كوردستان مستعمرة أم مستعبدة دولية ، بير رستم ، مقالات وقراءات فكرية

39467402_312784109476941_1769620435411927040_n

لتحميل الكتاب:
https://www.4shared.com/web/preview/pdf/IfiW3Ox5da
أو من هنا:

لقراءة الكتاب تابع للأسفل:

اسم العمل : “كوردستان مستعمرة أم مستعبدة دولية

اسم المؤلف : بير رستم

نوع العمل : مقالات وقراءات فكرية

رقم التسلسل :60

الطبعة: الطبعة الالكترونية الأولى16أيلول – 2018م

تصميم وتنسيق ومراجعة : ريبر هبون
الناشر: دار تجمع المعرفيين الأحرارالالكتروني

جميع الحقوق محفوظةللمؤلف

حقوق نشر الكتاب محفوظة للمؤلف والنسخة الالكترونية ملك لدار تجمع المعرفيين الأحرار الالكتروني

https://reberhebun.wordpress.com/

لنشر أعمالكم يرجى الاتصال بـ :

reber.hebun@gmail.com

 

 

 

 

 

2

 

 

بير رستم

 

 

 

كوردستان مستعمرة أم مستعبدة دولية

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

مقالات وقراءات فكرية

3

 

الإهداء

………… إلى إبنتي إستر

التي تحاول أن تتأقلم مع ذاتها مجدداً

4

مقدمة وتوضيح

يقول الدكتور إسماعيل بشيكجي عن وضع الكورد وجغرافيتهم في كتابه المعنون؛ (كوردستان مستعمرة دولية) بأن ” لا يماثل الوضع السياسي في كردستان وضع المستعمرات، كما لا يماثل الوضع في أشباه المستعمرات، فهو أدنى حتى من مستوى المستعمرة. وللشعب الكردي وضع لا يماثل وضع الشعب المستعمر. فالوضع السياسي لكردستان وللشعب الكردي أدنى بفارق كبير من وضع المستعمرات. وليس لكردستان وضع سياسي محدد، كما لا تتمتع بأية هوية سياسية. والأكراد شعب يريدون له أن ينحط إلى مستوى العبودية وتدمر هويته. وبكلمة أوضح يراد له أن يختفي من سطح الأرض بحضارته ولغته. والهدف النهائي أن يفنى هذا الشعب ويختفي من الوجود..” ويستخلص بالأخير ليقول لنا الكاتب؛ “.. هذه هي الحالة الفعلية التي نجمت عن تجزئة كردستان وتقاسمها. إن سياسة “فرّق – تسد” تحمل مزايا كبيرة للذين يمارسونها. وإن استغلال ثروات كردستان كمستعمرة مشتركة إنما يشجع التعاون فيما بين الدول التي تقتسمها”.

لكن ونحن نقرأ ونرى مواقف العديد من رموز المعارضات السياسية وذلك من دون النظم السياسية الحاكمة والمستبدة نعم.. إن مواقف هؤلاء الشركاء في الجغرافية السياسية وقبل أن يكونوا شركائنا السياسيين وذلك من الشعوب الثلاث العربية والتركية وكذلك الفارسية يدفعنا لأن نقول للأستاذ الجليل: عفواً سيدي لقد أخطأتم في قراءتكم تلك؛ فإن كوردستان ليست بمستعمرة دولية فقط.. ولكنها مستعبدة دولية وإننا نهدي هذا المصطلح الجديد لبعض “رموز” المعارضة السياسية السورية ومنهم على سبيال المثال لا الحصر، كل من: الطبيب كمال اللبواني وهيثم المالح.. وأخيراً الكاتب الساخر حكم البابا ونقول: بارك الله لكم السيادة والقيادة.. والعروبة؛ فإنكم لستم بأفضل من النظام في قراءتكم للواقع السياسي السوري عامةً والكوردي على وجه الخصوص، بل إنكم تلاميذ نجباء للفكر البعثي العفلقي القرووسطي والذي لا يجد في الآخر غير إنه تابع وعبد ذليل يخدم سيادة القوم والسلطة والدولة العروبية السورية..فبأسٌ لهكذا عقلية معارضة وتدعي الديمقراطية وبكل أسف يا حيف يا بلدي.

بير رستم

 

5

كردستان والاستعباد الدولي

القضية الكوردية

تعقيداتها وآفاق الحل السياسي

تعتبر القضية الكوردية واحدة من أعقد القضايا الدولية في العصر الحديث وذلك لأسباب عدة ذاتية داخلية وأخرى تتعلق بالعوامل الخارجية الموضوعية؛ حيث من جهة العامل الداخلي الذاتي هي قضية إنسانية حقوقية لشعب تتجاوز أعداده حسب التقديرات الأخيرة (40) أربعون مليون نسمة ويعيشون على مساحة جغرافية تقدر بـ(500) ألف كم2 ومقسمة بين أربعة دول تعتبر غاصبة للقضية والجغرافية ألا وهي (سوريا، تركيا، إيران وأخيراً العراق وذلك على الرغم من تمتع الإقليم الكوردستاني فيه بالإدارة الذاتية الفيدرالية). وهكذا فإن الشعب الكوردي يعتبر من أكبر شعوب العالم سكاناً ومساحة جغرافية والذي ما زال محروماً من هويته الاعتبارية في دولة ذات سيادة سياسية كاملة على أراضيها، رغم تمتعه في الفترة الأخيرة ببعض حقوقه الثقافية والسياسية وبنسب متفاوتة وذلك حسب ظروف كل دولة والإقليم الكوردستاني الملحق به؛ حيث الفيدرالية كما سبق وذكرنا في الإقليم الكوردستاني (العراق) واليوم ونتيجة الصراع الداخلي في سوريا هناك (الكانتونات الكوردية التلاث؛ عفرين، كوباني، الجزيرة) و”الإدارات الذاتية الديمقراطية”.. أما في كل من تركيا وإيران ورغم حصول الكورد في الإقليمين على بعض الحقوق الثقافية، لكن هي ليست بالمستوى المطلوب واللائق بقضية أرض وشعب، بل إنها دون حقوق أقلية عرقية تعيش في بلدٍ هاجرت إليه، خاصةً إذا علمنا بأن الدولتان المذكورتان تغتصبان أكبر إقليمين كوردستانيين؛ حيث مجموعهما يبلغ حوالي (330) ألف كم2 من مساحة كوردستان.
وهكذا فإن حل هذه المسألة (القضية الكوردية) متعلقة بظروف وتقاطعات مصالح الدول الغاصبة لكوردستان مع بعضها، من جهة، ومن الجهة الأخرى مع مصالح الدول الخارجية وخاصةً الكبرى منها، ولذلك فهناك تدخلات إقليمية ودولية عدة في المسألة الكوردية وقد وجدنا قديماً وحديثاً معاهدات واتفاقيات مختلفة بخصوص القضية وعلى سبيل الذكر وليس الحصر؛ اتفاقية قصر شيرين بين كل من الدولة الصفوية والدولة العثمانية في 17 مايو 1639 والتي قسمت مما قسمتها من جغرافيات كانت جغرافية كوردستان بين الدولتين ثم كانت الاتفاقيات الدولية الجديدة مع الاستعمار الغربي وذلك إثر الحرب العالمية الأولى ومنها سايكس بيكو 1916، معاهدة سيفر 1920، لوزان 1923 والتي أعادت تقسيم كوردستان وفق الخارطة الحديثة بين الدول الأربعة الغاصبة وكذلك هناك الأحلاف والاتفاقيات الأمنية بين هذه الدول الغاصبة وحلفائها مثل حلف بغداد 1956 وأخيراً وليس آخراً اتفاقية أضنة 1998 بين سوريا وتركيا.. وهكذا فإن إشكالية القضية الكوردية من التعقيد ما يجعل حلها والوصول إلى تفكيك عقدها ليس بالأمر السهل والهين؛ حيث لها امتداداتها الإقليمية والدولية.
ولكن ورغم كل تلك التعقيدات السابقة وما يضاف إليها من انقسام سياسي كوردي بين أكثر من محور وقطب سياسي وعلى الأخص المحورين الدوليين وامتدادهما الإقليمية، ألا وهما؛ المحور الروسي الإيراني السوري، من جهة، والآخر؛ الأمريكي الغربي والمرتبط به كل من تركيا وعدد من دول الخليج العربي وعلى رأسها السعودية.. وبالتالي ارتباط وانقسام الكورد بينهما؛ حيث يرتبط مع هذا المحور الأخير كما هو معلوم الحزب الديمقراطي الكوردستاني (العراق) والأحزاب الكوردستانية المرتبطة به في الأجزاء الأخرى من جغرافية الوطن المقسمة، بينما يرتبط كل من منظومة العمال الكوردستاني وأحزابها وفروعها وكذلك بعض الأحزاب السياسية الكوردستانية الأخرى وعلى رأسها الاتحاد الوطني الكوردستاني (العراق) بالمحور والقطب الآخر؛

6

الروسي الإيراني. وهكذا يضاف عامل الانقسام السياسي بين أطراف الحركة الكوردية نفسها إلى مجموعة العوامل المتعددة والتي تجعل من القضية الكوردية من أعقد القضايا الدولية.. وإضافةً إلى ذاك؛ هناك التداخل العرقي (القومي) في عدد من المناطق الجغرافية لكوردستان وخاصةً المتاخمة للشعوب الأخرى وكذلك مشاريع الاستيطان في كوردستان من تعريبٍ وغيرها.. ناهيك عن المشاكل والقضايا الاقتصادية ومصالح الدول الإقليمية والدولية المرتبطة بها وبتلك المشاريع وذلك من قضية النفط والإنتاج والتسويق وكذلك مسألة المياه، حيث تعتبر كوردستان مصدراً، بل خزاناً شرق أوسطياً لهاتين الثروتين الحيويتين؛ حيث أكبر حقول النفط وأكبر نهرين هما في كوردستان مما تجعلها مطمعاً لكل القوى والدول في العالم والمنطقة.
وبالتالي فإن حل القضية الكوردية تتطلب حل عدد من القضايا في المنطقة والعالم والحصول على مجموعة ضمانات بين تلك القوى والمحاور السياسية للتوافق على مخرج وحلول سياسية مناسبة للمسألة الكوردية.. وربما نلاحظ بأن هناك ملامح وبوادر للوصول إلى صيغة تفاهمية ما بين تلك الدول وعلى الأخص مما هي في المحور الغربي الأمريكي؛ حيث نلاحظ تقارباً تركياً كوردياً (إقليم كوردستان العراق) من جهة وكذلك حواراً تركياً مع زعيم حزب العمال الكوردستاني؛ السيد عبد الله أوجلان لوضع صيغة أو مخرج للقضية الكوردية مما جعلت تركيا ولأول مرة تسمح لحزب كوردستاني بالعمل والترخيص لها على “أراضيها” وكذلك انفتاحها على المسألة الكوردية عموماً وحتى إرسال بعض الاشارات الضمنية رسالة الناطق باسم حزب العدالة والتنمية مؤخراً وبأن لا مانع لدى تركيا بإقامة دولة كوردية على حدودها وتكون “منطقة جغرافية تابونية” عازلة بينها وبين العالم العربي والحركات الجهادية و”دولها السلفية”، وكذلك ومن سجنه في إيمرالي فقد بعث رئيس حزب العمال الكوردستاني برسالة إلى الحزب وجماهيره وعموم الشعب الكوردي وهو يقدم رؤيته في عدد من القضايا ومنها مسألة الدولة الكوردية القومية وموافقته المبدئية عليها، رغم إنه صاحب المشروع الديمقراطي الكونفيدرالي الشرق أوسطي، مما يوحي بأن هناك شبه توافق تركي كوردي (بارزانيأوجلان) وبرعاية أمريكية غربية وذلك للإعلان عن الدولة الكوردية في المنطقة كمرحلة أولى لمشروع كونفيدرالي تكاملي مع تركيا مستقبلاً وخاصةً ونحن نرى التصريحات الأخيرة لكل من القيادتين الكوردية والتركية.
وهكذا _وبقناعتي المتواضعة
هناك ملامح مشروع دولي شرق أوسطي جديد في المنطقة؛ ألا وهو إعادة رسم خارطة جديدة للشرق الأوسط تكون دولة كوردستان إحدى تلك الدول الناشئة الجديدة في المنطقة بدايةً والتي ربما تضم كل من الإقليمين الكوردستانيين في كل من العراق وسوريا في المرحلة الثانية وذلك بعد ضم كركوك وحقول النفط ومن ثم الاتحاد مع الجمهورية التركية المرحلة الأخيرة من المشروع في دولة فيدرالية أو كونفيدرالية تقود العالم السني المعتدل وذلك بعد القضاء على البؤر المتطرفة مثل “داعش ودولته الإسلامية وخلافته”. وبالتالي تقسيم المنطقة هذه المرة طائفياً وذلك لاستدامة الحروب والصراعات بين القوى الجديدة وضخ السلاح إليها وإلا فإن شركات الانتاج الحربي سوف تعلن إفلاسها بعد أن تكدس منتجها في المستودعات وذلك إن لم تخلق أزمات وبؤر توتر جديدة في العالم والشرق على الأخص. وهكذا فإن المشروع الجديد (التركيالكوردي) يجمع بين مشروعي الديمقراطي والعمال الكوردستاني _أي بين المشروع القومي والديمقراطي الكونفيدرالي ولكن ربما يكون التحفظ من الجانب التركي على المشروع؛ كونها سوف تضم جزئي كوردستان الأخريين (سوريا والعراق) مما يشكل من العنصر الكوردي ثقلاً إستراتيجياً في معادلة القوة داخل الدولة الكونفيدرالية الجديدة.. لكن ومن خلال إقناع عدد من الجمهوريات الآسيوية ذات الثقافة التركية التركمانية بالانضمام إلى هذا الاتحاد وكذلك لحاجة الكورد وكوردستان إلى تركيا وأراضيها وموافقتها كخط مرور لأنابيب النفط والغاز وإيصالها إلى القارة البيضاء (أوربا) وبضمانات دولية على نوع من الحماية والرعاية لهذه الاتفاقيات، ربما تتخلص تركيا من مجموع مخاوفها وتقدم على هكذا مشروع؛ حيث كوردستان مصدر ومنتج للطاقة بينما تركيا معبر وطريق للوصول إلى الموانئ والمرافئ العالمية وتحقيق نوع من التكامل الاقتصادي؛ نفس تجربة السودان وجنوبها وبالتالي الدخول في عملية سياسية اقتصادية تكاملية.
لكن يبقى العامل والمحور الآخر؛ الروسي الإيراني وحلفائه من الأطراف والقوى السياسية الكوردية وكذلك مصالح هذا المحور في المنطقة ولعبة التوازنات الدولية وقضية الانقسام الطائفي كوردياً؛ رغم ضعفه في البيئة الكوردية وهكذا.. فهل سيتمكن الكورد قسم منهم على الأقل والمرتبط بهذا المحور سياسياً ولن نقول طائفياً الافلات من قبضة ذاك المحور الدولي الإقليمي وبالتالي عدم تكرار تجربة الآباء والأجداد والتضحية بالأساسي والأصول ولحساب الجزئيات والفروع.. ربما يكون الحديث ما زال مبكراً في هذه الجزئية من القضية؛ كون الحركة الكوردية عموماً هي حركة سياسية (قومية) رغم اختلاف النهج بين أطرافها وفصائلها ودعوات البعض لنظريات سياسية مغايرة لما هو مسجل تاريخياً باسم البارتي كحركة قومية كلاسيكية؛ حيث وعلى الرغم من دعوة حزب العمال الكوردستاني ومنظوماته السياسية لقضية الفيدراليات والكونفيدراليات الديمقراطية وإداراتها الذاتية فها هو زعيمها السيد أوجلان وفي رسالته الأخيرة يدعو إلى “عقد المؤتمر القومي الكردي وتحقيق الوحدة القومية”. (نقلاً عن رسالة أوجلان مع كلٍ من سري سوريا اورندير وليلى زانا؛ عضوي البرلمان التركي عن الكورد). وهكذا فإنني أقرأ بأن الحلم الكوردي في تأسيس كيان سياسي يضمهم بات قاب قوسين أو أدنى وبالتالي الانتقال من عالم الخيال والنظريات والمؤامرات إلى واقعٍ ملموسٍ على الأرض باسم دولة كوردستان.

 

7

كوردستان الكبرى

بين الحلم الكوردي والواقع التأسيسي

الفكر القومي أو “القومية هي إيديولوجية وحركة اجتماعية سياسية نشأت مع مفهوم الأمة في عصر الثورات (الثورة الصناعية، الثورة البرجوازية، والثورة الليبرالية) في فترة أواخر القرن الثامن عشر” بحسب تعريف ويكيبيديا لها وتضيف الموسوعة الحرة بخصوص نشوء وتطور الفكر القومي تاريخياً ما يلي: “لم تعرف القومية، نظرياً، بمعناها الحديث إلا في نهاية القرن الثامن عشر وتطورت في القرن التاسع عشر لدرجة إنشاء دول على أساس الهوية القومية”. حيث كانت سبقتها مرحلة الإمبراطوريات الدينية وتكتب الموسوعة بهذا الصدد؛ أن “قبل ولادة عصر القوميات بنيت الحضارة على أساس ديني لا قومي، وسادت لغات مركزية مناطق أوسع من أصحاب اللغة. مثلاً، كانت الشعوب الأوروبية تنضوي تحت الحضارة المسيحية الغربية وكانت اللغة السائدة في الغرب هي اللغة اللاتينية. بينما سادت في الشرقين الأدنى والأوسط، الحضارة الإسلامية واللغة العربية. وفي عصر النهضة تبنت أوروبا اللغة اليونانية القديمة والحضارة الرومانية”.

وهكذا وبعد أن سادت الإمبراطوريات الدينية مرحلة كبيرة من العصور والأحقاب الماضية فقد أنهارت مع مبادئ الثورة الفرنسية والتي كانت من نتائجها أن “احتلت الحضارة الفرنسية المكان الأول لدى الطبقة المثقفة في أوروبا كلها. ومنذ نهاية القرن الثامن عشر فقط، أصبح المنظار إلى الحضارة هو المنظار القومي، وأصبحت اللغة القومية وحدها هي لغة الحضارة للأمة لا سواها من اللغات الكلاسيكية أو من لغات الشعوب الأكثر حضارة”. وقد وضعت الكثير من التعريفات والنظريات للوقوف على معاني ومفاهيم القومية والفكر القومي و”ابرزها ثلاث نظريات: القومية على أساس وحدة اللغة: وتسمى النظرية الألمانية.. ويستند أنصار الوحدة اللغوية إلى مثل الوحدة الألمانية والإيطالية واستقلال بولونيا. وفي المقابل قامت اللغة بدور أساسي في انهيار الدولة العثمانية والامبراطورية النمساوية، فانفصلت عن الأولى كل الشعوب التي لا تتكلم التركية وعن الثانية كل الشعوب التي لا تتكلم الألمانية”.

أما الرؤية أو النظرية الأخرى تقول: بأن “القومية على أساس وحدة الإرادة (مشيئة العيش المشترك): أول من دعا إليها إرنست رينان في محاضرته الشهيرة في السوربون سنة 1882، بعنوان “ما هي الأمة”؟. تقول النظرية أن الأساس في تكوين الأمة هو رغبة ومشيئة الشعوب في العيش المشترك، بجانب التراث والتاريخ”. والنظرية الثالثة تقول: “القومية على أساس وحدة الحياة الاقتصادية: تقف الماركسية على رأس هذا التوجه. ترى هذه النظرية أن المصالح الاقتصادية والتماسك الاقتصادي تكون أقوى الأسس في وحدة الأمة”. وهكذا فإن منظري كل أمة صاغ نظريته وفلسفته وفق مصال الأمة والشعب الذي ينتمي إليه حيث تعتبر نظرية الثورة الفرنسية مسألة العيش المشترك هي الأساس كونها وجدت مصالح الأمة الفرنسية في صياغة تلك النظرية القائمة على وحدة الإرادة والعيش المشترك وليس اللغة كما كانت توافق مصالح الشعب الألماني في ضم كل المقاطعات التي تتحدث اللغة الألمانية. وبالتالي فقد جاءت الإختلاف بين تلك النظريات من خلال صراعهما على ضم تلك المقاطعات الإستعمارية.

وهكذا؛ فإن عصر القوميات والفكر القومي كان بداية لمرحلة تاريخية جديدة تمتد ليومنا هذا والذي عرف بعصر الدولة القومية على أنقاض الإمبراطوريات الدينية السابقة وقد دخلتها منطقة الشرق أوسط مع بداية القرن الماضي وإنهيار الدولة العثمانية والتي تعتبر بداية تشكل الدولة القومية في المنطقة، وقد سبقتها بذور الفكر القومي مع النخبة الثقافية التي درست في الجامعات الأوربية وتحديداً الفرنسية، فكانوا “المبشرين” والدعاة للفكر القومي في المنطقة، لكن التجربة تجربة الدولة القومية لم تنجح في المنطقة إلا مع الإستعمار الغربي وإحتلالها للمنطقة حيث كانت مرحلة الإنتداب ومن ثم عصر الإستقلال للدولة الوطنية القائمة على الفكر القومي حيث الدولة التركية ودولة إيران الفارسية مع تقسيم العرب بين عدد من الكيانات والدول والإمارات لكن جمعتهم فكرة القومية في الجامعة العربية وفرقتهم المصالح الغربية وإمتيازات القادة والملوك وزعماء القبيلة.

8

وبالتالي ونتيجة لواقع الإنقسام والتشظي العربي فقد ولد تيار عروبي قومي نادى بالوحدة العربية؛ الناصريين ومن ثم البعثيين لكن وعلى الرغم من قيام عدد من التجارب والمحاولات الوحدوية بين عدد من الدول العربية، إلا إنها كلها أنتهت بنتيجة واحدة وهي الإنقسام وعودة الدول إلى سابق عهدها، بل ها هي عدد من الدول في (المجموعة العربية) تتعرض للإنقسام والإنشطار مجدداً مثل السودان (وسوريا والعراق) على الطريق بسبب عدم الإنسجام القومي حيث التركيبة السكانية المتباينة بين عدد من القوميات والتي تطالب هي الأخرى بدولتها القومية؛ التجربة الكوردية في إقليم كوردستان (العراق) والتدرج من الحكم الذاتي إلى الدولة الفيدرالية واليوم المطالبة بقيام دولة كوردستان حيث إن الفكر والدولة القومية العربية خلقت لدى القوميات والشعوب الأخرى حافزاً لتطالب هي أيضاً بكيانها السياسي المستقل خاصةً عندما نراجع السياسات الشوفينية للدولة القومية بحق المكونات الأخرى وحرمانها من أي حقوق ثقافية سياسية تشعرها بهويتها الحضارية.

إذاً إن ممارسات الدولة القومية العنصرية دفعت بمجموع المكونات والشعوب التي حرمت من كياناتها القومية السياسية، بأن تطالب بها، أسوةً بباقي شعوب المنطقة والعالم.. وإن الكورد كأحد أهم وأكبر مكونات المنطقة، بل العالم والذي حرم من كيانه الجيوسياسي القومي في المراحل السابقة وذلك نتيجة للمصالح الإستعمارية الغربية آنذاك وضعف المجتمع الكوردي في تشكيل حركة وطنية تطالب بالإستقلال ضمن مشروع قومي، فقد حرم شعبنا على مدى العقود الماضية من حقوقه السياسية، لكن ومع دخول القوات الأمريكية لمنطقة الشرق الأوسط والأدنى أفغانستان والعراق تحديداً لمحاربة الإرهاب ومن ثم تفجر ما يعرف بالربيع العربي في المنطقة، كانت الفرصة الذهبية لتأسيس الكيانات الكوردية في المنطقة وقد كان سبقها بكل تأكيد نهضة قومية كوردية وذلك مع ولادة الحركة السياسية والثقافية لشعبنا مع بدايات القرن الماضي. وهكذا أعتقد بأن هذا العصر والمرحلة الحالية، سيكون عصراً كوردياً بإمتياز وإننا سوف نشهد ولادة عدة كيانات سياسية كوردية على جغرافية كوردستان.

لكن السؤال الأهم برأي؛ هل ستكون كيانات ودول قومية كما كانت ولادة الدولة أو الدول العربية القومية، إنني شخصياً أعتقد بأن الإجابة ستكون نعم وإن كانت بطرق مواربة أو تحت شعارات ومسميات غير قومية؛ أي وبما يمكن توضيحه، سوف تشهد المنطقة وجغرافية كوردستان مجموعة كيانات سياسية ودول إتحادية فيدرالية لا مركزية، لكن وبحكم الوعي الإجتماعي المنغلق على الذات الأسروية القبلية والطائفية القومية فإن هذه الدول الفيدرالية سوف تشهد بعد فترات زمنية إنشطارها إلى عدد من الكيانات القومية؛ إنسجاماً مع سياسة كيسنجر وبأن “يكون على كل بئر نفط.. دولة” وكذلك مع الحاجة إلى تكوين الذات والشخصية ولتكون مرحلة إشباع الشعور القومي وهي المرحلة الثانية من عمر وتطور المنطقة والتي ستكون بدورها؛ البداية والمدخل الحقيقي لقيام ما يمكن أن تعرف بالدولة الفيدرالية أو الكونفيدرالية في منطقة الشرق الأوسط الجديد.

وبالتالي لا دولة كوردستان كبرى في الأفق القريب كما يحلم بها القومويون الكورد على غرار القومويين العرب، الذين ما زالوا يحلمون بالدولة العربية الكبرى؛ حيث أن السياسة تلزمها الكثير من الواقعية البراغماتية وليس الأحلام الرومانسية.

 

9

كوردستان مستعمرة ام مستعبدة دولية..؟!!

مع كل المحبة والتقدير للأستاذ إسماعيل بشيكجي وخدماته الجليلة للقضية الكوردية ودراساته القيمة حول الموضوع.
تقول موسوعة ويكيبيديا بحق المصطلحين السابقين؛ الاستعمار والاستعباد ما يلي: ((الاستعمار (ويسميه بعض منتقدوه «الاستدمار») هو مصطلح يشير إلى ظاهرة سياسية، اجتماعية وثقافية تشمل إقامة مستوطنات أوروبية خارج أوروبا منذ القرن ال15 واستيلاء الدول الأوروبية سياسيا واقتصاديا على مناطق واسعة في جميع القارات الأخرى، بما في ذلك إخضاع الشعوب القاطنة فيها لحكم الدول الأوروبية واستغلال كنوزها الطبيعية وعمل السكان المحليين لصالح الدول الأوروبية. انتهى الاستعمار تدريجيا خلال النصف الآخر من القرن ال20 ولكنه يعتبر من أكثر الظواهر السياسية تأثيرا على صورة العالم المعاصر)). بينما في الاستعباد تقول أيضاً ويكيبيديا بأن ((التاريخ المعروف للبشرية يشير إلى أن الرق ظاهرة عريقة في القدم، تاريخها هو ذاته تاريخ الاستغلال وظلم الإنسان لأخيه الإنسان. وقد نشأت ظاهرة الاستعباد منذ عشرات الألوف من السنين، وتحديدًا في فترة التحول من الصيد إلى الاعتماد على الزراعة المُنَظّمة كوسيلة لاكتساب الرزق.. يقول المؤرخ الكبير “ول ديورانت” في موسوعته الشهيرة “قصة الحضارة” : (بينما كانت الزراعة تُنْشيء المدنيِّة إنشاءً فإنها إلى جانب انتهائها إلى نظام الملكية، انتهت كذلك إلى نظام الرق الذي لم يكن معروفًا في الجماعات التي كانت تقيم حياتها على الصيد الخالص..)).

وهكذا ومن مفهوم الاستعمار يستبان لنا بأن هناك قوة احتلال خارجية لجغرافية شعب يعاني من الضعف والتخلف وبهدف اقتصادي حضاري وأحياناً أيديولوجي كما في التوسع الشيوعي سابقاً، وللعلم فإن هذا الأخير أيضاً كان بدوافع ومصالح اقتصادية ولكن مغلفة بقشرة الأيديولوجيا وبالتالي فإن الدولة المستعمِرة تأتي لنهب خيرات الشعوب الضعيفة وكنوزها.. ولكنها تحافظ على كينونة وجغرافية تلك الأمة وحضارتها بل وفي أكثر الأحيان تساعدها للنمو والتطور وذلك بهدف الإفادة والاستفادة أكثر.. أما حالة الاستعباد فإنها تعني “الاستغلال وظلم الإنسان لأخيه الإنسان” وبالتالي تملك الآخر جهداً وعملاً، بل مادياً ومعنوياً حيث وبانتقال المجتمعات من حالة الصيد إلى الزراعة وبإستملاك من التملك والملكية البعض للفائض العام واستغلاله لجهد ونتاج الآخر ومن ثم تملك المنتج والمنتوج معاً تحول النظام الاجتماعي من النظام الرعوي/الصيدي إلى نظام زراعي/ملكي وبالتالي بدأت مرحلة العبودية والرق في حياة وسلوك البشر والمجتمعات الإنسانية البدائية.

وعندما نأتي لواقع كوردستان عموماً وبأجزائها الأربعة مع الدكتور إسماعيل بشيكجي ونستعرض واقعها فإننا نستكشف الآتي، كم يورده الدكتور بشيكجي في كتابه (كردستان.. مستعمرة دولية) حيث يكتب: ((لكن في كردستان خصائص أخرى لا يمكن العثور عليها في المستعمرات التقليدية، وهذه الخصائص هي التي لعبت دورا أساسيا في تدهور مستوى الوضع في كردستان إلى ما دون المستعمرة. ولا يمكن ملاحظة هذه الخصوصيات في المستعمرات التقليدية إلا أنها بادية للعيان في كردستان. ولنلقي نظرة على العلاقات بين بريطانيا وأوغندا. وهو بلد مستعمر، وحدود هذا البلد معروفة ومحدودة. وثمة شعب يعيش في هذا البلد، وهو شعب غير بريطاني. ولا تشكل أوغندا جزء من بريطانيا، كما لا توجد محاولات لتحويل هذا الشعب إلى شعب بريطاني..”.

ويدخل الدكتور إسماعيل بشيكجي في حيثيات تلك الخصوصيات وعلى رأسها وأولويتها ما تتعلق بمسألة الجغرافية كما رأينا ونكرانها من المحتلين لها بعكس الحالة الاستعمارية التقليدية والتي لا تنفي عن البلد المحتل خصوصيتها الجغرافية وحدودها وهويتها الوطنية؛ فمثلاً وعندما احتلت فرنسا الأراضي السورية عام 1920 لم تلغي فرنسا المحتلة الهوية السورية عن جغرافية البلد واعتبرتها من أراضي الجمهورية الفرنسية، بل تعاملت مع سوريا كأرض لها هويتها الوطنية وبأن هناك الشعب السوري ذي الخصوصية الحضارية.. بينما نجد في “الاحتلال” بالأحرى الاغتصاب السوري لقسم من كوردستان نفي للهوية الوطنية للجغرافية (كوردستان) وهكذا حدودها غير معروفة رسمياً كون ليس هناك اعتراف بالوجود ليكون الإقرار بالحدود وكذلك محاولة إلغاء مفهوم الأمة والشعب عن الكورد وجعلهم سوريين وبالتالي إلحاق (المناطق الكوردية) بالدولة المغتصبة واعتبارها جزء من سوريا. وهكذا ومقارنة مع وضع المستعمرات التقليدية ومستعمريها؛ مثال أوغندا وبريطانيا نلاحظ بأن وضع

10

كوردستان الجزء المغتصب من سوريا مع الدولة السورية وكذلك بقية الأجزاء الأخرى ما عدا إقليم كوردستان العراق، مع العلم هي الأخرى تعاني من قضية الحدود وضم محافظة كركوك وغيرها من المناطق المغتصبة من قبل الدولة العراقية وكما يقول الدكتور بشيكجي نفسه، هو دون مستوى المستعمرات حيث يقول في كتابه المذكور، بأن: (كردستان بلد لم يرق حتى إلى مستوى المستعمرة).. ولذلك فإننا نقول بأن كوردستان.. ليست إلا مستعبدة دولية.

كوردستان..

ليست مستعمرة، بل مستعبدة دولية!!

 

إن كوردستان؛ جغرافية وشعب وقضية وتاريخ وثقافةً ولغةً هي مغتصبة من عدد من الدول في المنطقة؛ تركيا، إيران وبدرجات أقل سوريا والعراق نتيجة المستجدات الأخيرة في ساحتي البلدين وقد مارست تلك الدول والحكومات وما زالت تمارس بحقها؛أي كوردستان أبشع أنواع الإغتصاب والإستعمار، بل الأدق الإستعباد كون واقع كوردستان لا يرتقي إلى مستوى الدول المستعمرة بالفتحة بل تعيش في واقع الإستعباد السياسي من قبل تلك الدول حيث منع عنها ممارسة كل ما يمت للهوية الحضارية لشعب يرزح تحت نير الإحتلال من لغة وثقافة وطنية أو تكوين الهوية والشخصية الحضارية بتلك الأمة، كما كانت تسمح بها الدول الإستعمارية الغربية مع تلك الشعوب والبلدان التي أحتلتها، لكن واقع كوردستان وللأسف بقي في حالة إلحاق وإستعباد منذ الإنهيارات الكبرى للحضارات القديمة؛ الميدية والحثية والآشورية وغيرها من الحضارات القديمة ومروراً بالدولة العربية الإسلامية والعثمانية ووصولاً إلى الإستعمار الغربي وأخيراً الدول الفاشية وبأسم القوميات العربية والإيرانية والتركية.

وهكذا دامت الحالة الكوردية ولأحقاب وعقود من الزمن مما خلق من الكورد والشخصية الكوردية، حالة من الذيلية الملحقة بثقافات الآخر كـ”هويات وطنية” دخيلة فارضة وطاردة للهوية الوطنية الأصيلة والتي نقصد بها الوطنية الكوردستانية، بحيث بات شعبنا وحتى على مستوى النخب الثقافية والخطاب السياسي الأيديولوجي ولكل التيارات السياسية الكوردية وللأسف تعتقد بأن الوطنية تعني تلك الهوية التي فرضت عليها ودون أن نعي إننا بذلك نقبل بحالة الإستعباد التي وقعنا بها وقد حاولت تلك الدول الغاصبة والتي تستعبد كوردستان أن تطرح هويات فرعية جديدة بديلة عن الهوية الفاشية القوموية وذلك كنوع من إمتصاص ردود الأفعال لبعض القوى والأحزاب الكوردية الراديكالية حيث قالت تركيا الطورانية الكمالية عنهم؛ أي عن الكورد، بأنهم أتراك الجبال، كما سمتها الفاشية العربية الشوفينية بالأعراب التي نسيت الجذور واللغة نتيجة تقوقهم في جبالهم العاصية والحياة الهمجية والإنقطاع عن الأصل وإيران هي الأخرى تعتبرنا عجمها وهمجها ورعاعها الريفيين البعيدين عن الحضارة، رغم أن شعبنا قدم عباقرة لكل تلك الشعوب والحضارات ولكن بهوية الغاصب والمستعبد لنا وليس بهويتنا الكوردستانية وللأسف.

وهكذا ولكي نقف على حيثيات المشكلة فقد ذهبنا مع الصديق “د.آزاد أحمد علي” في مقالة له بعنونان؛ “هل حقا كردستان مستعمرة دولية؟” والمنشورة في الموقع الرسمي لحزب الإتحاد الديمقراطي (ب ي د) متناولاً كتاب الدكتور إسماعيل بيشكجي؛ “كوردستان مستعمرة دولية”، لنلقي بعض الضوء على جذور القضية حيث يقول: إن “التقسيم الثاني لكوردستان والمهم علميا بالنسبة لبشيكجي، والذي يستند اليه منهج بحثه، هو تقسيم كوردستان بين عدة دول امبريالية، فبعد تفكك الامبراطورية العثمانية قررت كل من بريطانيا وفرنسا وروسيا (القيصرية اولا ومن ثم السوفيتية) بمساعدة ايران تقسيم كردستان الى خمسة اجزاء. الجزء الأول والرئيسي ظل تحت سيطرة الحكم التركي الجديد، والجزء الثاني استمر تحت حكم شاه ايران، أما الثالث فقد ضم الى حكم بريطانيا في دولة العراق المستحدثة، أما الجزء الرابع فقد إلحق بدولة الانتداب الفرنسي في سورية المصطنعة، في حين ظل الجزء الخامس الصغير نسبيا من كوردستان تحت الحكم السوفييتي (الأرمني – الاذريبجاني). علما أنه تأسس لاحقا في هذا الجزء الخامس جمهورية كردستان الحمراء ذات الحكم الذاتي (في منطقة نخش جوان)، الى ان فككها ستالين ووزع أكرادها على عموم دول الاتحاد السوفييتي وأقاليمها، واستوطن أغلبهم في اسيا الوسطى خلال اعوام (1926-1935)”.
وبالتالي شتت الكورد وجغرافيتهم بين عدد من الدول والثقافات ويعلق الدكتور آزاد على مسألة تقسيم كوردستان بين تلك الدول الغاصبة، فيقول: ((هذه الحقائق العلمية والاساس المنهجي العلمي شجع بشيكجي على الجزم: “بان كوردستان مستعمرة دولية مشتركة، تتشارك في استغلالها وحكمها وقمع شعبها، القوى الامبريالية المنتصرة في الحربين العالميتين الاولى والثانية، ومن ثم الدول المحلية الاربع التي تقتسم كوردستان”، فتوصل الى نتيجة سوسيوسياسية جديدة تتلخص بأن: كردستان مستعمرة دولية

11

مشتركة. هذا وقد اوضح بجلاء انه في قلب هذه المشكلة المعقدة (أي مشكلة كوردستان) يكمن النظام الاستعماري العالمي المطبق بأسوا أشكاله)) و((يستند في فرضيته على كارثة استخدم السلاح الكيميائي عام 1988 ضد شعب جنوب كردستان (في مدينة حلبجة) فيؤكد على انه لم تتحرك اي جهة دولية، أو دولة مجاورة لمنع هذه الجريمة. وبذلك يستدل بيشكجي على ان طريقة قمع الشعب الكردي واستغلال بلاده وادارتها جاءت بالتراضي بين مجموع القوى الكولونيالية المحلية والمركزية)). بل وللأسف إن الكثير من الدول والمنظمات الدولية حاولت أن تبرر تلك الجريمة بحق الإنسانية على إنه كان دفاعاً عن النفس ضد تدخل القوات الإيرانية.
لكن مشكلتنا ليست فقط في قضية التقسيم والتجزئة، بل إعتبارنا (أقلية عرقية) في كل جغرافية من جغرافيات وسياسات الدول الغاصبة لكوردستان حيث وكما يقول الدكتور بيشكجي في موضع آخر؛ “يجدر التذكير في هذا المقام بأن الاكراد ليسوا أقلية فهم يعيشون في وطنهم وعلى أرضهم وهم السكان الاصليون لهذه البلاد ولم يأتوا الى كردستان من أقليم او منطقة اخرى وعلى العكس من ذلك لم يصل الاتراك على سبيل المثال الى الاناضول الا في القرن الحادي عشر الميلادي، فالاكراد ينتمون شأن العرب والفرس الى السكان الاصليين في الشرق الادنى.” حيث وللأسف ما زال كل تلك الدول وحتى مثقفيها وسياسييها المحسوبين على المعارضات الوطنية تعتبر كوردستان “وهم في مخيلة بعض القومويين الأكراد” والكارثي بالموضوع فإن بعض القادة والساسة الكورد قالوا بتلك المقولة ووقوعوا في المحظور وذلك عندما أنكروا وجود جزء وإقليم من كوردستان واقعة تحت إغتصاب الدولة السورية وذلك نتيجة تقاطع مصالحهم في مرحلة ما مع النظم السوري الفاشي البعثي.
وهكذا أستطاعت تلك الدول وحكوماتها أن تزرع سياسة الإلحاق والذيلية من خلال ضرب الوحدة الوطنية ويعلق الدكتور آزاد علي بخصوص هذه النقطة فيقول؛ (ان الفكرة الاساسية الثالثة التي ترد في هذا الكتاب، تتركز حول السياسة التي اتبعت ضد الاكراد في بلادهم، من قبل الحكومات الاستعمارية، والتي تتلخص بسياسة: “فرق تسد، ثم دمر” لإلغاء الثقافة والشخصية الكردية، وبالتالي تحطيم الكيان الاجتماعي الكردي بدون رحمة).. نعم وللأسف؛ تم تحطيم الشخصية الكوردية الأصيلة لتستبدل بشخصية إمعية تابعة ذليلة لا تحترم ذاتها وكينونتها وتاريخها وحضارتها، بل تحاول قدر الإمكان الهروب منها وإستبدالها بشخصية المستعبد بالكسرة وليس الفتحة ولذلك تجد الكوردي وبإستسهال يلبس شخصية الآخر الأجنبي ويتنكر ليس فقط لشخصيته الوطنية الكوردستانية الغير مكونة بحكم الواقع الجيوسياسي لكوردستان المستعبدة، بل وحتى لشخصيته القومية الكوردية وتجدنا نبرره بالإنسجام مع المجتمعات الجديدة، مع العلم أن الحقية غير ذلك وتكمن في شخصيتنا المهشمة تاريخياً.
وأخيراً يكتب الأستاذ د. آزاد علي بخصوص فكرة الأستاذ إساعيل بيشكجي فيقول: (في كتابه القيم هذا يبرر بيشكجي بقاء الاكراد بدون دولة ويحيلها الى عدة اسباب ومؤثرات موضوعية: “هي ارتباطهم الاجتماعي القبلي في المقام الأول، ولأن كوردستان شديدة الغنى بالموارد المادية والثروات ثانيا، كما ان كل منطقة فيها منعزلة عن الاخرى جغرافيا،” والاهم من كل هذا هو: تشارك العديد من الدول المحلية والامبريالية والعمل معا لبقاء كردستان مجزأة، وتدمير كيانها الثقافي والاقتصادي المشترك، والسعي لنهب مواردها الطبيعية، وخاصة النفط. أخيرا يرى بأن الحرب المشتركة التي شنتها العديد من الدول على كوردستان لبقاء الاكراد بدون دولة هو لوحده كافي لاستمرار اضهادها وتشتت ابناءها). هذه وبإختصار شديد ملخص كتاب الأستاذ القدير إسماعيل بيشكجي والذي يقترح في كتابه القيم ذاك بوضع “المسألة الكوردية على جدول أعمال الامم المتحدة الراهن، وعقد مؤتمر عالمي لإيجاد حل عادل للمسألة الكوردية، لأنها قضية أممية بامتياز”. لكن وكما وضحها الدكتور آزاد في تعليقه على الموضوع بالقول: “وهذا ما اعترض ويعترض عليه العديد من القوى الكولونيالية المحلية وتلك الداعمة لها في المراكز الكولونيالية العالمية. فعلى سبيل المثال وعشية انعقاد مؤتمر جنيف2 بصدد المسألة السورية لم توافق هذه القوى الكولونيالية على حضور وفد كردي مستقل، وكذلك لم يتم ادراج المسالة الكردية على جدول المؤتمر”.
لكن ورغم كل ما تقدم فقد بقي الأستاذ إسماعيل بيشكجي عن مفهوم الإستعمار وإن جعلها “مستعمرة دولية” بمعنى هناك توافق شبه دولي على إبقاء في حالة الإستعمار والتي نختلف معه في تشخيص الحالة الجيوسياسية لكوردستان حيث هو نفسها ومن خلال إستعراض الواقع الكوردستاني يقول: “لكن في كردستان خصائص أخرى لا يمكن العثور عليها في المستعمرات التقليدية، وهذه الخصائص هي التي لعبت دورا أساسيا في تدهور مستوى الوضع في كردستان إلى ما دون المستعمرة. ولا يمكن ملاحظة هذه الخصوصيات في المستعمرات التقليدية إلا أنها بادية للعيان في كردستان. ولنلقي نظرة على العلاقات بين بريطانيا وأوغندا. وهو بلد مستعمر، وحدود هذا البلد معروفة ومحدودة. وثمة شعب يعيش في هذا البلد، وهو شعب غير بريطاني. ولا تشكل أوغندا جزء من بريطانيا، كما لا توجد محاولات لتحويل هذا الشعب إلى شعب بريطاني..” لكن في كوردستان؛ لا حدود معروفة ولا إعتراف بأن هناك ثمة شعب يعيش عليه بأسم الشعب الكوردي، وإن كوردستان تشكل جزءً من الدول الغاصبة ودون الإعتراف بذلك الإقليم أو الجزء الكوردستاني المستعبد وأخيراص كانت وما زالت هناك محاولات حثيثة لتحويل الشعب الكوردي إلى شعوب عربية وتركية وفارسية .. وهكذا فإن كل الشروط والوقائع والدلائل تؤكد بأن؛ “كوردستان.. ما دون المستعمرة”؛ أي مستعبدة وبالتالي فإن التشخيص المناسب لواقعنا الجيوسياسي هو أن نقول: بأن “كوردستان مستعبدة دولية”!!

12

كوردستان

وغزوات العرب والمسلمين

 

إننا سنذكر أولئك العنصريين الذين يقولون بأن ((لا أراضي كوردية في سوريا والعراق، بل وحتى تركيا وإن كان لهم قضية فهي في إيران)) ويتهمون الكورد بأنهم “بدو الفرس” وهاجروا منها بإتجاه (الجغرافية العربية) وإن العرب وكرماً في الأخلاق (أستضافوهم في أراضيهم) وبالتالي وبحسب مقولاتهم السابقة، فإنه (لا يحق) لشعبنا أي مطالبة بأقاليم ودول في هذه الدول والجغرافية، بأن كل إدعاءاتهم هي زائفة وباطلة وإن الكورد كانوا وما زالوا من السكان الأصليين لهذه الجغرافية التي نعرفها اليوم بكوردستان وبان الآخرين ومنهم العرب المسلمين هم من لجأوا وغزوا هذه الجغرافية والبلاد الكوردية.

حيث وبالعودة إلى بطون التاريخ والكتب الكتب الإسلامية نفسها فإننا سوف نجد العديد من الشواهد والحقائق التي تؤكد كوردية هذه الجغرافيات التي نتواجد عليها، بل سنتعرف أيضاً على تلك الغزوات والحروب التي شنتها تلك المجاميع الإسلامية العربية البدوية على المنطقة حيث يذكر لنا المؤرخ المعروف أبو حسن علي بن محمد بن عبد الكريم الشهير بـ(ابن الأثير) والذي عاش بين أعوام (1160- 1233م) في مسألة ما يعرف بـ(فتح) الموصل، حيث يقول: “إن عمر بن الخطاب استعمل عتبة بن فرقد على قصد الموصل، وفتحها سنة عشرين، فأتاها فقاتله أهل نينوى، فأخذ حصنها، وهو الشرقي، عنوة، وعبر دجلة، فصالحه أهل الحصن الغربي، وهو الموصل، على الجزية، ثم فتح المرج وبانهذرا، وباعذرا وداسن وجميع معاقل الأكراد وقردى وبازبدى وجميع أعمال الموصل فصارت للمسلمين”.

ويضيف كذلك “وقيل: إن عياض بن غنم لما فتح بلدا، على ما نذكره، أتى الموصل ففتح أحد الحصنين وبعث عتبة بن فرقد إلى الحصن الآخر ففتحه على الجزية والخراج”. وكذلك فإن (أحمد بن يحيى بن جابر البلاذري) الذي ولد في بداية القرن الثالث الهجري وتوفى عام (297) للهجرة، وهو مؤرخ كبير وأيضاً راوية وشاعر له العديد من الكتب وأكثرها شهرةً هو كتابه المعروف بـ(فتوح البلدان) حيث يقول فيه؛ “حدثني إِسْحَاق بْن سُلَيْمَان الشهرزوري، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبِي عن مُحَمَّد بْن مروان عَنِ الكلبي عن بعض آل عزرة البجلي أن عزرة بْن قيس حاول فتح شهرزور وهو وال عَلَى حلوان في خلافة عمر فلم يقدر عليها فغزاها عتبة بْن فرقد ففتحها بعد قتال عَلَى مثل صلح حلوان، وكانت العقارب تصيب الرجل منَ المسلمين فيموت”.

ويقول أيضاً “وحدثني إِسْحَاق عن أبيه عن مشايخهم، قَالَ: صالح أهل الصامغان ودراباذ عتبة عَلَى الجزية والخراج عَلَى أن لا يقتلوا ولا يسبوا ولا يمنعوا طريقا يسلكونه”. ويضيف أيضاً؛ “حدثني أبو رجاء الحلواني عن أبيه عن مشايخ شهرزور، قَالُوا: شهرزور والصامغان ودراباذ من فتوح عتبة بْن فرقد السلمي فتحها وقاتل الأكراد فقتل منهم خلقا، وكتب إِلَى عُمَر: أني قَدْ بلغت بفتوحي أذربيجان فولاه إياه وولى هرثمة بْن عرفجة الموصل”. كما يضيف “قَالُوا: ولم تزل شهرزور. وأعمالها مضمومة إِلَى الموصل حَتَّى فرقت في آخر خلافة الرشيد فولى شهرزور والصامغان ودراباذ رجل مفرد وكان رزق عامل كل كورة من كور الموصل مائتي درهم فخط لهذه الكور ستمائة درهم”.

ويقول الكاتب الكوردي محمد مندلاوي في رده على أحد أولئك الذين ينكرون على الكورد حقهم في أراضيهم الوطنية ما يلي: وهناك “من المدن الكوردستانية الأخرى التي غزتها جحافل العرب المسلمون مدينة (خانقين) التي ذكرها (البلاذري) في كتابه (فتوح البلدان) صفحة (109) حيث يقول: إن جرير بن عبد الله أتى إلى (خانقين)، و بها بقية من الأعاجم فقتلهم”. وكذلك تقول ويكيبيديا بخصوص الكورد وتاريخهم التالي: “لأكراد شعب قديم و عريق استقر فى كردستان من الاف السنين و لعب ادوار تاريخيه مهمه. فى سنة 1514 استولى الاتراك على كردستان بقيادة سليم الاول”.

13

أما المؤرخ الكوردي المعروف محمد أمين زكي (1880 – 1948) فإنه يقول في كتابه “خلاصة تاريخ الكرد وكردستان” بأن ((هناك طبقتان من الكرد، الطبقة الأولى، ويرى انها كانت تقطن كردستان منذ فجر التاريخ ويسميها “شعوب جبال زاكروس”، ويقول بأن شعوب لولو، كوتي، كورتي، جوتي، جودي، كاساي، سوباري، خالدي، ميتاني، هوري (أو حوري)، نايري، هي الأصل القديم جداً للشعب الكردي. والطبقة الثانية: هي طبقة الشعوب الهندو-أوروبية التي هاجرت إلى كردستان في القرن العاشر قبل الميلاد، وهم الميديون والكاردوخيون، وامتزجت مع شعوبها الأصلية ليشكلا معاً الأمة الكردية)).

 

وكذلك فقد ذكر المؤرخ اليوناني زينفون (427 – 355) قبل الميلاد في كتاباته شعبنا الكوردي حيث وصفهم “بالمحاربين الأشداء ساكني المناطق الجبلية”، وقد أطلق عليهم تسمية كاردوخ التي تتكون من كارد مع لاحقة الجمع اليونانية القديمة “وخ”، وهم الذين هاجموا الجيش اليوناني أثناء عبوره للمنطقة عام 400 قبل الميلاد، وكانت تلك المنطقة استناداً لزينفون جنوب شرق بحيرة وان الواقعة في شرق تركيا. ولكن بعض المؤرخين (مثل محمد أمين زكي) يعتبرون الكوردوخيين شعوباً هندو-أوروبية انضمت لاحقاً إلى الشعب الكردي الذي يرجع جذوره إلى شعوب جبال زاكروس التي هي ليست هندو-أوروبية. كما أن في كتاب قصص الأنبياء أن الأكراد هم من أصول (آرية) أي أبناء ‘آري’ ابن نوح. أما من ناحية علم الأنثروبولوجيا التقليدية يرى العلماء أن الأكراد بغالبيتهم العظمى ينتمون إلى عنصر الأرمنويد. (وذلك بحسب الموسوع الحرة).

وأخيراً وبعد هذه القراءة العاجلة لكتابات عدد من المؤرخين القدماء كورداً وغير كورد، بل وقسم منهم ينتمون للعرب المسلمين أنفسهم، فإننا نتساءل من هم الذين جاؤوا إلى أراضي الآخرين كضيوف مرحبين أو غير مرحبين بهم بل كمحتلين لها بقوة السيف والقتل والسلب والنهب، كما نراها اليوم من الجماعات التكفيرية السلفية وعلى رأسها “داعش” وهي تحاول أن تعيد (أمجاد السلف) في غزو كوردستان ونهب وسلب المنطقة وقتل وسحل أبنائها وجعل نسائها سبايا للعرب والمسلمين، كما رأينا في كارثة شنكال مع الإخوة الآيزيديين عام 2014 .. وأخيراً نقول لكل هؤلاء الزائفون الذين ينكرون على الكورد حقوقهم؛ بأن مقولاتكم الزائفة لن تنفي وتحجب كوردستانية مناطقنا، حيث لا يمكنكم حجب الشمس بغربال أكاذيبكم الخادعة.

http://press23.com/?p=3573

http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=515930

 

 

14

العنصرية

..في الثقافة العروبية الإسلامية!!

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ مما قرأت في العنصرية ووددت أن أشارككم في الإطلاع هو ما كتبه الأستاذ طلعت رضوان في مقالته؛ “العرب قبل وبعد الإسلام (6)” والمنشورة في موقع الحوار المتمدن-العدد: 4931 حيث يقول: “وهل غيّر الإسلام من طبائع العرب المُعادية لغيرهم من الشعوب ؟ الإجابة تــُـقدّمها كتب التاريخ العربى / الإسلامى ومن بينها ما رواه الأصفهانى فى (الأغانى) حيث كتب أنّ رجلا من (الموالى) تزوّج من إنسانة يبدو أنها ليستْ (عربية) ففرّق الوالى بين (المولى) وزوجته وضربه مائتىْ سوط وحلق رأسه ولحيته وحاجبيه)) وبعد ارتكاب جريمة فصل الزوجة عن زوجها ، الذى تم التنكيل به (حلق رأسه وحاجبيه وضربه مائتىْ سوط) فإنّ محمد بن بشير (الذى حرّض الوالى على الزوج وزوجته) قال ما يزعم العرب أنه (شعر) : شهدتُ غداة خصم بنى سليم / وجوهًـا من قضائك غير سود/ حمى حدبًا لحوم بنات قوم/ وهم تحت التراب أبو الوليد/ وفى المئتيْن (إشارة إلى الجلد) للمولى نكال/ وفى سلب الحواجب والخدود/ إذا كافأتهم ببنات كسرى / فهل يجد الموالى من مزيد/ فأى الحق أنصف للموالى/ من إصهار العبيد للعبيد)) (ص147)”

ويضيف الكاتب “وعن التعصب (العروبى) لغير العرب كتب أ. خلف ((كانت العرب لا تولى الإمارة والقضاء إلاّ لعربى ، وكذلك لا يُسامر الخليفة إلاّ عربى ولذا فإنّ الذى اعتدّ به الحجاج بن يوسف على سعيد بن جبير، لما أتى به إليه بعد انقضاء أمر ابن الأشعث ، وكان سعيد (عبدًا) لرجل من بنى أسد بن خزيمة ، فاشتراه سعيد بن العاصى فى مائة عبد فأعتقهم جميعًا ، فقال له الحجاج : يا شقى بن كسير/ أما قدمتَ الكوفة ، وليس يؤم بها إلاّ عربى فجعلتم إمامًا ؟ قال : بلى ، قال : أفما وليتك القضاء ، فضجّ أهل الكوفة وقالوا : لا يصح القضاء إلاّ لعربى ، فاستقضيتُ أبا بردة بن أبى موسى الأشعرى وأمرته ألاّ يقطع أمرًا دونك ، قال : بلى ، قال : أو ما جعلتك فى سمارى وكلهم من رؤوس العرب ؟ قال : بلى . قال : أو ما أعطيتكَ مائة ألف درهم لتفرقها فى أهل الحاجة ؟ ثم لم أسألك عن أى شىء منها ، قال : بلى . قال : فما أخرّكَ علىّ ؟ قال بيعة كانت لابن الأشعث فى عنقى ، فغضب الحجاج ثم قال : أفما كانت بيعة أمير المؤمنين عبد الملك فى عنقك من قبل ؟ والله لأقتلك.. ثم أمر الحرس بضرب عنقه)) وفى واقعة أخرى فإنّ الحجاج عندما نزل منطقة (واسط) كتب إلى عامله بالبصرة أنْ ينفى أبناء (النبط) فكتب إليه عامله ((قد نفيتُ النبط إلاّ من قرأ القرآن وتفقه فى الدين)) فكتب إليه الحجاج ((إذا قرأتَ كتابى فادع من قِبلك من الأطباء ونمْ بين أيديهم ليقفوا عروقك ، فإنْ وجدوا فيك عرقــًا نبطيًا فاقطعه والسلام)) فى تلك الوقعة فإنّ أهالى (النبط) لم يشفع لهم التفقه فى الدين (الإسلامى) ولا قراءة القرآن ، وأصرّ الحجاج على نفيهم من البصرة ، بل إنه هدّد عامله بأنه سيستدعى (الأطباء) ليتأكــّـدوا من أنه ليس فيه أى عرق (نبطى) وإذا وجدوا ذلك العرق النبطى فعليهم أنْ يقطعوه”.

ويقول أيضاً “وكان أ. خلف موضوعيًا عندما كتب ((اعتقد كثير من الشعراء (العرب) أنّ الإساءة إلى غير العرب لا تــُعد عيبًا ولا نقيصة ، من ذلك ما قاله جرير ((يا مالك بن طريف إنّ بيعتكم/ رفد القرى مفسد للدين والحسب/ قالوا نبيعكه بيعًا فقلتُ لهم/ بيعوا الموالى واستحيوا من العرب/ لولا كرام طريف ما غفرتُ لكم/ بيعى قراى ولا أنسأتكم غضبى/ هل أنتم غير أوشاب زعافنة / ريش الذنابى وليس الرأس كالذنب)) وهكذا فإنّ جرير (الشاعر) يُحرّض على بيع (الموالى) ويحط من شأنهم وأنّ الإساءة إليهم لا تــُـعتبر عيبًا. وكان العربى (الفقير) يُـفضــّـل أنْ يظل على فقره ولا يكن غنيًا من (الموالى) أى من غير العرب ، لأنهم – من وجهة نظره – (منبع اللؤم) وفى ذلك ذكر الجاحظ : قلتُ لعبيد الكلابى وكان فصيحـًا فقيرًا : أيسرك أنْ تكون هجينـًا ولك ألف جريب ؟ (الجريب : مقياس لمساحة من الأرض ، مثل القيراط أو الفدان) قال : لا أحب اللؤم . قلت : فإنّ أمير المؤمنين ابن أمة (= عبدة) قال : اخزى الله من أطاعه. قلت / نبينا محمد ونبيا إسماعيل كانا ابنى أمة. قال : لا يقول هذا إلا قدرى . قلتُ : فما القدرى ؟ قال لا أدرى”.

