاستراتيجي الوجودي قد إنتهى ؟ إما هناك معاير ومقاربة إخرى تصب في طاحونة البقاء الامركي ؟

205

ملاحظه : معاير ومقاربة التواجد الروسي والايراني وحزب الله في سوريا هي معاير دستوريه وقانونيه لجهة عنوان الدوله السوريه ، لطالما النظام يمارس حقه الشرعي في المحافل الدوليه حتى الان ، بينما التوجد الامركي غير شرعي طالما ليست هناك موافقه وطلب من الدوله والنظام السوري”.

 

وقد كان ردي له كما يلي؛ بقناعتي سيتم حسم قضية تواجد القوات الأمريكية ضمن التفاهمات والتسويات الدولية وبالأخص بين الروس والأمريكيين مع مشاركة أوربية وإقليمية في قضية إعادة تشكيل الدولة السورية وفق رؤية سياسية جديدة يجعل من كل الأطراف توافق ضمن صيغة تفاهمية تحقق الحد المطلوب من مطالب تلك الأطراف المتصارعة حيث الأمريكان أو الروس لم يأتوا لمساعدة السوريين والخروج، بل البقاء في المنطقة لرعاية مصالحهم الاستراتيجية، لكن يبدو أن صديقنا لم يكتفي بإجابتي السابقة فقد كتب مجدداً يقول مستوضحاً؛ “اعتقد لو عدة الى اسألتي ستجد بإنني لم أطرح فيها بما يتعلق بمصير القوات الامركيه أو اشكال التوافقات التي ستحصل ، وربما ما ذهبت انت إليه ستكون إحدا السيناروهات الوارده بل الاسئله المطروحه هي لجهة تحيد هوية هذه القوات ، وهل يسحب القراءه المذكوره أعلاه على الامركي كما على التركي”، مما دفعني لأن أكتب مجدداً وأقول: لو راجعت الوجود الأمريكي في العراق لما طرحت السؤال صديقي حيث هم سمّوا وجودهم في العراق إحتلالاً لتغيير نظام حكم قائم وبالتالي وجودهم في سوريا لن يختلف حتى وإن كنت أرفض صيغة الاحتلال ولن أبدلها بقوات تحرير كالمعارضة العراقية، لكن ربما قوات دولية وخاصة بأن هناك ما يعرف بقوات التحالف الدولي لرعاية مصالحها في المنطقة وقد جاءت لصالح بعض المكونات وعلى رأسهم الكرد حيث لولا دخول هذه القوات لربما أنتظر شعبنا قرناً آخر لينال بعض ما ناله مع دخول هذه القوات .. وبالمناسبة الإخوة العرب سبقونا في ذلك بقرن وذلك عندما استفادوا من القوات الاستعمارية الفرنسية والإنكليزية في نيل حقوقهم والتخلص من الخلافة العثمانية البغيضة.

 

 

206

الكانتونات وقضية اللاجئين..

المسؤولية مشتركة وتقع أولاً على من تسبب بها.

لقد وقفت من خلال بوستي السابق؛ “اللاجئون في الوطن.. يحتاجون إلى المزيد من الرعاية من قيادة إقليم كوردستان (العرق)”على قضية اللاجئين من كورد غربي كوردستان في الإقليم الجنوبي لكوردستان وقد حاولت أن ألقي الضوء على معاناة أبناء شعبنا هناك وما يقاسونه من شظف العيش وندرة فرص العمل، مما يجبر الكثير على الخروج من الإقليم إلى تركيا للبحث عن العمل أو إنتظار الفرج والمعونات رغم شحها وذلك من بعض المنظمات الرعوية؛ إن كانت الإقليمية أو الدولية وقد طالبنا ومن خلال ذاك البوست كل من حكومة إقليم كوردستان (العراق) وكذلك المنظمات الدولية المعنية بالوقوف على المسألة ومعالجة الأوضاع أو على الأقل معالجة ما يمكن معالجته مرحلياً.. ولكن هجرة هؤلاء الإخوة والأبناء أساساً ومن البداية هي مشكلة حقيقية وبحد ذاتها وإن الإدارات الذاتية في الكانتونات الكوردية مع مجموعة الحركة الكوردية في غربي كوردستان تتحمل السبب والمسؤولية أولاً؛ حيث أن السياسات الخاطئة في الإدارات الذاتية وعلى الخصوص سياسة الحزب الواحد والتفرد بالسلطة وممارسة الاستبداد بحق كل من يعارض السياسة الأوجلانية من جهة ومن الجهة الأخرى قيام الطرف السياسي الكوردي الآخر البارزانيون بالتصوير لهؤلاء المهجرين على أن كوردستان (العراق) هي “الفردوس الكوردستاني” كان سبباً في هجرة هؤلاء ومأساتهم الحالية.

ولذلك ونتيجة لعدد من الأخطاء السياسية من جانب أطراف الحركة الكوردية، يوجب عليها مراجعة (سياساتها الوردية) عن (جنان وفراديس الإخوة الآخرين) والعمل ضمن الواقع الجغرافي الذين هم معنيون بها أولاً.. لكن السؤال الأهم عن سبب الهجرة وتشريد أهلنا في كل من تركيا وإقليم كوردستان (العراق) وعلى الرغم من الأسباب المعيشية والاقتصادية وكذلك الأمنية والخوف من دخول بعض الجماعات السلفية المتطرفة والتكفيرية كداعش وأخواتها للمناطق الكوردية، يكمن في مكان أخر؛ حيث أن السبب الرئيسي بقناعتنا يكمن في السياسات الخاطئة لحزب الاتحاد الديمقراطي وإداراته السياسية والأمنية الآسايش على الأخص حيث دفعت بهؤلاء الإخوة والأبناء إلى الفرار والهروب من ملاحقاتهم الأمنية والقمعية.. وهنا نود أن نوجه، لأولئك الإخوة المسؤولين في الإدارات الذاتية، الرسالة التي وجهناها لقيادة إقليم كوردستان العراق ونقول لهم أيضاً؛ بأن الأوطان تبنى من خلال الإنسان وإن فقد الإنسان الأمن والأمان في وطنه فعلى الوطن السلام.. وعلينا أن لا ننسى بأن الوطن للجميع، حيث وكما أن“الدين لله والوطن للجميع” فكذلك السياسة للسياسيين وكوردستان لكل أبنائها وليس فقط للذين يتبنون الفكر الأوجلاني مع كل التقدير لهم لكن لا يعقل أن نبني وطناً بلون سياسي واحد؛ حيث هو الاستبداد والديكتاتورية المطلقة.

 

207

الفيدرالية الجغرافية

.. والسيد عبد الحكيم بشار!!

 

 
الحوار المتمدن-العدد: 5452 – 2017 / 3 / 6 – 09:18 

المحور: القضية الكردية 

لقد عرفت الأخ “عبد الحكيم بشار” من خلال علاقتي بالحزب وأقصد طبعاً البارتي وكنت أأمل أن نعمل في إطار التنسيق ضمن تيار فكري داخل الحزب لنؤسس لمشروع سياسي جديد مع عدد من الرفاق الذين يؤمنون بالتغيير والتجديد والفكر الحداثوي العلماني، لكن وللأسف فإن عوامل عدة منها ذاتية داخلية مرتبطة بالمجتمع الكوردي والبنية العشائرية لكل من كوباني والجزيرة وتكتلات الرفاق والمنافسات الماراثونية للوصول للمراكز القيادية وكذلك انتهازية البعض منهم وأخيراً التدخلات الكوردستانية و(الأمنية) لصالح البعض، فقد أفشل الفكرة والمشروع تماماً، بل دفعت مع عدد من الرفاق أثماناً باهظة لتلك السياسة المغامرة أو لتلك “الديمقراطية الطفولية” ولكن السيد بشار قدر أن يتلاءم مع الظروف كلها حيث من مهادنٍ للنظام إلى ثوري، بل من مهاجمٍ للإخوان إلى حليف سياسي ولا ألوم الرجل فهي السياسة وتقلباتها والسياسي المحنك هو الذي يكون قادراً الوقوف على رجليه في كل الظروف.

لكن تلك ليست قضيتنا، بل الموقف الأخير له حيث وفي مقالة مؤخرة له بعنوان؛ “من أجل الحفاظ على وحدة سوريا” يقول التالي: “إن اللامركزية الإدارية التي تتبناها المعارضة السورية بشكل عام ومهما كانت هذه اللامركزية موسعة والتي قد تضمن حكما ذاتيا للمحافظات فإنها تلبي طموحات وحقوق بعض المكونات ، ولكنها لا تلبي طموحات وحقوق جميع المكونات وانطلاقا من أن سوريا لكل السوريين فان حقوق كل المكونات يجب أن تكون مصانة بأقصى درجاتها ، لذلك يكون اعتماد الفيدرالية الجغرافية أو فيدرالية المحافطات هو الشكل الأنسب للدولة السورية والتي يجب أن تتوزع السلطة والثروة بين المركز والمحافظات مع ضمان اقتطاع جزء من واردات المحافظة لمصلحة خزينة المحافظة ، وفي حال إصرار بعض المكونات على اللامركزية الإدارية – وهذا حقهم

208

الطبيعي – يمكن حينها اعتماد مستويين من اللامركزية في سوريا ، اللامركزية الإدارية للمكونات التي تطالب بها والفيدرالية للمكونات الأخرى ، وهذا الشكل من الدولة متوفر وقابل للتطبيق ، كندا مثال على ذلك”. وبخصوص الواقع الكوردي يضيف أيضاً.

ويقول: “أما في ما يخص المكونات السورية ومنها الشعب الكردي في سوريا ، فأعتقد أن أفضل صيغة هي أن يقرر المكون نفسه الصيغة التي تناسبه في إدارة شؤونه المختلفة وعلاقته بالمركز دون أن يكون لأي طرف أو مكون آخر الحق في التدخل فيه طالما أن الحل المنشود يحافظ على وحدة سوريا ، وضمن الإطار الوطني ، ووفق الأسس والمبادئ المذكورة سابقاً ، وإنما يجب أن يتم التركيز على تاطير وتنظيم تلك العلاقة دستوريا” .طبعاً يبقى الحل الذي يطالب به بخصوص الكورد في إطار “الخيار الجغرافي” وإلا لا معنى لصيغة “اعتماد الفيدرالية الجغرافية أو فيدرالية المحافطات هو الشكل الأنسب للدولة السورية” والتي تشترط سلفاً وانطلاقاً من العنوان للمطالبة؛ ” من أجل الحفاظ على وحدة سوريا”. وهكذا فإن الفقرة الأخيرة من المقالة والخاصة بالشأن الكوردي تبقى مرتبطة بالشرط الأساسي ألا وهو المحفاظة على وحدة سوريا وبالتالي جاء الطرح الجديد للسيد بشار والقول بأن “الفيدرالية الجغرافية” هي “الشكل الأنسب للدولة السورية” وبالتالي لا مطلب لإقليم كوردستاني، كما كان يتم الترويج له كمشروع منافس لمشروع الإدارة الذاتية والأمة الديمقراطية!!

طبعاً لن أقول بأن طرح “الفيدرالية الجغرافية” هو طرح خاطئ وخاصةً في ظل الظروف الراهنة والانقسامات الدولية والإقليمية وكذلك للتداخل الديموغرافي لعدد من المناطق وعلى الأخص بين كوباني وعفرين، بل ربما تكون أفضل الصيغ حقيقةً، لكن يبقى السؤال الذي نود طرحه على الإخوة في الحزب الديمقراطي الكوردستاني والمجلس الوطني الكردي والذين كانوا يزايدون على الإدارة الذاتية وحزب الاتحاد الديمقراطي؛ بأنها تخلت عن كوردستان من خلال طرح مشروعها السياسي الذي لا يطالب بإقليم كوردستاني والآن ما هو ردكم وها هو المتحدث باسمكم في الائتلاف هو الآخر يطالب بفيدرالية جغرافية، فهل بعد كل هذه المناكفات والمشاحنات جاءتكم الفكرة والقناعة بأن “الفيدرالية الجغرافية هي الحل الأنسب”، أما إنها أوامر السلطان العثماني .. ورغم كل ذلك أود التأكيد؛ بأن قراءة الرجل وطرحه لعدد من النقاط جاءت موضوعية وعقلانية، مثل قضية فصل الدين عن الدولة حيث يقول: “فصل الدين عن مؤسسات الدولة بشكل كامل مع ضمان حرية المعتقدات والشعائر والطقوس الدينية وحرية عملها في المجتمع بشرط أن لا تحرض على الكراهية والعنف ولا تتعارض مع الدستور لأن من شأن هذا الفصل إلغاء كافة أشكال التمييز على أساس ديني أو مذهبي أو جنسي”.

وأخيراً وبكل تأكيد هناك بعض الملاحظات السريعة على المقالة، لكن عموماً جاءت هذه المقالة متوازنة وموضوعية ونأمل أن تكون بداية جديدة للسيد عبد الحكيم بشار في مسيرته السياسية والتي عليها الكثير من الملاحظات والانتقادات .. وهكذا ورغم اختلافنا وخلافاتنا وفي عدد من المحطات السياسية والقراءات الفكرية، إلا أن موقفه الأخير يستحق التقدير والإشادة به لم طرحه من أفكار جيدة وصالحة للتأسيس عليه في مشروع وطني سوري.

 

209

الكورد

.. والإعتماد على الأنظمة الغاصبة لكوردستان؟!!

 

الكثير منا أتهم أطراف الحركة الوطنية الكوردية بالإعتماد على الأنظمة الغاصبة لكوردستان في حركتها وقوتها وحراكها السياسي والعسكري وخاصةً حركة شعبنا في جزأي كوردستان الجنوبية والشمالية أي العراق وتركيا وطالبينا جميعاً بفك تلك الإرتباطات مع هذه الأنظمة الغاصبة لكوردستان، إن كان النظام السوري وحليفه الإيراني أو حتى العراقي على أيام طاغيتها صدام حسين؛ كون تلك السياسات قد أضرت بالقضية الكوردية في عدد من الملفات السياسية الإستراتيجية وكذلك لكونها كانت على حساب بعض الأشقاء وعلى الأخص نحن كورد سوريا حيث عانينا كثيراً من تلك السياسات لدرجة وصلت إلى إنكار وجود قضية كوردية وجزء كوردستاني يعرف إعلامياً اليوم بـ”روج آفاي كوردستان” أو الإقليم الغربي من كوردستان وذلك من أكثر من فصيل سياسي كوردي وليس فقط من طرف واحد كما يروج له في الإعلام الحزبي.

 

لكن لم يسأل أحدنا نفسه؛ لما تلجأ الأحزاب الكوردية إلى تلك السياسات والإعتماد على الأنظمة الغاصبة لكوردستان، ألم تكن الحركة وأحزابنا السياسية مجبرة على إعتماد تلك السياسات لتجد بعض المساحة والدعم لتقوية وجودها ونفوذها في الساحة وهل كان هناك من خيار آخر للحركة والعمل السياسي حيث هي محاربة بالداخل بقوانين الحظر والإعتقالات والإعدامات بحق كوادرها وجماهيرها وذلك من قبل أنظمة بوليسية قمعية ديكتاتورية لا تعرف معناً للعمل السياسي المدني وأقل إشتباه بإنتماء أو دعم تلك الأحزاب ربما توصلك لحبل المشنقة وفي أقل الأحوال سوءاً يكون مصيرك السجن ولسنوات طوال .. وبالتالي كان لا بد من البحث وإيجاد ساحات بديلة عن “الساحة الوطنية” أو الجماهيرية وبحكم واقع كوردستان وخضوعها وتقسيمها بين عدد من الدول الغاصبة للجغرافية والقضية فكان الخيار الوحيد أمام الحركة الكوردية هو القبول بشروط إحدى هذه الدول الغاصبة والتي على خلاف سياسي مع نظام الحكم في البلد الغاصب للإقليم الكوردستاني الذي ينتمي له ذاك الطرف السياسي الكوردي. وهكذا الوقوع في شرك تلك “الشراكة السياسية” والتي كانت لا تخلو من بعض العمالة لذاك النظام السياسي “الحليف”.

 

أما النقطة الأخيرة والأهم بحسب قراءتي والتي دفعت بعدد من أحزاب الحركة الكوردية إلى إعتماد تلك السياسات الخاطئة في إعتمادها على الأنظمة الغاصبة لكوردستان، كان وما زال يكمن في غياب الدعم الخارجي الدولي للقضية الكوردية وتركها ولعقود لسياسات الدوائر الأمنية والملفات الصفراء؛ حيث وللأسف فإن مصالح الدول الأروبية مع تلك الأنظمة الغاصبة لكوردستان جعلت تلك الدول من القضية الكوردية ضحية لمصالحهم الحيوية في المنطقة وبالتالي ترك الملف الكوردي للأنظمة الإقليمية الغاصبة للقضية .. وهكذا ونتيجة غياب الدعم الدولي فقد لجأت تلك القيادات والأحزاب الكوردية أو بالأحرى أجبرت على التعاون والتنسيق مع بعض تلك الأنظمة الغاصبة، بما معناه؛ “مكرهٌ أخاك لا بطل” أو “ما جبرك على المر إلا الأمر منه” .. وهكذا فإننا رأينا وفور توفر البديل والحليف الدولي فقد تخلت بعض تلك الأحزاب عن “الحليف الإقليمي” وبقناعتي الشخصية؛ عندما تتأكد باقي الأحزاب الكوردية عن توفر البديل الدولي الحقيقي ستترك هي الأخرى أولئك “الحلفاء السابقين” من الأنظمة الغاصبة لكوردستان لتنسق مع الهيئات والقوى الدولية، بدل الإقليمية.

210

 

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ رابط المقال على موقع روج آفا نيوز.

https://www.rojavanews.com/arabic/index.php/mqalat/item/6538-rojavanews

 

المطلوب مرحلياً

من النخب الثقافية والفكرية.

إن المرحلة عموماً تتميز بالحساسية البالغة بالنسبة لشعبنا وقضيتنا في جغرافية غربي كوردستان (سوريا) حيث يمكن .. بل هي نقطة تحول في مصير شعبنا والمنطقة عموماً وبالتالي فالمطلوب مرحلياً هو العمل وفق رؤية وإستراتيجية كوردية تجمع كل الأطر والأحزاب والكتل السياسية وعلى الأخص المجلسين؛ المجلس الوطني الكوردي ومجلس شعب غربي كوردستان بالإضافة إلى نخبة من المثقفين والكوادر الفكرية والسياسية وذلك من أجل قيادة المرحلة في المناطق الكوردية (كانتونات الإدارة الذاتية). وإننا لعلى دراية بحجم الشرخ بين بعض الأطراف الكوردية سياسياً وفكرياً ولكن وبما أن مناطقنا وشعبنا يتعرض لسياسة ومعركة وجود وليس حدود وأن الهجمة تطال كل أبناء شعبنا وليس موجه لطرف سياسي فلزاماً على الجميع المشاركة بقوة في الدفاع عن القضية والوجود ضد هذه الجماعات التكفيرية.. وكفاكم أيتها الأحزاب والقوى السياسية تنصلاً من مستحقات المرحلة التاريخية حيث بتنا على قناعة شبه مؤكدة بأن ولاءكم للمحاور السياسية الإقليمية أكبر بكثير من عملكم في خدمة قضايانا الوطنية والقومية.

وهكذا فإن المطلوب من النخب الفكرية والثقافية المزيد من الكتابة والضغط باتجاه توحيد الموقف والصف الكوردي وذلك بدل النفخ في الخلافات السياسية بين المجلسين الكورديين وزيادة حجم الشرخ والهوة بينهما حيث المرحلة تتطلب الضغط باتجاه التقارب وليس التباعد بين القوى الكوردية ونأمل من كل الزملاء الكتاب ترسيخ كل الجهود والطاقات في سبيل هذا الهدف الاستراتيجي في المرحلة الحالية وباعتقادنا إننا سوف نشكل قوة كبيرة من أجل وحدة الكلمة الكوردية والتي باتت مطلباً شعبياً لمجمل أبناء شعبنا الكوردي وخاصةً لأولئك الذين يعانون في الداخل .. وكفى لتلك الأصوات التي تنعق وتنفخ في الخلافات الكوردية الكوردية.

 

211

بداية البدايات

..”الرئيس التركي يوافق على قانون عملية السلام مع الأكراد”

نشرت وسائل الإعلام التركية والعالمية وتحت المانشيت الثاني خبراً عن موافقة الرئيس التركي السيد عبد الله غول على قانون يسمح بموجبه للقيادة السياسية التركية من إجراء محادثات السلام مع قيادة حزب العمال الكوردستاني حيث جاء فيه ما يلي: ((أقر الرئيس التركي عبد الله غل اليوم الثلاثاء قانوناً بخصوص محادثات السلام مع المسلحين الأكراد في خطوة مهمة لإنهاء التمرد الذي بدأ قبل ثلاثة عقود وجاءت قبل أقل من شهر على انتخابات الرئاسة. ويمكن أن يدعم القانون رئيس الوزراء رجب طيب اردوغان في الانتخابات، إذ يأمل في جذب تأييد الأكراد في محاولته لأن يصبح أول رئيس منتخب بشكل مباشر لتركيا في انتخابات مقررة على مستوى البلاد في العاشر من آب. وبدأت تركيا، العضو في حلف شمال الأطلسي، محادثات سلام مع زعيم حزب العمال الكردستاني المسجون عبد الله أوجلان في العام 2012في مسعى لإنهاء تمرد بدأ قبل 30 عاما وأدى إلى مقتل 40 ألف شخص. لكن حتى الآن لا توجد أسس قانونية للتفاوض مع الحزب الذي تعتبره السلطات التركية والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة منظمة إرهابية. وسيحمي القانون الجديد من يشاركون في نزع سلاح وإعادة دمج المتمردين الأكراد من المحاكمة كما سيوفر الحماية القانونية للاجتماعات التي تهدف لإنهاء الصراع)).

وهكذا يمكننا القول بأن تركيا قد وضعت الأساس القانوني والدستوري كبداية للبدء في حل المسألة الكوردية وذلك من خلال الموافقة على قانون يسمح بإجراء المفاوضات واللقاءات مع قيادة العمال الكوردستاني، بل “وإعادة دمج المتمردين الأكراد” بالمجتمع وتوفير “الحماية القانونية للاجتماعات” وذلك بهدف إنهاء الصراع الدموي بين الطرفين والذي حصد الآلاف من الأرواح ودمر كذلك البنية الاقتصادية ولسنوات للدولة والمجتمع عموماً وسببت بتشريد مئات الآلاف من أبنائنا في شمال كوردستان نتيجة المعارك والصراعات وحرق وتدمير آلاف القرى الكوردية في حرب ضروس ومنذ ما يزيد عن قرن كامل وليس ثلاثين عاماً فقط.. وبالتالي فإن الخطوة السابقة ومن قبل الحكومة التركية تعتبر بداية البداية، كما قلنا سابقاً، للخروج من “أزمة داخلية” وإقليمية ورثتها عن الخلافة العثمانية ومن ثم كإحدى افرازات سياسة الإلغاء والإقصاء والتي اتبعتها العقلية الأتاتوركية بحق كل المكونات الأخرى الغير تركية في جمهوريتها الطورانية الكمالية. ولكن السؤال الأخير والذي يمكن أن يتبادر للأذهان؛ هل تركيا وتحديداً حزب العدالة والتنمية الحاكم تريد من خلال هذه الموافقة الأولية اللعب بالورقة الكوردية من أجل مكاسب انتخابية أم هناك نية حقيقية وإرادة سياسية مجتمعية في تركيا لحل المسألة الكوردية كون من مصلحة الدولة التركية؛ أن تجد إلى جانبها حليفاً، بل دولة كوردية صديقة وذلك عوضاً عن حروبها الاستنزافية في صراعٍ لن ينتهي إلا بدحر الديمقراطية والحريات في المجتمعين الكوردي والتركي وخاصةً بأن هناك ملامح لنشوء دولة كوردية في إقليم كوردستان (العراق) ومعها منابع الثروة النفطية.

وأخيراً نقول: نأمل أن تكون السياسة التركية الأخيرة بدايةً لفتح صفحة جديدة في الملف الكوردي وحلها على أسس العدالة القانونية والاجتماعية وبحسب القانون الدولي في حل الخلافات العرقية في دولة متعددة القوميات والأثنيات وليس فقط من أجل دعاية انتخابية وتكون سحابة صيف عابرة.

http://www.aljadeed.tv/Men…/news/DetailNews/DetailNews.html…

212

بوست قصير

بخصوص من يقول؛ بأن الكرد -أتباع- أمريكا

 

الحوار المتمدن-العدد: 5671 – 2017 / 10 / 16 – 02:44 

المحور: القضية الكردية 

هناك الكثير من الإخوة العرب وغير العرب من كتاب ومثقفين ومحللين سياسيين يتهمون الكرد، بأنهم عبارة عن “أتباع”، بل البعض يصفهم بـ”عملاء ومرتزقة وطابور خامس” للأمريكان والإسرائيليين في المنطقة ويتناسون بأنهم أي الكرد أصحاب حق وقضية وشعب أصيل مثله مثل باقي شعوب المنطقة .. إننا لن نوجع دماغ الإخوة والأصدقاء بالوثائق والأدلة التاريخية التي تؤكد على أن هذه الأمة لم تهبط من المريخ، بل أن الشعب الكردي جزء من ثقافة وحضارة الشرق الأوسط وإنهم ومنذ أحقاب وقرون يعيشون في هذه الجغرافيات المتجاورة مع جيرانه الآخرين من شعوب وأثنيات المنطقة، إننا لا نريد العودة لتلك الملفات كونها باتت معروفة للقاصي والداني، بل ومن خلال كبسة زر على موقع غوغل يمكن لأي شخص أن يقف على الحقائق التاريخية، لكن فقط نود أن نرد عليهم بالحكاية التالية .. وإليكم الحكاية: ألتقيت ببداية الألفية الجديدة إن لم تخني الذاكرة مع الصديق الراحل “محمد أمين أبو كاوا” في مدينة الرميلان وحينها كان قد أصبح عضواً في البارتي “الحزب الديمقراطي الكردي” ولم أكن قد أنتسبت بعد للحزب .. وفي الطريق من الرميلان باتجاه القامشلي سألته وذلك بعد نقاش طويل؛ هل يمكنك أن تجيبني وباختصار شديد: لما أنتسبت للبارتي وقبلت على نفسك أن تكون عضواً في الفرع وأنت الذي كنت من قيادات الاتحاد الشعبي الكردي.

سؤالي السابق فاجأه حيث توقف عن الكلام بعض الشيء ونظر إليّ بعمق وحين رأى الالحاح في عيوني وإنني أريد الحقيقة عارية وبدون رتوش ولغة ديبلوماسية، أجاب بكل هدوء وهو المعروف عنه؛ ولما تريدني أن لا ألتحق بصفوف البارتي وذلك بعد أن رأيت معلمي ويقصد السيد صلاح بدر الدين قد أصبح من تابعي نهج البارتي، فحينها قلت لنفسي “لما أبقى من تابعي التابعين ولا أصبح تابعاً للمتبوعين” .. بصراحة إن جرأة الرجل وصدقه أوقفني من الرد عليه حيث مهما كان فيها نوع من المصالحية والنفعية، إلا إنها كانت الحقيقة حيث كان وقتها السيد بدر الدين وبعد عداء مع البارزانية يمجد بالبارزنية، بل وصل الأمر بالرجل أن طرح مصطلحاً جديداً في الوسط السياسي الكردي عُرف بـ”البارزانيزم” .. إذاً وبعد سرد الحكاية لنعد لقضية “تبعية” الكرد للأمريكان وذلك

213

بحسب زعم أولئك السادة، فإنه يمكننا الإجابة كما أجاب الصديق أبو كاوا والقول لهم؛ ولما تريدون أن يبقى الكرد من تابعي التابعين حيث كل دولكم وحكوماتكم “تبوس” الأيادي لتصبح من تابعي أمريكا بمن فيهم الروس حيث الأمريكان هم الذين يفرضون العقوبات عليها وهي تحاول أن ترضي الأمريكان لفك ذاك الحصار وتأتوون لتقولوا لنا؛ بأننا من “تابعي” الأمريكان .. يا سيدي حلال علينا إننا أصبحنا من التابعين بعد أن كنا من تابعي تـــــــــــــــــــــــــــــــــــابعي التابعين.

 

214

تركيا..

