الكورد والصراعات الإقليمية ، بير رستم ، نصوص ومقالات

f5486c9bbf1b41659d2fef12d12b4de2
لتحميل الكتاب :


أو
https://www.4shared.com/web/preview/pdf/5Har0pCHee
لقراءة الكتاب:

اسم العمل : “الكورد وخارطة الصراعات الإقليمية

اسم المؤلف :بير رستم

نوع العمل :نصوص ودراسات

رقم التسلسل 68

الطبعة: الطبعة الالكترونية الأولى10تشرين الثاني – 2018م

تصميم وتنسيق ومراجعة : ريبر هبون
الناشر: دار تجمع المعرفيين الأحرارالالكتروني

جميع الحقوق محفوظةللمؤلف

حقوق نشر الكتاب محفوظة للمؤلف والنسخة الالكترونية ملك لدار تجمع المعرفيين الأحرار الالكتروني

https://reberhebun.wordpress.com/

لنشر أعمالكم يرجى الاتصال بـ :

reber.hebun@gmail.com

 

 

 

2

 

 

 

 

لاوند ميركو

 

 

 

الكورد وخارطة الصراعات الإقليمية

 

 

 

 

 

 

نصوص ودراسات

 

 

 

3

 

 

 

 

الإهداء*

 

 

إلى أرواح ضحايا المقاومة بعفرين

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

4

 

 

 

 

أسطورة كاوا الحداد

..بين الواقع التاريخي والدلالات الأسطورية.

  • عوضاً عن المقدمة –

 

يكتب الصديق الأستاذ حيدر عمر على صفحته الشخصية بوستاً يقول فيه؛ “الدكتور أحمد خليل، استاذ الأدب والنقد الأدبي العربي في جامعة العين في دولة الإمارات العربية المتحدة، ينشر منذ فترة دراسات فكرية تحت عنوان (نحو مشروع كردستاني استيراتيجي) وأقوم بترجمتها إلى اللغة الكردية تباعا، عند ترجمتي الحلقة الثلاثين اليوم، رأيته يكتشف جريمة ثقافية وفكرية وقومية لا مثيل لها في التاريخ ارتكبها الفرس بحق الكرد منذ 25 قرناً، ومنذ ذلك الحين ساهم الكرد ولا زلنا نساهم في ترسيخها وترويجها حتى اليوم. ولا أعلم إلى متى سيدوم هذا الأمر إن لم يقم الكرد بفضحها، وإزالة ما علق منها في أذهاننا. الجريمة هي أنه حين اشتد الصراع بين الفرس والملك الميدي الأخير (أزهي دهاك / EzhêDehak) حمل الفرس على هذا الملك المدافع عن المملكة الميدية حملة شعواء تجلت قذارتها في تحوير اسمه إلى (أزدها/ Ejdeha) أي (التنين) ولفقوا حكاية اسطورية مفادها أن كتفيه اصيبتا بالتهابين على شكل ثعبانين كان يداويهما بمخ شابين كل يوم. انطلت هذه الفرية على أجدادنا، ورحنا نحن نتناقلها حتى اليوم من جيل إلى جيل، مشتركين في جناية ارتكبها أعداؤنا بحق أمتنا، ومساهمين في تبشيع صورة ملك ميدي دوّخ الفرس في زمانه.

ألا وامؤرِّخاه! يا مؤرِّخي الكرد أين أنتم؟، لِما لا تجرِّدون أقلامكم لكتابة تاريخ أمتكم الذي شوَّهه الحاقدون!”.

 

 

5

وقد كان تعليقي على بوسته بالشكل التالي: الأستاذان حيدر عمر ود. أحمد خليل؛ إنني لن أناقش الأسطورة والحكاية التاريخية من حيث صدقها أو دحضها وكذلك من حيث المراد منها من قبل “الأعداء” ألا وهم الفرس ولكنني سوف أقف عندها من حيث الدلالات والمعاني القيمية والثقافية حيث الأسطورة تتداول اليوم وعبر آلاف السنين الغابرة كإحدى أهم المحركات العاطفية والثقافية في دعوة وتحريض شعبنا للمطالبة بالحرية والإنعتاق من ظلم الاستبداد والطغيان والديكتاتوريات وبالتالي هي بعكس ما أرادها “الأعداء” وعملوا لها وهكذا فإن الأسطورة وعلى المستوى الدلالي والقيمي لن تفقد قيمتها وحضورها مع هذه الجزئية التاريخية.. مودتي لكما وما تقومان به من جهد ثقافي جميل. لكن وبنفس الوقت ألا تعكس هذه الفرية التاريخية من جانب الفرس ما يشكل واقعاً تاريخياً لشعب وأمة ما زالت تعاني من سياسات الإلغاء والإنكار والتهميش، بل ومن تزوير لكل تاريخه القديم والحديث ونفي لحقائق تاريخية وجودية لشعب يعتبر أحد المكونات الحضارية والأثنية لمنطقة ميزوبوتاميا.. للأسف ذاك هو الواقع المأساوي لشعبنا ولتاريخنا وعلى الأجيال القادمة أن تتحلى بالثقافة الأكاديمية لإعادة تاريخ المنطقة ووضع النقاط على الحروف بحيث نعيد للتاريخ وجهها الحقيقي؛ بأن كردستان هي جغرافية وطنية لشعب وأمة وليست تركة استعمارية لحكومات ودول ما زالت تتعاطى مع قضايا شعبنا وكأنها جزء من سياساتها وقضاياها الداخلية وليست قضية سياسية تاريخية وقد حان الوقت للاعتراف بحق هذه الجغرافية أن تصبح كيان سياسي لشعب حرم من دولته الوطنية.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

6

 

 

مدخل استهلالي

نوروز بين الرمز والدلالة: يعتبر عيد نوروز من الأعياد التي تضرب بجذورها في عمق التاريخ والأسطورة ولشعوب وأمم عدة مثل الكورد والفرس والأفغان والطاجيك وكذلك في تركيا وأذربيجان وباكستان وغيرها العديد من الدول والأقاليم؛ حيث يعد في بعضٍ من تلك الدول عيداً وطنياً رسمياً، ففي إيران “تستمر الاحتفالات بعيد النوروز لمدة ثلاثة عشر يوماً متتالية” (من ويكيبيديا – الموسوعة الحرة). أما في إقليم كوردستان يحتفل به (أي بعيد نوروز) أربعة أيام كعيد قومي للأمة الكوردية، حيث تعطل كافة الدوائر والمؤسسات الحكومية ويخرج مواطني الإقليم في احتفالات كرنفالية إلى الطبيعة، بعد أن يكونوا قد أوقدوا نيران العيد في ليلة الحادي والعشرون من آذار وبحضور شخصيات سياسية وحكومية رسمية محتفين بقدوم اليوم المقدس أو الجديد. فما هي المعاني والدلالات التي تعبر عنها الرموز النوروزية ليكتسب هذا العيد كل هذا الزخم المعنوي والروحي لدى الكورد دون غيرهم من الشعوب وذلك على الرغم من احتفاء العديد من الأمم بقدومه والذي يمكن اعتباره (أي نوروز) عيداً عالمياً/ إنسانياً جمعاء وإن اختلفت تسمياتها باختلاف الثقافات؛ حيث يحتفل في مصر بها على أنها (عيد شم النسيم) وعند اليهود هو (عيد الفصح) كما أنه أيضاً يصادف يوم رأس السنة مثل التقويم الكوردي وفي جنوب العراق يحتفل بهذا اليوم على أنه (عيد الدخول).ولكن وقبل أن نلقي بعض الضوء على دلالات الرمز/ الرموز سوف نقف عند نوروز بشقيه التاريخي والأسطوري؛ حيث أن “الحكاية، في تلخيصها المتفق عليه إجمالاً، أو ذاك الذي يتمتّع بالإجماع الأعرض، تقول إنّ الشعب الكردي ابتُلي ـ في مناطق استيطانه الأبكر على الشريط المحاذي لجبال زاغروس وطوروس، قبل أكثر من 2600 سنة ـ بملك غاصب للعرش، يدعى زهاك (أو زوهاق، ضحاك، دهاغ، أزدهاق… في تسميات أخرى)، كان شريراً متوحشاً متعطشاً للدماء، يحمل على كتفيه ثعبانين لا يتغذيان إلا على المخّ البشري. ولهذا كان يأمر وزيره بقتل اثنين من الشبان الكرد كلّ يوم، غذاء للثعبانين، الأمر الذي لم يطق الوزير نفسه القيام به، فكان يذبح شاباً ويطلق الآخر طالباً منه الفرار إلى الجبال، ويستعيض عنه بمخّ شاة. ولقد استمرت المأساة على هذا المنوال اليومي، حتى ثار الحدّاد كاوه (البطل الكردي الرائد، الذي تقول الأسطورة إنه عاش 2500 سنة تحت بطش زهاك)، وقاد الشبّان الأكراد الذين هبطوا من الجبال، فاقتحم قصر زهاك، وحطّم راسه بمطرقته، وسلّم الحكم إلى الملك الجديد أفريدون”. الحكاية.. هكذا يوردها الكاتب صبحي حديدي في مقاله (وردة النوروز الدامية) كما أنه يتطرق بشيء من التفصيل لقضية النوروز في الشعر العربي.أما تاريخياً وكما يوردها السيد حسين عيسو في مقاله (يوم نوروز في الأسطورة والتاريخ) حيث يكتب: “فأرى أن الخصوصية الكردية هو الانتفاضة التي بدأت يوم 21 آذار 673ق.م ضد ظلم المحتل الآشوري لما يقارب الثلاثة قرون وأثناء احتفالاتهم بنوروز يوم الخلاص انتفضوا ضد الظلم واستطاعوا خلال فترة قصيرة من طرد المحتل من أرضهم كما ينقل لنا المستشرق السوفييتي وخبير المخطوطات الأثرية المسمارية ا.م.دياكونوف وكذلك عن مؤرخي ذلك العصر من الاغريق أمثال كتسياس كنيدوس و”هيرودوتس” الملقب بأبي التاريخ والذي ولد عام 484 ق.م. أي قريبا من تلك الفترة التاريخية فيقول: في آذار-نوروز من عام 673 ق.م. انتفض الميديون بقيادة “كاشتريتي” صاحب القرية “كار-كاش” والذي أصبح قائدا للانتفاضة واستطاع الحصول على الدعم من المناطق الميدية الأخرى.. بدأت الانتفاضة بسرعة ولم يمض وقت طويل حتى خرجت من نطاق المناطق الثلاثة الأولية- فنجد أن جيش كاشتريتي أصبح في منطقة “كيشو” في بداية شهر نيسان… ان حصار الميديين للقلاع الآشورية لم تكن على شاكلة المعارك بل يدل على انتفاضة وثورة.. بكل الأحوال فبين منتصف شهر نيسان وبداية أيار تمكن المنتفضون من تحرير جميع الأراضي الميدية الشاسعة من سيطرة الآشوريين).وهكذا فإن التاريخ والأسطورة تتقاطعان عند نقطة جوهرية أو ما يمكن تسميته بمحور الحكاية/ القضية (يوم نوروز)؛ حيث الاثنتان تؤكدان على مسألة “انتفاضة” الشعب الكوردي (الميديون) ضد الظلم والعسف وجور المستبدين، إن كان متجسداً في الاستعمار الآشوري أو في شخصية الطاغية أزدهاك (EJDEHAK) والتي ترمز إلى العالم السفلي ( عالم كور – GÛR) كون المعنى الحرفي والاصطلاحي للكلمة الكوردية (أزدهاك-Ejdehak) تعني الأفعى أو الحية في اللغة العربية والتي تأخذ من الجحور والكهوف مسكناً ومأوى لها وهي التي تسببت (أي الأفعى) لأن يطرد (آدم) من الجنة وذلك حسب الأسطورة الدينية للإسلام. وبالتالي فإن الأفعى (أزدهاك) هي دلالة على العوالم السفلية الباردة وأيضاً سارقة نبتة الحياة والخلود من كلٍ من (كلكامش) و(آدم) بتسببها

 

7

بطرده من الجنة. وها هي (أي الأفعى – أزدهاك) في الحكاية/ الأسطورة النوروزية ومرةً أخرى تسرق الحياة من الشبان الكورد – الميديين ولكن (رحمة الجلاد) تنقذ بعض الأرواح وهكذا فعندما يتمرد الحداد (كاوا) على الطاغية – الأفعى (أزدهاك) ويقود أولئك الشبان في ثورة الخلاص والانعتاق فإنها ترمز إلى ثورة الفقراء والمعدمين و(البروليتاريا) – بلغة سياسة اليوم – ضد جور وظلم الطبقة الحاكمة والمالكة وبالتالي فيمكن إعتبار يوم نوروز و(إنتفاضة) أبناءها في وجه الطاغية هي أولى ثورات المعدمين والحفاة في التاريخ الإنساني.

وكان من نتاج تلك (الانتفاضة) وما تمخض عنها هو الـ(نوروز – NÛROJ) حيث الكلمة الكوردية تتكون من جذرين لغويين: (ROJ) أي اليوم و(NÛ) الجديد وبالتالي فإن الترجمة الحرفية لمصطلح (NÛROJ) يعني اليوم الجديد أو يوم الخلاص والتحرر من جور وظلم الطغاة/ الطاغية (أزدهاك). ويبقى رمز النار في الحكاية/ الأسطورة النوروزية والتي تستمد معانيها ودلالاتها من الديانة الزرادشتية، حيث أنه (أي النار) من أقدس العناصر المكونة للطبيعة والكون وفي تسلسها وتراتبيتها فإنه يحتل أرفع وأسمى المراتب وقد حرص الإنسان الزرادشتي على أن تبقى تلك النيران المقدسة موقدة في معابدهم وذلك منذ أن سرق (برومثيوس) أول شعلة نار من آلهة الأولمب. وبالتالي فكانت تلك النيران رمزاً للخلاص والحرية وتنير الدروب للأجيال اللاحقة لتسير على الدروب التي رسمها أولئك الأسلاف للوصول إلى نوروز(هم) – يومهم الجديد بعد أن يكون قد تم دحر (أزدهاك) العصر الحالي.

ملاحظة؛ القراءة على مستوى الرموز والدلالات وليست قراءة سياسية أو أن الأحداث هي حقيقية واقعة، بل هي أسطورة شرقية كوردية بدلالاتها الرمزية في الخلاص والحرية.

هولير – 25/3/2009

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

8

 

نوروز

في التاريخ والمعنى والدلالات؟!

(الحلقة الأولى)

 

 

 

الحوار المتمدن-العدد: 5110 – 2016 / 3 / 21 – 18:31

المحور: القضية الكردية
تمهيد ومقدمة:

ربما يكون العنوان مفاجئاً لبعض الإخوة ويكون للبعض الآخر مناسبة للطعن بالكُرد ومسألة نوروز، بل وبالقضية الكرُدية عموماً وبالتالي القول؛ بـ(أنكم تجهلون تاريخ شعبكم وأعظم مناسبة لكم، فأي أمة أنتم وأي قضية لكم).. وهكذا تكون مناسبة لأولئك، للطعن بالتاريخ والوجود الكردي أساساً وقد يكونون في بعض الجزئية من المسألة على حق، لكن وعندما نطلع على ما خفي من القضية فإننا سوف نقدم الكثير من الأعذار والمبررات لأبناء هذا الشعب في جهلهم لقضاياهم وتاريخهم الحديث، ناهيكم عن الموغل في القدم والأساطير والروايات التاريخية حيث وعندما يسود الطغيان يسود الحرمان معها؛ الحرمان ليس فقط من الإحتياجات المادية، بل كذلك من الجوانب الروحية والنفسية والثقافية الفكرية ونعتقد بأن الشعب الكُردي هو أحد أكثر الشعوب في المنطقة والعالم عانى وما زال من الطغيان والحرمان وإستبداد الشعوب المجاورة بحقه وحق تاريخه الحديث والقديم.
وبالتأكيد للوقوف على ما سبق نحتاج إلى الكثير من الجهد والدراسات والتأكيد على مسيرة تعرض هذا الشعب الأمة الكُردية وعبر تاريخها الطويل إلى الظلم والقمع والاستبداد وبالتالي حرمان أبنائها ومنذ إنهيار آخر إمبراطورية لهم “الدولة الميدية” والتي تعود إلى ما قبل الميلاد بسبعة قرون نشوءً وتكويناً والكُرد ما زالوا تحت الحكم الإستعماري للشعوب والأقوام المجاورة حيث لم يشهد تاريخهم قيام دولة خاصة بهم كأمة وعرق متميز، بل جل ما شهده التاريخ ومنذ إنهيار (ميديا) هي بعض الإمارات والممالك الصغيرة والتي والتي كانت بدورها خاضعة للإمبراطوريات المتعاقبة ومن ثم الدولة الإسلامية في مراحلها المتعاقبة.. وهكذا حرم شعبنا الفرصة والإمكانيات لرسم تاريخه القديم وما كان موجوداً منه، فللأسف قد تم تدميره أو تشويهه وذلك بقصد القضاء على هذه الأمة العريقة.

9
وهكذا وكتعريف أولي بالكرد كشعب وأمة يمكننا الإستعانق بالموسوع الحرة (ويكيبيديا) والتي تقول بخصوص الكرد ما يلي: “الكرد أو الأكراد [15][16] (بالكردية: کورد) هم شعوب تعيش في غرب آسيا شمال الشرق الأوسط بمحاذاة جبال زاكروس وجبال طوروس في المنطقة التي يسميها الأكراد كردستان الكبرى، وهي اليوم عبارة عن أجزاء من شمال شرق العراق وشمال غرب إيران وشمال شرق سوريا وجنوب شرق تركيا. يعتبر الكُرد كعرقٍ جزءًا من العرقيات الإيرانية [17][18][19][20][21][22][23]. يتواجد الأكراد – بالإضافة إلى هذه المناطق – بأعداد قليلة في جنوب غرب أرمينيا وبعض مناطق أذربيجان ولبنان”. وتضيف الموسوعة أيضاً “يعتبر الأكراد إحدى أكبر القوميات التي لا تملك دولة مستقلة أو كياناً سياسياً موحداً معترفاً به عالمياً. وهناك الكثير من الجدل حول الشعب الكردي ابتداءً من منشأهم، وامتداداً إلى تاريخهم، وحتى مستقبلهم السياسي. وقد ازداد هذا الجدل التاريخي حدة في السنوات الأخيرة وخاصة بعد التغيرات التي طرأت على واقع الأكراد في العراق عقب حرب الخليج الثانية، وتشكيل الولايات المتحدة لمنطقة حظر الطيران التي أدت إلى نشأة كيان إقليم كردستان في شمال العراق”. إننا سوف نكتفي بهذا التعريف الموجز للموسوعة حالياً وعلى أمل العودة إلى القضية من خلال دراسة شاملة للقضية مستقبلاً عن الكُرد وكُردستان.
إذاً فإننا في هذه الدراسة سوف نأخذ جزئية محددة من تاريخ شعبنا وهي مسألة رأس السنة الكردية؛ “نوروز” وللوقوف على دلالات ومعاني نوروز، علينا وكبداية أن نقف على تاريخ هذه المناسبة ومعانيها والأسباب التي جعلت جل شعوب المنطقة والعالم يحتفلون بها وكلٌ تحت مسمى خاص به وبثقافته وصوتياته اللغوية وإن كان لعيد نوروز معانيه الخاصة والدالة على أكثر من منحى ومعنى لدى الشعب الكُردي بحيث رفع إلى مناص أعظم المناسبات على الإطلاق لدى أي شعب، بأن يجعله تاريخاً لرأس السنة لديه حيث تعتبر نوروز وبالإضافة إلى معاني الخصوبة والربيع والحياة الجديدة هو يوماً للحرية والخلاص والإنعتاق من الاستبداد والطغيان والديكتاتورية (أزدهاك). وبالتالي فقد جعله شعبنا يوم بدء التاريخ الكُردي بحيث جعل رأس السنة الكُردية، لكن وللأسف فإن هناك نوع من الإرتباك عند أبناء شعبنا بإعتماد أي عام تاريخاً للمناسبة وإن كنا لا نختلف في اليوم والذي يصادف (21) الحادي والعشرون من شهر آذار (مارس) والذي هو يوم الإنقلاب الربيعي وأعياد (تموز) والخصوبة أيضاً.
مصادر البحث:

1_ الموسوعة الحرة (ويكيبيديا) الصفحة الإلكترونية بعنوان؛ “كرد”.
ملاحظة: إننا سوف نتناول في الحلقات القادمة؛ تاريخ إنطلاقة نوروز ورموزها ودلالاتها ومعانيها وإسقاطاتها الأسطورية .. نأمل أن نقدم دراسة موفقة عن الموضوع.

 

 

 

 

10

 

 

نوروز

في التاريخ والمعنى والدلالات؟!

(الحلقة الثانية)

 

الحوار المتمدن-العدد: 5113 – 2016 / 3 / 24 – 01:24

المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
نوروز (نيروز)؛ المعنى والدلالات:

إننا وقفنا في الحلقة الماضية من بحثنا عن نوروز (نيروز) عند الواقع المجتمعي والسياسي لشعبنا وكيف إنه ونتيجة سياسات الإغتصاب والإلحاق الطويلة قد أجبر على الإبتعاد عن تاريخه وإرثه الحضاري، مما ألحقت بذاك الإرث الكثير من التشويه والتحوير ومن تلك التشوهات في الثقافة الكوردية ما ألحق بأهم وأعظم مناسبة وطنية وقومية لشعبنا؛ ألا وهو يوم نوروز يوم الولادة الجديدة ورأس السنة الكوردية، وإننا سوف نحاول جاهدين في هذه الدراسة الوقوف على المسألة دراسةً وتحليلاً وذلك لإستبيان ما يمكن من الحقائق التاريخية وما أضيف إليها من تشوهات ثقافية، إن كانت لغايات سياسية أم لتعدد وتداخل ثقافات عدد من الشعوب، مما جعل “نوروز” يوماً وعيداً شبه عالمي، بحيث نجد أغلب شعوب العالم؛ قديماً وحديثاً تحتفل بهذ اليوم وإن كانت بمسميات متعددة، لكن وقبل ذلك لنتعرف إلى نوروزكعيد قومي لشعبنا الكوردي.
يقول الموقع الرسمي للحزب الديمقراطي الكوردستاني (العراق) بخصوص ذلك التالي: (ی-;-عتبر النوروز، أي “يوم جديد” العيد القومي للشعب الكوردي و في الوقت نفسه عيد رأس السنة الكوردية الجديدة والذي يصادف يوم الـ 21 من آذار، وفق التقويم الميلادي). ويضيف (يعتبر عيد النوروز من الأعياد القديمة التي يحتفل بها الكورد، حی-;-ث يعود تأريخها إلى القرن السابع قبل الميلاد، وتحديدا منذ تأسيس أول دولة كوردية، “دولة ماد”. يحمل هذا العيد بعداً قومياً ولە-;- صفة خاصة مرتبطة بقضية التحرر من الظلم حی-;-ث يعمدون الى اشعال النارعند قمم الجبال، كرمز لانتصار الكورد على الطغاة والتخلص من الظلم الذي كان يمارس ضدّهم).

11
ويقول الموقع كذلك (يذكر أنّ هذا العيد يصادف بداية شهر الربيع وهو شهر الخصب والتجدّد حيث تكتسي الطبيعة ثوبها الأخضر فتظهر بأبهى حلّلها ما يسمح بطريقة أو بأخرى للشعب الكوردي في الاحتفال بهذه المناسبة المميزة. تی-;-منآ بهذا العی-;-د، تعتبر الأيام من 20 لغاية 23 من آذار من كل سنة عطلة رسمية في کوردستان – العراق. يخرج الكورد خصوصآ في تلك الأی-;-ام، و بعدها عمومآ، إلى أحضان الطبيعة مرتدين الزيّ الكوردي، فيمارسون طقوس هذا العيد من خلال إيقاد شعلة النوروز، والتي يُطلق عليها شُعلة كاوا حداد، وفق الاسطورة وعقد حلقات الرقص الجماعي والغناء)(1).
إن ما سبق هو التعريف العام لعيد نوروز، لكننا لن نكتفي بذلك بل سنحاول الوقوف على التفاصيل ومن مختلف المناحي والسويات والدلالات؛ الأسطورية (الحكائية) وصولاً إلى الترميز السياسي ومروراً بالجوانب الثقافية الحضارية في تلاقي وتلاقح ثقافات عدد من الشعوب وتقاطعها مع الحكاية الأم والتي نعتقد بأنها تعود جميعاً إلى الأعياد التموزية وخصوبة الطبيعة حيث نزول “عشتار” للعالم السفلي عالم تيامات بحثاً الزوج العشيق والإله “تموز” لإنقاذه وإعادة الحياة للطبيعة مع بدايات الربيع.. لكن وقبل الخوض في تلك التفاصيل، دعونا نتعرف على نوروز كمعنى ودلالة لغوية ثقافية عند مختلف شعوب العالم وضمناً الشعب الكوردي؛ كونه أكثر إلتصاقاً به ويحمل أكثر من معنى ودلالة في ثقافتنا حيث الجانب الأسطوري الديني ممزوجاً بالجانب القومي السياسي، فما معنى نوروز إذاً لغةً ودالة ثقافية حضارية في لغات وثقافات الشعوب.
تقول معجم المعاني في معنى نوروز ما يلي: “نيروز: ( اسم ). عيد النَّيروز: عيد النوروز ، أكبر الأعياد القوميّة للفرس، وهو عيد الربيع” وتضيف كذلك “نَيْرُوزٌ: [ ن و ر ز ]. ن. نَوْرُوزٌ، أوّل يوم في السَّنة الشَّمسيَّة عند الفُرس ويوافق اليومَ الحادي والعشرين من مارس، وهو بدء فصل الربيع”. وتقول كذلك “نوروز، يوم الفرح عمومًا”(2). أما موقع ويكيبيديا (الموسوعة الحرة) فتقول بخصوص ذلك التالي: “يقابل عيد نوروز (معربها نيروز) أول يوم في التقويم الهجري الشمسي (21 مارس) ويحتفل به الفرس و الأكراد”. وتقول كذلك “أصل كلمة نوروز (نە-;-ورۆ-;-ز) (Newroz )هو من الكردية وتتكون من (نو ) ( new) بالكردية اللاتينية يعني “جديد” (روز) (رو ژ) الكردية بالاحرف العربية – الفارسية (Roj) بالكردية الاحرف اللاتينية “يوم” مما يعني يوم جديد وهذه الكلمة لها نفس المعنى بالفارسية و الكردية (نو روز= يوم جديد)”(3).
كما هناك نوروز في الثقافة القبطية (الفرعونية) حيث يقول الأغنسطس “نبيل فاروق” في كتابه؛ (عيد النيروز أقدم عيد لأقدم أمة) ما يلي: “النيروز وعيد رأس السنة المصرية هو أول يوم في السنة الزراعية الجديدة… وقد أتت لفظة نيروز من الكلمة القبطية nii`arwou (ني – يارؤو) = الأنهار، وذلك لأن ذاك الوقت من العام هو ميعاد اكتمال موسم فيضان النيل سبب الحياة في مصر.. ولما دخل اليونانيين مصر أضافوا حرف السي للأعراب كعادتهم (مثل أنطوني وأنطونيوس) فأصبحت نيروس فظنها العرب نيروز الفارسية.. ولارتباط النيروز بالنيل أبدلوا الراء بالأم فصارت نيلوس ومنها أشتق العرب لفظة النيل العربية.. أما عن النيروز الفارسية فتعني اليوم الجديد (ني = جديد , روز= يوم) وهو عيد الربيع عند الفُرس ومنه جاء الخلط من العرب”(4).

12
وكذلك فإن الموسوعة الحرة تقول بخصوص رأس السنة المصرية أو “عيد شم النسيم” ما يلي: “شَمُّ النِّسِيْمِ (من القبطية.. شُوْمْ إنِّسِم) هو مهرجان يقام سنوياً في فصل الربيع، إلا أنه ينسجم مع موروث ثقافي أقدم حيث كان من أعياد قدماء المصريين في عهود الفراعنة، ويحتفل فيه جميع المصريين بدخول الربيع بزيارة المنتزهات وتلوين البيض وأكل الفسيخ”. وتضيف الموسوعة؛ “ترجع بداية الاحتفال به إلى ما يقرب من خمسة آلاف عام، أي نحو عام (2700 ق.م)، وبالتحديد إلى أواخر الأسرة الثالثة الفرعونية ويحتفل به الشعب المصري حتي الآن. وإن كان بعض المؤرخين يرون أن بداية الاحتفال به ترجع إلى عصر ما قبل الأسرات، ويعتقدون أن الاحتفال بهذا العيد كان معروفًا في مدينة هليوبوليس “أون”. وترجع تسمية “شم النسيم” بهذا الاسم إلى الكلمة الفرعونية “شمو”، وهي كلمة مصرية قديمة لها صورتان: وهو عيد يرمز – عند قدماء المصريين – إلى بعث الحياة، وكان المصريون القدماء يعتقدون أن ذلك اليوم هو أول الزمان، أو بدأ خلق العالم كما كانوا يتصورون”.
وتقول كذلك “وقد تعرَّض الاسم للتحريف على مرِّ العصور، وأضيفت إليه كلمة “النسيم” لارتباط هذا الفصل باعتدال الجو، وطيب النسيم، وما يصاحب الاحتفال بذلك العيد من الخروج إلى الحدائق والمتنزهات والاستمتاع بجمال الطبيعة. وكان قدماء المصريين يحتفلون بذلك اليوم في احتفال رسمي كبير فيما يعرف بالانقلاب الربيعي، وهو اليوم الذي يتساوى فيه الليل والنهار، وقت حلول الشمس في برج الحمل. فكانوا يجتمعون أمام الواجهة الشمالية للهرم – قبل الغروب –؛ ليشهدوا غروب الشمس، فيظهر قرص الشمس وهو يميل نحو الغروب مقتربًا تدريجيًّا من قمة الهرم، حتى يبدو للناظرين وكأنه يجلس فوق قمة الهرم”(5).
إن الإحتفال بنوروز ورأس السنة وإحتفالات الربيع في الحادي والعشرون من آذار لا يقف عند الشعوب الآرية “الهندوأوربية” من كورد وفرس وأفغان وبلوش وطاجيك وكذلك الأقباط الفراعنة، بل يمتد إلى ثقافات وشعوب أخرى ومنها الثقافة الصينية حيث كان “يعتبر عيد الربيع أضخم عيد للصينيين في كل عام مثلما يكون عيد ميلاد السيد المسيح بالنسبة الى الغربيين. رغم أنه تماشيا مع تحولات العصور، تغيرت محتويات عيد الربيع وأساليب احتفال الناس به، غير أن عيد الربيع ما زال يحتل مكانة لا يمكن استبدالها في معيشة الصينيين ووعيهم”. و”قيل إن عيد الربيع الصيني يرجع تاريخه إلى ما قبل أربعة آلاف سنة. ولكنه لم يسمَ بعيد الربيع في البداية، ولم يكن له يوم محدد حينذاك. وقبل عام ألفين ومائة قبل الميلاد، كان الناس يسمون مدة دورة واحدة للمشترى بسوي واحد، فسمَوا عيد الربيع بسوي. أما قبل ألف سنة قبل الميلاد، فصار الناس يسمون عيد الربيع ب”نيان”. وكان ” نيان” في ذلك الوقت يعنى حصادا وافرا من كل محاصيل الحبوب. ويسمى الحصاد بنيان، ويسمى الحصاد الكبير بنيان كبير”(6).

13
وهكذا فإن لهذا الإحتفال والعيد الربيعي جذوره في كل الثقافات والحضارات ولدى الشعوب كافة؛ حيث الأوربيين أيضاً ينظمون إحتفالات وكرنفالات مع إنطلاقة فصل الربيع.. إذاً العيد “نوروز” وفي جذره اللغوي “(نە-;-ورۆ-;-ز) (Newroz )هو من الكردية وتتكون من (نو) (new) بالكردية اللاتينية يعني “جديد” (روز) (رو ژ) الكردية بالاحرف العربية – الفارسية (Roj)” هو اليوم الجديد وكذلك فإنها تعني في ثقافة تلك الشعوب وحضاراتها ميلاداً جديداً وتقويم ورأس سنة قادمة تحمل ما هو “الجديد” في جوفها لنا لتقدم سلة الخير الزراعية؛ بمعنى إنه طقس تموزي “دموزي” بإمتياز حيث تقول الأسطورة؛ “تموز أو دموزي – Tammuz – Dumuzi – ومعنى أسمه الأبن المخلص، وهو أحد حارسي بوابة السماء والمسؤول عن دورة الفصول عندما يبعث حياً كل ستة أشهر عند شهر تموز رابع شهور التقويم البابلي ، ومن ألقابه الراعي والثور الوحشي ومن وظائفه الأخرى الإشراف على المراعي وهو إله الحظائر ويمثل عنصر الذكورة في الطبيعة وزوجته هي الإلهة عشتار”.
وتضيف الموسوعة الحرة بخصوص حكاية “تموز وعشتار” والولادة الجديدة للطبيعة التالي؛ “يعتبر موت وقيامة الإله تموز (دموزي) أحد الطقوس التراجيدية المهمة في حضارة وادي الرافدين بقصته الأسطورية، فهو الخزين التراجيدي الحزين في روح إنسان وادي الرافدين، ولحجم الاضطهاد والعذاب الذي تعرض له الإله تموز وعلاقة حبيبته الآلهة (عينانا) أو (عشتار) ودورها الملتبس بهذا الموت المأساوي أدى الى أن تمتلئ المثيولوجيا والآداب السومرية والبابلية بمناحات واساطير وملاحم وطقوس تعزية خاصة بمآسي آلهة الخصب الأنثوية الشهيرة هذه وغيابها عن الحياة بعد أن إختارت الإنتقال للعالم السفلي، ومن ثم قيامتها من جديد، وتعتبر اسطورة مأساة تموز حتى الان من أرقى وأغنى ما كتب في مثيولوجيا شعوب وادي الرافدين”(7). حيث أن الإله/ العاشق “تموز” يموت مع بداية الشتاء ويبقى في العالم السفلي عالم تيامات ستة أشهر ليولد مع توسط الإلهة “عشتار” وإنقاذ عشيقها مع بدايات فصل الربيع والخصوبة والتزاوج .. أي إن الحكاية والأسطورة و”نوروز” وفي إحدى تعبيراتها وإستدلالاتها هي عن الولادة الجديدة وكعيد زراعي لشعوب ميزوبوتاميا.
ملاحظة: إننا في الحلقة القادمة سوف نقف عند الجانب الحكائي الأسطوري لنوروز ورموزها ومعانيها الأسطورية.
هوامش البحث:

الموقع الرسمي للحزب الديمقراطي الكوردستاني (العراق).

موقع معجم المعاني، باب معنى نيروز.

موقع الموسوعة الحرة (ويكيبيديا).

موقع الأنبا تكلاهيمانوت القبطي الأرثوذكسي، مقالة بعنوان “عيد النيروز | رأس السنة القبطية”.

الموسوعة الحرة؛ مقالة بعنوان “شم النسيم”.

موقع (CHINA) مقالة بعنوان؛ “عيد الربيع الصيني”.

موقع ويكيبيديا؛ مقالة بعنوان “تموز، أسطورة”.

14

 

 

 

نوروز ..

في التاريخ والمعنى والدلالات؟!

(الحلقة الثالثة)

 
الحوار المتمدن-العدد: 5117 – 2016 / 3 / 29 – 00:17

المحور: دراسات وأبحاث في التاريخ والتراث واللغات

نوروز؛ الحكاية التاريخية.

إننا توقفنا في الحلقتين الماضيتين على كل من الواقع التاريخي والسياسي لشعبنا وحالة القمع والاضطهاد ولأحقاب تاريخية طويلة جعل من الشخصية الكوردية، شخصية مقهورة منهزمة ذيلية في أكثر الأحيان وبصفة عامة مع بعض التمردات القبلية أو لرموز دينية وبالتالي الرضوخ للواقع وترك الآخرين يتلاعب بمصيره ومصير تاريخه وثقافته مع إنتشار الأمية في الواقع المجتمعي الكوردي عموماً وذلك بحكم السياسات الإستعمارية للدول الغاصبة لكوردستان، بحيث جعل الآخرين يشوهون الكثير من الحقائق التاريخية والجغرافية في واقع كوردستان ومنها مسألة عيد نوروز والذي عرضنا في الحلقة الثانية من هذا البحث ولو بعجالة الجذر التاريخي لهذا العيد الزراعي عند الشعوب والأقوام الأخرى .. وإننا سنحاول في هذه الحلقة عرض الحكاية التاريخية وتعدد الروايات والأساطير التي تقف على سرد أسطور نوروز.
تقول موسوعة ويكيبيديا بخصوص الجذر الحكائي الأسطوري لنوروز ما يلي: “تعود جذور نوروز جزئيا إلى التقاليد الدينية من الزرادشتية (أو المجوسية) حيث كانت الممارسات الزرادشتية تهيمن على كثير من تاريخ بلاد فارس القديمة (تركزت في ما يعرف الآن إيران). ويعتقد ان نوروز قد اخترعها زرادشت نفسه، على الرغم من أنه لا يوجد تاريخ واضح المنشأ. نوروز هو أيضا يوم مقدس بالنسبة لاديان اخرى مثل الإسماعيليين والعلويين وأتباع الدين البهائي” وتضيف الموسوعة؛ “ومن طقوس نوروز لدى الكورد هي التزيين باللباس الكوردي التقليدي من رجال ونساء كبار وصغار والاحتفال به والخروج من البيوت إلى الطبيعة وتحضير الاطعمة التقليدية، ولدى الفرس من الاعمال المحبوب عملها في نوروز والتي تعتبر من الطقوس الجميلة هي وضع سُفرة أو مائدة تتضمن 7 اشياء تبدأ بحرف السين (هفت سين) مثل: سير _ثوم، سكه (عمله نقدية)، سنجر (فاكهه مجففه)، سبزي (خضره)، سبيكه (سبيكه من الذهب)، ساهون (حلويات)، سماق، إضافة إلى مرآة وقرآن وسمك أحمر وفاكهة ومكسرات”.

15
أما بخصوص الجذور والملحمة فإن الموسوع تقول: ((يذكر الفردوسي في ملحمة الشاهنامة أنه في بدء الخليقة كان هناك ملك اسمه جيومرث، حباه الله بعناية فائقة أقام في الجبال. وبسببه انتشرت الحضارة في الأرض، إلخ. وتستمر الملحمة بذكر إبن جيومرث وأحفاده حتى تأتي على ذكر جمشيد الذي حمل الجن مركبته إلى جميع أطراف الأرض وكان ذلك في يوم أصبح عرفاً مقدساً عند الفرس وهو يوم نوروز أي اليوم الجديد. لكن يبدو أن أصل العيد هو الاحتفال بالحصاد، وربما كان ذلك بسبب اعتماد بلاد إيران وما جاورها على الأمطار التي لم تكن مضمونة، إما بسبب الجفاف أو بسبب الفيضانات. ومعنى الاسم هو “اليوم الجديد”، ويدل على بداية جديدة للسنة هي أول ايام السنة)).
وتضيف الموسوعة بخصوص الجذر الأسطوري لعيد نوروز لدى الكورد ما يلي: “إنّ النسخةَ الكرديةَ للنيروز هي أسطورةُ (كاوى) الحداد الذي تشبه قصته القصّةِ في أسطورة الشاهنامة.. بأنّه في قديم الزمان كان هناك ملكُ اشوري شريّرُ سَمّى (الضحاك). كان الملك ومملكته قد لُعِنا بسبب شرِّه حيث أن الشمس رَفضتْ إلشْروق وكان من المستحيلَ نَمُو أيّ غذاء. وكذلك فإن الملك (الضحاك) كَانَ عِنْدَهُ لعنةُ إضافيةُ وهي إمتِلاك أفعيين رَبطتا بأكتافِه وعندما تكون الأفاعي جائعة كَانَ يشعر بألمِ عظيمِ، والشيء الوحيد الذي يَرضي جوعَ الأفاعي كَانتْ أدمغةَ الأطفالِ، لذا كُلّ يوم يقتل اثنان من أطفالِ القُرى المحليّةِ وتقدم أدمغتهم إلى الأفاعي. (كاوى) كَانَ الحدادَ المحليَّ قد كُرِهَ الملكَ.. عندما وصلته كلمةً ان طفلَه الأخيرَ وهي بنت، سوف تقتل جاءَ بخطة لانقاذها، بدلاً مِنْ أنْ يَضحّي ببنتِه”.
وتستكمل الأسطورة كما يلي؛ “ضَحّى (كاوة الحداد) بخروفِ وأعطىَ دماغَ الخِروفَ إلى الملكِ وإن الاختلاف لَمْ يُلاحظْ وعندما سمع الاخرون عن خدعة (كاوى) عَمِلوا جميعاً نفس الشئ، في الليل يُرسلونَ أطفالَهم إلى الجبالِ مَع (كاوى) الذين سَيَكُونونَ بامان. الأطفال ازدهروا في الجبالِ و(كاوى) خَلق جيشاً مِنْ الأطفالِ لإنْهاء عهدِ الملكِ الشريّرِ وعندما أصبحت اعدادهم عظيمة بما فيه الكفاية، نَزلوا مِنْ الجبالِ واقتحموا القلعةَ. وإن (كاوى) بنفسه كان قد اختارَ الضربةَ القاتلةَ إلى الملكِ الشريّر(ِالضحاك) ولإيصال الأخبارِ إلى اناسِ بلاد ما بين النهرينِ بَنى مشعلا كبيرا أضاءَ السماءَ وطهّرَ الهواءَ من شر عهدِ (الضحاك).. ذلك الصباح بَدأَت الشمسُ بإلشروق ثانيةً والأراضي بَدأَ بالنَمُو مرةً أخرى. هذه هي البِداية “ليوم جديد” أَو نيروز (نه‌وروز) كما يتهجى في اللغةِ الكرديةِ”.
بينما يقول الكاتب محمد العواودة في مقالة له بعنوان؛ (“عيد النيروز “: الأسطورة والتاريخ والموقف الإسلامي) منشورة في موقع الراصد بخصوص الجذور التاريخية الحكائية لنوروز التالي: “الأسطورة الفارسية تقول: أن ملكا كان اسمه “جمشيد بن طهمورث” احد ملوك إيران القدماء، وقد سخر للملك جمشيد من الملك ما لم يكن لأحد من قبله، فتنقل بمركبة في أطراف الأرض، ووضع الجن تحت إمرته، وطار إلى كل الممالك على سرير مرصع بالجواهر حمله الجن في أول يوم من السنة وقت حلول الشمس في برج الحمل، فسر سرورا عظيما، وانتشى بأقداح الخمر الصوفي الإلهي، فعرف ذلك اليوم بـ” النوروز”، ليبقى عرفا مقدسا لدى شعوب إيران”.

16
ويضيف الكاتب “أما الأسطورة الكردية فتقول: أن ملكا كان اسمه “سرجون” الملقب بالضحاك، وكان ملكا ظالما، وكان يذبح كل يوم عددا من خيرة الشباب من أجل أن يشفى من مرضه عملا بنصيحة مستشاريه من الأطباء والحكماء، فقام رجل كان يعمل حدادا اسمه ” كاوا ” بثورة على الملك مع مجموعة من الشباب الأقوياء، وأضرموا النار على جبال ووديان كردستان ليعلنوا نهاية حكم الملك الظالم، وبدء يوم جديد من الحرية والتخلص من الاستبداد والعبودية، وهذا كان قد تصادف مع دخول الشمس في برج الحمل وحدوث الاعتدال الربيعي”.
بينما يقول الدكتور أحمد خليل وهو باحث تاريخي كوردي سوف نقف عنده مطولاً وذلك في دراسة له عن الموضوع بعنوان “عيد نُوروز والمؤامرة على الملك الميدي أَزْدَهاك” منشورة في عدد من المواقع الكوردية ومنها موقع كميا كورد حيث يقول: “ورد في تاريخ الفرس الأسطوري؛ أن بِيوَراسْپ اغتصب العرش من وريث شرعي يُدعى (فَريدُون)، وذات يوم ظهر إبليس لبِيوَراسْپ في زيّ طبّاخ ماهر، وقبّل كتفيه، فنبتت على كتفي بِيوَراسْپ حيّتان (تِنّينان= أژدِها Ejdiha)، وكانتا تؤلمانه، فظهر له إبليس في زِيّ طبيب، ونصحه بقتل شابّين كلّ يوم، وتغذيةِ الحيّتين بمخّيهما، وتضايق الفُرس من قتل أبنائهم، فثاروا على بِيوَراسْپ، وقاد الثورةَ الحدّاد گاوَه (گاوا)، وهو من أَصْبهان ( أَسْپان Espan، كانت مدينة ميدية)، وقُتل بِيوَراسْپ، وأعاد گاوا العرشَ إلى فَريدُون، واتّخذ الفرس ذلك اليوم عيداً باسم (نوروز)”.
ويضيف كذلك؛ “نعتقد أنه، في مرحلة لاحقة، دمج مؤرّخو الفرس بين شخصيتَي بِيوَراسپ الفارسي وأَزْدَهاك الميدي، ونسبوا قصّة الحيّتين إلى أَزْدَهاك، مستفيدين من الشبه اللفظي بين (أَزْدَهاك) و(أَژْدِها)، وفي الوقت نفسه نسبوا الثائر الميدي گَاوا إلى الفرس، وبتعبير آخر: إنهم عكسوا الأدوار، فجعلوا الملك الطاغيةَ ميدياً والثائرَ فارسياً، ودسّ المؤرّخون والأدباء الفرس هذه الرواية بصيغ متنوّعة في كتب التاريخ خلال القرون الثلاثة الأولى من العهد الإسلامي”.
وهكذا فإننا نلاحظ بأن الأسطورة قد تعرضت إلى الكثير من التحوير والتغيير، إن كان في المعنى والدلالات الرمزية أو حتى في الإنتماء العرقي الإثني وتغيير الشخصيات والأسماء وذلك بحسب الظروف السياسية والروايات التي كانت تخدم المقاصد السياسية للشعوب التي تسطر تلك الأساطير والحكايات .. وإننا سوف نقف في الحلقة القادمة على تلك القضايا والأسباب التي دعت إلى التحوير وتزوير التاريخ، بل تشويهه في أكثر الأحيان وكذلك إلى الرموز الأسطورية في الحكاية النوروزية وتقاطعاتها مع عدد من الأساطير المشابهة لدى الشعوب الأخرى.
مصادر البحث:

الموسوعة الحرة (ويكيبيديا) موضوع عن “نيروز”.

مقالة للكاتب محمد العواودة عن كتاب “عبد الكريم شاهين” في كتابه (عيد نوروز: الأصل التاريخي والأسطورة) منشور في موقع المرصد.

مقالة للدكتور أحمد خليل بعنوان؛ “عيد نُوروز والمؤامرة على الملك الميدي أَزْدَهاك” منشورة في موقع كميا كوردا.

17

 

 

نوروز

في التاريخ والمعنى والدلالات؟!

(الحلقة الرابعة)

 
الحوار المتمدن-العدد: 5123 – 2016 / 4 / 4 – 17:05

المحور: دراسات وأبحاث في التاريخ والتراث واللغات

حكاية نوروز في الأسطورة الكوردية:

تقول الموسوعة كما رأينا في الحلقة الماضة بخصوص الجذر الأسطوري لعيد نوروز لدى الكورد ما يلي: “إنّ النسخةَ الكرديةَ للنيروز هي أسطورةُ (كاوى) الحداد الذي تشبه قصته القصّةِ في أسطورة الشاهنامة.. بأنّه في قديم الزمان كان هناك ملكُ اشوري شريّرُ سَمّى (الضحاك). كان الملك ومملكته قد لُعِنا بسبب شرِّه حيث أن الشمس رَفضتْ إلشْروق وكان من المستحيلَ نَمُو أيّ غذاء. وكذلك فإن الملك (الضحاك) كَانَ عِنْدَهُ لعنةُ إضافيةُ وهي إمتِلاك أفعيين رَبطتا بأكتافِه وعندما تكون الأفاعي جائعة كَانَ يشعر بألمِ عظيمِ، والشيء الوحيد الذي يَرضي جوعَ الأفاعي كَانتْ أدمغةَ الأطفالِ، لذا كُلّ يوم يقتل اثنان من أطفالِ القُرى المحليّةِ وتقدم أدمغتهم إلى الأفاعي. (كاوى) كَانَ الحدادَ المحليَّ قد كُرِهَ الملكَ” حيث كان “16 مِنْ أطفالِه الـ17الذين كَانوا قَدْ ضُحّي بهم لأفاعي الملكَ” ولذلك و”عندما وصلته كلمةً ان طفلَه الأخيرَ وهي بنت، سوف تقتل جاءَ بخطة لانقاذها، بدلاً مِنْ أنْ يَضحّي ببنتِه”. وآخر أطفاله الذين كانوا ضحايا للطاغية.
وتستكمل الأسطورة كما يلي؛ “ضَحّى (كاوة الحداد) بخروفِ وأعطىَ دماغَ الخِروفَ إلى الملكِ وإن الاختلاف لَمْ يُلاحظْ وعندما سمع الاخرون عن خدعة (كاوى) عَمِلوا جميعاً نفس الشئ، في الليل يُرسلونَ أطفالَهم إلى الجبالِ مَع (كاوى) الذين سَيَكُونونَ بامان. الأطفال ازدهروا في الجبالِ و(كاوى) خَلق جيشاً مِنْ الأطفالِ لإنْهاء عهدِ الملكِ الشريّرِ وعندما أصبحت اعدادهم عظيمة بما فيه الكفاية، نَزلوا مِنْ الجبالِ واقتحموا القلعةَ. وإن (كاوى) بنفسه كان قد اختارَ الضربةَ القاتلةَ إلى الملكِ الشريّر(ِالضحاك) ولإيصال الأخبارِ إلى اناسِ بلاد ما بين النهرينِ بَنى مشعلا كبيرا أضاءَ السماءَ وطهّرَ الهواءَ من شر عهدِ (الضحاك).. ذلك الصباح بَدأَت الشمسُ بإلشروق ثانيةً والأراضي بَدأَ بالنَمُو مرةً أخرى. هذه هي البِداية “ليوم جديد” أَو نيروز (نه‌وروز) كما يتهجى في اللغةِ الكرديةِ”.

18
يمكننا القول بأن هذه وباختصار أسطورة نوروز لدي شعبنا، وإن اختلفت الأساطير في تسمية أبطالها حيث الضحاك هو نفسه الأزدهاك أو الأجدهاك (Ejdehak)، بينما يقول الكاتب عبد الكريم بأن الضحاك هو اللقب وإن إسم الملك أو الطاغية هو “سرجون أو سرغون” والإختلاف يأتي من إختلاف الصوتيات والإشارات اللغوية في كل لغة تكتب بها الأسطورة التاريخية وكذلك من المرحلة التاريخية والصراعات السياسية بين الحاكم والمحكومين؛ حيث نجد الطاغية في بعض الروايات هو آشوري وفي روايات أخرى فارسياً، بينما عند الفرس تجده كوردياً وأن المخلّص والمنقد أي كاوا هو فارسي .. وإننا سوف نقف عند هذه القضية عندما نتناول الجانب السياسي والصراع على السلطة بين مكونات المنطقة في تلك الحقبة التاريخية من الزمن ومجموعة الصراعات التي كانت قائمة بين الممالك والإمبراطوريات الموجودة في تلك البقعة الجغرافية، لكننا هنا نود فقط أن نقف على المعاني الأسطورية لرموز الحكاية التاريخية.
تفكيك الحكاية إلى رموزها الأساسية:

إننا وبتفكيكنا الحكاية التاريخية إلى عناصرها الأساسية، فإننا سوف نحصل على الشخصيات والرموز التالية في الأسطورة الكوردية: (أزدهاك أو الضحاك وحتى سرجون في بعض الروايات هي إحدى الشخصيات الأساسية وكرمز للظلم والطغيان حيث ينمو ثعبانان على كتفيه بعد أن يقبّله بذاك الموضع الشيطان أو الإبليس، يقابله شخصية كاوا الحداد؛ المنقذ والمخلّص لشعبه من جور هذا الظالم المستبد وذلك بالتضحية بأحد أبناء شعبه مع التضحية بقربان حيواني وخلط مخيهما لتقديمه لثعباني الطاغية إلى أن يتمكن من قتله وإشعال نار نوروز على قمم إحدى جبال كوردستان وذلك نيشاناً بيوم الخلاص اليوم الجديد؛ نوروز في حياة هذا الشعب ولتنتهي الأسطورة / الحكاية بإنتصار قوى الخير والنور والحرية على قوى الشر والظلام والطغيان.. إذاً هناك لدينا الشخصيات والرموز الحكائية التالية:
1- الملك الطاغية “أزدهاك – Ejdehak”؛ ملك ظالم مستبد وطاغوت متجبر وإمعاناً في تعميق طغيان هذا الملك المتجبر فينمو على كتفيه أفعيان وذلك بعد أن يقبلهما “الإبليس” أو بالأحرى أهريمان؛ إله الشر في الثقافة الميثرائية القديمة ونلاحظ التماهي في معنى وإسم الملك الطاغية مع تسمية الأفعى في اللغة الكوردية حيث تسمى “مار – Mar” للأفعى، لكن يقال “أژدِها – Ejdeha” لتلك الأفعى العملاقة. وهكذا فإن العلاقة بين الإسم والمعنى “المغزى” منه يتم ترسيخه عبر أسطرة الحكاية ونمو الأفاعي العملاقة على كتفي ذاك الملك الظالم حيث يوصف دواءً له وذلك للشفاء منهما، بتغذيتهما بدماغ بشرية “مخ الإنسان” وتحديداً الأطفال منهم كرمزية للقضاء على المستقبل الإنساني والبشري وإيغالاً في وحشية هذا المستبد الطاغي والذي جلب العديد من الكوارث ومنها غياب الشمس وبالتالي غياب الحياة عن الطبيعة.

19
2- كاوا الحداد؛ شاب قوي يملك بنية جسدية متينة بحكم عمله في الحدادة وبطل شعبي ينتمي لبيئة إجتماعية متشكلة جديداً من خلال إمتلاك حرفة الحدادة في مجتمع رعوي زراعي فهي في إحدى معانيها ترمز إلى إكتشاف حياة إقتصادية جديدة وثورة بحد ذاتها في سلسلة التطور الحضاري البشري، حيث إكتشاف المعدن وإستخدامه في خدمة الإنسان والحضارة العالمية وخاصةً عندما نكتشف من خلال الأسطورة أو الحكاية؛ بأنه أي كاوا سوف يقود إنتفاضة بوجه قوى الشر والظلام والطغيان المتمثلة بالملك الطاغي “أزدهاك” حيث يتم قتله على يديه بعد أن يهّرب العشرات من الشبان والأطفال ليقودهم في ثورة؛ ثورة الجديد على القديم .. ثورة الخير والحرية والإنسانية على الشر والطغيان والوحشية.
3- الأفعيان “Ejdeha” رغم إنهما بلاء ومرض عضال على كتفي الملك الطاغية وجزء من جبروته وطغيانه ووحشيته البدائية، لكن هما يشكلان جزء أساسي من الحكاية الأسطورة، بل إنهما يسطّران؛ أي يعطون الحكاية البعد الأسطوري لها وبالتالي فبدونهما تنتقل الحكاية من المستوى الأسطوري إلى الحكائي وتفقدها أي رمزية دلالية، بل كنا وجدنا أمامنا حكاية بليدة من حكايات الاستبداد والطغيان، ربما لا تختلف عن حكاية اي مستبد شرقي في عصرنا الحالي، وبالإضافة إلى ذلك علينا أن لا ننسى رمزية الأفعى في الأسطورة والحكايات التاريخية الدينية عموماً؛ حيث إنها هي التي سرقت نبتت الحياة من جلجامش بعد صراع مرير في بحثه عن الخلود وكذلك هي التي أوحت لحواء بالأكل من شجرة الحياة ليتم طردهم من الجنة في الحكاية الإسلامية، إذاً الأفعى كانت دائماً وما زالت رمزاً لسرقة الحياة الأبدية الخالدة من الإنسان وأسطورة نوروز لم تكن إلا إستعادة للمعنى ذاته في الحكاية.
4- الإبليس أو أهريمان وكذلك الشمس حيث الأول ورغم أن دوره في الحكاية والأسطورة النوروزية يقتصر على زرع الأفعيان على كتفي الطاغية من خلال قبلة على كل كتف والأخرى أي الشمي وبغيابها عن الشروق تغيب الحياة، إلا أنهما يكملان المشهد الدرامي الأسطوري للحكاية ويشير إلى تدخل القوى الغيبية في علاقات البشر وهي دلالة على بداية إنتقال الآلهة من المستوى المادي الحسي إلى المستوى الغيبي الوجداني.
5- النار و”شعلة نوروز”؛ كان وما زال النار يعتبر أهم رمز ديني في الثقافة الميزوبوتامية حيث الديانات الميثرائية والآزداهية والزرادشتية تعتبر النار أهم رمز قدسي ديني لها، فلدى الشعوب الآرية وثقافتها فإن الطبيعة مخلوقة من اربع عناصر هي: النار والماء والهواء والتراب، لكن يبقى النار هي أقدسها وأكثرها سمواً ونقاءً وبها تطهر كل الأنجاس والأرجاس والعلل والأمراض ولذلك فإن الإنسان الآري قدس النار وجعلها رمزاً ربانياً مباركاً “بيروزاً” حيث الطهارة والنقاء والنور والمعرفة في وسط العتمة والعماء وظلام الكهوف الباردة الموحشة ولذلك فكان يحافظ وما زال في المعابد الدينية له موقدة وهناك من يسهر على أن تبقى تلك الشعلة تنير ما حولها وتطرد الظلمات والعماء الإنساني.. وبالتالي فإن إشعال شعلة نوروز وفي أكثر رمز دلالي لها؛ هي التأكيد على الخلاص من المرض والجهل والوحشية ونشر النور والمعرفة والحرية.

20
5- النار و”شعلة نوروز”؛ كان وما زال النار يعتبر أهم رمز ديني في الثقافة الميزوبوتامية حيث الديانات الميثرائية والآزداهية والزرادشتية تعتبر النار أهم رمز قدسي ديني لها، فلدى الشعوب الآرية وثقافتها فإن الطبيعة مخلوقة من أربع عناصر هي: النار والماء والهواء والتراب، لكن يبقى النار هي أقدسها وأكثرها سمواً ونقاءً وبها تطهر كل الأنجاس والأرجاس والعلل والأمراض ولذلك فإن الإنسان الآري قدس النار وجعلها رمزاً ربانياً مباركاً “بيروزاً” حيث الطهارة والنقاء والنور والمعرفة في وسط العتمة والعماء وظلام الكهوف الباردة الموحشة ولذلك فكان يحافظ وما زال في المعابد الدينية له بالنار موقدة وهناك من يسهر على أن تبقى تلك الشعلة تنير ما حولها وتطرد الظلمات والأرواح الشريرة والعماء الإنساني.. وبالتالي فإن إشعال شعلة نوروز وفي أكثر رمز دلالي لها؛ هي التأكيد على الخلاص من المرض والجهل والوحشية ونشر النور والمعرفة والحرية.
وهكذا فإنه يمكننا القول أخيراً؛ بان الحكاية / الأسطورة وفي عمقها وبعدها الدلالي الرمزي هو صراع بين قوى الشر والخير، بين القديم والجديد، بين الظلام والنور، بين الجهل والمعرفة أو التوحش والحضارة حيث الملك الطاغية يمثل الجانب المتوحش البدائي الشرير والطاغي الظلامي في حياة وحضارة المجتمعات الإنسانية، بينما كاوا هو المخلّص والمنقذ ويسوع في تجسيده الكوردي وهو رمز للجانب الإنساني الحضاري المشرق الخيّر واليوم الجديد أو الحياة الجديدة في سلسلة التطور الحضاري الإنساني .. أما بخصوص الإسقاطات الأيديولوجية والسياسية وإعطاء الأدوار لبعض الشعوب والقوميات وذلك من خلال جعل كل من شخصية الطاغية “أزدهاك” والبطل المخلّص “كاوا” ينتمي لهذا العرق أو ذاك، فإننا سوف نقف مع ذاك الجانب في حلقتنا القادمة والأخيرة من هذا البحث في جدلية نوروز كأسطورة وملحمة شعبية تاريخية نتقاسمها في الجانب التاريخي مع عدد من شعوب المنطقة، لكن تبقى النكهة الكوردية هي الأكثر معناً وعمقاً إنسانياً.. فإلى اللقاء في الحلقة الأخيرة من هذا البحث في الحكاية النوروزية.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

21

 

 

 

 

الإبراهيميات

والتأسيس للفكر السلفي

كتب الأخ محمد شيخو بوستاً يقول فيه؛ “عبر التاريخ البشري لم يكن هناك عدو يهدد وأهلكت الإنسانية بحجم الغول الإبراهيميات”. طبعاً من لا يعلم ما هو الإبراهيميات فهي الأديان المركزية الثلاث “اليهودية والمسيحية والإسلام” حيث جميعها تعود لأب روحي يجمعهم وهي الشخصية الإبراهيمية في الفكر اللاهوتي لهذه الأديان.. ولكي نوضح فكرة البوست فقد كتبت له التعليق أو بالأحرى التوضيح التالي:

 

الإبراهيميات في تراجيدية هابيل وقابيل “قايين” قائمة بالأساس على مفهوم رفض الحداثة والتجديد والتمسك بالقديم حيث وعندما يقبل الرب ذبيحة هابيل (الراعي) ويرفض عطاء قابيل (المزارع) فهو تجسيد عن صراع حضاري بأن الرب أو الموروث الثقافي الديني واللاهوت عموماً يناصر القديم ويرفض الجديد وذاك ما سنجده في الإسلام ولدى اللاهوت المحمدي حيث في فكرهم كل ما هو جديد بدعة وهو مرفوض في الفقه والعرف الإسلامي.

 

لكن وعندما يقوم قابيل بقتل هابيل فإنه تجسيد عن التطور التاريخي للحضارة البشرية حيث الجديد يولد في رحم القديم ويقتله أخيراً وذلك كما السنبلة تنبت في رحم حبة القمح حيث تموت الأخيرة لتكون هناك حبات قمح جديدة.. وبالمناسبة لو عدنا لتاريخ الأسطورة لدى السومريين والبابليين فإننا سوف نجد بأن الفكرة تجسدت بأسطورة عشتار أو أستر في نزولها للعالم السفلي وإنقاذ تموز من ذاك العالم مع أول الربيع.

 

وذاك ما تجسد لدى عدد من الشعوب ومنها شعبنا بعيد نوروز ولدى الكثير من الثقافات بعيد شم النسيم.. ما نود التأكيد هو إن الثقافة الإبراهيمية بفروعها الثلاث؛ اليهودية والمسيحية والإسلام ما زالت تقبل الذبيحة من القديم وترفض عطاءات الفكر المعاصر ولذلك نجد كل التيارات إسلامية هي تيارات راديكالية تحارب الحداثة.

 

 

 

 

 

 

 

22

 

 

 

ثقافة القتل والنحر

في فكر الجماعات الإسلامية الجهادية

الحوار المتمدن-العدد: 5800 – 2018 / 2 / 27 – 01:04

المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني

إن قضية التمثيل بالجثث والسحل والتي رأيناها مؤخراً بحق عدد من مقاتلي ومقاتلات الكرد مثل “بارين كوباني” و”أحمد محمد حنان” والذي تم تصويره في مدينة إعزاز وتحت مرأى ومسمع جيش الاحتلال التركي هو ليس بالأمر الجديد على ثقافة هؤلاء الحثالة من البشر التي تدعي (الفكر الجهادي)، بل وللأسف فإنها “متأصلة” في ثقافة هؤلاء الهمج حيث ولو عدنا للتاريخين الحديث والقديم، فإننا سوف نقف على عدد من الجرائم والفظائع بحق الأسرى والمعتقلين؛ إن كانوا مدنيين أو مجنديين، أمراء أو فقراء حيث في التاريخ القديم هناك ومنذ زمن ما يسمى بالرسالة المحمدية عشرات، بل مئات الأمثلة على هكذا جرائم.
وذلك بدءً من حادثة “أم قرفة الفزارية” والتي تم ربطها إلى بعيرين وشقت شقاً مروراً بقتل كل من “عبدالرحمن بن ملجم”، بأن قطع أطرافه ولسانه وقلع عينيه وكذلك قتل الشاعر “بشار بن برد” الذي هجا “المهدي” فأمر الأخير بضربه بالسوط إلا أن مات، وصولاً لمجازر العباسيين بحق الأمويين حيث كان أول فرمان للدولة العباسية؛ قتل كل الأمراء المتبقين من الدولة الأموية وفعلاً جمع كل هؤلاء في وليمة ثم أمر العباس رجاله بأن يقتل الجميع بالعصي وقضبان الحديد، بل حتى أخرج من كان منهم بالمقابر وبأمر بحرق عظامهم.. وأيضاً لو عدنا للتاريخ الحديث لوجدنا عشرات الشخصيات الثقافية والسياسية تم قتلها وسحلها في الشوارع مثل الرئيس العراقي الأسبق “عبدالكريم قاسم” الذي سحل في شوارع بغداد.
وهكذا فإن ثقافة القتل والنحر والغزوات والسبي وللأسف هي جزء من ثقافتهم البدوية الرعوية وما زالوا يحملونها عبر الأجيال كجزء من موروث ثقافي مجتمعي وبالتالي فإننا لم نستغرب عندما رأينا تلك المشاهد رغم فظاعتها؛ كونها وكما أشرنا جزء من شخصيتهم التاريخية، مما يستدعي من قوى المجتمع “المدنية والديمقراطية” التحرك داخل هذه البيئات الاجتماعية والتأسيس لثقافة وطنية ديمقراطية تقبل بالآخر المختلف وترفع هذه البيئات الاجتماعية من حالة البداوة والهمجية المتوحشة لتدخل مرحلة المدينة والمدنية وإن هذا سيشكل عبئاً إضافياً على سوريا القادمة للخروج من مجموع أزماتها ومشكلاتها السياسية والثقافية، ناهيكم عن المشكلات الاجتماعية والاقتصادية التنموية.

 

23

 

حكمة تشرشل

وسياسة الدول الإقليمية

 

الحوار المتمدن-العدد: 5660 – 2017 / 10 / 5 – 01:50

المحور: الثورات والانتفاضات الجماهيرية

هناك مقولة شهيرة لرئيس وزراء بريطانيا الأسبق؛ تشرشل تقول: “لا أصدقاء ولا أعداء دائمين لبريطانيا، بل مصالح دائمة”، بقناعتي أن مقولة تشرشل تلخص جوهر السياسة في كل الأزمنة والأمكنة حيث ها إننا نجد الرئيس التركي يقوم بزيارة طهران ليتفق كلا الطرفين الإيراني والتركي على رعاية مصالح بلديهما وشعبيهما وذلك بعد اتهامات كل طرف للآخر بالمذهبية والطائفية وإنه يقف وراء مصائب المنطقة وعلى الأخص الشعبين السوري والعراقي وهما كانا في تلك الاتهامات المتبادلة محقين، لكن على حد سواء بمعنى أن الدولتين الإقليميتن تحاولان إخضاع المنطقة لأجنداتهما ومشاريعهما السياسية ولو عن طريق ركوب موجة الصراع الطائفي المذهبي حيث أحدهم أعتبر “أسد السنة” والآخر “ولي الفقيه”، بينما من يدفع ضريبة الصراع دماً وتدميراً وتهجيراً هي شعوب المنطقة وعلى الأخص الكرد والعرب في البلدين مع باقي مكوناتها الأثنية العرقية والمذهبية الدينية.
لكن ورغم كل ذاك التحشيد الإعلامي والكذب على الأتباع من المذهبين فإنهما ضربا بعرض الحائط بخلافاتهما لكي ينسقا معاً عندما دعت المصالح ولذلك فبقناعتي حان الوقت لشعوبنا لأن تستفيق من حالة استلاب الوعي لتدرك بأن هذه الحكومات والدول تهمها مصالحها وأن “لا صداقات ولا عداوات دائمة بينها، بل مصالح دائمة” وفق مقولة تشرشل ولذلك فعلينا نحن أبناء وشعوب المنطقة أن نعي هذه الحقيقة ونخرج من دائرة الولاء والتبعية لنؤسس لعهد ومنطق سياسي جديد تقوم على مصالحنا المشتركة حيث نحن أولى بشؤون بلدانا ومناطقنا وشعوبنا والعيش وفق تحقيق تلك المصالح المشتركة بيننا حيث الآخرين تهمهم مصالحهم وإن كان على دمائنا وها هو التوافق التركي الإيراني تكشف الحقائق عاريةً وتسقط ورقة التوت الأخيرة عن عورات السياسات الإقليمية.
وأخيراً علينا أن ندرك جميعاً؛ بأن لا حل في المنطقة إلا وفق توافق سياسي تراعي مصالح كل الأطراف حيث لا حل مع سياسات القمع والتهميش وكل الحكومات الديكتاتورية لجأت لتلك السياسات لكن كانت النتائج كارثية على الجميع وأولها على تلك الحكومات نفسها وبالتالي لا حلول مع سياسة النفي، بل هناك طريق واحد يخرجنا جميعاً من “عنق الزجاجة”، الآ وهو القبول بالآخر شريكاً وأخاً وجاراً يصان كرامته وحقوقه كما تصان حقوقي وكرامتي.

 

 

 

24

“عرب الغمر”

مشروع استيطاني عنصري!!

 

الحوار المتمدن-العدد: 5598 – 2017 / 8 / 1 – 14:17

المحور: القضية الكردية

كتب أحد الأصدقاء بوستاً بخصوص إشكالية وجود المغمورين وإستيطانهم في المناطق الكردية وما سببوا من مآسي لشعبنا وبأن الوقت قد حان لتصحيح تلك الأوضاع الشاذة والخاطئة حيث قال؛ “المغمورين يجب أن تنقل سجلاتهم إلى قيودهم الأصلية”. وقد جاءت الردود والتعليقات عموماً إيجابية وبالموافقة على ما تفضل به، لكن وللأسف فقد جاء الرد من صديق لشعبنا بطريقة عصابية متشنجة شكلت نوع من المفاجأة الشخصية لي حيث كتب الصديق محمد غانم معلقاً وهو يقول:
“شوف رفيقي والله أنا راح احلف يمين أنو ما اعلق على كلام يكتبه الكورد … دعوتك هذه ..إن رد العرب عليها ..فأنهم سيعيدون نصف مليون الى تلاتة ارباع المليون كوردي إلى قيودهم الأصلية .. أنتبه القرارات الخاطئة تقود لنتائج كارثية … خذ هذا المثل 100 الف كوردي من عفرين وكوباني والقامشلي والدرباسية وعامودا والمالكية يعيشون في الرقة ..فقط .. ناهيك عن الاكراد اللي سكنو مدينة حلب ويعملون فيها ..ناهيك عن اكراد يعملون في دمشق وووالخ انتبهو جيدا عندما تطرحون هكذا دعوات ..وهاي نصيحة لوجه الله..”.
للأسف أحياناً يقع أحدنا في نوع من الردود العصابية وبالتالي تأتي القراءات مغلوطة؛ صديقي الأستاذ محمد غانم إن من جاء تحت مشروع الحزام العربي في الجزيرة والإصلاح الزراعي في عفرين هم جاؤوا بقرار سياسي عنصري وأستولوا على حقوق بعض الشرائح من المكون الكردي أما الكرد الذين جاؤوا إلى حلب ودمشق واللاذقية وغيرها من المدن فهم جاؤوا تحت شروط المعيشة والهجرة الداخلية بحثاً عن شروط حياة أفضل ودون أن يعتدوا على ممتلكات وحقوق الآخرين، كما تنقل بعض العرب إلى بعض المناطق الكردية وبالتالي فإن أي مقارنة بين وضع الكرد المنتقلين لمناطق خارج المناطق الكردية بحثاً عن فرص حياة أفضل مع عرب الغمر هي قضية فاسدة من الأساس وإن من يضعها واحدة مقابل واحدة فهو وللأسف لا يريد الحلول الحقيقية وإرجاع الحقوق لأصحابها، بل وضع العصي في العجلات وذاك ما لا نتوقعه من صديق شخصي وكذلك لشعبنا وللقضية الكردية وعموم قضايا المظلومين!!

 

 

 

 

25

عفرين

والذاكرة القامشلوية مع اليهود

كتب الأستاذ سليمان يوسف على صفحته الشخصية بوستاً ومما جاء فيه بأن ((يهود القامشلي) ضحية السياسات العنصرية للعرب المسلمين. عام 1947 أسست الطائفة الموسوية (اليهودية) في القامشلي (مدرسة ابتدائية). اغلقتها الحكومة السورية عام 1948، انتقاماً لقرار “تقسيم فلسطين” واعلان الدولة الاسرائيلية.. كانت تسكن القامشلي نحو 300 عائلة يهودية في ثمانينات القرن الماضي وهي من العائلات العريقة والقديمة في القامشلي. شكلت عصب الحركة التجارية في المدينة . اليوم لم يتبقى في القامشلي يهودياً واحداً. سياسة الانتقام من الشعوب البريئة مازالت هي السائدة لدى الحكومات والشعوب العربية الإسلامية..).

 

إن هذه السياسات العنصرية الحاقدة مورست وما زالت تُمارس ضد كل الطوائف والأعراق المختلفة وإن كان الإخوة المسيحيين تعرضوا بشكل أكبر في الفترة السابقة وقبلهم اليهود طبعاً في مختلف دول المنطقة وبالأخص منها العربية، لكن وبكل تأكيد فإن ذهنية الدول الغاصبة لكردستان مع شعبنا لم يختلف عن تلك الذهنية العروبية الإسلاموية التي تعاطت مع اليهود حيث وفي مختلف الدول الغاصبة وجدنا المجازر والإبادات الجماعية بحق الكرد وربما تكون مجازر حلبجة على يد النظام العراقي البائد وقبلها مجازر ديرسم من قبل الجمهورية الكمالية شواهد تاريخية لهذه العقلية النازية الفاشية وها هي عفرين اليوم تعيش أسوأ كارثة إنسانية مع دولة الاحتلال التركي ومرتزقتها من الميليشيات الإخوانية.

 

للأسف إن لم يتم تدارك الأمر سريعاً مع كارثة شعبنا في عفرين فإننا سوف نعيش التجربة اليهودية مع ذاكرتها التاريخية في المنطقة ومنها مدينة قامشلو حيث سيتذكر الأحفاد بأن جذورهم التاريخية من عفرين، لكن من دون أن يكون لشعبنا وجود واقعي في بلدهم وقراهم.. إن عفرين تتعرض على مرأى الجميع من قبل تركيا وميليشيات الإخوان لأكبر جريمة إنسانية بترحيل سكانها الأصليين وتوطين الأغراب فيها ومن دون أن يتحرك أحد إقليمياً أو دولياً ولا حتى سورياً وهنا نود أن نذكر كل فصائل الحركة الوطنية الكردية وسياسييها ومثقفي شعبنا؛ بأن الفلسطينيين ما زالوا ومنذ سبعين عاماً يعلقون مفاتيح بيوتهم على جدرانهم في الشتات أملاً بالعودة يوماً وخشيتي أن نكرر تجربتهم في تعليق مفاتيح بيوتنا على جدران الغربة في دول الشتات الأوربي.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

26

عكس التيار

…الأسماك الميتة هي فقط التي تجري مع التيار

وإن عقارب الساعة تسير بعكس الزمن مع أنها هي المقياس للزمن والتاريخ .!!

 

قراءاتنا للقضايا والواقع محكوم بثقافاتنا وأخلاقياتنا العامة في المجتمع؛ وهناك في ثقافتنا الشرقية والإسلامية عموماً ما يدعو إلى الالتزام بالجماعة وعدم الخروج على النمطية السائدة في الشارع أخلاقياً وسياسياً وحتى فكرياً وللأسف حيث الدين والعرف الاجتماعي يلزمك بالسلوكيات العامة وكم من آية وحديث ومثل يدعوك للالتزام بتلك الأخلاقيات من أمثلة؛ “يد الله مع الجماعة” و”يد الله فوق أيديهم” و”اعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرقوا” وحتى في الأمثال الشعبية هناك الدعوة لعدم الخروج على تلك المبادئ والسلوكيات الأخلاقية في المجتمع حيث المثل الكوردي يقول: “Eger tu çûgundekî û tedîttev bi çavekî ne, tu jîçavekîxwedamrîne” أي وبما معناه؛ (إن ذهبت إلى قرية ما ورأيت ناسها وأهلها بعين واحدة، فأنت أيضاً أغمض عيناً وكن مثلهم)، يعني عليك أن تقلد الآخرين وتكون نسخة منهم حتى بأخطائهم وهفواتهم وتخلفهم وهذا يذكرنا بسرير بروكروست؛ قاطع الطريق اليوناني .. بل إن كل جديد (محدثة) وهي بدعة في عرفنا وثقافتنا الشرقية الاسلامية والحديث المحمدي في ذلك حيث يقول: “كل محدثة بدعة, وكل بدعة ضلالة”.

وهكذا يمكن أن نقول بأن الثقافة الشرقية الاسلامية هي أرضية خصبة لوأد وقتل الابداع والتجديد في تفجير الطاقات الخلاقة والإبداعية لدى الفرد حيث الدعوة إلى التكرار والنسخ؛ إنها بحق تمثل (ثقافة النقل وليس العقل). وبالتالي فإن الجذر الثقافي في مجتمعاتنا ترفض العقل البشري كآلية تفكيرية إبداعية وتحول تلك القدرات الذهنية والمعرفية إلى نوع من خزان فكري وأرشيف لتدوين وحفظ المعلومة عبر التلقين للنص الأول، وكم نجد من المنابر الإعلامية تفتخر بأن طفل وعمره لم يتجاوز أصابع اليدين وهو يحفظ المصحف من الجلد للجلد، ولكن دون أن نلتقي بطفل أبدع في مجال ونشاط مدرسي ما وذلك على عكس الثقافة الأوروبية التي تجعل من النشاط المدرسي آلية ومجال لمعرفة القدرات الإبداعية لدى الطالب وتدفعه للخلق والإبداع في مجال إنساني هو منجذب إليه برغبة ذاتية إرادية. وإن هذه الثقافة التلقينية هي الأخرى جزء من الثقافة العامة أو الجذر الثقافي لنا في الشرق الإسلامي حيث النص الأول (القرآن) يقول: “اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي”. وإكمال الدين هنا يأتي بمعنى “إكمال البيان المعرفي والأخلاقي”، أي نقطة على السطر وأنتهى؛ حيث “لا اجتهاد مع النص” والنص هو القرآن ولذلك تجد هؤلاء المأخوذين بالنص القرآني يحاولون ويجتهدون أن يحولوا كل الاختراعات الإنسانية إلى ذاك النص وبأن أولئك المخترعون قد أخذوه من الإسلام ونصهم القرآني وذلك بعد الدرس والتأويل.

ولكن ينسى أولئك “المتأولون والمخدوعين” بأن المسلمين ومنذ ألف وأربعمائة عام ونيف وهم يقرؤون في النصوص القرآنية ومن دون أن يصلوا إلى اختراع حقيقي واحد تخدم البشرية بعكس الأوروبيين الذين ربما البعض من أولئك المخترعين لم يقرأ في حياته آية قرآنية، بل هنا سؤال يتبادر للذهن: إن كان حقاً القرآن يضم كل المعرفة والعرفان والعقل الكوني الكلي بما إنه كلام الرب، حسب إدعاء المؤمنين فلما لم يكن بمقدور المسلمين أن يخترعوا ولو عربة بدواليب مدورة بدل مضلعة ولا نقول كان عليهم أن يكونوا الرواد في الاختراعات والإبداعات الإنسانية، مع العلم إنه من المفترض أن يكونوا كذلك بما إنهم أصحاب النص القرآني والإدعاء بأن كل الاختراعات هي من ذاك النص وإلا فإن العقل الإسلامي هي من أسوأ العقول وأكثرها سلبيةً وخمولاً وجموداً، بل يمكننا القول مع الحالة هذه بأن المسلمين لا عقل لهم وهي حقيقة وجودية إلى حد ما؛ حيث ثقافة التلقين والنقل قد قتل لدى المسلم كل الملكات العقلية المبدعة والخلاقة لاكتفائه بالنسخ والتدوين لما هو نمطي وسائد وبالتالي قتل ووأد كل ما هو إبداعي وأحياناً المبدع نفسه، وهناك أمثلة كثيرة في التاريخ الإسلامي وذلك بحجة الاختلاف والبدعة؛ فكل “بدعة زندقة” وينسى هؤلاء الظلاميين بأن كل تجديد هو مخالفٌ للعرف والشريعة السائدة وبأن الأسماك الميتة هي فقط التي تجري مع التيار وبأن عقارب الساعة تسير بعكس الزمن مع أنها هي المقياس للزمن والتاريخ.

 

27

مجازر الأرمن

..هل علينا أن تعتذر؟!

 

الحوار المتمدن-العدد: 5502 – 2017 / 4 / 25 – 17:54

المحور: الارهاب, الحرب والسلام

هناك الكثير من أبناء شعبنا وأنا ضمناً يحاولون قدر الإمكان تبرير ساحة الكرد من أي مشاركة مع الدولة العثمانية في قضية المجازر التي ارتكبت بحق الإخوة الأرمن وذلك بحجة أن أولئك الذين ارتكبوا المجازر قاموا بها تحت الراية الإسلامية وليس الحالة الكردية حيث كانت الخلافة العثمانية هي المرجعية السياسية لكل مكونات المنطقة وعلى الأخص المسلمين من رعايا الخلافة وكان الكرد جزء منها، بل لقد قامت تلك الألوية وبعد التخلص من “المشكلة الأرمنية” بارتكاب مجازر مشابهة بحق الكرد (الحلفاء) وبالتالي فإن ذاك الواقع السياسي والديني وحتى الحالة المجتمعية القبلية وحالة التخلف تعطي عدد من المبررات والحجج لشعبنا بمحاولة (تبرئة النفس) أو على الأقل تخفيف التبعات، لكن أن يأتي البعض وربما الغالبية ويبرأ ساحة الكرد تماماً في تشبيه غير دقيق مع حالة وجود بعض الأفراد من الكرد بين صفوف “داعش” والقول: هل يجب أن نعتذر للمكونات الأخرى بحجة وجود هؤلاء بين صفوف ذاك التنظيم التكفيري الإسلامي؟!، فأعتقد إن فيه الكثير من لوي عنق الحقيقة، كون هناك بون شاسع بين الحالتين؛ وجود عدد من الأفراد ذات الأصول الكردية في صفوف “داعش” عن مشاركة قبائل كردية في المجازر الأرمنية!!
وكذلك فإإننا نقول لهؤلاء الإخوة وللآخرين؛ بأننا لا نريد أن نجلد ذاتنا أو نحمل شعبنا وزر وتبعات جريمة مروعة قامت بها الخلافة العثمانية على يد السلطان الأحمر؛ “عبد الحميد الثاني” ومن ثم أكملتها حكومة الاتحاد والترقي والكماليين لذاك المشروع العنصري والإبادة الجماعية بحق الأرمن وباقي مكونات الجمهورية التركية الحديثة وضمناً الكرد كما أسلفنا لكن وبنفس الوقت فلا يمكن تبرئة ساحة الكرد تماماً أو على الأقل معنوياً وأخلاقياً من بعض تبعات تلك الجريمة المروعة حيث إن الفرق كبير بين أن يكون هناك في صفوف “داعش” بعض الأفراد من أصول كردية عن تلك الحالة التي تتوافق معهم وعلى سبيل الافتراض عدد من الأحزاب الكردية وذلك كما تضامنت عدد من القبائل الكردية مع العثمانيين وقد كانت تلك القبائل بمثابة الأحزاب في يومنا هذا ورغم ذلك نعود ونقول؛ بأن أولئك قاتلوا تحت الراية الإسلامية وليس القضية الكردية، لكن ولنفس الوقت فإن ذلك لا ينفي وكما قلنا بأن جزء من الكرد شاركوا في تلك المجازر وبالتالي فإنه من الأخلاق والواجب الإنساني، أن نرفض تلك الجرائم المروعة، بل وحتى نعتذر عوضاً عن أولئك الأسلاف؛ كونهم يبقون جزء من الآباء والأجداد لشعبنا.