15

ويضيف أخيراً “وكذلك يرى العربى أنه من العار أنْ تتزوّج العربية من غير العربى ((سواء فى الدنيا أو فى الآخرة)) وهكذا يمتد التعصب العرقى/ العربى/ البدوى (بعد الإسلام) ليشمل الميتافيزيقا عن (الآخرة) وما فيها من حور العين ، وأنّ الإنسانة (العربية) لابد أنْ تتزوج من (عربى) حتى فى (الآخرة) وفى ذلك ((زعم الأصمعى قال : سمعتُ أعرابيًا يقول لآخر: أترى هذه (العجم) تنكح نساءنا فى الجنة ؟ قال : أرى ذلك والله بالأعمال الصالحة. قال : توطأ والله رقابنا قبل ذلك)) (مع ملاحظة أنّ لفظة (العجم) تعنى (البهيمة) والمرأة حتى المسلمة عجماء أى بهيمة (مختار الصحاح – ص440) وكان أ. خلف موضوعيًا (رغم دفاعه عن الإسلام) عندما كتب ((وبلغ ترفع العربى وتعاليه على (الموالى) وإذلاله وامتهانه لهم أنه إذا أقبل العربى من السوق ومعه شىء فرأى مولى دفعه إليه ليحمله عنه ، فلا يستطيع أنْ يمتنع . وإذا لقيه راكبًا وأراد أنْ ينزله فعل)) (من ص 146- 149) ولكن أ. خلف تجاهل ذكر تعليمات عمر بن الخطاب لواليه فى مصر (عمروبن العاص) وقال له فيها أنْ ((يختم فى رقاب أهل الذمة بالرصاص ويظهروا مناطقهم ويجزوا نواصيهم ، ويركبوا على الأكف عرضًا ، ولا يدعوهم للتشبه بالمسلمين فى لبوسهم)) (فتوح مصر وأخبارها – ابن عبد الحكم القرشى- مؤسسة دار التعاون للطبع والنشر- عام 1974- ص 105) ووصل الأمر لدرجة أنْ يُخصص العربى الدعاء لسائر (العرب) دون (العجم) ومن أمثلة ذلك ((اللهم اغفر للعرب خاصة وللموالى عامة ، وأما العجم فهم عبيدك والأمر إليك)) فكان تعليق أ. خلف الذى نقل هذا الدعاء ((ومهما يكن من أمر، فإنّ منزلة الأعاجم (أى البشر الذين وصفتهم اللغة العربية بالبهائم) بصفة عامة فى عهد بنى أمية لم تكن منزلة كريمة ، ولم تكن نظرة العرب إليهم تقوم على أسس دينية وإنسانية بقدر ما تقوم على أسس عنصرية والآثار التاريخية أصدق دليل على ذلك (هكذا كتب بينما الأدق التراث العربى/ الإسلامى وليس الآثار التاريخية) ثم أضاف ((ولقد أوغر هذا الأمر صدور (الأعاجم) على بنى أمية ، وملأ قلوبهم حقـدًا وعداوة ، وكان نتاج ذلك أنْ شاركوا مشاركة فعالة فى تلك الثورات العديدة ضد الخلافة الأموية ، كثورات ابن الزبير وابن الأشعث ويزيد بن المهلب ، وثورة الخوارج والشيعة. وكان قد استقرّ فى نفوسهم أنّ الأمويين نهبوا السلطان من الأمة وينبغى أنْ يعود إليها بحيث تتحقق المساواة بين أفرادها . وكان صوت هؤلاء الناقمين له تأثيره الواضح فى (الموالى) فقد كانت تنضم إلى كل هذه الثورات فئات من (الموالى) الذين اضطهدهم بنو أمية وحرموهم المساواة بالعرب فى الحقوق ، ولذلك مضوا يجاهدون الأمويين جهادًا عنيفــًا)) (ص150) ولأنّ المؤلف أ. خلف حريص على الدفاع عن الإسلام فى كل صفحات الكتاب ، ذكر أنّ عدم المساواة فى الحقوق ((مخالفة صريحة للإسلام)) ولكنه تجاهل أنّ القرآن وضع أساس التفرقة فى الحقوق ، سواء بين المرأة (العربية والمسلمة) والرجل (العربى والمسلم) وفرّق بين المسلمين وغير المسلمين ، عندما وضع قاعدة أداء (الجزية) أو القتال (التوبة/ 29) بل إنّ المُـخالفين لتعليمات محمد ليس أمامهم إلاّ ما نصّ عليه القرآن ((تقاتلونهم أو يسلمون)) (الفتح / 16) هكذا دون مواربة ، أو كما يقول شعبنا المصرى فى أهازيجه البديعة ((من غير لف ولا دوران) فإنّ (المُـخالفين) لمحمد عليهم الاختيار بين أمريْن لا ثالث لهما : الدخول فى الإسلام أو القتل . فهل هذا الوضع يختلف عما كان سائدًا قبل الإسلام ؟ حيث كانت القبائل العربية فى فترة (الجاهلية) تقتل كل من يُخالف رئيس القبيلة ؟”.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ فهل نحتاج إلى براهين وأدلة أكثرلنقول؛ بأن التعامل مع غير العرب من المسلمين كان أقرب إلى حالة الرق والعبودية منها إلى (الأخوة الإسلامية) والتي كانت شعاراً لخداع السذج من الأقوام والشعوب بها لكي يسهل إستعبادهم من خلالها وغيرها من الآيات التي كانت تدعو إلى الخنوع والرضوخ للإسلام حيث (الدين عند الله هو الإسلام)، وإما يكون مصيرك الصبر والنحر والقتل، بئس أمةً فرضت قيمها البدوية على كل الشعوب.

 

16

الإبادة الثقافية

..الكورد أنموذجاً؛ مفهوماً وواقعاً مأساوياً.

 

الكورد كشعب وأمة وإحدى أهم وأكبر التجمعات العرقية البشرية والذي تعرض وما زال لكل أصناف الإبادة الجماعية في المنطقة وبكل أشكالها وتلاوينها، يعتبر نموذجاً صارخاً عن الواقع والحالة المأساوية لما تمارس بحق بعض المكونات المجتمعية من سياسات عنصرية جينوسايدية ظالمة، حيث وعبر التاريخ الإنساني أندثرت الكثير من الحضارات والمجموعات البشرية وقد أنقرضت بعضها تماماً أو كادت أن تمحو من الوجود إن كانت في الغرب الأوربي والأمريكي أو في مناطقنا الشرقية وللتعرف أكثر على هذا الجانب المظلم في ثقافة وتراث وحياة المجتمعات البشرية ومسيرة التاريخ الإنساني، علينا أن نتعرف على بعض المفاهيم والمصطلحات الخاصة والمتعلقة بالموضوع؛ كالثقافة والأجناس البشرية أو الأعراق وكذلك قضيتي العنصرية والإبادة الجماعية والثقافية للأعراق والجماعات البشرية المختلفة؛ دينياً أو إثنياً حيث تقول الموسوع الحرة بهذا الخصوص ما يلي؛ “العرق: مجموعة بشرية لها خاصيات مميزة” وكذلك وبخصوص الإثنيات والأعراق تقول: بأن “الإثنية هي مجموعة بشرية لها خاصيات مميزة تحدددها الثقافة المشتركة والهوية، وهي تربط اعضائها مع بعضهم بعضا، عادة على أسس مشتركة. ولها اعتراف الآخرين كمجموعة متميزه لها أسس مشتركة ثقافيه ولغويه ودينية، أو سمات سلوكية أو بيولوجية”.

وبالتالي ومن خلال العلاقة بين هذه المجموعات البشرية (الأعراق)، تنشأ نوع من الصراع والمنافسة على الوجود والنفوذ والسلطة والتي تؤدي في أكثر الأحيان إلى الحروب والإبادات العرقية والجماعية وفي حدها الأقل عنفاً؛ ممارسة سياسة الإضطهاد والعنصرية بحق الأعراق والشعوب المستضعفة.. وتقول الموسوعة في تعريف “العنصرية (أو التمييز العرقي) (بالإنجليزية: Racism) هو الاعتقاد بأن هناك فروقًا وعناصر موروثة بطبائع الناس و/أو قدراتهم وعزوها لانتمائهم لجماعة أو لعرق ما – بغض النظر عن كيفية تعريف مفهوم العرق – وبالتالي تبرير معاملة الأفراد المنتمين لهذه الجماعة بشكل مختلف اجتماعيا وقانونيا. كما يستخدم المصطلح للإشارة إلى الممارسات التي يتم من خلالها معاملة مجموعة معينة من البشر بشكل مختلف ويتم تبرير هذا التمييز بالمعاملة باللجوء إلى التعميمات المبنية على الصور النمطية وباللجوء إلى تلفيقات علمية”. وهكذا ونتيجةً للصراعات بين تلك المجموعات العرقية يمكن أن تشتد الصراعات في منطقة جغرافية ما لتصل إلى مرحلة ممارسة الجينوسايد والإبادة العرقية والجماعية بحق مجموعة بشرية ما وبحسب الموسوعة فإن مصطلح الإبادة تطلق على “سياسة القتل الجماعي المنظمة عادةً ما تقوم حكومات وليست أفرادًا ضد مختلف الجماعات” وهناك عدد من الإبادات التي حصلت في التاريخ البشري مثل؛ إبادة الهنود الحمر في أمريكا على يد الغزات الأوربيين وكذلك الإبادة النازية لليهود وما عرف بالهولوكوست وأيضاً إبادة الأتراك للشعب الأرمني 1915 وهناك إبادات في العصر الحديث مثل الإبادة الجماعية في كل من راوندا وبنغلادش البوسنة والهرسك.. وأيضاً العديد من الأمم والمجموعات البشرية الأخرى والتي تعرضت لهكذا جرائم إنسانية بحق الشعوب.

وربما يكون شعبنا الكوردي هو الآخر أكثر الشعوب التي تعرضت لهكذا سياسات عنصرية وجرائم إبادة جماعية بل ذاك هو الواقع وذلك عبر تاريخه الطويل في المنطقة؛ إن كانت في الفترة الإسلامية وما عرفت بالغزوات و”الفتوحات الإسلامية” إبان خلافتي أبو بكر الصديق وعمر بن الخطاب والهجوم البربري للجيوش الإسلامية على كوردستان وفارس بقيادة عياض بن غنم أو ما تلاها من حروب وغزوات وصولاً إلى العصر الحديث؛ حيث الأنظمة القومية العنصرية والسياسات الشوفينية والإبادات الجماعية وذلك إن كان في حلبجة والأنفال عموماً من قبل حكومة النظام العراقي البعثي الصدامي البائد وكذلك من سياسات الحكومات التركية الطورانية في شمالي كوردستان؛ حيث مجازر ديرسم وغيرها.. ومؤخراً ما يتعرض له شعبنا من هجمات بربرية وحشية من قبل ممن يعرفون بمرتزقة الدولة الإسلامية “داعش” وذلك في كل من شنكال وكوباني والتي هي ليس إلا

17

إستمرار للغزوات الإسلامية وفي ذلك تقول كتب التاريخ ومنها موسوعة ويكيبديا بأن قد “تعرض الايزيديون عبر التاريخ الى 72 عملية ابادة استهدفتهم لاسباب دينية غالبا. تنوع قادة الحملات الاسلامية عبر السنين مع بقاء مضمون كل حملة ثابتا وهو القتل العشوائي وسبي النساء والاطفال واحراق المزارع والمدن فوق رؤوس ساكينها. اقترنت الحملات بصدور فتاوى التكفير واستحلال القتل والسبي باسم الاسلام،[102] فكانت من أهم الفتاوى التي أباحت قتل الايزيديين فتوى احمد بن حنبل في القرن التاسع وأبي الليث السمرقندي والمسعودي والعمادي وعبد الله الربتكي المتوفي عام 1159.[103]ولعل فتوى أبو سعود العمادي (وهو مفتي الدولة العثمانية في عهدي سليمان القانوني وسليم الثاني) أحد هذه الفتوى، حيث قادت إلى سلسلة من الفتاوى التكفيرية بحق الايزيديين.[104] أباح العمادي في فتواه قتل الايزيديين وسبي نسائهم وذراريهم بعد ان وصفهم بانهم “أشد كفرا من الكفار الاصليين”[105] وعلل ذلك ببغضهم لامام علي بن ابي طالب واولاده الحسن والحسين”. مع العلم؛ معروف عن هذه الجماعة الآيزيديين ودينهم وثقافتهم؛ التسامح والمحبة والتعايش الأخوي مع الآخرين ولم يسجل التاريخ يوماً بأنهم قاموا بالإعتداء أو العدوان على غيرهم .. وإن قصة علاقتهم وربطهم بالخليفة يزيد بن معاوية ومعاداة آل البيت والعلويين هي مجرد كذبة وحجة لقتلهم وإبادتهم كمجموعة ثقافية دينية متمايزة في المنطقة والعالم الإسلامي.

وهكذا فإن الإبادة الثقافية والتي تعرفها الموسوعة بأنها “مصطلح يستخدم لوصف التدمير المدروس لثقافات شعب أو أمة لسبب سياسي، اجتماعي، ديني، فكري، عرقي، أو عنصري” ينطبق تماماً على ما أرتكب من جرائم جماعية وممارسات جينوسايدية بحق الآيزيديين والكورد عموماً في منطقة الشرق الأوسط؛ حيث التدمير المدروس والممنهج من قبل حكومات عنصرية حاقدة مارست القتل الجماعي لأسباب سياسية، دينية وعرقية بحق الشعب الكوردي وذلك بهدف القضاء على هذه الأمة العريقة من خلال ممارسة “الإبادة الثقافية” بحقه حيث وكما يقول الدكتور منير العكش في كتابه “أمريكا والإبادات الجماعية” بأن ((اللغة والدين هما خط الدفاع الأخير للهنود ولا بد من القضاء عليهما” بهذه العبارة التي قالها مؤسس مدارس الهنود الحمر في أميركا الكابتن ريتشارد هنري برات، يقدم الفصل السادس من الكتاب الآلية التنفيذية لكنعنة الآخر، انطلاقا من القاعدة المعروفة بأن اللغة والدين هما من المكونات الحضارية والوجودية لأي أمة، فالتوالي الجيني لأمة قد يعطيها القدرة على البقاء المادي في حين أن سلخها عن هويتها الثقافية يجعلها غير قابلة للتجديد والحياة والتطور وبالتالي تصبح أكثر قابلية للتبعية والتلاشي في ظل القوة الأكبر والأقوى ثقافيا حتى لو كانت تمتلك حضارة ما عبر التاريخ)). وهكذا فإننا نلاحظ بأنها نفس السياسية التي مورست وما زالت تمارس بحق الكورد وفي مختلف العصور والأزمنة ومن قبل كل الحكومات التي حكمت بمصير شعبنا؛ إن كانت دينية أو قومية عنصرية شوفينية بحيث دفع بأحد أهم الباحثين الإجتماعيين في المنطقة وهو الأستاذ إسماعيل بيشكجي لأن يقول عن كوردستان بأنها “مستعمرة دولية” في إشارة إلى حالة العبودية والإستعباد والتبعية للقوى الأكثر قوةً في المنطقة؛ ثقافياً وسياسياً وحتى إجتماعياً حضارياً وبالتالي محاولة صهر وذوبان الكورد في بوتقة الشعوب الأقوى والإستعمارية في كوردستان.

طبعاً الإبادة الثقافية لشعبنا لم تتوقف عند الحروب والأنفال والمجازر الجماعية وإن كانت تلك هي الوجه الأكثر بشاعةً ودموية، بل تعدى إلى محاربة كل ما يتعلق بالجانب الفكري والثقافي واللغة مباشرةً وعلى الأخص مع المرحلة الأخيرة وفترة الدول والحكومات القومية والسياسات العنصرية والتي جاءت بعد مرحلة الإستعمار الغربي للمنطقة وتقسيمها بموجب إتفاقيات سايكس _ بيكو 1916 ولوزان 1923 وغيرها من المعاهدات والإتفاقيات التي تناولت وضع المنطقة بين القوى الإستعمارية آنذاك؛ أي في بدايات القرن الماضي حيث كان من نتائجها تقسيم كوردستان أيضاً وبين أربعة دول غاصبة وحاقدة على كل ما هو كوردي ومحاربته بكل السبل والوسائل ومنها قضية اللغة والثقافة؛ فكانت منع اللغة والثقافة الكوردية من الإحياء والنشاط والعمل عليها، ناهيك عن حرمان شعبنا وأبنائنا من التعلم بلغة الأم إلا فيما ندر من مراحل تاريخية وبذلك فهي عملت وتعمل على الإجتثاث من الجذور كون “اللغة هي الوعاء لثقافة أي شعب .. والذاكرة تعني كل التراكم الثقافي لهذا الشعب خلال آلاف السنين” (أبوبكر القاضي – مناهضة الإبادة الثقافية في السودان) وبالتالي فعندما تمنع شعب وأمة من تعلم وممارسة لغته وثقافته فأنت تريد أن تمحي ذاكرة ذاك الشعب وتمارس بحقه (الإبادة الثقافية) بأكثر أشكالها تعبيراً وتمظهراً في الواقع الحياتي اليومي لتلك الأمة، وقد مارست هذه الحكومات الغاصبة كل أشكال محاربة الثقافة الكوردية بما فيها تغيير وتعريب أسماء القرى والبلدات الكوردية وتبديلها بأسماء عربية أو تركية كجزء من محاربة كل نشاط ثقافي كوردي وكم من كاتب ومثقف قد تعرض للملاحقة والإستجواب والسجن بسبب نشاطهم في خدمة اللغة والثقافة الكوردية، بل إن محاربة هذه الأنظمة لطمس التراث الكوردي وصل لحد منع الغناء والفولكلور الكوردي وكذلك سرقة الكنوز التاريخية والأثرية والتي كانت تكتشف في مناطق كوردستان المختلفة ويتم عرضها في متاحف الدولة على إنها جزء من تراث الشعوب السائدة؛ إن كان العرب أو الفرس والترك وكم هناك من كنوز أثرية لشعبنا وأجدادنا وهي تعرض في متاحف الدول الأربعة الغاصبة لكوردستان على إنها جزء من حضارات تلك الشعوب.

وهكذا فإنه يمكن إعتبار ما يمارس من قبل الحكومات الغاصبة لكوردستان هي تجسيد فعلي لسياسة “الإبادة الثقافية” بحق شعبنا وتاريخنا وتراثنا الفكري والثقافي وكأحد أهم المكونات الحضارية في منطقة الرافدين وميزوبوتاميا.. ناهيكم عن الحرمان من الحقوق السياسية والإجتماعية في ممارسة حياته الطبيعية ضمن جغرافية كوردستان وذلك بحكم سياسة الإستعمار، بل الإستعباد

18

حيث يمكن القول بأن كوردستان مستعبدة وليس فقط مستعمرة كون سياسية هذه الحكومات الغاصبة لكوردستان؛ أرضاً وشعباً وثقافةً تحاول أن تجعل من شعبنا عبيداً وموالي لها بحيث تجتث الجذور في عملية إبادة ثقافية جماعية لكل التاريخ والثقافة الكوردية.

 

 

 

التغيير الديمغرافي في سوريا

عفرين نموذجاً

 

 

 

 

 

 

 

مقدمة وتمهيد بخصوص مفهوم التغيير الديموغرافي

إن الدّيموغرافيا (بالإنكليزيّةDemography): والمعروفة بعلم السكّان؛ هي “عبارة عن دراسة لمجموعة من خصائص السكّان، وهي الخصائص الكميّة، ومنها الكثافة السكانيّة، والتّوزيع، والنموّ، والحجم، وهيكليّة السكّان، بالإضافة إلى الخصائص النوعيّة، ومنها العوامل الاجتماعيّة، مثل: التّنمية، والتّعليم، والتّغذية، والثّروة. وتُعرَّف الدّيموغرافيا بأنّها الإحصاءات التي تشمل الدّخل، والمواليد، والوفيات، وغيرها ممّا يُساهم في توضيح التغيُّرات البشريّة، ومن التّعريفات الأخرى لها هي علم إحصائيّ اجتماعيّ وحيويّ، يعتمد على دراسة مجموعة من الإحصاءات حول الأفراد”. ذاك هو وبإختصار شديد ما يمكن أن يقال عن التركيبة السكانية والدراسات المتعلقة بها بحيث يتناول حيوات مجموعة بشرية في بقعة جغرافية محددة أثنياً أعراقياً أو وفق المعرفة الجيوبوليتيكية لعلم الأجناس والجغرافيات المحددة بها ولها وذلك ضمن خرائط تعرف بالوطن والهوية الوطنية. لمجموعة بشرية ذات خصائص مشتركة وبحسب بعض المصادر فإن البدايات الأولى لعلم الدّيموغرافيا تعود إلى (جون غرونت) حيث “وضع أوّل إحصائيّة ديموغرافيّة عام 1662م لأعداد الوفيات، عن طريق دراسة سجلّات القتلى الأسبوعيّة التي تعود إلى نهاية القرن السّادس عشر للميلاد، بعدها قدّرغرونت النِّسب الرقميّة، ووزّعها بين الإناث والذّكور، وأضاف إليها معدّلات الولادة والوفيات لمدينة لندن والمناطق الريفيّة”. وهكذا فإن دراسات (جون غرونت) ومساهماته كانت “الأكثر أهميّةً وشُهرةً في التّحليل الديموغرافيّ، ممّا أدى إلى تأثُّر العديد من الباحثين بها، مثل: يوهان سييلش، وغوتلش أوردنونج؛ وذلك بتحليلهما أعداد ما يقارب 1056 شخصاً في بعض المحافظات والمدن في بروسيا، ونتج عن ذلك صدور أوّل جدول إحصائيّ لسكان بروسيا في عام 1765م .. واستمرّت الدّراسات الديموغرافيّة بالتطوّر في القرن التّاسع عشر للميلاد، واهتمّت بشكلٍ أكبر بمُتابعة معدّلات الولادة والوفاة في الدُّول الصناعيّة، وازداد الاهتمام بمُتابعة نتائج الإحصاءات الديموغرافيّة أثناء الفترة الزمنيّة بين الحربين العالميّتين، فأُسِّس الاتّحاد الدوليّ للدّراسات العلميّة للسكّان في عام 1928م”.

 

وهكذا فإن قضية التغيير الديموغرافي تتعلق ب”دراسة الخصائص السكانية لرقعة جغرافية معينة من حيث توزيع الأفراد على مجموعة معدلات نسبية، مثل: الولادة، والوفاة، والفئة العمرية، والمرحلة الدراسية، والقوم، والجنس، والدين”. وتتأثر تلك النسب ب”معدل وفيات الأطفال، متوسط العمر المتوقع، معدل وفيات، مؤشر الولادة: عدد الأطفال المولودين في السنة، اللجوء: عملية مغادرة البلاد بغرض الحماية بسبب الحرب، أو الاضطهاد السياسي أو القومي أو الديني أو بفعل الكوارث الطبيعية، النزوح: عملية مغادرة المسكن الأصلي لمكان آخر ضمن حدود البلاد بغرض الحماية لنفس أسباب اللجوء، الاستيطان: عملية إسكان واسعة في أرض دون رضى أصحابها، بغرض تغيير التركيبة الديموغرافية للرقعة الجغرافية المستهدفة، التهجير الجماعي: ترحيل مجموعة من الأفراد من موقع جغرافي إلى آخر. ويكون جريمةً في حال حصل قهراً دون رضى المهجّرين، أو في غياب السند القانوني، أو لم تتوفر شروط السلامة والحماية المطلوبة أثناء التنقل. ويشمل مفهوم الترحيل ما كان بإشراف قوة عسكرية أو شبه عسكرية من

19

خلال تسيير عملية التنقل، أو من خلال فرض واقع أمني أو اقتصادي أو صحي لا يترك للمدنيين خياراً سوى الهجرة من محل إقامتهم، الإبادة الجماعية: هي الجرائم المرتكبة بسبق نيّة وترصد بغرض التدمير الكلي أو الجزئي لجماعة قومية أو إثنية أو قومية أو دينية إمّا من خلال قتل أفرادها، أو إلحاق ضرر جسدي أو نفسي جسيم بحقهم، أو إخضاعهم عمداً لظروف عيش قاهرة، أو فرض تدابير تحول دون تكاثرهم، أو من خلال نقل أطفال الجماعة عنوةً إلى جماعة أخرى، جريمة حرب: هي كل جريمة جنائية بحق الأفراد المحميين بموجب القانون الدولي، والناتجة عن سياسة أو أوامر من القيادة والتي وفرت الحرب ظروف ارتكابها، الأمن الاقتصادي: مدى قدرة الحفاظ على معدل دخل وطني بما يدعم سبل المعيشة في الحاضر والمستقبل المنظور، المجموعة الإثنية/الملّية: مجموعة سكانية تتميّز بنسق ثقافي أو انتماء قومي ويضمّ عادة اللغة والدين”.

 

سوريا وعفرين والتركيبة الديموغرافية قبل كارثة الحرب

وبما أن موضوعنا يتعلق بالتركيب السكاني في سوريا وتحديداً بعفرين فعلينا أن نقف ولو بعجالة على واقع سوريا الديموغرافي وعفرين وذلك قبل الحرب الكارثية المدمرة لكل البنى الاقتصادية والمجتمعية ومنها طبيعة التركيب الديموغرافي لمختلف مناطق سوريا حيث وقبل الأزمة كانت الخارطة الديموغرافية السورية تتكون من أغلبية عربية سكانية تتوزع في الداخل وشمال شرق سوريا بنسب تبلغ أكثر من نصف سكان سوريا بقليل ويأتي بعد العرب السنة كل من الكرد والعلويين العرب حيث يتوزعون في الشمال والساحل السوري تباعاً وكذلك تتخلل في بعض المناطق آشوريين؛ كلدان وسريان “مسيحيين” في الجزيرة والساحل وبعض ضواحي دمشق العاصمة وكذلك نسبة من التركمان فيما بين جرابلس وأعزاز وأخيراً العرب الدروز في الجنوب السوري مع نسب قليلة من الشراكسة والأرمن متوزعين في جغرافيات متفرقة .. وهكذا فإن التوزيع الديموغرافي السوري عرف بالفسيفساء السكاني نسبةً لتعدد الأعراق والطوائف والمذاهب الدينية حيث المسلمون؛ سنة وشيعة وعلويين ودروز وإسماعيلية وكذلك هناك المسيحية بطوائفها المتعددة والآيزيديين الكرد وعلى المستوى الإثني العرقي فهناك العرب والكرد والآشوريين والتركمان والأرمن والشراكسة، يعني تعدد أعراقي يشكل النسيج المجتمعي السوري.

 

وكانت عفرين ضمن هذه الخارطة الديموغرافية لها طابعها الخاص حيث تسيد العرق واللون الكردي والذي كان يشكل نسبة تتجاوز ال 95% من نسبة سكان المنطقة وبذلك فإنها كانت تتجاوز كلا المنطقتين الكرديتين الأخريتين؛ الجزيرة وكوباني حيث عفرين ورغم عمليات التعريب من نظام البعث السوري وفق قوانين “الاصلاح الزراعي” حافظت على تركيبتها السكانية الشبه خالصة حيث الطابع والهوية الكردية مع بعض القرى أو بالأحرى المستوطنات العربية على ضفاف نهر عفرين وذلك بموجب قوانين البعث والدولة الأمنية البوليسية التي قامت بجلب بعض العوائل العربية ووزعت عليهم أراضي زراعية خصبة سلبت من بعض رموز الاقطاع في المنطقة، لكن وعوضاً من أن تعود ملكية تلك الأراضي لأبناء المنطقة من الفلاحين الكرد، قامت الدولة السورية ووفق العقلية الشوفينية العنصرية كما قلنا قبل قليل بجلب مستوطنين عرب من مناطق أخرى وعلى الأخص من ريفي حلب والرقة وتم توزيع تلك الأراضي الخصبة عليهم وذلك بهدف التغيير السكاني للمنطقة وزرع عناصر موالية لها بحيث تستخدمهم كعناصر تجسس على سكان المنطقة وبالأخص ضد نشطاء الحركة الوطنية الكردية حيث كان الجزء الكردستاني الملحق بسوريا قد شهدت ولادة أول تنظيم سياسي لها عام 1957 تحت مسمى؛ الحزب الديمقراطي الكردستاني والذي كان لكرد عفرين الدور البارز بتأسيسه وتشكيله حيث ومن أصل سبعة أعضاء مؤسسين كان أربعة منهم من أبناء عفرين.

 

طبعاً التركيبة السكانية لمختلف مناطق سوريا قبل الحرب المدمرة الأخيرة لم تتغير كثيراً إلا في إطار الإنزياحات الطبيعية الخاضعة لمسألة البحث عن المعيشة حيث الهجرة من الريف للمدينة وذلك ما عدا المناطق الكردية؛ كونها تعرضت لسياسات التعريب بفعل “قانوني الاحصاء والاصلاح الزراعي” حيث بهما تم زرع مستوطنات عربية بهدف القيام بفصل عنصري أو ما يمكن تسميته بجدار الفصل العنصري البشري بحيث شكلت تلك المستوطنات نوع من السياج البشري داخل الجغرافية الكردية كما قلنا، أما باقي مناطق سوريا فلم تشهد مثل ذاك التغيير الديموغرافي إلا في إطار هجرة أبناء الريف للمدينة والبعض الآخر لخارج البلاد بهدف الدراسة أو البحث عن سبل جديدة لتحسين أوضاعهم المعيشية، لكن ومع بداية الأزمة السورية وعلى الأخص بعد تحول المظاهرات السلمية إلى حرب مدمرة للبنى التحتية الاقتصادية وللواقع والتركيب الديموغرافي وإنقسام المجتمع السوري طائفياً حيث النظام (العلوي) والمعارضة (السنية) طبعاً وفق تسمية محركي المجاميع العسكرية الميليشاوية فإن هذه الميليشيات بدأت تشن عملياتها العسكرية بمنطق وعقلية طائفية بعد أن كان مطالب الشعب السوري هو الخلاص من نظام أمني استبدادي مافيوي .. وهكذا بدأت حكاية أو بالأحرى مأساة الشعب السوري مع الحرب الطائفية والتي كانت من أسوأ نتائجها التدميرية هو

20

التغيير السكاني لمختلف مناطق سوريا وقد كانت عفرين آخر تلك المناطق التي شهدت هذه التغييرات، بل ربما أسوأها كارثيةً ودماراً على مستوى التغيير الديموغرافي.. وللوقوف على القضية دعونا نتعرف على عفرين ولو بشيئ من الاقتضاب.

 

إن مدينة عفرين هي إحدى مدن محافظة حلب وهي مركز منطقة عفرين (كورداغ سابقاً)، تشكل أقصى الزاوية الشمالية الغربية من الحدود السورية التركية، وهي منطقة جبلية معدل الارتفاع بين 700 – 1269 م، وأعلى قمة فيها في الجبل الكبير كريه مازن (Girê Mazin) الذي يعد جزءاً من سلسة جبال طوروس في سوريا ومساحتها حوالي 3850 كم2 أي ما يعادل 2% من مساحة سوريا تقريباً. وإن منطقة عفرين متنوعة في جغرافيتها بين السهول والجبال ويمر بها نهر عفرين الذي يمتد في سوريا مما يقارب 85 كم ويعتبر هذا النهر وروافده من أهم المصادر المائية لهذه المنطقة الزراعية. وإدارياً تتبع منطقة عفرين لمحافظة حلب ومركزها مدينة عفرين التي تبعد عن حلب 63 كم وعدد السكان حوالي 60 ألف نسمة طبعاً تضاعف العدد بعد “الثورة السورية” بأكثر من ثلاث مرات وتتألف بالإضافة إلى مدينة عفرين من سبع نواح هم: (مركز المنطقة، شران، شيخ الحديد، جنديرس، راجو، بلبل ومعبطلي) و366 قرية ويبلغ مجموع عدد سكان منطقة عفرين (523,258) نسمة حتى تاريخ (31/12/2010) وهم من الكورد لكن حالياً تجاوز المليون نسمة مع بعض الجاليات العربية التي سكنت المنطقة أو جلبت بموجب سياسة عنصرية من نظام البعث وبحجة الاصلاح الزراعي كما ذكرنا. وأخيراً فإن عفرين هي جنة الزيتون حيث يفوق عدد أشجارها الخمسة عشر مليون شجرة.. ذاك موجز جد مختصر للمنطقة من حيث الطبيعة والسكان والجغرافية ولكن تبقى عفرين بجانبها الفكري والثقافي والحضاري أكثر أهميةً ودلالةً على إنها كانت المنطقة الأكثر تطوراً اجتماعياً وحضارياً وثقافياً من باقي مناطق كوردستان ليس فقط في الجزء السوري وإنما في عموم كوردستان وإن المنطقة كانت قد شهدت في السنوات الأخيرة وتحت ظل الإدارة الذاتية المزيد من التطور في مختلف المناحي العمرانية والثقافية حيث شهدت المنطقة حراكاً عمرانياً كبيراً مع تطور بالجوانب الثقافية التعليمية باللغة الأم وبذلك كانت المنطقة تؤكد يوماً بعد آخر على هويتها الكردية وذاك ما جعلت تركيا مع بعض المجاميع الميليشاوية ذات التوجه السلفي الإخواني من التحرك لضرب المشروع السياسي في المنطقة بحجة “محاربة الإرهاب” رغم أن الجميع يعلم بأن تركيا وتلك القوى استهدفت المكاسب الكردية وقد صرحت الكثير من القيادات التركية والمعارضة السورية بتلك الحقيقة وقد وصل الأمر بالبعض منهم لأن يقول؛ “إذا فكر الأكراد بتقسيم سوريا فإننا سوف نقسم ظهرهم” وللأسف هذا ما حصل بتاريخ 18/3/2018 مع دخول القوات الغازية لتحتل المنطقة وتكون بداية الفاجعة العفرينية.

عفرين والتغيير الديموغرافي مع قوى الاحتلال

إن عمليات التغيير في سوريا بدأها النظام بمساعدة حلفائها الإيرانيين وتوابعها من حزب الله اللبناني والمجاميع الشيعية العراقية والأفغانية وغيرها وذلك بعد تحويل مسار الثورة السورية لحرب طائفية مدمرة على يد كل القوى الإقليمية والدولية الفاعلة في المقتلة السورية حيث “كانت أولى التطبيقات العملية المعلنة للتفريغ الطائفي في سوريا بدأت بالظهور بشكل فج وعنيف في مناطق جبلة وبانياس، كمنطقة أولى يتوجب إفراغها من سكانها، وبدت هذه مهمة مستعجلة يتوجب إنجازها بأسرع وقت ممكن للوقوف على خيار الدويلة الطائفية بشكل صلب. في سبيل ذلك استخدم النظام حزمة من الأساليب كان أخطرها على الإطلاق المجازر التي ارتكبت بحق سكان تلك المناطق، البيضا وبانياس، بالإضافة إلى التنكيل بأحياء اللاذقية السنية. وفي ظل انشغال العالم حينها، عمد النظام إلى اعتقال ألاف من شباب تلك المناطق وتغييبهم في السجون، الأمر الذي سيشكل إنذاراً صريحاً للغالبية السنية في تلك المناطق بأن استمرار بقاءهم سيكلفهم حياة أبناءهم”، يقولها أحد الكتاب في معرض الوقوف على قضية التغيير الديموغرافي في سوريا ويضيف كذلك وبقول: بأن “حركة التطهير الطائفي تلك ستمتد إلى ما خلف الجبل والساحل لتشكل قوساً تتموضع قاعدته عند حدود غرب نهر العاصي، وكأن الدويلة قد رسمت حيزها بين البحر والنهر”، بل سوف تمتد إلى العاصمة دمشق نفسها وكذلك كل من الريف الدمشقي وصولاً لريف درعا جنوب سوريا لتشكل وفق عقلية حلفاء النظام ما تسمى ب”سوريا المفيدة” ممتدة من محافظة إدلب إلى دمشق وصولاً لمحافظات الجنوب من درعا والسويداء تاركةً الشمال السوري وبالأخص محافظة أدلب وريف حلب “مكب المجاميع التكفيرية” حيث “ارتفع عدد الأسر المهجرة قسرا من مختلف المناطق السورية إلى محافظة إدلب إلى نحو 45488 عائلة” بحسب سكاي نيوز وطبعاً عفرين ضمن تلك المنطقة الجغرافية المشمولة بجعل تلك المناطق مكب لتلك القوى الإسلاموية المتطرفة وتحت الحماية التركية وذلك عبر تفاهم إقليمي؛ إيراني تركي روسي.

وهكذا فإن قضية التغيير هي جزء من ميكانيزمية الحرب الدائرة في سوريا حيث وعلى مستوى منطقة عفرين وبعد مقاومة بطولية من أبناء المنطقة تحت راية وحدات حماية الشعب والإدارة الذاتية في وجه العدوان التركي الإسلاموي فقد سقطت المدينة على مذبح المصالح الإقليمية الدولية والقراءات السياسية الكردية الخاطئة تحت قوى الاحتلال بتاريخ 18/3/2018 لتكون بداية الكارثة والمقتلة العفرينية حيث دخلت تلك المجاميع التكفيرية بعد هروب السكان المدنيين لتقوم ميليشيا الاحتلال بأكبر عملية نهب وسلب وتعفيش في تاريخ المنطقة ربما وليس فقط في عمر الأزمة السورية وبطريقة حاقدة وممنهجة حيث ما لا يمكن سرقته، تم تدميره

21

وتخريبه ليتم إفراغ المنطقة من كل ما يمكن أن يعتبر وسيلة عيش واستمرار بالحياة وإن هذه المجاميع التكفيرية لم تكتفي بذلك فقط، بل لجأت لأساليب فاقت أساليب شبيحة النظام السوري من ترويع وتهجير ومنع السكان من العودة لبيوتهم وقراهم، مما أجبر أغلبية أبناء المنطقة وعلى الأخص ممن يعتبر محسوباً على الإدارة الذاتية بأن لا يفكر بالعودة إلى عفرين خوفاً من التصفيات الجسدية، بل وللأسف فإن الملاحقة باتت مصير كل من ارتبط بتلك الإدارة ولو عن طريق التوظيف بها حيث يتم محاسبته والاقتصاص منه بعقلية فاقت عقلية النظام العراقي الطائفي تحت مفهوم “إجتثاث البعث” ولذلك فقد بقي أغلب العفرينيين في المخيمات ولا يفكرون بالعودة لقراهم ومن يخاطر بحياته من الذين لم يرتبط بالإدارة، بل حتى أولئك الذين كانوا يعارضونها في الخفاء والسر، يجد الصعوبة والاستحالة من إمكانية الوصول للمنطقة نتيجة الحواجز العديدة التي تمنع أولئك السكان من العودة وقد شارك في ذاك المنع النظام السوري لدرجة ما وذلك عندما حجزت سكان عفرين في مناطق خاضعة لسيطرتها وكذلك فإن الإدارة وبشكل ما هي الأخرى وتحت بند عدم “تشريع الاحتلال”، ساهمت بعدم عودة هؤلاء المدنيين لـ”حياتهم الطبيعية” تحت الاحتلال.. طبعاً يرافق هذا المنع لعودة العفرينيين لقراهم وحقولهم مع حركة توطين كبيرة لمن يتم جلبه من المناطق الأخرى وبالأخص من الغوطة، ناهيكم عن استيلاء تلك الميليشيات وعوائلهم على بيوت سكان عفرين الذين يمنعون من العودة إليها.

ربما يقول البعض بأن قضية التغيير الديموغرافي لن يكتب له النجاح حيث الشعوب وفي مراحل تاريخية شهدت انتقالات بين مناطق مختلفة نتيجة الحروب الداخلية وأيضاً الخارجية، لكن وبعد أن هدأت تلك المناطق ووقفت المدافع عن دك الحصون عادت تلك الشعوب لمواطنها وجغرافياتها وهكذا ستكون حال السوريين والعفرينيين ضمناً حيث يقول في ذلك أحد الكتاب السوريين ما يلي: “لا يتوقف الحديث حاليّا عن موضوع التغيير الديموغرافي في سوريا، و ذلك بسبب ما تمّ في الكثير من المناطق السوريّة من تهجير لسكّانها عبر الإحتلال العسكري المباشر على نموذج  بلدة القصير، أو بأماكن أخرى من سوريا عبر القصف و التدمير الشامل، و منع كل وسائل الحياة عن هذه المناطق لدفع من تبقّى حيّا من سكانها لمغادرتها كما نرى في كل المناطق المحرّرة. لكنّ الحقيقة أنّ التغيير الديموغرافي بحاجة لعشرات السنين حتّى يحدث و يستقرّ , كما أنّه بحاجة لعنصر بشري كافي يستوطن المناطق الّتي يتمّ إخلاءها , بالإضافة إلى تأمين حماية هذه المناطق بشكل دائم حتّى يتمّ إعمارها و إستثمارها . لا يملك النظام السوري و حلفائه لا الوقت ولا الإمكانيّات و لا العنصر البشري لتحقيق ذلك..”. وهكذا فإن الكاتب يقدم الإجابات رغم نفيه على قدرة النظام وغيره من القيام بهذه التغييرات الديموغرافية حيث يقول: “أنّ التغيير الديموغرافي بحاجة لعشرات السنين حتّى يحدث و يستقرّ , كما أنّه بحاجة لعنصر بشري كافي يستوطن المناطق الّتي يتمّ إخلاءها , بالإضافة إلى تأمين حماية هذه المناطق بشكل دائم حتّى يتمّ إعمارها و إستثمارها” وذاك ما تقوم بها تركيا وتلك المجاميع المسلحة الإسلاموية المرتبطة بها في عفرين حيث تقوم بجلب عناصر بشرية من خارج المنطقة من الغوطة وغيرها وإسكانهم مكان وفي قرى وبيوت العفرينيين وتأمن لهم الحماية والرعاية، بل وتطرد السكان الأصليين من الكرد من بيوتهم وقراهم ومع عامل الزمن والذي يبدو إنه سيمتد بفعل الواقع السوري الغير معلوم مآلاته بعد، سوف يتحول هذا الواقع الكارثي إلى “حالة طبيعية” بفعل الديمومة الزمنية.

وهكذا قد يصبح الأمر واقعاً ديموغرافياً جديداً بحيث يصبح الكرد أقلية سكانية في مناطقهم التاريخية وخاصةً تحت مفهوم ومنطق الحرب والاستعلاء الثوري بأن “لا ملكية لمعارض أو مهجّر” وقد طبقها النظام السوري في مناطق كثيرة وتطبقها عملياً قوى الاحتلال التركي والميليشيات الإسلاموية مع كل من ينتمي للإدارة الذاتية في مناطق عفرين حيث تسعى تركيا وتلك المجاميع التكفيرية لنشر نفوذها في المنطقة وذلك من خلال التضييق على السكان الأصليين من الكرد بعمليات الخطف والابتزاز لأصحاب الأموال لإجبارهم على بيع ممتلكاتهم، بل ربما تسلم المناطق بعد السيطرة عليها لشركات تركية تعيد إعمارها وتقديمها لعوائل مقاتليها رغم أن على أرض الواقع فقد استولت تلك الميليشيات على الكثير من بيوت المدنيين العفرينيين وبحيث جعلت البعض منها مقرات عسكرية والبعض الآخر دور سكن لأهاليهم المستوطنين وبالمناسبة؛ هو ذات الفعل الذي قام به النظام السوري في مناطقه بتسليمها لشركات إيرانية بحيث عملت وساهمت تلك الشركات في قضية التغيير الديموغرافي لدمشق والكثير من المناطق الأخرى.

وللوقوف بشكل دقيق على القضية فإننا وبعجالة سنضع بين أيديكم الإحصائيات التالية بخصوص التهجير والنزوح بين المدن السورية حيث “وبحسب أعداد السكان النازحين من المحافظات السورية المختلفة وفق آخر دراسة استقصائية للشبكة السورية لحقوق الإنسان، تصدرت قائمة النزوح منطقة ريف دمشق، حيث تجاوز عدد النازحين عتبة 2.2 مليون نسمة، معظمهم من أحياء العاصمة الجنوبية التي كان لها النسبة الأعلى في النزوح بسبب الدمار الواسع والمنهجي الذي طال تلك الأحياء. ومن مدينة داريا والغوطة الشرقية في كل من دوما وحرستا وجوبر والقابون وبرزة على نحو خاص، والتي تعتبر مناطق شبه خالية نتيجة محاصرتها من قبل قوات النظام واستهدافها بشكل مباشر لوقت طويل. وتعتبر محافظة الرقة من أكثر المحافظات احتضانًا للنازحين، حيث يتواجد فيها ما لا يقل عن 1.4 مليون نازح، معظمهم من حلب وإدلب، تليها مدينة دمشق باحتضان ما لا يقل عن 1.2 مليون نازح، معظمهم نزحوا من الأحياء الجنوبية ومن مدن الغوطة الشرقية وداريا ودوما وجوبر والقابون وبرزة، ومن منطقة القلمون. تليها محافظة حماة التي تحتضن ما لا يقل عن 650 ألف نازح، أغلبهم من محافظة حمص ومن مدينتي الرستن

22

وتلبيسة وأحياء حمص المدمرة بشكل شبه كامل، تليها محافظة السويداء التي تحتضن ما لا يقل عن 300 ألف نازح أغلبهم من محافظة درعا، وبعضهم من غوطة دمشق الغربية”. وبالتالي فإن واقع التغيير الديموغرافي ووفق الاحصائيات السابقة وما يجري على الأرض واقعياً، يمكننا القول بأن سوريا وللأسف باتت مقسمة طائفياً وهناك من يريد تركيا والقوى العربية السنية من تغيير ديموغرافية عفرين الكردية لتصبح بطابع عربي تركماني سني وللأسف.

خاتمة ومحاولة البحث عن المخارج والحلول الواقعية

يؤسفنا القول؛ بأن كل القوى المحلية والإقليمية والدولية قد ساهمت أو على الأقل توافقت على تقسيم سوريا طائفياً وكان تقديم عفرين كبش فداء على مذبح تلك المصالح حيث عندما قلت في بوست سابق؛ ما الثمن الذي قبضها الإدارة الذاتية مقابل عفرين هو بكل تأكيد لم تكن تبرأة لذمة الإدارة أو حزب الاتحاد الديمقراطي، بل هم أيضاً يتحملون جزء كبير من المسؤولية إن كانت نتيجة سياسات خاطئة أو أخطاء سياسية، لكن طرحنا ذاك جاء لنقول للبعض بأن؛ “حارتنا ضيقة وبنعرف بعض” حيث إن كانت الإدارة ونتيجة قراءة سياسية خاطئة ساهمت في كارثة عفرين، فللأسف هناك الآخرين الذين لم تكن لهم إلا غاية واحدة؛ ألا وهي افشال تلك الإدارة ولو على حساب القضية والتعاون مع الأعداء وكانوا من الأوائل الذين ساهموا في التغيير الديموغرافي للمنطقة وذلك عندما شجعوا مؤازريهم للخروج من المناطق الخاضعة للإدارة الذاتية بإتجاه إقليم كردستان.. أما أهم العوامل التي أدت أو كانت السبب الرئيسي في كارثة عفرين هي الصفقات الدولية والإقليمية القذرة والتي هي دائماً على حساب الشعوب وقضاياهم.

 

وهكذا وللأسف فإن الجميع ساهم بطريقة ما في مأساة شعبنا وأهلنا، لكن ما يشفع للإدارة الذاتية ربما هي قضية موقفها أو رغبتها السياسية في عدم ذهاب الأمور إلى ما هي عليه اليوم، لكن رغبتها أو مطلبها السياسي ذاك وقراءاتها وقدراتها السياسية لم تكن متكافئة ودقيقة وناجعة، مما جعلتها تصبح هي الأخرى شريكة في المقتلة العفرينية حيث لم تقدر على قراءة تفاصيل اللعبة السياسية بحيث اضطرت بالأخير القبول بالصفقة ولو على مضض وذلك للمحافظة على ما تبقى تحت سيطرتها، طبعاً إن لم نشهد صفقات سياسية أخرى على حساب شعبنا ولذلك يبقى موقف الإدارة، أفضل من موقف أولئك الذين ساهموا في إفشال الإدارة الذاتية .. وبالتالي فإن المطلوب مرحلياً العمل على لملمة الجراح ومحاولة قطع الطريق على ذهاب الأمور إلى مآلات أكثر كارثية وذلك إما من خلال ملاحم بطولية تجبر القوى الغازية وهؤلاء المستوطنين على مغادرة المنطقة لتعود عفرين لأهلها وثقافتها وهويتها الحضارية ذات الملامح الكردية، أو التوافق والاتفاق مع القوى الإقليمية والدولية بحل الملف سياسياً وعودة شعبنا ومنطقتنا إلى ما قبل الاحتلال التركي الإخواني لها.. وإلا فإن عفرين ستكون كركوك، بل ربما قدس الفلسطينيين بحيث يتغنى بها الشعراء والفنانيين وهي تسلب من جغرافيتها الكردستانية.

23

أنت كوردي

..أنت ممنوع من الحياة.؟!!

 

نعلم جميعاً بأن الكورد قد تعرضوا للتهميش والغبن بل الإقصاء وذلك عند رسم خارطة المنطقة في بدايات القرن الماضي وبالتالي عدم نيلهم لحقوقهم السياسية أسوةً بغيرهم من شعوب المنطقة في أثر الحربين العالميين الأولى والثانية وملحقاتهما مما وقع من اتفاقيات ومعاهدات دولية رسمت خارطة المنطقة منطقة الشرق الأوسط مما دعا العديد من الكتاب والمفكرين لأن يطلقوا تسميات وتوصيفات عدة للحالة الكوردية منها؛ ((لا أصدقاء سوى الجبال)) و ((ليس للكوردي إلا الريح)).. وغيرها من النعوت والمسميات وهي بالتأكيد تشير إلى حرمان هذا الشعب الذي يبلغ تعداده ما يتجاوز الأربعون مليوناً من أي حقوق سياسية ولا حتى ثقافية اجتماعية، بل قسم وشتت بين أربعة بلدان وجغرافيات سياسية أقلها عنصرية وشوفينية تلك التي تقول بـ”أنهم إخوتنا في الدين” ناهيك عن المآسي والحروب والمجازر الجماعية التي فرضت على شعبنا من مجزرة ديرسم إلى حلبجة .. إلى ما تقوم به الجماعات السلفية والمتطرفة من أمثال “داعش” وأخواتها في زمننا وأيامنا هذه وذلك في كل من الإقليمين الغربي والجنوبي لكوردستان.

إن ما دعاني لكتابة هذا المقال هي التصريحات المتكررة للقيادات السياسية في كل الدول والبلدان التي ما زالت تغتصب كوردستان قضيةً وأرضاً ومفهوماً سياسياً حيث ما زالت العقلية نفسها والتي تنفي حقيقة كوردستان قضية وجغرافية والنظر إليها على أنها “مؤامرة دولية” يتم تحريكها من قبل الغرب الإمبريالي الاستعماري وبواسطة أدوات محلية “طابور خامس” وبالتالي يجب الوقوف في وجهها والتصدي لكل تلك المحاولات التي تهدف إلى “النيل من الهوية الوطنية” لتلك البلدان وهي بشكل أو آخر إعادة لاسطوانة النظام التي تقول بـ”اقتطاع جزء من الوطن والحاقه بدولة أجنبية” وها هو الصديق د. هجار شكاكي يكتب على صفحته الشخصية بوستاً في هذا المعنى: ((يقول ذلك الشيخ المنتفض ضد المالكي وهو يقول قائدنا محمد: نعم سوف نقف مع المالكي ضد بيع النفط العراقي وياهلا بحكومة مالكي ثالثة بلجي يوكف بوجه البرزاني “و” يقول أحد أعضاء الإئتلاف السوري ويوافقه في ذلك معاذ الخطيب والمناع: سنقف مع الأسد في حال تم تهديد عروبة ووحدة سوريا شعبا و أرضا)). وما نلاحظه إن الخطاب السياسي لكل من النخب الثقافية والسياسية في كل من إيران وتركيا ليس بأفضل من ذاك بل لا يختلف عنهما وربما يكون أسوء منهما.
وهكذا نجد وللأسف توافقاً سياسياً بين كل تلك النظم السياسية التي تضطهد شعبنا وتغتصب أرضنا، بل الأسوأ في الأمر هو التطابق الفكري والموقف السياسي بين كل من النظام والمعارضة في هذه البلدان في رؤيتها وموقفها من القضية الكوردية حيث الكل متفق على أن “لا قضية كوردية ولا كوردستان” على جغرافية هذه الدول الغاصية، بل وفي أحسن الأحوال أقليات عرقية “وافدة” من جغرافيات أخرى إلى جغرافياتهم السياسية وبالتالي فلا يحق لهم غير مفهوم المواطنة وأن أي إدعاء بقضية الأرض والجغرافية هي خيانة بحق الوطن الذي آواهم وحماهم من ويلات الحرب وجحيمها وكأن الكورد هبطوا من كوكبٍ آخر وليس هم أيضاً شركاء في هذه الجغرافيات وأنهم يعيشون على أرضهم ووطنهم وقد شهدت مناطقهم الهجرات الداخلية وذلك بسبب الظروف المعيشية وكذلك الأمنية والحروب مثلهم في ذلك مثل كل شعوب المنطقة والتي عرفت مراحل انكسار وانكماش وأيضاً انتصار وتمدد على حساب غيره من الأمم والشعوب المجاورة في هذه البقعة الجغرافية والتي تعرف بمنطقة ميزوبوتاميا والشرق الأوسط عموماً.

24

إذاً فأنت أيها الكوردي محاصر؛ سياسياً فكرياً وأيضاً جغرافياً بعدد من الثقافات والبلدان والدول الغاصبة التي تلغي وجودك من التاريخ والجغرافيا وحتى حق الحياة ممنوعٌ عليك إن طالبت بكورديتك وهويتك الخاصة، فليس لك من هوية إلا ما تم ويتم اختياره لك من قبل الآخر، فأنت عربي في مكان وتركي وفارسي في جغرافية أخرى وهكذا فـ”ليس لك إلا الريح” في عرفهم وثقافتهم وعليك أن تدرك هذه الحقيقة المرة؛ إن طالبت بأكثر من “الريح” لك البارود والرصاص وزنازين الطغاة والكلاب المسعورة وهي تنهش في لحمك الرخيص على باب مسالخهم المنتشرة على جغرافيات وطنك وكافيةٌ لكي تقتنع أخيراً بأن: ليس للكوردي إلا الكوردي.

 

“نحن أمة واحدة”

مقولة سلبت الكورد دولتهم الوطنية!!

يعتبر الكورد أحد أكبر الشعوب الأربعة والتي تشكل جغرافية ما تعرف بالشرق الأوسط حيث مع كل من الشعوب الثلاث الأخرى وهم؛ العرب والفرس والأتراك، إضافةً إلى عدد من الأقوام والشعوب الأخرى الأقل إنتشاراً، مثل: التركمان واليهود والكلدوآشوريين والأرمن يرسمون خارطة المنطقة، لكن ما يلاحظ ومن خلال قراءة التاريخ والواقع الجيوسياسي على الأرض؛ بأن الكورد كانوا دائماً الضحية في سياسات هذه الدول والشعوب الثلاثة الكبرى وتم تهميشهم، بل قمعهم وإضطهادهم من قبل شركاء الجغرافية والتاريخ والثقافة والدين وذلك في كل مراحلها التاريخية ونقصد به الدين الإسلامي والذي كان سبباً في واقع إجتماعي وسياسي ما زال الكورد يعانون منه إلى يومنا هذا وحيث سياسات القمع والإرهاب والمعتقلات بحق نشطاء الكورد، بل وإرتكاب العديد من المجازر والإبادات بحق هذا المكون الديموغرافي لمنطقة ميزوبوتاميا، ناهيكم عن تغييب دولته الوطنية المستقلة .. لكن وقبل الخوض في حيثيات القضية دعونا نتعرف على هذا الشعب العريق والذي يشكل مع باقي الإثنيات الطيف الأقوامي لمنطقة الشرق الأوسط.

تقول الموسوعة الحرة بحق الكورد ما يلي: “الكرد أو الأكراد (بالكردية: کورد) هم شعوب تعيش في غرب آسيا شمال الشرق الأوسط بمحاذاة جبال زاكروس وجبال طوروس في المنطقة التي يسميها الأكراد كردستان الكبرى، وهي اليوم عبارة عن أجزاء من شمال شرق العراق وشمال غرب إيران وشمال شرق سوريا وجنوب شرق تركيا. يعتبر الكُرد كعرقٍ جزءًا من العرقيات الإيرانية. يتواجد الأكراد – بالإضافة إلى هذه المناطق – بأعداد قليلة في جنوب غرب أرمينيا وبعض مناطق أذربيجان ولبنان. يعتبر الأكراد إحدى أكبر القوميات التي لا تملك دولة مستقلة أو كياناً سياسياً موحداً معترفاً به عالمياً. وهناك الكثير من الجدل حول الشعب الكردي ابتداءً من منشأهم، وامتداداً إلى تاريخهم، وحتى مستقبلهم السياسي. وقد ازداد هذا الجدل التاريخي حدة في السنوات الأخيرة وخاصة بعد التغيرات التي طرأت على واقع الأكراد في العراق عقب حرب الخليج الثانية، وتشكيل الولايات المتحدة لمنطقة حظر الطيران التي أدت إلى نشأة كيان إقليم كردستان في شمال العراق. ينقسم الأكراد إلى أربعة مجموعات (الكرمانجي، والكلهود، والكوران، واللور) وكل مجموعة لها لغة الأدق لهجة؛ تصحيح من الكاتب خاصة بها”.

وهكذا نرى بأن الكورد هم أحد أكبر مكونات المنطقة عرقياً والذي يبلغ تعداده السكاني ما يقارب (50) خمسون مليوناً بحسب التقديرات الغير رسمية موزعين على جغرافية كوردستان والتي تقارب هي الأخرى (500)كم2 الخمسمائة ألف كيلومتر مربع مقسمة ومغتصبة بين أربع دول هي؛ سوريا، تركيا، العراق وإيران .. لكن نعود مجدداً إلى سؤالنا الأساسي والمحوري؛ ما الذي جعل هكذا شعب عريق مستعبداً هذا الشعب الذي له جذوره التاريخية ومعروف عنه البطولة والشهامة والرجولة وهي صفات أكتسبها الكورد من مناطقهم الجبلية الوعرة حيث “الإنسان إبن البيئة” والبيئات الجبلية تكسب الإنسان تلك الصفات الشخصانية القوية ليكون قادراً على البقاء وهذه بإعتراف الأعداء قبل الأصدقاء؛ بأن الكورد لهم من الفداء والبطولة ما جعل يطلق عليهم كل

25

الألقاب التي تؤكد على هذه الخواص والصفات النبيلة، كما أن التاريخ يذكر لنا بأن أجداد وأسلاف هذا الشعب قد أسسوا إمارات وإمبراطوريات عريقة في تاريخ المنطقة وذلك على الرغم من كل ممارسات الحكام والشعوب الثلاث الأخرى وإماراتهم ودولهم في طمس تلك الحقائق التاريخية.