تعيد سيناريو حقدها مع غربي كوردستان

22‏/12‏/2014

 

ربما أغلبنا إن لم نقل جميعنا يتذكر المواقف الطورانية الكمالية للدولة التركية وحكوماتها السابقة والحالية مع إقليم كوردستان (العراق) وذلك في بدايات التسعينيات من القرن الماضي ولغاية إسقاط النظام العراقي البائد في عام 2003م على يد قوات التحالف الدولي وحتى بعد تشكيل الحكومة العراقية المؤتلفة ووضع الدستور العراقي الجديد والذي أقر الفدرالية للعراق وبموجبه أصبح وضع الإقليم الكوردستاني والواقع ضمن الدولة العراقية واقعاً دستورياً يقر له بالفيدرالية .. ولكن ورغم كل ذلك كان التعنت التركي في رفضه للإقرار والإعتراف بالإقليموإلى اليوم ترفض تركيا الإعتراف بالهوية الكوردستانية للإقليم وإن كانت عملياً تقر وتعترف بذلك ولأجل مصالحها ومشاريعها الإقتصادية على الأقل وقد تحججت تركيا بالعديد من القضايا والحجج لتبرر موقفها العدائي ذاك تجاه الإقليم الكوردستاني وكان أكثرها ضجةً وصخباً وتجارةً سياسية هو وجود التركمان في كركوك بل الإدعاء بـ“تركمانية كركوك“ وكذلك قضية أمن حدودها مع “الجماعات الكوردية المسلحة“.. وغيرها من الحجج الكاذبة والمخادعة وهي تحاول أن تغطي على عدائها التاريخي للكورد وقضيتهم العادلة وقد رأينا كذبها ونفاقها في مسألة التركمان وكيف تنازلت عنها من أجل مصالحها الإقتصادية في إقليم كوردستان.

كان ذاك في الماضي القريب .. ولكن واقع إقليم كوردستان (العراق) قد تغير وتغيرت معها موقف تركيا السياسي من الإقليم وأصبحت تركيا على رأس الدول التي لها علاقات مع الإقليم الكوردستاني إقتصادياً وتجارياً على الأقل لكن وعلى الرغم من هذا التغيير في الموقف السياسي مع الإقليم، فإن موقف تركيا من القضية الكوردية بقي كما هو رافضاً لأي إعتراف بكوردستانية الإقليم كان وما زال مؤكدتاً بذلك طورانيتها وحقدها التاريخي على القضية الكوردية وما مواقفها الأخيرة من المسألة والحضور الكوردي مؤخراً في غربي كوردستان(الإقليم الكوردستاني داخل الدولة السورية) وعلى الأخص من مأساة أهلنا في كوباني، إلا تأكيداً على تلك السياسة الطورانية التركية الحاقدة للمسألة الكوردية؛ حيث ها هو الرئيس التركي رجب طيب أردوغان وفي يوم السبت الماضي يحذر من “وجود مشروع لتأسيس كيان كردي جديد في غرب كوردستان بشمال سوريا، منتقدا في الوقت نفسه تركيز الغرب على المعارك في كوباني ونسيان ما يحدث في مدينة حلب“. وذلك بحسب ما ورد من أخبار على مواقع التواصل الإجتماعي وكذلك المواقع الإخبارية ومنهم موقع ولاتي نت حيث وبحسب الموقع قد “قال أردوغان –خلال اجتماع لمجلس العلاقات الاقتصادية الخارجية الذي انعقد اليوم في إسطنبول– إن المشروع الذي يعد لإقامة كيان كوردي في شمالي سوريا يشكل تهديدا لأمن تركيا“. وهو بهذا يؤكد على الموقف الطوراني كما سبق وأشرنا وبنفس الوقت يعيد السيناريو الذي أتبعتها تركيا مع إقليم كوردستان (العراق).

وهكذا فإن تركيا تمارس وسوف تستمر في تلك الممارسة والسياسة العنصرية تجاه القضية الكوردية لتفشل أي مشروع وطني كوردي من قبيل بروز كيان سياسي إن كانت كانتونات إدارة ذاتية أو أقاليم فيدرالية في غربي كوردستان وقد نقلت بعض الصحف التركية عن “أردوغان قوله أمس الجمعة إن مسؤولي الاستخبارات الأتراك سيحذرون زعيم حزب الاتحاد الديمقراطي صالح مسلم من أي خطوة أحادية لإنشاء كيان كوردي مستقل في غرب كوردستان بشمالي سوريا قرب الحدود التركية” بحسب الموقع نفسه.. وبالتالي على كل القوى الكورديةالسياسية والعسكرية_ وعلى الأخص (المرجعية السياسية) العمل على تجاوز خلافاتهم الداخلية والعمل كفريق سياسي حقيقي خدمةً للقضية الوطنية وتجاوز الخلافات الحزبية البينية وفي ذلك نأمل أن يكون دور كل من أربيل وقنديل إيجابياً وذلك من خلال التعاون المشترك وفق رؤية إستراتيجية

215

كوردستانية، بل يمكن أن تتحول تلك السياسة الطورانية إلى “شوكة” في خاصرة تركيا نفسها بحيث يتم الضغط عليها دولياً وتعرية مواقفها العدائية بصدد المسألة الكوردية وفي ذلك يمكن للديبلوماسية الكوردية في إقليم كوردستان (العراق) أن تلعب دوراً كبيراً على المستوى الإقليمي والدولي وخاصةً في ظل التنافس التركي السعودي على قيادة المحور السني في المنطقة ونحن نعلم بأن تركيا باتت مؤخراً تعاني من أزمة وعزلة حقيقية وخاصةً بعد إنهزامها سياسياً إخوانياً في مصر وذلك من قبل منافستها؛ السعودية ومؤخراً نجاح هذه الأخيرة بإعادة قطر إلى صف حلفائها في المنطقة العربية وهي برأي بداية فك إرتباطها مع تركيا.

وأخيراً؛ هل نأمل أن ينجح الكورد في غربي كوردستان في معادلة “لي الأذرع” مع الدولة التركية وإنشاء كيانهم السياسي كما فعلها أشقائهم في إقليم كوردستان (العراق) وخاصةً أن مأساة كوباني وما سطره أبطالنا وبطلاتنا من قوات الحماية الشعبية (YPG) والمرأة (YPJ)وبمساعدة مجموعات من الجيش الحر والبيشمه ركة من ملاحم بطولية قد لفتوا أنتباه وتعاطف كل شعوب العالم المدني المتحضر وهم يسجلون أروع البطولات في الدفاع عنها وعن قيم الحرية والإنسانية وذلك في وجه أعتى القوى الظلامية في العصر الحديث، مما يسمى بتنظيم الدولة الإسلامية “داعش” وحلفائها المحليين والإقليميين. وهكذا نعود ونسأل مجدداً؛ هل ينجح كوردنا في غربي كوردستان كما نجح إخوتهم في إقليم كوردستان (العراق) .. مؤكد أن ذاك سوف تكشفه الأيام والسنوات القادمة وإننا متفائلون بتقدمية حركة التاريخ وقدرة الشعوب على النهوض ونيل حقوقها المغتصبة، حيث “لا يموت حقٌ وراءه مطالب” وها هو شعبنا وبكل شرائحه وقواه السياسية والعسكرية يطالب بحقوقه المشروعة والمغتصبة من قبل هذه الحكومات الحاقدة والعنصرية وعلى رأسهم الدولة التركية الطورانية وذلك على الرغم من كل إدعاءاتها بالديمقراطية ومن خلال وجهها الجديد؛ الإسلامي الأردوغاني.

 

216

تركيا ..

لم ولن تنتصر بعفرين!

 

إنني فعلاً أستغرب من البعض من أبناء شعبنا وهو يتبجح على صفحات التواصل الاجتماعي بهزيمة الإدارة الذاتية على يد تركيا والميليشيات الإسلاموية فهو من جهة يكشف عن سقوطه الأخلاقي والسياسي ومن جهة يكشف عن جهل مستفحل في الذهنية السياسية لفئة كبرى من أبناء هذا الشعب المقهور والمغلوب على أمره، بل يكشف عن غباء سياسي نعاني منه تاريخياً بحيث يجد في هزيمة الأخ وإنتصار العدو نوع من الانتصار السياسي الشخصي أو القبلي الحزبوي لتياره المنهزم والمنبطح .. وبالمناسبة ولعلم هؤلاء “الفطاحل من الساسة العباقرة”، فإن تركيا لم تفز وتنتصر، بل منحت بعضاً من الكعكة السورية كجائزة طردية من قبل الروس والأمريكان وذلك لإبقائها على تلك المسافة من الطرفين وللتأكيد على مقولة أن تركيا لم تنتصر، فإننا سوف نكتفي بإيراد بعض الملاحظات السريعة وهي:

 

  • تركيا من دولة كانت تفتخر بأنها ذات سياسة “صفر مشاكل” باتت تعاني من سياسة “صفر حلول” مع الأزمة السورية وذلك في ملفات سياسية وأمنية عدة.

 

  • تركيا والقيادة التركية وعلى رأسها الرئيس أردوغان كانوا يحاولون الوصول لشرقي الفرات وقبلها للرقة ودير الزور وتم إفشال مشروعهم بإحتلال الشمال السوري، كما كانت تأمل من خلال دخولها لمنطقة عفرين.

 

  • تركيا كانت على أبواب الدخول للاتحاد الأوربي وبات حتى فكرة استمرار الحوار في ذلك الموضوع هو حلم للأتراك ولو بعد سنوات.

 

  • تركيا شهدت تطوراً ونمواً إقتصادياً مع بداية حكومة العدالة والتنمية، لكنها الآن تشهد إنهياراً وتضخماً لا مثيل له بحيث باتت الليرة التركية تفقد المزيد من قيمتها وقدرتها الشرائية حيث وخلال ثلاث سنوات فقدت نصف قيمتها الشرائية، فبعد أن كان الدولار يعادل الليرتين بات يعادل الضعف في هذه الأيام.

 

  • أما بخصوص الأوضاع السياسية الداخلية، فإن تركيا تعاني إنقساماً سياسياً وإجتماعياً وعسكرياً حاداً ووجدنا تعبيراتها في قضية الانقلاب العسكري الفاشل وما لاحقها وسبقها من حجز للحريات والتضييق على الأحزاب وصولاً لمسألة إضعاف النظام السياسي البرلماني وزيادة في صلاحية الرئيس كأي مستبد شرقي مأزوم ومتضخم بالعقد السلطوية.

 

  • وأخيراً لنقف عند القضية الجوهرية ونقصد احتلال تركيا لعفرين وعموم القضية الكردية حيث تركيا تعلم ويعلم معها العالم أجمع؛ بأن مسألة احتلال تركيا لعفرين لن تنهي القضية الكردية، بل ستزيد من تعقيداتها وذلك إن ضمت لتركيا أو أعيدت “للسيادة السورية” حيث في الحالة الأولى فإن القضية الكردية لم تبدأ مع عفرين لتنتهي عند عفرين في شمالي كردستان وتركيا وبالتالي فليس أمام الدولة التركية إلا أن تباشر بوضع الخطوات الواقعية لحل المسألة الكردية _بوجود عفرين ملحقاً بها أو دون

217

ذلك_ وبذلك فقط يمكن لتركيا أن تنعم بالسلام والأمان وإلا فإن مشكلات تركيا ستزداد يوماً بعد آخر .. أما في حالة إعادة عفرين لتحت السلطة السورية فذاك يعني إنهزام حكومة العدالة وخروجها من المعادلة السورية بخسائر مادية وبشرية ودون تحقيق أي مكاسب حقيقية في سوريا وبذلك تكون بداية النهاية لحكومة العدالة والتنمية بقناعتي الشخصية.

 

وهكذا فإن أي إدعاء بإنتصار تركيا من قبل بعض “الكرد الجيدين” ليس إلا نوع من التنفيس عن الحقد الحزبوي والعقد الدونية للبعض الآخر، أو إنها نتاج السذاجة والهبل السياسي للبعض الآخر .. أما بخصوص المرتزقين، فإن مصالحهم الشخصية تملي عليهم أن يصفقوا لمن يدفع أكثر لهم حيث من “يأكل على مائدة السلطان لا بد أن يضرب بسيف السلطان” ولا غرابة أو استغراب حينذاك من هكذا ترهات وسخافات أخلاقية بعيدة عن أي قيم وطنية تحترم هويتها الحضارية.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

218

 

 

تركيا واللعب على خطوط النفط والغاز

أو اللعب على المحورين؛ الروسي والأمريكي.

 

 

 

 

 

 

طرح عدد من الأصدقاء، خلال تعليقاتهم أو رسائلهم الخاصة، السؤال التالي: “ما مصير عفرين وسط هذه الأجندات والمخططات التي ترسم للشمال السوري” وخاصة بعد التوافق الثلاثي الروسي التركي الإيراني والسوري ملحقاً بهم على خفض التوتر في محافظة إدلب بحيث تقوم القوات التركية مع بعض الميليشيات والجماعات الإسلاموية وبغطاء روسي للطيران من بسط وسيطرة نفوذ تلك الجماعات “المعتدلة” ببسط سيطرتها على المحافظة وذلك في سيناريو شبيه بما جرى في منطقة الباب وجرابلس بحيث تسيطر القوات الموالية أو الخاضعة لتركيا بالسيطرة على المحافظة ومن ثم الحوار والتنسيق مع النظام السوري وصولاً إلى دمج تلك القوات الميليشاوية في الجيش السوري العائد للنظام وبالتالي (التخلص) من القوى التكفيرية الإرهابية ومنها “جبهة النصرة” أو ما تسمى حالياً “تحرير الشام” رغم أن تركيا والائتلاف السوري وغيرها من القوى المحسوبة على المعارضة السورية والموالية لتركيا، هي نفسها كانت قد باركت “تحرير إدلب” على يد جبهة النصرة وغيرها من الميليشيات الإسلاموية بل ذهب البعض إلى القول: بأن السيناريو المرسوم هو لخنق منطقة عفرين من قبل تركيا ومن ثم الهجوم عليها وعلى تلك القوات التي تعود للإدارة الذاتية الكردية وذلك من أجل فتح ممر “كريدور” بين منطقتي إعزاز وإدلب يمر من سهل جوم وناحية جنديرس وبخصوص هذه المسألة فقد كتبت عدد من المواقع والمختصين بشؤون المنطقة ومنها بعض المواقع الكردية طبعاً.

 

وبحسب تلك المواقع فقد ((نشرت صحيفة “الدايلي صباح” التركية اليوم السبت تقريرًا يوضح تفاصيل خطة أنقرة الجديدة في العملية العسكرية التي ستبدؤها في محافظة إدلب وعفرين شمال حلب)) حيث وبحسب الموقع المشار إليه؛ “ستعمل الوحدات العسكرية ومنظمات الاستخبارات التابعة للتحالف الثلاثي مع بعضها البعض على تنفيذ ذلك مشيرة أن العملية المتفق عليها في إدلب ستستمر دون توقُّف، حسب الصحيفة. وأضاف التقرير أن العملية في إدلب ستتزامن معها عملية ضد وحدات حماية الشعب الكردية حيث سيتم السيطرة على ناحية جنديرس ثم التمدد باتجاه مدينة تل رفعت بريف حلب الشمالي والسيطرة عليها وسيُنشأ ممر انتقالي من إدلب – جنديرس – أعزاز.ولفتت الصحيفة أن أنقرة تفترض أنه بعد تحرير إدلب، سيكون من الأسهل هزيمة وحدات حماية الشعب الكردية في عفرين وخاصة بعد السيطرة على جنديرس وتل رفعت حيث ستصبح المنطقة التي تسيطر

219

عليها الميليشيات مُحاصَرة.وحول خطة أمريكا في التعاون مع الأكراد لتحرير إدلب من هيئة تحرير الشام (جبهة النصرة سابقا) ذكرت الصحيفة أن تركيا ستنسق مع المعارضة لمنع ذلك”. وللعلم نفيد بأن في((منتصف أيلول/ سبتمبر الماضي، أعلنت الدول الضامنة لمسار أستانا (روسيا وتركيا وإيران) توصلها إلى اتفاق على إنشاء منطقة خفض توتر في محافظة إدلب، وفقا لاتفاق موقع في أيار/ مايور الماضي.وقد رفضت “هيئة تحرير الشام” أكبر الأجسام العسكرية في المحافظة والتي تسيطر على أغلبها الاتفاق، ومنذ التوصل إلى الاتفاق والقوات التركية ترسل تعزيزات عسكرية إلى الحدود السورية التركية المقابلة لمحافظة إدلب)).

 

إننا كنا من الذين يقولون، بل وما زلنا نقول؛ بأن أكبر وأهم وأخطر أهداف تركيا في كل المنطقة وعلى الأخص في كل من المسألة السورية والعراقية هي السيطرة على المنطقة جيوسياسياً واقتصادياً تجارياً من جهة ومن الجهة الأخرى ضرب القضية الكردية التي شهدت تطوراً كبيراً في العقدين الأخيرين وبالتالي باتت تؤرق دول المنطقة وعلى الأخص الغاصبة لكردستان وعلى أخص الأخص تركيا حيث تعتبر بروز ونجاح هذه القضية وحصول الكرد على حقوقهم نهاية حتمية لتلك الدولة العنصرية التي أسسها العقلية الطورانية الكمالية الحديثة مع نهاية الخلافة العثمانية في بدايات الربع الأول من القرن الماضي حيث بروز المسائل القومية في منطقة الشرق الأوسط ونجاح الكمالية في وأد الحلم الكردي آنذاك بحيث جعلت من كردستان قرباناً على مذابح المصالح الغربية مع عدد من دول المنطقة التي اقتسمت كردستان فيما بينها وكانت حصة “الذئب الرمادي” من نصيب تركيا بحيث حصلت على أكبر جزء من كردستان ضمن دولة عنصرية تنكر على المكونات غير التركية أية حقوق، بل حتى أي وجود مجتمعي وذلك حتى قبل سنوات حيث كان يعتبر الكرد “أتراك الجبال”. وهكذا فأي تطور للمسألة الكردية وفي أي جزء كان تعتبرها تركيا تهديداً مباشراً لها ولكيانها العنصري وليس عبثاً كل هذا العداء من الدولة والحكومة التركية ضد الاستفتاء في إقليم كردستان وقبلها لما حققه ويحققه الكرد في روج آفاي كردستان من مكاسب ومنجزات وطنية وقبلها ما حققها منظومة العمال الكردستاني وبالتالي فمن الطبيعي أن تعمل تركيا المستحيل لإبقاء الكرد تحت السيطرة والهيمنة الإقليمية ولم تأتي مقولة “ديميريل؛ الرئيس التركي الأسبق” عن عبث عندما قال: “سنحارب خيمة كردية ولو في شمال أفريقيا”.

 

إذاً المشكلة السياسية لتركيا هي المسألة الكردية عموماً وخاصةً في جزأين يشكلان معها حدوداً تصل لأكثر من ألف كيلومتر وفي الجانب “السوري” من روج آفا هو خاضع لحزب يعتبر فصيلاً من منظومة العمال الكردستاني في نظر تركيا، لكن عندما تجتمع هذه القضية مع قضية أخرى تشكل بالنسبة لتركيا أحد شرايين الحياة والتنمية والازدهار في البلد ونقصد مشاريع إيصال الغاز والنفط عبر الأراضي التركية إلى القارة الباردة أي أوربا فبكل تأكيد سيكون الصراع على جغرافيات المنطقة عسيراً محتدماً وإن تتطلب الأمر دموياً وها نحن نعيشها ومنذ سنوات واقعاً في كل من سوريا والعراق حيث الجميع في حالة صراع واقتتال دموي للسيطرة والنفوذ والاستيلاء على أكبر جغرافية ممكنة حيث من جهة الأوربيين والأمريكان يريدون كسر الاحتكار الروسي لقضية إيصال الغاز لأوربا وبالتالي إيجاد خطوط ومصادر وموارد جديدة بديلة ومنافسة للروس ومن الجهة الأخرى فإن هذه الأخيرة ومع حلفائها الإيرانيين والسوريين تريد أن تبقي كل خيوط اللعبة في يدها وتحت سيطرتها لتبقى هي المحتكرة لإيصال الغاز للقارة الأوربية وبالتالي المتحكمة في القرار السياسي الأوربي .. ولذلك فإننا نجد الصراع بين الدولتين السياديتين؛ الروس والأمريكان من خلال الاستيلاء على أكبر مساحات جغرافية ممكنة في كل من الجغرافية السورية والعراقية حيث يحاول الأمريكان إيصال غاز كركوك وربما قطر وغيرها من الحقوق التي سوف تستثمر لاحقاً عبر جغرافية المنطقة للساحل المتوسطي إن كان على الشواطئ السورية أو التركية وربما الكردستانية في المستقبل وبذلك سوف تكسر الاحتكار الروسي وتخرج القرار الأوربي من تحت النفوذ والهيمنة الروسية وبالمقابل هذه الأخيرة ستحاول أن تغلق ذاك الكريدور على الأوربيين والأمريكان ولو بالتحالف مع الخصوم مثل تركيا.

 

 

 

220

أما هذه الأخيرة ونقصد الأتراك فما يهمهم هو مرور تلك الخطوط من (أراضيها) وليس مهماً أن تكون هي خطوط روسية أم أمريكية حيث بالأخير سيكون هناك “خراج” لها وذلك على مبدأ “أبي جعفر المنصور” ولذلك نجد الموقف التركي ينوس ويتذبذب بين كل من التنسيق مع الروس أم مع الأمريكان والغرب عموماً .. وبقناعتي فإن الكرد وموقفهم شبيه بالموقف التركي أو قريب من الواقع السياسي للحكومة التركية مع اختلاف في المصالح والحقوق؛ كون الفريقين أي كل من الكرد والأتراك يبحثون عن شركاء يحققون مصالحهم الحيوية، لكن ما يميز الواقعين هو الجانب الأخلاقي حيث بالأخير تعتبر المسألة الكردية وإلى جانب المصالح الوطنية السياسية هي قضية مبدأ وأخلاق كونها قضية شعب يتطلع لنيل حقوقه الوطنية، بينما تركيا لها فقط الجانب الريعي الاقتصادي وبالتالي فهي لا تهمها كثيراً قضية الأخلاق هنا .. وبالتالي والسؤال الأهم والذي طرحناه أو طرحه الأصدقاء علينا في البداية؛ هل ستكون الغلبة للروس وحلفائها وتترك عفرين لقمة سائغة للأتراك لكي يبتلعوها ضمن مشروع روسي إيراني تركي بحيث تبقى خطوط الغاز تحت السيطرة الروسية أم أن الكلمة ستكون لأمريكا وأوربا وكسر ذاك الاحتكار الروسي وبالتالي إيجاد موارد طاقة جديدة لإبقاء أوربا دافئة .. بقناعتي؛ لا أحد يملك الإجابات القاطعة، لكن يمكن فقط التأكيد بأن الأمريكيين وحتى الأوربيين لن يقبلوا بأن يبقى قرارهم السياسي مرهون بخط الغاز الروسي وبالتالي سيبحثون عن وسائل وبدائل لكسر ذاك الحصار وربما الصراع على الشرق سيطول لتكون الغلبة لأحدهما وبكل تأكيد فإن الانتصارات تسجل لمن يريد التحرر من الاحتكار والاستعمار ويعتبر الروس في قضية أنابيب الغاز هي الدولة الاستعمارية والتي تحتكر الخطوط وبالتالي لا أعتقد أن تترك عفرين لها لكي تزيد من غطرستها الاستعمارية، لكن ربما تجعل منها ومن غيرها وربما الشمال السوري عموماً منطقة شبه دولية خاضعة لتقاسم في النفوذ بين الروس والأمريكان وحلفائهم في المنطقة.

 

221

قوات سوريا الديمقراطية

تدق المسمار الأخير في نعش مشروع أردوغان.

 

الحوار المتمدن-العدد: 5181 – 2016 / 6 / 2 – 21:32 

المحور: الثورات والانتفاضات الجماهيرية 

إن تركيا ومنذ أن تفجرت ما عرفت بـ”ثورات الربيع العربي”، وجدت فيها مشروعاً إسلاموياً أردوغانياً إخوانياً لكي تعود للمنطقة العربية من جديد وذلك بعد أن أخرجها الإستعمار الأوربي إثر إنهيار الإمبراطورية العثمانية في (الحرب العالمية الأولى 1914 – 1918). وهكذا قامت تركيا بدعم كل الجماعات الإسلامية وعلى الأخص التيار الإخواني وقد وصل الأمر لأن تكون هناك مواجهة بين قطّبي المحور السني في مصر أي بين السعودية وتركيا وذلك قبل تحالفهما في الملف السوري حيث كانت تركيا تدعم بقوة التيار الإخواني وحكومة محمود مرسي، بينما وقفت السعودية مع العسكر وجماعة السيسي لتحدث إنقلاباً عسكرياً (أبيضاً) على الحكومة الإخوانية، مما تسببت بأزمة بين البلدين إلى أن تم تجاوزها بالاتفاق في الملف السوري.

وهكذا ورغم خسارتها أي تركيا للمعركة في مصر أمام السعودية، إلا أن ذلك لم يمنعها من التحالف معها في سوريا وخاصةً بعدما أدرك كل من النظامين التركي والسعودي بأن المحور الآخر الشيعي الإيراني المدعوم روسياً بدأ يشكل خطرأ حقيقياً عليهما وذلك من خلال تمدد الهلال الشيعي الذي بات قاب قوسين لفصل العالم الإسلامي السني بحاجز شيعي من طهران إلى لبنان وعاصمتها بيروت والضاحية الجنوبية، مروراً بكل من بغداد ودمشق .. وبالتالي فكان لا بد من تخطي أزمة مصر لدى البلدين، وصولاً لتشكيل تحالف وجيش إسلاموي سني وذلك في مواجهة المشروع والهلال الشيعي أو على الأقل الضغط على التحالف الدولي لإفشال ذاك المشروع الإيراني المتشكل في المنطقة وذلك من خلال دعم المشروع الجديد والذي تجسد فعلياً على الأرض من خلال دعم المجاميع الإسلامية الوهابية والتكفيرية على الخارطة السياسية السورية.

222

وإن كل من الدولتين راهنتا في نجاح مشروعهم السياسي على حاجة الغرب وأمريكا لهما ولنفط منطقة الخليج وكذلك لحجم الخلاف الأمريكي الإيراني في عدد من الملفات، كما أن تركيا ضغطت من خلال ملف المهاجرين على أوربا لتضغط هي الأخرى بدورها على حليفها الأمريكي كي توافق على المشروع السعودي التركي القطري (السني) في المنطقة، لكن تناست كلتا الدولتان بأن أخطر ما يهدد الغرب وأمريكا ويشكل لهما رعباً حقيقياً، هي قضية الإرهاب والجماعات التكفيرية السلفية والتي دخلت معها الدولتان المذكورتان بحلف سياسي وعسكري وذلك من خلال دعم مجاميع هذه المجاميع الميليشاوية في سوريا وبالتالي بدأ الأمريكان بالضغط على الفرامل أي فرملة ذهاب سوريا إلى الأفغنة والطلبنة وبالتالي تحالفت مع روسيا لإيجاد البديل المناسب عن كلا المشروعين الإسلاميين وبفرعيه الشيعي والسني، فكان البديل هي قوات سوريا الديمقراطية.

إننا فقط ومن خلال هذه القراءة يمكن أن نتفهم دعم كل من الدولتين السياديتين؛ روسيا وأمريكا لقوات سوريا الديمقراطية ووحدات حماية الشعب الكوردية وأيضاً لعدم السماح بسقوط النظام في دمشق وذلك على الرغم من كل جرائم هذا الأخير حيث وللأسف أدركتا أي كلا البلدين بأن البديل وفي حال إنهيار الدولة السورية ومؤسساتها العسكرية والأمنية سيكون إسلاموياً إخوانياً وذلك في أحسن الأحوال وبالتالي تم فرملة الخطة الأمريكية والتي كانت تدعو لها في بدايات الحراك السوري بإسقاط نظام الأسد وذلك خوفاً من الأفغنة ووقوع البلاد بيد تلك المجاميع الإسلاموية المتطرفة. وهكذا فإن الأمريكان أصبحوا يكسرون كل “الخطوط الحمر” التي كانت تشترطها تركيا وحكومة رئيسها أردوغان وذلك إبتداءً من حماة وحمص وصولاً إلى حلب وريفها حيث اليوم نشاهد سقوط آخر تلك الخطوط بتجاوز قوات سوريا الديمقراطية نهر الفرات نحو الغرب والتي كانت تعتبرها تركيا خطاً أحمراً قاتماً.