28
ملاحظة؛ لقد كتبت قبل سنوات مقالة اعتذار بهذا الخصوص وللأسف الكثير انتقدوني يومها ومن بينهم نخب سياسية وثقافية كردية، كما اليوم حيث وجه عدد من الإخوة ملاحظات بهذا الخصوص، رغم أن قضية الاعتذار لا تعني بكل الأحوال أن كل الكرد يتحملون عواقب تلك الجرائم المروعة وإلا فإن كل الألمان أيضاً كانوا مسؤولين عن جرائم الهولوكوست وهي التي قدمت الاعتذار عن جرائم النازية ضد اليهود إبان الحرب العالمية الثانية.. نأمل أن نتجاوز عقدة الذنب هذه ونقول ما يمليه علينا ضميرنا وإن كانت بحقنا كي نتمكن من العيش بسلام كمكونات مجتمعية مختلقة في اللغة والثقافة والانتماء الإثني، لكن يجمعنا جميعاً مسائل وقضايا عدة وعلى رأسها آدميتنا وإنسانيتنا، ناهيكم عن عناصر الجغرافية والتاريخ والدين والثقافة المشتركة.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

29

 

 

 

هوية العراق

المالكي في آخر خطوطه الحمراء
13 يوليو، 2013

بلاد ما بين النهرين أو ما يعرف حديثاً بدولة العراق هي من الجغرافيات التي شهدت الكثير من الحروب والاقتتال والدماء إن كان في العصور والأزمنة الغابرة أو في تاريخها الحديث؛ فمن الصراعات التي كانت تنشب بين الإمبراطوريات والممالك القديمة مثل البابلية (1728 – 539ق.م) والآشورية الأولى (1813 – 1760ق.م) والثانية (1240 – 1000ق.م) والميدية (728 – 550ق.م) وغيرها ومروراً بالحملات البربرية المغولية لكلٍ من هولاكو (1217 – 1265) وتيمورلنك (1336 – 1405) والحروب أو الحملات الصليبية (1096 – 1291) وصولاً إلى الإسلام والإنقسام المذهبي والطائفي وما شهدت من صراعات دموية بين التسنن والتشييع وحتى قبل ذلك ما كانت من صراعٍ على السلطة والخلافة؛ حيث تذكرنا أمهات الكتب التاريخية بكلٍ من موقعة الجمل وهي المعركة التي “وقعت في البصرة عام 36 هـ بين قوات أمير المؤمنين علي ابن أبي طالب والجيش الذي يقوده الصحابيان طلحة بن عبيد الله و الزبير بن العوام بالإضافة إلى أم المؤمنين السيدة عائشة التي قيل أنها ذهبت مع جيش المدينة في هودج من حديد على ظهر جمل، و سميت المعركة بالجمل نسبة إلى هذا الجمل” وكذلك فإن “معركة كربلاء وتسمى أيضاً واقعة الطف هي معركة حدثت في 10 محرم سنة 61 للهجرة والذي يوافق 12 أكتوبر 680 م بين قوات تابعة للحسين بن علي بن أبي طالب أول أئمة..” وبين جيش يزيد بن معاوية بن أبي سفيان (خليفة المسلمين) وقتل فيها من أهل البيت وسبي نسائهم ما يتجنبه المسلمين من ذكره ويكفي أن نقول بأن رأس الحسين قطع وذهب به إلى دمشق ليوضع أمام خليفة المسلمين (راجع ويكيبيديا – الموسوعة الحرة).
أما في العصر الحديث فإن المنطقة والعالم شهدت حربين عالميتين؛ الأولى (1914 – 1918) والثانية (1939 – 1945) والتي شاركت فيها أكثر من (100) مليون جندي من سبعون دولة وبلد وراح ضحيتها من المدنيين والعسكريين ما يقارب (70) مليون نفس بشري وكذلك كانت الصراعات بين الدول تلك والتي شاركت في الحربين العالميتين للهيمنة على المنطقة وجعلها مناطق نفوذ لها وكانت بالمقابل المقاومون الأحرار وحركاتهم التحررية ومعاركهم الاستقلالية من الاستعمار الغربي بدايةً ومن ثم الصراعات التي نشبت بين الدول المستقلة حديثاً وما “حرب الخليج الاولى (English:Iran-Iraq War) وتسمى أيضاً الحرب العراقية الإيرانية (سميت من قبل الحكومة العراقية باسم قادسية صدام المجيدة او القادسية الثانية)” إلا هي نموذجاً عن تلك الصراعات والتي نشبت “بين القوات المسلحة لدولتي العراق وإيران. واستمرت من أيلول/سبتمبر 1980 إلى آب/اغسطس 1988. (و)اعتبرت هذه الحرب من أطول الحروب التقليدية في القرن العشرين وأدت إلى مقتل زهاء مليون انسان من الضحايا وخسائر مالية تقدر بحوالي 1.19 تريليون دولار أمريكي، وقد غيرت الحرب المعادلات السياسية لمنطقة الشرق الأوسط وكان لنتائجها أعظم الأثر في العوامل التي أدت إلى حرب الخليج الثانية أو كما سميت بعملية عاصفة الصحراء في 1991”. حيث أنها (أي حرب الخليج الثانية، تسمى كذلك عملية عاصفة الصحراء أو حرب تحرير الكويت (2 أغسطس 1990 إلى 28 فبراير 1991)، هي حرب وقعت بين العراق وقوات التحالف الدولي).
وكذلك يجب أن لا يغيب عن الذاكرة ما شهدتها العراق الحديث من حروب داخلية (الحرب الأهلية) ومن انقلابات وصراعات دموية على السلطة وأيضاً الثورات الكوردية في وجه مظالم الحكومات المتعاقبة؛ منها “ثورة السليمانية في سنة (1918-1919) م وتأسيس مملكة كردستان في مدينة السليمانية بقيادة الشيخ محمود الحفيد الرزنجي وقمعت من قبل الحكومة البريطانية” وأيضاً تقول الموسوعة الحرة (ويكيبيديا) بهذا الخصوص “قادت القبائل الكردية ثورة في ما بين سنتي 45 و1946 قيل إنها تلقت دعمها من روسيا، وأرسلت بريطانيا قوات إلى العراق لضمان أمن البترول.. (و)اشتراك الجيش العراقي في الحرب مع الجيش الأردني ضد إسرائيل (بعد إعلان قيام إسرائيل).. وشهد العراق في الفترة ما بين 49 و1958 الكثير من الأحداث الداخلية

30

والخارجية المهمة مثل انتفاضة عمال شركة نفط العراق سنة 1948، وانتفاضة يناير/ كانون الثاني التي قضت على معاهدة بورتسوث البريطانية العراقية، وانتفاضة أكتوبر/ تشرين الأول 1952 التي طالب فيها المنتفضون بإجراء انتخابات مباشرة والحد من صلاحيات الملك.. (و) قاد الجيش العراقي بقيادة عبد الكريم قاسم انقلابا ضد الملك في 14 يوليو/ تموز 1958، وقتل الملك فيصل الثاني وخاله عبد الإله ورئيس الوزراء نوري السعيد، وأعلنت الجمهورية برئاسة محمد نجيب الربيعي، واحتفظ عبد الكريم قاسم رئيس الوزراء بصلاحيات واسعة في إدارة البلاد.. و(كذلك) قاد حزب البعث انقلابا على عبد الكريم قاسم في 8 فبراير/ شباط 1963، وأصبح عبد السلام عارف الذي لم يكن بعثياً رئيساً للعراق، وتولى عبد الرحمن عارف -أخو الرئيس.. – الرئاسة بعد موت عبد السلام سنة 1966″م.
ويعود البعث ليقود و – “بالتنسيق مع بعض العناصر غير البعثية” – انقلاباً جديداً في 17 يوليو/ تموز 1968، وتولى الرئاسة أحمد حسن البكر “واستطاع البكر أن يوقع اتفاقية الحكم الذاتي للأكراد فأصبح للأكراد ممثلون في البرلمان ومجموعة من الوزراء.. و(لكن) في مارس/ آذار 1974 عادت الاضطرابات مع الأكراد في الشمال والذين قيل إنهم كانوا يتلقون دعماً عسكرياً من إيران. (و) إثر تقديم العراق بعض التنازلات المتعلقة بالخلاف الحدودي مع إيران والتوقيع على اتفاقية الجزائر سنة 1975، توقفت إيران عن دعم ثورة الأكراد، وتمكن العراق من إخماد الثورة.. وفي سنة 1979 تولى صدام حسين رئاسة العراق بعد تنازل أحمد حسن البكر عن السلطة (بالأحرى إجباره على التنازل – التعليق من عندنا).. وكانت الديكتاتورية بأبشع صورها ومجازرها ومقابرها الجماعية، إن كان في الجنوب الشيعي و يمكن أن نذكر القارئ الكريم بالإنتفاضة الشعبانية لعام (1991) على سبيل الذكر وليس الحصر.
أو تلك الجرائم والمجازر البشعة التي قامت بها القوات العراقية وبأمر مباشر من القيادة السياسية والأمنية في بغداد وبتكليف من الطاغية صدام حسين لأبن عمه علي حسن المجيد (علي الكيماوي) لقيادة العمليات العسكرية في الشمال (إقليم كوردستان) حيث كانت من نتائجها الكارثية: حرق وتدمير أكثر من (4000) أربعة آلاف قرية كوردية وقصبة وإبادة ما يزيد على (180000) مئة وثمانون ألف كوردي بين مدني وقوات بيشمركة؛ منهم (8000) ثمانية آلاف من البارزانيين وعشرات، بل مئات وآلاف المقابر الجماعية والتي تضم حتى الأطفال الرضع وقد دفنى أكثرهم أحياء. ناهيك عن الضحايا التي راحوا تحت التعذيب وفي أقبية سجون الطاغية وكذلك الذين أبيدوا باستخدام النظام العراقي للسلاح الكيماوي في حروبها القذرة ضد الكورد؛ حيث أن العالم يتذكر كارثة حلبجة وقصفها بالسلاح الكيماوي من قبل السلاح الجوي العراقي في (16 – 17/3/1988) وقد راح ضحيتها أكثر من (5000) خمسة آلاف شخص مما دفع بشعبنا الكوردي وقيادته السياسية لأن ينتفض ويقوم بالعديد من الثورات ضد سياسات النظام، منها: “(ثورة أيلول) سنة (1961-1975م) نظراً لاندلاعها في 11 أيلول 1961 بقيادة الملا مصطفى البارزاني وهي أكبر ثورة في تاريخ الشعب الكردي المعاصر من حيث السعة والقدرة النضالية والسياسية والتنظيم الاجتماعي السياسي، انتكست الثورة بعد تفاهم العراق مع شاه إيران في الجزائر يوم 6 آذار عام 1975. بتنازل صدام بموجب الاتفاقية للشاه عن السيادة العراقية لشط العرب مقابل التعاون للقضاء على الثورة الكردية في كردستان العراق وحصلت النكسة”. وعاد النظام للتنكيل بالشعب الكوردي إلى أن كانت “الانتفاضة البطلة لشعبنا في كردستان العراق في أوائل آذار من عام 1991 م وتحرير المناطق الكردية في كردستان العراق و إعلان الفيدرالية للمناطق الكردية”.
وهكذا فإن العراق لم يشهد الاستقرار وخاصةً في العصر الحديث، فها هي الذكرى السادسة تمر على تحريرها من الطغمة الصدامية وما زال البلد يعاني من الانقسام الطائفي والعرقي والحزبي وحتى العشائري، بل إنقسام على مستوى البلدة وربما الحارة أيضاً.. وبالتالي تمسك كل مكون من المكونات العراقية بهوية جزئية متمايزة و(متصارعة) مع الهويات الجزئية الأخرى، حيث هناك مستويات عدة من الصراع؛ طائفي (سني – شيعي)، عرقي (كوردي – عربي)، ديني (مسيحي – مسلم.. الخ) وكذلك حزبي – أيديولوجي (إجتثاث البعث) وذلك على الرغم من إدعاء الجميع بالهوية العراقية (الجمعية) كشعار سياسي – ويبدو أنه للتسويق المحلي – وكذلك على الرغم من التوافقات السياسية السابقة إن كانت على أيام ما كانت هذه الكتل السياسية تشكل جسد المعارضة (مؤتمر لندن أو صلاح الدين) أو توافقاتها في بداية العملية السياسية والتي تحركت بعد تشكيل مجلس الحكم من قيادات وزعامات المعارضة آنذاك. وبالتالي، وفي ظل هذه الأجواء المشحونة بالتوتر والعنف وعلى السويات الاجتماعية السابقة، فإن البلد ليس بحاجة إلى تصعيد أكثر لشحن العواطف والضرب في الخاصرة السياسية العراقية والتي تعاني من الضعف والوهن والتمزق أصلاً وبالتالي لنزيد من حالة الفرقة والتوجس من الآخر.
إلا أن للسيد نوري المالكي؛ رئيس الحكومة العراقية رأيٌ آخر وكان آخرها في مؤتمر القمة العربية الأخير في الدوحة وذلك عندما ألقى كلمة العراق و”أكد فيها أن هوية العراق العربية والإسلامية خط أحمر لايمكن المساومة عليه” مما أستوجب الرد من القيادات الكوردستانية ومنهم الأستاذ سعدي البرزنجي؛ نائب رئيس كتلة التحالف الكردستاني في مجلس النواب العراقي حيث أعتبر في تصريح له لوكالة أنباء آكانيوز بأن “وصف نوري المالكي رئيس الوزراء هوية العراق بأنها عربية مخالفة للدستور

31

العراقي، مؤكداً أن هوية العراق ليست عربية، مشيراً إلى أن وصف المالكي في كلمته في مؤتمر القمة العربية في الدوحة بهذا الخصوص مخالف للدستور وربما أراد من خلاله التقرب من القادة العرب.. وقال البرزنجي: هذا تصرف آخر من تصرفات المالكي المخالفة للدستور ودلالة على انفراده باتخاذ القرارات..” (موقع الحزب الديمقراطي الكردي في سوريا – البارتي). وهكذا فإن السيد نوري المالكي يقوم بانقلاب جديد على الشرعية الدستورية ويخترق ما أتفق عليه بين المكونات العراقية السياسية، مما فتح الأبواب على أشده للصراعات العرقية – الأثنية وخاصةً بين الكورد والعرب.
بل أن التصريح السابق للسيد نوري المالكي يكشف عن نوازع للديكتاتورية والفردانية لدى الرجل وكذلك مواقفه الأخرى بخصوص (مجالس الإسناد) وأيضاً الموقف من كركوك والخلافات العرقية وسبل المعالجة وكذلك قضية البيشمركة وتمركزهم في المناطق الكوردستانية الغير ملحقة – بعد – بإقليم كوردستان وغيرها من المواضيع العالقة بين المركز (بغداد) والإقليم في العاصمة هولير كقضية النفط والعقود المبرمة من قبل حكومة الإقليم، فإنها جميعها (أي تلك القضايا العالقة) تخلق نوع من التوجس لدى الشعب الكوردي وليس عند القادة السياسيين فقط وتعيد إلى الأذهان سياسات وقرارات الحكومات العراقية السابقة وخاصةً بعد أن تكون قد تخطت (أي تلك الحكومات) سنوات ومراحل ضعفها لينقلبوا على إتفاقياتهم مع الشعب الكوردي ويظهروا له (ظهر المجن) وتكون بداية مرحلة جديدة من الصراع الدموي بين الحكومة وحركة التحرر الكوردستانية والتي نأمل أن نكون قد تجاوزناها من خلال الديمقراطية الناشئة والتي تعيشها العراق.
ولكن وبعد ست سنوات من التجربة العراقية الفتية وما يعاني منه الساسة العراقيون من تمترسٍ خلف أيديولجيات كلاسيكية (قومية ودينية طائفية) ودفع البلد إلى المزيد من الأزمات والاختناقات السياسية وكذلك فإن هذا الضخ الهائل من الخطابات العنصرية القومية (عروبة العراق) وتناسي الهويات الأخرى أو محاولة القفز من فوقها، فإنها سوف تؤدي – برأينا – إلى المزيد من العنف والتوتر وليس الإندماج والتقبل من المحيط العربي كما يتخيله السيد نوري المالكي؛ حيث بدايةً ومن خلال التصريح السابق لرئيس الحكومة هو انقلاب على الدستور العراقي وتفرد باتخاذ القرارات مما يعيد إلى الذهنية العراقية مآسي ديكتاتورية النظام السابق وتعطي دفعاً معنوياً للتيارات والأحزاب القومية العنصرية البعثية أن تفكر من جديد بإحياء أجندتها السياسية في المنطقة وها هو أحدهم يكتب: “ان من يريد حقوقا اكثر من العراقيين الآخرين عليه ان يبحث له عن وطن وحقوق في تركيا او ايران او سورية او روسيا!” (مقال يحمل نفس العنوان للدكتور أيمن الهاشمي – كاتب واكاديمي عراقي ومنقولاً عن السياسة الكويتية). وليس من المفارقات أن يلتقي هؤلاء جميعاً في دعوتهم للكورد لأن يرحلوا عن (أوطانهم) كما طلب ذلك السيد رجب طيب أردوغان في إحدى خطبه العصماء من الشعب الكوردي في الإقليم الشمالي لكوردستان؛ حيث في الفهم السياسي لهؤلاء بأن الجغرافية السياسية لهذه البلدان هي حسب التعريف والفكر القومي العنصري الذي يحملونه ويحلمون به في مخيلاتهم المريضة بالتعصب وعلى أن تلك الدول والبلدان ذات لون وطبيعة جيوسياسية واحدة وبالتالي تأتي فكرة رفض وعدم قبول مفاهيم الفيدرالية وحق تقرير المصير للشعوب من هذا الفهم المنقوص لطبيعة بلدانهم والأقاليم والشعوب التي تكونه وتجسده على أرض الواقع.
حيث أن العراق، وكما هو حال معظم دول العالم إن لم نقل جميعها، بلد متعدد الأديان والمذاهب والطوائف والعشائر وكذلك الأعراق والأقاليم وبالتالي فهو متعدد الهويات ولن يرضى مكون من المكونات أن يخسر هويته في حالة ابتلاع من قبل الأغلبية وهويتها الطاغية. وهكذا فإن الكورد لن يقبلوا بالهوية العراقية العربية إلا للإقليم العربي وعندها سوف يبرز الهوية الكوردستانية لدى الكورد وعلى حساب الهوية العراقية ونكون بذلك عدنا إلى المربع الأول من الخلافات والصراعات السياسية ولذلك وكما طرحتها القيادة السياسية الكوردستانية فإن أفضل الحلول لهذه القضايا العالقة هي بالعودة إلى الدستور؛ كونه مركب النجاة والذي يضم كل العراقيين وآمالهم وطموحاتهم وكذلك حقوقهم وواجباتهم بين جنباته.. ولكن يبدو أن الدستور قد أصبح في خبر كان لدى بعض القادة في بغداد وأولهم السيد نوري المالكي؛ رئيس الحكومة والذي يتوجب عليه أن يكون هو أكثر الحريصين عليه، كونه يمثل الواجهة السياسية والدبلوماسية العراقية بكل مكوناته وليس مكون دون آخر وهو بذاك – وبرأينا – يدق أول مسمار في نعش الديمقراطية العراقية الناشئة.

 

هولير – 4/5/2009

 

 

 

 

32

 

 

 

لما النخب العربية وغير العربية

يتخذون مواقف معادية من القضايا الكردية؟!

 

إننا ومن خلال المتابعة نلاحظ بأن أغلب الشخصيات والنخب الثقافية والسياسية العربية وغير العربية -وفي مختلف المجالات والتيارات- يقفون مواقف معارضة، إن لم نقل معادية من القضايا الكردية وهذه تتنافى مع أولى مفاهيم الديمقراطية والفكر الليبرالي من جهة ومن الجهة الأخرى فإن تلك المواقف العنصرية تتنافى مع القيم الوطنية والإنسانية، بل هي ليست من أخلاقيات النخب الثقافية -أو هكذا يفترض بهم على الأقل- ورغم ذلك فهي صفة عامة تقريباً بين تلك الغالبية المطلقة من نخب هذه الشعوب والدول الغاصبة لكردستان، مما يدعو للاستغراب والتساؤل حول الأسباب والحيثيات؟!

 

ما دعانا لطرح السؤال أو الإشكالية السابقة هو رحيل الفنانة السورية “مي سكاف” والتي أثارت زوبعة إعلامية على صفحات التواصل بين من يترحم عليها ومن يلعنها وذلك لما عرفت بمواقفها المعارضة للنظام وكذلك لمواقفها العنصرية المعادية من قضايا شعبنا الكردي .. وهكذا فقد أثار هذه الردود المتباينة بخصوص فنانة سورية عرفت بجديتها ومواقفها السياسية كصاحبة مبدأ يدعو لحرية الإنسان السوري والخلاص من الاستبداد، لكن وبنفس الوقت تقف مواقف عنصرية من قضية شعب حري بها أن تسانده انطلاقاً من قيمها الإنسانية أولاً ومبادئها الثورية آخراً، ناهيك عن الواجب الأخلاقي التي يجب أن تتمتع بها النخب الثقافية والفكرية وهي التي كانت نجمة في الدراما السورية .. نعم هي حالة يجب الوقوف عندها مطولاً؛ لما الآخرين لا يتعاطفون مع قضايا شعبنا؟!

 

ربما من السهولة أن نلقي اللوم على قضية العنصرية وأن نقول؛ بأن هذه الشعوب تحمل الحقد والكراهية لشعبنا وأن الدول الغاصبة قد زرعت فيهم وعبر حقود طويلة ثقافة قائمة على الكره والحقد والعنصرية وتلك واحدة من حقائق مجتمعاتنا ودولنا ومنظوماتنا السياسية في منطقة الشرق الأدنى والأوسط وأن الحكومات تخلق معارضات على شاكلتها وأن المعارضة السورية ليست استثناء، لكن رغم ذلك فإن الإجابة تبقى ناقصة بقناعتنا حيث وعلى الرغم من دور الحكومات والأحزاب في تأجيج الصراعات وخلق العدوات بين الشعوب والمكونات بهدف إشعار الجميع بخطر الآخرين وبالتالي حاجتهم لتلك الحكومات المستبدة للحماية، إلا أن للقضية وبقناعتي سببين إضافيين، ربما يكونا أهم من السبب الآخر الذي ذكرناه أو على الأقل يشكل ثلاثتهم ما يمكن تعريفه ب”مثلث الكراهية” في مجتمعاتنا.

 

ما نقصده؛ بأن إلى جانب دور الحكومات هناك دور الثراث أو ما يعرف بالثقافة المتوارثة وكذلك الضعف في الأداء السياسي والثقافي الكردي النخبوي حيث لو عدنا للثقافة وتراث المنطقة؛ الديني الإسلامي وأيضاً القومي العروبي وغير العروبي، لوجدنا مئات، بل آلاف النصوص والكتابات والشعارات التي تؤسس لثقافة الكراهية تجاه الآخر، مما يجعل البيئة والمناخ الثقافي مشبعاً بتلك الكراهية والعنصرية تجاه المختلف وبالمقابل نجد وللأسف ضعفاً في الجانب الكردي؛ إعلامياً وثقافياً سياسياً لشرح قضايانا الوطنية المحقة للآخرين في الأوساط الغير كردية.

33

http://m.ahewar.org/s.asp?aid=606225&r=0&cid=0&u=&i=1375&q=

 

 

 

 

الكورد وحركة التاريخ

 

قراءة التاريخ الإنساني والحضاري تؤكد على جملة حقائق مهمة في رحلة الشعوب والأمم عبر تلك العصور والأحقاب ومن أبرز تلك الحقائق ما يمكن تعريفه بالمسار الحتمي لتطور الأمم وذلك عبر سلسلة طويلة من النظم الاجتماعية_الاقتصادية الأدنى مرتبة إلى الأكثر سمواً ومعرفةً وارتقاءً؛ أي أن التاريخ الإنساني بدء من الهمجي البدائي وكجزء من مملكة الحيوان يعتمد في نمطية المعيشة والحياة على غرائزه الطبيعية وكذلك في علاقته بالبيئة والمناخ الطبيعي وهكذا ومروراً بعدد من النظم الاجتماعية السياسية وصولاً إلى مجتمعاتنا الحديثة حيث الدولة المدنية الديمقراطية الحرة في عدد كبير من عالمنا المعاصر وعلى الأخص في الجزء الجنوبي منه وها هو الشمال يريد أن يحقق منجزه التاريخي واللحاق بالجزء الجنوبي في إرساء دعائم الدولة الحديثة القائمة على الحريات العامة ومبادئ العدالة وحقوق الإنسان وذلك عبر مخاضٍ عسير من الثورات والانتفاضات التي تعيشها شعوب وبلدان منطقتنا الشرق الأوسطية عموماً والعربية على وجه الخصوص.

وبالعودة ومرة أخرى إلى التاريخ الحديث تحديداً والتوقف عنده؛ فسوف نتأكد من حقيقة الدورة الحتمية لتطور الشعوب وذلك عبر مرورها بمراحل تاريخية محددة يمكن تسميتها بالطبيعية أو بـ(البيولوجيا الاجتماعية) وذلك على غرار العمر الطبيعي للكائن الحي الإنسان نموذجاً حيث مرحلة الجنين والولادة ومن ثم الشباب والمراهقة وصولاً لمرحلة الرجولة والعطاء وأخيراً الشيخوخة والموت (الاندثار). وهكذا فإن المجتمعات البشرية تعيش مراحلها البيولوجية والتي تشبه إلى حدٍ كبير الحياة الطبيعية للبشر؛ حيث المرحلة الجنينية وولادة المجتمعات البشرية والتي تعود إلى مراحل معينة ومتأخرة للإنسان النياندرتالي وحياته البدائية في كهوف الشرق وصولاً إلى النظم السياسية الاجتماعية المتلاحقة والمتصارعة من “الملكيات والارستقراطيات، إلى الحكومات الدينية، إلى الفاشية والديكتاتوريات الشيوعية” وأخيراً الحكومات الديمقراطية الحرة في أوروبا والولايات المتحدة الأمريكية.

وهكذا فإن عدد كبير من شعوب وبلدان العالم قد أنجزت منجزها التاريخي؛ بالوصول إلى العالم الليبرالي الحر وهناك عدد من الشعوب والأمم ما زالت تكافح وتعمل لتحقيق المرحلة التاريخية الأهم في حياة شعوبها وإن عدنا وللمرة الثالثة إلى تاريخ الأمم فسوف نجد بأننا نسير على خط التطور الطبيعي البيولوجي للحضارة الإنسانية وبأن بعض الأمم قد سبقت غيرها في الزمن التصاعدي الحضاري ويأتي في المقدمة كل من الحضارة الأمريكية والأوروبية؛ فمنذ الثورة الفرنسية 1789 والعالم يشهد تحولات جذرية على مستوى الفكر السياسي والذي أودى بالنظم الفردية الاستبدادية في عدد من بلدان أوروبا لتشهد الساحة الدولية عدد من الجمهوريات الديمقراطية وذلك بعد مخاض عسير وخوض حربين عالميتين أودى بحياة ملايين البشر وكنتيجة حتمية بين الجمهوريات الديمقراطية الناشئة من جهة وبين تلك النظم الفاشية الاستبدادية الشمولية من جهة أخرى ولينتهي الصراع بدحر الفاشية في أوروبا الغربية ولكن يبقى الصراع وذلك بتحول عدد من بلدان أوروبا الشرقية أقل تطوراً حضارياً عن مثيلاتها في أوروبا الغربية من النظم الفردية الملكية إلى النظم الاستبدادية الشمولية وذلك مع نجاح البلاشفة (الشيوعية) في استلام الحكم في الإتحاد السوفيتي وبلدان أوروبا الشرقية.. إلى أن كان نهايات الثمانينات وانهيار تلك النظم الديكتاتورية من خلال حركة المجتمع التصاعدية الحضارية.

34

إذاً حركة المجتمع محكومة بالمسار الطبيعي البيولوجي للتطور الحضاري لهذه الأمم والشعوب وما يميزها هو الفارق الزمني بين تلك الحضارات ودرجة الرقيّ والتمدن والسلوك الحضاري المدني وبتعبير السياسة التوافق حول عقد اجتماعي (دستور مدني) ينظم حياة مجموع مواطني البلد المعين ووفق نظام برلماني ديمقراطي حر.. وقد وجدنا ومن خلال حركة المجتمعات بأننا محكومون بهذا المسار الطبيعي حيث السبق كان للأوروبيين والأمريكيين الشماليين ومن بعدهم جاءت المجموعة الاشتراكية واليوم فإن بلداننا المشرقية تسير على نفس الخطى متأخرة عن تركيا بأكثر من عقدين من الزمن؛ حيث أن تركيا اليوم هي ليست تلك التي أرسى دعائمها العقلية الطورانية العنصرية وجمعية تركيا الفتاة بزعامة الأب الروحي للفاشية التركية (مصطفى كمال أتاتورك).

أما الكورد فهم في آخر المقطورة مع غيرهم من بعض الشعوب المستضعفة والمغلوبة على أمرها كالأمازيغ والفلسطينيين وغيرهم من الأمم التي لم تحقق المنجز القومي وذلك من خلال كيان سياسي عنصري يضمهم وليدخلوا نفق المرحلة العنصرية (القومية) والنظام السياسي الشمولي من خلال حركة أو حزب قزمي أيديولوجي متطرف يمجد الحالة العنصرية ويؤله زعمائها كما هو الحال عند الكورد في هذه المرحلة التاريخية من نهضتها وتطورها الطبيعي الحضاري وبالتالي فإننا؛ أي نحن الكورد ومثل كل أمم وشعوب العالم سوف نمر بمرحلة الدولة (الكيان السياسي؛ إقليم فيدرالي أو إدارة وحكم ذاتي) الشمولية الاستبدادية والزعيم الروحي الخالد إلى أن يشهد المجتمع الكوردي حركة تاريخية تصاعدية تقدمية وبالتالي تحقق ثورتها الاجتماعية من خلال الأتيان بالبديل الديمقراطي الليبرالي الحر.. وقد تستغرق الحالة بعض الوقت ولكن وبالتأكيد فإنها سوف تكون أقل مدةً وزمناً وهمجيةً من تجارب الآخرين الذين سبقونا في هذا المضمار الحضاري التطوري؛ كوننا سوف نستفيد من تجاربهم.

 

جندريسة_2013

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

35

 

 

الكرد والعبودية

صنوان تاريخيان وللأسف!!

 

كتب الصديق محمد زينو بوستاً بخصوص احتفالات شعبنا بأوربا وما تتميز بها من فوضى ويذكر بأن في إحدى تلك المناسبات بألمانيا وعندما حانت الاستراحة بين فقرتي غناء، هجم الجمهور الحضور للتصوير مع المغني الكردي المعروف شڤان وهنا حاول مقدم البرنامج والشاعر تنكزار ماريني إعادة ذاك الحضور للصالة، لكن كل مناشداته كانت هباءً منثوراً، كما يقال، بينما وبكلمة واحدة من فتاة ألمانية وهي تصرخ بأن يعود الجميع لأماكنه عاد الهدوء والنظام للصالة وبالأخير يستنكر الصديق الأستاذ زينو هذه الظاهرة؛ ظاهرة الفوضى في إحتفالاتنا ويأمل بأن تحضر الجاليات الكردية بعض الأمسيات الموسيقية الألمانية لكي يدرك الفارق ويتعلم كيف يكون منضبطاً راقياً في هكذا مناسبات.

 

بكل تأكيد إن ما ساقه الأستاذ زينو هو محل تقدير ونوافقه عليه، لكننا سوف نقف على قضية أخرى تمس تكوين السايكولوجية الكردية وهي بقناعتي النقطة الأهم والتي أغفلها الصديق محمد .. أي تلك التي تتعلق بالشخصية الكردية -كما قلنا- وسلوكياتها الخانعة للآخر والتي تعكس الحالة العبودية في سلوكياتنا حيث كل مناشدات الصديق تنكزار لم تفلح بتهدئة أولئك، بينما صوت الفتاة الألمانية والتي هي صوت “السيد القوي الحاكم والغالب” أنزل الجميع عن خشبة المسرح وأعاد الهدوء للصالة .. هذه هي الخصوصية الاستبعادية في سلوكية الشعوب المقهورة والمستعبدة وللأسف.

 

طبعاً ممكن أن يشكل مقولتنا بعض ردة الفعل خاصةً إنها ليست المرة الأولى والتي نضرب على هذا الوتر الحساس في الشخصية والسلوكية الكردية وقولنا بأنها شخصية خانعة خاضعة ذليلة أمام القوي والمستعمر المحتل، لكن علينا الإقرار بالحقيقة والواقع حيث عندما لا يعترف المريض بمرضه لا يمكن أن يتقبل العلاج والدواء وهكذا فإن المجتمعات كما الأفراد تصاب بأمراض وذلك نتيجة ظروف وبيئات غير طبيعية وبالتالي ونتيجةً لواقع الإحتلال الطويل لكردستان وخضوع شعبنا لقوى استعمارية احتلالية وفرض سياسات قمعية مذلة بحقه فقد تقمص شعبنا مجبراً هذه الشخصية المستعبدة .. وللأسف باتا يشكلان صنوان تاريخيان.

 

لكن بالتأكيد يمكن أن ينفصمان وذلك من خلال إعادة تأسيس الشخصية الكردية على أسس ثقافية وطنية نضالية وهذه كانت وما زالت دور النخب الثقافية والسياسية في المجتمعات ولذلك المطلوب منا جميعاً تعرية هذه الآفة الاجتماعية لنعيد بناء الإنسان الكردي المعتز بثقافته الوطنية دون إحساس بالدونية أمام الآخر حيث دون ذلك -دون بناء تلك الشخصية الكردبة- سيكون مستحيلاً بناء كيان سياسي وطني كردستاني .. إن بناء الأوطان قائم على بناء الإنسان.

 

https://berbang.net/blog/2018/08/01/%d8%a7%d9%84%d9%83%d8%b1%d8%af-%d9%88%d8%a7%d9%84%d8%b9%d8%a8%d9%88%d8%af%d9%8a%d8%a9-%d8%b5%d9%86%d9%88%d8%a7%d9%86-%d8%aa%d8%a7%d8%b1%d9%8a%d8%ae%d9%8a%d8%a7%d9%86-%d9%88%d9%84%d9%84%d8%a3%d8%b3/

 

 

36

 

 

 

واقع الاستلاب المزري للكرد

 

كركوك

كردستانية أم عراقية؟!

 

بقناعتي أن الكثير من الإخوة سوف يتفاجأ من العنوان، بل ربما يأخذ البعض موقف مسبق يتسم بالتشنج والعصبية وها قد بدأ يحضر نفسه لأن يكيل الشتائم والمسبات، طبعاً لا نقدر أن نحدد المسارات الفكرية أو ردود الفعل لدى الآخر، لكن ما نتأمل من الجميع؛ بأن نقرأ الوقائع على الأرض بموضوعية وعقلانية وبعيداً عن العصبيات القبلية الأقوامية.. وبالتالي علينا أن نلزم أنفسنا بما نطالب به الآخرين من مراعاة حقوق كل المكونات التي تتعايش في جغرافية تسمى وطن وذلك عندمانوجه خطابنا السياسي لهذه الحكومات والدول التي تغتصب كردستان؛ بأن عليها أن تراعي حقوق كل المكونات الموجودة في البلد. وهكذا فإن من يطالب المكونات الحاكمة في هذه البلدان بتلبية حقوق كل مكوناتها وعدم الاستفراد بالحكم والتسلط على الآخرين وإلغاء دورهم وحقوقهم، يجدر به أولاً أن يطالب نفسه ويلتزم به سياسياً وأخلاقياً .. ولذلك وانطلاقاً من هذه القاعدة الأخلاقية والسياسية يجب أن ننطلق للوقوف على أي قضية حقوقية وقانونية وإن كانت بحساسية كركوك وخاصةً بعد هذه الأيام العصيبة على الجميع والتي تسببت بشحنة عاطفية، بل وحقد عنصري بين الطرفيين؛ أي الكرد والعرب الشيعة، مما سيكون عسيراً طرح هكذا موضوع بهدوء ودون ردود فعل انعكاسية متطرفة، لكن رغم ذلك يلزمنا جميعاً أن نقف على القضية بفكر تحليلي استقرائي نحاول من خلاله وضع بعض النقاط على الحروف.

 

وللتوضيح أكثر دعونا نعود لواقع كركوك الراهن وبعيداً عن الشعارات القوموية الكبيرة مثل أن “كركوك قلب كردستان” أو إنها “قدس أقداس الأكراد” .. وبالمناسبة ها هي القدس الواقعية وعلى مرأى أربعمائة مليون عربي وإثنا وعشرون بلداً عربياً تتصهين وتتأسرل من الإسرائيلية ولا يستطيع أحد تحريك ساكن وربما بعد سنوات وعقود نستخدم جميعاً تسمية أورشليم وقد يكون هذا الإسم الأخير هو الأصح تاريخياً حيث لستُ هنا في معرض البت بالقضية وبالتالي القول؛ بأحقية من بأن يصبغهابهويته الوطنية، بل إن المقال تريد أن تعالج الاشكالية؛ إشكالية هذه الهويات الجغرافية حيث كركوك لب الموضوع والمقال والاشكالية وبالتالي فإن الادعاء بأن هوية كركوك تحددها المكون الفلاني دون الآخر سببت وطوال العقود الماضية بحروب واقتتال داخلي وربما إننا نعيد تجربة الفلسطينيين والعرب حيث رفضنا في معاهدات السلام بين قيادة الثورة الكردية مع حكومة بغداد التنازل عن الهوية الكردستانية لكركوك، كما رفض العرب قضية التقسيم وكانت تبعات الرفض لكلينا المزيد من التنازلات والرجوع إلى سويات أدنى في مراحل لاحقة، مما شكلت كل مرة عبأً إضافياً لقيادات هذه الشعوب بعدم قدرتها على المناورة السياسية والدخول في مفاوضات حقيقية لحل هذه المعضلات الوطنية.

37

وهكذا ولو عدنا مجدداً لأرض الواقع ووضعنا الخريطة الديموغرافية السكانية لكركوك على الطاولة وهنا يمكن أن نأخذ التقسيم السياسي – الاداري الذي وضعه الراحل “جلال طالباني” كحل لإدارة المدينة وقَبِلَ بها بحسب علمي معظم الأطراف السياسية العراقية والكردية بحيث تكون نسبة 33% لكل مكون من المكونات؛ أي الكرد والعرب والتركمان .. وبالتالي فإن النسبة السابقة تفضح الواقع السكاني في المدينة وبأن الكرد يشكلون الثلت وليس حتى الأغلبية وذلك مهما أدعينا بأن تاريخياً هي استعربت حيث كل المنطقة بطريقة ما استعربت أو استكردت أو استكرتت واستفرست، بمعنى لا شعوب ثابتة ودائمة في جغرافية ما، بل كل الجغرافيات والإثنيات تعرضت لحركات الهجرة والمد والجزر من خلال الحروب والاقتتال والصراعات الدينية أو القبلية قبلها أو نتيجة البحث عن المراعي لاستدامة حيواتها .. وهكذا فإن كركوك ووفق الاستبيان السكاني هي مدينة ليست ذات غالبية سكانية كردية في الوقت الراهن على الأقل، بل هناك التركمان والعرب وبالتالي فأي قراءة موضوعية لن يقبل بأن يستولي مكون بهويته الأقوامية على المدينة ويجعلها تركمانية كما تطالب بها تركيا ورئيسها وكذلك أطراف تركمانية وبنفس الوقت فإن الآخرين أيضاً لن يقبلوا أن تكون بهوية كردية كردستانية، كما يطالب بها الكرد .. إذاً ما الحل؟ّ!

 

ربما تكون من الصعوبة على أحدنا النطق بالحكم/الحل وخاصةً عندما تكون منتمياً لطرف قومي تحمل من الفكر القومي في ثقافتك الكثير، لكن ورغم صعوبة القضية فإنه من الواجب الأخلاقي والسياسي علينا أن نطرح الموضوع بجرأة وجدية وأن لا نمارس النفاق السياسي وإزدواجية المعايير والقراءات حيث وكما نطالب الحكومات والدول والأطراف التي تمثل الأغلبية بأن لا يأخذوا بهذه الجغرافيات والبلدان رهينة بيد مكون ما ولو كان يمثل الأغلبية فعلينا أن نطالب أنفسنا بالالتزام بنفس المبدأ السياسي أخلاقياً على الأقل خاصةً ووفق الاستبيان السابق والذي وضعه “مام جلال” لحل مشكلة كركوك، يكشف إننا لسنا الأغلبية، مما يجبر الواحد منا لأن يقول: بأنه ليس من الحكمة والعقلانية أن نطالب بصبغة المدينة بالهوية الكردستانية، بل أن الهوية العراقية ستكون هي الأكثر واقعيةً وعقلانية في بلد ديمقراطي فيدرالي.. وأخيراً من يقول بأن هذه خزعبلات وأن كركوك تاريخياً هي كردستانية، فربما عليه أن يسمع نداء بعض التيارات الآشورية السريانية وهي تقول: بأن كل بلاد الرافدين سريانية آشورية ويحلم بإعادة مملكة آشور بانيبال!!

 

ملاحظة؛ بالأخير فإن قرار الانتماء يبقى يحدده الكركوكيين وذلك عندما يتم الاستفتاء على قضية تحديد الهوية وهذه ترتبط بالمستقبل وولادة كيان سياسي جديد في المنطقة باسم كردستان وحينها سود تحدد الانتخابات مصير المدينة النفطية وإلى ذلك الحين يمكن للمدينة أن تبقى بإدارة مشتركة بين كل المكونات وتحت إشراف دولي.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

38

 

 

هل نجحت سياسة النظام السوري في تأجيج الصراع العرقي المذهبي

.. أم ثقافتنا المذهبية العرقية هي التي أنجحت سياسة النظام السوري.؟!!

 

 

 

27 فبراير، 2014 · لوسرن‏ ·

 

إن ما شاهدناه بالأمس القريب وما زال بين المكونات السورية عموماً وعلى الأخص الدينية والمذهبية وتحويل مسار الثورة من صراع ومقاومة شعب مقهور لنظام ديكتاتوري إجرامي قل نظيره في عالمنا إلى صراع بين فئات ومكونات الشعب السوري نفسه وكذلك ما نشهده اليوم من تصاعد وتيرة العنف بين المكونين الرئيسيين في سوريا قومياً الكوردي والعربي وما تدار على الأرض من معارك وهجمات الكر والفر بين القوات والميليشيات العسكرية لكل الفريقين؛ قوات الحماية الشعبية التابعة لحزب الإتحاد الديمقراطي من جهة الكورد والأخرى والتي تعرف باسم الجماعات المتطرفة والسلفية من داعش وغيرها من الجهة العربية وعلى الأخص في مناطق وجغرافيات التماس والتداخل بين المكونين وهي التي تمتد على طول قامة الوطن من إعزاز وعفرين إلى تل براك وتل معروف وكل التلال المتعانقة في الجزيرة السورية مروراً بسهول كوباني والرقة وتل أبيض؛ حيث وللأسف فقد قامت عدد من المجازر المروعة بحق المدنيين والعزل وحتى نبش القبور وإحراق الجثث مؤخراً في تل معروف وبالمناسبة هذه جزء من تاريخ وثقافة العنف في المنطقة والخلافة الإسلامية؛ حيث أولى القرارات والتي اتخذتها الدولة العباسية، كانت إخراج جثث الأمراء والخلفاء الأمويين وإحراقها وهدم وتسوية مقابرهم ومزاراتهم وهكذا فإن اليوم هو إعادة مشهد الأمس العنفي والدموي.

 

ولكن وبعد ثلاث سنوات على انطلاقة أكبر وأعظم ثورات العصر الحديث كونها؛ أي الثورة السورية تواجه أعتى أنواع الاستبداد والديكتاتوريات.. وتدار على أرضها وبدماء شعبها أكثر من حرب جنونية وهمجية؛ حروب من الماضي السحيق للخلاف السني الشيعي والثأر لدماء (علي والحسين) وأحفادهما من الطاغية يزيد بن معاوية القديم والجديد وذلك بعد قلب الأدوار والمذاهب وحروب عرقية قومية وتجييش للحالة العنصرية المقيتة وها نحن نرى كوارثها على الأرض حيث القتل على الهوية من حرق وقتلٍ وإعدامات ميدانية وتعذيبٍ ممنهج بل ونبش القبور وحرق الهياكل العظمية.. هي لعبة النظام والجميع يدرك تلك الحقيقة ولكن وفي زحمة “الضخ الثوري” والعنف وطبول الحرب فإن الأصوات والنداءات الإنسانية سوف تضيع؛ حيث لا صوت يعلو فوق صوت المعركة.. هذا ما أراده النظام وقد كان له المراد والمطلب. ولكن ألا يمكن أن تكون هذه المحرقة هي نفسها محرقة للنظام وبداية “الطوفان الناري” والذي سيحرق من أشعل تلك الحرائق نفسه وذلك كما رأينا في يوغسلافيا السابقة ونظام ميلوسوفيتش الدموي.. أم سيتغلب مرة أخرى ثقافة العنف والدم في المنطقة ويترك الشعب السوري لصوت “طبول الحرب” وهو ينحر ذاته وكينونته وهويته الحضارية التاريخية.

 

 

 

 

 

 

39

 

 

هل أنت .. كوردي؟!

سؤال موجه للكثيرين للإجابة.

 

 

21 يونيو، 2015 ·
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ إن سؤالي السابق ربما يبدو إستفزازياً لبعض الناس لكن عندما من ينسى أو يتناسى الظلم والغبن الواقع على شعبنا وبحجة إننا مسلمين أو وطنيين أو كلنا إخوة وكلنا تعرضنا لنفس الظلم والإستبداد وكأن الدولة القومية العربية وحتى الخلافة الإسلامية لم تمارس سياسة الغبن بغير المكونات العربية فندرك مدى ضرورة توجيه هكذا سؤال لأصحاب مقولة إن؛ الكورد والعرب “عاشوا نفس الظلم والإستبداد” حيث كتب أحدهم يقول معلقاً بوستي السابق ما يلي؛ “اظن العرب والكرد تعرضو وعاشو في ظل نفس الحكم الاستبدادي الطائفي، واكرر انهم تعرضو لنفس الظلم والاستبداد وليس الوضع هنا يشبه ايران شبه الديمقراطية ولاتركيا الديمقراطية الحديثة حتى تستطيع اتهام شعب كامل بالظلم للكرد وحقوقهم، ولكن تسويق هذه الفكر لن يعود علينا جميعا بخير وخاصة اذا كان من شخص يقول بفهمه فوق العادة لاحوال البلاد والعباد وهو في الخارج. تقبلو رايي وتحياتي”. إنتهى التعليق.

 

إنني أقول لصاحب التعليق ولكل من ينظر للقضية من تلك الزواية وتوضيحاً لهم ما يلي؛ صحيح إن البوست معنون بأن “العرب لا يقبلوننا شركاء..” لكن بالتأكيد هو لا يشمل كل العرب، بل نشخص الواقع الثقافي العام للمنطقة العربية وبالتأكيد هناك المدافعين عن حقوقنا من الإخوة العرب ولنا أصدقاء نعتز بهم .. أما النقطة الإشكالية الحقيقية لدى هذه الشريحة والفئة من البشر ومنهم صاحب التعليق وذلك عندما يقول؛ الكورد والعرب “عاشو في ظل نفس الحكم الاستبدادي” ولن أقول معه الطائفي والتي تكشف ثقافته الطائفية على كل حال بأنه صحيح كان الحكم إستبدادياً للجميع، لكن الاستبداد وفي حالة الإنسان الكوردي يختلف كلياً عن حالة العربي؛ كون الأخير يعيش في ظل دولة تعترف بهويته الوطنية والقومية أما الكوردي فكان محروماً ليس فقط من حقوقه القومية وإنما حتى من الإعتراف بشخصيته .. لكن يبدو أنها ليست بمشكلة لبعض هؤلاء الأجناس البشرية حرمان شعبهم من هويتهم الوطنية وشخصيتهم القومية، بل يبدو إنهم أساساً لا ينتمون لتلك الهوية الكوردستانية وإنما لهويات أخرى؛ دينية طائفية مذهبية .. فعلاً هكذا فئة من الكورد هم البلاء الحقيقي على المسألة الكوردية.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

40

مؤتمر القاهرة

وحقوق شعبنا الكوردي.

 

 

 

12 يونيو، 2015 ·

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ إن ميثاق العهد الوطني لقوى المعارضة السورية والذي عقد في القاهرة برعاية الخارجية المصرية وذلك يومي (8_9) من الشهر الجاري أقر البنود التالية:

تعتمد الدولة مبدأ اللامركزية الديمقراطية.

المساواة الكاملة بين الرجل والمرأة.

ضمانة حقوق الطفل والمعاقين.

الفصل الكامل بين السلطات التشريعية والتنفيذية.

إقرار بالحقوق القومية المشروعة للكرد وسائر القوميات الأخرى في سوريا والمساواة بينها وبين جميع القوميات ومن بينها القومية العربية.

المساواة بين حقوق المواطنين السوريين بغض النظر عن القومية والمذهب والعرق واللون والجنس.

 

وأما بخصوص القضية الإشكالية والتي تقول: “بأن الشعب السوري واحد وإنه جزء من الأمة العربية” فأعتقد إنها ليست هي المرة الأولى والتي توافق عليها الحركة الكوردية حيث في مواثيق “إعلان دمشق” أيضاً وافقت الحركة على هذا البند وذلك على الرغم من إعتراض البعض منا حينها لكن أحزابنا الكوردية وبكتلتيها المشاركتين حينذاك؛ (أي التحالف والجبهة الكوردية) وافقتا على النقطة وأعتقد أن الإخوة المشاركين يتذكرون جدالنا البزنطي حول المسألة .. وها هو السيد حميد حج درويش؛ رئيس وفد المجلس الوطني والمشارك في مؤتمر القاهرة يؤكد مجدداً عليها وذلك خلال لقائه مع الأستاذ نبيل العربي حيث يقول: “بأنه ولأول مرة تأخذ المعارضة السورية قرارات سياسية كانت موضوعية ومعتدلة، بالعكس مما كان يجري في السابق في لقاءات المعارضة من سباب وشتائم ونقاط اختلاف تفوق التوافقات التي تجري”. وبالتالي فإن المسؤولية لا يقع على عاتق طرف سياسي أي الإخوة في الإدارة الذاتية فقط بل الكل يتحمل مسؤولية ذاك القرار السياسي والذي كنا نأمل أن يتم التوافق على صيغة أخرى بخصوص المسألة كأن يقال؛ بأن سوريا جزء من العالمين العربي والشرق أوسطي كصيغة ومخرج للحل والقضية الإشكالية.

 

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ وبالمناسبة هناك من قال بأن المجلس الوطني غاب عن حضور لقاء القاهرة، بينما ها هو السيد حميد حج درويش يحضر المؤتمر، بل ويترأس وفد المجلس فهل من تفسير منطقي لهذه القضية وليس فقط يحضر، بل ها هو السيد حميد درويش يشيد بقرارات المؤتمر؛ بمعنى الإقرار بما تم الإتفاق عليه في المؤتمر وميثاق العهد الوطني وبما فيه؛ أن “سوريا جزء من الوطن العربي”.

 

ملاحظة؛ معلومات البوست مأخوذة من موقع خبر24 ..وإليكم رابط المقال على نفس الموقع.

http://xeber24.org/nuce/70943.html

 

 

 

 

41

أخطأت وأصاب صديقي..!!

 

 

كتبت بوستاً قلت فيه؛ “حركة التغيير والجماعة الاسلامية تعلنان مقاطعة جلسة برلمان كردستان اليوم” .. أيها (الكردي اللعين) عندما تتقاطع مواقفك مع مواقف الأعداء وغاصبي كردستان، فأعلم إنك تمثل القوى المعرقلة لحرية كردستان وللأسف موقف الحركتين يذكرني بمواقف المجلس الوطني الكردي ضد الإدارة الذاتية حيث الحقد الحزبي أعمى هؤلاء جميعاً ليكونوا جزءً من السياسات المعادية لحرية شعبنا، إنهم يعيدون تجربة الخيانة الكردية!!

 

فجاءني الرد التالي من أحد الأصدقاء؛ “عسى أن تكره شيئاً وهو خير لنا لا اعتقد بان الاقليم ستسطيع التنعم بالاستقلال في وسط الاعداء المحيطين بكوردستان و الرافضين للاستفتاء والاستقلال وكذلك الجامعة العربية وامريكا وامين عام الامم المتحدة وكثير من الدول الأوربية كيف ستولد هذه الدولة الكوردية في وسط الرفض الاقليمي والدولي علينا أن نحكم عقلنا قبل عواطفنا ان المخطط المرسوم للشرق الأوسط من قبل الدوائر الاوربية وامريكا واسرائيل هو ضرب تركيا وايران واضعافهما من اجل انقاذ اسرائيل من دائرة الخطر وحماية مصالحهم لاحظ الحوارات التي تتم بين ايران وتركيا وروسيا بغياب امريكا والاتحاد الأوروبي. انهم مراهنين على شعبنا الكوردي والعرب لكي لا يزيد الطين بلة يريدون تأجيل الاستفتاء وليس الغائه لأن الظروف غير مناسبة. بحكم الشوفنية والعنصرية العربية وعداء تركيا وايران لنا. ان استقلال الاقليم. سيوحد كل القوئ الاقليمية ضد شعبنا وامريكا واسرائيل وهذا ما لا يريده اصحاب المخطط المرسوم لهذه الدول. ابرام العقود العسكرية مع البشمركة لعشرين سنة ومع اليبكة عشر سنوات وبناء القواعد العسكرية في الاقليم وروزافا كوردستان وتعويضهم بقاعدة انجرليك واصبحت لعبة مكشوفة. ان الاستفتاء لا يخدم شعبنا وسط هذه المعمعة. هناك مثل كوردي يقول. Mila avsbé Mila bi dererngbé. ان الدولة الكوردية المستقلة لا بد أن يكون هناك منفذ ليعيش هذه الدولة عندما لم تسقط تركيا وايران ليس هناك دولة كوردية هذا هو اعتقادي. اخي بير رستم”.

 

وكتبت له بدوري الرد التالي: إنني لا أتفق مع قراءتك صديقي ولأسباب كثيرة؛ أولاً الأمريكان وفي خضم التقارب الإيراني التركي الروسي هو أحوج ما يكون للطرف الكردي، كما نحن بحاجة للأمريكان ثم إن إسرائيل هي الأخرى تحتاج لشريك تحمل عنها كتف من قضية الصراع الوجودي في المنطقة ولذلك فهي أول من دعمت الاستفتاء والإستقلال ولأكثر من مرة وعلى لسان رئيس حكومتها وبخصوص المواقف الدولية فلا تنتظر من تلك الدول أن تقول لك تفضل إذهب إلى الإستقلال، بل عليك أن تجد اللحظة المناسبة وأعتقد لن يجد الكرد أكثر لحظة مناسبة مما هي اليوم حيث حاجة الجميع للقوى الكردية في محاربة داعش بالإضافة لما ذكرت وكذلك لإمتلاك الكرد لقوى عسكرية لا بأس بها وسيطرتهم على كركوك كأكبر خزان للنفط والغاز وبالتالي إضطرار الغرب والأمريكان لحماية تلك الآبار أو الذهاب لصراع إقليمي وربما عالمي في حال نشوب إقتتال في المنطقة .. وأخيراً لا تنسى الصراع المذهبي الطائفي في المنطقة ويمكن للكرد أن يستفيدوا منها وخاصةً ان كل من سوريا والعراق باتوا من رعايا إيران والمجموعة العربية تبحث عن شركاء تتصدى للمشروع الإيراني وهلالها الشيعي ولا ننسى ضعف الدولتين في كل من سوريا والعراق نتيجة الحروب والأزمات الداخلية.. وبالتالي فإن قراءتنا لا تنطلق من رغبات ومشاعر قوموية بقدر ما تنطلق من قراءة الواقع وبالأخير نود فقط أن نقول؛ بأن حقد وعداء الغاصبين لن يخف يوماً على الكرد وحقهم في الإستقلال فلا تأمل من العين العمياء دموع الوفاء!!

 

طبعاً عندما قلت وعنونت المقالة بـ”أخطأت وأصاب صديقي”، فإن ذاك لا يعني بأنني وقيادة الإقليم في أربيل مخطأ بخصوص الدعم الأمريكي للكرد لنيل حقوقهم وحتى نيل الاستقلال، بل ربما كنا مخطأين باختيار اللحظة المناسبة ولذلك وقفت القيادة الأمريكية موقفها السلبي من المسألة، لكن رغم ذلك لم تترك ببغداد وبدعم من إيران أن تسقط أربيل وبالتالي فغن الأمريكان وبقناعتي قاموا بتأجيل المشروع لمرحلة سياسية قادمة وذاك ما طالبوا بها من قيادة إقليم كردستان بتأجيل مشروع الاستقلال.. طبعاً هذه القراءة ليست من منطلق الولاء المطلق للأمريكان، بل هي قراءة من واقعنا السياسي حيث ندرك بأن لولا الدعم الأمريكي لم حقق الكرد ما حققوه في كل من روجآفا وإقليم كردستان والأمريكان ينطلقون في سياساتهم تلك بخصوص الكرد من مصالحهم الإستراتيجية بالمنطقة حيث لن يجدوا شريكاً أفضل من الكرد لمشاريعهم في الشرق وبالتالي فغن المصالح متبادلة بين الطرفين ولذلك فإن ولادة كيانات كردية هي مصلحة أمريكية، كما هو مطلب وحلم كردي.

 

 

42

 

 

إقليم كردستان (سوريا)

وضرورة تأمين الحماية الدولية.

 

الحوار المتمدن-العدد: 5504 – 2017 / 4 / 27 – 19:38

المحور: القضية الكردية

إن الإقليم الكردستاني الملحق بالدولة السورية وذلك بعد اتفاقيات سايكس بيكو ولوزان.. وغيرهما أو ما يعرف حالياً بـ”روج آفا” وفيدرالية الشمال، كما في الأدبيات السياسية للإدارة الذاتية وحزب الاتحاد الديمقراطي قد بات يحتاج ولأسباب عدة لحماية دولية وذلك على غرار إقليم كردستان (العراق) وإننا سوف نختصرها بالنقاط والقضايا التالية:

إن الشعب الكردي هو شعب مختلف أعراقياً، ثقافياً وجغرافياً عن الشعب العربي في سوريا.. وهكذا فإن الدولة السورية تتكون من إقليمين وشعبين وعدد آخر من الأقليات العرقية الأقوامية وبالتالي فإن سوريا تحتاج لميثاق ودستور جديد للمشاركة والبناء.

إن المنطقة تعيش أزمة هويات وحروب وصراع داخلي حقيقي حول تلك الهويات الثقافية الوطنية المختلفة وقد باتت الشعوب والأقليات العرقية والدينية في حالة خطر وتهديد من قبل تلك المجاميع والدول المتطرفة العنصرية التي ترفض فكرة التنوع والغنى الثقافي في عموم المنطقة وللأسف فإن سجل الدولة السورية حافل بـ”الثقافة العنصرية” وقد تنكر النظام البعثي وحتى المعارضة لأي حقوق وطنية لشعبنا، مما يوحي بأن لا تعايش سلمي وذلك بدون عهود ومواثيق جديدة وكذلك رعاية وحماية دولية.

الكرد أثبتوا خلال المرحلة الماضية، بأنهم بعيدين عن الفكر العنصري المتطرف؛ إن كان قومياً أو دينياً.. وبالتالي فهم مرشحين لأن يلعبوا دوراً مهماً في نشر ثقافة الديمقراطية والتعددية والقبول بالآخر المختلف دينياً أقوامياً.

أثبتت القوات الكردية؛ إنها أكثر القوات العسكرية تنظيماً وقدرةً على محاربة الفكر الإسلامي الراديكالي المتطرف وتلك الجماعات الإرهابية التي تزرع الرعب والدمار والقتل في عموم المنطقة وعلى الأخص سوريا والعراق.

باتت المناطق الكردية ملاذاً آمناً لكل الجماعات والمكونات العرقية والدينية التي تهرب من جحيم الحروب

43

والمعارك في مناطقها ومن ظلام التنظيمات التكفيرية السلفية ولتجد الطمأنينة والسلام في المناطق الكردية.

وكذلك فإننا نعلم بأن للقوى السيادية في العالم مصالح بالمنطقة وبلدان المشرق المتوسط وقد بتم تعلمون بأن القوات الكردية هي أكثر قوة قادرة على حماية تلك المصالح الحيوية لهذه الدول السيادية في العالم؛ إن كانت روسيا أو الأمريكان والغرب الأوربي عموماً.

وأخيراً؛ كون شعبنا وبموجب الاتفاقيات الدولية الاستعمارية سايكس بيكو، لوزان.. وغيرهما قد حرّم من حقوقه الوطنية وإنشاء كيانه السياسي والعيش في دولة مستقلة، فقد حان الوقت لكي يتم تصحيح ذاك الخطأ، بل تلك الجريمة التاريخية بحق شعبنا الكردي وإعادة النظر بتلك الاتفاقيات الدولية ورسم خرائط جديدة للمنطقة تعاد إليها خريطة كردستان.
وللأسباب السابقة وغيرها من المسائل والقضايا الإنسانية والحقوقية، فإننا نطالب المجتمع الدولي بتأمين الحماية الدولية وخاصةً في ظل التهديد الإقليمي من المجاميع الإرهابية السلفية، بل وقبلهم من تلك الدول الغاصبة لكردستان وبذلك فقد باتت قضية الحماية مطلب محق وذلك كما توفيره لأشقائنا من الكرد في الإقليم الجنوبي لكردستان والملحق بالدولة العراقية .. نأمل أن تصل رسالتنا لكل الأطراف المعنية ويتم العمل جدياً على هذا الموضوع؛ كون شعبنا بات نصفه مهجراً والنصف الآخر لو سنحت له الفرصة سنراه في المهجر أيضاً وذلك نتيجة سياسة الرعب والخوف من الإبادات الجماعية على يد هذه الجماعات والدول الغاشمة الغاصبة وإن ذاكرة شعبنا لم ينسى بعد تلك الجرائم التاريخية المروعة التي مورست بحقه وأعتقد بأن هذه لوحدها كافية، لأن نطالب بمنطقة حماية دولية على إقليم كردستان (سوريا).

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

44

 

 

 

الحركة الكوردية

وإشكالية التكتلات الداخلية

 

كانت وما زالت الأحزاب والحركات السياسية – في عصرنا الحديث – هي المحرك الأكثر فاعلية وتأثيراً في حياة المجتمعات وفي علاقة الفرد مع الآخر؛ إن كان ضمن الحزب أو مع الأحزاب المتواجدة في الساحة وأيضاً في علاقته مع السلطة الوطنية وبالعكس وكذلك في علاقة تلك الكتل السياسية بغيرها من الكتل والتي تتقاسم معها السلطة والسيادة أو تلك التي تعمل في الضفة الأخرى والمعارضة لأجندتها السياسية، ويمكن إدراج ما سبق بالسياسة الداخلية للحزب أو الحركة السياسية (الفاعلة)؛ أي بالمنهاج أو البرنامج السياسي للحزب وهي تتنوع وتغنى بغنى الحالة المجتمعية وكذلك الحضارية للبيئة الجيوسياسية التي تنشط فيه تلك الحركة السياسية. وهناك وإلى جانب السياسة الداخلية لا بد من التفاعل مع العالم الخارجي أي وجود رؤية وبرنامج سياسي تؤسس عليه علاقة الحركة مع غيرها من القوى والدول والأحزاب، وبالتالي فإن الحركات السياسية (داخل السلطة أو المعارضة) هي التي تنظم وترسم الملامح الرئيسية لمجمل النشاط الإنساني المعاصر إن كان بدافع الأيديولوجية أو المصالح المادية الاقتصادية.
وتعتبر الحركة الوطنية الكوردية، وفي الأجزاء الأربعة عموماً، واحدة من الحركات السياسية الفاعلة في منطقة الشرق الأوسط وخاصةً في السنوات الأخيرة. وهكذا فإن الأحزاب والكتل السياسية الكوردية في الساحة السورية كان – وما زال – لها دور فاعل ومميز داخل المعارضة السورية وذلك على الرغم من واقع الضعف والوهن الذي أصابتها نتيجةً لحالات التشظي والانقسامات التي تعرضت لها والتي لها أسبابها الداخلية الذاتية وكذلك الخارجية من تدخلات الأشقاء في الأجزاء الأخرى أو من خلال الضغوط الأمنية على بعض الكوادر والقيادات وبهدف إضعاف الحركة من خلال تمزيقها بين ولاءات وزعامات فاقدة لمصداقيتها في الشارع الكوردي. ولكن وعلى الرغم من هذا الواقع الكارثي للحركة السياسية الكوردية فما زالت تعتبر (الناطق الرسمي) لشعبنا وقضيتنا في ذاك الجزء المسلوب من الجغرافية الكوردية وبالتالي يدعونا لأن نقف عند الأخطاء في محاولة للوقوف عليها ومعالجتها وذلك من خلال البحث عن مكامن الخلل وعلاجها.
وهذه ليست هي المرة الأولى التي نتطرق فيها لهذا الموضوع ولكن ما يدعونا بين الحين والآخر أن نعود للموضوع هو استمرارية حالة التمزق والتشتت، بل وتجدد تلك الحالة من خلال تمزقات وانشقاقات جديدة؛ حيث رأينا في الفترة الأخيرة بروز عدد من الخلافات وعلى شكل تكتلات وتمحورات، إن كان داخل الحزب الواحد كحالة منظمة يكيتي في أوروبا وما شهدناه من بيانات وبيانات مضادة أو ضمن ائتلاف سياسي، مثال التحالف الديمقراطي وانشطارها بين اللجنة العليا والمجلس العام. وعند العودة إلى بيانات كل طرف تجد بأن كل اللائمة والأسباب المحرضة للتمزق تكون في الجانب الآخر – وفي أكثر الأحيان تكون القيادة هي التي تتحمل أكثر تلك التبعات وذلك في حالة الحزب وليس الائتلاف السياسي – حيث يقول “عمر داوود” أحد الأخوة في قيادة منظمة أوروبا لحزب يكيتي رداً على سؤال يستفسر ما آل إليه الأوضاع في المنظمة بالتالي: “الحقيقة أنه أمرٌ غريبٌ وعجيب أن تقول القيادة في الداخل، لا يلزمنا هذا الحجم التنظيمي الكبير، فيكفينا خمسة أشخاص في أوروبا فقط ليتكلموا باسمنا. وعجيب أيضاً أن تتخلى القيادة بكل سهولة عن رفاقها الذين ناضلوا عشرات السنين.. والأجدر من كل هذا خَرَجَ سكرتير الحزب إلى العلن وفي الغرف الصوتية للانترنت وأعلن بشكل ارتجالي فَصلَ أكثر من / 200 / من الرفاق دون الرجوع إلى القيادة أو النظام الداخلي. وقال بكل برودةِ أعصاب من لا يتمثل لرغبتي فهو مفصول دون الاستماع إليهم أو التحقيق أو الإصغاء إلى آرائهم”.
هل يمكن ذلك حقاً ومن دون “الرجوع إلى النظام الداخلي” وهل تعطي القيادات لنفسها ذاك (الحق) بأن تتصرف في أحزاب(ها) وكأنها مزارع خاصة بها تولي من تشاء وتفصل من تشاء وبالتالي فأين هي من مفهوم الحالة المدنية المؤسساتية؛ كون الحزب (أي حزب أو كتلة سياسية) هي المعبرة والمجسدة (نظرياً على الأقل) للفكر المدني الحضاري من خلال مؤسستها الحزبية. وهل أحزاب(نا) الكوردية هي الوحيدة التي تعاني من هذه العقلية الاقصائية البترية أم تتشارك معنا بقية الأحزاب التي تعمل في بيئات

ومناخات سياسية حضارية هي أقرب إلى الحالة البدائية القبلية والعقلية البطرياركية النخبوية منها إلى العقلية الانتخابية الجمعية. وهكذا وعند العودة إلى واقع تلك الأحزاب ومنها الحالة السودانية فقد رأينا بأن هناك شبه تماثل بين الواقع السياسي الكوردي

45

والآخر السوداني من حيث التمزقات الحزبية بين تكتلات وأطر حزبوية منسوخة وضعيفة؛ فها هو أحد رموز الحركة السودانية “الخاتم عدلان” الأمين العام لحركة القوى الجديدة الديمقراطية “حق” بالخارج وفي إحدى مقابلاته يقول: “المتابع لمسيرة كل الأحزاب السودانية منذ نشأتها يلحظ دخولها في ازمات متعددة ومتكررة من بينها متوالية الانشقاقات العددية. فقد تكاثرت الأحزاب وتناسلت بشكل لا يتناسب مطلقاً والوجود الفعلي للعديد منها او تأثيرها على الساحة السياسية، فقد اختلط علينا ماذا تعني هذه التكوينات وقياداتها والفرق السياسي والفكري والتنظيمي بينها وما هو مستقبل تلك الكيانات المنشقة عن احزابها خلال المرحلة المقبلة”.
وهكذا فإننا نجد بأن الحالة جد متقاربة بين الواقعين، فالعقلية السائدة والتي تتأسس عليها الحالة السياسية هي واحدة في بنيتها المعرفية الحضارية القائمة على التفرد والتسلط وليس التشارك والتشاور؛ حيث من طبيعة الحياة التنوع والاختلاف وبقدر ذاك التنوع يكون الغنى والثراء وكذلك التناغم والانسجام. وبالتالي فمن طبيعة الحياة الإجتماعية والسياسية أن تكون هناك التباين والاختلاف في الآراء ووجهات النظر بين الكتل السياسية وفي داخل الإطار الحزبي الواحد مما يخلق فرصة حقيقية لتبادل وجهات النظر والوقوف على القضية الواحدة من زوايا رؤيوية مختلفة ومتباينة وبالتالي اختمار واختبار المواقف السياسية واعتماد الأكثر خدمةً لمصالح القضية الواحدة، كون كل تلك الكتل السياسية الداخلة في نسق أيديولوجي ما تعمل (على الأقل في المستوى التنظيري) لخدمة أهداف مشتركة وبالتالي فهي بحاجة إلى تكاتف الصف الواحد وليس إلى البتر والاستئصال كما يدعو إليه أحد الأقطاب الأخرى من نفس التيار والمناخ السياسي؛ ألا وهو “الحاج وراق” الأمين العام لحركة القوى الحديثة «حق» وذلك عندما يصف “الانشقاق بأنه مثل بتر جزء من الجسد شاق على النفس رغم انه قد يكون مبرراً بل وضرورياً في بعض الأحيان لصحة كامل الجسد وذلك لأجل إيقاف انتشار عدوى الجزء المصاب”. بينما يذهب زميله “الخاتم عدلان” إلى وجهة مغايرة حين يرى “ان الغالبية الساحقة من الانشقاقات تدل على غياب الديمقراطية داخل الأحزاب السودانية على مستوى القيادة والقاعدة، ويقول لو كانت المجموعات المنقسمة وجدت داخل احزابها وعلى أرضيتها الفكرية والسياسية والتنظيمية كافة الحقوق التي تكفل للأقلية الدعوة لآرائها والانتصار لها بطرق ديمقراطية داخل الحزب لما فضلت الانقسام والخروج”.
إذاً تماثلٌ في الواقع ويعني تماثل التجربتين؛ التجربة الحزبية الكوردية والسودانية في مقالنا هذا، حيث يشتكي كلا القياديين (عمر داوود والخاتم عدلان) وكلٌ ينطلق من تجربته الذاتية مع قيادة الحزب وواقعها بأن غياب الديمقراطية وتسلط وتفرد القيادة في إتخاذ القرارات و”بشكل إرتجالي” وبعقلية بطرياركية بترية هي التي أدت وتؤدي بالحركتين إلى الواقع الراهن المنقسم والمتشرذم بحيث بات أحدهم يتساءل عن مستقبل هذه الكتل السياسية والتي تجاوزت الحدود المعقولة والمنطق وخاصةً في التجربة الكوردية في غرب كوردستان كونها ما زالت في طور حركة تحرر ولم تصل بعد إلى مرحلة تشكيل الدولة السياسية وقيادتها لتكون هناك امتيازات ومصالح مادية واقتصادية تختلف حولها تلك الكتل والرموز السياسية. وبالتالي ونتيجةً لما تقدم يتبين لنا بأن إحدى الدوافع والأسباب الكامنة وراء هذه الانشقاقات المتكررة داخل الحركة الوطنية الكوردية تكمن في غياب الديمقراطية داخل التجربة السياسية والحزبية الكوردية وتسلط القيادة على كل المفاصل وبطريقة شبه استبدادية متماثلة ومتمفصلة إلى حدٍ بعيد مع التجربة السياسية للبلدان التي تتسلط على رقاب تلك الشعوب بأحزابها وقادتها السياسيين والذين من المفترض بهم أنهم يعانون من إستبداد الدولة وبالتالي الموكلون بمحاربة تلك العقلية والسلوك السياسي في التعامل مع المعارضة، إلا إننا نجد على أرض الواقع بأن المعارضة تنتج التجربة (تجربة السلطة واستبدادها) بطريقة جد هزلية في قمعها للقواعد أو لأي صوت وتيار لا يخضع لسلطة (الأب الشرعية) بحكم الأقدمية الحزبية.
وبالتالي وعوضاً أن تقوم الحركة الوطنية الكوردية بالدور المنوط بها بـ”أن تقوم بثورة ثقافية في داخلها لكي تكون مستعدة للقيام بدورها الجديد” وذلك على حد تعبير “محمد العربي المساري” في تقييمه للتجربة السياسية في المغرب العربي، فإننا وجدنا بأن الحركة السياسية الكوردية وبأحزابها (المختلفة) قد دخلت في صراعات هامشية داخلية ألهت القواعد والقيادات عن صراعها الحقيقي مع السلطات المستبدة القمعية بأجهزتها الأمنية مما أفقدها ثقة الجماهير الكوردية والابتعاد عنها وقد رأينا تجربة ثماني أحزاب وهي تدعوا الجماهير الكوردية للخروج بمظاهرة احتجاجية ضد المرسوم (49) سيء الصيت والذي يمس حياة ومصالح تلك الجماهير ذاتها، ومع ذلك فلم تستطع تلك الأحزاب ومجتمعةً أن تدفع ببعض المئات وليس الآلاف إلى أمام مبنى البرلمان في العاصمة السورية دمشق وهذه تكشف بجلاء مدى (جماهيرية) الحركة الوطنية الكوردية وبالتالي تستدعي أن نقف عندها بعمق في محاولة لرأب الصدع الحاصل بين تلك الجماهير والأحزاب الكوردية وبالتالي وضع الحركة – من جديد – على السكة وعندها فقط يمكن لنا كشعب وأمة أن نأمل بأن (غداً) كمستقبل مشرق لقضية شعبنا “لناظره قريب”.

 

إقليم كوردستان – 2009

 

46

 

 

الحريات

..وخطاب الممانعة كوردياً!!

كتبت منذ يومين بوستاً بخصوص التظاهرات الأخيرة في إقليم كوردستان (العراق) وما رافقتها من أحداث مؤلمة جريمة قتل المتظاهرين وحرق للمكاتب الديمقراطي الكوردستاني وقد أتى في البوست وبالحرف ما هو التالي؛ “رغم كل تقديري لنضال وتاريخ السيد مسعود بارزاني وعموم الحزب الديمقراطي الكوردستاني، إلا أن موقفي من قضية التمديد كانت وما زالت واضحة، بأنني لست مع التمديد كونها سوف تكرس قضية الإستبداد في عرفنا ومفهومنا السياسي أكثر رغم إنها موجودة لدى كل القوى والأحزاب والأطراف الكوردية ولكن ومهما كان موقفنا من هذه القضية أو تلك فتبقى قضية التظاهر إحدى الحقوق الأساسية للشعوب وبالتالي فأي منع يعتبر إعتداءً على تلك الحقوق، أما قضية إطلاق الرصاص فهي جريمة بحق المتظاهرين في “قلعة دزة” وهي لا تختلف عن الجريمة التي أرتكبتها الإدارة الذاتية بحق المتظاهرين في مدينة “عامودا” .. وهكذا فمن أدان تلك الجريمة، عليه أن يدين هذه الجريمة وكذلك من يدين هذه الجريمة اليوم عليه أن يدين تلك الجريمة السابقة أيضاً.

 

وقد جاء ردود الأفعال وكما هو متوقع بين الرفض والقبول مع بعض القليل من القراءات الموضوعية العقلانية حيث وللأسف ما زالت العقلية الشرقية ومنها الكوردية خصوصاً تعمل وفق (منطق) الرفض والقبول بالمطلق وذلك دون تقديم الرؤية العقلانية التحليلية للقضية، وإنما بحكم الولاء والإنتماء لهذه أو تلك الجهة والطرف السياسي الحزبي تكون مواقفنا؛ حيث هي المعيارية السياسية لدى الكورد المتحزبين والموالين عموماً .. وهكذا فقد علق بعض الإخوة بأن “مكان التظاهرة”؛ أمام مكان الحزب الديمقراطي الكوردستاني كان مقصوداً وأن الهدف مسبقاً؛ هو “لحرق تلك المكاتب”، لكن نسي أو بالأحرى تناسى هذا الأخ بأن من حق المتظاهر أن يتظاهر في كل الأماكن وأن المتظاهرين عندما يختارون مكاناً للتظاهر فهم يعلمون أين يتظاهرون ولما يختارون هذا المكان، كونهم يعلمون من يحكم حقيقةً في البلد وهنا إقليم كوردستان وهكذا فقد جاء إختيار مكان التظاهر وأمام مكاتب الديمقراطي الكوردستاني وليس أمام مبنى وزارة أو أي مكان آخر لغايات وأهداف وإيصال الرسالة للحاكمين الفعليين وليس “لحرق المكاتب” وربما كان (الحرق) هي جزء من الرسالة وليست الغاية، مع العلم أن “حرق المكاتب” سياسة مرفوضة وعمل تخريبي، لكنها تبقى جزء من (ردود أفعال طبيعية) للمتظاهرين وتحصل في أرقى دول العالم، وأن ذلك لا يستدعي قتل المواطنين وخاصةً إنهم لم يكن يحملون البنادق، لمن يدعي إن “المظاهرة لم تكن سلمية”.

 

أما أن يصل الأمر وللأسف ببعض الإخوة ومنهم كتاب ومثقفين ومستشارين سياسيين لرئاسة الإقليم؛ بأن يمارسوا بحق الآخر والمعترضين على سياسات الإقليم ذاك الخطاب التخويني المعهود أو أن يكتب البعض منا؛ أن “تاريخ نوشيروان مصطفى معروف” وأن “الماكينة ما زالت تفرخ الجحوش وإن صدأت بعض الشيء” فإن هذا يعتبر كارثياً بحق الأخوة والشراكة الوطنية، بل حتى بحق الحزب الديمقراطي الكوردستاني، كون نسي هؤلاء (العباقرة) بأن من يضعونهم في خانة التخوين من شخصيات وأحزاب كوردية هي جزء من برلمان وحكومة إقليم كوردستان وإنهم إخوة وشركاء في الوطن والتاريخ .. وإنني لا أقدم هذا الخطاب في إطار الدفاع عن أحد، بل لأقول ما هو واقعاً وفاعلاً على الأرض، وإن كان هناك حقيقةً إشكالية في “تاريخ الرجل أو حزبه” أو غيره من الشخصيات والأحزاب السياسية وبأنهم “عملاء وطابور خامس وجحوش” فأعتقد بأن هناك محاكم في الإقليم الكوردستاني وبالتالي على الحكومة جلب هؤلاء إلى تلك المحاكم وعلى الأدعياء تقديم الأدلة بخصوص تلك القضايا والتي تعتبر بحق قضايا جرمية كبرى؛ منها “خيانة الوطن” وبالتالي محاكمتهم .. وإن لم يكن هناك من الحقيقة والبراهين ولم يقدر هؤلاء المدعين تأكيد مقولاتهم التخوينية بحقهم، فإنني أطالب بمحاكمة كل هؤلاء الذين يخونون الأطراف السياسية الأخرى بوجه حق أو غيره أو كما يقول المثل الشعبي؛ “كلما دق الكوز بالجرة”.

47

وأخيراً أود أن أقول لكل أولئك الإخوة والأخوات؛ المدافعين بطريقة عمياء عن رئاسة السيد مسعود بارزاني والحزب الديمقراطي الكوردستاني وعلى الأخص في قضية التمديد للرئيس بارزاني وذلك بحجة أن “الشعب الكوردي في حالة الحرب وأن جميع جيران الشعب الكوردي يترقبون وينتظرون الفرصة لكي يطفؤوا هذه الشمعة المشتعلة في كوردستان (العراق) .. وإن الوقت ليس مناسبا لاجراء الانتخابات وتغيير رئاسة الاقليم؛ كون الاعداء يتربصون بنا ويريدون رئيسا ضعيفا للاقليم وبالتالي هم يحرضون الاحزاب الكوردية العميلة والموالية للجهات المعادية للشعب الكوردي وتطلعات هذا الشعب” .. وإلى غيرها من تلك المقولات التخوينية والشعاراتية البراقة، فإنني أقول لأصحابها؛ بأن هذا “الخطاب الخشبي الممانع” سمعناه كثيراً من (دول الصمود والتصدي) وذلك بحجة مواجهة “العدو الإسرائيلي”، وأضيف كذلك بأن كوردستان لم ولن تخلو من الرجال يوماً، ليكون أحدهم (الرئيس الأبدي والضرورة) وكأن برحيله أو مغادرته للكرسي سوف تنهار كوردستان وتنمحو من الوجود، مع جل الإحترام لشخصية الرئيس بارزاني وتاريخه النضالي.

 

وختاماً أقول؛ إنني كنت قد ذكرت في بوستي السابق بأن “قتل المتظاهر جريمة” ولم أتطرق إلى الأسباب والمقدمات لتتحفونا بكل هذا الخطاب الجيري والمتكلس .. لكن لن ألوم هؤلاء القوم حيث العقائدية المتحجرة وإن أي نقد لهم تعني (الخيانة) في عرفهم السياسي والأيديولوجي، بل وصل الأمر بأحدهم وهو مستشار لدى الرئيس بارزاني نفسه بأنه ألغى صداقته معي كوني أنتقدت إحدى مقالاته الحزبية المتكلسة وهو الذي كان يرسل لي بمقالاته وبشكل دوري كي أبدي رأي فيها. وهكذا فإن هذه العقليات والتي لا تقدر على قبول الآخر وإنتقاداتهم، حتماً سوف ترتكب الجريمة بحق الصوت المغاير والمختلف .. إنها جزء من عقلية الإستبداد والطغيان في المنطقة ولن نكون نحن الكورد الإستثناء وخارج السرب حيث تشييد (صروح الديكتاتوريات).

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

48

 

 

الخطاب الكوردي بين القدح والترجي

 

تعتبر اللغة من أهم الوسائل التعبيرية لدى الإنسان – رغم امتلاكه للعديد من وسائل وأدوات التعبير الأخرى مثل الموسيقى والرسم وغيرها – وبالتالي أكثرها قدرةً على الإيحاء والإدلال عن مكنونات ومضامين المواضيع التي نريد أن نكشف الغطاء عنها بهدف إيصالها للمتلقي والتواصل معه؛ (مع الآخر) وذلك عبر مجموعة الصيغ والتراكيب الصوتية/ اللغوية ضمن بناء لغوي هرمي قادر على رسم صور ذهنية دلالية تساعد في توضيح الفكرة (الأفكار) التي نريد أن نوصلها للمتلقي/ الجمهور وبالتأكيد فإن تلك الصياغات اللغوية الدلالية تتأرجح بين الغموض والوضوح، بين الضحالة والتسطيح والتمييع من جهة ومن الجهة الأخرى امتلاك الأصالة وعمق البلاغة والأفكار والصياغات وذلك حسب إمكانيات المبدع/ المنتج وامتلاكه لأدواته.
إن ما دعانا للمقدمة السابقة، بل التطرق إلى الموضوع برمته؛ (أي قضية الخطاب الكوردي.. في مقالنا هذا) هو ما نقرأه بين الحين والآخر من كتاباتٍ ومقالاتٍ، لبعض الأخوة والأصدقاء، تنوس بين لغتي القدح والترجي، فهم (أي أولئك الأخوة والزملاء من الكتاب) إما في موقع الهجوم على الآخر وبالتالي استخدامهم لغةً هي أقرب إلى لغة الحرب وأحياناً (البلطجة) – مع حفظ الألقاب والاعتذار عن استخدام هكذا اصطلاح – منها إلى لغة حوارية تواصلية بهدف تبيان الموضوع أو تكون تلك اللغة وذاك الخطاب نوع من الترجي والتملق للآخر (القوي) سياسياً أو عسكرياً أو أمنياً أو.. مجتمعةً وذلك حسب موقع المُخاطِب/ الكاتب؛ مع أو ضد وهل هو في الداخل السوري وخاضع لسلطة أمنية استبدادية يُحسب عليه عدد أنفاسه أم منفلت من تحت جبروت تلك القبضة الوحشية ويعيش في أجواء ومناخات تحترم إلى درجةٍ ما خصوصيته الإنسانية في التعبير عن أبسط الحقوق؛ ألا وهو حق إبداء الرأي.
وللتأكيد على القضية وتوضيحها بشكل جلي فإننا سوف نستشهد ببعض الأمثلة على ذلك ومنهم ما كتبه الأخ محمد نور آلوجي في مقاله (وماذا بعد يا ديار سليمان.. هل من فصول جديدة) حيث يقول: “اختار المدعو ديار سليمان نفسه بطلاً لمسلسل حلقات فشل البارتي وذلك بألفاظه البذيئة وتطاوله على أسياده.. بردة فعل وكلام بزيء.. مرةً ثانية يدخل التائه (ديار سليمان ويحشر انفه في الموضوع ويسب ويكتب عبارات تدل على تربيته في البيت..) وبعد هذه الانسحابات يطل علينا البطل الهمام والمهاجم الغلام (ديار سليمان) ليكيل بسيل من الشتائم والعبارة (العبارات) السيئة ضد.. ويصفه ببطل الانشقاقات والمخرب تارة أخرى؟ المهم في الأمر أن الدكتور.. من أشرف القياديين الكرد بنبله واخلاصه لقضيته وإيمانه الكامل بنهج البارزاني الخالد فهو إلى جانب عمله السياسي يعتبر.. من أبرز الكتاب والمثقفين والشعراء وله دواوين كردية كثيرة، ويملك شعبية كبيرة في الوسط الكردي وهذا ما قاده إلى تقليده وسام الدكتوراه الفخرية من جامعة يريفان في ارمينيا. أعود إلى ديار سليمان وأقول أن تخفيك وراء اسم مستعار فأنت تشبه كثيراً فتاة تخفي عورتها خوفاً من أن يلمسها أحد العشاق ويطلبها من أهلها. فمهما يكن ومن تكون فقد تكون طبيباً للأطفال أو راعي بقر أو عامل تنظيفات ولكنك تبقى من الدماء الفاسدة في المجتمع الكردي ويجب استئصاله؟؟”.
إن ما سبق هو نموذج من الخطاب السياسي السائد في الوسط الكوردي (الحزبي) أو ما يمكن تسميته بالبيني (أي بين الأحزاب والتيارات الكوردية) العاملة في الساحة الغربية من كوردستان، حيث نلاحظ بأن خطاب الأخ محمد نور وفي المقال ذاته يتأرجح بين اللغتين؛ فهو من جهة يصف (ديار سليمان) بأفظع وأدنى الصفات والتي لا تليق ببني البشر بينما يكيل المدائح للطرف الآخر كونهما ينتميان لضفة واحدة، سياسية أو طائفية عائلية (إن جاز التعبير). وكذلك فإن الخطاب الموجه إلى السلطة هو الآخر منقسم بين المواجهة والتحدي من جهة وبين التدليس والتمسيح (من مسح الجوخ على قول المثل) أو على الأقل الاتصاف باللين والمداراة في القول والخطاب من الجهة الأخرى، فها هو الأخ مرشد اليوسف يتوجه في مقاله الأخير (تضخم الخطاب السياسي الكردي السوري) بالخطاب والكلام إلى “الإخوة والأصدقاء قادة الأحزاب الكردية السورية ومؤسسات المجتمع المدني والحقوقي الكردي السوري والنشطاء السياسيين والشخصيات الوطنية والفكرية والثقافية” وذلك لـ”عقد مؤتمر وطني كردي سوري حول طاولة مستديرة من أجل تحديد السقف السياسي الكردي السوري وفقا لمصلحة المواطنين الأكراد السوريين ووفقا لمصلحة الوطن السوري كوطن نهائي لجميع مكونات الشعب السوري وتنقية الخطاب السياسي الكردي السوري من الشعارات اللاواقعية والوهمية والذرائعية والديماغوجية وقطع الطريق على أولئك الذين يعملون على تهميشنا وصياغة برنامج عمل وطني ديمقراطي جديد ومخاطبة المجتمع السوري والنظام على أساسه”.

49
حيث – ومن وجهة نظره – يعتبر الاصطلاحات التالية: (كردستان الغربية – كردستان سوريا – غربي كردستان …الخ) “شعارات لا واقعية.. يخيف معظم الأكراد السوريين” وبالتالي فعلى الكورد أن يتخلوا عنها ويعملوا على خطاب سياسي واقعي ينطلق من أن سوريا (الجغرافية الحالية) هو “الوطن النهائي لجميع مكونات الشعب السوري”. وهكذا وبناءً على الافتراضية السابقة (تضخم الخطاب السياسي الكردي) فإن الكاتب يقيم عدد من الافتراضات المتلاحقة والخاطئة – كون الافتراض الأولي خاطئ – ليصل بنا أخيراً إلى نتيجة ليست صحيحة دائماً؛ (الوطن السوري كوطن نهائي) للجميع وكأنه قدر لا مفر منه بالاطلاق وبالتالي علينا الإقرار به واقعاً جيوسياسياً نهائياً لنا وبصيغتها الحالية من المركزية الشديدة وإستبداداً في السلطة. وأيضاً من دون أن يكون هناك من يدعوا إلى الاستقلال أو التقسيم وبالتالي تجزئة سوريا إلى عدد من الدول والكيانات السياسية – وهو حق طبيعي – كون الجغرافية السورية الحالية مكونة من إقليمين؛ كوردي وعربي وقد دمجا وفق اتفاقيات دولية ومصالح إستعمارية.
وهكذا فإن ما يلاحظ على الخطاب السياسي السابق هو الوقوع في الخلط بين توصيف الحال والواقع السياسي والجغرافي لإقليم (غرب كوردستان) وبين الدعوة إلى المطالب الحقوقية والسياسية لذاك الإقليم الكوردستاني وشعبها الكوردي؛ حيث الاصطلاحات السابقة؛ (كردستان الغربية – كردستان سوريا – غربي كردستان …الخ) هي تعبير عن حالة جيوسياسية لواقع جغرافي وأتني موجود وقائم وليست بشعارات أو مطالب سياسية وحقوقية وإنما هو إقرار بواقع وحقيقة على الأرض وعلينا التأكيد عليها وهكذا ومن بعد الإقرار بها تأتي المطالب والحقوق وهي ستكون خاضعة لمجموعة عوامل وشروط تاريخية ومناخات سياسية دولية. وبالتأكيد فإن القوى السياسية السورية، وبعد الإقرار بالواقع الموجود، سوف يصلون إلى حلول تناسب الجميع وخاصةً عندما يتوفر شرط قبول الآخر والاعتراف به وبحقوقه وهويته وكذلك توفر إرادة العيش المشترك داخل جغرافية تضم جميع المكونات، وعلى حد علمنا، فليس هناك طرف أو تيار سياسي كوردي (فاعل) في الساحة الغربية من كوردستان يدعو إلى الانفصال عن سوريا.
ولكن جل المطالب الكوردية تتمحور حول مفهوم الدولة الديمقراطية والحقوق القومية للشعب الكوردي في سوريا وبالتالي “المساواة الحقيقية في المواطنة للدولة” – على حد تعبير الأخ فوزي شنكالي – والتي “تكون على أساس دستور يعترف بي كشعب وارض وتاريخ وشريك في بناء سوريا والعيش المشترك”. وبالمقابل فإننا نجد لدى الطرف الآخر – العربي – سلطة ومعارضة، خطاباً أيديولوجياً قومياً متشدداً يرفض حتى الاعتراف بوجود (مشكلة كردية) في سوريا، ناهيك عن مفهوم القضية أو المسألة الكوردية وعلى أن “الشعب الكوردي يعيش على أرضه التاريخية” وبالتالي فإن القضية الكوردية في سوريا هي “قضية أرض وشعب” وبأن هناك إقليم كوردستاني ملحق بالدولة السورية الحديثة وذلك وفق اتفاقيات دولية إستعمارية وإن سوريا لم تعرف بالجغرافية الحالية إلا بموجب مصالح وإتفاقيات تلك الدول الاستعمارية وبالتالي فإن حدودها الحالية ليست بآيات منزلة ومقدسة هي الأخرى وعلينا عدم المساس بها مع أن السلطة نفسها قد تنازلت عن أجزاء منها لدول الجوار. وهكذا فيمكن القول: بأن الكرة في ملعب الآخر.. للاعتراف والإقرار بنا؛ بالشعب الكوردي والجغرافية الكوردستانية الملحقة بالدولة السورية الحديثة و.. عندها – فقط – سوف تكون الحوارات والحلول الحقيقية لقضايانا العالقة.