إن الإجابة على سؤالنا؛ مال الذي جعل هكذا شعب عريق ونقصد به الشعب الكوردي أن يبقى أسيراً ذليلاً مستعبداً من قبل الشعوب الثلاث الأخرى في المنطقة وذلك بعد هيمنة الدين الجديد؛ أي الإسلام فبقناعتي تعود إلى هذه النقطة تحديداً ونعني به الدين الإسلامي وتسخير الآخرين له في إقامة كياناتهم السياسية ودولهم حيث وبعد هيمنة العرب المسلمين على المنطقة من خلاله وإنشاء إمبراطورية إسلامية شاسعة الأطراف حكمت على الكثير من الأقوام الأخرى من خلال السيف وهذه العقيدة الجديدة وجعلت من غير العرب موالي وعبيد لهم وضمناً شعبنا الكوردي فجاء الأتراك العثمانيين من أواسط القوقاز كشعب همجي متوحش وبأسم الإسلام ليكونوا خليفةً للعرب ويحكموا على كل شعوب المنطقة بأسم الدين والإخوة وكذلك فعلها الفرس الإيرانيين حيث وفي آخر (ثورة) لهم ونقصد بها حركة الخميني وبعد مشاركة الكورد فيها ونجاحها فقد إنقلب الخمينيين على (كوردها) ليقولوا؛ لا قوميات و”نحن أبناء أمة واحدة وإخوة في الدين” .. وبالتالي؛ فلقد لدغ الكورد من هذا الجحر أكثر من مرة ودائماً بأسم “نحن أبناء أمة إسلامية واحدة” فهل حان الوقت ليقول الكورد: “نحن أبناء أمة واحدة” لكن بشرط أن يكونوا أسيادها لا عبيدها!!

سيكولوجية العبد

..الكورد مثالاً واقعياً عن الحالة

 

يقول المفكر الاسلامي سيد قطب بأن “العبيدُ هُمُ الذين يهربون من الحرية .. فإذا طردهم سيد بحثوا عن سيدٍ آخر ، لأن في نفوسهم حاجة ملحة إلى العبودية .. لأن لهم حاسة سادسة أو سابعة .. حاسة الذل .. لابد لهم من إروائها ، فإذا لم يستعبدهم أحد .. أحست نفوسهم بالظمأ إلى الاستعباد ، وتراموا على الاعتاب يتمسحون بها , ولا ينتظرون حتى الاشارة من إصبع السيد ليخروا له ساجدين .. العبيد هم الذين إذا أُعتقوا وأُطلقوا .. حسدوا الارقاء الباقين فى الحظيرة .. لا الاحرار المُطلقى السراح… لأن الحرية تخيفهم , والكرامة تُثْقِلُ كواهلهم..”. (نقلاً عن محمد نبيل _ التدوين والإعلام). ولكن ومن جهة أخرى أليس العبودية للذات الإلهية هي بداية التأسيس لسيكولوجية الإنسان العبد حيث (عبد الله) سيكون في المحصلة عبداً وإن لم يكن لله فسيكون لعبد الله أو أي طاغية ومتجبر في التاريخ وبالتالي وبقناعتي فإن قضية العبودية مرتبطة بجانب منه في مسألة الخوف أن تبقى “وحيداً” عارياً في الساحة وهكذا فإن مسألة البحث عن “سيد وولي” ليس إلا نوع من الحماية الروحية للخوف من بقائنا عراة في الميدان وهي تكشف كم أن الكائن الآدمي ضعيف وهش ويحتاج إلى جدران وإن كانت وهمية لكي يحمي به ذاته الهشة.

وهناك في المقابل من أراد التعويض عن هذا الضعف الإنساني بالتظاهر بالقوة المفرطة والاستبداد والجبروت وذلك من خلال تلبس قناع الطاغية حيث يقول في ذلك الدكتور خضر عباس في مقالته المعنونة بـ(سيكولوجية الطاغية) بأن “الاستبداد في حقيقة الأمر، يمثل نزعة داخلية لدى الفرد المستبد تدعوه للسيطرة والتفرد والاستحواذ والسطوة والتملك.. وهي بالتالي تشكل مرض سيكولوجي طفولي، نشأ من خلال الحرمان النفسي والعاطفي، الذي يغذيه الحرمان الاجتماعي .. أي أن المستبد ما زال يعيش علي المستوي السيكولوجي حالة التمركز والتمحور حول الأنا والذات..فلا يطيق أحد أن ينازعه السلطة والسطوة والتملك لان نظرته إلي الأخر لا زالت مختلة وغير متوازنة ويحكمها منطقه الخاص.. وبالتالي ينظم علاقته بالأخر بان هذا الأخر يمثل تهديدا لغريزة التملك لديه..فينزع إلي تجريد هذا الآخر من كل شيء، حتى من حياته”. وهكذا فإن الطاغية هو أضعف تلك الكائنات المريضة والتي تشعر بالخواء والحرمان الداخلي النفسي ولكي تعوض عن خوائها تلجئ للعنف لتشعر ذاتها بنوع من التضخم الذاتي (الأنا المتورمة) ويسن نظاماً خاصاً به يخضعه لـ”منطقه الخاص” وهو أكثر من يكره القوانين الناظمة للمجتمع؛ كونها أي القانون تحد من نزعته الفردية.. وإننا ومن خلال مراجعة لسلوكيات طغاة التاريخ نجد جلهم وأكثرهم، إن لم نقل كلهم وبالمطلق كانوا من المحرومين والمشردين في طفولتهم حيث بداية تكوين الشخصية.

ذاك على مستوى الكائن الفرد (الإنسان) ولكن وعلى المستوى الاجتماعي والسوسيولوجي فإن “الرق نظام اقتصادي واجتماعي قديم قدم البشرية ،فقد كان العبيد يباعون بأسواق النخاسة أو يشترون في تجارة الرقيق بعد اختطافهم من مواطنهم أو يهدي بهم

26

مالكوهم. وممارسة العبودية ترجع لأزمان ما قبل التاريخ في مصر خاصة عندما تطورت الزراعة بشكل متنامٍ ، فكانت الحاجة ماسة للأيدي العاملة. فلجأت المجتمعات البدائية للعبيد لتأدية أعمال تخصصية بها” (من مقال الكاتب الموريتاني الحاج ولد المصطفي وبعنوان؛ الأبعاد السيكولوجية لثقافة الاسترقاق). وقد ازدهرت هذه التجارة بين القرنين الخامس عشر والسابع عشر في كل من أوربا وأمريكا ولكن “وفي عام 1792 كانت الدنمارك أول دولة أوربية تلغي تجارة الرق وتبعتها بريطانيا وأمريكا بعد عدة سنوات. وفي مؤتمر افينا عام 1814 عقدت كل الدول الأوربية معاهدة منع تجارة العبيد. وعقدت بريطانيا بعدها معاهدة ثنائية مع الولايات المتحدة الأمريكية عام 1848م لقمع هذه التجارة. بعدها كانت القوات البحرية الفرنسية والبريطانية تطارد سفن المهربين ، وحررت فرنسا عبيدها وحذت حذوها هولندا وتبعتها جمهوريات جنوب أمريكا ماعدا البرازيل حيث ظلت العبودية بها حتى عام 1888م.. وفي عام 1906م ، عقدت عصبة الأمم مؤتمر العبودية الدولي حيث تقرر منع تجارة العبيد وإلغاء العبودية بشتى أشكالها. وتأكدت هذه القرارات بالإعلان العالمي لحقوق الإنسان..” (المصدر السابق). ورغم القرار الدولي والذي اتخذ في عام 1906 من قبل عصبة الأمم المتحدة إلا أن نظام العبودية بقي ببعض البلدان العربية رسمياً إلى بداية الستينات من القرن الماضي ومنها السعودية.

ولكن وإن عدنا إلى واقع مجتمعاتنا الشرقية نجد بأن نظام الرق مجتمعياً ما زال موجود وذلك على الرغم من كل القوانين والمعاهدات والمواثيق الدولية التي حرمت وتحرم هذا السلوك المريض في علاقات الإنسان والأفراد مع بعضها حيث وعلى الرغم من عدم وجود ساحات وبازارات النخاسة وبيع الرقيق كما كانت تجرى قديماً إلا إننا نعلم جميعاً بأن الاتجار بالرقيق وخاصةً التجارة بالنساء والأطفال ما زال يجري بكل البيئات والمجتمعات وحتى في الدول الأوربية وللأسف على الأخص بجسد المرأة بينما في بلداننا الشرقية فإن شعوباً بأكملها تعيش حالة الاسترقاق والعبودية ناهيك عن مناطق الصراع والحروب وما نشهده مؤخراً في المنطقة.. وربما يكون حالة الكورد أسوأ أنواع تلك العبودية حيث عبوديته مزدوجة منها مشتركة مع الشعوب الخاضعة لنظم استبدادية وفي ظل ديكتاتور طاغية مريض نفسياً وعقلياً، والعبودية الأخرى يعانيه الكوردي من تلك الشعوب المقهورة نفسها وذلك بحكم النظر إليها على أنها الأقلية العرقية وبأنهم ليسوا من “ملة وأمة” الطاغية؛ حيث الكورد في رؤية هؤلاء هم “العجم والبربر وأتراك الجبال” والذين جاءوا “خدماً لهم” وبالتالي لا يحق للكوردي إلا أن يكون كوردياً عجماً موالياً خادماً لهؤلاء الأسياد من قوم الطاغية.

إن هذه النظرة والمعاملة الدونية للكوردي وعلى مر الأجيال والسنوات خلق لدى الكورد أنفسهم في سلوكهم ووعيهم الباطني ما يشبه كمون النقص الوظيفي والخلل السلوكي الشخصي؛ حيث نلاحظ الانكفاء والتقوقع والخوف من الآخر الغريب وهي تكرست وللأسف عبر آليات معرفية ومؤسسات رسمية إن كانت دينية قديماً أو تربوية علمية حديثاً حيث بداية الاغتراب كانت مع اللغة، فالطالب عندما يتلقى الصفعة الأولى من خلال لغة غازية مبهمة له فإنه ينكمش في مقعده فاغراً فمه وصاغراً أمام هذه التجربة الجديدة ويشعر بالنقص أمام هذا الكائن الخرافي، ناهيك عن الممارسات اليومية بحق الكوردي على إنه كائن هزيل قاصر وتحت سن الرشد ولا يحق له ما يحق للبالغ الراشد من الشعوب والأمم الأخرى. وهكذا وكما كنا نلاحظ على سلوكيات من ترعرع في باب الآغا وبعد انتهاء عصر الآغواتية فإن سلوك من تربوا في تلك البيئات بقي نفس السلوك والخنوع والخضوع لمن كان يعرف بسيده (الآغا) رغم انتهاء المرحلة تماماً.. وهي كذلك مع الكورد؛ فعلى الرغم من بزوغ شمس الحرية لكوردنا وعلى الأقل في جزأي كوردستان الغربي والجنوبي إلا أن ما نلاحظه هو بقاء سلوكية العبد في شخصية الزعيم الكوردي بولائه لهذه أو تلك الجهة السياسية من نظم الطغاة والاستبداد على طرفي الجغرافية الكوردستانية المغتصبة.. أليس ذاك نابعاً في جزء منه للحالة السيكولوجية لشخصية العبد على الرغم من معرفتنا بظروف وضعف الحالة والحركة الكوردية.

 

 

 

 

 

27

 

 

 

 

 

حكاية الحجل الكوردي.. ملعوناً

…في علاقة الآخر معه وجوداً وحضارةً وتاريخاً.

 

 

 

 

 

 

23 فبراير، 2014 · لوسرن‏ ·

تقول ويكيبيديا في تعريف اللعنة التالي: (اللعنة هي أن الرغبة يتم الإعراب عنها لجعل المحن أو أي شكل من أشكال سوء الحظ تصيب أو تتعلق على كيان ما، سواء كان شخصا أو مكانا أو كائن. على وجه الخصوص، قد تشير “اللعنة” إلى الرغبة بإلحاق الضرر من قبل أي قوى خارقة للطبيعة، كالصلاة أو السحر أو الإله أو قوى الطبيعة أو الأرواح..). وتضيف (في الدين البركة نقيض اللعنة وتتخذ اللعنة في النص الديني شكل رغبة لمنع الخير أو البركة عن الشيء أو الشخص الملعون ولكن مع ذكر اسم الله فيها فيقال :” لعنة الله عليه أو لعنه الله “..) ومن أشهر لعنات التاريخ هي لعنة “إبليس الشيطان” حيث يقول المصدر السابق في ذلك: (من الثابت أن الشيطان ملعون من الله كما ورد في القرآن الكريم في سورة النساء (117-118) :” إن يتبعون إلا شيطاناً مريداً لعنه الله “..). وبهذا الخصوص فإن معجم المعاني الجامع تقول في اللعنة لغةً ما يلي:

((لَعنة: (اسم) الجمع: لَعَنات ولَعْنات ولِعان
اسم مرَّة من لعَنَ
سَبَّة. لَعْنَةُ اللهِ: عذابُه، والطّرد من رحمته وخيره {أَلاَ لَعْنَةُ اللهِ عَلَى الظَّالِمِينَ}. اللَّعْنَةُ: العذاب)).

وتاريخاً فهناك حكاية الكورد ولعنة رسول المسلمين حيث يكتب الأستاذ حنا سوريشو في مقالٍ له بعنوان: (الدولة الكردية.. حقيقة أم يوتوبيا) ما يلي: ((وهناك روايات كثيرة قيلت في عدم وفاق الكرد وتوحدهم وإبقاء الفتنة والقتال بينهم وصلت غرابة بعضها إلى حدود الأساطير. وأغربها قصة لعنة رسول الإسلام النبي محمد على الكرد والتي أوردها كاتب كردي مشهور أسمه البدليسي في كتابه المعروف (شرفنامه) الذي كتبه في القرن السادس عشر، وهو أول كتاب كردي يبحث في تاريخهم، حيث ورد فيه بأن في بداية الرسالة الإسلامية أرسل (أغورخان – ملك تركستان) وفداً إلى رسول الإسلام برئاسة شخص يدعى (بغدور) وكان من أمراء الكرد وكان هذا كريه المنظر، فظاً غليظاً شديد المراس، فلما وقع نظر النبي على هذا الشخص الكريه المنظر والضخم الجسم، فزع ونفر منه نفوراً شديداً. وعندما سأل عن أصله وجنسه قيل بأنه من الطائفة الكردية وعندئذ دعا النبي قائلاً “لا وفق الله تعالى هذه الطائفة إلى الوفاق والإتحاد” . أورده. وعلى الرغم من أن بعض الكتاب ينفون هذه القصة في لعنة الرسول للكرد ويكذبونها لأن الرسالة الإسلامية لم يكن خبرها قد وصل في عهد الرسول إلى بلاد التركستان، إلا أن مع هذا يعطون أهمية لها لكونها قد أوردها كاتب كردي في القرن السادس عشر الميلادي كان له دراية ومعرفة في عدم وفاق الكرد وتوحدهم)).

 

وهكذا فلم يكن ينقصنا إلا تلك اللعنة.. ولكن وبعيداً عن اللعنات المحمدية والأسطورية فإنه وبالعودة إلى تاريخ الدولة الإسلامية وتعاملها مع المسلمين من غير العرب “الموالي” سوف نجد تجسد تلك اللعنة في سلوك الدولة الإسلامية وقياداتها مع كل المكونات الغير العربية والمشمولة تحت مسمى “الموالي”.. حيث تقول ويكيبيديا فيهم بأن: ((الموالي جمع مولى، وهم الخدم والحلفاء في لغة العرب تم استخدامه بكثرة في زمن الخلافة للإشارة إلى المسلمين من غير العرب (سكان البلاد المفتوحة خارج الجزيرة العربية) [1] وإزدادت حدة التفرقة حتى وصول السلطة إلى يد الموالي أنفسهم، وفي ظل حكم الموالي، قاموا بإعادة الاعتبار للموالي أياً كانت جنسيتهم كما قضوا على التفرقة بين الأجناس ولكن أيضا انتقموا لأنفسهم من العرب)). إذاً جذور المشكلة تضرب في العمق التاريخي وليس هي وليدة اليوم حيث الآخر ملعوناً منبوذاً ومطروداً من جنات عدن والإسلام.. وهو أي الآخر ليس إلا خادماً

28

مطيعاً للسيد العربي مسلماً إياه قيادته ومكرساً حياته لخدمته وفي أحسن الأحوال حليفاً ومؤازراً ضعيفاً، بل تابعاً له يطيع ما يؤمر به من خدمات للسيد الآمر والقائد ومالك المشروع الحضاري (الديني) وما الموالي والعبيد إلا خدم وأتباع و”وقود الثورة” والخلافة وجنود الصفوف الأمامية في معاركهم وغزواتهم وفتوحات البلدان والأمصار وبهدف المزيد من الموالي والغنائم والجواري.. وآخراً نشر العقيدة وفي أغلب الأحيان الاكتفاء بالغنائم ومن دون العقائد ونشر الدين الجديد وذلك في تلك الأمصار والبلدان.

 

أحقاب وعصور تمضي.. ولتحل أيديولوجيات ومشاريع جديدة؛ قومية عرقية وذلك بدل تلك التي كانت قائمة على الخلافة والعقيدة الإسلامية وذلك مع انهيار الدولة العثمانية وبروز وصعود الحركات القومية وتقسيم تركة المملكة “الرجل المريض” وفق معاهدات واتفاقيات دولية من قبيل سايكس بيكو وغيرها وتنبثق جغرافيات سياسية جديدة على أساس الأيدلوجيا القومية والقادمة مع الاستعمار الغربي للمنطقة وبالتالي نشوء عدد من الدول العربية وتركيا نفسها كدولة قومية عنصرية بامتياز وغيرها من الجغرافيات والكانتونات السياسية.. ولكن لعنة الكوردي تبقى ملاصقة له؛ حيث يحرم من نصيبه في كعكة الكيانات السياسية الجديدة وليعامل من جديد على أساس التابع والملحق والهامشي وهكذا يبقى الكوردي منبوذاً ملعوناً عند المراكز السياسية الناشئة في هذه الجغرافيات الغاصبة له أرضاً وشعباً وثقافةً وحضارة ولتحاكمها هي الأخرى على تهمة “أنت الآخر”؛ المدان دائماً بـ”الخيانة” والذي عليه أن يقدم فروض الطاعة لسيد الأمر والقرار.. وما يكشف اليوم من إشكالية العلاقة بين الإقليم (إقليم كوردستان) وبغداد كمركز من تلك المراكز إلا النموذج عن تلك العلاقة واللعنة التي تلاحق الكوردي.

 

وأخيراً نود أن نقول لذاك الآخر؛ “السيد المطاع”: بأن مشكلتنا معكم في هذا الشرق المطعون ثقافياً وأخلاقياً ليس ناتجة ومتعلقة بنظام سياسي أو شخصيات محددة بل إنها نابعة من العقلية السياسية وجذورها الفكرية والثقافية؛ إسلامياً وقومياً حيث الآخر دائماً هو “التابع والموالي والملحق.. ويبقى إنه الآخر دائماً” وهو من الأقليات؛ ليس فقط بالمعنى الإحصائي العددي ولكن وللأسف حتى على المستوى الأخلاقي والحقوقي.. ولكن يمكن التعامل مع كل تلك اللعنات وذلك عندما لا تكون ملعوناً من ذاتك وكينونتك؛ حيث لعنة الكوردي للكوردي هي من أسوأ اللعنات وسبباً ومقدمةً بل ومدخلاً الخاصرة الرخوة لكل تلك اللعنات التي تحل بنا من الخارج “الآخر” الذي يعاملنا على إننا “الآخر الملعون”.. فهل سنتمكن من معالجة لعنة الكوردي للكوردي لنعالج لعنات الآخرين لنا وبالتالي ننهي حكاية الحجل الكوردي.

 

29

الشخصية الكوردية

 

 

هل الكائن ابن البيئة أم الجينات الوراثية؟ وما علاقة وتأثير كل منهما في رسم ملامح الشخصية المستقبلية لدى الفرد، وأيضاً في رسمها وتحديدها لمواقفك وقرارك ومدى تأثيرك وفاعليتك على الآخر وفي المحيط، وأيضاً مدى قدرتك على التلاؤم مع الظروف واستخدامك آليات الدفاع الذاتية؟.. إننا سنحاول من خلال هذا المقال وفهمنا لهذه النظرية العلمية أن نستشف ملامح الشخصية الكوردية وبالتالي أن نفسر تلك الآليات السيكولوجية والتي تمارسها هذه الشخصية إن كان مع الداخل؛ الذاتي، الأسروي، الكوردي أو مع الخارج والآخر؛ “عدواً” إن كان ذاك الآخر أو صديقاً. ولربما ومن خلال معرفتنا لشخصيتنا ومدى إمكانياتنا المادية والمعنوية وفاعليتنا وتأثير قراراتنا وآرائنا في الآخر والمناخ الذي نتحرك فيه، نستطيع أن نحدد مواقفنا وبالتالي نرسم ملامح وطرق وأساليب تعاملنا مع كل من هذا الآخر والبيئة؛ فالعلاقة دياليكتيكية دينامية وباتجاهين.

ولكن وقبل الدخول إلى موضوعنا في المقال فلنتعرف بدايةً على مفهوم الشخصية وعوامل تكوينها وما تعنيه من مفاهيم ودلالات معرفية ثقافية وسلوكيات أخلاقية، حيث تقول الموسوعة الحرة ويكيبيديا بخصوص المفهوم أن “الشخصية هي مزيج محدد خاص من نماذج العاطفة، أنماط الاستجابة، والسلوك للفرد. منظري الشخصية المختلفی-;-ن ی-;-قدمون تعاريفهم الخاصة بهم لهذه الكلمة بناء على مواقفهم النظرية”. وتضيف الموسوعة بأن عوامل تكوين الشخصية هي: “العوامل الجينية، التربية والأشخاص المحيطين، تجارب الطفولة، نمط الحياة، الجماعة – المجتمع، الاختلافات – الخصائص، القيم والمعتقدات، الدافع، الكفاءة والقدرات، الذكاء – مزاج، الأزمات – الوقت، النمو، الإدراك – الوعي، الشعور – العاطفة” وهكذا نجد بأن هناك عدد من العوامل الجينية الوراثية والبيئية المجتمعية هي التي ترسم ملامح الشخصية الإجتماعية (أفراد أم مجتمعات) وبالتالي فإن جزء من شخصيتنا ثابت خاضع لعوامل جينية وراثية بينما القسم المتحول هي التي تتعلق بالظروف والأسرة والمناخ الإجتماعي عموماً.

وتقول المصادر العلمية بخصوص مسألة تأثير العوامل المختلفة على نمو الشخصية بأن؛ “الدراسات النفسية للشخصية والعلمية تؤكد على ما يلي: تطور الشخصية، المفهوم بأن سمات الشخصية يمكن أن تتأثر من مصادر مختلفة” وقد خصصت الكثير من الدراسات العلمية والنفسية للوقوف على هذه القضية الحساسة والمهمة في سلوكيات الإنسان والمجتمعات حيث بدأت أولى الدراسات مع الفيلسوف “أبقراط ب الأخلاط الأربعة وأدت إلى المزاجات الأربعة.. تم التعمق والتفسير من قبل خلفه جالينوس خلال القرن الميلادي الثاني. وتقول نظرية الأخلاط الأربعة بأن شخصية الفرد تعتمد على توازن الأخلاط الجسدية؛ المرارة الصفراء، المرارة السوداء، البلغم، والدم؛ حيث تميزت الشخصية الصفراوية بوجود فائض من المرارة الصفراء، مما يجعلها غضوباً. وإن إرتفاع مستويات المرارة السوداء يدل على الحزن والتشاؤم.. ولدى الناس الهادئون يعتقد بأن يكون السبب لوجود فائض من البلغم (الشخصية البلغمية)، مما يؤدي إلى المزاج اللامبالي والهادئ. وأخيراً، الناس الذين كان يعتقدأن لديهم مستويات عالية من الدم يتميزون بتصرفاتهم المتفائلة ذات المرح العاطفي (الشخصية الدموية)”. وهكذا فإن الفلاسفة ومنذ القديم حاولوا تحليل السلوك والشخصية الإنسانية.

ولكن الدراسات الحديثة تقول: بأن “الفرد هو نتيجة للتحولات في الثقافة الناشئة في عصر النهضة، وهو عنصر أساسي في الحداثة”. وكان على النقيض من ذلك في القرون الوسطى الأوروبية حيث ارتبط النفس بشبكة من الأدوار الاجتماعية: مثل (الأسرة، شبكة القرابة، والنقابات، والشركات) فقد كانت تلك هي اللبنات الأساسية للشخصية” وذلك بحسب ملاحظات ستيفن غرينبلات في سرد الانتعاش (1417) وكذلك في قصيدة لوكريتيوس: حيث أنه و”في صلب القصيدة وضع المبادئ الأساسية للفهم الحديث للعالم”.. لكن يمكننا القول بأن أول من بحث في الشخصية وبطريقة ممنهجة أكاديمية هو عالم النفس سيغموند فرويد حيث “يدين له كل من أتى بعده من علماء النفس سواء وافقوه أم خالفوه” ويقول فرويد أن “الشخصية مكونة من ثلاثة أنظمة هي الهو، والأنا، والأنا الأعلى، وأن الشخصية هي محصلة التفاعل بين هذه الأنظمة الثلاثة”. وللوقوف على نظريته سوف نحاول تلخيصها بما يلي: “الهو هو الجزء الأساسي الذي ينشأ عنه فيما بعد الأنا والأنا الأعلى ويتضمن الهو جزئين؛ جزء فطري: الغرائز الموروثة

30

التي تمد الشخصية بالطاقة بما فيها الأنا والأنا الأعلى. وجزء مكتسب: وهي العمليات العقلية المكبوتة التي منعها الأنا (الشعور) من الظهور”. ويضيف بأن “الهو يعمل وفق مبدأ اللذة وتجنب الألم ولا يراعي المنطق والأخلاق والواقع وهو لا شعوري كلية”.

 

بينما الأنا وكما وصفها فرويد هي “شخصية المرء في أكثر حالاتها اعتدالاً بين الهو والأنا العليا، حيث تقبل بعض التصرفات من هذا وذاك، وتربطها بقيم المجتمع وقواعده، حيث من الممكن للأنا ان تقوم باشباع بعض الغرائز التي تطلبها الهو ولكن في صورة متحضرة يتقبلها المجتمع ولا ترفضها الأنا العليا”. وكمثال عن الفكرة يقول: “عندما يشعر شخص بالجوع، فان ما تفرضه عليه غريزة البقاء (الهو) هو أن يأكل حتى لو كان الطعام نيئاً أو برياً، بينما ترفض قيم المجتمع والأخلاق (الأنا العليا) مثل هذا التصرف، بينما تقبل الأنا اشباع تلك الحاجة ولكن بطريقة متحضرة فيكون الأكل نظيفاً ومطهواً ومعد للاستهلاك الآدمي ولا يؤثر على صحة الفرد أو يؤذي المتعاملين مع من يشبع تلك الحاجة”. بمعنى أن “الأنا يعمل كوسيط بين الهو والعالم الخارجي فيتحكم في إشباع مطالب الهو وفقا للواقع والظروف الاجتماعية وهو يعمل وفق مبدأ الواقع ويمثل الأنا الإدراك والتفكير والحكمة والملاءمة العقلية وكذلك يشرف الأنا على النشاط الإرادي للفرد ويعتبر مركز الشعور، إلا أن كثيراً من عملياته توجد في ما قبل الشعور، وتظهر للشعور إذا اقتضى التفكير ذلك.. وهو يوازن الأنا بين رغبات الهو والمعارضة من الأنا الأعلى والعالم الخارجي، وإذا فشل في ذلك أصابه القلق ولجأ إلى تخفيفه عن طريق الحيل الدفاعية”.

وطبعاً فإن السنوات الأولى من عمر الإنسان هي المختبر الحقيقي والأساسي والأهم في تكوين شخصية الإنسان.. وإنه من المعلوم في علوم تربية الطفل وسلوكية الإنسان؛ إن السنوات الخمس الأولى من حياة الكائن البشري، والتي عادة نهملها في مجتمعاتنا ولا نوليها الأهمية اللازمة، وهي التي تعتبر من أهم المراحل التي تؤسس عليها ملامح شخصية الإنسان المستقبلية، أو على الأقل تُحدد الملامح الأساسية لشخصيتنا في تلك السنوات الخمس الأولى. ولكن وإذا عدنا إلى واقعنا الشرقي إجمالاً وعلى وجه الخصوص الواقع الكوردي، فإننا سوف نلاحظ بأن المناخ التربوي وبشكل عام يحدد من خلال مجموعة عوامل والتي يمكن أن نلخصها في الحياة الإجتماعية الاقتصادية والتي هي دون خط الفقر للأغلبية المطلقة للشعب السوري عموماً والكوردي على وجه التخصيص، وأيضاً الجهل والأمية المتفشية بين هذه الغالبية المطلقة وغياب الدور الحقيقي والسليم للمؤسسات التربوية وندرة أو غياب الكادر المتخصص في مسائل تنشئة وتربية الطفل والتي من المفترض أن تكون رياض الأطفال والمدارس هي الحاضنة أو البدائل عن الأسرة في مجتمعاتنا المتخلفة، ناهيكم عن الإهمال الأسروي بسبب غياب الوعي والإمكانيات المادية والمعرفية.

وهنا لا يمكن أن نهمل دور الدين والأفكار والمعايير الأخلاقية للإسلام أيضاً وما تلعبه من دور “مهم” وفي أكثر الأحيان سلبي رجعي، بل يمكن أن نعتبره أهم عامل على الإطلاق في رسم ملامح الشخصية في العالم الإسلامي؛ حيث ومنذ الولادة وأنت تلقن بتلك القيم والأخلاقيات والمفاهيم الغيبية فهي حاضرة في كل المسارات والمناحي الحياتية، بل حتى في الجزئيات والتفاصيل الدقيقة منها، فالمرء في المجتمعات الإسلامية يولد مع صوت المؤذن وهو يسمعك “الله أكبر” وتتزوج من خلال مباركته وتموت وهو يتلو عليك ((آياته المحكمات))، وهكذا فأنت محاصر ضمن هذه الحلقة المغلقة للفكر الإسلامي. وعندما نأخذ بعين الاعتبار الدور الحاسم للسنوات الخمس الأولى من حياة الإنسان وما تلعبها من دور ومرحلة مفصلية في رسم ملامح شخصيتنا، فإننا سوف ندرك حجم الكارثة وخاصة بالنسبة للأثنيات الغير عربية والتي أدخلت إلى الإسلام قسراً كموالي وعبيد أو على الأقل مواطنين من الدرجة الثانية. فنحن جميعاً؛ علمانيين وملحدين ومؤمنين ومذهبيين .. وفي الأعماق والعقل الباطن، مسلمين بل مستسلمين لواقع جرفنا منذ أكثر من ألف وأربعمائة سنة.

وهكذا وإذا عدنا من خلال تلك الملاحظات والعوامل التي تكوّن شخصية الإنسان، بالإضافة إلى هذا العامل الأخير والذي يعرف “بالذاكرة الجمعية” عند الشعوب كما يقول به يونغ تلميذ فرويد الذي خالفه في هذه القضية، وحاولنا أن نتعرف على ملامح الشخصية الكوردية، فإننا سوف نلاحظ حجم المأساة التي نعاني منها؛ حيث من جهة ونتيجة لعوامل عدة إن كانت ذاتية يتعلق بالكورد أنفسهم وجهلهم وحياتهم شبه الرعوية القبلية أو الزراعية مؤخراً والتي كانت ومازالت تفتقر إلى المكننة الحديثة، بحيث جعلت المناطق الكوردستانية عامةً تعيش تحت خط الفقر أو تلك العوامل التي تتعلق بالشرط الموضوعي من دور وسياسات الأنظمة المتعاقبة في تكريس تلك الحالة من التخلف والفقر وعدم البدء بمشاريع تنموية في المنطقة بحيث تؤسس للحالة المدنية وثقافتها .. مما جعل الأمر يتفاقم أكثر وأكثر وأخيراً السياسات الخاطئة لبعض أطراف الحركة السياسية الكوردية حيث العمل الحزبي بعقلية عشائرية وبعيداً عن مفاهيم وقيم المجتمعات المدنية الحضارية. وبالتالي فإن هذه العوامل مجتمعةً أفقدت الشخصية الكوردية إحدى أهم مكوناتها الأساسية ألا وهو العامل الاقتصادي القوي والمتين بأن يؤسس شخصية متزنة ومبادرة وجريئة لدى الإنسان الكوردي.

أما العامل الآخر والذي أفتقده الإنسان الكوردي لأن يمتلك تلك الشخصية المتزنة والواثقة من نفسها؛ فهو غياب الوعي _أو

31

المشروع الحضاري الخاص به كأمة متميزة_ وتفشي حالة الأمية والجهل الشبه مطلقة بين الكورد ولفترات جد قريبة بحيث كانت مجتمعاتنا أقرب إلى الرعوية منها إلى المجتمعات الزراعية، ناهيكم المجتمعات المدنية الحضارية وبالتالي غياب دور المؤسسات والحركات النهضوية التنويرية بين أبناء الشعب الكوردي حيث وإذا عدنا إلى الوراء قريباً سوف نلاحظ أن جل “حركاتنا التحررية” كانت بدوافع دينية أو قبلية عشائرية وحتى أحزابنا الحالية فهي أقرب إلى الحالة العشائرية والقبلية مهنا إلى الحالة المدنية المؤسساتية، وهكذا غابت تلك العوامل الأساسية في نهضة الشخصية وأيضاً الشعب الكوردي؛ حيث أنه من المعلوم ومن خلال نهضة الشعوب، بأن هناك عوامل ثلاث أساسية ألا وهي؛ الاقتصاد المتين والوعي والكادر المتخصص أو المشروع الحضاري الخاص بالأمة وتأسيساً عليهما المؤسسات الفاعلة، إن كانت حركات ثقافية سياسية أو فعاليات اقتصادية اجتماعية أو مؤسسات مدنية حقوقية وأيضاً غياب الكاريزما أو الشخصية الوطنية الجامعة كنتيجة حتمية لغياب المقدمات الأساسية في تكوين الشخصية الكوردية.

وإذا أضفنا إلى غياب تلك العوامل الثلاث؛ الاقتصاد والوعي (المشروع الحضاري) والمؤسسة، وما لعبته وتلعبه الفكر والدين الإسلامي من عملية استلاب للخصوصيات الأقلية للشعوب وتحديداً للشخصية الكوردية؛ لأنها موضوعة مقالنا، وذلك من خلال هيمنة وسيطرة الإسلام وغزوها لكوردستان حيث أفقدت الكورد أحد أهم مكون اجتماعي إقتصادي أي الجغرافيا الجيوسياسية والتي من خلالها يمكن إجتماع مجموعة من البشر في رقعة جغرافية معينة والتي نتعرف إليها اليوم بمفهوم أثني عرقي أقوامي بالأوطان ومنذ أكثر من ألف عام ونيف وللأسف.. وكذلك إحلال ثقافة وقيم المحتل الغازي بدل الثقافة الوطنية المجتمعية وذلك من خلال الرابط والعامل الديني؛ حيث استبدلت الزرادشتية بالإسلام. وقد كان لهذا التغيير ألقسري على مستوى الفكر والعقيدة تبعاتها النفسية والسلوكية وأيضاً الاجتماعية والأخلاقية، أي بما معناه كان هناك تغيير على مستوى الهوية والشخصية؛ فبدءً من الاسم والمسمى وانتهاءً بالدفن والتلقين والموت، مروراً بالجوانب الحياتية العامة من مأكل وملبس وغيرها .. فقد تم تعريبها وذلك باسم الإسلام وهكذا أصبحنا حجازيين أكثر من أهل الحجاز، وقد كان “أئمتنا الكورد” يفتون على المنابر بقتل الأيزيديين وهم أخوتهم وأبناء جلدتهم وذلك قبل أن يفتي بها الأئمة الحجازيين والعرب أنفسهم.

وأخيراً وإذا أخذنا عامل “الذاكرة الجمعية” عند ك. يونغ بعين الاعتبار وما يلعبه من دور في نقل الموروث الفكري الثقافي عامةً، ومن جيل إلى جيل من خلال الجينات الوراثية وأيضاً الثقافة، سوف ندرك ما “يبرر” للشخصية الكوردية من أن تكون على هذه الدرجة من الضعف وعدم الثقة بالنفس أو بالتحديد هذه “الشخصية العبدية” من مفهوم العبد والعبودية والمنهزمة، خاصةً إذا لم نغفل تاريخ القمع والعنف والإبادة والجينوسايدات والتي مورست بحق هذا الشعب على مر العصور والأحقاب وتحت يافطات وشعارات مختلفة؛ إن كانت دينية مذهبية أو عرقية أقوامية أو سياسية أيديولوجية. وبالتالي ونتيجة لمجموع هذه العوامل والمناخات التي أحيطت بنا نحن أبناء هذا التاريخ الدامي للشعب الكوردي، وكمثل العبد الذي ولد وترعرع في باب سيده “الآغا”، فلم ولن يتجرأ أن يرفع نظره إلى وجه “سيده” ليرى كم هو قبيح ومشمئز وضعيف، حتى وإن تغيرت الأجواء والشروط والإمكانيات فهو بحاجة لفترة نقاهة كأي مريض لكي يعيد توازنه السلوكي والمعايري .. ونحن أبناء الشعب الكوردي ورغم تغير مجموعة العوامل السابقة، إن كانت بهذه الدرجة أو تلك، فما زلنا نعاني من عقدة النقص والدونية وللأسف وإننا بحاجة لتلك الفترة من النقاهة والتي تمر بها قبل الشفاء التام، ولذلك سوف نجد الكثيرين من قيادي الحركة الكوردية وهم يقولون لأصغر ضابط في الأمن أو حتى لشرطي البلدية “أمرك سيدي” مع العلم يجب أن يكون العكس هو السائد في ثقافتنا وشخصيتنا التحررية.

 

32

العالم الخامس.. الكورد نموذجاً

(نحن الكورد نعمل دائماً من أجل الآخرين)

إن التاريخ المعاصر للمنطقة شهد الكثير من المعارك والحروب الاستقلالية والتي راحت ضحيتها آلاف القرابين بين قتيلٍ وجريح ومهجّر؛ حيث ما زالت المنطقة تعاني من آثارها وويلاتها. وذلك إن كانت تلك الحروب التي خاضتها شعوب المنطقة بخروجها عن أمر السلاطين والخلافة العثمانية وبمساعدة من دول التحالف الغربي، وعلى الأخص كل من فرنسا وإنكلترا، أو تلك التي عرفت بحروب الاستقلال وذلك عندما حاول أصدقاء الأمس الدول الغربية أن تحل مكان الخلافة العثمانية بنوع من الوصاية أو الانتداب وعلى الدول ذاتها التي تم مساعدتها من قبلهم بالأمس، وبحجة التخلص من الخلافة الإسلاميةالعثمانية والتي دامت حوالي خمسة قرون وذلك في كل ما يعرف اليوم بالمنطقة العربية وكذلك عدد من الدول الأوربية مثل إسبانيا واليونان وأيضاً عدد من الدول التي تم ضمها _فيا بعد للخارطة السياسية للإتحاد السوفيتي. وكذلك فإن القسم الأكبر من الجغرافية التي عُرِفت وتعرف اليوم بالمنطقة الكوردية (كوردستان) كانت جزءاً من تلك الخلافة الإسلامية؛ كون هناك جزء كان وما زال محتلاً من قبل الدولة الإيرانية.

وكذلك فقد عرفت القارة الأوربية حروب مماثلة لتلك التي عرفتها المنطقة العربية أو منطقة الشرق الأوسط برمتها، بل إنهم سبقونا في ذلك المضمار والمسلك العنفي والدموي بأكثر من قرنين وذلك عندما فجر الفرنسيين ثورتهم* عام 1789 في وجه آخر أباطرتهم والنظام البطرياركي المتحالف، بل المنضوي تحت سلطة الكنيسة وقساوستها ورهبانها وذلك بالهجوم على الباستيل رمز السلطة القمعية ليس في فرنسا وإنما في كل القارة الأوربية. وبالتالي انهيار النظم السياسية القديمة القائمة على تحالف كل من السلطتين الدينية والدنيوية (الكنيسة مع العائلة المالكة)؛ ملكية أو إمبراطورية وتأسيس الجمهوريات الأولى في أوروبا والقائمة ليس فقط على فصل الدين عن الدولة، وإنما على الحالة والفكر القومي العنصري كأقوى رابط ضمن المكونات والجغرافيات السياسية الجديدة. وهكذا تم التنظير للمدرسة القومية في السياسة كبديل عن الروابط والمؤسسات السياسية_الدينية السابقة وبذلك دخلنا مرحلة جديدة من الفكر السياسي والقائم على الحالة العنصرية القومية كرابط أساسي ضمن الجغرافية الواحدة.

إن الفكر والثقافة مثل الضوء والأثير لا يمكنك الحجر والحجز عليه؛ فهي تشق طريقها من خلال ظلمات الليل والجهل، فذاك من طبيعتها. وهكذا فإن تلك الأفكار والنظريات السياسية دخلت وشقت طريقها إلى منطقة الشرق الأوسط أو فيما يعرف اليوم بالعالم الثالث أيضاً وذلك من خلال البعثات الدبلوماسية والتبشيرية وكذلك من خلال وربما كان تأثيرهم أكثر تلك البعثات الدراسية لأبناء الطبقة البرجوازية والتي توفرت لها الظروف والإمكانيات لأن تكمل تحصيلها المعرفي العلمي في المعاهد والجامعات الغربية الأوربية وكذلك الأمريكية فيما بعد ولتنهل من تلك المعارف والنظريات السياسية ومن ثم وبعد عودتهم لبلدانهم أن يكونوا النواة والخلايا الأولى في الحراك الثوري الجديد ضد النظام السياسي البطرياركي الديني لسلاطين الخلافة العثمانية.

وبالتالي كانت البدايات الأولى للفعل والحراك القومي العربي مع مطلع القرن الماضي وقد كانت من نتائجها خروج المنطقة العربية وكذلك جزء كبير من القارة والدول الأوربية الحالية من تحت عباءة الخلافة العثمانية وتأسيس دولها وكياناتها السياسية القائمة على العنصر والفكر القومي؛ المملكة العربية السعودية، جمهورية مصر العربية والجمهورية العربية السورية ولو أنها في البداية عُرِفت بالجمهورية السورية، إلا أنها كانت ذات ملامح وثقافة وكينونة عربية حتى عندما كانت تعرف بالجمهورية السورية

33

وبعض مسئوليها ورؤسائها من الكورد وغيرهم من المكونات العرقية الأخرى في المنطقة والتي لم تنل حريتها واستقلالها وذلك لأسباب ذاتية وموضوعية عدة ليس مجال البحث والخوض في مقالنا هذا ويمكن الإشادة هنا بحكاية يوردها الكاتب عباس إسماعيل في مجموعته القصصية (Nameyek ji Gore_رسالة من القبر) والمكتوبة باللغة الكوردية وعلى لسان “علي بك بوظو”؛ وزير الداخلية في عهد حكومة الرئيس “فوزي السلو” وذلك في قصته المعنونة باسم الرئيس نفسه.

حيث يكتب: أن في عام 1952 يقوم وفد حكومي رسمي بزيارة مصر وذلك في عهد الخديوي فاروق ويضم الوفد كلٍ من رئيس الجمهورية وكذلك وزير الداخلية (راوي الحكاية) ويرافقهم أيضاً رشيد كيخيا؛ وزير الزراعة وثلاثتهم من الكورد. وعندما يستفرد بهم رئيس الوزراء المصري حينذاك “مصطفى باشا النحاس” وبعد السؤال عن الأحوال يتوجه للرئيس “فوزي السلو” ويسأله بلهجة مصرية لا تخلو من بعض السخرية ليقول: “إيه يا سي فوزي. فوزي فهمناه. سلو ده إيه؟”. و بعد رواية بعض التفاصيل الأخرى عن الحكاية نستنتج معه أخيراً؛ أي مع الوزير “علي بك بوظو” بأن (نحن الكورد نعمل دائماً من أجل الآخرين) والجملة السابقة مترجمة ومقتبسة من على لسان الوزير نفسه وهكذا فإن أحد أركان الدولة السورية يقر ويعترف بأنه حتى عندما كانت سوريا لا تحمل الصفة العربية كتعريف للهوية السورية فإنها كانت كذلك وكان الآخرين؛ من كافة الأطياف والقوميات المتواجدة داخل هذه الجغرافية السياسية (سوريا) وإن كانوا على رأس الدولة فإنهم كانوا يخدمون الأجندة القومية للمكون العربي.

وهكذا فإن العرب أو المكون العربي في منطقة الشرق الأوسط وبعد حوالي الخمسة قرون من هيمنة العنصر التركي على الخلافة الإسلامية وبمسمى الخلافة العثمانية وبمساعدة مباشرة من خلال التدخل الأجنبي الغربي؛ فرنسا وإنكلترا على الأخص إلى جانب الثورة العربية الكبرى وقائدها الشريف حسين أو بمساعدة لوجستية غير مباشرة كالدعم الدبلوماسي والإستخباراتي وكذلك دعمهم؛ أي العنصر العربي بالسلاح ومن قبل ذلك ببث ونشر الأفكار والنظريات العنصرية القومية وذلك من خلال البعثات التبشيرية أو الدراسية كخلايا أولية لنشر أفكار الثورة الفرنسية والنظريات العرقية كمرحلة أولى وتأسيسية في نخر جسد آخر إمبراطورية دينية في عالم العالم وجغرافيتها السياسية. وبالتالي فإنهم؛ أي المكون العربي ومناصفة مع القارة السوداء (أفريقيا) قد حجزوا المقعد الثالث في تراتبية التسلسل المعرفي السياسي وأيضاً الاقتصادي الاجتماعي في عالمنا المعاصر، كون المقعد أو العالم الأول قد سجل ماركته وتم حجزه وخطفه من قِبل كلٍ من أمريكا كقوة ناشئة فتية وعلى الصعد كافةً وحليفتها القارة الأوربية العجوز والتي تجدد شبابها ودمائها بين حينٍ وآخر وذلك ممثلةً بدول الحلفاء (أمريكا وبعض أوروبا) والمقعد الثاني أو العالم الثاني تُرك لدول المحور مع حليفتهم (خليفة الرجل المريض؛ أي تركيا الحالية) وبعض الدول الأوربية الأخرى.

أما نحن الكورد والذين (يعملون دائماً من أجل الآخرين) لم يبقى لنا إلا أن نهرول نحو المقعد أو العالم الأخير ألا وهو (العالم الرابع) وهذه القضية تذكرنا بقصة طريفة أخرى وساخرة يرويها لنا أستاذ القصة الساخرة في تركيا؛ الكاتب عزيز نيسين فيقول في معرض التعريف باسمه: من تكون يا عزيز.. حيث أن (Nasen) باللغة التركية تعني “من أنت”. نعم.. وبالعودة مجدداً إلى التاريخ سوف نلاحظ إننا نتخلف عن كل من العوالم الثلاث الأولى بفواصل ومراحل زمنية تاريخية وفي كل حقول المعرفة والحياة، ولو بنسب متفاوتة حيث نلاحظ بأن العالم الأول قد سبقنا نحن الكورد بقرون ولا يقل عن ثلاث إلى الفكر السياسي القومي العنصري وأسس عليه جغرافياتها السياسية المعروفة حالياً وكذلك فإن كل من العالمين الثاني والثالث وآخرهم الدول العربية فقد سبقونا بأقل من قرنٍ بقليل. وهكذا على الجوانب المعرفية والفكرية الأخرى وحتى المعيشية الحياتية وسبلها؛ ولم يبقى في الكون إلا نحن الكورد وبعض الشعوب المغلوبة على أمرها والمسلوبة الإرادة، مثل الأمازيغ وجنوب السودان والتي حصلت مؤخراً على جغرافيتها السياسية وبعض القبائل البدائية في جغرافيات بعض القارات الأخرى وربما كذلك يشاركنا، في ذلك، بعض المكونات الغير مكتشفة إلى يومنا هذا في العالم.. حيث لن نقبل أن يحتلوا المقعد عفواً العالم الخامس.

ويبقى السؤال الأخير الذي يراودنا دائماً: متى سوف نعمل نحن الكورد من أجل أنفسنا وجغرافيتنا وتاريخنا وثقافتنا وسياستنا.. متى سنعمل من أجل كورديتنا وليس لأجل الآخرين وتاريخهم وسياساتهم وقياداتهم ومخابراتهم.. وليجعلوا منا قبائل وطوائف وأحزاب نتحارب فيما بيننا في (حروب داحس وغبراء).
……………………………………………………………………………………..
(*) الثورة الفرنسية (بالفرنسية: Révolution française) التي اندلعت عام 1789 وامتدت حتى 1799، كانت فترة من الاضطرابات الاجتماعية والسياسية في فرنسا التي أثرت بشكل بالغ العمق على فرنسا وجميع أوروبا. انهار خلالها النظام الملكي المطلق الذي كان قد حكم فرنسا لعدة قرون في غضون ثلاث سنوات. وخضع المجتمع الفرنسي لعملية تحوّل مع إلغاء الامتيازات الإقطاعية والأرستقراطية والدينية وبروز الجماعات السياسيّة اليساريّة الراديكالية إلى جانب بروز دور عموم الجماهير وفلاحي الريف في تحديد مصير المجتمع. كما تم خلالها رفع ما عرف باسم مبادئ التنوير وهي المساواة في الحقوق والمواطنة والحرية ومحو الأفكار السائدة عن التقاليد والتسلسل الهرمي والطبقة الأرستقراطية والسلطتين الملكية والدينية.

34

بدأت الثورة الفرنسية في عام 1789 وشهدت السنة الأولى من الثورة القسم في شهر يونيو والهجوم على سجن الباستيل في يوليو وصدور إعلان حقوق الإنسان والمواطنة في أغسطس والمسيرة الكبرى نحو البلاط الملكي في فرساي خلال شهر أكتوبر مع اتهام النظام الملكي اليميني بمحاولة إحباط إصلاحات رئيسيّة. تم إعلان النظام الجمهوري في سبتمبر 1792 وأعدم الملك لويس السادس عشر في العام التالي. كانت التهديدات الخارجية قد لعبت دورًا هامًا في تطور الأحداث، إذ ساهمت انتصارات الجيوش الفرنسي في إيطاليا والمناطق الفقيرة المنخفضة الدخل غرب نهر الراين في رفع شعبية النظام الجمهوري كبديل عن النظام الملكي الذي فشل في السيطرة على هذه المناطق التي شكلت تحديًا للحكومات الفرنسية السابقة لعدة قرون. رغم ذلك، فإن نوعًا من الديكتاتورية شاب الثورة في بدايتها، فقد قضى بين 16,000 إلى 40,000 مواطن فرنسي في الفترة الممتدة بين 1793 و1794 على يد “لجنة السلامة العامة” إثر سيطرة روبسيبر على السلطة. في عام 1799 وصل نابليون الأول إلى السلطة وأعقب ذلك إعادة النظام الملكي تحت إمرته وعودة الاستقرار إلى فرنسا. استمر عودة الحكم الملكي واستبداله بنظام جمهوري لفترات ممتدة خلال القرن التاسع عشر، بعد خلع نابليون قامت الجمهورية الثانية (1848-1852) تلتها عودة الملكية (1852-1870). امتدت تأثير الثورة الفرنسية في أوروبا والعالم، بنمو الجمهوريات والديمقراطيات الليبرالية وانتشار العلمانية وتطوير عدد من الأيدلوجيات المعاصرة. (موسوعة ويكيبيديا).

 

35

سايكس بيكو

وتغييّب الوعي الكوردستاني

 

إننا نشهد الأيام الأخيرة لإتفاقية “سايكس بيكو” الإستعمارية لعام 1916، والتي كانت إتفاقاً وتفاهمًا سريًا بين فرنسا والمملكة المتحدة بمصادقة من الإمبراطورية الروسية وذلك على إقتسام مستعمرات الدولة العثمانية، حيث تم الوصول إلى هذه الاتفاقية بين نوفمبر من عام 1915 ومايو من عام 1916 بمفاوضات سرية بين الدبلوماسي الفرنسي فرانسوا جورج بيكو والبريطاني مارك سايكس. ولقد تم الكشف عن الاتفاق بوصول الشيوعيين إلى سدة الحكم في روسيا عام 1917، وبموجبها تم تقسيم منطقة الشرق الأوسط وضمناً كوردستان بين أربعة دول ولتصبح كوردستان بعد خروج الإستعمار الأوربي مستعبدة وليست مستعمرة دولية وبالتالي يحرم الكورد من كامل حقوقهم فيما بعد وذلك وفق إتفاقية لوزان حيث وإنتقاماً من الثورة البلشفية، تم إطلاق يد تركيا على الجزء الأكبر من كوردستان وذلك لإفشال أي تحالف تركي كمالي مع الشيوعيين وأعتقد قد حانت المرحلة لكي تعيد تلك الدول النظر في تلك الإتفاقية الجائرة بحق الكورد ولتنال كوردستان إستقلالها السياسي.

لكن وقبل الوصول إلى ذلك لا بد من التأكيد على أن قضية تقسيم المنطقة الشرق اوسطية وفق إتفاقية سايكس بيكو، كانت لها تبعات وآثار متعددة لشعوب المنطقة عموماً، وإن كان الكورد هم أكثر من عانوا وما زالوا من تبعات تلك الإتفاقية الإستعمارية المشؤومة وفي كل جوانب ومناحي الحياة المجتمعية الإقتصادية والسياسية والثقافية وحتى على مستوى الوعي والعلاقات الإجتماعية وصلات القربي، حيث الكثير من العوائل إنقسمت بين دولتين تفصلهما حدود دولية وتوحدهما صلة القربى.. وهكذا؛ فإن للموضوع جوانب عدة متشعبة لا يمكن لأحدنا أن يقف على كل مفاصلها ودقائقها من خلال ورقة بحثية سريعة، بل تحتاج القضية إلى الكثير من الدراسات والأبحاث المعمقة للإلمام بتلك الجوانب والمناحي وبالتالي فإننا سوف نتناول في ورقتنا المقدمة هذه إحدى تلك الجوانب وعلى أمل أن يستكمل النقاط والقضايا الأخرى من قبل الإخوة والزملاء المشاركين.

إن ما نود تناوله في ورقتنا البحثية هذه، هي قضية الإنتماء والهوية الوطنية الكوردستانية حيث كانت لإتفاقية سايكس بيكو نتائج كارثية بالنسبة لشعبنا من حيث قضية الإنتماء والعمق الكوردستاني، كون سياسة التقسيم والإلحاق بالدول الغاصبة لكوردستان والتي جعلت من القضية والجغرافية الكوردية وشعبها بمثابة مستعبدات لها، آثار مدمرة على وعي الأمة بهويتها الوطنية وذلك في ظل غياب ذاك العمق الكوردستاني والذي تم تسويره وحجزه بالحدود والأسلاك الشائكة حيث إن تلك الأسلاك لم تحجز الإنسان الكوردي فقط مادياً داخل أقاليم جغرافية مستعبدة، بل حجزت كذلك وعي الإنسان الكوردي داخل تلك الأقاليم والكانتونات الجغرافية بحيث أصبح الكوردي (السوري) يجد نفسه (سورياً) ويجد أخيه الآخر نفسه (عراقياً أو تركياً وإيرانياً).. وبالتالي تم ضرب أهم ركيزة في وعي الإنسان الكوردي؛ ألا وهي قضية الإنتماء لأمة وهوية وطنية كوردستانية.

وهكذا فإن كوردستان ووفق الإتفاقية الإستعمارية الجديدة أي إتفاقية سايكس بيكو لعام 1916 قد جزأت وقسمت بين أربع دول بعد أن كانت قد قسمت للمرة الأولى بين كل من الإمبراطوريتين العثمانية والصفوية وفق معاهدة شيرين وذلك إبان معركة

36

جالديران التي “وقعت في 23 أغسطس 1514 .. بين قوات الدولة العثمانية بقيادة السلطان سليم ياوز الأول ضد قوات الدولة الصفوية بقيادة إسماعيل الأول” والتي “انتهت بانتصار القوات العثمانية واحتلالها مدينة تبريز عاصمة الدولة الصفوية، وأدت إلى وقف التوسع الصفوي لمدة قرن من الزمان وجعلت العثمانيين سادة الموقف، وأنهت ثورات العلويين داخل الإمبراطورية. وترتب على المعركة بالإضافة إلى الاستيلاء على تبريز عاصمة الدولة الصفوية، سيطرة السلطان العثماني على مناطق من عراق العجم وأذربيجان ومناطق الأكراد وشمال عراق العرب، ثم توجهه صوب الشام حيث أكمل انتصاراته على المماليك حلفاء الصفويين بمعركة مرج دابق”. وذلك بحسب ما تذكره الموسوعة الحرة.

إن إنقسام كوردستان بين هذه الدول من جهة وممارسة سياسات التعريب والتفريس والتتريك وذلك بحسب وقوع الإقليم الكوردستاني تحت هيمنة وإستعباد أيٍ من الدولة الغاصبة للجغرافية الكوردستانية، فقد شكلا طرفي الكماشة الخانقة على الإنسان الكوردي، لكي يفقد ذاك الإنتماء للهوية والأمة الواحدة ويستبدل تلك الهوية والإنتماء الوطني الكوردستاني، بإنتماء وهوية وطنية مزيفة؛ حيث بات يمارس “الفرد الكوردي” في واقع التقسيم وعياً وطنياً بديلاً ومخادعاً ويدافع عنها وذلك بأن الإقليم السياسي للدولة الغاصبة له ولقضيته وجغرافيته هي هويته الوطنية حيث وللأسف فقد رأينا ذاك الخطاب والإنتماء (الوطني) المزيف لدى الكثير من الأحزاب والقوى الكوردية وخاصةً في الإقليم الغربي من كوردستان “روج آفاي كوردستان”، مما كان وما زال يكرس تلك الثقافة الوطنية الزائفة والبديلة، بل والمستلبة للشخصية والهوية الحقيقية للإنسان الكوردي ونقصد بها الهوية الكوردستانية.