حيث وبحسب مواقع الأخبار فقد “اعلن مصدر عسكري رفيع المستوى في الجيش التركي اليوم الاربعاء1حزيران، ان العملية العسكرية التي يقوم بها التحالف الدولي ضد تنظيم داعش، في منبج بريف حلب لايشارك فيها الجيش التركي”. و”نقلت رويترز عن المصدر: ان العملية تقوم بها وحدات حماية الشعب الكوردية وبدعم من التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة الامريكية لن تشارك فيها القوات التركية معزيا ذلك الى وجود وحدات حماية الشعب الكوردية في الحملة”. كما أضاف الموقع و”في سياق متصل قال المرصد السوري لحقوق الانسان ان قوات سوريا الديمقراطية التي يشكل وحدات حماية الشعب الكردية العمود الفقري فيها تحرز تقدما كبيرا اليوم الأربعاء امام متطرفي داعش في اخر معقل لهم قرب الحدود التركية وبدعم جوي من طيران التحالف الدولي”.

وهكذا وبتحرير كل من منبج وجرابلس ووصولاً لمدينة إعزاز وربط كانتوني عفرين وكوباني، تكون قوات سوريا الديمقراطية قد تجاوزت آخر الحدود التركية الحمر وبالتالي يتم ربط كل من كانتوني عفرين وكوباني ويكون قد دق آخر مسمار في نعش المشروع الإخواني الأردوغاني في المنطقة وأصبحت تركيا خارج اللعبة على الأقل عسكرياً، حيث ستكون الممرات التي تربط بينها وبين جماعاتها الإسلاموية التكفيرية قد قطعت تماماً ..يعني كش ملك أو مات.

 

223

ماذا

حقق العمال الكوردستاني؟!

 

 

 

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ أقول لأصحاب مقولة؛ “ماذا حقق حزب العمال الكوردستاني منذ عام 1978 للكورد في مقابل ما حققه الحزب الديمقراطي الكوردستاني (العراق)” بأنني لا أريد أن أقلل من شأن المنجزات والمكاسب التي تحققت في إقليم كوردستان العراق رغم الكثير من الملاحظات وذلك بفضل كل القوى السياسية الكوردستانية وإن كان للديمقراطي الكوردستاني منه حصة الأسد، لكن وبنفس الوقت فإن ما حققه حزب العمال الكوردستاني ومنظوماته السياسية والعسكرية والثقافية ليس بالقليل من المنجزات ولا يمكن الوقوف عليها من خلال بوست أو تعليق سريع وإن هذه المحاولات والتي تنم عن حقد حزبي وليس عن قراءات سياسية موضوعية لن تنال من تاريخ هذا الحزب ونضاله وتضحياته والتي هي بالتأكيد ليس بحاجة لشهادة منا ويحتاج لدراسات وقراءات أكثر عمقاً وتحليلاً وبالتالي المساحة والوقت لا يسمح به في بوست ورد سريع.

 

ولكن فقط أود أن أقول وبلغة الأرقام كما هم “أصحاب المقولة السابقة”؛ الذين لجؤوا إليها وهم يقولون: ماذا حقق العمال الكوردستاني لنا وللقضية الكوردية وهو منذ منتصف الثمانينات من القرن الماضي يخوض “الحروب المدمرة” مع الدولة التركية، غير أن يجلب لنا التهجير والقتل وتدمير القرى والمناطق الكوردية إنني أقول لهؤلاء؛ بأن عليكم أن لا تنسوا بأن الحزب الديمقراطي الكوردستاني (العراق) تأسس في عام 1946 وهو منذ ذاك، بل ومن قبله كان البارزانيين والكورد العراقيين عموماً يخوضون المعارك و”الحروب المدمرة” مع الأنظمة المتعاقبة والتي تسببت أي تلك “الحروب المدمرة” الكثير من المآسي والتهجير والأنفال وحلبجة ولم “يقدروا أن يحققوا شيء” حسب رأيهم هم وليس رأي؛ كون المنجزات عندهم يبدو فقط مرتبطة بتحقيق الكيان السياسي أما ما قبلها فهي غير منجزات وهكذا بقي كورد (العراق) بدون أي منجز إلى أن كان قرار التحالف الدولي بمنطقة حماية للكورد العراقيين عقب حرب الخليج الثانية عام 2003 وكان المنجز الكوردي الديمقراطي الكوردستاني؛ بحسب قراءتهم أيضاً في إقليم كوردستان (العراق).

 

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ وهكذا وبمقارنة حسابية تاريخية نجد بأن حزب العمال الكوردستاني ما زال يملك الكثير من الوقت والزمن لكي نأتي ونحاسبه؛ لما هو الآخر إلى اليوم “لم يحقق ذاك المنجز السياسي” في تشكيل إقليم فيدرالي أو نيل حقوق شعبنا في الإقليم الشمالي من كوردستان مع أن المنجزات كثر ونحن لسنا بمورد تعداد تلك المنجزات.

 

ملاحظة؛ البوست يناقش مع من يقول بأن حزب العمال الكوردستاني حزباً كوردياً لكن لم يحقق شيء للكورد، أما أولئك الذين يقولون بأن هذا الحزب هو حزب غير كوردي فهم يحتاجون لنقاش وقراءات أخرى.

 

224

مصطفى دستيجي

..ينسى تاريخ تركيا الدموي وهو يخوّن شعبنا.

 

 

 

 

 

14 يناير، 2015 ·

يتساءل المدعو مصطفى دستيجي وهو رئيس حزب الوحدة الكبرى وهي إحدى الأحزاب التركية اليمينية المحافظة عن مجرى مفاوضات السلام بين الحكومة والعمال الكوردستاني حيث وبحسب شبكة ولاتي-زمان فإن هذا الطوراني قد تساءل في مؤتمر حزبه؛ “عما إذا كان مشروع مفاوضات السلام الداخلي التي تجريها حكومة حزب العدالة والتنمية مع حزب العمال الكردستاني (PKK) تتضمن وعودا بتقديم حكم ذاتي أم لا”.. وذلك خلال كلمته في المؤتمر العام لحزبه في العاصمة التركية أنقرة حيث قال “أن حزب العمال الكردستاني هدد الحكومة التركية في الفترة الأخيرة بأنه في حال عدم تنفيذها لمطالبها وشروطها ستضطر إلى الإفصاح عما اتفق عليه مع الحكومة وما يتعين عليها القيام به لتنفيذ بنود مذكرة التفاوض”. وأضاف دستيجي “إننا نعرف أن موضوع الحكم الذاتي هو أحد بنود المقايضة التي تجريها الحكومة مع العمال الكردستاني ومنها أيضا العفو الذي ستقدمه الحكومة لأعضاء المنظمة وعلى رأسهم عبد الله أوجلان زعيمها المحبوس في جزيرة إيمرالي غرب إسطنبول. وهناك مطالب التعليم باللغة الكردية وتأسيس دولة للعمال الكردستاني في شمال سوريا تحت عباءة حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي (PYD)”. وقال في كلمته كذلك: “لتخرجوا علينا وتجيبونا بصراحة عن هذه الادعاءات. لماذا تخفون عن الرأي العام وعن الشعب التركي العزيز الكريم ما يعرفه أولئك الخونة الملطخة أيديهم بالدماء؟”.

 

وهكذا كشف هذا الدعي عن ثقافته الوضيعة في إلصاق التهم الباطلة بأبناء شعبنا وهو يصف حزب العمال الكوردستاني وتحديداً قوات الكريلا المدافعة عن شعبنا وحقه في الحياة والحرية والكرامة ونيل الحقوق الوطنية بأنهم “خونة ملطخة أيديهم بالدماء” ونسي هذا “الطوراني” بأن أولئك الأبطال لم يلجؤوا للسلاح والجبال إلا للدفاع عن شعبهم وقضيتهم العادلة وذلك بعد أن أرتكبت كل الحكومات التركية الخلافية والجمهورية المجازر والويلات بحق شعبنا في الإقليم الكوردستاني المغتصب من قبل الدولة التركية، كما أرتكبوا العديد من المجازر بحق الإخوة الأرمن ويكفي أن نذكره ونذكر أسياده في أنقرة بكل من مجازر ديرسم والثورات الكوردية الأخرى مثل ثورة شيخ سعيد بيران وإنتفاضات البدرخانيين وغيرها وأخيراً ثورة الكورد مع حزب العمال الكوردستاني ..ناهيكم عن المجازر المرتكبة بحق الشعب الأرمني وعلى الأخص مجازر عام 1915م وبالمناسبة لي قصة باللغة الكوردية بهذا العنوان منشورة ضمن مجموعتيPûtvan وهكذا فمن منا هو “الخائن” والذي لوث دمائنا الزكية بأيديه الملطخة والقذرة ولم أقل أيديهم الملطخة بدمائنا كون تلك الدماء التي سكبت هي دماء زكية، لكن الأيدي التي سكبتها كانت ملطخة وقذرة من الأصل ..وأخيراً لا يسعني إلا أن أقول؛ خسئت أيها المعتوه الآخر وإنك بخطابك وأيديولوجيتك الطورانية العنصرية تؤكد من هو “الخائن الملطخ أيديه بالدماء” وهنا أوجه كل التحية لقواتنا الكوردية والتي تدافع عن حق شعبنا بالحرية والحياة ومنهم قوات الكريلا للعمال الكوردستاني.

 

وأخيراً إليك أيها الطوراني إحدى أكبر جرائمكم التي لطخت الإنسانية وأنتم تعلقون النساء الأرمنيات ولم أقل الكورديات حتى لا تتهمني بالتعصب لبني جلدتي وأنتم تعلقن تلك النساء عاريات على الصلبان ..وهكذا يستبان من منا الذي “يديه ملطخة بالدماء” أيها “الخائن” لكل القيم الإنسانية والديمقراطية وحق الشعوب في الحياة الحرة الكريمة.. وإليكم رابط المقال على موقع خبر24

http://xeber24.org/nuce/50033.html

 

225

ملامح محاور إقليمية جديدة في المنطقة

..تركيا تقر بأن الأمريكان يسعون لتأسيس دولة كردية

 

 

 

الحوار المتمدن-العدد: 5670 – 2017 / 10 / 15 – 00:52 

المحور: القضية الكردية 

إننا ومن خلال متابعتنا لتصريحات القادة والسياسيين الأتراك ومن الصف الأول، بل من قبل الرجلين الأول والثاني في قيادة الدولة التركية ونعني كل من الرئيس ونائبه باتوا يصرحون علانية وليس تلميحاً؛ بأن الغرب والأمريكان يسعون إلى خلق كيان ودولة كردية على (حدودها) في الجانبين السوري والعراقي وذلك عبر إقامة “حزام شر” _بحسب تعبيريهما حيث ((قال رئيس الوزراء التركي، نائب رئيس حزب العدالة والتنمية، بن علي يلدريم، اليوم السبت، أن”أنقرة لن تتوانى عن الرد بالمثل على أي تهديد لأمنها القومي عند الحدود الجنوبية”)). وقد جاء كلام يلدريم ((في كلمة له خلال مؤتمر لفرع الحزب الحاكم في ولاية “يالوه” شمال غربي البلاد)) حيث ((أوضح يلدريم أن “بلاده تعلم الساعين وراء تشكيل حزام شر على الحدود مع سوريا والعراق”. وأضاف “نعلم من يسعى وراء هذا المشروع، وليعلم جيداً الذين يسعون لإفساد وحدتنا وتضامننا أن الشعب التركي لن يسمح أبداً بتشكيل دولة إرهابية هناك”. وشدد يلدريم على أن بلاده “سترد بالمثل على أي تهديد يطال سيادتها وحقوقها وستقوم بكل ما يلزم للحفاظ على كرامتها”)).

كما أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان يوم أمس الأول الخميس، هو الآخر قال؛ بأنه “لا يمكن لأحد أن يدّعي أن مكافحة (داعش) هي الهدف من إقامة حزام إرهابي على حدودنا الجنوبية، هذا كذب. لأن الحزام يهدف إلى محاصرة تركيا”. وهكذا ومن خلال قراءة تصريح كلا الشخصيتين، فإنهما باتوا مدركين بأن خيوط اللعبة خرجت من أيديهما وذلك رغم كل محاولاتهما في تأليب الرأين الإقليمي والمحلي ضد طموح ورغبة الشعب الكردي في تحقيق حلمه المشروع في أن يكون أحد اللاعبين في القضايا الإقليمية في المنطقة وذلك من خلال تحقيق مشاريع سياسية تؤسس لكيانات تؤكد على الهوية الوطنية الحضارية له، إن كانت تحت مسمى “الإدارة الذاتية الفيدرالية” كما في روج آفا والشمال السوري عموماً أو في قضية الاستفتاء على استقلال كردستان والتمهيد للإعلان عن الدولة الكردية القادمة، مما دفعت بالقوى الإقليمية وعلى رأسها كل من تركيا وإيران للتحرك بغية إفشال الكرد ولو بتحريك مجاميع مسلحة كالحشد الشعبي وقبلها “داعش” وربما في مراحل قادمة “ميليشيات تركمانية” أيضاً.

226

لكن ورغم كل تحركات تركيا وإيران وغيرها من بعض القوى والأطراف الاقليمية من أحزاب وكتل سياسية، فإن الجميع تم صده من الغرب وتحديداً الأمريكان من اللجوء لأي خيار عسكري ضد الكرد في الإقليمين الكردستانيين الملحقين بكل من سوريا والعراق ولولا ذلك لكنا وجدنا جيوش تلك البلدان تزحف نحو مناطق القوى الكردية في الإقليمين وذلك منذ الأيام الأولى لأي تحرك كردي في المنطقة، بل لما تُركت الأحزاب والقوى الوطنية الكردية أن تشكل قوات عسكرية لو لم تكن هناك حماية دولية لتلك المناطق والقوات العسكرية وخاصةً بعد أن وجد الأمريكان وحلفائها الأوربيين في الكورد أهم قوة عسكرية ممكن أن تكون فاعلة على الأرض ضد القوى التكفيرية الظلامية من “داعش” و”النصرة” وغيرهما من قوى التكفير والسلفية والإرهاب حيث تأكدت الدول الغربية عموماً بأن المنطقة منقسمة بين محور شيعي تقودها دولة مارقة تحرك مجوعة قوى ميليشاوية في المنطقة والعالم بفكر متطرف متشدد “شيعياً” وفي الجانب أو المذهب الآخر؛ “السني” هناك المجاميع السلفية التكفيرية مثل “داعش” وغيرها من القوى الإسلاموية وقد حاول الأمريكان دعم “المشروع الإخواني” عبر حلفائها في المنطقة؛ تركيا وقطر والسعودية في بداية ما عرف بالربيع العربي.

ولكن وبعد استضاح ملامح المشروع الأخير وتمدد الإخوان في كل بلدان “الربيع العربي” وتدارك الغرب والأمريكان بأن نجاح المشروع سيجعل من تركيا دولة ليست فقط إقليمية متحكمة بالمنطقة وتهدد مصالح الغرب، بل قد يجعلها مستقبلاً قطب دولي تقود مشروعاً شبيهاً بمشاريع السلطنة والخلافة العثمانية ولذلك فإنها سارعت وعملت نوع من “الفرملة” لمشروعها السابق وأعادت أو حاولت إعادة التوازنات لسياسة المحاور القديمة وذلك من خلال إفشال عدد من التجارب الإخوانية وعلى رأسها تجربة الإخوان في مصر مع رئيسها السابق “مرسي”، بل دفعوا بالسعودية لأن تنقلب على تركيا والإخوان وذلك من خلال تشكيل وقيادة حلف جديد إسلاموي سلفي “عروبي سني” بحكم مركزها الديني والقومي وجعلها كـ”فاتيكان إسلامية” وهنا شعر كل من تركيا وإيران؛ بأن هناك مخطط غربي أمريكي تستهدف المحورين والدولتين، خاصةً بعد أن تأكدت الدولتان الإقليميتان، بأن هناك وبنفس الوقت دعم غربي لمشروع آخر يخص الكرد وقد وجدوا بأن كل الاشارات تؤكد بأن المحور الجديد؛ الاسلامي العروبي السني والذي تقوده كل من السعودية الإمارات ومصر إلى درجة ما، بات ينسق أو على الأقل إنه يؤيد المشروع الكردي وبهدف إيقاف التمدد الشيعي الإيراني الفارسي بحسب قراءة هذه الدول الثلاث.

وهكذا دفعت التطورات الإقليمية إلى اصفافات جديدة حيث تركيا وإيران ورغم كل خلافاتهما السابقة ونتيجة الملف الكردي من جهة وكذلك المشاركة في الاستفادة من ملف الطاقة لكل من النفط والغاز وخطوط الإمداد، لأن يكونا مع الروس في مشروع سياسي إقليمي يحاول إفشال المشروع الأمريكي الغربي في المنطقة والذي بدء يتكشف ملامحه من تشكيل محور إسلامي عروبي لخلخلة المشروع الإيراني في المنطقة من جهة ومشروع آخر يكون الكرد الدعامة الأساسية له مع القوى الليبرالية والديمقراطية في المنطقة؛ أي بمعنى إن المشروع الأمريكي يحمل وجهين أحدهما ذو طابع إسلامي قومي عربي والأخر كردي ديمقراطي ليبرالي تهدد به عدد من دول المنطقة وعلى رأسها تركيا وإيران، لكن ما يمكن القول هنا؛ بأن المشروع الروسي التركي الإيراني وعلى المدى القريب الآني يعطي ذاك الانطباع الأولي بأنه الأكثر صلابةً وتماسكاً وفاعليةً، بينما المشروع الأمريكي وبشقيه ما زال في إطار التشكيل والتبلور ويعاني الكثير من الانقسامات التي قد تكون سبباً في خلخلة المشروع من الداخل.

227

وربما هذه هي الاستراتيجية الغربية الأمريكية والعقل الغربي عموماً حيث العمل على بناء مشاريع تهدم القديم، لكن وبنفس الوقت تحمل عوامل الهدم لذاتها كي لا تتحول إلى عائق لبناء مشاريع أخرى أكثر تقدماً وتطوراً حضارياً وهنا تكمن الفرق بين العقليتين الشرقية ومعها الروسية مع بنية العقل والتفكير الغربي حيث الأول يريد أن يقدم مشروعاً كاملاً منغلقاً صلباً ديكتاتورياً يحكم ويدوم للأبد، بينما الآخر الغرب والأمريكان عموماً تعتمد الاستراتيجية القائمة على “وحدة الاضداد والدياليكتيك” و”التطور الدارويني” حيث البقاء للأصلح والأفضل .. ربما كان ماركس مفكراً شيوعياً لكن الذي استفاد من فكره ليس الشيوعيين، بل الرأسماليين.

 

228

نظام الكانتونات..؟!!

هل الإدارة الذاتية نظام إداري مؤسساتي أم فردي استبدادي.

 

 

 

 

 

 

17 مارس، 2014 ·

تقول ويكيبيديا بأن: ((كانتون هو مصطلح يطلق في دولة سويسرا على الولايات السويسرية المشتركة في الاتحاد الكونفيدرالي السويسري)). ويضيف المصدر نفسه بأن؛ ((تم استخدام مصطلح كانتون في سويسرا لأول مرة في أحد ملفات كانتون فرايبورج عام 1475. ومع نشأة الجمهورية الهلفيتية (1798 ـ 1803) زاد استخدام المصطلح باطراد وقد كان المصطلح قبل ذلك يستخدم منذ عام 1475 كمرادف لمصطلح مكان “ويزيد على ذلك بأن” لكل كانتون دستوره المستقل وسلطاته التنفيذية والتشريعية والقضائية المستقلة. ولكل كانتون برلمانه الخاص.. وحسب الكانتون يتراوح أعضاء البرلمان بين 58 و 180 عضوا وتتكون حكومة الكانتون من خمسة إلى سبعة أعضاء)). وهكذا فإننا نجد بأن النظام السياسي في إدارة الكانتونات هو نظام كونفيدرالي ولكل كانتون حكومتها وبرلمانها ومحاكمها وسلطاتها التنفيذية والقضائية وكذلك دستورها المستقل المتوافق طبعاً مع الدستور الفيدرالي أو بالأحرى الكونفيدرالي؛ يعني نظام دولة قائمة بذاتها ولكن بإتحاد مع عدد من الكانتونات الأخرى حيث عدد الكانتونات في سويسرا تبلغ (26) كانتون في بقعة جغرافية لا تتجاوز (41.300) كم مربع.. وللعلم فإن (الكانتونات تنظم نفسها وتضع أنظمتها بكل حرية، وفيما يتعلق بهذه النقطة فإن صلاحياتها الدستورية لا يحددها سوى الالتزام باحترام قواعد الديمقراطية وبأتباع إجراءات الديمقراطية المباشرة وإقرار دستور إحد الكانتونات ينبغي أن يكون شعبياً، وان إعادة النظر فيه أو تعديله يجب أن تطلبهما أغلبية من المواطنين). المصدر السابق.

 

إن نظام الكانتونات وحسب القراءة السابقة وأيضاً بما هو مطبق كنموذج سياسي في سويسرا، يعتبر من أرقى النظم السياسية الدولية وأكثرها ديمقراطيةً وعدالة وصوناً لكرامة وحرية الإنسان وذلك على الرغم من التنوع الديموغرافي للسكان حيث يقول المصدر السابق بخصوص هذه النقطة ما يلي: ((وتتميز سويسرا بالتعددية الثقافية فهي تشكيلة من شعوب صغيرة ولغات وديانات وعقليات وعادات مختلفة ‘حسب إحصاء سنة 2000’، ففيها الناطقون بالألمانية ويشكلون الأغلبية 63,9 % من مجموع السكان، والناطقون بالفرنسية 19,5%، والناطقون بالإيطالية 6,6%، وكذلك الرومانش0,5%، ولغات أخرى 9,5%. )) وكذلك هناك التعدد الديني والمذهبي وذلك على الرغم من علمانيتها فإن هناك الاختلافات المذهبية حيث ((الأغلبية في سويسرا هم من الكاثوليك 41.8 % ثم البروتستانت 35.3 % ، وتوجد نسبة 11.1 % لا تدين بعقيدة معينة. وتأتي بعد الديانة المسيحية الاسلام بنسبة 4.3 %، .. وتتوزع النسبة الباقية 4 % على الجماعات المسيحية الأخرى و أتباع الديانات اليهودية والبوذية والهندوسية)).

 

وهكذا نجد بأن النظام الفيدرالي الكونفيدرالي وكانتوناتها قد استطاعت في هذا البلد الجميل أن تحل مشاكل الإثنيات والأعراق والجماعات الدينية المختلفة في نظام سياسي يصون حقوق الجميع بمساواتهم أمام القانون والدستور وهناك اللغات الأربعة والتي تعتبر رسمية في البلد وهي (الألمانية والفرنسية والإيطالية والرومانش) ودون التعصب القومي أو الديني حيث تجد التعايش السلمي في البلد فهم لا يتذكرون تاريخ آخر حروب خاضوها يوماً؛ إن كانت بينهم كأجناس وأعراق متباينة أو أديان ومذاهب أو مع البلدان المجاورة.. إلا تلك التي جرت في زمن الاضطرابات في أوربا وحروبها المذهبية الطائفية، أما اليوم فالكل يعتز بسويسريته وإن كنا نجد نوع من التمسك بالهوية العرقية الطائفية في درجات معقولة ومقبولة ثقافياً وأخلاقياً وقبل أن تكون متعايشة سياسياً. وهكذا وبالعودة إلى الواقع الكوردي وكوردستان ونظام الكانتونات في بلداننا الشرق أوسطية فإننا نعتقد بأنه يمكن أن تكون أفضل النماذج السياسية لحل مشاكلنا وخلافاتنا وما تعاني المنطقة من أزمات وصراعات بين الهويات الجزئية المكونة لجغرافيات الكيانات السياسية لتلك البلدان وبالتالي فيمكن اعتبار هذا النموذج السياسي الفيدرالي أو الكونفيدرالي هو الحل والمخرج من مجموع تلك الأزمات والمشاكل المستعصية.

229

وبالتأكيد فإن التجربة الوليدة ستلاقي في طريقها الكثير من الصعاب والمشاكل التي تعرقل مسيرة التطبيق العملي على الأرض وعلى الأخص إن ثقافتنا الشرقية ما زالت أسيرة الولاء للمكونات الجزئية الماقبل دولتية من قبيل العشيرة والطائفة والمذهب والعرق وهي التي ستعرقل بالتأكيد التمازج الديموغرافي والتعايش سلمياً داخل النظام السياسي الجديد ولفترات تاريخية لاحقة.. ولكن بروز تلك المشاكل والقضايا الشائلكة في مسيرة تطبيق ذاك النموذج السياسي لا يعني بأن البديل هو النموذج المركزي القائم على الطغيان والاستبداد وإلغاء الآخر؛ حيث ولمدة نصف قرن جربت شعوبنا في المنطقة ذاك النموذج السياسي وكانت من نتائجها الكارثية مجموعة ديكتاتوريات لم تعرف التاريخ مثيلات لها وها نحن اليوم نعاني من ويلات تلك النظم بانقسام مجتمعي وحروب بينية وأهلية. أما النموذج الآخر الإمارات الإسلامية والتي تدعو لها الجماعات الإسلامية المتشددة فهي نماذج أصبحت من الماضي السحيق وتجاوزها الزمن يعني إكس باير وانتهت صلاحيتها تاريخياً.. وهكذا لا بديل في هذه المرحلة على الأقل عن النموذج الفيدرالي والكونفيدرالي.

 

وبهذه المناسبة فإن ما يطبق في المناطق الكوردية من نظام الكانتونات وبرأينا المتواضع يصب في مصلحة التطور التاريخي لشعوبنا نحو تطبيق نموذج سياسي مدني ديمقراطي وذلك رغم كل المخاوف عليها وفشلها نتيجة قصور الوعي السياسي الجمعي بقضايا الديمقراطية والمجتمع المدني وأيضاً الهجمة الشرسة والتي ستواجهها من دعاة النظام السياسي المركزي وعلى الأخص من القومويين العرب كونهم يعتبرون السادة في النظام السابق وما الآخرون إلى الموالي أو المواطنين من الدرجات التالية .. ولكن وأخطر من كل ذلك فإنه يكمن في الوعي السياسي للقائمون عليها حيث ينتمون لنهج فكري أيديولوجي لا يقبل بالآخر شريكاً حقيقياً. وعلى الرغم من كل هذا وذاك فإنه علينا جميعاً الوقوف إلى جانب التجربة السياسية الجديدة في تطبيقها لنظام الكانتونات وذلك من خلال الوقوف على مكامن الخلل والضعف والسلبيات والتجاوزات وبقصد الحفاظ عليها وتثبيتها في الفكر السياسي في الشرق الأوسط الجديد كنموذج سياسي مرحلي على الأقل وذلك لحل جملة تلك القضايا والمشاكل الوطنية والقومية وكذلك الدينية والمذهبية وفي ترسيخ التجربة في الذهنية السياسية أولاً ومن ثم الواقع والوصول إلى نظام سياسي يحترم قضايا الحريات والديمقراطية والعدالة الاجتماعية ويصون كرامة الإنسان وحقوقه المدنية الديمقراطية.

 

وهكذا يمكننا القول: إن نظام الكانتونات هو نظام سياسي ديمقراطي مؤسساتي وليس نظام الاستبداد والزعامات حتى يستفرد الزعيم بسن الفرامانات كما نراها بين الحين والآخر في كانتوناتنا ونأمل أن نكون أوفياء لمشاريعنا السياسية وأن لا تكون للاستهلاك الإعلامي والقومي.

 

230

نقطة نظام

..في قضية العلاقة مع النظام!!

 

 

 

الحوار المتمدن-العدد: 5053 – 2016 / 1 / 23 – 15:51 

المحور: القضية الكردية 

هناك الكثير الذين يأخذون على الإدارة الذاتية في المناطق الكوردية وعلى حزب الاتحاد الديمقراطي وقواته العسكرية؛ “وحدات حماية الشعب والمرأة” على أنها مرتبطة بالنظام السوري وقد جعلها الكثيرون قضية إشكالية لقبولها في نسق (المعارضة السورية) التي شكلتها كل من تركيا وقطر والسعودية حيث رأينا إستبعادهم من الدعوة إلى مؤتمر الرياض.. وللأسف فإن بعض الإخوة الكورد أيضاً روجوا لهذه المقولة من خلال مواقع التواصل الإجتماعي وكذلك بعض المواقع الإخبارية الكوردية، بل وصل الأمر ببعض القيادات الكوردية الحزبية لتتهم ذاك الطرف الكوردي بأنه “ضد الثورة السورية” وأن قواته العسكرية عبارة عن “ميليشيات حزبوية”، بينما هو يصف الجماعات الإسلامية الراديكالية بالثوار والمناضلين.