 

هولير – 24/3/2009

 

 

 

 

 

 

 

 

50

 

الخيانة الوطنية

بات لدى البعض “ضرورة وطنية”.

 

يقول أيمن العاسمي؛ رئيس اللجنة الإعلامية لما يعرف ب”الوفد العسكري للثورة وقوى المعارضة السورية (الإئتلاف) وفي برنامج الاتجاه المعاكس للجزيرة يصرح ويعلن ما يلي:

 

  • كانت هناك حشود من ال (ب ي د) دعمتها أمريكا ليوصلوا مناطق شمال العراق بالساحل السوري، لأنّه لا يوجد منفذ بحري لإقليم كردستان إلا عن طريق اللاذقيّة.
  • لذلك كانوا يتوقّعون أن يكون هناك معبر للدولة الكردية الوليدة في منطقة برج الإسلام.

 

  • عندما دخل الأتراك إلى هذه المنطقة، وهي نقاط مراقبة، قُطع الطريق، كان هناك مشروع تقسيمي. وأيضاً في منطقة عفرين، كان الجيش الحر في منطقة درع الفرات بين كماشة منبج التي تحتلّها قوّات “ب ي د” وكماشة القوّات ذاتها في عفرين، لذلك دخل الجيش التركي إلى عفرين بمساعدة الجيش الحر وحرّروا تلك المناطق.

 

  • الآن الوجود التركي لا يعتبر احتلال، نحن دعوناهم لمساعدتنا والتخلّص من النظام وكلّ حلفائه و(ب ي د) الذين يحاولون التقسيم.

 

  • التقسيم هو أمريكي، ب ي د، دول عربية مشتركة فيه. الجنوب مهدّد بالتقسيم، وسينجزونه، لكنّ شعب حوران لن يقبل به، أنا متأكّد من ذلك..

 

ــــــــــــــــــــــــــــــــــ شو رأي جماعتنا من المجالس الوطنية والإنقاذية وأخيراً العشائرية -تلك المجالس المنضوية تحت راية الإئتلاف وتركيا- بتصريح من يمثلهم جميعاً في عاصمة الخلافة الإسلامية أنقرة ولا هاد بيمثل حالو مع إنه ممثلكم جميعاً وبموافقة أو غصباً عنكم .. للأسف هم يريدون أن يفهموكم بالملعقة، لكنكم لا تريدون أن تفتهموا المعادلة، كون الحقد والغباء السياسي والإرتزاق للبعض الآخر يجعلكم تقبلون الخيانة على أساس إنها تكتيك سياسي وربما البعض منكم يراها “ضرورة وطنية”. (الرابط في التعليق الأول)

 

 

 

 

 

51

 

 

الدولة القومية

هي دولة عنصرية تكويناً ونهجاً!!

 

 

 

 

 

ربما يكون العنوان صادماً للكثير من الإخوة والأصدقاء الذين يتابعون كتابتي ومقالاتي وبالتالي هم على دراية بمواقفي الفكرية والسياسية حيث في جل تلك الكتابات كنت وما زلت أقول؛ بأن الدولة القومية هو المشروع السياسي الأكثر ملائمةً للمرحلة التاريخية حيث صراع المكونات في مرحلة الانتقال من الدولة القبيلة إلى الدولة القومية وذلك رغم تقسيم منطقة الشرق الأوسط عموماً ومنها كوردستان ومنذ قرن كامل، فهي ما زالت تعاني من مشكلات حقيقية وأكثرها عمقاً وإشكاليةً؛ هي أزمة الهوية حيث تجد الصراعات الدينية الطائفية والأقوامية الأثنية في جغرافيات ما زالت قيد التشكل والتبلور وذلك على الرغم من مرور مائة عام على توقيع الإتفاقيات الدولية ورسم خرائط دول وكيانات سياسية في جغرافية المنطقة.
لكن وللأسف رسمت تلك الخرائط وفق المصالح الإستعمارية آنذاك وليس وفق (رغبات) ومصالح المكونات المجتمعية للمنطقة بحيث تركت الكثير من الصراعات تتأجج تحت رماد الحربين العالميتين الأولى والثانية ولتنفجر بعض البراكين هنا وهناك خلال القرن الماضي إلى أن كان الإنفجار الشرقي الهائل مع ما عرف بثورات الربيع العربي؛ حيث تعاد رسم خرائط جديدة لكيانات سياسية جديدة، تتوافق مع رغبات ومصالح استعمارية لدول حلت مكان الدول الاستعمارية القديمة وبالتالي خلق وإيجاد كيانات سياسية أقوامية جديدة في المنطقة وفق مصالحهم أي مصالح الدول الاستعمارية البديلة حيث نجد بأن المنطقة تمر بمخاض عسير وقد يشهد ولادة كيانات قومية؛ “دولة كوردستان” وكذلك طائفية دينية؛ “دولة سنية وأخرى شيعية”، فما هي الدولة وذلك قبل أن تكون قومية أو غير قومية عنصرية او غير عنصرية.
يقول الكاتب منصور الجمري” في مقالة له بعنوان؛ “ما الدولة القومية؟” منشورة في صحيفة “الوسط” العدد 1889 بخصوص مفهوم الدولة ما يلي: “المفكرون اختلفوا بشأن الدولة، وإذا ما كان لها شخصية اعتبارية أم لا. فهناك من قال إنها قامت في الأصل على أساس غير أخلاقي (الفيلسوف نيتشه)، على حين قال آخرون بأهميتها إلى حد التأليه (مثل هيغل). غير أن الآراء التي عمت الفكر الإنساني في القرن التاسع عشر ومطلع القرن العشرين تقول إن «الدولة» هي التعبير القانوني للأمة أو الوطن، وإن أي اعتداء على الدولة هو اعتداء على الأمة والوطن، لأنها مستمدة من ارادة جماعية” ويضيف كذلك؛ “بعد انهيار العهد الروماني ومجيء عهد الإقطاع في أوروبا أصبح مفهوم الدولة يعني الأراضي التي يملكها سادة الإقطاع. وكلمة الدولة بالإنجليزية «STATE» قريبة من كلمة «ESTATE»، التي تعني العقار وقطعة الأرض، ولهذا لم يكن التفريق بين الإقطاع والدولة في تلك الفترة واضحا”.
لكن هذا المفهوم؛ مفهوم الدولة قد تطور مع الأفكار والنظريات القومية والتي شهدتها المرحلة التاريخية الماضية وعلى الأخص بعد الثورة الفرنسية 1789 حيث “انتشرت الأفكار القومية الأوروبية في القرن التاسع عشر بصورة ألهبت المشاعر وأعطت قدسية وربما ألوهية لفكرة «الوطن» و«الأمة» و«القوم». وقد أدى ذلك اللهب القومي لاحقا إلى نشوء حركات عنصرية ووصول الحكم النازي في ألمانيا والحكم الفاشي في إيطاليا بعد الحرب العالمية الأولى. وقام هؤلاء الحكام بتحوير مفهوم حماية أمن الدولة ضد جميع المعارضين واعتبروا المعارض السياسي مجرما وعدوا للشعب؛ لأنه عادى نظام الحكم القائم” (المصدر السابق) حيث يؤكد الكاتب على أن الفكر النازي أنطلق من تلك المشاعر القومية الملتهبة في فكرة تفوق العنصر الآري على باقي العناصر والمكونات الأقوامية الأخرى.

52
ويقول كذلك الكاتب “علي عادل” في مقالة له بعنوان؛ “ما هي الدولة القومية الحديثة؟” ومنشورة في موقع إضاءات بخصوص نشوء الدولة القومية ما يلي: “اختلفت العديد من الكتابات الأكاديمية والفلسفية النظرية في تحديد نشأة الدولة القومية الحديثة؛ إلا أن مصطلح الدولة بشكل عام لم يكن حديثا، بل هو بدأ في الظهور من بعد معاهدة ويستفاليا عام 1648 للصلح بين المجتمعات والإمبراطوريات الأوروبية المتناحرة. جاء ذلك المؤتمر لوضع حدٍ لتلك الصراعات المسلحة والتي أودت بحياة الكثير من البشر. تم الاتفاق على أن يتم تعيين ما سمي وعرف بعد ذلك بال Nation State أو الدولة القومية، والتي كانت تعني أن يتخذ كل مجموعة من الأعراق وأصحاب اللغات المتشابهة أرضا ويعينوا لها حدودا وتصبح بذلك دولتهم التي لا يُغير عليها أحد ولا يشاركهم فيها أحد”.
إذاً ارتبط مفهوم الدولة القومية بقضية صراع الأقوام على السيادة والهوية ونحن اليوم كشعوب منطقة الشرق الأوسط نعيش مرحلة “صراعات متناحرة” ربما تستمر قرناً آخر بين مكونات المنطقة؛ صراع ديني مذهبي (شيعي سني) وآخر كوردي مع المكونات المجتمعية الأقوامية الأخرى في المنطقة الأتراك والعرب والفرس وذلك على تثبيت هويات هذه التكوينات والجغرافيات السياسية الناشئة والصراع على الحدود، لرسم قواقعنا وكياناتنا السياسية (العنصرية) ونقصد هنا بالعنصرية كخصوصية إثنية أو دينية لتلك الدول والكيانات حيث العنصر المحدد في تشكيل الهوية كون مفهوم الدولة القومية أو “الدولة الأمة (وأيضا الدولة – القومية) هي منطقة جغرافية تتميز بأنها تستمد شرعيتها السياسية من تمثيلها أمة أو قومية مستقلة وذات سيادة”، كما رأينا سابقاً وكذلك بحسب الموسوعة الحرة ويكيبيديا والتي تحدد الدولة على أنها؛ “كيان سياسي وجيوسياسي بينما دولة القومية هي كيان ثقافي وإثني”. وهكذا فإن مصطلح الدولة القومية وفق ذاك المصدر؛ “يفيد التقاء وتوافق السياسي الجيوسياسي مع الثقافي والإثني معا”، وبالتالي تَشكل “دولة القومية” حيث أن “الصفة الفريدة للدولة القومية هو تماثل وتطابق الشعب مع الكيان السياسي”.
وهكذا فإن الأساس في تكوين هذا الكيان السياسي (الدولة القومية) هو ذاك العنصر المحدد لهوية الدولة ومن هنا جاءت قضية أن الدولة القومية؛ هي دولة عنصرية بالتكوين والنهج وذلك تكويناً وثقافةً من ذاك العنصر “القوم” المكوّن لتلك الدولة الخاصة بهم كعنصر ومكون اجتماعي ثقافي متمايز ومتفوق على عناصر وثقافات أخرى تكوّن كيانات سياسية أقوامية عنصرية أخرى تجاورها وتصارعها على الحدود والهويات الأقوامية حيث شهدت تلك الساحات الكثير من المجازر والإبادات الجماعية وتعرف الموسوعة العربية العالمية مفهوم العُنْصُرية كالتالي؛ هو “الاعتقاد بأن أعضاء جنس أو سلالة أو مجموعة من السلالات أعلى أو أدْنى درجة من أعضاء السّلالات الأخرى. ويسمى الناس الذين يعتقدون أو يمارسون ما يوحي بتفوق سلالة على أخرى عنصريين، فهم يدَّعون أن أعضاء سلالتهم أعلى شأنا في النواحي العقْلية والأخلاقية أو الثقافية من أفراد السّلالات الأخرى. ولأن العنصريين يفْترضون أنّهم أرفع مقامًا، لذلك فإنهم يعتقدون بأنهم يستحقّون حقوقاً وامتيازات خاصة”. وهكذا وبمراجعة لتجربة شعوب المنطقة والعالم تجربة الدولة القومية وكذلك الدينية فإننا نقف على حقيقة مرة؛ وبأنها قامت على فكرة التفوق لعنصر ما على باقي العناصر والمكونات المجتمعية الأخرى في تلك الجغرافية التي حددت لنفسها كأوطان وكيانات أقوامية أو إمبراطوريات دينية عنصرية.
لكن وأخيراً علينا أن نطرح السؤال الإشكالي المحيّر؛ هل علينا أن نرفض أو نقبل الدولة القومية الكوردية وولادة دولة كوردستان .. بالتأكيد إننا سوف نخضع هنا لضغط مركب تشترط علينا القبول والترحيب بها؛ أولاً كشرط إجتماعي أخلاقي يفرض علينا المطالبة بالدولة القومية، كي لا نتهم بالخيانة للقضية وكذلك وثانياً؛ القبول والترحيب بالدولة القومية كضرورة مرحلية تاريخية حيث البنية الإقتصادية والعلاقات المجتمعية والوعي الثقافي لشعوب المنطقة ما زالت تشهد تحولاتها الفكرية من دولة القبيلة إلى الدولة الوطنية (القومية أو الدينية) وحيث لا يمكنك أن تبني دولة وطنية حديثة مستنسخة أوربياً؛ كون هناك فارق حضاري بين كلا المجتمعين وبالتالي لا يمكنك حرق المراحل التاريخية .. وهكذا لا بد من قبول الدولة القومية حتى وإن كانت عنصرية!!

 

 

 

 

53

 

 

 

الديمقراطية الكوردية؟!!

تجربة حزب الإتحاد الديمقراطي (PYD) نموذجاً.

…عاتبنا عدد من الزملاء والأصدقاء على كتابتنا لبوست (أوجلان.. آخر نبي كوردي)؛ وذلك لفهمهم القاصر عن وجه المقارنة بين تجربة حزب العمال الكوردستاني قومياً والتجربة الإسلامية أو تجربة الأنبياء بشكل عام دينياً وها نقوم بكتابة هذا البوست ونأمل أن لا يفهم ويقرأ بطريقة خاطئة مرة أخرى وهذه المرة من قبل أنصار ذاك التيار السياسي؛ أي حزب الإتحاد الديمقراطي (PYD) ومنظومة العمال الكوردستاني عموماً وبأنه نوع من رد الفعل على المقال السابق أو محاولة “تبيض صفحتنا الفيسبوكية”.
…….إن كتابتنا لهذا البوست وبالفعل جاء نتيجة البوست السابق ولكن كشرح وتوضيح على المتن؛ أي لكي نوضح الالتباس للقارئ العزيز ونقول بصريح العبارة: بأن الكورد التجربة الكوردية في إقليم كوردستان (سوريا) وتحديداً في عفرين أكثر قمعاً واستبداداً من تجربة البعث وبمقارنة بسيطة بين ما كان الوضع على أيام البعث السوري العربي واليوم على يد إخوتنا من الإتحاد الديمقراطي الكوردي فإننا نجد المقارنة تكون لصالح “ديمقراطية” البعث وبأن جماعتنا يعني إخوتنا في PYD أكثر تشددً واستبداداً وتخلفاً من معلميهم البعث السوري وللذين يريدون التأكيد على ما ذهبنا إليه بمثال على التطبيق العملي لتلك السياسة على الأرض، فها إننا نقدم المثال التالي: عندما مات الرئيس السوري السابق ووالد الرئيس الحالي حافظ الأسد فلم يجبر أحد من المواطنين على إغلاق محله وتعطيل أعماله الاعتيادية اليومية. و”بلغة السياسة”.. لم يعلن في البلاد حالة النفير والإضراب والاعتصام العام، بل مضت الأيام بشكلها الاعتيادي الروتيني. أما بالنسبة لنا نحن في الحالة الكوردية فإن جماعتنا وفي يوم إعتقال عبد الله أوجلان (14 شباط) أعلنوا حالة النفير والإضراب العام في المنطقة.. وقد وصل الأمر بأن “يجرنا” أحد مراهقي الأسايش إلى الصالون سيارة الفوكس بحجة عدم الالتزام بالقرار الآبوجي.. وكذلك فقد أعلنوا جماعة الآسايش النفير العام في المخفر وجاءت دورية كاملة وتحت قيادة زعيمهم مدير المخفر وكان أحد أبناءنا من شمال كوردستان وليس من أبناء المنطقة وليقول لنا: (Tu ji kîjan welatî hatî) ومعناه بالعربي الغير فصيح: “أنت من أي بلد جاي” لكون كل المواطنين “ألتزموا” بالقرار فلما نحن نشذ عن القاعدة الوطنية.. وإن “شر المفارقة ما يضحك”.
……….فأهلاً بكم في “كوردستاننا المحررة”.. ومن ثم يسألونك: لما غادرت عفرين.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

54

 

الكرد ..

هل كانوا أكثر مظلومية من باقي مكونات سوريا؟

أحد الأصدقاء والزملاء من الإخوة الآشوريين كتب يقول: “تصحيحاً لمغالطة سياسية وحقوقية تخص آشوريي(سريان) سوريا: أكراد وعرب يعزفون على الوتر الكردي ، يروجون بان الآشوريين (سرياناً /كلداناً) والارمن السوريين يتمتعون بحقوق قومية (ثقافية لغوية) فيما الأكراد محرومون منها .. هذه ليست مجرد مغالطة سياسية وحقوقية وإنما هي “بروباغندا” الهدف منها تصوير الأكراد على أنهم أكثر مظلومية وحرماناً واضطهاداً من باقي الاقليات السورية، و للتشويش على قضية الآشوريين السوريين..” ويضيف؛ “لو للأخوة الكرد السوريين لغة (طقس ديني) خاص بهم ، كما للآشوريين والارمن، لتمتعوا بنفس الحقوق واكثر ..” وقد كتبت له الرد التالي:طيب صديقي ما راح ندخل بنقاش بيزنطي بخصوص القضية لكن فقط نود القول؛ بأن الكردي كان محروم من ذلك أيضاً، بل كنا نمنع نحن الكرد من تعلم لغتنا ولو في تكية احد المشايخ الإسلامية أو الرفاقية الحزبية وللأسف ولذلك جاءت فكرة أن الكرد محرومين من أبسط حقوقهم الثقافية؛ أي تعلم اللغة ولو في “تكيات” وليست مدارس خاصة، بينما الإخوة المسيحيين؛ آشوريين، أرمن.. لهم ذاك الحق ولو من خلال مدارس خاصة. أما القول؛ بأن “لو للأخوة الكرد السوريين لغة (طقس ديني) خاص بهم ، كما للآشوريين والارمن، لتمتعوا بنفس الحقوق واكثر” فهو قول مغالط ولا يسنده الواقع، كون هناك الكرد الآيزيديين ولهم طقسهم الديني الخاص، لكن مجبرين ليس فقط التعلم باللغة العربية، بل وكذلك أخذ دروس دينية إسلامية.

 

وبالأخير نأمل فعلاً أن نتجاوز مرحلة الدولة الاستبدادية، لتكون سوريا دولة مدنية حضارية تحقق حقوق كل المكونات وفق مبادئ دستورية تعترف بكل مكونات سوريا حقوقاً وواجبات.. لكن يبدو أن ردي لم يقنع ذاك الصديق حيث كتب الرد التالي على تغليقي السابق؛ “نعم الأخوة الايزيديين مضطهدين دينياً لأن الدولة لا تعترف بديانتهم الخاصة .. لكن ليس لهم كتاب ديني ولا طقوس دينية مدونة كما للمسلمين واليهود . حين كنا في الاعدادية في قبورالبيض /القحطانية .. الطلاب الايزديين طالبوا دراسة الديانة المسيحية بدل الاسلامية التي فرضت عليهم … لدينا في القحطانية والقرى المجاورة المئات من العائلات الايزيدية وكانت تربطنا علاقات جيدة معهم ولم نسمع منهم يوماً لهم كتاب ديني مكتوب .. ديانتهم رافدية قديمة عقيدتهم وطقوسهم وشعائرهم يمارسونها شفهياً توارثوها من جيل لجيل .. حتى موضوع الهوية الكردية للايزييدن حولها خلاف وإشكالية حتى داخل المجتمع الايزيدي .. هناك أتباع الشيخ أنور معاوية ينسبون أنفسهم للآشوريين عرقياً .. لكم طيب التحية وخالص الود أستاذ بير رستم ..” وكذلك أضاف أحد متابعي صفحته تعليقاً يقول فيه؛ “عذراً على المداخلة أخي الكريم، السريان يمتلكون لغة و يكتبون بها اي لهم لغة ابجدية اما الأكراد فلا يوجد ابجدية خاصة بهم بمعنى انا الأكراد المتواجدون بسورية و العراق و ايران يكتبون بالحرف العربي اما الأكراد الموجودون بتركيا فيكتبون بالحرف اللاتيني. و شكراً”.

وهكذا فإن ردهما دفعني مجدداً للرد وكتابة التوضيح التالي: بخصوص الإخوة الآيزيديين أعتقد بأن مسألة الإنتماء القومي أو على الأقل اللغوي محسومة ولو البعض ونتيجة القمع أو المصالح الشخصية أدعى الانتماء لمعاوية والعرب فتلك لا تغير بأن الأغلبية المطلقة “لغة وإنتماءً” يعتبرون أنفسهم كرداً .. وبالتالي لهم لغتهم وديانتهم وكتابهم الخاص ولو إنهم كأي طائفة منغلقة مثلهم مثل الدروز والعلويين وغيرهم لا يكشفون عن تلك الطقوس وكتبهم، لكن كل ذلك لا يغير من موضوعنا شيء وذلك في قضية التعلم باللغة القومية بحكم التمايز الديني حيث لو كانت كذلك لوجب تعلم الآيزيدي كذلك بلغته وتلك كانت نقطة الجدال بيننا.. أما بخصوص مداخلة الأخ أفراميوس فدعني أقول؛ بأن (كرد سوريا) يكتبون بالأبجدية اللاتينية وحديثنا يخص هؤلاء الكرد وليس كل الكرد ولذلك فإن اللجوء لإدعاء أن الكرد لا يملكون أبجدية واحدة، يفقد المعنى والمغزى في هذه الحالة، كوننا وكما قلت نناقش المسألة في إطار البلد السوري وليس على عموم التواجد الكردي في جغرافية الشرق.. بالأخير لكم مني كذلك ولكل الإخوة الآخرين أطيب التحيات والود والتقدير

 

 

55

الكوميديا السوداء

في حكايات عفرين المحزنة

 

حكاية رقم (1)

للأسف حتى الأبواب والشبابيك يتم سرقتها من قبل “ثوار الثورة السورية المباركة” حيث وبحسب الأخبار الواردة من قريتي جقلا وهي من قرى ناحية شيخ الحديد؛ بأن كل البيوت التي أصحابها غادروها لمناطق الشهباء خوفاً من الملاحقات وربما التصفيات الجسدية، فإن صعاليك ومرتزقة تركيا وبعد أن نهبوا كل ممتلكات تلك البيوت قد بدؤوا بفك الأبواب والشبابيك وحتى براويزها ويتم تجميعها عند المعصرة القديمة للعم جعدان حتى تشحن لأسواق إعزاز .. فعلاً هي ثورة الحرامية والبواكين، بل أنتم أقل شرفاً ونخوة من الحرامية واللصوص!!

 

حكاية رقم (2)

بإحدى قرى ميدانا وفي إحدى البيوت الميسورة والتي أجبر أهلها على مغادرتها خوفاً من الملاحقة والإبتزاز المالي، دخلها أحد الصعاليك من صعاليك ما تسمى الثورة السورية مستملكاً البيت وكل ما تحويها من ممتلكات وكأنها ورثها عن جده “محمد الفاتح” الأسطنبولي ولما حوش وكوش على كل شيء بدء ببيع تلك الأغراض وبالصدفة مر ابن عم صاحب البيت الحقيقي؛ أي الكردي العفريني والذي أصر على البقاء في قريته، أمام دار أبناء عمومته، فسمع لغطاً ومجادلات من داخل الدار فمد الرجل رأسه وإذا بالمستوطن الجديد قد أحضر بعض الصعاليك التجار من أبناء جلدته ويريد أن يبيعهم عدة الجرار ولو بأقل من ربع القيمة بحيث كان يطالب ثمن السكة الكلفتور بحدود 60 ألف، بينما سعره الواقعي هو يتجاوز 400 ألف ليرة سورية حيث قام بشرائه هو لابن عمه، لكن الطرفة أو الكوميديا الواقعية والسوداء ليست هنا، بل أن هذا الصعلوك المستوطن يتلفن لصاحب البيت الحقيقي ويبازره على أغراضه ومنه بيته حيث يبدو جاء نقله لمكان آخر ومضطر للخروج من البيت فيتلفن لصاحبها حتى يأتي ويدفع له “خوة” كي يفرغ له البيت .. ويقولون خرجنا لنتخلص من الطاغية ونحقق الحرية، يبدو أن البعض فهمهما خرية!!

 

ملاحظة؛ الإخوة والأخوات الأعزاء.. أرسلو بحكاياتكم، بل بمآسيكم على الخاص أو العام من خلال تعليق وذلك ليتم تدوينها وتوثيقها ونشرها على أوسع قطاع ممكن، لربما نردع البعض ويتحرك الضمائر لدى البعض حيث لا يخلو الأمر من أصحاب الضمائر الحية.. مع تمنياتنا بالسلامة للجميع.

 

الدفعة الاولى من الجراد كوشت على والادوات الكهربائية لبيت حلب التي استطعنا تهريبها من حلب والادوات الكهربائية لبيت القرية الطاقة الشمسية والمعدات الزراعية سكتين وكلفتور وعزاقة ١٤ حصان وتريلا وسيتيل وبراميل وخزانات المازوت …الدفعة الثانية من الجراد …الابواب والدرابزونات وقبل بدء المرحلة الثانية قام المرتزقة الادالبة الموجودين بالقرية بالابتزاز ..فالصور وردت منهم

 

قام الارهابيين باعتقال احد الاشخاص في قرى عفرين ، و بعد استيلاء على نقوده و جهاز خليوي الذي معه ،يجدون رمز لحوالة نقود من الخارج لاحد اقربائه على هاتفه و يذهبون به الى مركز حوالات و يسلبون نقود مرة اخرى . من قصص عفرينيين

……………………………….

 

في عائلات مستولين على بيوت في عفرين ويطالبو صاحب البيت الحقيقي المتشرد في نبل اجار شهري قال لانو عم يحرس بيتو حتى القرود بتضحك

56

 

في قريتي :

_حظر تجوال يبدأ عصرا مع اعفاء المستوطنين من ذلك

_عمليات النهب والسلب مستمرة بعد فرض حظر التجوال

_الاعتقالات شبه يومية مع اخراج المطلوب عنوة امام اهل المعتقل

_ابتزاز كل من كان يحمل رخصة السلاح وطلب مبالغ كبيرة منهم لعدم اعتقالهم

_نقص شديد في المياه نتيجة ندرة الكهرباء

_الضرب المبرح لمن يتم اعتقاله

_حالة من الغربة والخوف مسيطرة على الاهالي

_حرق بعض البيوت بعد رجوع اصحابها على يد من استوطنها

وغير ذلك من الازعاجات من المسلحين و المستوطنين الجدد

……………………………………….

 

فى اول الثورة مثلما سموها هؤلاء لجلب الحرب الى سورية كنا في حلب عندما بداء القصف فيها كان الارض يهتزا بنا وكانه زلال ولاجل ان نحمى انفسنا واطفالنا من القصف حيث لم يبقى وقتها رغيف خبز والنازحين في الشوارع ينامون لا يجدون شيءا ياكلونه اضطررنا الى رمي كل ما جمعناه في حياتنا من املاك والاموال بدون ان نبيعها بل بمقابل لاجل ان لا نخسر ارواحنا وارواح اطفالنا وهربنا من تلك الكابوس الذي لم نره بحياتنا وهل هناك كابوس اكبر من هذا الذي ريناهوالكثير الكثير من القصص التى لم نراها بل سمعناها يا للاسف

…………………………………….

 

في بيت عمي الذي تم بناءه حديثا قبل مجيى اللصوص الإسلاميين والذي يتكون من طابقين استولى اللصوص على الطابق العلوي .وهم مجموعة شبان. وفي احد الايام جاء ضيوف لبيت عمي وفي المساء غادروا البيت ورافق الضيوف ابن عمي لايصالهم للمنزل . وقد لاحظ اللصوص الإسلاميين خروج صاحب البيت مع ضيوفه وفورا نزلوا للطابق السفلي وطرقوا باب المنزل بغرض التأكد من عدم وجود اي شخص ولاجل سرقة البيت .لكن لمصادقة كانت خالتي. وزوجة ابن عمي بالبيت ولدى سوالها من الطارق ؟ قالوا بأنهم يسألون عن صاحب البيت . وعادوا ادراجهم بعد معرفة بوجود أشخاص داخل البيت . وعندما عاد ابن عمي قالت له زوجته بان المستوطنين سألوا عنك . ولدى الذهاب لعندهم ومعرفة سبب ذلك قالوا بأنهم لم يفعلو ذلك وانكروا .علما أنهم في ليلة ما تسمى بليلة القدر خرجوا على الشرفة وبدؤوا بقراءة القرآن بصوت عالي .

إسلاميين لصوص كذابين يستوطنون عفرين

 

 

 

 

 

 

 

 

 

57

 

 

اللاجئون في الوطن..

يحتاجون إلى المزيد من الرعاية من قيادة إقليم كوردستان (العرق).

إننا وقبل أن يبوق أحد في وجهنا نشكر قيادة إقليم كوردستان (العرق) وتحديداً شخصية الرئيس مسعود بارزاني ورعايته وحنانه كأب يحاول أن يرعى ويحمي الأبناء مع العلم وكإنسان حر وديمقراطي ندعو للحالة المؤسساتية وليست القبلية ولكن الفكر شيء والواقع شيء آخر تماماً ونعلم كذلك ما يعانيه الإقليم قيادةً وإقتصاداً وأمناً وطنياً من أعباء هذه الهجرات الكبيرة إليها؛ حيث هجرة كورد غربي كوردستان ومؤخراً كورد شنكال وكذلك الإخوة المسيحيين وعرب الموصل.. بحيث بات يشكل عبئاً حقيقياً على قيادة الإقليم ومؤسساتها الأمنية والمالية والرعوية (الاجتماعية والصحية) ولكن ورغم معرفتنا بكل تلك الاعباء والقضايا فإنه مطلوب من قيادة الإقليم المزيد من الرعاية والإهتمام؛ كونها قد بدأت بعض الأصوات تخرج من مخيمات اللاجئين وتكشف عن حجم المعاناة والمأساة التي يعانون منها وتحديداً كورد غربي كوردستان حيث وفي إتصالات هاتفية أو من خلال الدردشة.. وكذلك من خلال الاطلاع على بعض البوستات نصل إلى حقائق؛ لن نقول عنها مرعبة ولكن وبالتأكيد هي مؤسفة ومحزنة وتحمل الكثير من المأساة والمعاناة الإنسانية، فقد أشتكى أحد الإخوة ومنذ يومين؛ بأنه لا يوجد في بيته لحظة اتصاله بنا أكثر من ثلاثة أرغفة من الخبز وهو الذي كان قد حمل معه قبل أقل من سنة ثلاثة آلاف دولار أمريكي.

إن دعوتي هذه جاءت بعد عدد من الشكاوى والملاحظات وحتى الامتعاض من سياسة الإقليم وقد بدأ بعض الإخوة يتحسر على تلك السنوات التي كان يرى فيها الإقليم فردوساً كوردستانياً وأن شعبها من الملائكة طبعاً نلوم أحزابنا وخاصةً البارزانية؛ على رسم هذه الصورة الحالمة عن كوردستان (العراق) ولكن ورغم كل الواقع المأساوي وهجمات داعش ومرتزقة النظام العراقي وكذلك الخناق من دول الجوار وناهيكم عن خلافات “الإخوة الأعداء“.. إلا أن شعبنا ولاجئينا يستحقون رعاية أكثر وضغطاً من حكومة الإقليم على القوى والمنظمات الدولية لتقوم بواجباتها الأخلاقية تجاه هذه المأساة الإنسانية لشعبنا وكذلك مطلوب من شعبنا في إقليم كوردستان (العراق) ومقدمةً من القيادات الحزبية والسياسية أن تبرهن بأنهم جديرون بتلك المراكز السياسية والقيادية وذلك بالتقليل من ثرواتهم الضخمة وبذخهم وتقديم المساعدات الحقيقية إلى اللاجئين في المخيمات حيث تبنى الأوطان من خلال الإنسان؛ وعندما يفقد الإنسان شعوره بالإنتماء والأمان في الوطن فعلى الوطن السلام.. وإننا لا نريد أن يفقد الإنسان الكوردي إنتماءه وأمانه في كوردستان.

Advertisements

 

 

 

 

 

 

 

 

58

 

 

الوطن والشعب أو الخيانة والعمالة

..هي رسالة ودعوة مختصرة للمجلس الوطني الكردي؟!

 

للأسف ما زالت الأخطاء السياسية للمجلس الوطني الكردي تتراكم وباتت تصل لحدود الخيانة الوطنية وإن بقائه شريكاً في العدوان على عفرين سوف يعريه من آخر أوراق التوت” ولن تشفع له كل بيانات الأمانة العامة رغم موقفها الوطني -كلامياً- لكن كل تلك المواقف النظرية والخطابات البلاغية تسقط تلقائياً مع بقاء المجلس داخل الإئتلاف الإخواني حيث لا يعقل أن تدين العدوان نظرياً وأنت جزء من إئتلاف ومرتزقته يقتلون شعبك ويدمرون مدنه فوق رؤوس ساكنيها المدنيين قبل العسكريين ولذلك هي دعوة وآخر كلمة نقولها للمجلس وقواعدها وقياداتها؛ إن وجودكم كحركة وتيار وطني مرهون بعلاقتكم مع جماعة الإئتلاف وراعيتها تركيا، فإما أن تكونوا في صف شعبكم أو في صف أعدائه وبالتالي؛ أنتم من تحددون هوية مجلسكم، هل هو حقاً مجلس وطني كردي، أم مجلس الخيانة والعمالة لتركيا ومرتزقته من النيوإخوانية الأردوغانية.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

59

أيها الكوردي..

العار عارك والشرف شرفك.

مايات; العار عارنا وإن كان مرتكبي العار بحق جسدك الطاهر وعموم الجسد الكوردي هم “كلاب الفيافي والبراري; كلابٌ تحمل كل دناءات وأحقاد القبيلة والطائفة الباغية” .. هو العار عارنا ونعلم أن الآخر وباسم الدين والرب قد حلل قتلنا وغزونا وسبي نسائنا,لكن سيدتي العار عارنا حين تخاذلنا وانقسمنا وانكسرنا .. العار عارك أيها الكوردي لأنك ألتهيت بالغنائم وتركت الحمائم عرضةً لهجمات الكلاب و“الذئاب” أصحاب العمائم .. هو عارنا; عار الانقسام الكوردي بين الولاء والطائفية الحزبية والعقائدية الدينية والقبيلة “فهم ليسوا أكثر من أيزيديون; عبدة إبليسٍ ملعون” .. فالعار عاري; أنا الكوردي العاري حتى من “ورقة التوت” والشنار.. فلا تبريرٌ ولا تسويفٌ لعارنا. ولكن ورغم كل المرارة والعار والانقسام الكوردي بين “الطائفية الحزبية” والقبيلة.. إلا إنني ما زلت مؤمناً, بل مقتنعاً بنهوض “الجواد الكوردي” من كبوته و“حماقته” وغفوته وبأن القوات الكوردية البيشمه ركة والكريلا سوف يعيدون البسمة إلى مايات وكل بناتنا وما تعليقاتكم أيها الأصدقاء والصديقات وأنا أرى حجم الفاجعة وعصارة الألم التي تختزنونها في كتباتكم إلا نوع من الإصرار والتأكيد على تلك المهمة النبيلة وبإصراركم سوف يتحقق الحلم في بناء تحالفنا السياسي الوطني في وجه “داعش” وكل الكلاب التي تتربص بالانقضاض على الجسد الكوردي.

وأما بخصوص سؤال الصديق ماجد حج كبة Majed HejKebe والذي يطرحه من خلال تعليقه التالي على بوستي السابق والذي يقول فيه; “استاذ بير العار حصل وتلطخ البدن لكن ليست المشكلة كامنة هنا انما هي في كيفية تعامل المجتمع الكردي مع ضحايا كلاب الآخرة, كيف سيعامل هذا المجتمع المتخلف مع تلك النسوة او اللواتي تعرضن للاغتصاب, ولا شك بأن قصة العار الجسدي لم يتحرر منها ليس فقط عامة الأكراد انما حتى مثقفيها الداعين الى الحرية ليل نهار، المشكلة في كيفية تقبل الناس لهم وليس فقط البكاء عليهم” .. فإنني أقول له ولكل شبابنا وأجيبه بكلمة واحدة; لو لم أكن متزوجاً ولو كانت أخلاقي وقيّمي تسمح بتعدد الزوجات كما هي عند البعض من الضواري والوحوش الآدمية لتزوجت مايات ولكن وبما إنني أب وعندي كلٍ من إستر ومايا فإنني أعلن بأن مايات هي الأخرى إبنتي وأتبناها من هذه اللحظة وليعلم الجميع أن لي إبنة واسمها مايات وهي مختطفة من قبل كلاب “داعش“; حراس الخليفة والدولة الاسلامية .. فإن كان العار عارنا فكذلك; فإن الشرف شرفنا .. وإن مايات سوف تشرفني عندما تقبل بأن أتبناها كابنة ثالثة, بل الأولى على أختيها إستر ومايا.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

60

 

بوست غير ديبلوماسي

نحن الكرد (رعاع) بنظر شركاء الوطن

 

إن مشكلتنا نحن الكرد مع المكونات الأخرى بالمنطقة من عرب وترك وفرس وحتى السريان والآشوريين والأرمن ليست مشكلة سياسية قانونية فقط وبأن نظم هذه الدول الغاصبة لكردستان ترفض إعطاء الكرد حقوقهم الوطنية، بل إن مشكلتنا بالأساس معهم هي مشكلة ثقافية حضارية حيث وللأسف فإن تلك الشعوب كانت وما زالت تنظر للكرد على أساس إنهم “شعب همج من الرعاع” -كوجر- وبالتالي فهم ليسوا إلا في المستوى الحضاري الأدنى وقد جعلهم المسلمين في مرتبة العبيد (الموالي) وهذه النظرة والرؤية تكرست في ثقافات تلك الشعوب وبالتالي كان تعاطيهم مع الكرد حتى على المستوى الاجتماعي وليس السياسي بنظرة فوقية استعلائية وقد تشرّست تلك النظرة أكثر مع بروز الدور الكردي في ساحة الشرق الأوسط في العقدين الأخيرين وتحديداً مع ولادة الكيان الكردي في إقليم كردستان وقد جاءت الإدارة الذاتية لتزيد من شراسة هؤلاء على الكرد عموماً حيث وللأسف لسان حالهم يقول؛ “شو هل المسخرة ما بقي غير يجي هؤلاء الرعاع يصيروا أصحاب دولة وسياسة” وبالتالي فهم يقبلون بالاستبداد للدولة البوليسية على أن يصبح الكرد شركاء بهذه الأوطان مع العلم أن وطن الكرد نفسه محتل من قبل حكوماتهم وشعوبهم وللأسف.

 

ولذلك ولكي يتخلص الكرد من هيمنة الآخر وعلى إنه لم يعد قاصراً بالمفهوم الحضاري والسياسي للمصطلح فيجب على شعبنا أن يتحرر هو أولاً من تلك النظرة الدونية حيث وللأسف ما زالت نظرة الكردي -الأغلبية من أبناء شعبنا- هي نفسها خاضعة للمفهوم الدوني السابق؛ بأن الكرد أدنى حضارياً من الآخرين وربما هذه كانت واحدة من الحقائق التاريخية ولفترة قريبة بحكم السياسات الاستعمارية للدول الغاصبة لكردستان، لكن ومع تطور التقنية الحديثة ودخول أكثر من جيل للمنابر العلمية فقد بات الكرد وفي أغلبهم على قدم وساق مع باقي المكونات وبالتالي لم يعد أبناء شعبنا ذاك الكردي البسيط والفلاح الطيب الذي ينزل للمدينة ليقال له؛ “كردي جحش”، بل بات الكرد مثلهم مثل الآخرين يتفوق في المجالات العلمية والثقافية وبلغات عدة، لكن يبدو أن الجذور الحضارية والثقافية ما زالت تفعل مفاعليها في الكثير من الأحزاب الكردية بحيث ما زالت عدد من الأحزاب والتيارات الكردية تنظر لنفسها على إنه “الطرف الأضعف” في المعادلات الوطنية مع باقي الشركاء -وربما منظومة العمال الكردستاني كسرت هذه القاعدة مؤخراً بطرح مشروع سياسي خاص به- ولذلك فنجد بأن الآخرين وافقوا على من يطالب “نظرياً” بالمشروع القومي الكردي، بينما يرفضون مشروع الإدارة الذاتية “الديمقراطي”.

 

بالأخير نريد أن نلخص فكرتنا ونقول؛ الكرد في نظر “شركاء الوطن” -أو ما يقال إنهم شركاء في الوطن الواحد- ما زالوا هم “الهمج الرعاع” الذين لا يستحقون إلا أن يكونوا “كراسين” مطاعم وبويجية وليس قادة وزعماء إدارات ودول وهم سيقبلون فقط بشراكة -أو بالأحرى- بغلامية من يقبل أن يكون عبداً ذليلاً لدى إداراتهم وحكوماتهم حتى وإن كان صاحب مشروع دولة كردستان بشرط أن تكون تلك الدولة على الورق؛ أي بدون مقومات وإمكانيات وجيوش وإدارات واقعية تعمل على الأرض، أما أن تكون أنت صاحب مشروع سياسي وتدعوا للشراكة الحقيقية، فأنت مرفوض حتى وإن كانت دعواتك حقيقية للديمقراطية وليس فقط تؤسس لمشروعك السياسي تحت يافطة الديمقراطية كما الحال مع الإدارة الذاتية أو مشروع إقليم كردستان.
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=611382

 

 

61

 

بيان حسن عبد العظيم

والعنصرية العربية بكل تجلياتها!!

 

 
الحوار المتمدن-العدد: 5656 – 2017 / 10 / 1 – 19:07

المحور: القضية الكردية

نشر السيد “حسن عبد العظيم”؛ الأمين العام للاتحاد الإشتراكي العربي هو الآخر بياناً باسمه الشخصي وذلك بخصوص قضية الاستفتاء في إقليم كردستان وقد ضمن بيانه موقفه وقناعاته الفكرية والسياسية بخصوص المسألة والقضية الكردية عموماً والتي تكشف عن رؤيته العروبية العنصرية مثل الآخرين الذين ينتمون للثقافة القوموية العربية وغيرها من المشارب والتيارات السياسية العروبية والتي عموماً تلتقي في مسألة العنصرية تجاه الأقوام والأثنيات الأخرى وحقوقها الوطنية ولكي لا نبقى في العموميات فإننا سوف نستشهد بما ورد في بيان “عبد العظيم” لنكشف للقارئ الكريم مدى حقد وعنصرية هؤلاء الأشخاص حيث يقول في أول الخطاب أو البيان وذلك بعد البسملة والتي تكشف هي الأخرى عن التزاوج بيت التيارين القومي والإسلامي العروبي مؤخراً، ما يلي:
“لقد دقت ساعة العمل الثوري فالوطن السوري الذي ننتمي إليه عربا وكردا وآشوريين وآثوريين سريان وتركمان وأرمن وجركس مسلمين ومسيحيين يتعرض للتجزئة والتقسيم واﻷمة العربية التي ننتمي إليها كشعب سوري بكل مكوناته المذكورة مضافا إليها اﻹيزيديين في العراق وغيره واﻷمازيغ والبربر والنوبيين واليهود غير الصهاينة في المغرب ومصر وتونس وليبيا والسودان ومالي وغيرها من الدول العربية في شمال أفريقيا تتعرض للتفتيت والتجزئة كنسيج وطني والتحول إلى كيانات ودويلات على أسس أثنية عرقية ودينية وطائفية ومذهبية تدور في فلك كيان يهودي في فلسطين يسيطر عليها ويتحكم بها بدعم استعماري عنصري استيطاني … وقد انتقل مخطط الشرق اﻷوسط الكبير والجديد لتقسيم دول المنطقة من دور التخطيط في منتصف عقد السبعينات في القرن الماضي إلى دور تنفيذ جزء منه عبر احتلال دول إسلامية وعربية بدءا من أفغانستان في العقد اﻷول من القرن الحالي واحتلال العراق وليبيا في العقد الحالي ..ثم بدأ تنفيذ الجزء الثاني من المخطط باﻹستفتاء الذي تم إجراؤه في شمال العراق ، والتقسيمات اﻹدارية واﻹنتخابات التي يجريها حزب اﻹتحاد الديمقراطي ((pyd) في شمال سورية في الفترة القادمة بدعم أمريكي مخفي ودعم إسرائيلي معلن ومخطئ من يظن أن الهدف منه تقسيم وتجزئة وتفتيت العراق وسورية فحسب ،بل يستهدف أيضا تجزئة السعودية ومصر وليبيا والمغرب والسودان..”.

62
أولاً ما يلاحظ هو نبرة العسكريتارية في خطاب السيد “عبد العظيم” مع مقولة “دقة ساعة العمل الثوري” والتي تذكرنا بالبيانات العسكرية في خمسينيات وستينيات القرن الماضي حيث الإنقلابات العسكرية وبياناتها الثوروية النارية، لكن دعونا الآن من تلك القضية رغم دلالاتها الواضحة ونبرتها في الدعوة للحرب وكأن السيد عبد العظيم يريد أن يعقد مجلساً حربياً وبقناعتي لو ملك جيوشاً وميليشيات لمارس ضد الآخر أسوأ أنواع التنكيل والقمع مع هكذا ذهنية إقصائية، طبعاً أقولها عن قراءة ومعرفة وتجربة شخصية مع هذا التيار فقد كانوا من أكثر التيارات العروبية العنصرية في عملنا المشترك بإعلان دمشق وكانوا يرفضون أي شيء إسمها القضية أو المسألة الكردية، بل حتى إنهم كانوا يرفضون أن يقولوا؛ بأن هناك “مشكلة كردية في سوريا” ورغم ذلك أتحفنا الإخوة في الاتحاد الديمقراطي وقبلهم أطياف الحركة الكردية عموماً على أنه يمكن لهؤلاء؛ “أي جماعة عبد العظيم” أن يكونوا جزءً من المعارضة وأنه يمكننا أن نتشارك معهم في جبهة سياسية وللأسف.
لكن لنعود مجدداً للبيان وخطابها العنصري، بل والمتناقض ضمناً حيث يقول في فقرة منه بأننا جميعاً؛ أي كل المكونات السورية كرداً وعرباً وجركس وأرمن وآشوريين وو.. “ننتمي للأمة العربية كشعب سوري” ثم يأتي ليقول لنا في مقطع آخر بأن “الدول العربية.. تتعرض للتفتيت والتجزئة كنسيج وطني والتحول إلى كيانات ودويلات على أسس أثنية عرفية ودينية وطائفية ومذهبية تدور في فلك كيان يهودي”، يعني كيف نكون جميعاً؛ أقوام وشعوب وقبائل وعائلات وأفراد ننتمي للأمة العربية ومن ثم هناك من يريد أن يقسم البلدان العربية على أسس قومية إثنية، هي واحدة من إثنتين؛ إما إننا جميعاً لا ننتمي لأمة عربية واحدة وهو الصحيح بل نحن شعوب وأمم مختلفة وبالتالي فمن حق تلك الشعوب والأمم أن تكون لها دولها وكياناتها الخاصة كأي أمة وشعب في العالم.. وإما هذه الحركات والشعوب لا تذهب باتجاه تأسيس دول ذات صبغة قومية إثنية كونها وبحسب إدعاء “عبد العظيم” ليست إلا (مكونات تنتمي للأمة العربية الواحدة) وهو الافتراء على التاريخ والواقع الاجتماعي.
طبعاً السيد “عبد العظيم” لا يكتفي بطرح القضية من وجهة نظر عروبية عنصرية، بل يذهب إلى تقديم حلوله “الثوروية” بنكهة العروبة، بل لنقل قراءته الشوفينية والتي تذكرنا بـ(حلول) ضابط الأمن السوري “محمد طلب هلال” ومشروعه البغيض بخصوص الكرد والجزيرة حيث يقول البيان؛ “ويبقى السؤال الهام للرد على ما يجري من خطوات عملية على الرغم من التطمينات والوعود التي تقدمها القوى الدولية والوثائق الصادرة عن اﻷمم المتحدة بالنسبة لسورية كبيان جنيف1 المعزز بقرارات مجلس اﻷمن 2118 و2254 وغيره وبيانات فيينا وميونيخ ووثيقة المبادئ في حين أن ما يجري أمام سمع المجتمع الدولي وبصره هو تقسيم اﻷوطان وتجزئة الشعوب والمجتمعات ..! في تقديري ﻻ بد من خطوات عملية للرد بدﻻ على المستوى الشعبي وعلى مستوى الدول المستقرة بدﻻ من السب والشتم والتخوين..”.

63
وبحسب تقديره فيجب أن تكون الحلول وفق الخطوات التالية: “أول هذه الخطوات على الصعيد الشعبي في سورية هو أن تبادر قوى المعارضة والثورة لرفض نتائج هذه اﻹستفتاءات والتقسيمات اﻹدارية واﻹنتخابات التي يفرضها مكون واحد من الشعب على الشعب بقوة السلاح ودعوة الدول العربية واﻹقليمية والخارجية لرفضها لمعرفة مواقفها الحقيقية منها ومحاصرة ومقاطعة هذا المكون الخارج على الجغرافيا والتاريخ والمصير المشترك ..، وثاني هذه الخطوات العودة للتمسك بالعروبة كرابطة جامعة ﻷبناء اﻷمة وعدم اﻹكتفاء بالروابط العشائرية والمذهبية والطائفية والدينية ،،وثالثها التمسك باﻹسلام الحضاري كرابطة أوسع تجمع العرب المسلمين بالمسلمين من جميع القوميات .. رابعها دعوة الدول العربية المستقرة كجمهوريات وممالك و أمارات والجامعة العربية إلى العمل الجاد والسريع ﻹقامة اتحاد كونفيدرالي أو فيدرالي بين هذه الدول لحماية أمنها الوطني والقومي واعتبار القضية الفلسطينية قضية مركزية عربية اسلامية إنسانية ومساندة شعب فلسطين وصموده اﻷسطوري في مواجهة الكيان الصهيوني اﻹستيطاني العنصري” .
وبالأخير يقول؛ “ومن خلال هذه المبادرة التي تتبناها قوى الثورة والمعارضة وتدعو لتحقيقها يعود للأمة بكل مكوناتها الدور الريادي الذي كانت عليه في عقدي الخمسينات والستينات من القرن الماضي عندما كانت طرفا في منظومة دول الحياد اﻹيجابي وعدم اﻹنحياز من العالم الثالث ودورها الفاعل في النظام الدولي في ظل النظام اﻹتحادي الجديد في عصر التكتلات الكبرى اﻷمريكية اﻷوربية الروسية اﻵسياوية وأمريكا اللاتينية إننا في هذه المرحلة أمام تحدي (نكون أو ﻻنكون)…..”. وهكذا فإن السيد عبد العظيم يرى بأن الشعب الكردي هو (مكون خارج على الجغرافيا والتاريخ والمصير المشترك)، لكن وبنفس الوقت يدعو إلى (اعتبار القضية الفلسطينية قضية مركزية عربية اسلامية إنسانية ومساندة شعب فلسطين وصموده اﻷسطوري في مواجهة الكيان الصهيوني اﻹستيطاني العنصري) ويتناسى هذا “العبقري العظيم” بأن كلا الشعبين؛ الكردي والفلسطيني يعانيان من إشكالية واحدة تركها لنا الاحتلال والاستعمار الغربي حيث حرمان الشعبين من الكيان السياسي، بل أضيف معاناة أخرى بالنسبة لشعبنا الكردي وهي قضية التقسيم بين عدد من دول المنطقة كدول غاصبة محتلة للجغرافيا والتاريخ والثقافة والحقوق .. نعم إنه محق في مقولته الأخيرة؛ “نكون أو لا نكون”، لكن ليس بالنسبة لما يدعيه هو من حقوق الأمة العربية في الاستعلاء القومي على الآخرين، بل في حق تلك الشعوب التي ما زالت تحت الاحتلال العربي من كرد وأمازيغ وأقباط وغيرهم بأن يتحرروا من الاحتلال العربي وقد حانت اللحظة التاريخية لتقول هذه الأمم؛ نكون أو لا نكون.

 

 

 

 

64

 

 

 

تركيا والمرتزقة

لما يحاولون تحقيق تقدم خلال هذين اليومين في عفرين.

 

 

 

أحد الأصدقاء توجه لي بالسؤال التالي: “استاذ احمد .. اذا كان لديك اتصالات مع عفرين هل يمكن ان تطلعنا عن سبب تقدم خنازير اردوغان بأخر كم يوم مع العلم انه سابقا لم يحققوا اي تقدم ملحوظ وكذلك قلت اخبار معركة عفرين من صفحات عفرين؟” وإليه وإليكم أيها الإخوة والأخوات المتابعين إجابتي وبشيء من الإختصار الشديد .. لقد كنت قبل قليل في برنامج حواري على “راديو رووداو” مع عدد من الإخوة والزميل “حسين عمر” وقد وجه السؤال نفسه لي وبإختصار سأقول لكم ما قلته في البرنامج الحواري؛ إن تركيا تدرك بأن الاتفاق الذي جرى بين الإدارة الذاتية والحكومة السورية سوف تعرقل مخططاتها في الأيام القادمة بعفرين ولذلك هي لجأت للكثافة النارية والهجوم العنيف لتحقيق بعض المكاسب على الأرض لتقوي أوراقها التفاوضية وذلك قبل أن تصل الدول الراعية والفاعلة في الحرب الدائرة في سوريا إلى قرار وقف إطلاق النار حيث رأينا يوم أمس، بأن كل من المندوب الكويتي والروسي أكدا؛ بأن وقف إطلاق النار سوف تشمل منطقة عفرين أيضاً .. وهكذا فإن تركيا وقبل أن تضطر لوقف عدوانها الغاشم على المنطقة، تحاول السيطرة على بلدة استراتيجية ك”جندريسه” مثلاً لكي تؤكد للداخل التركي أولاً؛ بأن حربها على (الإرهاب) كما تدعي قد تكلل ب”النجاح” وكذلك وفي الشق الخارجي وكما أسلفنا قبل قليل؛ لتقوي أوراق التفاوض ونيل جزء من الكعكة السورية.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

65

 

 

 

رد مختصر

على بعض المتأسلمين المتأردغين.

 

إن حماقة البعض من كردنا من جماعة المتأردغين وعموم التيار الإخواني الإسلامي وهم يحاولون قدر الإمكان حرف الحقائق من خلال حرف الواقع والقراءات عن مساراتها لا حدود لها حيث عندما قلنا؛ بأن نظرة الإسلام للكرد على إنهم من “أبناء الجن” فذاك لا يعني بأننا نصدق الحكاية التافهة عن جن سليمان وغيرها من الأساطير اللاهوتية، كون الأديان عموماً وكما يأتي في القرآن نفسه نفياً وذلك عندما يقول ليست إلا “أساطير الأولين” فهي تقر بالحقيقة ولو تحاول نفيها.. أما أولئك الذين حاولوا أن يقولوا بأن تلك المصادر هي مصادر شيعية فنقول لهم؛ بأننا لم نخصص مذهباً وطائفة بل قلنا أن وجهة نظر الإسلام للكرد هي هكذا ولم نقل المذهب السني لكي ترد وتقول بأن تلك هي مصادر ومراجع شيعية يا (فهيم) وبالمناسبة هؤلاء يكذبون بنص عينهم، كون كل من المسعودي وابن الأثير هما أهم مرجعين لدى المسلمين السنة وكذلك فمن قال لهم بأن باقي المصادر الإسلامية السنية وغير السنية أعطت مراتب أفضل لغير المسلمين، بل حتى للمسلمين من غير العرب وبأن الكرد وكل المكونات الغير عربية لم يكونوا إلا “عبيد وموالي” في الخلافة العربية الإسلامية وبالأخير يأتي ومن يقول؛ بأن أولئك العلماء لم يكونوا عرباً، بل من قوميات أخرى مما يدفعنا للضحك والسخرية من سذاجته وبلاهته.. يا رجل إذا أنت الذي تدعي العلم كرجل دين وبعد 1400 سنة من وجود الدولة العربية الإسلامية وما زلت مستعرباً من خلال إسلامك فكيف كان الأمر بابن تلك المرحلة وما يعرف بـ”علماء الدين وفقهائها”.. فعلاً الغباء لا حدود لها لدى البعض من المتأسلمين المتأردغين.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

66

 

رسالة لصعاليك

ما يسمى ب”مجلس إنقاذ عفرين”!!

بدايةً ليعذرني بعض الإخوة والأصدقاء الذين تورطوا بحسن نية أو سذاجة سياسية والبعض بغباء سياسي مع ما يسمى بمجالس إنقاذ عفرين حيث أدرك بأن الكثيرين منهم جاء بنية صادقة لخدمة عفرين، لكن تناسى بأن المحتل جاء للتدمير وليس للتعمير وأن خلافه ليس مع تيار سياسي، بل هو يعادي أي مكسب كردي ولو في المريخ وباعترافهم هم حيث ليس هناك أكثر من قيادة الإقليم والديمقراطي الكردستاني من وافق سياسات تركيا ودعمتها خلال المرحلة الماضية، لكن ومع مشروع الاستقلال والذي طرحه السيد بارزاني، فإن تركيا كانت من أكثر الدول التي وقفت بوجه المشروع ووصل الأمر برئيسها أردوغان أن يصف الرئيس بارزاني ب”الخائن”. وهكذا نتأكد بأن الجماعة أي الحكومة التركية سيعادون أي مشروع كردي حتى ولو كان إخواني!!

 

إن ما دعاني لكتابة هذه المقدمة والمقال عموماً هو كتابتي مؤخراً لعدد من البوستات حاولت فيها إلقاء الضوء على بعض جوانب الكارثة في عفرين وما تقوم بها تركيا من مخططات لضرب الكرد بالكرد لتصل إلى تشكيل بعض المجالس المحلية باسم “إنقاذ عفرين” وبديلاً عن الحركة الوطنية الكردية ويبدو إن كتاباتي تلك مست الكثيرين بحيث فتحت الكثير من “الباجوقات” لتلك الحثالات سباً وشتماً واتهامات زائفة، بل وتخويناً لي وبأنني منذ سنوات وأنا (عميل للمخابرات السورية) وغيرها من الاتهامات المجانية والتي أترفع عن الرد على ما هو شخصي، بل سأكتفي بالجانب العام مما يمس قضية الخلاف حيث لست مضطراً أساساً للدفاع عن نفسي وتبرئتها من هكذا اتهامات رخيصة.. ولكي لا نبقى في العموميات فإليكم إحدى بوستاتي والتي تلقت عدد من الردود والتفاعل حيث كتبت وقلت:

 

جماعة مجلس “إنقاذ عفرين” وخاصةً تلك التي عقدت بعنتاب وليس خارج تركيا مع أن هذه الأخيرة هي الأخرى شقيقة الأولى من جهة التوافق مع تركيا بربكم هل سألتم حالكم؛ ممن ستنقذون عفرين.. فإن كنتم تقصدون إنكم ستنقذونها من جماعة ال “ب ك ك”، فإن أولئك لم يعودوا يحكمون عفرين وكان الأحرى أن تؤسسوا هيك مجلس لما كان الجماعة تحكم عفرين وقتها أوك كنا قلنا تريدون إنقاذ عفرين من استبداد هذه المنظومة السياسية الشمولية، أما إذا كنتم تقصدون إنقاذها من تركيا وجماعتها من ميليشيات الإخوان، فيكون ذاك نفاق منكم حيث كيف تنقذونها منهم وأنتم عقدتم مجلسكم تحت رعايتها وهيمنة مخابراتها.. بصريح العبارة؛ استخدمتكم تركيا لضرب المجلس الوطني الكردي، كما استخدمت هذه الأخيرة لضرب الإدارة الذاتية وقد وقعتم أنتم الاثنين في نفس الفخ مع فارق أن المجلس يملك بعض الإمكانيات على الأرض، بينما أنتم لم تكونوا إلا “بالون اختبار” يستخدم لمرة واحدة ويرمى به، طبعاً البعض منكم وقع في المصيدة بحسن نية أو بنوع من الغباء السياسي، لكن هناك من يعمل بإرتزاق والبعض بحقد حزبي وغباء سياسي.

 

وكانت إحدى الردود من أحد صعاليك مما تسمى بالمجلس الإنقاذي العنتابي والقاعدين بحضن الميت التركي حيث كتب يقول؛ “يا رجل تقول لو انكم طرحتم انقاذ عفرين اثناء وجود ب ي د .. وانت ذات نفسك خونتنا لمجرد ان طرحنا خارطة طريق قبل كارثة عفرين واتهمتنا بالعمالة للميت وقلت ان هذه الخارطة مرسومة في اقبية الميت التركي .. هل تذكر مقالتك الخرندعية تجاهنا واتهاماتك الباطلة ؟؟ بعيدا عن جماعة الانقاذ واجنداتهم .. انت كنت واحد ممن يرفض الحلول وتقول ان هناك حكومة تعرف ماذا تفعل واليوم تناقض نفسك .. بوستك هذا يدل انك تتذاكى وتتشاطر وتستهتر بعقول الناس وتسوق يمينا وشمالا.. اما ان تعتذر بشكل صريح وعلني ممن اتهمتهم ظلما وبهتانا او تتوقف عن هذا الهراء والعبث.. معيب .. حقيقة معيب”.

 

67

وقد كتبت له بدوري الرد التالي: هو فعلاً المعيب أن يأتي أحد من أرتضى العمل تحت نظر الميت التركي ويقول للآخرين هذا أو ذاك عيب ورغم إنك من أتفه الناس الذين عرفتهم بحياتي وأوقحهم، إلا إنني قلت في مقالتي ما قلت بخصوص بعض الصعاليك الذين دفعهم المخابرات التركية للواجهة وهم مصدقين على أنفسهم أن ممكن يصبحوا قادة وحكام عفرين مع العلم التاريخ يخبرنا بأن العميل يكافئ من قبل مشغله بالأخير بأحد شيئين؛ إما كيس دنانير مع رفسة على المؤخرة أو رصاصة من الخلف ولا حتى في الجبين؛ كونه أرخص من أن يكرم برصاصة في الجبين، لكن في الحالة العثمانية وتماشياً مع التراث سوف تكافئ عملائها بشي خازوق عثماني.. والآن هل عرفتم عيبكم أيها المعيب؟!

 

وأضفت كذلك.. بالمناسبة؛ عندما كتبت وقلت في البوست؛ “إن كنتم تقصدون إنكم ستنقذونها من جماعة ال “ب ك ك”، فإن أولئك لم يعودوا يحكمون عفرين وكان الأحرى أن تؤسسوا هيك مجلس لما كان الجماعة تحكم عفرين وقتها أوك كنا قلنا تريدون إنقاذ عفرين من استبداد هذه المنظومة السياسية الشمولية” فذاك لا يعني إنكم حينذاك فعلاً كنتم ستكونوا (منقذين)، بل هي جاءت في سياق إمكانية أن تدعوا ذلك لتوهموا بعض السذج بالمقولة كوننا ندرك إنكم أصغر من هكذا دور تلعبوها في السياسات الإقليمية والمحلية وإنكم لستم إلا أدوات رخيصة بيد الميت التركي وأخيراً أقول لك ولأمثالك: عندما تريد أن تكذب حاول أن تكذب بذكاء وليس بغبائك المعهود.. فأنا لست من أولئك الذين رفضوا الحلول السياسية، بل كنت وما زلت من المطالبين بتلك الحلول ومع كل الأطياف الكردية، لكن ليس مع الصعاليك التافهين.. فهل وصلتك الرسالة؟!

 

http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=609089

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

68

 

 

رسالة وتوصية

من صديق في عنتاب

 

قبل أيام اتصل معي صديق عزيز من عنتاب -هو من عفرين- وطلب مني أن أنقل الرسالة التالية على لسانه ولسان أغلبية أبناء شعبنا الكردي المقيمين في مختلف المدن التركية -بالأحرى الخاضعة للدولة التركية- حيث قال:

 

صديقي أرجو أن تبلغ عن لساننا لكل إخوتنا بالداخل والخارج؛ بأننا مع شعبنا وإدارتنا الذاتية ومقاتلينا ومقاتلاتنا البواسل، لكن وبحكم المراقبة الأمنية الدقيقة لتحركاتنا وصفحاتنا وما ننشر عليه، فإننا مجبرين على الصمت، لكن يعلم الله كم ندعو لقواتنا وشعبنا بالنصر على القوى الغازية المعادية من الجيش التركي ومرتزقته من الجماعات الإسلاموية وبحكم معرفتي وصداقتي لك ولمصداقيتك ومصداقية كتاباتك وتأثيرها على الشارع الكردي، أردنا أن نوصل رسالتنا هذه لكل أبناء شعبنا عبر صفحتك مع كل التقدير والمحبة.

 

طبعاً بدوري ونيابة عن كل الأصدقاء وأبناء شعبنا وأبطالها وبطلاتنا ننقل لكل أولئك الإخوة والأخوات القابعين تحت مراقبة الميت التركي كل محبتنا وتقديرنا لهم ولمشاعرهم الوطنية وليكن بعلمهم جميعاً؛ بأننا لن نشك يوماً بإخلاص أبناء شعبنا لقضيتهم الوطنية، لكن أحياناً تكون الظروف أقوى من إرادة الإنسان فيلجأ للصمت ولو على مضض وإلى أن تحين اللحظة وبقناعتي الشخصية أن لحظة سقوط الطغيان التركي بات قريباً.

 

http://xeber24.org/archives/74419

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

69

صالح مسلم:

تركيا تخطط لنقل ارهابيي إدلب إلى عفرين

 

بحسب موقع الاتحاد الوطني (PUKmedia) فقد “قال عضو لجنة العلاقات الخارجية في حركة المجتمع الديمقراطي، صالح مسلم، أن تركيا تسعى لنقل المجموعات الإرهابية من إدلب إلى عفرين ومحيطها”. وأضاف الموقع (وقال مسلم، في تصريح نقلته وسائل الاعلام: “نتمنى ألا يصبح الكورد مجدداً ضحيةً للمقايضات الحاصلة بين روسيا وتركيا”. واوضح، أن “خطة تركيا تقتضي إخراج المسلحين من إدلب، وإرسالهم إلى عفرين ومحيطها، وذلك بموجب اتفاق تسعى تركيا من خلاله لنقل الجماعات الإرهابية من إدلب إلى عفرين”. واضاف مسلم، أنه “في حال نُقل المسلحون من إدلب إلى عفرين، فسوف تحدث مواجهات بين أولئك المسلحين ومقاتلي وحدات حماية الشعب، لأن عفرين مهمة للغاية، ويجب أن تعود إلى أهلها”).

 

رغم تقديري لهذا الرجل ولمواقفه، لكن لي سؤال أوجهه له كعفريني؛ وهل تحتاجون لإرسال ونقل قوات جديدة من تلك المجاميع الإرهابية التكفيرية لكي تتحرك فينا النخوة و”تحدث مواجهات بين أولئك المسلحين ومقاتلي وحدات حماية الشعب”، يعني بربكم ألا تكفي عفرين وتكفينا كل أولئك المرتزقة لتتحركوا ولتحدث المواجهات .. إنني فعلاً أستغرب من تصريحات القادة والسياسيين الكرد، لا أدري هل هي السذاجة والبلاهة أم هو استغباء للشارع الكردي .. يا أخي إما إعلنوا صراحةً عدم قدرتكم على مواجهة المشروع والمخطط التركي الروسي وبقبول أمريكي أوربي -ولو مرحلياً- بجعل الشمال السوري ما بين جرابلس وإدلب من حصة تركيا أو على الأقل لا تزايدوا على الشعب المسكين بأنكم ستواجهونهم إذا أرسلوا المزيد من القوات وكأن عفرين غير محتلة أساساً من أولئك الحثالات المرتزقة.

 

الآن سيقفز كم واحد ليقول؛ وهل أنت وأبوك تدافعون عن عفرين؛ أخي أنا أناقش التصريح فناقشني بما أناقشه ودعك من بطولاتك الجوفاء، كما أن البعض الآخر راح يستغل النقطة ليكشف عن حقده على المنظومة السياسية وشخصية الأخ أبو ولات وبالتالي فإن الفريقان ما راح يناقشوا الموضوع ويخلوا القضية تضيع بين الأرجل في صراع ميداني بين ثيران -وليس ثوار- السياسة الكردية.

 

 

 

 

 

 

 

 

70

 

 

صوت العقل

..مغيبٌ في عالمنا الشرقي!!

إنني ومن خلال متابعتي للنت وبشكل يومي لصفحات التواصل الاجتماعي لاحظت بأن القارئ الشرقي(العربي؛ أي الذي يقرأ بهذه اللغة) وضمناً الكورد أيضاً يميلون أكثر إلى تلك البوستات والكتابات التي تدغدغ عواطفهم ومشاعرهم، من تلك التي تخاطب العقل ليهم وبالتالي تحفز الفكر الإنساني على بذل المزيد من الطاقة والجهد الإبداعي، بل وإن تلك البوستات والمقالات التي تحقن المزيد من الشحنات العاطفية في الروح والتجييش في الشارع وتمدح في حزبه وقبيلته وطائفيه أو قوميته، بينما تجعل من الكوردي الآخر “خائناً وعميلاً ومرتزقاً خائناً” هي أكثر تلك البوستات التي تنال اللايكات والتعليقاتوللأسف بكلام “سوقي” أقرب إلى لغة شوارعية منها إلى لغة الحوار والخطاب .. وبرأي إن دل هذا على شيء فهو يدل على أن الإنسان الشرقي عموماً ما زال مرهوناً للتغيِّب والاتكال والنقل فهو يغيّبوبشكل مرعب دور العقل والفكر وذلك لحساب العاطفة؛ مما يجعل منه كائناً بشرياً أقرب إلى الحالة القطيعية منه إلى الحالة الفكرية الإبداعية التي تميز السلوك البشري الإنساني عن السلوك الحيواني القطيعي.

وهكذا فإن علة بقاء الاستبداد والديكتاتوريات في شرقنا وليومنا هذا تكمن بدايةً في الفكر والعقل الشرقي عموماً والخاضع لجملة مرتكزات ثابتة تجعل منه عقلاً اتكالياً، بل ومغيباً في أغلب الأحوال وذلك لصالح مجموعة من القيم والثوابت القيمية والأخلاقية الاجتماعية القائمة على النقل وليس العقل مما يمهد الاستحواذ عليه من خلال خطاب شعائري تهييجي انفعالي دينياً أو قومياً وبالتالي فإن إطلاق عدد من الشعارات “الرنانة الطنانة” والتي تضرب على الجانب الانفعالي العاطفي لديه تجعل منه منقاداً لهذه الجهة أو تلك في حالة أقرب ما ينقاد به القطيع إلى إحدى الأجراف الهالكة، مما مهد الطريق أما الاستبداد والديكتاتوريات في عالمنا الشرقي لأن تحكمنا إلى هذه اللحظة التاريخية والعالم تبحث في الأكوان الأخرى عن مخلوقات وكائنات ربما لهم حضارتهم التي تميزهم عنا.. وإننا نأمل أن لا نكرر تجربة الاستبداد كوردياًمع إن واقعنا الحضاري والثقافي متماثل إلى حد التطابق وإن النظم الاجتماعية هي نتاج ذاك الواقع الفكري الحضاري.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

71

 

 

قديماً إسرائيل واليوم كوردستان.؟!!

..شماعة النظم العربية الفاسدة لتعليق الأخطاء.

إن المتتبع لتبريرات النظم العربية عموماً وعلى الأخص ما كانت تعرف منها بـ“جبهة الممانعة” والتي كانت الأكثر استبداداً وطغياناً بحق شعوبها وممارستها لسياسات خاطئة أودت بهذه البلدان إلى التبعية والتخلف كنظم أمنية فاسدة وسخيفة بكل معنى الكلمة، بل وربما لا ينطبق عليها مصطلح النظم السياسية، فهي أقرب إلى العصابات المافيوية منها إلى النظم السياسية؛ حيث القمع والإرهاب المنظم للدولة والفساد والتخلف وتغييب للمجتمع، ناهيك عن الحريات العامة ومبادئ حقوق الانسان والديمقراطية فهي مغيبة تماماً عن مجتمعاتها.. إن هذه النظم كانت سابقاً تضع كل هذه المشاكل والقضايا الشائكة في “رقبة”إسرائيل وهي اليوم تحملها للكورد وإقليم كوردستان (العراق) وذلك في محاولة للهروب من استحقاقاتها ومسؤولياتها التاريخية عما آلت إليها أوضاع الشعوب العربية؛ حيث التخلف الحضاري بكل معنى الكلمة، بل والعودة إلى “السلف الصالح” بدل الدخول إلى العالم المدني الحضاري.

وإنني أود أن أقول بهذه المناسبة وخاصةً للنخب الثقافية والسياسة العربية: كفاكم تحميل الآخرين وزر سياساتكم العبثية والخاطئة، فإن كان هناك من يتحمل المسؤولية فهي نظمكم السياسية ومن خلفها ثقافتكم القروسطية التي تهلل “للدواعش” في مدنكم وكأنهم “الفاتحون الجدد” والقادمون من زمن الرسالة وعمق التاريخ والنبوة وأخيراً أنتم أيها المهللون والمطبلون للقوميسلاميين.. فكفى تحميل كوردستان وإسرائيل جرائمكم والله لولاكم لكانت إسرائيل وكوردستان بألف خير وسلام، فكفى تحميل الآخرين أعمالكم وجعلهم شماعةً للأخطاء والطغيان وأنتم وحدكم تتحملون ما آلت إليها الأوضاع في بلدانكم.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

72

 

 

 

 

قراءة في قضية التمديد الرئاسي.

 

 

 

 

الحوار المتمدن-العدد: 4848 – 2015 / 6 / 25 – 16:48

المحور: المجتمع المدني

كتب الصديق RojHewar معلقاً على بوستي المعنون (بارزاني .. وقضية التمديد الرئاسي) ما يلي: “أستاذ بير أنت تطرح موضوعا حساسا وفي توقيت حساس وهذا يتطلب عدم اﻹ-;-نفعال أثناء الرد على التعليقات كي لا يفقد الطرح هدفه العميق المتمثل في الحرص على التأسيس لكيان كردي يقوم على المؤسساتية ويبتعد عن الشخصنة وهذا أمر في غاية الحساسية بالنسبة إلى مستقبل الكرد ومدى قدرتهم على اللحاق بركب الحضارة المعاصرة. مهم أن يقول اﻹ-;-نسان ويطرح ما يؤمن به ولكن اﻷ-;-هم منه فتح الطريق واقعيا أمام تحقيق ما يؤمن به. ففي حالة الموضوع المطروح تنتصب مجموعة من المعوقات أمام إيصال الفكرة إلى القارئ المتلقي في مقدمتها كون الكردي ينتمي إلى عالم الشرق الخرافي حيث تدغم فيها المعرفة مع العواطف فتشكل حجابا للعقل يحول دون إدراك العالم. أنا أرى أن الذين يظنون أنهم يدافعون عن الرئيس مسعود البرزاني بمحاولة البحث عن الحجج والمبررات لمسألة التمديد يسيئون إليه من حيث ﻻ-;- يدرون ﻷ-;-نهم يريدون له أن يسن سنة غير حميدة وباعتباري أثق بشخص الرئيس مسعود واخلاصه أكثر من ثقة هؤﻻ-;-ء المبررين فأنا أتوقع أن يرفض الرئيس مسعود التمديد لكي ﻻ-;- يسن للأجيال القادمة سنة ﻻ-;- تليق به”.
بالتأكيد قراءة الصديق روج هاوار قد لامس جوهر الفكرة وبأن القضية ليست سياسية متعلقة بصراع الأحزاب على قيادة إقليم كوردستان (العراق) ومن يكون الرئيس، بل تتعلق بمفاهيم فكرية ثقافية؛ بأن نؤسس لثقافة الاستبداد من خلال قضية التمديد الرئاسي مع العلم يمكن أخذ الظروف المرحلية بعين الإعتبار في ضرورات التمديد وهذه من

73

واجب ومسؤولية المؤسسات الوطنية الكوردستانية. وقد أضاف الأخ Hshyar Isa Sindy بدوره قائلاً؛ “البارزاني يطالب الانتخابات من قبل الشعب وليس البرلمان الشعب هو من يحدد من سيكون رئيس لَهُ؛ يعني هناك كثير من الاحزاب االكوردية والشخصيات المستقلة لم تأتي بأصوات كافي لحصول على مقعد في ألبرلمان لكن الناس صوت لهم حتى ان لم يكن كافية لدخولهم البرلمان، لكن السؤال هو الا يحق لهذا الشخص او تلك الاحزاب التي لم تحصل على اي مقعد في البرلمان ان تصوت لمرشحهِ للرئاسة؟؟؟؟ يحصل الناخب على عشرين الف صوت كي يحصل على مقعد في برلمان تمام، طيب ماذا عن الشعب الذي صوت لي ممثلهِ الذي حصل على عشرة آلف صوت فقط ولم يدخل البرلمان الا يحق لهولاء عشرة آلاف من المصوتين ان يصوتُ على الأقل لمرشحهم للرئاسة مثلا؟؟؟؟ ارجو الجواب”.
إن سؤال الصديق هشيار منطقي وجاء في الصميم وعقدة المشكلة أو جذر المشكلة حيث تطالب أحزاب المعارضة بتحويل النظام الرئاسي إلى برلماني دستوري بدل الرئاسي وإنني هنا لا أريد أن أدافع عن طلب المعارضة في تحويل النظام من رئاسي لبرلماني، لكن فقط أريد أن أوضح إشكالية الخلاف السياسي بين القوى والأطراف الكوردستانية حيث أن أحزاب المعارضة تدرك بأن في حال إنتخاب الرئيس مباشرةً من الشعب سيكون مرشح الديمقراطي الكوردستاني هو الفائز من كان المرشح؛ الرئيس بارزاني أم آخر غيره وبالتالي فهي تريد أن تغير النظام السياسي من رئاسي لبرلماني لكي لا تكون كل السلطات بيد الحزب الديمقراطي الكوردستاني من خلال سلطة رئيس الإقليم، بل تصبح السلطات السيادية بيد البرلمان وبالتالي تتشارك كل القوى السياسية الكوردستانية في مشاركة وقيادة الإقليم .. لكنني في بوستي السابق، لا أطرح الموضوع من هذا الجانب السياسي حيث هناك الأحزاب الكوردستانية في الإقليم وكذلك هناك المؤسسات الدستورية والتشريعية؛ من برلمان ولجنة صياغة القانون وغيرهما هي المخولة بإتخاذ القرار السياسي في شكل النظام السياسي في الإقليم الكوردستاني.
إنما ما أود أن أطرحه في قراءتي للموضوع هي أن للقضية أبعادها الفكرية الثقافية وإن كانت في جانبها البارز تأخذ بعدها السياسي الرئاسي وبالتالي فإن طرحي للموضوع هو الإقتراب من القضية من بعدها الثقافي وليس السياسي حيث إنني أردت أن أقول: لا لفكرة وقضية التمديد كي لا نؤسس للإستبداد وبكل تأكيد يمكن أخذ ظروف كل مرحلة معينة بعين الإعتبار حيث القوانين ليست نصوصاً مقدسة، بل هي وثائق وعقود إجتماعية للتوافق السياسي والمجتمعي وبالتالي فعلى القوى السياسية الكوردستانية أن تتوافق على صيغة سياسية ما ولكن من دون تكريس قضية التمديد فكرياً ثقافياً في المجتمع الكوردستاني. وقد وضح أحد الأصدقاء وهو الصديق الأستاذ Jamil Arslan الفكرة بتعليقه التالي؛ “البعض منا يحبه ملكا رمزا تجتمع له الأمة في أزماته. أيها الكبير أشرف على هؤلاء الرؤساء برمزيتك وابتعد عن صراعاتهم الصغيرة. لنضع صورتك بجانب جورج واشنطن ونلسون مانديلا (أنت الوحيد الذي يستطيع حل هذه المعضلة الأن وأنت حي) بذلك تكون حققت المعادلة الأصعب لهذه الأمة الميؤوسة من حالتها منذ الاف السنين فكن كبيرا كما عودناك أيها الكبير وبعيدا عن مصطلحات الديمقراطية والعشائرية و… فكردستاننا بحاجة لقرارك” .. وذاك ما كان القصد والغاية؛ بأن نؤسس لثقافة مدنية ديمقراطية في مجتمعنا وواقعنا الثقافي الفكري، أما مسألة الواقع السياسي للإقليم فالبتأكيد إن القوى المجتمعية والسياسية والدستورية في الإقليم الكوردستاني هي المخولة بإيجاد المخارج والحلول لقضية التمديد الرئاسي!!.

74

 

 

 

 

قضية المهاجرين

وحكاية ذيل الثعلب المقطوع!

 

 

 

الحوار المتمدن-العدد: 5570 – 2017 / 7 / 3 – 00:26

المحور: الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة

منذ أيام وعلى قناة العربية عرض لقاء مع أحد المهربين وتجار البشر من القارة الملعونة للأخرى الموعودة وَمِمَّا جاء على لسان المهرب كان التالي؛ بأن تكلفة هجرة الشخص الواحد وإيصاله من تركيا لإيطاليا هي (4500) دولار أمريكي، طبعاً ما عدا الأكل والمصاريف الجانبية وبأقل تقدير هي الأخرى خمسمائة دولار، يعني الشخص الواحد راح يكلف أكثر من خمسة آلاف دولار للوصول إلى إحدى الدول الأوربية والحصول على “ذيل الثعلب” المزخرف، عفواً الإقامة واللجوء الإنساني وربما مستقبلاً؛ أنواع أخرى من اللجوء في هذه البلدان!!
البعض منكم قد يتساءل وما هو “ذيل الثعلب” الذي أدحشته في حكاية اللجوء والهجرة بإتجاه القارة الأوربية ولذلك فإننا مجبرين على سرد الحكاية لهم .. هناك في التراث والأدب الشفاهي لمنطقة عفرين حكاية عن ثعلب أراد أن يسرق بعض العسل والدهن من عجوز وهو نجح بذلك عدد من المرات، إلى أن تمكنت العجوز الداهية من الإيقاع بالثعلب المسكين وبعد عراك ومعركة حامية الوطيس، فقد الثعلب ذيله ليتمكن من الخلاص والهروب من بين يدي صيادها، لكن ليقع بين يدي وسخريات رفاقه من الثعالب الآخرين وهم يسخرون منه وينادوه بصاحب الذيل المقطوع.

75
وهكذا فإن سخرية الرفاق أجبرت الثعلب المسكين لأن يطلب النجدة من الخصم والعدو اللدود؛ “العجوز الداهية” حيث جاء إليها يشكو حاله وحال الذيل المقطوع وسخرية الرفاق منه، فلان قلب العجوز وأدركت بأنها كانت السبب في ما لاقه المسكين من مذلة، فأرادت أن تنتقم له من أولئك الثعالب الماكرين الساخرين، فقامت بتلوين الذيل المقطوع وتزيينه بالورود والزخارف، مما جعله أجمل من الذيل الحقيقي وقامت بربطه بالجزء المقطوع ليتحول ثعلبنا لطاووس بهذا الذيل الجديد وهو يتبختر بين خلانه وهم ينظرون إليه وإلى ذيله الجديد حسداً وغيرة والجميع يتساءل؛ “من أين لك هذا الذيل الجميل”.
وعندما تأكد صاحبنا الثعلب؛ صاحب الذيل المقطوع سابقاً والمزركش حالياً بأن الجميع مسحور بما لديه من ذيل وهو مستعد لعمل المستحيل لنيل واحداً مثله، فإنه وقف في وسطهم وقال: إنني سوف أخبركم، لكن على كل واحد منكم أن يحصل عليه بنفسه .. وافق الجميع على كلامه ومشورته وأنقادوا خلفه إلى حيث بئر القرية العميق، فقال لهم؛ هنا في الأسفل يجد كل منكم ذيلاً يناسبه، فما كان من القسم الأعظم من الثعالب، إلا وهم يتقافزون إلى داخل البئر وعندما سمع الذين ما زالوا على فوهة البئر “بقبقة” أصدقائهم تحت فسأله أحدهم؛ أليس بهم يغرقون، فرد صاحب الذيل المقطوع؛ لا إنهم يتعاركون على الذيل الأنسب لمؤخراتهم، فما كان على الباقين إلا أن يقفزوا ليغرقوا في البئر وهم متوهمين بأنهم سيكونون من أصحاب الذيول المزركشين!
وأخيراً نقول؛ إذا كان كلفة الشخص الواحد للوصول إلى أوربا يكلف أكثر من خمسة آلاف دولار وإذا أراد أن يأتي عائلياً سيلزمه أكثر من عشرة آلاف دولار أمريكي حيث يمكن به أن يعمل أي ورشة صغيرة ؛ “دكان سمانة” في تركيا ولن نقول في المناطق الكردية؛ كونها خاضعة لديكتاتورية الإدارة الذاتية بحسب رأيهم وتقكيرهم الديمقراطي جداً وهم لا يقدرون إلا أن يعيشوا في ظل الديمقراطيات الأوربية ولذلك نقول لهم؛ أهلاً بكم معنا في البئر بحثاً عن أذيال مزركشة، عفواً عن اقامات مختلفة!!

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

76

 

 

كلمة مختصرة

في الاستبداد وتجارب الشعوب

 

كثيراً ما انتقدنا -ولا نزال ننقد- النظم والحكومات العربية على إنها دول وحكومات عائلية أو بوليسية مستبدة وهذه حقيقة لا غبار عليها حيث وبعد استقلال الدول العربية عرفت المنطقة نموذجين من الحكومات؛ إما دولة أمنية بوليسية بيد العسكر وحزب قوموي عنصري مثل البعث الذي حكم سوريا والعراق بالحديد والنار أو مشيخة وإمارة بوليسية أمنية بيد عائلة متسلطة تورث الحكم -وبالمناسبة الجمهوريات البوليسية كذلك أورثت السلطة لأبناء الحكام- وهكذا وفِي النموذجين كان الاستبداد والحكومات التوتاليتارية، لكن نحن الكرد -وعلى شرط ولادة كيانات كردية مستقلة- هل سيقدمون نموذج آخر للسلطة.

 

بقناعتي الشخصية وباختصار شديد؛ لا حيث سنكون نموذج يكاد يطابق النماذج العربية في الدولة الاستبدادية، أي خياراتنا محدودة ومحددة بالنموذجين السابقين: إما النموذج البوليسي بفكر وحزب مستبد أو الآخر حيث السلطنة والإمارة العائلية الملكية وأعتقد من يجيد قراءة المشهد السياسي الكردي فإنه سيجد تجسد هذه الحقيقة المرة في تجربة كل من الإقليم وروجآفاي كردستان حيث في الأولى ما يشبه الملكية الحزبية والعائلية، بينما الأخرى تريد أن تكون نموذجاً من الدولة البوليسية الحزبية وللأسف.. وإن كان هناك من يبحث عن السبب في الاقتداء والسير على نفس التجربة العربية، سنقول له؛ كوننا أبناء ونتاج ثقافة واحدة تضرب جذورها عميقاً في الفكر الاستبدادي.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

77

 

مهاباد ..

لم تسلم سلمياً أيها المدّعون

 

إن بعض مدعي البارزانية باتوا يزايدون على من رخص حياته دفاعاً عن عفرين وشعبنا، بل إنهم حتى يكذبون في إدعائهم وذلك عندما يكتبون على صفحاتهم الصفراء وليس الزرقاء بأن “قاضي محمد سلم مهاباد للجيش الإيراني عندما عرف أن المقاومة لا تفيد” وهم بذلك يقولون نصف الحقيقة والآية؛ كمن يقول: “لا تقربوا الصلاة” ومن دون أن يكملها بالشطر الآخر الذي يقول: “وأنتم سكارى” حيث مقولة أن الراحل قاضي محمد سلم جمهورية كردستان والتي كانت عاصمتها مهاباد دون قتال عارٍ عن الصحة والمصداقية وفي ذلك يقول الكاتب “مازن لطيف علي” في مقالة له على موقع الحوار المتمدن – العدد: 2785 تاريخ 2009 / 9 / 30 ما يلي: “قرر القاضي محمد الاستسلام بعد قراءة الموقف الصعب للأكراد.. كان قاضي محمد خارج مهاباد مما اضطر العودة إلى مهاباد حيث دعا القوات الكردية المسلحة الخروج من المدينة وتوزيع الأسلحة على البرزانيين الذين أصروا وتمسكوا على مقاومة الجيش الإيراني”.