لكن وبفضل الوعي الثقافي الجديد للنخب الثقافية الوطنية الكوردستانية، بالإضافة إلى الدور المحوري لأهم حركتين سياسيتين كوردستانيتين ونقصد بهما كل من حركة شعبنا في الإقليمين الجنوبي والشمالي؛ حيث الثورة البارزانية بقيادة الزعيم الروحي للأمة الكوردية الأب مصطفى البارزاني (1903 – 1979) والذي “شارك أخاه الأكبر أحمد البارزاني في قيادة الحركة الثورية الكردية للمطالبة بالحقوق القومية للأكراد”، كما نعرف وتؤكدها المصادر التاريخية بأنها كانت مركز إستقطاب للهوية والإنتماء لقضية وهوية واحدة وذلك على الرغم من “إخماد هذه الحركة من قبل السلطة الملكية في العراق والقوات البريطانية المحتلة التي أستخدمت ولأول مرة في التاريخ الأسلحة الكيميائية ضد المناطق التي سيطر عليها الثوار الأكراد” وذلك بحسب تلك المصادر ومنها الموسوعة الحرة، لكن ورغم ما سبق فقد استطاعت هذه الثورة ان تشعل مجدداً الروح القومية لدى الكورد عموماً ويشعرهم بالإنتماء إلى الأمة والهوية الواحدة حيث وجدنا تعاطفاً كوردياً، كوردستانياً في عموم جغرافية الوطن، بل ومشاركة فيها وذلك من مختلف أبناء ومناطق كوردستان، إن كان بحمل السلاح أو المؤازرة والتأييد السياسي والشعبي وكذلك المادي العيني.

وهكذا فإن الثورة البارزانية كانت الإنطلاقة الأكثر تأثيراً وحسماً في العصر الحديث لإعادة بعض التوازن إلى مفهوم الإنتماء للهوية الوطنية الكوردستانية وقد جاءت ثورة الإخوة في الإقليم الشمالي من كوردستان مع قيادة حزب العمال الكوردستاني لأهم ثورة تاريخية لشعبنا في ذاك الجزء والتي ما زالت مستمرة ليومنا هذا، لتستكمل المشهد السياسي الكوردستاني وتؤكد على هذا الجانب، بأننا ننتمي لأمة وهوية واحدة وتجمعنا قضية مشتركة حيث وجدت ضمن صفوف قوات الكريلا ما يؤكد على الجغرافية الكوردستانية الواحدة وبذلك شعر المقاتل في صفوف تلك القوات ما يؤكد على إنتماء حقيقي للهوية وهو بين أحضان جبال كوردستان وبذلك تم التأكيد على أهم مرتكز لأي ثورة حقيقية؛ ألا وهي مسألة الإنتماء لهوية وأمة وقضية وطنية تؤسس لشخصية الإنسان الحقيقي وليس إنساناً زائفاً مستلباً من قبل هويات محتلة غاصبة، كقضية الإنتماء للوطنيات البديلة (السورية، العراقية، التركية أو الإيرانية).

ولكل ما سبق وذكر ونحن نرى الذكرى المئوية لتلك الإتفاقية السيئة الصيت، فإنه من المهم والضروري لكل النخب الثقافية والسياسية الكوردستانية العمل والتأكيد على الإنتماء للهوية والأمة الواحدة وربما الظروف والمناخ السياسي والمصالح الإقليمية والدولية لا تسمح لشعبنا وحركاتنا السياسية العمل على وحدة العمل الوطني المشترك وإنجاح الثورة الكوردية ضد كل هذه المشاريع والدول الغاصبة لكوردستان وتحقيق الحلم الكوردي في إقامة وطن واحد موحد لشعبنا، لكن من الضروري والحيوي هو العمل على تقريب وجهات النظر بصدد الهوية الكوردستانية، بل محاولة توحيد الخطاب السياسي الوطني الكوردستاني والتأكيد على أن للكورد إنتمائهم الحقيقي وهويتهم الوطنية التاريخية وبأن كل الإنتماءات الأخرى ليست إلا إنتماءات زائفة غاصبة وعلينا رفضها على الأقل ثقافياً بحيث نشكل وعياً جديداً للأمة تشعرها بهويتها الوطنية الكوردستانية.

وأخيراً أتوجه لكل الإخوة المشاركين في ندوتكم الحوارية بأجل التقدير والمحبة داعياً للجميع بالتوفيق والنجاح في مهامه، متمنياً لكم ولعملكم الوطني الهام الإستمرار والديمومة لعلنا نقدم ما هو الواجب والضروري لقضايا شعبنا وأمتنا وهويتنا وإنتمائنا الكوردستاني.

37

ملاحظة؛ المقالة هي مشاركتي في ندوة المركز عن آثار سايكس بيكو على الكورد والتي عقدت في مدينة بون الألمانية وشارك فيها عدد من الباحثين.

 

بير رستم

سويسرا / لوتزرن _ 2016.

خاص بالمركز الكردي للدراسات
http://nlka.net/index.php/2014-07-10-22-08-10/405-2016-05-30-14-49-00

http://www.yekiti.org/%D8%B3%D8%A7%D9%8A%D9%83%D8%B3-%D8%A8%D9%8A%D9%83%D9%88-%D9%88%D8%AA%D8%BA%D9%8A%D9%8A%D9%91%D8%A8-%D8%A7%D9%84%D9%88%D8%B9%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D9%83%D9%88%D8%B1%D8%AF%D8%B3%D8%AA%D8%A7%D9%86%D9%8A/?preview=true

 

 

 

38

تحريك دعوة قضائية

.. ضد سايكس بيكو؟!!

 

كتب الأخ والصديق “حسن خالد” على الخاص يطرح قضية جد مهمة، ألا وهي محاكمة سايكس بيكو وحكومتهما أي كل من الحكومة الفرنسية والإنكليزية لحرمانهما الكورد من حقوقهما نتيجة إتفاقيتهما الإستعمارية في تقسيم المنطقة حيث يقول في بوسته ما يلي:

((تساؤل قانوني …

اﻻ يمكن تحريك دعوى قضائية مزدوجة ضد (الحكومة البريطانية – سايكس) و ( الحكومة الفرنسية – بيكو) أمام المحافل الدولية ، كونهما سلبا حقا ﻷمة ” شعب ” في نيل حقه القومي واﻻنساني ، أم أن القضية ماتت بالتقادم .

على إعتبار أن (دولة اﻻنتداب) ﻻيحق لها التصرف باﻷرض أو البلد التي تنتدبها ، أليست الحكومات الﻻحقة وريثة حكومات سابقة وبالتالي فإن الحكومتين المذكورين هما في زاوية اﻹدانة ، أم أن انتفاء جهة شرعية “سلطة” لدى الكرد ﻻ تمنحهم هذا الحق وما هي الجهات التي يمكن أن تحرك ” القضية ” وكيف يمكن تمويلها وتقديم المساندة القانونية والشرعية الشعبية لها …. ؟!” ويختم بوسته بالعبارتين التاليتين؛ “(يرجى الإضافة من قانونيين).. ﻹبداء مﻻحظاتك التي تهمني جداً)).

 

طبعاً وبقناعتي الشخصية فقد طرح الأستاذ والصديق العزيز “حسن خالد” موضوع جد مهم وضروري وإن كان فتح القضية وإثارتها ستبقى فقط معنوياً وإعلامياً مع إننا نأمل أن يعمل بعض الإخوة وبكل جدية في الجانب القانوني والتشريعي حيث المسألة بحاجة لمشورة أصحاب الإختصاص .. وهكذا وبعد أن قدمت الملاحظة السابقة له، عاد الأخ “حسن خالد” وكتب معلقاً على الموضوع؛ “حسبما أعلم هناك مؤسسات قانونية دولية تتبنى مثل هذه الدعاوى وحتى في بعض الدول القوانين المحلية تشجع على هكذا قضايا واﻷمر منوط بالحقوقيين وشكراً ﻹهتمامك .. وادعوك كأخ لتحرك القضية وإن معنويا وإعلاميا”.

 

ولذلك وبمبادرة من ذاك الصديق ها إنني أطرح المسألة على صفحة اللوبي الكوردستاني للنقاش والمداولة ونأمل أن تأخذ حيزاً مهماً وخاصةً من أصحاب الإختصاص في القضايا الدولية والحقوقية وأن يدلوا بدلوهم في الموضوع .. مع التمنيات أن نساهم حقيقةً في تحريك هذا الملف ورفع دعوة قضائية ضد أولئك الذين حرموا شعبنا من حقوقه القومية والوطنية في بناء وطنهم كوردستان أسوةً بباقي شعوب المنطقة.

 

http://xeber24.org/136989.html

 

 

 

 

39

 

كوردستان محتلة.

الموت واحد ..وإن تعددت الأسباب

 

30 يوليو، 2014 · لوسرن‏

إن العلاقة المنظمة بين سوريا (كدولة) والجغرافية الكوردستانية الملحقة بها هي علاقة احتلال وإن اختلفت الأساليب والأشكال وأنماطها؛ وقد جاء هذا البوست رداً على من يقول بأن العلاقة هي ليست علاقة احتلال كون سوريا لم تقم بالغزو والاحتلال العسكري المباشر للجغرافية الكوردستانية، بل ألحقت بها وفق اتفاقيات دولية؛ سايكس بيكو 1916 م وغيرها من المعاهدات والاتفاقيات التي قسمت جغرافية الشرق الأوسط وفق مطامع الدول الاستعمارية آنذاك.. ورداً على هذا الإدعاء فإننا سوف نعرف الاحتلال وفق القانون الدولي: ((تنص المادة 42 من لائحة لاهاي لعام 1907 على ما يلي “تعتبر أرض الدولة محتلة حين تكون تحت السلطة الفعلية لجيش العدو. ولا يشمل الاحتلال سوى الأراضي التي يمكن أن تمارس فيها هذه السلطة بعد قيامها”. وتنص المادة الثانية المشتركة من اتفاقيات جنيف الأربع لعام 1949 على أن هذه الاتفاقيات تسري على أي أرض يتم احتلالها أثناء عمليات عدائية دولية. كما تسري أيضًا في الحالات التي لا يواجه فيها احتلال أرض دولة ما أي مقاومة مسلحة.. ولا فرق في هذا المجال، إن حظي الاحتلال بموافقة مجلس الأمن وما هو هدفه أو هل سمي في الواقع “اجتياحاً” أو “تحريراً”، أو “إدارة” أو “احتلالا”. ولما كان قانون الاحتلال مدفوعًا في الأساس باعتبارات إنسانية، فإن الحقائق على الأرض وحدها هي التي تحدد طريقة تطبيقه)). (مركز المعلومات ICRC).

وهكذا وكما يقول المثل؛ “الموت واحد وإن تعددت الأسباب” وبالتالي فإن الاحتلال واحد وإن تعددت الأسباب والأشكال والأنماط والمدلولات حتى إن كانت تحت مسمى “الإدارة” كما في حالة الجغرافية الكوردستانية عموماً والجزء الملحق بسوريا ضمناً ولزيادة التوضيح فإننا نذكر أولئك الإخوة الذين ينفون صفة الاحتلال السوري لجزء من كوردستان، بأن الخلافة العثمانية عرفت في الأدبيات السياسية العربية وعلى الأخص لدى التيار القومي العربي بالاحتلال العثماني، رغم عدم تعرض “الجغرافيا العربية” للاحتلال المباشر من قبل العثمانيين، بل جاءت نتيجة تطور الأوضاع داخل الخلافة واستيلاء المماليك والعثمانيين على مقاليد الدولة الاسلامية ومع ذلك سميت بالاحتلال العثماني “للوطن العربي”. وبالتالي فإن الدولة السورية تعتبر دولة محتلة لكوردستان وفق القانون الدولي وإن كانت جزء من كوردستان ألحق بها وفق اتفاقيات استعمارية وليس من خلال الاحتلال العسكري المباشر .. لكن استمرار علاقة الدولة السورية مع الجزء الكوردستاني الملحق بها تعتبر بموجب العلاقة المنظمة بين الطرفين هي علاقة احتلال وكان من المفروض والبديهي أن توصف العلاقة هكذا في الأدبيات السياسية لدى أطراف “الحركة الوطنية الكوردية” بالمناسبة هي وصفت كذلك من قبل الحزب الديمقراطي الكوردستاني ببداية التأسيس عام 1957 م حيث كان شعار الحزب: “تحرير وتوحيد كوردستان” والتحرير لا يكون إلا بوجود الاحتلال ولكن جاء استبدال الشعار بعد ضغط أمني وتحديداً من المكتب الثاني.

وللتأكيد أكثر على مفهوم الاحتلال فإننا نذكر أولئك الإخوة والأصدقاء الذين ينفونها بالحالة الفلسطينية حيث (الضفة وقطاع غزة) فهما مثل كوردستان لم تتعرضا للاحتلال المباشر من قبل دولة اسرائيل، بل جاء نتيجة اتفاقية دولية؛ وعد بلفور 1917 م وبموجبه تم انشاء دولة اسرائيل كما سوريا وألحقت بها كلٍ من الضفة وقطاع غزة مثل الجغرافية الكوردستانية الملحقة بسوريا وكذلك وضع الأقاليم الكوردستانية الأخرى وبالتالي فإن العلاقة المنظمة هي علاقة احتلال وفي الحالتين .. وإنه لمن المستغرب أن تسمي أطراف الحركة الكوردية؛ علاقة اسرائيل مع الأراضي الفلسطينية بعلاقة احتلال في حين تغض الطرف عن علاقة سوريا مع الإقليم الكوردستاني الملحق بها، بل وتسمي سوريا بالوطن وليس دولة احتلال، فإن لم يكن السبب يكمن في أدراج المكتب الثاني والأجهزة الأمنية فما هو ذاك السبب الآخر والذي أدى إلى تزييف الحقائق على الأرض وتشويه القيم والمبادئ الأخلاقية والفكرية لدى أطراف (الحركة الوطنية الكوردية) والتي وفي هذه الجزئية لا تمت إلى الوطنية بشيء.. نعم وللأسف؛

40

فإن الذاكرة الكوردية تعرضت للتزييف والتشويش وبتنا نختلف على المبادئ الأولية في السياسة ومدلولاتها، فكيف الحال مع هكذا عقلية وذهنية سياسية مشوهة ومزيفة سنعمل على تحرير وطن وشعب وأمة وتحقيق الحلم الكوردستاني.

 

جمهورية مهاباد

..كانت القربان للتحالف الدولي!!.

إن شعبنا الكوردي يعيش اليوم ذكرى ولادة وإعلان جمهورية مهاباد الكوردية في الجزء الشرقي من كوردستان والملحقة بالدولة الإيرانية .. وقد تم ذاك الإعلان من قبل عدد من الشخصيات السياسية والثقافية والدينية وعلى رأسهم الشهيد البطل؛ قاضي محمد وإن الموسوعة الحرة تقول في ذلك ما يلي: “جمهورية مهاباد تأسست في أقصى شمال غرب إيران حول مدينة مهاباد التي كانت عاصمتها، وكانت دُويلة قصيرة مدعومة سوفييتياً كجمهورية كردية أُنشأت سنة 1946 ولم تدم أكثر من 11 شهراً. فعلياً، ظهر هذا الكيان كنتيجة للأزمة الإيرانية الناشئة بين الإتحاد السوفييتي والولايات المتحدة الأمريكية، فبالرغم من أن إيران أعلنت الحياد أثناء الحرب العالمية الثانية إلاّ أن قوات الاتحاد السوفيتي توغلت في جزء من الأراضي الإيرانية وكان مبرر جوزيف ستالين لهذا التوغل هو أن شاه إيران رضا بهلوي كان متعاطفاً مع أدولف هتلر.ونتيجة لهذا التوغل، هرب رضا بهلوي إلى المنفى وتم تنصيب إبنه محمد رضا بهلوي في مكانه، ولكن الجيش السوفييتي استمر بالتوغل بعد أن كان يسيطر على بعض المناطق شمال إيران، وكان ستالين يطمح إلى توسيع نفوذ الاتحاد السوفيتي بصورة غير مباشرة عن طريق إقامة كيانات موالية له“.

وتضيف الموسوعة نفسها بأن “استغل بعض الأكراد في إيران هذه الفرصة وقام قاضي محمد مع مصطفى البارزاني بإعلان جمهورية مهاباد في 22 يناير 1946 ولكن الضغط الذي مارسه الشاه على الولايات المتحدة التي ضغطت بدورها على الاتحاد السوفيتي كان كفيلاً بانسحاب القوات السوفيتية من الأراضي الأيرانية وقامت الحكومة الإيرانية بإسقاط جمهورية مهاباد بعد 11 شهرا من إعلانها وتم إعدام قاضي محمد في 31 مارس 1947 في ساحة عامة في مدينة مهاباد انسحب مصطفى البارزاني مع مجموعة من مقاتليه من المنطقة“. وبالتالي فإن الجمهورية الوليدة؛ مهاباد والتي جسدت طموح وأماني شعبنا الكوردي قد تم وأدها من قبل التحالف الدولي وقُدِمَت “كبش فداء” على مذبح المصالح الإقليمية والدولية. وهكذا فإن الكورد لم يكونوا الضحية والقربان فقط في إتفاقيات سايكس بيكو ولوزان بل وكذلك الإتفاقيات الدولية المتأخرة وكانت من نتائجها التضحية بالدولة الكوردية؛ مهاباد لصالح الأجندات والتوافقات الدولية والإقليمية.

وهكذا؛ فإن شعبنا وعلى طول المسيرة التاريخية كان الضحية والقربان للسياسات الدولية حيث في بداية القرن الحديث تم تهميشه وحرمانه من الحقوق أسوةً ببقية شعوب منطقة الشرق الأوسط في إتفاقيات سايكس بيكو ولوزان وذلك لتوافق الدول الإستعمارية؛ إنكلترا وفرنسا كأكبر قوى إستعمارية حينها مع الدول الإقليمية الناشئة (تركيا والمجموعة العربية)ومن ثم تم التضحية بشعبنا وجمهورية مهاباد الكوردية نتيجةً للتفاهمات الدولية والقوى الإستعمارية الصاعدة؛ الإتحاد السوفيتي والولايات الأمريكية المتحدة مع الدول الإقليمية في المنطقة؛ إيران وتركيا، ناهيكم عن الإتفاقيات والتفاهمات القديمة بين الإمبراطوريتين العثمانية والصفوية كإتفاقية قصر شيرين في 17 مايو 1639م والتي رسمت بموجبها حدود الإمبراطوريتين وقسمت المنطقة وضمناً الجغرافيا الكوردستانية.

وبالتالي وما نأمله في هذه المرحلة التاريخية الدقيقة والتي تشهد مجموعة صراعات وحروب داخلية في المنطقة العربية والشرق أوسطية ونهوض قوى سياسية جديدة؛ راديكالية وثورية ومنها قوى شعبنا الكوردي كإحدى أهم القوى السياسية والعسكرية في المنطقة وبروز دور إقليم كوردستان (العراق) والذي في طريقه لإعلان دولة كوردستان، بأن نستفيد نحن الكورد من تجارب

41

ودروس ومآسي الماضي وأن لا “نضع كل بيضنا في سلة واحدة” وبحيث نعتمد في تحالفاتنا على محور وقوى دولية دون الأخرى، بل نعمل وفق مصالحنا الكوردستانية في التوافق الكوردي أولاً وتالياً بالتحالف مع كل القوى والأطراف الإقليمية والدولية

والتنسيق معهم وذلك في سبيل المصالح المتبادلة ولنيل حقوقنا الوطنية الكوردستانية وذلك كي لا نعيد ومرة أخرى تراجيديا المآسي الكوردية.

رابط المقالة على موقع خبركم

http://xebercom.com/2015/01/%D8%AC%D9%85%D9%87%D9%88%D8%B1%D9%8A%D8%A9-%D9%85%D9%87%D8%A7%D8%A8%D8%A7%D8%AF-%D9%83%D8%A7%D9%86%D8%AA-%D8%A7%D9%84%D9%82%D8%B1%D8%A8%D8%A7%D9%86-%D9%84%D9%84%D8%AA%D8%AD%D8%A7%D9%84%D9%81-%D8%A7/

ورابط آخر للمقال على موقع خبر24

http://xeber24.org/nuce/51168.html

 

 

 

 

 

42

الكورد ضحايا شعارات وبرامج الآخرين..؟!!

من الإخوة في الدين إلى الأممية الشيوعية.. ومؤخراً الوطنيات العنصرية.

13 فبراير، 2014 · لوسرن‏ ·

إن قراءة التاريخ الحديث للعالم تؤكد لنا بأن ولادة مرحلة القوميات بدأت نظرياً على الأقل مع نهايات القرن الثامن عشر وقد ((..استخدم جويسيبى ماتزينى الزعيم والسياسى القومى الإيطالى هذا المصطلح للمرة الأولى ـ نحو عام 1835ـ ومنذ تنبه المؤرخون والسياسيون لدلالته المهمة في الثقافة الغربية، احتل مفهوم القومية مكانة بارزة في الفكر السياسى والتاريخي والاجتماعى والثقافى)) من موسوعة ويكيبيديا وهكذا فقد قارب القرنين على ولادة القوميات وحكوماتها وبلدانها في العالم وقد بدأت بالتموضع الجغرافي؛ تشكيل الدولة على أساس الانتماء القومي في جغرافيات أوروبا وذلك بحكم ولادة الفكرة والمفهوم بالأساس في تلك القارة وبعدها انتقلت إلى الجغرافيات الأخرى ومنها منطقتنا ولتهدد آخر أكبر إمبراطورية دينية في العالم؛ الخلافة العثمانية وتفتيتها إلى عدد من البلدان والدول والكيانات القومية وذلك إثر خروجها مع دول المحور خاسرةً للحرب العالمية الأولى 1914_1918م.

إن المفهوم والمصطلح القومي قد تطور مع حركة التاريخ وبفعل التراكم المعرفي ومصالح الشعوب ومنافسات الدول الاستعمارية في نهب خيرات البلدان المستعمرة حيث وبعد خروج أوروبا من تحت العباءة (الحضارة المسيحية) وتفتتها وتعرضها للإحتلال التركي العثماني أو الروسي والنمساوي في شرق ووسط أوروبا بدأت النزعة القومية تتبلور سياسيًّا بحركة التحرير والوحدة في البلدان الغربية التي كانت مقسمة مثل إيطاليا وألمانيا وبولندا وهكذا كانت بدايات الظهور للحالة الوطنية في التبلور والتشكل حيث أخذت الدول الناشئة تتكون وفق المنظار القومي والذي أسس له منذ منتصف القرن الثامن عشر وبالتالي اعتماد اللغة القومية كون اللغة أحد أهم عناصر تشكل الأمة والقومية وفي ذلك تقول ويكيبيديا ((وأصبحت اللغة القومية وحدها هي لغة الحضارة للأمة لا سواها من اللغات الكلاسيكية أو من لغات الشعوب الأكثر حضارة)) حيث قديماً استخدمت المسيحية كل من اللاتينية واليونانية كلغة جامعة لها وكذلك فإن الإسلام استخدمت العربية لغة موحدة لكل الشعوب التي خضعت للحضارة الإسلامية. وهكذا وببروز عصر القوميات وتشكيل الدول الحديثة الوطنية على أساس العرق والقومية فقد بدأ اعتماد اللغات الوطنية (القومية) بدل اللغات القديمة المركزية.
فما هي القومية..؟!! علينا بتوضيح المصطلح الجديد لنعي ونفهم كيف تسير بنا حركة التاريخ من تكوين سياسيحضاري قديم قائم على الإجماع على مفاهيم دينية غيبية _الحضارتين الإسلامية والمسيحية إلى مفاهيم ناشئة قائمة على وحدة اللغة والثقافة والتاريخ والتكوين النفسي لجماعة وفئة (قوم) تتمحور حول ذاتها كعنصر متمايز عن غيرها من المكونات الجمعية البشرية التي كانت تشكل تلك الحضارات القديمة الدينية؛ حيث يقول ماتزيني (1805_1872) بهذا الخصوص (إن القومية هي انتماء جماعة بشرية واحدة لوطن واحد شريطة أن يجمعها تاريخ مشترك ولغة واحدة في أرض هذا الوطن).ويضيف العلماء الألمان حسب ويكيبيديا ((..وعلى رأسهم هيردر في النصف الثاني من القرن التاسع عشر وحدة الثقافة النابعة من وحدة اللغة ووحدة مصادر التأثير الروحى النابعة من الدين ومن التراث الثقافى الواحد في اللغة الواحدة ثم أضاف الماركسيون أسسًا أخرى للقومية أهمها وحدة التكوين النفسى ووحدة السوق الاقتصادية ولكن الدارسين المحدثين مثل (كوهن وكامينا وغيرهما) يكتفون عادة بوحدة اللغة التي تنبع منها وحدة الثقافة والتكوين النفسى ثم التاريخ المشترك الذي يخلق الانتماء ـ أو الشعور به ـ لأرض واحدة ومؤسسات اجتماعية وقضايا مشتركة)).

وهكذا فإن النزعة القومية إرتبطت بـ((الرومانتيكية في الأدب والفكر والفنون: التي كانت تمجد الحرية والبطولة الفردية والتخلص من قيود العصر القديم وتمجد التراث الشعبي كأصدق تعبير عن التلقائية وعن روح الشعوب وشخصيتها، كما ارتبطت أيضًا بالليبرالية السياسية والاقتصادية التي كانت تريد المساواة الدستورية بين كل الناس في كل الحقوق والواجبات)). وتضيف ويكيبيديا

43

بأن ((مع تطور المجتمعات الغربية ونضج الاستعمار ارتبطت القومية في الغرب بالمنافسات الشرسة بين الدول على القوة وعلى السيطرة وعلى الأسواق، بينما أصبحت النزعة القومية منذ أوائل القرن العشرين دافعًا قويا ـ أو الدافع الأقوى ـ لحركات التحرير الوطني في (المستعمرات) فيما أصبح يعرف (العالم الثالث) وانبعاث الثقافات الوطنية للشعوب ذات الجذور القديمة، في بلدان العالم الثالث مع نهاية الحرب العالمية الأولى تقريبًا، فكانت هذه النزعة وراء إحياء لغات هذه الشعوب وتجديدها ودعوتها للاهتمام بتراثها القديم الأدبى والفكرى والفنى والحضارى عمومًا، ووراء الاهتمام بمعرفة تاريخها وانتماءاتها الأصلية ووراء حركات التأصيل والارتباط بالجذور مع أو إلى جانب أو ضد حركات التحديث حسبما يفهم التحديث، وحسبما يطبق بوصفه تطويرًا للأصيل وتفاعلا مع عناصر قومية أخرى أكثر تطورًا، أو بوصفه تغريبًا، أى التخلي عن السمات الأصلية الموروثة واستعارة سمات الثقافات الغربية بدلا منها. وفى بعض الحالات ارتبطت النزعة القومية بمحاربة النزعة العالمية (الكوزموبوليتانية) أو بمحاولة الاستفادة منها)).

كما أسلفنا فإن الشرق ومع بدايات القرن العشرين ومن قبل انهيار الخلافة العثمانية بدأت تنشط فيها الحركات القومية وذلك من خلال النواد والجمعيات؛ الجمعية العربية الفتاة والجمعية العلمية السورية والمنتدى الأدبي وغيرها.. إلى أن كانت الثورة العربية خلال الحرب العالمية الأولى بتحريض من الشريف حسين؛ قائد مكة ودعم بريطاني ((حينها شهدت القومية العربية أولى محاولاتها لإقامة المملكة العربية بقيادة الملك فيصل الأول)). ونعلم أن تلك الحركات القومية لم تقتصر على الشعوب المستضعفة والخاضعة للخلافة العثمانية، بل أن القومية التركية هي أيضاً شهدت نمواً مضطرداً مع بروز النزعات القومية داخل السلطنة ومعلوم لنا ما قامت بها جمعية تركيا الفتاة حيث تقول ويكيبيديا بخصوص ذلك ((تركيا الفتاة أو الأتراك الشباب.. هو اتحاد لمجموعات عديدة مؤيدة لإصلاح الإدارة في الإمبراطورية العثمانية. أدت الحركة إلى الحقبة الدستورية الثانية بواسطة ثورة تركيا الفتاة. في عام 1889بدأت الحركة في صفوف الطلاب العسكريين وامتدت بعدها لتشمل قطاعات أخرى، وكانت بدايتها كممانعة للسلطة المطلقة للسلطان عبد الحميد الثاني. عند تأسيس جمعية الاتحاد والترقي في 1906، ضمت الجمعية معظم أعضاء تركيا الفتاة..)).. ثم تأتي المرحلة اللاحقة من تبلور الحالة القومية مع الأحزاب والحركات الأكثر انغلاقاً وتشدداً وعنصريةً مثل الحركة الناصرية ومن بعدها البعث بشقيها القومي والقطري بالنسبة للبلدان العربية أم تركيا فتتحول من السلطنة والخلافة إلى إحدى أكثر الدول راديكاليةً وتطرفاً قومياً مع المفهوم الكمالي للدولة الطورانية.

ولكن وبعد كل الذي سردناه وكتبناه بخصوص بروز ونشوء الحركات والجمعيات والأحزاب القومية في المنطقة العربية والشرق أوسطية، بالتأكيد كان الكورد هم أيضاً لهم نشاطهم وجمعياتهم وحركاتهم القومية وبهذا الصدد يقول الأستاذ زهدي الداوودي في مقالٍ له على الحوار المتمدن وبعنوان (نشوء الوعي القومي وتطوره عند الكورد) ما يلي: ((في مرحلة أنحلال العلاقات الاقطاعية التقليدية ونشأة العناصر الاولى للعلاقات الاقتصادية- الاجتماعية- السياسية الرأسمالية.. حدثت في الحركة الكردية التحررية تغييرات كبيرة. فبالاضافة الى نمو الوعي القومي الكردي، تكونت إمكانات واتجاهات جديدة لحل القضية القومية. كان الاساس الايديولوجي في المرحلة الجديدة للحركة القومية الكردية مشروطا أيضا بمرحلة صعود انتفاضات الشعب في القرن التاسع عشر. ويمكن اعتبار القرن التاسع عشر حقا بأنه عهد الحركات الكردية المناهضة للدولة العثمانية المركزية.. وكان الظهور الساطع لهذه الحركة هو انتفاضات الكورد في الفترة 1854- 1855 المشهورة بأسم قائدها يزدان شير، التي جمعت في نضالها ضد الاضطهاد التركي ليس الكورد فحسب، بل أقساما من الارمن والاشوريين والعرب واليونان وممثلي القوميات المضطهدة الاخرى..)).

إذاً الكورد مثل غيرهم من شعوب المنطقة حاولوا أن يؤسس لكيان قومي سياسي لهم.. ولكن وللأسف باءت بالفشل ولأسباب عدة تتعلق منها بالعلاقات الدولية ومصالحها مع الدول الإقليمية بأن تم التضحية بالكورد وكوردستان على مذبح تلك المصالح الاستعمارية وبموجب اتفاقيات ابرمت بخصوص رسم خارطة الشرق الأوسط القديم مثل سايكس بيكو وسيفر ولوزان وغيرها؛ لم تجزأ كوردستان بين أربع كيانات قومية سياسية فقط، بل أضاعتها من الخارطة السياسية من جيبوليتيك المنطقة وهكذا أصبح الكورد ((في مهب الريح)) وبلا كيان سياسي يجمعهم ويوحدهم وبالتالي مرحلة جديدة من التهويمات والشعارات التي تخدعنا كأمة وشعب وعرق متمايز وبشعارات جديدة كمفاهيم “الوطنية والمواطنة” وبخلفيات عنصرية كون المشروع بالأساس طرح من قبل العنصر القومي السائد والمهيمن في الكيان الجديد ثقافياً وحضارياً وسياسياً. وبالتالي فوطنيتك يعني التخلي عن قوميتك لصالح القومية الغالبة في تلك الكيان، حيث الكوردي في تركيا هو تركي وفي كل من سوريا والعراق سابقاً عربي.. وفي ظل نظام الملالي في إيران؛ ما زال شعار “كلنا إخوة في الدين” يأخذنا إلى الخديعة والنكران للذات والهوية الحضارية.

وهكذا ومن خلال قراءة متأنية لتاريخ شعبنا الكوردي وما عانى ويعاني على مر العصور والأحقاب التاريخية وعلى الأخص في المراحل المتأخرة والتي شهدت ميلاد عصر القوميات وما لاقاه ويلاقيه لليوم من إنكارٍ وتهميش لوجوده قبل الحقوق وفي كل مرحلة نجد بأن هناك شعار وإيديولوجيا ومصطلح جديد لنقنع كورديتنا المخدوعة بأن هناك مشروع “أكثر إنسانيةً” من المشروع القومي الكوردي؛ مرة بأسم الدين والإخوة ومرة أخرى باسم الأممية الشيوعية ومؤخراً الوطنيات التي طرحت بمقاسات شوفينية بعثية وطورانية تركية.

44

 

 

 

الكورد .. في رؤية القوميين العرب

حزب الإتحاد الاشتراكي العربي الديمقراطي .. نموذجاً

 

إن تناولنا للموضوع ليس بجديد فكل من كان يتابعنا في الماضي يعلم بأننا كرسنا عدد من المقالات ضمن سلسلة الخطاب العربي والقضية الكوردية أو إقليم كوردستان (العراق) في الخطاب العربي؛ ومؤخراً قمنا بجمعها ضمن كتاب إلكتروني بعنوان القضية الكوردية في الخطاب العربي حيث تصدينا في تلك المقالات لعدد من الأقلام العروبية العنصرية في تناولهم للمسألة الكورية وعلى مختلف المراحل والصعد .. وبالتالي فإن تناولنا للموضوع ليس بجديد ولكن الجديد فيه هو تحديد النموذج الحالي؛ أي حزب الاتحاد الاشتراكي العربي الديمقراطي وكونه أحد الشركاء الأساسيين في هيئة التنسيق الوطنية لقوى التغيير الديمقراطي والذي يعتبر ومن جانب الكورد حزب الاتحاد الديمقراطي (PYD) الشريك السياسي الآخر، بل والأكثر قوةً على الأرض وهو يدير “الكانتونات الذاتية” في المناطق الكوردية الثلاث (عفرين، كوباني والجزيرة) وبالتالي فإنه؛ حزب الإتحاد الاشتراكي العربي الديمقراطي على تماس مباشر مع القضية الكوردية سورياً وكذلك تحالفاً مع طرف سياسي كوردي.

وللعلم فإن معرفتنا بهذه الجماعة؛ أي الحزب المذكور ليست بجديدة، بل تعود إلى أيام عملنا مع لجان قوى إعلان دمشق كممثل عن طرف سياسي كوردي؛ الحزب الديمقراطي الكردي في سوريا (البارتي) وكذلك الجبهة الديمقراطية الكوردية عن محافظة حلب، حيث كنا نلتقي بشكل دوري في اجتماعاتنا الشهرية ضمن لقاءات قوى الاعلان وكان يمثلهم كل من السادة عبد المجيد منجونة ونجيب ددم وآخرين وقد توجت لقاءاتنا تلك بانعقاد المجلس الوطني لقوى إعلان دمشق وكانت مناسبة للالتقاء بعدد أكبر من كوادر وقياديي هذه الحركة ومنهم الأستاذين حسن عبد العظيم ورجاء الناصر وغيرهما وكانت مناسبة أيضاً للتعرف عن قرب على نهج والعقلية السياسية لهذا الشريك.. وقد خرجنا بمحصلة تفيد بأنهم ليسوا بأفضل من النظام وحزب البعث العربي الاشتراكي وعقليتهم بخصوص المسألة الكوردية، بل يمكن اعتبارهما وجهان لسياسة واحدة؛ أحدهما في النظام والآخر ضمن قوى المعارضة.

وإن مناسبة التذكير بهذا الموضوع، ضمن مقالنا الجديد هذا، هو ما تم تناوله مؤخراً على وسائل الاعلام وصفحات التواصل الاجتماعي؛ حيث يفيد الخبر بأنه ((عقدت اللجنة المركزية لحزب الإتحاد الاشتراكي العربي الديمقراطي اجتماعها الدوري برئاسة الأخ الأمين العام حسن عبد العظيم وناقشت..)) منها ((وثيقة العقد الاجتماعي للإدارة الذاتية الديمقراطية، وتوصلت إلى عدم قبول الوثيقة بوضعها الراهن، لأنها تتضمن تجاوزات عملية لوحدة سورية أرضاً وشعباً)). حيث كانت قد أصدرت أيضاً هيئة التنسيق الوطنية لقوى التغيير الديمقراطي في (30/1/2014) بياناً صحفياً وضحت فيه موقفها من تلك الوثيقة وذكرت فيه؛ بـ”أنها غير مقبولة لتعارضها مع مفهوم الإدارة الذاتية وإمكانيات نجاحها ولتعارضها مع مركزية الدولة السياسية”. وهكذا نجد بأن الموقف السياسي للحزب الحليف لحزب الاتحاد الديمقراطي (PYD) في هيئة التنسيق وكذلك الهيئة نفسها ما زال “عروبياً” وبامتياز؛ حيث الرفض لكل ما يمس “وحدة الأرض والشعب” والذي بنظرهم هي جغرافية وشعب عربي والكورد فيه ليسوا إلا بأقلية وجالية وافدة .. وإننا نتذكر جيداً ما قيل من قبل مندوبيهم في الاجتماع الأول للمجلس الوطني لقوى الإعلان حيث كان رفضهم صريحاً وواضحاً لكل ما يسمى بالقضية والمسألة الكوردية بل والمشكلة الكوردية في سوريا وذلك على مستوى اللفظ والاصطلاح وليس مفهوماً وأهدافاً وشريكاً في الوطن .. وقد قال أحدهم ودون مواربة: “نرفض أن تجعلوا من مسألة بعض المحرومين من إخوتنا الأكراد قضية أو مشكلة سورية .. فهم لنا إخوة قدموا من تركيا ونحن استقبلناهم على الأراضي العربية

45

السورية وقسم منهم حصلوا على الجنسية وقسم لم يحصل بعد وعلينا أن نجد حل لهي المشكلة”.

هكذا إذاً .. نقطة على السطر وأنتهى الموضوع في رؤيتهم؛ حيث لا قضية ولا أرض ولا شعب .. ولا من يحزنون، كل ما هنالك “بعض المحرومون من الجنسية العربية السورية وعلينا حل هي المشكلة وينتهي كل شيء”. وهنا نود أن نسأل الإخوة في حزب الاتحاد الديمقراطي كونه الشريك الكوردي لهم في هيئة التنسيق: هل رؤية شركاءكم بأفضل من رؤية المجلس والائتلاف الوطني السوري؛ شركاء أخوتكم الكورد الآخرين في المجلس الوطني الكوردي، أليس طرح شركاءهم بأفضل وأكثر موضوعية وانفتاحاً رغم كل سلبياتها من رؤية شركاءكم القوميين والعروبيين إلى العظم، بل إلى النظام لكونهما وجهان ووجعان لعملة وعملية سياسية واحدة .. وبالتالي أليس مزايدتكم؛ مزايدة الاتحاد الديمقراطي (PYD) على الأحزاب الكوردية الأخرى وتحديداً المحسوبة منها على محور أربيل نوع من المتاجرة السياسية في بازارات السياسة الكوردية .. سؤال برسم الإجابة من المحسوبين على ذاك المحور الكوردي.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

46

 

 

 

 

القراءات الحاقدة

إنطلاقاً من مواقف أيديولوجية!!

 

كتب أحد الإخوة تعليقاً على مقالتي المعنونة بـ”الكوردي.. عنيد أم أحمق؟!” يقول فيه؛ “اعتقد ..السؤال مقاصده مطعون فيها وغاياتها مشكوك فيها..!!!! والدليل السؤال يفتقر الى وظيفة معرفيه…وثانيهما انه العبث لجلد الذات لحصر الاجابه بالسلبيه ..ثالثهما ان الاخ السائل سبق ان طرح مواضيع مماثله كما البوست المعنون …نداء من لفيف من المثقفين…راجعوا ودققوا واستنتجوا (ولي تحليل فيه قريبا)..رابعا مع احترامي للتعليقات اغلبها صدى معاناة من واقع اليم اواشاعات مغرضه بحق الكورد من اعدائهم (مسلمين وعنصرين) بان الكورد حمقى وبعض الامعة ممن يدعون الثقافة زورا والكتابة عبثا مثقلين بسيرة ملوثة او مرض نفسي او استفادة ما يعززون هذه الافكار للامساك بناصية الرياده المعرفيه وهو فعل مذموم وفاقد للمصداقيه”.

وهو لا يتوقف عند ذلك بل يقول أيضاً؛ “ان من يدعي الثقافه وعيا والكتابه تنويرا لايقف في المنطقة الرماديه في القضايا المصيريه (الوجوديه) لان الثقافه الصادقه بنفعها والحقيقيه من تجلياتها التمييز بين الحق والباطل والعدل في احكامه لهذا التمييز والفصل بين الجميل والقبيح من القيم ووقوف المثقف في المنطقه الرماديه هو جريمة لاتغتفر..لان الانسان مسير فيه لامخير بعكس الوجوب فهو مخير …..الكردي الصادق عنيد على حقوقه ويفسره.بالعمل والانجاز. والكوردي الاحمق من يخدم غيره ويبرره بوهم الافكار وفانتازيتها اعرفوا انفسكم ايها الكورد والسلام على من اتبع الكوردايتي وللحديث بقية……..نتمى الرد دون شتم ديمقراطي اومسبات امميه او مقص رقيب مودتي”.

إنني وقبل الإجابة على التعليق فقط أود أن ألفت إنتباه الإخوة إلى تلك اللغة المتبجحة بالذات وإمتلاكها للمعرفة والحقيقة المطلقة حيث يقول: “راجعوا ودققوا واستنتجوا (ولي تحليل فيه قريبا)” كونه هو قام بكل ذلك وملك الحقيقة، ولا يكتفي بذلك بل يجعل من كل الآخرين أو على الأقل أغلبهم ليسوا إلا صدى للواقع حيث يكتب؛ إن “التعليقات اغلبها صدى معاناة من واقع اليم اواشاعات مغرضه بحق الكورد من اعدائهم (مسلمين وعنصرين)” وبالتالي ينسى واقعاً تاريخياً لشعب عاش فعلاً وما زال ظروف الإستعباد والتي جعلت منه شخصية مستلبة.

والرجل لا يقف عند ذلك بل يعمل على التمهيد بأن الآخر مجرد من أي معارف وحقائق وذلك من خلال تهجم أقل ما يقال فيه بأنه أرعن؛ وإنني لا أعلم كيف للمرء أن يحكم بهذه العقليات الكليانية والمطلقة على الآخرين، بل ويحدد موقف الآخر أيضاً .. عزيزي ورغم تقديري لوعيك وثقافتك إلا أن تبجحك بإمتلاك الحقائق المطلقة تجعل من أطروحاتك أقرب إلى شعارات أيديولوجية منها إلى أفكار ذات قيمة معرفية وأخلاقية حيث لا أحد يملك الحقيقة الكلية التي تريد أن تتبجح بها في إستعراض كلامي.

أما بخصوص البوست والعنوان ورغم معرفتي المسبقة بأنه نوع من جلد الذات ويقيني لا شعب بالمطلق أحمق وعنيد، إلا إنها رسالة لأولئك الكورد الذين ما زالوا جزءً وعربة في قطار الآخرين ولو تمهلت بقراءتك قليلاً لأدركت؛ بأن الحديث موجه لطرف كوردي ما زال يتمسك بذيل ما تسمى بالمعارضة السورية وليس لكل الكورد وبالتالي لم أقف في المنطقة الرمادية، كما أردت أن تشير لذلك في تعليقك الذي وجدت فيه نوع من الإنتقام وليس القراءة النقدية وللأسف فإن إنتماؤك لتيار وفكر سياسي يجعلك تحصر „الكوردايتي“ به والتي باتت بضاعة كاسدة للبعض منكم كي يزاود بها على فصيل وتيار سياسي يطرح مشروعاً سياسياً آخراً وتحت مفاهيم „ديمقراطية أممية“ بحيث تجعلك تستهزأ بها لدرجة عدم إحترام للرأي المخالف وهنا تتعرى تماماً حيث أولى قيم الحرية والمعرفة هو الإقرار بحق الإختلاف والتنوع الثقافي المعرفي.

47

وأخيراً توصيفك وبشكل مقزز للذين يختلفون معك بالرأي والقراءة على إن أولئك هم؛ “الامعة ممن يدعون الثقافة زورا والكتابة عبثا مثقلين بسيرة ملوثة او مرض نفسي او استفادة ما يعززون هذه الافكار للامساك بناصية الرياده المعرفيه وهو فعل مذموم وفاقد للمصداقيه” أعتقد ينم عن تضخم مرضي نفسي لذات و”أنا” مأزومة بحيث جعلك تسقط ذاتك على الآخرين ولا أعتقد بأنه يحتاج للرد بقدر ما تحتاج لطبيب نفساني.. وبالمناسبة تعليقك ناتج عن حقد شخصي وكنوع من الإنتقام وقد تأكدت من ذلك بعد معرفتي على شخصيتك الحقيقية وإختباؤك خلف شخصية وهمية كافية أن نعرف مدى مصداقيتك مع ذاتك ومع الآخرين.

وهم التفوق

..لدى النخب العربية!!.

إننا نلاحظ ومن خلال المتابعة وقراءة ما يدون على صفحات التواصل الاجتماعي وعلى الأخص النخبة العربية الثقافية والسياسية بأن هناك اهتماماً ملحوظاً بالمسألة الكوردية في الآونة الأخيرة وعلى الأخص بعد إعلان “داعش” عن مشروعه الطائفي في إقامة “دولتها أو إمارتها الإسلامية” في كل من العراق وبلاد الشام واتهام الكورد وخاصةً من جانب الإخوة الشيعة وبعض اليساريين الراديكاليين بتسهيل عملياتها (أي داعش) لاحتلال مدينة الموصل. وهكذا وبجرة قلم تم “تخوين الكورد” ونسوا هؤلاء السادة المركز وبغداد وجيوشها وفيالقها، وتركهم لموصل ومن دون أي مقاومة، بل واستقبال “الفاتح الجديد” بالتهليل والزغاريد وقد رأينا ذلك من خلال الإعلام المرئي والإلكتروني وكيف تستقبل تلك المجاميع الإرهابية من السكان وحتى العسكريين والضباط وهم يبايعون “داعش”.. لكن المشكلة لا تكمن هنا فقط بل بتلك العقلية التي تطلب من الكورد والبيشمه ركة ان يقوموا بواجب كل العراقيين وجيوشها وفيالقها وإن قصروا في ذلك أو لم يجدوا في ذلك مصلحة بل ومضرة بهم فهم عملاء وخونة ومرتزقة وطابور خامس” يعني نفس اسطوانة العداء لإسرائيل وأن على الكوردي أن “يعادي” الدولة الإسرائيلية أكثر من الراحل أبو عمار نفسه وإلا فنحن عملاء إسرائيل ونخون القضية الفلسطينية.. وناهيك عن أي تواصل معهم مع الإسرائيليين من قبل الكورد فهي بدرجة “الخيانة الوطنية العظمى” في حين اللقاءات والاتفاقات الفلسطينية تصب في خانة الدبلوماسية السياسية عند “هؤلاء الجهابذة”، فأي منطقٍ أعوج.

وهكذا فإن المطلوب من الكوردي عموماً الغير عربي والغير مسلم إجمالاً أن يكون “فلسطينياً أكثر من الفلسطينيين” أنفسهم وذلك على مبدأ الملكية أكثر من الملك نفسه.. إن هذه العقلية والسلوك القسري بحق الآخر تعد بحق إشكالية وجودية في بنية الوعي والثقافة العربية والإسلامية عموماً وهي تحتاج إلى دراسات جادة في هذا المجال؛ وفي بنية تلك الأزمة والعقدة السوسيولوجية والنفسية أيضاً والتي نرجحها إلى عقدة الثقافة العربية والإسلامية وبالعموم (العقل الجمعي) حيث ما زال الآخر برؤيتهم ليس إلا “عبداً ومولى” وبالتالي تابعاً لقرارت وإرادات “السيد المطاع” وبالتالي عليه أن ينفذ ما يريده ذاك الآمر والسيد وما على العبد إلا الطاعة التامة، بل حتى في قناعاته الفكرية والعقائدية فليس عليه إلا أن يكون “نسخة فوتكوبية” عن سيده أو عليه أن يكون كذلك وإلا فإنه “خائن ويمثل الطابور الخامس”.. وللأسف فإن مجمل النخب العربية هي ضحية هذه “العقلية المتوهمة بالتفوق”.. والتي لا ترى في الآخر إلا ملحقاً وذيلياً له ولقراراته وذلك حتى على المستوى الفكري والثقافي.

 

48

واقع مقلوب

.. كوردستان لا تحتل الدول العربية!!

كتب أحد الإخوة العرب على بوستي التي أطالب به برفع دعوة ضد الأكاديمي المصري الذي طلب إزاحة علم إقليم كوردستان تعليقاً يقول فيه؛ “أتعبتم العراق أيها الإخوة وارهقتموه بمطالبكم المتزايدة ومؤامراتكم انفصلوا وخلصونا من هذه المناورات عمركم لم يكن لكم ولاء للعراق الذي تربيتم على خيراته … ولائكم لقوميتكم فقط” وأضاف في تعليق آخر؛ “مسعود بارزاني القائد المطلق منذ القرن الماضي فاخر أعماله الفنية تصدير النفط لإسرائيل والتعاون مع أي كان لاحتلال الموصل وبشهود عيان !!!!!!! أما من ينوي السفر لكردستان لايدخل الابكفيل ويهان بسيطرات التفتيش … عمركم لم يكن ولائكم ياسيدي لبلدكم العراق. ليس عندنا حقد على أحد يرد الخير لنا صدقني تحياتي واحترامي”.

للأسف هذا الخطاب ليس حكراً على ذاك الأخ، بل هو خطاب عام وحتى ثقافي وليس فقط شعبوي؛ كون الأكثرية من النخب الثقافية العربية تحمل هذه العقلية التي تجد في الكورد بأنهم يخونون الوطن في علاقتهم و(ولائهم) لتلك البلدان التي تقتسم كوردستان حيث ينسون بأن العلاقة بين الطرفين هي علاقة إحتلال وإستعباد للجغرافية والقضية الكوردية، بل عندما نسمع تلك الآراء لا يبقى أمام المرء إلا أن يتساءل؛ هل نحن الكورد من يحتل العراق وسوريا وباقي الدول الغاصبة لكوردستان ويمارس بحقنا كل سياسات الإستبداد والقمع والإبادات الجماعية والأنفال وحلبجة، أم نحن من مارس بحق الإخوة العرب في الأنبار والنجف وبغداد ودمشق وقامشلو وعفرين تلك السياسات العنصرية والإبادات والمقابر الجماعية.

وهكذا وبعرف هؤلاء تجد بأن هناك قلب للمفاهيم والواقع؛ حيث كأن نحن الكورد من سرق خيراتهم وبترولهم ولا نقبل بإستقلالهم .. يا سيدي هي أمنية كل كوردي أن يتم الإستقلال ونخلص من حقدكم وبغضكم وسرقاتكم وسياساتكم التدميرية في كوردستان.. وبالمناسبة؛ عمر الإحتلال ما حقق الوطنية للمحتل أرضه وجغرافيته ولعلمك وعلم كل أولئك الإخوة، فإن العراق وسوريا ودول الإحتلال الأخرى؛ تركيا وإيران ما كانت ولن تكون أوطاناً لنا، بل كانت وما زالت هي دول تحتل كوردستان.. وأما بخصوص النفط والعلاقات فذاك من حقنا أن نبيع نفطنا للذي نراه الأفضل لنا ويحقق مصالحنا الإستراتيجية وذلك إسوةً بكم في الدول العربية وكل دول العالم والمنطقة.

وأخيراً؛ أتمنى أن تتخلص النخب العربية من عقدة (الخيانة والسيادة) وذلك قبل أن نتوجه إلى الفئات الشعبية في الواقع العربي؛ حيث وللأسف في عرف وثقافة العربي؛ إنه سيد الأقوام كون القرآن باللغة العربية وآخر الرسالات فيهم ومحمد منهم ولذلك هم الأسياد والآخرين هم الأعراب والموالي وبالتالي يحق لهم ما لايحق للآخرين، مما دفعت بتلك (النخب الثقافية) أن تتوهم السيادة والريادة لنفسها، بينما تجد في الآخر مشروعاً للخيانة والعمالة والتي تكون السبب في تأزيم العلاقة بين المكون العربي وباقي شعوب المنطقة نتيجة تلك الثقافة التي ترسخت في الذهنية العربية مع تفوق العنصر العربي في الإسلام لتأتي الفكر القومي وتعطيها الصبغة الأشد عنصريةً في العصر الحديث .. وما نأمله من تلك النخب التنويرية العربية هو تجاوز تلك العقلية البائسة لنقدر أن نؤسس لعلاقات جديدة في منطقة الشرق الأوسط نكون الأساس لبناء مجتمعات جديدة قائمة على الحريات العامة والعدالة الإجتماعية وتكافأ المجتمعات والشعوب، لتنعم كل مكونات المنطقة بالحرية والحقوق المتساوية في العيش الكريم.

49

تركيا والنفاق السياسي!!

 

إن الحكومة التركية تتحجج بقضية (الإرهاب) للعمال الكوردستاني وتجعله سبباً وشماعة في توجهاتها السياسية والعسكرية، إن كانت داخل تركيا؛ أي الإقليم الشمال من كوردستان أو في الأقاليم والمناطق الكوردية الخارجة حدود الدولة التركية وعلى الأخص الإقليمين الجنوبي والغربي من كوردستان؛ حيث رأينا مؤخراً إحتلالاً تركياً لبعض المناطق الحدودية من سوريا وذلك بمساعدة بعض مرتزقتها من الألوية والكتائب التركمانية والإسلامية وذلك بهدف قطع الطريق على مشروع حزب الاتحاد الديمقراطي لإقامة فيدرالية “روج آفا” في الإقليم الغربي من كوردستان.

وهكذا وعلى الرغم من وضوح الموقف والمشروع الطوراني التركي في ضرب أي طموح ومشروع كوردي في سبيل نيل الحقوق، إلا إن الدولة التركية ومنظّريها وسياسييها ما زالوا ينافقون بصدد المسألة الكوردية وذلك عندما يجعلون من (إرهاب) العمال الكوردستاني المزعوم سبباً في ضرب الطموح الكوردي -كما قلنا في بداية البوست- وللأسف فهناك بعضاً من كوردنا وسياسيينا ومثقفينا يؤيدون تلك الفكرة، إن كان بجهل وغباء سياسي أو إرتزاق مالي أم إنطلاقاً من خلاف حزبي، لكن ما يتناسوه جميعاً؛ بأن القضية الكوردية لا تعني فقط منظومة العمال الكوردستاني.

نعم.. وللأسف؛ فإن أغلب سياسيي ومثقفي ومنظّري الدولة التركية، يمارسون نفاقاً سياسياً بحق شعبنا وقضيتنا العادلة، حيث يعلم الجميع؛ بأن القضية الكوردية هي قضية شعب وجغرافية سياسية وطنية عمرها من عمر الشعب الكوردي والخاضع لهيمنة وإحتلال الدولة التركية وقبلها العثمانية، بينما حزب العمال الكوردستاني تأسس في 27 نوفمبر/تشرين الثاني 1978 وإن هذا الأخير لم يلجأ إلى الكفاح المسلح إلا بعض أن قطع بالكورد وحركاتهم السياسية كل السبل في حل المسألة الكوردية سلمياً وذلك بعد أن تنكرت الكمالية مع حلفائه الدوليين لكل وعودهم ومعاهداتهم وعلى الأخص تلك التي أُقرّت في معاهدة سيفر، مما دفع الكورد وضمناً حزب العمال الكوردستاني إلى حمل السلاح للمطالبة بحقوقهم الوطنية.

إذاً؛ فإن القضية ليست قضية إرهاب طرف سياسي كوردي كما تدعيه تركيا وإلا لوجدنا هناك مبادرات تركية إلى حل المسألة والقضية الكوردية عبر كتل وأحزاب سياسية تملك الشرعية القانونية والإنتخابية مثل حزب الشعوب الديمقراطي والذي لا تقدر الدولة التركية وأبواقها أن توصفه بالإرهاب كالعمال الكوردستاني حيث إنه -أي حزب الشعوب- منتخب دستورياً وهو أحد الأحزاب الأربعة مع الحزب الحاكم يعملون بطريقة قانونية تحت قبة البرلمان التركي، إذاً فلتبادر الدولة التركية إلى طرح القضية مع حزب الشعوب الديمقراطي أو حتى مع بعض الأحزاب الكوردية القريبة من الديمقراطي الكوردستاني (العراق)، إن كانت حقيقةً هي ليست ضد القضية الكوردية وإنما فقط لها تحفظها على مشروع العمال الكوردستاني.

حيث إن تركيا بذلك سوف تقطع الشك باليقين بخصوص النفاق السياسي وقضايا الديمقراطيات والحريات العامة وكذلك فإنها ستقطع الطريق على الكوردستاني وممارساته (الإرهابية) بحسب الإدعاء التركي، لكن وللأسف؛ فإننا جميعاً نعلم بأنهم ينافقون بطريقة جد غبية ومع ذلك يريد البعض منا تسويق كذبهم ونفاقهم وبطريقة غوبلزية، بل وهناك بعض الحمقى الذين يريدون منا جميعاً تصديق تلك الأكاذيب والخزعبلات التركية والدفاع عنها على إنها إحدى الحقائق التارخية وبأن تركيا ليست ضد الكورد وحقوقهم الكوردستانية وإنما ضد العمال الكوردستاني .. وأخيراً نقول؛ صدق الشاعر المتنبي عندما قال: ‘لكل داء دواء يستطاب به الا الحماقه اعيت من يداويها’!!

https://www.dropbox.com/s/0c934u56syadjcu/Rojnameya%20Yek%C3%AEt%C3%AE%20hejmara%20252.pdf?dl=0

 

 

50

 

تركيا..

تريد أن تنقذ نفسها، لا أن تحل المسألة الكوردية

إنني أود بدايةً أن أتوجه بالشكر والتحية، لكل الإخوة والأخوات على صفحتي الفيسبوكية لتفاعلهم الحواري العقلاني مع المواضيع والبوستات التي أطرحها على الصفحة وهذه أعتبرها شهادة لنفسي ولصفحتي؛ إنني أستطعت أن أجمع مختلف التيارات والمشارب الفكرية والسياسية خلال هذا الموقع الإجتماعي لإجراء حوار كوردي كوردي بعيداً قدر الإمكان عن لغة التخوين والشتم والمسبات وأعتقد بأن هي ميزة جميلة لصفحتي نفتخر بها جميعاً.. والآن دعونا ندخل إلى صلب الموضوع؛ حيث إنني أنزلت يوم أمس خبراً عن (قبول تركيا) لوساطة الرئيس مسعود بارزاني؛ رئيس إقليم كوردستان (العراق)، ليكون وسيطاً بينها أي تركيا وحزب العمال الكوردستاني في الصراع الدائر بينهما منذ أكثر من ربع قرن.