وهكذا فقد عقد مؤتمر الرياض وتم تشكيل الوفد المفاوض (للمعارضة السورية) وهناك إستبعاد لأطراف فاعلة على الأرض .. لكن الغريب في القضية؛ أن هؤلاء السادة في الرياض قبلوا بمشاركة الطرف العربي من هيئة التنسيق الوطنية والمتهمة بالعلاقة مع النظام من قبل الإئتلاف الوطني والدول الراعية لهم، وتم على أساس ذلك إتهام الطرف الكوردي في الهيئة حزب الاتحاد الديمقراطي وإبعاده من المشاركة في وفد التفاوض بأسم المعارضة، وهنا من حقنا أن نسأل: هل يمكن لأحدهم أن يقدم لنا تفسيراً معقولاً عن هذا التناقض الفاضح العاهر بحيث يقبل نصف الهيئة “الطرف العربي”، بينما يرفض الشريك الكوردي .. للأسف إن هذا السلوك كشف عن ذهنية عروبية عنصرية وخاصةً عندما نرى بأن طرف المجلس الوطني الكردي هو الآخر لم يمثل بالمستوى المطلوب ولتهمش القضية الكوردية بشكل لا أخلاقي دون أن نقول وطني سوري.

وأخيراً وبعد كل ذلك يأتي أحدهم ويقول؛ بأننا لسنا عنصريين عروبيين إسلامويين في ذهنيتنا وعلاقتنا مع القضايا الوطنية حيث لو كان الإبعاد بحكم العلاقة مع النظام لكنتم أبعدتم هيئة التنسيق عموماً وكذلك أكثرية الذين شاركوا في مؤتمر الرياض؛ كون أغلبيتهم ما زالوا بهذا الشكل أو ذاك جزء من النظام السوري أو على الأقل ليسوا أفضل من النظام المجرم نفسه.. أو على الأقل كنتم أعطيتم المجلس الوطني الكردي نسبة تمثيل حقيقي للكورد وقضيتهم في مجلسكم العروبي الإسلاموي .. بؤس هكذا (معارضات مرتزقة) تريد أن تبيعنا وطنيات فارغة.

231

ملاحظة؛ “نقطة النظام هي بلاغ من أحد الأعضاء تزعم أن جانباً إجرائياً في الاجتماع قد اختل، أو قاعدة من قواعد المداولات قد انتهكت، وتطلب من الرئيس إعادة النظام للاجتماع. إذا مضى أي وقت بين الخلل وإثارة نقطة النظام، لا يلتفت الاجتماع إليها إلا إذا تعلقت بخرق للنظام الأساسي أو القانون أو إذا تعلقت بخطأ في تدوين محضر من محاضر الاجتماعات” بحسب تعريف الأستاذ علاء العبادي.

 

232

نواف البشير

و”الناشطين الإسلامويين” وفبركة الأخبار!!

 

 

 

الحوار المتمدن-العدد: 5623 – 2017 / 8 / 28 – 18:23 

المحور: القضية الكردية 

نقلت بعض المواقع الإخبارية ومواقع التواصل الاجتماعي عن مدونة لـ”نواف البشير” وهو يقول: “رغم عودتي للدولة فإنني لست ممن يصفق لكل فعل، وسأنتقد أي تجاوز، وخاصة من الأجهزة الأمنية، وآخرها ما حصل معي بعد منشوري عن الأكراد، إذ تم استدعائي لفرع المعلومات والتحقيق”. وتضيف تلك المواقع بأن “البشير” قال: “ثم أجبروني على كتابة تعهد بعدم فتح هذا الملف نهائيًّا تحت طائلة العقوبات، وكانت حجتهم أني أثير مشكلات مع الأكراد الذين نستخدمهم اليوم لتسهيل أمور الجيش العربي السوري -قوات الأسد- وأنه في قادم الأيام ستتغير التحالفات”. وللعلم فقد كان البشير، (هدَّد الثلاثاء الماضي، بتنفيذ عملية عسكرية كبرى في الشمال السوري ضد الأكراد، بقوله: “بعيدًا عن لغة الدبلوماسية أقول للعصابات الكردية قريبًا سنعيد أمجاد 2004 وبطولات الفرقة الرابعة، وسنسحل رموزكم ونسلح العشائر، بل أكثر من ذلك”) وذلك بحسب ما نقلتها تلك المواقع نفسها، مما دفع لأن يقول بعض “الناشطين” المحسوبين على الجماعات الإسلاموية التكفيرية بأن هذه (تلميحات قوات “الأسد” للبشير بوجود تعاون سري مع الميليشيات الكردية لمحاربة فصائل الثوار، وبعد الانتهاء من القضاء على الثورة سيتفرغ النظام للقضاء على هذه الميليشيات).

إننا لن نكذب بدايةً أي طرف سياسي أو شخصية بمن فيهم نواف البشير لكن فقط سنطرح بعض الأسئلة على هؤلاء الأشخاص والجهات ونأمل أن نلقى الإجابات الواضحة كي يدرك القارئ والمتابع الكريم أين تكمن الحقيقة حيث نعلم بأن البشير هذا وبعد تبجحه مثل الكثيرين بالعداء والإنشقاق عن النظام السوري واللحاق بركب الثورجية وثورتهم الملتحية والمدعومة من جهات إقليمية ودولية، ظناً منهم أن عمر النظام بات قريباً وسيكونون رجال سوريا القادمة، عاد “الرجل” وأعلن التوبة لدى النظام وبأنه أخطأ ولا يأمل إلا في العفو والعودة لحضن الوطن كأحد أبناءها المخلصين وذلك بعد أن تيقن؛ بأنه خدع وأن عمر النظام غير قصير ولن يرحل كما توقع في ستة أشهر، طبعاً لن نلوم الرجل على ذلك فهو بالأخير صاحب القرار والموقف الذي يراه مناسباً وإن كان يكشف مدى إرتزاقيته وتسلقه وحبه للسلطة كأي متسلق آخر في شرقنا الملوث بحب السلطة والقيادة، لكن ما نود أن

233

نستفسر منه ومن كل الذين جعلوا كلام هذا المتسلق المرتزق “وثيقة” لإدانة قوات سوريا الديمقراطية وعلى الأخص وحدات حماية الشعب ومن ورائهم المنظومة السياسية لإدارة الذاتية ومشروعهم السياسي لسوريا فيدرالية ديمقراطية وبأنها تعمل بالوكالة أو “وجود تعاون سري مع الميليشيات الكردية لمحاربة فصائل الثوار، وبعد الانتهاء من القضاء على الثورة سيتفرغ النظام للقضاء على هذه الميليشيات..” هل بلغت بكم السذاجة والحماقة ناهيكم عن الحقد حيث هي خاصيتكم بأن نصدق إدعاءات هكذا مرتزق متسلق؟!!

ربما البعض يتساءل ولما علينا أن لا نصدق الرجل والكل يدرك، بأن كان هناك نوع من التعاون والتنسيق بين الجانبين أي النظام والقائمين بالإدارة في المناطق الخاضعة لقوات وحدات الحماية والجواب بسيط وسهل للغاية؛ نعم ربما، بل واقعاً كان هناك نوع من التنسيق أو على الأقل عدم المواجهة بين الطرفين وخاصةً عند بدأ الأزمة السورية، لكن وبعد أن تغيرت المعادلات السياسية والعسكرية على الأرض، فإن العلاقة تلك هي الأخرى تعرضت للكثير من التحوير والتعديل ولم يعد النظام هو الذي يحدد العلاقة، بل الأمريكان والروس ومصالحهم الحيوية في المنطقة .. ثم إننا كسوريين نعلم جيداً؛ بأن النظام السوري والمعروف بأجهزته الأمنية المخابراتية وقمعهم واستبداهم بالمجتمع، لن يسمح بتسريب هكذا معلومة أمنية خطيرة إلا إذا أراد من ورائها غاية، أما وكما يدعي السيد البشير في قوله؛ “رغم عودتي للدولة فإنني لست ممن يصفق لكل فعل، وسأنتقد أي تجاوز، وخاصة من الأجهزة الأمنية، وآخرها ما حصل معي بعد منشوري عن الأكراد، إذ تم استدعائي لفرع المعلومات والتحقيق.. ثم أجبروني على كتابة تعهد بعدم فتح هذا الملف نهائيًّا تحت طائلة العقوبات”!! فإن أقل ما يقال فيه؛ هو إدعاء أجوف وكاذب، كوننا جميعاً ندرك بأن لا يمكن لسوري أن يرفض ما تقررها وتطلبها الجهات الأمنية من شخص تحت (رحمتهم)، فكيف بشخص مرتزق متسلق، عاد لتلك الجهات الأمنية وهو يعلن الولاء والتوبة؟!!

والآن يا أيها المروجين لكذبة وحماقة الأمن السوري؛ هل رأيتم درجة والغباء والسذاجة لديكم كأشخاص وجهات وبأنكم أكثر حماقةً من النظام نفسه وهي التي سببت الكارثة أي حماقاتكم أنتم والنظام الكارثة للشعب السوري .. وبالمناسبة؛ فإنني لا ألومكم على هذه الحماقة، كونها ناتجة عن حقدكم على الكرد وقواتهم ومنظوماتهم السياسية والعسكرية ومعروف بأن أهم ميزة للحاقد هو الحماقة والغباء وهذا ما قتلكم وقتلت مشروعكم السياسي الأسود بلون علم جهاديكم من “جبهة النصرة وداعش” .. فبئس المصير لكم ولكل تلك الجهات التكفيرية الظلامية ولكل الثورجية والمرتزقين الذين يجعلون من خطاب شخص متسول كالبشير “وثيقة” لإدانة الكرد وقواتهم العسكرية .. والله “وثيقتكم” لا تصلح حتى أن تكون ورقة تواليت؛ كونها أكثر تلويثاً ووساخة!!

 

234

تجربة إنسانية

تكشف عن النذالة والبسالة

 

 

 
الحوار المتمدن-العدد: 5852 – 2018 / 4 / 21 – 18:45 

المحور: القضية الكردية 

بخصوص المقاومة والعمالة سوف نروي لكم هذه الحكاية -أو بالأحرى الفاجعة والمأساة الإنسانية- حيث عندما كنت ما زلت بجنديرس “عفرين” فإنني تعرضت لمضايقات كثيرة بدايةً من النظام ومن ثم من الإخوة في الإدارة الذاتية حيث ومنا يعرف المثير من الأخوة والأصدقاء المتابعين بأنني كنت معروف بإنتمائي السياسي للبارزانية، بل وفي منصب قيادي داخل الحزب؛ عضو اللجنة المركزية للبارتي وهكذا ومع بداية الأحداث السورية وتحركات النظام والجماعات السياسية عموماً والتي شهدت تقوية نفوذ حزب الاتحاد الديمقراطي (PYD) واستلام القرار السياسي والأمني في المنطقة، فإنني تعرضت لمضايقات كثيرة من قبل السلطة الجديدة -أي جماعة الإدارة الذاتية لاحقاً- وقد وصل الأمر إلى التهديد بالقتل بطريقة مباشرة وغير مباشرة ومن بين من جاءني مهدداً كان شخص من أبناء بلدتي، بل تربطنا نوع من العلاقات الاجتماعية عن طريق المصاهرة، ناهيكم عن إنه ابن البلدة.

وبالتالي هناك معرفة شخصية بيننا وكان هذا الرجل قد ألتحق مبكراً بصفوف الكريلا وفِي فترة بداية الألفية وتعرض حزب العمال الكردستاني للكثير من التضييق والخناق عليها من قوى ودوّل إقليمية مع مساعدة من أطراف كردستانية لتلك القوى المعادية للحركة، فإن المنظومة العمالية تعرضت لعدد من الانتكاسات ومحاولات الإنشقاق من قبل البعض، مما دفع بالكثير من مناصريها التخلي عن الحركة أو على الأقل الدخول فيما يعرف لدى الشيعة ب”التقية”؛ أي نوع من الجمود وأحياناً النكران والتنكر لمبادئهم وقناعاتهم، بل عدد من الكريلا تَرَكُوا جبال كردستان وعادوا إلى مواطنهم بعد أن دفعوا أثمان تلك العودة لدى الدوائر الأمنية من اعتقال وتعذيب وسجون والبعض عمالة أمنية وقد كان صديقنا الذي جاءني مهدداً واحداً من أولئك الذين هادوا وأخذ نصيبه من المتابعة الأمنية، بل وكذلك من رفاقه في المنظومة حيث تعرض لأكثر من مشكلة وصل إلى ضربه ومحاولة قتله أيضاً إلى أن كانت أحداث سوريا وعودة الحزب لنشاطه السابق وبالتالي عودة الكثيرين، إن لم نقل المل إلى نشاطهم السابق وضمناً هذا الشخص وبالتالي أصبح أحد الفاعلين في جنديرس والحي الذي كنت أسكن وأعمل فيه وبحكم خلفيته العسكرية حكماً سوف يكلف بهكذا مهمات وبالتالي كانت واحدة منها تهديدي بأكثر من أسلوب.

235

لكن وبعد خروجي من البلد وخلال هذا العدوان الغاشم على عفرين من قبل تركيا وتلك المجاميع الإسلاموية فإن هذا الرجل قدم خلال فترة مقاومة الإحتلال التركي الإخواني ثلاثة أبناء له قرابين دفاعاً عن كرامة المنطقة وشعبنا .. والسؤال الجوهري بقناعتي هنا هو؛ هل يمكن لأحد بعد هذه التضحيات المؤلمة لحد الفاجعة أن يحمل أي ضغينة لهكذا أب فجع خلال أقل من شهرين بثلاثة أبناء، بل كيف يجرؤ أحد منا أن يرفع رأسه أمام هذا الأب الشهيد هذا الكائن الحي الميت حتى وإن كان قد قتل أباك وليس هددك ولذلك فأنا من جهتي لا أقدر إلا أن أتعاطف معه ومع قضيته وإن كنت لا أوافقه وأوافق حركته السياسية في بعض أساليبهم النضالية، أما أن يأتي اليوم وبعد كل هذه الكوارث من يقول له: “لا مكان لعملاء ب ك ك في عفرين” وهو الغارق تماماً في العمالة والنذالة لأعداء هذه الأمة فتلك والله من أنذل وأحط الأخلاق قبل أن تكون أحط وأحقر السياسات والأحزاب!!

 

236

تركيا الأردوغانية

وحجة استهداف المناطق المدنية

 

سؤال مهم وبحاجة للإجابة .. أحد الإخوة المتابعين كتب تعليقاً يقول فيه: “أخ بير روستم ننحني إحتراماً للقوات الحماية الكوردية والقسد الذي يدافعون عن أهلنا ولكن السؤال الذي حيرني .. يوجد آلاف الجبال في عفرين لماذا قواتنا ينقولون حربهم إلى داخل البيوت والقرى؟ ولماذا لا يختبؤن في الجبال بدلاً من إختبائهم في البيوت؟ ولماذا لا يستهدفون القوات العدو عندما ينتقلون من قرية إلى قرية أخرى بدلاً من إستهداف العدو داخل القرى ؟”. وإجابتي له هو التالي:

 

وهل تعتقد بأن القوات الكردية ليست بكل تلك الجبال وداخل حقول الزيتون، لكن أي حركة قريبة أو داخل المدن يتم استهدافه من قبل الجيش التركي والمرتزقة الإسلامويين .. ثم إذا قررنا بأن تركيا تتذرع بوجود بعض عناصر الآسايش أو القوات الكردية داخل قرية أو بلدة ويتم استهدافه، فلما هي تدين النظام السوري باستهداف المناطق المدنية بحجة وجود مسلحين فيها، ثم بأي حق تركيا وهذه الميليشيا التكفيرية الجهادية تسمح لنفسها بالهجوم والاعتداء على المنطقة وأهلها وكل الفترة الماضية لم يتم تهديد تركيا من الجانب الكردي كي تتحجج بالحفاظ على أمنها القومي.

 

وأخيراً وتأكيداً على بطلان المزاعم التركية ودوائر استخباراتها بأنهم يستهدفون أماكن تواجد القوات الكردية داخل الأرياف والبلدات وليس المدنيين، فلما يهرب المواطنين من كل منطقة تقترب منها تلك القوات المعادية الغازية، أليسوا هم أتوا “لتحرير أهلها من الميليشيات الإرهابية” بحسب مزاعمهم إذاً أين هم أولئك المدنيين الذين حرروهم وحرروا قراهم، ليكشفوا عن فيديو واحد يؤكد مزاعمهم تلك، لكن بالمقابل هناك عشرات الفيديوهات التي تكشف عن جرائم هؤلاء يتم فيها قتل المدنيين وقصف مناطق سكنية، بل حتى أماكن خالية من أي شخص مدني أو عسكري من القوات الكردية ومع ذلك تجد هذه الكتائب المرتزقة تفتح النار على الحجر والمحلات بهدف السرقة .. للأسف هم يمارسون سياسة الأرض المحروقة ضد شعبنا.

 

http://xeber24.org/archives/81272

 

237

تركيا والميليشيات المرتزقة

تمارس سياسة الأرض المحروقة ضد شعبنا

 

إن من يتابع حجم القتل والدمار الذي تخلفه القصف الهمجي الوحشي التركي ومرتزقته الميليشاوية على منطقة عفرين وبلداتها وقراها سوف يتأكد تماماً؛ بأن الغاية التركية والميليشيات الإسلاموية المرتزقة التابعة لها هي ممارسة سياسة “التطهير العرقي” ضد الكرد في المنطقة حيث كل المناطق التي دخلتها تلك القوات الغازية والميليشيات الإسلاموية المرتزقة، تم ترحيل شعبنا منها ومن بقي من العجز يتم اعتقالهم وتغييبهم وذلك ضمن سياسة تخويفية لإجبار الآخرين على الرحيل ومغادرة قراهم ومناطقهم وبذلك فإن الغاية هي غاية تدمير وتهجير أبناء المنطقة ضمن سياسة “الأرض المحروقة والتطهير العرقي” ضد الكرد، كما أشرنا إلى ذلك قبل قليل وبأن الغاية ليس فقط استهداف طرف سياسي محدد بحسب إدعاءات تلك الجهات المعادية.

أما وبخصوص البعض الذين يضعون اللوم على الإدارة الذاتية وسياساتها وأخطائها وهم الذين لم يتوقفوا يوماً عن دعم ما تسمى بقوى المعارضة والثورة السورية فإننا نتوجه بالسؤال لهم؛ إن لم يكن موقفكم موقفاً إرتزاقياً حزبوياً حاقداً، فلما تأخذون موقفين متناقضين من قضية واحدة بحيث إنكم لا تدينون كذلك سياسات ما تعرف بقوى “الثورة والمعارضة” السورية، بل تأخذون موقف المؤيد له ضد ممارسات النظام السوري وقصفه الهمجي هو الآخر ضد المدنيين، بينما وفي الحالة العفرينية تدينون الضحية لا العدوان التركي الغاشم حيث تضعون اللوم على سياسات الإدارة الذاتية بدل توجيه الإشارة إلى سياسات تركيا المعادية ضد قضايا شعبنا وذلك إن لم تكن مواقفكم مواقف منافقين وشلة حاقدين ومرتزقين ولا نريد القول؛ بأنكم عبارة عن حثالة من العملاء الخائنين.

وأخيراً وبخصوص بعض النداءات والمناشدات التي تطالب؛ بالحفاظ على المنطقة وسلامة المواطنين المدنيين إن كان أصحابها من ذوي النوايا الحسنة أو أولئك المنافقين المداورين فإننا نقول للجميع؛ وهل الإدارة الذاتية وشعبنا هو الذي يقوم بالاعتداء على تركيا وتلك المجاميع السلفية التكفيرية أم هم المعتدين علينا وعلى المنطقة وبالتالي يجب مطالبة من بالحفاظ على المنطقة والسلم؛ الغاصب المعتدي أم المقاوم المدافع؟ وكذلك وبخصوص التسليم للمنطقة فليس من المعقول أن نطالب تسليم المنطقة للنظام السوري وعودة الأمور لما قبل عام 2011 وإلا ما معنى نداءاتكم وصراخكم الثوري كل الفترة الماضية، بل التسليم للنظام يعني نجاح المخطط والمشروع الروسي التركي ورغم ذلك فإن الإدارة الذاتية لم تقل بأننا نمانع في دخول الجيش السوري لحماية الحدود كما تنص عليها مبدأ الدولة الاتحادية الفيدرالية، لكن وللأسف فإن الأتراك والروس وغيرهم يريدون أن نعود لتحت خيمة الأنظمة الغاصبة لكردستان.

أما بخصوص الإدعاء؛ بأن سلامة الأهل والمنطقة أهم، فأعتقد بأن الإدارة وقواتنا المدافعة هي أكثر حرصاً من الجميع على هذه القضية، كما نعلمهم بأن لا أحد يتصدق على الشعوب بالحقوق وإنما هي تؤخذ من خلال نضالات تلك الأمم وأبنائها وإلا فما معنى، بل ما الداعي لتشكيل الجيوش والقوات والكريلا والبيشمركة وقوات الحماية الشعبية والمرأة والآسايش وغيرها من التشكيلات العسكرية والأمنية .. هل هي للدفاع عن قضايا هذه الأمم والشعوب أم لأجل قمع تلك الشعوب.. ورغم كل ذلك؛ نأمل أن يتكرم أحدهم أشخاص أو منظمات أو دول بالتكرم علينا وعلى الإدارة الذاتية وعموم شعبنا بإيجاد مخرج سياسي حيث لا أحد من العقلاء يطالب باستمرار الحروب والمجازر وتدمير المناطق إن كانت في عفرين أو عموم سوريا، لكن ليس على حساب حقوق شعبنا وكرامته، بل يكون توافقاً سياسياً يحقق المصالح المشتركة لكل الأطراف أو على الأقل الحدود الدنيا المتفقة عليها، أما أن يأتي أحدهم ليفرض شروطه بالبوط العسكري على الآخر فلا يقبلها إلا الخانعين المنهزمين أصحاب مقولة؛ “أفندم .. حاضر سيدي”.

 

http://xeber24.org/archives/81116

 

238

حكومة “فيشي” التركية

وحال البعض من (أكرادها الجيدين)

 
الحوار المتمدن-العدد: 5808 – 2018 / 3 / 7 – 18:57 

المحور: القضية الكردية 

ربما هناك البعض الذي يفكر أن يأتي على الدبابة التركية ويأخذ السلطة من الإدارة الذاتية وقوات الحماية الشعبية والمرأة حيث شاهدنا بعض الفيديوهات لمعتوهين من أولئك الموصوفين أردوغانياً بأنهم (أكراد جيدين) وهم يهددون هذه القوات التي تحمي وتدافع عن عفرين وأهلها وزيتونها وبأنهم سوف يطردون “الميليشيات الإرهابية التابعة لقنديل من عفرين” متوهماً بأنه؛ سيكون (البديل) وهو يتغابى بأن من يقف خلفه سلفي إسلاموي تكفيري ينتظر اللحظة التي يدخل بها عفرين للسبي والنحر وذلك كأي جهادي مأخوذ بفكرة الغزو والقتل .. إننا نقول لهذا المعتوه، بل لذاك السياسي الكردي السفيه الذي ربما يقف خلفه ويدفعه لهذا الخيار الانتحاري؛ بأن مصيركم لن يكون بأفضل من مصير حكومة “فيشي” التي جاءت للسلطة في فرنسا بدعم ألماني نازي.

بل بقناعتي ستكون مصيركم أسوأ من تلك الحكومة السيئة الصيت حيث ستندحرون قبل أن تفكروا بالوصول للسلطة وفي الحالتين؛ أي لو أنتصر هؤلاء الأعداء من القوى الغازية الفاشية التركية الإخوانية لسوف يخوزقونكم قبل أن تبحثوا عن بعض فتات السلطة في القمامة الأردوغانية حيث من يخون شعبه سيخون الآخرين وهذه لا تمر على تركيا وحكومتها وكذلك على الجماعات الميليشاوية الإسلاموية المتحالفة معها، أما إن أنتصر شعبنا وقواتنا وهو المأمول، بل إنني على قناعة راسخة منها، فسوف يكون عاقبتكم “وعلى نفسها جنت براقش” حيث من يعوي للآخرين ويجلب الأعداء لمضاربه وزيتونه سيكون مصيره مصير الكلبة براقش نحراً على يد أولئك الغازين المعتدين، كون لا يشرف من يدافع عن عفرين أن يلوث يديه بدمائكم القذرة اللعينة .. أعلم بأن الرسالة ستصلكم، لكنكم لن تعون بل ستوووون من العواء كونكم لسنم إلا حثالة البشر يا من تساعد عدوك على شعبك.

ملاحظة؛ البوست ليس موجهاً ضد طرف سياسي، بل ضد تلك الجماعات والأشخاص الذين يساعدون الجيش التركي والميليشيات الإسلاموية المرتزقة في عدوانهم على عفرين وهم يحلمون ببعض الفتات من السلطة المحلية .. وبالمناسبة ولمن لا يعرف ما هي حكومة فيشي وبإختصار شديد هي الحكومة التي استمرت بين تموز / يوليو 1940 وأيلول / سبتمبر 1944، وقد خلفت الجمهورية الثالثة وأعلن قيام حكومتها المارشال فيليب بيتان وذلك عقب سقوط فرنسا بيد ألمانيا النازية خلال الحرب العالمية الثانية.

239

حلول ومقترحات

بشأن الخروج من الأزمة الحالية لعفرين

 

 

 

الحوار المتمدن-العدد: 5815 – 2018 / 3 / 14 – 21:47 

المحور: القضية الكردية 

هناك الكثير من الجدل والنقاش حول مصير عفرين والمخارج الممكنة للخروج بالمنطقة وشعبنا من الأزمة الراهنة، طبعاً وقبل طرح الحلول أو المخارج تلك لا بد من التأكيد؛ بأن العدوان التركي مع تلك المجاميع الإخوانية مرفوض بالنسبة لنا، لكن وعلى ضوء الواقع الراهن حيث إحتلالهم لنسبة كبيرة من أراضي المنطقة وبلداتها، نود أن ندلو بدلونا بخصوص أفضل المخارج وذلك فق رؤيتنا وقراءتنا للمسألة والتي يمكن تلخيصها بعدد من الحلول والمقترحات وسنسردها بحسب الأفضلية:

  1. توافق كردي كردي بحيث يضم كل الفصائل السياسية الكردية الفاعلة في ساحة عفرين وبحكم معرفتنا بالواقع الحزبي، فإن الكتل هي؛ “حركة المجتمع الديمقراطي ممثلة بحزب الاتحاد الديمقراطي والمجلس الوطني الكردي ممثلةً بالحزب الديمقراطي الكردستاني وأخيراً التحالف الديمقراطي ممثلةً بحزب الوحدة” وتكون إلى جانب هؤلاء هناك مجموعة شخصيات وطنية تمثل مختلف الشرائح الثقافية والدينية والاقتصادية وكذلك تمثيل للإخوة العرب بحسب النسبة المئوية وبقناعتي لا تتجاوز ال 5% من نسبة سكان عفرين وتكون هذه الإدارة تحت إشراف دولي إقليمي.
  2. إنهاء الاحتلال التركي وخروج القوات الغازية وعودة الإدارة وتفعيل مؤسساتها من جديد مع الضغط عليها؛ بأن يصبح حزب الوحدة شريكاً فاعلاً فيها كمرحلة أولية إلى أن تبدأ حوار بين حركة المجتمع الديمقراطي والمجلس الكردي من جديد وبرعاية إقليم كردستان لتعود المياه تجري في طاحونة حوارات هولير ودهوك بحيث يتم توافق سياسي ومن ثم تنظيم إنتخاب وإدارات محلية تضم كل مكونات عفرين المجتمعية والسياسية .. وبالمناسبة المكونات المجتمعية هم فقط الكرد ونسبة ضئيلة كما ذكرنا من العرب ولا يوجد لمكونات أخرى بعفرين.
  3. إن تعذرت هذه الحلول يكون من الأفضل دخول القوات السورية للمنطقة وتشكيل إدارة محلية من أبنائها وتكون مهمة الجيش فقط الحفاظ على الأمن والنظام والحدود وبالتالي سحب الحجة من يد تركيا بأن هناك تهديد لأمنها القومي.

240

  1. وأخيراً إذا أصبح الاحتلال واقعاً فإنه من الأفضل أن تسلم المنطقة للمجلس الوطني الكردي مع شخصيات وطنية مستقلة تمثل كل الشرائح المجتمعية، كما ذكرنا، لإدارة المنطقة خلال هذه الفترة إلى أن يتم تسوية الأوضاع في سوريا ويجلس كل الأطراف حول طاولة الحوار للتوافق على حكومة وطنية ودستور مدني علماني يكون الوطن للجميع دون تمييز طائفي أو عرقي أو سياسي أيديولوجي.