 

وهكذا فإننا نجد بان قرار قاضي محمد بالبداية كان تسليمها بدون قتال، لكن عندما لاقى الرفض من قبل البارزانيين وافقهم على المقاومة ووزع السلاح إلى أن تمكن جيش الأعداء من الانتصار عليهم وبالتالي محاكمتهم وإعدامهم، ما عدا أولئك الذين رافقوا البارزاني في مسيرته الاسطورية إلى الاتحاد السوفييتي .. وهكذا فهؤلاء المدعين إما هم منافقين يزورون الحقائق والتاريخ أو جاهلين حتى بتاريخ شعبهم، بل نهجهم الذي يدعوون إنهم ينتمون له والأمران أسوء من بعضهما.. وبالمناسبة إدعائهم بان الرئيس مسعود بارزاني قرر تسليم كركوك هو الآخر كاذب تماماً وإلا ما كان صرح الرئيس بارزاني بخصوص بعض من تواطأ مع قاسم سليماني في قضية كركوك ب”العمالة”، كما ولعلمهم لو كانت مهاباد سلمت سلمياص كان يجب أن لا يعدم قياداتها ووزراء حكومتها وعلى رئيسهم رئيس الجمهورية قاضي محمد .. وكفوا عن إدعاءاتكم الكاذبة أيها الجاهلون المنافقون.

 

ـــــــــــــــــ رابط مقال الكاتب مازن لطيف علي في التعليق الأول.

http://xeber24.org/archives/84755

 

 

 

 

 

 

 

 

78

 

 

نموذج عن الحوار الكوردي العربي

.. (متل الأطرش بالزفة)

2 أكتوبر، 2013

 

المؤتمر القومي الكردستاني :

المصارعون والمتناحرون لا يتفقون علم كردستاني واحد لرفعه في قاعة المؤتمر فكيف سيتفقون على الاستراتيجية الكردية في المرحلة المقبلة والمفصلية لمواجهة القوى الظلامية والأنظمة الغاصبة لحقوق الشعب الكردي وتثبيت حقوق الشعب الكردي ووجوده على أرضه التاريخية !!!!!

بلال الداش (أرضه التاريخية)

بلال الداش: الأكراد الموجودين في سوريا هم سوريون

بلال الداش: اخي حالياً دعونا نعمل بعيداً عن الانتماءات

 

بير روستم: وكذلك العرب الموجودين في سوريا هم سوريين ولكن عزيزي بلال ماذا ستفعلون بما يعرف إصطلاحاً بالوطن العربي وعلى مستوى المؤسسات السياسية الجامعة العربية و غيرها من المؤسسات.. فهل ستتخلون عنها لنكون سوريين فقط أم هذه غير قابلة للنقاش.

 

بلال الداش: اقليم كردي وغداً اقليم علوي واقليم سني واقليم درزي ووووو وعندها كبروا أربع تكبيرات على سوريا اي موضوع من هذا القبيل يحدده الشعب السوري ككل باستفتاء شعبي بعد خلاصنا من الأسد ونظامه

بلال الداش: كل من يعيش فوق أرض سوريا له حقوق يجب أن تكون مكفولة ومضمونة في دستور عادل

 

Hussein Choli:لاشك الكرد ( وليس الأكراد ) الموجودون في سوريا هم سوريون يا أخ بلال , ولكن هذا لايمنع أن يكون لهم الأنتماء القومي , كما للعرب السوريين أنتماءهم القومي , وأن كوننا أنضممنا مع بعضنا ضمن حدود رسمتها الدوائر الأستعمارية أبان الحرب العالمية الأولى , – والتي تنكرها أنت قبل غيرك وتلعن هذه الحدود المصطنعة – ولكن هذه الحدود لم تنف الأبعاد القومية للعرب والكرد السوريين ,

 

بلال الداش: أخي لم ننكر حقوق أحد على العكس تماماً ولكن بعد خلاصنا من هذا الطاغية يكون الخيار للشعب السوري ككل باستفتاء شعبي

 

79

Hussein Choli:يعني لعبة جديدة , ودوامة أكبر من دوامة البعث الفاشي

 

بلال الداش: لا يااخي لماذا هذا التفسير

 

Husin Zidin:تتامل من هيك معارضة و هيك مؤامرة دولية لانهاء او اسقاط النظام ؟؟؟؟؟؟؟

 

بير روستم: عزيزي بلال.. بدايةً لا تأخذوا القضية بعصبية بل بموضوعية ومنطق التحليل والدرس؛ حيث إنكم تمزجون بين عدد من القضايا التي لا يمكن أن نقرأهما من خلال منظور ورؤية واحدة حيث كل المكونات الأخرى من الإخوة الدروز والعلويين والسنة ينتمون لمكون عرقي وهو المكون العربي بينما الكورد لهم إنتماءهم العرقي المتمايز هذه من جهة ومن الجهة الأخرى على الديمقراطيين العرب أولاً الإعتراف بأن سوريا يتكون من إقليمين جغرافيين (كوردي وعربي) ومن ثم سوف يكون هناك حوار حقيقي حول الحقوق والواجبات وبدون ذلك وتأجيل القضايا لبعد رحيل النظام ليس إلا “لذر الرماد في العيون وضحكٌ على الذقون”.. ولكم مودتنا.

 

بلال الداش: ولماذا لاتفكر اخي الكريم بأن تشريع اقليم كردي سيفرض على الشعب اقليم علوي واقليم سني وعدة اقاليم ستفكك الوطن اكثر من الحدود الذي فرضها الاستعمار

 

Husin Zidin:كل الدلائل تشير يا اخ بلال في الوقت الراهن المعارضة صارت بخبر كان

 

Hussein Choli:لأن المكتوب مبين من عنوانه , لما وافقت اللجنة المكلفة من الأءتلاف الوطني لقوى الثورة السورية على الأعتراف بالهوية القومية الكردية , وأسم الجمهورية السورية ( والذي هو أسمها الأصلي بعد الأستقلال) , قامت قيامة العروبيين ولم تقعد , وكأن الأرض زلزلت من تحت أقدامهم , علماً أن هذه أبسط حقوق الكرد السوريين

 

بلال الداش: كلامك صحيح اخي حسين

بلال الداش: اخ بيرروستم لك مني المودة والتحية وهل تفعيل هذا الموضوع حالياً لا يخدم النظام الفاشي البعثي نعم لكل الحق ولكن الحوار بعد رحيل الطاغية

 

Miran Mirani:اذا كان حقوق الأقليات تعتمد على الاستفتاءات فهذا يعني بان العراق ولبنان والكويت والبحرين سيلحقون إلى الخليج العربي او الفارسي وستكون هذه الدول عبارة عن ولايات تابعة لولاية السفيه الإيراني لان نسبة الشيعة أكبر في هذه الدول، ليس كل شيء يمكن اللجوء الى الاستفتاء، الحقوق القومية الرئيسية يكون بالاتفاق وليس بالاستفتاء

 

80

بلال الداش: عن اي عروبيين اخي تتكلم وهل يوجد في سوريا انتماء اصلاً عمل النظام على تجهيل الشعب حتى اصبح الشعب بلا هوية اصلاً

بلال الداش: لكم مني أجمل التحيات والمود والله هو الموفق واسأل الله الخير لسوريا ولكم جميعاً واسال الله أن يكرمنا بنصر قريب عاجل غير آجل بفضله ورحمته

 

بير روستم: أخ بلال.. ألا تعتقدون أنكم تمارسون الإزدواجية في سياستكم مع الإعتذار الشديد فمن جهة ترسمون الجزئيات وحتى العلم؛ كرمز وطني جامع قمتم بتغييره وهو الذي يعرض للإستفتاء الشعبي ولم تقولوا بأن هذا سوف يخدم النظام بينما طرح المسألة الكوردية ومطالبة التيار الديمقراطي الليبرالي وليس القومي أو الديني بممارسة سياسة موضوعية مع قضية شعب وأرض يعتبر بنظركم “خدمة للنظام”.. حقاً الشرق بحاجة لأحقاب ليعرف ما هي الممارسة الديمقراطية.

 

Husin Zidin:اخ بلال نحن متفهمين لمن يسمو الشريحة المثقفة في الشارع العربي -و لا عتب عليهم بهكذا طروحات لانه نتاج فكر الحزب الواحد و الثقافة الواحدة منذ عقود لذلك ليس من السهل تخلص منه بالامر السهل

Husin Zidin:تصور نحن بالمراحل الابتدائية في المدرسة كانو يتهموننا بشتى الاتهامات -حتى الانسان العربي الذي كان يعاني اضطهادا و ظلما لا يقل عن ظلمنا من النظام -كان معه فكرة الحساسية الزائدة تجاه كلمة كردي

 

بلال الداش: اخي هذه سياسة اتبعها الاسد واعتمد بذلك على تجهيل الشعب السوري وهو ما أبقاه في الحكم لمدة اربعة عقود والسلاح الذي نفقده اليوم في ثورتنا هو العلم وهذا واقعنا على الارض

بلال الداش: لذلك اخي الشعب السوري يدفع ضريبة سياسة التجهيل التي اتبعها الاسد نحن نريد الخير لكل السوريين ليس لعربي او كردي فقط انا اتكلم عن التوقيت اكثر شيء يااخي

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

81

 

 

سوريا والصراعات الإقليمية

 

 

التدخلات الدولية

حوّلت الأزمة السورية لحرب عالمية!!

 

الحوار المتمدن-العدد: 5464 – 2017 / 3 / 18 – 01:07

المحور: الثورات والانتفاضات الجماهيرية

السلام عليكم

أحتاج رؤيتك لتطورات الوضع السوري خلال اليومين الماضيين .. بداية من وصول قوات المارينز الأمريكي لـ”منبج” ثم قمة أردوغان – بوتين بموسكو .. ودعوة لجنيف5 وآستانة2 … كيف تقرأ المشهد وتأثيراته؟
محسن عوض الله
……………………………………………………………………………………………

أعتقد ما زالت هناك الكثير من الظلال على عموم المشهد السوري رغم انكشاف عدد من الملفات والقضايا وربما الاتفاقات والتوافقات السياسية وذلك من خلال توزيع القوى المؤثرة على المشهد السياسي والجغرافي في سوريا حيث شهدنا توغل تركي محدود حوصر في منطقة الباب وذلك بحركة التفاف على القوات التركية من قبل الجيش السوري المدعوم روسياً ومن ثم لحق ذلك، حركة ذكية من قبل قوات سوريا الديمقراطية والمدعومة أمريكياً وأجزم بأن تلك الحركة كانت بمشورة أمريكية وموافقة روسية ونقصد؛ دخول السورية للشريط الفاصل بين قوات سوريا الديمقراطية والقوات التركية وتلك الفصائل العسكرية التي تقاتل تحت أمرتها، بل شهدنا كذلك دخول القوات الأمريكية نفسها لمدينة منبج، مما أعطى الكثير من الدلائل والإشارات، بأن هذه هي الحدود المسموحة لتركيا بالتمدد لها وليس كما كانت تدعو حكومتها ورئيسها؛ بأنهم سوف ((يطردون قوات حماية الشعب من غربي الفرات ومنبج إلى شرقي نهر الفرات وكوباني))، بل كانت تركيا تحاول أن توهم العالم وعلى الأخص الشعوب العربية والقوى الإسلامية الراديكالية المتحالفة معها، بأنها ذاهبة إلى أبعد من ذلك، ألا وهي مركز “داعش” في مدينة الرقة،

82

لكن وكما سبق وقلنا؛ فقد تم محاصرتها في تلك البقعة الجغرافية الحدودية الضيقة وبالتالي تقليص الدور التركي في الملف السوري مستقبلاً حيث من يسيطر على أكبر مساحة جغرافية في لعبة كسر الإرادات على الأرض، سيكون صاحب الصوت العالي مستقبلاً على طاولة المفاوضات.
وهكذا فقد سارعت تركيا إلى الاستجداء بالحليف/الخصم؛ “أي الروس” وذلك في محاولة يائسة يقناعتي للحفاظ على بعض من ماء وجهها، بأن يسمح لها ولو بالوصول إلى منبج وليس الرقة، لكن ومع الصمت التركي وعدم ورود أي تصريح أو إشارة لم تم التباحث به في القمة الروسية التركية بخصوص هذا الجانب، يستدل منه بأن؛ تركيا “عادت بخفي حنين”، كون وكما باتت تتوضح الخرائط على الأرض، بأن الأمريكان سيحتفظون بكل الشمال السوري “روج آفا” في حين يكون الساحل تحت النفوذ الروسي وسيحدد مصير الجنوب بالتوافق مع كل من الأردن والحكومة الإسرائيلية حيث شهدت موسكو زيارة لرئيس حكومة هذه الأخيرة أيضاً خلال هذين اليومين، بل هناك زيارة للسيد “حسن روحاني” الرئيس الإيراني خلال أيام للعاصمة الروسية .. وهكذا باتت موسكو تستقبل وفداً بعد الآخر والكل يبحث عن مصالحه وامتيازاته في تقاسم الكعكة السورية وذلك في غياب أي دور عربي يذكر وللأسف. وبالتالي ومن خلال كل ما سبق، يمكننا الاستدلال بأن هناك مشاريع باتت شبه معروفة للجميع وبأن الدولتان السياديتان في المشهد الدولي؛ الروس والأمريكان قد وقعا على اتفاقيات أو على الأقل، هناك تفاهمات على الخطوط العريضة بين الدولتين بحيث تكون كل خيوط اللعبة والمنطقة بيدهم وأن تبقى شعوب ودول المنطقة بيادق على رقعة الجغرافية الشرق أوسطية حيث يمكن دحرجة الفوضى إلى أي بقعة جغرافية تحتاج لنوع من الخلخلة والشروخات ليستمر تدفق النفط والغاز ومبادلته بالسلاح والمزيد من الحروب.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

ممكن نعدل التصريح ليسير في هذا الاتجاه
بعد 6 سنوات من الحرب السورية .. هل تري هناك رغبة دولية في حل الأزمة أم أن الأمر كله لا يتعدي مجرد إدارتها .. 5 اجتماعات جنيف و3 الأستانة ووووو .. ماذا قدم المجتمع الدولي لحل الأزمة.

…………………………………………………………………………………………..

بدايةً علينا أن ندرك بأن؛ الحروب لا تنهيها الرغبات والأمنيات، بل المصالح والإرادات وللأسف ما زالت المصالح الدولية والإقليمية لتلك الدول المؤثرة في الملف السوري لم تتوافق بعد على التفاهمات المشتركة حيث صراع عدد من الدول الإقليمية والدولية جعلت من الأزمة السورية تتحول إلى صراع دولي، بل الأصح لحرب عالمية ثالثة وإن كانت تلك الدول أكتفت بأعداد محدودة من إرسال جيوشها للمنطقة، كون التقانة الحديثة وآلة الحرب المتطورة لا تتطلب إرسال أعداد كبيرة من الجيوش لساحات المعارك، كما كان عليه الأمر في الحربين العالميتين السابقتين حيث العتاد الحربي الحديث والمتطور لا تتطلب تلك الجيوش الضخمة عدداً، ثم هناك المرتزقة والميليشيات المحلية التي باتت تعمل لصالح تلك الدول التي تتصارع لتكون لها نفوذها في المنطقة حيث من جهة إيران تجيّش

83

لمشروعها الشيعي وتركيا استحوذت على العالم العربي السني بحيث جعل البعض يسمي الرئيس التركي “أسد السنة”، أما الروس والأمريكان فهناك من القوى، بل جيوش الدول بخدمتها وخدمة مشاريعها الجيواستراتيجية المتعلقة بالنفط والغاز وصفقات الأسلحة.

ما وددت قوله؛ بأن الأزمة السورية لم تعد كما خرج الشعب السوري مطالباً ببعض الإصلاحات والحريات العامة حيث وبعد تدخل عدد من الدول الإقليمية والسيادية بالعالم، تحولت إلى حرب شبه عالمية يبحث الجميع عن مصالحه وإذا كانت الحربين العالميتين الأولى والثانية قد قسمت وفرزت العالم القديم لصالح دول الحلفاء وعلى الأخص فرنسا وإنكلترا كدولتين سياديتين استعماريتين لتلك المرحلة التاريخية فهناك اليوم دول سيادية استعمارية جديدة وبالتالي فإن العالم يحتاج لفوضى جديدة وفرز وانقسامات جديدة تتوافق مع مصالح تلك القوى والدول كأصحاب مراكز القرار العالمي ولذلك فإن شعوب منطقة الشرق الأوسط وسوريا تحديداً يدفعون فاتورة تلك المصالح الدولية الإقليمية وبقناعتي لم تصل تلك الدول بعد إلى التوافقات والتفاهمات النهائية بصدد قضايا التقسيم والنفوذ ولذلك سنشهد المزيد من الصراعات حيث يهدف كل طرف للاستيلاء على المزيد من الأرض بهدف تقوية ورقته في المفاوضات والتي قد تمتد إلى أكثر من جنيف وأستانة بأرقامها الحالية.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

84

 

 

 

 

الثورة السورية والمشاركة الكردية

..هل الكرد -أو قسم منهم- يقفون وراء فشلها؟!

 

الحوار المتمدن-العدد: 5519 – 2017 / 5 / 13 – 20:33

المحور: الثورات والانتفاضات الجماهيرية

يطرح الأستاذ والصديق العزيز؛ “صالح بوظان” على صفحته الفيسبوكية السؤال السابق في بوست له عنونه بـ(رأي للنقاش) حيث كتب: “..لو أن كل الأحزاب الكردية، وفي مقدمتها حزب الاتحاد الديمقراطي حاربوا النظام السوري عسكرياً بكل ما أوتوا من قوة، هل كانت الثورة ستنجح وهل كان النظام سيسقط؟ وكيف يمكن تصور الوضع الكردي الآن بعد ست سنوات من الحرب الأهلية؟”.
أولاً تقديري وامتناني لجهود الأستاذ والصديق “صالح بوظان” حيث أعرفه منذ ما يقارب ربع قرن وهو لم يبخل جهداً لخدمة قضايا شعبنا على المستويين الكردي والسوري، فله كل التقدير.. أما بخصوص السؤال ورغم أهمية الدور الكردي من قضية المشاركة، لكن ويكل تأكيد لو بقي المجتمع الدولي على إرادته في إسقاط هذه الأنظمة لسقط النظام السوري منذ الشهور الأولى وربما الأيام الأولى للثورة السورية، وذلك إن شارك الكرد أم لم يشاركوا، بل لتفاعلت قضايا وإرادات عدة بحيث أجبرت كل الكرد على المشاركة، لكن ولأسباب عدة تطول شرحها هنا، فقد تغيرت المواقف الدولية عموماً بعد صعود التيار الإسلامي الراديكالي وعلى الأخص مع التجربة المصرية ومحاولات حركة الإخوان وعلى رأسها تركيا وحكومة العدالة والتنمية أن تستغل الأوضاع والاستئثار بالحكومة ومقدرات البلاد في دولة ومنطقة حيوية جداً؛ إن كانت لأمن إسرائيل أو للمصالح الحيوية الغربية.
وبالتالي فقد أعاد الغرب والأمريكان حساباتهم في دعم وإنجاح ما عرف بالثورات العربية إلى أن وصلت الأمور ليومنا هذا حيث الفوضى والحروب الداخلية التي دمرت البلدان العربية ليس كبنية تحتية فقط، بل كذلك سياسياً ومجتمعياً.. لكن ورغم كل ذلك يمكننا القول؛ بأن الثورة السورية والعربية عموماً لم تفشل، بل أخذت مسارات أخرى بحيث تأخذ سنوات أطول من الفعل الثوري المباشر وتكون المرحلة الحالية مرحلة تفتيت تلك النظم العسكرية ذات الكتلة الصماء لعدد من الكيانات والكانتونات ومن ثم يتم التأسيس عليها نظم سياسية جديدة تقوم على مبدأ الدولة التشاركية الاتحادية وذلك كمرحلة أولى للانتقال من عصر الاستبداد إلى مرحلة الديمقراطية، بالتأكيد

85

ليس حباً بالشعوب والديمقراطية حيث الغرب بالأخير ليست منظمة حقوق إنسان، بل هي عبارة عن شركات

وكارتلات تسيرها مصالحها الاقتصادية إلى جانب منظمات المجتمع المدني والتي لها دوره الإنساني طبعاً.
وهكذا ولإدراك الغرب عموماً؛ بأن هذه الحكومات العسكريتارية الشرقية “العربية” لم تعد صالحة لقيادة شعوب المنطقة وبالتالي الحفاظ على مصالحهم الاستراتيجية فكان من الضروري البحث عن بدائل وطنية جديدة تحقق الحد المقبول ديمقراطياً ومجتمعياً وإلا الذهاب إلى فلتان الأمور من يدهم حيث ثورة التقانة الحديثة أيقظت شعوب المنطقة والتي لم تعد تقبل ببقائها في عصور القرون الوسطى تحت ظلال حكومات ديكتاتورية شديدة المركزية.. بالخلاصة؛ الثورة السورية لم تفشل، بل هي مؤجلة أو بالأحرى تم تهدئة وتيرة تسارعها وذلك نتيجة مصالح شركات الاحتكار العالمي وليس لدور ومشاركة الكرد من عدم المشاركة، لكن للأسف هناك من يريد أن يجعل من شعبنا شماعة أو كبش فداء في هذه المحرقة الوطنية، رغم أن المشاركة الكردية لم يقل عن مشاركة بقيت المكونات وحتى بالنسبة للطرف المحسوب على النظام السوري الإدارة الذاتية حيث قواتها العسكرية هي من أكثر القوات التي تحارب الفكر السلفي التكفيري وهذه تعتبر أكبر مشاركة في ثورة وطنية تؤسس لواقع ثوري جديد.
وأخيراً وبخصوص الوضع الكردي ورغم كل الأزمات والسلبيات في واقع مجتمعنا والخلاف السياسي بين طرفي الحركة، إلا إننا يمكننا القول: بأن الكرد حققوا الكثير خلال هذه الفترة وينتظرهم الكثير وقد باتوا رقماً حقيقياً في المعادلة السورية وذلك بعد أن كانوا مهمشياً، بل من دون اعتراف وإقرار بوجودهم، لكن اليوم باتوا أحد اللاعبين الأساسيين كما قلنا بحيث بات لم يعد مقبولاً أي حل سوري من دون مشاركة كردية حقيقية ولذلك يمكننا القول وبإيجاز؛ بأن الكرد هم أكثر المنتصرين في الثورة السورية.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

86

 

 

 

 

“الإئتلاف الوطني السوري”

بات كرتاً محروقاً وسيكون هناك البحث عن البديل.

 

كتبت قبل فترة بأن الإئتلاف سيكون مصيره كمصير سابقاتها من القوى والمجالس والتكتلات السياسية التي تم تشكيلها ليس بإرادة السوريين، بل نتيجة توافق مصالح بعض الدول الإقليمية وبرعاية شبه دولية لمرحلة كانت تتطلب جسماً ولو مشوهاً للإدعاء بأنه يمثل “إرادة شعب وثورة”، لكن الأيام كشفت زيف الإدعاء والذي عرته تماماً كارثة حلب بحيث بدأنا نسمع كيف أن بعض الأصوات بدأت ترتفع من داخل الإئتلاف نفسه ويكشف عن تلك الحقيقة حيث يوم أمس وعلى قناة العربية حاول الصديق “سمير النشار”؛ رئيس مجلس قوى إعلان دمشق وعضو الهيئة العامة للإئتلاف، أن يكشف عن عدد من الأخطاء والسلبيات داخل الإئتلاف وعلى الأخص فيما يتعلق بخطاب وموقف قوى الإئتلاف من المجاميع الإسلاموية، لكن المذيعة قطعت عليه بحجة الوقت كي لا يسترسل أكثر ربما خوفاً من أن تصل المسألة لبعض القضايا المتعلقة بالمملكة العربية السعودية.

 

كما إنني الْيَوْمَ رأيت بأن السيدة “سميرة المسالمة”؛ نائبة رئيسة الإئتلاف الوطني السوري كتبت بياناً تقدم فيه الإعتذار للشعب السوري وتقف على عدد من القضايا والتي تلخص رؤيتها بخصوص الأخطاء الجسيمة والتي وقع فيه قوى المعارضة السورية وذلك من إرتهان موقفها للخارج وعلى الأخص عدد من الدول الإقليمية وكذلك لعدم إستيعاب المثقفين والفنانين والكتاب وأصحاب الكوادر التخصصية في مراكز القرار السياسي للمعارضة، بل وهيمنة بعض القوى والأحزاب والفئات المجتمعية السورية على قرار الإئتلاف الوطني السوري وأخيراً لتصل إلى نقطتين جوهريتين برأي وهما؛ أولاً- إعتبار الكتائب الإسلاموية المتطرفة مثل “جبهة النصرة” من قبل الإئتلاف على إنها جزء من قوى الثورة السورية بحيث جعل الغرب يعيد الكثير من حساباته بخصوص الموقف من كل من المعارضة والنظام السوري.

 

كما أن الموقف القاصر والخاطئ من قبل المعارضة السورية -ونقصد هنا تحديداً الإئتلاف الوطني السوري- من المسألة الكوردية أفقدت المعارضة المصداقية ودعم مكون مجتمعي سوري أساسي حيث أن السيدة مسالمة تعترف بذلك بكل جرأة وتقر بقصور وخطأ موقف قوى المعارضة -للعلم إن هذه السيدة كانت لها مواقف وطنية حقة من المسألة الكوردية سابقاً- حيث تقول في النقطة الخامسة من بيانها أو لنقل شهادتها في الإعتراف ما يلي: ((خامساً، للأسف، لم نستطع في “الائتلاف” أن نقدّم مقاربةً مناسبةً للقضية الكردية، تستوعب حقوقهم، ليس الفردية فحسب، وإنما حقوقهم كجماعة قومية أيضا، هذا أضعف من قدرتنا على استقطاب الكرد جميعهم، من دون أن يعفي بعض الفصائل الكردية من مسؤوليتها على ذلك)).

 

وهكذا فإن مأساة حلب هي المقدمة وورقة التوت الأخيرة -ربما- وبسقوطها سوف تكشف عورات الكثير من الشخصيات والمجاميع والكتل السياسية، بل وبعض الدول الإقليمية والمركزية في الملف السوري .. لكن وبكل تأكيد سيكون الإئتلاف هو القربان حيث سيقدم كأي ضحية تقدم (للتوبة) عن الأخطاء والجرائم التي أرتكبت بحق الشعب السوري وسيتم البحث عن بديل جديد ليقدم بأنه (يمثل) الإرادة السورية، فهل تتحرك القوى والفعاليات والشخصيات السورية لتكون هي الممثل الحقيقي عن إرادة الحرية والديمقراطية، أم إننا سنرى فصول جديدة في التراجيديا السورية؟!
https://drive.google.com/file/d/0B5A1QpHNvbZERU5ZdGZxNFZWTkk/view?usp=drive_web

 

87

 

السعودية

تحاول الخروج من مستنقعات المنطقة!

 

الحوار المتمدن-العدد: 5351 – 2016 / 11 / 24 – 22:15

المحور: الثورات والانتفاضات الجماهيرية

إن من يتابع قناة العربية -الناطقة شبه الرسمية بأسم المملكة العربية السعودية- سوف يلاحظ بأن المملكة تحاول الخروج من الملفات والمستنقعات التي تم توريطها بها من قبل أطراف إقليمية “تركيا” ودولية -أمريكا تحديداً- وذلك بخلق صراع طائفي مذهبي مقيت تكون بنتيجتها تدفق الأسلحة للمنطقة مقابل النفط وبالسعر الذي يحدده الغرب والأمريكان وقد كان لهم ذلك فعلاً وواقعاً.
وهكذا وبعد إدراك اللعبة و”وقوع الفاس بالراس”، كما يقال، فها هي السعودية تشتكي من تقصير القوى الدولية في الضغط على الميليشيات الحوثية لتقبل بالهدنة وفِي نبرة كمن تطالب بذلك وهي -أي المملكة- التي كانت تعتبر دخولها للملف اليمني ليس أكثر من تدريب عملي لجيشها، بل لاحظوا الخطاب المهاجم لها على الإخوان ومن وراءهم للدولة التركية .. وإذا أردنا أن نعرف أكثر كيف تغير الموقف السعودي مؤخراً، فعلينا أن نراقب سياستها في لبنان حيث يعتبر الملف اللبناني الريخنومتر للسياسة السعودية .
وهكذا فإن قبولها بالرئيس عون رئيساً للبنان يعني ذلك بداية حلحلة القضايا ولا نريد أن نقول؛ التنازل للخصم الإيراني اللدود -أو على الأقل القبول به شريكاً في المنطقة- ولذلك فهل بمقدورنا القول: بأن لبنان ستكون البوابة والمدخل لحل باقي الملفات العالقة في المنطقة بين الدولتين وعلى رأسها الملف السوري وبالتالي تكون بداية فك المحور السني وإبتعاد السعودية عن مغامرات تركيا وسلطانها الأرعن!!
وبمناسبة ذكر سياسة السعودية في المنطقة، هل رأى مؤخراً أحدكم وزير خارجيتها “الجبير” يبدو أن الرجل راح يروح في “شربة مي” ويقدم ككبش وقرباناً لسياسات الملك سلمان المتسرعة والخاطئة .. وبالمناسبة الملك سلمان دعا الرئيس عون لزيارة المملكة وقد أبدى الأخير موافقته، يا لنفاق الساسة والسياسة ورغم ذلك مبروك عليهم اللعبة، فإذا كان تركيا ورئيسها أردوغان قادرين للتنازل لإسرائيل المدعومة أمريكياً، فإن من الأجدر أن تتنازل السعودية وملكها لشقيق صغير مدعوم إيرانياً.

88
لا عجب؛ إنها السياسة وتنويعاتها وتلويناتها الحرباوية ومن لا يجيدها سيسقط عن “الحمار” وليس الفرس؛ كوّن لا يليق بالأغبياء والحمقى ركوب الأحصنة والأفرصة، بل كتيرة عليهم ركوب الحمير والبغال .. وأخيراً علينا أن نتساءل؛ هل سيسقط الكورد عن سرج الحمير والبغال أم سوف يسوقون أحصنتهم وأفرستهم في الميدان يتسابقون الآخرين لنيل الحقوق حيث المناخ الدولي المساعد والذي يتطلب توافقاً كوردياً داخلياً وهم يروون كيف الآخرين يتجاوزون الكبرياء والخلافات من أجل مصالح بلادهم وشعوبهم .. فهل تصل الرسالة إلى أصحاب الشأن والقرار والدعوة لوحدة الموقف الكوردي والكف عن المراهقات السياسية الذي سوف يغرقنا جميعاً ويغرق الوطن؟!

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

89

 

 

 

الصراع في سوريا والعراق

هل هو على -الهلال الشيعي- أم الأنبوب النفطي؟!

 

الحوار المتمدن-العدد: 5455 – 2017 / 3 / 9 – 00:43

المحور: الثورات والانتفاضات الجماهيرية

ربما يكون العنوان قد أوحى للكثيرين بمضامين المقالة وما نود قوله حيث “المكتوب مبين من عنوانه” كما يقال وإنني أردت، بل تقصدت أن يكون العنوان على بينة وتوضيح لكي أسهل على نفسي وعلى القارئ تلمس الخطوات والاستدلال بها وصولاً إلى ما نريد إيصاله للمتلقي والقارئ حيث وبكلمة واحدة يمكننا القول؛ بأن الحروب دائماً كانت وما زالت تحركها المال وتغلفها الشعارات السياسية والمبادئ الأخلاقية، ليس فقط قديماً، بل على مر التاريخ والأحقاب والحضارات ولذلك فإن الشعوب والأمم كانت دائماً ضحية لشعارات فلسفية، بل وقوداً لحروب طاغية يسعى إليها المتجبرون والطغاة لتكديس المزيد من الثروات والخيرات بحيث تكون عوناً لهم في ممارسة المزيد من القهر على الضعفاء والمساكين أو ما تعرف بالشعوب.
إذاً لندخل مباشرةً لصلب القضية، لكن مع مقدمة سريعة لما نريد أن نشير له فيما بعد؛ ألا وهو قضية الصراع الأخير في منطقة الشرق الأوسط وتحديداً كل من سوريا والعراق حيث يعاني البلدين، مع عدد من دول ما تعرف بالمنطقة العربية، “ربيعاً” دموياً برائحة الغاز والنفط ومنذ سنوات عديدة تزيد عن عمر “ربيعها” حتى حيث وبمراجعة سريعة لتاريخ هذه المنطقة الجغرافية الجيواستراتيجية الواقعة على “طريق الحرير” والقوافل التجارية وسفنها القادمة من أقاصي القارة الأوربية باتجاه دول شرق آسيا والصين بحيث تربط بين تلك العوالم والقارات والشعوب كمركز ونواة للعالم، جعلها دائماً موقعاً حيوياً لأطماع الدول والإمبراطوريات ونحن نعلم بأن؛ الاقتصاد والثروات والمعابر التجارية كانت هي الدافع والمحرك لكل الحروب والغزوات والفتوحات وفي كل الأحقاب، بل أقدم أسطورة بشرية؛ تؤرخ صراع “قابيل و هابيل” على الاقتصاد حيث الرب قبل تقدمة أحدهما، بينما رفض الأخرى.
وبالتالي فإن الوجود والصراع البشري كان دائماً تحركه قوة الاقتصاد وتراكم الثروات ولو قرأنا عن الحروب التي نشأت في العالم قديماً وحديثاً لوجدنا بأن المال والنفوذ والهيمنة على ثروات وخيرات العالم كانت هي التي تقف ورائها وإن غلفت أحياناً بشعارات دينية كالحروب الصليبية الإسلامية أو مؤخراً تحت مفاهيم وقيم حضارية

90

حداثوية كالحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان وقبلها ما عرفت بحق الشعوب والقوميات في نيل حقوقها الوطنية وتأسيس دول وجمهوريات وأحزاب تأثرت بمبادئ الثورة الفرنسية والمدارس الفكرية والفلسفية الأوربية وعصر نشوء الدولة القومية الحديثة في أوربا، لكن ولكي تُسهّل تلك الحكومات على نفسها قيادة شعوبها إلى تلك المعارك الطاحنة، كان لا بد من قيم ومبادئ فلسفية اجتماعية ترتبط بالمنظومة الأخلاقية لتلك المجتمعات والمرحلة الحضارية وبالتالي كانت الحروب الدينية في فترة تسيّد الفكر الديني وبعدها القيم والشعارات الوطنية مع بداية عصر نشوء الفكر القومي.
وهكذا يمكننا القول؛ بأن الموقع الجغرافي للبلدين وأقصد سوريا والعراق؛ موضوع المقالة جعلت منهما أحد أهم دولتين في المنطقة خلال فترة الصراع بين الدولة الإسلامية “الخلافة العثمانية” والدول الأوربية حيث شهدت عدد من الحروب والتحالفات وذلك للاستيلاء على “طريق الحرير” الذي يصل القارة الأوربية إلى الصين ودول شرق آسيا .. وإننا ومن خلال إلقاء نظرة على الموقع الجغرافي لكلا البلدين، سنجد بأنهما يشكلان صلة الوصل بين كل من البحر الأبيض المتوسط وما يعرف بالخليج العربي أو الفارسي ومضيق هرمز حيث أقرب طريق تجاري بين جنوب وشمال الكرة الأرضية، لكن أزداد أهمية هذين البلدين أكثر بعد اكتشاف النفط في بدايات القرن الماضي مع أعوام 1930 وبالتالي مد خط أنابيب النفط من هذه المنطقة للقارة الأوربية، بل ازدادت الأهمية أكثر بعد اكتشاف حقول الغاز في جغرافية هذه البلدان وعلى الأخص في سواحل المتوسط لبلاد الشام وسوريا ونشوء صراع بين عدد من الدول والمشاريع للفوز بهذه المنطقة الحيوية معبراً لها ولخطوط إيصال الطاقة للدول الأوربية.
وللوقوف أكثر على واقع الصراع فإنني سأحاول أن أتتبع عدد من الأحداث والمحطات الهامة والتي سبقت تفجير الأوضاع في سوريا وذلك منذ بداية القرن الحالي وتسلم الأسد الابن الحكم في البلد والتي تصادفت مع اكتشاف حقول الغاز في المنطقة نقصد في سواحل سوريا وبكميات تضع سوريا في المرتبة الثانية بعد روسيا من حيث حجم المخزون الغازي في العالم، متجاوزةً كل من إيران وقطر، مما فتح شهية الكثير من دول العالم والمنطقة لبناء علاقات طيبة مع الحكومة السورية، لكن ونتيجة البنية الأيديولوجية والعلاقات التاريخية بين سوريا والاتحاد السوفيتي سابقاً ووريثتها روسيا اليوم، فقد كانت تلك الدول تصطدم بذاك الجدار الصلب وتشكل عائقاً في إقامة تلك العلاقات، مما جعلت أمريكا القوة العالمية المهيمنة بأن تضغط على حلفائها من الدول العربية في المنطقة، لتضغط هي الأخرى على سوريا، فكانت السعودية وعبر البوابة اللبنانية إلى أن وصلت لأقصى حالات التفجير وكانت قضية اغتيال “رفيق الحريري”، مما شكل مدخلاً جديداً لسياسة العصا والجزرة وقد تكللت وبعد أعوام تلك المساعي الفرنسية بفك حبل المشنقة عن رقبة النظام السوري.
وهكذا فقد استطاعت تركيا وفرنسا أن تعيدا سوريا للمنظومة الدولية وذلك بعد أن شهدت خناقاً أوربياً أمريكياً بعد اغتيال رئيس الوزراء اللبناني “رفيق الحريري” عام 2005 واتهام سوريا وحلفائها في لبنان حزب الله بالتورط بها، بل استطاعت تركيا وفي منتصف عام 2009 أن تقنع القيادة السورية بعقد لقاء قمة جمع بين رؤساء كل من سوريا وتركيا وفرنسا وقطر في العاصمة السورية “دمشق” وذلك لمناقشة ما يشكل اليوم جذر المشكلة والحرب

91

الطاحنة في المنطقة حيث تناقش الزعماء الأربعة لهذه الدول لإقناع الرئيس السوري بمد خط أنابيب الغاز القطري عبر كل من السعودية والأردن إلى مصفاة حمص السورية ومنها إلى تركيا وصولاً للقارة الأوربية وبالتالي يتم كسر الاحتكار الروسي للطاقة كمصدر رئيسي لها، بل ووحيد للغاز غير المسيل “السائل” حيث قطر تعتبر الأولى في هذه الأخيرة، لكن ولكلفته العالية لا يمكن لها أن تنافس الروس إلا عبر ذاك الخط الذي أشرنا إليه والذي اجتمع رؤساء الدول الأربعة لإقناع النظام السوري بالقبول به داخل الجغرافية السورية.
وهنا ومباشرةً تدخل كل من الروس والإيرانيين لإفشال المشروع حيث إنهما أكثر المتضررين منها، وفعلاً فقد استطاعت الدولتان وبحكم العلاقات التاريخية والتقاطعات الأيديولوجية المختلفة، فقد تمكنا من إقناع الرئيس السوري برفض فكرة المشروع القطري، بل وتم استبداله بما عرف بـ”الخط الإسلامي” كبديل عن ذاك المشروع حيث وعبر هذا الأخير ؛أي الخط الإسلامي_ يتم مد خط أنابيب الغاز من طهران عبر العراق وصولاً للأراضي السورية .. وفعلاً فقد اجتمعت البلدان الثلاثة في عام 2011 وقبل الأحداث المؤلمة والكارثية بسوريا بعدد من الشهور وتم التوقيع على معاهدة بخصوص المشروع، لكن وكما قلنا لم يكتب له أن يرى النور حيث اندلعت ما تعرف بالثورة السورية ودخلنا ودخلت المنطقة في حرب شبه شاملة وأقرب ما تكون لحرب عالمية ثالثة ما زلنا نحن جميعاً نعاني منها، لكن ليس تحت مسمى الصراع على النفط والغاز وخطوط الإمداد، بل تحت مسميات عدة منها الديمقراطية وحقوق الإنسان والحريات العامة أو ما يتم تداوله مؤخراً وتحت مسمى الصراع الديني السني الشيعي، رغم أن آخر ما يهم هذه الحكومات هي قضايا حقوق الإنسان والديمقراطية .. طبعاً لا ننفي بأن شعوب المنطقة وضمناً الشعب السوري، لم يكن قد خرج مطالباً بتلك الحقوق، لكن وكما كل مرة فقد خدع بتلك الشعارات الجميلة لغايات ومقاصد دولية إقليمية تجارية كما في أي حرب كونية أو إقليمية أخرى.
وهكذا فإننا نحن عموم شعوب المنطقة، وضمناً الكورد، ومنذ ما يقارب ثلاثة قرون تقريباً بتنا “المفعول به” وللأسف حيث وبعد النهضة الأوربية انقلبت الآية وبات الشرق يتقهقر وهم يتقدمون على حساب شعوبنا .. لا أريد أن أعيد، لكن فقط أود أن أقول؛ بأن أحد أهم أسباب الصراع في المنطقة وتحديداً في سوريا والعراق كان وما زال هي أسباب اقتصادية تتعلق بمد وإيصال الخطوط التجارية والربط بين طرفي العالم وأخيراً مد خطوط النفط والغاز إلى أوربا وبالتالي فإن الصراع هو قائم بين مشروعين وخطين؛ خط يمتد من قطر السعودية الأردن وصولاً إلى تركيا وأوربا عبر سوريا كما قلنا والخط الآخر هو الخط الإيراني أو ما يعرف بالخط الإسلامي والذي يمتد من الحقول الإيرانية وصولاً للساحل السوري عبر الأراضي العراقية .. وهكذا فإن جوهر الصراع هو الاقتصاد وإيصال الغاز لأوربا من دول الشرق الأوسط وكسر الاحتكار الروسي لإحدى أهم مصادر الطاقة في العالم ولذلك فإن القضية هي قضية ما يمكن أن نسميه ب”الهلال الغازي”، لكن تحت مسمى (الهلال الشيعي)، كون ما زال بإمكان الحكومات سوق الشعوب بسهولة تحت يافطة الشعارات الدينية الطائفية وكذلك الأقوامية ولذلك تم إحياء الصراع الديني في المنطقة كمحرك لقطعان الجيوش.

 

 

92

 

 

الكائن الذي يخاف من ظله

لن يكون قادراً على أي تفكير حر إبداعي!

 

الحوار المتمدن-العدد: 5600 – 2017 / 8 / 3 – 12:38

المحور: العولمة وتطورات العالم المعاصر

سألني أحد الأصدقاء السؤال التالي؛ “ماموستا لما هناك بلدان حققت تطوراً تقنياً حضارياً رغم إنها لا تملك تلك الثروات الطبيعية، ماليزيا مثالاً، بينما عجزت عن تحقيق ذلك بلدان لها من الموارد الإقتصادية الكثير مثل تجربة البلدان العربية حيث الثروة النفطية ورغم ذلك نجد بأنها تعيش حالة تخلف إجتماعي حضاري”.. بقناعتي إن السؤال السابق يشكل إحدى أكثر الأسئلة الإشكالية الكبرى في واقع مجتمعاتنا، بل ربما السؤال الأهم والذي يجب أن تجيب عليه النخب الفكرية العربية ومؤكد أن الإجابة عليه يحتاج إلى دراسات بحثية أكاديمية متخصصة في مجالات عدة بحيث تشمل مختلف مناحي الحياة الإجتماعية السياسية والإقتصادية والتراث والفكر عموماً وبالتالي الوقوف على قضايا التنمية والتطوير والبحث العلمي ومساعدة الدولة في تطوير هكذا برامج بحثية وصولاً لقضايا الفساد والرشوة والنظام السياسي السائد في البلد ومدى تحقيقه للعدالة الإجتماعية والحريات العامة ووقوف القيم المجتمعية كعامل إحباط أم مساعد في تطوير هكذا برامج ومعه المجتمع والنظام السياسي.
وهكذا فإن الإجابة الوافية سوف تحتاج ربما لملفات ومراكز بحثية متخصصة بمختلف الجوانب السابقة؛ كون تطوير ومسيرة مجتمع تشبه حركة آلة ميكانيكية ضخمة يمكن أن يسبب توقفها أي عطل في جزء من هذه الماكينة العملاقة، لكن وبنفس الوقت يمكننا التأكيد؛ بأن كل تلك المشاريع والأفكار والبرامج يمكن أن تلخص في أحد الأسباب أو السبب، بل الهدف الجوهري لعملية الحداثة وتطوير المجتمع .. ونقصد به وجود الكائن الإنساني حيث وبالأخير هو السبب ويجب أن يكون هو الهدف الأهم لأي نظام سياسي وإلا فلا تطوير ولا تحديث، كون دون تحقيق حرية وكرامة الفرد المواطن لا يمكن بناء بلدان وأوطان حضارية وبمعنى أدق؛ إن لم نجعل من الإنسان القيمة العليا لأي مشروع سياسي، فإنه سيبقى كائناً خائفاً جباناً يحسب تبعات كل خطوة بحيث يبقى عبداً وأسيراً للشعارات والرموز والبرامج السياسية وذلك بدل أن يكون كائناً حراً مبدعاً خلاقاً منتجاً ومطوراً لقيم مجتمعه المادية والروحية!!
إذاً؛ فإن الكائن الإنساني هو الأساس في تطوير وتحديث أي مجتمع ونظام سياسي حيث وبدون وجود ذاك الكائن الحر؛ الحر من تبعية القيم المجتمعية التقليدية وقيم التراث والدين والتابوات التي تكون في الغالب معطلاً للقوى

93

الإبداعية الخلاقة للإنسان حيث التواكل والإستسلام لمشيئة خارجة عن الكون ومتعالية عليه وكذلك الحرية وعدم الخوف من القيم الوضعية والقوانين والنظم التشريعية والسياسية، ليس بالمعنى السلبي الجنائي وإنما بمعانيه الإيجابية وعدم الجبن أمام نص جزائي وجبن أمني لدولة بوليسية تجعل من مواطنه “بساً” رعديداً وهو “يمشي الحيط للحيط”، فهذا الكائن الذي يخاف من ظله لن يكون قادراً على أي تفكير حر إبداعي؛ كونه سيكون محكوماً دائماً بفكرة العقاب والثواب في ظل قوانين (سماوية وأرضية) تجعله يحسب ألف حساب لكل خطوة سوف يقدم عليه في حين أن العلم الحديث والقديم يتطلب التجربة.. والتجربة تعني “الأخطاء والفشل” في عرفنا وقيّمنا، بينما تعني لدى الآخرين؛ الإقلال من عدد التجارب القادمة والاقتراب من تحقيق النجاح.
والآن هل عرفنا سبب فشلنا في حين أن الآخرين يحققون النجاحات والإنجازات وكمثال فإننا سنعود للتجربة الماليزية ونقول: بأن رئيس حكومتها وباني نهضتها الحديثة “مهاتير محمد” وفِي الخمسينيات من القرن الماضي زار سوريا وقال جملته الشهيرة؛ “متى سيكون بمقدور الإنسان الماليزي أن يعيش بمستوى الإنسان السوري”، لكن وبعد أقل من نصف قرن حققت ماليزيا تطوراً حضارياً أذهلت العالم وبات مستوى المعيشة في ماليزيا في مصافي الدول المتقدمة، بينما تراجع مستوى الحياة في سوريا لتكون واحدة من الدول الفقيرة البائسة وذلك بعد هيمنة طغمة عسكرية بعقلية ريفية طاغية ألغت الحريات وكرامة الإنسان لصالح شعارات قوموية بائسة بحيث أصبحت الغاية هي تلك الشعارات وليس الإنسان نفسه .. وهكذا وجدنا بأن الإنسان السوري أصبح يعمل جاهداً لكي يكون كائناً مرضياً طائعاً خانعاً لسلطة بوليسية أمنية، بينما الماليزي يقدم لمجتمعه كل طاقته وإبداعه ونتاجه الإنساني في مختلف مجالات الحياة بحيث وصل الأمر وقبل أيام؛ بأن تصدر محكمة ماليزيا إلغاء “حكم الردة” في الإسلام وهي سابقة لدولة إسلامية في هذا الجانب الخطر والإشكالي، لكن وبنفس الوقت مؤشر على مدى تحرر المجتمع من هيمنة السلطة؛ أي سلطة!!
وبالتالي ولكي ننهض بمجتمعاتنا من مستنقعات الجمود العقائدي والتخلف الإجتماعي والسياسي والعمل على تطويره وتحديثه، فعلى تلك الحكومات المحلية أن تهتم بالكائن الفرد -الإنسان- حيث هو النقطة الجوهرية التي يجب أن تتلاقى عنده كل البرامج والأهداف والغايات وإلا فإننا سوف نشاهد كائناً مشوهاً بائساً وبالتالي مجتمعاً معطلاً متخلفاً قرووسطياً تستشري فيه النفاق والفساد والتسلط والجبن وكل القيم المعطلة لأي إبداع وتطوير وتحديث وسوف يسود الواقع فئة متجبرة مستكبرة تصادر المجتمع تحت شعارات ثوروية كبيرة، بينما غالبية الأفراد والمجتمع تعيش في حالة الجبن والخنوع والبسبسة والهرهرة والقطقطة -من البس والهر والقط- وإن هكذا مجتمع لن ينتج وفِي أحسن الأحوال إلا فئران وجرذان ليعتاشوا عليها وللأسف!!!!

 

 

 

 

 

94

 

النظام السوري

هل هو بحاجة للحوار مع المعارضة والإدارة الذاتية؟

يوم أمس كانت لي مشاركة في برنامج حواري على قناة روناهي مع الصديق المحاور؛ طه خليل وبمشاركة لكل من السيدين أكرم حسو وصالح كدو لكن وللأسف ونتيجة التقنية لم أقدر أن أكمل الحوار والإجابة على سؤال يتعلق بمسألة الحوار السياسي بين النظام من جهة وكل من المعارضة والإدارة الذاتية على حدا من الجهة الأخرى وهل يمكن القول بأن النظام بات في وضع قوي ولا يحتاج للحوار وبأنه حسم الموضوع عسكرياً.. ولكون تعذر الإجابة على القناة بسبب المشكلات التقنية فها إنني أقدم لكم وجهة نظري بخصوص الموضوع وأقول:

 

هناك مثل عربي يقول؛ “دخول الحمام مو متل طلوعه” وإسقاطاً على الحالة السورية والحرب التي أخذت الزرع والضرع خلال هذه السنوات غيّرت الكثير من المفاهيم والرؤى والقناعات لدى الجميع، بما فيه النظام نفسه، بمعنى آخر؛ فإن النظام السوري وقبل ثماني سنوات غير النظام الذي هو اليوم، ربما البعض يقول بأن أرتكب خلال هذه الفترة المزيد من القمع والتوحش والاستبداد، لكن رغم صحة ذلك لدرجة ما، إلا أن النظام بات يدرك جيداً بأن لا يمكن له الإستمرار وفق العقلية السابقة ولا بأدواتها وإنه مجبر على التفاوض مع المعارضة وكذلك الإدارة الذاتية للوصول إلى تفاهمات سياسية وطنية تحت رعاية دولية.

 

ناهيكم عن أن هذه الأنظمة الشمولية التوتاليتارية ما عادت بأساليبها وأدواتها التقليدية السابقة مقبولة في المرحلة الحالية ولا بد من تغيير في الأدوات والأساليب، كما أن المصالح الإقليمية والدولية سوف تدفع بسوريا لإيجاد مخرجات سياسية بحيث تراعي مصالح تلك الدول الفاعلة في الملف السوري وذلك من خلال أدواتها المحلية وهي لن تكون إلا بقبول كل الأطراف الجلوس إلى طاولة المفاوضات وإيجاد حل سياسي يكون مقبولاً من كل الأطراف الفاعلة على الأرض وبالتأكيد كل من النظام والمعارضة والإدارة الذاتية هي أقطابها الأساسية وإلا سيبقى ملف الصراع السوري مفتوحاً لأجل آخر ويحصد المزيد من القرابين.

 

http://www.m.ahewar.org/s.asp?aid=608311&r=0&cid=0&u=&i=1375&q=

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

95

إيران ليس الشيطان الأكبر

..وتركيا ليست ملاك الرحمان.؟!!

 

يعني كلما دق الكوز بالجرة مثلما يقال وجاءت سيرة المحاور والاصطفافات الحزبية والسياسية داخل الحركة الكوردية تجد مثقفنا طبعاً المنتمي فكرياً لأربيل يتهم “جماعة” قنديل؛ حزب العمال الكوردستاني ومنظوماته السياسية بالانتماء إلى المحور الايراني وكأن إيران هو الشيطان الأكبر مع العلم وبحكم انتمائي الفكري للبارتي؛ الحزب الديمقراطي الكوردستاني وباعتباري محسوباً على “جماعة” أربيل أولاً وتالياً كوني أجد علمانية تركيا وديمقراطيتها النسبية أفضل مقارنة بنظام الملالي والعقلية السلفية في إيران وبالتالي أطالب بين مقال وبوست من الإخوة في العمال الكوردستاني فك الارتباط بالمحور الايراني السوري ولا أقول عمالة وخيانة كما يحلو للبعض تسميتها، بل أقول إنها علاقة فكرية أيديولوجية وتقاطع للمصالح والانضمام للمحور الغربي التركي حيث إن فائدة الكورد وحسب قناعتي مع المحور الغربي ولكن يبدو ذلك صعب ولا نقول مستحيل وذلك نظراً لحساسية الموقف بين تركيا والعمال الكوردستاني وما بينهما من صراعات واقتتال داخلي مرير رغم أن هناك بعض البوادر بهذا الاتجاه.. وهكذا فكما لأربيل علاقاتها ومحورها السياسي مع تركيا فإن لقنديل محورها الايراني.

 

وهنا ومن خلال هذا البوست أود أن أعمل مقارنة صغيرة وبسيطة بين البلدين لكي نفهم الارتباط والعلاقة وبأن لا يعني أحدهم صديق الكورد الوفي (تركيا) والآخر هو العدو اللدود (إيران) حتى يكون العمال الكوردستاني في موقع الاتهام بينما البارتي بريئاً وبدون ذنب واتهامات حيث للاثنين محورهما وكذلك فإن السياسة لا تقاس وتقيّم بالمفاهيم الدينية والغيبية بل بالمصالح والامتيازات وهكذا فكلٍ من الطرفين يبحثان عن مصالحهما وما يخدم القضية وذلك حسب قراءاتهم الفكرية والأيديولوجية ولو أتينا إلى مقارنة بين كل من إيران وتركيا لوجدنا بأن إيران هي الأخرى تمتلك عدة ميزات، بل ربما لا تتوفر لدى تركيا وقد تكون على النقيض منها أيضاً؛ حيث إيران ثقافياً ولغوياً وانتماءاً حضارياً هي الأقرب إلينا ككورد من تركيا والطورانية الوافدة إلينا من آسيا الوسطى بينما نحن والفرس من سكان هضبة إيران الأصليين وننتمي لأرومة عرقية واحدة وكذلك لا ننسى بأن لإيران نفوذها القوي في المنطقة وخاصةً الهلال الشيعي وكونها تعتبر أقلية مذهبية شيعية ومضطهدة من السنة فإن هذا الجانب السيكولوجي يشكل عامل تقاطع مع الكورد المضطهدين قومياً بينما تركيا السنية هي الحالة الأغلبية مع السنية العربية من جهة ومن جهة أخرى تاريخها العثماني يشكل ثقافة القهر نفسياً وسيكولوجياً لدى مجمل شعوب المنطقة مما لا يساعد على الارتياح في العلاقة معها.

 

وكذلك فإن إيران وتاريخياً ليست متورطة مثل تركيا بجرائم الابادة ضد الشعب الكوردي وذلك على الرغم من وأدها لجمهورية مهاباد الكوردية عام 1947 بينما تركيا لها تاريخ حافل وأسود من هذه الجرائم وديرسم 1937 مثالاً دموياً عن ذاك التاريخ الهمجي وهناك غيرها العديد من الأمثلة وبالتالي لدينا عدد من النقاط والعوامل التي تسجل لإيران.. ولكن تبقى تركيا وبدورها السياسي الحالي وبعلمانيتها وديمقراطيتها النسبية وانفتاحها على الغرب مع النخبة السياسية الحالية هي الأقرب إلى الواقع والأكثر قبولاً من العالم الغرب وأمريكا على الخصوص من نظام الملالي في إيران وبالتالي فإننا نجد من مصلحة الكورد التنسيق مع هذا المحور السياسي ولكن لا يعني ذلك وبأي حال من الأحوال بأن هذا المحور هو الخير المطلق والآخر يمثل الشر المطلق وبالتالي كل من ينتمي له فهو مدان ومرفوض وخائن وعميل.. وإلى ما هنالك من الاصطفافية الخيانية والجاهزة في قواميسنا الحزبية.

 

 

 

 

96

 

إيران وتركيا

.. والثورات العربية؟!

 

إننا ومنذ سنوات نرى بأن المنطقة والشعوب العربية تعيش تجربة ومخاض سياسي “ثوري” جديد بعد سنوات وعقود من تجربة ثورات الإستقلال عن الحكم العثماني، ذاك “الرجل المريض” الذي حكم العالم الإسلامي قرون عدة ولحقه مباشرة إستعمار أوربي لعدد من السنوات والعقود، مما دفعت بالشعوب العربية إلى خوض تجربة الثورة العربية الكبرى لتجد نفسها مقسمة بين عدد من الدول وتحت رحمة حكامها المستبدين فكانت من الضرورة التاريخية أن تخوض تجربتها الثورية الجديدة لتحقق ثوراتها الإجتماعية الديمقراطية بعد أن كانت قد حققت ثوراتها الوطنية أمام كل من الإستعمارين التركي العثماني والغربي الأوربي.

 

لكن ما يؤسف له، بأن هذه التجربة الثورية للشعوب العربية قد تم تحريفها عن مسارها الديمقراطي الوطني من قبل تيارات ومنظومات سياسية داخلية؛ أحزاب وحركات مجتمعية ورموز وشخصيات وطنية متحالفة – أو بالأحرى خاضعة- لأجندات سياسية إقليمية ودولية. وهكذا فقد وجدنا تدخلاً مباشراً من قبل عدد من الدول الإقليمية والدولية في مسار هذه الثورات وحرفها عن مساراتها الوطنية الديمقراطية لتدخل المنطقة وشعوبها في صراع طائفي مذهبي يستمد مقوماته ودلالته التعبوية التناحرية من أحقاد وقناعات تاريخية في الصراع على السلطة بين كل من المذهبين الرئيسيين في الإسلام -السنة والشيعة- مع ترسب مصالح إقتصادية لتلك الدول التي تدير الصراع في المنطقة والتي تشكل المنطلقات الحقيقية لإستدامة هذه الحرب الطاحنة وحيث الخلاف المذهبي الديني ليس إلا الغلاف الوهمي لخداع شعوبنا.

 

وبالتالي ونتيجة لأسباب عدة؛ منها ضعف تجربة وخبرة شعوب المنطقة العربية وعموم شعوب الشرق الأوسط وكذلك للنفاق السياسي والأخلاقي للغرب ووضع مصالحهم السياسية والإقتصادية فوق الأخلاق وقيم الحرية والعدالة الإجتماعية وأسباب عدة تتعلق بتاريخ المنطقة وثقافة العنف وأسباب أخرى عديدة تطول شرحها في مقالة مقتضبة، فقد تمكنت وللأسف عدد من الدول الإقليمية إستثمار تلك الظروف والشروط لتركب هذه الثورات وتقودها وفق أجنداتها ومشاريعها السياسية الإقتصادية مغلفةً بشعارات وصراعات مذهبية دينية تلهب مشاعر البسطاء كوقود لحروبهم القذرة في المنطقة وإن أكثر الدول التي تستثمر في هذا الصراع الطائفي هي كل من المملكة العربية السعودية وتركيا من جهة وإيران من الجهة الأخرى.

 

لكن وبنفس الوقت تناست تلك الدول التي تقود الصراع في المنطقة وتجعل من الأحقاد المذهبية والصراعات التاريخية مادة لإشعال حروبها القذرة، بأن من الممكن -بل المؤكد- أن تمتد كرة النار وحروبها لمجتمعاتها حيث التركيبة السكانية المتشابهة في المنطقة وكذلك نظمها السياسية المستبدة والمشابهة لتلك النظم في الدول والمجتمعات التي تتدخل فيها وتؤجج الصراعات الطائفية المذهبية حيث وبقراءة جد مستعجلة لكل من المجتمعات الإيرانية والسعودية والتركية سوف نلاحظ؛ بأن الأولى تحكم من قبل “ملالي طهران” التي تمثل الطائفة الشيعية، بينما هناك كل من الكورد وعرب أهواز ذات المذهب السني وكذلك وفي الجانب الآخر، فإن السنة في كل من تركيا والسعودية هي التي تحكم بينما هناك جماعات دينية مغبونة الحقوق في الدولتين فهناك الكورد العلويين في تركيا وشيعة الجنوب في السعودية.

 

وهكذا فإن تلك الدول -ونقصد الدول الإقليمية التي تقود صراعات المنطقة حالياً- هي مجتمعياً وسياسياً لا تختلف بشيئ عن الدول التي تشهد صراعاً دموياً، بل لهما نفس الواقع المجتمعي والمناخ والنظام السياسي وبالتالي فهي الأخرى معرضة لأن تشهد قريباً صراعاً وحرباً أهلية خاصةً عندما يتوفر العامل الدولي ومصالح الغرب الإستراتيجية في إعادة رسم خرائط جديدة للمنطقة وتموضعات مراكز القوى الإقليمية .. وبقناعتي؛ فإن الوقت لن يطول كثيراً لنرى بأن كرة النار باتت ضمن حقول كل من تركيا وإيران والسعودية وعدد من البلدان الأخرى لتلتهب بيادرهم السياسية وبالتالي ليس على شعوبها إلا أن تحضر نفسها لواقع مجتمعي وسياسي جديد، كون المنطقة عموماً سوف تمر بتلك التجربة لوضع نهاية حقبة تاريخية والتأسيس لفكر ثقافي جديد يقبل بالآخر شريكاً في الوطن.

97

ولذلك فعلى أبناء شعبنا الكوردي في الإقليمين الشمالي والشرقي من كوردستان -ونقصد الملحقتين بتركيا وإيران- إنتظار اللحظة التاريخية المناسبة لنيل حقوقهم أسوةً بإقليمي جنوب وغربي كوردستان حيث المرحلة والحقبة التاريخية الحالية سوف تسجل باسم الكورد كما سجل القرن الماضي باسم المجموعة والمكون العربي.

 

http://m.ahewar.org/s.asp?aid=535398&r=0&cid=0&u=&i=1375&q=

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

98

 

 

تركيا وإيران

آخر الكبار في لعبة الشطار

 

تركيا وبعد إنقلابها على مبادئ العلمانية الأتاتوركية والتي جاءت بعد تأسيس الجمهورية التركية وخلفاً للخلافة العثمانية، حاولت اللعب على عدد من المسارات والخطوط وتحت يافطة الإسلام المعتدل بقيادة حزب العدالة والتنمية وبدعم غربي أمريكي، لكن ومع تجربة البلدان العربية وثوراتها الأخيرة كشفت القيادات التركية الإخوانية عن وجهها الحقيقي مما جعل أن ينقلب عليه الغرب والأمريكان وكانت البداية من مصر وضرب المشروع الإخواني من خلال دعم السيسي ضد حكومة محمود مرسي والتي جاءت بطريقة شرعية للحكم ورغم ذلك تم إسقاطها بنساعدة السعودية وبذلك كانت لحظة الانكسار في العلاقات التركية الأمريكية وإفشالاً لمشروعها بأخونة المنطقة وثوراتها واستكمل ذلك في التجربة السورية حيث وبعد أن كانت المعارضة مدعومة من أكثر 70 دولة تحت مسمى “مجموعة أصدقاء سوريا” باتت المعارضة لا تملك اليوم غير المظلة التركية وبعض الدعم المالي من مشيخة قطر.

 

طبعاً كل هذه الخسائر للمعارضة وتركيا دفعت الأخيرة أن تركض من حضن لآخر وكان آخرها الحضن الروسي والتي ستخسرها تركيا والمعارضة الإخوانية مع معركة إدلب مما دفع بسيدهم “ثعلب السنة” لأن يركض للحضن الخامنئي مع قمة طهران ويحاول الإلتفاف بالعباءة الإسلامية حيث كان اللقاء بينه -أي أردوغان- وخامنئي وهي سوف تفشل في ذلك، كون ما يفرق البلدين هو أعمق مما يجمعهما ولو كان ما يجمع الدولتين هو محاربة النهوض الكردي في المنطقة عموماً، لكن وكما يقال؛ رب ضارةٍ نافعة حيث سيكون تعاونهما كمن “جمع المنحوس على خائب الرجا” وبذلك ستفقد تركيا كل أوراقها قريباً وتصبح إلى جانب إيران مستهدفةً من الأمريكان والغرب عموماً وذاك يصب بالأخير في مصلحة شعبنا وضيتنا الكردية.. وهكذا يمكننا القول؛ بأن تركيا وإيران ستخرجان من لعبة الكبار وهما يجران ذيول الخيبة مع أن إخراج إيران أصعب لأسباب عدة؛ ثقافية دينية وكذلك عسكرية كوجود ميليشيات حزب الله اللبناني.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

99

 

تركيا وإيران

وحكاية الغريق الذي يتمسك بقشة!!

 

الحوار المتمدن-العدد: 5612 – 2017 / 8 / 17 – 18:53

المحور: القضية الكردية

إن اللقاء الأخير بين رئيسي الأركان لكل من تركيا وإيران يؤكد على عدد من النقاط والقضايا؛ فهو من جهة يشير إلى التنسيق بين البلدين في القضايا الإقليمية وعلى الأخص فيما يتعلق بالمسألة الاستراتيجية والأمن القومي لهما ونقصد الملف الكردي وما يشهده من تطور وتبلور القضية وعلى الأخص في كل من الإقليم الجنوبي -كردستان العراق- وقضية الاستفتاء والإستقلال وكذلك تطور الملف في الإقليم الغربي أو ما يعرف ب”روج آفا والشمال السوري”.
كما أن اللقاء يرفع الغطاء عن زيف الدولتين؛ إيران وتركيا في مسألة الصراع السني الشيعي حيث بالأخير سنجدهما يضحّون بالشركاء المحليين في سبيل أمنهما القومي وكذلك ومن جهة أخرى فإن اللقاء يكشف عن فشل الدولتين في تسويق كل منهما لمشروعها السياسي في المنطقة، بل وأدركتا بأن الخطر الكردي بات يهددهما في الجوار والداخل حيث ارتدادات كل من إستقلال كردستان ومشروع الإدارة الذاتية والفيدرالية في روج آفا والشمال السوري.
ولذلك فهمًا -أي تركيا وإيران- تحاولان اللعب بالورقة الأخيرة وذلك من خلال تعاون مباشر بين البلدين وإن كانت هذه ستسقط ورقة التوت الأخيرة عن عوراتهما وتكشف اللعبة للجميع وذلك على الرغم إنهما تعلمان علم اليقين بأن التنسيق بينهما سوف يزيد من حجم الإرتياب لدى الدول السيادية صاحبة القرار في المنطقة؛ أي الروس والأمريكان ومعهما المجموعة الأوربية وبالتالي توحد هؤلاء الأخيرين في إفشال أي مشروع تركي إيراني إسلاموي في المنطقة، لكن ليس للغريق إلا أن يتمسك بقشة .. وهذا حال كل من تركيا وإيران!!

 

 

 

 

 

100

 

حلب؛ المنطقة الرمادية

في تقاسم الكعكة السورية!!

 

إننا ومن خلال متابعتنا لزيارة كل من نائب الرئيس الأمريكي؛ “جو بايدن” ورئيس إقليم كوردستان؛ “مسعود بارزاني” لتركيا وما أعقب إجتماعاتهما مع القيادات التركية ومن ثم التدخل التركي في عمق الأراضي السورية في دعمها لبعض الكتائب الإسلامية والتركمانية والتي لم يكن لها أن تكون دون موافقة دولية وإقليمية، نستنتج بأن هناك توافقات إقليمية ودولية جديدة بخصوص ما تعرف بالمنطقة العازلة أو الآمنة لتكون جائزة ترضية لكل الأطراف التي وجدت نفسها بأنها غبّنت في (الكعكة السورية).

 

ولتوضيح المسألة أكثر يمكننا القول؛ بأن تركيا أستطاعت أن تلعب بعدد من أوراق القوة التي تملكها وعلى الأخص التنافس الأمريكي الروسي على مناطق النفوذ في المنطقة وبالتالي أستطاعت أن تحقق البعض من معادلتها السياسية في إيجاد المنطقة العازلة وإن كانت مع شركاء آخرين؛ أي الأمريكان والروس والنظام وأخيراً إقليم كوردستان حيث سيكون لكل هذه الأطراف تواجده ونفوذه في تلك المنطقة بشكل من الأشكال وما يمكن تسميتها بالمنطقة الرمادية والتي ستمتد بين عفرين وكوباني وذلك لأهميتها لكل الأطراف والقوى المتصارعة.

 

حيث إننا نعلم أهمية مدينة حلب لكل الأطراف؛ فهي العاصمة الثانية في الشمال والأولى إقتصادياً وهي المنفذ والممر على العمق العربي السني وبالتالي قناةً مشيمية لربطها بتركيا حيث على طرفي الممر “القناة” هناك الجغرافية والقوات الكوردية التي تسيطر على الأرض وبالتالي فإنها تشكل نقطة العبور والاتصال الوحيدة بين تركيا التي تنافس السعودية على زعامة العالم الإسلامي السني، لكن ونفس الوقت فإن القوى الدولية؛ الروس والأمريكان يدركون خطورة ذاك الممر واستغلالها من قبل الأتراك في قضية المهاجرين وعبور الإرهابيين وتزويد مجاميعهم بالعتاد والمؤن ولذلك كان لا بد من شركاء آخرين كنوع من المراقبة.

 

وهكذا فقد جاءت التفاهمات الأخيرة لتكون ورقة طردية لكل الأطراف بقناعتي؛ فهي من جهة تطمين تركيا بأن لا إقليم كوردي في (الشمال السوري) وكذلك إعطائها ممراً مشيمياً -كما قلنا- لتبقى حلب ذالك المركز الإقتصادي الحيوي وذلك لأهميتها الإقتصادية والتاريخية بالنسبة لتركيا. وكذلك جاءت الخطوة لإرضاء المعارضة السورية وشريكها الكوردي “المجلس الوطني الكردي” ومن خلفهم الإقليم الكوردستاني وذلك من إخلال إدخال قوات بيشمركة “روج آفا” وبذلك تكون القوى الدولية قد تخلصت من ملف آخر عالق بين الأطراف المتصارعة وبنفس الوقت ستكون تلك المشاركة الكوردية نوع من البرشمة لعدم فصل المناطق الكوردية بقوى وميليشيات عربية إسلاموية بحتة مما يساعد في إنجاح مشروع فدرلة سوريا.

 

وبالتالي يمكننا القول؛ بأن التوافق الأخير جاء للتأكيد على أن لا عودة إلى ما قبل الأزمة السورية وأن لا بديل عن مشروع الفيدرالية وبالصيغة الجغرافية وهو ما يأتي مطابقاً لمشروع حركة المجتمع الديمقراطي والإدارة الذاتية في تبني قضية الفيدرالية الديمقراطية حيث التداخل الإثني الأقوامي وفي عدد من المناطق تجعل الفيدرالية على أساس العرق والقومية نوع من الاستحالة وإلا لأصبح الكورد محتلين بالكسرة -بدل الفتحة التي هي ملاصقة بهم دائماً- وبالتالي فقد جاءت صيغة التفاهمات الأخيرة لترضي كل الأطراف والقوى المتصارعة داخلياً وخارجياً، بما فيهم قوى مجلس سوريا الديمقراطي وكذلك إيران والنظام الذي سوف يحتفظ بعدد من المراكز والقرى الشيعية في حلب.
101

توضيح اخير؛ ربما تكون السعودية هي الخاسر الوحيد في الملف السوري، لكن سيتم تعويضها في اليمن حيث وزير الخارجية الأمريكي طار بسرعة إلى الرياض لطمأنة السعوديين والخليجيين بأن حصتكم سوف تتعوض في اليمن السعيد.. تهانينا للجميع وإلى المزيد من (المسرحيات) على حساب شعوب المنطقة وآلامهم وكوارثهم في المستقبل القريب!!

 

http://www.m.ahewar.org/s.asp?aid=529070&r=0&cid=0&u=&i=0&q=

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

102

 

 

 

ربيع دمشق

.. هل كانت انتفاضة أم خديعة؟!

 

الحوار المتمدن-العدد: 5456 – 2017 / 3 / 10 – 23:17

المحور: الثورات والانتفاضات الجماهيرية

إنني ومن خلال متابعتي على اليوتيوب لبرنامج “السلسلة الوثائقية؛ ذاكرة المخابرات السورية” والتي قامت بها وقدمتها تلفزيون “أورينت” وكذلك ومن خلال تلك السنوات الطويلة التي قضيتها وكأي مواطن سوري في ظل ظروف أمنية ورقابية شديدة وقاسية حيث كانت هم تلك الأجهزة هي معرفة أدق تفاصيل حياة الإنسان السوري، وبالتالي فإن جميعنا يدرك كم كانت حياتنا بائسة، بل محزنة ومرعبة حيث التوجس والخوف والشك بكل الناس حتى أقرب الناس والجملة المتداولة بين السوريين بأن؛ “الحيطان لها آذان” لم تأتي عن عبث، بل تلخص وتختصر مفهوم الدولة الأمنية التي تشكلت وتضخمت في سوريا مع الأيديولوجيا البعثية المتحالفة مع برجوازية عسكرية فاسدة والتي يمكن أن نعتبر اللجنة العسكرية التي تشكلت من خمس ضباط، استولوا بعدها على الحكم في سوريا هي النواة الأولى وذلك لم عرف فيما بعد بـ”سوريا الأسد” أو تلك الدولة البوليسية، بأجهزتها الأمنية المختلفة.
لكن موضوعنا ليس التاريخ الأمني لسوريا حيث إنه ملف شائك وغامض وربما سيحتاج لسنوات ومراكز بحثية وجهود مضنية للوقوف على أسرار وخبايا هكذا موضوع ضخم وخطير وذلك لم تم من تكديس لمسائل وقضايا داخل أقبية ومكاتب وزنازين تلك الأفرع الأمنية التي تشكل وبكل تأكيد ليس فقط تلالاً، بل جبالاً من الأوراق والملفات حيث كانت الجهات الأمنية المخابراتية تحاول وما تزال أن تقف على كل شاردة وواردة في حياة المواطن السوري .. إذاً فالقضية كبيرة ومعقدة وشائكة، لكن ما يهمنا هنا هو تفصيل صغير؛ ألا وهو الذي يتعلق بقضية “ربيع دمشق” ومن ثم الإعلان عنه في دمشق وذلك من خلال المؤتمر التأسيس الأول للمجلس الوطني السوري عام ٢٠٠٧ والذي حضرته شخصياً ضمن أعضاء ما يمكن تسميته بالوفد الكوردي أو وفد الحركة الوطنية الكوردية في سوريا وبحضور (١٦٥) عضواً باتوا يشكلون اليوم أغلبية جسم ورموز ما يعرف بالمعارضة الوطنية السورية.
ما ذكرني للوقوف على هذه القضية وكما قلت متابعتي خلال الفترة الأخيرة لبرنامج وتقارير “أورينت” عن المخابرات السورية وعلى الأخص الحلقة السادسة والذي يتحدث فيه العميد منير الحريري؛ ضابط سابق في فرع

103

المدينة (الميسات) للأمن السياسي بدمشق العاصمة عن هذا الجسم السياسي الجديد؛ “ربيع دمشق” ومراقبة الأجهزة الأمنية له ولرموزه وقياداته، بل والالتقاء بالكثيرين منهم يصل لأن يوصف البعض بالأصدقاء، طبعاً ذاك لا يعني تخويناً لأولئك الإخوة حيث ندرك جميعاً وكما أسلفنا؛ بأن الجميع كان خاضعاً للمراقبة الأمنية الدقيقة وهنا يتبادر للذهن السؤال التالي: هل كان النظام جاداً في إجراء بعض الإصلاحات السياسية في البلد والقيام بنوع من الانفتاح على قوى المعارضة وبالتالي انفتاح الغرب عليه بعد “أزمة الحريري” وبوساطة تركية قطرية حيث شهدت تلك المرحلة علاقات قوية بين الجارين تركيا وسوريا وصل الأمر إلى إلغاء الفيزا والرسوم الجمركية والبدء بالكثير من المشاريع الاقتصادية التركية في سوريا .. أم أن النظام كان يراوغ لتثبيت أركانه بعد رحيل الأسد الأب واستلام الابن “بشار” مقاليد السلطة في البلد وسط ممانعة عدد من الرموز القديمة للسلطة وبالتالي لجأ لسياسة الخداع والمكر لتثبيت الأقدام ومن ثم الانقلاب على الجميع.
القراءة الواقعية تقول: بأن النظام كان يريد الاثنتين؛ هي من جهة كانت تبحث عن فرصة لالتقاط الأنفاس وتثبيت الأقدام ومن جهة أخرى تريد تقديم بعض التنازلات الغير جوهرية في بنية النظام كترميم الحكومة ببعض الوزراء من قوى المعارضة “إعلان دمشق” أيضاً في خدمة الهدف الأول، ألا وهو توطين أركان النظام الجديد ولإدراكها بأن لا يمكن في ظروف والمناخات الدولية الجديدة العمل وفق آلية ونهج النظام القديم لدولة بوليسية ربما لم يفوقها قمعاً وتنكيلاً إلا الشقيق الآخر في منظومة البعث ونقصد النظام العراقي الأسبق وهكذا قدم النظام السوري بعض الإشارات بالانفتاح على الديمقراطية والحريات العامة ساعدت على نهضة فكرية ساهمت في ولادة منتديات ثقافية ونشاط سياسي تتوج بكل من “إعلان دمشق” و”المجلس الوطني السوري” والتي يمكن اعتبارها بحق نوع من الانتفاضة التي تشكلت على قاعدة خديعة سياسية من قبل النظام صدقها الكثير من النخب الفكرية والسياسية في البلد وقد وصل الأمر بالبعض للترويج بأن الرجل ويقصدون الرئيس الجديد حينها بأنه شاب ومتعلم بأرقى الجامعات الأوربية فهو بالتأكيد وبحسب تلك الادعاءات “لن يقبل السير في النهج القديم وسوف يؤسس لسوريا جديدة”!!
لكن تناسى هؤلاء بأن من يقبل بهزلية مسرحية لاستلام السلطة، سوف يقبل أن يكون أسوأ مما كان عليه النظام السياسي القديم وللأسف وذلك إن شعر بأي تهديد جدي للكرسي والسلطة والمافيا الحاكمة للبلد وهذا ما وجدناه مع الأزمة الجديدة حيث وحشية الابن فاق الأب وذلك من أجل الحفاظ على السلطة، فإن كان الأسد الأب دمر مدينة لبقائه على الكرسي فإن الابن دمر البلد مع عصابات إجرامية أخرى وذلك من أجل السلطة وذاك الكرسي اللعين .. نعم قامت الانتفاضة السورية مع “ربيع دمشق”، لكنها قامت على أسس هشة ورمال خادعة متحركة أغرقت الكثيرين في وهم التغيير من خلال التعويل على العمل السياسي جعل الكثيرين يدفعون أثمان باهظة؛ سجناً واعتقالاً وأموالاً متناسين بأن لا الظروف الداخلية ولا الخارجية تساعد على التغيير حيث المجتمع ما زال غارق في ثقافة قطيعية قبلية خاضع لفكر ديني طائفي مذهبي وكذلك فإن الظروف الخارجية هي الأخرى ليست لصالح قوى التغيير وللأسف وذاك ما وجدنها أكثر مع الخديعة الكبرى؛ ألا وهي خديعة (الربيع العربي) والتي ما زالت شعوب المنطقة تدفع ضريبتها دماً واقتصاداً ودماراً للبلاد وتشريداً للعباد .. وأخيراً رغم كل ذلك؛ فإن شعوب المنطقة ستنتصر، لكن سيلزم ذلك الكثير من الوقت والجهد وربما الكثير من الخدائع والخديعات.

104

 

زيارة ترامب

وتغير مسار الصراع في المنطقة!

 

الحوار المتمدن-العدد: 5539 – 2017 / 6 / 2 – 04:39

المحور: الثورات والانتفاضات الجماهيرية

ربما كانت زيارة الرئيس الأمريكي؛ “دونالد ترامب” والتي هي الأولى على لائحة زياراته الخارجية وتخصيصها للمملكة العربية السعودية مفاجأة للكثير من المحللين والمهتمين بشؤون المنطقة، لكن بقناعتي هي جاءت نتيجة مقدمات وأسباب عدة ويمكننا قراءة ذلك على عدة سويات؛ أولاً هي تهدف إلى زيادة الاستثمارات الأمريكية في منطقة الخليج وعلى رأسها السعودية حيث حجم العقود والصفقات التي تم عقدها بين المملكة والشركات الأمريكية بحدود 300 مليار دولار تجعل لعاب أي حكومة أمريكية تسيل وتعطي دفعاً قوياً لاقتصادها، مما تجعل الشركات الاحتكارية تضغط على حكومتها وبأن تدفع برأس الدولة للقيام بمثل هذه الزيارة وإن كان هو الذي صرح سابقاً بأن؛ “المسلمين يكرهوننا”. أما القضية الأخرى فهي المتعلقة بقضية الصراع على السلطة في المملكة والمنافسة بين كل من الأميرين “محمد بن سلمان”؛ مهندس الزيارة الترامبية لها ومنافسه الآخر “محمد بن نايف” وجاءت هذه الزيارة كنوع من التزكية للأول؛ أي الأمير “محمد بن سلمان” ولو كانت الصفقة بربط اقتصاد المملكة العربية السعودية بالشركات الأمريكية.
لكن تبقى القضية الأهم والمطلوبة من هذه الزيارة التاريخية للرئيس الأمريكي وذلك إلى جانب الاقتصاد والاستثمارات في المنطقة مما يترتب عليها من تداعيات سياسية وتحالفات إستراتيجية ضمن مفهوم خلق الأزمات واستدامة ما تم تسويقه بـ”الفوضى الخلاقة” وذلك لإعادة ترتيب خرائط جديدة لـ”الشرق الأوسط الجديد” ووفق ما تقتضيه مصالح السياسات الأمريكية، بحكم إنها وريثة الدولتين الاستعماريتين القديمتين في المنطقة؛ أي الإنكليز والفرنسيين. وهكذا ولإعادة رسم تلك الخرائط وتوزيع الأدوار والنفوذ وفق ما تقتضيه مصالح أسياد العالم الجدد، فكانت لا بد من خلق أزمات وحروب وفوضى وذلك بعد استهلاك ما عرف بصراع شعوب المنطقة على أسس عرقية أقوامية وذلك لكي تبقي على تدفق النفط من الشرق للغرب والسلاح بالاتجاه المعاكس.. وهكذا فقد جاءنا أو تم إحياء الصراع الطائفي المذهبي بين السنة والشيعة في المنطقة والتي كان قد بشر بها وزير الخارجية الأمريكي الأسبق “كيسنجر” وذلك عندما قال في سبعينيات القرن الماضي؛ “إن حرب المائة العام القادمة يجب أن تكون حرب سنية شيعية”!!

105
أما بخصوص ارتدادات الزيارة على الملف السوري، فأعتقد بأن الأمريكان وبعد ربط عجلة الاقتصاد السعودي بأمريكا، سيجعلون السعوديين يقتنعون؛ بأن وجود قواتهم على الحدود العراقية الأردنية والذي يعني قطع الهلال الشيعي الإيراني هو بمثابة حماية لأمنهم واقتصادهم من أي تهديد إيراني بإيصال خط نفطها للبحر المتوسط وبالتالي تكون بذلك أخذت موافقة المملكة والخليج ومباركتها على منطقة النفوذ الأمريكي في الشمال والشرق من سوريا، بل وجعلت الخليج والسعوديين يقومون بتمويل قواتهم وعملياتهم العسكرية هناك حيث صفقة المليارات هذه هي بمثابة التمويل لها فمنها ما تفوق المائة مليار دولار للإنتاج الحربي ولو صرفت على البنية التحتية في البلدان العربية لم احتاجت شعوبها لثوراتها.. إذاً وبإيجاز فإن الزيارة هي من جانب؛ لاستنزاف ثروات المملكة العربية السعودية والخليج عموماً وذلك من خلال جعل إيران بعباً في وجه تلك الدول، رغم أن في قدرة الغرب لجم هذه الأخيرة لو أرادوا ذلك ومن جهة أخرى؛ فإنها تهدف إلى تغيير مسار الصراع في المنطقة من صراع عربي-إسرائيلي إلى صراع سني-شيعي وبالتالي إعادة إنتاج الصراعات والأزمات والحروب، لكن على محور أيديولوجي آخر؛ ديني طائفي بدل المحور الإثني الأقوامي، كون هذا الأخير بات محوراً صدأً ولم يعد يحرك صراعات المنطقة بالشكل المطلوب، فكان لا بد من محور آخر وقد وجدوا في الفكر الديني المتشدد (الشيعي والسني) ما كانوا يبتغونه.. وإن كان على حساب أمن وسلامة وحرية شعوب الشرق الأوسط بكل مكوناتها القومية والدينية والمجتمعية للأسف.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

106

 

 

نحن فئران المخابر

لتجريب أسلحتهم وأعتدتهم العسكرية

 

الحوار المتمدن-العدد: 5803 – 2018 / 3 / 2 – 03:17

المحور: القضية الكردية

إن الأمريكان نجحوا في العراق بخلق صراع كردي عربي “شيعي” وذلك بعد أن سمحوا لإيران والجماعات الشيعية بالسيطرة على كركوك واليوم ها هم ينجحون في خلق صراع كردي عربي “سني” وذلك من خلال سماحهم لتركيا والجماعات السنية بالسيطرة على عفرين .. للأسف؛ إنها سياسة “الفوضى الخلاقة” في خلق بؤر توتر جديدة في العالم مع شريكتها الأخرى؛ روسيا حيث صرح رئيسها مؤخراً بأن؛ “عملياتهم في سوريا عززت قدراتهم العسكرية”، بل قال وبصرح العبارة أن “العالم يعرف الآن أسماء أسلحتنا الرئيسية بعد عملية سوريا”.
وهكذا يمكن أن ندرك حقيقة الصراع على المنطقة بأنها عبارة عن خلق مناطق توتر جديدة لتجريب وتسويق الأعتدة الحربية لهذه الدول الكبرى التي باتت تتاجر علنيةً بقضايا الشعوب بحيث يتم خلق صراعات دائمة حيث قال وزير الخارجية الأمريكي الأسبق “كيسنجر” قبل نصف قرن ما يلي: “يجب أن تكون حرب المائة عام القادمة هي حرب سنية شيعية” وذلك عندما أدركوا في سبعينيات القرن الماضي، بأن الصراعات القوموية قد تزول قريباً في منطقة الشرق الأوسط ولا يضر بالقضية إن خلقوا بعض الصراعات الأخرى الباقية من عصر تبلور الفكر القومي مثل قضيتي الكرد والأمازيغ في المنطقة بحيث يكون صراعنا مع الأتراك قومي سني ومع إيران والعراق قومي شيعي.
وبهذه السيناريوهات سوف تستمر تدفق الأسلحة للمنطقة مقابل تدفق الغاز والنفط لهم ولشركاتهم العابرة للقارات والقوميات وحدود الدول الوطنية؛ إنها ثقافة الإمبريالية العالمية وكارتلاتها العملاقة وبالأخص شركات الطاقة والأسلحة ويبدو أن الأتراك ورئيسها أردوغان المعجب جداً بشخصية بوتين حتى في طريقة ركوب الحصان، لكن يبقى التقليد زائفاً وغير اصيلاً ويقع من ظهر الفرس كأي مهرج سخيف حيث راينا سقوطه من على ظهر الفرس والحاشية تحاول لملمة فضيحة سقوطه .. نعم يبدو أن هذا المعتوه هو الآخر يريد أن يجرب بعض من خردته وأسلحته في عفرين ليخرج بعد أيام هو الآخر ويتبجح بأن؛ “العالم بات يعرف أسماء أسلحتنا العسكرية” لربما يجد بعض الدول الأفريقية الفقيرة تطالب شراء تلك الأعتدة الحربية.