وقد لاقى الخبر، كما أغلب ما أنشره، ردود أفعال متباينة وتفاعلاً قوياً من الإخوة والأخوات ومن طرفي الحراك السياسي الكوردي؛ أقصد من الإخوة البارزانيين والأوجلانيين والذي أمتاز أغلب التعليقات بالحوار العقلاني الهادئ حيث كل طرف يحاول أن يدلي برأيه وقناعاته السياسية وبعيداً عن لغة المسبات التي تتميز بها صفحات التواصل الإجتماعي وللأسف وذلك عندما يتم تناول هكذا مواضيع سياسية خلافية حساسة بين المعسكرين الكورديين.. وإننا ومن خلال متابعة جملة الآراء والتعليقات رأينا نوع من التوافق على عدد من القضايا والمسائل السياسية الأساسية، رغم الإختلاف في بعض القضايا التفصيلية الجزئية، مما أوجب كتابة هذا المقال التوضيحي بخصوص القضية المطروحة.

لكن وقبل البحث في القضية وردود الأفعال والأسئلة التي خلقها، علينا أن نقف على الخبر نفسه حيث هناك من الأصدقاء من حاول أن يقزم الموضوع والقول؛ بأن “ما نشر عن قبول الدولة التركية بواسطة السيد البرزاني بينها وبين حزب العمال الكردستاني عار عن الصحة”. مضيفاً بأن “كل ما هنالك وفي مقابلة مع قناة روداو قال ياسين اوكتاي وهو برلماني لحزب اردوغان من الدرجة العاشرة بانه يرى بامكانية قيام السيد البرزاني بالوساطة لمعرفته بالوضع”. بكل تأكيد ليس لدينا من المعلومات ما يؤكد حقيقة أو كذب الخبر، لكن ما نملكه من قراءة سياسية تقول لنا جميعاً؛ بأنها مجبرة أن تقبل بالوسيط ،لا أقصد أردوغان بل تركيا؛ كون أردوغان سيمضي كما مضى الآخرون ولكن تركيا ستبقى وكذلك المشكلة الكوردية وبالتالي لا بد من حل للقضية وإن كان الخبر كاذباً اليوم فغداً ستكون الحقيقة.

وبالتالي فإننا سوف نتعاطى مع القضية من هذه الزاوية؛ زاوية الحقوق والمستحقات الكوردية في (الدولة التركية)، بل الأصح على الجغرافية الكوردستانية في إقليمها الشمالي والتي تجبر تركيا على البحث عن مخارج لتنقذها من الإنحدار أكثر إلى مستنقع الحرب الأهلية والتي بدأت ملامحها في عدد من المناطق والمدن الكوردستانية مثل آمد وجزير وشرناخ ونصيبين وغيرها من مدن شمال كوردستان. وهكذا فإن القادة الترك بدؤوا يدركون خطورة سياسيات التعنت والتجبر التي يتبعونها مع الكورد وحزب العمال الكوردستاني وبأنهم ومن خلال تلك السياسات الحمقاء (لسلطانهم الأرعن؛ أردوغان)، فإنهم يجرون بلادهم إلى الفوضى والحرب الأهلية وخاصةً إن المنطقة عموماً تعيش حالة ثورية عارمة وأن للعمال الكوردستاني قوته العسكرية والجماهيرية التي هي قادرة على تدمير بنية الدولة التركية.

لكن هل تركيا جادة في مسألة القبول بالوسيط السياسي بارزاني في الخبر السابق وهل هذا الأخير قادر أن يكون وسيطاً ضامناً لحل الإشكاليات والقضايا العالقة بين طرفي الصراع، بل هل تقبل به تركيا أساساً كوسيط سياسي وهي التي ترى بأن وجود الإقليم الكوردستاني جزء من مشكلتها وأزمتها السياسية بحسب منطقها الطوراني في الإقتراب من القضايا السياسية وتحديداً المسألة والقضية الكوردية ونحن نجد المساعي التركية لخنق كورد روج آفا ومشروعهم السياسي في قضية طرح الفيدرالية في إقليم

51

كوردستاني آخر، تجد فيها تركيا تهديداً لأمنها القومي بحسب العقلية السياسية الكمالية – الأردوغانية التي تنظر لتركيا على إنها “دولة واحدة بشعب واحد وعلم واحد” ولا تقبل القسمة على إثنين.

بكل تأكيد هناك المزيد من التعقيدات والأسئلة وإننا نعلم ومن خلال تجاربنا التاريخية مع الدولة التركية، بأنها أكثر دولة حاربت وتحارب الكورد وقضيتهم وتحاول أن تمييع قضيتهم، إن كان تحت مفهوم “إننا إخوة في الإسلام” أو “أبناء الجمهورية التركية الواحدة” وأخيراً تحت مسمى دولة المواطنة، لكن هي وفي كل تلك الأطروحات تحاول أن تحافظ على وجه تركيا كدولة قوموية تركية وبالتالي الحفاظ على هوية تركيا الثقافية والتي هي عنصرية بإمتياز حيث التخصيص والتحديد على العنصر التركي كهوية واحدة جامعة لكل مكونات وشعوب تلك الجغرافيات الوطنية في إلغاء ثقافاتهم وهوياتهم الوطنية الخاصة، لتحل محلها الهوية والثقافة التركية.

وهكذا وبهذا الحال ندرك بأن تركيا غير جادة في حل القضية، لكن هي وبنفس الوقت مجبرة على البحث عن حلول ومخارج غير جدية مرحلياً لإسكات الشارع الكوردي وذلك من خلال طرح القبول بالحل السياسي من خلال وسيط كالرئيس بارزاني والذي لن يكون قادراً برأي الشخصي والذي يتقاطع مع رأي الكثيرين على أن يكون “وسيطاً ضامناً”؛ كون تركيا بالأساس لا تريد الحل، أو بالأحرى هي غير مهيأة لقبول الحل السياسي نتجةً عوامل سياسية وثقافية تفتقر لها العقلية التركية بشقيها الكمالي الجمهوري والأردوغاني الإسلامي. وبالتالي فهي تحاول ترحيل المشكلة الكوردية عبر الوسيط الكوردي إلى مراحل قادمة، يعني “مورفين للتهدأة” وليس أكثر وفي أسوأ الأحوال؛ خلق مشكلة جديدة بين الديمقراطي الكوردستاني والعمال الكوردستاني.

وأخيراً وكخاتمة يمكننا أن نقول، كما علق أحد الأصدقاء؛ بأن “مجرد طرح فكرة الوساطه في العقل البارد التركي هو متغير هام على مستوى هذه العقليه الرافضه لأي شكل من أشكال التحرر الكردي، عليه يجب ان نقراء جيدآ هل هذا المتغير حاجه تكتيكيه تركيه لتقطيع الوقت لحين استقرار المنطقه بخرائط جيوسياسيه جديده أما هذا المتغير هو نتيجية تركمات نضاليه طويلة الامد وإدراك هذا العقل التركي بإن لا مناص من دفع الاستحقاقات ومناطحت الجدار فيستوجب لاستداره على قاعدة فتح ومووربة الباب بمقاسات محدده تناسب حجم العمليه”. طبعاً للإجابة على الفكرة تحتاج إلى مقالة ودراسات أخرى، لكن يمكن أن نقول: بأن هذه العقلية الجديدة تعتبر كوة فتحت في الجدار العقلي للطورانية التركية وعلينا أن لا نرفضها بحجة أن تركيا غير جادة، كون السياسة هي لعبة الأذكياء وليس فقط الأقوياء، لكن وبنفس الوقت أن نطالب بوسيط دولي وليس فقط إقليمي مع كل التقدير لشخصية الرئيس بارزاني ودوره القومي والكوردستاني.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

52

أردوغان
.. والتمدد الكوردي!!

 

 

 

 

 

 

 

صرح الرئيس التركي؛ (رجب طيب أردوغان) لوكالة الأناضول التركية إثر عودته من زيارة لأذربيجان وبحسب ما نقلته العربية الفضائية بأنه: “يتخوف من التمدد الكوردي على حدود تركيا” وذلك بعد الإنتصارات الكبيرة والتي حققتها القوات الكوردية وحدات حماية الشعب والمرأة وفصائل من الجيش الحر وبمساندة القوات الدولية العربية .. وهكذا وبغباء سياسي كشف السياسي التركي “المحنك” وصاحب نظرية “صفر مشاكل” عن حقيقة مواقفه السياسية ومن ورائه مواقف حزبه؛ العدالة والتنمية ذو التوجه الإسلامي الإخواني وذلك من دون أن يعي ذاك تماماً؛ حيث إن مقولته تلك تؤكد على أن سياسة تركيا الأردوغانية تقبل بوجود “دولة الخلافة الإسلامية” لتنظيم داعش الإرهابي على حدودها وأن “لا خوف منها”، بينما هي “تتخوف من التمدد الكوردي على حدودها” متناسياً؛ بأن الوجود ولا أقول الإمتداد الكوردي هي إحدى حقائق التاريخ والجغرافيا السياسية للمنطقة وليس فقط على الحدود وإنما في العمق و”الوجود التركي” أساساً، وأن تركيا تحتل إقليماً كوردستانياً يعتبر الأكبر من بين أقاليم كوردستان الأربعة.

 

وهكذا .. يجب على أحدهم أن يذكر الرئيس التركي؛ صاحب “صفر عقل” بأن الحدود التركية والتي يتخوف عليها هي أساساً ليست حدوده، بل حدود رسمت لتقسم الجسد الكوردستاني بين شطري الغرب والشمال الكوردستاني الجغرافي حيث “سه ر ختى وبن ختى” والإخوة في الجزيرة وكوباني يعرفون معنى ودلالات تلك العبارة السابقة في تقسيم كوردستان ورسم الحدود بخط الحديد الذي يوصل برلين بالموصل .. وهكذا وعندما يرسم أبطالنا خرائطنا بالدم كما قالها الرئيس بارزاني في إحدى مقابلاته، فإننا ندرك ماذا تعني ذلك كما كان الرئيس بارزاني يدرك معاني المقولة تماماً وبأن الحق لا بد أن يعود لأصحابه وإن كان الثمن هو إراقة دماء القوات الكوردية من الكريلا والبيشمه ركة ووحدات حماية الشعب والمرأة إذاً فالقضية هي ليست قضية “تمدد كوردي على الحدود التركية” كما تدعي، بل عودة الأرض للأصل ولأصحابها ولجغرافية كوردستان، لكي تعود تركيا كذلك للأناضول ولا نقول: “تقلصاً” بل عودةً لحجمها الأصلي ولذلك فأعلم أيها الرئيس “صفر مشاكل”؛ إن كوابيسك لم تبدأ بعد، بل حينما يولد الجزء والإقليم الشمالي من كوردستان وهو قادم .. وبالمناسبة لم ننسى تخوفك من ولادة إقليم الجنوب من كوردستان والتي باتت إحدى حقائق الجغرافيا والديبلوماسية السياسية في المنطقة وأنت قبلت بها لكن متأخراً كما هي عادة كل الحمقى السياسيين.

ـــــــــــــــــــــــــ رابط المقال على موقع خبر24

http://xeber24.org/nuce/71474.html

 

 

53

التركي ضد الكوردي

.. إن كان قوموياً أو إسلاموياً.

 

بحسب عدد من المواقع الكوردية فقد “أعلن زعيم حزب الشعب الجمهوري المعارض في تركيا كمال كيليجدار أوغلو ليل الأربعاء أن حزب المعارضة الرئيسي في البلاد سيؤيد مسودة تشريع تقدم بها حزب العدالة والتنمية الحاكم ترفع الحصانة من المحاكمة عن النواب” حيث كان قد “طالب الرئيس رجب طيب إردوغان مرارا بمحاكمة نواب من حزب الشعوب الديمقراطي المؤيد للأكراد متهما إياهم بأنهم امتداد لحزب العمال الكردستاني المحظور. وقال كيليجدار أوغلو لسي.إن.إن ترك، إن حزبه سيؤيد الاقتراح رغم قوله إنه غير دستوري”.

إننا ومن خلال مواقف كل من الحكومة التركية بقيادة حزب العدالة والتنمية (الإخواني) وكذلك ما تسمى بـ(المعارضة)؛ إن كان حزب الشعب الجمهوري (الكمالي) أو حزب الأمة (التركي الطوراني) نتأكد بأن لا فرق بين القومويين والإسلامويين الترك في عدائهم للكورد وقضيتهم وحقوقهم الوطنية حيث إنهم جميعاً يتشابهون في حقدهم ورفضهم لحقوق شعبنا وبالتالي لا أمل من هكذا تيارات سياسية تركية بإيجاد الحلول المناسبة للخروج بتركيا من أزماتها السياسية وهم سيمضون بها إلى نهايات مأساوية كما كان الحال مع الأنظمة الإستبدادية في البلدان العربية.

وبالتالي فإن تركيا هي الأخرى ذاهبة إلى حرب أهلية، إلا إذا تدخلت أوربا لوقف هذا الإنحدار الخطير لمواقف الساسة الترك بأخذ البلاد إلى الكارثة وذلك خوفاً وتداركاً لتأثيراتها الجمة على الأوضاع الإقتصادية والسياسية لدول الإتحاد الأوربي.. وهنا السؤال؛ هل يتدارك القادة الأوربيين هذا الموقف الخطير لدولة جارة وعلى الحدود الشرقية لها وبالتالي التدخل في الشأن التركي وإجبار قادتها وعلى رأسهم السلطان الأرعن (أردوغان)، لأن يرضخ لسياسة عقلانية في إدارة البلاد والقبول بالشراكة مع الكورد، أم ستترك تركيا لأن تذهب هي الأخرى إلى الفوضى والحرب الأهلية.

بقناعتي وحسب قراءتي السياسية؛ فإن تركيا أيضاً ذاهبة إلى الحرب الأهلية، كما المنطقة العربية وذلك بحكم عدد من المحركات والدوافع السياسية وأهمها؛ أولاً_ طبيعة الأنظمة الإستبدادية والتي لا تعرف غير لغة السلاح لحل الخلافات السياسية والتي هي سمة كل الأنظمة الديكتاتورية وضمناً النظام التركي الإسلاموي. أما ثاني تلك المحركات والدوافع، فإنها المصالح الأوربية والأمريكية في إعادة تركيا إلى مكانتها؛ “أي تحجيمها” وذلك بعد (تعملقها) أو بالأحرى توهمها بالعملقة من خلال أخونة المنطقة العربية ومحاولات عثمنة دولها مع دول آسيا الوسطى، مما شكل تهديداً لمصالح الغرب وبالتالي لا بد من قصقصة أجنحة تركيا الإخوانية العثمانية.

وهكذا يبدو أن (قدر) المنطقة والشرق عموماً، أن تعيش المزيد من الأزمات والحروب وإراقة الدماء، كما عاشتها القارة الأوربية قبل قرن من الزمن، لنصل إلى التنيجة نفسها؛ بأن لا عودة للماضي ومشاريعها الدينية “الداعشية والإخوانية” وكذلك لا حل مع الحروب والدماء، بل المزيد من المآسي والكوارث وبالتالي لا بد القبول بالشراكات الوطنية في دول مدنية علمانية ديمقراطية فيدرالية تحقق الكرامة والحريات العامة لكل مواطنيها متجاوزاً التمييز والصراعات العرقية والمذهبية.

لكن وللوصول إلى تلك القناعات والمبادئ السياسية، لا بد وللأسف أن تدفع شعوب المنطقة المزيد من الدماء والآلام و(تعيش

54

فوضى الحروب القذرة) لتدرك؛ بأن كل هذه التيارات والأيديولوجيات، لم تجلب إلا المزيد من الصراعات وأن لا خلاص لنا جميعاً، إلا بالتوافق والقبول بالآخر شريكاً ومواطناً كامل الحقوق وليس تابعاً وذمياً وموالياً في دولة إخوانية أو أقوامية عنصرية.

http://xeber24.org/119353.html

 

أردوغان
.. يرفض “إقامة دولة داخل الدولة التركية”!!

 

 

 

 

 

 

 

أكد الرئيس التركي رجب طيب إردوغان خلال تصريحات أدلى بها في مراسم جنازة الضابط التركي أحمد جامور بولاية طرابزون أن «الدولة التركية لن تسمح بتقسيم البلاد، ولن تمنح الفرصة لأحد للقيام بذلك، ولن ترضى أي بديل عن العلم التركي، ولن تسمح الأمة الواحدة لمن يتربص بها بتقسيمها»، موجها نداءً للجماهير الحاضرة بأن «تواصل كفاحها في هذا السبيل بالصبر والعزم، فعاجلا أم آجلا سيكون الحق هو الطرف الغالب في هذا الصراع». وتابع قائلا: «سنكون أمة واحدة، وعلما واحدا، ووطنا واحدا، ودولة واحدة» في هذا الإطار، لافتًا إلى أنه «لن يتم السماح على الإطلاق بإقامة دولة داخل الدولة التركية» (نقلاً عن موقع خبر24).

 

هي نفسها العقلية الكمالية التي تعاملت مع قضايا الشعوب وعلى رأسها القضية الكوردية؛ إنها الكمالية بطبعتها الأردوغانية الإخوانية، لكن ينسى السيد أردوغان إن “زمن الأول تحول” ونحن في زمن التحولات الكبرى بمنطقة الشرق الأوسط حيث إنهيار الديكتاتوريات وإنتهاء عصرهم وإن كل محاولاته في إعادة عجلة التاريخ إلى الخلف وذلك من خلال الإستيلاء على كل السلطات وتحويل النظام البرلماني لنظام رئاسي، يكون هو الزعيم و”المستبد العادل” ستبوأ بالفشل الذريع؛ كون المرحلة تجاوزت عصر الدولة الإستبدادية .. وإن كل محاولاته تلك ليس إلا دلالة وتعبير صارخ عن حماقة الديكتاتوريات في التشبث بالوهم والخديعة وعلى أنهم (الملهمون الخالدون) وبأن ليس على الآخرين، إلا الخضوع والرضوخ لمشاريعهم الخونفشارية.

 

وهكذا ومع إصرار حزب العدالة والتنمية، بزعامة رئيسها ورئيس الجمهورية السيد رجب طيب أردوغان على عقلية التفرد بالقرار السياسي في تركيا من خلال اللعب على وتر (الخطر الإرهابي) القادم من (جنوب البلاد)؛ من المناطق الكوردية وحزب العمال الكوردستاني على حد زعمها وبالتالي محاولة التسويق لمشروعها السياسي لتركيا القادمة، ربما تدفع بتركيا إلى عدد من الخيارات أقلها ضرراً إدخال البلاد في أزمة سياسية حكومية وإنهيارات إقتصادية وأسوأها كارثيةً، هو إشعال حرب أهلية على غرار الدولة الجارة “سوريا” وفي هذه الحالة ستكون نهاية العدالة والتنمية وليس فقط النهاية السياسية لزعيمها أردوغان .. رغم إن الأخير، ربما يفكر أن الإنتخابات المبكرة ستكون حبل النجاة له ولسياساته وإستفراده بالحكم، لكن نعيد ونذكره؛ بأن زمن سياسات التفرد والديكتاتوريات تشهد أفولها في المنطقة وأن الشعب التركي لن يسمح بإعادة الديكتاتورية، إلا إذا قام العسكر وبضوء أخضر من الخارج بوقف تدحرج تركيا نحو هاوية الحرب الأهلية ولكنني أعتقد أن هذا السيناريو أيضاً مستبعد من قراءة الولايات المتحدة .. وهكذا ليس أمام تركيا غير التوافق على دولة ديمقراطية توافقية فيدرالية لتنقذها من تسونامي قادم، وإلا؛ فإنه الإنزلاق إلى الكارثة.

55

 

 

أردوغان

..على خطى معلمه هتلر!!

إن محاولات أردوغان في تسويق التجربة التركية الإخوانية مع ما عرف بربيع الثورات العربية قد باءت بالفشل بعد الضربة السعودية الأمريكية في مصر وإعادة العسكر للسلطة، لكن يبدو أن السلطان لم يتعلم الدرس جيداً، بل وجد في الفوضى الحاصلة بالمنطقة فرصة لإعادة “أمجاد دولة الخلافة العثمانية” فبات الرجل يتحدث عن خيانة كمال أتاتورك للأمة التركية وهو المعروف بأب الأتراك وباني الأمة التركية الحديثة حيث لقب “أتاتورك” تعني بأنه (أب الأتراك).

ورغم ذلك فها هو السيد أردوغان ينعت “أتاتورك” بالخيانة؛ كونه وقع على إتفاقيات مع الغرب “تنازل بموجبها عن كل من كركوك والموصل وحلب من جسم الدولة التركية” وذلك وفق قراءات وسياسات الرئيس التركي “رجب طيب أردوغان” الأخيرة ومحاولاته الحثيثة لتكون تركيا شريكاً في المعارك التي تدار بتلك المناطق ضد “داعس” ولغايات في عقلية السلطان وليس “نفس يعقوب”.

إننا وبكل تأكيد لن ندافع عن سياسات أتاتورك حيث يعتبر هذا الأخير أحد أكثر الزعماء والديكتاتوريون الذين أضروا بالقضية الكوردية وأذاقوا شعبنا الكثير من الويلات والمجازر ولكن وإنصافاً للرجل يمكننا القول؛ بأنه أحد أكثر السياسيين والقادة حنكةً ودهاءً وأستطاع ببرغماتية سياسية أن يحقق أفضل ما يمكن للأتراك الغزاة والغاصبين لجغرافية الآخرين.

إن توصيف الرئيس التركي الحالي لرمز تركيا الأقوى يأتي من خلاف عقائدي بين تيارين وفكرين مختلفين في قراءتهم للواقع والسياسة، ذاك من جهة ومن جهة هو ينبع من حسد وعقدة نقص شخصية يحاول فيه أن يصبح “أتاتورك تركيا الجديد”، لكن هناك أيضاً ما هو المضمر في التصريحات الأخيرة للرئيس التركي حيث تكشف مطامع تركيا في قضم تلك المناطق -حلب والموصل وكركوك- وضمها لتركيا.

وهكذا نتأكد بأن إحدى إستراتيجيات تركيا من المشاركة في الحرب “ضد داعش” هو لوأد الحلم الكوردي في إنشاء كياناتهم الخاصة المستقلة من جهة ومن جهة أخرى توسيع رقعة جغرافية الإمبراطورية الجديدة والتي يحلم بها الطاغية العثمانية الجديدة “رجب طيب أردوغان” وهو بذلك يذكرنا بكل من صدام حسين ومحاولات ضم الكويت في حرب الخليج الثانية وكذلك بمشاريع النازية وهتلر في قيامها بالغزو حالماً بإقامة الإمبراطورية الألمانية العظمى.

لكن وكما نعلم جميعاً؛ بأن تلك المغامرات العسكرية كانت بداية النهاية لكل من الطاغيتين؛ صدام وهتلر فهل سينجو منها الطاغية الجديدة أردوغان.. بقناعتي الشخصية؛ إنه ربما ينجو شخصياً من مصير مشابه لسابقيه، لكن وبكل تأكيد فإن مشروعه السياسي سيلاقي نفس المصير من الفشل الذريع حيث ثقافة المرحلة ليست للدول الشمولية المركزية وقد تكون بدايةً لتقسيم تركيا، بل الأدق لإستقلال كوردستان.

ملاحظة؛ جاء العنوان من خلال قراءتنا للنمطية التفكيرية المتقاربة لدى كل من الديكتاتوريين الثلاثة وأحلامهم التوسعية مع إختلاف في الأيديولوجيات، كما جاء التشبيه استناداً لإحدى تصريحات الرئيس التركي وهو يبدي إعجابه بزعيم النازية.

 

 

56

 

 

(نيرون أنقرة)

..ونيران -روما الجديدة-!!

ماردين .. بقلعتها الشامخة تحترق!!

حلب تلك المدينة الرائعة والتي أحتضنت أجمل سنوات العمر والشباب وأنا أتجول بين الأحياء الكوردية (الهلك وبستان الباشا والشيخ مقصود أو جبل سيده والأشرفية.. للسريان بقديمها وجديدها ووصولاً إلى كلية الهندسة ومقصفها والمقصف المركزي وباقي الكليات مع المدينة الجامعية بمقاصفها ومكتبتها المركزية) هي بالتأكيد تعني الكثير لكل من عاش وتجول في تلك الأماكن وشم نسائمها وروائح العطارين في سوق العطارين والمدينة أو ركب يوماً سيارة الشيفرليه موديل 56 من كراج باب الفرج وهو يسمع إلى الأغاني التراثية الكوردية من أستوديو الشماع والطباع القريب.

إنها ذكرياتنا عن حلب؛ تلك المدينة التي أخذت منا الكثير وأعطتنا الأكثر؛ علماً وثقافة وأصدقاء ورفاق العمل السياسي، بل أعطتنا ملامح جديدة وشخصية جديدة ما زلنا نكافح بها لإثبات الهوية الثقافية والسياسية التي تعرف كينوناتنا الوطنية.. وبعد كل ذاك وعندما تجد تلك المدينة وذكرياتك تتحول ركاماً وحطاماً ورماداً لنيران الحقد الطائفي والسياسي، فإن نيراناً أكثر تندلق إلى جوفك لتحول صرختك إلى رمادٍ آخر تخنقك وتخنق كل ما هو إنساني أو ما تبقى من إنسانيتنا وما يزيد من ذاك الإختناق؛ عندما تجد إن المعايير الأخلاقية خاضعة للولاءات والأجندات السياسية والمصالح الطائفية.

نعم؛ إن معاييرنا وللأسف هي ليست معايير أخلاقية إنسانية، وإنما معايير خاضعة للمصالح والأجندات السياسية والطائفية، بل وفي أكثر الأحيان للإرتزاق السياسي حيث وجدنا حملة النشطاء من أجل “حلب#تحترق” وكلنا تعاطفنا معها، لكن هناك أكثر من مدينة كوردية في عموم كوردستان وعلى الأخص في الإقليم الشمالي من كوردستان (تركيا)، مثل “نصيبين وشرناخ وماردين” بقلعتها الشامخة، تحترق وتتحول هي الأخرى إلى رماد تنثر فوق أجساد أبنائها، لكن دون أن يتحرك أو “يهتز ضمير” هؤلاء ويخرجوا ببيان واحد تدين جرائم الدولة التركية بحق شعبنا ومدننا في إقليمنا الكوردستاني الشمالي.

ماردين (Merdîn) تلك المدينة الكوردستانية ذات القلعة التاريخية والتي “يبلغ تعداد سكانها حوالي 65,072 نسمة” أخذت من إسمها الكثير؛ حيث وكما يقال بأن: “للمرء نصيب من اسمه” فيبدو إن المدن أيضاً تأخذ من إسمائها الكثير من نصيبها وقد أخذت ماردين من إسمها الكوردي الكثير من صفاتها حيث إن كلمة “مرد_Merd” الكوردية والتي تعني الشجاعة والبطولة والفداء قد أعطت لمدينة ماردين ملامحها وصفاتها وها هي اليوم تقاوم وبشموخ، كشموخ قلعتها التاريخية، جنود ومدرعات الإحتلال التركي الغاشم لها ودون أن ترضخ لإرادة الإحتلال رغم كل الرماد الناثر فوق الجروح.

ربما ليست لي ذكريات كثيرة في تلك المدينة الكوردستانية الشامخة كما هي مع حلب بل ربما هي ذكرى واحدة أو أكثر بقليل حيث كنت في طريقي إلى “آمد”؛ عاصمة وقلب الجسد والجغرافية الكوردية، لكن من يدخل ماردين مرة فإن المدينة سوف تسكنه قبل أن يسكنها حيث المدينة الجبلية والتي تطل على سهول الجزيرة الفراتية العليا تفتح لك أفقاً واسعاً على سهولها، لكنك ستنسى الحقول الممتدة في الأفق لتتعلق بأعلى قمة المدينة حيث القلعة التاريخية تطل على حاراتها وأزقتها وبيوتاتها التي تذكرك بمدينة أخرى عشت فيها تاريخاً وذكريات والكثير من ضحكات الصبايا الجميلات.

57

ويأتيك الواقع صادماً.. تأتيك الصورة صادمة لتقذفك من الحلم والذكريات، لتعيش اللحظة بفجيعتها ومرارتها ورمادها ونيرانها التي تلتهب ما تبقى من الحلم، حيث الكارثة في كل ركن وزاوية ومن دون أن يتحرك الضمائر الميتة والمزيفة لمن يتباكى على الفجيعة ويدعو لنجدة حلب؛ بأن لا تلتهمها النيران وهو يشارك (نيرون أنقرة) في إحراق ماردين الشامخة الأبية، بل يشارك نيرون العصر في رقصة الموت والنيران على جسد المدينة الكوردستانية.. ألا ما أقذركم من منافقين دجالين، ألا ما أقذركم من تجار وسماسرة حروب، ألا ما أقذركم من وكلاء مأجورين على موائد الآخرين وأنتم تدعوون زوراً إلى (الثورة).

أردوغان والغدر بالكورد

لا تنسوا إنه وريث الكمالية والخلافة العثمانية

الدول الغاصبة للجغرافية لا يمكن أن تكون صديقةً لشعوبها ومن يجهل هذه الحقيقة، فإنه لا يدرك أبجديات السياسة. وهكذا فإن الدول الغاصبة لكوردستان لا يمكن أن تكون صديقةً للشعب الكوردي حيث مؤخراً يتم نقل خبر مفاده ان وفداً حكومياً تركياً زار بغداد يعرض على حكومة السيد حيدر العبادي؛ رئيس الوزراء العراقي الحالي، مشروعاً سياسياً من قبل حكومة أردوغان يهدف لإفشال تجربة إقليم كوردستان (العراق) وطعن البارزانيين والكورد عموماً في الظهر وذلك مقابل دعم تركي للعراق. (تفاصيل الخبر ستجدونه في الرابط الموفق)

طبعاً لا يهمنا هنا مصداقية الخبر بقدر ما يهمنا العبرة من القضية أو الفكرة وطرح الموضوع عموماً والتي تتلخص بقضية تحالف القوى الإقليمية لضرب أي طموح ومشروع كوردي في المنطقة وعلى الأخص من الجانب التركي ورئيسها أردوغان؛ النجل الحقيقي لكل من الخلافة الإسلامية العثمانية والطورانية التركية الكمالية وبالتالي فهو يحمل من الثقافتين ولذلك فعدائه وخبثه وخيانته للبارزانيين والكورد وقضية شعبنا هو تحصيل حاصل ولا جديد أو غرابة بالأمر حيث صرح قبله الرئيس التركي الأسبق سليمان ديميريل بأنه؛ “ضد خيمة كردية ولو في جنوب أفريقيا”، ناهيكم عن تاريخ تركيا والكمالية في المجازر التي أرتكبت من قبلهم بحق شعبنا.

وبالتالي فلا غرابة من هكذا طلب تركي من حكومة بغداد -وكذلك إيران-، لكن هل حكومة الإقليم تجهل حقيقة تركيا وقادتها وتاريخهم الإجرامي بحق الكورد وقضيتهم الوطنية.. إننا نقول؛ بكل تأكيد قيادة إقليم كوردستان ليست بتلك السذاجة التي لَا تدرك تلك الحقيقة، بل إنها على دراية تامة بالمسألة ونوايا تركيا لكن المصالح والتوازنات الدولية تحتم عليك أحياناً التنسيق مع الأعداء أيضاً وقد قالها الرئيس بارزاني حين زار بغداد وطاغيتها “صدام حسين” جملته المعروفة؛ بأنهم سوف يخوضون برك الدماء من أجل مصلحة شعبهم.

أما بخصوص رفض كل من السيدين؛ حيدر العبادي وإبراهيم الجعفري -رئيس الوزراء ووزير خارجيته- للمشروع التركي، فبقناعتي إنه جاء لأسباب عدة منها:

أولاً- القيادة العراقية وكجزء من المشروع الإيراني السياسي والمعروف إختصاراً بالهلال الشيعي تدرك تماماً بأن لا مصلحة لهم بالإتفاق مع تركيا وأن إيران لن تسمح به حيث الدولتان تتنافسان على مناطق النفوذ والهيمنة في ظل الإنقسام والضعف العربي.

ثانياً- إن كان التنافس بين الدولتين الغاصبتين لكوردستان أحد عوامل إفشال المخطط فكذلك فإن دعم القوى الغربية وأمريكا الكورد كحلفاء استراتيجيين جدد في المنطقة وأحد حوامل مشروع الشرق الأوسط الجديد يعتبر أحد أهم عوامل إفشال المشروع.

ثالثاً- كذلك وبالإضافة للعاملين السابقين فهناك عامل الزمن والمرحلة التاريخية حيث تدرك القيادة العراقية ونتيجة خبرتها وتجربتها بأن زمن الدولة المركزية المستبدة قد ولى وأن المشروع الأمريكي الأوربي هو لتفتيت ما زال باقياً من تلك الدول في منطقة الشرق الأوسط وعلى رأسها كل من تركيا وإيران وبالتالي لا تحالف مع من هو ذاهب للفوضى الخلاقة ويكفي العراق ما هو فيه من فوضى وحروب داخلية.

58

رابعاً وأخيراً، بل أولاً وأخيراً- عدالة قضية شعبنا حيث “لا يموت حق وراءه مطالب” ويجب على الجميع؛ أحزاب وشعوب وقيادات سياسية وحكومية وعسكرية ودوّل غاصبة لكوردستان، بأن الشعب الكوردي والذي قاوم الإحتلال أحقاب وعقود من الزمن وصمد في وجه كل المشاريع العنصرية والذوبان وصمد على أرضه وفِي جغرافيته فلا يمكن لأي مشروع سياسي جديد أن ينال من عزيمة هذا الشعب الأبي المناضل وبالتالي فإن إنتصار القضية الكوردية هو مجرد عامل وقت وزمن لا أكثر .. فالكورد سينالون حقوقهم رغم كل السياسيات الحاقدة من دول الإغتصاب.

 

لكن السؤال الأهم والذي يطرح نفسه؛ هل القيادة التركية ورئيسها أردوغان يجهلون هذه الحقائق وهو السياسي الثعلبي والذي يستعد للتحالف مع الإبليس وتحت عباءة للرحمان وحزبه ومشروعه السياسي الإخواني حيث رأينا تقلباته المتلاحقة مؤخراً في عدد من الملفات ولم يكن رضوخه لبوتين وروسيا إلا واحدة من تلك الشقلبات السياسية حيث سبقها رضوخه لكل من السعودية وإسرائيل في ملفي؛ مصر والقضية الفلسطينية.

وهكذا ورغم حنكة وذكاء الرجل في المكر والسياسة والدهاء، فإن غرور وغطرسة وحماقة القوة والعظمة والسلطنة قد أنساه الواقع وحجم تركيا في المعادلات الإقليمية والدولية وبالتالي فإن السيد أردوغان يصول ويجول متوهماً بأنه سلطان زمانه وهو يحلم ببناء مجد سلطاني و”إمبراطورية لا تغيب عنها الشمس” وربما في إعادة ترميمه لقصر السلطنة وبذخه وترفه الجنوني على مكان إقامته كرئيس للجمهورية ما يكشف عن شخصية الرجل ومرضه غروره وغطرسته حيث كل الديكتاتوريين وفي لحظة حماقة تاريخية توهموا؛ إنهم القاهرون وهم لا يقهرون!!

——— رابط الخبر عن الوفد التركي

http://sotkurdistan.org/index.php/2016-01-21-15-37-20/item/8619-2016-10-30-19-40-27

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

59

 

 

 

 

محافظ الحسكة

والعقلية البعثية العنصرية!!

 

 

 

 

 

 

للأسف وبعد كل هذا الدمار والمجازر ما زال النظام وأزلامه يفكرون بنفس العقلية السابقة حيث وفي إتصال مع قناة رووداو يصف محافظ الحسكة، محمد زعال العلي، مسألة التعليم باللغة الكوردية في مدراس المحافظة بـ “المؤامرة الكبرى ضد الشعب الكوردي، ومحاولة زرع الفتنة بين مكونات المجتمع”. ويضيف العلي متسائلاً، “هل هم يريدون أن يحولوا جيل من أبناء الحسكة إلى مجرمين في المستقبل؟ أين سيذهبون بهؤلاء الأطفال؟”.

إننا لن ندخل في حيثيات المرحلة وحقوق شعبنا وأبنائنا بالتعلم بلغتهم الأم كإحدى الحقوق الأساسية للإنسان والتي أقرتها الشرعية الدولية، بل سوف نتساءل ببراءة من هذا الفطحل البعثي العروبي؛ وما علاقة التدريس باللغة الكوردية بـ”تحويل جيل من أبناء الحسكة إلى مجرمين” وذلك دون أن نتطرق لإجرامهم قديماً وحديثاً والتي فاقت جرائم كل الأنظمة والديكتاتوريات السابقة كالنظام الألماني النازي أو السوفيتي الستاليني.

إن خطاب المحافظ ليس خارج السياق، بل هو يمثل العقلية الشوفينية للمدرسة البعثية العروبية بالأحرى لثقافة المنطقة عموماً وبمختلف التيارات والمكونات المجتمعية وللأسف ولذلك فإن قضية التعايش مع هكذا ثقافة ألغائية أقصائية يعتبر ضرب من الخيال والعبث حيث سوريا تعيش حالة تدمير ممنهج من قيل كل الأطراف المتصارعة “النظام والمعارضة” وما زال الكل يرفض الإقرار بحق شعبنا في الحياة الحرة الكريمة.

بإختصار شديد؛ إن خطاب كل من “النظام والمعارضة” السورية بخصوص القضية الكوردية متوافق تماماً حيث يمكن لهما أن يختلفا في كل شيء، إلا في المسألة الكوردية فإنهما يتفقان كلياً وقد رأينا سابقاً مواقف رموز ما تسمى المعارضة السورية وكذلك فإن النظام معروف بسياساته العنصرية الشوفينية بحق قضيتنا وشعبنا وبالتالي فأي مراهنة من الأطراف الكوردية على أحد الفريقين يعتبر حماقة سياسية.

وهكذا فليس أمام شعبنا إلا تحقيق المزيد من المكاسب على الأرض ودون إنتظار موافقة أي من الطرفين حيث الحقوق تأخذ بالقوة .. والتاريخ يكتبه المنتصرون!!

 

60

http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=534582

http://xeber24.org/148242.html

رابط الحوار للمحافظ مع قناة رووداو

http://rudaw.net/mobile/arabic/kurdistan/1110201611

 

 

 

 

 

الأنفال..

“فصول في الجحيم”!!

أتذكر عندما زرت لأول مرة إقليم كوردستان (العراق) كان في عام 2003م أي بعد “فصول الجحيم الكوردي” بسنوات لكن فصول المأساة والكارثة كانت ما زالت حاضرة في كل تفاصيل الحياة الإجتماعية والسياسية وحتى في ذاكرة المكان .. وهكذا ومن بين الأمكنة التي زرتها وهي تحكي فصول من تلك المأساة والجحيم كانت مديرية “أمن سويركه” وذلك برفقة الصديق والشاعر محمد حمو حيث كان وما زال يقيم في الإقليم ويعمل في تلفزيون كوردسات وذلك بسيارة وزير الثقافة وكان معنا صديق آخر وسائق الوزير نفسه حيث كان الرجل قد وضع سيارته وسائقه في خدمتنا لسهولة الحركة والتعرف على معالم المدينة وقد كان يومذاك الصديق والأستاذ عبد الفتاح زاخوي وزيراً للثقافة في حكومة السليمانية، حيث لم تكون قد توحدت الحكومتان بعد .. وللعلم ولمن لا يعرف معنى “أمن سويركه”؛ فهي المباني التي تم الإبقاء عليها من أيام الطاغية المقبور صدام حسين والتي كانت تعتبر المركز الأمني البعثي الأقوى في إقليم كوردستان (شمال العراق)، بحسب تسمية النظام البعثي المقبور وقد أبقى الكورد عليها بعد تحريرها كما هي وعليها آثار القصف والدمار في بعض أجزائها نتيجة الإشتباكات وهكذا تم تحويلها لمتحف دائم؛ لتحكي لنا وللأجيال القادة إحدى فصول التراجيديا للمأساة الكوردية في عصر النفاق الأخلاقي والوجداني.

وأتذكر كذلك بأن المكان وللوهلة الأولى بدا لي موحشاً، مرعباً .. هل كان بسبب ما كنت قد سمعت عنه وعما أرتكب فيها من مآسي وفظائع وجرائم، أم لأسباب ودوافع ذاتية نفسية وإنها ذكرتني بالفروع الأمنية في بلدي سوريا وأقبيتها وزنازينها وجلاوزتها، بل ربما المكان نفسه وإتساعه الجغرافي وهندسيته ومبانيه الإسمنية هي نفسها التي أوحت لي بالكآبة والرعب والتوحش والشيئ الوحيد الأليف، ربما كانت آثار طلاقات الدوشكا والمدفعية والتي تركت ثقوباً في جسد هذا الغول المكاني المرعب .. لكن ما كان فوق سطح الأرض من مباني إسمنية وإدارات أمنية (سابقة) كانت لا تقارن مع ما هو الأكثر هولاً ورعباً مما هو موجود تحت تلك

61

المباني والتي تتوزع على مساحة عدد من الهكتارات؛ حيث وبعمق أمتار تنزل في أنفاق ودهاليز وممرات لولبية، إنها (متاهة الحياة) وعدد هائل من الممرات والأنفاق تحت تلك المباني وضمن تلك المساحات الشاسعة من جغرافية الرعب والموت وحيث يدفع بالسجين المحكوم بالإعدام وقد كان يحكم على الجميع بالإعدام؛ بما إنك “عميل كردي” ويترك خلفه عدد من الكلاب الشرسة والجائعة والمدربة على قتل الإنسان وأكل لحم البشر .. وهكذا كنت تهرب، ولكن هل كان فعلاً لدى السجين القدرة على الهرب وهل تركوا لديه من القوة والقدرة لكي يهرب حيث الكلاب السريعة والأنفاق المسدودة في النهايات وليس هناك أي أفق أو أمل في الخلاص حيث الإنغلاق على الذات ووالتي تجبرك على الوقوف والرجوع لتواجه المصير المحتوم بأن تستقر في جوف تلك الحيوانات المدربة على قتلك ونهشك أنت الحي الميت والتي ربما كانت تقل وحشية عن مدربيها وأصحابها الذين رتبوا فصول الجحيم بحرفية ومهنية أي طاغية ومستبد لا يرى في الضحية إلا جزءً من فصول مسرحية هزلية.

وبعد أن عدت من رحلة الموت في إحدى فصولها الجحيمية تلك .. أستقبلنا الصديق والوزير (فتاح زاخوي) مع شاعر كوردي في أحد فنادق السليمانية على وجبة الغداء، كان الإستقبال والحفاوة وفخامة الفندق ودماثة أخلاق الوزير الصديق يمكن أن تخفف بعض الضغط لولا ذاك الكتاب الذي أعاد فصول الجحيم بكل تفاصيله ومآسيه وبطريقة أكثر تراجيديةً؛ حيث وعندما علم الوزير زاخوي بأن لي مشروع؛ لكتابة رواية عن كارثة حلبجة .. وذلك في صبيحة اليوم الذي أستقبلني فيها بالوزارة على فنجان قهوة وقبل أن يكلف سائقه لأن يبقى معنا في جولة بالمدينة والإطلاع على معالمها، فقد كان جهز لي عدد من الكتب والمصادر التي تتحدث عن تلك الكارثة الإنسانية ومن بينها كتاب لمنظمة هيومن رايتش الدولية لحقوق الإنسان وتتضمن الكثير من الشهادات التي توثق لفظائع تلك المأساة بحيث يمكننا القول؛ إنها إحدى أبشع الجرائم التي أرتكبت بحق الشعوب والإنسانية، بل يمكننا إطلاق تسمية “فصول من الجحيم” عليها وعلى الحكايات والفظائع التي أرتكبت تحت مسمى ((الأنفال)) حيث من بين تلك الوثائق والحكايات الهائلة والمرعبة، ما تحكيه إحدى الصحفيات الأمريكيات والتي ساهمت في إعداد الكتاب والتوثيق له؛ وهي تروي مأساة إمرأة تفقد كل أفراد عائلتها .. وحكايتها، بل مأساتها تبدأ مع دخول القوات العراقية لقريتها حيث الحرق والقتل والإذلال والإغتصاب.

تقول الصحفية في بداية روايتها لمأساة تلك المرأة الكوردية؛ بأنها خلال فترة روايتها لمأساتها وقعت مغشية عليها عدد من المرات بحيث كانت تنتابها حالة التخشب الجسدي من هول ذكريات المأساة والجحيم الذي عاشتها خلال فترة النفي في سجن “نقرة السلمان” بالصحراء في الجنوب، حيث كان المكان عبارة عن سكنة عسكرية قديمة أيام الإستعمار الإنكليزي باقية من أيام الإمبراطورية العثمانية وبعد رحيله حولها أهالي المنطقة ولفترة طويلة سكناً وزريبة لمواشيهم إلى أن حولها النظام العراقي المقبور إلى معتقل لأهلنا الكورد المؤنفلين، حيث كان الذي ينجو من عقوبة الموت بالرصاص ومن التصفيات الجماعية، مثل العجزة والكبار في السن أو الأطفال والرضع والنساء غير الجميلات _حيث أن الجميلات لسوق النخاسة والبيع لملاهي القاهرة ودول الخليج وذلك بعد أن تتعرض الواحدة منهنّ لأكثر من حالة إغتصاب من قبل ضباط الأمن والمخابرات العراقية وحيث يكون الرجال قد أعدموا بالرصاص على مداخل قراهم وفي ساحاتها وذلك دون محاكمات ميدانية حتى .. وهكذا يحمل الباقون من النساء والعجز والأطفال في عربات عسكرية وينقلون إلى الصحراء حيث “نقرة السلمان” والموت من الجوع والأمراض والأوبئة في زريبة لا تسكنها الحيوانات وفي جحيم حقيقي حيث الحرارة تغلي الدم في العروق .. وهكذا فاالذي ينجو من الرصاص سوف تقتله جحيم “نقرة السلمان”.

وتضيف الصحفية الأمريكية؛ بأن حكاية ومأساة هذه المرأ الكوردية بدأت مع مجيئ تلك القوات والتي أخذت منها زوجها وولديها، حيث فقدتهما من يومها وهي لا تود أن تعترف بأنهما قد قتلا، كما كل الآخرين الذين دفنوا في مقابر جماعية .. وهكذا فهي بقيت مع إبنتيها وطفلٍ رضيع في حضنها وسوف تفقد بنتيها أيضاً في طريق رحلتها إلى الجحيم حيث “نقرة السلمان” والموت المجاني، ولم يبقى في حضنها غير رضيعها .. ولكن ولغياب أي سبب من أسباب المعيشة والحياة فإن الطفل الصغير يمرض وتحاول الأم أن تداويه بحليبها لكن الضرع يجف في جحيم “نقرة السلمان” والذي يعدم الآدمي من عرقه ويجعله ناشفاً محروقاً كرمال تلك البادية الحارقة اللعينة .. وهكذا يقع الطفل دون حراك ميتاً ناشفاً ليخطفه ملاك الموت إلى حيث الراحة الأبدية، لكن الأم تعاند بإخراج رضيعها من فتحة الباب لتسليمها إلى الحراس كي يدفنوه، بل ليرموه إلى كلاب الصحراء والتي تعرف أن كل يوم لها ولائمها من جسد المؤنفلين الكورد حيث كانت قوافلها تزداد في المنطقة مع مرور الأيام وأزدياد جثث الولائم .. لكن رائحة الجسد المتعفن يجعل السجناء يجبرون المرأة المهلوسة أن تستسلم للأمر الواقع بحيث يأخذون الرضيع منها ويمررونها عبر فتحة باب الزريبة (الزنزانة) إلى الحراس حيث الكلاب في إنتظار الوليمة الجديدة .. ولكنها لا تقدر أن تروي الفصل الأخير من حكايها في الجحيم وحيث جسد رضيعها قد تهشم بين فكي كلاب الصحراء الجنوبية فقد وقعت مجدداً في حالة التخشب الجسدي.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
العنوان؛ إقتباس وتغيير لعنوان “فصل في الجحيم” للشاعر الفرنسي آرثر رامبو

 

62

 

 

 

 

أزمة الخلافات

..بين بغداد وإقليم كوردستان.

المسائل العالقة بين هولير وبغداد تتواصل منذ اكثر من عام وخاصة عدم دفع حصة كوردستان من الموازنة الاتحادية العامة من قبل بغداد، وهناك تأكيدات من بعض الجهات السياسية على ضرورة ارسالها من دون قيد أو شرط.. وبهذا الصدد زار السيد نيجيرفان بارزاني، بغداد مرتين من أجل حل تلك المسائل، وإن السيد حيدر العبادي لم يزر كوردستان مطلقاً منذ تسنمه منصبه.

_ أنتم كيف تنظرون الى ذلك، وموقف بغداد مقابل اربيل.. وما هو الحل الذي يسعد المواطنين…..؟

بكل تأكيد إن المشاكل أو “المسائل العالقة بين هولير وبغداد” ليست وليدة اليوم، وإنها قد جاءت مع حكومة السيد حيدر العبادي، بل هي نتيجة تراكمات السياسات القديمة للحكومات السابقة والتي ترأسها لدورتين متتاليتين السيد نوري المالكي وفريقه السياسي والتي أتصفت بالكثير من الطائفية والعنصرية القومية البغيضة؛ حيث يمكننا القول: بأن “الرجل” كان في نهجه وسلوكه السياسي تجاه الأطياف العراقية الأخرى المختلفة معه، أي مع تياره الفكري والسياسي (المذهبي الطائفي) وعلى رأسهم الكورد وإقليم كوردستان (العراق).. كان لا يختلف بشيء عن حكومة طاغية العراق إلا من حيث القدرة على تنفيذ تلك البرامج والأجندات العنصرية الحاقدة. وهكذا فقد تراكمت تلك الأخطاء والمشاكل العالقة بين الطرفين وأتت حكومة السيد العبادي لتتحمل وزر تلك السياسات الفاشلة.

طبعاً ومع ترأس السيد حيدر العبادي تأمل الجميع خيراً، بما فيها حكومة إقليم كوردستان وقد عبر الإقليم عن ذلك بعدد من الخطوات والإجراءات الديبلوماسية والسياسية منها؛ الإيعاز للكتلة النيابية الكوردية المشاركة في جلسات البرلمان وكذلك تفعيل دور الوزراء في الحكومة والتشكيلة الوزارية بعد أن هدد الكورد عدد من المرات في عهد المالكي بالإنسحاب من كل الهيئات الحكومية ببغداد وذلك نتيجة السياسة الخاطئة للحكومة العراقية مع الإقليم، بل وقام وفد وزاري كبير من الإقليم برئاسة السيد نيجيرفان بارزاني بزيارة بغداد وبهدف حل كل الملفات و“المسائل العالقة” بين الطرفين كما ذكرتم وقد توصل الجانبان لحل أغلب تلك المشاكل؛ إن كان بخصوص قضية الموازنة ورواتب الموظفين والبيشمركة أو قضية النفط والإستثمارات والبيع وغيرها من الملفات الأمنية واللوجستية .. ولكن وللأسف كنا نعلم بأن التوقيع شيء والتنفيذ شيء آخر وحيث توقع الكثير من المراقبين بأن التنفيذ على الأرض سيكون صعباً في هذه الظروف وذلك لأسباب عدة منها تتعلق بالجانب السياسي والخلافات بين مراكز القوى في بغداد نفسها ومنها ما يتعلق بالأزمة الإقتصادية والمالية وخاصةً بعد تدني أسعار النفط في العالم.

63

وللتوضيح أكثر يمكننا القول؛ بأن ما زال النفوذ الطائفي العنصري في سياسات حكومة بغداد هي الطاغية وللأسف وذلك على الرغم من المساعي الحميدة لحكومة السيد العبادي، لكن ما زالت إيران هي صاحبة القرار والنفوذ في بغداد وليس الحكومة العراقية ومن الجهة الأخرى فإن الحقد العروبي على الكورد ما زال يغلي في نفوس الكثيرين من رموز السياسة العراقية مما تفسد أي شراكة حقيقية بين بغداد وهولير وكذلك علينا أن لا ننسى دور الدول الأخر الغاصبة لكوردستان في خلق الأزمات لإقليم كوردستان وإضعافه كي لا تكون المثال المأمول لشعبنا في الخلاص والحرية وبنفس الوقت هي محاولة لتأليب الشارع الكوردستاني وإغراق حكومة الإقليم بالمشاكل الداخلية الأمنية والإقتصادية وإلهائه وإبعاده عن دوره الوطني الكوردستاني في دعم قوى الحركة الكوردية في الأجزاء الأخرى من كوردستان .. وأيضاً فإن الأزمة الإقتصادية العالمية في قضية أسعار النفط وإفراغ الخزينة المالية العراقية من قبل الحكومة السابقة تجعل الأمور صعبة على حكومة السيد العبادي.

أما الحل الذي يسعد المواطنين؛ فبقناعتي هو التوافق وحل كل المشاكل العالقة بين الطرفين وصرف رواتب البيشمركة والموظفين لينعم الإقليم بالإستقرار السياسي والأمني ويعود الإنتعاش والحياة للإقتصاد المحلي الداخلي وبحيث تعود الشركات والإستثمارات المحلية والدولية لسابق عهدها ونشاطها في دورة الحياة الإقتصادية داخل إقليم كوردستان.

 

 

 

ثقافة التصحر ..!!

..ليس فكراً ضد العرب.

بدايةً أرفض أي فكر وثقافة عنصرية حاقدة تقوم بتصنيف وتقييم الشعوب والأقوام على أسس عرقية أتنية أقوامية بحيث تكون هناك شعوب (درجة أولى وأخرى درجة عاشرة)، بل لي تلك القناعة التي تقول بأن الإنسان عموماً له قدرات عقلية متكافئة لكن مجموعة الظروف والعوامل التي تؤسس الشخصية قد تجعلك متفوقاً علي في جانب لم يتوفر لي من الإمكانيات والفرص التي توفرت لك .. لكن وعلى الرغم من هذه الحقيقة العلمية، فإن كل شعب وبحسب البيئة والمناخ والظروف المحيطة يكتسب صفات تميزه عن غيره من الأمم والشعوب فمثلاً وعلى صعيد الجغرافية والطبيعة فمن المعلوم أن إبن الريف الجبلي في مشيته ومسيرته كمثال يتمايز عن إبن المدينة حيث إن الأول؛ الإنسان الريفي والجبلي عندما يسير مشياً يقوم برفع رجله لإرتفاع عدد من السنتيمترات ومن ثم ينزلها ويضعها على الأرض وليقوم بنفس الحركة مع الرجل الاخر، بينما تكون حركة إبن المدينة أكثر إنسيابية ومرونة، بمعنى إنه لا يقوم بتلك الحركة في رفع الرجل ووضعها على الأرض، بل إن حركة الأرجل لديه تكون بالمد على سطح الأرض ودون الحاجة إلى عملية الرفع ومن ثم الوضع على الأرض.

طبعاً تلك الحركة لأرجل الرجلين الشخصين مرتبط بالظروف التضاريسية والجغرافية لكل منطقة؛ حيث إن البيئة الجبلية وتضاريسها ووديانها وجبالها وحتى دروبها الوعرة تفرض شرطها البيئي في حركة الإنسان، فإذا لم تقم برفع الرجل عن الأرض ومن ثم وضعها قد تصطدم بحجرة أو تدخل في نبتة شوكية أو تقع في حفرة ولذلك فإن حركة الإنسان الجبلي الريفي هو أقرب إلى القفز منها إلى المشي الحر والإنسيابي، بينما في المدينة وحيث الأرصفة والشوارع الإسفلية الخالية من أي عثرة في طريق سيرك فإنها تعطي الأمان لأن تمد رجليك ودون خوف من أن تكون في طريقها ما يمنعها من تلك الحركة الإنسيابية.. وهكذا فقد فرضت الجغرافيا والتضاريس البيئية شرطها على الشخصين في مثالنا عن تأثير الشروط والظروف التي تحيط بالإنسان ليكتسب منها ثقافة

64

ما ربما الآخر لا يمتلها كونه عاش في بيئات أخرى مختلفة. وربما قد يتساءل سائل وما الغاية من كل هذه المقدمة في بوست يحاول أن ينفي عن مضومنه وكاتبه مسألة العنصرية والتفوق العرقي الأقوامي وبالتأكيد فإن سؤاله مشروع وواقعي وأجيب بأننا عندما سنقوم بإسقاط هذا المبدأ؛ تأثير البيئة والمناخ التضاريسي الجغرافي على حياة الصحراء وساكنيها من الشعوب والقبائل العربية وغيرها، سوف نجد حينها بأن تلك المقدمة كانت تمهيداً لموضوع؛ تأثير البيئات المناخية على فكر وثقافة كل شعب وأمة وحضارة بشرية.

إن الصحراء وهي المناخ والبيئة الحاضنة للكثير من الشعوب ومنهم العرب بشكل أخص معروفة بمناخها الجاف والقاسي، القليل الأمطار وندرة الغطاء النباتي وبالتالي صعوبة الحياة والصراع على الوجود والبقاء إذ تقول الموسوعة الحرة في تعريف المناخ والبيئة الصحراوية ما يلي: (الصَحْرَاءُ هي منطقة جغرافية تخلو أو يندر بها النبات، فالصحراء تعريف نباتي لا مناخي”, ويقل فيها تساقط المطر أقل من 250 ملم سنوياً، ولذلك تقل فيها الحياة وكذلك في كثير من الأحيان تكون الصحراء حاره نهاراً وبارده ليلاً وهذا ما يعرف بالقارية في المناخ). وهكذا ولكي تبقى حياً في الصحراء عليك البحث عن المروج والواحات وكونك لست الكائن الوحيد الذي يبحث عن واحات جديدة، فإنك مجبر أن تنافس خصمك/القبيلة الأخرى على الفوز بتلك الواحة وإلا فإنك وقبيلتك مهدد بالفناء والموت إن لم يكن بفعل غزو القبيلة المغيرة والمهاجمة وهو الأغلب فسوف يكون بفعل البيئة والمناخ الصحراوي الجاف وبالتالي فإنك مجبر على الصراع مع الآخر وكذلك مع الطبيعة القاسية من أجل البقاء والوجود ولذلك نجد بأن للقيم الفروسية رمزية خاصة في ثقافة الصحراء، حيث لا حياة للضعفاء والمستنكفين والمسالمين.. وبالتالي فإنك تجد بأن إبن الصحراء يفضل الموت على الضعف وهو في قضية الصراع تلك لا يعطي الجانب الحسي الشعوري أو الإنساني الكثير من الأهمية كون القضية مرتبطة بالحياة والوجود؛ ومن هنا تجد أن قضية القتل هي نوع من سنن وقوانين وثقافة الحياة والبيئة الصحراوية وكذلك في مسألة تدمير البيئة الطبيعية فهي الأخرى بالنسبة له ليست بذي أهمية وإلا “جف الضرع ومات الحلال” والتي هي سبباً وغاية في صراعه على البقاء وهو جاء أساساً بـ”الحلال” كون هنا الزرع والواحة التي سوف تؤمن له بعض الحياة والإستمرارية إلى أن يتم تدميرها طبيعياً حيث ندرة الأمطار والرعي كافية لتدميرها بيئياً طبيعياً وبشرياً رعوياً.