نأمل أن تصل رسالتنا للأطراف والقوى الفاعلة في الملف السوري وعلى الأخص في ملف عفرين حيث إبقاء الأمور على ما هو عليه الحال يعني الذهاب إلى حرب استنزاف، كون ليس بمقدور تركيا وتلك المجاميع الإخوانية حتى وإن دخلت قلب مدينة عفرين من أن تتحكم بها وذلك من دون التوافق السياسي مع الإدارة السابقة حيث حينها ستتحول كل شجرة زيتون وصفصاف وعناب في جاي كرمنج؛ “أي كرداغ – جبل الأكراد” إلى مقاتل ومقاتلة في وجه العدوان التركي .. وبالأخير نأمل كل السلامة لشعبنا والمنطقة مع التأكيد على نقطة جد مهمة؛ بأن على الذين في الداخل التمسك بالأرض وعدم الرحيل عنها وذلك تحت أي ذريعة وحجة أو إدارة وحكومة مقبلة، فإن هجرتكم ستعني انتهاء كردية عفرين.

 

241

عفرين تنتصر

لتوفر عدد من الأسباب والمقومات.

 

 
الحوار المتمدن-العدد: 5788 – 2018 / 2 / 15 – 22:01 

المحور: القضية الكردية 

بقناعتي لم يبقى الكثير لتكون هناك نوع من الحراك السياسي الديبلوماسي لوقف العدوان التركي الغادر على روچآڤاي كردستان وذلك إن لم يستجد في الواقع الإقليمي والدولي ملفات وقضايا أخرى يطيل من عمر الصراع في المنطقة وبالتالي يمكننا القول؛ بأن لم يبقى الكثير ليعلن شعبنا ومقاتلينا ومقاتلاتنا البواسل إنتصارهم التام على آلة القتل للجيش التركي ومرتزقته من الميليشيات الإسلاموية الجهادية التكفيرية والتي تعرف زوراً باسم “الجيش الحر أو الجيش الوطني السوري” حيث هؤلاء المرتزقة التكفيريين أبعد ما يكونوا عن مفاهيم الحرية والوطنية، كون من يرهن قراره السياسي للآخر لا يمكن أن يكون وطنياً حراً.

أما ما هي العوامل التي توفرت في روچآڤاي كردستان -تحديداً في عفرين والتي لا تقارن بدولة بحجم تركيا سياسياً وعسكرياً- لتسجل هذا الإنتصار المدوي والتي تقد تودي بحكومة العدالة والتنمية بعد ما يقارب العقدين من تحكمها بالقرار السياسي في أنقرة، فأعتقد بأنه يكمن أو جاء نتيجة أسباب ومقومات عدة؛ منها إقليمية محلية تتعلق بالجانب الكردي والإدارة الذاتية وما ترتبط بها من مؤسسات سياسية عسكرية وأخرى تتعلق بالشرط الجغرافي التضاريسي للمنطقة والبيئة الديموغرافية السكانية وأخيراً بالشرط الإقليمي الدولي وصراع الأجندات السياسية والمصالح الجيواستراتيجيّة لعدد من الدول التي باتت تقرر شروط الحرب والسلم في منطقة الشرق الأوسط وبالتالي تحرك البيادق والبنادق المحلية من دول وجماعات متصارعة.

242

وهكذا وبخصوص الشرط الداخلي أو المقوم والعامل الكردي فيمكن قول الكثير؛ أولاً إنطلاقاً من الإيمان العقائدي للقوات الكردية والقائمين على الإدارة الذاتية كجزء من منظومة سياسية -الأوجلانية كفكر وعقيدة سياسية- قادرة على تحريك الشارع الكردي ومنظومتها السياسية والعسكرية خاصةً، بدقة وتنظيم بحيث تحقق نتائج كبيرة في ساحات عملها، بل أن مؤيدي ورفاق هذا الفكر أثبتوا للجميع درجة الفداء والتضحية، مما يجعلهم أقرب إلى المجموعات الجهادية من حيث الفداء والتضحية بالنفس وليس الفكر الإيماني الجهادي وبالتالي تجدهم يذهبون للمهمة دون تردد وهو ما يعطيهم الزخم ليقول كل مقاتل منهم؛ “إما النصر أو النصر” حيث الفشل غير وارد في حسابات هؤلاء المقاتلين.

إضافةً لما سبق فإن البيئة الجغرافية والحاضنة الإجتماعية للمنطقة هي عوامل مساعدة أخرى لإنتصار المدافعين عنها حيث البيئة الجبلية والمساحات السهلية المزروعة بغابات من حقول أشجار الزيتون يجعل تحرك أي قوة غازية وخاصةً للآليات الثقيلة صعباً، بل تجعل منها أهداف سهلة للإصطياد والتدمير وهذا ما شاهدناه في كل الجبهات ومحاور القتال .. أما بخصوص الحاضنة الشعبية فهي تجعل بيئة قوية لحماية المدافعين عنها من المقاتلين والمقاتلات الكرديات في حين إنها بيئة جيدة لإيقاع الغازي المعتدي في فخاخ الاصطياد وبقناعتي هناك من خدع القيادة التركية؛ بأن أي تحرك خارجي ضد الإدارة الذاتية وحزب الاتحاد الديمقراطي سيحرك الشارع الكردي على غرار تجربة البلدان العربية و”ربيعهم الثوري”، لكن هؤلاء تناسوا بأن الشعوب العربية وبعد تجربة مريرة مع الاستبداد ولما يقارب نصف قرن، كانوا على استعداد للتعامل مع أي قوة خارجية لقلب أنظمة الحكم في بلدانهم وقد كان من الاستحالة أن تحركهم هكذا قوى إقليمية أو دولية في بداية الثورات العربية –أي قبل نصف قرن- حيث عندها كانت حكوماتها وقادتهم في نظر هذه الجماهير ثورات وقادة وطنيين وإن هذا ما يعيشه الشعب الكردي في مرحلتنا الراهنة، إن كان في روچ آڤا أو إقليم كردستان- وبالتالي تجد الإلتفاف الشعبي والجماهيري حول هذه القيادات والإدارات وذلك على الرغم من الأخطاء الجسيمة لهما أحياناً، بل وحتى الاستبداد السياسي.. وكانت تلك أي القراءة السياسية لواقع المجتمعات الكردية وحالة التماهي الشعبي مع مرحلة الثورة الوطنية المشيدة إحدى أكبر الأخطاء السياسية التي وقعت بها الحكومة التركية.

وأخيراً العامل الإقليمي والدولي؛ طبعاً ودون توفر الشرط أو العامل الداخلي -الأس المؤسس لكل الهرم والهيكلية لأي بناء ومشروع وطني- لا يمكن المراهنة على أي عوامل أخرى؛ أي بمعنى لولا توفر القناعة السياسية والإرادة الوطنية لدى هذا الفريق والطرف السياسي الكردي ونقصد الإدارة الذاتية ومن ورائهم حركة المجتمع الديمقراطي، لما كان لكل من عامل البيئة الجغرافية الاجتماعية والشرط الإقليمي الدولي تأثير يذكر ولكن وبعد توفر الأول يصبح العاملين الآخرين عوامل رافعة لإنجاح مشروعك السياسي حيث لكل الدول الفاعلة في الصراع الدائر بالمنطقة أجنداتها ومصالحها الحيوية وبالتالي هم يبحثون عن شركاء محليين قادرين على تحقيق وحماية تلك المصالح وقد وجد الأمريكان -وبعد تجريب مختلف الفصائل والجماعات السورية- بأن الكرد حليف يعتمد عليه وبالتالي فإنهم مجبرين على حماية عفرين والقوات المدافعة عنها، لكن بشرط دون إغضاب الحليف التركي بحيث يدفعونه للإرتماء تماماً في الحضن الروسي والتي تعمل وفق تلك الرؤية السياسية -أي الروس- بأن يدفعوا بحليفين للأمريكان في المنطقة إلى الصراع بحيث هم يفوزون بالنهاية بأحدهما؛ الكرد أو الأتراك، لكن يتناسى الروس بأن الأمريكان يملكون أكثر من كعكة بحيث يقدمون للجميع ما يبحثون عنها من مكاسب وامتيازات.

243

آخر كلمة أو آخر عامل وشرط أساسي لفشل ونجاح أي مشروع سياسي أو غير سياسي هو؛ هل أنت صاحب حق أم لا حيث في معادلة عفرين، فإن الطرف الكردي يدافع عن قضية عادلة وهم أصحاب حق، بينما الجانب التركي ومرتزقته هم المعتدين وعلى باطل وبالتالي فمن يدافع عن حقوقه ليس كمن يريد إنتهاك تلك الحقوق وهنا يمكننا استذكار حكاية ركض كل من الغزال والكلب حيث الأولى تركض لتنقذ حياتها، بينما الآخر يركض من أجل الآخر ليفوز بالغزال وهكذا فإن المعركة هنا حتماً ستكون للغزال أمام تلك الكلاب الشاردة وهكذا فلا بد للكرد والعفرينيين أن ينتصروا في معركة “صيد الثعالب” والكلاب المرتزقة.

 

عفرين..

لن ولن تسقط أيها “الغازون”!

 

ربما ما زال من المبكر أن يستفيق العفريني والكردي عموماً من الصدمة، لكن ورغم ذلك يجب أن لا يفقدنا خسارة هنا أو هناك توازننا وقراءاتنا الواقعية حيث وعلى الرغم من خسارة الكرد في كل من كركوك وعفرين والتي نأمل أن لا تقع ضحية المصالح الدولية القذرة، رغم إن الدلائل وللأسف تشير إلى ذلك، إلا وإن حصل ذلك ودخل الجيش التركي مع مرتزقته لقلب عفرين، فإن ذاك لن تعني نهاية الحلم أو النفق وذلك لسبب جد مهم؛ ألا وهو أن المعتدي في الأخير يخرج منهزماً وتبقى الشعوب والأوطان، كما أن هناك قضية يجب أن لا تغيب عن بالنا جميعاً؛ وهي أن الكرد ورغم بعض الخسارات في ملفات ومواقع محددة مثل كركوك وعفرين، لكن بالمحصلة فإن شعبنا وخلال هذين العقدين الأخيرين في عموم كردستان وليس فقط في جزأي روجآفا وباشور قد حقق منجزات كبيرة حيث وللعلم لم يكن الملف الكردي سابقاً إلا ملفاً أمنياً، بينما بات الكرد في يومنا وفي أكثر من جزء، شريكاً أو مرشحاً للشراكة السياسية؛ يعني إن كنا خسرنا من مجموع النقاط العشر ثلاث نقاط على سبيل الافتراض فيبقى نحن فائزين بسبعة نقاط بالمحصلة.

 

وأخيراً وليلكن معلوماً لنا جميعاً أيضاً؛ بأن كلا النظامين التركي والإيراني هما كذلك ومع مجموعة من النظم السياسية ذات العقلية أو الأيدلوجية والحزب والحاكم الأوحد، هي الأخرى مهددة قريباً بأن تشهد ربيعها الثوري وتنهار، كون صلاحية هكذا نظم إنتهت تاريخياً وقد بدأت حركة إنهيار هذه النظم الاستبدادية ذات الشعار الكمالي؛ “شعب واحد، علم واحد، جمهورية واحدة” التي لخصها مؤسس الأتاتوركية مع إنهيار المنظومة الاشتراكية وإن تسلسل الإنهيار الدوميني سوف تمتد لعدد من الدول الأخرى في المنطقة مثل تركيا وإيران وبعض المشيخات الخليجية. وهكذا فإن أمام شعوب المنطقة ليس إلا الحوار والتوافقات السياسية وصولاً لتفاهمات وطنية بإدارة هذه البلاد على أساس الوطن للجميع والعقيدة والإيمان أو الحزب والأيديولوجيا سيبقى خياراً شخصياً .. نعم عفرين لن ولن تسقط وسيسقط الساقطون.

 

ملاحظة؛ الغزاة هي النحوية، لكن الغازون هي مقصودة

 

http://xeber24.org/archives/82599

 

244

قراءة سريعة بخصوص إنتقادات

بل حقد البعض لفعاليات شعبنا في أوربا

 

يوم أمس كتبت بوستاً عن بعض الملاحظات بخصوص المظاهرات الداعمة لأهلنا بعفرين والتي يخرج بها الجالية الكردية في أوربا مشكوراً، طبعاً ذاك لم يكن بوستي الأول بخصوص الموضوع، بل كتبت سابقاً وقلت؛ بأن علينا أن نحاول بأن تكون فعالياتنا على مستوى تضحيات شعبنا ومعبرة عن الواقع المأساوي بحيث تخلو من بعض مظاهر الاحتفالات كالرقص والألبسة المزركشة الملونة ونكتفي برفع أعلام القوات الدافعة عن المنطقة أعلام وحدات الحماية الشعبية والمرأة وبعض الصور للضحايا والمناطق المدمرة بفعل القصف الوحشي التركي ورفع الشعارات المنددة بالعدوان وبعدد من اللغات وخاصةً لغة الدولة التي تكون فيها الفعالية وأن ندعو المنظمات والشخصيات التي تقف بجانب قضايا شعبنا للمشاركة في تلك البلدان وكذلك أن نلتزم قدر الامكان بالألبسة الغامقة السوداء تعبيراً عن حالة الحزن وأن تكون صامتة في أغلب المراحل مع بعض الشعارات وخطاب سياسي في آخر الفعالية.

 

طبعاً هذه الملاحظات بهدف أن نجعل الفعالية ذات مغزى وفائدة، لكن ما لوحظ هو ذاك الكم الهائل من الهجوم الحاقد على فعاليات شعبنا وخصوصاً فعالية برلين ورقص بعض الشباب، بل هناك من سمح لنفسه بأن يقّيم كرد باكوري كردستان (تركيا) على أنهم سبب البلاء وهم الذين يشوهون ويسيئوون للفعاليات الكردية، بل هناك من جعلهم “عملاء وطابور خامس للدولة التركية ومخابراتها” ونسي هذا الفهلوي، بأن أمثاله يتقاعسون عن حضور أي فعالية وأن أغلب من يحضرها هم كرد باكوري كردستان لهم كل الشكر والتقدير وأن المسألة تحتاج لبعض التوجيه من المشرفين على تلك الفعاليات وليس لكل هذا الحقد .. يؤسفنا أن نقول: بان أغلب التعليقات التي جاءت بصدد الوقوف على هذه القضية، أنطلقت من مواقف متحزبة حاقدة وليس من قراءة نقدية لبعض الجوانب السلبية هنا وهناك وتحتاج للتصحيح.

 

للأسف؛ البعض رأى فيها فرصة “ذهبية” لتوجيه سهامه المسمومة لمن يعمل بجد وإخلاص لأجل قضايا شعبنا مع وجود بعض الأخطاء حيث من يعمل سوف يخطأ وعلينا الاشارة لها للتصحيح لا للتشفي والنيل من إرادة شعبنا كما لجأ لها أغلبية المناضلين الفيسبوكجيين.

 

http://xeber24.org/archives/80509

 

245

كركوك وعفرين

ضحيتا الغباء الكردي والصفقات القذرة

 

هناك الكثير من الإخوة والأصدقاء باتوا يشككون بأن تكون هناك صفقات من جهة الإدارة الذاتية في بيعها لعفرين -وقبلهم شكك فريق آخر في بيع كركوك- طبعاً من وجهة نظري لن أذهب هذا المنحى حيث فيها تخوين للإدارتان الكرديتان وأنا من طرفي أستبعد ذلك تماماً، لكن وعلى إفتراض إنه تم عقد صفقة في اللحظة الأخيرة -وعلى المتابع السياسي أن لا يستبعد أي سيناريوهات وهذه إحداها- نقول حتى لو كان ذلك صحيحاً فقد تم ذلك تحت ما يمكن إعتباره “مكرهاً أخاك لا بطل”؛ بمعنى أن قرار الإدارة الذاتية والقوات المدافعة عن المدينة؛ بأنها ستدافع عن المنطقة لعلى وعسى نكبة شعبنا يغير من الموقف الدولي وما قضية إخراج المدنيين من القرى إلا كانت لسببين؛ أولاً تجنيبهم شر المعارك في مناطقهم والنقطة الأخرى تجميعهم داخل مدينة عفرين في تجمع بشري هائل ربما يكون رادعاً بعدم الهجوم على المدينة.

 

لكن وحينما تأكدوا بأن الصفقات الدولية الإقليمية أهم من كل الشعوب وقضاياهم وحقوقهم وأن الموقف الدولي المتخاذل لن يتغير -وهنا طبعاً يتحملون المسؤولية لعدم قدرتهم على القراءة السياسية الدقيقة، كما حصل مع البارزاني في قضية الاستفتاء- وبالتالي وبعد التأكد بأن بقائهم في المدينة سيجعل الكارثة أكبر على شعبنا قرروا الإنسحاب منها، كما أنسحبت البيشمركة من كركوك تفادياً للمزيد من الضحايا وذلك عندما تأكد الرئيس بارزاني بأن صفقات هذه الدول أكبر من أي حقوق أو تحالف عسكري معهم وبالتالي كان الإنسحاب .. بالأخير ما أودّ قوله؛ بأن القيادات الكردية تتحمل مسؤوليتها لعدم قدرتها على القراءة السياسية الدقيقة وهنا هما مسؤولتان بهذه الجزئية في المسألة حيث ندفع ثمن الغباء السياسي الكردي، لكن في حقيقة الأمر فإننا ندفع ثمن صفقات إقليمية دولية قذرة في تقاسم النفوذ بالمنطقة حيث ولولا الضوء الأخضر الأمريكي -قبل الروسي- لما تجرأت القوات التركية دخول عفرين وقبلها القوات العراقية لكركوك.

 

http://xeber24.org/archives/85968

 

246

نحن الكرد

ضحايا المصالح الغربية والحماقات الكردية معاً

 

 

الحوار المتمدن-العدد: 5848 – 2018 / 4 / 17 – 19:55 

المحور: القضية الكردية 

نحن الكرد لا ندفع ثمن ضريبة المصالح الإقليمية والدولية فقط، بل كذلك ثمن أخطائنا السياسية أو بالأحرى ثمن حماقاتنا وأحقادنا وغبائنا وحقدنا الحزبوي حيث وللأسف تجد الكردي يعادي أخيه في الجانب الآخر ومستعد للتحالف مع “الشيطان” في سبيل إفشاله وتدميره وقتله.. طبعاً للقضية جذورها التاريخية في ثقافة شعبنا حيث الانقسام بين الولاءات القبلية والخضوع لأكثر من طرف استعماري مما عمق الأزمة في تشكيل الهوية الوطنية الكردستانية وبات كل إقليم يرتبط بهويات بديلة طارئة حيث الالحاق بهوية المستعمر والذي بدوره سخر الانقسام المجتمعي الكردي وعمقه لصالح أجنداته ومصالحه الاستراتيجية في تغييب أي مشروع وطني كردستاني.

إن المتابع للصراع والمهاترات الدائرة بين كل من المجلس الوطني الكردي وحركة المجتمع الديمقراطي كنموذج مصغر عن الصراعات والانقسامات الكردية عموماً يدرك حجم الكارثة في السياسات الكردستانية حيث كل طرف يحاول التغطية على فشله السياسي في إلقاء كل التبعات على الطرف الآخر وفي آخر صراعاتهم في روج آفاي كردستان ما ذهب إليه كلا المجلسين من خطاب سياسي تخويني بحق الآخر والذي تكلل أخيراً بنوع من المواجهة المباشرة حيث الاعتقال، بل والحجز على أموال وممتلكات بعض قيادي المجلس من طرف الإدارة الذاتية في حين أن الآخر بات يشرعن بطريقة مواربة للإحتلال التركي وذلك من خلال المشاركة معه في المجالس المحلية لإدارة عفرين.

وهكذا فإن كلا الطرفين باتا يبدلان الصراع الأساسي مع المحتل بالثانوي مع الأخ والشريك حيث لجأت الإدارة الذاتية لاعتقال بعض قيادات المجلس والحجز على أموالهم وممتلكاتهم كما أسلفنا في حين أن الأخير يشارك الاحتلال وسرقات تركيا وميليشياتها في استيلائهم على ممتلكات العفرينيين وبيوتهم وذلك كونه جزء من الائتلاف المشارك سياسياً وعسكرياً في إحتلال المنطقة مع تركيا وبالتالي فإن خروج تصريح منهم يحاول الربط بين حجز الإدارة لبعض تلك البيوت العائدة لقياديين لديها في الجزيرة وما يجري في عقرين لا يغطي عليهم وعلى

247

حماقاتهم السياسية، كما حجز ممتلكات قيادات المجلس وبالمناسبة هي مدانة من قبلنا لا يغطي على الحماقات السياسية للإدارة الذاتية حيث كان الأمل أن يعمل الطرفان لخدمة المصالح والأجندات الوطنية وليس إنطلاقاً من صراعات حزبوية ضيقة بحيث تفتح الإدارة الآفاق أمام كل القوى السياسية للعمل بحرية في المناطق الخاضعة لسلطتها وبنفس الوقت أن يكون الطرف الآخر المجلس ينطلق من أجندات وطنية ضد الاحتلال التركي وحجز بيوت أهلنا وشعبنا بعفرين لا أن يكون شريكاً لقوى الاحتلال ومباركاً له بطريقة مباشرة أو غير مباشرة.

وبالمناسبة التصريح يدين تصرفات الإدارة الذاتية في حين يتغاضى عن إدانة الاحتلال التركي وما يجري في عفرين من تغيير ديموغرافي؛ نعم التصريح يذكر موضوع التغيير الديموغرافي والاحتلال لكنه لا يدينهما وللأسف .. وإليكم تصريح المجلس الوطني بخصوص مسألة الحجز على ممتلكات بعض قياداتها بقامشلو:

تصريح بخصوص مداهمة منزل السيدين ابراهيم برو وفؤاد عليكو في قامشلو

في خطوة تصعيدية خطيرة أقدمت ظهر اليوم 16/4/2018 الميليشيات التابعة لحزب الاتحاد الديمقراطي على مداهمة منزل كل من السيد ابراهيم برو سكرتير حزب يكيتي واقتادوا شقيقته مع زوجها وطفليهما إلى جهة مجهولة وكذلك منزل السيد فؤاد عليكو عضواللجنة السياسية لحزب يكيتي وخلعوا باب المنزل في الوقت الذي لم يكن ابنه موجوداً في منزله بهدف مصادرة منزلهما على أثر توجيه تهم ملفقة بحقهما وبحق المجلس الوطني الكردي وقياداته التي لازال عضوا هيئة رئاسة المجلس فيصل يوسف ونعمت داوود معتقلان لدى ب ي د وكذلك عبدالرحمن آبو وغيره من كوادر المجلس وكل ذلك للتغطية على فشلهم خاصة بعد الاحتلال التركي لعفرين وما يجري هناك من توطين ومحاولات التغيير الديمغرافي الذي يستهدف الوجود القومي

إن المجلس الوطني الكردي في الوقت الذي يدين بشدة هذه التصرفات اللامسؤولة من قبل ب ي د يدعو القوى الكردستانية للخروج عن صمتها والوقوف عند مسؤوليتها القومية لوضع حدٍ لهذه الانتهاكات ويؤكد المجلس لجماهيره الاستمرار في الدفاع عن نهجه القومي بكل السبل والوسائل المشروعة.

الأمانة العامة للمجلس الوطني الكردي في سوريا

16/4/2018

 

248

نحن شعوب الشرق

قرابين على مذابح المصالح الدولية

 

 

الحوار المتمدن-العدد: 5812 – 2018 / 3 / 11 – 23:44 

المحور: القضية الكردية 

منذ أيام قرأنا من بعض وكالات الأنباء بأن؛ “قطر تحفظت على قرار وزراء خارجية الدول العربية برفض العدوان التركي على عفرين”.. تقديرنا وإمتناننا لموقف وزراء خارجية الدول العربية والخزي والعار لموقف مشيخة قطر بدعمها للعدوان التركي الإخواني على عفرين .. وحينها قلنا (بعيداً عن المشيخة القطرية، يبدو إنه قد بدأ التحرك الدولي الفعلي لوقف همج العصر وعدوانهم على شعبنا حيث هذا الإجماع العربي بالناقص من قطر مع السماح الأمريكي لقوات قسد بالتحرك من مناطق محاربة داعش في يرالزور والرقة إلى محاربتهم في عفرين وكذلك الدعوة الفرنسية الإنكليزية لجلسة مغلقة في الأمم المتحدة وأخيراً تسريب بعض الأخبار بضغوط أمريكية على تركيا والسماح بدخول قوات بيشمركة تحت رعاية أمريكية إلى عفرين كحل وسط وإنقاذ للجميع بحيث تحفظ لتركيا بعض الكرامة التي لا تملكها أصلاً فإن كلها بشائر خير بإنفراج للأزمة والكارثة الراهنة ويبدو بأن من سيخوزق بكل هذه العملية هي تلك الجماعات التي عرفت يوماً ب”المعارضة السورية” وميليشياتها المرتزقة.. نأمل أن يكون استنتاجنا غير خاضع لرغبة إنسانية فقط، بل كذلك لقراءة عقلانية)، لكن وللأسف تبين بأن ذاك لم تكن إلا لعبة دولية للتمويه على ما يرسم له؛ أي أن ذاك السطح الإعلامي المتحرك كان نوع من البروباغندا يشبه محب مسكن لمن يعاني من أمراض خبيثة وها هي ملامح مشروع تقسيم سوريا تتكشف لتكون عفرين وللأسف كبش فداء مثل أختها كركوك ضمن صفقات دولية وإقليمية قذرة.

وبهذا الخصوص فقد كتب أحد الأصدقاء معلقاً ما يلي؛ “ماموستا بير العزيز كما نعلم جميعآ موقف مشيخة قطر منذ اليوم الأول مؤيد للغزوة الأردوغانية.. لكن دعني أطرح عليك تساؤلآ بحكم إطلاعك و طرحته منذ قليل كذلك في صفحة صديق آخر.. كما نعلم جميعآ بأن الغزو التركي لا يروق لإيران بتاتآ و هو بالإضافة إلى أنه يجني على شعبنا فهو أيضآ جاء كمنافس للدور الإيراني في سوريا و كلما ازداد الدور التركي تناقص الدور الإيراني تباعآ.. و مشيخة قطر بعد تأزم علاقاتها مع دول الخليج التجأت للحضن الإيراني واستغاثت بها و إيران فتحت لها صدرها و طبعآ غاية إيران في فتح صدرها لقطر آنذاك معروفة و هي دفعها لانحسار دورها في تمويل الجماعات الراديكالية في سوريا بل و سحب يدها تمامآ منها… كان حسب تكتيكات المصالح برأيي ينبغي على هذه المشيخة

249

أن تتماهى مع الموقف الإيراني المعارض للغزو الأردوغاني أو على الأقل أن تلتزم الصمت!!! و ربما لو غضبت إيران على المشيخة بسبب موقفها و رمتها و علاقاتها لا تزال متأزمة مع جاراتها الخليجيات فقد تصبح في موقف صعب.. لكن كما يبدو حتى الآن إيران ساكتة على الموقف القطري.. ما رأيك أنت؟؟؟؟؟؟”.
أولاً؛ لا بد أن نشكر ذاك الصديق للمداخلة والسؤال وقد كانت إجابتي له كالتالي؛ برأي أن ما يهم إيران هي قضيتين، المسألة الكردية وقضية الطاقة وطرق إيصالها للسوق الخارجية حيث في القضية الأولى لا خلاف بين كل الدول الغاصبة وعلى الأخص إيران وتركيا بأن يتناسوا كل خلافاتهم لوأد الحلم الكردي ولذلك نجد بأن الدولتان الغاصبتان تتجاوزان كل خلافاتهما عندما يتعلق الأمر بالمسألة الكردية .. أما بخصوص الطاقة وطرق إيصالها للقارة العجوزة الباردة، فقد شهدت ما قبل ما يعرف بالربيع العربي تنافساً بين كل من المشروع الأمريكي الأوربي القطري من جهة والآخر من الروس والإيرانيين حيث تنافسا المشروعين على توقيع العقد مع النظام السوري في أعوام 2009 و2010 وعندما أستطاع الروس وبضغط إيراني من إفشال المشروع الآخر برفض النظام التوقيع مع أولئك الشركاء واستبداله بالشراكة مع المحور الروسي الإيراني كانت ما تعرف بالثورة السورية والدعم الخليجي السعودي القطري مالياً للمجاميع الميليشاوية المسلحة وأمريكياً وأوربياً كان التسويق الإعلامي والسياسي، لما تعرف بالجماعات السياسية المعارضة وقد استمر الحال لعدد من السنوات إلى أن نجحت المعارضة بعدد من الدول والوصول لسدة الحكم والكشف عن وجهها الإخواني الإسلامي وعلى الأخص في مصر ومحاولة تركيا الهيمنة على المنطقة من خلال هذه التيارات الإسلاموية.