 

107
للأسف بات الجميع يريد تسويق بضاعته القاتلة ولو على حساب دماء ودموع الضحايا وحقوق الإنسان والتي باتت آخر من يسأل عنها في سوق النخاسة العالمية داخل أروقة ما تعرف بالأمم المتحدة والمنظمات الدولية الأخرى ذات الشأن بقضايا ما تعرف زوراً وبهتاناً قضايا حقوق الإنسان.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

108

 

هل كان الأمريكان

وراء الإنقلاب (الفاشل) بتركيا؟!

 

إن قضية تصريح الرئيس التركي بصدد خيبة الأمل حيال الموقف الأمريكي من الأزمة السورية والذي جاء في حديثه إلى قناة “سي بي إس” الأمريكية ضمن برنامج “60 دقيقة” بأن “سياسات واشنطن تجاه الحرب المتواصلة في سوريا هي السبب في ظهور تهديد واضح للأمن عند الحدود الجنوبية لتركيا وإصابة قدراتها الدفاعية، فضلا عن لجوء حوالي 3 ملايين سوري إلى تركيا”.

 

وكذلك فقد تطرق ضمناً لمسألة الإنقلاب الفاشلة والذي قال بخصوصها: “لا اعتزم اتهام الولايات المتحدة، لكن الكثيرين (في تركيا) قد يعتبرونها بهذه الطريقة.. هذا ما يشعر به الشعب التركي”، إن كلام الرئيس التركي ربما يضمر الكثير من الخيبات وكذلك الحقائق السياسية والتي تتم سترها وإخفائها وراء لغة ديبلوماسية ثعلبية عرفت عن “أردوغان” وكل المستبدين الجبناء أمام الأكثر قوةً وحبروةً.

 

وهكذا فإن تصريحات الرئيس التركي والإجراءات الأمريكية مؤخراً؛ بمنع أي دور تركي في سوريا والعراق وعلى الأخص قضيتي الموصل والرقة وتحريرهما من “داعش” والتي حاولت تركيا وبكل ديبلوماسيتها ومرتزقتها وقوتها العسكرية واللوجستية، أن تكون جزءً من التحالف الدولي في تحرير المدينتين وتحت شعار “محاربة الإرهاب” واجهةً، لكن في حقيقة الأمر لتعيد أمجاد الإمبراطورية العثمانية وهذه ما كشفها هي نفسها من خلال تصريحات بعض قادتها بعد أن فقدوا الأمل في المشاركة.

 

وهكذا فإن تصريحات الرئيس التركي والإجراءات الأمريكية مؤخراً؛ بمنع أي دور تركي في سوريا والعراق وعلى الأخص قضيتي الموصل والرقة وتحريرهما من “داعش”ال الأزمتين السورية والعراقية للضغط على الغرب والأمريكان في مسائل وقضايا سياسية وإقتصادية إرتزاقية حيث كلنا شاهدنا كيف أن تركيا أستغلت قضية اللاجئين السوريين بكل خباثة ودنائة وعندما حاول الغرب التعويض عنها بالدولة ليونانية في ملف اللاجئين، فإنها _أي تركيا وبطريقة حربائية تركت كل عنترياتها الجوفاء وركض الرئيس أردوغان لكل من تل أبيب وموسكو مترجياً ومطالباً للعفو والسماح.

 

_ والتي حاولت ترلكيا وبكل ديبلوماسيتها ومرتزقتها وقوتها العسكرية واللوجستية، أن تكون جزءً من التحالف الدولي في تحرير المدينتين وتحت شعار “محاربة الإرهاب” واجهةً، لكن في حقيقة الأمر لتعيد أمجاد الإمبراطورية العثمانية وهذه ما كشفها هي نفسها من خلال تصريحات بعض قادتها بعد أن فقدوا الأمل في المشاركة.يا كذلك وبالتالي جرها إلى بداية الصراعات الداخلية تمهيداً للتفتيت والتقسيم السياسي وربما الجيوسياسي أيضاً.

 

http://m.ahewar.org/s.asp?aid=539535&r=0&cid=0&u=&i=1375&q=

 

 

 

 

109

 

 

 

 

الكرد

واللعبة الدولية الجديدة

 

 

“إعلان مبادئ” المجموعة المصغرة

بشأن الحل في سوريا

 

نعلم جميعاً بأن هناك مسارين أو لنقل جبهتين تعملان عسكرياً وسياسياً في الملف والجغرافية السورية حيث هناك المحور الروسي الإيراني الداعم للنظام السوري وينسق معهم الحكومة التركية في عدد من الملفات وبالأخص ما يتعلق بالشمال السوري وقطع الطريق على الإدارة الذاتية لتحقيق المزيد من المكاسب السياسية في واقع جيوسياسي يتغير بفعل تحريك القوات على الأرض وهذه المجموعة حاولت وما زالت عبر مؤتمرات ولقاءات خاصة بها في كل من عواصم تلك البلدان وكذلك في مؤتمرات سوتشي وأستانا الوصول لبعض التفاهمات السياسية حول مختلف القضايا المتعلقة بالشأن السوري.. وهناك بالمقابل المحور الأمريكي مع عدد من الحلفاء والذي بات يعرف مؤخراً بـ”المجموعة المصغرة” والتي تضم كل من الولايات المتحدة، فرنسا، بريطانيا، السعودية والأردن وهي باتت تسيطر مع قوات سوريا الديمقراطية بدعم التحالف الدولي على ثلث الجغرافية السورية وتجد عبر الهيئات الدولية وقرارات مؤتمرات جنيف وبالأخص القرار 2254 الحلول المقبولة والتي يمكن وفقها إحياء وإعمار الدولة السورية مجتمعاً وسياسة واقتصاد ومؤخراً فقد “حصلت مراسلة RT في جنيف دينا أبي صعب على تسريب لإعلان مبادئ “المجموعة المصغرة من أجل سوريا” الذي يفترض أن تسلمه دول المجموعة الخمس للمبعوث الأممي الخاص ستيفان دي ميستورا الجمعة” ومن أهم البنود الواردة في تلك الوثيقة هي:

أولا: الأهداف العامة كمجموعة من الأهداف السياسية كشرط ضروري “لعلاقات طبيعية مع الحكومة السورية، والتي ستنجم عن العملية السياسية وفقا لقرار مجلس الأمن 2254، فإن أعضاء المجموعة المصغرة يسعون إلى حكومة سورية تكون:

أ‌- ليست راعية للإرهابيين ولا تؤمن بيئة آمنة لهم.

ب‌- خالية من أسلحة الدمار الشامل، وتنهي على نحو موثوق برامجها لأسلحة الدمار الشامل.

ج- تقطع علاقاتها مع النظام الإيراني ووكلائه العسكريين.

د- لا تهدد جيرانها.

هـ- تخلق شروطا للاجئين من أجل أن يعودوا بأسلوب آمن وطوعي وكريم إلى منازلهم باشتراك الأمم المتحدة.

110

و- تلاحق وتعاقب معا، مجرمي الحرب ومرتكبي الجرائم ضد الإنسانية، أو تتعاون مع المجتمع الدولي في القيام بذلك.

ثانيا: يجب أن تجري العملية السياسية تحت رعاية الأمم المتحدة في متابعة القرار 2254، مؤدية إلى إصلاحات دستورية وانتخابات بإشراف الأمم المتحدة. وينبغي للعملية السياسية أن تنتج مساءلة وعدالة انتقالية ومصالحة وطنية حقيقية.

ثالثا: لن يكون هناك مساعدة دولية في إعادة الإعمار في المناطق الواقعة تحت سيطرة الحكومة السورية التي تغيب فيها عملية سياسية ذات مصداقية تؤدي بشكل ثابت إلى إصلاح دستوري وانتخابات بإشراف الأمم المتحدة، من أجل إرضاء الدول المانحة المحتملة.

رابعا: لجنة دستورية تحت رعاية وضبط الأمم المتحدة، هي الآلية الملائمة لمناقشة الإصلاح الدستوري والانتخابات، والوصول إلى حل سياسي من أجل سورية، وينبغي على الأمم المتحدة أن تشكل اللجنة الدستورية بأسرع وقت ممكن.

خامسا: وإذ يتم تمييز اللجنة الدستورية بأنها يجب أن تبقى اختصاصا حصريا للأمم المتحدة، فإن المجموعة تشجع الأمم المتحدة على أن تؤمن انخراط جميع القوى السياسية السورية المطلوبة لتفعيل وتنفيذ الإصلاح الدستوري وانتخابات بإشراف الأمم المتحدة، ولا سيما الحكومة السورية وممثلين عن شمال شرق سورية، وشخصيات المعارضة السورية الراغبة في الالتزام بحل يتوافق مع المبادئ الموصوفة هنا.

سادسا: الهزيمة النهائية لداعش، ودعم استقرار المناطق المحررة من جانب التحالف الدولي وشركائه، هي عناصر ضرورية لحل سياسي في سورية.

سابعا: إنّ أي جهد لتخفيف الأزمة الإنسانية ولا سيما على طول الحدود مع الأردن والجولان وتركيا، بشكل يتسق مع المبادئ أعلاه ينبغي تشجيعه.

ثامنا: إن المجموعة المصغرة سوف تتخذ جميع الخطوات الضرورية لردع استخدام الأسلحة الكيميائية في سورية”.

 

أما فيما يتعلق بالإصلاح الدستوري فإن اللجنة المصغرة تقترح وتوصي بما يلي:

1- ينبغي تعديل صلاحيات الرئيس لتحقيق توازن أكبر بين السلطات من جهة، وضمانات استقلال مؤسسات الحكومة المركزية والإقليمية من جهة أخرى.

2- ينبغي أن يقود الحكومة رئيس وزراء ذو سلطات قوية مع تحديد واضح للصلاحيات بين رئيس الوزراء والرئيس. رئيس الوزراء والحكومة يجب تعيينهما بطريقة لا يعتمد على موافقة الرئيس.

3- القضاء ينبغي أن يتمتع باستقلال أكبر.

4- يجب تنفيذ إشراف مدني على القطاع الأمني بعد إصلاحه، مع صلاحيات محددة بوضوح.

5- ينبغي، وبشكل واضح، تخويل السلطات وجعلها غير مركزية، بما في ذلك على أساس مناطقي.

6- يجب إزالة القيود على الترشيح للانتخابات، ولا سيما تمكين اللاجئين والنازحين وأولئك الذين تم نفيهم من سوريا من الدخول في المنافسة الانتخابية بما في ذلك على منصب الرئاسة.

 

وأخيراً وبخصوص الانتخابات القادمة فإن اللجنة تقترح التوصيات التالية:

1- إطار انتخابي انتقالي يلبي المعايير الدولية متيحا مشاركة عادلة وشفافة بما في ذلك فإن من المطلوب وجود جسم إدارة انتخابات متوازن ومهني.

2- الأمم المتحدة ينبغي أن تطور سجل ناخبين كامل وعصري وفق معايير متفق عليها تمكن جميع السوريين من المشاركة في الانتخابات والاستفتاءات.

3- من المطلوب تفويض رقابة أممية قوية منصوص عليها بقرار مجلس أمن مسخر لذلك، من أجل تمكين الأمم المتحدة من ضمان مسؤولية كاملة في إجراء انتخابات حرة ونزيهة في سورية من خلال:

أ- تأسيس جسم إدارة انتخابات.

ب- نوايا حسنة ودعم سياسي في إصدار التشريع الانتخابي.

ج- التحقق على نحو مستقل من أن تشريعا انتخابيا انتقاليا وإطارا تنظيميا يلبي أعلى المعايير الدولية.

د- دور في العمليات اليومية للإدارة الانتخابية الانتقالية، ومؤسسات الشكاوى الانتخابية.

هـ- دور في صناعة القرار التنفيذي للجسم الإداري الانتخابي والتعامل مع الشكاوى الانتخابية.

و- المصادقة على نتائج الانتخابات والاستفتاءات خلال الانتقال إذا لبّت الانتخابات المعايير المطلوبة.

 

111

إننا ومن خلال قراءة البنود والمقترحات والتوصيات السابقة نلاحظ عدد من القضايا الجوهرية في الملف السوري والتي هي ستكون بمثابة العناوين الأساسية لعمل المجموعة في تغيير بنية النظام والدولة السورية والتي تتلخص بقناعتنا بالنقاط الجوهرية التالية:

  • محاربة الإرهاب في سوريا إلى ان يتم القضاء التام عليه وبالأخص في المناطق الخاضعة له شرق الفرات أي تلك المناطق الخاضعة لقوات سوريا الديمقراطية والإدارة الذاتية.
  • تغيير بنية النظام السياسي في سوريا من دولة مركزية إلى دولة لا مركزية على أساس أقاليم وكانتونات جغرافية إدارية بحيث تكون هناك حكومة في المركز دمشق وحكومات إقليمية محلية لها صلاحيات واسعة وليست إدارات محلية دون صلاحيات كما كان في عهد النظام الأمني البعثي.
  • مشاركة كل الأطياف والمكونات وبشكل أخص كل من النظام والإدارة الذاتية وبعض الشخصيات المعارضة في إيجاد حلول لمختلف القضايا السياسية والوطنية العالقة وذلك حول طاولة المفاوضات وتحت إشراف دولي للأمم المتحدة وانطلاقاً من المبادئ التي تم التوصل إليها في مؤتمرات جنيف وبالأخص القرار (2254).

  • إعادة كتابة الدستور السوري بما يتلاءم مع الواقع السياسي الجديد في سوريا بحيث يكون منسجماً وفق المبادئ والقوانين الدولية.

  • تقليص صلاحيات رئيس الجمهورية ومنح صلاحيات واسعة لرئيس الحكومة واستقلاليته عن وصاية رئيس الدولة.

  • منح القضاء استقلالية أوسع في عملها وصلاحياتها.

  • وضع الأجهزة الأمنية تحت رقابة وسلطة مدنية.

  • إخراج إيران من المنطقة.

  • إعادة اللاجئين بعد إعادة الأمن والحياة السلمية وإعمار البلد.

  • خلو سوريا من أي سلاح تدمير شامل.

  • عودة المنفيين السياسيين والمشاركة في الانتخابات تصويتاً وترشيحاً.

  • وهكذا فإن ما سبق من شروط وتوصيات للمجموعة المصغرة يمكن القول بأنها المبادئ الأساسية لأي حل واقعي في سوريا وبقناعتنا الشخصية ستكون تلك هي المداخل التي ستفرض خلال المرحلة القادمة في سوريا وإلا فإن البلاد ستذهب إلى التقسيم الواقعي على الأرض حيث ما عرف أو قيل عن “سوريا المفيدة” تحت وصاية الروس والإيرانيين، بينما شرق الفرات تحت الوصاية الأمريكية مع الأعضاء الآخرين للمجموعة الدولية المصغرة وجيب الشمال الغربي تحت الوصاية التركية وستكون تلك أسوأ الحلول حيث عفرين بالمحصلة ستكون أكبر كوارثنا نحن كشعب وقضية كردية.

     

    http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=611568

     

     

     

     

     

     

     

     

     

     

     

    112

     

    العباءة الأمريكية

    وظلالها على القضية الكردية

     

    هناك من يريد أن يتذاكى على شعبنا ويقول؛ أنتم تدفعون ضريبة احتمائكم بالعباءة الأمريكية وعدم الدخول تحت الخيمة الوطنية، مما دفع بالحلف الروسي الإيراني السوري لأن يدفعكم الضريبة غالياً في عفرين وبعيداً عن حقيقة أن الجميع يتمنى الدخول تحت العباءة الأمريكية بمن فيهم النظام ولا نريد أن نقول الروس أنفسهم مع أن الواقع على الأرض يقول كذلك حيث الأمريكان يعاقبون الروس وحينما يمدون أيديهم للمصافحة، فإن الروس ينسون أو يتناسون كل تلك العقوبات والخلافات ويركضون للحضن الأمريكي، لكن ورغم كل ذلك فها إننا نقول لأولئك المتذاكين ما يلي:

     

    إن القيادات الكردية تدرك جيداً بأن لولا الدعم و”العباءة” الأمريكية، لما تحقق لها ما تحقق لا في إقليم كردستان ولا روجآڤا؛ يعني وبصريح العبارة فإن الكرد المتأمركين هم من استطاعوا أن ينالوا بعض المكاسب والامتيازات ويحققوا لشعبنا بعض الحقوق وذلك على غرار العرب المتبربطين -نسبةً لبريطانيا العظمى- قبل قرن وبعكس العرب المتعثمنين حينذاك والكرد الجيدين والمتأورسين -نسبةً للروس- ومن قبلهم المتشعويين والمتأركسين في أيامنا هذه حيث هؤلاء خرجوا ويخرجون من “المولد بلا حُمُّص” وحتى بلا عدس كمان.

     

    ولذلك عزيزي دعك من تلك الاسطوانة التي ترددها وتريد أن تتذاكى بها علينا وعلى القيادات الكردية عموماً بالقول؛ أن عليهم الخروج من تحت العباءة الأمريكية والعودة لحضن الوطن، فبالله عليكم متى اعتبرونا أساساً من الوطن، ألسنا دائماً في عرفهم انفصاليين وطابور خامس وأي وطن وفي حقيقة الأمر هذه سلطات احتلال لوطننا.. وأخيراً؛ هل سألتم أنفسكم يوماً، لما الكردي يلجأ لمساعدة الخارج ضد (أبناء الوطن) يا أيها الوطني فوق العادة.. فعلاً بؤس الأخلاق حينما نجعل الجلاد ضحية والضحايا جلادين!!

     

     

     

     

     

     

     

     

     

     

     

    113

     

    الوحدة الكوردية

    بات من مصلحة النظام السوري!!

     

    بحسب أحد الفيسبوكيين الكورد فإن السيد “عمر أوسي عضو مجلس الشعب السوري وعضو وفد النظام في جنيف في تصريحٍ له اليوم قال: أنّ وجوده في وفد النظام كان بقرار من بشار الأسد شخصياً ويُكمل ويقول أنّه حصل على ضمانات لحل القضية الكُردية.. ويختم تصريحه: أنّه مستعد للانسحاب من وفد النظام والانضمام لوفد مشترك بين المجلس الوطني الكُردي وحزب الاتحاد الديمقراطي!!!”. وقد أستنتج صديقنا الفيسبوكي من حديث السيد أوسي التالي: “..أنّ مهمّته التي تمّ رسمها له من قبل بشار الأسد هي كالتالي: المشاركة في وفد النظام كشخص كُردي والعمل على إيهام المجتمع الدّولي أنّ النظام لا مشكلة له مع الكُرد، وبالتّوازي مع هذا تمّ منحه الصّلاحية المطلقة (إن استطاع ) للقيام بدور جمع المجلس الوطني الكُردي مع حزب الاتحاد الديمقراطي (صالح مسلم) في وفد مستقل..”.

     

    بل ويضيف هذا السياسي الفيسبوكي ويتحفنا بالإستناج التالي؛ “الإنسان الذي يملك القليل من الفهم الواقعي ويتمتّع بحس سياسي سيعلم أنّ صالح مسلم لم يفك إرتباطه بالنظام بعد ولذلك سيكون أكثر المستفيدين من جمع حزب صالح مسلم مع المجلس الوطني الكُردي هو نظام الأسد وإلّا لما تجرّأ عمر أوسي على هكذا طرح وهو موجود في حضن النظام واللبيب من الإشارة يفهم…”. طيب يا حضرة السياسي الكوردي والمحلل العبقري؛ وماذا تفعلون كمعارضة في جنيف، أليس لمشاركة النظام السوري لتشكيل “حكومة وحدة وطنية”، طبعاً إن قبل بكم النظام.. ثم ما يضيرك إن كان النظام قد عمل مراجعات سياسية وتوصل إلى قناعة أن يعمل وينسق مع الكورد مع العلم إنني أنفي هذا الإحتمال على الأقل في المرحلة الحالية ألم يذهب الرئيس بارزاني لبغداد من أجل حقوق شعبه وفاوض نظاماً أكثر ديكتاتوريةً وإجراماً، فما الضير أن تنسق مع نظام دمشق لتنال حقوق شعبك إن أستطعت، ثم أن الرجل يقول: “مستعد للانسحاب من وفد النظام والانضمام لوفد مشترك بين المجلس الوطني الكُردي وحزب الاتحاد الديمقراطي” فهل هذا الموقف يسجل له أم يسجل عليه وهو الذي يطالب بوحدة الموقف والصف الكوردي.

     

    وأخيراً أود أن أوصل رسالة قصيرة لأصحاب هذه (المدرسة الصبيانية) في السياسة؛ بئس هكذا قراءات وبؤس أمةٍ أنتم ساستها وقادتها .. يعني يا رجل أن تكون تابعاً ككوردي في وفود الآخرين، أم أن يكون لك وفداً مستقلاً واحداً يضم كل الطيف السياسي الكوردي ليفاوض الآخرين على حقوق شعبك .. لكن يبدو أنه وعند وحدة الخطاب والكلمة الكوردية، فإن الكثيرن من (المناضلين والأحزاب الفيسبوكية) سيجدون أنفسهم خارج المعادلات السياسية حيث وللأسف فإن أغلب هؤلاء يجدون في الخلافات الكوردية والمهاترات الحزبية ساحة وفرصة، لكي يكون لهم دور وأصوات خلبية في تلك الساحات والميادين.

     

     

     

     

     

     

     

     

    114

    أمريكا ..

    هل تجبر تركيا على الخروج من الحضن الروسي؟

     

    ترامب وأمريكا عموماً تفكر بعقلية تجارية وبالتالي يمكننا القول: بأنها لا تعاقب تركيا وأردوغان لسواد عيون الكرد وقضاياهم ولا لكونها دعمت وتدعم الإرهاب والجماعات السلفية التكفيرية من جبهة النصرة وداعش وكل الفصائل الاسلاموية المحسوبة زوراً على السوريين تحت مسمى الجيش الحر وكذلك هي لا تعاقبها من أجل قضية القس والتي تورطت بها تركيا وحاولت أن تقلد الأمريكان في رفضهم لتسليم فتح الله غولن، بل بقناعتي هناك أسباب أهم وأهمها على الإطلاق هو إخراج تركيا من الحضن الروسي وإفشال صفقات الأسلحة وخاصةً منظومة الدفاع إس400 والتي جاءت هي الأخرى ضمن ردود أفعال تركيا في لي ذراع الأمريكان.

     

    وبالتالي فإننا يجب أن نفهم بأن العقوبات الأمريكية الأخيرة على تركيا هي لإعادتها إلى حظيرة الناتو وكذلك إفهام أردوغان وحكومته؛ بأن لا خروج عن الطاعة للدولار بحيث تلعب تركيا بذيلها وتعقد مع مجموعة البريكس الخمسة اتفاقيات بالتبادل التجاري بالعملات المحلية وليس الدولار ولذلك فأعتقد بأن هذا الضغط الأمريكي سيجبر تركيا للعودة مجدداً للحضن الأمريكي، كونها تدرك بأن خلافاتها مع الروس هي أكثر بكثير مما يجمعهما حيث لم يجمعهما إلا صراعهما مع واشنطن في السيطرة على الجغرافية السورية وبالأخص الكردية بالنسبة لتركيا.. وهكذا وبقناعتي ستكون هذه بداية النهاية لشهور العسل بين البلدين وإنهاء الوجود التركي في سوريا.

     

    http://xeber24.org/archives/121018

     

     

     

     

     

     

     

     

     

     

     

    115

     

     

     

    إيران ونظام الملالي

    في مرمى منظومة المجتمع الديمقراطي الكوردستاني!!

    كان وما زال حزب العمال الكوردستاني ومنظومة المجتمع الديمقراطي الكوردستاني عموماً متهماً وعلى الدوام بالخضوع للإملاءات السورية الإيرانية وذلك من قبل المناوئين لهم سياسياً أو على الأقل وبنظر المحايدين تعمل بالتنسيق مع المحور الروسي الإيراني ولكن وبما أن في السياسة “لا أصدقاء دائمين وإنما مصالح دائمة” وكون بات من مصلحة المنظومة، التنسيق مع المحور الغربي الأمريكي والذي كان يرفض سابقاً التعامل مع حزب العمال الكوردستاني بحجة الإرهاب ولتقاطع مصالحها مع تركيا في المنطقة بحيث كانت تجبر الغرب على عدم التعامل مع هذه المنظومة الكوردستانية.. ولكن ونتيجةً للمقاومة البطلة والشرسة والتي أبداها قوات الحماية الشعبية في كوباني والعائدة لحزب الإتحاد الديمقراطي الفرع السوري للعمال الكوردستاني وذلك بوجه مرتزقة الدولة الإسلامية “داعش” فقد أجبر العالم وبما فيها أمريكا إلى مد يد المساعدة والتعاون مع هذه المنظومة الكوردستانية؛ ألا وهي منظومة المجتمع الديمقراطي كونها تدافع عن قيم الحرية والمدنية في وجه القوى الظلامية التكفيرية وهذه السياسة الأمريكية والغربية الجديدة وكذلك التوافق السياسي الكوردستاني بين أربيل وقنديل والذي أنعكس في توافق دهوك بين القوى الكوردية في غربي كوردستان جميعها؛ أي جميع تلك المقدمات قد مهد السبيل لأن يتخذ الجميع ومنها المنظومة مواقف سياسية جديدة وعلى صعد مختلفة وآخرها الموقف من النظام الإيراني وتعامله مع المسألة الكوردية وعلى الأخص منها قضية المعتقلين والمضربين عن الطعام في سجون الملالي.

    حيث وبخصوص هذه المسألة فقد أوردت وكالات الأنباء بأن منظومة المجتمع الكوردستاني حذرت السلطات الإيرانية لما ترتكب من جرائم بحق شعبنا الكوردي في ذاك الإقليم المغتصب من الدولة الإيرانية وقد أورد موقع ولاتي نت وذلك نقلاً عن المنظومة ما يلي: (حيال المضربين عن الطعام في سجن أورمية بشرق كوردستان والذي دخل يومه 24 قالت منظومة المجتمع الكردستاني في بيانها إن المعتقلين الثوريين مضربون عن الطعام منذ 24 يوماً وذلك رداً على “الممارسات القمعية والنفي، ووضع المعتقلين الجنائيين والمدمنين واللصوص في مهاجع المعتقلين السياسيين، وفرض العمالة وكذلك انتهاك الحقوق حيث هي التي أدت بالمعتقلين السياسيين للإضراب عن الطعام“. وكما أكدت المنظومة أن المعتقلين السياسيين يتعرضون للتهديد بالإعدام بشكل مستمر ومضيفةً بأن “السبب الأساسي للمشكلة هي القضية الكوردية“. وقد اشار البيان ان“الدولة الإيرانية تمارس التعذيب والإعدام ضد المعتقلين الثوريين مثل سيف ديمقليس وهو مسلط على رؤوسهم.. وإن السلطات الإيرانية تمارس العنف والقمع ضدهم، وتنتهك حقوقهم، وأن هذا الأمر ليس من مصلحة إيران، ولا لمصلحة الشعب الكردي وبقية الشعوب. وإن الحل الأمثل والإنساني هو في حل القضية الكردية بشكل عادل وذلك عبر الحوار والمفاوضات”).

    116

    وكذلك فقد أضافت منظومة المجتمع الكردستاني في بيانها ذاك وبحسب الموقع (انه على أبناء الشعب الكوردي التصدي لممارسات الدولة الإيرانية) حيث جاء في البيان ما يلي؛ “من المعروف أن الشعب الكوردي لن يقف مكتوف الأيدي تجاه سياسات الاعتقال والإعدام وجميع الانتهاكات التي تمارسها إيران.فنحن نشهد في هذه المرحلة تطورات مهمة في روج آفا وفي الشرق الأوسط، حيث لم تعد السياسات المعادية للشعب الكردي تفيد أحداً“. وقد حذرت المنظومة الكوردستانية الحكومة الايرانية بالقول “إذا فقد أحد حياته في الإضراب عن الطعام فسيؤدي ذلك إلى نتائج وخيمة، لذلك نتوجه بالنداء للدولة الإيرانية بالكف فوراً عن سياساتها والاستجابة لمطالب المضربين عن الطعام. كما نتوجه بالنداء لأبناء شعبنا ولجميع الشعوب بدعم ومساندة مقاومة السجون من خلال تنظيم الفعاليات الجماهيرية الفعالة“. وهكذا نلاحظ بأن البيان والنداء جاء محذراً للدولة الإيرانية ونظام ولاية الفقيه والملالي والذي يمارس سياسات قمعية بحق شعبنا الكوردي في شرقي كوردستان وهي تعتبر رسالة تحمل معاني عدة؛ أولاً بداية فك الإرتباط مع المحور السوري الإيراني وثانياً التأكيد على أن المنظومة تحمل مشروعاً كوردستانياً وفي الأجزاء الكوردستانية الأربعة وأخيراً هو تأكيد للغرب وأمريكا؛ بأن بقدر مساعدتكم لمنظومة المجتمع الديمقراطي الكوردستاني سيكون موقفنا قريباً من سياساتكم وأجنداتكم في المنطقة وأعتقد أن منظومة العمال الكوردستاني قادرة على الإنتقال من محور لمحور سياسي آخر وذلك على الرغم من مواقفه وسياساته الأيديولوجية؛ حيث بالأخير فإن المواقف خاضعة للمصالح على الأرض وإن من مصلحة المرء أن يكون إلى جانب القوي وليس الضعيف واليوم أمريكا هي أقوى دولة تقود اللعبة السياسية فمن مصلحة شعبنا أن يكون التنسيق معها وإن البيان يدعو إلى نهج هذه السياسة الجديدة داخل المنظومة الكوردستانية.

    http://xeber24.net/nuce/46450.html

     

     

     

     

     

     

     

     

     

     

     

     

     

     

     

     

     

     

    117

     

     

    أين الأبواق ..

    التي كانت تخوّن الكورد..؟!!

    لقد قرأنا الكثير من المقالات والبوستات لمثقفين عرب وكورد وللأسف والتي كانت تخوّن الكورد أو على الأقل كل من يطالب بوحدة الصف الكوردي ودعوة المجلسين الكورديين للحوار والإلتقاء وذلك بحجة أن الطرف الآخر؛ مجتمع غربي كوردستان على علاقة مع النظام وإنه جزء من منظومة وتيار سياسي؛ هيئة التنسيق الوطني لقوى التغيير الديمقراطي والذي يساند بحسب الزعم النظام بمواقفه السياسية وبالتالي كان كل من يطالب بأي تقارب بين المجلس الوطني الكوردي ومجلس غربي كوردستان هو متهم في “وطنيته وثوريته” ولكن ومنذ فترة تتناول وسائل الإعلام تقارباً بين طرفي المعارضة السورية نفسها؛ أي الإئتلاف الوطني وهيئة التنسيق (المتهمة بوطنيتها وثوريتها) حيث ((ذكر الطرفان بحسب موقع خبر 24 وفي بيان صحفي مشترك تلقت وكالة الأنباء الألمانية نسخة منه الأربعاء أن “وفداً من الائتلاف الوطني وآخر من هيئة التنسيق اجتمعا في باريس بتاريخ 22 إلى 24 شباط/ فبراير الجاري، واتفقا على متابعة المرحلة الإيجابية والبناءة في العلاقة بينهما، وأكدا على ضرورة التواصل مع كافة قوى المعارضة السياسية والثورية بهدف التوصل إلى رؤية وخطة عمل مشتركة حول التسوية السياسية”)).

     

    وبحسب الموقع نفسه فقد ((أشار الطرفان إلى أن الهدف الأساسي من التسوية السياسية هو “قيام نظام مدني ديمقراطي أساسه التداول السلمي للسلطة والتعددية السياسية، وضمان حقوق وواجبات جميع السوريين على أساس المواطنة المتساوية”، مؤكدين أن هذه الخطوة تأتي استكمالاً لحوار القاهرة بتاريخ 23 كانون أول/ ديسمبر 2014، “وفي ظل الحاجة الماسة لقوى المعارضة لتوحيد كلمتها وجهودها لمواجهة استمرار أعمال القتل والعنف والتدمير على كامل الساحة السورية””.. إننا بالتأكيد مع أي تقارب وطني سوري أو إقليمي ودولي وعلى الأخص في الملف السوري، ولكننا فقط نتساءل، بل نستغرب من هذا الصمت المريب من أولئك الأبطال الفيسبوكيين و”الثوريين فوق العادة” والذين كانوا يرفضون أي تقارب بين الكورد بحجة (عمالة حزب الإتحاد الديمقراطي للنظام السوري) لما لا نسمع (أي إدانة) منهم ومن هذا التقارب للإئتلاف الوطني مع أحد الأطراف السياسية (المحسوبة على النظام) .. أم أن الخيانة فقط تهمة “تليق” بالكورد وحدهم دون سائر الأطراف السياسية، لكن لا عتب على الآخرين وإنما كل العتب على مراهقي السياسة والكتابة في الوسط الكوردي؛ فكم وكم تلزمنا الدروس لنتعلم ما هي اللعبة السياسية.

     

    رابط البوست على موقع خبر24

    http://xeber24.org/nuce/55940.html

     

     

     

     

     

     

     

    118

     

    خارطة الطريق الجديدة

     

    هل يعيد التاريخ نفسه؟ إننا سنحاول الإجابة على السؤال المطروح وذلك من خلال سياق مقالنا هذا والذي يأخذ شرعيته مما نراه اليوم وما تشهدها وتعيشها المنطقة من تغيرات وثورات داخلية إقليمية؛ حيث وبالعودة إلى بدايات القرن الماضي، دخلت ما تعرف حالياً بالمنطقة العربية والشرق أوسطية في حروب وثورات وطنية وصراعات قومية ضد الشريك التاريخي في الخلافة العثمانية، فكانت من نتائجها انهيار الخلافة العثمانية وحلفائها (مجموعة الدول التي عرفت بالمحور) في مواجهة عسكرية مع دول التحالف وكانت الحربين العالميتين وملايين الضحايا وأزمة اقتصادية عالمية وعدد من المعاهدات والاتفاقيات الدولية والتي أوجدت عدد من الدول الناشئة على أسس قومية عرقية وأضافتها إلى المجموعة الدولية ومؤسساتها؛ كالمجوعة العربية مثالاً ونموذجاً عن الحالة والمناخ السياسي الجديد في العالم.

    ولكن لم يكن الحالة والولادة الجديدة لخارطة الطريق آنذاك كاملةً، بل تركت عدد من الجغرافيات والأزمات دون حلول كبراميل بارود قابلة للتفجير في اللحظة الضرورية والمناسبة، مثل القضية القومية لعدد من شعوب المنطقة كالكورد والأمازيغ والأرمن.. وغيرهم؛ حيث كانت تستغل هذه القضايا وشعوبها من قبل كل الأطراف واللاعبين والتي لها أجندات ومصالح في المنطقة، إن كانت إقليمية أو دولية وما مرت بها مجموع الثورات والحركات السياسية الكوردية إلا نموذج ومثال بارز وفاضح لتلك السياسات الاستغلالية والتي مارسها – وما زال يمارسها – كل اللاعبين السياسيين في المنطقة. حيث تُركت المسألة الكوردية – من ضمن القضايا القومية – العالقة في منطقتنا وذلك على الرغم من الواقع الجيوسياسي الشبيه والمطابق للواقع العربي؛ كشعب يعيش على أرضه التاريخية وبالتالي فله الحق ذاته في تكوين جغرافيته السياسية.

    بل تُرك الكورد – والآخرين – من الذين حرموا من الحقوق السياسية كمجموعات عرقية متمايزة عن القومية السائدة ضمن الجغرافيات السياسية الجديدة، كأزمات عند الطلب ونزيف مستدام في أجساد هذه الكيانات السياسية والضغط من خلالها لتمرير المصالح والأجندات التي تخدم تلك المصالح والامتيازات؛ حيث من المعلوم إن المجموعة الدولية بقطبيها التاريخيين السابقين (الاتحاد السوفيتي ومعسكرها الاشتراكي في مقابل الولايات المتحدة الأمريكية وحلفائها الأوربيين) كل كان يدعم مجموعة النظم السياسية السائدة آنذاك والشبيهة إلى حد التطابق – وقع الحافر على الحافر – على الأقل في المسألة الكوردية؛ حيث من المعلوم بأن الجغرافية الكوردستانية وبموجب المعاهدات الدولية (لوزان وسيفر وسايكس بيكو و.. غيرها) قد قسمت بين أربع دول (تركيا، العراق ، إيران وسوريا) وهذه الدول بدورها كانت منقسمة بولاءاتها السياسية بين كل من المعسكرين السابقين.

    ما نريد أن نقوله هنا بأن مجموعة الدول والتي كانت تقود السياسة الدولية وحروبها قد رسمت خارطة طريق للمنطقة حينها وتركت عدد من الأزمات السياسية والدولية دون حلول ليتم من خلالها تمرير مشاريعها وأجنداتها السياسية مثلما نراه وما تعيشه الحالة والقضية الكوردية في المنطقة؛ حيث تم تقسيم كوردستان بين الدول الأربعة تلك وتلك الدول بدورها تم تقسيمها وتوزيع خيراتها بين كل من المعسكرين السابقين (أمريكا والاتحاد السوفيتي السابق) وحلفائهما في المنطقة، فكانت كلٍ منهما تعتبر هذه الدول عبارة عن حدائق خلفية لها تستورد منها النفط والخامات الأولية لتعيد إليها كمنتج صناعي وتكون بتلك العملية قد ضمنت حصة الأسد من العملة الصعبة، ولكن كان هذا هو الجانب الأقل نفعاً لهم والأقل ضرراً بالنسبة إلينا ضمن المشروع السياسي الاستعماري المتبع.

    أما الجانب الأكثر ضرراً والذي عانين منه وما نزال فهو المنتوج العسكري والحربي وإشعال الحروب والفتن في العديد من مناطق العالم ومنها المنطقة الشرق أوسطية، بل ورعاية هذه الأنظمة الديكتاتورية وحمايتها خلال الحرب الباردة بين المعسكرين وحتى إلى وقتٍ قريب. لا يعني هذا وبكل الأحوال إننا نُحمّل العامل الخارجي كل ويلاتنا ومصائبنا وبالتالي نقوم بتبرئة أنفسنا من تبعات ما تعانيه المنطقة اليوم من ويلاتٍ وحروب، ولكن فقط للتوضيح وتسليط الضوء على الدور الذي تقوم به تلك الدول والتي لها أجندات ونفوذ قوي في المنطقة ومن كلا المعسكرين؛ وخاصةً بما يتعلق بالمنتوج الحربي، فما هو ملاحظ بأن مصانع الانتاج العسكري في تلك البلدان هي الأكثر إنتاجاً وأسواقنا هي الأكثر تسويقاً، بل لربما السوق الوحيدة لها أو على الأقل وبدون تردد نستطيع القول: بأن بضاعتهم الفتاكة تنفجر في أجسادنا وبلداننا دون بلدانهم وفاتورة الدم تتحول في بنوكهم إلى عملة صعبة تزيد من أرصدتهم المصرفية.

    119

    وبالعودة إلى التاريخ الحديث للمنطقة _ أيامنا هذه _ ما نلاحظه؛ بأننا وبعد قرن كامل من دوامة العنف والحروب الإقليمية والأهلية في صراعاتنا البينية والداخلية تحت شعارات وأهداف أو “ذرائع ومبررات” عرقية قومية _ وذلك حسب جهة الانتماء للأمة السائدة أو المستعبدة _ وبالتالي العديد من الويلات والمجازر والقبور الجماعية والتي تشهد على تاريخنا الدموي وثقافتنا الوحشية البدائية وأيضاً الكثير من صفقات السلاح والذخيرة من كلا المعسكرين ولكلا طرفي النزاع والصراع وبعد إنهاك المنطقة بها والاقتراب من بدايات الحلول لهذه النزاعات وذلك نتيجة استهلاك هذه الورقة؛ النزاع القومي العنصري وليس كنتيجة حتمية للتطور الحضاري المدني لبلداننا. وتركيا تعتبر هنا نموذجاً يمكن الإشادة بها، على الرغم أنها لم تصل إلى المستوى اللائق بدولة مدنية حضارية وبالتالي إيجاد الحلول المناسبة للقضية الكوردية عندها، ولكن بالتأكيد فإنها تسير بالاتجاه الصحيح وذلك لإيجاد المخرج والحل المناسب والمطلوب منها لمجمل القضايا العالقة عندها وعلى رأس تلك المسائل والقضايا بالتأكيد هناك المسألة الكوردية.

    نعم.. وبعد قرن كامل من الحروب العرقية والإقليمية واقتراب المنطقة لإيجاد حلول ومخارج مناسبة لهذه القضايا العالقة، فقد أخرجوا لنا بماردٍ جديد قديم وأخطر بكثير مما عانيناه سابقاً من عوامل الفرقة والتجزئة؛ ألا وهي قضية الطائفية. وبالتالي فإن المنطقة مقبلة على الكثير من الخراب والحراب ولندخل _ بل دخلنا _ في دوامات عنف جديدة وحروب دموية تُذهب بالآلاف من الضحايا والقرابين في صراعاتنا القبلية الطائفية لن تكون للمنطقة القدرة للخروج من تبعاتها وأزماتها وأعبائها السياسية والاقتصادية والاجتماعية إلا بعد سنوات عجاف وطويلة من تسديد ديون الغرب والشرق (أمريكا وروسيا) وحلفائهما، في المنطقة والعالم، وهكذا سوف ندفع فاتورة العنف والجهل وحماقاتنا السياسية لأحقابٍ وقرونٍ أخرى عديدة.

    وللعلم.. فإن أمريكا وخلال الفترة الأخيرة قد وقعت مع ثلاث دول عربية صفقات بيع أعتدة عسكرية حربية؛ طائرات وغيرها بما لا يقل عن مائة مليار دولار؛ ناهيك عن الصفقات والمشاريع النفطية والاستثمارية في المنطقة وعقود المنتجات الصناعية والإلكترونية وغيرها الكثير، فلو تم توزيع هذه الأموال واستثمارها في مشاريع تنموية داخل هذه البلدان لما بقي مواطن عربي يتسول أمام السفارات الأوربية للحصول على فيزه للهروب إلى “جنات عدن”. هذه فقط أمريكا _ وعلى عينك يا تاجر _ فإن أدخلنا كل من يتاجر بقضايانا؛ من روسيا إلى الصين ومروراً بكلٍ من إيران وتركيا والعديد من الدول العربية والأوربية، فإن أرقام مليارات الدولارات والتي تنهب من جيوب وخيرات شعوبنا سوف تُصدم حتى أشد المغرمين بالمجازر والمذابح البشرية وكذلك كل تجار الحروب في العالم.

    فهل بقي القليل من العقل والضمير في ذواتنا ورؤوسنا الحامية لنتدارك الأخطار المحدقة بكينوناتنا.. أم سوف تجرفنا سيول وحمم براكين ذواتنا المنغلقة على تاريخ طويل من الحقد الطائفي والكراهية القبلية البدوية والتي تتفجر في مجتمعاتنا آخذتً في طريقها (الأخضر واليابس) لتورثنا الخراب والبور ومقابر جماعية على مساحة هذه الجغرافيات الخرافية الأسطورية.ومن ثم لنعود ونسأل مجدداً: هل بقي هناك بعض العقلاء والحكماء منا؛ لإيقاف نزيف الدم والعنف هذا، حتى.. لا يعيد التاريخ نفسه ولو بعناوين أخرى.

     

    جندريسه_22/9/2012

     

     

     

     

     

     

     

     

    120

     

    زيارة العبادي لموسكو

    .. هل هو إعلان ل-زواج المتعة- مع الدب الروسي.

     
    الحوار المتمدن-العدد: 4819 – 2015 / 5 / 27 – 01:39

    المحور: مواضيع وابحاث سياسية

    العراق خرج من حربين خليجيتين مثخنٌ بالكثير من الجراح والآلام، حيث كانت الأولى مع دولة جارة (إيران)؛ “من سبتمبر 1980 حتى أغسطس 1988″، وقد خلفت تلك الحرب “نحو مليون قتيل وخسائر مالية بلغت 400 مليار دولار أمريكي، دامت الحرب ثماني سنوات لتكون بذلك أطول نزاع عسكري في القرن العشرين وواحده من أكثر الصراعات العسكرية دموية” (بحسب ويكيبيديا). أما الثانية فكانت إثر إحتلال القوات العراقية لبلد عربي آخر بحجة إنها تسرق نفطها وهي سابقة في تاريخ المنطقة والدول العربية بأن تقوم تقوم دولة بإحتلال “دولة شقيقة” حيث قامت القوات العراقية أيام طاغيتها صدام حسين بإحتلال دولة الكويت .. وهكذا جاء الرد الدولي عقب ما قامت بها القوات العراقية حيث قامت قوى التحالف الدولي بما تسمى أيضاً بـ”عملية عاصفة الصحراء أو حرب تحرير الكويت (17 يناير إلى 28 فبراير 1991)، .. هي حرب شنتها قوات التحالف المكونة من 34 دولة بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية ضد العراق .. بعد أخذ الإذن من الأمم المتحدة لتحرير الكويت من الاحتلال العراقي”. (نفس المصدر السابق).
    لكن لم يكن الحرب الخليجية الثانية آخر مآسي وكوارث العراق والمنطقة حيث بقي طاغية بغداد على عرشه يذيق الشعوب العراقية كل الويلات وخاصةً الشيعة في الجنوب والتي كانت هي الأخرى قد عاشت إنتفاضة مماثلة للإنتفاضة الكوردية في الشمال؛ إقليم كوردستان (العراق) حالياً إلا أن الجنوبيين (أي الشيعة) تُرِكوا حينها من دون حماية دولية كما تم فرضها على المناطق الكوردية في الشمال، مما ترك الباب مفتوحاً على مصراعيه لكي يُنكل بهم طاغية العراق وقد راح نتيجة القصف الطيراني والمدفعي وبحسب التقديرات العراقية المحلية ما يقارب المليون من الشيعة الجنوبيين ضحايا تلك المجازر الرهيبة بحقهم، مما دفع أخيراً المجتمع الدولي وبقيادة أمريكية والتحالف الدولي لشن حرب خليجية ثالثة في عام 2003 وإحتلال العراق أو بالأحرى تحريرها من الطاغية صدام حسين وحاشيته وهكذا ومع دخول العراق أصبح للعراق وجهها السياسي التوافقي حيث التشارك بين المكونات العراقية الأساسية في إدارة البلاد وعلى الأخص الكتل الثلاث وهم: الكورد وكل من الشيعة والسنة مع إعطاء بعض الوزارات والإدارات للمكونات الأخرى كالتركمان والكلدوآشوريين؛ أي بمعنى أن العراق أصبح يطمح لملامح سياسية جديدة تكون نموذجاً للديمقراطيات التوافقية في شرق أوسط جديد وبعيداً عن دول الطاغوات والإستبداد والديكتاتوريات.

    121
    كان ذاك الحلم مع سقوط طاغية بغداد .. لكن ثقافتنا من جهة والقائمة على الفكر البطرياركي ووحدانية ومركزية القرار الإداري بشقية؛ اللاهوتي (الديني الغيبي) والناسوتي (السياسي التغييبي) ومن الجهة الأخرى؛ التدخلات الخارجية من بعض دول الجوار وعلى الأخص إيران وذلك في ظل غياب أي دور عربي فاعل في بناء الدولة العراقية الجديدة، جعل المشروع العراقي في التوافق السياسي مشروعاً هشاً؛ إن لم نقل فاشلاً بإمتياز حيث الخضوع لقرارات قم بحيث باتت السياسة العراقية تأخذ من ملالي إيران وترسم في طهران وليس بغداد وذلك بحكم “الإنتماء الطائفي الشيعي” مما جعل المكونات الأخرى وخاصةً العرب السنة وكذلك الكورد يتحسسون من دور ونفوذ إيران على السياسة الرسمية للبلد مما شكلت بدايةً للكثير من الأزمات بين الإقليم والمركز ووصل الأمر بالقيادة العراقية أن تحجب حصة إقليم كوردستان من ميزانية الدولة وهي سياسة قريبة لسياسة الطاغية صدام حسين، بل ربما أسوأ منها كون الأخير لم يحجب رواتب الموظفين وفي أشد الأزمات والحروب بين الكورد ونظام الطاغية .. وكذلك فإن السنة العرب هم الآخرون نالوا الكثير من تلك السياسات الإقصائية بحقهم مما دفعهم للإعتصام والإحتجاج في عدد من المحافظات وذلك قبل أن تنفجر أزمة “داعش” الأخيرة في تلك المناطق السنية.
    ولكل ما تقدم ونتيجة لتلك السياسات والتدخلات الإيرانية والكثير من الأخطاء التي أرتكبت سواء من القيادات السياسية العراقية أو قوى التحالف وأمريكا وذلك بترك العراق بين أيدي ملالي إيران وتهميش مطالب بعض المكونات والشركاء السنة والكورد مع ضعف الدور العربي في رسم سياسات العراق مع الإرث والصراع التاريخي للمنطقة بين مختلف المكونات ومنها مسائل الطائفية والقومية .. كلها ساهمت في زيادة الإحتقان الداخلي والذي شكل الأرضية المناسبة لزيادة التطرف لدى الفرقاء السياسيين والعمل وفق برامجهم الحزبية وليس الوطنية وبالتالي الولاء للحزب والطائفة والإنغلاق على الذات بدل الإنتماء والولاء للدولة الوطنية وقد رأينا عدد الأزمات المتتالية لعدد من الحكومات وخاصةً في مرحلة حكومات المالكي والتي حقيقيةً ساهمت في تفتيت العراق بشكل أسوأ من النظام العراقي الأسبق، طبعاً ودون أن نتبنى نظرية المؤامرة ووقوف عدد من الدول الغربية والأوربية وراء بعض المخططات في تفتيت المنطقة رغم أن مصالحها ومصالح شركات الإنتاج الحربي والنفطي تتطلب المزيد من النزاعات والحروب في منطقة الشرق الأوسط حيث النفط وسوق للسلاح الحربي.
    وهكذا .. وللأسف باتت العراق تعيش على حافة التفتت والإنهيار كمنظومة وطنية؛ حيث الإنقسام الطائفي وقد وصل الأمر بالقوى الدولية لأن ترسل برسائل تحذيرية للحكومة العراقية حكومة السيد العبادي بأنها إن لم تلتزم بالشراكة الوطنية مع الفرقاء السياسيين من باقي مكونات العراق فإنها سوف تضطر إلى تقديم الدعم العسكري لكل من السنة والكورد بشكل مباشر ومن دون أن ترسل عن طريق بغداد، لكن يبدو أن إيران هي الأخرى أرادت أن ترسل رسالة لأمريكا وحلفائها الغربيين وذلك عندما طلبت من حكومة العبادي أن تقوم بزيارة لموسكو ولغاية عقد صفقات للأسلحة وذلك على الرغم من إحتجاج بعض الأطراف وقد ذكر الإعلام ونقلاً عن السيد حيدر العبادي؛ (إنه أراد أن يبرز أهمية علاقات بلاده مع روسيا مضيفا أنه تجاهل “قوى معينة” نصحته بإلغاء الزيارة). ويذكر أن رئيس الوزراء العراقي توجه الاربعاء الماضي إلى العاصمة الروسية موسكو في زيارة رسمية، وكان قد التقى يوم الخميس رؤساء ثلاث شركات روسية كبرى للنفط والغاز وذلك بمقر إقامته في العاصمة موسكو .. وأخيراً نتساءل؛ هل يمكن أن تكون هذه الزيارة هو الإعلان عن “زواج المتعة” بين الحمل العراقي والدب الروسي.

    122

     

     

    زيارة بارزاني لواشنطن

    لم تكن كما هو المأمول منها.

     

     

     

    12 مايو، 2015 ·

    ربما تفاءل الكثيرين منا وأنا أحدهم بزيارة الرئيس مسعود بارزاني الأخيرة إلى الولايات المتحدة الأمريكية وقد بالغ البعض منا ووصل الأمر بهم إلى أن يأمل أن تكون الزيارة بمثابة الإعلان عن ولادة الدولة الكوردية وخاصةً مع ما رافقها من ضجة إعلامية مهدت للزيارة وبأن الرئيس بارزاني يحمل عدد من الملفات المهمة لطرحها على الإدارة الأمريكية ومنها ملفي تسليح البيشمركة ومشروع الدولة الكوردية .. ولكن وبعد الزيارة وهزالة الإعلام الكوردستاني في رصدها والوقوف عليها، فإننا نستشف بأن الزيارة لم تكن بالمستوى والدرجة المطلوبة وذلك رغم بعض الرتوش الإعلامية من قبل بعض المقربين من مركز القرار الكوردي في أربيل ومنهم المستشار الإعلامي للرئاسة والذي قال عن الزيارة بأنها؛ “كانت ناجحة جدا وفاقت التصور، لأن الرئيس مسعود بارزاني استطاع أن يوصل القضية الكردية إلى أعلى المستويات وأرفع المسؤولين في العالم، كما أن قوات البيشمركة أصبحت ذات سمعة عالمية، وأصبح مصطلح البيشمركة متداولا في كل أنحاء العالم، والرئيس بارزاني نجح في تقديم القضية الكردية بشكل متحضر إلى العالم أجمع”.

     

    إلا أن وفي حقيقة الأمر فإن الزيارة لم تكن “ناجحة” كما تفضل بها المستشار حيث ما كان مطلوب من الزيارة ليس إيصال “القضية الكردية إلى أعلى المستويات وأرفع المسؤولين في العالم” فهي أساساً ومنذ أزمنة طويلة قد وصلت إلى تلك المستويات، بل الهدف من الزيارة كان الإعلان أو على الأقل التمهيد للدولة الكوردية وما خرج به الرئيس بارزاني من زيارته تلك فأعتقد بأنها لم يكن المأمول به، بل وأقل من المأمول أيضاً حيث وجدنا تصريحات وزير الدفاع الأمريكي وهو يقول؛ “لن ندعم البيشمركة مباشرةً، بل سوف يكون من خلال بغداد” مما دفع بالرئيس بارزاني لأن يقول: “إنه ليس من المهم للإقليم كيف ستصل هذه الأسلحة، بل المهم أن تصل هذه الأسلحة إلى أيدي البيشمركة، وكذلك من المهم أن تصل أسلحة نوعية للبيشمركة، لأنها تحارب باسم العالم الحر” مع العلم أن أحد أهداف الزيارة كانت من أجل دعم البيشمركة وإيصال الأسلحة إليها بشكل مباشر .. وهكذا فإن تصريح الرئيس بارزاني جاء كنوع من التغطية على فشل الزيارة وما جولته الأوربية القادمة إلا بمثابة الإعلان عن ذلك وممارسة نوع من الضغط على الإدارة الأمريكية وإرسال رسالة من قبل الرئيس بارزاني بأن البديل الأوربي مطروح في حال تخاذل الإدارة الأمريكية عن تلبية المطالب الكوردية.

     

    لكن تبقى للسياسة خفاياها وزواياها المعتمة وإن مناطق الظلال والرمادية تخفي دائماً أكثر من أن تكشف؛ حيث يمكننا التساؤل مع السائلين: ألم تصبح زيارة الرئيس بارزاني لواشنطن وقضية طرح مشروع الدولة الكوردية على الإدارة الأمريكية بمثابة الإعلان عن الدولة الكوردية فعلياً وذلك على الرغم من كل شيء ونحن نعلم بأن هكذا مشاريع سياسية لا يمكن أن تبت فيها من الجولة الأولى وما طرحها في الإعلام إلا بمثابة التمهيد للمشروع السياسي .. ربما؛ حيث في السياسة الكثير من مناطق الظلال والرمادية.

     

    ــــــــــــــــــــــــ رابط المقال على موقع مللت برس

    http://www.milletpress.com/arabic/?p=6317

     

    123

     

     

    صراع العمال الكردستاني مع تركيا

    هو صراع فكري حضاري في مرحلتها الثانية.

     

    بقناعتي تركيا باتت تدرك حجم الخطر الذي يشكله منظومة العمال الكردستاني فكرياً وحضارياً على مشروعها السياسي الإخواني وذلك بعد إدراكها لخطر المنظومة من الجانب العسكري والسياسي والمطالبة بالحقوق الوطنية لشعبنا خلال المرحلة الأولى من تاريخ منظومة العمال ونقصد مرحلة شعار “تحرير وتوحيد كردستان الكبرى”، لكن وفي المرحلة التالية أصبح الخطر الفكري وصراع الأجندات الحضارية بين تركيا العدالة والتنمية والمناداة ب”أخوة الدين” يقابله المشروع العمالي الكردستاني ب”إخوة الشعوب” صراعاً حضارياً فكرياً أكثر من أن يكون صراع سياسي لمكون محدد -الكرد في المرحلة الأولى للعمال- وبالتالي فهي تجييش كل الطاقات والإمكانيات لفشل مشروع “الأمة الديمقراطية” في سبيل إحياء مشروعها “الأمة الإسلامية” وإعادة أمجاد الخلافة العثمانية وهكذا فإن الصراع هو صراع حضاري بين مشروعين لا ينتميان لعصر ومرحلة تاريخية واحدة حيث الصراع بين الحداثة والماضوية.

     

    طبعاً هذا لا يعني بأن مشروع الأمة الديمقراطية هو مشروع واقعي ويمكن تحقيقه في ظل الظروف الراهنة حيث التخلف الاجتماعي والفساد والولاءات الدينية المذهبية وحتى القبلية، كما أن مشروع الأمة الإسلامية تجاوزها المرحلة التاريخية وبالتالي لا بد التلاقي في منتصف الطريق والبحث عن صيغ وطنية تشاركية كمرحلة ضرورية انتقالية -يمكن تسميتها تجاوزاً بمرحلة الجسر- وذلك للانتقال إلى مرحلة الديمقراطيات الحقيقية القائمة على صوت الناخب الحر الواعي الذي يعطي صوته لمن يمثله فكرياً وسياسياً وليس مذهبياً دينياً أو عشائرياً أقوامياً وإلا فإن صراع الأفكار سوف تُجسّد على الأرض صراعاً دموياً كارثياً بشكل مستمر ولذلك لا بد لمجتمعاتنا وأحزابنا ومذاهبنا وطوائفنا أن تدرك بأن لا سلام مع الحرب ونفي وإلغاء الآخر، بل علينا جميعاً؛ شعوباً وأديان وتيارات سياسية مختلفة ومتخالفة متصارعة أن نلتقي على طاولة الحوار ونقبل بالشراكة الوطنية التي تحقق الحد المقبول من طموحات وأماني وحقوق كل مكونات مجتمعاتنا كي لا نورث كوارثنا للأجيال القادمة.

     

     

     

     

     

     

     

     

     

     

     

    124

     

    كركوك ..

    وتدويل القضية الكردية.

     

    ربما الكثير منّا ما زال يعيش آثار الضربة أو الصدمة والانتكاسة التي تعرضت لها السياسة الكردية في الإقليم، بل وعلى عموم كردستان حيث وبعد أن كان شعبنا يعيش نشوة الاستفتاء والتي وجدها بداية لإعلان الاستقلال وتشكيل كيانه السياسي، رافضاً الإملاءات الإقليمية و(النصائح) الخارجية ومتمسكاً بحقه الشرعي في نيل تقرير المصير، جاءت خيبة الأمل ولتكون حجم الكارثة والخيبة بحجم الآمال التي وضعت عليها، بل وزاد الطين بلة بأن فقدنا الكثير من المناطق الخاضعة لإدارة الإقليم وعلى الأخص كركوك وكل تلك المناطق التي خضعت لبند “المناطق المتنازع عليها” دستورياً، مما زاد من مرارة الخيبة والانتكاسة،مما دفع الكثير منّا وهو يريد إلقاء اللوم على هذه الجهة أو تلك في محاولة للتخفيف من صدمة الفاجعة وقد ذهب قسم كبير لإلقاء اللوم على الرئيس بارزاني شخصياً؛ منهم نتيجة خلافات وأحقاد حزبية وضرب الجهة السياسية المنافسة له كردستانياً أو على مستوى الإقليم والبعض الآخر يدفعه خيبة الأمل بشخصيته وما لها من كاريزما سياسية قيادية وكرئيس للإقليم وكان عليه أن يكون دقيقاً في قراءته للظروف بحيث لا يغامر بمكاسب شعبنا في إقليم كردستان، متناسين جميعاً بأن كل الأطراف وافقت على الاستفتاء.. وبالتالي المسؤولية جماعية وليست فردية، كما أن لا يمكن تحميل كل المسؤولية لرأس الهرم؛ إن كان حقداً أم أملاً به حيث الموضوعية تفرض أن نقول بأن؛ الأسباب كثيرة فيما آلت إليها الأوضاع، إن كانت منها التي تتعلق بسياسات الإقليم نفسها أو بالظروف الموضوعية الإقليمية والدولية.
    طبعاً وقفنا على تلك الأسباب والمقدمات وبالتالي لن نعود مجدداً إليها وهي كثيرة؛ منها التي تتعلق بالخلافات السياسية الداخلية وواقع الإقليم الشبيه بحالة القبائل والعشائر الحاكمية وليست مؤسسات وطنية وللأسف؛ حيث الإنقسام ممتد للمنظومة الدفاعية نفسها، كما أن حالة الفساد وتعطيل المؤسسات الدستورية هي الأخرى ساهمت في هشاشة الداخل مع أسباب أخرى كثيرة، لكن بكل تأكيد كان يمكن ترميم كل ذلك لو توفر دعم دولي وليس إقليمي؛ كوننا ندرك جميعاً بأن دول الجوار الإقليمية لا يمكن بحال من الأحوال الموافقة على استقلال كردستان وهي التي تشارك الدولة العراقية في إغتصابها لأجزاء من كردستان حيث “لا أحد يجلب الدب لكرمه” وبالتالي هي ستكون في الجبهة المعادية لأي حراك كردستاني نحو تقرير المصير والاستقلال، لكن وللأسف كان الموقف الدولي مخزياً وساقطاً بكل معنى الكلمة حيث الجميع فضل المصالح على المبادئ وهي استمرار للعهر السياسي والأخلاقي لهذه الدول والمنظمات العالمية بما فيها الهيئات الدولية؛ مثل الأمم المتحدة ولهذه الأسباب مجتمعةً وغيرها تعرض شعبنا لهذه الفاجعة أو النكبة السياسية الأخيرة، مما دفع الكثير منّا وكما أسلفنا سابقاَ لأن يبحث عن “كبش فداء” حيث وجد البعض ضالته، بل فرصته في توجيه ضربة قاصمة للبارزاني وكاريزميته الوطنية وبالتالي كان لا بد من الوقوف في وجه هذه الحملة الشعواء أو الطعن في الظهر لأهم شخصية وطنية كردستانية في العصر الحديث حيث أي ضربة له وفي هذه المرحلة يعني توجيه الضربة للسياسة الكردية عموماً، لما لشخصيته من دور فاعل.

    وهكذا كان لا بد من دعم سياسات الإقليم والرئيس بارزاني في وجه هذه الحملات الشعواء والتي أستهدفت القضية الكردية عموماً حيث الاستمرار فيها كان يعني المزيد من الانكسار وربما الدخول في أنفاق أكثر كارثية على مجمل الوضع السياسي وإن الكثيرين راهنوا على الانقسام والاقتتال الداخلي وعلى الأخص عراقياً وإقليمياً ولذلك كان المفروض ومن العقلانية والوطنية الكردستانية التصدي لهكذا حملات تشويهية وممارسة السياسة بنفس حكيم وتدوير الزوايا بحيث تجعل من الخسارة بداية مرحلة جديدة في العمل الوطني.. وبرأي فإن القيادة الكردية في الإقليم قد نجح من تخفيف آثار الانتكاسة، بل قاموا باستثمارها سياسياً بحيث جعلوا من دخول القوات العراقية والحشد الشعبي وما أرتكبوها من إنتهاكات بحق المواطنين والرموز الكردية مادة إعلامية وسياسية للضغط على دول العالم بوقف هذه الانتهاكات وخاصةً عندما رافقها اللين وعدم اللجوء للعنف المضاد من قبل الكرد، بل والقبول بتجميد نتائج الاستفتاء والدخول في حوار سياسي مع بغداد حول كل الملفات المتعلقة بالشأن الكردي ومنها المادة 140 من الدستور العراقي والمتعلقة بالمناطق المستقطعة من كردستان وبالتالي تدويل الملف وقد وجدنا مؤخراً؛ بأن كل الدول الفاعلة في الملف السياسي العراقي وعلى الأخص الأوربيين والروس والأمريكان، طالبوا بوقف العمليات العسكرية والجلوس لطاولة المفاوضات وحل تلك القضايا العالقة منذ سنوات وهكذا فقد نجح الكرد في إشراك تلك الدول في وضع الحلول المناسبة لمجموع تلك الملفات السياسية.

    125

    وأخيراً؛ فإنني أود أن أنوّه لقضية جد مهمة يجب علينا جميعاً إدراكها في العمل السياسي، كتابةً ومقالاً أو ممارسة وطنية حزبية، بأن الخلاف الحزبي يجب أن لا يكون سبباً للأحقاد والعمل على “الحفر تحت أقدام المنافس والشريك السياسي”؛ أي بمعنى أن لا نلجأ إلى ضرب الطرف الكردستاني المنافس لنا بهدف أن تبقى الساحة السياسية لنا وحدنا حيث وعندما “يؤكل الثور الأبيض” سوف يأتي ذاك اليوم الذي تُؤكل فيه أيضاً.. طبعاً أقول ذلك، كون أغلب قادة الحركة الوطنية الكردستانية وأحزابها وكتلها السياسية وحتى نخبها الثقافية وللأسف تمارس السياسة بتلك العقلية وربما ملاحظة أحد الأصدقاء يوضح هذه العقلية وهو يعلق على إحدى بوستاتي قائلاً؛ “ماموستا بير عندما كان بارزاني في عزة القوة كنت تنتقده والأن عندما تعرض لنكسة وقفت جنبه انت و قلمك كما قال مثل صديق وقت الضيق ليس متل بعض قيادات احزابنا الأن يقولون بارزاني لم يدرس وضع داخلي و الخارجي بدقة ارضائاً لسيده السلطان”. طبعاً وللأسف الكثير إعتبر بأن إنتقاداتي لسياسات الإقليم في فترات سابقة نوع من الانقلاب السياسي، بل والبعض أتهمني بالارتزاق والعمالة للطرف الكردستاني الآخر وتحمّلت إساءات البعض وحتى مسبات وشتائم البعض منهم، متمسكاً بقناعاتي السياسية؛ بأن توجيه النقد للأخطاء في وقت يكون الإقليم والقيادة الكردستانية في أوجّ قوته تعني تصويب تلك الأخطاء ليزداد الإقليم قوةً، لكن وعندما بدأ الكل يتهجم عليه للنيل ليس فقط من قيادة الإقليم وشخصية الرئيس بارزاني تحديداً وبالمناسبة هو ليس فقط تهجماً على شخصية وطنية كردستانية وإنما للنيل من قضية شعبنا وبالتالي وّجب علينا جميعاً أن ننسى بعض تلك الأخطاء وذلك للوقوف في وجه هذه الحملات الشعواءالتي تريد النيل من القضية وليس كما توهم أحدهم؛ بأن “من حبي للبارزاني أبرر له كل اخطاءه” وإنني “أحوّل الخسارة الى انتصار كما يفعل البعثيين”مع إنني لا أنكر حبي ومحبتي لشخصية الرئيس بارزاني وحكمته وأخلاقه الوطنية، لكن ما يهمني أكثر هو تفانيه وخدمته لقضايا شعبنا ولذلك وقفت معه في هذه الظروف التي تتطلب دعماً كردستانياً له، كونه يمثل إرادة شعب ومرحلة تاريخية ومن أراد النيل منه أراد النيل من إرادة شعب قال بالأغلبية المطلقة له؛ نعم لاستقلال كردستان.

    الكلمة الأخيرة والتي نوّد قوله في مقالتنا هذه هو التالي؛ أنه وعلى الرغم من كل الظروف والمناخات السياسية التي تمر بها المنطقة وإقليم كردستان تحديداً، إلا أن الاستفتاء نجح بإيصال ملف المناطق الكردية المستقطعة منها للمنابر الدولية وبالتالي تدويل القضيةالكردية وبقناعتي ستكون هذه بداية البحث عن الحلول الجدية وذلك بعد مماطلات كثيرة من قبل الحكومة العراقية.. وهكذا ومرة أخرى يستوجب علينا جميعاً دعم سياسات الرئيس بارزاني والحكومة الكردستانية عموماً وعندما تهدأ العاصفة ويزول الخطر، لنمارس النقد السياسي بخصوص كل المرحلة، بل والمطالبة بمحاكمة البعض إن تطلب الأمر طبعاً وبنفس الوقت هذا لا يعني تأجيل معالجة عدد من القضايا المستعجلة وخاصةً فيمايتعلق بقضايا الفساد والإنقسام الداخلي وتفعيل المؤسسات الوطنية ومحاكمة البعض ممن تقاعس عن أداء واجباتها الوطنية حيث هكذا ملفات لا تؤجل في أي ظرف سياسي، بل ربما المرحلة تتطلب الاستعجال في معالجتها لتمتين الصف الداخلي في وجه تلك المشاريع التي تستهدف سياسات الإقليم ومشروعها الإستقلالي.

     

     

     

     

     

     

     

     

     

     

     

    126

    كوباني..

    تسجل انتصارها السياسي والعسكري.

     

     

     

     

    ها هي مدينة البطولة والتضحيات الكوردية تسطر أروع بطولاتها وانتصاراتها وعلى الصعيدين العسكري والسياسي؛ حيث على الصعيد العسكري يمكننا قراءة العناوين التالية:

    إعادة المبادرة من قبل وحدات حماية الشعب (YPG) وحماية المرأة (YPJ) وذلك على الجبهات الثلاث للمدينة وإعادة البسمة لمشتنور بتنظيفها من جيفة الدواعش.

    اعتراف العالم بصلابة وبطولة القوات الكوردية والتي تقاتل “داعش” فها هو السيد برهم صالح يصف المقاتلات الكورديات ب”صانعات الملاحم” وكذلك فإن كل من “أوباما قلق إزاء الوضع في كوباني وهولاند يصفها بمدينة المقاومة”.

    طيران التحالف الدولي يشن غارات جديدة على مواقع داعش في مدينة كوباني وريفها بحيث تعيق أي تقدم لكلاب العصر من الدواعش.

     

    وأما سياسياً؛ فإن كوباني تفتخر بأنها دفعت بالطرفين/ المجلسين الكورديين إلى الجلوس لطاولة الحوار والمفاوضات وذلك برعاية كريمة من الرئيس مسعود بارزاني.. وهكذا فإن مقاومة المدينة قد سطرت سياسياً العناوين التالية:

    لقاء المجلسين الكورديين في دهوك وذلك من أجل التوافق السياسي في إدارة المرحلة الحالية في المناطق الكوردية؛ سياسياً وعسكريا.

    برلمان كوردستان يعترف بالادراة الذاتية في غربي كوردستان ويلتزم بتقديم جميع انواع الدعم المالي والعسكري لغربي كوردستان”. وهذه النقطة هي وسام شرف على صدر كوباني بأنها ولأول مرة في تاريخ الكورد يجتمع ويتوحد الصوت الكوردي.

    دعم الرئيس مسعود بارزاني للتوافق الكوردي حيث قال السيد صالح مسلم بهذا الخصوص؛ “الرئيس بارزاني أبدى استعداده تقديم الدعم والمساندة لأي اتفاق يتمخض عن الاجتماعات” وقد أكد الأخ محمد إسماعيل؛ عضو المكتب السياسي للحزب الديمقراطي الكوردي في سوريا بأن “الطرفان أبديا جديتهما وإصرارهما لنجاح المفاوضات والوصول إلى اتفاق سياسي”.

     

     

     

     

    127

    خاتمة وملاحظة: وهكذا يمكن أن تفتخر كوباني بأبنائها وبناتها وببطولاتهم وملاحمهم التاريخية فهي المدينة التي وحدت الكورد.. فهنيئاً لشعبنا وأمتنا بمدينة إسمها كوباني.. وأقول؛ ربما يكون بوستي فيه بعض التفاؤل الخارج عن سياق المنطق والقراءات العقلانية لكن له ما يبرره مما يجري في واقعنا وعلى الأرض.. وأقول أيضاً ولبعض الإخوة: إن لم يكن بمقدور بعض الأحزاب “الخروج من تحت هيمنة النظام” وذاك ما نشك به فيبدو كذلك بأن بعض الأشخاص غير قادرين بالخروج من قوقعتهم الحزبية الأيديولوجية وللأسف.

    الرابط المرفق هو قرار البرلمان الكوردستاني لم نشكك بخبر الإقرار

    http://www.welati.info/nuce.php?ziman=ar&id=18143&niviskar=1&cure=3&kijan=

     

     

     

     

     

     

     

     

     

     

     

     

     

     

     

     

     

     

     

    128

    كوباني ..على خط ىشنكال محررة.

     

     

    ربما تكون إحدى أكبر الأخطاء الإستراتيجية لتنظيم الدولة الإسلامية التكفيرية الظلامية “داعش” هو هجومها على المناطق الكوردستانية؛ إن كانت في جنوب أو غرب كوردستان حيث وبقناعتي كانت بداية النهاية في إنهيارها عسكرياً وسياسياً وبنفس الوقت كانت أحد الأسباب الأساسية في التحالف الدولي والضربات الجوية التي سببت لها خسائر فادحة في الأرواح والمعدات، كما إنها وحدت القوى العسكرية في المنطقة وعلى الأخص الكوردستانية؛ حيث رأينا نزول الكريلا من جبال قنديل لمساعدة إخوتهم من قوات البيشمه ركة في شنكال وكذلك دخول وحدات حماية الشعب على الخط من جهة تلك وجر (الربيعة) .. وكذلك كان الأمر بالنسبة لكوباني ودخول البيشمه ركة مع أعتدتهم الثقيلة والمتوسطة كقوة نارية ضاربة لتساعد وحدات حماية الشعب في الدفاع عن المدينة وعدم تركها تسقط في يد “داعش”. وهكذا فإن القوات الكوردية وبعد أن تلقت الضربات العسكرية القوية في كل من محوري كوباني وشنكال وخسرت مساحات جغرافية واسعة، فإنها أستعادت موازين القوى لصالحها؛ حيث تم تحرير كل المناطق الكوردستانية في الجنوب إقليم كوردستان (العراق) كمناطق سنوني وزمار وشنكال وغيرها من المناطق والتي كانت قد أحتلها “داعش” وكذلك فعلى محور كوباني ها هم أبطال الحماية الشعبية وبمساندة القوة النارية للبيشمه ركة وبعض فصائل الجيش الحر تستعيد زمام المبادرة والهجوم من “داعش” وتحرر الجزء الأكبر من المدينة، بل وتحرر تل مشتنور من المرتزقة الدواعش.

     

    وهكذا نلاحظ بأن الكورد وقواتنا البطلة قد انتقلت من موقع الدفاع إلى الهجوم على فلول التنظيم الإرهابي التكفيري وأعتقد أن تحرير كوباني وكل ريفها بات في عداد قادم الأيام وأن داعش في طريقه إلى الانهيار والتقهقر ليس في كوباني فقط، كما صرح أحد قادته في نعيق له على تويتر وذلك بحسب ما نقلته موقع خندان حيث كتب الموقع المذكور؛ ((اعترف تنظيم “داعش” بهزيمته في معارك مدينة كوباني بغربي كردستان. واقر قيادي في التنظيم يدعى “ابو مصعب العامري” بأن معركة “داعش” في كوباني هي معركة خاسرة. وكتب “ابو مصعب العامري” على صفحته في (تويتر) قائلا : “سيتهموني الاخوة بالخيانة.. ولكن يجب ان انطق الحق.. معركتنا في عين الاسلام (كوباني) خسارة”)). وبالتالي على الكورد وعلى الأخص النخب السياسية والثقافية العمل على استثمار هذه الإنجازات العسكرية سياسياً وديبلوماسياً والعمل كفريق سياسي واحد وضمن رؤية وإستراتيجية كوردستانية مشتركة وبعيداً عن منطق “تجار سوق الهال” والبازارات الحزبية وروح المهاترات الصبيانية والقبلية.. وأخيراً نقول مبروك شنكال فأنت قد سبقت أختك في النصر والاحتفال بالتحرير وليس إلا أيام وتكون كوباني هي الأخرى قد تحررت من الغيمة الداعشية السوداء؛ حثالة التاريخ والثقافة الإنسانية.

     

     

     

     

     

     

     

    129

    كوردستان ..على طريق الإستقلال.

    مؤخراً كشفت بعض وسائل الإعلام العربية بأن تم إتفاق بين رئيس الوزراء العراقي، السيد حيدر العبادي والكورد ويقضي ذاك الإتفاق ((منح الكورد الأراضي التي يحررونها من أيدي “داعش“، أي المناطق المتنازع عليها والتي تشمل كركوك ومناطق في نينوى وتكريت)). حيث وبحسب موقع قناة “العربية” على نسخته الإنجليزية، بأن رئيس الحكومة العراقية “منح الكورد، الذين وصفهم بالإخوة، حرية الاختيار سواء بالبقاء كجزء من العراق، أو الاستقلال بأراضيهم، واعدًا إياهم أن المناطق التي سيحررونها من قبضة التنظيم الإرهابي مهما كانت ساشعة ستكون من حقهم، كما منحهم الحق في الانفصال بها عن الأراضي العراقية”.

    وفي خبر منفصل فقد “اعتبرت لجنة الشؤون الخارجية في البرلمان البريطاني أن المساعدة التي قدمتها بريطانيا لقوات البيشمركة بالغير كافية، منتقدة أداء الحكومة البريطانية بخصوص علاقاتها الدبلوماسية والعسكرية مع حكومة اقليم كوردستان“.وقالت اللجنة بحسب شبكة ولاتي، أن “الإقليم يخطو باتجاه الاستقلال الاقتصادي، وعلى الحكومة البريطانية تمتين علاقاتها مع كوردستان، في شتى النواحي الدبلوماسية والإستخباراتية والثقافية والاقتصادية“. وكذلك شدد التقرير على “ضرورة عدم اقتصار مستوى تمثيل المملكة المتحدة في الإقليم، على قنصلية محصورة ضمن غرف الفنادق“،داعياً الحكومة البريطانيةبحسب المصدر نفسه “تعزيز وجودها الدبلوماسي في الإقليم“. ومطالبةً الحكومة البريطانية بـ“دعم ومساندة الكورد، إذا قرروا في المستقبل، المضي قدما في طريق الاستقلال“، ومستدركةً بالقول: “نحن لا نطالب باستقلال كوردستان، ولكننا نراه احتمال وارد على بريطانيا دعمه إن تحقق”.

    وبالتالي فالمطلوب كوردياً في المرحلة الحالية هو توحيد الخطاب السياسي الكوردي ودعم سياسة إقليم كوردستان (العراق) في مسعاه إلى إستقلال كوردستان وتشكيل أول نواة في مشروع بلورة الهوية الوطنية الكوردستانية.

     

     

     

     

     

     

     

     

     

     

     

     

     

     

    130

    ما هي أوراق القوة

    لدى الكرد بخصوص الاستقلال؟!

     

     

     

     
    الحوار المتمدن-العدد: 5662 – 2017 / 10 / 7 – 02:45

    المحور: القضية الكردية

    إن قضية الاستفتاء على استقلال كردستان فتحت قريحة كل العنصريين أفراداً ودول وبالأخص الدول الإقليمية ضد الكرد ومشروعهم السياسي، يرافقه رفض أو على الأقل صمت دولي ولذلك فليس أمام شعبنا وعلى الأخص القيادات السياسية البحث عن أوراق قوية لدعم المشروع .. وبقناعتي هناك عدد من الأوراق المهمة بيد الكرد لكي يلعبوا بها من أجل إيجاد المخارج والحلول الواقعية لمسألة استقلال كردستان وبإختصار شديد يمكننا أن نلخصها بالنقاط التالية:
    ١ محاربة “داعش” حيث وبما أن القضية الأساسية على أجندات الدول الغربية والأمريكان هي قضية محاربة داعش والإرهاب عموماً، فيمكن للكرد استخدام هذه الورقة في وجه تلك الدول والضغط عليهم وتكون واحدة بواحدة؛ دعم القضايا الكردية مقابل محاربة الفكر التكفيري في المنطقة.
    ٢ ملف الغاز والنفط؛ كون تعتبر كردستان خزاناً إحتياطياً كبيراً لهما ولكون الغرب بحاجة لهذه الطاقة لكي تبقى دافئة وبنفس الوقت تريد كسر إحتكار الروس لها وبالتالي فإن الكرد يمكن أن يستخدموها لدعم قضيتهم وخاصةً مع الدول الأوربية.
    ٣ ملف المهجرين والجاليات الكردية في أوربا حيث يمكن لهذه الجالية أن تتحرك في الغرب للضغط على الشارع الأوربي وهنا يمكننا أن نطرح على الإقليم بأن تفعل من وجود بعض تمثيلها الدبلوماسي لتقوم بهكذا مبادرات جماهيرية حيث وللأسف أغلبية تلك الديبلوماسيات لا عمل لها غير بيع الفيزات.

    ٤ قضية المهجرين من المناطقة الأخرى وعلى الأخص الإخوة المسيحيين ولجوءهم للإقليم حيث يمكن استخدامها للضغط على الدول الغربية.

    131
    ٥ الاستفادة من الورقة الإسرائيلية حيث وكما تريد هذه الأخيرة استخدام الورقة الكردية ضد العرب والإسلاميين لتخفيف الضغط والحقد تجاه الدولة والوجود الإسرائيلي فعلى القيادات الكردية استخدام هذا “الدعم البروباغندي” الإسرائيلي لكسب ما يمكن من الدعم إما في إسرائيل أو في الشارعين الإسلامي والعربي رغم صعوبة، بل استحالة ذلك لكن هي السياسة وعلى الكرد أن يعرفوا كيف يلعبوا بهذه الورقة، فإما أن نجبر الإسرائيليين على تقديم دعم حقيقي لقضية شعبنا أو نكسب بعضاً من الشارع العربي إلى جانب القضية الكردية.
    ٦ ملف المحاور الإقليمية حيث ورغم أن هذا الملف شائك ومعقد، بل ويستخدم ضد الكرد، لكن شعبنا وقياداته قادر أن يستفيد هو الآخر منه لو عرف كيف يستخدمه بحنكة ودراية حيث وبدل أن نكون “فقط” بيادق بيد هذه الدول ومحاورها، أن يكون هناك تنسيق بين القوى الكردستانية للاستفادة من صراعات تلك المحاور في مسألة النفوذ على جغرافية المنطقة وهذه تستدعي النقطة التالية أو السابعة.
    ٧ وأخيراً وليس آخراً؛ ملف وحدة الصف والموقف الكردي، أولاً على مستوى الإقليم وذلك من خلال إطلاق مبادرة لوحدة المواقف وتفعيل مؤسسات الإقليم “البرلمان والحكومة .. وباقي المؤسسات” وكذلك التنسيق مع القوى الكردستانية الأخرى وعلى الأخص في روج آفاي كردستان وفتح “معبر سيمالكا” حيث إفتتاح هذا المعبر ورغم إنه لن يكون بديلاً عن معبر “إبراهيم خليل”، لكن وبكل تأكيد سيُصبِح ورقة ضغط على تركيا والدول الإقليمية، كون أي تقارب بين منظومة البارتي والعمال الكردستاني سيجعل الدول الإقليمية وعلى رأسها تركيا تركض لإرضاء هولير وهكذا يمكن لقيادة الإقليم أن تستخدمها بشكل جيد وفِي خدمة مشروعها السياسي.
    طبعاً هناك قضايا أخرى مثل مسألة التحرك الديبلوماسي في الغرب ومحاولة جرّ المزيد من الرساميل وشركات الاستثمار وبتقديم المزيد من الإمتيازات لها لتأتي للإقليم وتستثمر فيه حيث ستكون بكل تأكيد ضمانات قوية لمسألة الاستفتاء والاستقلال، لكن وقبل كل هذه الملفات والقضايا تبقى قضية الحريات وكرامة المواطن والحياة اللائقة ومحاربة المحسوبيات والفساد الإداري، بمعنى آخر؛ تحسين ظروف معيشة المواطن الكردستاني أن تكون من أولويات حكومات إقليم كردستان حيث بدون تمتين الجبهة الداخلية وحياة حرة كريمة للمواطن لا يمكن الحديث عن أي استقلال لكردستان وفقط عند تحقيق ذاك الشرط الداخلي يكون الحديث عن الاستقلال واقعاً وليس فقط مطلباً وحقاً مشروعاً.

     

     

     

     

     

    132

     

     

    نحن الكرد

    هل نحن شعب “مهبول”؟!

     

    كتبت منذ يومين بوستاً وقلت فيه؛ (إن عبارة ترامب بأن؛ “الكرد شعب عظيم” ذكرني بتلك العبارات التي كان يرددها الأغوات على مسامع الفقراء والخدم .. فعلاً نحن شعب مهبول!) وقد جاءتني العديد من الردود ما بين الرافض والموافق ومنه رد للصديق العزيز “دروست عزت” حيث كتب يقول؛ “صديقي العزيز بير رستم ( أحمد م. مصطفى): قد يكون هناك في الشعب مهبولين، ولكن أن ننسب الهبل للشعب كله، فهذا بكثير وغير منطقي، وأنا اعرفك متوازن في أرائك .. وتصريح مثل هذا مهما كانت مواقف الناس منه لا يغير من توازن شخص مثلك في أتهام الشعب كله بالهبلية. ففي بلد ترامب صاحب أكبر دولة تدعي التطور والتقدم يوجد البعض من المشعوذين والمتخلفين والمهبولين بالعقائد والتحاليل .. ولا تنسى بأن خلف كل تصريح طابور الخامس الذي هو مهمته النشر بين السذج والعاطفيين .. وهناك ايضاً بعض البسطاء الفيسبوكيين خارج عالم التفكير والتحاليل، يكتبون ما يشاؤون ويريدون، بعيداً عن روح المسؤولية .. وأنت تعلم أكثر من غيرك بأن اكثرية الفيسبوكيون لا يقتاد بهم .. مجرد اناس يكتبون للتضيع الوقت والتسلية أو يعبرون حسب مستواهم العاطفي أو تعبيراً منهم عن شيء في داخلهم .. فمن الظلم أن نتهم شعبنا بالهبل من أجل بعض الفيسبوكيين..”.

     

    وأضاف كذلك ليقول؛ “صديقي: احترمك .. ولهذا كتابتي وتعليقي هو بسبب توضيح وليس تقريح او تجريح .. فعلينا جميعاً أن نهتم ببعضنا وننبه بعضنا، إن كنا صادقين لوطنيتنا.. لأننا جميعاً بحاجة إلى بعضنا .. واولاً وأخيراً يبقى تصريح ترامب تصريح سياسي .. وقادة الكورد يفهمون جيداً .. من اربيل إلى قنديل وباكور وروشهلات وروش افا .. وأين الخطأ في تصريح أن الشعب الكوردي شعب عظيم .. وقد قالها عشرات الكتاب والمستشرقين والمفكرين قبل ترامب .. بالكورد لا يتخذون عظمتهم التاريخية من ترامب، وإن كان هناك اتفاق خبيث على الكورد من دول الكبرى والإقليمية .. ولكن الكورد يعملون ويقاومون بقدر استطاعتهم .. بالرغم الحصار الجغرافي والإمكانيات المادية والوضع الاقتصادي المتواضع .. وشكراً لك .. ومعا ً لبناء قاعدة صلبة في ثقافة المواجهة والاحترام..”. إن تعليق ورد الصدرق دروست وكذلك تعليقات أخرى عدة أجبرتني على كتابة الرد والتوضيح التالي .. وإليكم الرد:

     

    الصديق العزيز دروست .. إنني لن أدافع عن نفسي وكتاباتي حيث الجميع يعلم؛ بأنني ومنذ أكثر من ربع قرن أحاول أن أدافع عن هذا الشعب وقضاياه الوطنية وإن ما يطبق ويقع عليه سلباً أو إيجاباً يشملني بالضرورة، كوني أنتمي له فكرياً ووجودياً وكذلك فإنني لستُ ممن ينجروون وراء بعض الكتابات الفيسبوكية أو على الأقل أحاول أن لا أكون كذلك رغم أن الذين على الفيسبوك هم يعبرون عن الواقع وبالتالي يعبرون عن الحالة العاطفية لشعبنا أو ما يمكن أن نقول عن “الدبك الشعبي” لمقولة ترامب بأن “الكرد شعب عظيم” وهكذا فإن تلك الهوبرة الفيسبوكية ليس إلا انعكاساً لواقع كردي يعاني من مسألة التفكير العاطفي الساذج لأي مقولة يمكن أن تأخذنا يميناً وشمالاً وبالتالي فإن هذه تحسب لي وليس علي وذلك عندما قلت بأننا ما زلنا نعاني من “الهبل” رغم إننا نود التأكيد بأن ليس هناك مشكلة في قول ترامب أو غيره بأن “الكرد شعب عظيم”، بل إن ذاك يفرحنا ويشبع بعضاً من غرورنا أو الجانب العاطفي النفسي لنا وكذلك ليس عتبنا بأن قالها ترامب او غيره، لكن عتبنا على أن نصدق المقولة وكأن الأمريكان سوف يحققون مشروع دولة كردستان ليكون كل هذا الدبك الفيسبوكي.