ولذلك ونتيجة لتلك البيئة القاسية والجافة والتي تقل، بل تنعدم أحياناً فرص الحياة والبقاء حتى للأقوى وبطريقة وسلوك وثقافة أقسى بكثير من ثقافة الغابة وحيث “البقاء للأقوى”.. لذلك فإنه من الطبيعي أن نجد اليوم في المجتمعات العربية كل هذه القسوة والتوحش والنحر والقتل في صراعٍٍ على الوجود والبقاء، فما زالت الثقافة بحواملها المختلفة تفعل فعلها في المجتمعات العربية وإن ظاهرة “داعش” بثقافتها الإجرامية الوحشية وذلك حسب مفاهية وقيم الثقافة والمجتمعات المدنية الحضارية من الطبيعي جداً أن تنتشر في المجتمعات العربية وخاصةً إن كان هناك حاملاً آخر لها وهي مسألة التوظيف العقائدي السلفي للإسلام لتلك الظاهرة .. وهكذا وبتوفر البيئة والمناخ الثقافي وقيم الصحراء في الفروسية والقتل والغزوات مع التشريع الفقهي الديني لتلك الأعمال الإجرامية في الغزو والسبي والقتل والنحر وللأسف فقد تحولت معظم، إن لم نقل كل، المجتمات العربية إلى بيئة حاضنة (حواضن إجتماعية) لما تعرف بتنظيم الدولة الإسلامية “داعش”.. ولمحاربة هذه الظاهرة (الأصيلة) في الثقافة والمجتمعات العربية الإسلامية، فعلى تلك المجتمعات تعريتها ومحاربتها وخاصةً على النخب الثقافية والسياسية العربية أن تحارب كل من ثقافة وقيم الصحراء والبادية العربية وقضية الإعتزاز والإفتخار بتلك الثقافة البدائية الصحراوية؛ حيث لا يعقل ونحن في القرن الواحد والعشرون ونجد بأن من لا يحمل خنجراً على خصره يعتبر “ناقص الرجولة” وها نحن نشهد اليمنيين وليس فقط الدواعش وكأننا في زمن حروب “داحس والغبراء” وذلك مع تلك الخناجر المعلقة بالأحزامة العربية الناسفة والنازفة. والنقطة الثانية والأهم؛ هو أن على القوى العربية المجتمعية والمدنية أن تحارب نعم تحارب ولا تجمل الفكر الديني وعلى الأخص التكفيري السلفي والإسلام السياسي، بل وفصل الدين عن المجتمع .. وإلا فإن مأساة المجتمعات العربية ستأخذ مناحي أكثر كارثية وبحيث يكون التصحر لكل المنطقة العربية.

http://xebercom.com/2015/02/%D9%82%D8%A7%D9%81%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%AA%D8%B5%D8%AD%D8%B1-%D9%84%D9%8A%D8%B3-%D8%A8%D9%88%D8%B3%D8%AA%D8%A7%D9%8B-%D8%B9%D9%86%D8%B5%D8%B1%D9%8A%D8%A7%D9%8B-%D8%B6%D8%AF-%D8%A7%D9%84%D8%B9/

 

 

65

 

العرب والإسلام

وتشكيل الوعي الحضاري!!

إن التاريخ عرف الكثير من الفلسفات والمناهج الفكرية والسياقات الحضارية ويعتبر الإسلام أحد أهم تلك المسارات والمناهج كوعاء حضاري قيمي أخلاقي بحيث شكل رافداً قوياً آخر ساهم في تشكيل الوعي الثقافي الإنساني وقد ساهمت فيه ثقافات وحضارات وشعوب عدة إن كان من خلال المساهمة برجالاتها كعلماء ومفكرين ومترجمين، أم من خلال ما كانت لتلك الشعوب والأمم من أرث ثقافي ساهم هو الآخر في رفد الحضارة الإسلامية وذلك من خلال حركة الترجمة النشطة وخاصة في المراحل الأولى من الإسلام.. وهكذا يمكننا القول؛ بأن الإسلام عموماً يعتبر بحق التجربة الرائدة في التاريخ العربي وتشكيل وعي الأمة وهويتها الحضارية وفي ظل تأكيد الهوية الحضارية لأمة ما من خلال اللغة كأحد أهم -وربما الوحيد- في بناء الشخصية الوطنية والحضارية لأي مكون أقوامي مجتمعي حضاري.

وهكذا فقد سخرت الدولة الإسلامية كل الإمكانيات والشروط لولادة حضارة عربية إسلامية من خلال حركة الترجمة أولاً والتي تم تسخير كل رجالات الفكر للشعوب والثقافات الأخرى التي خضعت لها من خلال ما عرف بالفتوحات الإسلامية أو الغزوات على جغرافياتها وحضاراتها حيث كانوا قد سبقوا العرب بقرون وهم يبدعون في كافة المجالات الفكرية والعلمية.. وإذا أردنا بحق أن نعرف فضل الإسلام على العرب والحضارة والثقافة العربية، ليس علينا إلا أن نعود لم قبل الإسلام وواقع العرب حيث التشتت والصراعات القبلية العشائرية وغياب تام عن دور فاعل، بل دون أي وجود حضاري في المنطقة فقد كانت القبائل العربية خاضعة إما للإمبراطورية الفارسية أو الرومانية، كما نلاحظ لا تأثير ووجود لحركة نهضوية فكرية علمية -وفي أي مجال من مجالات الفكر والثقافة- إلا الشعر حيث لم نسمع يوماً بفيلسوف أو طبيب (جاهلي)، بل فقط هناك “شعراء جاهلين” وتلك دلالة كافية؛ بأن العرب لم يكونوا يملكوا أي حضارة قبل الإسلام وذاك شيء طبيعي نظراً للبنية الاجتماعية للقبيلة حيث يعتبر وجود الدولة كأحد أهم الشروط لوجود وتشكل حضاري لأمة وهذا ما كان يفتقده العرب قبل الإسلام.

إن خلاصة القول وما نود التأكيد عليه مجدداً؛ بأن العرب يدينون للإسلام في وجودهم الحضاري وتشكل وعيهم وهويتهم الثقافية الحضارية ولذلك فمن حقهم الدفاع عن تلك الهوية الحضارية وإن كان مطلوباً من نخبها الثقافية الفكرية أن تطالب بإعادة قراءة ذاك التاريخ وذلك على ضوء الخبرة والشرط الحضاري المعاصر، للخروج من أسر النص والتاريخ الماضوي وليكون منسجماً مع الشروط التاريخية المعاصرة وإلا فإن الانحطاط العربي سوف يستمر لعقود أخرى وتجلب لهم وللمنطقة المزيد من الأزمات والكوارث ولن تكون “القاعدة” و”داعش” آخر تلك الأزمات والكوارث.. نعم؛ إننا نتفهم دفاع الإخوة العرب عن الإسلام، لكن أن يأتي الآخرين وضمناً أبناء شعبنا الكردي للدفاع عن الإسلام -نستثني الحالة الروحية الإيمانية- كمشروع حضاري وهوية، فإن هؤلاء وللأسف ما زالوا يعيشون أزمة وجود وهوية حضارية ويؤكدون على استلابهم الثقافي الحضاري وبأنهم بحق أبناء مخلصين لأولئك الآباء الذين تم استعبادهم من قبل العرب وغزواتهم على الحضارات والجغرافيات الأخرى ومنها كردستان!

 

 

66

 

 

 

الكانتونات العربية في المناطق الكوردية!!

لا شك أن قضية (الحزام العربي) والذي طبق في المنطقة الكوردية وعلى طول الشريط الحدودي السوري – التركي في محافظة الحسكة وبطول (375) كم وعرض (10-20) كم كانت نتيجةً لدراسة وعقلية موغلة في الشوفينية والعنصرية؛ حيث قضى ذاك المشروع السيء الصيت “بزرع مستوطنات وقرى عربية في المناطق الكردية بهدف التعريب وتغيير الواقع الديمغرافي لتلك المناطق وهي من ضمن السياسات الشوفينية التي أعدت ضد الشعب الكردي بتاريخ 12/11/1963 ومن ضمن مقترحات الدراسة التي أعدها الملازم الأول محمد طلب الهلال, حيث باشرت السلطة البعثية بالاعتماد على مقترحات الدراسة التي كانت من ضمنها مشروع الحزام العربي الاستيطاني وتمت الموافقة على الدراسة في عام ( 1966)م وقد نفذ هذا المشروع الاستيطاني بموجب قرار رقم (521) الصادر عن القيادة القطرية لحزب البعث الحاكم في سوريا في تاريخ (24/6/1974)م”. (موقع ثروة الالكتروني).

ولا شك أيضاً بأن القضية هذه (أي الحزام العربي والذي طبق في الجزيرة) قد أخذت حيزاً لا بأس به من الدراسة والتحليل والرفض من حيث المبدأ والنتيجة وذلك من خلال كتابات وكراسات الأحزاب الكوردية في ساحة غرب كوردستان وكذلك من خلال أقلام الزملاء والأصدقاء المهتمون بالشأن العام في البلد وعلى الأخص القضية الكوردية وعلى رأسهم الكتاب والمثقفون الكورد أنفسهم ولن نبخل على الزملاء الآخرين حقهم، من القومية السائدة (العرب)، والذين أدلوا برأيهم في هذه القضية الإنسانية أولاً والوطنية ثانياً والأخوية ومشاركة الوطن بعضه وعضيضه ثالثاً؛ كون الكورد كانوا وما زالوا متمسكين بالأخوة العربية – الكوردية، وإن كان لنا مآخذ كثيرة على هذه (الأخوة) كشعار سياسي أولاً وحقيقة تاريخية ثانياً، ولكن هذه ليست بموضوغنا وربما نعود لها مستقبلاً. أما الجانب الآخر (المخفي – المعلن) من الحزام العربي والذي طبق في غير الجزيرة من المناطق الكوردية، فللأسف لم يأخذ نصيبه من التوضيح والكشف عنه وإلقاء الضوء عليه، على الرغم – ومن وجهة نظرنا – هي في جوانب منها أخطر من الأولى والتي طبقت في الجزيرة؛ حيث إنها (أي الأخيرة) تطبق بعيدة عن الضوضاء والإعلام وبشكل لا يلفت النظر، بحيث بات يُنظر إليها مع الأيام وكأن المسألة هي (هجرة داخلية طبيعية) وليس بمشروع استيطاني جديد – قديم في المنطقة الكوردية وبهدف التغيير الديموغرافي.

وتأكيداً على الموضوع فإن الشريط المائي لنهر عفرين بات في أيدي من استقدموا من العرب بحجة الاصلاح الزراعي أولاً، ناهيك عن بعض العوائل التي كانت تعمل لدى أغوات الكورد، وذلك قبل أن يجرد هؤلاء من أملاكهم بحجة تطبيق الاصلاح الزراعي. وهكذا تم توزيع قسم من أخصب الأراضي في سهل جوم (منطقة عفرين – كورداغ) على هؤلاء الذين كانوا يعملون لدى الأغوات ولكن الكارثة الحقيقية كانت باستقدام العشرات من العوائل العربية من مناطق خارج حتى حدود محافظة حلب – أحياناً – وإسكانهم في المنطقة، بل وتوزيع القسم الباقي من تلك الأراضي الخصبة عليهم وحرمان الفلاحين الكورد من تلك الأراضي والتي هي بالأساس عائدة إليهم، ويمكن اليوم لأي متابع ومراقب للوضع السكاني الديوغرافي لمنطقة عفرين أن يلاحظ تزايد نسبة العرب في السنوات الأخيرة في كل من عفرين المدينة وكذلك بلدة جندريسه وقراها وعلى الأخص الشريط الهلالي لنهر عفرين، حيث بات بأكمله تقريباً ملكً لتلك العوائل العربية المستقدمة.

67

وذلك ناهيك عن دور الأجهزة الأمنية المخابراتية في السنوات الأخيرة، وما يلعبه أولئك العوائل العربية – الأغلب منهم – من تجسس على الكورد كعملاء وجواسيس معتمدون وبالتالي فتح المجال لهم بأن يمارسوا نوع من التسيد على الشعب الكوردي بحيث بات الإنسان الكوردي يشعر أنه مستعبدٌ في دياره وما يستتبع ذلك من الإحساس لدى الكوردي بالغبن والحقد على هؤلاء، بل تصل أحياناً إلى حالة الجريمة المنظمة وقد شهدت المنطقة العديد من تلك الحالات في السنوات الأخيرة وأغمضت الجهات الأمنية أعينها عنها أو غضت الطرف عن الكثير من التفاصيل على الرغم من تيقنها من الدوافع ومن يقف وراءها، وفي أكثر الأحيان تكون بعض تلك الجهات الأمنية ضالعةً فيها.

وهكذا فإن مشروع الحزام العربي بتعريفه الآخر (الاصلاح الزراعي) ومنذ سبعينات القرن الماضي قد زحف على منطقة عفرين وأبتلعت من الأراضي الخصبة والعائدة ملكيتها للكورد – أغوات وفلاحين – وأعطتها لعوائل عربية مستقدمة من خارج المنطقة قد فعلت فعلها بالتركيبة الديموغرافية السكانية وباتت عفرين – وللأسف – حتى في رأي بعض رموز الحركة السياسية الكوردية تعرف بـ(مناطق التمازج السكاني) أو (ذات الأغلبية الكوردية)، مع العلم وقبل ستينات القرن الماضي لم تكن تلتقي في (كورداغ – عفرين) إلا بعدد جد قليل من تلك العوائل العربية والهاربة من (لواء اسكندرون) والبطش الطوراني التركي وقد أستقبلهم الكورد أنذاك بكل رحابة صدر ومن دون أحقاد قومية، بل كان التعاطف والتعاضد مع محنتهم.

أما اليوم فأصبحت تلك الأرقام (أرقام نسبة العرب في منطقة عفرين) مخيفة لدرجة أن بعض الكورد من ينسفون الجغرافية الكوردستانية للمنطقة وهنا – برأينا – تكمن الخطورة الحقيقية؛ بأن نتحول من “شعب يعيش على أرضه التاريخية” ومن “قضية أرض وشعب” إلى مجرد (مواطنين سوريين من أصول كوردية) كما تدعيه السلطة وبعض من يحسب على المعارضة الوطنية السورية، ولن نقول الكوردية؛ كون (مجموع) أطراف الحركة السياسية الكوردية تقول بالشعب الكوردي نظرياً وشعاراتياً وإن كانت سياساتها وتوجهاتها تصب في غير خانة. وللعلم فإن بعض (الأحزاب الكوردية) – قديماً وحديثاً – حاولت وتحاول أن تتخلص من عبأ مفهوم الشعب وتستبدله بالمواطنة فقط، بل كانت لديها النيات والتوجهات بأن ترفع كلمة – الكوردي – من أسمها وربما من سياستها، إن لم تكن قد فعلت ذلك ومنذ أزمنةٍ بعيدة.

وأخيراً نقول: إذا لم تتدارك النخبة الكوردية، من رموز وفعاليات سياسية اقتصادية وكذلك الاجتماعية وعلى الأخص الكتاب والمثقفون، حجم الكارثة من خلال زرع هذه الكانتونات العربية في المناطق الكوردية فإننا (الشعب الكوردي في غرب كوردستان) سنتحول إلى مجرد (رعايا أجانب) في وطننا وعلى أرضنا، وخاصةٍ بعد مجموع المراسيم والسياسات الأمنية – وآخراً المرسوم 49 – والتي تضيق الخناق والحياة وسبل العيش في وجه الإنسان الكوردي وتمارس عليه – تلك الجهات الأمنية – المزيد من الضغط والقمع والتنكيل وذلك بهدف دفعه للهجرة – الداخلية والخارجية والأخيرة هي الخيار المفضل لديهم – بحيث باتت الأرقام مرعبة من تزايد العوائل والأسر الكوردية التي تعيش في أحزمة الفقر بالمدن الكبرى مثل حلب ودمشق، بل أحياء سكنية كاملة من كورد عفرين هناك في مدينة حلب مثل “الأشرفية وجبل أكراد (شيخ مقصود) والهلك وبستان باشا” وغيرها العديد من الأحياء السكنية وكذلك في دمشق “زورآفا وأكراد” كنماذج سكنية للكورد هناك، وذلك ناهيك عن الجالية الكوردية الكبيرة التي هُجِرت إلى الخارج وتعيش – مع أبناء جلدتها في الوطن – حياة الكد والشقاء والفاقة، بينما أبناء الكانتونات العربية وفي مناطقهم يعيشون من خيرات أراضيهم.

نعم.. فإن لم نتدارك هذه المأساة ونعالجها بالطرق والوسائل المتاحة آنياً كعدم بيع الأراضي والحقول الباقية بيد الكورد لهؤلاء المستوطنون أو القادمون الجدد وكذلك تشجيع الجالية الكوردية والتي تعيش في الدول الغربية أن توفر ما تيسر لها – رغم صعوبة الحياة هناك أيضاً – لتُعيل عوائلها في الداخل، بل تُرسل الأموال الزائدة لتشتري من يريد أن يبيع بعض الحقول وخاصةً من أبناء أولئك الكانتوات وغيرها من الحلول والتي هي بحاجة إلى وقفة مستفيضة، من الجميع، عليها وذلك للبحث فيها والوصول إلى سبل توقف نزيف الأرض الكوردية، فإن مصيرنا في غرب كوردستان لن يكون بأفضل من مصير الشعب الفلسطيني و.. فهمكم كفاية.

 

 

 

 

 

 

68

 

 

مقتطفات بصدد كردستان

.. وقضية الاستعباد الدولي لها.

 

 

 

 

 

19 يناير، 2015 ·

الدول الغاصبة

تحاول إشعال حرب كوردية كوردية.

كان معروفاً في السياسة الإقليمية للدول الغاصبة لكوردستان؛ إنهم من الممكن أن يختلفوا في كل شيء، إلا في عدائهم للمسألة الكوردية حيث تجد الجميع متفق على ذلك قديماً وحديثاً وها هو الإعلام الإيراني وعبر قناة العالم تعبر عن تلك السياسة الخبيثة وذلك في محاولة منها أن تزكي الخلاف بين محوري السياسة الكوردستانية؛ الحزب الديمقراطي الكوردستاني وحركة المجتمع الديمقراطي (العمال الكوردستاني) حيث كتبت القناة على موقعها الرسمي وذلك حول خلاف المحورين الكورديين في قضية شنكال خبراً تحت عنوان؛ ((هل بدأ الإقتتال بين الأشقاء الأكراد؟!)) وجاء في الخبر ما يلي: ((أدان مجلس وزراء إقليم شمال العراق الذي يرأسه مسعود بارزاني، اليوم الأحد، تشكيل حزب “العمال الكوردستاني” (PKK) التركي الذي يتزعمه عبد الله اوجلان، إدارة ومقاطعة سنجار، واعتبره “عملا غير قانوني ومضاد للدستور والقوانين المتعامل بها في اقليم كردستان والعراق))”.

إننا نلاحظ بدايةً ذاك العنوان المثير للريبة في الخبر الخبيث والمعنون بـ”الإقتتال بين الأشقاء” وهي رغبة وأمنية داخلية تكمن في عقلية الغاصب للقضية حيث يحاول وبكل الأساليب والوسائل محاربة شعبنا وقضيتنا ولذلك فإننا نتوجه لكل القيادات الكوردستانية وتحديداً في الحزبين الرئيسيين وكذلك كل الأطراف والقوى الكوردستانية الأخرى وإلى شخصيتي الزعيمين الكورديين؛ الرئيس مسعود بارزاني والسيد عبد الله أوجلان عدم إنجاح سياسة الأعداء الغاصبين للقضية والجغرافية الكوردستانية والعمل والتنسيق معاً في خدمة قضايانا المصيرية الواحدة حيث كل العالم يفتخر بما تحققه القوات الكوردستانية على الأرض ..ونأمل من سياسيين ترجمة هذه الإنتصارات العسكرية إلى مكاسب سياسية تخدم حرية وإستقلال شعبنا في عموم أجزاء كوردستان

31 يناير، 2015 ·

كوردستان ..
هي مستعمرة، بل مستعبدة دولية.

وأقول لكل من يخدع نفسه بـ”الوطنيات الزائفة” (السورية والعراقية والإيرانية والتركية) بأن هذه الدول هي دول إحتلال وإستعباد لكوردستان وكفاك وهماً زائفاً بالوطنيات الإستعمارية ورغم ذلك نقبل بالوطنية الجديدة داخل هذه الجغرافيات لكن على مبدأ الشراكة الحقيقة وليس الإلحاق والإستعباد ولا تأجيل للحقوق إلى ما بعد الثورة، بل نتفق اليوم على ميثاق وطني جديد ويؤسس لوطن ديمقراطي تعددي حر ومدني وقد علمتنا التجربة بأن “من يضع خبزه في كيس رفيقه سوف يبقى جائعاً” ومحروماً من الحقوق.

69

 

13 يونيو، 2015 ·

حل المسألة الكوردية

.. هو الشرط الأساسي للتخلي عن السلاح.

في خبرٍ تناقلته وكالات الأنباء ومنهم موقع ولاتي نت حيث تقول: ((كشفت منظومة المجتمع الكوردستاني ان قرار القاء السلاح غير عائد لا لأوجلان ولا لحزب الشعوب الديمقراطية. ورفضت اي حديث عن القاء قبل حل القضية الكوردية)). وأضافت ((وقالت الهيئة التنفيذية لمنظومة المجتمع الكوردستاني (KCK) ،في بيان، ان:” قرار التخلي عن السلاح غير مرهون لا بأوجلان ولا بحزب الشعوب الديمقراطية (HDP)”. وجاء في البيان”من غير المقبول أن يكون أوجلان معتقلا في إيمرالي، ويدعو مسلحي العمال الكوردستاني (الكريلا) إلى إلقاء السلاح”. وحذرت المنظومة من فرض أية شروط على أوجلان بخصوص الدعوة إلى إلقاء السلاح، ومؤكدة: “حتى لو تم فرض ذلك على أوجلان، فإنه لن يلاقي قبولا”. واعتبرت الرئاسة المشتركة لـ(KCK)، ان حزب الشعوب الديمقراطية غير مخول بدعوة مقاتلي الكريلا إلى إلقاء السلاح، لأنه “ليس حزبا تابعا للعمال الكوردستاني من الناحية القانونية”، على حد تعبيرها. وأكدت (KCK) على أن قوات الكريلا لن تتخلى عن “كفاحها المسلح”، ولن تغادر الأراضي التركية، حتى يتم حل المسألة الكوردية في تركيا)).

وأضافت الشبكة كذلك على موقعها بخصوص القضية؛ ((وشدد البيان على ضرورة القيام بخطوات جدية لإنجاح وتمتين اتفاق وقف إطلاق النار بين الحكومة التركية وحزب العمال الكوردستاني، مطالبا البرلمان التركي بالقيام بدوره لحل القضية الكوردية بأسرع وقت، مؤكدا على “حاجة تركيا إلى دستور جديد”)). أعتقد إن موقف المنظومة هو موقف سياسي بهدف الضغط على الحكومة القادمة ومسألة الإئتلافات؛ بأن بدون حل المسألة الكوردية لا سلام في تركيا وربما الذهاب إلى المزيد من العنف قد تصل بالبلاد للحرب الأهلية والتي هي ناقوس الخطر للجميع .. أعتقد إن موقف منظومة العمال الكوردستاني موقف تكتيكي جيد يخدم الأهداف الإستراتيجية للقضية الكوردية في الإقليم الشمالي من كوردستان (تركيا) وكذلك يخدم ورقة حزب الشعوب الديمقراطية في مفاوضاتها مع الكتل السياسية الأخرى وذلك بعكس ما يمكن أن يستشف من ظاهر الموقف والذي قد يقرأ من خلاله بأنه نوع من الشقاق أو القطيعة مع الحزب المذكور أو ربما التمرد على القيادة الأوجلانية والتي هي غير واردة في المنظومة الفكرية للحركة العمالية الكوردستانية.

 

 

 

 

 

10 يوليو، 2015 ·

كوردستان

..لما ما زالت تحت نير الاستعباد والاحتلال.

يسأل أحد الإخوة السؤال التال: أستاذ بير اريد ان أسالك لماذا نرى أغلبية الشعوب مخيرة إلا نحن الشعب الوحيد المسير دائماً نحو العبودية في التفكير التفريقي والتخويني والنقاش الغير المجدي يعني بالمشرمحي ” لإيمتى ؟؟ “

إنني أقول للأخ والصديق الذي طرح السؤال السابق وكذلك لكل الإخوة الأعزاء والذين يراود هم السؤال السابق؛ بأن هناك أسباب كثيرة بالتأكيد لكن أهمها وبإختصار تكمن في شخصية وثقافة الاستعباد والتبعية في مجتمعنا الكوردي ومسألة التقسيم والالحاق بالمجتمعات والثقافات الأخرى وكذلك غياب الشخصية والقيادة ((الكاريزما)) الكوردستانية الجامعة وكذلك فإن مصالح الدول الغربية في جعل كوردستان الخاصرة الرخوة لمنطقة الشرق الأوسط والدخول منها إلى المنطقة وبالتالي جعل القضية الكوردية في المنطقة وبدون حلول لتكون –كما قلنا– منفذا ومعبراً وحجة لهم للدخول منها في شؤون المنطقة وبحجة حماية الأقليات والأقوام.

وأخيراً علينا أن لا ننسى مسألة الثروات الطبيعية وعلى الأخص النفط والمياه والتي هي مطمع الجميع إقليمياً ودولياً وبالتالي ترك كوردستان لقمة سائغة في فم الجميع ودون أن ننسى العامل الذاتي والداخلي من تخلف وجهل والحالة القبلية البدائية في مجتمعنا وهي من جانب نتيجة للواقع الكوردي ومن جانب آخر أحد أسباب الواقع الكوردي.. وبالمحصلة فإن واقعنا –كما تاريخنا–بحاجة

70

إلى قراءة جديدة ومراجعات نقدية حقيقية وذلك من أجل وضع برامج جدية للخروج من الأزمة التي نعاني منها ثقافياً وسياسياً

والدخول بمجتمعنا بوابة الحرية والحياة المدنية الديمقراطية من خلال دولة كوردستان الحرة كجغرافية سياسية وبوتقة حضارية ثقافية لشعبنا الكوردي.

 

 

20 أغسطس، 2015 ·

الكورد والتبعية .؟!!

..هل يكون مشروع (الأمة الديمقراطية) هي الهوية القادمة بطبعتها الكوردية.

إن غياب المشروع الكوردي .. يعتبر العامل الأهم في تكريس الواقع المزري لشعبنا؛ حيث إنه مرهون دائماً لمشاريع الآخرين: “الدينية والقومية وكذلك الأممية” فعلى مر التاريخ الحديث والقديم خدم الكورد أجندات الآخرين وكانوا دائماً وقود الحروب ويخرجون “من المولد بلا حمص” حسب التعبير الشعبي وذلك كوننا دائماً في تشتت وصراع من أجل مشاريعهم ومصالحهم وأجنداتهم وليس مشاريعنا ومصالحنا .. وهكذا فيمكننا أن نسأل: أليس من العبث أن تكون كل هذه الأحزاب الكوردية في الساحة ومن دون أي مشروع كوردي متبلور ونأتي لندعي الثورية والنضال والعمل الدؤوب في خدمة قضايا شعبنا .. إن أي عمل جدي يتطلب في البداية وضع مشروع واقعي وعملي للمرحلة، فأين المشروع الكوردي في منطقة الشرق الأوسط الجديد، وذلك لكي ننافس الآخرين ومشاريعهم. ولكن أليس العمال الكوردستاني اليوم يطرح مشروعاً سياسياً شاملاً لكل منطقة الشرق الأوسط وتحت عنوان “الأمة الديمقراطية” وألا يمكن حقاً أن يكون مشروعاً تاريخياً حضارياً للكورد والشعوب المجاورة.. ربما يكون السؤال أكثر من مفاجئ للكثيرين، لكن كل الحالمين بالقضايا والمشاريع الكبرى كانوا متهمين بدايةً بالجنون.

ملاحظة: إنني أود من خلال طرح هذه المواضيع خلق جو من الحوار العقلاني بين مختلف الأحزاب والتيارات السياسية الكوردية بعيداً عن التشنج الأيديولوجي.. وأملي أن أعمل مع الآخرين على خلق ذاك المناخ الموضوعي والعقلاني للحوار الكوردي الكوردي.

 

 

10 أكتوبر، 2015 ·

الكورد
..والعقلية الذيلية!!

ـــــــــــــــــــــــــــــ للأسف ما زال الكورد يعيشون حالة الذيلية رغم الحالة “الثورية” للمنطقة وما زال البعض لا يدركون أن في كل الإحتمالات لن تعود الأوضاع في سوريا إلى سابق عهدها وأن لا فوز مطلق لطرف على حساب الأطراف الأخرى وأن سوريا القادمة لن تكون إلا سوريا تشاركية توافقية وإن كانت ذات ديمقراطية عرجاء وبالتالي فلا غلبة ولا مغلوب، بل توافق سياسي بين كل الأطراف والمكونات .. أما بخصوص الإعتراف أو عدمه؛ لمناهجنا الكوردية فعليك أن تثبت نفسك إنك موجود على الأرض وفي الواقع ومن ثم تطلب الإعتراف من الآخرين .. لكن العقلية الكوردية ما زالت عقلية ذيلية، على الأقل عقلية البعض من الكورد.

 

13 يونيو، 2016 ·

الكورد واليونانيين

“وحكاية القبعات الزرق والحمر”!!
تقول الموسوعة الحرة ويكيبيديا بخصوص الاحتلال العثماني التركي لليونان ما يلي: “سيطر الأتراك العثمانيون على اليُونان في القرن الرابع عشر الميلادي، وكانت تلك الأراضي تابعة للإمبراطورية البيزنطية، ومُقسمة إلى دويلات صغيرة. واحتل العثمانيون العاصمة البيزنطية، أي القسطنطينية (الآن إسطنبول) عام 1453م، وأصبحت عاصمة للدولة العثمانية..” وتضيف ويكيبيديا؛ “قَويت رغبة اليُونانيين للاستقلال عن طريق العمل الجاد والتعليم. وازدادت طبقة التجار عدداً وثراءً فتوسعوا في الصناعة، والتجارة، وطوّروا أسطولاً تجارياً ضخماً، وبنوا عدداً كبيرًا من المدارس، وتعلّّم كثير من اليُونانيين في الدول المتقدمة. وفي عام 1814م، قام تاجر يوناني يسكن أوديسا في روسيا، بإنشاء جمعية الصداقة، التي أسهمت في تنظيم حركة ضد العثمانيين أدّت إلى قيام الثورة اليُونانية”.

71

لكن الثورة والشعب اليوناني وللأسف شهد إنقساماً حاداً في مراحل تاريخية من نضالهم ضد الإستعمار العثماني، كما العرب والكورد بين “محمودكي وعثمانكي”، حيث اليونانيين أيضاً عرفوا هذا الإنقسام بين الولاء والثورة على العثمانيين الأتراك وشهدت اليونان معارك طاحنة بين أبناءها، مما دعا بأحد كتابها ومفكريها، بل ربما أبرزهم في المرحلة المعاصرة ونقصد الكاتب المعروف “نيكوس كازانتزاكس” لأن يقول في روايته المشهورة؛ “الإخوة الأعداء” إلى القول التالي: “إرفعوا قبعاتكم، فرؤوسكم رؤوس يونانية” وذلك في إشارة إلى الفريقين اليونانيين المتحاربين ضد بعضهما البعض، ولكي يتمايزا عن بعضهما ولكون الطرفين يونانيين، فكان أحد الفريقين يلبس القبعات الزرق والآخر القبعات الحمر، مما دعا الكاتب لأن يقول مقولته المشهورة تلك والقول لهم؛ بأنكم يونانيين وإن إختلفت القبعات.

واليوم وفي ظل الإنقسام الكوردي العثمانكي المحمودكي الجديد؛ بين كل من المجلس الوطني الكردي وحركة المجتمع الديمقراطي .. ألم يحن الوقت لأحد العقلاء الكورد، بأن يقول للطرفين الكورديين المتصارعين؛ إخلعوا معاطفكم العتمانكية والمحمودكية حيث أجسادكم وهوياتكم ورؤوسكم ومشاريعكم كوردية وكفاكم إقتتالاً وصراعاً وتفتيتاً للشارع الكوردي.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

72

 

 

 

الكرد في فخ الاستغباء التحزبي؛ “الساسي الطائفي”

 

 

الزمن الرديء .. أم بؤس الثقافة.؟!!

في ظل صوت المدفع والشعارات يخبو صوت العقل.

 

 

 

 

 

 

 

13 مارس، 2014 ·

ما نلاحظه اليوم وفي ظل تفاقم الأزمات والحروب والصراعات في منطقة الشرق الأوسط عموماً ومنها منطقة كوردستان وذلك على مستويات عدة؛ مذهبية دينية وكذلك قومية عرقية وتمترس كل جهة وطرف خلف متاريس من الشعارات والأهداف والمواقف الجاهزة والمعلبة.. بأن الخطاب التعبوي والتجييشي بات هو الأكثر انتشاراً وقبولاً ويمكن القول بأنه سيد المواقف ولا يعلو صوت على تلك الأصوات؛ حيث وعلى المستوى الشعبي هناك الاحتقان الطائفي والقوموي على أشده وكذلك على المستوى السياسي والحزبي فالكل وللأسف يدعو إلى قولبة المعايير والمعاني والدلالات والدعوة إلى التخندق والتكتل خلف كتلته وأيديولوجيته الحزبية والسياسية وجعل الآخر ملعوناً زنديقاً وخائناً من الطابور الخامس وحتى إن كان ينتمي للكتلة الاجتماعية ذاتها ولكن وفقط له تبايناته الفكرية والأخلاقية مع الكتلة والبيئة السوسيالية العامة وبالتالي فهو يغرد خارج السرب، وفي ظل الانقسام المجتمعي فإن من يغرد خارج سربه فهو من الطابور العاشر وليس الخامس فقط.. وهكذا الكل في خدمة القضية والقضية اليوم في خدمة الزعيم والقائد والأب الروحي المفدى.

 

ولكن ما يؤسف له حقاً؛ ليس التشظي والانقسام المجتمعي القائم اليوم في مناطقنا ومنطقنا الشعبوي العام أي على المستوى الشعبي البسيط بل المؤسف حقاً أن تنجر الأحزاب والكتل السياسية وحتى الدول وقياداتها السياسية إلى هكذا مستويات متدنية تعبيئية للجماهير وبقصد زيادة في الاحتقان والتجييش ضد الفئات والمكونات الاجتماعية الأخرى المتعايشة معها جغرافياً وحضارياً.. بل الكارثي بالموضوع أن تنجر النخب الفكرية والثقافية إلى هذه “الحروب الفيسبوكية” في تخوين الآخر وبقصد وغاية الارتزاق والتبويق لهذه الجهة أو تلك الكتلة السياسية والحزبية؛ حيث ما نراه اليوم من كتابات على بعض المواقع الإلكترونية أو صفحات الفيسبوك نراه مخزياً بحق الفكر والثقافة عموماً وليس المدنية والديمقراطية فقط.. وهكذا نأمل من كل الذين يعملون في هذا الحقل الكتابة عموماً الارتقاء بمستوى الفكر والأخلاق والانتماء الحضاري والمجتمعي وأن يعمل لصالح العام والجامع والتعايش المدني السلمي وذلك بدل من جعل الآخر خائناً ملعوناً زنديقاً.. ووصفه بالطابور ما بعد الخامس وفقط لأنه اختلف معه في الموقف والرؤية للقضية الواحدة بحيث بات حتى المثقف الحر يخاف من قمع هذا الطوفان الأيديولوجي.

73

وأخيراً هل نعود إلى صوت العقل والضمير والأخلاق في خدمة قضايانا ومجتمعاتنا والوصول إلى بر الأمان في الحياة الديمقراطية والتعددية السياسية وتحقيق العدالة الاجتماعية أم علينا أن ننجر مع الطوفان ونحارب بسيف السلطان ونخون قضية الفكر والثقافة والكتابة.

 

الحجل الكوردي

..عندما ينعق في قفص الصياد.

إن حكاية الحجل الكوردي باتت معروفة حتى للآخرين، ليس فقط كرمز (للخيانة والعمالة)، بل وكذلك للغباء السياسي والسقوط الأخلاقي حيث هناك البعض من (أبناء الأمة الكوردية) يمارسون دور ذاك الحجل الذي يطلب نجدة إخوته، لكنه بحقيقة الأمر يوقعهم فرائس للصياد، بل إن البعض من أولئك ينطبق عليهم المثل العفريني والذي يترجم وبما معناه؛ “من زعلوا من الرعيان أعطى.. مرة للجشران” حيث وجدنا في الأيام الأخيرة بخروج تصريحات من عدد من هؤلاء والقول؛ بأن ما يجري في قامشلو ليست إلا (مسرحية من مسرحيات النظام وحزب الاتحاد الديمقراطي) من أجل تثبيت أقدامهم أكثر في المنطقة.

بل وصل الأمر بالبعض منهم إلى أن يقول: “ما حصل يوم الأربعاء في القامشلي جاء كتمثيلية لها أهداف يقصدها الطرفان اللذان لا يباليان بموت عناصرهم في سبيل تحقيق أهدافهما بل على العكس تماماً، إذ يوفر لهما سقوط هؤلاء الضحايا إمكانية المتاجرة بدمائهم لاحقاً وربط عوائلهم بهما أيضا”. يعني يا (..) أنت أكثر حرصاً على أولئك الأرواح من عوائلهم الذين كانوا وما زالوا يدفعون بأنبائهم للإلتحاق بصفوف الكريلا وذلك قبل أن يكون هؤلاء أصحاب نفوذ وسلطة في الإقليم الغربي من كوردستان.

ويضيف كذلك ذاك (العبقري) الإمعة بأن؛ “خروج النظام من منطقة الجزيرة سيُوقع حزب الاتحاد الديمقراطي وقواته في صدام مباشر مع الشارع الكردي المؤيد لأحزاب المجلس الوطني الكردي، خصوصاً مع امتلاك المجلس الكردي قوات البشمركة، التي يبلغ تعدادها عشرة آلاف مقاتل موجودين حالياً في إقليم كردستان العراق بانتظار الدخول إلى المناطق الكردية السورية، وما يمنعهم هو رفض النظام السوري الذي يُهدد بقصفهم في حال دخولهم”.

يعني القضية؛ أي قضية عدم دخول البيشمركة هي الخوف من قصف النظام وليس من المواجهة مع الإخوة، طيب وجماعتك من المعارضة السورية ما لازم يسألوكم؛ “إذا أنتم خايفين على أرواحكم وأرواح مقاتليكم، ليش قواتنا وأبناءنا ما ألهم أرواح ولازم نخاف عليه”، لكن غباءك ما أسعفك أن تنتبه لتلك المسألة وبالتالي ألتقطت أول كذبة خطرت على بالك لكي تغطي على الكذبة الأولى وبأنكم (تملكون الشارع الكوردي)، فجاءت الكذبة الثانية أكبر من الأولى للتغطية عليها.. بل وعندما تقول بأن: “الشارع الكردي مؤيد لأحزاب المجلس الوطني الكردي” يفهم وكأنك أنت وتيارك تقودون المجلس ولكم تلك الجماهير العرمرم مع أن الواقع والحقيقة تكذبك فيما ذكرت بخصوص الشارع الكوردي.

وأخيراً يصرح أو بالأحرى يعبر عن رغبته الكامنة في عقله الباطن وذلك عندما يقول؛ (أن “الاتحاد الديمقراطي” سيكون في حال انسحاب النظام من الحسكة عرضة لهجمات مليشيات العشائر العربية الموالية للنظام والتي يكبحها النظام حالياً، معتبراً أن “هذا ما يبرر مصلحة حزب الاتحاد الديمقراطي ببقاء قوات النظام في محافظة الحسكة، وهو ما يبرر أيضاً مصلحة النظام بوجود نفوذ كبير لقوات حزب الاتحاد الديمقراطي في المناطق التي يتواجد بها النظام في الحسكة”).

وهكذا فهو يأمل أن يسقط مشروع الإدارة الذاتية حتى لو كانت على يد ” مليشيات العشائر العربية الموالية للنظام” السوري وبذلك

74

ينطبق حقيقةً على هؤلاء ذاك المثل العفريني الذي أوردناه في بداية البوست والذي يقول وبما معناه؛ “من زعلوا من الرعيان أعطى.. مرة للجشران” والجشران جمع الجشاري وهو راعي البقر.. فبئس سقتطكم التي أسقطتم أنفسكم فيها بحيث أصبحتم عالة على المشروع الكوردي، بدل أن تكونوا حوامل لذاك المشروع الكوردستاني.

http://xeber24.org/120359.html

 

الأحزاب الكوردية

والعلاقة مع الأنظمة الغاصبة لكوردستان

إننا وبالعودة إلى تاريخ الحركات والأحزاب الكوردية ونشوئها وعلاقاتها السياسية، فإننا سوف نجد بأن جل تلك الأحزاب والحركات الكوردية وعلى الأخص الرئيسية منها كانت لها علاقاتها مع دول الجوار، فهي بهذا الشكل أو ذاك متورطة مع الأنظمة الغاصبة لكوردستان وذلك على الطرف الآخر من الحدود، طبعاً ليس خيانةً للقضية وإنما كانت تجبرها الظروف الإقليمية والدولية حيث وبقراءة سريعة لتلك العلاقات البينية؛ “بين الأنظمة الغاصبة والأحزاب الكوردية” سنجد التيارات الثلاث داخل الحركة الكوردستانية ونقصد كل من الحزب الديمقراطي الكوردستاني والإتحاد الوطني وأخيراً العمال الكوردستاني أرتبطت في مرحلة ما من تاريخها السياسي النضالي بعدد من الأنظمة الغاصبة لكوردستان.

بل من المعلوم بأن مكاتب كل من الديمقراطي والاتحاد الوطني كانت تمارس عملها الحزبي والسياسي في العاصمة السورية؛ “دمشق” وكذلك في المدينة الكوردية “قامشلو”، وإن هناك من يقول؛ بأن خروج كتلة الاتحاد الوطني من جسم الديمقراطي الكوردستاني، كانت نتيجة تدخلات إقليمية ولعبة مخابراتية سورية، طبعاً علاقة الحزبين المذكورين لم يقتصر فقط على الدولة والنظام السوري، بل كلنا يعلم بأن علاقات الديمقراطي الكوردستاني (العراق) وثورة باشوري كوردستان كانت عميقة مع النظام الشاهنشاي الإيراني والتي قطعت بعد إتفاقية الجزائر عام 1975 حيث تنازل فيها النظام العراقي عن “شط العرب” لصالح إيران وذلك بهدف قطع الإمداد عن الثورة الكوردية، مما كانت السبب في إجهاض الثورة الكوردية.

وهكذا فإن علاقات الحركة الكوردية لم تنقطع يوماً مع الدول الغاصبة لكوردستان وذلك نتيجة الحصار المفروض على الواقع والجغرافية الكوردستانية وبالتالي فإن الكورد حاولوا فك ذاك الحصار من خلال الإستفادة من بعض الخلافات الإقليمية للإنطلاق إلى العمل النضالي ضمن الإقليم الكوردستاني الآخر وكما رأينا فإن هناك تاريخ طويل من هذه العلاقات وهي لم تقتصر فقط على الحزبين الكورديين المذكورين؛ الإتحاد الوطني والديمقراطي الكوردستاني ولا على الدولتين الغاصبتين؛ سوريا وإيران، بل تعدت إلى الكتلة الكوردية الثالثة ونقصد بها منظومة العمال الكوردستاني في علاقاتها مع عدد من الأنظمة الغاصبة لكوردستان؛ سوريا نموذجاً وكذلك الديمقراطي الكوردستاني (العراق) في علاقاته الأخيرة مع تركيا.

ما نستنتجه مما سبق؛ بأن العلاقة بين الحركات الكوردية والأنظمة الغاصبة لكوردستان كانت دائماً جزءً من الواقع السياسي الكوردي والكوردستاني وهي وكما أشرت في بداية المقال، لم تأتي نتيجة رغبة وإرادة كوردية، بل فرضتها ظروف كل مرحلة تاريخية وواقع كوردستان التقسيمي من جهة وإهمال المجتمع الدولي لقضية شعب نتيجة تقاطع مصالحهم مع مصالح هذه الدول الإقليمية، مما كانت تجبر الأحزاب والحركات الكوردية أن تستعين بهذه الدول الإقليمية والغاصبة لكوردستان وذلك في محاولة

75

منها للإستفادة من خلافاتهم البينية ودون أن تكون جاهلة بأن تلك الدول تريد أن يتم إستخدامها أي الأحزاب الكوردية كأدوات في صراعاتها الإقليمية، لكن وكما يقال في المثل الشعبي؛ “ما جبرك على المر، إلا الأمر منه” حيث غياب أي دعم دولي للقضية الكوردية، ولكن وعندما توفر بعض ذاك الدعم الدولي رأينا بأن الحركات الكوردية بدأت بتغيير بوصلتها السياسية والأيديولوجية.

وأخيراً وما ونود أن نقوله من خلال هذا السرد السريع للواقع السياسي الكوردي وعلاقة أحزابنا وحركاتنا الكوردية مع الأنظمة الغاصبة لكوردستان قديماً وحديثاً بأن الشروط الدولية والإقليمية وواقع كوردستان الإحتلالي وقضية التقسيم هي التي أجبرت الحركات الكوردية إلى الإستعانة ببعض القوى الإقليمية الغاصبة لكوردستان وليس حباً وهياماً بتلك الدول والأنظمة.. واليوم وعندما تسنح الظروف والفرص التاريخية، بأن تكون لهذه الحركات حلفاء دوليين، فإننا نجد بأن هناك تغير في أهدافها وبرامجها الأيديولوجية والسياسية وبالتالي فلا خيانة ولا تخوين لأي طرف سياسي كوردي حيث وبالأخير؛ فإن الكل يعمل من أجل قضية وطنية كوردستانية وإن أختلفوا في البرامج والتسميات، لكن الغاية واحدة والقضية هي قضية شعب ووطن يرنو إلى الحرية والإستقلال.

 

 

 

حزبيتنا..

تقف وراء قراءاتنا الخاطئة!!

20 ديسمبر، 2015 ·

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ إننا ومن خلال متابعتنا لردود الإخوة والأخوات يمكننا أن نستنتج؛ بأن الوقوع في القراءات الخاطئة للكثيرين هي نتيجة حالة التحزب لديه حيث يكتب أحدهم وكمثال معلقاً على إحدى بوستاتي والتي أردت فيه بأن دفاعي عن القضية وليس العمال الكوردستاني وذلك في محاولة لأقول: بأن المنظومة العمالية هي جزء من الحركة الكوردية لها ما لها من منجزات سياسية وعليها ما عليها من أخطاء سياسية .. وهكذا ولكي يفند ذاك الصديق تلك المقولة والرأي فكان عليه أن (يشيطن) المنظومة حيث كتب معلقاً؛ “نحترم حريتك وكل قناعاتك ولكن يا استاذي الكريم اليست النتائج هي استشهاد عشرات الالاف من خيرة شبابنا وتدمير العشرات من القرى وتشريد وتهجير سكانها الم يكن قمع الاخر المختلف معه بكل الطرق وزرع عداواة في المجتمع الكردستاني من النتائج كطرف ساهم في (şeré bıra kujyé) الم تكن من النتائج ووضعه على قائمة المنظمات الارهابية ومحاربته للمشروع القومي وضرب هدف وشعارتحرير وتوحيد كردستان عرض الحائط واسرنا في كانتونات ومنع رفع علم كردستان وووو من النتائج”. وبالمناسبة لا أرفض كل ما ذكر، لكن هو ذكر فقط “النصف الفارغ من الكأس” كما يقال وترك النصف الآخر والذي يشمل على الكثير من الإنجازات السياسية للمنظومة ولست بوارد التعداد؛ كون أي قارئ ومتابع موضوعي يمكن التعرف على الكثير من تلك المنجزات.

لكنني وبنفس الأسلوب سوف أذكر ذاك الأخ وكل من يقرأ المواضيع بعقلية حزبية بتلك النتائج أو الكوارث نفسها عند الطرف الآخر (طرفه السياسي) وكمقارنة صغيرة بين الطرفين، حيث علينا أن لا ننسى بأن أهلنا وإخوتنا بجنوب كوردستان هم أيضاً قدموا من الضحايا ما تفوق كل ما قُدم خلال التاريخ الكوردي؛ فكان الأنفال وحلبجة والكيماوي .. مع تدمير أربعة آلاف قرية وقصبة، فهل يعني ذلك أن نُحمّل الثورات الكوردية والأب بارزاني تبعات ذلك أم علينا أن نُحمّل الإحتلال وثقافة الإلغاء للحكومات التي حكمت بغداد .. أما وبخصوص القمع والخلافات الحزبية، فإن الإخوة في الإتحاد الوطني والديمقراطي الكوردستاني دخلوا في معارك داخلية (إقتتال الإخوة) وقد كان نتيجة صراعاتهم ما يزيد عن أربعة آلاف ضحية وذلك في محاولة من كل طرف لأن يهيمن على كل الساحة الكوردستانية وبالتالي يقمع صوت الطرف الآخر، وقد وصل الأمر بالطرفين الكورديين إلى الإستعانة

76

بالقوات العسكرية للدول الغاصبة لكوردستان؛ حيث إستعان الإتحاد الوطني بالقوات الإيرانية، بينما الديمقراطي الكوردستاني بالقوات العراقية وصدام حسين .. وبخصوص وضع حزب العمال الكوردستاني على لائحة الإرهاب، فكلنا نعلم بأن ذاك خاضع لمصالح الدول الكبرى مع الدول الإقليمية وأن الغرب وأمريكا لها علاقاتها ومصالحها الإستراتيجية والتي جعلت منها منطلقاً لوضع الحزب على لائحة الإرهاب، كما كانت تلك المصالح هي السبب في وضع كل من الحزب الديمقراطي والإتحاد الوطني على تلك اللائحة وذلك إلى ما قبل عام واحد فقط وقد تم رفعهما منها بعد تهديد من الرئيس بارزاني؛ بأنه لن يزور أمريكا ما دام إسم الحزب على لائحة الإرهاب.

أما مسألة محاربة المشروع الكوردي من قبل منظومة العمال الكوردستاني، فذاك إدعاء خاطئ خاضع هو الآخر لقراءات حزبية منغلقة وذلك إن لم نقل إنه إدعاء مزعوم وزائف حيث ما زال الحزب يحمل إسم الكوردستاني أولاً وتالياً فإن مشروع العمال الكوردستاني وفي طرحه السياسي الجديد “الأمة الديمقراطية” ومن خلال ما يعرف بالإدارات الذاتية فهو بالأساس لحل مشاكل شعوب المنطقة وعلى رأسها المشكلة القومية وبكل تأكيد فإن المشكلة الكوردية هي الأساس والأهم بالنسبة للمنظومة وذلك لأسباب عديدة منها أن الحزب هو أساساً ذو تكوين كوردي وإن كان هناك داخل جسم الحركة عناصر من مكونات قومية أخرى وكذلك لكون المسألة الكوردية هي إحدى أكبر وأهم مسائل المنطقة التي ما زالت معلقة ودون حلول وبالتالي فإن المنظومة متهمة بالإنفصال من قبل كل الحكومات الغاصبة لكوردستان وذلك رغم إدعائهم بأن برنامجهم هي لدمقرطة الشرق وليس لبناء دولة قومية. وهكذا فمن الخطأ الجسيم أن نقول بأن المنظومة ضد المشروع الكوردي و”معادٍ للكرد” إلا إن كانت قراءتنا خاضعة للأدلجة الحزبية المنغلقة حيث معاداة الكورد والقضية الكوردية شيء وأن ترفض مشروع الدولة القومية وتطرح حل المسألة القومية ضمن مشروع دمقرطة الشرق شيء آخر مختلف تماماً، فالمنظومة العمالية تطرح رؤيتها لحل المسألة الكوردية ضمن مشروع ديمقراطي طبعاً يمكن لنا أن نتفق أو نختلف مع القراءة هذه، أما أن ندعي إنهم ضد الكورد فتلك كارثة وحقد حزبي وليست بقراءة سياسية ولذلك أرجو أن نقرأ اللوحة بموضوعية وأن لا نُحمّل طرف كل الأخطاء ونعلم أن عند الأطراف الأخرى نفس تلك الأخطاء والسياسات القمعية.

http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=497523

واقع شعبنا في ظل الخلافات الحزبية.

 

إن الإختلاف والتباين بين الأحزاب والتيارات السياسية هي من طبيعة الحياة والعمل الفكري والنضالي حيث لكل تيار سياسي أيديولوجيته وبرامجه الوطنية المرحلية وكذلك له أهدافه الإستراتيجية وهي إحدى المرتكزات الأساسية للعمل المؤسساتي وتكريس لمبدأ التعددية السياسية في مناخ ديمقراطي حر .. وهكذا فإن التعدد الحزبي والسياسي سمة المجتمعات والدول الديمقراطية وتعبر عن وعي إجتماعي وسياسي متطور بحيث لكل فئة وشريحة إجتماعية أداته السياسية التي تعبر عن طموحات وأهداف ذاك المكون المجتمعي، طبعاً ذاك في المجتمعات والبيئات الحضارية والدول والشعوب التي حققت مراحل متقدمة في الوعي السياسي الديمقراطي. أما الحال في واقع المجتمعات المتخلفة والتوتاليتارية فيا للأسف؛ فإن الأحزاب ليست إلا قوالب شكلية للتعددية السياسية والمنهجية الفكرية حيث يكون الولاء لقيم وأيديولوجيات ما قبل الدولتية “أي للدين والعشيرة” كمثال عن ذاك الواقع.

وبالتالي فإن الإنتماء لأحد التيارات السياسية وفي أغلب الأحيان تكون وفق العلاقة الإجتماعية وليس الفكر الأيديولوجي للحزب نفسه، لكن وعلى الرغم من هذا الواقع الإجتماعي المتخلف، فإن بعض النخب الفكرية والسياسية أستطاعت أن تؤسس أحزاباً وفق أيديولوجيات متباينة في مجتمعاتنا كالتيار القومي اليساري والتيارات الدينية من الإخوانية إلى القاعدة و”داعش” ومروراً بالتيار الوهابي السلفي وكذلك كانت الشيوعية وفي مراحل تاريخية لها إمتداداتها في بعض الأوساط الشعبية الفقيرة حالمةً بجنة الأرض وتحقيق الشيوعية والمساواة بين الناس .. ذاك في الحالة العامة، أما في واقع المجتمعات والشعوب التي ما زالت رازحة تحت الإحتلال كالكورد، فإن الفكر القومي وبكل تأكيد سيكون المحرك والدافع الأساسي لتشكيل أي فصيل وتيار سياسي، هكذا تقول منطق الأشياء والحياة والواقع الإجتماعي السياسي.

لكن وعلى الرغم من وحدة الحال الكوردية تلك بحيث تكون سبباً لوحدة الكلمة والموقف والصف الكوردي، إلا إننا نجد؛ بأن هناك أكثر من صراع وتيار سياسي داخل الحركة الكوردية طبعاً لا ندعو إلى ضم كل الأحزاب في حزب واحد لكن واقع شعبنا

77

والمرحلة التاريخية تتطلب من كل الأطراف السياسية والأحزاب الكوردية، أن تتفق على أهداف إستراتيجية لإنجاح مشروع وطني يتحرر شعبنا ووطننا في نهاية الأمر وبالتالي تأجيل الخلافات الداخلية والصراعات الحزبية على النفوذ والهيمنة على الساحة، بل وتأجيل ثوراتنا الإجتماعية و”ربيعنا الثوري” إلى ما بعد إنجاح الثورة الوطنية حيث لا يمكن أن “تضع الفرس أما العربة”.

وهكذا لا يمكن القفز إلى الثورة الإجتماعية والحريات العامة والديمقراطية في ظل واقع شعب ما زال تحت الإحتلال والهيمنة، لكن ونتيجة ضعف الوعي الإجتماعي السياسي وغياب الدعم الدولي، بل ومحاصرة الحركة الكوردية بدول وكيانات غاصبة تعادي وحدة الكورد وتعمل على تشتيتهم وربطهم بأجندات تلك الدول الإقليمية الغاصبة لأجزاء من كوردستان، فإن كل ذلك قد عمق الخلافات الحزبية وصراعاتنا الداخلية بحيث جعل الإنقسام الكوردي حاداً لتصل الأمور بنا إلى أن يتسيد بعض المرتزقة المشهد السياسي الكوردي والذي دفع بدوره إلى المزيد من الأزمات والمآسي لتصل بنا الحالة الكوردية إلى حافة الكارثة الوطنية وللأسف.

وهنا يأتي دور المتنورين والمثقفين ومفكري الأمة للعمل على ترميم تلك الجراحات والإنشقاقات في جسد الحركة الوطنية وتقديم خطاب سياسي فكري بعيد عن حالة التحزب والتمحور، خطاباً فكرياً متوازناً تقدم من خلاله مشروع وطني جامع لأهداف الأمة والقضية الواحدة تتقاسم فيه كل الأطراف والأحزاب السياسية ولذلك فإن من أصعب المهام لمثقفي شعبنا هو الحفاظ على التوازن النفسي والفكري وعدم الإنجرار إلى لغة التخوين والذي تمارسه كل الأطراف الكوردية وللأسف بحق بعضها البعض، بل على النخب الثقافية والفكرية أن تدين مثل هذا الخطاب التخويني ولا تكتفي بذلك بل تقدم خطاباً وطنياً كوردستانياً وبذلك تؤكد على شخصيتها ودورها الوطني في إنهاض الأمة والوصول إلى طموح شعبنا في الحرية والإستقلال .. وذاك ما نأمله من كل النخب الثقافية الكوردية.

http://press23.com/?p=10864

أحزابنا .. وسياسة عصر الباروك.؟!!

هي ليست حباً في العمال الكوردستاني وإنما قراءةً للواقع السياسي.

 

تمهيد؛ إنني أود وقبل الخوض في هذا الموضوع أن نتعرف إلى مفهوم ذاك العصر (عصر الباروك) عن الفن والحياة عموماً حيث تقول موسوعة ويكيبيديا في ذلك ما يلي: ((الأسلوب الباروكي مصطلح يطلق على أشكال كثيرة من الفن الذي ساد غربي أوروبا وأمريكا اللاتينية. والعصر الباروكي بشكل عام هو الفترة الممتدة من أواخر القرن السادس عشر وحتى أوائل القرن الثامن عشر في تاريخ أوربا). و(باروك هو اصطلاح مستعمل في فن العمارة والتصوير ومعناه الحرفي شكل غريب، غير متناسق، معوج. وقد ظهر هذا الفن أول مرة في روما في السنوات الأخيرة من القرن السادس عشر الميلادي. ويتميز الأسلوب الباروكي بالضخامة ويمتلئ بالتفاصيل المثيرة. وفي القرن الثامن عشر تطور الفن الباروكي إلى أسلوب أكثر سلاسة وخصوصية ويسمى بفن الروكوكو. وكان فنانو الباروك يغرمون بالجانب الحسى للاشياء ويعتنون في وصفها بتفصيل وتنميق وكانت إيطاليا وعاصمتها روما في القرن السابع عشر هي المركز الرئيسى للنشاط الفنى الكبير كما كانت أهم مصدر للفنون في أوروبا)).