وهنا شعر الأوربيين والأمريكيين بفضاحة الأمر وبأن الخطر القادم من هكذا حكومات عليها ستكون أشد وطأة من الحكومات العسكرية المستبدة وبالتالي تغيرت السياسات الأمريكية والأوربية بصدد هذه الثورات ورأينا كيف تم إفشال التجربة الإخوانية بيد السعوديين والخليجيين ما عدا قطر التي بقيت وكراً لجماعات الإخوان وبدعم أوربي أمريكي للسعودية ومن هنا كان الشقاق والخلاف القطري مع الحاضنة الخليجية الأمريكية والهرولة إلى الحاضنة الروسية الإيرانية، أما تركيا فهي بالمحصلة تلعب دور السمسار في هذه الصفقات حيث بالأخير هي تريد عمولتها من مرور خط الطاقة ولذلك هي تلعب مع الفريقين وتستغل الصراع والخلاف بين الروس والأمريكان وتستثمر فيها فأي مشروع نجح سيكون لها عائداتها من السيولة والعمولة كخط مرور وأخيراً وبعد دخول القوات الأوربية الأمريكية لسوريا والعراق والمنطقة عموماً باتت التعقيدات تزداد أكثر حيث البحث عن حلفاء جدد ومناطق نفوذ واستثمار جديدة تعوضها تكاليف الحروب التي تفعلها وتشعلها بالمنطقة العربية والشرق اوسطية عموماً وقد نجحت فعلاً بالسيطرة على أهم حقلين في المنطقة ونقصد الحقول العراقية والسورية، ناهيكم عن حقول الخليج في كل من السعودية والكويت وبالتالي يمكن الاستغناء عن قطر كمخزون نفطي وهذه أشعرت الأخيرة بالخطر فركضت للحضن الروسي الإيراني لعلها تجد حبل النجاة وتصبح شريكاً لشركات النفط الروسية العملاقة كشركة غازبروم وغيرها وذلك بعد مرحلة المنافسة والصراع على النفوذ بطرق الامداد للطاقة إلى القارة الأوربية وكسر الاحتكار الروسي من خلال جغرافية بعض الدول التي تشهد صراعاً دموياً بسبب تلك المصالح الحيوية.

250

للأسف إننا ندفع ضريبة صراعاتهم ومصالحهم الاستراتيجية؛ مصالح شركات الطاقة والإنتاج الحربي.

هل بدء التحرك الأمريكي

لضرب تركيا من خلال الحليف الكردي؟

 

 
الحوار المتمدن-العدد: 5803 – 2018 / 3 / 2 – 16:22 

المحور: القضية الكردية 

إن صحت الأنباء التي تقول؛ بأن “القوات الكردية بدأت اﻻنسحاب من بعض قرى دير الزور لتلتحق بمقاومة عفرين في وجه الغزو التركي .. وتركت الجنود اﻻمريكيين في العراء لوحدهم في مواجهة داعش”، فإن ذاك يعني تغييراً جذرياً في الإستراتيجية الأمريكية بخصوص سوريا والمنطقة عموماً وبأن الأمريكان سوف يتمددون لغربي الفرات أيضاً ولن يكتفوا فقط بشرقي الفرات وذلك بموجب الميثاق أوإتفاقية الخمسة لإجتماع ڤيينا، بل وبقناعتي ستكون بداية مواقف حاسمة باتجاه الحكومة التركية وتحجيمها وذلك بعد محاولات أردوغان في تجاوز بعض الخطوط الحمراء وشراء منظومة الدفاع الروسية اس-400 رغم التحذير الأمريكي.

إن قراءتنا هذه تعتمد على نقطة جوهرية؛ ألا وهي أن القوات الكردية ما كان بإمكانها “ترك ديرالزور والتحرك نحو عفرين”، لولا وجود ضوء أخضر أمريكي وذلك كما تحركت القوات التركية بضوء أخضر روسي للإعتداء على عفرين حيث من يقدم لك الغطاء والحماية هو قادر على تحريك قواتك وتوجيهها بما يخدم إستراتيجياته العامة، طبعاً هذا لا يعني إلغاءً للدور والفاعلية الكردية، بل تعتبر نجاحاً باهراً للديبلوماسية الكردية في إقناع الأمريكيين، بأن الكرد كحليف سياسي وليس فقط قوات عسكرية يمكن أن يكونوا بديلاً عن تركيا التي بدأت تزعج، بل تضر بمصالح الأوربيين والأمريكيين في المنطقة.

وبالتالي حان الوقت لتفتيتها كأي دولة مارقة أخرى والتي كانت بدايات إنهيارها عندما تتجاوز بعض الخطوط الحمر الأمريكية وربما خطاب بوتين الأخير وهو يهدد بضربات نووية ضد من يعتدي على حلفائها جزء من الصفقة التركية الروسية، لكن رب ضارةً نافعة وتزيد من التخوف الأمريكي من ذاك التقارب الروسي التركي وتسرّع من نهاية الدولة التركية الفاشية.

 

251

وماذا بعد الاحتلال التركي لعفرين؟!

 

يتساءل بعض الأخوة وبعد ماذا ينتظرنا في عفرين وخاصةً يتناهى لمسامعنا سعي بعض الشخصيات لعقد إجتماع “لإنقاذ ما يمكن إنقاذه”.. بقناعتي الشخصية إن بقيت الحال كما هو _ويبدو سيبقى كذلك لفترة إلى أن تكون هناك مخرجات سياسية- وبالتالي فإن تركيا سوف تسعى إلى تشكيل إدارة من بعض تلك الشخصيات مع خليط من المجلس الوطني والجماعات الإخوانية والتي تسمى بالإئتلاف الوطني كواجهة سياسية؛ (أي حكومة منظر، كما يقال) وطبعاً من دون صلاحيات حقيقية إلى أن تهدأ الأوضاع الأمنية -وهي لن تهدأ إن لم يكن هناك توافقات أو صفقات سياسية مع الأمريكان والإدارة الذاتية متمثلة بقوات سوريا الديمقراطية- وهكذا وبعد استقرار الأوضاع سيكون هناك والياً تركياً وجندرمة تركية ومناهج تركية وجماعات كردية تدخل حزب العدالة والتنمية ينافسهم جماعة ال “ب ي د” ويعود أحزاب المجلس بين فترة وأخرى يصدرون بياناً سياسياً ينددون ببعض المواقف لحزب (HDP) جناح عفرين؛ أي “ب ي د” سابقاً.

 

وهكذا يمكن القول؛ بأننا سنكون نموذجاً مصغراً من تركيا الحالية حيث هناك نسبة تقارن النصف من الأصوات الكردية في حزب العدالة والنصف الآخر في حزب الشعوب الديمقراطية ولا شيء للأحزاب الكردية الأخرى، لكن في عفرين قد تختلف النسبة بين (HDP) و(AKP) بحيث تكون أكثرية الأصوات لحزب الشعوب الديمقراطية؛ أي (PYD) سابقاً وذلك بحكم أن نحن العفرينيين بعيداً نوعاً ما عن الدين والتدين وربما ينجح تكتل أو أحزاب كردية أخرى مثل حزب الوحدة في إيجاد عدد من المقاعد لإن استطاع الخروج من حالة العطالة التي عاشها في الفترة الأخيرة، بينما المجلس الوطني الكردي أعتقد سوف يتفتت نتيجة عدم التجانس بين أحزابها حيث ما جمعتها في الفترة السابقة هي خلافاتها مع حركة المجتمع الديمقراطي والإدارة الذاتية وعند ذاك ستكون نصيب أحزابها في شارع عفرين مثل نصيب مثيلاتها في تركيا حيث الهامش السياسي .. طبعاً هذا كله إن لم تتغير بعض المعادلات والوقائع على الأرض أو ما يتعلق بالموقف الدولي وعلى الأخص الأمريكي لصالح شعبنا وقضايانا الوطنية.

 

طبعاً القراءة السابقة هي في ظل إبقاء سوريا مقسمة تحت الاحتلالات الثلاث؛ التركي، الروسي، الأمريكي ولكن وفي حال إيجاد توافقات سياسية ومخرجات ترضي كل الأطراف الإقليمية والدولية وأخيراً المحلية، فإن سوريا تصبح دولة شبيهة بالنموذج العراقي ويعود المهجرين العفرينيين وغيرهم لمناطقهم من بعد سنوات سبع وثمانية من الحرب والدمار والموت و”يا دار دخلك الشر” وسيكون الجراح كبيرة ربما تحتاج لسنوات وسنوات وهي لا تندمل وقد يودي بالبلد بالأخير إلى حالة تفتيت وإنقسام نهائي أو نتكبر الجراح ونمارس السياسة بواقعية وبأن نحاول عدم الاستئثار بالسلطة لصالح جهة فئوية حزبوية، إن كانت طائفية أم أقوامية وبهي الحالة يمكن إنقاذ سوريا من كوارث قادمة والانتقال بالبلد لحالة وطنية يجد كل الأطياف والمكونات بأنها جزء منها ويجب الإرتقاء بها حضارياً وعندها نكون خرجنا من عنق الأزمة لنؤسس مجتمع مدني حضاري، لكن سوف يطول بنا الزمن للوصول لمثل هكذا مجتمع حيث وللأسف العلة ما زالت في ثقافتنا المستبدة وليس فقط في أحزاب وحكومات مستبدة ديكتاتورية.

 

http://xeber24.org/archives/84591

 

252

“إعلان مبادئ” المجموعة المصغرة

بشأن الحل في سوريا

 

نعلم جميعاً بأن هناك مسارين أو لنقل جبهتين تعملان عسكرياً وسياسياً في الملف والجغرافية السورية حيث هناك المحور الروسي الإيراني الداعم للنظام السوري وينسق معهم الحكومة التركية في عدد من الملفات وبالأخص ما يتعلق بالشمال السوري وقطع الطريق على الإدارة الذاتية لتحقيق المزيد من المكاسب السياسية في واقع جيوسياسي يتغير بفعل تحريك القوات على الأرض وهذه المجموعة حاولت وما زالت عبر مؤتمرات ولقاءات خاصة بها في كل من عواصم تلك البلدان وكذلك في مؤتمرات سوتشي وأستانا الوصول لبعض التفاهمات السياسية حول مختلف القضايا المتعلقة بالشأن السوري.. وهناك بالمقابل المحور الأمريكي مع عدد من الحلفاء والذي بات يعرف مؤخراً بـ”المجموعة المصغرة” والتي تضم كل من الولايات المتحدة، فرنسا، بريطانيا، السعودية والأردن وهي باتت تسيطر مع قوات سوريا الديمقراطية بدعم التحالف الدولي على ثلث الجغرافية السورية وتجد عبر الهيئات الدولية وقرارات مؤتمرات جنيف وبالأخص القرار 2254 الحلول المقبولة والتي يمكن وفقها إحياء وإعمار الدولة السورية مجتمعاً وسياسة واقتصاد ومؤخراً فقد “حصلت مراسلة RT في جنيف دينا أبي صعب على تسريب لإعلان مبادئ “المجموعة المصغرة من أجل سوريا” الذي يفترض أن تسلمه دول المجموعة الخمس للمبعوث الأممي الخاص ستيفان دي ميستورا الجمعة” ومن أهم البنود الواردة في تلك الوثيقة هي:

 

أولا: الأهداف العامة كمجموعة من الأهداف السياسية كشرط ضروري “لعلاقات طبيعية مع الحكومة السورية، والتي ستنجم عن العملية السياسية وفقا لقرار مجلس الأمن 2254، فإن أعضاء المجموعة المصغرة يسعون إلى حكومة سورية تكون:

أ‌- ليست راعية للإرهابيين ولا تؤمن بيئة آمنة لهم.

ب‌- خالية من أسلحة الدمار الشامل، وتنهي على نحو موثوق برامجها لأسلحة الدمار الشامل.

ج- تقطع علاقاتها مع النظام الإيراني ووكلائه العسكريين.

د- لا تهدد جيرانها.

هـ- تخلق شروطا للاجئين من أجل أن يعودوا بأسلوب آمن وطوعي وكريم إلى منازلهم باشتراك الأمم المتحدة.

و- تلاحق وتعاقب معا، مجرمي الحرب ومرتكبي الجرائم ضد الإنسانية، أو تتعاون مع المجتمع الدولي في القيام بذلك.

ثانيا: يجب أن تجري العملية السياسية تحت رعاية الأمم المتحدة في متابعة القرار 2254، مؤدية إلى إصلاحات دستورية وانتخابات بإشراف الأمم المتحدة. وينبغي للعملية السياسية أن تنتج مساءلة وعدالة انتقالية ومصالحة وطنية حقيقية.

ثالثا: لن يكون هناك مساعدة دولية في إعادة الإعمار في المناطق الواقعة تحت سيطرة الحكومة السورية التي تغيب فيها عملية سياسية ذات مصداقية تؤدي بشكل ثابت إلى إصلاح دستوري وانتخابات بإشراف الأمم المتحدة، من أجل إرضاء الدول المانحة المحتملة.

رابعا: لجنة دستورية تحت رعاية وضبط الأمم المتحدة، هي الآلية الملائمة لمناقشة الإصلاح الدستوري والانتخابات، والوصول إلى حل سياسي من أجل سورية، وينبغي على الأمم المتحدة أن تشكل اللجنة الدستورية بأسرع وقت ممكن.

253

خامسا: وإذ يتم تمييز اللجنة الدستورية بأنها يجب أن تبقى اختصاصا حصريا للأمم المتحدة، فإن المجموعة تشجع الأمم المتحدة على أن تؤمن انخراط جميع القوى السياسية السورية المطلوبة لتفعيل وتنفيذ الإصلاح الدستوري وانتخابات بإشراف الأمم المتحدة، ولا سيما الحكومة السورية وممثلين عن شمال شرق سورية، وشخصيات المعارضة السورية الراغبة في الالتزام بحل يتوافق مع المبادئ الموصوفة هنا.

سادسا: الهزيمة النهائية لداعش، ودعم استقرار المناطق المحررة من جانب التحالف الدولي وشركائه، هي عناصر ضرورية لحل سياسي في سورية.

سابعا: إنّ أي جهد لتخفيف الأزمة الإنسانية ولا سيما على طول الحدود مع الأردن والجولان وتركيا، بشكل يتسق مع المبادئ أعلاه ينبغي تشجيعه.

ثامنا: إن المجموعة المصغرة سوف تتخذ جميع الخطوات الضرورية لردع استخدام الأسلحة الكيميائية في سورية”.

 

أما فيما يتعلق بالإصلاح الدستوري فإن اللجنة المصغرة تقترح وتوصي بما يلي:

  1. ينبغي تعديل صلاحيات الرئيس لتحقيق توازن أكبر بين السلطات من جهة، وضمانات استقلال مؤسسات الحكومة المركزية والإقليمية من جهة أخرى.
  2. ينبغي أن يقود الحكومة رئيس وزراء ذو سلطات قوية مع تحديد واضح للصلاحيات بين رئيس الوزراء والرئيس. رئيس الوزراء والحكومة يجب تعيينهما بطريقة لا يعتمد على موافقة الرئيس.
  3. القضاء ينبغي أن يتمتع باستقلال أكبر.
  4. يجب تنفيذ إشراف مدني على القطاع الأمني بعد إصلاحه، مع صلاحيات محددة بوضوح.
  5. ينبغي، وبشكل واضح، تخويل السلطات وجعلها غير مركزية، بما في ذلك على أساس مناطقي.
  6. يجب إزالة القيود على الترشيح للانتخابات، ولا سيما تمكين اللاجئين والنازحين وأولئك الذين تم نفيهم من سوريا من الدخول في المنافسة الانتخابية بما في ذلك على منصب الرئاسة.

 

وأخيراً وبخصوص الانتخابات القادمة فإن اللجنة تقترح التوصيات التالية:

  1. إطار انتخابي انتقالي يلبي المعايير الدولية متيحا مشاركة عادلة وشفافة بما في ذلك فإن من المطلوب وجود جسم إدارة انتخابات متوازن ومهني.
  2. الأمم المتحدة ينبغي أن تطور سجل ناخبين كامل وعصري وفق معايير متفق عليها تمكن جميع السوريين من المشاركة في الانتخابات والاستفتاءات.
  3. من المطلوب تفويض رقابة أممية قوية منصوص عليها بقرار مجلس أمن مسخر لذلك، من أجل تمكين الأمم المتحدة من ضمان مسؤولية كاملة في إجراء انتخابات حرة ونزيهة في سورية من خلال:

أ- تأسيس جسم إدارة انتخابات.

ب- نوايا حسنة ودعم سياسي في إصدار التشريع الانتخابي.

ج- التحقق على نحو مستقل من أن تشريعا انتخابيا انتقاليا وإطارا تنظيميا يلبي أعلى المعايير الدولية.

د- دور في العمليات اليومية للإدارة الانتخابية الانتقالية، ومؤسسات الشكاوى الانتخابية.

هـ- دور في صناعة القرار التنفيذي للجسم الإداري الانتخابي والتعامل مع الشكاوى الانتخابية.

و- المصادقة على نتائج الانتخابات والاستفتاءات خلال الانتقال إذا لبّت الانتخابات المعايير المطلوبة.

 

254

إننا ومن خلال قراءة البنود والمقترحات والتوصيات السابقة نلاحظ عدد من القضايا الجوهرية في الملف السوري والتي هي ستكون بمثابة العناوين الأساسية لعمل المجموعة في تغيير بنية النظام والدولة السورية والتي تتلخص بقناعتنا بالنقاط الجوهرية التالية:

  • محاربة الإرهاب في سوريا إلى ان يتم القضاء التام عليه وبالأخص في المناطق الخاضعة له شرق الفرات أي تلك المناطق الخاضعة لقوات سوريا الديمقراطية والإدارة الذاتية.
  • تغيير بنية النظام السياسي في سوريا من دولة مركزية إلى دولة لا مركزية على أساس أقاليم وكانتونات جغرافية إدارية بحيث تكون هناك حكومة في المركز دمشق وحكومات إقليمية محلية لها صلاحيات واسعة وليست إدارات محلية دون صلاحيات كما كان في عهد النظام الأمني البعثي.
  • مشاركة كل الأطياف والمكونات وبشكل أخص كل من النظام والإدارة الذاتية وبعض الشخصيات المعارضة في إيجاد حلول لمختلف القضايا السياسية والوطنية العالقة وذلك حول طاولة المفاوضات وتحت إشراف دولي للأمم المتحدة وانطلاقاً من المبادئ التي تم التوصل إليها في مؤتمرات جنيف وبالأخص القرار (2254).
  • إعادة كتابة الدستور السوري بما يتلاءم مع الواقع السياسي الجديد في سوريا بحيث يكون منسجماً وفق المبادئ والقوانين الدولية.
  • تقليص صلاحيات رئيس الجمهورية ومنح صلاحيات واسعة لرئيس الحكومة واستقلاليته عن وصاية رئيس الدولة.
  • منح القضاء استقلالية أوسع في عملها وصلاحياتها.
  • وضع الأجهزة الأمنية تحت رقابة وسلطة مدنية.
  • إخراج إيران من المنطقة.
  • إعادة اللاجئين بعد إعادة الأمن والحياة السلمية وإعمار البلد.
  • خلو سوريا من أي سلاح تدمير شامل.
  • عودة المنفيين السياسيين والمشاركة في الانتخابات تصويتاً وترشيحاً.

وهكذا فإن ما سبق من شروط وتوصيات للمجموعة المصغرة يمكن القول بأنها المبادئ الأساسية لأي حل واقعي في سوريا وبقناعتنا الشخصية ستكون تلك هي المداخل التي ستفرض خلال المرحلة القادمة في سوريا وإلا فإن البلاد ستذهب إلى التقسيم الواقعي على الأرض حيث ما عرف أو قيل عن “سوريا المفيدة” تحت وصاية الروس والإيرانيين، بينما شرق الفرات تحت الوصاية الأمريكية مع الأعضاء الآخرين للمجموعة الدولية المصغرة وجيب الشمال الغربي تحت الوصاية التركية وستكون تلك أسوأ الحلول حيث عفرين بالمحصلة ستكون أكبر كوارثنا نحن كشعب وقضية كردية.

255

تركيا تريد مخاتير

وليس حزباً ولا حتى “مجلساً إنقاذياً” لعفرين!!

 

تركيا ليست بذاك الغباء لتسلم عفرين للمجلس الوطني الكردي حيث الأخير تيار سياسي يملك بعض القوة والجماهير على الأرض وبالتالي يمكن أن ينقلب يوماً ما على تركيا وذلك عندما تتوفر الظروف والمناخات المناسبة ولذلك فهي أي القيادة التركية بحثت عن بعض السذج لتوهمهم؛ بأنهم سيكونوا حاكمي عفرين المستقبليين وهؤلاء صدقوا كذبة تركيا بحسن نية والبعض بغباء سياسي وآخرين انطلاقاً من حقد حزبي على الإدارة الذاتية وعدد منهم عن ارتزاق مالي.. طبعاً لي وللأسف الكثير من الأخوة والأصدقاء بين أولئك الذين ارتضوا على أنفسهم ذاك الدور البائس وقد نبهت عدد منهم بشكل شخصي.

 

لكن وعندما استمروا بذاك الدور والسيناريو القذر والمرسوم في دوائر الميت التركي، فإنني شددت في كتاباتي عليهم وذلك وخوفاً وزعلاً عليهم وليس منهم؛ كوني لا أأمل لأحد من أبناء شعبنا أن يكون في ذاك الموقع، فكيف لأصدقاء شخصيين حري بهم الوجود في مواقع أفضل وعدم الوقوع في مصيدة المخابرات التركية وهي تستغل حاجة المنطقة وسذاجة البعض وحقد البعض الآخر، لنكتشف جميعاً كم نحن الكرد “مهابيل” سياسة بحيث نصدق ان تركيا يمكن أن توافق على تسليم المنطقة للكرد وهي التي تريد (محاربة خيمة كردية ولو في أفريقيا).

 

ولذلك كان عتبي ولومي لهم في كتاباتي السابقة وبأن يجب ان ندرك بأن تركيا تريد بعض المخاتير من أصول كردية وليس حزب وتيار سياسي ولا حتى جماعة مدنية كردية، كون هؤلاء يمكن أن يشكلوا يوماً طبقة سياسية تعمل وفق المصالح الكردية وليس التركية وتركيا هي آخر دولة وحكومة قد تقبل بهكذا أمر في عموم كردستان وليس فقط في الجزء الواقع تحت الاحتلال التركي الطوراني الإخواني الأردوغاني .. فهل عرفتم لما كانت كتاباتي بحقكم شديدة اللهجة والعتب، كوني كنت أتمنى لكم ولشعبنا وللمنطقة واقعاً أفضل.

 

وأخيراً نضيف ونقول: هل تعتقدون بأن تركيا جاءت ليحل السلام أم الدمار بالمنطقة.. إن كل ما يمارس بحق المنطقة وأهلها هي وفق سياسات مدروسة في دوائر الميت التركي ولغايات واضحة؛ منها تدمير المنطقة وخلق عداء كردي عربي وصولاً لتغيير ديموغرافي كما حصل فيما يعرف بلواء الأسكندرون وذلك خلال القرن الماضي.. وباختصار شديد جداً؛ تركيا جاءت لتدمر لا لتعمر وبالتالي فهي لن تسمح لأحد بالوقوف في وجه مخططاتها التدميرية.

 

http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=609005

 

256

تركيا تعادي الكرد

وليس تياراً أيديولوجياً أيها المتذاكي

 

يا جماعة افهموها بقى؛ تركيا استهدفت المكاسب الكردية في روجآڤا وليس جماعة الإدارة الذاتية وبالتالي فهي جاءت باحتلالها مع مرتزقتها وفق سياساتها المعادية للكرد وليس بسبب “استفزازات” الإدارة الذاتية كما تدعون.. للأسف ما زال هناك الكثير من أبناء شعبنا يعيد أكذوبة الدعاية المخابراتية لحكومة العدالة والتنمية وعموم الحكومات التركية وذلك عندما يأتي أحدهم ويقول؛ بأن تركيا دفعت إلى ذلك “نتيجة سياسات الآبوجية” وها نحن نسألهم بدورنا ونقول لهم: وهل سألت نفسك يوماً بأن تحاول أن تبتعد عن التحزب لتستقيم القراءة معك.. طبعاً مؤسف حالتكم حيث الغمز بأن الاحتلال جاء كرد فعل على سياسات الإدارة الذاتية من قبل تركيا حيث فيها الكثير من الإجحاف، إن لم نقل الحقد والغباء السياسي، لا نقول ذلك هباءً حيث وبعيداً عن الشخصنة فذاك رأي تيار وليس شخصيات محددة.

 

وبالتالي فإن العبارة ليست موجهة لأحدهم دون الآخر، بل لتلك القراءة القاصرة، كون لو حاول أصحابها قراءة الموقف التركي من قضية الاستفتاء في إقليم كردستان لعرف تماماً بأن تركيا تحاول ضرب المكاسب الكردية وبالتالي هجومها على عفرين لم يكن إلا وفق منطقها العدواني ذاك حيث نعلم جميعاً بأن قيادة الإقليم قد فتح المجال لتركيا وشركاتها -وحتى لجيشها- في الوجود والاستثمار ضمن الإقليم ومع ذلك فإن السيد أردوغان ضرب كل ذلك بعرض الحائط، بل فقد وصف الرئيس بارزاني ب”الخائن” وهي عملت ونسقت مع كل من طهران وبغداد في ضرب المشروع الكردي، فهل كانت سياسات البارزاني استفزازية ضد تركيا مثلاً؟!

 

257

تركيا ..

تنتظرها مصير كل الديكتاتوريات

 

كتب أحد الإخوة المتابعين تعليقاً مطولاً بخصوص قراءتي عن مصير مماثل لأردوغان وتركيا، كما كان مصير من سبقه كصدام حسين حينما غزا الكويت بحجة إنها المحافظة التاسعة عسر ويجب إعادة الفرع للأصل بحيث كانت بداية النهاية للنظام العراقي وهكذا فربما مشاريع أردوغان وتركيا في إعادة العمل بالميثاف الملي تكون بداية النهاية لأردوغات والدولة التركية الحالية ويبدو أن قراءتي لم تلقى قبولاً لدى ذاك الأخ المتابع لأسباب خاصة تتعلق بمواقف محددة من كل من الإدارة الذاتية وإسلامية حزب العدالة والتنمية فقد جاء تعليقه كنوع من الدفاع عن تركيا وقوتها حيث كتب يقول: “لا يجب الأعتقاد بأن المثال العراقي الكويتي ممكن أن ينطبق على تركيا الحليف الأول الشرق أوسطي للناتو، باقتصادها القوي و تجارتها القوية مع الكثير من القوة الإقليمية و خاصة العالمية و بالأخص الإسرائيلية. كما يجب عدم النسيان بأن تركيا الآن مستعدة للتنازل عن أي شيئ للغرب ولأمريكا و لاسرائيل إذ هذا التنازل قدم لها شيئاً استراتيجياً لها. لا يجب استصغار تركيا و مقارنتها بالعراق و بصدام”.

 

وأضاف كذلك “كما يجب عدم نسيان بأن تركيا مستعدة بيع كل العرب و كل المسلمين، و تبقى مع ذلك مسلمة و حامية حمى الاسلام بنظر الكثيرين من المسلمين (كما يحصل الآن تماماً). و لا تنسى بان الغرب هو عاهر كبير: فإذا حصل هذا الغرب على شيئ من تركيا لصالح اقتصادي أو يهودي اسرائيلي أو أميركي، فالغرب مستعد أن يلمع صورة تركيا أكثر مما كانت عليه منذ عدة عقود. لا تنسى بأن الحملة الاعلامية و الهجمة الإعلامية الحالية الغربية الخجولة على اردوغان سببها ليست سياسات تركيا في عفرين، بل مواقف أطلقها اردوغان بشأن غزة و فلسطين (رغم أنو هو عم يتلاعب و يستغل هالقضية الفلسطينية)، لكن بمجرد أن يتنازل اردوغان و يخفض صوته: كل شيئ سوف يكون مسموح له. خاصة أن الغرب و امريكا يريدون أن تبقى تركيا حليفتهم و أن لا تذهب بعيدً مع الروس. لذلك: للآسف فكرتك في المقالة بريئة، مع احترامي. لكننا تعودنا على هذا النمط التفكيري و التحليلي من الكورد. أنت متل الي عم يغمض عينو و يحلم عن قصد و متعمداً الحلم، مشان ما يشوف الواقع و يتألم كتير، فبيعطي بنفسو لننفسو أمل. تركيا ليست من الدول التي تجازف، على الاطلاق”.