    133

    أما بخصوص “هبلنا” كشعب ورغم إنه لا يمكن القول؛ بأن هناك شعب ما يتصف بخصوصية محددة ويشتركون بها جميعاً مثل قضية الهبل والتي هي جاءت أساساً في بوستي كتقريع وليس كتوصيف لشعبنا، أي إنها محاولة لحث الهمم والعقول على قراءة الواقع والسياسة بطريقة أكثر عقلانية وليس وفق عواطفنا التي تدخلنا في الكثير من المطبات والمهالك بحيث ندفع نتيجة ذلك الكثير من الأثمان الغالية ولذلك ورغم ما تقدم فها إنني أعود وأقول؛ نعم نحن “مهابيل” وربما أسوأ من ذلك وأعتقد بأن واقعنا يشهد على ذلك حيث وبدايةً لو لم نكن كذلك، لما كنا في آخر الركب الحضاري للشعوب والأمم ولكانت لنا كياناتنا السياسية ومنذ أحقاب وعقود، بل وقرون طويلة وأعلم بأن الكثيرين سيقولون؛ بأن الأعداء لم يسمحوا بذلك، لكن سؤالي لأولئك الإخوة؛ وهل الآخرين لم يكونوا محاطين بأعداء، ثم متى كان العدو يسمح لك بالتحرر .. وأخيراً لو لم نكن مهابيل وتنابل وووو .. فهل كنا رأينا هناك من يسمح لنفسه بالعمل مع العدو فقط لإفشال الكردي الآخر حيث كلنا رأى ذلك في كل من مأساتي كركوك وعفرين .. بالأخير لك مني كذلك كل الشكر والتقدير.

     

    ملاحظة؛ رغم مقولتي وبوستي عن ترامب إلا إن لولا الدعم الأمريكي ما كان لنا ما هو كائن في وقتنا الحاضر .. وبالمناسبة لا بديل أفضل لنا حالياً من الأمريكان، لكن علينا وبنفس الوقت أن لا نطرب لكلمة قالها الرئيس الأمريكي حيث بالأخير هو مشغلنا وفق أجنداته السياسية وليس لتحقيق الحقوق المشروعة لشعبنا رغم تأكيدنا وتقديرنا للدعم الأمريكي والمطلوب هو أن نعرف كيف نستفيد من هذا التشغيل لتحقيق بعض مطالبنا الوطنية.. أما من يدعو لفك الارتباط مع الأمريكان والتعامل مع الروس وعلى الرغم إنني كذلك من أولئك الذين يطالبون بالعلاقة مع الطرفين، لكن نود التوضيح؛ بأن الروس ليسوا بأفضل من الأمريكان.

     

    http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=605504

     

     

     

     

     

     

     

     

     

     

     

     

     

     

     

     

    134

     

     

     

     

     

    ولادة دولة كردستان

    ..حلم كردي أم حاجة دولية؟

     

     

     

     

     

     

    كتب أحد الإخوة قراءة بخصوص كتاباتي والمواقف الأمريكية وقضية الاستفتاء واستقلال كردستان التعليق المطول التالي: “يعلم رئيس إقليم كردستان السيد البرزاني بإنه لو كانت الإداره الاميركيه مخلصه بدعم ولادة كيان كردي مستقل لفعلت ذلك عام الفين وثلاثه بعد إحتلال العراق وكانت حينذاك كل شيئ بيدها ، كما يعلم السيد البرزاني بإن التعاون التركي مع الاقليم في بيع النفط والمتاجره كان ثمنآ لتعاون البرزاني بمواجهة العمال الكردستاني بنسخته التقليديه ، والذي ذهب هو الاخر للحضن الاميركي بنسخته الثانيه ، وكما يعلم البرزاني بإن إيران اقامت علاقات متعدده مع قيادات إقليم ومن ضمنها للإنفتاح على كل مكونات العراق ولن تتسامح مع ولادة كيان يهدد بتمزيق وحدة إيران والشيء نفسه مع اكراد تركيا وسوريا- صديقي الداعي للسياسه البراغماتيه الواقعيه ، والتي اغلب كتاباته إفتراضيه عاطفيه بير رستم :

     

    إن قضية إنفصال كردستان العراق قضيه تطال مستقبل المنطقه برمته وتطال وحده كياناتها ، ولكن للاسف في ضوء موازين القوى الراهنه على الارض اليوم لا قدرة فعليه لدعاة الانفصال على مواجهة المتضررين منه هذا اولآ.

     

    وثانيآ إن مسألة الاستفتاء يصلح بأن تكون ورقة ضغط ومناوره سياسيه ذكيه لتحسين التفاوض مع بغداد ، سواء بتأجيل الاستفتاء أو بإجرائه مع عدم تنفيذ نتيجته ، وتسحب هذه المناوره بتدعياتها على روج آفا مضروبآ بعشره .

     

    ثالثآ التعلق بوهم الانفصال يعقد وضع الاكراد بسبب غياب التوزنات على الارض لصالح الاكراد للاسف ، بينما التموضع ضمن كياناتها الموحده يحقق لهم المكاسب ولو بسقوف متواضعه.

     

    رابعآ وهذا هو المهم على الاطلاق بإن يصرف الاكراد النظر عن اوهام الانفصال بإنفسهم وذاتهم —– ولا ينتظروا حتى تتاجر واشنطن بورقة أنفصالهم فتباع وتشترى عاى موايد الدول ، وبعدها تتركهم بلا حول ولا قوى لمئة عام قادمه ، وقد كسروا جور الثقه مع من سيبقى وهم باقون ، وقد استثمرو كل شيئ على من سيرحل ويتركهم وحيدين”. (انتهى التعليق)

     

     

     

    135

    وبدوري كتبت له الرد المقتضب التالي: هل هذه قراءة سياسية أم رغبة ضامرة عزيزي؛ للأسف أغلب كتاباتك هي نتيجة مواقف أيديولوجية مسبقة لك من مسألة الإمبريالية والعداء لأمريكا ومشاريعها السياسية حيث تقع فريسة التوهم أو الرغبة في إفشال كل مشاريعها ولن أقول الرغبة في إفشال الحلم الكردي .. لكن وأي متابع لما يجري على الأرض يدرك؛ بأن الأمريكان لم ولن يرحلوا من المنطقة، لكن ربما الاختلاف فقط في أساليب وشكل التنفيذ .. أما بخصوص قراءاتي (العاطفية) أأمل أن لا أقع فريسة لما لا أحبذه لغيري حيث أحاول قدر الإمكان أن لا أكون عاطفياً في كتاباتي، رغم إنني لا أنفي بأن أحياناً يغلب أحدنا العاطفة .. أما بصدد الكرد ومشاريعهم والرئيس بارزاني والاستقلال وعموم المسألة الكردية فهي كلمة واحدة أقولها لك؛ الكرد وخلال الألفية الجديدة حققوا ما كانوا يحلمون به لقرن كامل عزيزي وهم باتوا يمارسون السياسة بواقعية وهناك من يدعم توجههم من القوى الدولية وأزيدك علماً بأن إيران وتركيا الكرد فيهما سيكون لهم كلمتهم في المرحلة المقبلة والتاريخ سيحكم من منا كان رغبوياً عاطفياً في قراءته لقضايا المنطقة.. بالأخير فإنني سأكتفي بالعبارة التالية؛ إن ولادة دولة كردستان ربما باتت حاجة دولية أكثر من أن تكون حالة رغبوية وحلم كردي.

     

     

     

     

     

     

     

     

     

     

     

     

     

     

     

     

     

     

     

     

    136

    الكرد ..

    باتوا يشكلون الرقم واحد!!

     

    بقناعتي بات الكرد يشكلون الرقم واحد في المعادلات الإقليمية ولمن يشكك بالأمر سنقول له؛ تابع أخبار اليوم والتي كانت كما يلي:

     

    • روجآفاي كردستان؛ اشتباك بين قوات الأسايش وفلول المربعات الأمنية للنظام السوري والمحصلة عدد من الجرحى والضحايا، ناهيكم عن جرائم الفصائل والميليشيات السلفية التكفيرية التابعة لتركيا في عفرين.. وأخيراً وصف الرئيس السوري الإدارة الذاتية والكرد بالخونة لأنهم يعملون تحت القيادة الأمريكية وينسى الرجل بأن نظامه يعمل تحت القيادتين الإيرانية والروسية.

     

    • إقليم كردستان؛ قصف الطيران الإيراني لمقر الحزب الديمقراطي الكردستاني واستشهاد عدد من رفاق وقيادي الحزب.

     

    • كردستان (إيران)؛ إعدام عدد من الشباب الكرد على يد نظام الملالي المجرم.

     

    • باكوري كردستان (تركيا)؛ الحكم على القيادي صلاح الدين دميرتاش وعدد من قيادي حزب الشعوب الديمقراطية بأحكام جائرة سجناً.

     

    ــــــــــــــــــــــــــــــ وهكذا ولكل ما سبق نعود ونقول؛ بات الكرد يشكلون الرقم واحد في المعادلات الإقليمية، كون عندما تصبح شيئاً وشيئاً مهماً يلتفت لك الآخرين حيث لا أحد يهتم بالموتى في القبور وبالتالي فمن يقول الكرد يخسرون هو لا يجيد القراءات السياسية، بل الكرد يعيشون أهم مرحلة تاريخية من نهضتهم الوطنية.

     

    http://xeber24.org/archives/125993

     

     

     

     

     

     

     

     

     

    137

    الكرد ..

    لم يختاروا الجانب الأمريكي

     

    أستغرب القول بأن الكرد “اختاروا جانب الأمريكان” وكل المعارضة وأصحاب الثورة كانوا يأملون وما زالوا أن تدعمها أمريكا، هذه واحدة، أما الأهم ولعلم الجميع؛ فإن الكرد اختاروا أن يكونوا بعيدين عن هذا الصراع وحاولوا نسج العلاقة مع الجميع، نظام ومعارضة أو الروس والأمريكان وهم فعلاً ذهبوا في هذا الاتجاه وقد وصلت الأمور إلى فتح مكتب في موسكو كمكتب اتصال وحينها الجميع أصبحوا يزاودون على الإدارة الذاتية بأنها تتعاطى مع الروس ومع ذلك لم تهتم الإدارة بتلك الاتهامات واستمرت بسياسة التوازنات بين كل الأطراف، لكن الصراع الأمريكي الروسي على مناطق النفوذ في سوريا جعل كل طرف يبحث عن حلفاء وشركاء محليين وبحكم أن الروس أخذوا جانب النظام ولم يبقى للأمريكان غير الكرد وقوات الحماية الشعبية وذلك من بعد تجريب عدد ممن كانوا يدعون بالجيش الحر وفشلهم كحلفاء قادرين على تحقيق الأهداف الأمريكية لجأ هؤلاء الأخيرين إلى تشكيل قوات “قسد” وتقديم الدعم لهم.

     

    وهكذا فقد أجبرت الإدارة على هذه الشراكة وليس خياراً وفي ظل صراع الكبار ودون حماية من أي طرف دولي ليس بمقدور القوى المحلية وضمناً قوات الحماية الشعبية وقوات قسد عموماً الحفاظ على نفسها للأسف وهذه الحقيقة نعرفها جميعاً. وبالتالي كان لا بد من تقديم “خدمات” للأمريكان للحصول على الدعم والسلاح والغطاء الجوي وإلا لبقيت “داعش” لليوم في كوباني وامتدت للجزيرة أو حلت محلها قوات النظام السوري بغطاء روسي .. ولذلك نأمل أن نقرأ القضايا بواقعية بعض الشيء ونحن نحمّل الإدارة وحدها تبعات ومآلات الأوضاع وننسى المصالح الدولية والتي تلعب الدور الأهم والحاسم حيث وللأسف هناك “الكبار” يقررون مصائرنا ومصائر قضايا شعوبنا في المنطقة ونحن ليس إلا بيادق نحاول نيل بعض الامتيازات والحقوق من هذه الشراكات غير المتكافئة وهكذا يمكننا القول؛ بأن شعبنا وقواتنا لم تختار الجانب الأمريكي وإنما فرض عليه، بل إن الضعفاء لا يختارون الشراكات وإنما هي تفرض عليهم من قبل الأقوياء وذلك بحسب المصالح الحيوية لتلك الدول والأحلاف.

     

    أما أولئك الإخوة الذين يطالبون بفك الارتباط مع الأمريكان بما إننا لم نقدر من هذه الشراكة حماية عفرين من العدوان التركي فغننا نقول لهم وباختصار ما يلي: وهل تعتقد بأننا نحن من نقرر فك الارتباط مع الأمريكان ثم هل سيكون بمقدورك البقاء في حلبة الصراع الدامي حيث فك الارتباط سيعني رفع الغطاء والحماية عنك وعندها ستخسر كوباني والجزيرة كذلك وليس فقط عفرين.

     

    http://xeber24.org/archives/80970

     

     

     

     

     

    138

     

    مرحلة الاستحقاق القومي*

     

    تمر المنطقة العربية عموماً وسوريا على وجه الأخص، في منعطف تاريخي يمكن اعتباره الأهم بعد مرحلة ما عرف بالثورات العربية – أو الثورة العربية الكبرى – في وجه الاستعمار الأجنبي والتي قادها الشريف حسين في بدايات القرن الماضي وبعد انهيار الإمبراطورية الإسلامية العثمانية على يد دول الحلفاء. فكانت من نتائجها المباشرة تفتيت إمبراطورية الرجل المريض؛ كنايةً عن ضعف وتفكك الدولة العثمانية وتكوين مجموعة دول ناشئة في المنطقة على أسس أثنية عرقية متأثرة بالثقافة الأوربية وتكويناتها السياسية الجديدة وعلى الأخص منها مبادئ الثورة الفرنسية. وهكذا وجدت فيما تعرف الآن بالمنطقة العربية وبمساعدة مباشرة من دول الحلف، عدد من الدول ذات النهج والأيديولوجية القومية بعنصرها العربي ملغية غيرها من المكونات العرقية الداخلة معها ضمن هذه الجغرافيات السياسية الجديدة، وقد تكرس هذا النهج بطابعه الأكثر عنصرية وشوفينيةً مع التجربة الناصرية ووريثتها البعثية في كل من العراق وسوريا وتحديداً بعد المشروع السيئ الصيت والذي قدمه محمد طلب هلال؛ ضابط الاستخبارات السورية في منطقة الجزيرة للقيادة السياسية آنذاك – عام 1962م. – في دمشق والمتمثلة في القيادة القومية للبعث.

    وهكذا وجد الكورد أنفسهم، ليس فقط محرومين من حقوقهم القومية، بل كذلك قد قسمت جغرافيتهم بين عدد من الدول وذلك نتيجةً لالتقاء مصالح كل من الدول الاستعمارية المتمثلة بالحلفاء والمحور معاً وعلى الرغم من حروبهما ومعاركهما الدامية خلال سنوات النزاع والحرب العالمية الأولى والتي دامت بين أعوام 1914-1918م. وكذلك عدد من دول المنطقة وعلى رأسهم إيران الشيعية وتركيا السنية؛ رغم الطابع القومي العلماني والذي أصبغها عليها مؤسسها مصطفى كمال أتاتورك وذلك عند قيام الجمهورية التركية الحديثة في عام 1924م. وبالتالي أصبح الكورد وجغرافية كوردستان موزعة ومقسمة بين أربع دول؛ سوريا، تركيا، العراق وإيران الصفوية بعدما كانت قديماً؛ أي جغرافية كوردستان عبارة عن مجموعة إمارات وممالك موزعة بين كل من الإمبراطوريتين العثمانية والصفوية.

    بالتأكيد لم يكن العامل الخارجي الموضوعي هو السبب الوحيد – ربما الأهم – في حرمان الكورد من حقوقهم القومية؛ حصتهم من الكعكة وذلك عند تقسيم ورسم الخارطة الجيوبوليتيكية للمنطقة وبالتالي خلق بؤر توتر – برميل بارود – قابلة للانفجار في اللحظة والظرف المطلوب، بل إن العامل الداخلي الذاتي والمتعلق بضعف الحالة الكوردية وفريقها المفاوض وانقسامه بين كل من الولاء للدولة العثمانية؛ الحاضنة الدينية الجامعة للمسلمين في خلافتها عبر عدد من القرون التاريخية وبين الثقافة الجديدة الوافدة مع الاستعمار الجديد الأنكلو-سكسوني وأفكار ومبادئ الثورة الفرنسية في الحرية والقيم الوطنية ونشوء الدول القومية في أوربا بعد حربين عالميتين طحنت الملايين من البشر ودمار القارة الأوربية، بل وجزء كبير من كلٍ من آسيا وأفريقيا. وبالتالي فإن التخلف الثقافي الحضاري وبقاء المجتمعات الكوردية رهينة العقلية القبلية العشائرية وانقساماتها ساهمت هي الأخرى – وبفعالية – بحرمان الشعب الكوردي من أن يكون شريكاً في رسم الخريطة السياسية الجديدة للمنطقة وقتذاك وبالتالي رسم جغرافية كوردستان ضمن هذه الخارطة كدولة ناشئة لشعب يربو تعداده السكاني وقتذاك وعلى وجه التقدير بما لا يقل عن عشرة ملايين نسمة.

    إنه لمؤسف أن تأتي “السلطة السياسية من فوهة البنادق” وأن تنال الشعوب، المقهورة والمغلوبة على أمرها، حقوقها من خلال الحروب والويلات والنزاعات الدولية الكبرى وليس من خلال مبادئ ويلسون أو الهيئات والمنظمات الدولية والتي تهتم بقضايا الشعوب وحقوق الإنسان وذلك من خلال طاولة الحوار والمفاوضات، هكذا كانت الأمور وهذا ما نعيشه في مرحلتنا التاريخية والتي تعرف بعصر ثورة المعلومات التقنية وربما سيستمر هذه الثقافة لقرون أخرى إلى أن نحقق عصر ثورة الإنسان والقيم الإنسانية كقيمة وثقافة وجدانية حضارية في علاقتنا بالآخر وليس من خلال القيم المادية الوجودية والمتحكمة في جميع المسارات السياسية والاجتماعية للدول والمجتمعات البشرية.. وبالتالي فإننا بحاجة إلى ثورة للانتقال من المجتمع البشري إلى المجتمع الإنساني وهذه النقطة بحد ذاتها تحتاج إلى العديد من الدراسات والأبحاث ربما نعود إليها في أوقات ومقالات أخرى.

    139

    وهكذا – وحسب قراءتنا – قد حانت اللحظة التاريخية والتي يمكن للكورد أن يكونوا شركاء حقيقيين في المنطقة وأحد اللاعبين الأساسيين – وليس بين صفوف الاحتياط ليلعب في الوقت الضائع من اللعبة السياسية – وبالتالي أن يحققوا الاستحقاق القومي من خلال مشروع سياسي يحل المشكلة والقضية الكوردية في المنطقة؛ منطقة الشرق الأوسط وليس فقط في جغرافية سياسية لدولة حديثة مثل سوريا ما بعد الاستقلال عن الانتداب الفرنسي لعام 1946م. ربما حل المسألة الكوردية في سوريا تكون إحدى اللبنات في هذا المسار وقد سبقنا في ذلك الأخوة والأشقاء في العراق الجديد؛ العراق الفيدرالي الاتحادي وذلك من خلال دستور جديد يقر بأن العراق يتكون من مكونين أساسيين هم الكورد والعرب وغيرهم من المكونات العرقية الأثنية وبالتالي فإن جغرافية العراق تتكون من إقليم عربي وآخر كوردي وعلى أثر ذلك أقر إقليم كوردستان (العراق) دستورياً وأعطي له حقوق سياسية واسعة قريبة لدولة ذات سيادة ومستقلة عن المركز بغداد.

    وبالتالي يمكن الاستفادة من هذه التجربة للأشقاء في العراق وتطبيق مبدأ الفيدرالية في سوريا أيضاً؛ كون التجربتين متماثلتين، حيث الشعب السوري يتكون من مكونين أساسيين هما الكورد والعرب وغيرهما من المكونات العرقية وكذلك فإن جغرافية سوريا تتكون من إقليمين هما الإقليم العربي وإقليم كوردستان، وإن كان هناك من يتحجج بأن المناطق الكوردية في سوريا عبارة عن جيوب جغرافية تفصل بينها مناطق غير كوردستانية – إن أقرينا بهذه الحقيقة وهي في كثير من تفاصيلها غير دقيقة – فإننا بدورنا نحيل أصحاب هذه النظرية إلى موضوع الدولة الفلسطينية والتي يتفاوض عليها الأخوة الفلسطينيين مع الجانب الإسرائيلي؛ فكلنا يعلم بأن الدولة الفلسطينية سوف تقام على كل من الضفة الغربية وقطاع غزة وهما منطقتان منفصلتان تماماً أكثر مما هي عليها إقليم كوردستان (سوريا). وهكذا فإما أنها حجة مردودة عليها وهي نابعة من عقلية عنصرية الغائية أو أنه الكيل بمكيالين في قضية متماثلة.

    إذاً.. وفي هذه المرحلة الحرجة والدقيقة، بل المنعطف التاريخي، فإن الواجب والضرورة الأخلاقية والوطنية تتطلبان منا؛ نحن الكورد وتحديداً الكتل والأحزاب والقوى السياسية والمجتمعية الكوردية ورموزها وقياداتها أن تعمل وفق العقلية الجمعية الجامعة؛ بما معناه مطلوب من مجمل الحراك الكوردي وتحديداً الحركة الوطنية الكوردية بكل فصائلها وأحزابها وكتلها السياسية (المجلس الوطني الكوردي ومجلس الشعب في غرب كوردستان) والمتمثلة حالياً في (الهيئة الكوردية العليا) أن تعمل وفق مبدأ الكوردايتي وليس الحزبايتي، أي العمل جاهدة لتجاوز الخلافات وتناسي الصراعات والتنافس البيني بين هذه المجاميع والكتل السياسية الحزبية خدمةً للصالح العام القومي كون المرحلة هي مرحلة الاستحقاق القومي وبالتالي الحرص والإخلاص من كل الأطراف للالتزام بما تم الاتفاق عليه في هولير؛ عاصمة إقليم كوردستان (العراق) وبرعاية مباشرة من قيادة ورئاسة الإقليم وعلى الأخص من الرئيس مسعود بارزاني؛ الشخصية الكوردية الجامعة في هذه المرحلة المهمة من حياة شعبنا الكوردي.

    ونعتقد جازماً؛ بأن اتفاق هولير (إعلان أربيل) لم يكن ليتم – على الأقل بهذه الفترة الوجيزة، على الرغم من شكوى الكثيرين من بطئ آلياتها وفعاليتها على أرض الواقع – لولا الرعاية المباشرة من قيادة إقليم كوردستان (العراق) وتحديداً شخصية الرئيس مسعود بارزاني وباعتراف الجميع. وهذه تلقي على عاتقنا؛ القيادات الكوردية وعلى الأخص (الهيئة الكوردية العليا) المنبثقة عن إعلان هولير كقيادة مرحلية للكورد في سوريا وشبيهة بحالة أخوتنا في العراق عندما استطاعوا التوافق وتشكيل ما يعرف بالتحالف الكوردستاني كقوة وتحالف سياسي عريض جامع لجل الكورد – إن لم نقل لكل الكورد – في جغرافية إقليم كوردستان (العراق) وبالتالي كمحاور سياسي وحيد عنهم في بغداد عن الجانب الكوردي وذلك لضرورة المرحلة التاريخية والتي عنونّ مقالنا بها؛ ألا وهي مرحلة الاستحقاق القومي.

    وهكذا فالواقعان متماثلان؛ كل من الحالة السورية والعراقية وبالتأكيد فإن الحلول المطروحة والذي يجب أن نشتغل عليها، يجب أن تكون متشابهة إن لم نقل متماثلة ومتطابقة. وبالتالي فإن حل المسألة الكوردية في سوريا وكأفضل الحلول المرحلية هو مبدأ الحل الفيدرالي والذي لا يعني بالضرورة الانفصال، بل – وكما في التجربة العراقية – فإن البقاء ضمن الدولة الاتحادية لهو من مصلحة الكورد أكثر بكثير من تشكيلهم لكيان سياسي مستقل وبما سوف يعرف بدولة أو جمهورية كوردستان الديمقراطية، على الأقل في هذه المرحلة التاريخية، وهذه ليست بنوع من المناورة السياسية بل هي حقيقة عملية وقد أكدت عليها تجربة إقليم كوردستان (العراق) وقياداتها السياسية وفي أكثر من مناسبة وأصبح الكورد هم بيضة القبان في توحيد الحالة العراقية وباعتراف الأعداء قبل الأصدقاء.

    140

    إذاً ليس أمامنا نحن السوريين غير مبدأ اللامركزية وحل المسألة الكوردية على أساس الحل الفيدرالي وذلك إن أردنا أن نحقق القطيعة مع مرحلة الاستبداد والدكتاتورية وإلا فإننا سوف نعيد إنتاج النظام الاستبدادي ولكن بتلوين ومفاهيم جديدة؛ استبدال القومي بالديني وهذه ستدخلنا في دوامة جديدة من العنف ودولة الطغيان والاستبداد وربما تؤجل حل قضايانا الوطنية الديمقراطية ومنها القضية الكوردية في سوريا ولكنها وبالتأكيد فسوف لن تموت بالتقادم ولسوف نشهد، بعد سنوات عدة وبعد العديد من الويلات والمآسي، ثورات جديدة تطالب بالحرية والكرامة وحق الشعوب في الحياة. ولكن نعتقد بأن المرحلة لا تتحمل الكثير من التأجيل والتأخير وبأن كل من الشرطين الخارجي الموضوعي والداخلي الذاتي قد نضجا بما فيه الكفاية للإتيان بالبديل الديمقراطي عن دولة الاستبداد.. وبالتالي حل جل المسائل الوطنية الديمقراطية في منطقتنا؛ الشرق أوسطية وعلى رأس تلك القضايا حل القضية الكوردية في سوريا حلاً ديمقراطياً عادلاً وذلك ضمن مبدأ حق تقرير المصير للشعوب والتي شرعتها مجموعة القوانين الدولية والهيئات الحقوقية المعنية بهذا الخصوص. وبالتالي الإقرار بأن الحل الأفضل في سوريا – كما في العراق – للخروج من عنق الزجاجة هو مبدأ الفيدرالية والدولة الاتحادية.

    ……………………………………………………………………………………..

     

    (*) لا يعني هذا؛ طرح المسألة الكوردية والعمل من أجل تحقيق الحقوق القومية لشعبنا، بأن الكورد غير معنيين بالشأن الوطني السوري العام، بل نعتبر حل القضية الكوردية في سوريا ضمن مفهوم ومبدأ “الاستحقاق القومي” لمكون أثني حضاري يعيش على جغرافيته الطبيعية هو جزء من مجموع الحلول الديمقراطية لقضايانا الوطنية العالقة والمغيبة إلى هذه اللحظة التاريخية.

     

    https://www.facebook.com/pages/%D8%A8%D9%8A%D8%B1-%D8%B1%D9%88%D8%B3%D8%AA%D9%85/471761749600498?ref=hl

     

     

     

     

     

     

     

    141

     

     

    شخصيات ومواقف

     

    برهم صالح.. الفارس الجديد.

    (…هل يكون المنقذ لمركب الإتحاد الوطني الكوردستاني)

     

    ………ترددت في الفترة الأخيرة عن ترشيح الأستاذ برهم صالح لرئاسة قيادة الإتحاد الوطني الكوردستاني وذلك من قبل السيدة هيروخان إبراهيم أحمد حيث ذكرت مواقع التواصل الإجتماعي بأن “هيروخان تقدم برهم صالح زعيما جديدا للاتحاد الوطني.. وتشرح اسبابها!”. وبالتأكيد هناك أسباب عدة نحن بغنى عن ذكرها، ولكن فقط وضع الإتحاد الأخير في منافسات إنتخابات برلمان إقليم كوردستان (العراق) كانت إحدى أهم العوامل والمقدمات التي دفعت قيادة الإتحاد لأن تعمل مراجعة لسياساتها السابقة والتي أودت بها إلى ما هو عليه وبالتالي التفكير أولاً بتغيير القيادة السياسية كأي حالة مدنية ديمقراطية؛ حيث وعندما تفشل قيادة ما حكومية أو حزبية في مرحلة ما فأولاً يجب عليها دفع الثمن بإستقالتها من منصبها والإتيان بالبديل الجديد وهكذا تكون قد أعترفت أولاً بأخطائها وتالياً إنها تفكر جدياً وتعمل من أجل تجاوز المرحلة_المحنة.

     

    ……………….وبالتأكيد فإن القيادة الجديدة ستعمل على مراجعة كلية لسياسات الإتحاد الوطني الكوردستاني السابقة ووضع الحزب والإقليم وتوزع وإمكانيات القوى والأحزاب المتنافسة وكذلك البرامج السياسية المتنافسة على أصوات الناخبين الكورد ووضع التحالفات الراهنة وكذلك المستقبلية وذلك من أجل إعادة مكانة بريق الإتحاد الوطني الكوردستاني كقوة سياسية فاعلة على الأرض وبالتأكيد فإنه سيقوم بدرس وتحليل البرامج السياسية للقوى الفاعلة وتحديداً كل من الحزب الديمقراطي الكوردستاني والعمالي الكوردستاني ومنافستهما على زعامة الحالة الكوردية كوردستانياً؛ الأول كقوة قومية محافظة تقليدية والآخر من خلال برنامج سياسي ثوري أقرب للحالة الغيفارية وأيضاً لن يغيب عن بال قيادة الإتحاد الجديدة بروز التيار الديني الإسلامي في الساحة الكوردستانية.

     

    ……….وهكذا وبرأينا المتواضع ولكي يلعب الإتحاد الوطني الكوردستاني دوراً مهماً في الساحة الكوردستانية وحتى الإقليمية فعليه الإبتعاد عن ساحات الآخرين وأدوارهم وبرامجهم السياسية وتجديد سياساته السابقة ولكن بروح أكثر ليبرالية وديمقراطية؛ نعم.. على قيادة الإتحاد الوطني الكوردستاني أن يطرح الحزب كقوة سياسية كوردية ليبرالية ديمقراطية والإبتعاد عن منافسة الديمقراطي الكوردستاني (القومية التقليدية) والعمالي الكوردستاني (الثورية العنفية) وهو بالتأكيد لن يطرح برنامج سياسي (ديني سلفي) إذاً فليس أمامه إلا برنامج ديمقراطي ليبرالي.. نأمل أن تكون الفكرة وضحت والرسالة وصلت.. مع التمنيات بالتوفيق للقيادة الجديدة في الإتحاد الوطني الكوردستاني.

     

     

     

     

     

    142

     

     

     

    د. أحمد نسيم برقاوي

     

    الحوار المتمدن-العدد: 4923 – 2015 / 9 / 12 – 15:01

    المحور: القضية الكردية

    ..تحية محبة لـ”موقف الحق” تجاه القضية الكوردية.

    كتب الدكتور أحمد برقاوي؛ (وهو أستاذ جامعي في كلية الفلسفة بدمشق) بوستاً بعنوان (الكورد) على صفحته الشخصية يبين فيه موقفه من قضية شعبنا الكوردي وذلك من منطلق “الحق” والعدل ودعماً ومساندةً لقضيتنا حيث يقول فيه: “لو فكر أي شخص انطلاقا من فكرة الحق بالمسألة الكردية عليه أن يطرح على نفسه السؤال الآتي: لماذا لا يكون من حق أربعين مليون كردي يعيشون في مساحة جغرافية متصلة تقدر بخمسمئة الف كم مربع أن يكون لهم دولة مستقله شأنهم شأن أمم الأرض؟ أعرف أن التفكير في السياسة انطلاقا من فكرة الحق تفكير غير واقعي دائما لكن لا يمكن أبدا في قضايا سياسية مرتبطة بحياة الشعوب أن لا تفكر انطلاقا من فكرة الحقوق القومية. ولكن إلى أن يأتي زمن ما يحقق حلما كهذا فمن حق الكرد الذين قدموا حتى الآن مئات الآلاف من الشهداء من أجل الإعتراف بحقوقهم داخل الدول التابعين لها أن يكون لهم كيان يعبر عن ذاتهم وليكن دولة مستقلة في شمال العراق. من حق خمسة عشر مليون كردي في تركيا أن يكون لهم حكم ذاتي يشعرهم بحرية وجودهم إذا لم يكن باستطاعتهم أن يتحدوا مع كردستان العراق وقس على ذلك في إيران وسوريا. على العرب وبخاصة المثقفين منهم أن يكونوا إلى جانب هذا الشعب النبيل لأن الحرية والكفاح من أجلها قضية لا تتجزأ”.

     

    بدايةً لا بد أن نقول: كل التحية والشكر للدكتور أحمد برقاوي على هذا الموقف النبيل والإنساني؛ ولو فكرت عدد آخر من النخب العربية بهذه الطريقة لكانت شعوبنا بألف خير وكنا تجنبنا العديد من الأزمات السياسية.. وأما بخصوص من يقول بأن هذه دعوة للتقسيم فليكن ذلك كون التقسيم والعيش بسلام كشعوب ودول متجاورة أفضل بكثير من العيش في ظل القهر والاستبداد والحروب الدائمة وكذلك نقول للإخوة الذين يجدون في الدولة الديمقراطية الحل فإننا نتفق معهم بذلك ولكن لا يمكن تطبيق الديمقراطية من خلال الاستبداد والطغيان والديكتاتورية، حيث لا يجوز ولا يمكن أن تفرض على الآخر العيش في “دولة ديمقراطية”. وإنني أؤكد على مقولة أحد الإخوة المعلقين بأن “الدولة الديمقراطية” هي النتيجة والخاتمة وليست المقدمة؛ بمعنى آخر وبعد تحقيق الدولة القومية يمكننا العمل على آلية ما والتفكير بتوحيد الجهود من أجل اتحادات وكيانات ديمقراطية، أما أن تفرض “دولتك الديمقراطية” عليّ، فهي نفي لمبدأ الديمقراطية نفسها.. ونقول أيضاً ولمن يدعي بأن الكورد جلبوا أو أوتي بهم “من جغرافيات أخرى” إلى الدول العربية وذلك “للعمل في الإقطاعيات الزراعية” وكذلك للذين يستشهدون بمقولة للسيد أوجلان في كتابه “سبعة أيام مع آبو” لنبيل ملحم وبأن “الأكراد أتوا من الشمال إلى الجنوب وسوف نعيدهم..” فإننا نقول لهم جميعاً: ليتكم تقولون لنا من أين جاء الكورد ومن أي جغرافيا كي نعود إليها، حتى نريح ونرتاح وذلك من دون أن ندخل في جدالٍ عقيم مع هؤلاء وأولئك ونقول لهم؛ بأن الكورد هم من شعوب المنطقة الأصليين بينما جاءت المجموعات العربية مع ما تسمى بـ”الفتوحات والغزوات الإسلامية” إلى المنطقة.

     

    143

    وأخيراً فإننا نقول لكل أولئك القومويين مدعي الديمقراطية والذين يدعوننا للدولة “الوطنية الديمقراطية” كعباءة للتخبية وربما التغبية؛ أي تغبية الآخر وبالتالي التستر والتظلل بها وإخفاء حقيقتهم القوموية والعنصرية الفاضحة وذلك باتجاه قضايا الآخرين وعلى الأخص القضية الكوردية بأننا: نعرف مرادكم جيداً من وراء دعواتكم تلك وإلا فلما تريدون وتطالبون بدولة فلسطينية ولا تقبلون بدولة إسرائيل كدولة علمانية ديمقراطية حيث علمانيتها وديمقراطيتها أفضل بكثير من علمانية وديمقراطية أي بلد يعيش في ظلها الكورد كشعب مقسم بين عدة ثقافات وشعوب ودول قومية عنصرية وبالتالي أليس مطلبكم هذا “كلمة حق يراد بها باطل”.

     

     

     

     

     

     

     

     

     

     

     

     

     

     

     

     

     

     

     

     

     

     

    144

    رامي عبدالرحمن

    واتهامات بالجملة لقوات قسد!!

     

    الآن على قناة العربية يدلي السيد عبدالرحمن اتهامات بالجملة على قوات سوريا الديمقراطية بصدد الانتهاكات -بحسب ادعاءاتها- ضد المدنيين في مناطق سيطرتهم “شرق الفرات” وذلك من خلال برنامج “صناعة الموت”، يعني الرجل نسي كل الأطراف والجماعات الإسلاموية الجهادية التكفيرية من “داعش” و”جبهة النصرة” وصولاً لما يعرف بميليشيا “الجيش الحر” حيث كان سبعون في المائة من حديثه موجه ضد قوات قسد، رغم أن ما سجل ضد هذه القوات لا يرتقي إلى واحد بالمائة لما ترتكبها باقي الجماعات المسلحة في الصراع السوري، إن كان من جهة قوى المعارضة أو النظام، للأسف حتى لجان حقوق الإنسان في بلداناً تعمل وفق عقلية عنصرية عروبية ومع ذلك تجد التطبيل من جماعتنا لهذا البوق العروبي العنصري؛ المدعو رامي عبدالرحمن!!

     

     

     

     

     

     

     

     

     

     

     

     

     

     

     

     

     

     

    145

    عبد الباسط سيدا

    بين الحقد والارتزاق السياسي

     

    أحياناً أتساءل بحق؛ هل هو الغباء والحقد السياسي أم هو الارتزاق أم الاثنين معاً بحيث يدفع مثقف أكاديمي على غرار السيد عبد الباسط سيدا يقع فيه بحيث يجعل همه الأساس هو إثبات تهمة الإرهاب بأحد أهم التيارات الكردستانية -ونقصد العمال الكردستاني- وكل توابعها حيث في مقالة جديدة له بعنوان؛ “داعش وحزب الاتحاد الديمقراطي: تكامل وظيفي وتناقض ظاهري” يحاول وبطريقة بائسة حقيقةً أن يجعل كلاهما في سلة واحدة وهي الإرهاب حيث وبعد أن يقول عن داعش بأنه “قد تبنى الإسلاموية السياسية بأكثر أشكالها تطرفا وعنفا” يأتي إلى حزب الاتحاد الديمقراطي وهو يحاول أن يجد ما يأخذ عليه كمنهج وسلوك إرهابي، لكن عندما يعوزه الحاجة فإنه يتشتت فكرياً ليقدم عدد من المبررات التي لا تقنع طفلاً وليس رجلاً أكاديمياً حيث يقول بـ”أن حزب الاتحاد الديمقراطي سوق نفسه برسالة هجينة، متعددة المقاصد. فعلى الصعيد الكردي أوحى للناس بأنه يعمل من أجل ضمان حقوق الأكراد، ورفع الظلم عنهم، عبر المحافظة على مناطقهم، وإبعادهم عن الصراعات والأعمال القتالية.. وعلى المستوى السوري، فقد حرص على عضويته في هيئة التنسيق، معلنا أنه حزب سوري، وأن المشروع القومي قد بات بالنسبة إليه جزءا من الماضي. ونادى بفكرة الأمة الديمقراطية الهلامية التي تحمل كل تفسير، ولا تلزم صاحبها بأية مسؤولية”!!.

     

    حقيقةً إننا لا نعلم ما هو المشترك بين المشروع الداعشي في تبنيه للإسلام السياسي الردايكالي الجهادي وبين أن يتبنى حزب مشروع سياسي يطالب -أو حتى يدعي المطالبة- بالحقوق الكردية و”الأمة الديمقراطية الهلامية” -على حد تعبير الباسط- فأي إرهاب في هذه الأطروحات، ثم ما الإرهاب في حرص حزب الاتحاد الديمقراطي بأن يكون جزء من هيئة التنسيق، ألم تصبح الهيئة فيما بعد جزء من ذاك الائتلاف لقوى المعارضة والتي كنت جزءً منها يا سيد سيدا.. والرجل لا يكتفي بكل هذا التخبط، بل يضيف كذلك ويقول: “أما على المستوى الدولي، فقد روج نفسه بأنه حزب علماني، يحترم كل الخصوصيات. وأنه حريص على حرية المرأة، وإشراكها في كل المهام، وتمكينها من أن تكون شريكة في كل القرارات”. طيب وهل كل تلك الدول والهيئات الدولية غبية لدرجة أن تقبل كدولة بحجم الولايات المتحدة أن تدعم هؤلاء “الإرهابيين” من جماعة حزب الاتحاد الديمقراطي والإدارة الذاتية، بل إن روسيا نفسها وفي مرحلة ما فتحت لهم مكتب للتنسيق والتعاون، فهل يعقل أن حزب الاتحاد الديمقراطي له من القدرات والمناورة أن تفرض نفسها على كل هذه الأطراف الدولية وهي “منظمة إرهابية” على “تكامل وظيفي” مع داعش بحسب إدعاءك الكاذب .. أم أن حقدك وغباءك وارتزاقك السياسي أدخلك في هذه المهزلة الكلامية.

     

    وأخيراً لن نقول للسيد سيدا بأن داعش وإن كانت في جزء منها لعبة مخابراتية ولا نستبعد دور النظامين السوري والعراقي -كما يؤكده هو في مقالته البائسة- بل ونضيف ربما، بل أكيد هناك دور للمخابرات الإيرانية وللكثير من الدول الفاعلة في الملف السوري، لكن لما تنسى الدور التركي والخليجي عموماً وخاصةً في بدايات ما عرفت بالثورة السورية ومن ثم لتستمر قطر مع ربيبة الإرهاب -تركيا- في دعم الإرهاب بالمنطقة وبالأخص في سوريا وكذلك لما تنسى دور الجماعات الإسلامية التكفيرية والجهادية وعلى رأسهم تيار الإخوان المسلمين وذلك إن لم يكن ارتزاقاً سياسياً من قبل من يدعي “الوطنية والكردايتية” .. وبالأخير فإن ما يؤسفني حقاً؛ هو إنني وفي يوم ما دافعت عن هذا المرتزق السياسي.

     

    ـــــــــــــــــــــــــــــ رابط مقال السيدا في التعليق الأول لمن يود الاطلاع
    http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=611665

     

     

     

    146

    فيصل المقداد

    وحكاية الجمل مع السيادة السورية!!

     

    الحوار المتمدن-العدد: 5604 – 2017 / 8 / 8 – 22:15

    المحور: الثورات والانتفاضات الجماهيرية

    هناك مثل كردي يقول بما معناه؛ “هو واقع عن الجمل لكنه لا يتخلى عن الحمحمة” حيث تقال لمن تكون الأمور قد خرجت عن يده وهو ما زال يريد أن يخدع نفسه، بأنه يقود الأمور وكأن ليس هناك من شيء جديد طرأ على أرض الواقع وذلك مثل صاحبنا المقزوف عن ظهر الجمل وهو بعد يحمحم وكأنه ما زال راكباً بين السنمين ولذلك تراه لم يتخلى عن تلك الحمحمة التي يريد بها تشجيع دابته التي قد تكون رفسته مع تلك الوقعة المدوية التي قصفت رقبته ورقبة أسياده، لكنه يتكابر على الاعتراف بالواقع والمتغيرات الجديدة!!
    وإن سبب إيرادنا للمثل السابق جاء رداً وتوضيحاً على (وصف نائب وزير الخارجية السوري فيصل المقداد عزم الإدارة الكردية في شمال سوريا تنظيم انتخابات في المناطق الواقعة تحت سيطرتها بأنها “مزحة”) بحسب بعض المواقع حيث أضاف المقداد كذلك في مقابلة له مع وكالة “رويترز” وهيئة الإذاعة البريطانية في دمشق بأن: (“سوريا لن تسمح أبدا بانفصال أي جزء من أراضيها”، مضيفا أن الحكومة ستؤكد في النهاية سيطرتها على المناطق الخاضعة للأكراد)، بل (وطالب المقداد الولايات المتحدة بوقف أنشطتها داخل سوريا، موضحا أن أفعالها غير قانونية وتتسبب في سقوط آلاف الأرواح من المدنيين).. انتهى الاقتباس.
    وهكذا الأمر مع “صاحبنا؛ المقداد” حيث سوريا باتت ساحة مفتوحة لكل الدول الإقليمية ومجاميعها المرتزقة مثل المجاميع والميليشيات الإيرانية أو التركية القطرية وأيضاً سلفي السعودية، ناهيكم عن القوات والقواعد العسكرية لكل من الروس والأمريكان وقوات التحالف الدولي ومن ثم وبعد كل هذا وذاك يأتي المقداد ليتحفنا بخطابه المتكلس منذ أيام الأسد (الأب) حيث الحديث عن “السيادة الوطنية” وبأن “سوريا لن تسمح بفصل أي جزء من الوطن” وذلك في حالة إنخداع بالذات وكأن حقيقةً هناك ما يمكن إعتبارها “سيادة وطنية” وبأن القرار السياسي يتخذ في دمشق وليس في العواصم الإقليمية والدولية مع العلم؛ أن القيادة السورية لم تعد قادرة حتى على لعب دور الكومبارس!!
    فعلاً إنها “مزحة ثيادة الوزير”، لكنها ليست مزحة سمجة من قبل المقداد والنظام، بل مزحة سخيفة وحقها “فرنكيين مصدّي” وإننا نريد أن نقول له ولأسياده؛ إن من ساهم بكل هذا الدمار والقتل والدم لن يكون جزءً من سوريا القادمة وإلا فإن المشكلة لن تحل، بل ربما تذهب إلى المزيد من التعقيد والعنف والدمار .. وأخيراً؛ نأمل أن تحتفظو بنكاتكم و”مزحاتكم” السخيفة لأنفسكم حيث شعبنا السوري وبمختلف أطيافه ومكوناته الأعراقية القومية وأيضاً الدينية المذهبية.. قد ملّ منكم ومن سخافاتكم وإجرامكم والجميع على أحر من الجمر؛ بأن ترحلوا مع “مزحاتكم” إلى مزابل التاريخ!!

    147

     

     

     

    بارزاني.. وحكيم بشار

    ..والفرق بين القيادة والإرتزاق.

    إن لعبة القيادة والسياسة ليس فقط علم وثقافة، بل لها جانبها الأخلاقي أيضاً حيث وعندما نقرأ في تصريحي كل من رئيس إقليم كوردستان؛ كاك مسعود بارزني والذي يقول بأن “قوات البيشمركة لم تتلقّ الأسلحة الثقيلة التي طالبت بها لمحاربة (تنظيم الدولة الاسلامية)”، وفي السياق نفسه لا ينسى أن يقول أيضاً: “نشكر أعضاء التحالف الدولي على دعمهم، لكن هذا الدعم لم يرق إلى المستوى اللازم”. وهو نوع من معاتبة صديق لحلفائه كونهم لم يرسلوا العتاد العسكري الكافي حيث أوضح من خلال تصريحه وقال: “لم نحصل على الأسلحة الثقيلة التي نحتاجها بالمستوى المطلوب من حيث الكم والنوع”، وذلك في إشارة منه إلى حاجة الإقليم “لناقلات جند مدرعة وقطع مدفعية”. وكذلك وبالحديث عن القوات الكوردية ودفاعهم عن كوردستان ومنها كوباني فقد قال سيادته بأن:” القوات الكوردية تحقق تقدماً لكن مازال التوازن على الأرض لم يتغير لأن داعش مازال يمتلك القوة الهجومية”. وهكذا فإن الرئيس من جهة يشكر قوى التحالف الغربي العربي وأمريكا على دعم الكورد في محاربة “داعش” ومن الجهة الأخرى يلومهم ويسأل؛ لما لم تصل العتاد الحربي المطلوب.. وبالتأكيد فإنه وفي الحالتين ينطلق، كقائد ورمز سياسي، من مصالح الأمة والشعب الكوردي.

     

    بينما على النقيض من ذلك؛ فإن السيد عبد الحكيم بشار يعاتب الغرب وأمريكا ويعتبر إستراتجيتهم خاطئة كونها تدفع بالكورد “كرأس حربة” _ بحسب وجهة نظره_ لمحاربة (داعش) مما سيجعل من الكورد في مركز إستهداف عداء الوسط العربي (السني) حيث يقول في تصريح له: “الموقف الأمريكي المجتزأ في استعمال الكرد كرأس حربة في مقاتلة داعش، يودي إلى تعزيز فرص خلق الصراع بين الكرد والعرب، والذي طالما خطط نظام الأسد له، وإن كل المؤشرات تدل على أن كوباني لن تكون النهاية بل ستكون البداية. بداية صراع ستقوده الكتائب المتطرفة ضد الكرد، ولن يقتصر المشاركة فيها على داعش، بل الكتائب المتطرفة الأخرى، من خلال تجييش ديني وقومي يخلقه الموقف الأمريكي المجتزأ المؤدي لهذا الصراع. ومهما كانت نتائج المعارك ستكون هناك تدمير واسع للمناطق السورية التي تقطنها الغالبية الكردية وتهجير شبه كامل لسكانها الكرد، وسيكون الخاسر في هذه المعارك هم الكرد”. ولكن ينسى هذا “السياسي الكوردي” بأن الكورد ليس بعد الإستراتجية الأمريكية، بل ومن قبلها مستهدفون من ذاك الوسط حيث كانت عفرين وسري كانيه وأخيراً وليس آخراً كوباني وكذلك ينسى بأن كورد (العراق) هم الآخرون مستهدفون وكانت شنكال، بل وما قوله في إستهداف مسيحي الموصل من قبل تلك الكتائب الإسلامية.. ثم ينسى هذا السياسي؛ بأن الكورد وبفضل “الموقف الأمريكي المجتزأ” حصلوا على إقليم كوردستاني هو وغيره يعتاشون عليه والغريب إنه جالس تحت ظل الإقليم ويعاكس سياسة الإقليم وإننا نسأله وما موقفه من سياسة الإقليم والتي تطالب بالمزيد من الدعم الغربي الأمريكي.

     

    لكن فعلاً صدق من قال؛ أين الثرى من الثريا حيث هناك من يعمل قائداً لشعبه وبلده وينطلق من المصالح والرؤى والقضايا الإستراتيجية لأمته وبين من يكون موقفه مرتهناً لدى الآخر وتابعاً خانعاً ذليلاً للمال الفاسد والسحت.. ويقولون؛ لما غربي كوردستان أو على الأقل التيار البارتوي ما زال يعاني الضعف والهزال في هذا القسم من الجغرافيا الكوردستانية بينما في الجنوب؛ إقليم كوردستان (العراق) يحقق الإنجاز تلو الإنجاز حيث وبالنظر إلى شخصيتي القيادة في كل من الجغرافيتين والإقليمين نستنتج الأسباب والمقدمات لكلا الحالتين حيث الفرق كبير بين أن تكون قائداً أم مرتزقاً.

     

     

     

     

    148

    العائلة البارزانية

    ..تاريخٌ حافل بالنضال والثورات.

     

    بالتأكيد الوقوف على تاريخ العائلة البارزانية ونضالاتها والثورات التي قادوها تحتاج إلى دراسات وملفات وليس مقال أو بوست ولكن وبحكم الواقع الثقافي الفيسبوكي والخبر السريع والإعتماد على التكثيف والإختصار فإني سوف أحاول أن أقدم لمحة سريعة للتاريخ النضالي المشرف لهذه العائلة الوطنية والتي قادت العديد من الثورات الكوردية وقدمت المئات، بل الآلاف من القرابين على مذبح حرية كوردستان وذلك منذ بداية القرن الماضي حيث البداية كانت مع “الشيخ محمد البارزاني، أول رائد لحركة التحرر الكوردية في العراق في مقتبل القرن العشرين، وكان الشيخ محمد يتمتع بمركز ديني واجتماعي كبير بين أبناء الشعب الكوردي أهلته لكي يقود حركة التحرر الكوردية في بداياتها، ففي عام ١٩٠٧ تقدم الشيخ محمد بجملة من المطالب المتعلقة بحياة الشعب الكوردي إلى الحكومة العثمانية. لكن الحكومة العثمانية بدلاً من أن تتجاوب مع تلك المطالب البسيطة المتعلقة بالحقوق المدنية آنذاك فإنها جهزت حملة لإخضاع الشيخ محمد، وتم لها اعتقاله وإرساله إلى السجن في ( بدليس ) بكردستان الشمالية حيث بقي في السجن حتى وفاته، كما جرى اعتقال زوجته وطفلها مصطفى البارزاني البالغ من العمر ٣ سنوات حيث أودعا سجن الموصل”.

     

    وهكذا وبعد “وفاة الشيخ محمد تولى الزعامة أكبر أبنائه الشيخ عبد السلام، وحمل راية النضال من أجل تحقيق طموحات الشعب الكردي القومية المشروعة. وقد بادر الشيخ عبد السلام إلى إقامة شبكة من العلاقات مع العديد من المنظمات والشخصيات الكوردية البارزة لتكثيف الجهود من أجل تحقيق طموحات الكورد، وكان من بين المنظمات التي جرى الاتصال بها (جمعية تعالي وترقي الكورد) و (جمعية هيفي)” وغيرها من الجمعيات والشخصيات الكردية البارزة مثل “كل من (الشيخ محمود الحفيد البرزنجي) و ( الشيخ عبد القادر النهري) و (اسماعيل أغا سمكو)”. و”كما بادر بتقديم مذكرة للحكومة العثمانية بمطالب تتعلق بالحقوق القومية للشعب الكوردي التالية:

    ١ ـ جعل اللغة الكوردية اللغة الرسمية في كردستان.

    ٢ ـ جعل التعليم باللغة الكوردية وضرورة فتح المدارس الكافية.

    ٣ ـ تعيين رجال الإدارة في المنطقة الكوردية من المواطنين الأكراد.

    لكن الرد من جانب الحكومة العثمانية على تحركات الشيخ عبد السلام ومذكرته المتعلقة بالمطالب تلك جاء سريعاً بتجهيز حملة عسكرية نحو منطقة بارزان عمل فيها الجيش العثماني قتلاً وتخريباً وتدميراً وحرقاً ، وتم اعتقال الشيخ عبد السلام وإيداعه سجن الموصل، ومن ثم أقدمت الحكومة العثمانية على إعدامه فيما بعد في عام ١٩١٣. وعلى أثر اعتقال وإعدام الشيخ عبد السلام تولى أخوه الشيخ (أحمد البارزاني) الزعامة وقيادة حركة التحرر الكوردية ، وشارك الشيخ أحمد في الثورة الكوردية التي قادها (الشيخ محمود الحفيد) ضد الإنكليز عام ١٩١٩ ، وكان له دور كبير في تاريخ الحركة الكردية، حيث قادة الثورة ضد الحكومة بعد أن عجزت عن تلبية المطالب الكوردية المتعلقة بالحقوق المدنية.

     

    وبعد رحيل الشيخ عبد السلام بارزاني “حاولت الحكومة تثبيت نفوذها في منطقة كردستان، لمنع أية محاولة من جانب بعض الزعماء الأكراد للقيام بثورة جديدة، وكان من جملة الإجراءات التي اتخذتها الحكومة قرارها بإقامة مخافر في منطقة (بازيان) المحصورة بين (الزيبار) و(عقرة) و(الزاب الأعلى) والتي تتوسطها قرية (بارزان) حيث مقر سكن الشيخ احمد البارزاني، عميد الأسرة البارزانية المعروفة، والذي يتمتع بمركز ديني ودنيوي كبير في صفوف الأكراد. رفض الشيخ احمد إقامة تلك المخافر، واعتبرت الحكومة أن موقفه هذا يشكل تحدياً لسلطتها، واتخذت قراراً بإقامة المخافر، حيث أرسلت قوات عسكرية إلى المنطقة لفرض إقامتها بالقوة، مما تسبب في وقوع مصادمات عنيفة بين أتباع الشيخ احمد وقوات الحكومة، في ٩ كانون الأول ١٩٣٠. وقد دارت معارك شرسة بين الطرفين أدت إلى وقوع الكثير من الضحايا وقد قتل ما يزيد على ٥٠ فرداً من قوات الحكومة، وأصيب الكثير منهم بجراح، واستطاع أتباع البارزاني طرد بقية القوات التي أرسلتها الحكومة إلى المنطقة، وأخذ الشيخ أحمد يوسع نفوذه في المنطقة بعد النجاحات التي أحرزتها قواته ضد قوات الحكومة”.

    149

    ولكن الحكومة وبعد هزيمتها تلك قد قررت “تجريد حملة عسكرية كبيرة لقمع حركة الشيخ احمد البارزاني، في شهر نيسان ٢٣٩١ ، مستعينة بالقوة الجوية البريطانية التي شرعت طائراتها بقصف المنطقة، ومطاردة البرزانيين في ٢٥ أيار ١٩٣١. كان القصف الجوي من الشدة بحيث دفع المقاتلين البارزانيين إلى الالتجاء إلى الجبال حيث المخابئ الآمنة، وبدأت قوات الحكومة حملتها ضدهم في ٢٢ حزيران ١٩٣١، مما اجبر الشيخ أحمد بعد أن تشتت قواته، على التسلل إلى تركيا، حيث سلم نفسه للسلطات التركية التي نقلته إلى منطقة (أدرنة) على الحدود البلغارية، لكنها ما لبثت أن إعادته إلى منطقة الحدود العراقية. ولما بلغ الخبر إلى الحكومة العراقية، تقدمت بطلب إلى الحكومة التركية لتسليمه، إلا أن الحكومة التركية رفضت الطلب، مشترطة إصدار عفو عام عنه، وعن أتباعه، واضطرت الحكومة العراقية إلى إصدار العفو عنهم، وعليه فقد عاد الشيخ احمد وأتباعه إلى العراق، حيث أسكنتهم الحكومة في الموصل، ثم جرى نقلهم بعد ذلك إلى الناصرية، فالحلة، فالديوانية، ثم استقر بهم المطاف في مدينة السليمانية”.

     

    ثانياً : الثورة الكردية بزعامة السيد مصطفى البارزاني:

     

    نبذه مختصرة عن حياة السيد مصطفى البارزاني :

     

    السيد مصطفى البارزاني هو إبن الشيخ محمد البارزاني أحد أبرز رواد حركة التحرر الكردية في القرن العشرين ، ولد السيد مصطفى البارزاني في بلدة بارزان عام ١٩٠٣ ، تعرض للسجن مع والدته في سجن الموصل عام ١٩٠٧ على اثر قيام السلطات العثمانية باعتقال وسجن والده في كردستان الشمالية حيث توفي هناك ، وقد كان لتلك الأحداث والظروف التي مر بها هو وعائلته تأثيراً كبيراً جداً على مستقبل حياته وكفاحه البطولي من أجل القضية الكوردية الذي استمر سبعة عقود.

     

    كان باكورة كفاحه مشاركته في ثورة الشيخ محمود الحفيد في عام ١٩٣٠، وقد أظهر شجاعة فائقة دفعته إلى الصدارة فيما بعد، وأهلته لقيادة حركة التحرر الكوردية ، وقد أصبح تأريخ الكورد وانتفاضاتهم وثوراتهم مرتبطة باسم هذا القائد ، وغدا ابرز رموزهم في العصر الحديث.

     

    إندلاع الثورة :

     

    على الرغم من أن الحكومة كانت قد قضت على حركة الشيخ أحمد البارزاني ، إلا أن هجمات العناصر الكردية المسلحة استمرت دون انقطاع، حيث كانت تغير على المنطقة التي تحت سيطرة الحكومة بين الحين والأخر، مما دفع الحكومة العراقية إلى محاولة فرض وجود لقواتها المسلحة في المنطقة لمنع أي تحرك ثوري فيها.

     

    وقد بادرت الحكومة إلى الإعلان عن قرارها بإقامة مركز للشرطة في قرية ( بله) مقر البارزانيين ، لكن السيد مصطفى البارزاني رفض خطة الحكومة وهدد بقتل كل من يحاول القيام بذلك

     

    لكن الحكومة تجاهلت تحذير البرارزاني ، وأوعزت بالمباشرة في تنفيذ قرارها مما أدى إلى وقوع اضطرابات خطيرة في المنطقة جرى على أثرها قتل القائمقام والمهندس اللذين حاولا البدء بإنشاء المركز.

     

    وعلى الفور أقدمت الحكومة على إعلان الأحكام العرفية في المنطقة التي شملت نواحي ( ميزوري بالا) ( بازيان ) و ( ميركه سور) و ( كاني رش ) وسيّرت قوة عسكرية ضد البارزانيين.

     

    150

    وتعاونت الحكومة التركية مع الحكومة العراقية ، حيث قامت بإغلاق حدودها أمام البارزانيين، وحشدت قواتها على الحدود، لمنع أي تسلل عبر الحدود، واستطاعت قوات الحكومة إجهاض ثورة البارزاني في ٣٠ تشرين الأول ١٩٣٥ .

     

    غير أن بذور الثورة وعنفوانها كانت ما تزال باقية لتفعل فعلها في المجتمع الكوردي حتى تجد لها الظروف المناسبة لتنطلق من جديد، ومما ساعد في ذلك تجاهل الحكومة لأسباب قيام الثورة وسبل معالجتها بما يوفر الحد الأدنى من طموحات الشعب الكوردي.

     

    ثالثاً:السيد مصطفى البارزاني يعاود الثورة في آب ١٩٤٥ :

     

    لم تهدأ الحركة الكردية رغم ما أصابها على يد الجيش العراقي ، وازداد إصرار أبناء الشعب الكردي على نيل حقوقهم القومية ، ومطالبتهم بتخصيص نسبة عادلة من موارد الدولة لتنمية المنطقة الكردية ، والنهوض بها من حالة التخلف ، والعمل على حل المشاكل المعيشية التي يعانون منها ، فتقدم مصطفى البارزاني بمطالب للحكومة تضمنت ما يلي :

     

    ١ ـ تعيين موظفين إداريين أكراد في منطقة كردستان.

    ٢ ـ تعين وكيل وزارة كوردي لكل وزارة.

    ٣ ـ اعتبار اللغة الكردية اللغة الرسمية في المنطقة الكردية.

    ٤ ـ إحداث وزارة تختص بشؤون كردستان.

    ٥ ـ إطلاق سراح المعتقلين والمسجونين الأكراد بسبب القضية الكردية.

    ٦ ـ القيام بحملة اعمار للمناطق التي تعرضت للتدمير.

    ٧ ـ التعويض عن الأضرار التي أصابت المواطنين جراء القتال.

    ٨ ـ الأهتمام بفتح المدارس في سائر منطقة كردستان.

     

    لكن الحكومة تجاهلت تلك المطالب، ولجأت على الضد من ذلك إلى تصعيد مواقفها تجاه الحركة الكردية وقيادتها، وطالبت بتسليم كافة الأسلحة التي بحوزتها، وتسليم عدد من المطلوبين ال كورد.

     

    كان مجلس الوزراء قد قرر في ٢٥ كانون الثاني ١٩٤٤ إبعاد مصطفى البارزاني من منطقة بارزان، وأجبرته على الإقامة في ( بيران ).

     

    فلما وجد أن الحكومة لا تنوي الاستجابة للمطالب التي بعث بها إليها ، ترك منطقة إقامته المحددة تلك، وبدأ يجري اتصالاته مع العديد من رؤساء العشائر الكردية ، وحثهم على التعاون والتآزر، للوقوف بوجه الحكومة ومشاريعها الهادفة إلى إخضاع الشعب الكردي.

     

    فقد زار البارزاني منطقة ( برادوست ) و ( بالك ) و ( به دنان ) وتنقل في ( العمادية) و ( عقرة ) و ( الشيخان ) حاثاً الشعب الكردي على الوقوف صفاً واحداً للضغط على الحكومة من اجل تنفيذ مطالبهم المشروعة.

     

    كما نشطت المنظمات السياسية الكردية ، وعلى رأسها منظمة ( هيوا ) ، أي الأمل، التي بادرت بالاتصال بعدد من الضباط الأكراد العاملين في الجيش والمتقاعدين، داعية إياهم إلى الانضمام إلى الحركة الكردية، وقد لبى نداءهم كل من الضباط ( عزيز عبد الشمزيني ) ، والرئيس ( مير حاج أحمد ) ، والمقدم ( أمين الراوندوزي ) والرئيس ( مصطفى خوشناو )، والملازم الأول(خير الله عبد الكريم)، والملازم ( محمد القدسي ).
    151

    وهكذا توسعت الحركة الكردية لتشمل جانبا كبيراً من العسكريين الأكراد، ولما وجد السفير البريطاني أن الأمور قد تطورت إلى درجة خطيرة، أرسل معاونه لمقابلة البارزاني، محذراً إياه من الإقدام على أي تحرك ضد الحكومة ، وأبلغه أن القوات العراقية والبريطانية سوف تجريان مناورات عسكرية في كردستان ، محذراً إياه من التصدي لهذه القوات، ونصحه بوجوب إطاعة الحكومة وتنفيذ أوامرها، وطالبه بعودة الضباط الذين التحقوا بالحركة إلى وحداتهم العسكرية.

     

    وقد رد البارزاني بأنه لن يبدأ بإطلاق النار على قوات الحكومة إذا فعلت الشيء نفسه، أما مسألة عودة الضباط فتتطلب اتخاذ إجراءات من قبل وزارة الدفاع لضمان سلامتهم.

     

    وفي الفترة ما بين ٥ ـ ١٤ آذار، بدأ الفوج الرابع من الجيش العراقي بمهمة استطلاعية ، مما أثار الشكوك لدى القيادة الكردية ، وجاء مقتل أحد أخوال البارزاني ( أولوبيك ) على أيدي قوات الشرطة التي حاولت نزع السلاح من مرافقيه، فكانت بمثابة القشة التي قصمت ظهر البعير، حيث اندفع البارزانيون نحو مخفر الشرطة واستولوا عليه، وقتل مأمور المخفر، وقد ترك البارزاني مقر سكنه عائداً إلى بارزان، معقله الحصين، وعمل على تعبئة قواته، استعداداً لملاقاة الجيش العراقي الذي كان قد تم تحشيده ما بين قضاء ( عقرة ) جنوباً و ( بافستيان ) شرقاً، فيما تجمعت الشرطة في منطقة ( ريكان)، وقامت الطائرات البريطانية بقصف القرى والقصبات الكردية بوابل من قنابلها.

     

    وفي الوقت نفسه توجه البارزاني إلى عقرة مستحثاً العشائر الكردية على الانضمام للحركة الكردية، واستطاع استمالة عدد كبير منها، وبدأ الطرفان يستعدان ليوم النزال، فقد اتخذ مجلس الوزراء في ٨ آب ١٩٤٥ قراراً باحتلال المنطقة الكردية عسكرياً، وخول وزير الدفاع اتخاذ كل ما يلزم لتنفيذ هذه المهمة. وقد وجه البارزاني مصطفى بياناً للشعب الكوردي بوجه خاص وللشعب العراقي بوجه عام جاء فيه : ( أنني لم ولن أحارب الشعب العراقي الذي انتمي إليه ، وإن نضالنا هو ضد الاستعمار وعملائه ، أولئك الذين امتصوا دماء شعبنا العراقي، وداسوا بأقدامهم سيادة الوطن ومصالح الشعب ) ، وقد شكل نداءه هذا برنامجاً للثورة ، ومنطلقاً لعلاقات عربية كوردية وثيقة قائمة على أساس النضال المشترك من أجل التحرر والديمقراطية.

     

    بدأت القوات العراقية ، بالتعاون مع القوات البريطانية ، بالزحف على معاقل الحركة الكردية حيث احتلت منطقة ( نهلة ) بين جبل عقرة وجبل بيرس بعد معارك عنيفة مع القوات الكردية التي كان البارزاني يقودها بنفسه ، ووقعت إصابات كبيرة في صفوف الطرفين . ثم تقدمت قوات الحكومة نحو منطقة شرق العمادية، وواصلت تقدمها نحو منطقة ( نيروه ريكان ) ثم استطاعت فيما بعد من دخول منطقة ( بارزان )، معقل البارزاني، واستطاعت تلك القوات السيطرة على منطقة ( سيدكان ) و ( براد وست ) كما تقدمت قوات أخرى على محور ( بافستيان ) واستطاعت أن تطوّق قوات البارزاني، وتحتل جبل(بيرس ).

     

    وفي ٣ تشرين الأول ١٩٤٥ عبرت القوات العراقية نهر الزاب ، واحتلت مركز قضاء الزيبار ( بله ) وانسحبت القوات الكردية إلى جبل ( شيرين ).

     

    كما تقدمت قوة عسكرية أخرى في منطقة ( ديزي ) واحتلت قرية ( أركوش ) وواصلت تقدمها على طريق ( خليفان ـ ريزان ) واحتلت جسر ( خلان ) وقرية ( جعفريان ).

     

    وفي ٦ تشرين الأول ١٩٤٥ احتلت قوات الحكومة كامل منطقة بارزان ، ثم واصلت تقدمها نحو ( ميركه سور ) واحتلتها، كما استولت على ( كلي بالندا ).

    152

    واستمرت قوات الحكومة في تقدمها فاستولت على ( شروان مازن ) و ( جامة ) و ( كاني وطن ) واضطرت القوات الكردية إلى التراجع نحو الحدود الإيرانية ، حيث لم يكن هناك تكافؤ بين الطرفين من حيث التسليح والطائرات والدعم البريطاني المكشوف ، واضطر القائد مصطفى البارزاني ، وشقيقه الشيخ احمد البارزاني مع مجموعة من المقاتلين قدرت ب ٥٦٠ مقاتلاً التسلل إلى إيران كما عبر الحدود المئات من العوائل البارزانية هرباً من بطش قوات الحكومة، وبذلك انهارت الحركة الكردية، وتمكن الجيش من السيطرة على كامل منطقة كردستان.

     

    وبدأت الحكومة بإحالة المشاركين في الحركة إلى المحاكم العرفية العسكرية ، حيث حُكم على مصطفى البارزاني وشقيقه الشيخ أحمد مع ٣٥ فردا ً آخرين، من بينهم ٧ ضباط، بالإعدام ، وحُكم على ٧٠ آخرين بالأشغال الشاقة المؤبدة، وعلى العديد من المشاركين الآخرين في الثورة لسنوات عديدة.

     

    وبغية التخفيف من الحالة المأساوية التي أفرزتها الحرب، بادرت الحكومة إلى إصدار عفو عن السيد احمد البرزاني والمواطنين الكورد الذين دخلوا الأراضي الإيرانية، وبالفعل عادت العوائل الكوردية برفقة الشيخ احمد، كما عاد أربعة من الضباط الذين شاركوا في الثورة.

     

    لكن الحكومة بادرت إلى إلقاء القبض على الضباط الشهداء ( مصطفى خوشناو ) و(عزت عزيز ) و(خير الله عبد الكريم ) و(محمد القدسي ) ، وجرى إعادة محاكمتهم من جديد حيث قررت المحكمة العسكرية تثبيت حكم الإعدام بحقهم، وجرى تنفيذ حكم الإعدام بهم.

     

    وقد اعتبرتهم قيادة ثورة الرابع عشر من تموز ١٩٥٨ شهداء الوطن، وتقرر منح عوائلهم تعويضاً ورواتب تقاعدية.

     

    أما القائد مصطفى البارزاني وقواته المقاتلة فقد التحقوا بجمهورية مهاباد الكوردية التي أقامها المناضل الكوردي البارز الشهيد القاضي محمد بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية بتاريخ ٢٢ كانون الثاني ١٩٤٦ ، بدعم من القوات السوفيتية التي احتلت أجزاء كبيرة من شمال وغرب إيران ( كوردستان إيران ) ابان تلك الحرب، وقد تقلد القائد البارزاني أرفع منصب عسكري في الجمهورية الكوردية الوليدة وهو منصب القائد العام للقوات المسلحة ، وتم منحه رتبة جنرال.

     

    لكن انسحاب القوات السوفيتية من إيران بعد المباحثات التي تم إجرائها مع الولايات المتحدة التي كانت تخشى أشد الخشية من التغلل السوفيتي نحو مياه الخليج، وحرصاً من السوفيت على صيانة السلام في العالم، وتجنب الصدام مع الولايات المتحدة، ارتأت أن تسحب جيوشها من إيران وبذلك أصبحت جمهورية مهاباد تواجه تهديداً حقيقياً من قبل الحكومة الإيرانية التي راعها قيام دولة كوردية في كردستان إيران، وقد عقدت العزم على إسقاط الجمهورية الوليدة.

     

    وبالفعل أوعزت الحكومة الإيرانية لقوات كبيرة من جيشها جاوز ال ١٢٠ الفاً بالتقدم صوب كردستان مجهزين بمختلف أنواع الأسلحة والمعدات، ولم يكن هناك أي تكافؤ بين القوتين، ومع ذلك تصدت قوات القاضي محمد للقوات المهاجمة ودافعت ببسالة منقطعة النضير عن الجمهورية الوليدة، وكان في مقدمة المدافعين القاضي محمد رئيس الجمهورية.

     

    لكن المعركة غير المتكافئة تم حسمها لصالح القوات الحكومية، وجرى اعتقال القاضي محمد حيث سيق إلى السجن ، ثم قُدم للمحاكمة وحكم عليه بالإعدام، وتم تنفيذ حكم الإعدام بالقاضي الشهيد في ٣٠ آذار ١٩٤٧ ، في نفس الساحة التي تم فيها إعلان قيام جمهورية مهاباد.

    153

    أما القائد مصطفى البارزاني فقد توجه يرافقه ٥٦٠ من رفاقه المقاتلين البارزانيين الأشداء نحو الحدود السوفيتية تلاحقهم قوات الجيشين الإيراني والتركية بوابل من القذائف والرصاص، لكنهم استطاعوا بصعوبة بالغة من عبور نهر آراس الفاصل بين الحدود الإيرانية والسوفيتية و الوصول إلى الاتحاد السوفيتي، وبقي القائد البارزاني ورفاقه هناك حتى قيام ثورة الرابع عشر من تموز.

     

     

     

     

     

     

     

     

     

     

     

     

     

     

     

     

     

     

     

     

     

     

     

    154

    الشيوعي الأخير؟!!

    ..سعدي يوسف؛ نموذجاً بائساً من واقعنا

    يقول المثل الكوردي ((Kurmîdêr ne jidêrbe, dar nakeve)) أي وبما معناه: ((إن لم يكن دودة الخشب من الخشب فإن الشجرة لن تقع))، يا الله؛ كم كنتم بارعين أيها الأجداد في توصيف حالات العلة والمرض الاجتماعي والأخلاقي في مجتمعاتنا، فحقيقةً إن كان الشعر هو ديوان العرب، فإن الأقوال والحكمة تعتبر ديوان الكورد، حيث ونتيجةً للوضع السياسي العام وحرمان الشعب الكوردي من ممارسة اللغة والكتابة بها وأيضاً ولسهولة حفظ المدونات ونقل ثقافة الآباء إلى الأبناء، فقد لجئوا الأسلاف إلى الأمثال والأغاني الفولكلورية، مما جعل التراث الشفهي الكوردي من أجمل الدواوين التي تختزن ذاكرة شعبنا وها هو المثل السابق يختصر المعنى في حالة ثقافية سوف نتناولها في مقالنا الأخير هذا، حيث انسلاخ إحدى “القامات الثقافية الكوردية” عن واقعها والعمل على تفتيتها وتخريبها.. وفي هذه نقول بأنه يمكن للمرء أن يعي ويتفهم لا أن يتقبل ويبارك عندما يقوم شخص مثل داود البصري أو الاعلامي فيصل قاسم بالتهجم على الكورد ووصفهم بأشنع الأوصاف وذلك لأسباب ومنطلقات عدة ثقافية سياسية أو ارتزاقية تبويقية ولكن أن يقوم مثقف كوردي بهكذا دور.. فلا يمكن أن يفهم إلا من خلال مرض وخلل في البنية الأخلاقية والاجتماعية.

     

    ولكي لا نطيل أكثر وندخل في الموضوع، فإننا سوف نذكر بأن المعني بالمقال وبالمقدمة السابقة، هو “الشاعر اليساروالشيوعي ” وربما هنا قد ألام من بعض الإخوة؛ كوني نعته بالشاعر السيد سعدي يوسف حيث يكتب هذا الأخير على صفحته الاجتماعية بوستاً بعنوان: “ميليشيا الإقطاعيّين الأكراد تتمدّد” ويقول فيه؛ “في فورة حماسةٍ وانقضاضٍ ، دخلت ميليشيا الإقطاعييّن الأكراد ، مدينة كركوك العراقية ، وأباحت المدينة للنهب والسلب ، ممّا يُذَكِّرُ باحتلال بغداد في العام 2003. لقد تباهى شيخ مصطفى جعفر ، بالعمليّة ، بل وجدَ فيها سابقةً للإنقضاض على العراق العربيّ بأجمعه ، قائلاً إن من حق الغزاة الأكراد التموضع في أي مكان من العراق ، بمجرّد تلقّيهم أمراً من الرئيس ( الكرديّ…) وقد جرى تنفيذُ هذا المبدأ الخطِر ، حين احتلّت عصابات الإقطاعيّين الأكراد مناطق في بعقوبة انسحبت منها القواتُ الحكوميّة”. لاحظوا أولاً وصفه للبيشمه ركة بـ”العصابات والميليشيا” وهي تسميات لجيوش غير نظامية مع أن الوضع القانوني والدستوري للقوات الكوردية لا يقول بذلك وبالتالي فإن قراءته السابقة لهي نابعة من خلل في أخلاقية الرجل وليس من عنصرية كونه أممي شيوعي وكذلك لن نقول من جهل بالموضوع وإن كان كذلك فالمصيبة أكبر؛ كونه “قامة ثقافية”. وكذلك مسألة “التمدد.. والإنقضاض على العراق العربي” هذه مع أن البيشمه ركة جزء من القوات والجيش العراقي وبالتالي من حقها الدخول إلى أي منطقة عراقية عند الحاجة فما بالك بكروك والتي هي قلب كوردستان.

     

    ويضيف هذا العروبي المستعرب بأن “الوضعُ الحاليّ في العراق ، مائعٌ ، إلى حدٍّ لا يمكنُ البناءُ عليه أي أن الحقائق على الأرض ، لا تمتلكُ أيّ ثبات ، وهي معرَّضةٌ للتغيير في أي لحظة. من هنا أقول إن تعريض القضية الكردية ، لمخاطرَ نهائية ، يحملُ أكثر من وجه لمغامرةٍ تاريخية ، قد تلحقُ ضرراً قاتلاً بمطمح الشعب الكرديّ. أولى المخاطرات هي وضعُ الأكراد بمواجهة العرب. العراق ، على مدى التاريخ الإسلامي ، عراقان:عراق العرب. عراق العجَم. وليس من المعقول أن يفكِّرَ وزيرٌ كرديٌّ مخبولٌ بأن العراق ، كل العراق ، سيكون تحت جزمة ميليشيا الإقطاعيّين الأكراد. صحيحٌ أن الاحتلال أبرزَ حقائقَ معيّنةً. كما أخفى حقائقَ كبرى… لكنْ ، لا أحد بمقدوره ، إخفاءُ الحقيقةِ العُظمى: العراق العربيّ”. إن الجهل بالسياسة والقانون وقد فهمناها يا سيد سعدي؛ لكنك جاهلٌ بقوانين الفيزياء و”الميوعة” أيضاً رغم خوضك فيها حيث من المعلوم فيزيائياً بأن الجسم المائع قابل للتشكيل والهيكلة من جديد ولكن ومن بعد بروده وتصلبه فلن تقدر على تشكيله إلا بالكسر.. وهكذا وبما إنك “خائف على القضية الكوردية من المخاطر” كما تدعي وبأن “الوضع الحالي في العراق، مائع” فإنني أقول لك يا سيد يوسف بأن الوقت الحالي هو الوقت المناسب “لتمدد” القوات الكوردية وبأن يعيدوا المناطق الكوردية المستقطعة إلى الجسم والجغرافية الكوردستانية ولا تنسى أيها “المتحذلق” بأن اثنا وعشرون بلداً عربياً تم تشكيلهم “استقلالهم” في زمنٍ يمكن وصفه حسب فهمك للسياسة بـ”ميوعة” الخلافة العثمانية وانهيارها وربما كان بل كان وقتها هناك من “المثقفين العرب المتأسلمين” أمثالك من يتباكى على الخلافة العثمانية أكثر من سليمان القانوني.

     

    155

    لكن لا علينا؛ فإن لكم أنتم الأمميون عموماً وللأسف تاريخاً من التنكر لثقافات الشعوب والأمم المستضعفة في المنطقة ومنه ثقافة شعبنا الكوردي، ناهيكم عن التنكر للقضية وذلك على الرغم من خصوصية الشيوعيين العراقيين فبأسىً لك ولخوفك المزيف على القضية من المخاطر .. أيها البائس على أبواب الآخرين؛ فإن الذي يخاف على قضية شعب لا يتنكر للحقائق ويقول بأن العراق؛ ” عراقان: عراق العرب. عراق العجَم” بل يسمي الجزء الآخر بأسمه الحقيقي ولربما تكون قد نسيت أسم من تعيش معهم ون آووك لفترات ومن يعلم فهل علمت من هو “المخبول” بيننا أيها المعتوه ثقافياً وأخلاقياً وأنت تريد أن لا ننسى إحدى “حقائقك العظمى: العراق العربي” بينما تنسى حقيقة العراق والواقع وتزييف الحقائق على الأرض وتنسى أو تتناسى حقيقة شعبنا وكوردستانية الجغرافية التي عرفتك على أولى الينابيع الصافية والأبجديات وذلك على الرغم من تنكرك لهما فبأسىً لك و”لخوفك على القضية” وكم أخجل أن أكون يسارياً معك في يساريتك وأمميتك المستعربة.

     

     

     

     

     

     

     

     

     

     

     

     

     

     

     

     

     

     

     

     

     

    156

     

     

    أنا إنسان.. أولاً؟!!

     

    إن عنوان البوست جاء جواباً على سؤال لأحد الإخوة وقد وجهه لي مستفسراً عن عقيدتي؛ ربما يكون لكل إمرء عقيدة محددة بشروط وبيئة النشوء ومع تطور وتكامل الشخصية أن تتغير تلك العقيدة من الدينية (إسلامية، مسيحية أو زرادشتية..) إلى عقائد أيديولوجية يسارية شيوعية راديكالية إلى الإيمان المفرط والمنغلق أو الإلحاد والشك.. وهكذا فالعقيدة محكومة بعدد من العوامل وقد يبقى الواحد منا على تلك العقيدة الإيمانية الطيبة والتي ورثها ولادةً ودون الدخول في التفاصيل التاريخية والتشريعية والفقهية والمذاهب والطوائف وصراعاتهم على السلطة والخلافة والجاه والغنائم .. لكن يبدو وفي كل تلك المسالك والدروب بأن المرء يولد إنساناً عارياً من كل تلك العقائد والأفكار والقيم الأخلاقية حيث يولد الإنسان إنساناً، وهنا أريد أن أروي القصة التالية والتي كنت مشاركاً فيها؛ حيث كنا في مؤتمر للحوار الكوردي العربي بإقليم كوردستان العراق في عام 2005 إن لم تخني الذاكرة وكانت الوفود تضم بين النخب السياسية والثقافية وكذلك العشائرية والدينية ومن كل من سوريا والعراق وطبعاً من الكورد والعرب بحكم المؤتمر للحوار الكوردي العربي وأتذكر بأنه حصل خلاف حاد وكاد أن يفشل المؤتمر وذلك نتيجة مشادات كلامية بين الصديق ملا عمر؛ داعية إسلامية كوردية بل ومتعصب للقومية الكوردية وبين أحد الإخوة من زعماء العشائر العربية وذلك بعد مداخلة للأخير وإتهامه للكورد بأنهم “طابور خامس” لأمريكا وإسرائيل.. فما كان من الصديق ملا عمر؛ إلا أن خوّن العرب ومنذ “عهد الرسول وزمن الرسول” وإلى يومنا هذا حيث العلم الإسرائيلي يرفرف في أكثر من عاصمة ودولة عربية.

     

    وهكذا توترت أجواء المؤتمر وكاد أن ينسحب وفد العشائر العربية من المؤتمر إلا أن تدخل بعض الخيرين جعل النفوس تهدأ ويعود المنسحبين إلى مقاعدهم وجاءت الصدفة أن تكون مداخلتي بعد تلك الأجواء المتوترة وهنا يلزم الجو والحالة زرع الطمأنينة وجو المحبة والألفة مما جعلني أبدأ حديثي كالتالي؛ أيها الإخوة والأصدقاء: لقد مر المؤتمر بلحظات عصيبة نتيجة التخوين والإتهامات المضادة مع العلم أن مؤتمرنا للحوار والمجادلة وليس لغلبة طرف على آخر .. وإننا لو عدنا إلى الأخين الذين تبادل سيل الإتهامات ومن خلال نظرة سريعة لما طرحا من نقاط وقضايا وتعصب كل طرف لقضيته وقوميته، بل لو ألقينا نظرة إلى اللباس الذي يرتدي كلٍ منهما وبالصدفة كان كل منهما يرتدي اللباس القومي الخاص به لرأينا أن كل منهما يجسد حالة التعصب القومي بكل معانيها وهنا أتذكر رواية لأحد أعظم كتاب الرواية العالمية وهو الروائي اليوناني نيكوس كازنتزاكس وروايته “الإخوة الأعداء” حيث ترصد أحداثها الصراع والحرب الأهلية اليونانية إبان الاحتلال العثماني لليونان وإنقسام المجتمع بين مؤيد للدولة العثمانية ومن يرفضها حيث نشبت الحرب الأهلية ولكي يتمايز الجيشان عن بعضهما كون الطرفان يونانيان فقد لبس أحد الفريقين القبعة الزرقاء بينما لبس الطرف المحارب الآخر القبعة الحمراء .. ويختتم الكاتب روايته ويقول للفريقين المتحاربين بأن يعودا إلى الأصل وذلك من خلال المقولة التالية؛ إرفعوا قبعاتكم فرؤوسكم رؤوس يونانية (أي الإختلاف فقط في القبعة).

     

    وإنني أقول وما زالت الكلمة هي التي ألقيتها كمداخلة في المؤتمر الحواري بأننا لو جردنا الأخين العزيزين من لباسهما كون يولد المرء عارياً وهنا التعري بمعنى التجرد من كل ما كسبناه من خلال مسيرتنا اليومية والحياتية والظروف والبيئة المحيطة بكل منا، فإننا سوف نجد أمامنا كائنين إنسانيين أولاً وهكذا أيها الأصدقاء والإخوة فلو عدنا إلى النبع والمنبع الإنساني الأول فسوف نجد بأن ما يجمعنا أكثر مما يفرقنا أيها الإخوة والأصدقاء.. وقد قوبلت الكلمة بالكثير من الترحيب والمحبة. وهنا أيضاً فإنني أقول للأخ الذي طرح السؤال السابق؛ ما عقيدتي.. بأن العقيدة الوحيدة التي يمكن أن أقول إنني مدين لها: هي الحالة الإنسانية؛ حيث أتعاطف مع كل الحالات الإنسانية.. فأنا يهودي مع اليهودي في إنسانيته ومسلم مع المسلم في إنسانيته وشيوعي مع الشيوعي في إنسانيته وكوردي آيزيدي في إنسانيتي وملحدٌ علماني في إنسانيتي.. ونأمل أن تصل الرسالة إلى من تهمه رسائل الإنسان على كوكبنا الأزرق الجميل والإنساني.

     

     

     

    157

     

     

    مقالات متفرقة ذات علاقة

     

    الإعلام؛ دوره وآفاقه

    وهل هو قادر على تكوين وعي ثقافي مستقل؟!