وهكذا فإن عدنا لحال أحزابنا الكوردية وخاصةً في الجزء الكوردستاني الملحق بالدولة السورية، فإننا نراها تمارس السياسة على مبدأ فناني عصر الباروك حيث (الشكل الغريب والغير متناسق والمعوج) ويطلبون من وراء هكذا ممارسة سياسية النجاح “لمشروعهم السياسي” نقول مشروع سياسي اصطلاحاً؛ كون بالواقع لا وجود لهكذا مشاريع سياسية وللأسف ولكن وعندما ينجح أحدهم (أي أحد الأطراف السياسية) في فعل شيء ما على الأرض فترانا نكيل له كل الاتهامات من التخوين والعمالة إلى الارتزاق والوكالة وكأن ذاك هو العامل والسبب الأوحد في نجاح أي حزب أو كتلة سياسية في حضوره وتواجده على ساحة

78

سياسية ما، مع العلم لا يمكن نفي حالات الارتباط الأمني والمصالح بين الأحزاب نفسها وكذلك بين الأحزاب والحكومات واختراقاتها الأمنية لتلك المجموعات السياسية ولكن ورغم معرفتنا بذاك الشيء فلا يجب أن يقلل من نجاح سياسة هذا الطرف السياسي وإلا فإننا نعاند على “مبدأ المعاندة من أجل المعاندة” وليس الوصول إلى الحقائق وما هو على الأرض.

وبالتالي فإننا نقول لكل من يشكك بفعالية سياسة حزب العمال الكوردستاني (PKK) وفرعه السوري (الاتحاد الديمقراطي PYD) ويحاولون التغاضي أو “التعامي” عن هذا الحضور الفاعل بأنكم ومع الاعتذار الشديد تمارسون “سياسة النعامة” التي تدفن رأسها في الرمل واهمةً نفسها بأن الصياد لا يراها كونها لا ترى الصياد.. أما أولئك الإخوة والذين يحولون كل هذا الحضور الطاغي لهذا الجناح السياسي في الحركة الوطنية الكوردية إلى “العمالة الأمنية والتخوين” وارتباط الحزب قديماً العمال الكوردستاني وحديثاً الاتحاد الديمقراطي بالمخابرات السورية أو الايرانية فإننا لا ننفي ولا نؤكد، بل نقول هي محاور سياسية وبالتأكيد هناك من يستفيد أكثر من هذه العلاقة وهو النظام السوري وكذلك فإن سياسة الاعتماد على الأنظمة الغاصبة لكوردستان هي مرفوضة بالنسبة لنا.. ولكن لنكن واقعيين ألم يستفيد العمال الكوردستاني وكما كل من الديمقراطي والوطني الكوردستاني (العراق) من النظام السوري وها أنتم بأنفسكم تقرون ذلك وكذلك الوقائع وحضورهم الطاغي على الأرض.. ومع ذلك فإننا نسألهم (أي أولئك الذين يروون نجاح العمال الكوردستاني يأتي فقط من اعتماده على النظام السوري): هل فعلاً أن فقط تلك العلاقة هي وراء نجاحات التيارات الثلاث في جسم الحركة الوطنية الكوردية.. أم هناك عوامل ذاتية وموضوعية أخرى.

بالتأكيد لا يمكن لعامل من العوامل كالعامل الأمني وسياسة المحاور ومهما أوتي من قوة وزخم أن يُنجّح مشروعاً سياسياً لوحده وقد حاول النظام السوري وقبل “الحركة الآبوجية” (حزب العمال الكوردستاني) ومن خلال عدد من المشاريع الفاشلة أن يخلق جسماً سياسياً داخل المجتمع الكوردي وبالتالي يعمل حالة اختراق في جسم الحركة الوطنية؛ ابتداءً من حزب البعث نفسه وانتهاءً بجمعية المرتضى ومروراً بحركة بروسك (الصاعقة) الكوردية وغيرها من المجموعات ولكن كلها باءت بالفشل ونجح العمال الكوردستاني في الامتداد في الجغرافيا الكوردستانية عموماً وحتى في الدول الأوربية له ذاك الحضور الطاغي وبات يشكل مع القطب الآخر في السياسة الكوردية ألا وهو الديمقراطي الكوردستاني ثاني أقوى جناح داخل الحركة الوطنية الكوردية.. وهنا يتبادر سؤال للذهن؛ إن كان الاتحاد الديمقراطي (PYD) قد نجح في الإقليم الكوردستاني (سوريا) فما هي الأسباب التي تقف وراء نجاحات العمال الكوردستاني في كل من تركيا العدوة اللدودة وكذلك أوروبا في حين اضمحلت أحزاب كوردية أخرى لا تقل عراقةً وتاريخاً عن العمال الكوردستاني وذلك إن لم يكن نجاح الأخير يعتمد على امتلاكه لحاضنة اجتماعية عريضة وكذلك تكتيك وبرامج سياسية ناجحة وبالإضافة لكل ذلك هو الاعتماد على أصدقاء وحلفاء تستفيد منهم (العمال الكوردستاني) في رسم وتطبيق سياساتها تلك على الأرض.

أما من يحاول التشكيك بنجاحات العمال الكوردستاني وبالمناسبة عندما نقول نجاحاته لا تعني بحال من الأحوال إننا نتفق مع سياساتهم كلياً، بل هي قراءة للواقع بنوع من الحيادية الدراسية والبحثية نعم؛ إننا نقول لكل من يريد التشكيك به وذلك من خلال وصفهم بأنهم مجموعة مرتزقة وبيدهم السلاح أو أن سياساتهم قد دمر ما يقارب أربعة آلاف قرية على يد الجندرمة التركية وتسبب بمقتل عشرات الآلف من شبابنا و .. غيرها من الحجج فنقول: إن كانت تقاس الأمور بذاك فإننا سوف نحكم على كل الثورات بالفشل وأقربها تجربة إقليم كوردستان (العراق) حيث الصراع الدموي قد تسبب هو الآخر بتدمير أربعة آلاف قرية وقصبة كوردية وكذلك ونتيجةً للقصف الكيماوي والأنفال والمعارك المستمرة بين النظام من جهة وقوات البيشمه ركه من الجهة الثانية قد تسببت بما يقارب من مئة وثمانون ألف ضحية وقربان وكذلك على المستوى العالمي فإن مدينة لينينغراد (بطرس برغ) لوحدها في حصارها المشهور بين 9 سبتمبر عام 1941 ولغاية 27 يناير 1944 من أعوام الحرب العالمية الثانية قد دفعت ما يقارب المليون إنسان ضحية المجاعة والقصف الطيراني من قوى المحور للمدينة.

وهكذا هي الحروب والصراعات والمعارك الحربية حيث تدمر البلدان وتحصد الأرواح، وإن العمال الكوردستاني ليس استثناءً في ذلك وإن كانت هناك من لائمة فيجب تحميلها على الحكومات التركية المتعاقبة والتي أنكرت على شعبنا حقوقه السياسية والديمقراطية وكذلك ما يقال بخصوص البرامج السياسية للعمال الكوردستاني وبأنه تحول من شعار الدولة القومية (كوردستان الكبرى) إلى “مشروع الأمة الديمقراطية” فهو ما يمكن إدراجه تحت مفهوم المرونة السياسية والبراغماتية مع العلم أنها قراءة غير واقعية للتاريخ ومسار حركتها الحضارية من وجهة نظرنا المتواضعة طبعاً حيث لا يمكن تحقيق الديمقراطية وذلك دون المرور في المرحلة القومية وقد رأينا كيف فشلت سابقتها؛ ألا وهي التجربة الاشتراكية ومفهوم “الأممية الشيوعية” وإعادة بناء دول ذاك الحلف (حلف وارسو) على أسسٍ قومية وهكذا هي الحال ستكون مع “الأمة الديمقراطية” مرة أخرى نقول من وجهة نظرنا وذلك إن كتب للمشروع النجاح من الأساس والأصل.

79

وأخيراً نقول: أيها السادة.. لا تحملوا فشلكم على أعناق الآخرين وتقزيم نجاحاتهم.. فإما أن سياساتكم سليمة ولكن لم تحن الظروف والمناخات المناسبة لممارسة تلك السياسة وتطبيق برامجكم على الأرض وبالتالي أخطأتم بالتكتيك واللحظة التاريخية المناسبة أو إنكم لم تقرؤوا واقعكم جيداً لترسموا سياسات استراتيجية وعملية تنسجم مع الواقع الموجود على الأرض وهكذا فشلتم في تحويل مجموعاتكم الحزبية إلى مؤسسات حقيقية فاعلة.. وإلا فإن هناك قوى غيبية من الجن والملائكة تساعد غيركم (العمال الكوردستاني_نموذجاً) على النجاح وتمنعكم من العمل والثبات على الأرض وفي الواقع الحياتي لشعبنا وليس الافتراضي الفيسبوكي.

 

80

الإستقطاب الحزبي

والعماء السياسي الكوردي!!

إن الإستقطاب عموماً هو العملية التي يمكن بها جذب الآخر إلى ظلال الخيمة التي يراد له حيث تجد الأحزاب والمنظمات والمؤسسات تقدم نفسها من خلال برامج ومانيفستوات لعلها تجذب أكبر قدر ممكن من المؤيدين والمؤازرين وتضمهم تحت خيمتها وذلك دعماً لسياساتها وأجنداتها المختلفة، محاولةً بذلك نيل أكبر عدد ممكن من الأصوات في مجتمعاتها.. وهكذا فإن الأحزاب عموماً تقوم على هذا المبدأ في طرح مشاريعها وأجنداتها السياسية وطبعاً بعد أن تقرأ واقعها الإجتماعي وما يلائمه من مشاريع وأجندات كي تقدر أن تستقطب أكبر عدد ممكن من أصوات مجتمعاتها وبالتأكيد؛ إن الأحزاب الكوردية لا تشذ عن هذه القاعدة الذهبية حيث كل طرف سياسي (حزبي) كوردي يطرح مشروعه السياسي على إنه المشروع الأكثر ملاءمةً لواقعنا الراهن .. ومرحلياً؛ هناك كل من المشروع القومي الراديكالي (البارزانيون) والآخر الأممي الديمقراطي (الأوجلانيون) وحيث الإستقطاب المجتمعي حول كل من المشروعين السياسيين.

بكل تأكيد؛ إن تعدد الأجندات والمشاريع والبرامج السياسية وكذلك التعدد الحزبي المؤسساتي هي حالة صحية بشرط توفر تلك الأرضية والعقلية الوطنية الواعية في المنافسة بين تلك الأحزاب وبرامجها في تقديم الأفضل لمجتمعاتها وبلدانها وأن يكون الإستقطاب ناتجاً عن وعي سياسي بما يخدم مجتمعاتنا، لكن في حالة البلدان والمجتمعات الشرقية وللأسف؛ يكون الولاء لتلك الأجندات والأحزاب والأديان، إما بالولادة والفطرة وبحكم العادة والعرف الإجتماعي أو بحكم الإمتيازات والمصالح والخوف من القوة الإجتماعية والسياسية (الحزبية) المهيمنة. وهكذا فإن كل البارزانيين وكذلك الأوجلانيين طبعاً وجدوا أنفسهم على ذلك إما ولادةً وواقعاً إجتماعياً وذلك بحسب شهادة ولادتهم وبيئاتهم الإجتماعية الإنتمائية لهذا الطرف الكوردي أو ذاك أو نتيجة وقوعهم في دائرة نفوذ وهيمنة أحد الطرفين السياسيين المذكورين. وبالتالي فعلى كل ساكني إقليم كوردستان (العراق) على الأقل منطقة بهدينان والخاضعة لنفوذ الديمقراطي الكوردستاني أن يكونوا بارزانيين وبالمقابل فإن كل ساكني روج آفاي كوردستان (سوريا) يجب أن يكونوا أوجلانيين وإلا فإن سياسة القمع والطرد والنفي والملاحقة والسجون ستكون من نصيبهم.. وبالمناسبة؛ فإن كل من قيادات الطرفين وفي مراحل مختلفة صرحوا بذلك وقالوا: „من لا تعجبه سياساتنا، فليغادر مناطقنا وأقاليمنا”.

وهكذا فقد وصل الإستقطاب الحزبي الكوردي لدرجة الفصل بين قطبي السياسة الكوردية، بل وصل لدرجة أن كل طرف ينفي عن الآخر هويته حيث جعل الإستقطاب والشرخ الحزبي، بأن يكتب أحد الإخوة في تعليق على صفحة اللوبي الكوردستاني والتي أديرها ما يلي: (أوجلان ليس قائداً كوردياً). إن هذا القرار القطعي يذكرني بفتوى طرفي الصراع الإسلامي؛ “الشيعي والسني” بحيث يجعل أحدهم ينفي (إسلامية) المذهب الآخر حيث كل طرف ينفي أن يكون أتباع المذهب الآخر مسلمين. وهكذا الحال في الكوردية، لكن من حيث التحزب العقائدي السياسي بدل الديني المذهبي بحيث كل طرف يرفض أن يكون الآخر (كوردياً) .. فهل رأيتم أيها الحزبيون كارثة التحزب والتي زرعتموها في مجتمعاتنا وكيف جعلتم أتباعكم يعمهون في الأحقاد الحزبية والتي أوصلت الكثيرين لدرجة إنكار الحقائق والوقائع على الأرض؛ يعني معقول يا رجل أن سجيناً سياسياً ومهما كانت درجة الخلاف الأيديولوجي معه بأن تنفي عنه هويته وحيث يشهد له الأعداء قبل الأصدقاء؛ بأنه قائد كوردي وأنت تقول بكل سهولة؛ “إنه ليس قائداً كوردياً”، طبعاً هذه ليست إستثناءً، بل نموذجاً حيث صفحات التواصل الإجتماعي والواقع الإنقسامي على الأرض بين الفريقين أعمق بكثير مما ذكرنا بحيث يدفع أحدنا لأن يقول: تباً لعماكم الحزبي.

81

وأخيراً؛ إننا نتوجه لكل القيادات الحزبية والسياسية وكذلك للنخب الثقافية الكوردية بالسؤال التالي: من يتحمل واقع الإستقطاب السياسي أو بالأحرى الحزبي الحالي بحيث وصل الشرخ الإجتماعي إلى درجة التخوين ونفي الهوية الوطنية عن الطرف الآخر والتي قد تفجر الأوضاع في أي لحظة بصراع داخلي أهلي على غرار الصراع الديني الطائفي المذهبي بين المسلمين؛ “سنة وشيعة” بحيث يدفع الجميع ثمنها دماً ونحراً وتدميراً للمجتمع والكيانات السياسية، أليس جميعنا مسؤولين عن هذا الواقع الإنقسامي الكارثي في المجتمع ونحن نغذي بيئاتنا بثقافة الحقد والكراهية تجاه الآخر حيث مجالسكم وإجتماعاتكم الحزبية تخصص للعداء بدل البناء وللأسف .. والسؤال الأهم؛ متى يكون الخروج من هذا النفق المظلم لنؤسس لثقافة وطنية شاملة ترى في الآخر؛ أخاً وشريكاً منافساً، لا عدواً خائناً يجب التخلص منه، طبعاً السؤال موجه للقيادات الكوردية (الحزبية)، لكن مسؤولية المثقفين لا تقل أهميةً من أولئك للتصدي للواجب الأخلاقي والسياسي في طرح البديل الثقافي العقلاني عما هو سائد من ثقافة الإلغاء والشطب على الآخر.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

82

 

 

 

 

 

الكوريتان.. عفواً الكورديتان؛ الوطني والغربي؟!!

قضية الاصطفاف والمحاور السياسية.. واقع فكري وسياسي.

 

 

 

 

 

 

 

توطئة ومقدمة:

تقول ويكيبيديا؛ (..كانت الإمبراطورية الكورية (1897-1910) تحكم شبه الجزيرة الكورية حتى التحقت باليابان بعد الحرب الروسية اليابانية عام 1905 التي انتهت بهزيمة روسيا القيصرية. وعقب الحرب العالمية الثانية 1945 تم تقسيم كوريا إلى منطقتي احتلال سوفيتي وأميركي، خضعت كوريا الشمالية لحكم الاتحاد السوفيتي في الوقت الذي خضعت فيه كوريا الجنوبية لحكم الولايات المتحدة الأمريكية. رفضت كوريا الشمالية الاشتراك في انتخابات الجنوب عام 1948 بإشراف الأمم المتحدة، الأمر الذي أدى إلى إنشاء حكومتين منفصلتين في الكوريتين المحتلتين. ادعت كلتا الكوريتين أحقيتها بملكية شبه الجزيرة الكورية ككل، الأمر الذي أدى إلى الحرب الكورية عام 1950. أنهت هدنة 1953 القتال؛ ومع ذلك لا زال البلدان في حرب رسمية، ولم توقع معاهدة السلام أبدا[8]. في عام 1991 قبل كلتا الدولتين في الأمم المتحدة. في 26 مايو 2009، انسحبت كوريا الشمالية من جانب واحد من الهدنة).

 

مقارنة الوضع الكوري والكوردستاني:

كانت تلك كوريا.. أما كوردستان فما زالت مقسمة وخاضعة لسياسة القطبين والمحورين السابقين؛ روسيا وريثة الإتحاد السوفيتي السابق وأمريكا مع حلفائها الغربيين.. وهكذا فإن كوردستان ما زالت في مرحلة الاحتلال وتحكمها نفس القوى التي كانت وما زالت تتحكم بالكوريتان وباستعراض الواقع السياسي لها لكوردستان فإننا نجد بأن محوري أو قطبي السياسة الكوردية؛ الحزب الديمقراطي الكوردستاني والعمال الكوردستاني هما القوتان الأساسيتان والمهيمنتان على الواقع السياسي الكوردي وكلٍ منهما اليوم تتحكم بمنطقة من الجغرافية الكوردية، إقليمي كوردستان (العراق وسوريا أو “روج آفا”)، على التوالي. وهكذا وكما كانت وما زالت كوريا وانقسامها بين كلٍ من قطبي السياسة العالمية حيث الشمالية وبسياستها وأيديولوجيتها “الثورية” تكرس حالة “العنف الثوري” الأيديولوجي والقمع والاستبداد، بل تعتبر من أفظع النظم الديكتاتورية في العالم وتاريخها وسجلها السياسي الحقوقي من أسوأ ما يكون على مستوى الحريات وحقوق الإنسان وهي في سباق حميم للتكنولوجيا الحربية والنووية، بينما الأخرى كوريا الجنوبية والحليفة لأمريكا والغرب تمضي قدماً في طريق التنمية البشرية والتقدم التكنلوجي الصناعي والإلكتروني وعلى مستوى الحريات والديمقراطية تعتبر من البلدان التي تحترم حقوق المواطنين والأفراد.. وسجلها على المستوى الحقوقي يعتبر مقبولاً إن لم نقل جيداً بل ويحلم المواطن الكوري الشمالي لو يقطع الأسلاك الشائكة ويصبح من مواطني كوريا الجنوبية.. كما كانت على عهد وزمن الألمانيتين وجدار برلين.

 

النتيجة واستخلاص العبر والدروس:

وهكذا.. كانت هناك ألمانيا ألمانيتان؛ الغربية والشرقية وجدار برلين واليوم هناك الكوريتان؛ الشمالية الثورية الديكتاتورية (كوريا الزعيم الواحد الأوحد) وكوريا الجنوبية والتنمية والتقانة الحديثة والليبرالية.. فهل سيكون المستقبل الجيوسياسي بالنسبة لنا نحن الكورد “كوردستانان” وبيننا جدارنا المائي (دجلة) وبالتالي كلٍ منهما بثقافة وحضارة وسياسة وأيديولوجية قريبة لحال

83

وواقع كل من كوريا الشمالية والجنوبية؛ إن خط السير للعملية والواقع الفكري الأيديولوجي والسياسي لكلٍ من الحزبين الكورديين وممارساتهما على الأرض يكشف بأن المنحى والبوصلة الكوردية تشير إلى ذاك الاتجاه والمنحى من الحالة والواقع الجيوسياسي بحيث يكون هناك إقليم (كيان) كوردستاني ثوري أيديولوجي ينادي ويموت من أجل حياة الزعيم المفدى على النمط الكوري الشمالي.. وهناك الإقليم أو الكيان الكوردستاني الآخر والذي يتجه وعلى غرار كوريا الجنوبية نحو التنمية والعمران والتطور الصناعي في تبني للقيم والمفاهيم الليبرالية والديمقراطية.. هكذا هي السياسة وما تتطلبها مصالح القوى الدولية والإقليمية وشركات الإنتاج الحربي العالمية في إدارة الصراع في المنطقة؛ منطقة الشرق الأوسط والعالم الثالث.. وإلا فإن تلك الشركات سوف تغلق أبوابها وتعلن الإفلاس ولن تعود هناك الأسواق المحلية في الشرق لترويج واستهلاك قوة القتل والدمار والخراب.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

84

 

 

 

 

 

 

الكوردي المتحزب

شخص مأزوم ومهزوم فكرياً وسياسياً!!.

 

 

 

 

 

 

 

19 يناير، 2015 ·

طبعاً إنني أقصد بالمتحزب ليس ذاك الذي يعمل بالسياسة وفق إطار حزبي، بل كل إنسان يحمل “عقلية التحزب” وهنا يمكن أن يكون الشخص داخل “مؤسسة” حزبية أو خارجها؛ حيث القضية مرتبطة بنمطية التفكير وسلوكيات التعايش مع الواقع والمناخ العام وبالتالي فالمسألة ليست في الإنتماء لهيكلية تنظيمية معينة.. وإن الذي دفعني لكتابة هذا البوست/المقال؛ هي كتابات ومواقف بعض الإخوة والزملاء ومنهم من هو صديق حقيقي وعزيز على القلب ولكن أن تجد صديقاً من هؤلاء الأصدقاء يقول في لقاء المعارضة والنظام السوري كلاماً وموقفاً كالتالي؛ “بعيداً عن الشعارات التي ألقت بالسوريين في الجحيم أقول: المصالحات التي تتم بين النظام وبعض فصائل المعارضة يمكن البناء عليها لإخراج سوريا من عنق الزجاجة وفعل شيء ملموس لصالح الإنسان السوري، بشرط توفر النية الصادقة” ونفس الشخص يكتب بأسلوب وطريقة مغايرة وذلك عندما تكون المسألة نفس المسألة والقضية متعلقة ببني جلدته من الكورد؛ ألا وهو التوافق السياسي بين الفرقاء المتخاصمين حيث إنك تجده في هذه المرة يكتب في لقاءات القوى الكوردية كالتالي: “ثم بحث في ركام كانتوناته عن تحفة قديمة اسمها اتفاقية هولير فلم يجد سوى الصدأ، صدأ كثيف لم يستطع حتى الدم أن يزيله”. أو “إعادة تفجيل اتفاقية عولير ..الأخطاء مقصودة”. وهكذا ألا يحق لنا أن نقول: بأن الكوردي المتحزب؛ شخص مأزوم ومهزوم فكرياً وسياسياً.

 

أيا صديقي.. إن الصراع والتناحر وحجم الدمار والقتل والدم.. بين كل من النظام والمعارضة السورية هي أكبر بكثير مما هو موجود بين الكورد وأحزابهم ومجالسهم وتياراتهم الكوردستانية والمتمثلة حالياً في محوري قنديل وأربيل وكوردياً سورياً بين المجلس الوطني الكوردي وحركة المجتمع الديمقراطي وكذلك فإن حجم الإستبداد والطغيان والإرهاب الذي مارسه ويمارسه النظام السوري لا يقارن بحجم الإرهاب والطغيان الذي يمارسه إدارة الكانتونات في المناطق الكوردية، ثم أن سوريا وعموم المنطقة العربية تشهد “ربيعها الديمقراطي”؛ أي تريد الإنتقال بثوراتها من مجتمعات إستبدادية ومنظومات سياسية ديكتاتورية إلى مرحلة الدولة المدنية الديمقراطية، بينما نحن الكورد ما زلنا في “شتاءنا الإحتلالي”؛ بمعنى ما زالت كوردستان مغتصبة وتحت الإحتلال .. وبالتالي؛ فبالله عليك أتكون التوافق والمصالحة بين من ومن هي ضرورية “ويمكن البناء عليها لإخراجها ..من عنق الزجاجة وفعل شيء ملموس لصالح الإنسان..” السوري مع كل أملنا بتحقيق ذلك في أقرب فرصة ممكنة أما لذاك الكوردي الملعون والملاحق والمغتصب في كل شيء حتى في إرادته وفكره وسياسته تجاه شعبه وقضيته وللأسف.

 

 

 

 

 

85

.. ومن ثم يقولون لما كوردستان ما زالت مغتصبة؛ فإن كان المثقف الكوردي يجد في توافق الآخرين ضرورة و”مصلحة ويمكن البناء عليه” .. بينما لا يجد في توافق أبناء شعبه “إلا الصدأ .. وعبارة عن تفجيل” فيحق لنا أن نقول: بئس وبؤس أمة الكورد في مثقفيها وسياسيها وحكمائها المسلوبين إرادةً وفكراً وثقافةً وسوف تبقى كوردستان مغتصبة لدهور ودهور إن كان هذا هو حال المثقف والسياسي الكوردي؛ كوننا ما زلنا غير قادرين على بناء مشاريعنا الخاصة .. حتى (الكارتونية) مع الإعتذار للإخوة أصحاب “المشاريع الكانتونية الديمقراطية”.

 

الكورد..

حزبيون حتى في كورديتهم..؟!!
.
.
…كتبنا بوستاً/ مقالاً تحت العنوان التالي: (جنيف 2..؟!! …أخرجت القضية الكوردية من الأقبية الأمنية إلى المؤتمرات العالمية). فكتب الأخ العزيز DktorIzzedin M Temmo بوستاً يقول فيه (لا أوافق من يعتبر القضية الكردية أصبحت عالمية من خلال جنيف ٢.. بل أوافق من يعتبرها عالمية من خلال حمايتهم لمناطقهم وادارتها ذاتياً _ بافى فخرو).

…….وجواباً على البوست نقول للدكتور العزيز؛ بالتأكيد لا تصبح القضية عالمية، إن لم تكن أنت من تقوم بتحريك قضيتك أولاً وذلك من خلال مشروع سياسي تقوم به على الأرض لإثبات الوجود لشعبك وللآخرين معاً وبالتالي فإن وجود قوات الـ(YPG) كجزء من قوة حزب الإتحاد الديمقراطي (PYD) كقوة فاعلة من قواتها ومؤسساتها الأخرى على الأرض في إقليم كوردستان (سوريا) مع قوى المجلس الوطني الكوردي عموماً والإبقاء على المناطق الكوردية محصنة في وجه التيارات التكفيرية السلفية.. وكذلك دور كل من قطبي السياسة الكوردية (قنديل وأربيل) في المنطقة ولعبة توازن القوى والمصالح الدولية والإقليمية بجعل الكورد لاعباً سياسياً شريكاً في المنطقة؛ منطقة الشرق الأوسط (الجديد) لما أصبحت من القضية الكوردية تداول عالمياً في المحافل والمؤتمرات الدولية.

…………..وهكذا فإن بوستنا كان واضحاً؛ حيث كتبنا: (جنيف2.. أخرجت) ولم نقل فعلت (من الفعل) وجعلت من القضية الكوردية قضية عالمية والفرق كبير بين المصطلحين ومعانيها اللغوية والدلالية.. وإننا نقول أخيراً للأخ الدكتور: لو كانت “العالمية” تأتي من حماية المناطق فقط لكانت قضية كورد العراق ومنذ قرن جعلت منها “قضية عالمية” وهم يحمون مناطقهم الجبلية.. ولكن ومع توفر ذاك الفعل حماية المناطق وكذلك عندما توفرت الإرادة والمصالح الدولية لجعل كورد العراق شركاء في العراق الجديد أصبحت قضيتهم تداول على المستوى الدولي.. ولا ننسى المصافحة الشهيرة بين كلٍ من كاك مسعود بارزاني ومام جلال طالباني وعلى مضض ومن شاشات التلفزة وبرعاية أمريكية من وزيرة خارجيتها آنذاك السيدة مادلين أولبرايت.. فلا تغرنّنا المظاهر ولنقلل قليلاً من حزبيتنا لأجل كورديتنا وقضيتنا المركزية.

 

86

الكورد حمقى التاريخ

إنني عندما كتبت البوست السابق وقلت فيه مما قلت: “بأننا نحن الكورد حمقى التاريخ” فقد كنت أعلم بأنني قد خرقت المحظور وإحدى أهم التابوت والمحرمات عند الكوردي؛ حيث عزة النفس والمفاخرة بالذات المضخمة والمتورمة سرطانياً .. وذلك في لحظة كتابة البوست وقد ترددت كثيراً في كتابته لكنني أردت أن أكون صريحاً وصادقاً مع نفسي ومعكم أصدقائي؛ فلولا حماقتنا لما أستطاعت القيادات الحزبية أن تجعل منا قطعاناً من الحزبيين وتُجيّشنا ضد بعضنا البعض في قضاياهم وبازاراتهم السياسية وخلافاتهم الحزبية وعلى حساب القضية الكوردية –وللأسف– حيث وفي اللحظات التي تتطلب وحدة الموقف والخطاب السياسي للتصدي لهجمات القوى التكفيرية الظلامية تجد هناك من ينقل الخبر عبر إعلامه وكأنه منتشي به.. وكأن “داعش” قد حقق له ما كان هو عاجزٌ عنه .. أفلا بئس وبؤس ثقافتك وإعلامك وكورديتك أيها الموتور كوردياً.

وإن ما يؤسف له حقاً بأن بعض الإخوة يحاولون تبرير ذلك بدعوة محاسبة المقصرين الذين تركوا شنكال وغيرها بين أيدي مرتزقة داعش وكأن أولئك البشمه ركة والقيادة السياسية ليست هي المعنية أولا وأكثر جهةً بأهلها في الإقليم وضمناً مناطق شنكال وزمار وغيرها وإن كان هناك تقصير وأخطاء في السياسة والقيادة فإن لحظة الاختيار في تبويقكم وتوجيه تلويثكم الإعلامي المزيف ليس مناسباً ويصب في قضية التبويق الحزبي والخلاف السياسي وليس في صالح القضية الكوردية وهي خدمة مجانية “للعدو”و“داعش” ومرتزقتها.. فهل علمت؛ لما قلت بأن نحن الكورد حمقى التاريخ.

 

87

الكورد..

لا يستحقون “دويلة“!!

ربما يكون العنوان صادماً للكثيرين، لكن بالتأكيد لذلك مبرراته حيث كل الشعوب وضمناً شعبنا يستحق الحرية والعيش بكرامة لكن وعندما يكون لنا إقليمان كورديان شبه مستقلين وشعبنا يعاني فيهما من العوز والمعاناة، بل ومن القمع وكبح الحريات فالبتأكيد ستكون هناك ردات فعل كالذي جاء من خلال العنوان حيث وقبل فترة رأينا الحالة المعيشية للفنان الكوردي المعروف “محمود عزيز” وهو يعاني من حالة يرثى لها في إقليم كوردستان (العراق) وقبله كان الأستاذ والكاتب “إبراهيم محمود” وقبلهم الصديق الشاعر “عمر كوجري”.. والعشرات الآخرين الذين يعانون الأمرين لتأمين لقمة العيش بكرامة في حين هناك بعض سماسرة السياسة يكدسون الأموال من خلال الإرتزاق السياسي.

وما دعاني اليوم لكتابة هذه المقالة، هو ما كتبه صديق وأستاذ جامعي على صفحته الفيسبوكية الشخصية، ألا وهو الصديق الدكتور “فريد سعدون” حيث كتب تحت عنوان “يوميات مواطن روج آفا” يتحدث فيه عن معاناة الإنسان في مناطقنا وذلك من خلال معاناته الشخصية والتي يقول فيها: “من يقول لي: كيف حالك، سأحظره”. ويبين السبب حيث يقول؛ “كنت اليوم في سوق دباغ بالهلالية اشتري خضرة، جلست عند صديقي أمام دكانه، فاجتمع إلينا بعض الشباب لا أعرف اكثرهم غير بالشكل، وطبعا بالتأكيد سيكون الحديث عن وضع روج آفا، سألني أحدهم: كيف حالك؟ فأجبته: من يسألني هذا السؤال على الفيس سأحظره، ومن يسألني وجها لوجه (Ezê di …. wî nim) فتعجب الرجل من كلامي السوقي، قلت له لا تتعجب، تسألني عن حالي سأقول لك:

أنا دكتور جامعي عاطل عن العمل، لا أستطيع تأمين قوت عيالي، وأبحث عن عمل فلا يقبل أحد أن يشغلني لأنهم يخجلون من تشغيل دكتور عندهم. ابنتي صف ثالث من سنتين لم تذهب إلى المدرسة، وقد أرسلتها إلى مدرسة للمنهاج الكردي ولكن بعد شهر منعتها لأسباب عديدة معروفة للجميع. زوجتي مريضة ومن شهر نبحث عن دواء لها ولكنه مفقود في قامشلو، ووالدي مريض قلب ومعه نزف دماغي ويحتاج إلى أدوية بشكل مستمر، وقد استطعنا الشهر الماضي تأمين الدواء من كردستان، وهذا الشهر لم نستطع تأمينه وهو الآن بين الموت والحياة . وفوق هذا كله التهديدات اليومية التي اتلقاها من بعض الجهات والأحزاب الكردية بالتخوين والنفي والتنكيل … فهل بعد هذا تسألني عن حالي!!!”.

إن رسالة الدكتور “فريد سعدون” وإن كانت تتحدث عن معاناة شخصية، لكن بالتأكيد نموذج عن معاناة الإنسان الكوردي وبالتالي فهي رسالة عن واقع شعبنا والذي يحتاج من المسؤولين في شطري الإقليمين الكوردستانيين الإلتفات إليه حيث رغم ظروف الحرب والكوارث، يجب أن تلتفت الإدارتين في كل من روج آفاي كوردستان والإقليم الكوردستاني إلى إحتياجات المواطنين والبحث عن

88

الحلول أو على الأقل تقديم رؤيتها وموقفها من خلال خروج متحدث بأسم الحكومتين بحديث أسبوعي للوقوف على هذه المسائل والقضايا، ليكون المواطن على دراية بما يجري على الأقل.. كما أن رسالة الدكتور “فريد سعدون” هي رسالة لكل مما تعرف بالمنظمات والاتحادات الثقافية؛ يعني ليس معقولاً أن تكونوا منظمة وإتحاد ولا تكونوا قادرين على مساعدة كاتب وأستاذ جامعي.

وأخيراً نتوجه للإخوة في الإدارة الذاتية لنهمس في آذانهم؛ بأن إنسان وأكاديمي مثل الدكتور “فريد سعدون” الذي فضل البقاء في الوطن على الهجرة والعمل في إحدى المراكز وجامعات الخليج، كان يستحق التكريم والإحتفاء به وليس العيش تحت التهديد والعوز والحاجة .. فأرجو أن يتم تدارك وضعه وأن تقوموا بواجبكم تجاه الكوادر العلمية والفكرية لتكون رسالة لبعض الموتورين الذين يشكلون إرهاباً جديداً بحيث باتوا يهددون أي صوت عقلاني ينتقد السلبيات والأخطاء وذلك بحجة الثورة والشرعية الثورية التي أوصلت البلدان العربية إلى الديكتاتوريات الإستبدادية وعسكرة تلك المجتمعات، مما أدت لما تسمى بـ”الربيع العربي” والتي أخذت الأخضر واليابس في حروب أهلية داخلية .. فلا تعيدوا التجربة في واقعنا الكوردي.

العمالة والتخوين..؟!!
…تجارة بائسة لتجارٍ أشد بؤساً من البؤس ذاته.

.
.
.
……..ربما الكل يرى بأنه في الفترة الأخيرة يترد كثيراً المصطلحين السابقين في الخطاب السياسي الكوردي البيني وللأسف حيث تجد كل طرف يخوّن ويجعل من الأخر عميلاً لجهة ما خارجية إقليميةوأحياناً دولية أو داخلية أمنية تابع للنظام السياسي في البلد المعني وهنا في معرض قراءتنا نعني سوريا وهذا التخوين والعمالة خاضعة وللأسف وهذه هي المرة الثانية نقول للأسف خلال هذا البوست القصير لكلٍ من علاقات الأطراف والتكوينات الحزبية الكوردية المعنية بالبوست مع بعضها من جهة ومن الجهة الأخرى مع حلفائها وشركائها في المنطقة؛ أي أن ترمومتر التخوين خاضع وبدرجة ما وكبيرة لإرادة الخارج وبرامجهم وأجنداتهم السياسية وليس للقضايا الوطنية والتي تمس حياة المواطن الكوردي وقضيته القومية.

…………..ونحن ومن خلال هذا البوست نؤكد رفضاً التام لهذه العقلية والذهنية السياسية القاصرة والمبرمجة من الآخرين ونطالب كل الأطراف والكتل السياسية والحزبية الكوردية في جغرافية غربي كوردستان وتحديداً البارزانية والأوجلانية؛ وإستخدامنا للمصطلحين السابقين ليس تشهيراً وقدحاً، بل إنتماءً وإختصاراً وتعريفاً بالمحورين الكورديين الأكثر قدرةً وتأثيراً في الجغرافية السياسية في كوردستان عموماً نعم.. ندعو الجميع الكف عن بث هكذا ترهات ومماحكات ساذجة والتي لا تمت للحياة والعقلية السياسية بشيء، بل تعتبر نوع من الغباء والسذاجة الفكرية والتستطيح السياسي؛ حيث من المعلوم أن كل طرف محسوب على محور سياسي لها إمتداداتها الإقليمية والدولية.

…………………ونأمل أن تصل رسالتنا هذه لأعضاء ومؤيدي كل تلك القوى والأحزاب والحركات السياسية لكي نقلل من الإحتقان الموجود في الشارع الكوردي؛ حيث أي تفجير لبرميل البارود هذا يعني على كوردستان السلام.. بل الحرب والدمار والويلات والخراب.

 

89

 

 

 

 

 

ثقافة التخوين

ـــــــــــــــــــ عند الكورد؟!!

 

 

 

 

 

 

 

إنني أود أن أطرح سؤالاً واحداً فقط على أولئك الإخوة الذين يخوّنون مواقف العمال الكوردستاني والتي تؤكد على أن “لا مفاوضات سلام ولا إيقاف للكفاح المسلح بدون حل المسألة الكوردية” على أنه ((لف ودوران للإستسلام)) .. لما لا يقولون عن الجانب الآخر من سياستهم والتي تقول بالديمقراطية و”الأمة الديمقراطية” على أنها هي أيضاً سياسة “اللف والدوران” على الأطراف والأنظمة التي تستعبد كوردستان وذلك بحكم الظروف والواقع الراهن ومعادلات التوازن في القوى والإمكانيات وخصوصاً إن الأطراف الكوردستانية وعلى العموم مارست التكتيك السياسي لكن لم تقم ببيع القضية، بل هي لا تقدر على ذلك لكون شرط الوجود حيث أي تخلي عن القضية يعني إنتهاء الحركة السياسية تلك عملياً والحكم على وجودها وبقائها بالموت والفناء ولا أعتقد أن (أي مجنون) وليس عاقل في حركة العمال الكوردستاني يقدم على سياسة التخلي عن المسألة الكوردية؛ حيث التخلي عن القضية وبكلمة واحدة تعني إنهاء الحركة نفسها؛ كونها قائمة عليها أساساً.

 

وبالتالي فإنني أتساءلهنا من الجميع؛ هل سياسة التخوين هذه هي نتاج سياسة الكيل بمكيالين بحيث نخوّن الآخر؛ الأخ والشريك بحسب مزاجيتنا ومصالحنا الحزبية الضيقة، أم هي وفي الحالة العامة ناتجة عن ثقافة الإبتلاء عندنا نحن الكورد بحيث نخوّن الكوردي الآخر في كل ما لا نتفق معه بها .. وهكذا تجدنا في كل مراحل حياتنا السياسية والنضالية، أسيري تلك الفكرة التي تحمّل الإخوة الشركاء التخوين بحق القضية وذلك من دون أن نبحث عن الأسباب الحقيقية والجذور الكامنة خلف القضايا التي كانت وما زالت وراء بقاء الكورد تحت الإحتلال والإستعباد القومي؛ من مصالح الدول الكبرى وضعف المجتمع الكوردي وتخلفه وبدويته وفي غياب المشروع المجتمعي لنا نحن الكورد كمكون له خصوصيته الثقافية والحضارية وبالتالي فربما قد حان الوقت لأن نقف أمام أنفسنا ونسأل؛ ماذا قدمنا للحضارة البشرية لنكون جزء من هذه الحضارة الكونية ونحن وعلى مر عقود وأحقاب طويلة من الزمن لسنا إلا لواحق في أجندات ومشاريع الجيران الإسلام واقعاً وذلك من دون أن نقدم مشروعنا الخاص بنا، بعد أن تخلينا عن هويتنا لصالح الآخرين ودون أن نمتزج بها لنطبعها بطابعنا الخاص مثل الأتراك والمشروع العثماني أو الحضارة الفارسية، بل تعرضنا إلى الإنحلال والذوبان الثقافي ضمن المشروع الإسلاموي في المنطقة وقد حان الوقت لطرح مشروعنا الهوياتي الخاص بنا نحن الكورد؛ إن كان كوردستانياً أم ديمقراطياً.

 

رابط المقال على موقع خبر24

http://xeber24.org/nuce/59675.html

 

90

الكوردي عنيد أم أحمق؟!

إننا ومن خلال متابعتنا لمجريات الحدث السوري وتقلبات تياراتها السياسية وشخصياتها القيادية في المعارضة العربية لاحظنا إنزياح الأغلبية المطلقة إن لم نقل الكل نحو التيار الإخواني الأردوغاني، بل ومنهم من بايع “داعش” علناً وإن كان الأغلبية من “العرب السنة” يبايعونه سراً حيث وجدنا (شيخ المحامين؛ هيثم المالح قد فضل داعش السني على النظام العلوي) وكذلك الديمقراطي الليبرالي، وحتى المسيحي منهم، أمثال “جورج صبرة” و”ميشيل كيلو” قد بايعوا أردوغان (سلطاناً) للمسيحيين والمسلمين السنة .

وهكذا الأمر بالنسبة للآخرين كأستاذ السوربون؛ “برهان غليون” بأن يجد في الجولاني و”جبهة النصرة” وبعد بروباغندا إعلانه الفكاك عن القاعدة بداية مرحلة جديدة وأن يرحب بها وليس مستبعداً أن يعتبرها مستقبلاً بل اليوم جزء من قوى الثورة والتغيير في سوريا، طبعاً هؤلاء (الثوريون) أصبحوا يعلنون عن قناعاتهم ومواقفهم الحقيقية بعد أن كانوا يكتمونها لدواعي سياسية وأمنية وخاصةً أن النصرة كانت قد أعلنت بأنها ذراع القاعدة في بلاد الشام.

لكن قد يتساءل أحدكم؛ وما علاقة الكورد والعنوان بكل هذا وذاك .. بكل تأكيد هو يخص الكورد وبعمق وذلك عندما نقرأ مواقف بعض الساسة والمثقفين الكورد وهم ما زالوا يعزفون على ذاك “النغم الثوري” والذي خرجت بها قوى الحراك الشبابي والشعبي في بدايات “الثورة السورية” حيث بذلك يؤكدون إنهم لا يقرؤون كل هذه التحولات والإنزياحات في المواقف السياسية للنخب العربية السنية في سوريا.

حيث وعلى الرغم إنك تجد بأن كل من كان يدعوا لهذه النغمة من النخب العربية القوموية والثورية (السنية) باتوا من جماعة “الله أكبر” والمحور السعودي التركي القطري ويروون في الإخوان وتفرعاته من “النصرة وأحرار الشام والسلطان مراد .. وربما قادوس وغيره” مشروعاً سياسياً يمثلهم ولو تجرؤوا لبايعوا “داعش” مثل شيخهم المحامي ورغم كل ذلك فتجد الكوردي الذي خرج يدبك للثورة السورية ما زال يدبك تلك الدبكة مع أن الأنغام كلها تحولت لدبكة مغايرة تماماً .. وبالتالي ألا يدعوا ذلك للتساؤل؛ هل الكوردي عنيد أم أحمق؟!!

 

 

 

91

العقل الكوردي

..ما زال خاضعاً ومرهوناً إلى الحمية القبلية

 

إن العنوان السابق جاء من خلال الملاحظة والمتابعة الحثيثة؛ إن كان للواقع الحياتي اليومي وما يجري على الأرض من سلوكيات وممارسات أو ما نشاهده ونقرأه في العالم الافتراضي وصفحات التواصل الاجتماعي؛ حيث “العداء” لكل ما يخالفنا أخلاقياً سلوكياً وأيديولوجياً (قبلياً وحزبياً) وبالتالي التحكم إلى قانون القبيلة و”الغابة” في التعامل مع الآخر (الكوردي) نفياً واعتقالاً وسجناً وأحياناً قتلاً وسحلاً .. وإن ما يؤسف له في القضية هو إنجرار بعض النخب الثقافية إلى هذه المعمعة العبثية في معاداة الآخر، بل وأحياناً الدعوة للتجييش لها ودق طبول الحرب بين الأفرقاء وللأسف ما أكثرهم هذه الأيام وبالتالي انقسام المجتمع طائفياً دينياً أو قبلياً حزبياً أيديولوجياً والكل يدعي الأحقية والصواب وبأن الآخر في “خانة الأعداء والخيانة والعمالة” ويدعوك لمناصرته وإلا فإنك “منافق ومرتزق” أو بدون موقف وحيادي تلعب على كل الحبال وتود “مراضاة الجميع” وذلك في أحسن الأحوال.

حقيقةً أصدقائي ومن خلال تلك المشاهدات والقراءات؛ يصل المرء أحياناً إلى نوع من الإحباط واليأس وقد عبر عنه الصديق حليم يوسف Helim Yusiv) في آخر بوست له كتبه على صفحته التي باللغة الكوردية يقول فيه: إنه سوف يكتفي بزاويته الأسبوعية للكتابة عن السياسة طبعاً هذا ليس تشجيعاً أو موافقة معه على قراره ولكنه توصيف للحالة حيث حجم الضغط النفسي والروحي يدفع بالمرء أحياناً إلى اتخاذ إجراءات قد لا تكون في الصالح العام والقضية ومنه “الابتعاد عن المشاكل وغنيله” وذلك على رأي المثل الشعبي و”فخار يكسر بعضه” يقول مثل آخر وذلك خاصةً عندما تجد مثقفاً وأستاذاً جامعياً، بل وصديقاً عزيزاً تحترم فيه نبله وصدقه وصداقته وها هو الآخر يدعوك إلى الاصطفاف أو على الأقل يشكك بأخلاقك وموضوعيتك وحياديتك وذلك كما كتبه لي الصديق والأستاذ القدير محمد ظاظا Mohammad Zaza) حيث يقول في تعليق له على بوستي السابق ما يلي: ((تحياتي عزيزي بير رستم: أراك تضرب على الحافر مرة وعلى النافر مرة أخرى. هل وقوفك على الحياد يفرض عليك أن (تُرضي) الجميع…..؟)). وذلك لرفضنا مهاجمة المقرات والمؤسسات العائدة لحزب الحل الديمقراطي من قبل مؤسسة الآسايش في إقليم كوردستان (العراق).

بل وصل الأمر بالصديق العزيز الآخ Ekrem Osman) وهو المتابع والموافق معنا في كل ما كنا نكتبه سابقاً، فها هو الآخر وفي تعليق له على نفس البوست وباللغة الكوردية يقول فيه وبما معناه ((إنه ومن بعد ما رأى توضيحي على بوست للصديق حليم يوسف وموافقتي على ما ورد فيه فلم يعد له قناعة بمواقفي))، وطبعاً وللتوضيح؛ فإن موافقتي مع بوست الصديق حليم كان من خلال رفضي لما تضمنت اللافتة من كلام ومعاني وليس لألوانها ودلالاتها حيث يعلم كل الإخوة والأصدقاء إنني أرفض كل كلام خارج الذائقة الأدبية والأخلاقية مع تقديري واحترامي للجميع في مخاطبة الآخر وذلك مهما كانت درجة الخلاف والاختلاف معه.. هذا من قبل الطرف والذي يعتبر إنني محسوب عليهم فكرياً أيديولوجياً (أي الحركة البارتوية)، ناهيك طبعاً عن إجراءات ومقولات الإخوة الذين هم محسوبين على شاطئ الاتحاد الديمقراطي والعمال الكوردستاني عموماً حيث هناك ومن بعضهم وللأسف السب والشتم أو الشطب والحذف من لائحة الأصدقاء، كما قام به كل من الزميلين محمد بشير علو وخليل كالو مؤخراً وذلك فقط لمخالفتنا معهم في الرأي والموقف السياسي.

وهكذا فالكل يريدك أن تدق الطبول الحربية وتأجيل صوت العقل ولكن نود أن نقول وللجميع؛ هل تريدون أن ندق معكم طبول الحرب أصدقائي ومع من ومن وعلى أي طبلة تريدون وبأي إيقاع؛ إيقاع البيشمه ركه وبطولاتهم وتضحياتهم ومجازر الأنفال وحلبجة والكيماوي والمقابر الجماعية ومعتقلات صدام في سلمان بك ونقرة السلمان وأبو غريب وكل الجغرافية العراقية.. أم على طبول الكريلا وقرابينهم وقوافل الأبطال على مذابح الحرية والقضية وتاريخٌ حافلٌ من المجازر والجرائم الطورانية في ديرسم وجزيرة بوتان وفي كهوف الحقد التي أغلقت على نساءنا وأطفالنا وهم يدفنون أحياء فيها.. أم على طبول حروبنا العبثية بين “الإخوة الأعداء” وعلى طول التاريخ والجغرافية الكوردية؛ حقاً (إن الكوردي ليس له إلا الريح) وقتال أخيه الكوردي وحروبه العبثية الانتحارية على مذابح التخوين والعمالة والقبيلة.. بأساً لهذه الكوردايتية التي جعلت مني أن أذبح كوردياً آخر هو أقرب إلي من الوريد إلى القلب وبأسم الكوردايتية.
92

..وأخيراً سوف أقول معك خاله تي أستاذ Farid S. Momado) بأن ((الإنسان يلجأ للعنف و الإرهاب عندما يفلس إيديولجيا, ثقافيا, حضاريا, إجتماعيا و خصوصا إنسانيا)).. فنأمل من الجميع أن يعيد إنسانيته أولاً وأخيراً وعندها يمكن إيجاد الحلول لكل مشاكلنا العالقة.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

93

 

 

 

 

الكورد والخطاب الوجداني.؟!!

..سذاجة الإعلام الحزبي وتجييش الشارع الكوردي.

 

 

 

 

 

 

 

11 سبتمبر، 2014 · لوسرن‏

إنني سعيد بالتطورات الأخيرة في الساحات الكوردية وتحديداً ساحتي جنوب وغربي كوردستان, فمنذ يوم أمس قرأت العناوين التالية على مواقع الأخبار الكوردية وضمناً موقع ولاتي نت؛ والذي ننقل عنه الخبر وكذلك غيره من المواقع.. حيث تقول تلك العناوين: 1_ “شاركت قوات YPG وكريلا مع البشمركة في محاربة داعش .. (و) على الحكومة التركية أن تحاور مع قنديل واميرالي وh d p لإنجاح عملية السلام” وذلك نقلاً عن تصريح للسيد نيجيرفان بارزاني والذي أتهم من قبل بعض الإخوة في الطرف الكوردي الآخر بأنه كان وراء “فرار البيشمه ركة” من شنكال وبأنه سبب الخلاف الكوردي الكوردي .. وكذلك فإن الخبر رقم (2) يقول بأن؛” لقاء يجمع بين قيادتي حزب العمال الكوردستاني والحزب الديمقراطي الكوردستاني في جبال شنكال” وهذا الخبر منقول عن السيد قاسم شاشو؛ القيادي في قوات البشمه ركة والمتهم هو الآخر من قبل نفس الطرف بالخيانة ونكران الجميل وذلك بعد أن كان البطل والمخلص والمنقذ والشريف، بل في مصاف الأنبياء والرسل حيث لم يكن “ينطق عن الهوى بل وحيٌ يوحى” له ولكن وعندما عاد السيد شاشو إلى الأصول ودافع عن البيشمه ركة أصبح الرجل “مرتزقاً صعلوكاً” خائناَ وناكراً للجميل .. ولكن علينا أن نتذكر أن بنفس الوقت خرج إلينا السيد هلكورد؛ الناطق الرسمي باسم البيشمه ركة وهو ينفي أي مشاركة للكريلا وقوات العمال الكوردستاني في التصدي للجماعات التكفيرية السلفية “داعش” ومرتزقتها إن كان في شنكال أو غيرها .. بينما ها نحن نرى اليوم بأن القيادات الكوردية والإعلام يؤكدون على مشاركة كل القوات الكوردية بما فيها قوات العمال الكوردستاني ووحدات حماية الشعب، بل ها هو الخبر رقم (3) يقول: ” PDK-YNK-PKK يشكلون قوة عسكرية مشتركة في شنكال” وأخيراً وهو الخبر الصدمة للكثيرين حيث تشكيل غرفة عمليات مشتركة بين فصائل وكتائب الجيش الحر وقوات ووحدات حماية الشعب.

وهكذا ألا يعني بأننا نحن الكورد نتعامل مع السياسة والإعلام بعقلية ساذجة بدائية لا تعلم مدى أهمية الكلمة في حمل القضية والوصول بها إلى بر الأمان والسلامة.. نأمل من أحزابنا وتحديداً قيادة الإقليم الكوردستاني وكذلك العمال الكوردستاني جعل

94

منابرهم الإعلامية تبتعد عن الخطاب العاطفي التحزبي والعمل وفق قيم إعلامية مدنية مؤسساتية وليس من خلال التبويق الحزبي الأيديولوجي حيث الوقوع في الضحالة والسذاجة، بل النفاق والكذب على الرفاق.. وأخيراً نتوجه بالسؤال التالي لأصحاب النظريات الثورية وتخوين وحدات حماية الشعب فقط لأنها لا تنسق مع الجيش الحر وبالتالي فهي ليست جزءً من الثورة السورية.. ما رأيهم بالتطورات الجديدة على الساحة; هل ما زالوا “خونة وعملاء” أم تم “تعميدهم بالثوروية” وكذلك أسئلة عدة لكل من السيدين هلكورد وجميل باييق وكل البارزانيون والأوجلانيون وإعلامهم وأبواقهم.. والذين كانوا يخونون ومازالوا الكوردي في الطرف الآخر; أما زلتم مصرين على تخوين الأخ والشريك.. ألم يحن الوقت بعد للكف عن السذاجة والبلاهة والحماقة الكوردية في التعامل مع قضايانا الاستراتيجية بمبدأ وعقلية مزارعين يتخاصمان على التخوم.. حقاً; كيفما يكون المرء كذلك يولون عليه القادة والسادة وكفانا هلل وحماقة في الإعلام والسياسة حيث المصالح هي التي تفرض الأجندات السياسية وكفى للتنظير السياسي الأيديولوجي.

http://www.welati.info/nuce.php?ziman=ar&id=17270&niviskar=1&cure=3&kijan=

http://welati.info/nuce.php?ziman=ar&id=17246&niviskar=1&cure=3&kijan

http://welati.info/nuce.php?ziman=ar&id=17248&niviskar=1&cure=3&kijan

http://welati.info/nuce.php?ziman=ar&id=17232&niviskar=1&cure=3&kijan

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

95

 

 

 

 

الوهم الكوردي..؟!!

الحلم الكوردي سوف يذهب مع أولى التوافقات أو انتصار أحد الفريقين.

 

 

 

 

 

 

 

 

14 مارس، 2014 · لوسرن‏ ·

ها قد مضت أعوام ثلاث على الثورة السورية؛ وما زال الشعب السوري يدفع ضريبة وفاتورة الحرية على مذبح أعتى ديكتاتورية عرفتها منطقة الشرق الأوسط ربما، وقد فاقت مجازره مجازر النظام العراقي السابق على أيام الطاغية صدام حسين وجرائمه البشعة إن كان في الجنوب الشيعي أم في المناطق الكوردية، بل حتى في الوسط وأهل السنة وكذلك فإن خاصته من العائلة والأقارب والأصهار لم ينجى من جرائم ذاك السفاح الدموي.. ولكن وللأسف فقد فاقت جرائم ديكتاتور دمشق جرائم ذاك السفاح حتى في حجمها وخسائرها المادية والبشرية حيث الإحصائيات تؤشر لمئات الآلاف من الضحايا والقرابين ناهيك عن ملايين المشردين والمهجرين إن كانوا داخل سوريا أم في دول الجوار والشتات وكذلك تدمير البنية التحتية والاقتصاد وكافة مناحي الحياة في بلد عرفت أقدم الحضارات للوجود الإنساني.

 

ونتيجة لتلك الأوضاع فإن سلطة الدولة انحصرت عن بعض المناطق ومنها المنطقة الكوردية؛ حيث سحبت الحكومة موظفيها من بعض دوائرها الأمنية في المنطقة وبنوع من التنسيق مع حزب الإتحاد الديمقراطي وبالتالي أصبحت الفرصة سانحة للحزب أن يخطو بعض الخطوات باتجاه تكوين ما يمكن تسميتها بالإدارات الذاتية في المناطق الكوردية وذلك بالاعتماد على بعض الكوادر التابعين سياسياً للحزب وبالتعاون مع بعض الأحزاب والكتل السياسية الكوردية الأخرى والتي تدور في فلك هذا الحزب وذلك بعد ما تأزم الخلاف بين المجلسين الكورديين؛ غربي كوردستان والوطني الكوردي وعدم توافقهما على خارطة عمل.. وهكذا استفرد حزب الإتحاد الديمقراطي والمحسوب على قنديل والعمال الكوردستاني بزمام الأمور في المنطقة متبعة نهج النظام السياسي السابق في الاستبداد وكم الأفواه وقمع الحريات وحتى في مسألة التوافقات السياسية وذلك بتحالفه مع أحزاب كوردية أخرى شبيهة بالحالة التي كانت عليها تحالفات النظام السوري بما كانت تسمى بالجبهة الوطنية التقدمية.