 

والآن إليه الرد على ما ذكر من نقاط ومواضيع.. أولاً لقد أبديت إعجابي بتعليقك ليس موافقةً، بل للجهد والتعب ومحاولتك الطيبة لنقاش المسألة بعقلانية، لكن وبما إنك حاولت أن تذكرني بعدد من النقاط، فدعني كذلك أذكرك بالكثير مما نسيت عزيزي:

 

  • لعملك؛ كما الآن تركيا حليف قوي للغرب والأمريكان كانت كذلك العراق وصدام في مراحل تاريخية محددة حيث في حربها مع إيران تم دعم العراق من قبل تلك الدول.

 

258

  • إن الاقتصاد العراقي وبما تملك من مخزون نفطي كان وما زال أقوى من الاقتصاد التركي الذي عرف الانعاش نتيجة السياسات الأمريكية الغربية في مساعدة تركيا في مرحلة ما واليوم ها هي الليرة التركية تنهار بسبب التخلي عن دعم الاقتصاد التركي.
  • العراق وصدام كان يتنازل للغرب عن كل شيء وحتى عن عروبته بشرط أن يبقى على الكرسي وأنسى قضية الشعارات القومية التي كان ينادي بها.

  •  

    • الغرب كان وما زال عاهراً كبيراً يبيع كل شيء في سوق التجارة وكما باعت صدام سابقاً سوف يأتي ذاك اليوم الذي تبيع فيه أردوغان .. فهي تبحث بالأخير عن مصالحها وليس مصالح حلفائها في العالم.

     

    • ولا تنسى أخيراً بأن الغرب في حربها الأخيرة بالمنطقة والتي بشر بها كيسنجر بأنها ستكون الحرب العالمية الثالثة، تريد إضعاف قطبي الإسلام؛ أي السنة والشيعة وعلى رأسها كل من إيران وتركيا حيث تمثلان قطبي السيادة وبذلك فإن دور تركيا في التفكيك والاضعاف سيأتي وسيوافقهم الروس كذلك حيث ليست من مصلحة الأخيرة أن تكون تركيا دولة قوية على حدودها ولأسباب دينية ثقافية وكذلك اقتصادية.

     

    وأخيراً لنرى من منا يقع في براءة التخيلات الوهمية “ويحلم عن قصد و متعمداً الحلم، مشان ما يشوف الواقع و يتألم كتير، فبيعطي بنفسو لننفسو أمل”.. طبعاً قراءتي ربما في جزئيات محددة تخضع لنوع من الحالة الرغبوية، لكن أحاول قدر الامكان أن أحافظ على موضوعيتي ولعلمك لم أقل بأن تركيا سوف تشهد خلال أيام وأشهر ذاك السيناريو، بل سنحتاج لبعض الوقت ليستكمل سيناريو الانهيار لهذه الدولة التي بدأت تخرج عن الطوق والدائرة المرسومة لها وربما باتت بعض المراكز الاستراتيجية ترسم الخطط والمخرجات المستقبلية لإيقافها وإسقاطها في وهم “ميثافها الملي”.

     

    وآخراً ولعلمك؛ ما من طاغية يستمر إلى مالا نهاية وبذلك فإن مصير تركيا ستكون مثل مصير كل الديكتاتوريات التي شهدها العالم .. والآن حاول أن تفكر وذلك قبل أن ترفض ما أوردت لك عزيزي.

     

    http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=600982

     

    259

    رسالة مختصرة

    لمن يسألني؛ لما أدافع عن ال “ب ي د”؟

     

    أولاً ولعلم الجميع؛ إنني كنت في المرحلة الأولى من “الثورة السورية” بالبلد وهددت حينذاك من قبل جماعة ال “ب ي د” أو بالأحرى من قبل النظام السوري، لكن عن طريقهم طبعاً ولذلك ليس جديداً علي من يقول بخصوص تسليم المناطق الكردية لهم من قبل النظام حيث كان الأخير بحاجة إلى تقليل جبهات الأعداء وبالتالي قام بتحييد الكرد وكان له ذلك.. ربما الآن سيقول البعض؛ كيف تدافع عمن رضي أن يكون جزء من ذاك المحور نقصد محور النظام وهنا ربما علينا أن نحيل أولئك الإخوة لتجربة السيد بارزاني وذهابه لبغداد في طلب المساعدة من “صدام حسين” وذلك لصد قوات الاتحاد الوطني ومن ورائه الحرس الإيراني ونعتقد بأن النظام السوري لم يصل درجة النظام العراقي السابق من الإجرام بحق شعوب المنطقة وتحديداً شعبنا وخاصةً في مرحلة تسليم المنطقة للكرد كي يكون جائزاً استلام السيد بارزاني مناطق بهدينان منه ولا يكون جائزاً للإدارة الذاتية باستلام المناطق الكردية من النظام السوري.

     

    للأسف هكذا هي السياسة؛ فيها الكثير من الوساخة وعليك أن تستفيد منها وسط تلك الأجواء ولذلك وعندما خرجت من البلد تحت تهديد جماعتنا من الإدارة الذاتية وأنا حانق عليها كأي معارض لها، كان من الطبيعي أن أكتب بطريقة أنتقد فيها تلك الإدارة وسياساتها وبشكل يومي وذاك كانت في مرحلة ما، لكن وعندما وجدت بأنها بدأت تؤسس لنفسها كيانها وشخصيتها الخاصة وتحقق بعض المكاسب لشعبنا، فكان من الطبيعي وكشخص طبيعي غير خاضع لحقد مرضي مزمن إسمه “العداء للعمال الكردستاني”، بأن أغير من نمط كتاباتي وأدافع عنها، كونها بالمحصلة الأخيرة ومقارنةً مع المشاريع على الساحة السورية فهي الأفضل لنا كردياً ولو توفر مشروعاً أفضل لكنت بالتأكيد مدافعاً عن ذاك المشروع ولذلك وجد البعض بأن كتاباتي تلك هي نوع من الانقلاب على الماضي والبعض حسبها ارتزاق رغم إنني أكدت وفي الكثير من كتاباتي؛ بأنني ما زلت أجد نفسي أقرب للبارزانيين منه للأوجلانيين، لكن وللأسف كل طرف يريدك أن تكون موالياً قحاً أو ربما عبداً لهم ليتقبلوك بين القطيع وذاك ما سأرفضه دائماً.

     

    وبالتالي فمن منا بحاجة لأن يستفيق من الغيبوبة المرضية وأخيراً إن كانت بوستاتي لا تليق بالحوار فيا ريت تهملوها بكل سهولة حيث هناك من كتب؛ بأن هذا البوست أو ذاك لا يليق بالحوار.. ولعلم الجميع؛ إنني لم أدع يوماً القراءة الدقيقة، بل أجتهد قدر الامكان وأقدم وجهة نظر وقراءة بخصوص مختلف المواضيع والقضايا وفتح باب الحوار والجدال، لربما نساهم في تقديم رؤية صحيحة لمختلف تلك المسائل ويكون الباب مفتوحاً للجميع حيث بذلك يتم إغناء المواضيع، لكن يبدو أن ما زال فكرة “أنا مالك الحقيقة” تهيمن على أدمغة الكثيرين منا ولذلك وأي نقد وانتقاد لفلسفته ونهجه، أو الثناء للطرف الآخر يعتبر من المحرمات والموبقات ويجعل من صاحبها “عدواً” لهم وبالتالي يجب قتله ورجمه بكل الصفات والتوصيفات الغير لائقة طبعاً .. للأسف وإلى أن نتعلم الاختلاف، سوف نعاني كثيراً من هذه الأحكام الجاهزة حيث التفكير “خارج الصندوق” يكون في عرفهم تكفيراً بالجماعة ويعتبر صاحبها مرتداً يجب قتله، مادياً أو على الأقل معنوياً.

     

    http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=601693

     

    260

    مفاوضات دمشق

    وما ترشح عنها من نقاط تم الجدال حولها!!

     

    ربما هي المرة الأولى التي تعلن فيها بأن وفد من الإدارة الذاتية أو مجلس سوريا الديمقراطي يزور دمشق ويتباحث في عدد من القضايا التي تهم الجانبين وبضوء أخضر أمريكي روسي، بل برعاية ولو غير معلنة منهما، لكن كل من يتابع الوضع السوري وأوضاع القوى على الأرض يدرك جيداً بأن كل من النظام السوري والإدارة الذاتية لا يمكنهما الإقدام على خطوة هكذا دون مشاركة الحلفاء، بل دون موافقتهما ورعايتهما وللوقوف على بعض التفاصيل فإنني ومن خلال الإتصال بأحد الأصدقاء المقربين من مركز القرار أفادنا بما يلي:

    “بالنسبة لذهاب السيد الهام احمد الى دمشق … بالمرة الماضية اتفقو (و)حصل نقاشات على الكثير من الملفات .. طبعا كلها شائكة .. اتفقوا فقط على النواحي الخدمية و الصحة .. (أما) موضوع القوات العسكرية و الاقتصاد و التعليم لم يتفقوا عليه .. وكان هناك ليونة من طرف النظام فيما يتعلق باللغة الكردية و لكن الاختلاف كان، هل المناهج بالكردية أي مناهجنا أو مناهجهم بالعربية .. لم تتوضح الاتفاقية بالكامل .. اتفقوا في البداية على ادخال النظام الى مدينة الطبقة و القيام بادارة مشتركة .. لا ادري بكامل تفاصيلها”.

    وأضاف كذلك؛ “طبعا الأمريكان وافقوا على دخول الحكومة السورية خدماتيا و ليس عسكريا و في حال نجاح هذه الادارة المشتركة الخدماتية المشتركة في الطبقة، فإنها ممكن أن تتوسع الى المناطق الاخرى و سيعود الكثير من الدوائر الحكومية الى الخدمة في الطبقة مثل دوائر النفوس ودوائر الصحة و غيرها و ادارة السدود .. طبعا هناك ضغوط من روسيا في هذا الاتجاه و إستكمال ذهاب السيدة إلهام إلى دمشق أتوقع إنه لإستكمال المفاوضات و الإتفاق على الملفات الشائكة”.

    وبالأخير “تمنى أن لا يكون الامر هو مجرد ورقة ضغط و إبتزاز يستخدمه النظام والروس ليجعلوا الاتراك يبيعون المعارضة في ادلب و الريف الشمالي”. طبعاً بدورنا نأمل ذلك، كما نأمل بأن يعزز وفد الإدارة بمختلف مكونات المنطقة العرقية والسياسية بحيث يشمل كل الطيف المجتمعي والسياسي للمناطق الخاضعة للإدارة الذاتية ولا يقف على لون سياسي واحد .. أما بخصوص الروس أو حتى الأمريكان والإبتزاز، فبكل تأكيد أن الأطراف الدولية وكذلك الإقليمية تبحث عن مصالحها وليس عن حقوقنا وعلينا أن نعرف كيف نستفيد من صراعات تلك الدول لتحقيق بعض الحقوق لشعبنا.

    بالأخير وكما أوردنا في مقدمة المقال؛ بأن لقاء الطرفين -وبالمناسبة هو ليس الأول كما رأينا، لكن لأول مرة يتم تداوله إعلامياً- قد تم تحت رعاية روسية أمريكية وإن كانت قمة هلسنكي هي لحظة مفصلية في عملية تحرك عجلة المفاوضات بين دمشق والإدارة الذاتية وربما تكون بداية لمفاوضات حقيقية لمجمل الحوار السوري السوري وإنها الكارثة الوطنية .. أملنا كبير أن تنتهي هذه الحرب الكارثية ويبدأ الحوار الوطني الحقيقي.

     

    http://www.m.ahewar.org/s.asp?aid=606711&r=0&cid=0&u=&i=1375&q=

     

    261

    ملاحظات على “مبادرة سياسيين ومثقفين

    تخاطب المجتمع الدولي لانقاذ عفرين”

     

    نشر موقع رووداو تقريراً تقول فيه؛ (قدمت مجموعة من نشطاء وسياسي مدينة عفرين بكوردستان سوريا مبادرة باسم البابين “دودري” لانقاذ عفرين وإيجاد حل سلمي للأزمة التي وشك أن تعصف بها، وتهدف المبادرة إلى حماية المدنيين ومنع اندلاع حرب بين الجيش التركي وحزب العمال الكوردستاني) .. ويضيف التقرير “المبادرة تهدف إلى حماية المدنيين في عفرين، التي وفق رؤية اللجنة التحضيرية للمبادرة فأنها تنجر رغماً عنها لحرب انتقامية بين الجيش التركي وحزب العمال الكوردستاني” ويزيد التقرير ((كما كشف المصدر الذي فضل عدم الكشف عن اسمه، أن “المبادرة وخطوات الحل أرسلت إلى ممثلي البعثات الدولية المهتمة بالشأن السوري مثل (أمريكا، روسيا، ألمانيا، فرنسا، الدانمارك، الاتحاد الأوربي) وبعض الدول العربية بالإضافة لعدد من مكاتب الأمم المتحدة، كذلك تم إرسالها إلى رئيس حكومة إقليم كوردستان نيجيرفان البارزاني”، مؤكداً أن “المراسلات لم تتوقف منذ أكثر من أسبوع ومازالت مستمرة من أجل البحث عن طرق سلمية لتفادي كارثة من حجم كارثة كوباني”)). وتقول رووداو في تقريرها كذلك؛ (وطالبت المجموعة المدنية والسياسية في مبادرتها بإعلان مدينة عفرين “منطقة محايدة ورمزاً للتأخي والسلم” عبر تحقيق النقاط التالية:

     

    • خروج المقاتلين من غير أبناء المنطقة تحت إشراف وضمانات دولية.
  • سحب كل القوات الخارجية التي تنوي اقتحام المنطقة لمسافة أمان كافية.

  • وضع الحدود الإدارية للمنطقة تحت إشراف ورقابة أممية.

  • تدريب وتأهيل الشبان والشابات من سكان المنطقة كقوات شرطة محلية غير مؤدلجة ومحايدة.

  • تسليم إدارة المدينة لأهلها من ذوي الخبرة والاختصاص والكفاءات.

  • تقديم تسهيلات لعودة طوعية للنازحين والمهجرين من سكان المنطقة.

  • فتح المنطقة أمام الإعلام وحرية التعبير والمنظمات الدولية.

  • وضع التراث التاريخي والإنساني في عفرين تحت حماية مكتب منظمة اليونيسكو للأمم المتحدة.

  • معاملة تنقلات سكان المنطقة في عموم سوريا على اعتبارهم من محايدي الصراع.

  • فتح معابر حدودية بضمانات أممية مع الداخل والخارج السوري.

  • يعتبر هذا الحل منتهي الصلاحية في حال التوصل لحل سوري شامل.

  • ختاماً.. ندعو كافة القوى والمنظمات المحلية والدولية والتي تعنى بالملف السوري إلى التعاون من أجل العمل والتحرك لإحلال لغة الحوار والدبلوماسية بدل لغة الحرب).

     

    بدايةً نود أن نقول؛ بأننا نشكر الإخوة الذين تواصلوا معنا بخصوص المبادرة وأخذ الرأي وذلك قبل أن تنشر على موقع رووداو وكنا نأمل من أولئك الإخوة عدم التسرع في نشر ما هو قيد الطرح والدراسة، كما كنّا نأمل من البعض عدم الدخول في جدال مع الموقع بخصوص أسئلتها حول المبادرة وكأنها مطوّبة باسمهم وذلك رغم إدعاء الموقع بأن مصدرهم لم يكشف عن اسمه، لكن وبنفس الوقت تكشف لنا عن شخصية محسوبة على المجلس الوطني الكردي لتجيب على أسئلة الموقع بخصوص المبادرة.. أما بخصوص ما جاء في الوثيقة المسربة من نقاط فإننا نود التأكيد على ما يلي: بأننا وعلى الرغم من موافقتنا المبدئية على المبادرة والحراك السياسي السلمي الذي يهدف إلى تجنيب المنطقة وشعبنا وعلى الأخص عفرين من أي حروب وكوارث قادمة ربما، لكن بالتأكيد لنا ملاحظات عامة عليها وعلى بعض النقاط التي تضمنتها حيث ورغم حسن النية لدى البعض ممن يقف

    262

    خلف الفكرة والمبادرة، لكن يبدو بأنه قد بثّ فيها بعض النقاط والقضايا سيتم استخدامها من بعض القوى والدول كأسباب ومبررات لممارسة المزيد من التعنت والضغط السياسي وربما العسكري ضد الإدارة الذاتية وقواها المدنية والعسكرية وذلك بهدف إخضاعها لتلك الجهات والدول وعلى الأخص تركيا ولكي لا نبقى في التنظير والكلام العمومي فإننا نود الوقوف عند كل من النقاط التالية:

     

    أولاً_ ورد في مقدمة وديباجة المبادرة ما يلي: (قدمت مجموعة من نشطاء وسياسي مدينة عفرين بكوردستان سوريا مبادرة باسم البابين “دودري” لانقاذ عفرين وإيجاد حل سلمي للأزمة التي وشك أن تعصف بها، وتهدف المبادرة إلى حماية المدنيين ومنع اندلاع حرب بين الجيش التركي وحزب العمال الكوردستاني)، إننا ورغم موافقتنا على فكرة تجنيب عفرين وغيرها من مناطقنا من أية حروب “انتقامية” أو غير انتقامية إلى أن القول بـ”منع اندلاع حرب بين الجيش التركي وحزب العمال الكوردستاني” هو إعادة لمقولات المخابرات التركية وحكومتها؛ بأن عفرين وروج آفاي كردستان سوريا عموماً خاضعة لسلطة ومنظومة العمال الكردستاني، مما يعطي “الحجة والمبرر” لحكومة أردوغان أن تقوم بعمل عسكري ضد المنطقة حفاظاً على أمنها القومي، كما تدعي تلك الحكومة.. طبعاً لا يخفى على أحد بأن حزب الاتحاد الديمقراطي والإدارة الذاتية عموماً تعتبر منهجياً وفكراً سياسياً متقاطعاً مع منظومة العمال الكردستاني ضمن الفكر والفلسفة الآبوجية وذلك كما أحزاب المجموعة البارتوية ضمن النهج البارزاني تتقاطع وهذا ما لم تنكرها الإدارة ولا القيادة السياسية لحزب الاتحاد الديمقراطي، لكن أن نأتي ونؤكد على مقولات مخابراتية تركية كمجموعة من المستقلين الكرد فهي كارثة حقيقية بحق شعبنا وقضايانا الوطنية حيث نعلم بأن هذه المقولات لها هدف سياسي واحد هو التغطية على الحراك التركي العدواني ضد المنطقة وأهلها المسالمين وبذلك نصبح جزء من الدعاية المخابراتية التركية، بل من المشروع العدواني للميت التركي ضد عفرين وعموم روج آفاي كردستان وذلك بعكس إدعاء المشروع والمبادرة السياسية وللأسف.

     

    ثانياً_ وبحسب التقرير والتوضيحات التي قدمت من قبل شخصية تنطعت لتوضيح بعض الأسئلة للموقع بخصوص المبادرة وذلك رغم الادعاء بسرية التسريب تقول؛ بأن “المبادرة وخطوات الحل أرسلت إلى ممثلي البعثات الدولية المهتمة بالشأن السوري مثل (أمريكا، روسيا، ألمانيا، فرنسا، الدانمارك، الاتحاد الأوربي) وبعض الدول العربية بالإضافة لعدد من مكاتب الأمم المتحدة، كذلك تم إرسالها إلى رئيس حكومة إقليم كوردستان نيجيرفان البارزاني” ومن دون أن يتم إرسال نسخة إلى الادارة الذاتية رغم أن هذه الأخيرة هي أكثر جهة معنية بالقضية وذلك إن كنا على توافق معها أو لا وبالتالي تكشف عن خلفية من يقف وراء المبادرة السياسية بأنها ذات توجه سياسي منحاز وليس محايداً و”مستقلاً” كما يدعي أصحابها وهذه ستكون نقطة المقتل لأي مبادرة سياسية بخصوص عفرين أو أي مشروع سياسي آخر وبالتالي على الإخوة تدارك هذه القضية وجعل القائمين عليها أن يكونوا على مسافة واحدة وأن يكون الهدف خدمة روج آفاي كردستان وقضايانا الوطنية وليس الانحياز لهذه الجهة أو ذاك الطرف السياسي.

     

    ثالثاً_ للأسف إن أول نقطة للمبادرة تقول: “خروج المقاتلين من غير أبناء المنطقة تحت إشراف وضمانات دولية” وهذه مرة أخرى تعيدنا لديباجة المبادرة والتي وقفنا عليها في ملاحظتنا الأولى والتأكيد على المقولات المخابراتية التركية وإدعاءاتها السياسية الدعائية بخصوص وجود قوات الكريلا التابعة للعمال الكردستاني وإخضاع روج آفاي كردستان لسلطة العمال الكردستاني وللرد على هذه المزاعم نود أن نطرح على أولئك الإخوة بعض الاستفسارات التالية: هل وجود بعض القوات العسكرية الغير (عراقية) في إقليم كردستان (العراق) يخضع لمقياسكم السياسي الذي يطالب بـ”خروج المقاتلين من غير أبناء المنطقة” أم أولئك لا يخضعون لمقياسكم كونهم جزء من مشروع سياسي تؤيدونه فكراً ونهجاً سياسياً ثم كيف تطالبون بإخراج هكذا قوات مع أطروحاتكم السياسية الكردستانية وبأن كردستان واحدة وتم تقسيمها بين دول إقليمية وفق مشروع استعماري، لكن القضية الأهم في هذه النقطة ليس ما سبق، بل ما ذهبنا إليه في ملاحظتنا الأولى بأن هكذا إدعاءات هي إدعاءات مخابراتية تركية سورية وليست حقيقة واقعة على الأرض وذلك رغم معرفتنا بوجود العشرات وربما المئات من القوات التي تدربت على يد الكريلا في روج آفاي كردستان، لكن أولئك الإخوة والأبناء هم ينتمون لروج آفا وليس لأقاليم كردستانية أخرى وكذلك فإن وجود العشرات والمئات من أولئك الإخوة لا يعني وجود “مقاتلين من غير أبناء المنطقة” حيث بات الجميع يدرك بأن حجم قوات قسد والحماية الشعبية أصبحت بالآلاف وليس العشرات والمئات وها هي الولايات المتحدة الأمريكية بصدد تشكيل جيش قوامه سيتجاوز الثلاثون ألفاً، فهل هؤلاء من قوات الكريلا و”من غير أبناء المنطقة” وكيف تطالبون بإخراج هكذا قوات مزعومة وربما بإيحاء تركي في حين أن الولايات المتحدة لم تطالب بها، بل لم تشير لوجود هكذا قوات عسكرية على أراضي روج آفاي كردستان، فهل بات لديكم من المعلومات العسكرية التي تفوق معلومات مخابرات دولة بحجم أمريكا؟!
    263

    رابعاً_ أما بخصوص “وضع الحدود الإدارية للمنطقة تحت إشراف ورقابة أممية” و”تدريب وتأهيل الشبان والشابات من سكان المنطقة كقوات شرطة محلية غير مؤدلجة ومحايدة” وأخيراً “تسليم إدارة المدينة لأهلها من ذوي الخبرة والاختصاص والكفاءات” فبقناعتي هي الأخرى شروط تركية وليست مطالب لمجموعة مثقفين وسياسيين يدعوون الاستقلالية حيث ورغم طوباوية الطرح السياسي ولا معقوليته بتطبيقه على الأرض؛ كون وببساطة ليس هناك من هو قادر على أن يشكل قوى بديلة في المرحلة الحالية وخاصةً مجموعة مستقلة من المثقفين والسياسيين، بل الدول والجهات الدولية والإقليمية هي التي تقف خلف تشكيل المجموعات والميليشيات العسكرية وإذا كان المطلب بحق أن يتم تشكيل هكذا قوات تحت رعاية دولية فذاك يعني جعل منطقة عفرين منطقة دولية محايدة وهنا نحن نتفق مع الإخوة في طرحهم لكن هل فعلاً هناك إرادة دولية ولا نقول توافق دولي كون ذلك سيتطلب تفاهمات على الحصص والامتيازات.. بقناعتي لا وجود لأي إرادة دولية في الوقت الراهن، بل إن المصالح الدولية والإقليمية هي باتجاه خلق المزيد من الصراعات في المنطقة وللأسف ومع إدراكنا بأن السياسة تخضع للمصالح وليس لقضايا وحقوق الشعوب سوف ندرك بأن الطرح بمجمله طرح غير واقعي وهو يدخل في باب المراهقات السياسية، لكن ورغم ذلك لا يعني الاستسلام لإرادة الحرب، بل على القوى والحراك المدني العمل على خلق أجواء تساعد على الانفراج والحل السياسي عبر تحرك جماهيري فاعل في العواصم الأوربية وغيرها مع طرح مبادرات سياسية تطالب بوقف الحرب وإجبار الفرقاء المتحاربة للجلوس على طاولة الحوار بهدف الوصول لنظم سياسية وطنية تشاركية تحقق الحد الأدنى من المطالب الوطنية والسياسية لمختلف المكونات السورية وضمناً مطالب وحقوق شعبنا الكردي طبعاً.

     

    خامساً وأخيراً_ وبخصوص “تقديم تسهيلات لعودة طوعية للنازحين والمهجرين من سكان المنطقة” و”فتح معابر حدودية بضمانات أممية مع الداخل والخارج السوري” وغيرها من القضايا والنقاط فبالتأكيد هي لن تتحقق دون الوصول لتوافق سياسي ترضي كل الأطراف والقوى المتنازعة والمتصارعة على سوريا مع التمنيات أن يتم تحقيق ذلك في أقرب وقت ممكن، لكن نعود ونؤكد بأن ذلك يرتبط بمشروع الحل السياسي الشامل في سوريا وإنهاء حالة الحرب وإعادة الاعمار مع وجود قرار سياسي بإعادة المهجرين من دول الطوق السوري وكذلك المهجرين للدول الأوربية.. وبالأخير نود التأكيد؛ بأن بعض تلك الملاحظات ليس بهدف الإدانة والاحباط بقدر ما هي وجهة نظر ربما تساهم في بلورة مشروع سياسي مع أولئك الإخوة وغيرهم وبالتالي تساهم في وضع نهاية لهذه الحرب الكارثية والعبثية في مراحلها الطائفية الإقليمية وإعادة الحياة للمشاريع والأفكار السياسية وبهدف التأكيد على قضية يجب أن ندركها جميعاً؛ بأن لا حلول من خلال الحروب، بل الحل الوحيد يكمن في التوافق السياسي والمشاركة والدولة المدنية الديمقراطية الاتحادية حيث وبعد حربين عالميتين وملايين القتلى وتدمير أغلب المدن الأوربية توصلت شعوبها لهذه الحقيقة وعلينا نحن شعوب الشرق أن ندركها كذلك، لكن يبدو أن ذلك تتعارض مع قضيتين أساسييتن؛ أولاً: مصالح شركات الانتاج الحربي للدول الغربية وثانياً: مصالح بعض الدول الاقليمية وسياساتهم الاستعمارية الاستيطانية وذلك على حساب بعض شعوب المنطقة ومثالاً شعبنا الكردي وقضيته وحقوقه الوطنية ولذلك ودون إيجاد حلول لهذه المعضلتين لن تكون هناك حلول حقيقية في المنطقة وعلى شعوبنا إدراك هذه الحقيقة المؤلمة التي تجعل من المنطقة وشعوبها وقوداً لتلك الحروب العبثية وذلك رغم مباركتنا لأي حراك شعبي يطالب بالحرية والديمقراطية.

     

    http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=586299

     

    264

    لإضافة أسمائكم وإعادة نشرها وتوزيعها ….

     

    نداء للتضامن مع عفرين في وجه العدوان التركي

    أقدمت القوات التركية البرية والجوية على القيام بعدوان سافر ضد شعبنا الكردي في منطقة عفرين وريفها , وبمساندة العديد من الفصائل المسلحة المرتزقة المحسوبة على المعارضة السورية , بحجج وذرائع واهية , مخفية في طياته إصرار تركيا على وأد أي خطوة كردية لنيل شعبنا لحقوقه القومية العادلة , وفي كل مكان , وذلك في خرق فاضخ للقانون الدولي.

    إننا في الأحزاب والمنظمات والجمعيات , وكذلك الشخصيات الوطنية ندين ونستنكر هذا العدوان على شعبنا الكردي في عفرين , المدينة الآمنة , والتي فتحت أبوابها أمام اللاجئين من مختلف المناطق السورية , وفي الوقت ذاته نطالب المجتمع الدولي بالضغط على السلطات التركية لوضع حدّ لهذا الغزو البربري , كما نناشد مختلف القوى الكردية للوقوف صفاً واحداً في هذه المحنة وتقديم ما يلزم لأبنائنا البررة المقاومين في عفرين البطلة .

    كلنا مع عفرين

    الخزي والعار للإرهاب التركي و أزلامه

    ……………..