     

     

    الإعلام وبحسب توصيف الموسوعة الحرة هو “مصطلح يطلق على أي وسيلة أو تقنية أو منظمة أو مؤسسة تجارية أو أخرى غير ربحية، عامة أو خاصة، رسمية أو غير رسمية، مهمتها نشر الأخبار ونقل المعلومات، إلا أن الإعلام يتناول مهاما متنوعة أخرى، تعدت موضوع نشر الأخبار إلى موضوع الترفيه والتسلية خصوصا بعد الثورة التلفزيونية وانتشارها الواسع. تطلق على التكنولوجيا التي تقوم بمهمة الإعلام والمؤسسات التي تديرها اسم وسائل الإعلام، كما يُطلق على الأخيرة تعبير السلطة الرابعة للإشارة إلى تأثيرها العميق والواسع..”. طبعاً بات الإعلام مع انتشار وسائل أو مواقع التواصل الحديث من تويتر، إنستغرام، فيسبوك.. وغيرهم الكثير من التطبيقات التي تزخر بها الهواتف النقالة وملحقات أو تطبيقات تلك المواقع ليس فقط أكثر سرعةً لنقل المعلومة بحيث بات العالم بحق قرية كونية إلكترونية صغيرة وإنما باتت المعلومة والإعلام عموماً أكثر فاعلية وتأثيراً في الواقع السياسي والاجتماعي لمختلف البلدان والدول والمجتمعات وبذلك تم كسر حكر المعلومة والتي كانت خاضعة لرقابة الدول والحكومات وأجهزتها القمعية البوليسية، كما كان عليه واقع البلدان وتلك المجتمعات مع وسائل نقل المعلومة التقليدية القديمة من راديو وصحيفة وتلفاز حيث كانت بمجموعها وبرامجها وأخبارها خاضعة لرقابة الدول وأجهزة مخابراتها، لكن الثورة المعلوماتية كسرت كل تلك الحواجز والرقابة وبات بإمكان أي مراهق أن يعمل بث إذاعي تلفزيوني مع جهاز آيفون مثلاً وهو جالس في غرفته ويتابعه ربما عشرات الآلاف والبعض له من المشاهدين ربما يفوق مشاهدي أي برنامج لتلفزيون حكومي من حكوماتنا الشرقية المستبدة.

     

    طبعاً افترضنا لو كانت المناخات أو الأجواء في واقع مثالي بحيث يتوفر لدى الفرد في واقع وبيئة مجتمعية ما عدد من المتطلبات؛ مثل جهاز تلفون نقال حديث مع توفر تلك التطبيقات وكذلك وجود أنترنت سريع متوفر لكل أفراد المجتمع وبأن الدول والحكومات لم تكن قد تدخلت لحجب هذه المواقع أو تلك، لكن واقع الحال وبكل تأكيد ليس بتلك المثالية بحيث يكون متوفراً للجميع تلك الميزات حيث نعلم مع واقع الفقر في أغلب دول ومجتمعاتنا الشرقية وغيرها، بأن إمكانية الحصول على مثل هذه الخصائص هي تكاد تكون محصور في شرائح مجتمعية محددة، كما أن بعض الدول والحكومات تتدخل لحجب بعض المواقع التي تسمح بنقل المعلومة بسهولة وخاصةً في فترة الأزمات والحروب الأهلية، مما يؤثر على فاعلية هذه الثورة المعلوماتية في الدول والمجتمعات الفقيرة والتي تكون بالعادة مشغولة بتأمين لقمة العيش وليس معرفة المعلومة وبالتالي فإن تأثير هذه الثورة أو التقنية الحديثة والتي توفرت مع السوشيال ميديا –مواقع التواصل الاجتماعي- لا يمكن أن نأخذها بجدية أكثر في واقع مجتمعات ما زالت تعاني من الفقر والعنف والتطرف حيث يغيب ذاك التأثير الفعال وذلك لغياب وجود الوسيلة أو على الأقل ندرة انتشارها لأسباب مادية وكذلك سياسية من خلال تدخل الحكومات ورغم ذلك يمكن القول؛ بأن المعلومة باتت مثل عصفور الدوري ولا يمكن حجزه في قفص الحكومات الديكتاتورية التي كانت هي صاحبة القرار في إيصال المعلومة أم حجبها عن الجماهير الشعبية وقد تحققت أكثر

    158

    مع انتشار التقنية وبأسعار مقبولة في المراحل الأخيرة، كون قبل سنوات كان يعتبر حلماً للمواطن الشرقي الحصول على هاتف نقال حديث وربما ما زال الحلم قائم لدى الكثير من أبناء مجتمعاتنا الشرقية حيث الفقر والتخلف والإرهاب عموماً.

     

    لكن ورغم سهولة توفر المعلومة ونقلها عبر هذه التقنية الحديثة ووسائلها وتطبيقاتها، هل بات بمقدور كل فرد أن يحقق تأثيراً مطلوباً في واقع المجتمعات والدول بحيث نقول أن “المنافسة باتت شريفة” أو متساوية بين الجميع وبأن يمكن لنا أن ننقل الواقع والحقيقة للآخر بحيث لا يقع ضحية إعلام مضاد “كاذب ومنافق” يقوم بدحض الحقائق والوقائع على الأرض أو على الأقل أن ننافسه في نقل وجهة النظر الخاصة بنا وننافسه في البث والتقنية وسرعة نقل المعلومة وتحقيق وجود الجمهور المطلوب.. بكل تأكيد سيكون الجواب بالنفي وذلك لأسباب عدة منها تتعلق بالتقنية نفسها وحجم الإمكانيات والشروط والبيئة المطلوبة حيث لا يمكن مثلاً لبث إذاعي أو فيسبوكي أن ينافس مؤسسة إعلامية ضخمة مثل ال BBC على سبيل المثال وليس الحصر حيث الأخيرة لها من الخبرة والإمكانيات والجمهور الذي يمكن لها أن تحقق نقلاً وتأثيراً كبيراً على واقع المجتمعات والدول وبالتالي فإن المنافسة تكون لصالح المؤسسات الإعلامية الضخمة والمالكة لدول أو مؤسسات شبه مستقلة، لكن هي نفسها خاضعة لسياسات تلك الدول التي تعمل تحت رايتها وسياساتها وبالتالي فإن المعلومة تكون مقولبة وفق سياسات تلك الحكومات في زمن بات الإعلام يصنع المعلومة وليس فقط نقلها، كما هو متداول في عرف الكثير منا؛ أي لم يعد الإعلام كما في السابق وسيلة نقل رسالة بريدية لجندي في الجبهات يرسل بتحياته وأشواقه للأهل في داخل الوطن، بل باتت وسائل الإعلام الحديثة تشارك في صنع الأخبار وليس فقط في نقلها للجماهير وتخضعها لسياسات مؤسساتها أو الحكومات التي تعمل في ظلها وتخضع لأجنداتها السياسية، مما بات يشكل الإعلام بحد ذاته معركة ويجب على الشعوب والحكومات أن تعرف كيف تخوضها وإلا ستخر معاركها وحقوقها الوطنية.

     

    وهكذا فقد وجدنا خلال المرحلة الماضية اهتمام الدول والحكومات بالجانب الإعلامي بحيث الكثير من الدول باتت تعرف من خلال إعلامها؛ مثال قناة الجزيرة ودولة قطر حيث باتت الأخيرة واحدة من أهم الدول التي ترسم أو على الأقل لها تأثيرها في سياسات بعض الجغرافيات وذلك من خلال امتلاكها لقناة لها تأثيرها وجمهورها الواسع وذلك رغم حجم هذه الدويلة والتي تعتبر أقرب لمشيخة أو إمارة وليست دولة حيث وللأسف مع اندلاع ما يعرف بالثورات العربية استطاعت هذه القناة أن تروّج لفكر تيار سياسي -ونقصد تيار الإخوان المسلمين- وهكذا فقد قدرت قطر من خلال قناتها وضخ الأموال في جغرافية عدد من الدول التي تشهد “ثورات أو حروب” داخلية بأن تركب تيارات دينية راديكالية بقيادة جماعة الإخوان وتوجيه تلك الثورات –أو بالأحرى تلك المجاميع الراديكالية- نحو أجندات خاصة بها وبمشاريعها السياسية والاقتصادية في المنطقة العربية ومنها التجربة السورية حيث وبمساعدة تركيا التي تقود تلك الجماعات فقد استطاعوا أن يسرقوا ثورة الشعب السوري والتي خرجت كثورة تطالب بالحرية والكرامة إلى حرب إخوانية “سنية” ضد (النصيرية)، كما يشاع في ذاك الإعلام مع أن حقيقة الأمر كانت هي حرب اقتصادية بين عدد من المشاريع التي تتعلق بنقل خطوط النفط والغاز عبر الأراضي السورية إلى تركيا ومنها للقارة الأوربية.. طبعاً تلك قضية شائكة ويحتاج لدراسات وأبحاث وهي ليست موضوعنا إلا في الجزء المتعلق بتزييف الحقائق والوقائع على الأرض بأن ما يجري في سوريا ليست حرباً “سنية علوية” ولا حتى معارضة ضد نظام بوليسي أمني –رغم أن الانطلاقة كانت كذلك- لكن وللأسف استطاعت بعض الدول الإقليمية ركوب موجة هذه الثورات وتحريف مساراتها نحو أجنداتهم المختلفة.

     

    إذاً فليس دائماً تكون المعلومة التي نتلقاها دقيقة وصحيحة أو تمثل واقعاً موجوداً على الأرض حيث وللأسف وكما قلنا في بداية مقالنا بأن الإعلام أنتقل من وسيلة وأداة لنقل المعلومة إلى ما يشبه الآلة أو المؤسسة التي تعمل وتساهم في خلق المعلومة و”الحقائق” التي تكون خاضعة لمنهجيات محددة بدورها خاضعة لأجندات الدول التي تعمل تحت رايتها وسياساتها.. وهكذا فعندما تسمع المعلومة من قناة تلفزيونية ما يجب أن تعرف سلفاً هي تابعة لأي جهة سياسية وإلا فإنك ستقع “فريسة” سياسات تلك

     

    159

    المؤسسة أو تلك الدولة التي تمثلها إعلامياً ومن هنا بات الإعلام يلعب دوراً خطيراً في حياة الدول والمجتمعات والشعوب وبالأخص تلك التي تطلع لنيل حرياتها مثل شعبنا الكردي والذي ما زال مقسماً بين عدد من الحكومات والدول الغاصبة والتي تملك من الإمكانيات الإعلامية وغير الإعلامية ما يفوق ما لدى شعبنا كثيراً وبالتالي ولكي نوصل صوتنا للعالم -أو نحقق بعض التوازن- يتطلب منا كأفراد وأحزاب وحكومات محلية في كل من روجآفا وإقليم كردستان، أن نضاعف الجهد والعمل لنحقق بعض التوازن في معركتنا الإعلامية وإلا سنبقى دائماً في ضفة الخاسرين على الأقل إعلاماً ومعلومة، مما سيؤثر سلباً على قضايانا الوطنية والكردستانية عموماً ولذلك نأمل من الجهات المعنية في كل من روجآفا وإقليم كردستان الاهتمام والرعاية بهذا الجانب الحيوي والمهم في معركة الشعوب ومحاولة التركيز على القضايا الوطنية حيث وللأسف ما زال إعلامنا الكردي خاضع للأجندات والبرامج الحزبية وليس الوطنية والكردستانية وهذه آفة وعلة إضافية لإضعاف الخطاب والدور الإعلامي حتى على الصعيد المحلي والإقليمي حيث لكل مؤسسة إعلامية جمهورها الحزبي الضيق، ناهيك عن عدم قدرة إعلامنا للخروج إلى الإقليمية والفضاء الدولي والعالمي.

     

    لكن الإعلام وكأي مؤسسة وطنية بالتأكيد تحتاج لرساميل وتمويلات مالية كبيرة حيث إن ميزانية بعض المؤسسات الإعلامية العالمية تضاهي ميزانية بعض الدول الفقيرة وبالتالي فليس يجب أن يتوفر فقط المصداقية والموضوعية لنقل الوقائع والحقائق الموضوعية، بل تحتاج إلى رساميل وميزانيات ضخمة لتكون قادراً على منافسة الآخرين وللأسف فإن الكثير من النخب الفكرية والثقافية والتي لها تأثيرها الكبير على الجماهير والواقع المجتمعي والسياسي هي قابلة للبيع والشراء ومعروف تاريخ هذه المؤسسات الثقافية بقضية بيع “شراء الذمم” وبالتالي الضرب على وتر الدول والحكومات وتزييف الحقائق التاريخية أو كما يعرف بمقولة “لي عنق الحقيقة”.. ولو دققنا في الخطاب الإعلامي لعدد من المؤسسات سوف نجد؛ بأن كل مؤسسة تقدم “الحقيقة” وفق رؤيتها والأجندات الخاصة بالدول الراعية لها وإن المواطن العادي أو المؤدلج يكون دائماً ضحية ذاك الخطاب التزييفي للحقيقة والواقع ولذلك فإن الحقيقة ليست واحدة، بل هي خاضعة لقراءة ومصالح الأطراف والقوى وأجنداتهم المختلفة وهنا سيكون الطرف الضعيف إعلامياً هو الأقل تأثيراً لنقل “الحقيقة” من منطلق قراءاتها السياسية وأجنداته الوطنية وكمثال لو نظرنا مثلاً في واقع الإعلام العربي لرأينا بأنه إعلام مدجن لصالح الحكومات والدول، كونها هي صاحبة أكبر المؤسسات الإعلامية ذات التأثير والتوجيه في الشارع والمواطن العربي وبالتالي غياب وعي حقيقي يمثل إرادة هذه الشعوب، كونها تفتقد لتلك المؤسسات الإعلامية الوطنية المستقلة عن هيمنة الدولة وأجهزتها القمعية البوليسية.

     

    طبعاً يمكن القول؛ بأن وسائل التواصل الاجتماعي قد ساهم بعض الشيء في تقليل تأثير الخطاب السلطوي المدجن للشارع، لكن وكما أشرنا لا يمكن منافسة المؤسسات الإعلامية العملاقة في واقع مجتمعاتنا ولذلك لا بد من البحث عن بدائل عن تلك المؤسسات الإعلامية الحكومية وبقناعتي هذه لا يمكن تحقيقها خارج إطار تنمية هذه المجتمعات والانتقال بنظمها السياسية من نظم توتاليتارية مستبدة لنظم وطنية ديمقراطية بحيث تكون المؤسسات فيها مستقلة خارج الهيمنة الحكومية وأجهزتها الرقابية البوليسية ويكون الإعلام بحق سلطة وطنية رقابية لكل السلطات الأخرى وتمثل الوطن والمواطن وليس الحكومات ورموزها الاستبدادية.. لكن ومع واقع مجتمعاتنا الفكرية والسياسية فما زال تحقيق تلك المعادلة يقع في دائرة شبه الاستحالة مع أن يمكن القول؛ بأن الخطوة الأولى قد بدأت مع الثورة العصرية في الإلكترونيات ونقل المعلومة وإيصالها للمواطن وهي لن تتوقف عند أي حكومة أو منبر إعلامي لها حيث ستكون المرحلة التاريخية القادمة هي مرحلة نهاية ثقافة المنبر الواحد والحزب الواحد والحكومات الواحدة ذات النظم العنصرية وسيكون البديل الديمقراطي هو الحل الأنسب سياسياً وإعلامياً لمجتمعات باتت تتطلع للانتقال إلى مرحلة أعلى في درجات التحضر البشري لحضارة الإنسان على هذا الكوكب الأزرق.

     

     

     

    160

    …………………………………………………………………………………………

    هامش:

    الفكرة؛ الإعلام وتغيير الحقيقة بل وطمسها، وقد وقعت فريسة المال السياسي لينخرط المثقف في سوريا على سبيل المثال بدوره في هذه المعمعة، فلم يستطع الإعلام العربي على سبيل المثال أن يشكل رأيه العام المستقل عن عملية صنع القرار السياسي، وما هي الحلول برأيك؟

     

     

     

     

     

     

     

     

     

     

     

     

     

     

     

     

     

     

     

     

     

     

    161

     

     

    إقليم كوردستان العراق

    .. من الحلم إلى الكابوس

     

    19 أغسطس، 2013

    ونحن ننشر الصورة السابقة صورة شخصية والتي تضمنا مع مجموعة من الكتاب والمثقفين أمام أحد مقاصف دهوك، جاءتنا رسالة من أحد رفاقنا في الحزب الديمقراطي الكردي في سوريا (البارتي) لينقل معاناته الشخصية وكيف تعرض هنا في عفرين للإعتقال والملاحقة ومن ثم التشريد هو والعائلة ونحن شخصياً على إطلاع بأوضاع العائلة ومعاناتها؛ كون الوالد أي رب الأسرة هو صديق شخصي لنا وبأنه وبعد معاناة وصل إلى الإقليم (إقليم كوردستان العراق) بالطبع ليجد مأساة جديدة في إنتظاره حيث يكتب في رسالته: “.. كنا صغارا اصيب بحالة عجز اقتصادي وتدهورة حاله الاقتصادي الى تحت الصفر 75درجة تحت الصفر واصبح ابي همه الكبير الدراسة وقام بتدريسنا بحالة اقتصادية سيئة جدا جدا جدا رغم هذه الحال لم يترك القومية الكردية او القضية الكردية …….الخ

    حتى سنة 4\6\2012 اصبح معي مشكلة مع pydفي عفرين في قرية سينكرلي وانا طالب جامعي حرمت من دراستي ودخلت السجن وانجرحت بالسكين في منطقة خطيرة وانا من اعضاء البارتي من طرف عبد الحكيم بشار وتعرضت لثلاثة عمليات اغتيال بسبب عملي القومي والحراك الشبابي وهذا واجب علينا تجاه شعبنا الكردي من اجل نيل حريته ثم التحقت ايضا بعد خروجي من السجن حتى قامو بتهريبي الى كردستان .

    1_حرمت من دراستي

    2_وشردت اهلي وحرم ثلاث اخوتي من الجامعة بسببي

    3_الأن اعمل حداد

    4_اتعرض للتهديد حتى الأن

    وشكرا لكل اعضاء حزبي لا يستطيعون ادخال اخي الى جامعة في كردستان رغم وهبت حياتي كلها لهم واهلي الان في ضيعة غريبة حالهم سيئة جدا وشكرا لكل القيادات وكل شيء فداكم وفدا اولادكم الذين يدرسون في جامعات الامريكية قتلتم فيني روح القومية الكردية

    وشكرا………………………………اتمنى ان اكون احد من قوات كاك نيجرفان البرزاني لكي انسى القيدات الاحزاب الكردية في سورية”.

     

    إن مأساة هذا الشاب والعائلة تكررت ويتكرر بشكل دراماتيكي في إقليم كوردستان العراق ونحن شخصياً مررنا بتجربة جد مشابهة مع حالة هذا الشاب لدرجة وصلت بنا إلى نوع من الإنكسار والإحباط إن لم نقل الإنهزامية والعدمية وكذلك عايشنا تجارب عدة شبيهة بالحالة السابقة لشبان كورد سوريين بدأوا يكفرون بكا ما هو كوردي وكوردستاني.. ونعتبر هذه المآسي وعلى مستوى الأمن القومي تشكل كارثة حقيقية يجب على قيادة إقليم كوردستان العراق الإنتباه له ومعالجة الموضوع ونعلم جيداً بأن الوضع أستثناءي في هذه المرحلة وكذلك بأن المأساة والمعاناة أكبر من طاقات الإقليم ولكن بدأ الموضوع يأخذ مناحي جد خطيرة وهذه سوف تنعكس على الحالة النفسية والوجدانية لدى الجيل الشاب وخاصة رفاق البارتي وبأنهم خدعوا من قبل قيادتهم وبأنهم ليسوا بذي أهمية بل لا إعتبار لهم حتى كموضوع إنساني ناهيك عن أنه رفيق من البارتي ويعتبر إقليم كوردستان العراق هو القبلة والمحج والكعبة وكل الأماكن المقدسة كما هو عند المسلم المؤمن ولكن وفي أول إختبار/زيارة للإقليم يتفاجئ بالواقع ويتحول ذاك الحلم الجميل إلى كابوس أسود مفعم بالمرارة والعلقم.

    كلمة أخيرة نقولها: حذار من غضب وبركان الشباب وإلا فإن الثورة قادمة.

    162

     

     

     

    العائلة الكردية في المهجر

    بين الاغتراب الحضاري والوجودي.

     

     

     

     

     

     

    كتبت قبل أيام بوستاً قلت فيه؛ أنت أيتها السيدة التي وصلت لبلد أوربي بعد أن دفع رجلك كل ما يملك من عقار وأملاك ثمناً لركوب بلم يوصلك لهذا البلد، لا تحاولي أن يكون أول جميلك له هو طلب الطلاق بحجة إنك لم تعرفي معه كل أيام حياتك في بلدك شيء من الحياة الكريمة أو الحرية الشخصية وأنت تنسين الفرق الثقافي والحضاري بين مجتمعك في بلدك وهنا في البلد الجديد، بل تتناسيّن بأنك أم وأبنائك بحاجة لرعاية العائلة. للأسف عدد من نساءنا الكرديات والسوريات وفور وصولهن للبلدان الأوربية طلبن الطلاق بعد زواج ربما يزيد عن ربع قرن متناسين كل تلك العشرة، بل متناسين واجباتهن كأمهات بحجة أن أزواجهن كانوا سيئين معهن في البلد؛ يعني حضرتها ما اكتشفت سيئات زوجها كل الفترة الماضية أو بالأحرى ما كانت تتجرأ على الطلاق خوفاً من الرادع الاجتماعي .. طيب شو راح يكون وضعها لو على افتراض أن هذه البلدان رجعتنا كليتنا لبلادنا ومناطقنا وبأي واقع مزري راح تنوضع متل هي المرأة.. سؤال نوجهه لهذه الشريحة من النساء الكرديات والسوريات عموماً؟!

     

    ويبدو أن البوست قد لامس جانب حساس وإشكالي في واقع عائلاتنا المغتربة والمهاجرة ولا أريد أن أقول المنفية وربما هذه الأخيرة أكثر تعبيراً عن حال هذه العائلات في بلاد المهجر حيث ومن خلال المعاشرة والمتابعة تجد بأن أغلب هذه العوائل إن لم نقل جميعها تعيش في جزر أرخبيلية منفصلة عن واقع المجتمعات الجديدة وغير قابلة على الاندماج والتواصل مع البيئة الحضارية الجديدة وذلك لأسباب لغوية وأخرى ثقافية حضارية ولكن للأسف بعض الإخوة والأخوات فهم الموضوع وكأنه نوع من التحامل على المرأة أو انحيازاً لذكوريتي رغم إنني لا أقدر أن أنفي هذه الأخيرة حيث مهما حاولت أن أكون موضوعياً ستبقى للعوامل النفسية والتربوية وكذلك الحضارية والثقافية دورها في ذاك الانحياز اللاواعي ولكن ورغم ذلك فإنني في حياتي الواقعية كرب أسرة وكذلك في كتاباتي أحاول أن أكون على مسافة واحدة من الجنسين وسأحاول هنا كذلك أن أكون موضوعياً وذلك بخصوص واقع العائلة الكردية في المهجر ومشكلاتها والأسباب التي تقف خلف تفكك تلك العوائل وصولاً للطلاق وضياع الأسرة في ظاهرة باتت شبه مسشرية في واقع عائلاتنا المهاجرة.

     

    طبعاً لن تدعي مقالة وكاتب الإلمام بكل الجوانب، لكننا سنحاول الوقوف على الظاهرة في مفاصلها وبنودها العريضة حيث نعلم جميعاً بأن هناك واقع حضاري مختلف بين مجتمعاتنا الأصلية “الشرق” والتي هاجرنا منها وبين هذه المجتمعات “الغربية” التي وفدنا أو هُجّرنا إليها .. وهكذا فإن العائلة السورية والكردية على وجه الخصوص لها ثقافتها وتقاليدها وأعرافها، إنني أقولها على المستوى الثقافي الحضاري كواقع لمجتمعاتنا وليس حباً وتمسكاً بها، بل بيئة حضارية كما قلت وبالتالي فإن هذه العائلة الكردية؛ رجالاً ونساءً وأطفال لها قيمها الحضارية التي تربت عليها ولذلك وبوصولها لهذه المجتمعات لن تكون بقدرتها على التأقلم وتغيير جلدها وثقافتها وعوالمها من أعراف وتقاليد، بل سوف تحتاج ربما لسنوات وأجيال لتكون لها القدرة على التغيير والتأقلم مع البيئات الحضارية الجديدة؛ بكلام أوضح نقول: بأن الرجل الكردي الذي تربى وعاش بقيم الرجولة والذكورة في واقعه الشرقي الكردي وعرف بأن المرأة والأولاد يجب أن يشيروه ويطيعوه في كل شاردة وواردة، فإنه لن يتقبل بسهولة أن تقف زوجته أو أحد أبنائه أمامه وهي أو هو يعارضه في قضية ما ولنفترض ببعض الممارسات التي تتعلق بالحريات الشخصية.

    163

    للأسف ربما البعض يفسر الظاهرة السابقة وطرحنا لها بذاك الأسلوب هو نوع من التحيز للرجل، لا يا سيدتي.. بل هي قراءة في واقع القضية وعلينا الإقرار بذلك ولو أنها خاطئة، لكن معالجة الخطأ لا يكون بخطأ أكبر بحيث نقوم بالتدمير، بل علينا محاولة الترميم والاصلاح وهذه ستحتاج إلى جهد وزمن حتى يتم التغيير ومن ثم ترسخه في ثقافة لها من الجذور الحضارية والتاريخية الضاربة بأعماق التاريخ حيث لا يمكننا أن نغير من برمجة تلك الثقافة في عقل وثقافة إنسان يحمل تلك الجذور وذلك بمجرد وصوله لبلد أوربي يختلف حضارياً وثقافياً، بل أنت وكإمرأة كردية شرقية لن يكون بمقدروك كذلك أن تغيري من كل القيم الحضارية والثقافية التي تحملينها كجزء من تراثك وشخصيتك الحضارية والوطنية وذلك على الرغم من محاولاتك الحثيثة للتأقلم مع البيئات الجديدة حيث وللأسف لم تأخذي غير القشور والمظهر الخارجي من الحضارة الجديدة الغربية مع الإبقاء على “الجوهر” وما تحملين من ثقافة ووعي معرفي اجتماعي شرقي متخلف ومأزوم .. أعود وأقول؛ بأن هذا ليس تحيزاً لطرف، بل واقع ثقافي حضاري.

     

    لكن السؤال الملح والأهم؛ هل تتحمل المرأة وحدها المسؤولية .. بالتأكيد الإجابة هي النفي، بل المرأة نفسها هي ضحية تلك الثقافة والقيم الحضارية التي توارثناها عن ثقافتنا وبالتالي فإن المعالجة تكون من خلال الوعي بالقضية ومن ثم البحث عن الحلول والمعالجة وهنا دور المؤسسات الاستشارية والرعوية مهم وكون مجتمعاتنا الكردية تفتقر لهكذا مؤسسات فيبقى لأحزابنا وبعض المؤسسات الاجتماعية والثقافية دور كبير في هذه القضية بالإرشاد والتوعية لهذه المسائل والقضايا ومحاولة الدخول إلى واقع هذه العوائل والأسر بهدف التوعية بهذه المخاطر ويأتي كذلك دور رب الأسرة في مرتبة مهمة بحيث عليه هو الآخر الادراك والمعرفة بأن لا يمكن له أن يمارس ذكوريته في واقع اجتماعي وحضاري مختلف أخلاقياً وثقافياً وبالتالي العمل الجاد من كل الأطراف للحفاظ على العائلة والأبناء من الضياع والتشتت، لكن وللأسف فإن ما نلاحظه في واقع جالياتنا الكردية في المهجر هو نوع من الانفلات وغياب أي نشاط وخاصةً من الأحزاب الكردية بخصوص هذه القضايا الإشكالية وبالتالي ومع غياب الوعي الاجتماعي فإن الكارثة باتت تهدد الجميع في ظل بيئة اجتماعية ثقافية توفر للمرأة والأولاد الرعاية والحماية، مما تشجع الكثير من النساء للتخلص من ذاك الزوج الأرعن ولو على حساب ضياع العائلة.

     

    كلمة أخيرة؛ بحكم واقعي ومعاشرتي ومتابعتي لهذا الواقع يمكنني القول: بأن أغلب العائلات وخصوصاً الرجل، يريد العودة بأسرته إلى بلده وبيئته الاجتماعية الأصلية أي إلى تلك المناطق والقرى التي خرج منها لكن يصطدم بعوائق عدة منها؛ أن الأبناء باتوا في ضياع بين الواقع الجديد والقديم حيث من خرج منذ سنوات أربع وخمس لن يقدر أن يعود مجدداً وبسهولة وذلك بحكم العمل والدراسة في البلد الجديد حيث بعودته يعني الضياع واقعاً فهو يكون قد ضيّع على أبنائه الدراسة هنا وكذلك في بلده وكذلك هناك من الأبناء وحتى النساء باتوا يملكون من المهارات والحصول على بعض الشهادات المهنية التي أدخلتهم لوظائف في بعض المؤسسات، مما أكسبهم قوة شخصية ومصدر رزق يوفر لهم العيش الرغيد، بل حتى ذاك الذي ما زال على الضمان والرعاية الاجتماعية “السوسيال” أصبح يجد في هذا الاستسهال الارتزاقي نوع من العيش والحياة السعيدة بحيث لن يكون من السهل إقناع هؤلاء بالعودة لتلك البيئات المجتمعية التي تكون فيها الحصول على لقمة الخبر نوع من المكافحة الإستحالية وهنا يبقى الرجل وحيداً مشتتاً وضائعاً بين البقاء على الهامش في الواقع الاغترابي الجديد أم العودة للجذور وواقعه الحضاري القديم .. للأسف بات أكثرنا يعيش واقعاً لا يحسد عليه وذلك ما بين ضياعين؛ إما الضياع الحضاري أوالوجودي.

     

     

     

     

     

     

     

     

     

    164

     

     

     

     

    الكائن المغترب

    بين رغبة العودة ومستقبل الأبناء؟!

     

    الحوار المتمدن-العدد: 5608 – 2017 / 8 / 13 – 21:20

    المحور: الثورات والانتفاضات الجماهيرية

    بالنسبة لقضية الهجرة والاغتراب فإنني أحد الذين كتبوا ولأكثر من مرة عن هذه الظاهرة وأحياناً كنت قاسياً على كل من هاجر البلد، رغم إنني أحدهم ولم استثني نفسي أيضاً، وذلك على الرغم من إدراكي التام بأن هناك البعض الذين أجبرتهم ظروف الحرب والأمان والمعيشة على الهجرة، لكن وللأسف فإن الأغلبية المطلقة للذين هاجروا من السوريين وعلى الأخص من أبناء شعبنا الكردي في مناطق الإدارة الذاتية فهم هاجروا لأسباب وأوهام شخصية وتحت فكرة خاطئة بأن “أوربا هي جنات النعيم التي تجري من تحتها الأنهار”، لكن الأغلبية وبعد سنوات من الغربة تفاجأ بأنه قد خدع أو أنخدع بفكرة الحلم الأوربي الكاذب، لكن بعد فوات الأوان وبعد أن صار فيه كما صار بتجربة “طارق بن زياد” في (فتح الأندلس) حيث أحرق كل مراكب العودة وللأسف وهكذا بات بين نارين؛ نار الغربة ومستقبل الأولاد ونار حرقة العودة للوطن!
    طبعاً ذاك لا ينفي بأن البعض تأقلم مع الظروف والواقع الأوربي الجديد حيث هناك من لا يهمه هذه القضايا فهو على مبدأ “المكان الذي ترزق فيه إلزق فيه” وهؤلاء بدورهم ينقسمون لقسمين؛ قسم إنتهازي مرتزق يجد في “الجوب سنتر” فرصة للكسل والاتكال والإرتزاق، بل البعض يجده شطارة وبأنه يضحك على الأوربيين بحيث يأخذ من الضمان الاجتماعي وبنفس الوقت يعمل سراً -العمل الأسود- ليوفر بعض النقود ويؤسس بها مشاريع هنا أو في البلد، بينما هناك البعض وخاصةً أولئك الإخوة والأبناء الذين كانوا يسكتون خارج المناطق الكردية مثل حلب ودمشق وأجبرتهم ظروف الحرب بأن يتركوا كل شيء خلفهم وليس لهم أي مورد أو أملاك في المنطقة، مما أجبروا على مغادرة البلد واللجوء لبلدان الشتات وأوربا، كما البعض أحرق سفنه نتيجة الخلافات السياسية مع الإدارة الذاتية وللأسف حيث الخلافات الحزبية جعلت البعض يصور مناطق الإدارة الذاتية جحيماً وكأن دول الجوار؛ تركيا أو الإقليم الكردستاني أو حتى أوربا نعيماً ولذلك فإن الكثيرين من هؤلاء الحزبيين أحرقوا مراكبهم وهم مجبرين على البقاء في البلدان الجديدة إلى أن تجد الأطراف الكردية حلولاً مقبولة لمشاكلها وخلافاتها المستعصية!

    165
    وهكذا فإنني لم أبرر للذين خرجوا رغم معرفتي بأن البعض كانوا مجبرين فعلاً ولأسباب مختلفة لكن الأغلبية لم يكن من مبرر لخروجهم والذين بقوا بالداخل هم كسبوا الحياة الكريمة وكذلك ربما مستقبل أفضل لأبنائهم، كون أغلب الأبناء في الخارج لن يحصلوا على التعليم المناسب وخاصةً من كان أبنائه في المتوسط وما فوق والجميع أدرك هذه الحقيقة مؤخراً، لكن رغم ذلك لا يقدرون أن يعودوا وذلك لسبب جد معقد وهو أن هؤلاء الأبناء خرجوا من البلد -سوريا- وبالتالي حرموا من إكمال دراستهم هناك وها هم في البلد الجديد بدؤوا بوضع الخطوات الأولى ولو في كسب مهنة ما وليست دراسات تعليمية عالية والتي قد ينجح البعض بالحصول عليها بعد جهد كبير، لكن الجميع يدرك بأن سقف طموحه في البلد الجديد سيكون نيل شهادة في مهنة ما ومع ذلك لا يقدر أن يعود حيث يعلم بأن في عودته ضياع كل شيء فبعد أربع أو خمس سنوات لن يكون بمقدوره العودة للدراسة في سوريا وهكذا فإن المغترب يجبر أن يكمل درب الآلام والمعاناة وهو يدرك تماماً بأنه خسر الكثير؛ خسر حياته في الوطن وخسر الأبناء ومستقبلهم الدراسي، لكن وللأسف لا حلول أفضل من الواقع المأساوي والكارثي!!
    ولذلك فإننا نقول لذاك الذي يكتب عن مسألة الغربة والمهجرين؛ بأن ” أمركم عجيب.. باب العودة مفتوح”، هل تعتقد من السهولة أن تعود وأنت مرتبط بالعائلة ومصير الأولاد الذين أرتبطوا بالحياة الجديدة .. فعلاً أستغرب هذا الحكم القاسي والجميع يعلم بأن أغلب الآباء يريدون العودة اليوم قبل الغد، لكن مصير أبنائهم يشكل عائقاً فإما ترك العائلة أو القضاء على مستقبلهم، كونهم حرموا من المتابعة في البلد وسيحرمون من المتابعة في البلد الجديد.. فإرحموا العالم وإرحموا مشاعر من يحترق بين مستقبل الأبناء ونار الغربة يا ناس!! وأخيراً أودّ أن أقول؛ والله لو قبل الأولاد بترك الدراسة في أوربا والعودة إلى البلد سأكون أكثر سعادةً من البقاء في الغربة، لكن لا أريد أن تكون سعادتي على حساب مستقبلهم الدراسي مع العلم وبقناعتي الشخصية؛ فإنه ومع قليل من التعب سيكون مستقبلهم أفضل في البلد، لكن ولكون دخولهم في الواقع الدراسي الجديد فهم لا يريدون تخريب كل شيء والبدء من جديد مرة أخرى وللأسف ومع ذلك هي أمنيتي أن تعود عائلتي إلى الوطن حتى ولو ضاع مستقبلهم الدراسي حيث وبكل الأحوال سيكون أفضل من ضياع جيل كامل من شعبنا وربما إلى الأبد!!

     

     

     

     

     

     

     

    166

     

     

     

    الشخصية.. فطرة أم اكتساب.

     

    كتب لنا على الخاص أحد الأصدقاء الرسالة التالية: (عزيزي بير أنا متابع لا بأس لكتابات ومقالات الكثير منكم وتوقعت من خلال تصفح كتاباتكم مجازآ في السياسة والإقتصاد وعلم الإجتماع بعد زيارة صفحتكم ادركت أن كتاباتكم أساسها ثقافة رفيعة المستوى *تصفحت اليوم مقالكم عن تأثير الأديان وبالاخص الاسلامي كرد على إستغراب أحدهم *بتصفحي مررت على خاطرة يرى فيها الإنسان يحمل بفطرته القيم الأخلاقية وبسؤالي أن الإنسان بولادته يعيش بالغريزة ويكتسب الأخلاق أو الأنا بالتربية لم ألقى الجواب *ولوضعي الحرج من حيث المكان وحرية الحركة فاستنجدت بكم لتتحفنا بكتابة موضوع تتعلق بالغريزة الإنسانية والاخلاق ليس بالفطرة وإنما بالاكتساب مع فائق تقديري *أخوكم الشهيد الحي برين).
    ………………وجواباً على سؤال الصديق والقارئ الكريم نقول: بأننا كتبنا في هذا الجانب أكثر من بوست ومقال؛ نؤكد _من خلاله_ بأن الإنسان هو ابن بيئته ومناخه الحضاري وبالتالي فإن الشخصية تكتسب من خلال البيئة والمجتمع الذي ينشئ ويترعرع بينه وإن كان يحمل جزء من ذاكرة جمعية كما يقول بذلك (كارل غوستاف يونغ) أحد تلامذة (سيغموند فرويد).. وهكذا فالإنسان يتطبع بطبائع المجتمعات والثقافات التي تحيط به ولا علاقة للجينات الوراثية أو الفطرة بمسألة الشخصية والنشأة وبالتالي فإن التكوين الأخلاقي والسلوك الاجتماعي للفرد _الشخصية_ هي نتاج ثقافة وحضارة مرحلة تاريخية ما لمجتمع إنساني هو ينتمي إليه ككائن عضوي.

     

     

     

     

     

     

     

     

     

     

     

     

     

     

     

    167

     

     

    الكرد والعنف

    شعب لم يعرف ثقافة النحر.

    إنني أحاول أن لا أكون متعصباً قومياً، لكن عندما أعمل مراجعة سريعة للأحداث الدامية في كل من العراق وسوريا ودور القوى والأطراف المتصارعة وما أرتكبت من ويلات ومجازر ومقارنة واقع ووضع تلك المجاميع الميليشاوية، فإننا يمكننا القول: بأن الكرد والقوات التابعة لها كانت من أنبل وأشرف القوى العسكرية على الأرض في تعاملها مع القضايا الإنسانية وذلك على الرغم من بعض الفبركات والترويجات الكاذبة بحق تلك القوات إن كانت بحق البشمركة أو وحدات حماية الشعب وقوات سوريا الديمقراطية حيث ومن خلال تلك المراجعة نجد بأنه لم تسجل تلك الانتهاكات الفظيعة بحقها وذلك على الرغم من إرتكاب بعض الأخطاء هنا وهناك، بينما المجاميع الأخرى وليست فقط “داعش”، بل كذلك الأطراف الأخرى وبمن فيهم جيوش دول كالجيش التركي أيضاً فإنها جميعها تورطت في أعمال إجرامية بحق بعضها وحتى بحق المدنيين.

     

    وبالتالي وإنطلاقاً من ههذه القضية يمكننا التاكيد؛ بأن ثقافة شعبنا وبعض الشعوب الأخرى كالأرمن والآشوريين تختلف عن ثقافة عدد من شعوب المنطقة وبالأخص العرب والترك حيث مسألة العنف عند هذين الشعبين يعتبر جزء من “الثقافة الوطنية” إن جاز التعبير وبالتالي فيحق للكورد بأن يفتخروا بهذه الثقافة المتسامحة التي تميزهم عن غيرهم .. أولئك الذين يحملون ثقافة العنف والذبح والنحر وإننا نأمل أن نحافظ على ثقافتنا لنجعلها رصيداً وطنياً يقتدي به الآخرين في قادم الأيام، بل علينا أن نجعل من هذا السلوك الأخلاقي لمجتمعنا الكردي قاعدة أخرى للتأكيد على هوية شعبنا الحضارية في تميزه عن ثقافة شعوب ما زالت تأخذ من العنف والإرهاب منهجاً ثقافياً في علاقته بالآخر وبالتالي يحق للكرد أن يفتخروا بأنها أمة تستفرد بثقافة إنسانية في واقع شرق أوسطي متأزم حضارياً ثقافياً وأخلاقياً..!!

     

    إن توجه كل المكونات السورية والعراقية للمناطق الخاضعة لسيطرة القوات الكردية هي جزء، بل صورة واقعية عما تتطرقنا له من خلال بعض المقولات النظرية السابقة في هذا البوست المختصر عن ثقافة شعبنا المتسامحة مع القوميات والأديان والطوائف الأخرى في كردستان.

     

    ملاحظة؛ الصورة من صفحة الصديق “حسين المندلاوي” وهي صورة للإخوة الأرمن الناجين من المذابح الفظيعة والتي أرتكبتها الجيش التركي في الربع الأول من القرن الماضي.

     

     

     

     

     

     

     

    168

    الكورد والتأقلم مع الوافد الجديد!!!

    …هي حالة حضارية أم استلاب الشخصية.

     

    تطرح هذه الثنائية في بعض الحوارات البينية بين الكورد وخاصةً المغتربون منهم حيث تجدونهم يتفاخرون بأن الكورد ينسجمون قبل غيرهم من مغتربي شعوب وأمم العالم في محيطهم وبيئتهم الجديدة الأوربية طبعاً؛ كونها أكثر حضارةً وبالتالي فهم يعتبرون ذلك مقياساً، ليس فقط، لمدى المرونة وقبول الكوردي لكل وافد جديد وبالتالي التمازج والانحلال مع الثقافة الأوربية الحديثة والحالة الحضارية التي وصلت إليها شعوبها وفقدانه لخصوصيته وشخصيته الحضارية، بل الأنكى.. إنه يعتبر ذلك مقياساً لمدى الرقي الحضاري له وبالتالي مؤشراً قوياً دالاً على الحالة والكاريزما الحضارية الكوردية.
    ……..وهكذا وبدون إدراك ينزلق الكوردي إلى الاضمحلال داخل الوافد الجديد؛ المناخ الثقافي والحضاري الجديد بالأحرى البوتقة الجديدة كونه هو قادم إلى أوروبا وليس العكس كما كان في حالة الاستعمار الأوروبي قديماً وناسياً إنها تعود إلى حالة الاستلاب وكاريزما العبودية التي تبلورت تاريخياً وسلوكياً وذلك نتيجة واقع الاستعباد التاريخي لجغرافيته وثقافته ولغته وتاريخه وكذلك وجدانه وجملة قيمه الأخلاقية والسلوكية؛ نعم.. كوردستان مستعبدة دولية ونحن الكورد مستعبدون وشخصيتنا مستلبة تماماً ولا تملك خصوصيتها الحضارية.. وعلينا أن نعترف بذلك؛ لربما نبحث عن حلول لجملة المشاكل والكوارث التي نعاني منه على مستوى الشخصية والكاريزما الخاصة أو الاجتماعية.

     

     

     

     

     

     

     

     

     

     

     

     

     

     

    169

     

     

     

    الكلمة.. موقف وقضية.

    إن إقليم كوردستان تحتاج لأقلامنا؟!!

    ربما هي المرة الثانية في التاريخ المعاصر يصبح للكورد إقليماً سياسياً ضمن جغرافيات العالم حيث الأولى كانت جمهورية مهاباد عام 1946 والتي لم تدم أكثر من أحد عشرة شهراً وكان الغدر الدولي ووأدها في المهد ولكن وبعد ما يقارب النصف قرن كانت للإرادة الدولية قرارها بإيجاد منطقة حماية دولية لكورد العراق.وهكذا تم للكورد ولأول مرة إقليماً سياسياً معترف به دستورياً كحاضنة للحالة القومية الكوردية ولقد رأينا الصعوبات والعوائق التي كانت تعترض وما زالت طريق النهوض والتنمية التي خطت وسارت عليها الإقليم؛ فقد واجهت وتواجه المعوقات والمعرقلات من الداخل والخارج حيث الانقسام الكوردي وتحدياتها الداخلية وتأثيرها على مسار التقدم والتطوير بالبنى التحتية في الإقليم وكذلك السياسات العنصرية والمشاريع الشوفينية التي تواجهه، إن كانت من قبل المركز بغداد وحكومة المالكي الفاسدة والحاقدة أو من بعض دول الجوار وحتى بعض الدول الإقليمية في محاولة لإفشال هذه التجربة الكوردية.

    ولكن ما نلاحظه في هذه الفترة الأخيرة وخاصةً بعد تمدد “داعش” داخل المناطق السنية في كل من العراق وسوريا ودخول قوات البيشمه ركة للمناطق الكوردية والمتنازع عليها مع المركز كركوك وغيرها، بأن هناك حملة شعواء وحاقدة من أصحاب الأقلام القوموية المشوهة وبقايا البعث والصدامية وأيتامها وذلك باتجاه إقليم كوردستان (العراق) وطموح الشعب الكوردي وكيل الاتهامات الباطلة بحق شعبنا وقياداته السياسية، مما يستوجب من كل الأقلام والكتاب والمثقفين الكورد والذين يأخذون الكلمة على أساس إنها قضية قبل أن تكون موهبة وصنعة، أن يتصدوا لهذه الحملة الشعواء وفي هذه يجب أن لا نخضع للفكر الحزبي وأيديولوجياتنا فإن القضية هي المستهدفة وليس حزباً بعينه.. ولذلك فإننا نأمل من كل الزملاء والإخوة الوقوف إلى جانب إقليم كوردستان (العراق) وشعبها وقيادتها في محنتها ضد الحملة الظالمة من قوى الظلام والسلفية الدينية وأيتام القوموية الصدامية البعثية.

     

     

     

     

     

     

     

     

     

    170

     

     

     

     

     

    المثقف الكوردي

    وإعادة بناء شخصية الأمة؟!

    الشعب الكوردي يعتبر أحد الشعوب الأصيلة والكبرى فيما تعرف اليوم بمنطقة الشرق الأوسط حيث يشكل مع كلٍ من العرب والترك والفرس الشعوب الأربعة الكبرى لجغرافية المنطقة، طبعاً ذاك لا يعني بحال من الأحوال بأن الشعوب الأخرى كاليهود والأرمن والكلدو آشوريين أو السريان والتركمان .. وباقي المجموعات العرقية الأقوامية، بأنها شعوب غير أصيلة، بل كلها تشكل فسيفساء المنطقة إثنياً وعرقياً، لكن وبكل تأكيد فإن الشعوب الأربعة الأولى والتي أتينا على ذكرها تعتبر الشعوب الكبرى في المنطقة حالياً وذلك بعد انهيار وذوبان عدد من الشعوب والحضارات القديمة بفعل الحروب وتلاقح الثقافات داخل شعوب أخرى حيث وكمثال يمكن القول؛ بأن الحضارة الإسلامية استطاعت بفعل الصراع الديني “الإسلامي المسيحي” أن تقضي على إحدى أكبر حضارات المنطقة وشعبها ونقصد بها الحضارة والإمبراطورية الآشورية حيث اليوم ليس إلا بعض المجاميع المتناثرة من تلك الحضارة العظيمة في المنطقة. وهكذا فإن الإسلام لم يقضي فقط على بنيان الدولة والإمبراطورية الآشورية، بل كانت لها القدرة والإستطاعة على ابتلاع وامتصاص أمة وشعب بحيث بات الآشوريين يعتبرون أنفسهم عرباً، بل أكثرهم تعرّب ونسي الجذور الآشورية وباتوا عروبيين أكثر من العرب الأقحاح.

    وبالتأكيد إن الآشوريين ليسوا استثناءً في هذه القاعدة؛ قدرة شعب وحضارة على إبتلاع شعب آخر حيث هناك أمثلة تاريخية كثر على قدرة حضارة بالقضاء على أمة وشعب آخر تماماً وكمثال يمكننا القول؛ قضاء الحضارة الأمريكية على شعب “هنود الحمر” بحيث بات ذاك الشعب العريق ليس إلا ذكرى وفولكلوراً عن حضارة عريقة في تاريخ تلك الأمة، لكن واقعاً لا يمكننا العثور على هندي أحمر إلا في فيلم كوبوي أمريكي .. وهكذا فإن واقع القوة والضعف يفرض معادلاته الحضارية حيث المحتل يفرض شروطه على الأمة الواقعة تحت الاحتلال ثقافياً وسياسياً بحيث يبقى لك إحدى الخيارين إما المقاومة والحياة أو الرضوخ والانحلال، لكن قد لا تكون تلك الثنائية هي الخيارات الوحيد حيث قد يلجأ شعب وحضارة ما وبفعل عوامل عدة إلى تكتيكات أخرى؛ كالانغلاق على الذات وممارسة ثقافة التقية وقد تساعده في ذلك شروط جغرافية بيئية أو ثقافية مجتمعية، لكن هذه السياسة الأخيرة ورغم نجاعتها قد تكون لها ارتداداتها النفسية والاجتماعية بحيث يجعل من ذاك الشعب وأفرادها يقبلون واقعاً اجتماعياً ثقافياً دونياً وذيلياً وذاك ما نلاحظه في واقع عدد من الشعوب والمجتمعات التي عانت ظروف القهر والاحتلال بحيث باتت العبودية جزء من شخصيتها وهويتها الوطنية.

    وبالتالي وفي ظل هذه الحقيقة الكارثية فإنه يمكننا القول: بأن واقع الاحتلال لشعبنا ومنذ قرون طويلة قد كرس شخصية عبودية في واقع مجتمعاتنا الكوردية بحيث بات الإنسان الكوردي وفي كل الأحوال يحاول أن يقدم الولاء لـ(سيده) حيث تجد الكوردي البعثي يحاول أن يكون “قوموياً عربياً” أكثر من العرب الأقحاح والكوردي المسلم ينافس الولاء مع أهل مكة لإثبات ما لا داعي له؛ وبأنه ينتمي بنسبه لأهل البيت وقريش وحتى الشيوعي الكوردي كان يزايد على الروسي “السوفيتي”، بأنه أقرب منه إلى لينين

    171

    وماركس بحيث باتت هناك مقولة دارجة في الأوساط الكوردية والعربية تقول: “إن أمطرت في موسكو فتحنا المظلات بسوريا” .. وهكذا فإن عوامل التاريخ قد فعلت مجراها في سيكولوجية الإنسان الكوردي المهزوم بحيث جعل شخصاً مهزوزاً تابعاً ذليلاً عبر مئات السنين وللخروج من الحالة الكارثية، فإنه يلزم إرادة وعمل سياسي ثقافي يعيد تكوين الشخصية الكوردية الجديدة التي تؤمن بقدراتها الذاتية في أن تكون لها هويتها ومشروعها وإستقلالها الوطني الخاص بها ولذلك فإن مهمة مفكري أي أمة تكون أساسية في إعادة ذاك التوازن النفسي والاجتماعي لمجتمعاتها وشعوبها حيث لا تهزم شعب وأمة إلا في حال إنهزام عقولها المفكرة في التصدي لقضاياها الوطنية الحضارية.

    وهكذا فإن أي أمة لا تقع فريسةً للقوى الاستعمارية الغاصبة لها ولثقافتها وجغرافيتها، إن لم تقع عقولها المفكرة في فخ الاستعباد الثقافي حيث ومن خلال مراجعة تاريخية لكل الحضارات البعيدة والقريبة، فإننا نلاحظ بأن وقع أو قيام أي أمة وشعب يقف على دور نخبها الثقافية الفكرية ومن هنا يمكننا أن نستنتج بأن أزمة شعبنا الكوردي تعود في الأساس إلى أزمة الفكر والعقل الكوردي الذي ما زال مسلوب الإرادة وللأسف؛ حيث النخب الثقافية الكوردية ما زالت غير قادرة على إدراك اللحظة التاريخية بأن الشرط الخارجي بات مناسباً لولادة الإرادة الكوردية، كون أن ذاك العقل ما زال يعيش أزمته الوجودية وفي حالة استعباد ثقافي للغاصب الإستعماري حيث العبد لا يفكر إلا في مصالح أسياده وليس مصالحه الذاتية؛ كونه لا يملك المصالح أساساً .. ولذلك فليس مستغرباً؛ أن أكثر النخب الفكرية الكوردية “تدوزن” مواقفها وفق مصالح الأمم والشعوب الغاصبة لكوردستان وسياساتهم الاستعمارية وليس وفق مقتضيات المصلحة الكوردية.

     

     

     

     

     

     

     

     

     

     

     

     

     

     

     

     

     

    172

     

     

     

     

    المغتربون

    ..بين الانتماء و اللانتماء ؟!!

     

    إن قضية الهجرة والانتقال قديمة وتعود بجذورها إلى الوجود البدائي للإنسان؛ العاقل وغير العاقل وقد كانت لها (أي للهجرة والاغتراب) قديماً وحديثاً الأسباب نفسها تقريباً، فهي إما لأسباب اقتصادية وظروف الحياة والمعيشة وقساوتها أو لأسباب أمنية حياتية والهروب من الغبن والظلم والعنف (قديماً القبيلة وحديثاً قمع النظم السياسية في الدول القمعية وديكتاتورياتها) وبالتالي البحث في جغرافيات أخرى عن سبل للحياة تكون أفضل من تلك التي كانت تحيط به في مجتمعاته الأم .. وهكذا فإن الهجرة نادراً ما تكون لأسباب ترفيهية أو ما يمكن اعتباره نوع من الترف السياحي وتغيير نمط الحياة والسلوك، بل في أغلب حالاتها هي قلع من الجذور وزرعها في مناخات وبيئات جديدة ومن النادر أيضاً أن تكون ملائمة للمهاجر أو المغترب الجديد وبالتالي تبدأ ومن هنا قصة معاناة جديدة للإنسان المغترب؛ فهو الذي هرب من المعاناة والألم وبحثاً عن نوع من السعادة وراحة البال يقع ضحية مأساة ومعاناة جديدة؛ مأساة الغربة واللانتماء والتشيئ واللاشيئية فأنت خارج بيئتك مجرد رقم جديد على المهاجرين.

     

    وهكذا فإن معاناة المغترب برأي أولاً وأخيراً تعود لقضية الانتماء واللانتماء والتشيئ؛ فهو ينتمي بسلوكه وأخلاقه وثقافته لجذر لغوي معرفي حضاري يمتاز بخصوصياته الأتنية والدينية واللغوية وحتى السيكولوجية الخاصة بمنطقة وبيئة وشعب وثقافة هو تربى وعاش فيها وعرِفَها وعرِفتُه بكل دقائقها وتفاصيلها الجزئية وكذلك له شخصيته الاعتبارية في بيئته تلك وبالتالي تكون بينه وبين تلك البيئة الحضارية نوع من الانتماء الاجتماعي والسلوكي الحضاري والقيمي (من القدر والقيمة) ولكن وعندما يتم قلع الإنسان من هذه البيئة وزرعه في البيئات الجديدة المغتربة فهو يشعر بنوع من حالة الاغتراب واللانتماء والتشيئ وأحياناً العداء؛ كون الاختلاف وعدم تمكنه من التواصل معه وكذلك لاعتبارات تتعلق بالمكانة والقيمة الذاتية حيث صعوبة التواصل بدايةً تبدأ من اللغة التي تقف حاجزاً في وجهه للدخول إلى البيئة الاجتماعية الجديدة ناهيك عن الثقافة والعادات والأعراف والأخلاق العامة واعتباره لتفسه عالة على الآخرين هو إحساس مرير بحد ذاته. وبالتالي فإنك تجد هؤلاء المغتربون يتقوقعون نفسياً واجتماعياً وأغلبهم يدخلون في حالات من الوهن واليأس على المستوى الشخصي وبالتالي الهرب من الواقع الجديد إما بالشرب والسكر أو إلهاء النفس بأمور وقشور الحياة وحتى على المستوى الاجتماعي تجدهم يتقوقعون ويعيشون ضمن حياة وبيئات وحتى حارات أقرب إلى بيئاتهم وجغرافياتهم القديمة والتي هاجروا منها إلى هذه البلدان وبحثاً عن سعادة مفقودة أقرب إلى السراب منها إلى الحياة الواقعية.

     

    لكن السؤال الأخير والذي يمكن أن يراود الجميع؛ أليس هناك من حل أفضل مما هو عليه وعن الواقع الذي يعاني منه المغترب، أعتقد سؤال صعب الاجابة عليه وخاصةً أن لكل إنسان وبيئة وكل حالة من حالات الهجرة المتعددة لها ميزاتها وخصوصياتها وجوانبها المختلفة والمتمايزة .. ولكن ورغم كل ذلك يمكننا القول: بأن لا مفر من المحاولة للتأقلم مع البيئة الجديدة والدخول إلى هذه العوالم والثقافات الجديدة وذلك رغم كل الصعوبات والعوائق وبدايةً عبر كسر حاجز اللغة أو العودة إلى البيئات القديمة والرضوخ لشروط القبيلةالدولة وكانتوناتها وأحزابها السياسية وقوانينهم وإداراتهم وذلك عوضاً عن الضياع والغوص في متاهات الغربة بحيث أن لا يكون قد أحرق _كطارق بن زياد كل مراكب العودة.

     

    173

     

    النخب الفكرية

    والتأسيس للثقافة العنصرية

     

    إن صراع الإنسان مع الآخر؛ إن كان الآخر هي الطبيعة أم كائن عضوي آخر “بشر، حيوان” هو صراع وجودي بالأساس والفطرة حيث حب البقاء كغريزة ودافع يجعلك تصارع من ينافسك على ذاك الوجود وبالتالي فإن الصراعات الإنسانية الأولى كانت على قضية البقاء للأقوى و”الأفضل” في مراحلها الأولى وبقيت كذلك في المجتمعات والأشخاص الذين لم يتلوثوا بعد بالأفكار والنظريات العنصرية وخاصةً في البيئات الشعبية البسيطة التي لم تصلها تلك الأفكار والأطروحات، رغم أن بات في عصرنا الحالي من شبه الاستحالة حيث الثورة التقنية غزت كل البيئات الاجتماعية حتى تلك التي لم تحظى بالتعليم والدراسة.

     

    إن ما نود الوصول إليه هو أن الإنسان بفطرته الطبيعية وبدافع غريزة البقاء قد يصارع الآخر عندما يشعر بأن هذا الآخر يهدد وجوده وبقائه وذلك كأي كائن عضوي حي آخر، لكن وبزوال خطورة التهديد يزول ذاك الصراع الوجودي، بينما صراعات اليوم هي صراعات عنصرية بأغلبها حيث ومن خلال طرح نظريات وفلسفات وشعارات يجعل الآخر كائناً غريباً ناقصاً بالضرورة جعلنا هذه البيئات تنقسم وفق سياقات محددة دينياً أو أقوامياً بحيث يكون الآخر دائماً في موقع الإدانة والتهديد ليس تهديداً وجودياً بالمعنى الطبيعي الناتج عن غريزة البقاء، بل تهديد بالمعنى والسياقات الفكرية الفلسفية لهويتنا الحضارية.

     

    وللأسف فإن النخب الثقافية هي التي أسست وتؤسس لهذه العقلية حيث المشكلة الحقيقية هي في هذه النخب التي هي من الصف الأول ثقافياً أو سياسياً كونها هي التي تساهم في رسم ملامح الهوية الحضارية لشعب وأمة ما أو ما يعرف بالذاكرة الجمعية.. فمثلاً التأسيس للفكر العروبي العنصري نتاج فكر نخبوي وليست إرادة شعبية حيث الإنسان وبفطرته الطبيعية كما قلنا يميل للتعايش مع الآخر وهذه ما تميزت بها البيئات الشعبية على أرض الواقع حيث التعايش السلمي بينها .. ولذلك يمكننا القول؛ بأن العنصرية لم تكن إلا من خلال أفكار وشعارات طرحها نخب فكرية وثقافية ليس فقط بهدف التميز عن الآخر ومحاولة إلغائه قتلاً أو صهراً في بوتقته وفكره وملته ودينه، بل لأجل التسيّد بدعوة الأصالة والتفوق العنصري.

     

    https://berbang.net/blog/2018/07/07/%d8%a7%d9%84%d9%86%d8%ae%d8%a8-%d8%a7%d9%84%d9%81%d9%83%d8%b1%d9%8a%d8%a9-%d9%88%d8%a7%d9%84%d8%aa%d8%a3%d8%b3%d9%8a%d8%b3-%d9%84%d9%84%d8%ab%d9%82%d8%a7%d9%81%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d8%b9%d9%86%d8%b5/

     

     

     

     

    \

     

    174

    بارزاني
    .. هو نبي ورسول أيضاً!!

     

     

     

     

    27 ديسمبر، 2015 ·

    ربما سيعتبر بعض الإخوة بأن هذا البوست؛ هو جكارة ببعض المتأسلمين من الكورد وتيارهم الديني السلفي الراديكالي أو هو نوع من تصحيح المسار وتعويضاً عن بوست ومقالة سابقة لي بعنوان؛ “أوجلان آخر نبي” والتي عملت نوع من الضجة عند التيار الكوردي الإخواني حيث رأينا بأن هناك من أراد الإستثمار فيه وذلك لتوجيه بعض الإساءات الشخصية أو محاولة تلويني بلون سياسي واحد وهي الأوجلانية، رغم تأكيدي بأنني بارزاني لكنني أقدر تضحيات ذاك التيار السياسي الكوردستاني الآخر أي الأوجلانية وما حققه من إنجازات كبرى للقضية الكوردية.

     

    وأخيراً ربما يعتبر بعض الأصدقاء العلمانيين بأنني أصبحت مرتداً عن العلمانية وأصبحت غيبياً لاهوتياً أعتنق الفكر الغيبي وأؤمن بالآلهة والرسل وبالتالي (وجب قتلي علماً) على مبدأ شرعاً “الشرائع النبوية أو الشريعة المحمدية” لكن ورغم كل تلك الآراء والقناعات والإجتهادات والمواقف الجاهزة والمعلبة فها إنني أقول وبـ”الفم المليان”؛ بأن الراحل بارزاني الأب .. هو نبي ورسول لنا نحن الكورد وذلك على الرغم من كل قناعاتي الرافضة لكل الفكر الغيبي الديني، وبأن لا أنبياء ولا آلهة ورسل في الوجود والحياة، وكذلك على الرغم من أن أصحاب تلك الغيبيات أنفسهم قد قالوا؛ بأن زمن الأنبياء قد ولى وذلك عندما قال آخر أنبيائهم بأن “لا نبي من بعدي” .. لكن التاريخ والواقع والأخلاق تقول لنا نحن الكورد؛ بأن علينا أن نأخذ من البارزاني نبياً ورسولاً لنا وذلك لما قدمه لشعبنا وقضيتنا وحيث تقول أمثالنا الشعبية؛ “إن لم يكن لكم كبير فضعوا حجراً في صدر البيت وأجعلوه كبيركم” وقياساً يمكننا القول؛ إن لم يكن لشعب نبي فليجعلوا أحد قادتهم، بل أهمهم نبياً لهم حيث لا خير في أنبياء الآخرين

    .

    وبالتالي فكيف يكون الحال وهناك كبير ولا يكبر عليه في تاريخنا الحديث؛ ألا وهو الأب بارزاني .. وهكذا وبما أن لكل قوم وملة وأمة نبي، فإن بارزاني هو نبي الكورد وليقل المتأسلمين والإخوانجيين والسلفيين الأردوغانيين وكذلك المحمديين والباغضين والكارهين لنا ولقضايانا الكوردستانية ما يقولوه، حيث يكون للكوردي شرفاً؛ أن يكون زنديقاً ملحداً وكافراً وبوقاً لقضيته وشعبه .. من أن يكون تابعاً عبداً موالياً من الموالي لأجندات ومشاريع وأنبياء الآخرين.

     

    ملاحظة؛ أعتقد البوست واضح حيث لا قناعات دينية ولا أنبياء ورسل، لكن علينا أن نعلم بأن “أنبياء الآخرين” هم أيضاً لم يكونوا إلا قادة وبالتالي فإنه من الأجدى أن نكون خلف قادتنا وليس قادة الآخرين.

    http://www.dengekurda.net/?p=12411

     

     

     

     

     

     

    175

    بارزاني ..

    وقضية التمديد الرئاسي.

     

    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ قالت وكالات الأنباء بأن برلمان كوردستان، بدأ في الساعة الحادية عشر صباح هذا اليوم أعمال جلسته الاعتيادية وذلك برئاسة السيد يوسف محمد وحضور (57) برلمانياً، وقاطع الجلسة كل من؛ الكتلة المسيحية والكتلة التركمانية وكتلة الحزب الديمقراطي الكوردستاني، كما وطالبت كتلة الحزب الشيوعي الكوردستاني تأجيل الجلسة للأسبوع القادم .. إلا أن الإجتماع عقد وبحضور عدد من الممثلين الديبلوماسيين وكان من بينهم ممثل القنصلية الإيرانية في الإقليم وقد ناقش برلمان كوردستان عدد من المشاريع المقدمة وأهمها كان المشروع المتعلق بقانون رئاسة الإقليم وبخصوص ذلك فقد قال سكرتير برلمان كوردستان، السيد فخر الدين كريم، لشبكات الإعلام المحلية، ما يلي؛ “إن اربعة مشاريع قوانين حاصلة على تواقيع قانونية للنواب تم تقديمها إلى رئاسة البرلمان لتعديل قانون رئاسة اقليم كوردستان رقم 1 لسنة 2005″ وقد أنهى البرلمان جلسته الإعتيادية و”أحال.. مشاريع قوانين تعديلات قانون رئاسة إقليم كوردستان إلى اللجنة القانونية، فيما أكمل قراءة مشاريع القوانين التي كانت على جدول اعمال الجلسة” وذلك بحسب موقع الإتحاد الوطني الكوردستاني.

     

    ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ وهنا وبخصوص مشروع التمديد الرئاسي للرئيس مسعود بارزاني أود أن أقول: بأنني أحد أولئك المعجبين الكثر بشخصية وكاريزما الرئيس بارزاني وهو كقائد سياسي يعتبر من أولئك القادة والرموز التي لا تنجب البطون والتاريخ الإنساني إلا ما ندر بحيث يكون رمزاً للأمة التي ولد فيها وقادها لمرحلة تاريخية .. ولكن وبكل تأكيد لا يعني ذلك تأليه ذاك الشخص أو جعله ديكتاتوراً أبدياً في السلطة حيث نعرف من تاريخ الشعوب بأن الكثير من القادة العظام والذين حققوا لشعوبهم إنجازات سياسية وحضارية لم يتمسكوا بالسلطة، بل غادروها بكل سلاسة وسلموا السلطة لغيرهم حيث بقاء ذاك الرمز يعني أحد أمرين؛ إما الإستبداد أو إن تلك الأمة عاقرة لا تقدر أن تنجب غيرها من الشخصيات والكاريزمات الوطنية .. وأعتقد لا الرئيس بارزاني يقبل أن يكون ديكتاتوراً مستبداً ولا الشعب الكوردي أمة عاقرة غير قادرة على إنجاب من يكون الرئيس الجديد والبديل حيث إننا لا نريد أن نعيد تجربة البلدان العربية في الرئيس الضرورة والأبدي وبالتالي تكون كوردستان إضافة جديدة لديكتاتوريات المنطقة .. إنني أحبك وأحترمك يا سيادة الرئيس ولكنني أحب وطني وشعبي أكثر وإن قضية الديمقراطية والحريات العامة أهم من الرئاسات ولذلك سأقول؛ لا للتمديد الرئاسي ونعم للتعديل الدستوري في التأسيس لنظام برلماني ديمقراطي كوردستاني.

     

     

     

     

     

     

     

    176

     

    بوست شاعري.. بل وسياسي أيضاً.

    إني شخصياً أحب مسعود بارزاني.. ليس تملقاً ولا مسايرةً للأمر الواقع.

     

     

     

    26 فبراير، 2014 · لوسرن‏ ·

    لقد ارتفعت أخيراً وتيرة الحملة التي تشن ومن عدة جهات على إقليم كوردستان (العراق) حيث من جهة فإن الحكومة العراقية (بغداد) قد اتخذت قراراً سياسياً أقل ما يقال فيه بأنه مجحف ويحارب شعب كوردستان (العراق) وليس حكومة الإقليم فقط وذلك عندما قامت بإيقاف صرف رواتب الموظفين والعاملين في الإقليم لإجبار حكومتها على الخضوع لقرارات المركز بشأن عدة قضايا عالقة بين الطرفين ومنها قضية شركات النفط واستثمارات الإقليم في هذا القطاع الوطني الحيوي وكذلك مسألة المناطق المقتطعة من إقليم كوردستان (العراق) والمتنازع عليه بين الجانبين وهناك أيضاً الخلاف حول الموقف من النزاع والحرب الدائرة في سوريا وموقف كل طرف ورؤيته لقوى الصراع في المنطقة. وهكذا فإن الحكومة العراقية ومن خلال هكذا إجراءات تعسفية بحق الإقليم حكومةً وشعباً تريد ارضاخ الطرف الكوردي لقرار المركز السيادي والذي يصب في مصلحة النظام السوري ومحوره السياسي.. وإن هذه السياسة المتبعة من قبل حكومة المالكي يمكن تفهمها في ظل الانقسام المذهبي الطائفي في المنطقة كونه شريك في المحور الآخر.

     

    ولكن ما لا يمكن تقبله هو موقف بعض القوى الكوردستانية؛ وعلى الأخص موقف العمال الكوردستاني وفرعه السوري الإتحاد الديمقراطي وذلك عندما يصبح هو الآخر من القوى والأطراف التي تضغط على الإقليم.. حيث يصرح السيد بولات جان؛ الناطق في قوات وحدات حماية الشعب: بأن الحزب الديمقراطي الكردستاني يرسل قوات البشمه ركة عبر الحدود التركية إلى سوريا لمحاربة قوات YPG في غربي كوردستان. مما أستدعى رداً من جانب السيد جعفر ايمينكي؛ المتحدث الرسمي باسم الحزب الديمقراطي الكوردستاني في بيان بصحيفة هاولاتي قائلا” ((إن ما قاله بولات جان افتراءات كاذبة, لا أساس لها من الصحة..)). بالتأكيد إن هذا التصعيد ومن الجانبين لا يخدم القضية الكوردية والاثنان يتحملان المسؤولية ولكن هذا التصعيد من جانب الإخوة في الإتحاد الديمقراطي وفي هذا التوقيت هو من جانب رد على موقف إقليم كوردستان (العراق) من مسألة استفراد مجلس شعب غربي كوردستان بإدارة المناطق الكوردية في سوريا ومن الجهة الأخرى خدمة إضافية للمحور السوري الإيراني وضد المصالح القومية والإستراتيجية الكوردية.

     

    ولكي لا نكون منحازين لطرف على حساب الآخر؛ فإننا ندعو حكومة إقليم كوردستان (العراق) أيضاً إلى فتح معبر سيمالكا حتى وإن أستفرد الإخوة في الإتحاد الديمقراطي في المعبر وإيراداتها لوحدهم ودون مشاركة من المجلس الوطني الكردي كون إغلاق المعبر لا يضر فقط بتلك القوى السياسية الكوردية المتصارعة سياسياً على الأرض، بل إنها تضر هي الأخرى بالمصلحة القومية والإستراتيجية.. وكوننا قد قلنا في بداية (عنوان البوست): ((إني شخصياً أحب مسعود بارزاني.. ليس تملقاً)) بل واقعاً وحقيقةً وبأننا نرى فيه الرجل الحكيم الرءوف والذي يتمتع بصفات الكوردياتية والحريص على المصلحة القومية والإستراتيجية الكوردية وكونه يتمتع بالعديد من الخصال والصفات النبيلة والطيبة وبعد النظر السياسي في المصلحة القومية وبالمناسبة فإنه لا يحتاج لشهادتنا حيث تاريخه النضالي واليومي وتواضعه ونبل أخلاقه؛ تشهد له بكل سطوع وقد شهد بذلك الأعداء قبل الأصدقاء وهكذا.. فإننا نتوجه لسيادة الرئيس مسعود بارزاني شخصياً وكأحد أبناء الجالية الكوردية في الغرب ومهتم بالشأن الوطني والقومي لشعبنا؛ بأن يتم فتح ذاك المعبر وبذل المزيد من الجهود الحثيثة ولو على حساب القوى والأحزاب المحسوبة على إقليم كوردستان (العراق) وذلك من أجل المصلحة الكوردية في تقارب المجلسين والتوافق حول مشروع سياسي كوردي في إقليم كوردستان (سوريا).

     

    ملاحظة و تنويه: النقد والقراءات المختلفة والمتباينة لسياسات الإقليم وحكومتها شيء طبيعي ومرحب به.. ولكن وبكل صراحة نقول لكل من تسول له نفسه؛ بأن يسب ويشتم وعلى الأخص شخصية مسعود بارزاني فإننا سنقوم بإلغاء صداقته لنا؛ كوننا نرى حقيقة في شخصية الأخ مسعود بارزاني الكاريزما القيادية الكوردية وبالتالي فأي مس بهذه الشخصية ذماً وقدحاً وشتماً هي موجهة للشخصية الكوردية.

     

    177

     

     

    الوطن أم الحرية؟

     

    حقيقةً هو سؤال إشكالي قد شغل فكر ومخيلة الإنسان منذ أن أدرك القيمة المعنوية والذاتية لكل من مفردتي الوطن والحرية وحاول دائماً التوافق بينهما بحيث يحقق شرطي المعادلة أي أن يكون له الوطن الذي يحقق كرامته وحريته وذاته الحضاري، لكن لو أجبر المرء على الخيار بينهما فأي منهما سوف يختار، هل الوطن الذي يحقق كينونته الشخصية وهويته الوطنية أم سيختار الحريات الفردية، رغم أن تجارب الشعوب تؤكد على وجود مناصري المذهبين حيث الذين اختاروا الوطن قاموا بثورات تحررية ليقعوا تحت ربقة ديكتاتور ومع ذلك قبل بالأمر الواقع ولم يتركوا أوطانهم لجوءً لدول تحقق لهم حرياتهم الشخصية، بينما هناك من فضل ترك تلك البلدان واللجوء للدول الأوربية بحثاً عن الحريات الشخصية ومفضلين ذلك على قضية الوطن. وهكذا وللإجابة على السؤال السابق، ربما يحتاج المرء لعدد من الأبحاث والدراسات المتخصصة بهذا المجال، لكن وبالعودة للواقع يمكننا التأكيد بأن الذين فضلوا الوطن على الحريات الشخصية واللجوء بقوا هم الأغلبية المطلقة وكذلك فإن لتحقيق الحرية الفردية لا بد من تحقيق الكيان الوطني.

     

    وهكذا فإن الوطن يسبق قضية الحريات الفردية والشخصية.. وهنا ربما يطرح أحد الأصدقاء ويقول: لو كان ما تقوله صحيحاً فلما أنتفضت الشعوب العربية بثوراتها من أجل الحرية، ألم تكن لتلك الشعوب أوطانها التي تحقق ذاتها.. وللإجابة على سؤالهم السابق، علينا أن ندرك بأن تلك الشعوب سبق وقامت بثورتها التحررية الأولى؛ أي التحرر من المستعمر والمستبد الخارجي وكونت لنفسها أوطاناً وها هي اليوم تقوم بثورتها التحررية الثانية للتخلص من المستبد الداخلي وتنال حريتها وكرامتها الشخصية داخل أوطانها التي تحررت سابقاً من المستبد الخارجي وبذلك هي أكدت مجدداً شرط الأسبقية للوطن وليس للحريات الشخصية وقضية أخرى تؤكد مقولتنا السابقة، بأن الأسبقية للوطن وليس للحريات الفردية هي التجربة السورية كمثال حي حيث كل من المعارضة والنظام سقطا في امتحان الثورات وذلك عندما قبل الطرفان بالخضوع للخارج على حساب الوطن ومن أجل امتيازاتها الخاصة الطائفية فبذلك سقطت كل من المعارضة والنظام السوري بالمعنى الوطني والثوري معاً.

     

    وبالتالي وباختصار شديد؛ فإن الأسبقية للوطن حيث تقوم الشعوب بثوراتها التحررية لتنال وطناً وبعد مرحلة تاريخية ما تقوم تلك الشعوب نفسها بثوراتها المجتمعية ضد حكامها المستبدين لتنال حقوقها الوطنية وكرامتها وحرياتها الفردية.. بالأخير ورغم كل ما قلت في المنشور وغيره بصدد المسألة نود أن نقول؛ لكن هل يمكن تحقيق ذلك في زمن إنهيار الديكتاتورية؟ هنا تكمن الإشكالية الكردية حيث نأتي متأخرين عن الركب دائماً وبذلك نفقد روح المبادرة لنكون فاعلين في المعادلات السياسية بحيث نصبح جزء من اللعبة الإقليمية!!

     

     

     

     

     

     

    178

     

    تجربة إنسانية

    تكشف عن النذالة والبسالة.

     

    بخصوص المقاومة والعمالة سوف نروي لكم هذه الحكاية -أو بالأحرى الفاجعة والمأساة الإنسانية- حيث عندما كنت ما زلت بجنديرس “عفرين” فإنني تعرضت لمضايقات كثيرة بدايةً من النظام ومن ثم من الإخوة في الإدارة الذاتية حيث ومنا يعرف المثير من الأخوة والأصدقاء المتابعين بأنني كنت معروف بإنتمائي السياسي للبارزانية، بل وفي منصب قيادي داخل الحزب؛ عضو اللجنة المركزية للبارتي وهكذا ومع بداية الأحداث السورية وتحركات النظام والجماعات السياسية عموماً والتي شهدت تقوية نفوذ حزب الاتحاد الديمقراطي (PYD) واستلام القرار السياسي والأمني في المنطقة، فإنني تعرضت لمضايقات كثيرة من قبل السلطة الجديدة -أي جماعة الإدارة الذاتية لاحقاً- وقد وصل الأمر إلى التهديد بالقتل بطريقة مباشرة وغير مباشرة ومن بين من جاءني مهدداً كان شخص من أبناء بلدتي، بل تربطنا نوع من العلاقات الاجتماعية عن طريق المصاهرة، ناهيكم عن إنه ابن البلدة.

     

    وبالتالي هناك معرفة شخصية بيننا وكان هذا الرجل قد ألتحق مبكراً بصفوف الكريلا وفِي فترة بداية الألفية وتعرض حزب العمال الكردستاني للكثير من التضييق والخناق عليها من قوى ودوّل إقليمية مع مساعدة من أطراف كردستانية لتلك القوى المعادية للحركة، فإن المنظومة العمالية تعرضت لعدد من الانتكاسات ومحاولات الانشقاق من قبل البعض، مما دفع بالكثير من مناصريها التخلي عن الحركة أو على الأقل الدخول فيما يعرف لدى الشيعة ب”التقية”؛ أي نوع من الجمود وأحياناً النكران والتنكر لمبادئهم وقناعاتهم، بل عدد من الكريلا تَرَكُوا جبال كردستان وعادوا إلى مواطنهم بعد أن دفعوا أثمان تلك العودة لدى الدوائر الأمنية من اعتقال وتعذيب وسجون والبعض عمالة أمنية وقد كان صديقنا الذي جاءني مهدداً واحداً من أولئك الذين عادوا وأخذ نصيبه من المتابعة الأمنية، بل وكذلك من رفاقه في المنظومة حيث تعرض لأكثر من مشكلة وصل إلى ضربه ومحاولة قتله أيضاً إلى أن كانت أحداث سوريا وعودة الحزب لنشاطه السابق وبالتالي عودة الكثيرين، إن لم نقل الكل إلى نشاطهم السابق وضمناً هذا الشخص وبالتالي أصبح أحد الفاعلين في جنديرس والحي الذي كنت أسكن وأعمل فيه وهكذا وبحكم خلفيته العسكرية حكماً سوف يكلف بهكذا مهمات وبالتالي كانت واحدة منها تهديدي بأكثر من أسلوب.

     

    لكن وبعد خروجي من البلد وخلال هذا العدوان الغاشم على عفرين من قبل تركيا وتلك المجاميع الإسلاموية فإن هذا الرجل قدم خلال فترة مقاومة الإحتلال التركي الإخواني ثلاثة أبناء له قرابين دفاعاً عن كرامة المنطقة وشعبنا .. والسؤال الجوهري بقناعتي هنا هو؛ هل يمكن لأحد بعد هذه التضحيات المؤلمة لحد الفاجعة أن يحمل أي ضغينة لهكذا أب فجع خلال أقل من شهرين بثلاثة أبناء، بل كيف يجرؤ أحد منا أن يرفع رأسه أمام هذا الأب الشهيد، هذا الكائن الحي الميت حتى وإن كان قد قتل أباك وليس هددك ولذلك فأنا من جهتي لا أقدر إلا أن أتعاطف معه ومع قضيته وإن كنت لا أوافقه وأوافق حركته السياسية في بعض أساليبهم النضالية، أما أن يأتي اليوم وبعد كل هذه الكوارث من يقول له: “لا مكان لعملاء ب ك ك في عفرين” وهو الغارق تماماً في العمالة والنذالة لأعداء هذه الأمة فتلك والله من أنذل وأحط الأخلاق قبل أن تكون أحط وأحقر السياسات والأحزاب!!

     

    http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=596413

     

     

     

     

    179

    تحيَّتان..

    (الأولى للأخوة المضربين عن الطعام في برلين..

    والأخرى للمعتصمين في الداخل)

     

    يبدو إن مفهوم ومقولة “أصبح العالم قرية صغيرة” لا يصح فقط في الجانب الاتصالاتي وثورة المعلومات وتقنياتها الحديثة، بل يصح أيضاً في الجانب الإنساني منه أيضاً؛ فها هم أبناء شعبنا الكوردي – وعلى بعد أميال – يعيشون مأساة ومعاناة واحدة وإن اختلفت أساليب التعامل والتعاطي مع الحدث/ المأساة (فالموت واحد) وذلك من قبل حكومتين متباينتين في (كل) شيء ولا يلتقيان إلا على حساب “الدم الكوردي”؛ حيث في إحدى عواصم الديمقراطية (برلين) الإضراب المفتوح عن الطعام لعددٍ من أبناء جاليتنا الكوردية المنفية والمهاجرة قهراً بسبب سياسات النظام السوري القمعية وذلك تنديداً بالاتفاقية الأمنية السورية – الألمانية والتي وقع عليها كلٍ من وزيري الداخلية في البلدين المشار إليهما وكذلك هناك في الداخل السوري (غرب كوردستان) الاعتصام الجماهيري والذي دعت إليه قوى وفعاليات سياسية كوردية وغيرها وإن ما تقولها الصور والصرخات الأولى من الداخل، بأن هناك ملاحقات واعتقالات أمنية بالجملة لعدد من الكوادر المتقدمة في الاعتصام المذكور.

    حيث ذكرت موقع (كميا كوردا) في خبر عاجل لها اليوم (28/2/2009) بأن “الأجهزة الأمنية قامت باعتقال عدداً من المعتصمين تلبية لنداء الأحزاب الكوردية لم يتسنى معرفة أسماءهم جميعاً ومن بينهم عضو المكتب السياسي لحزب يكيتي الكردي في سوريا (سليمان أوسو) والسادة عبد المجيد صبري والدكتور إبراهيم عباس حسين والدكتور فؤاد حنيفة والمهندس حسين إبراهيم أحمد ومحمد عيسى قاسم (أبو ولات) والمحامي بهاء الدين فاطمي في شارع فلسطين بالحسكة”. وأضاف الموقع في خبرها السابق “قد وقفت جموع غفيرة من المواطنين في أرجاء محافظة الجزيرة في تمام الحادية عشرة وسط تواجد أمني لم يسبق له مثيل وأكدت مصادر أن اعتقالات مماثلة جرت في قامشلو أمام جامع زين العابدين لم تتأكد أسماءهم حتى الآن وفي منطقة ديرك تم اعتقال كيف خش عيسى وفي الدرباسية اعتقال المحامي مسعود كاسو”. والقادم يبدو أعظم وأجل.

    وكذلك فإن الخبر الآخر يفيد بأنه و”بالرغم من البرد القارس في العاصمة الألمانية برلين، تواصل مجموعة من أبناء الجالية الكردية السورية في ألمانيا بإضرابهم عن الطعام، وذلك لليوم الرابع على التوالي، حيث افترش المضربون عن الطعام الأرض والتحفوا السماء بإصرار ومعنويات عالية مؤكدين مضيهم قدما في إضرابهم المفتوح عن الطعام احتجاجا على الاتفاقية الأمنية المشؤومة التي وقعتها كل من وزارتي الداخلية في ألمانيا وسوريا، بهدف إعادة اللاجئين الكرد والعرب إلى سوريا وتركهم ليواجهوا مصيرهم المحتوم في سجون وأقبية النظام السوري، وكما هو معلوم وخاصة للهيئات والمنظمات الدولية المهتمة بحقوق الإنسان بان النظام السوري من الأنظمة التي تنتهك حقوق الإنسان ومن الأنظمة التي تستخدم أساليب وحشية في التحقيق مع ضحاياه وقد شهدت المعتقلات السورية موت العديد من المعتقلين اثناء التحقيق والاستجواب”. (الخبر مقتبس من نفس الموقع؛ كميا كوردا)

    وهكذا يبدو أن مقولة “لا أصدقاء سوى الجبال” بالنسبة لقضيتنا وشعبنا الكوردي ما زالت تفعل مفاعيلها، على الرغم من كسر حاجز (العزلة الأمنية) والتي كانت تفرضها الأنظمة الغاصبة لكوردستان وبأدواتها القمعية الاستبدادية وذلك بالنسبة إلى قضية التعامل مع الملف الكوردي واعتباره – من قبل تلك الأنظمة – ملفاً داخلياً أمنياً ولا يحق للآخرين التدخل في شؤونهم الداخلية؛ حيث أن اليوم باتت القضية الكوردية إحدى أهم قضايا المنطقة، إن لم نقل أهمها، وخاصةً بعد تحرير العراق من جور وتعسف طغمتها الدكتاتورية السابقة وكذلك ما لعبته وتلعبه الديبلوماسية الكوردية في إقليم كوردستان (العراق) بصدد إيصال القضية الكوردية إلى مراكز القرار الدولي والاستراتيجي وليس على صعيد الإقليم فحسب وإنما على مستوى الأمة والجغرافية الكوردستانية وما قائم حالياً من تبادل الرسائل بين كلٍ من حكومة الإقليم والحكومة التركية إلا مثالاً عن الدور الذي تقوم به إقليم كوردستان وحكومتها للمساهمة في حل المسألة الكوردية في الأجزاء الأخرى من كوردستان.

    180

    ولكن يبقى للعامل الداخلي/ الذاتي أكبر دور في تغيير الأوضاع القائمة في بلداننا المبتلية بحكومات استبدادية وذلك على الرغم من حالة القمع الأمني والذي أوصلت شعوبنا إلى نوع من الاستسلام والخنوع وما يمكن تسميته بـ(الموات السياسي) وبالتالي إنتظار (المهدي المخلص أو الخضر أو.. – حتى – غودو” ليخلصهم من حكوماتٍ لا تقيم وزناً إلا لمصالحهم ولأرقام أرصدتهم في البنوك الغربية. وهكذا فإننا نعي وندرك بأن لتلك الدول أيضاً – الأوروبية منها وكذلك الولايات المتحدة الأمريكية – مصالح سياسية واقتصادية مع حكومات(نا) العسكريتاريا الأمنية وبالتالي فهم حريصون للحفاظ على هذه الحكومات إلا أن (تأتي الساعة) وتكون مصالحهم قد تعرضت للتهديد والتقويض ولكن عليهم أن يدركوا أيضاً وبأنه مهما طال عمر الطغيان فلا بد أن يأتي ذاك اليوم الذي تذهب “به وبصاحبه”.