    الموقعون :

    1- أ.نصرالدين إبراهيم – سكرتير الحزب الديمقراطي الكردي في سوريا ( البارتي )

    2- الحزب الديمقراطي الكردي في سوريا ( البارتي )

    3- اتحاد علماء المسلمين في مقاطعة الجزيرة

    4- جمعية بروان للتوعية البيئية والصحية

    5- زياد عثمان

    6- الصحفية لامار اركندي

    7- مركز كمال درويش الثقافي

    8 – ممدوح احمد

    9- ستير قاسم – ناشطة سياسية ومدنية

    10- سلطان شيخموس

    11 – كاميران حسن

    12 – مصطفى خليل

    13 – نزهة خليل

    14 – آياز يوسف

    15 – الدكتور شلال أحمد

    16 -كيفارا شنكالي

    17 – رضوان يغمور

    18 – هشام ملاحمزة

    19 – عباس حسين

    20 – بافي شفين

    21- أيام الأحمد

    265

    22 – برزان خليل

    23 – أكرم نايف يوسف

    24 – عبدالرحمن حسين

    25- روزا جيان

    26- أكرم احمد

    27 – جراح حسن

    28 – عبدالكريم حسن

    29- خليل أبو وليد

    30 – جلال عباس أبوكوفان

    31 – إسماعيل ملا

    32 – خليل حاجي

    33 – فنر سليمان

    34 – المحامي والكاتب زاهد محمود خلف

    35 – محمود نبي

    36 – م . عصام الدين الكردي

    37 – رمضان علي

    38 – أ . سليم محمد

    39 – روشن إبراهيم

    40 – مأمون موسى

    41 – إدريس يوسف

    42 – محمد عمو

    43 – حياة حسين

    44- سليمان بافي روند

    45 – عزيزة فرحو

    46 – الدكتور أحمد إبراهيم

    47 – عصام رسول

    48 – الدكتور عبدالوهاب حاجي

    49 – جميل رسول

    50 – المهندس ملاذ محمد

    51 – إبراهيم دوشي

    52 – شيخموس اوسي

    53 – أنس خوجة

    54 – سعد فرمان

    55 – محمد عمو

    56 – بهاء بافي نوري

    57 – محمد امين همكي

    58 -شيرفان شيخو

    59 – لينا رمو

    60 – آزاد أحمد

    61 – عثمان أحمد

    62 – الصحفي – يوسف صبري قامشلوكي

    63 – بنكين عبدي

    64 – الكاتب فواز أوسي

    65 – فهد خليل

    66 – أبو شعبان حفطارو

    67 – عمر مختار

    266

    68 – رانيا يونس

    69 – جومرد احمد

    70 -عباس حاجي

    71 – مصطفى كحيل – مدرس

    72 – حسن برو – محامي – سري كانيه

    73 – الدكتور محمد خليل حنش

    74 – فريدون علوانكي

    75 -شاهين أحمد

    76 – محي الدين سليمان

    77 – شفان شيران

    78 – شاها محمد – حركة الشباب الكورد

    79 – المهندس محمد شريف أحمد

    80 – الدكتور عبدالباقي محمد

    81 – آلان مراد

    82 – عدنان دوماني

    83 – نوزاد مشو

    84 – المحامي فتحي فارس

    85 – الدكتور أحمد ديكو

    86 – فوزية عمر قامشلو

    87- سليمان شيخو

    88 – سميرة محمد

    89 – موسى موسى

    90 – عمر إبراهيم

    91 – أفين إبراهيم

    92 – فيصل نعسو – الحزب الديمقراطي الكردستاني – سوريا

    93 – بشير محمد – حزب الوحدة الديمقراطي الكردي في سوريا – يكيتي

    94 – بزاز نبي – ممثل حركة كرد كردستان سوريا في هولندا

    ٩٥ – د.قاسم حسن . المانيا

    96د.راءد احمد حجي عباس حسين

    97 لقمان سليمان كاتب

    98- جوان يوسف ناشط سياسي

    حسين عمر كاتب

    100 يوسف خالدي . باحث

    101 بير رستم – كاتب

     

    267

    ولادة دولة كردستان

    ستكون في مصلحة شعوب المنطقة عموماً!!

     

    كتب أحد الإخوة المتابعين التعليق التالي على إحدى بوستاتي حيث يقول فيه؛ “كلنا يتذكر في عام ١٩٩١ كيف كانت السياسة التركية تهاجم كردستان العراق وكيف كان لا يسمح إلا بالعلم العراقي في الزيارات شي فشي تغيرت أمور كثيرة وأصبحت الزيارة تتم بحضور علم كردستان والعراق.. نعم أعلم اقوالهم؛ بأنهم لا يقبلون حتى بدولة على القمر اسمها كردستان ولكنها السياسة، إن المصالح هي التي تقود السياسة وليس العكس، إن النظرة الموضوعية توحي بأن استقلال كردستان تصب في مصلحة تركيا.. أعي ما أقول، إنني أسمع بك كإنسان مفكر معروف ولكن إذا كان عندك إطلاع على أمور الاقتصاد وكيف أن الامارات رفعت قضية عدم سداد حوالي أربعة عشر مليار ضد إقليم كردستان لدى المحاكم الدولية منذ عدة أشهر حتى قبل إعلان الاستفتاء وكيف أن بعض ممن يعرفوا بالسياسيين العراقيين يتهمون الامارات بتمويل الاستفتاء وعدم دفع رواتب الموظفين ولكن السؤال الذي يطرح نفسه وكلنا نعلم نتائج الاستفتاء والنتيجية التي ستظهر ماذا بعد الاستفتاء، ان السياسي هو الذي يدرك ولديه حسابات لمصلحة شعبه وليس الحمية، اما ماهي مصلحة تركيا في ذلك، عندما تعلن استقلالك فانك تحدد حدود لك وبالتالي فعليك مسؤليات تأمين الحدود وأمور كثيرة.. أنا أسمع باسمك كثيراً رغم عدم المعرفة الشخصية بك وأعرفك كمثقف من الطراز الرفيع في القضية القومية، هل زرت تركيا وهل تعرفها جيداً، أنا أقصد تركيا اسطنبول وإزمير وأنقرة، إن الوجود الكردي قد أصبح متداخلاً، استقلال كردستان يصب في مصلحتهم لأن التنمية الاقتصادية كلها وأغلبها في تركيا وليست في كردستان”.

     

    ويضيف كذلك؛ “إن السياسة ليست ثابتة فهي الروح الحية وتوجد أمثلة كثيرة كيف يتم تحويل العدو الى صديق، إن المثال الذي Rih fine dost le dijmin babe no be dost لا ينطبق على السياسة الدولية والأمثلة كثيرة، مثال واحد؛ إن دولة الشيشان كانت قد حاربت روسيا القيصرية أيام الإمام شامل وأيام ستالين، تم تهجير قسم كبير من الشيشان وقسم من الأكراد والأتراك إلى جنوب كازخستان منطقة جمبول وفي أيام إنقسام الاتحاد السوفيتي أعلن الشيشان استقلالهم وتمت الحرب الشيشان الاولى وتم تدمير غروزني وكان من المشاركيين في هذه الحرب أحمد قاديروف وولده رمضان قاديروف وله تصريح مشهور موجود على اليوتيوب؛ أن عدد الشيشان مليون ونصف وعدد الروس مئة وخمسين مليون، فكل واحد شيشاني عليه بقتل مئة من الروس وبمجيء بوتين بدأت الحرب الشيشانية الثانية، فذكاء بوتين الرئيس الحالي استطاع جلب أحمد قديروف الى جانب السلطة الروسية لمحاربة الوهابيين الاجانب والمحليين وتم تسليمه السلطة في الشيشان وتم قتل أحمد قديرروف بعملية تفجيرة وتعين

    268

    رمضان قديروف خلفا لوالده، الان ما الذي حصل؛ أن دهاء بوتيين استطاع تحويل العدو الى صديق وليس صديقاً، بل مدافعاً عن السياسة الروسية والرئيس بوتين، هناك تصريح له يقول؛ أنا في خدمة الرئيس حيث يأمرني ولا أسمح لأحد بالتعدي ولو لفظياً له وها هي الكتيبة الشيشانية في شرق أوكرانيا وكتيبة الشرطة العسكرية التي تسمى الروسية ولكنها الشيشانية في الواقع تحمي مصالح روسيا العظمى وتخدمها على أحسن وجه .. أعذرني للاطالة مع إحترامي الشديد لك، إن الاختلاف لايفسد للود قضية، احترامي لك ولكنها السياسة”.

     

    وبدوري فقد وجهت له الجواب التالي؛ أولاً دعني أشكرك على إشادتك الكريمة بحقي وقبلها على ردك الهادئ والجميل والموضوعي صديقي ورب صديق قد نأخذه بعد خلاف أو “قتال” كما يقال في الأمثال أما وبخصوص مسألة “العداء” في السياسة وبكل تأكيد؛ لا أعداء دائمين، بل هناك مصالح دائمة وهذه إحدى أهم حقائق السياسية إن كانت هناك حقائق بالمفهوم الأخلاقي في السياسة، لكن تلك ليست قضيتنا، بل مسألة الاستفتاء وإستقلال كردستان وهل تخدم المصالح التركية أم لا .. بدايةً فإنني أدرك بأن استقلال كردستان ليس فقط في مصلحة تركيا، بل هي تخدم مصالح المنطقة عموماً وشعوبها ودولها حيث ومن خلال حل المسألة الكردية سوف تسحب إحدى أكثر البراميل القابلة للتفجير في كل لحظة والمتفجرة فعلاً من جغرافيات هذه البلدان وبالتالي تؤسس لعلاقات إقتصادية تجارية وسياسية تقوم على التكافؤ والمصالح المشتركة، لكن تلك وبكل تأكيد تحتاج إلى حكومات وسياسات أكثر إنفتاحاً وديمقراطية وذهنيات تدرك بأن؛ لا حياة لحكومات قرووسطية أقوامية عنصرية ودينية رجعية، بل بأن المرحلة تتطلب حكومات مدنية ديمقراطية تحتكم للقانون الدولي ومبدأ العدالة وحقوق الانسان، لكن صديقي وللأسف فإن هذه الذهنية ما زالت مغيبة عن شعوبنا وحكوماتنا في المنطقة ومنها حكومة العدالة والتنمية والتي كنت أجد فيها وخاصةً في عهدها الأول بعض الأمل بتقديم تجربة إسلامية ليبرالية، لكن تناسيت وتداركت بعد ذلك؛ بأن لا تحديث مع القديم المهترئ وللأسف.

     

    وبالتالي لا بد من إعادة بناء مؤسساتي جديد وليس تدوير القديم يقوم على مبادئ وقيم فكرية ومفاهيم سياسية تنتمي للعصر الحديث وليست مستوردة من الماضي السحيق .. طبعاً القضية تحتاج للكثير من الجهد الفكري لإلقاء الضوء على كل جوانبها، لكن فقط أود القول بأن التجربة الأردوغانية الإخوانية بنسختها الحديثة سقطت وربما أسقطت بفعل وعوامل تآكل داخلية معرقلة وكذلك نتيجة صراعها مع مشاريع حضارية متصارعة معها ولن أستفيض فيها كثيراً هنا، لكن فقط أود أن أوضح بخصوص تغير الموقف التركي من الإقليم لأقول: بأن التغيير جاء بعد أن أصبح الإقليم واقعاً سياسياً قانونياً فأجبرت تركيا على الرضوخ للأمر الواقع بحيث لا تخسر أكثر وقد تداركت في اللحظة الأخيرة لإقتناصها كفرصة للإستفادة وقطع الطريق على الآخرين وذلك بأن يبادروا هم إلى ربط الإقليم إقتصادياً بأنفسهم كإيران أو سوريا وللعلم فإن تركيا سوف تجبر مرة اخرى على القبول بالواقع الجديد، لكن حينذاك ستكون هناك معادلات جديدة في المنطقة ومنها قد لا تكون هناك حكومة العدالة والتنمية .. مرة أخرى تقديري وها إنني سارسل لك طلباً للصداقة عربوناً لردك الهادئ والعقلاني.

     

    http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=604518

     

    269

    باختصار شديد جداً

    تركيا ترتكب أكبر حماقاتها بعمليتها العسكرية ضد عفرين.

     

    ارتكبت تركيا خلال المرحلة الماضية وخاصةً في الملف السوري الكثير من الحماقات السياسية، لكن وبقناعتي ستكون العملية العسكرية التركية الأخيرة ضد شعبنا في عفرين أكبر حماقة ترتكبها الحكومة التركية وسلطانها الأرعن ولأسباب عدة:
    1- عفرين هي بيئة كردية وحاضنة اجتماعية لقوات الحماية الشعبية وحزب الاتحاد الديمقراطي وليس كما يروج لها تركيا بأن؛ “الأكراد يطالبون بتحريرهم من هذه العصابة الإرهابية” وبالتالي فإن شعبنا وقواتنا ستدافع عن المنطقة بشراسة وستقف في وجه قوى الإحتلال التركي ومرتزقتها من العصابات الإخوانية.
    2- البيئة الجغرافية الجبلية لمنطقة عفرين ستجعل العمليات العسكرية صعبة على أي قوة غازية حيث لا القوى البرية ولا حتى الطيران قادر على النيل من القوات المتواجدة ضمن هكذا جغرافيات وإن حرب الفيتناميين ضد الأمريكيين خير مثال عن هكذا واقع حيث دائماً هكذا جغرافيات لصالح العمليات العسكرية ذات الطابع المغاويري وليس العمليات الحربية الشاملة وخاصةً أن القوات المحلية تعرف جغرافيتها جيداً، مما تساعدها في نصب الأفخاخ للعدو الغازي ومن جهة أخرى فإن الحاضنة الاجتماعية تكون عامل مساعد للدفاع عن المنطقة وإيقاع العدو بكمائن عسكرية.
    3- تركيا بشن العملية العسكرية جعل “الرماديين” من الكرد وهم نسبة كبيرة في أي مجتمع منقسم سياسياً يصفون جميعاً مع حزب الاتحاد الديمقراطي والقوات الكردية ضد الهجمة العسكرية التركية الطورانية وهذا كان بعكس ما تريدها تركيا من عملياتها الحربية.
    4- إن العملية التركية حقن الشارع الكردستاني وفي مختلف أجزاء كردستان ضد سياسات تركيا حيث حتى القوى والأحزاب الكردستانية المحسوبة على المحور التركي (السني) تعيش حالة ارتباك سياسي وغير قادرة على الوقوف إلى جانب سياسات تركيا المعادية.
    5- تدويل المسألة الكردية في روجآفاي كردستان والشمال السوري نتيجة العمل العدواني لتركيا حيث اليوم سيتم طرح القضية على طاولة الأمم المتحدة وهذه كانت واحدة من القضايا التي لم تكن يوماً تريدها أو تتوقعها تركيا، بل ربما لم يحلم الكرد والعفرينيين بها.
    6- العدوان التركي والتخاذل الروسي جعل الكرد ليس فقط في شرق الفرات، بل كذلك في غربها وربما وصولاً للبحر المتوسط من حصة الأمريكان والغرب عموماً حيث وزير خارجية فرنسا صرح اليوم بأن “الروس وحدهم لا يمكنهم إعادة إعمار سوريا وبأن لا بد للدول الغربية من المشاركة وخاصةً في تلك المناطق التي تنعم ببعض الاستقرار” وذلك في إشارة للمناطق الكردية الخاضعة لقوات الحماية الشعبية.

    270
    7- وأخيراً؛ نقول للدولة التركية وحكومتها ومرتزقتها من القوى والميليشيات الإسلاموية بأن قضايا الشعوب لا ترسم في دوائر الاستخبارات، بل من خلال إرادة تلك الشعوب وإن شعبنا بات يملك تلك الإرادة لنيل حريته وبالتالي فكل قوى العالم لن تكسر تلك الإرادة الوطنية.
    http://www.m.ahewar.org/s.asp?aid=586744&r=0&cid=0&u=&i=1375&q=

     

     

    تركيا باحتلالها لعفرين

    حققت أكثر من هدف إستراتيجي

     

    تركيا حققت أكثر من هدف سياسي، بل نجحت في ضرب الكرد من خلال احتلالها لعفرين في عدد من النقاط الحساسة والإستراتيجية وسنحاول أن نختصرها قدر الإمكان بما يلي:

    أولاً- إبعاد وإقصاء طرف سياسي كردي قوي يملك القوة العسكرية والجماهيرية ونقصد الإدارة الذاتية وحزب الاتحاد الديمقراطي.
    ثانياً- تأجيج الصراع الكردي الكردي من خلال استخدام المجلس الوطني في ضرب الإدارة الذاتية ومن ثم إقصائهم عن أي مشاركة سياسية في إدارة عفرين رغم كل وعودها لهم بذلك سابقاً وذلك خوفاً أن يصبح المجلس عائقاً جديداً يحل محل الإدارة الذاتية، كون له قاعدة شعبية مقبولة وكان يمكن أن تتحول لقوة رادعة لبعض مشاريع تركيا وأخونة المنطقة.
    ثالثاً- ضرب المجلس وتخوينه من خلال بعض الحمقى والمرتزقة ممن قدم خدماته للميت التركي تحت مسمى “المستقلين” أو مجالس “الإنقاذ” وهم الذين (لا يملكون شروى نقير) في البير وقد جيئ بهم لمهمة واحدة فقط؛ “تلميع صورة المحتل” في محاولة من تركيا باللعب بهم ويكونوا الطراطير والبدائل عن ما يسمى بالمجلس الوطني الكردي.
    رابعاً- خلق عداوة كردية عربية في سوريا وذلك بأن دفع بتلك المجاميع الإسلاموية الإخوانية العروبية كرأس حربة في سلب ونهب وقتل الكرد في حملتها العدوانية ضد منطقة عفرين.
    خامساً- القيام بتغيير ديموغرافي سكاني لمنطقة عفرين حيث وبعد أن كانت عفرين تمتاز بخصوصيتها الكردية الشبه كلية فقد كانت النسبة السكانية الكردية تتجاوز ال ٩٥٪؜ فها قد بات الكرد يشكلون أقل من النصف وذلك بعد أن تم جلب الآلاف من الغوطة وغيرها وإسكانهم بدل سكانها ومواطنيها الكرد.
    سادساً- وهو الأخطر وضع يدها على كامل الشريط الشمالي من سوريا والعودة بقوة لتكون لاعبة أساسية في الملف السوري وذلك بعد كانت همشت في مراحل سابقة مع خسارة مرتزقتها للأراضي التي كانت واقعة تحت سيطرتها وخروجهم المذل نتيجة تقدم قوات النظام بحماية روسية إيرانية.

    271
    سابعاً وأخيراً؛ يمكننا القول بأن تركيا وتحديداً حزب العدالة والتنمية ورئيسها قد استخدموا تلك النجاحات السابقة في توظيفها لسياساتهم بالداخل وإعادة انتخابات الرئيس أردوغان وقلب نظام الحكم من برلماني لجمهوري بحيث يستفرد بالقرار السياسي مقلداً الزعيم الروسي بوتين، لكن هل يملك أردوغان كاريزما بوتين، بل هل تملك تركيا إمكانيات روسيا لتكون هي الأخرى أحد أسياد أو على الأقل أقطاب السياسات الدولية والإقليمية .. أعتقد الأيام والأشهر القادمة ستحمل بعض الإجابات، لكن بكل الأحوال علينا أن نعترف بأن حكومة العدالة والتنمية حققت الكثير من النجاحات بإحتلالها لعفرين، لكننا على قناعة بأنها لن تدوم كثيراً..!!

     

    http://www.m.ahewar.org/s.asp?aid=606531&r=0

     

     

     

    أنا كوردي

    .. وإلى الجحيم بكل التاريخ!!

     

     

     

     

     

     

    19 يونيو، 2015 ·

    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ هي ليست عنصرية، بل ربما صدى لصرخة إنسان عانى ويعاني من الإلغاء والتهميش والحرمان، بل ربما واقعاً مفروضاً علينا نحن الكورد أن نقولها: بأننا كوردٌ وكوردٌ .. وكوردُ وذلك قبل أن نكون “سوريين وترك وعراقيين وإيرانيين” فتلك هي إحدى الحقائق والوقائع التي فرضتم علينا نحن أبناء القهر الإنساني وأنتم ترفضون الإعتراف بنا وبشراكتنا وهويتنا في الوطن .. فمنكم من قال إننا مهاجرون إلى هذه الأوطان ومنكم من قال إننا أبنا الجن والعفاريت وأسوأكم من قال؛ بأن ليس لنا أصلٌ وفصلٌ وأصولَ وبأن أصولنا تعود لكم ونحن نسينا تلك الأصول “العربية، التركية، الفارسية” فتكردنا وأستكردنا على قول المصريين أي أستحمرنا؛ “من الحمير” وبالمناسبة لم تأتي تلك الجملة من الفراغ، بل لها جذورها التاريخية حيث لو لم نكن ((كرداً مُستَحمرين)) لما كنا فتحنا لكم القدس وتركناها لكم، بل كان علينا أن نجعلها “أندلس” الكورد وحينها لم نكن لـ”نستكرد” في لهجاتكم ودساتيركم و”بلدانكم”، بل لكنا لكم أسياداً ومنذ عهد صلاح الدين وعمه شيركو الكوردي.

     

     

     

     

     

     

    272

    لقد شبعنا من ذلكم لنا وحقدكم علينا ومللنا من ثقافتكم وأخوتكم الزائفة؛ فأنتم أبناء الأمم والقوميات “الكبرى” وفي البلدان الأربعة لا تريدوننا إلا أن نكون فرساً أو تركاً أو عرب عدنان وقحطان وفي دولٍ لا تعترف إلا بالهوية الواحدة الموحدة، حيث مقولتكم بأن “الرب واحد والوطن واحد والشعب واحد” وذلك دون مراعاة لهوية الآخر (الكوردي) المتشظي على خارطة الوجع والألم .. إذاً فأعلموا إننا بتنا نكره العيش معكم وفي ثقافتكم و”بلدانكم” وفي أوطانٍ لم نعرف منها غير السجون والمنافي وإذلال كرامة الإنسان .. إذاً ليكن لكم وطنكم ولنا وطننا ولكن لتعلموا إنكم أنتم من أجبرتموننا أن نتمسك أكثر بهويتنا وكورديتنا وذلك لحقدكم ورفضكم لإخوتنا وشراكتنا، مما أوصلتمونا لقناعةٍ بأن خلاصنا لن يكون إلا من خلال وطنٍ يأوينا ويحمينا ويعطينا هويتنا الحضارية والكوردستانية.. وإلى الجحيم بكل التاريخ المشترك والذي لم نعرف منه ومنكم غير الحروب والأنفال والإبادات الجماعية التي ترتكب بحقنا نحن أبناء الكورد في وطننا، بل لم تتركوا لنا وطناً حتى لندفن به موتانا.. إننا نريد كورستاننا لنموت عليها بكورديتنا.

     

    273

    ثورة 19 تموز

    بين المأمول والواقع على الأرض.

    رغم إننا لا نؤمن بمقولة الثورة والثورات كثيراً، لكن ذاك ما تم الاصطلاح عليه من قبل القائمين على الإدارة الذاتية وبالتالي فإن استخدامنا للمصطلح هو من باب الإشارة والتعريف بالموضوع حيث مجتمعاتنا الشرقية ما زالت تتخبط في حالة الفوضى والحروب الوجودية وهو بعيد عن إنجاز ثوراته الحقيقية في هذه المرحلة التاريخية، كون الثورات تحتاج إلى نضج فكري مجتمعي ونهضة ثقافية حضارية تؤسس لها اقتصاد وطني حقيقي وهذا ما نفتقر إليه في الشرق عموماً وعلى الأخص أبناء الشعب الكوردي والتي لها بالتأكيد أسبابها الخارجية المتعلقة بظروف الاحتلال وتقسيم كوردستان بين عدد من الدول الغاصبة، كما لها أسبابها الداخلية وذلك من بيئة وطبيعة المجتمع القبلي والحياة الزراعية القروية التي لا تساعد على التأسيس لتنمية اجتماعية تشكل الوعي الفكري القادر على إنجاز ثورته الاجتماعية ولذلك يمكننا القول؛ بأن ما يجري في سوريا والمنطقة عموماً هو إعادة فرز قوى مجتمعية جديدة لتقاسم النفوذ والسلطة مع قوى مجتمعية قديمة تسيدت المشهد السياسي لقرن كامل وباستفراد سياسي أسست لديكتاتوريات أيديولوجية عسكرية قوموية، كما في سوريا والعراق وتركيا أو مشايخ وحكومات ثيوقراطية دينية قوموية مثل إيران والسعودية.

    إذاً وبقناعتي؛ ما زالت المجتمعات الشرقية تحتاج إلى روافع ثقافية مجتمعية واقتصادية تنموية لتنجز ثوراتها الحقيقية القادمة، أما مرحلياً فربما لن يتعدى توزيع للأدوار وتقاسم للسلطة داخل هذه الجغرافيات التي قد تشاهد بعض الانزياحات في الحدود الداخلية والخارجية .. لكن ورغم ما سبق وبخصوص ما يعرف اصطلاحاً بـ(ثورة 19 تموز) فبقناعتي أن الكورد قد حققوا بعض المكاسب التي ترتقي للمنجز التاريخي وذلك على الرغم من إدراكنا بان لا منجزات في ظل الحروب الداخلية وأن أكبر إنجاز في هكذا ظروف عصيبة؛ هو أن تحافظ قدر الإمكان على السلم الأهلي وحياة المواطنين والمناطق التي هي تحت إدارتك الذاتية .. وهكذا فيمكننا تلخيص واختصار أهم منجزات الكورد وإدارتهم الذاتية بما يلي:

    أولاً – الحفاظ على المناطق الكوردية بعيدة قدر الإمكان عن دائرة الصراع والحرب الأهلية وذلك على الرغم من كارثة كوباني.

    ثانياً – إدارة المناطق الكوردية ضمن توافق عرقي أقوامي حافظ على السلم الأهلي.

    ثالثاً – تشكيل بعض الإدارات والمرافق التي تهتم بحياة المواطن من معيشة وتعليم وأمن وذلك رغم الإمكانيات القليلة.

    رابعاً – بناء قوات عسكرية “وحدات حماية الشعب والمرأة” كقوة عسكرية تدافع عن وجود شعبنا ومناطقنا ضد هجمات القوى التكفيرية.

    خامساً – التعريف بالكورد من خلال التأكيد على إنه بعيد عن ثقافة التشدد الديني وإن مشاركة المرأة في الحياة المدنية والعسكرية أعطى للكورد وجهاً حضارياً مشرقاً لدى الرأي العام العالمي مما أكسب القضية الكوردية تعاطفاً دولياً.

    سادساً – القيام بعدد من الفعاليات والنشاطات الديبلوماسية للتعريف بالكورد وعدالة قضيتهم وبالتالي مشاركتهم في رسم سياسات سوريا القادمة.

    سابعاً – الاهتمام بالثقافة الكوردية وجعل اللغة الكوردية هي اللغة الرسمية الأولى في التعليم والتي سوف تؤسس شخصية كوردية مستقبلاً مع الجيل الناشئ.

    274

    وهكذا وكما لكل قضية جوانبها المشرقة فكذلك لها جوانبها المظلمة والظليلة حيث وللأسف؛ فإن شعبنا وحركتنا السياسية لم تقدر على أن تتوافق على مشروع سياسي وبالتالي فإن الحركة والمجتمع ما زال يعاني من شرخ في بنيته وهذا ما يضعف موقف شعبنا ضمن المعادلة السياسية السورية، كما إنها تسببت إلى حد كبير في هجرة العديد من أبناء شعبنا إلى الشتات ودول الجوار رغم معرفتنا بأن ظروف الحرب والمعيشة والفوضى وغياب الأمن ومؤسسات التعليم وغيرها قد ساهمت جميعاً في هجرة مواطني الكانتونات والإدارة الذاتية، لكن وللأسف فإن الخلاف السياسي بين كل من المجلس الوطني الكردي وحركة المجتمع الديمقراطي والتي تقود العملية السياسية في مناطق الإدارة الذاتية قد خلق شرخاً إجتماعياً إن لم يتم تداركه ومعالجته من خلال توافق سياسي وتشارك في إدارة العملية السياسية في مناطقنا، فقد نشهد مستقبلاً عدداً من الأزمات الداخلية وصراعاً كوردياً – كوردياً وبالتالي نعيد تجربة بلدان المنطقة العربية و(ثوراتهم) أو بالأحرى صراعاتهم الداخلية وما يلحقها من كوارث مجتمعية ثقافية واقتصادية ولذلك نأمل من فريقي الصراع الكوردي، تدارك هذه القضية الإشكالية كي لا نشهد المزيد من الكوارث الوطنية.

     

    أضف تعليق