    وأيضاً نطالبهم – الدول الغربية – لأن تحترم مواثيقها وتعهداتها لشعوبها – وليس لنا؛ حيث المعتر لا أحد يعاهده بشيء – وذلك بإحترامها لحقوق الإنسان والأعراف الدولية وخاصةً (الاعلان العالمي لحقوق الانسان) حيث تقول المادة (13) منها: “لكل فرد الحق في الحياة والحرية وسلامة شخصه” وكذلك فإن المادتين (15و16) وعلى التوالي منها فإنهما تؤكدان على أن “لا يعرض أي إنسان للتعذيب ولا للعقوبات أو المعاملات القاسية أو الوحشية أو الحاطة بالكرامة” و “لكل إنسان أينما وجد الحق في أن يعترف بشخصيته القانونية”. أما المادتين (9 و 14) من الاعلان المذكور نفسه فإنهما تقولان وعلى التتالي بأنه “لا يجوز القبض على أي إنسان أو حجزه أو نفيه تعسفاً” و”لكل فرد الحق في أن يلجأ إلى بلاد أخرى أو يحاول الالتجاء إليها هرباً من الاضطهاد”. فهل بقيت للحكومة الألمانية – بعد كل هذا – حجة لأن تقوم بإعادة هؤلاء اللاجئين إلى سوريا، بل إلى الأقبية الأمنية كما أكدها الصديق والزميل مروان عثمان في مقاله الأخير (المضربون عن الطعام في برلين يفترشون شتات احلامهم وإهمالنا لهم) وذلك عندما كتب: “أن إيقاف مسيرة تدفق اللاجئين الكرد لا يكون في عدم منحهم الملاذ الأمن او بترحيلهم، وإنما يكون فقط في إيجاد حل عادل للقضية الكردية ووقف ما يتعرض له شعبنا الكردي من انتهاكات لأبسط حقوقه الإنسانية والقومية”.

    وبالتالي – وأخيراً – نقول: وجب علينا أن نوجه هاتين التحيَّتن – وهو أقل ما علينا أن نفعله – إلى كلً من أهلنا في الداخل والمهجر لتصديهم البطولي لسياسات القمع والتنكيل والذي يمارسه النظام السوري بأجهزتها الأمنية المخابراتية ضد الوجود الكوردي في غرب كوردستان وحتى في المهجر. فألف.. وألف تحية لكل أولئك المناضلين.

    هولير – 28/2/2009

     

     

     

     

     

     

     

     

    181

     

     

     

    رسالة..

    للإتحاد الوطني الكوردستاني.

     

    الحوار المتمدن-العدد: 4956 – 2015 / 10 / 15 – 16:42

    المحور: القضية الكردية

     

    إنني أتمنى لكل القوى الكوردستانية الفاعلة ومنها كتلة الإتحاد الوطني الكوردستاني كل الموفقية والنجاح لعملهم وإنجاح برنامجهم السياسي “المغيب” وذلك من خلال المنافسة الإنتخابية مع القوى والأطراف الكوردستانية الأخرى وليس من خلال سياسة “نصب الفخاخ” أو محاولة “الإصطياد في الماء العكر” .. وإنني أرجو أن تكون قيادة وكوادر وجماهير هذا الحزب قادرة على إعادة الألق لهذه الكتلة الكوردستانية والتي لها تاريخ نضالي حافل والإبتعاد قدر الإمكان عن سياسة “حفر الحفر تحت أقدام” الديمقراطي الكوردستاني ومرد هذا القول؛ هي السياسة التي تتبعها الإتحاد مع الديمقراطي الكوردستاني في منافسته على قيادة الإقليم وعلى الأخص المناطق “المتنازعة عليها” والمستقطعة من الإقليم حيث يحاول الإخوة في الإتحاد الوطني الكوردستاني أن يكونوا الشريك وربما الطرف الأقوى في المعادلة السياسية داخل الإقليم وهذا حقهم الطبيعي ولكن ما ليس هو طبيعي؛ أن تكون عماد تلك السياسة هي عقلية التآمر على الديمقراطي الكوردستاني وغياب المشروع السياسي الخاص بالإتحاد؛ حيث وللأسف وبعد إنتكاسة ما كان يعرف بـ”مشروع الدولة الوطنية” في المنطقة الشرق أوسطية عموماً والتي عمل لها هذا التيار السياسي الإتحاد الوطني وإنحساره في الآونة الأخيرة لصالح المشاريع العنصرية والقومية والإسلام الراديكالي ودولة “الخلافة الإسلامية” أو المشاريع العابرة للقومية والجغرافيا للعمال الكوردستاني في “الإدارات الذاتية الديمقراطية” فإن هذا التيار السياسي الوطني المدني تعرض للكثير من الإنهيارات والإنتكاسات وضمناً الإتحاد الوطني الكوردستاني.

     

    وبالتالي ولكي يقدر الإخوة في الإتحاد الوطني إعادة الألق لسياستهم، فعليهم طرح مشروعهم السياسي البديل لمشروع الديمقراطي الكوردستاني القومي؛ أي إستقلال كوردستان والثوري الماركسي للعمال الكوردستاني ومشروع “الإدارة الذاتية الديمقراطية” وليس بـ”اللعب على وتر الخلافات بين المشروعين” حيث إن هذه السياسة الإتحادية في المناورة واللعب على المحاور سوف تكرس المزيد من الإنقسامات داخل الحزب وتجعل طل طرف التكتلات الداخلية في الإتحاد ملحقاً بأحد طرفي ومحوري كوردستان الأساسيين؛ العمال والديمقراطي وبذلك تفقد الحركة الكوردية أحد أهم أقطابها ألا وهو محور التوازن أو الوسط والذي يدعو إلى “دولة المواطنة” ..وهكذا فإني أتمنى أن يتجاوز الإخوة في الإتحاد الوطني الكوردستاني التغلب على أزماته الداخلية والخروج من تحت عباءة كل من العمال والديمقراطي الكوردستاني ورسم ملامح سياسة وطنية كوردستانية في دولة المواطنة والحريات العامة الديمقراطية وبذلك تكون هناك ثلاث مشاريع سياسية كوردستانية ويمكن لها التنافس بينها وصوت الناخب الكوردستاني وصناديق الإقتراع عندها سوف تحدد لمن الغلبة وقيادة الأقاليم الكوردستانية القادمة ..وإلا فإن الإتحاد الوطني الكوردستاني سيشهد المزيد من التبعية والإلحاق وربما الإنقسامات والإنشقاقات القادمة. وبالمناسبة فإن هذه القراء هي موجهة للأحزاب الكوردية (السورية) أيضاً وبالتحديد ذاك التيار الذي يسير على خطى الإتحاد الوطني وعلى رأسهم الإخوة في حزب الوحدة الديمقراطي الكوردي حيث وللأسف هو الآخر تعرض لتجربة مماثلة في الفترة الأخيرة لتجربة الإتحاد الوطني وذلك في مسألة التأرجح بين “الولاء والتبعية” لأحد المشروعين الكوردستانيين؛ إستقلال كوردستان للديمقراطي الكوردستاني أم الإدارة الذاتية الديمقراطية للعمال الكوردستاني.

    182

    ملاحظة للقارئ الكريم؛ إننا لا نقول مخفياً ليأتي أحد الإخوة ويقول؛ الآن ليس وقت إشعال نار الخلافات و”الفتن” بين الأحزاب الكوردستانية؛ حيث بات الكل يدرك ويعلم ما يدور في الخفاء والعلن وما يمارس من سياسات وتحالفات مع أطراف كوردستانية أخرى من قبل الإخوة في الإتحاد الوطني الكوردستاني والآخرين أيضاً أو حتى مع أطراف سياسية في المركز بغداد وكذلك بعض دول الجوار وذلك في منافسة الحزبين على السيادة في إقليم كوردستان ..وكلمة أخيرة نود أن نهمس بها للإخوة في قيادة الإتحاد الكوردستاني والتيار الوسط عموماً أو ما يمكن تسميته مستقبلاً بـ”تيار المواطنة الكوردستانية” ونقول: بأن سياستكم هذه في الولاء والتأرجح بين المدرستين الكوردستانيتين؛ العمالي والديمقراطي سوف يقودكم وإن أستمرت هكذا إلى المزيد من الهشاشة والضعف والذيلية وقد تؤدي بكم وبأحزابكم إلى المزيد من الإنشقاقات والإنقسامات الجديدة وبالتالي عليكم طرح مشروعكم السياسي الخاص بكم كتيار وطني كوردستاني حيث لا مستقبل لحزب سياسي من دون برنامج ومشروع سياسي.

     

     

     

     

     

     

     

     

     

     

     

     

     

     

     

     

     

     

     

     

     

    183

     

     

    قانون الأحزاب ..

    و”ثقافة الخيار والفأوس”!!

     

    تناقلت بعض وكالات الأنباء السورية والمواقع الإخبارية الكوردية في خبرٍ لها مفاده أن لجنة شؤون الأحزاب التابعة للنظام السوري قد ((رفضت طلباً تقدم به عضو مجلس الشعب والشخصية الكوردية المقربة من النظام (عمر أوسي)، لترخيص حزبه «المبادرة الوطنية للأكراد السوريين» بدعوى انه تنظيم “حزب كردي بأهدافه ومبادئه” وهذا الطرح يخالف دستور الجمهورية العربية السورية، وقانون الأحزاب، لأنه يتضمن دعوة واضحة لترسيخ التمييز على أسس إثنية بين مكونات الشعب السوري .. وكشفت اللجنة أنها دعت عمر أوسي لـ(إعادة صياغة بعض فقرات البرنامج السياسي بما يتوافق مع دستور الجمهورية العربية السورية، وخاصة المادة (8/4) التي تنص على أنه (لا يجوز مباشرة أي نشاط سياسي، أو قيام أحزاب، أو تجمعات سياسية على أساس ديني، أو طائفي، أو قبلي، أو مناطقي، أو فئوي، أو مهني، أو بناءً على التفرقة بسبب الجنس، أو الأصل، أو العرق أو اللون)، كما تنص المادة (5/د) من قانون الأحزاب على “عدم قيام الحزب على أساس ديني، أو مذهبي، أو قبلي، أو مناطقي، أو على أساس التمييز بسبب العرق، أو الجنس، أو اللون”)).

     

    طبعاً لن نناقش جدية العمل السياسي للسيد عمر أوسي ومدى إلتزامه وإلتزام حزبه في مسألة الكوردية فهذه متروكة لضمائرنا والزمن وقضية التعامل مع الإستبداد والديكتاتوريات .. وبكلمة واحدة؛ إن التعاون مع الإستبداد والعمل تحت رايته تفقد المرء الكثير من “المصداقية والأخلاق” رغم إضطرار البعض من الحركات والشخصيات للتعامل مع الأنظمة الغاصبة ولكن تحت واجبات وحيثيات أعتقد غير تلك التي يتعامل بها السيد أوسي مع النظام السوري .. لكن القضية التي نود أن نقف عندها ليست هذه، بل تلك التي تقول بأن “لجنة شؤون الأحزاب” قد رفضت الترخيص لحزبه كونه يخالف قانون الأحزاب السوري والذي يشترط؛ ((عدم قيام الحزب على أساس ديني، أو مذهبي، أو قبلي، أو مناطقي، أو على أساس التمييز بسبب العرق، أو الجنس، أو اللون)) .. وإن هذه الديباجة قد ذكرتني بإحدى الإستدعاءات الأمنية لفرع أمن الدولة بحلب والحضور إلى مكتب رئيس الفرع وكان حينها العميد محمد رحمون وبحضور كل من المقدم بشير دعبول؛ رئيس قسم أمن الدولة بعفرين وشخص آخر نسيت الأسم كان عضو فرع الجامعة لحزب البعث واللجنة الأمنية وأنا كنت الشخص الرابع .. وأتذكر بأن مما طرحه رئيس الفرع في ذاك الإجتماع وبعد مداولات ونقاشات عدة، بأن “القيادة السورية تدرس صياغة قانون جديد للأحزاب .. ولكن لن يكون على أساس ديني أو قومي ومناطقي، بل على أساس وطني”.

     

    كان هذا الحديث في بدايات عام 2007 وحينها كنت عضو إحتياط باللجنة المركزية للبارتي وكل “كم يوم” لي إستدعاء لفرع أمني والملاحقات والمتابعة بحيث بت أترقب الإعتقال في أي لحظة .. وعندما طرح رئيس الفرع المسألة بتلك الصيغة فهو لم يتوقع مني أن أرفض الفكرة والمشروع ويبدو أن أحزابنا قد “عودوا الشباب على هز الرأس والموافقة” لكن مفاجأة العضو الفرعي للبعث واللجنة الأمنية كانت أشد وأكثر إنفعالاً من ردة رئيس الفرع نفسه وذلك حينما قلت: “لا بأس بالقانون بما أنه سوف يُسّن ويطبق على الجميع ولن يستثني أحد، كونه قانون وطني؛ أي بمعنى سوف يخضع حزب البعث أيضاً لهذا القانون الوطني”. وعندها قفز العضو البعثي من كرسيه وكان جالساً بجانبي ليقول: “شو هل الكلام يا أستاذ .. حزب البعث مرخص قانونياً وهو يقود الدولة والمجتمع” .. حينها لم أتمالك نفسي وقلت؛ “فعلاً قانوني..!!” وأضفت “عن أي قانون تتحدث يا رجل؛ المادة الثامنة والتي أدخلتموها جبراً للدستور السوري .. ثم وعلى إفتراض هو مرخص قانونياً، لكن القانون الجديد يقول: بعدم السماح لوجود أحزاب عرقية ودينية وأن حزب البعث هو حزب قومي من الباب للمحراب؛ يعني من الإسم والشعارات إلى الأهداف والبرامج .. وبالتالي يجب إلغاء ترخيص هذا الحزب وإعادة هيكلته وطنياً سورياً لينسجم مع القانون الجديد”. طبعاً ردي كان مفاجئاً لهم بحيث تدخل رئيس الفرع وغيّر النقاش بإتجاه آخر وذلك بحجة أن الموضوع برمته ما زال مطروحاً للنقاش.

     

    184

    لكن وبما أن القانون قد صدر وها هو اليوم يصبح “مقياساً ومعياراً” في البلد للترخيص للأحزاب .. وكونه يرفض الترخيص لحزب السيد عمر أوسي كونه ((حزب قومي)) رغم كل شكوكنا بقومية ذاك الحزب ومع ذلك يرفض الترخيص له، فإننا نتساءل من تلك “اللجنة الموقرة” ألا تخجلون من أنفسكم وأنتم تمارسون “سياسة الخيار والفقوس” مع الأحزاب بحيث تسمحون للبعض الإبقاء على هويتهم الإثينة العرقية والإفتخار بها، بل وفرضها على واقع بلد وشعب متعدد الأقوام والثقافات واللغات .. وتحرمون الآخر حتى من التصريح بها، لكن وبكل تأكيد إن الذين “أختشوا ماتوا” على قول إخواننا المصريين حيث مع نظام دمر شعب وبلد وهجر نصف سكانها وقتل من أبنائها ما يقارب ربع مليون وسبب في كارثة وطنية لا يمكن أن يُسأل عن “قانون وطني” .. وأن العتب ليس على هكذا نظام فاقد للأخلاق والوطنية، بل على من يقبل لنفسه أن يقدم أوراق ثبوتية الوطنية لفاقد الوطنية.

     

    رابط المقال على موقع كورد اليوم

    http://www.kurd-iro.com/?p=275

     

     

     

     

     

     

     

     

     

     

     

     

     

     

     

     

     

     

     

    185

     

     

     

     

    مواضيع ومقالات أخرى

     

    الأنثى والشعر

     

    كُتِبَ الكثير – وما زال يكتب – شعراً ونثراً عن الأنثى وعشقها إلى درجةً يشعر المرء بالخوف والفراغ والجدب من دون هذا المخلوق الشفاف والنوراني ويتساءل: لولاها ولولا طيفها وعبقها الرباني ولولا عشتار وخصوبتها، ما كان لون الحياة، بل هل كان للحياة والطبيعة لوناً وجمالاً بالأساس. بل هل كانت هناك شيء أسمها الحياة من دونها ودون طغيانها وجبروتها العشقي هذا؛ حيث منها وبها بدأت – وتبدأ دائماً – الانفجارات الجسدية والكونية الكبرى لتولد ملايين البراكين هنا وهناك وتبدأ السيول الجارفة الحارقة في رواء الوديان السحيقة العطشى وتبدأ البراعم بالتفتح وتكون الولادات؛ ولادة الرب والإنسان والحياة معاً.

    تُحدِثنا كتب التاريخ؛ إنها (الأنثى) كانت الرب والإلهة قبل أن يطيح بها الذكر عن عرشها ليستولي على مكانها دون مكانتها لتبقى هي سيدة القلوب وملكتها ويبقى الرجل – الذكر عبداً خانعاً ذليلاً في محرابها المقدس، نعم.. هذا ما يذكرنا بها معابدها وتماثيلها التي عبدت وسجدت لها قديماً. أما كتب الشعر والعشق فما زالت تروي قصص وحكايات عشقها وأفروديتها وعن جمالها وخصوبتها التي أعطت الحياة معنى الوجود ومعنى المعنى. ولكن وبعد هذا التاريخ الطويل من حكايات الشعر والجمال والحب والأنثى، هل يمكن للشاعر أن يرمي بعدته وعتاده ويستريح مكتفياً بما دوّنه وسطره في تلك القواميس والدواوين، أما ما زال أمامه الكثير ليقدمه لهذا الكائن الملائكي مكفراً بذلك عن ذنوب وخطايا أجداده الذين أطاحوا بعرش الأنثى ومملكتها.

    إن المجموعة التي بين أيدينا (أرواح تائهة) للشاعر الشاب (أحمد عثمان) هي محاولة أخرى على هذا الدرب؛ درب جلجلة الشائك والمدمي وذلك تكفيراً وابتهالاً؛ تكفيراً عن ذنوب الأجداد وابتهالاً وتقرباً لمحراب جسد الأنثى والعبادة لها وبها معاً حيث ينبوع الكينونة والوجود، الولادة والموت في الآن ذاته. وما يميز هذه المجموعة هي جرأتها و(وقاحتها) العارية ومن دون الرتوش وذلك بتطرقه لمواضيع العشق والجسد والإله الأنثى ونادراً الوطن وقضاياه وأعياده وأيديولوجياته. وقد نحى (أحمد عثمان) في التعبير عن خلجات وغليان الجسد دروب القدماء والمدارس الكلاسيكية من بحور وسجع وتنميقٍ في الكلام ولكن من دون أن يقلد أو يسطح مواضيعه، بل عرف كيف يزاوج بين جرأة الحداثة في المواضيع ورزانة الأسلوب الكلاسيكي، وهذا ما أضاف إلى مجموعته خصوصية أخرى. وإننا نورد المقطع الشعري التالي نموذجاً عن جرأته في تناول المواضيع، وإن لم يكن الأكثر شغباً وإثارةً في المجموعة.

    اذكريني حينما أموت وحين أصلي

    فربما في صلاتي إلى الله

    تدركين ما معنى أنا

    فتضاءُ يوماً عليَّ الشموع

    لأبحث في ملامح وجهك حينها

    186

    عن محمد وعن يسوع

    فتعثرين على روحي التائهة

    وتحظى روحي بهذا القمر

    أتراني نسيت أن أجعل من خصلاتك شهبا

    تضيء عليَّ طريق آثامي

    وتُؤنسُ سكْرتي وقت السحر

    أتراني نسيت أن أجعل من عينيك معبدي

    وأبني بجانب ثغرك مذبحا للرب

    أتَمسَّحُ على عتباتها

    جانبٌ آخر يتناوله الشاعر (أحمد عثمان) في مجموعته (أرواح تائهة) ألا وهو الإرث والمورث الثقافي الاجتماعي بما يتضمنه من عادات وأعراف اجتماعية قبلية والحكم على الأنثى بأنها (الضلع القاصر) وتكبيلها بقيد الشرف و(غشاء البكارة) وكأن الشرف لها وبها تفتقد ومن دون أن يكون للذكر نصيبٌ منها، والمقطع التالي يتناول الموضوع بتلك الجرأة المعهودة لدى جيل الشباب عامةً والمعروف عنها التمرد والثورة على كل القيم الأخلاقية (البائدة)، فها هو يكتب:

    أرجوكَ قفْ مكانك لا تقتربْ

    أخاف على ذاك الغشاء

    أخاف على ذاك الذي من أجله أُنتهك

    .. أخاف إن اقتربت

    أن ترقبني بعض العيون

     

    أتريد أن أغدوا أمامهم يوما

    إنسانة فاجرة..

    وهكذا فلا مفر من الاعتراف بالواقع والبيئة الموبؤة والمكبلة للطاقة الكامنة في الجسد والروح والمقيدة للحركة وحرية المعنى والوجود وبالتالي عليك العمل على السطح والقشور ودون الخوض في الأعماق الإنسانية، لكن روح الشاعر (قلمه – كلمته) والمعروفة عنها التمرد والثورة على كل ما هو غير إنساني ومكبلٌ لها تأبى أن ترضخ لهكذا واقع وشروطها وبالتالي تحاول أن تخترقها بفتح كوات تتسلل من خلالها ضوء الشمس والحرية.

    وأخيراً بقي أن نقول أن الشاعر (أحمد عثمان) يضع وليده البكر بين يدي القارئ يهديه مشاعره وأحاسيسه ومعاناته؛ حيث معاناة الولادة هي الأقسى والألذ من بين كل ما يعانيه المرء خلال مسيرته الحياتية، وهو (الشاعر) لا يدعي أنه قدم الأفضل لكن يحق له أن يقول إنه قدم الصدق؛ صدق الكلمة والحب والمعاناة، ولا يطلب من القارئ إلا التعامل بود ودون حقد مسبق مع هذا الوليد الجديد.

     

    جندريسه – 2007

     

     

     

     

     

    187

     

     

     

     

     

    الزوج المخدوع ..

    ..المؤسسة الزوجية أولى مؤسسات التدجين!!

     

    الزوج آخر من يعلم؛ عبارة يتم ترديدها كثيراً في الشرق وذلك للكناية عن الزوج المخدوع في علاقته بالشريك، وطبعاً تقال في تلك الحالات التي تكون أحد الشريكين متهماً بالخيانة الزوجية وبالتأكيد عادةً يكون الزوج هو المعني أكثر بهذه المقولة؛ كون في الثقافة الشرقية خيانة الزوجة فقط تعتبر جريمة تعاقب عليها بالموت رجماً وقتلاً مادياً في الشرع والعرف الاجتماعي وقتلاً معنوياً في الحالات المدنية النادرة بينما خيانة الزوج هو عمل مشين في أسوأ الحالات وربما بعتاب من الأهل والأصدقاء يتم تجاوز الموضوع وتتطلب من الزوجة أن تسامحه كونه أرتكب طيشاً شبابياً .. بل وصل الأمر بالأولين أن صاغوا المسألة بنوع من الرجولة الذئبية وذلك عندما قالوا في المثل الكوردي الشهير في هذه الحالة (Gur bi parîkîzêdenamre) وبما معناه أن “الذئب لا يموت بلقمة أخرى”. وهكذا فالأنثى في العرف الاجتماعي الشرقي ليس أكثر من “لقمة سائغة” لذئبية الرجل وشهواته.

     

    لكن الذي تغافل الجميع عنه هو إن الكل يعيش حالة الخدعة تلك؛ ليس بمعنى أن الكل يخدع الكل في الشرق وبالتالي فالكل يرتكب فعل الخيانة الزوجية بحق الآخر، وإن كان ذلك صحيحاً في المستوى المعنوي الروحي ودون أن يتم تطبيقه مادياً وفعلاً على أرضية الواقع وإن كان موجوداً بكثرة في مجتمعاتنا، بمعنى آخر أن المؤسسة الزوجية تكبل الشريكين بأعراف وقيود وروتين حياتي بحيث يقتل أو يخمد على الأقل جذوة الحب في حياة الحبيبين وكم من قصص الحب الجميلة قد فشلت بعد الزواج وأنتهى بالطلاق أو النفور الروحي وحتى الجسدي، بل كل قصص الحب في التراث العالمي من (مم وزين) إلى (روميو وجولييت) هي تلك الحكايات العشقية التي لم تنتهي بالزواج وبرأينا المتواضع لو أنتهى تلك القصص بالزواج لكانت قد حكمت على نفسها بالفشل أو الاعتيادية ولم نكن لنقرأ عنها في روائع الأدب العالمي كما هي اليوم .. وبالتالي فإن القضية مرتبطة بهذه المؤسسة التي تسمى بالمؤسسة الزوجية أساساً، حيث يمكن اعتبارها أولى مؤسسات تكريس الهيمنة والخنوع والعبودية في شخصية الإنسان.

     

    وإنه لمن المعلوم أن تنظيم الأسرة جاء من خلال حاجة الإنسان إلى عدد من الأفراد لتأمين مستلزمات الراحة لهم وتحديداً من خلال تسيد الرجل على الواقع، وهكذا فقد هيمن الثقافة الذكورية في مراحل مبكرة من التاريخ البشري وبالتالي جعل المرأة والأولاد العناصر والأفراد الأكثر ضعفاً أتباع لسيادته هو ومن ضمن ممتلكاته؛ حيث يسخر جهودهم في العمل، بل كانوا يباعون ويشترون في أسواق النخاسة كأي ملكية أخرى وقد بقيت جذورها حتى في الديانات الكبرى ومنها الإسلام؛ حيث إحدى أشكال ملكية المرأة تكون بـ”ملك اليمين” وهي جارية تباع وتشترى وتعاشر كزوجة .. ولكن وبعد أن عرفت أو تعرفت مجتمعاتنا للحياة المدنية في العصر الحديث أزيل الظاهرة مادياً وبقيت معنوياً، حيث يمكن القول: بأننا ما زلنا أسيري تلك الثقافة البدائية والبدوية من علاقتنا مع الشريك وبالتالي فإن الكل “مخدوع” الزوج والزوجة والجميع يمارس نوع من النفاق في حياته الزوجية والأسرية، فكم هناك من شركاء حتى في السرير الزوجي يرتكبون الخيانة المعنوية مع الشريك وهم يستبدلونه بالحبيب

    188

    الآخر في الفعل الجنسي ومع ذلك نستمر في الحياة كون هناك أعراف وقيود أقوى من تلك المشاعر التي تحركنا بالواقع اليومي .. وربما الكثير منا يمتعضون من هذا البوح ولكن برأينا تلك هي الحقيقة العارية وعلينا الاعتراف بها؛ حيث كلنا هو “الزوج المخدوع”.

     

    كلمة أخيرة لجيل الشباب والفتيات: من أراد تغيير الواقع المأزوم عليه بالتغيير من أول مؤسسة للعبودية والاستعباد والخنوع وهي المؤسسة الزوجية .. وإلا فإن الواقع الإنساني سيبقى واقعاً فيه الكثير من الذل والنفاق.

     

     

    اللغة الكوردية

    ..معوقاتها وسبل الخروج منها؟!!

    يطرح الصديق Wael Moussa في تعليقه على بوستي السابق والمعنون بـ“الأصدقاء الفيسبوكيين” أسئلة مهمة بخصوص اللغة اكوردية ومعوقاتها ومشاكلها باحثاً عن الحلول والمخارج لهذه المعضلة الثقافية المهمة بحياة الشعوب حيث يكتب: ((لفت انتباهي فكرة الإهتمام باللغة وللأسف بعد أن كنت من المتشوقين جداً لتعلم لغتنا إلا أنني اليوم بدأت أنفر منها بشكل كبير بعد أن واجهت صدمات مخزية من حدة الانقسام في الجانب الثقافي اللغوي ولا أقول السياسي إنما الثقافي, كيف نتأمل وجود تقارب سياسي وتعايش وتقبل للرأي والرأي الآخر إن لم نكن قادرين على اعتماد لغة واحدة نقول أنها “اللغة الكردية“!!؟ اتمنى من المثقفين وأهل اللغة أن يفرغوا لها لبعض الوقت بدلاً من الساعات الطويلة على فيسبوك للمجادلات العبثية السياسية. كنت في الماضي احاول الاعتماد على بعض كتب تعليم اللغة الكردية ولم اتفاجئ من الفرق الكبير بين الكلمات المتداولة باللغة العربية في مناطق الجزيرة المختلفة عن محتوى الكتب, لكنني في كردستان العراق تعرفت بشكل أقرب للواقع بأن اللغة الكردية هي مجموعة لغات وليس لهجات كما قرأت عنها سابقاً وأنها وصلت لحد الفرقة بشكل الكتابة واللفظ والمعنى فماذا تبقى لنقول أنها لغة واحدة!؟ طرح أتركه لأهل اللغة الكردية على أمل أن يتفرغوا لهذا الجانب بعض الشيء)).

    وإن إجابتي له كانت كالتالي: الأخ والصديق Wael Moussa تحياتي لك عزيزي وأشكرك على المداخلة القيّمة والجميلة على البوست وبمناسبة حديثك عن اللغة الكوردية ومشاكلها ومعوقاتها فقد طرحت في إحدى زياراتي لإقليم كوردستان (العراق) على السيدة كوردستان موكرياني وكانت وقتها رئيسة كورى زانياري ولا أعلم إن كانت ما زالت في موقعها ذاك أم لا.. وكنت ضمن وفد رسمي من أجزاء كوردستان الأربعة وفي لقاء ومؤتمر حول الثقافة الكوردية وكان اللقاء في المجمع العلمي الكوردي من خلال زيارتنا له وأتذكر بأن من بين الحضور كان الأستاذ والصديق الرائع الدكتور معروف خه زنه دار وايضاً الأستاذ الدكتور جمال رشيد وآخرين ..وقد طرحت عليهم بحكم مجمعهم بالأساس يختص بالجانب اللغوي؛ بأن يقوموا بدعوة عدد من أصحاب الاختصاص في مجال اللغة الكوردية ومن أجزاء كوردستان الأربعة في ورشة عمل ثقافي لغوي بحيث يتم بحث ودراسة المشاكل اللغوية من حيث تعدد اللهجات والأحرف والقواميس إلا أن يتم صياغة نهائية لوحدة لغوية من حيث اعتماد صيغة ما هم يصلون إليها.. طبعاً الفكرة لقت الاستحسان من الجميع لكن ككل الأفكار التي تطرح بقيت بالأدراج صديقي.. وها نحن نعاني منها اليوم بحيث تصعب التواصل بين أجزاء كوردستان لغوياً وثقافياً.. مرة أخرى لك مودتي.

    189

    ملاحظة: قمت بنشر ملاحظات الصديق وائل موسى وأسئلته وكذلك إجابتي عليه من خلال هذا البوست لما رأيت للموضوع من أهمية وكم كنت أتمنى أن نناقش قضايانا ومشاكلنا اللغوية باللغة الكوردية ولكن وللأسف فها إننا نناقشها ونطرحها باللغة الأخرى وهذه بحد ذاتها مشكلة، بل أهم مشكلة في مجتمعنا وثقافتنا الكوردية والمرهونة لدى اللغات الأخرى ولذلك نأمل من كل المهتمين وخاصةً في الإدارتان الكورديتان في جنوب وغربي كوردستان؛ لما لديهما اليوم من إمكانيات وواقع سياسي جديد..الاهتمام والمزيد من الاهتمام والرعاية بالجانب اللغوي والثقافة الكوردية. وأخيراً إننا نأمل في نقاش واسع بهذا الجانب من كل الإخوة المهتمين وأصحاب الاختصاص وكذلك من القراء الأعزاء لنقف على الجانب الأساسي في تشكيل الأمم والشعوب، ألا وهو الجانب اللغوي.. ولا يسعني بهذه المناسبة إلا أن أحييّ كل الإخوة والأصدقاء والزملاء الذين يعملون ويكتبون كجنود مجهولينوللأسف في ثقافتنا وبلغتنا الكوردية، فلهم ولكم مني أجمل تقدير ومحبة وعرفان على جهودكم المباركة.

     

     

     

     

    المرأة الكوردية المقاتلة.

    ..عرفت العالم بمعاني البطولة والكرامة.

     

     

     

     

     

     

    ها هي القوات الكوردية؛ الكريلا والبيشمه ركة ووحدات حماية الشعب (YPG) تترجم للعالم؛ ماذا تعني المرأة المقاتلة وهي بذلك لم تدافع عن نفسها وشعبها فقط، بل برهنت للعالم بأن شعبنا يمتاز بخصوصية ثقافية في المنطقة والعالم الإسلامي وذلك من حيث الوعي الاجتماعي وامتلاك المرأة الكوردية لقدر وافر من الحريات وامتلاكها لشخصيتها المستقلة في المجتمع ..ومن هنا يمكننا القول: بأن ثورة شعبنا الكوردي في غربي كوردستان تميزت عن الكثير من ثورات الشعوب في العالم الثالث وهي تحمل أكثر من دلالة ومعنى؛ فهي من جهة ثورة شعب ضد الظلم والقمع وإرهاب الدولة ومحاولة إلغائه كحالة إثنية قومية مجزأة بين عدد من دول المنطقة الغاصبة للجغرافيا والتاريخ وبالتالي تحاول إعادة رسم الشخصية الكوردستانية وذلك على الرغم من الإدعاء بالمشروع الطوباوي للإخوة في إدارة الكانتونات وتحت مسمى “الأمة الديمقراطية” فإنه بات معروفاً للعالم أجمع بأن هناك في سوريا شعب كوردي وهو يتطلع إلى نيل حقوقه القومية المشروعة وللحقيقة والواقع وعلى الرغم من الجانب النظري والذي ينظّر لمفهوم الأمة الديمقراطية في المناطق الكوردية إلا أن كل الخطوات العملية على الأرض هي لتأسيس مشروع قومي كوردستاني.. وها هي قوات البيشمه ركة تدخل على الخط للدفاع عن جغرافية كوردستان كمثال عن وحدة القضية الكوردستانية وقد كانت آخر الخطوات بصدد تكريس الجانب القومي في غربي كوردستان هو ماقامت بها الهيئة التعليمية والتدريسية في المناطق الكوردية، بأن جعلت السنوات الثلاث الأولى من التعليم الأساسي باللغة الكوردية وذلك لكل المنهاج وبقناعتي هي خطوة جبارة في ترسيخ الشخصية الكوردية للكانتونات.

    190

    وكذلك فإن ثورة شعبنا في غربي كوردستان وفي الجانب الآخر منها هي ثورة ثقافية اجتماعية؛ بمعنى هي ثورة ديمقراطية تحررية مدنية وضد القيم والقناعات والأطروحات السلفية المتطرفة، فهي اليوم في مواجهة مباشرة مع أعتى القوى الظلامية التكفيرية في المنطقة ما تعرف بتنظيم الدولة الإسلامية “داعش” والتي باتت تهدد الجميع بمن فيهم الغرب وأمريكا وها هم الكورد وقواتهم العسكرية المختلفة تحارب وتدافع عن الجميع وعن قيم الديمقراطية والمدنية في مواجهة قيم التطرف والعنف والكراهية وذلك على طول حدودها والتي تتجاوز الألف كيلو متر، من مدينتي عفرين إلى السليمانية وإن ما يسطره الأبطال والبطلات من قواتنا الكوردستانية في كل من غرب وجنوبي كوردستان بات علامة ومفخرة لشعبنا والعالم، بل أصبحت رموز ونياشين قواتنا هي بمثابة أيقونات وقلادات تزين بها الماركات العالمية منتجاتها.. وهكذا فإنه يمكننا القول؛ باتت الرموز الكوردية تحل مكان الرموز القديمة وأبطالها الثوريين من غيفارا ومانديلا وهوتشي مين فها هو السيد أوجلان قد قارب مانديلا في سجنه وإن الرئيس بارزاني يسجل مواقف كوردستانية حقيقية وذلك من خلال مواقفه الداعمة لكل القوى والأطراف والأجزاء الكوردستانية وإن البطلة آرين ميركان ورفيقاتها ورفاقها من الكريلا والبيشمه ركة ووحدات حماية الشعب لا تقل ثوريةً وبطولةً عن الشخصية العالمية غيفارا .. فلهم جميعاً ولكل أبطالنا وبطلاتنا كل التقدير والتحية والمحبة وعلى الأخص المدافعين والمدافعات عن كرامة شعبنا في كل من شنغال وكوباني.

     

    ………………ولكم أيضاً أيها الأصدقاء والصديقات؛ الذين تجعلون من هذه الصفحة منبراً للتلاقي والحوار والدعوة لوحدة الصف الكوردي.. فلكم جميعاً مودتي وكل التحية والمودة أولاً وأخيراً لإبنة بلدي والتي شرفت العالم والمرأة ببطولاتها ودفاعها عن كرامة وحرية شعبنا الكوردي وكذلك لدفاعها المشرّف عن القيم النضالية والإنسانية في وجه القوى الظلامية والتكفيرية .. فلها منا كل الامتنان والعرفان..

     

     

     

     

     

     

     

     

     

     

     

     

     

    191

     

     

     

     

     

    المرأة ..

    ليست -متاع غرور- أيها المتحاذق!

     

     

     

    الحوار المتمدن-العدد: 5525 – 2017 / 5 / 19 – 20:34

    المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات

    كتبت يوم أمس بوستاً قلت فيه؛ “لا لتعداد الزوجات تحت أي (مبرر) حتى وإن كان انقراض الأمة الكردية”، طبعاً لست نادماً على كتابة ذاك البوست القصير، بل ما زلت واعياً لأبعاد ما قلت، بل وأؤكد هنا مرة أخرى على تلك المقولة، لكن ما فاجأني هو موقف عدد من الإخوة والأصدقاء الذين رفضوه، ليس لأنه تضمن مسألة “انقراض الأمة الكردية”، كون الجميع يعلم؛ بأن مسألة انقراض أمة ليس واقفاً على عدد الزيجات.. وأنا عندما وضعت ذاك الشرط فلكي أقول: إنني بالمطلق ضد تعدد الزيجات وليس لأنني “تابع للأمة الديمقراطية”، كما أراد البعض أن يتظارف أو يتفلسف متحاذقاً وليت لو كانت مجتمعاتنا الشرقية أن تكون قادرة على أن تجعلنا مواطنين في “أمم ديمقراطية” بدل أممكم الذكورية “الداعشية” المتوحشة!

    نعم وللأسف؛ فإن موقف البعض فاجأني وخاصةً تلك النخب الثقافية أو على الأقل تلك المحسوبة على النخب الثقافية والعلمية وهم يتهجمون بطريقة غير لائقة على البوست، بل ويحاولون التبرير لتعدد الزيجات وبطرق جد ساذجة وإن كان البعض التجأ لنوع من السخرية والاستهزاء و”خفة الدم” والعقل، لكن ورغم كل تلك الأساليب وبقناعتي؛ فإن الذين أيدوا ويؤيدون تعدد الزوجات هم ينطلقون من إحدى القناعات والمبادئ التالية:

    إما انطلاقاً من فكر ديني وموروث ثقافي إسلاموي وبالتالي فإنه يعتبر وبشكل ما جزء من مشروع وثقافة إسلاموية يحاول العودة بالمجتمعات إلى زمن الرسالة أو القبيلة وجعل المرأة “متاع غرور”!.

    192

    أو إنه ينطلق من حقد حزبي وخلاف سياسي مع الإدارة الذاتية وحزب الاتحاد الديمقراطي بحيث يرفض كل ما يصدر عن تلك المنظومة السياسية وهو بذلك يعبر عن قصور فكري وكذلك عن عقد نفسية بحيث يضحي بالقيم والأخلاق والمبادئ الاجتماعية المدنية في معمعة الخلافات الحزبية.

    وإما من خلاف شخصي وبالتالي هو يعبر عن سلوكية غير أخلاقية ويحاول فقط الإساءة لصاحب البوست ولأسباب جد شخصية كما قلت أو حقد تاريخي شكلت لديه عقدٍ ما.

    أو لعقد نفسية وغريزة جنسية حيوانية غير سوية وغير أخلاقية بحيث يسمح لنفسه وكأي ثور أو بعل أن ينكح ما يشاء من “النعاج” والإناث وهو بذلك لا يختلف بسلوكيته عن أي دابة أخرى على هذا الكوكب.. ولا مبرر للقول؛ بأنها جزء من ثقافة مجتمعاتنا وتقليد موروث حيث التقاليد تتطور وتتغير ولست هنا بصدد محاكمة الموروث، لكن علينا أن لا نورث ما هو سخيف وغير إنساني للأجيال القادمة.

     

    حيث دون تلك الأسباب السابقة وبقناعتي لا “مبرر” لأن يأتي مثقف ما ويدافع عن تعدد الزوجات وذلك مهما قدم من حجج وعلى سبيل المثال؛ “العقم أو المرض..” حيث عندها يمكن أن يلجأ لطلاق الأولى والتحرر من العلاقة الزوجية ومن ثم التفكير بإيجاد الزوجة البديلة، رغم أن كثير من الأزواج يتزوجون بأكثر من واحدة، ليكتشف بالأخير إن العقم منه وليس من زوجته.. وأخيراً أود طرح السؤال التالي: هل يعقل أن “يبرر” رجل حضاري أن يتشارك مع أكثر من امرأة في السرير والمشاعر، فأي عاقل يمكن أن يصدق أن هناك “عدل” بين الزوجات، يا رجل إن تعدد الزوجات هي جريمة بحق الإنسان والمشاعر والقيم والأخلاق المدنية الحضارية، فأي عدلٍ تكون في الجريمة .. أما أولئك الذين لجئوا إلى التشهير والتحقير أو السخرية والاستهزاء أو سيلجئون لها لاحقاً فبالتأكيد هم يعبرون عن تربيتهم وأخلاقهم وسلوكياتهم المبتورة ولا يستحقون أي رد أو التفاتة مني لهم ولكتاباتهم التي تعبر عن سويتهم الأخلاقية وذلك قبل أن تعبر عن مستواهم الفكري والثقافي!

     

     

     

     

     

     

     

     

     

     

    193

     

     

    المياه النظيفة.. والإصطياد فيه..؟!!

    …لن تصطادوا غير خيباتكم وتعودوا بخفي حنين.

    نود أن نقول من خلال هذا البوست لكل الذين يحاولون الإصطياد في المياه.. والتعليق على البوستات والمقالات التي ننزلها على صفحتنا أو المواقع الكوردية وذلك بهدف التشويه والتشويش أو من خلال العقلية المؤامراتية ومحاولاتهم الحثيثة باننا نتقرب من هذه الجهة أو تلك ولغايات في نفسنا والتي تفهم منها أخلاقيات الإرتزاق والنكاية والحقد والثأرية من الطرف السياسي الكوردي الآخر؛ بأنكم تحاولون الإصطياد في المياه النظيفة وبالتالي فسوف تعودون خالي الوفاض ولا تحملون غير خيباتكم وحقدكم وقلبكم الأسود حيث لا يمكن الإصطياد في المياه النظيفة كونها لا تحوي غير النقاء والصفاء.. وهكذا نقول لهم: كنا وما زلنا ننظر لقطبي السياسة الكوردية أربيل وقنديل على أنهما كتلتان سياسيتان تعملان لخدمة القضية الكوردية ولكن كل منها متحالفة مع محور سياسي دولي وإقليمي؛ حيث إقليم كوردستان(العراق) وعلى الأخص الحزب الديمقراطي الكوردستاني محسوب ومتحالف مع المحور الأمريكي الغربي وحلفائه في المنطقة مثل تركيا والدول الخليجية وبعض القوى والأحزاب السياسية كقوى 14 آذار اللبنانية، بينما الطرف الكوردي الآخر وهو العمال الكوردستاني فهو جزء من المحور الإيراني الروسي السوري وحلفائهم في المنطقة والعالم من دول وأحزاب سياسية كحزب الله اللبناني وبعض الدول الأيديولوجية مثل كوبا وكوريا الشمالية.. وغيرها.

    وإن موقفنا ذاك ليس بجديد وللذي يود التأكيد والتأكد منه فيمكنه العودة لمقالاتنا وكتاباتنا القديمة؛ حيث كتبنا وأكدنا على هذه القضية يوم كنا في المنطقة وحتى في إقليم كوردستان (العراق) وما زلنا نؤكده في كتاباتنا الحالية.. وهكذا وللأسف عندما نطرح أي موضوع للنقاش فإن البعض يأخذ بها وخاصةً أولئك المهووسين والمرضى النفسانيين من أصحاب نظريات المؤامرة بأن الهدف والغاية تتعلق بالمكاسب والإرتزاق والإتهامات والعمالة.. وإلى نهاية هذه الإسطوانة المعروفة.. ودون أي رادع أخلاقي وضميري وينسون أو يتناسون بأننا لا نكيل المدح المجاني لأي طرف وإلا لما خرجنا من إقليم كوردستان (العراق)ومؤخراً من سوريا .. وبالتالي فإننا نريد أن نهمس في أذن هؤلاء ونقول لهم؛ نحن ننظر للقوتين الأساسيتين في الحركة الكوردية قنديل وأربيل بأنهما قوتان كورديتان ولكن كلٍ منهما متحالفة مع محور سياسي إقليمي دولي فلا داعي للتخوين وكل تلك الأسئلة .. نقطة على الحرف وأنتهى.. .

     

     

     

     

     

     

     

     

     

    194

     

    أنا قرباطي

    في إشكالية ثقافة العنف وإلغاء الآخر.

     

    الحوار المتمدن-العدد: 5108 – 2016 / 3 / 19 – 07:58

    المحور: المجتمع المدني

    إننا ومن خلال البحث التاريخي عن جذور الأقوام والإثنيات ومراحل التطور وصراعهم وحروبها وما رافقتها من مآسي وكوارث وويلات سنجد تاريخاً نخجل أن نسميه بالتاريخ الإنساني الحضاري، رغم إنها الإصطلاح والمسمى العلمي لكل النشاط البشري لهذا الكائن الذي يعرف بـ”الإنسان”، ورفضنا السابق وإن كان في جزء كبير منه يعود لمسألة حجم العنف والمآسي والحروب التي أرتكبناها بإسم الحضارة، إلا أن في جزء منها يعود إلى قضية إستمراريتنا نحن البشر في إعادة التجربة/المأساة كل مرة ودون أن يردعنا رادع أخلاقي إنساني أو فكري ثقافي حضاري، تكشف لنا مدى وحشيتنا وجهلنا وحماقاتنا المتكررة؛ حيث وفي كل مرة نعود إلى إرتكاب (الجريمة) نفسها ودون الإستفادة من خبراتنا السابقة.
    كانت المقدمة السابقة ضرورية للوقوف على ما نود طرحه هنا؛ حيث “ثقافة العنف وإلغاء الآخر”، ليس فقط معنوياً سياسياً كما نراه اليوم في صراع الأجندات السياسية في الدول التي رسخت بعض التقاليد الديمقراطية، بل نعني به الإلغاء المادي للوجود وحياة الآخر؛ فرداً كان أم جماعة وقوماً، ليس فقط على المستوى التاريخي الماضوي، بل حاضراً راهناً حيث الصراعات والحروب الإقليمية، إن كانت بأسم الدين والمذهب أو بأسم القوميات والأيديولوجيات السياسية.. وما قضية الصراع في المنطقة ومنها سوريا، إلا جزءً من تلك الثقافة العنفية الإلغائية؛ حيث لا مكان للآخر في جوارنا (وحزبنا ودولتنا)، فإما الرضوخ لإرادتنا وأجنداتنا أو الموت له مادياً ومعنوياً.
    وهكذا فإن العالم والمنطقة شهدت وما زالت تلك الحروب والمآسي في “قصة الحضارة” والتي هي أكثر دموية ووحشية من قصة صراع الوحوش حيث تكون أسبابها غريزة البقاء وليس الإلغاء، بينما أكثر صراعاتنا كانت بسبب الأخيرة وليس الأولى والتي كانت تنحصر في صراع القبائل على الفوز بالواحات والحياة معاً. وبالتالي ونتيجةً لحماقاتنا التاريخية، فإن شعوباً وقبائل وأمم أندثرت في هذا (الصراع الحضاري) وهناك من تفوقت وسادت العالم وهناك من أذيقت الأمرين، لكن ما زالت باقية رغم ترنحها تحت وطأة وضربات الآخرين وبهدف إلغائهم وجوداً وحضارةً.. كذلك وبكل تأكيد؛ هناك بعض الأمم والشعوب عانت أكثر من غيرها من تلك الحروب والإبادات وربما يكون الكورد واليهود من بين تلك التي تعرضت تاريخياً للكثير من المجازر والإبادات؛ حلبجة والهولوكوست، لكن هناك شعب قد تعرض وما زال للكثير من الحروب والمجازر والإبادات، بل للإهمال والإلغاء القسري من الجميع وكأن هناك صكاً وإتفاقاً سرياً بين كل الأعراق في إلغاء هذا المكون البشري، ألا وهم (القرباط) أو “النور” والغجر.

    195
    وللوقوف على قضية وحجم مأساة هذا الشعب، علينا بدايةً أن نتعرف على جذورهم وجذور التسمية ومن أين أتوا ولما هم شعب بلا وطن.. وبخصوص القضية ورغم قلة المصادر وللأسف، فقد أستطعنا أن نقف على بعض الحقائق التاريخية عنهم، حيث كتب “محمد دفوني” مقالة بعنوان (غجر سوريا “القرباط”_ منشورة في موقع FOCUS حلب) يقول فيها؛ (هناك الكثير من الحكايات والقصص والأساطير التي نسجت عن الغجر وأصولهم ونشأتهم. يعتقد البعض بأن الغجر جاءوا من القارة المفقودة “اتلانتس” قبل اختفائها، ومكثوا في المنطقة الواقعة على مضيق جبل طارق حيث تعلموا كل فنون السحر ومن ثم انطلقوا في العالم كمجموعات لمعالجة الناس، وشفاء الجرحى بطقوس علاجية ودينية).
    ويضيف الكاتب نفسه (وهناك فرضية تقول إنهم طائفة “فارسية” يحملون اسم Athinganoi باليونانية، بمعنى لا يُلمسون، وهم من السحرة والمشعوذين والعرافات، كانوا قدِموا إلى Hellas اليونانية في القرن الثامن الميلادي. وهناك من يقول إنهم المصريون الذين لاحقوا اليهود وضلوا طريق العودة، ونظرية معاكسة تقول أنهم اليهود الذين هربوا من المصريين وتاهوا في الأرض. وفرضية أخرى تقول أنهم أحفاد جساس بن مرة البكري قاتل الفارس والشاعر الزير سالم. وفي كل هذه الفرضيات والروايات عن الغجر وأصولهم تظهر الفرضية الأكثر خيالاً، وهي أنهم مجموعة من “اللصوص والمتشردين” صبغوا جلودهم بعصير الفواكه ليأخذ اللون الكستنائي، وخلقوا لغة خاصة بهم من أجل حفظ أسرارهم. في المقابل، فإن الرواية الأكثر منطقية وأقرب للحقيقة، أنهم قبيلة أو مجموعة قبائل أتوا من الهند من منطقة اسمها “قرباط” للبحث عن المعيشة، أو هرباً من “البوذيين” إثر التصفية العرقية التي حصلت نتيجةاعتناقهم الإسلام آنذاك، بحسب بعض شيوخهم. ويقول هؤلاء الشيوخ أنهم يختلفون في أساليب معيشتهم وتقاليدهم في سوريا عن “الغجر” المعروفين في العالم).
    ويقول الكاتب وبخصوص إحدى أكبر المجازر التي تعرضوا لها في تاريخهم الحديث ما يلي: (وبالطبع، كانت الحادثة الأكثر انتشاراً حول “الغجر، هي “الهولوكست” التي نفذها النازيون بحق مئات الآلاف منهم في ألمانيا). أما تعدادهم السكاني في العالم، فتلك بحد ذاتها إحدى أكبر الإشكاليات كون لا قيود لهم ولا إستقرار ولا وطن ويقول كاتب المقال في ذلك؛ (وعلى الرغم من عدم وجود إحصائية دقيقة “للغجر”، إلا أنه تم إحصاء عددهم بعشرة ملايين في العالم، موزعين على مجموعتين رئيسيتين “الرومن والدومر”، ويفرع عن كل منهما مجموعات أصغر). وبخصوص اللغة والثقافة يضيف (وبالرغم من قلة عددهم إلا أنهم يملكون إرثاً فنياً كبيراً، ولهم بصمة واضحة في مجال الفن. جُمعت حكاياتهم وقيمهم في القصص “الغجرية” الأصلية. ولذا يظهر ألا لغة مكتوبة “للغجر”، وأنهم من الشعوب الشفهية، وكانوا يحفظون ذلك الإرث عبر أغانيهم وموسيقاهم التي تأثرت بطبيعة المجتمع الذي يقيمون ضمنه).
    إنها إحدى تراجيديات (الحضارة البشرية) حقيقةً، شعب تعداده السكاني يتجاوز العشرة ملايين بدون ملامح وهوية وطنية، بل ناس مشردين مهجرين في الشتات والغربة ويعاملون بأقسى ما يمكن من عنف مجتمعي لا يحقق لهم

    196

    أدنى درجات الكرامة اللائقة بالإنسان ككائن بشري، بل هي نظرة واحدة من الجميع على إنهم (لا يستحقون الحياة وغير جديرين بالإحترام)، ناهيكم أن يكون لهم وطناً حيث (القرباطي) وفي عرف الجميع هو “لص وحرامي ومشعوذ” وهذه النعوت والصفات السلبية دخلت حتى في ثقافاتنا الوطنية، حيث تجد في تراث شعوب المنطقة كل ما هو شرير من نصيب (القرباطي)، كما في الحكاية الكردية “Sinemaser bi düman” مع تلك المرأة (القرباطية) التي تزرع الإبر في جسد الفتاة “سينم” بطلة الحكاية.
    عودٌ على بدء؛ إن ما دعاني لكتابة هذه المقالة هي خروج بعض الأهل والإخوة من جيراننا من مواطني “معرة النعمان” وهم يحملون لافتة تحمل عنواناً عريضاً، ألا وهو؛ ((ومتى أصبح للقرباط وطن؟؟؟؟)) وفي إشارة إستفهام دالة ولو بطريقة عفوية غير واعية لوطن الكرد المقسم بين أربعة دول وأقاليم كردستانية حيث بالأساس الرسالة موجهة للكرد في صورة (القرباطي) الذي ((لا يحق أن يكون له وطن)). وهكذا وبإسقاط الحالة على الكرد يأتي العنوان الآخر وبنفس اللافتة وتحت العنوان الرئيسي ما هو التالي: ((فدرالية فاشية والحسكة حرة أبية)).. وهنا يكتمل المشهد؛ حيث الكردي هو (القرباطي) “المهجر المشرد اللص” والذي لا يستحق وطناً، إنها إحدى أقسى الصور التعبيرية عن ثقافة الإلغاء وعدم القبول بالآخر، بل وإحتقاره وإذلالاه والتي لها بكل تأكيد جذورها التاريخية والثقافية، حيث وللأسف؛ لو عدنا لصفحات التاريخ، لوجدنا إرثاً ثقيلاً من تلك الثقافة الحاقدة الإلغائية.
    وهكذا وبكلمة أخيرة وكخاتمة للموضوع والمقالة، فإنه يمكننا القول: بأن لا مشاركة ولا مواطنة ولا أخوة مع شعوب لا تحترم التنوع والإختلاف في جغرافية (وطنية)، بل إننا ومع هذا الإرث والثقافة الإلغائية الإقصائية سنشهد المزيد من الحروب والكوارث والمجازر بأسم الدين والوطن والقومية وغيرها من الأيديولوجيات والمسميات. وبالتالي فلن ينقذنا في المرحلة القادمة غير العيش في سجوننا الإقليمية المنغلقة، إلا أن نرتقي إلى مستوى البشر في العلاقة مع الآخر المختلف وربما عندها يمكننا الحديث عن شيء إسمه الوطن والمواطنة .. وإلى ذلك الحين، فإننا سنكون سجناء “فدرالياتنا الفاشية”!!

     

     

     

     

     

     

     

     

     

     

    197

     

    بوست ثقافي ..

    دعوة للجميع للمساهمة في جمع التراث.

     

    إنني في الثمانينات من القرن الماضي كنت عضواً في حزب الإتحاد الشعبي الكوردي ولإهتمامتي الثقافية الأدبية فقد ضممت لعدد من اللجان المهتمة بالثقافة والأدب داخل الحزب منها لجنة مجلة (STÊR) وكذلك لجنة اللغة الكوردية وغيرها.. وبعد إهتمامي بالجانب التراثي كجزء من الثقافة الوطنية فإنني أقترحت على مسؤولي في الحزب؛ بأن يقوم الحزب بجمع كل التراث والفولكلور الكوردي وذلك من خلال تعميم داخلي داخل الحزب بحيث تقوم لجان حزبية بتدوين وتسجيل ما يتم تداوله من قصص وأغاني في كل منطقة وهكذا يمكننا وخلال سنوات أرشفة معظم التراث الوطني لشعبنا، لكنني وللأسف تفاجئت بالرد القاسي والغبي والذي قال فيه؛ إن ضم عضو جديد للحزب أفضل من كتابة عدد من الكتب (أي يهمه العمل الجماهير والدعاية للحزب وضم المزيد من الأعضاء للحزب وذلك بدل الإنشغال بالتراث). وهكذا رفض الإقتراح بقرار تعسفي لمسؤول غبي لا يعرف ما معنى الثقافة والتراث.

     

    ولكن ورغم ذلك حاولت قدر الإمكان أن أعمل بهذا الجانب فكان كتابي السابق (Mihemed HENÎFÎ Û.. gurzekedîtirjizargotina EFRÎN ê) والذي ضم جزء يسير من التراث والثقافة الشفهية لشعبنا وبحكم غنى التراث الكوردي ويحتاج لجهود كبيرة وسنوات وكوادر متخصصة وعدد من العاملين بها؛ فإنني أدعوكم جميعاً لكل المهتمين على الأخص أن نقوم بدايةً بتدوين كل ما يمكن أن نصل إليه من أغاني وحكايات شعبية تراثية وكذلك الأقوال والأحكام واللعنات وكل ما يمت للتراث الشعبي حيث يعتبر التراث الشفهي الكوردي من أغنى الآداب الشعبية وذلك بحكم الواقع السياسي لشعبنا وظروف الإحتلال ومنعه من ممارسة حقه في التعلم بلغته الأصلية فكان الأدب الشفاهي تعويضاً أدبياً ثقافياً تعبيرياً عن ثقافة الأمة الكوردية.. وبالتالي أدعوكم أصدقائي إلى تشكيل ما يمكن تسميته نواة أو خلية ولجنة ثقافية تهتم بالتراث الشفهي الكوردي كخطوة أولية ومن ثم نقوم بتشكيل اللجان في المناطق والأقاليم الكوردستانية ولتكن بدايةً من مناطقنا الكوردية في غربي كوردستان.. وأرجو أن ألقى الإستجابة لكل من يود الإنضمام لهذا المشروع الثقافي مع المودة والمحبة لكم جميعاً.

     

     

     

     

     

     

     

     

     

    198

     

     

    حرية المرأة

    ليست دعوة للتعري!!

     

    للأسف البعض فهم كل ما تطرقت له من قضية الحرية والشرف والواقع الشرقي المأزوم وكأنه دعوة (للتعري)، رغم إنني أعود وأقول: بأن جسد المرأة ليس ملكاً إلا لصاحبتها وهي حرة أن تعريه أن تستره، كما لعلم الجميع بأن الحرية تولد من العقول والأدمغة النيرة وليس من الأجساد المزلطة أو المستورة حيث وللأسف حاول البعض تحريف كتاباتي السابقة بخصوص الموضوع، بل تحاذق البعض وتفلسف وهو يدعوني للمشي عارياً في شوارع سويسرا وهناك من طالبنا بقبول زواج الأخ من الأخت وإنني أقول لهؤلاء ما يلي:

     

    أولاً إنني أحاول أن أمارس الحوار الفكري على صفحتي وأعطي المجال للحوار بحرية للآخر، لكن بشرط الإرتقاء بذاك الحوار وليس بهدف الإساءة أو شخصنة المواضيع والتي يحاول البعض أن نذهب باتجاهها ومع ذلك سأقول؛ بأنني لا أدعو للتعري فتلك حرية شخصية حيث يبقى متروكة للفرد وإنني أحترمها للجميع حيث كما يحق لإحداهن التعري فإن من حق الأخرى أن تتحجب وقد وقفت بالضد من القرار الأوربي الذي منع الحجاب، إلا في حدود السلامة الأمنية.

     

    أما بخصوص زواج الأخ من الأخت فهي حالة شاذة في هذا الواقع وقد حرم أو منع لأسباب دينية عقائدية وتساندها بعض الأبحاث العلمية حيث زواج الأهل والأقرباء يعتبر سبباً لبعض الأمراض الوراثية، لكن لعلمك فقد عرفت المجتمعات القديمة زواج الأخ من الأخت ومنها المجتمع الفرعوني وإن كلمة أو مقولة أن تقول الزوجة لزوجها في مصر “يا خي”؛ أي أخي تعتبر ظلال لغوية لتلك المرحلة وكذلك ولعلمك وعلم الآخرين يعتبر زواج ابن العم من ابن العمة في المسيحية محرماً، كما زواج الأخ من الأخت وإن نظرة المسيحي للمسلم الذي يتزوج من ابن عمته مثل نظرة المسلم لذاك الأخ الذي تزوج بأخته!!

     

    والآن هل لاحظت مدى تأثير الثقافة الدينية والمجتمعية وإنعكاساتها على القيم الأخلاقية.. وأخيراً؛ حاول في المرات القادمة لا تشخصن المواضيع حيث إنني أناقش قضايا فكرية أحاول أن أقول من خلالها؛ بأن شرف الإنسان وكرامته يجب أن لا نحصره في جسد الأنثى، بل بقيم إنسانية نبيلة مثل الصدق والوفاء والمحبة والتسامح والطيبة والمروة والكرامة.. والخ، فهل وصلتك الرسالة عزيزي!!

     

     

     

     

    199

     

     

     

    رحيل أحد أطيب الآباء الجميلين

    “الشاعر محمد علي حسو”.

     

    عرفت الشاعر “محمد علي حسو” من خلال مجموعة النشاطات الأدبية والثقافية كأحد الآباء الذين يهتمون بالثقافة والأدب ولكنني تعرفت عليه عن قرب وكصديق عندما زارني عدد من المرات في بلدتي بجنديرس وهو يحمل عدد من الكتب ليوزعها على الأصدقاء والمهتمين بالثقافة الكوردية وحين عرفته وعرفت نقاؤه وطيبته وحبه وتفانيه في سبيل القضية حيث يمكنني القول؛ بأن كان أحد أنقى وأطيب من عرفتهم وهي ميزة لجيل الآباء والأجداد الذين تربوا وعاشوا على نبل الأخلاق الجميلة .. فدعونا نتعرف على بعض المحطات الأساسية لهذا الإنسان النبيل الذي ودعنا اليوم وترك مرارة وحزناً عميقاً لدى كل من عرفه صديقاً وشاعراً ووطنياً مخاصاً لكوردستان.

     

    ولد في قرية كريه موزا التابعة لمدينة عامودا في عام 1930 فعندما كان عمره سنة توفيت شقيقته الوحيدة غرقا، تزوج من زوجته الأولى عندما كان في الـ13 سنة من عمره وذلك كونه الابن الوحيد للعائلة.

     

    في عام 1960 واثناء تأديته للخدمة الإلزامية فقد أحد أبنائه حياته حرقا في سينما عامودا أثناء اندلاع الحريق وفي نفس العام الذي فقد فيه ابنه حرقا في سينما عامودا سجن في مدينة دمشق نتيجة لانتماءاته السياسية إضافة الى تعليمه للغة الكردية للعساكر الكرد أثناء خدمته الالزامية في الجيش ودامت فترة سجنه سنة والنصف في فترة حكم جمال عبد الناصر لسوريا.

     

    أحب كثيرا الشعر بسبب عذوبة صوت والده أثناء غنائه للمقامات الكردية الفلكلورية في المنزل لكن اباه امتنع عن ارسال ابنه الوحيد الى المدرسة للتعلم نتيجة للعادات السائدة في ذلك الوقت فتعلم الشاعر محمد علي حسو القرآن الكريم على يد ملا فتح الله.

     

    عندما كان الشاعر محمد علي صغيرا مع عائلته في عامودا ونتيجة لفقر العائلة اشترى الملا فتح الله منزل والده مع ابقاء العائلة في احدى غرف المنزل والغرفة الأخرى كانت مخصصة للملا فتح الله يعلم أطفال عامودا القرآن فكان محمد علي يتردد على الملا لتعلم القرآن.

     

    بدأ بإلقاء الشعر عندما كان في الـ 20 من عمره

    في الـ 20 من عمره اجتمع في مقهى هافانا بدمشق مع رفاقه السياسيين والشعراء أمثال أوصمان صبري ,جكر خوين ,دكتور نورالدين ظاظا ,شيار موكرياني شاعر جمهورية مهاباد وجمال نبز .. وهناك ألقى الشاعر محمد علي حسو أولى قصائده متغنيا بمدينة بورسعيد المصرية والتي حازت على إعجاب الجميع , حيث كان فيما قبل وبعد كتابته للقصائد يعود ويمزقها لعدم ثقته بنفسه لكنه بعد ذلك اليوم أصبح يحتفظ بأشعاره ويكتبها باللغة الكردية.

    200

    وقبل تلك التجربة وأثناء ذهاب محمد علي الى العاصمة دمشق للخدمة الالزامية انفصل عن صديقه صالح هفسنو الذي كان في مدينة قامشلو وكانت طريقة التواصل فيما بينهم عن طريق الرسائل التي كانوا يكتبوها على شكل أشعار موزونة باللغة الكردية وبأحرف عربية.

     

    بعد فترة طويلة من كتابة الشعر طبع اول ديوان له عام 1998

    وبعدها بفترة طويلة الى أن طبعت أولى دواوينه الشعرية على يد الشاعر فرهاد شلبي في مطبعة دمشق نظرا لإعجابه بأشعار محمد علي والذي كان قد اشترط أن يطبع له ديوانه الأول بشرط أن يخلو من أي موضوع سياسي فجمع الأشعار التي كتبت عن الحب ,الصداقة ,الخيانة والوطن دون ان يتطرق لموضوع سياسي.

     

    فكانت أولى دواوينه التي تنشر بعنوان ” نالين ” في عام 1998 وقد وصلت عدد القصائد في ذلك الديوان الى 96 قصيدة وبتواريخ مختلفة جمعت في ديوان واحد نظرا لوحدة الموضوع والشكل. وكانت من أروع قصائد حسو وأشدها أصالة في الفن والشاعرية قصيدته ” نالين” التي كتبت إثر فقدان ابنته نالين لحياتها في النضال التحرري الكردستاني.

     

    دواوين أخرى

    كما للشاعر حسو عدة دواوين أخرى منها زيلان 2004 , برخودان 2012 والتي أهديت الى أرواح شهداء حزب العمال الكردستاني ,دردى أزيتيه 2002. ويضم كل ديوان أشعار من تواريخ مختلفة من عام 1946الى أعوام 2012 ولكن تجمعها وحدة الموضوع ,الشكل والاسلوب وباللغة الكردية الفصحة.

    وصلت عدد قصائده المطبوعة الى ما يقارب 644قصيدة وحاز محمد علي حسو على جائزة جكر خوين للإبداع الشعري عام 2008 كما ذكر اسم الشاعر محمد علي حسو في الكثير من الكتب ومنها ” سيرة المناضل الكردي عثمان صبري لمحمد رشيد شيخ الشباب”.

     

    وأيضا جاء ذكر اسمه في كتاب “المرحلة النضالية الاولى من مسيرة البارتي الديمقراطي الكردي في سوريا منذ التأسيس وحتى الانقسام الأول 1957- 1965” لأنه كان شاعرا سياسيا من الدرجة الأولى كان يبحث في قضيته الكردية منذ أن كان عمره عشرون عاما حيث فتح عينيه وعرف قضيته تمام المعرفة أثناء تأديته للخدمة العسكرية الإلزامية. لم يتوقف نتاج محمد علي حسو الشعري خلال 67 سنة من فترة نضاله المستمر في سبيل قضيته الكردية وحتى الآن بل ما زال يكتب قصائده في جميع الأحداث المهمة التي تجري الآن على الساحة الكردية.

     

    ففي عام 2011 شارك في مؤتمر اللغة الكردية في مدينة عامودا وألقى كلمة الافتتاحية، كما له الكثير من القصائد عن قائد الشعب الكردي عبدالله أوجلان وخاصة عندما أسر في عام 1999 بعنوان “آبو”.

    وكتب قصائد عن المرأة الكردية المناضلة كقصيدة “سي جينين لهنك” التي كتبها عن المناضلة ساكينة جانسيز وليلى شايلمز وفيدان دوغان.

     

    ملاحظة؛ المقالة مأخوذة من صفحة CEP MEDIA والمنشورة بقلم ديلبر أحمد

     

     

     

     

     

    201

     

     

     

    كم أنت ثقيل أيها الحزن*

     

    هل يمكن أن نحس بآلام الآخرين ونكتب عنها كما هي آلامنا ، هل يمكن للمرء أن يترجم دمعة طفل وهي تنحدر على خده إلى حروف وجمل وهل يمكن لنا أن نرسم مرارة وحزن أم فجعت بولدها وبكرها وهل .. . أسئلة كثيرة وهي تسبح في فضاءات الحزن دون أجوبة ، وأعتقد إنه من الصعب ، بل المستحيل ، الإجابة على هذه الأسئلة قبل أن نكون متأكدين بأن الآخر كم هو قريباً منا وإلينا ، وكم نكون قد اكتوينا بنار تلك الجروح والدموع . فلا يمكن للمرء أن يكون ، على الأقل ، صادقاً إن لم نقل مبدعاً في كتابته عن تجربة – أي تجربة كانت – إن لم يعشها شخصياً .

     

    جاء مبكراً ورحل مبكراً ، هكذا عرفته وهكذا أتذكره . عندما أتاني للمرة الأولى برفقة زميل وصديق له ، نديم يوسف ، حاول أن يقول الكثير- الكثير من خلال صمته وبريق عينيه وهو يقرأ ملامح المكان . لقد فاجئني ثقافته وتواضعه في آنٍ معاً رغم سنوات عمره المتواضعة ، وعرفت عندئذٍ أنه قد اتخذ من الأدب “سلاحاً قبل أن يتخذها مهنة وحرفة” ، ولكن كان يريد أن يعرف كيف يستخدم “سلاحه” بحنكة ودون ضجيجٍ وشعاراتٍ جوفاء .

     

    رحيله المبكر وبتلك الطريقة التراجيدية ، قد خلف وراءه الكثير من اللامعقولية ، لامعقولية “القدر” ، ولامعقولية الفعل والكون ، وأيضا ً وحشية وهمجية الطبيعة وبرودتها تجاه الآخر وفي تعاملها مع المشاعر والأحاسيس . وعندما أتاني خبر نعيه حاولت أن أستمع إلى الكلمات وأرسم معانيها ولكنها كانت تفر مني وتحل محلها صورة ذاك الشاب الذي أتاني بزيارات متفرقة ليجبرني على أن أحبه وقد كنت سعيداً بذاك الحب والصداقة معه .

     

    إن المرء خلال حياته والمحطات التي يمر بها يلتقي بالكثير الكثير من الآخرين ، يستمر مع بعضهم ويفقد آخرين وينسى الكثيرين منهم . إلا أن هناك من يترك آثاراً عميقة في حياتك وذاكرتك ، إن استمروا بعلاقتهم معك أو برحيلهم عنك . وقد كان الراحل محمد بلال يوسف أحد هؤلاء الذين يخلفون تلك الآثار ، وليس على الصعيد الشخصي فقط وإنما برحيله نكون قد خسرنا وخسرت الثقافة الكردية أحد أبنائها وهو في بداية عطاءه ومشواره الإبداعي .

     

    (*) في رثاء الصديق الشاعر محمد بلال يوسف.

     

    جنديرس-2001.

     

    202

     

    مفاجآت الأصدقاء

    بالوفاء للذكريات والصداقة؟!!

     

     

     

    27 يوليو، 2014 · لوسرن‏ ·

    إن مناسبة كتابة هذا البوست كان له دافعان؛ أولاً ومن جانب أردنا أن لا تنقطع صلة التواصل بيننا على الصفحة كوني مشغول بكتابة بحثي عن شخصية صلاح الدين الأيوبي.. ومن الجانب الآخر كان نتيجة اتصال عدد من الإخوة والأخوات وخاصةً الموجودين في دول الجوار ومنها تركيا وإقليم كوردستان (العراق) تحديداً وهم يشكون من ندرة الأصدقاء والوفاء والأخلاق الكريمة، في وقت أن الشعب السوري عموماً وضمناً شعبنا الكوردي أحوج ما يكون إلى التعاطف والرحمة والتكافل وحسن الأخلاق والكرم والمروة .. ولكن وللأسف يبدو أن هذه الأخلاق باتت من “العملة النادرة”. ولذلك أعزائي.. سوف أذكر لكم حادثتين جرتا معي لعلى وعسى يخفف من بعض المعاناة لأولئك الإخوة والأخوات، والحادثتان جرتا معي في استانبول وللأسف وذلك على الرغم من استقبالي الأكثر من كريم، بل الاحتفاء بي من قبل صديق وخل وفي من كورد تركيا.. وإنني وبهذه المناسبة أتوجه له بكل الشكر والتحيات القلبية؛ إنه الصديق العزيز طيب تبه وهو ابن أخ الصديق والأستاذ إسحاق تبه وهو بالمناسبة استقبلني في عام 2008 ببيته ولمدة يقارب الشهر وذلك قبل توجهي لإقليم كوردستان (العراق) فراراً من الملاحقات الأمنية السورية وكذلك استقبلنا في رحلتنا الأخيرة؛ أنا وعائلتي وكذلك أختي وزوجها، وأيضاً لما يقارب الشهر، في بيته باستانبول.. فله ولزوجته السيدة أسما وللمشاكس سعفت؛ ابنهم مني ومن العائلة كل الشكر والعرفان والمحبة وستبقى ذكرى جميلة عن صداقة حقيقية وما أبدوه من كرم الأخلاق والمروة والشهامة.

     

    ولكن وعلى الرغم من هذه الذكرى العطرة عن الصداقة الحقيقية والوفاء؛ فإنني تعرضت لأسوأ موقفين يمكن أن تلقاهما من أصدقاء، وللأسف الاثنان من الوسط الثقافي والسياسي أو ما يمكن أن نقول عنها “النخبة”؛ كون أكثر علاقاتي وسط هذا الحقل وأحدهما من كورد سوريا ومحامي وناشط حقوقي وسياسي، أما الآخر فهو كاتب كوردي وله دوره، بل ويقود مؤسسة ثقافية؛ حيث الأول اتصلت به لآخذ منه رقم أحد المعارف، فكان رده علي بارداً لدرجة إنني سألته هل عرفني من صوتي أم لا وعندما كانت الإجابة بنعم قلت يجوز الرجل في موقع ومكان وموقف لا يستطيع أن يأخذ راحته بالحكي معي فقلت: “أوكى صديقي.. يبدو إنك في مكان أو اجتماع ولا يمكنك أن تأخذ راحتك بالحكي معي لذلك راح اتصل بك في وقت تاني”. لكن إجابته صعقتني حقيقةً وذلك عندما قال لي: بأنه في البيت. وهنا لم أتحمل الموقف أكثر حيث أفرغت عليه جام غضبي؛ كوني كنت في حالة غير مستقرة ومرتبك بأنني كيف سأرتب بعض الأمور والأوراق وأنا على طريق سفر وبحاجة لتلك المكالمة ولبعض الأوراق وكشفت له كم هو صغر بعيني بهذه المكالمة وإنني لا أطلب منه أي مساعدة كأن يؤوينا في بيته مثلاً أو إني سأطلب منه فلوساً .. ومن ثم أغلقت الموبايل.
    أما الموقف الآخر والذي هو أسخف من الأول، فقد كنت مع الصديق طيب تبه؛ مضيفي.. نمشي بشارع من شوارع استانبول وبالصدفة التقيت بأحد “الأصدقاء الكتاب” كاتب كوردي معروف من تركيا ويقود مؤسسة ثقافية كبيرة، كما قلت والمحرج بالموضوع أكثر أن صديقي يعرفه وإنني في أحاديثنا قد ذكرت له وأكثر من مرة بأننا أصدقاء أعزاء.. وهكذا وعندما التقينا بالشارع ثلاثتنا هممت بالركض نحوه واحتضانه ولكن رأيت الرجل يريد أن يمر ومن دون أن يسلم حتى.. وحين ذاك كنت قد اعترضت سبيله ولم يكن قد بقي المجال لأتفاداه وكأنني لا أعرفه. وهكذا هو الآخر أجبرني أن أسأله وأنا أرسم ابتسامة صفراء على وجهي أخبأ بها خيبتي وخجلي أمام صديقي طيب والأكثر من طيب اسماً وفعلاً وأنا أقول له: يبدو إنك لم تعرفني.. لكن وقاحة الرجل كانت أكبر من وقاحة الأول حين رد وبكل برود: بلى أنت فلان .. هنا فعلاً بدأ العرق يتصبب مني خاصةً عندما مد بده وهو يقول: عندي شغل ودون أن يقول ما أخبارك أو متى وصلت إلى إستانبول .. طبعاً ما راح يقول؛ يلزمك خدمة بهي الحالة. حينها وكما يقول المثل الكوردي وبما معناه: حاشانا من القول والفعل؛ رأيت نفسي وراء … لقد وقفت لدقائق دون حراك

    203

    وأنا أراقبه من الخلف وهو يغادرني ودون أن يكون لي القدرة بالنظر في عين صديقي الذي يرمقني. لكن كانت تلك لحظات وليس إلا حيث بابتعاده بخطواته تلك عني كان يصغر أكثر فأكثر بعيني.. وهنا كان صديقي الحقيقي يقف شامخاً بجنبي وهو يبتسم ويدعوني للسير قدماً.

     

    ملاحظة: إنني كتبت هذا البوست وذلك في محنة وظروف السوريين الحاليين وخاصةً كما قلت الذين في الشتات والمهجر وتحديداً في إقليم كوردستان (العراق) وتركيا وذلك لعلى نذكر الإخوة في البلدين المذكورين بأن لا ينسوا بأن هؤلاء المشردون هم إخوتهم وهم يمرون في ظروف صعبة وأنهم هم أنفسهم قد مروا بهكذا تجربة سابقاً.. ولذلك فإن مد يد المساعدة والعمل النبيل والأخلاقي إن كان مادياً أو معنوياً هو واجب أخلاقي وأخوي وإنساني.

     

     

     

     

     

     

     

     

     

     

     

     

     

     

     

     

     

     

     

     

     

    204

    الوثيقة السياسية

    لضمان حقوق المكونات القومية والدينية في كوردستان

    نحن أعضاء المجلس الأعلى للاستفتاء في كوردستان باعتبارنا ممثلي معظم الأحزاب الكوردستانية، انطلاقاً من ايماننا بأن كوردستان العراق وطن الجميع من كورد وتركمان والكلدان السريان الآشوريين والعرب والأرمن، ومن مسلمين وايزيديين ومسيحيين وكاكائية ويهود وزرادشتيين وصابئة مندائية والشبك، وفي الوقت الذي نستذكر الاضطهاد والاستبداد والمآسي التي تعرض لها شعب كوردستان بكافة مكوناته منذ عقود، وإدراكاً منا بأن القضاء على تلك المآسي لا يمر إلا عبر القضاء على التمييز والاضطهاد القومي والديني والطائفي وتعزيز حقوق الانسان والحريات الأساسية واحترامها دون تمييز بسبب العرق أو اللغة أو الدين أو المعتقد، وتكريماً لأرواح شهدائنا من أجل التحرر والقضاء على التمييز، واستلهاماً من روح التسامح والتآخي وقبول الآخر التي يتحلى بها شعب كوردستان، وايماناً منا بحقوق الانسان الأساسية وبكرامته وقيمته وبالحقوق المتساوية للشعوب صغيرها وكبيرها، واسترشاداً بالمباديء التي تتضمنها الاتفاقيات الدولية حول احترام حقوق الأقليات القومية والدينية واللغوية وحمايتها وتنميتها، وايماناً منا بأن تتمتع المكونات في كوردستان بحقوقها على أسس ديمقراطية وسيادة القانون والعدالة سيسهم في تعزيز الأمن والسلام ليس في كوردستان وحسب، بل وفي المنطقة والعالم أيضاً، لكل ذلك قررنا تنظيم العلاقة بين المكونات والدولة على الأسس الآتية:

    المادة (1): الإقرار بالتعددية القومية والدينية والمذهبية والثقافية للمجتمع الكوردستاني وضمان حقوق جميع المكونات على أساس المواطنة والمساواة ومراعاة الخصوصيات الدينية والعقائدية وممارسة الشعائر والطقوس والحفاظ على دور العبادة والعناية بها.

    المادة (2):

    أ. ضمان الحقوق القومية والثقافية والإدارية للتركمان والكلدان السريان الآشوريين والعرب والأرمن، بدءاً بالإدارة الذاتية والحكم الذاتي واللامركزية وصولاً الى الفدرالية في مناطق المكونات التاريخية استناداً لإحصاء عام 1957.

    ب. ضمان حقوق المكون الايزيدي بالإدارة الذاتية والحكم الذاتي واللامركزية وصولاً الى الفدرالية في مناطق ذات الكثافة السكانية للمكون، وينظم ذلك بقانون.

    المادة (3): ضمان التمثيل العادل للمكونات في المجالس المنتخبة التشريعية والأجهزة الإدارية والسلك الدبلوماسي والهيئات المستقلة وينظم بقانون.

    المادة (4): ضمان تمثيل المكونات القومية والدينية في المحكمة الدستورية العليا حسب المؤهلات التي تقتضيها القواعد العامة.

    المادة (5): ضمان مشاركة المكونات القومية والدينية في المؤسسات التنفيذية والمناصب السيادية وفي المنظومة الدفاعية وقوى الأمن الداخلي وقوات البيشمركة حسب القوانين النافذة.

    المادة (6): اعتبار اللغات الكوردية والتركمانية والسريانية والعربية والأرمنية لغات رسمية في كوردستان وينظم ذلك بقانون.

    المادة (7): يرمز علم كوردستان وشعاره ونشيده الوطني الى المكونات وينظم بقانون.

    المادة ( 8 ): تنظم الأعياد والمناسبات القومية والدينية والعطل الرسمية للمكونات بقانون.

    المادة (9): تكفل الدولة حرية المعتقد وممارسة الشعائر والطقوس الدينية لكافة المكونات الدينية.

    المادة (10): لأتباع المكونات الدينية غير المسلمة إتباع الأحكام الخاصة بأحوالهم الشخصية عبر تشكيل محاكم المواد الشخصية وعدم فرض أحكام ديانة على أتباع ديانة أخرى.

    المادة (11): إزالة ومنع التغيير الديموغرافي في مناطق المكونات التاريخية استناداً لإحصاء 1957 منذ تأسيس الدولة العراقية وإزالة المظالم وآثار الإبادة الجماعية التي تعرض لها الكورد الايزيديون والكلدان السريان الآشوريون والتركمان وسائر المكونات الأخرى وتنمية المناطق التي تعرضت الى الدمار وتعويض الأضرار الواقعة.

    205

    المادة (12): ضمان حق إنشاء المجالس والرابطات والجمعيات والمنظمات والأندية الخاصة بالمكونات.

    المادة (13): تلتزم الدولة بحماية وإحياء المواقع الأثرية والحضارية والدينية لكافة المكونات.

    المادة (14): تدرج في مناهج التربية والتعليم تاريخ المكونات ومفاهيم التسامح والتعايش وقبول الآخر ورفض ثقافة الكراهية والتمييز، وكل ما يؤدي الى العنف في الفكر والممارسة.

    المادة (15): مشاركة ممثلي جميع المكونات القومية والدينية في صياغة دستور الدولة.

    المادة (16): يتم تنفيذ مواد هذه الوثيقة مع تفعيل أول دورة برلمانية في كوردستان بعد صدور الوثيقة.

     

     

     

     

     

     

     

     

     

     

     

     

     

     

     

     

     

     

     

    206

    كلمة مختصرة

    مع حضور العام الجديد!!

     

    الحوار المتمدن-العدد: 5390 – 2017 / 1 / 2 – 00:06

    المحور: القضية الكردية

    للأسف إننا ندخل عام 2017 وبلدنا وشعبنا ومنطقة الشرق الأوسط عموماً تعاني الكثير من الجراح والأزمات والصراعات والتصدعات الداخلية حيث الحرب في العراق وسوريا مع المزيد من الضحايا والقرابين التي تسقط ومنذ سنوات في قتالٍ متوحش بين هويات متصارعة عدة “طائفية مذهبية” وكذلك أقوامية عرقية، ناهيكم عن الصراع الداخلي بين جماعات الطرف والمكون المجتمعي الواحد حيث الانقسامات الحزبية الميليشاوية ومحاولة كل طرف للهيمنة وبسط النفوذ ليعيد إنتاج دولة الاستبداد بلونه وأيديولوجيته الخاصة؛ دينياً عرقياً عقائدياً.
    طبعاً الوقوف عند سوريا والعراق لا يعني بأن الدول والجغرافيات الأخرى بخير حيث ومن خلال إلقاء نظرة سريعة على مجمل أوضاع المنطقة وبلدانها، فإننا سوف نجد عدد من الصراعات ومناطق التوتر بين الجماعات والمكونات الاجتماعية التي تشكل هويات هذه المنطقة الجغرافية حيث وابتداءً من الصراع الطائفي التاريخي في لبنان وانتهاءً بالصراع الكوردي مع الدول الغاصبة لكوردستان ومروراً بالصراعات الجهوية والحزبوية وويلات وكوارث الفكر الاستبدادي عموماً، ناهيكم عن الصراع الإقليمي والذي تم إخراجه من القمقم مع ما عرف بـ”الربيع العرب” حيث انقسام المنطقة بين معسكري (السنة والشيعة) ليكون النفط مقابل لسلاح شرياناً للغرب والروس والأمريكان ولقرن آخر.
    وهكذا فإننا نلاحظ بأن صراعاتنا الداخلية تعتمد على قضيتين أساسيتين وهما؛ حجم التدخل الدولي والإقليمي في المنطقة وصراعاتهم على النفوذ والهيمنة رعاية لمصالحهم الأمنية والاقتصادية، لكن السبب الآخر والمحرك للسبب الأول نفسه وبقناعتي هو الكامن في قضية الانتماء لهويات جزئية متصارعة داخل الجغرافية أو ما يعرف بالوطن الواحد بمعنى أدق؛ إن انتماءاتنا هي لتلك الهويات (الجزئية) وليس للوطن كهوية كليانية يضم مختلف أبنائها من المكونات المجتمعية للبلد الواحد وطبعاً ذلك يعود لحالة الغبن والقهر التي تشعر بها بعض المكونات نتيجة هيمنة أحد الجهات أو الأطراف الأقوامية أو الدينية المذهبية بحيث يتم مصادرة الوطن والوطنية لحالة جهوية فئوية ويصبح للجهات والمكونات الأخرى أي الوطن دولة قهر واحتلال واستبداد وهكذا يتحول الانتماء من الهوية الكلية للوطن إلى هويات (جزئية) متصارعة داخل الوطن.

    207
    وبالتالي فإن الإشكالية تكمن في قضية الحقوق والمصالح والامتيازات التي تحدد انتماءاتنا حيث وعندما تشعر بعض الفئات المجتمعية بأن الوطن مصادر لجهة وطرف ما وأصبح كـ”البقرة الحلوبة” لهم وبالمقابل هم ليسوا إلا عبيداً في تلك الجغرافية التي تحولت لسجن كبير أكثر من مفهومها لوطن سيادي، وبالتالي فإنهم وبكل تأكيد سيحاولون هدم ما هو منجز داخله كونه منجزاً وامتيازاً لفئة وجهة سلطوية وهو بالتالي يهدف من وراء ذلك إلى هدم بعض مكاسب تلك الجهة النافذة.. وهكذا ولكي نبحث عن الحلول الحقيقية لوقف نزيف الدم ونحد من الصراعات الداخلية علينا أن نغيّر من قناعات الأفراد والجماعات والمكونات الاجتماعية داخل هذه الجغرافيات بحيث يكون الولاء والانتماء للوطن وذلك قبل أن يكون الانتماء للهوية الجزئية؛ بمعنى أن أجد نفسي سورياً قبل أن أكون كوردياً أو عربياً، مسيحياً أو مسلماً، سنياً أو شيعياً علوياً درزياً.. فهل أوطاننا ومجتمعاتنا قادرة على تحقيق تلك المعادلة الوطنية؟!
    سؤال سيبقى في جعبة الجماعات الميليشاوية الحزبية، لكن وقبل ذلك فإن تلك الإجابة هي رهن بالمراحل التاريخية المقبلة وقدرة شعوبنا على تجاوز الثقافة الماضوية القائمة على إلغاء الآخر.

     

     

     

     

     

     

     

     

     

     

     

     

     

     

     

    208

     

     

     

     

    أضف تعليق