 

ولكن وهنا تكمن النقطة الجوهرية؛ هل سيتمكن حزب الإتحاد الديمقراطي الحفاظ على هذه المكاسب الوطنية والقومية للكورد وذلك على الرغم من مسالبها وحالة القمع والاستبداد وهل سينجح الكورد على الحفاظ على “كانتوناتهم” وإداراتهم الذاتية وبالتالي سوف نشهد حالة كوردية شبيهة بالحالة العراقية وإقليمها الكوردستاني وإن كانت بخصوصيات ومميزات خاصة بـ”الأيديولوجية الآبوجية” من مفاهيم ومصطلحات “الأمة الديمقراطية والإدارة الذاتية الديمقراطية”. أم سوف تذهب تلك الإدارات والكانتونات مع أولى بوادر التوافق السوري أو “انتصار” وفوز أحد فريقي الصراع على الآخر وبالتالي الالتفات إلى هذه الإدارات والكانتونات لتسحب البساط من تحت أرجلها وتركها في العراء ومن دون أن يكون لدى الكورد أدنى مقومات الدفاع عنها والحفاظ عليها.. وإن ذاك الخطاب العاطفي الثوري والذي يمجد بالبطولة الكوردية وقوات الحماية الشعبية مع احترامنا لنبل تلك المشاعر لن تجدي نفعاً حينها وسوف نستيقظ على ذاك الوهم الكوردي لنجد شعراء البلاط هذه المرة ينسجون قصائد وملاحم التراجيديا الكوردية.

 

96

 

 

اللعنة عليكم أيها الكورد

إلى متى تبقون “موالي” للآخرين؟!

 

 

 

 

 

 

 

إنني ومن خلال متابعتي للحراك السياسي الكوردي عموماً؛ إن كانت للقيادات الحزبية الكوردية في كل من المجلس الوطني الكردي و حركة المجتمع الديمقراطي أو للمثقفين الكورد وكتاباتهم ومتابعتهم لموضوع مفاوضات جنيف، تأكد لدي بأن الكورد ما زالوا لا يجدون في أنفسهم الشريك السياسي للأطراف الأخرى وأصحاب أجندات ومشاريع خاصة بهم؛ حيث وللأسف فإن الجميع أقصد الأطراف الكوردية عموماً يحاولون أن يذهبوا إلى جنيف كملحقين وموالي وتابعين للسيد العربي بشقيه؛ الإخواني الأردوغاني السعودي أو حتى أصحاب “المشروع الديمقراطي” حيث التنسيق مع أطراف عربية آشورية كلدانية، بل وتنصيب أحد أبناء (الأسياد) رئيساً لمجلس سوريا الديمقراطي.

 

وهكذا فإن الكورد وفي الحالتين سيحضرون جنيف إن حضروا سيكونون ملحقين بوفود الآخرين ومشاريعهم وأجنداتهم السياسية وليس شريكاً له مشروعه السياسي الخاص به كمكون أساسي في البلد، حيث كان الأجدر والضروري أن نحضر المفاوضات كمكون وجغرافية وقضية تعرضت للغبن والإلحاق وحتى الإحتلال والإستعباد، وبالتالي كان يجب أن يكون للكورد وفدهم الخاص بهم في هذه المفاوضات وغيرها وأن يقدموا مشروعهم السياسي الذي يعري الجميع؛ بأنهم أرتكبوا بحق الأمة الكوردية أبشع جريمة سياسية وذلك عندما حرموا شعبنا في لوزان من نيل حقوقه وإستقلاله السياسي كما حصل عليها وقتذاك باقي شعوب المنطقة.

 

لكن وللأسف ومن سخرية الأقدار، فها هي تركيا وقادتها وسادتها يشترطون مجدداً على الجميع؛ بأن في حال حضور حزب الاتحاد الديمقراطي وقواته العسكرية “وحدات حماية الشعب” مفاوضات جنيف3، فإنهم أي الأتراك سيقاطعون المفاوضات وحتى لجنة الدول الداعمة لمشروع السلام، لكن الأكثر سخريةً بأن يخرج بعض الكورد وهم فرحين بتلك التصريحات ناسين بأن تغييب الطرف الكوردي الآخر وقوات الحماية الشعبية يعني إن تركيا تريد أن “تأكل الثور الأبيض” وسيأتي قريباً ذلك اليوم الذي تقولون فيه أيها المجلس الوطني؛ “بأننا أكلنا يوم أكل الثور الأبيض” .. اللعنة علينا جميعاً وعلى طائفيتنا السياسية التي جعلتنا ننقسم ونرضى أن نكون ثيران الحروب والموائد ونحن نرفض الجلوس والشراكة مع الأخ والشقيق .. خلي السوتورو والموتورو ينفعنا!!

 

ملاحظة؛ أجبرت أن أضيف هذه الملاحظة في تعريف المولى كون بعض الأصدقاء وجدوها غير مناسبة مع إنني على قناعة بأنها تخدم الفكرة وإليكم تعريف كلمة المولي بحسب الموسوعة الحرة حيث تقول “الموالي جمع مولى، وهم الخدم والحلفاء في لغة العرب تم استخدامه بكثرة في زمن الخلافة الاموية للإشارة إلى المسلمين من غير العرب (سكان البلاد المفتوحة خارج الجزيرة العربية) كالفرس والافارقة والاتراك والاكراد [1]. في ظل النظام القبلي واعتماد الاسياد بالاساس على الجمع، وكون الموالي من التجار والحرفيين واصحاب الملك، فقد اعتمد عليهم رموز السلطة العرب لجلب قوتهم ودعم عائلاتهم. إذ يحكى عن كبير قيس زفر بن الحارث الكلابي أنه حزن بعد مقتل أحد مواليه في معركة مرج راهط لأنه كان مصدر رزق عائلته”.

97

 

 

 

القيادات الكوردية

بين الواقع والطموح.!!

 

 

 

 

 

 

 

13 أبريل، 2014 · لوسرن‏ ·

يكثر الجدل في هذه الأيام عن قضية قديمة جديدة؛ قديمة بقدم الواقع الاجتماعي والسياسي الكوردي في سوريا وعدم إيجاد كاريزما قيادية في هذا الإقليم الكوردستاني وذلك منذ التقسيم الأخير حسب اتفاقيات سايكس بيكو للمنطقة عموماً وكوردستان ضمناً وبالتالي إلحاق جزء من جغرافية كوردستان بالدولة السورية الحديثة، وهي جديدة مع افرازات المؤتمر الأخير لأحزاب الاتحاد السياسي وولادة الحزب الديمقراطي الكوردستاني (سوريا).. وبالتأكيد هناك أسباب متعددة لعدم خلق تلك الشخصية الكاريزمية في هذا الإقليم؛ حيث التكوين الحديث للإقليم نفسه كجزء منفصل عن الجسد الأم جغرافية كوردستان في الأجزاء الكبرى؛ كل من تركيا والعراق وعدم التجانس والتواصل الاجتماعي بين المقاطعات (الكانتونات) الكوردية الثلاث في الإقليم، بل يمكن القول أن كل كانتون له امتداده الاجتماعي الثقافي داخل الجزء والطرف الآخر من الحدود وليس مع باقي الكانتونات في إقليم كوردستان (سوريا)، فمثلاً إننا نجد علاقات القربى والدم بين الجزيرة والطرف الآخر من الحدود وليس مع كل من عفرين وكوباني وكذلك بالنسبة للأخيرين. وبالتالي انعدام أحد أهم المقومات رابط الدم والعشيرة والعائلة في المجتمعات القبل دولتية لفرز وإيجاد المناخ الضروري لضرورة التوافق على زعيم وكاريزما اجتماعية قيادية.

 

وتالياً وكنتيجة للانقسام المجتمعي ولحالة التجزئة والتفتيت في البنية الاجتماعية للإقليم بين ثلاث كانتونات تجد ارتباطها العضوي الاجتماعي مع الطرف الآخر من الحدود أجزاء كوردستان الأخرى وعلى الأخص الجزء الشمالي منه؛ تركيا فإن نظرة الكوردي في إقليم كوردستان سوريا لنفسه هو أنه جزء ملحق من الآخر الكبير وقد تم الفصل بينهما وهو في بنيته الفكرية السوسيولوجية يحاول العودة إلى الحاضنة الاجتماعية الأولى (الأم) .. وكذلك فإن نظرة الإخوة في شمال كوردستان وجنوبها لكورد سوريا هي؛ أنهم الإخوة الصغار الذين يحتاجون على الرعاية، حيث القاصر لا يولى على حقوقه ولا على ممتلكاته وبالتالي فهو بحاجة إلى وكيل وولي أمر ويبقى ملحقاً وتابعاً لذاك الراعي لشؤونه وقد رأينا كيف كانت جل القيادات السياسية والثقافية في بداية الأمر هي التي أتت من الجزء الآخر من كوردستان.. وهناك بالتأكيد أيضاً العامل الداخلي السوري، أولاً كحكومة مستبدة ديكتاتورية وتالياً كفكر قومي عنصري حيث إنها ساهمت وعملت بكل الوسائل والأساليب على طمس الثقافة القومية وعدم بروز أي كاريزما قيادية إن كان على المستوى الوطني السوري العام أو على مستوى القضية والقومية الكوردية في سوريا وذلك على الرغم من الحراك السياسي منذ الخمسينات من القرن الماضي.

 

ولكن ورغم كل هذا وذاك وبأن القيادات الكوردية هي جزء من الواقع الثقافي الفكري والاجتماعي للمجتمع الكوردي في سوريا، فإن ذاك لا يبرر أن تكون تلك القيادات في واقع مزري كالذي هو عليه اليوم؛ حيث ما زال جل القيادات الكوردية تجهل أبجديات السياسة والدبلوماسية وهناك عدد لا بأس يجهلون فك الحرف وهكذا فقد تحولت “مؤسساتهم الحزبية” من مؤسسة مدنية إلى نوع من المضافات العائلية. وبالتالي تغييب الحالة السياسية والفكرية داخل المنظومة الحزبية الكوردية وإخضاعه لشرطي الولاء

98

والشللية الحزبية وذلك لمن يريد أن يكون في قيادة أحد هذه التكتلات الحزبية.. مترافقاً مع ضعف الحالة الفكرية في بنية المجتمع الكوردي عموماً وخضوعه إلى الولاءات القبلية العشائرية وروابط الدم والعائلة وعلى الأخص في كل من كوباني والجزيرة.. ويعتبر هذا الشرط الاجتماعي التاريخي الأخير غياب رابط الرابط القبلي في عفرين أحد أهم أسباب غياب قيادات حزبية في الوليد الجديد؛ الديمقراطي الكوردستاني؛ كون عفرين قد أسست نوع من المجتمع المدني على عكس كل من الجزيرة وكوباني والتي ما زالت تحتفظ بالبنية القبلية العشائرية بامتياز وبالتالي كان لهما حضورهما وزخمهما في المؤتمر القبلي العشائري الأخير .. وللأسف.

 

سؤالنا الأخير؛ هل سينجح المجتمع الكوردي على طرح قيادة وكاريزما حقيقية في المستقبل القريب .. إننا نشك بذلك في ظل الظروف الراهنة والذيلية والتبعية التي تعاني منها الحركة الكوردية في سوريا عموماً وكجزء ملحق للمراكز الكوردية والتي هي خارج حدود إقليمنا الكوردستاني.

 

99

العقل الكوردي

قاصر عن القراءات العقلانية

 

 

خاص كميا كوردا

كتب أحد الإخوة على صفحته معلقاً على بوستنا المعنون بـ(البقاء للأقوى) ما يلي: ((يقول صديقنا بير روستم.. هناك مثل كوردي يقول: (Zor zanê, mor zanê.. tivinga dev zer zanê) وبما معناه؛ “القوة تعرف ..والبندقية ذات الفوهة الصفراء تعرف أيضاً)). وهكذا وفي ظل الحروب الداخلية والخارجية وتقاسم الميليشيات للأرض والجغرافية فإن الحياة والبقاء لمن يملك البندقية الأقوى حيث “لا صوت يعلو فوق صوت المعركة“.. وإننا نقول هذا الكلام رغم بوستنا السابق المعنون بـ((دعوة صادقة.. للإخوة في حزب الاتحاد الديمقراطي /PYD/ ولكن نوجهه هذه المرة للحزب الديمقراطي الكوردستاني (سوريا)ونقول: رغم إننا ضد حمل السلاح بكل أشكاله وبالمطلق حتي دفاعاً عن النفس إلا أن العقل والمنطق يقول: بأنكم في زمن الحرب الأهلية والميليشيات لن تنالوا حتى “حق العودة” لإقليم كوردستان (سوريا) وذلك من خلال البيانات الفيسبوكية فما بالكم بتقاسم السلطة والإدارة مع طرف سياسي أمتلك الأرض وبقوة البندقية.. إنها ليست دعوة للحرب الأهلية واقتتال الإخوة ولكن قراءة واقعية؛ فإن أردتم حقاً أن تكونوا شركاء حقيقيين وواقعيين على الأرض فعليكم بامتلاك الأرض والبندقية ولتكن البداية من مدينة ديريك وحدها لا أكثر؛ كونها الأقرب إلى مركز التمويل والحليف السياسي)).

 

ويقوم ذاك الأخ بالتعليق على البوست بالعبارات التالية “أنا بدوري أقول ماذا لو نزل حزب العمال الكوردستاني إلى جنوبي كوردستان لفرض سلطته كما تطلب أنت , وماذا نتوقع من هذا العمل الذي لا يبت بصلة بمنطق العقل سوى اراقة دماء بين الأخوة ,,,,, كل قيادات بارتي الآن في روج آفا يعملون ولكن لا تقدم ما سبب لا ندري رغم كل مجالات مفتوحة أمامهم …. ولكن دعوتك صريحة لحمل سلاح في وجه اخوتكم ب ي د وأحزاب متحالفة معها من أجل فرض سلطة لا العقل ولا المنطق يتقبله سوى منطق الكره على طرف سياسي آخر..”. طبعاً لسنا بوارد الدفاع عن سياسة الديمقراطي الكوردستاني (العراق) لكن المنطق يقول كان عليه أن يقول هناك ضغوطات على حزب الحل الديمقراطي الكوردستاني والذي يعتبر الجناح العراقي لحزب العمال الكوردستاني وليس أن يدعو قيادة الإقليم السماح لحزب العمال الكوردستاني (PKK)  نفسه لممارسة نشاطه السياسي والعسكري، بل ويفرض سلطته في اقليم كوردستان (العراق) حيث لم نطلب ولم ندعو بأن يأتي الحزب الديمقراطي الكوردستاني (العراق) ليفرض سلطته على إقليم كوردستان (سوريا) بل طالبنا بالشراكة السياسية لكل فصائل الحركة الكوردية المنتمين جغرافياً لهذا الإقليم الكوردستاني وبالتالي فإن تأكيدنا على مسألة الحريات وحقوق الإنسان والأفراد والجمعيات والأحزاب بالنشاط وهنا نؤكد ونأمل؛ أن تكون حرية الأحزاب والأفراد في الإقليم أفضل ما هي عليه ولكن ورغم كل السلبيات والأخطاء فأي مقارنةً مع الوضع في الكانتونات التي تديرها حزب الاتحاد الديمقراطي فبالتأكيد ستكون الكفة لصالح أربيل وليس لصالح “الكانتونات الديمقراطية“؛ حيث ها هي تمنع مواطنيها من حق العودة والدخول إلى بلدها. وأما بخصوص حمل السلاح والاقتتال الكوردي _ الكوردي وما يتهمنا به الأخ صاحب التعليق السابق فلا يسعنا إلا أن نقول: يبدو أن العقل الكوردي ما زال يحتاج إلى أحقاب زمنية أخرى ليكون لديه القدرة على القراءات العقلانية والمنطقية حيث بوستنا واضح ونقول فيه:

((.. رغم إننا ضد حمل السلاح بكل أشكاله وبالمطلق حتي دفاعاً عن النفس إلا أن العقل والمنطق يقول: بأنكم في زمن الحرب الأهلية والميليشيات لن تنالوا حتى “حق العودة” لإقليم كوردستان (سوريا) وذلك من خلال البيانات الفيسبوكية فما بالكم بتقاسم السلطة والإدارة مع طرف سياسي أمتلك الأرض وبقوة البندقية.. إنها ليست دعوة للحرب الأهلية واقتتال الإخوة ولكن قراءة واقعية؛ فإن أردتم حقاً أن تكونوا شركاء حقيقيين وواقعيين على الأرض فعليكم بامتلاك الأرض والبندقية ولتكن البداية من مدينة ديريك وحدها لا أكثر؛ كونها الأقرب إلى مركز التمويل والحليف السياسي)). وهكذا.. لسنا نحن من يدعوا إلى حمل السلاح بل قلنا ونقول: نحن ضدها وبالمطلق ولكن من يمنع الآخر من حق الوجود والحياة هو من يدفع بلأمور والطرف الآخر لحمل لسلاح والدفاع عن الوجود وحق الحياة.. وهذه قراءة لما يجري على الأرض وفي واقعنا الكانتوني وليس دعوة للحرب الأهلية والاقتتال الأخوي ..فأرجو أن تقرأ النصوص جيداً صديقي.

100

السياسي الكوردي

بين الواقعية السياسية والرغبة الشعبوية!!

إن السياسة لغوياً وبحسب الموسوعة الحرة، و(كما أشار ابن سيده، قال: وساس الأمر سِياسة. وقبله الصاحب بن عباد والسياسة فعل السائس، والوالي يسوس رعيته، وسُوِّس فلانٌ أمر بني فلان؛ أي: كُلِّف سياستهم وبعدهما الفيروز آبادي: وسست الرعية سياسة: أمرتها ونهيتها. وهي مأخوذة من الفعل “ساس”، أو هو مأخوذ منها، على خلاف بين النحْويين، ومضارع الفعل “يسوس”؛ أي: إنَّ المادة واويَّة، كما نصَّ على ذلك السرقسطي، مُوردًا الكلمة تحت “فَعَلَ” بالواو سالمًا، و”فَعَلَ” معتلاًّ). وأما إصطلاحاً فهي (تعني رعاية شؤون الدولة الداخلية والخارجية، وتعرف إجرائيا حسب هارولد لاسويل بأنها دراسة السلطة التي تحدد من يحصل على ماذا (المصادر المحدودة) متى وكيف. أي دراسة تقسيم الموارد في المجتمع عن طريق السلطة (ديفيد إيستون). وعرفها الشيوعيون بانها دراسة العلاقات بين الطبقات، وعرف الواقعيون السياسة بأنها فن الممكن أي دراسة وتغيير الواقع السياسي موضوعيا وليس الخطأ الشائع وهو أن فن الممكن هو الخضوع للواقع السياسي وعدم تغييره بناء على حسابات القوة والمصلحة).

والسياسة ليست حكراً على الحكومات والدول فقط، بل هي جزء من حركة المجتمعات في علاقاتها الداخلية والخارجية بمعنى أن كل القوى المجتمعية والمدنية من أحزاب ومنظمات حقوقية وسياسية تتشارك في رسم سياسات البلد، إن كانت داخل الحكومة أو خارجها كمعارضات وطنية وبالتالي فإن كل النخب الثقافية الوطنية هي مسؤولة عن سياسات بلدانها حيث “القيام على الشئ بما يصلحه أى المفترض أن تكون الأجراءات والطرق وسائلها وغاياتها مشروعة فليست السياسة هي الغاية تبرر الوسيلة وليست العاب قذرة فهذا منطق المنافقين الأنتهازين”. وهكذا ورغم أن السياسة وفي جزء منها؛ “العلاقة بين الحكام والمحكومين أو الدولة وكل ما يتعلق بشئونها أو السلطة الكبرى في المجتمعات الإنسانية وكل ما يتعلق بظاهرة السلطة” إلا إنها لا تقتصر على تلك العلاقة فقط، بل إنها تنظم حياة المجتمعات والبلدان في كل مفاصلها الوطنية حيث الإقتصاد والثقافة والعلاقات الخارجية والديبلوماسية، ناهيكم عن قضايا الحريات وحقوق الإنسان وأمن الإنسان والمواطنين وبالتالي فإن السياسة وبإختصار شديد؛ هو العقل الجمعي للمجتمعات والبلدان في إدارة شؤونها وبلدانها وحياتها اليومية في علاقاتها الداخلية المجتمعية أو في علاقاتها الخارجية الدولية.

لكن وبكل تأكيد لا يمكن أن تدار السياسة من قبل كل أبنائها بطريقة مباشرة، بل من خلال نخب سياسية وثقافية يتم تكليفهم من خلال مؤسسات وطنية يتم إنتخاب هؤلاء عبر إنتخابات وطنية شرعية ليتم تمثيل كافة الفئات والشرائح والمكونات وذلك بحسب النظام السياسي لكل بلد وقوانينها ودساتيرها المعمول بها وكذلك للمستوى الحضاري الثقافي وقضايا الديمقراطية والحريات المتوفرة لكل منظومة سياسية من هذه المنظومات الدولتية التي تدير حياة المجتمعات والدول كنظم سياسية معترف بها من قبل مجموعة المنظومة الدولية وشرعية النظام العالمي. وهكذا وبقدر التوافق الداخلي والخارجي على حكومة ما من هذه الحكومات وسياساتها العامة فإنها تمتلك الشرعية الدستورية والقانونية وبالتالي فإن قضية الشرعية هي مرتبطة وبشكل أساسي بقضية التوافق والإجماع الداخلي والخارجي حيث أي حكومة تعتبر شرعية داخلياً عندما تنال على الأغلبية البرلمانية من خلال إنتخابات حرة نزيهة تحترم إرادة مكوناتها الداخلية وتياراتها المجتمعية على إختلاف التباينات الثقافية الأقوامية والدينية وكذلك السياسية والأيديولولجية .. وهكذا فكلما كانت هناك تعددية برلمانية ومعارضات حقيقية في الداخل كلما أمتلكت تلك الحكومة شرعية دستورية حيث تعدد الآراء والقناعات السياسية هي إحدى الشروط الموضوعية للسياسات العقلانية والموضوعية وكما يقال فإن “إجتماع عقلين أفضل من عقل واحد“.

101

وهكذا فإن إحدى أولويات السياسة الناجحة هي أن تمتلك الموضوعية والعقلانية في إتخاذ مجموع القرارات والتوصيات بصدد قضية ما وبالتالي فإن على العاملين في هذا الحقل الحيوي والمهم في حياة الشعوب أن يمتلكوا عقلاً موضوعياً، رياضياً بحتاً، غير خاضع لرغبات شعبوية أو أيديولوجية سياسية إلا في إطار المصلحة الوطنية تخضع القضايا لمواقف مسبقة مؤدلجة فحينها سوف تلوى عنق الحقائق وذلك بحسب أهواء ورغبات البيئة الإجتماعية أو الأيديولوجية السياسية الخاضعة لها تلك المنظومة الحزبية التي تقود البلاد والعباد بحيث تكون سبباً للكثير من الأزمات والكوارث الداخلية والخارجية .. وللأسف هذا ما نلاحظه في عموم سياسات المنطقة؛ بلداناً وأحزاباً ومنها سياسات أحزابنا الكوردية حيث تجد القيادي الكوردي والنخب السياسية والثقافية عموماً هو خاضع لشرطي الإستقطاب السياسي، ألا وهما؛ الأيديولوجيا السياسية لمنظومته الحزبية من جهة ومن الجهة الأخرى للرغبات الشعبوية المجتمعية بحيث ينقاد وفق المناخ الشعبي لرغبات مجتمعاتها وذلك بدل أن يكون قائداً لتلك المجتمعات.

وكمثال عن الحالة فيمكننا الأخذ بمواقف عدد من السياسيين الكورد بخصوص الموقف من تركيا وسياسات حزب العدالة والتنمية والحكومة التي يقودها رئيسها “أردوغان” حيث ورغم الإختلاف مع الكثير من النقاط والقضايا في سياسات تركيا، إلا إننا لا يمكننا أن ننكر بأنها حكومة غير منتخبة دستورياً وبأنها حكومة غير شرعية؛ كونها قد وصلت إلى السلطة وقيادة البلاد من خلال إنتخابات وطنية حرة وإن تخللتها بعض السلبيات، لكن لم تصل إلى حد الطعن بشرعيتها حتى من أشد المناوئين لها، إن كانت متمثلة في المعارضة القومية التركية؛ حزبي الشعب والأمة التركي أو من اليسار التركي وكذلك الكورد وحزب الشعوب الديمقراطية، بل ها هي الكتل البرلمانية الأربعة تعمل كفريق سياسي تحت قبة البرلمان، إن كانت كحكومة أو كمعارضات وطنية داخل تركيا وقد رأينا موقف هذه الكتل من محاولة الإنقلاب وكيف وقفوا مع الشرعية الإنتخابية في وجه الإنقلابيين وذلك بعكس عدد من السياسيين الكورد والذين زاودوا حتى على المعارضة التركية في مواقفهم وهم يرددون؛ بأن حكومة العدالة والتنمية هي “حكومة غير شرعية” وذلك بمقتضى الإستجابة لرغبة شعبوية من الشارع الكوردي في روج آفاي كوردستان أو نتيجة مواقف حزبوية ايديولوجية مسبقة، مما أفقد قراءاتهم الموضوعية السياسية والتي يجب أن يتصف بها أي سياسي.

كلمة أخيرة نوجهها لكل سياسيّ روج آفاي كوردستان وبكل أطيافنا الحزبية والأيديولوجية؛ إن ما نأمله منكم جميعاً، بأن لا تكونوا “ملكيين أكثر من الملك”، أن لا تكونوا بارزانيين أكثر من بارزاني .. وأوجلانيين أكثر من أوجلان!!
لوتزرن – سويسر

22 تموز 2016ا

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

102

 

 

 

توضيح..؟!!
…هل التحالف مع النظام السوري.. “خيانة”.

 

 

 

 

 

 

 

21 فبراير، 2014 ·

ربما يكون السؤال مفاجئاً، بل صادماً للكثير من الأصدقاء والزملاء وخاصةً ممن يعرفون موقفنا ورأينا في النظام السوري كأحد أعتى النظم الاستبدادية والديكتاتورية في العالم، بل هو نظام مافيوي أمني بوليسي بامتياز وقد عانى الشعب السوري من قمعه واستبداده ولمدة تقارب من نصف قرن وقد رأى السوريين وبكل مكوناته العرقية والدينية عدد من الويلات والمآسي وكان أكثرها دمويةً ما شهدتها أعوام الثمانينات من القرن الماضي.. ولكن همجيته ووحشيته في التعامل الأخير مع الحراك الشعبي والجماهيري والذي طالب بالتغيير والحرية والكرامة قد فاقت كل التصورات والتخيّلات وحتى لأعتى النظم التوتاليتارية الشمولية.. ومع كل هذا وذاك وبرأينا ما زال مشروعية السؤال قائم وها نحن نعيده ونكرره على أسماعكم؛ هل التحالف مع النظام السوري تعتبر خيانة.

 

إن ما يدفعنا لطرح السؤال السابق؛ هي قضية العلاقة الكوردية (عدد من الأحزاب الكوردية، قديماً وحديثاً) مع هذا النظام وتحديداً في الفترة الأخيرة وما تثار من قبل عدد من الكتاب والمثقفين والسياسيين ومن بينهم نحن أيضاً إشكالية العلاقة بين حزب الإتحاد الديمقراطي (PYD) وحليفه (حاضنته) العمال الكردستاني (PKK) مع النظام السوري.. وبالتالي اتهامهما بالخيانة للقضية الكوردية والثورة السورية وخاصةً من قبل المحسوبين على محور أربيل والديمقراطي الكوردستاني.. ولكن هؤلاء الإخوة ينسون أو يتناسون بأن الحزب الديمقراطي الكوردستاني (PDK) وكذلك الوطني الكوردستاني (YNK) كانوا ولفترات طويلة وربما ما زال على علاقة طيبة مع النظام السوري وقد كان للحزبين المذكورين مكاتبهما الرسمية في كل من العاصمة السورية دمشق وكذلك عاصمة الجزيرة السورية والمناطق الكوردية قامشلو.. فما الفرق إذاً بين علاقة قنديل مع النظام السوري أو أربيل معه.. وهل كان وقتها النظام السوري نظاماً وطنياً ديمقراطياً؛ ألم يكن هو نفس هذا النظام ويمارس بحق الشعب السوري وضمناً الكوردي كل أصناف القهر والاستبداد والعنف والاعتقال الكيفي للنشطاء والسياسيين وبالتالي تغييب للحريات في البلد والتعامل مع الشارع بمنطق العسكر والمافيات.

 

ولكن.. وفي الطرف الآخر من المعادلة السياسية؛ ألم يساعد هذا النظام (السوري) كورد العراق الحزبين الرئيسيين الديمقراطي والوطني في التحرك السياسي والديبلوماسي من على أراضيها نحو الداخل العراقي والكوردستاني وكذلك نحو الخارج وذلك من خلال العمل السياسي والديبلوماسي وأحياناً الأمني والعسكري وبالتالي المساهمة ولدرجات محددة في بلورة القضية الكوردية في كوردستان (العراق) ومن ثم وبعد تبنيه للعمال الكوردستاني في منتصف الثمانينات من القرن الماضي في تبلور القضية الكوردية في كوردستان (تركيا).. وهكذا نكون أو على الأقل يكون كلٍ من كورد العراق وتركيا مدينان لهذا النظام المافيوي وبالتالي تنفى تهمة الخيانة عن علاقة تلك الأطراف الكوردية مع هكذا نظام قمعي مستبد بحق أبناء شعبه في الداخل وبكل مكوناته العرقية والدينية والسياسية.. أو يكون الكل في نفس الخانة والموقع وبالتالي ارتكبوا فعل “الخيانة” بحق القضية والشعب الكوردي في سوريا.. سؤال إشكالي والإجابة عليه ليست بتلك السهولة التي كنا نتوقعها وذلك ربما كوننا ما نزال نمارس السياسة من موقع المبدأ والقناعات وليس المصالح السياسية والحزبوية.. وأحياناً الاستراتيجية.

http://www.kurdname.org/2014/02/blog-post_9389.html

 

103

السياسي الكوردي

وكوارث القراءات الخاطئة!!

هناك مثل شعبي عفريني يقول بما معناه؛ “أن الطبيب الفاشل يفقدك الحياة والملا الفاشل يفقدك الدين والإيمان” ويمكننا أن نضيف وقياساً عليه، بأن: السياسي الفاشل يفقدك الأوطان والبلدان ومن هؤلاء السياسيين الفاشلين عدد من زعماء وقادة الحركة السياسية الكوردية ومن بينهم وللأسف السيد “فؤاد عليكو” حيث ورغم تاريخ هذا الرجل في حقل السياسة، إلا إنه من مطب سياسي إلى آخر أكثر ورطة وكارثيةً عليه وعلى حزبه والمجلس الوطني الكردي والقضية الكوردية عموماً؛ كونه أحد ممثلي المجلس الكردي في مفاوضات “جنيف”، ممثلاً للملف الكوردي في روج آفاي كوردستان، أو هكذا يقدم من قبل تياره السياسي على الأقل.

إن دواعي ما تقدم هو ما قاله السيد “عليكو” مؤخراً بخصوص الحصار المفروض على المناطق الكوردية وإغلاق المعابر وعلى الأخص معبر سيمالكا حيث يقول: “إنه يتطلب من ب ي د إعادة النظر بمواقفها والعودة إلى التفاهمات السابقة بينها وبين المجلس الكوردي، لأن المجلس الوطني الكوردي هي الجهة الوحيدة القادرة على فك الحصار عن المناطق الكوردية جميعها بفضل علاقاتها المقبولة لدى الجميع وإدخال المساعدات الإنسانية، والطلب حتى من تركيا فتح حدودها أيضا لإدخال الغذاء والمساعدات الإنسانية وحتى التجارية، مضيفاً أن معبر سيمالكا سيفتح تلقائياً إذا ما حصل مثل هذا التفاهم بيننا وبين ب ي د، متسائلاً عن إمكانية ب ي د التصرف بحكمة ومسؤولية بعد هذا الفشل الذريع في سياسيتها في إدارة المناطق الكوردية وتجنب الشعب من دفع الضريبة الباهظة نتيجة هذا الفشل وهذه العقلية الحزبية الضيقة الأفق”.

طبعاً لن أعلق على صحة ومصداقية أقواله، لكن فقط أتوجه بالسؤال التالي له ولكل التيار السياسي الذي يمثله؛ يعني كل إدعاءاتكم السابقة عن علاقة حزب الاتحاد الديمقراطي مع النظام السوري والتي كنتم تتحججون بها على إنها السبب في إبعاد “ب ي د” عن المفاوضات ومشاركات “جنيف” كانت كذبة تضحكون بها على مناصريكم والكثير من أبناء الشعب الكوردي وأن القضية هي قضية خلافاتكم على موارد المعبر وسياسات الإدارة الذاتية والتي لا توافقونها بخصوص بعض المسائل الداخلية، إن كانت المتعلقة بالحريات أو المشاركة في إدارة المناطق الكوردية وبالتالي تشتركون مع تركيا وإقليم كوردستان في خنق أبناء المنطقة ليشكلوا هم بدورهم ضغطاً شعبياً على الإدارة الذاتية، كي يجبروا على القبول بكم كشركاء لهم في الإدارة الذاتية.. ألا ما أبئسكم وبئس أخلاقكم وسياساتكم بخصوص قضية شعبنا.

ويقولون “أي جماعتنا في المجلس الوطني”؛ لما نخسر الشارع الكوردي يوماً بعد آخر، فإن كان هؤلاء قادتكم وساستكم فسيكون لكم هذا الدرك السياسي الذي لا تحسدون عليه، بل سيكون هناك الأكثر بؤساً وواقعاً وأنت بهذه العقلية البدائية؛ يعني يا رجل حتى لو كنت ما تقوله صحيحاً وواقعاً، فإن العقل والعقلانية تقول؛ أن لا تصرح به على الإعلام كي لا تفضح نفسك أكثر ما أنت مفضوع أيها (العاري) من السياسة واللباس.

 

 

 

 

104

القراءات الخاطئة

إشكالية الوعي السياسي الكوردي!!

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ يكتب الصديق والإعلامي في حزب الاتحاد الديمقراطي إبراهيم إبراهيم معللاً ومفسراً وبطريقة خوارزمية؛ نسبةً للخوارزمي مؤسس علم الجبر وذلك في عدم قبول حزبه لدخول قوات البيشمه ركة إلى المناطق الكوردية في سوريا بالشكل التالي: “انا استغرب من بعض الأعزاء الذين يطالبون بدخول عناصر ما تسمى ببشمه روج آفا إلى روج آفا.. أتصور هذا مع احترامي للجميع غير واقعي”. ويعلل عدم واقعية القضية بـ”أولا لأن هذه العناصر تبناه المجلس الوطني الكردي بمعنى أن هذا المجلس أصبح المرجعية السياسية لهذه العناصر و المجلس نفسه له مرجعية سياسية وطنية حسب قولهم و هي الأئتلاف الوطني الذي قبل أسبوع اتهم YPG بالتطهير العرقي و التعامل مع النظام …!! و الكل يقول إن الأئتلاف معادي للقضية الكردية أو على الأقل للـ YPG إذا كيف يمكن لقوتين معاديتين نعم معاديتين أن تقفا مع بعضهما صف واحد …؟؟ الأئتلاف عدو ال YPG و المجلس الكردي جزء من الأئتلاف. ..!! لنكن عمليين الشعارات و المشاعر لا مكان لها في هذه اللحظات فقط العقل و العلم هما من يجب أن يقرررا. إذا قبل الحديث عن الدخول علينا الوقوف على القضايا السياسية العالقة قبل كل شي و حلها و بذلك نكون عقلانيبن بتعاملنا مع اللحظة المجنونة”.

طبعاً لن أدخل في سجال بيزنطي مع الصديق إبراهيم إبراهيم عن علاقات حزبه مع القوى العربية المعارضة ولن أقول النظام ومنها قوى الإئتلاف الوطني، ناهيكم عن العلاقة والإتفاقات مع المجلس الوطني الكوردي وإن كانت معطلة حالياً ووجوده في هيئة التنسيق والتي موقفها تجاه القضية الكوردية ليس بأفضل من موقف الإئتلاف من قضية شعبنا ولكن ما أود أن أقف عنده، كيف يسمح الحزب أن يدخل مع “عدو” بهكذا توافقات ولا أقول إتفاقيات سياسية أصلاً .. ثم ما هذا التخبط في الفهم السياسي حيث مرة يوصف الإئتلاف بـ”مرجعية سياسية وطنية” ومن ثم يأتي في السطر الثاني ويصفه بالعدو والـ”معادي للقضية الكردية” وما يدعو أكثر للإستغراب في هذا الخطاب الخشبي وليسمح لي بهذا التوصيف؛ إن في حال المجلس الوطني الكوردي هو “عدو” وذلك بحسب توصيف الكاتب فكيف تسمح إدارة كانتون الجزيرة لهم؛ أي للمجلس بممارسة نشاطهم السياسي وعقد إجتماعاتهم بكل هذه الأريحية وفي مدينة القامشلي، لكن يبدو إنني نسيت بأن ديمقراطيتنا أكثر رقياً من ديمقراطية سويسرا .. فعلاً إننا “عقلانيين بتعاملنا مع اللحظة المجنونة”!! إنتهى الجنون، عفواً الإقتباس على حد قول الصديق شمدين نبي.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ كم كنت أأمل أن يكون خطابنا السياسي على الأقل الثقافي أكثر رقياً ومدنيةً بدل هذا الخطاب الأيدلوجي الخشبي البائس في الوسط الكوردي.

 

105

أسباب غياب

..الملف الكوردي في (جنيف 3)؟!

كلنا تابع بشكل أو آخر الإعلام الغربي بشأن مفاوضات (جنيف 3) والإشكالات التي رافقت قضية التمثيل والوفود التي ستشارك بها وأقصد بها المعارضة؛ كون النظام له وفده حيث وللأسف؛ فإن المعارضة هي التي كانت لها إشكالية تشكيل وفدها ممثلاً لكل الأطياف التي لها وجودها الفاعل على الأرض، رغم أن مؤتمر الرياض والذي انعقد في الفترة 17 – 19 مايو 2015 وحظي برعاية كل من تركيا والسعودية وبمباركة شبه دولية وخاصةً أمريكا والغرب، إلا أنها لم تشمل كل أطياف المعارضة السورية وإن قدرت أن تجمع وتضم أغلبية الفصائل والقوى السياسية والعسكرية وخاصةً بعد أن ضمت هيئة التنسيق الوطنية الطرف العربي ودون الكوردي المتمثل بحزب الإتحاد الديمقراطي وقواته العسكرية مما دفع بهذا الأخير إلى الإستباق لعقد مؤتمر “مجلس سوريا الديمقراطي” بتاريخ 12 أكتوبر/تشرين الأول في مدينة ديريك بالجزيرة ومن ثم الإعلان عن تجميد عضويته في هيئة التنسيق الوطنية مع حزبين كورديين آخرين حليفين له.

وهكذا إنقسمت المعارضة بين كل من مؤتمر الرياض ومجلس سوريا الديمقراطي وعدد آخر من القوى والفصائل المبعثرة، ورغم إتهام كل من بقي خارج إطار مؤتمر الرياض بالولاء للنظام السوري من قبل المجتمعون وحلفائهم وهي تهمة رفضتها تلك الفصائل والقوى السياسية وعلى الأخص “مجلس سوريا الديمقراطي” والذي طرح رؤيتها ومشروعه الخاص؛ “الطريق الثالث” كحل ومخرج للأزمة الحالية، بل تساءلت وتساءل معها الكثيرين، بأن لو كانت الحجة هي الولاء للنظام السوري في إستبعادهم من مؤتمر الرياض لكان الأولى بالمجتمعين أن لا يقبلوا بكل أحزاب وقوى “هيئة التنسيق الوطنية” وليس فقط حزب الاتحاد الديمقراطي والذي جاء إستبعاده من مؤتمر الرياض مع قواته العسكرية؛ وحدات حماية الشعب ومن ثم “قوى سوريا الديمقراطية” بضغط تركي مباشر مع حليفه الجديد المملكة العربية السعودية، بإعتبار إن “الحزب الكوردي (السوري) فرع لحزب العمال الكوردستاني والمتهم بالإرهاب” بحسب التوصيف التركي الأمريكي.. ولذلك وتحت الضغط الكبير تم إبعاد الحزب والقوات الكوردية، على الرغم من إعتراف الجميع بأنها القوات الأكثر تنظيماً وقدرةً لمحاربة تنظيم “داعش” وكل قوى التطرف والإرهاب في سوريا.

طبعاً نجاح تركيا في إبعاد حزب الاتحاد الديمقراطي، لم يأتي فقط إعتماداً على قضية الإرهاب والإصطفاف مع النظام السوري وإن تم إعتماد ذلك إعلامياً وكأنها القضية الوحيدة في إبعاد الحزب الكوردي وقواته العسكرية، لكن ما كانت نجحت تركيا في مسعاها ذاك لولا عدد من القضايا المساعدة، ومنها بل وعلى رأسها؛ حالة الإنقسام والإنشقاق في الصف الكوردي حيث وللأسف ونتيجة ثقافة الحزب الواحد والصراع بين القطبين الكورديين “أربيل وقنديل” في الإستفراد بالقرار السياسي في روج آفاي كوردستان “المناطق الكوردية الملحقة بسوريا”، وكنتيجة لحالة الإنقسام ذاك، فإن القوى والأحزاب الكوردية المحسوبة على إقليم كوردستان (العراق) حاولت أن تجعل من وجودها في الإئتلاف نقطة صراع مع الإدارة الذاتية وحزب الاتحاد الديمقراطي بحيث تحرمه من أن يكون ممثلاً في المعارضة وذلك رداً على حرمان الأخير لهم؛ أي للمجلس الوطني الكردي من المشاركة في إدارة المناطق الكوردية وكذلك منع دخول قوات بيشمركة غربي كوردستان كقوة عسكرية تابعة للمجلس إلى مناطق الإدارة الذاتية .. وهكذا فقد أستغلت تركيا هذا الخلاف والإنقسام الكوردي مع قضية أو (تهمة الإرهاب)، لتحرم أحد أكثر القوى الكوردية فاعليةً على الأرض من أن تكون حاضرة في مؤتمر الرياض ومن ثم (مؤتمر جنيف 3)، مما دفع بكثير من دول العالم ووكالات الأنباء أن تتساءل وتقول: “أن الكورد يغيبون عن مؤتمر جنيف”.

لكن السؤال الذي طرح نفسه على الجميع هو؛ لما قالت تلك الوكالات والدول: “إن الكورد يغيبون عن مؤتمر جنيف” وذلك على الرغم من وجود المجلس الوطني الكردي ضمن وفد الإئتلاف وكجزء من المعارضة الوطنية السورية بحيث دفع ببعض قيادات المجلس لأن تبادر وتقول: نحن لنا تمثيل في كل الأطر والتشكيلات وغننا نمثل الكورد، بل كتب أحد أولئك الإخوة القياديين على صفحته الشخصية تصريحاً للمجلس يقول فيه؛ “طالب مكتب العلاقات الوطنية والخارجية للمجلس الوطني الكردي أغلبية الدول المعنية بالشأن السوري اثناء لقاءاته مع ممثليها في الربع الأخير من العام الماضي بان يتمثل الكرد في مؤتمر جنيف ٣ بوفد خاص

106

وعندما استفسرت و بمافيه حزب الاتحاد الديمقراطي كان الجواب نعم” ويضيف كذلك “اثناء حملة التواقيع استغرب البعض مطالبة الأمين العام للأمم المتحدة بإدراج القضية الكردية في سوريا على جدول عمل مؤتمر جنيف ٣ لان ذلك ليس في مجال مهامه وقد تناسوا ان القضية السورية كلها باتت تحت نظر مجلس الأمن بموجب قراره الأخير وقبل ذلك ايضا وهناك موفد خاص من الأمين العام لمتابعة الوضع السوري ويستمع للجميع وقضيتنا الكردية من القضايا الرئيسية والأساسية” وكذلك “شكك اخرون بعلاقة المجلس الوطني الكردي مع باقي مكونات الائتلاف وبان الأخير لم يتبنى إيجاد حل للقضية الكردية والصحيح ان مبادئ جنيف ٢ واتفاقية المجلس الموقعة مع قيادة الائتلاف حول حقوق الكرد قد سلمتا للسيد دي ميستورا منذ أكثر من شهرين من قبل الائتلاف والمجلس ايضا كمان ان المجلس يشترك في هيكلية الائتلاف كمكون قومي كردي وسياسي”. لكن ورغم كل ذلك بقي السؤال معلقاً؛ “لما يتم تغييب الكورد من مفاوضات جنيف”.

بقناعتي إن الإجابة عن السؤال السابق في عدم رؤية المجتمع الدولي للمجلس الوطني الكردي ممثلاً للكورد، تكمن في صيغة وصياغة تلك العلاقة نفسها بين كل من الإئتلاف الوطني والمجلس الكردي؛ حيث وعلى الرغم من إمتلاك هذا الأخير لمشروع سياسي يطالب بالفيدرالية لسوريا وحل القضية الكوردية في إطار العهود والمواثيق الدولية التي تقر الحقوق الأساسية لـ”قضية شعب يعيش على أرضه التاريخية” ويسمي المناطق الكوردية بإقليم كوردستان (سوريا). وبالتالي هي نظرياً متقدمة وأكثر مطلباً قومياً من مشروع “الإدارة الذاتية الديمقراطية” لحزب الاتحاد الديمقراطي ومشروعه السياسي، إلا أن ذلك لم يشفع له؛ للمجلس الوطني الكردي بأن يجد فيه العالم إنه يمثل الكرد وحقوقهم الوطنية بحيث جاءت التقارير الدولية لتقول بغياب الكورد نتيجة إبعاد حزب الاتحاد الديمقراطي وقوات حماية الشعب، فهل كان ذلك إعتباطياً ودون معرفة بالوضع.. إنني شخصياً؛ لا أعتقد بأن هناك ما يأتي إعتباطياً ومن دون مقدمات، حيث وكما قلت في مقدمة الفقرة، بأن شكل العلاقة بين كل من المجلس الوطني الكردي وقوى الإئتلاف السوري هي التي جعلت العالم تنظر للمجلس على إنه جزء من المعارضة السورية وليس قوة ممثلة للكورد وبأنهم “جزء من المشروع الوطني وليسوا أصحاب رؤية ومشروع قومي كوردي” على الأقل في رؤية الكثيرين وإن لم نقل في رؤية الجميع.

وهكذا ونتيجةً لتلك الصيغة في العلاقة بين المجلس الكردي والإئتلاف الوطني، غابت القضية الكوردية، أو على الأقل غُيّب تمثيل المجلس الكوردي للقضية بحيث جعلت الوكالات والدول وحتى (الصديقة) منها، مثل تركيا تقول: بأننا “لن نسمح للأكراد بأن يكونوا ممثلين في مؤتمر جنيف” لتعود وتستدرك خطورة التصريح وتصيغه بطريقة أخرى ويقولوا بأنهم؛ “لن يسمحوا تمثيل حزب الاتحاد الديمقراطي وقواته.. وليس الأكراد” وبأن الكورد لهم ممثليهم في الإئتلاف والهيئة التفاوضية. وهكذا تكتشف لنا الأحجية من خلال تصاريح الآخرين ومنها تركيا، حيث وعندما تكون جزءً من مشاريع الآخرين فإن مشروعك سيكون مغيباً تماماً وقد أوضح تلك الحقيقة، أحد الشوفيين والعنصريين العرب ومن دون أن يقصد وذلك من خلال رده التالي على القيادي الكوردي الذي أوردنا تصريحه في فقرة سابقة حيث كتب هذا الأخير في رده: ((عندما يطالب المجلس الوطني الكردي الذي هو (جزء من الائتلاف) بأن يتم تمثيله بوفد خاص في جنيف3، هذا يعني ان له قضية منفصلة عن قضية الشعب السوري يسميها “القضية الكردية في سورية” وفي سورية بحدودها الحالية وعبر تاريخها السياسي لا يوجد شيء اسمه قضية كردية في سورية، فهذه مسألة محدثة تأثراً بالتجربة الكردية في شمال العراق .. لذلك فالمجلس الوطني الكردي عبر هذه المطالبات يسعى لمكاسب سياسية كالاعتراف به بحالة منفصلة عن حالة الشعب السوري وقضاياه..)). ويضيف ((بالنسبة لحملة التواقيع كان الغريب بالأمر ادعاء وجود قضية في سورية غير قضية الشعب السوري، فقضية السوريين واحدة)).

إذاً لا قضايا أخرى في سوريا و”قضية السوريين واحدة” ولا “قضية منفصلة عن قضية الشعب السوري” لنصل بالأحرى هم يصلون إلى نقطة الحسم لقولوا لنا؛ بأن ((لا قضية كردية في سورية)) ونقطة على السطر .. لكن السؤال الإشكالي الآخر والذي يطرح نفسه وبقوة؛ لما رأى العالم الأصدقاء والأعداء معاً في حزب الاتحاد الديمقراطي وقوات الحماية الشعبية و”الإدارة الذاتية” بأنه هو الوجود والتمثيل الكوردي وذلك على الرغم من خلو إسم الحركة؛ الحزب وقواته العسكرية وإدارته الذاتية من إسم كوردي، بينما أحزابنا في المجلس الكردي عموماً تحمل إسم “الكردي والكردستاني”، بل إن مشروعهم السياسي أي مشروع المجلس الكردي يطالب بالفيدرالية لسوريا ويسمي المناطق الكردية بإقليم كوردستان (سوريا) وعلى الرغم من ذلك لم تجد فيهم العالم ووكالاتها تمثيلاً للكورد، بينما مشروع الطرف الآخر؛ حزب الاتحاد الديمقراطي يطالب بدولة ديمقراطية مدنية وللمناطق الكردية والتي يسميها “روجآفا” وحتى من دون لاحقة كوردية وكذلك لا يطالب إلا بالإدارة الذاتية وهي أقل من إقليم فيدرالي سياسياً وحقوقياً ورغم ذلك وجد فيهم العالم ممثلين للكورد .. وللإجابة والتفسير أعتقد أن علينا أن نعود ومرة أخرى للعلاقة بين المجلس والإئتلاف وما يملك كل طرف من أوراق قوة وسيادة؛ أي أن الإجابة تكمن مجدداً في مسألة القيادة والسيادة، وهل أنت من تقود مشروعك السياسي أم قرارك مرتهن للآخرين، حيث وللأسف فإن قرار المجلس الكردي ملحق بالإئتلاف الوطني السوري، بينما قرار حزب الإتحاد الديمقراطي يعود لهم وذلك على الرغم من مشاركتهم لآخرين في “مجلس سوريا الديمقراطي” وقبلها “هيئة التنسيق الوطنية” فإنهم وفي كل الحالات هم من يديرون مشروعهم السياسي والذي يعرف بـ”الإدارة الذاتية و”الأمة الديمقراطية” وذلك على عكس المجلس الوطني الكردي الذي جعل من المجلس وقرارتها جزءً من قوى المعارضة السورية ليقول لهم أحدهم “قضية منفصلة عن قضية الشعب السوري”.

107

وهكذا وأخيراً نستنتج؛ بأن لا يكفي أن تملك مشروعاً سياسياً أو تحمل إسماً كوردياً وكوردستانياً لتكون ممثلاً للكورد وكوردستان، بل عليك أن تكون قادراً على ترجمة مشروعك عملياً .. واليوم وفي ظل الوقائع على الأرض، فإن العالم يدرك وعلى رأسهم الدول الغاصبة لكوردستان، ومنها تركيا ومعها كل الشوفيين العرب وغيرهم؛ بأن قوى المجلس الوطني الكردي ورغم إمتلاكها وطرحها مشروعاً سياسياً يمكن أن يهدد تركيا نفسها بالإنقسام نظرياً وذلك لما يتضمن من قضايا سياسية تتعلق بتشكيل إقليم كوردستاني فيدرالي على غرار إقليم كوردستان (العراق)، إلا إنهم يدركون بأن المشروع غير قادر على تحريك ساكن؛ كون المجلس ضعيف في الجانب العملي، بينما المشروع الآخر ورغم غياب أي لون وتسمية كوردية وعرقية أقوامية، بل وعلى الرغم من تسابق قيادي العمال الكوردستاني إلى التبرئة من المشروع القومي وإستبداله بالديمقراطي، وقد وصل الأمر بأحدهم ليقول؛ “رمينا بالدولة القومية في سلة المهملات” ومع ذلك فإن تركيا تتهمهم بالإنفصاليين والذين يسعون إلى تقسيم البلاد وتشكيل الدولة الكوردية .. ليس هم فقط وكذلك العالم رأى فيهم تمثيلاً للكورد؛ كون الجميع يدرك بأن تلك المنظومة السياسية والعسكرية هي التي لها وجودها الحقيقي والفعلي على الأرض، إذاً فإن المعضلة الحقيقية تكمن في قدرتك على تحريك الساكن، ولذلك فإن غياب حزب الإتحاد الديمقراطي كان غياباً للقضية الكوردية في جنيف والتي لها وبالتأكيد أسبابها الكامنة في الإنقسام والتشظي الكوردي.

ملاحظة؛ للأسف أرسلت المادة للموقع دون تدارك تصحيح إسم المقال حيث أرسل تحت إسم “أسباب غياب .. الملف الكوردي في سوريا؟!” بينما الأدق والمراد هو “أسباب غياب.. الملف الكوردي في (جنيف 3)؟!”

 

108

كردستان حقيقة أم “متخيل كردي”؟

الجغرافية الكوردية في سوريا..؟!!

إقليم أم أقاليم وكانتونات عدة.. أم جهة في جغرافية كوردستان
1 فبراير، 2014 ·

يسأل الصديق Bave Alan في بوست له (..الأرض التي يسكنها الكرد في سوريا. هل هي اقليم واحد جغرافيا ان كان كذلك ما هي التركيبة الديموغرافية لهذا الاقليم. أم أكثر من اقليم ان كان كذلك ما مصير المناطق التي يسكنها مكونات أخرى والتي تفصل الأقاليم الكردية في حال انشاء كيان كردي. ما مصير الكرد في الحسكة وحلب ودمشق واللاذقية والرقة في حال انشاء كيان كردي..). بالتأكيد إن الإجابة على الأسئلة السابقة ضرورية وملحة لحل المسألة الكوردية في سوريا وحتى يكون هناك أفق للخروج من الأزمة عموماً وتحديداً في الملف الكوردي؛ يجب أن يكون هناك رؤية موضوعية وعقلانية لدى كل الأطراف، المعارضة والنظام وكذلك الكوردي والعربي.. بأن سوريا دولة متعددة من الناحية الجغرافية والديموغرافية وأن الجغرافية الكوردية هو إقليم واحد، بمعنى أن جغرافياً هناك الإقليم الكوردي والآخر العربي وبموجب الإتفاقيات الدولية والمعاهدات التي رسمت خارطة الشرق الأوسط القديم جمعت بين الإقليمين ولأسباب سياسية ودولية وظروف المنطقة ومصالح الدول الراعية حينذاك جعل العنصر العربي هو الذي يهيمن ويسيطر بمفرده على مفاصل الدولة الحديثة (سوريا) وقد تجذر المفهوم العروبي أكثر فأكثر مع تغول الحالة القومية في المنطقة العربية.. وهكذا تم تهميش، بل وملاحقة المكونات العنصرية والقومية الأخرى في الدولة السورية والتي تكونت أي سوريا بالأساس من عدة أطراف ومكونات قومية وعرقية ويجمع بين إقليمين جغرافيين ينتميان لأمتين لهما خصوصيتيهما الحضاريتين المختلفتين.

 

…………..وبالتالي فأي حل سياسي في سوريا للمسألة الكوردية من دون التأسيس على هذه القاعدة هو حل مبتور وناقص وسوف تكون لها تبعات في المستقبل؛ سوف يدخلنا بأزمات وصراعات وحروب قومية عنصرية جديدةقديمة بين المكونات العرقية في البلد.. وإن قراءتنا وتحليلنا _ذاك للواقع الجغرافي والديموغرافي في سوريا لا يعني بالضرورة الفصل بين الإقليمين الجغرافيين والمكونات العرقية في البلد وإن كان ذلك حق من حقوق الشعوب في تقرير مصيرها على ارضها التاريخية وجغرافيتها الوطنية، بل هناك أكثر من مخرج ومشروع للحل السياسي في سوريا، منها الإنفصال والتقسيم بالإضافة فهناك المشروع الفيدرالي والكونفيدرالي ونظام الكانتونات و.. غيرها عدد من الحلول السياسية وبحكم أن العالم يتجه نحو التكامل فإن النظام الفيدرالي يعتبر من أفضل الصيغ لحل مشاكل البلدان التي تتصف بالتعدد الديموغرافي والجغرافي في تركيبتها وبالتالي وحسب قراءتنا فإن سوريا ديمقراطية فيدرالية هي النموذج الأنسب لبلدنا ولحل قضايانا العالقة ومنها المسألة الكوردية.

 

109

كوردستان سوريا.. بين الوهم والواقع!

كتبت لنا السيدة اللطيفة حورية عبد القادر؛ إبنة الصديق العزيز أبو شيرين ما يلي: (نهارك سعيد احب ان اعرف جوابك عندما عندما سؤلت ليش في شي اسمو كردستان سورية اذا ما كان عندك مانع) نقلنا الرسالة بالحرف وكنا قد وعدنا القارئ الكريم والإخوة الزملاء والأصدقاء؛ بأننا سنقوم بسرد هذه الحكاية على مسامعهم وها نحن نلبي طلب الآنسة وكذلك نفي بوعدنا، ولكن وقبل سرد الحكاية لقد فاجئنا الصديق مصطفى حسين أبو جوان بأن رجل“نا” أي أن (ضابط) الأمن بشير دعبول والذي حقق معنا ولمدى فترة خدمته بعفرين ولمرات عديدة قد أصبح في صف المعارضة. وبالتالي فهو يمكن أن يكون الشاهد الحي؛ كونه قد أصبح من صفوف المعارضة وقد يقبل البعض شهادته وذلك في حال الشك بمصداقية الحكاية (حكايتنا)بالأساس: المهم.. يا سادة يا كرام ومما قاله ضابط الأمن السابق والمعارض الحالي الرائد بشير دعبول آنذاك؛ وبعدها صار برتبة مقدم وأستلم رئاسة قسم الأحزاب في فرع أمن الدولة بحلب ومن جملة ما قال: “..ليش في شي أسمو كوردستان سوريا“.. والحكاية تعود لعام2005 إن لم تخنا الذاكرة.

توقفنا للحظات قبل أن نجيب وللتاريخ أجرينا محاكمة عقلية قبل أن ننطق بها ومن تبعات ما سندلي به في مكتب ضابط أمني سوري ولكن ومع ذلك قلنا ما يلي وبالحرف: نعم.. هي كوردستان (سوريا)؛ وها نحن نقولها ونعيدها هنا في مكتبكم؛ مكتب ضابط أمن وفي سوريا وليس بإقليم كوردستان (العراق) كون الرجل كان يصر على مصطلح “شمال العراق“ وسوف نبرهن لكم حسب إطلاعنا ومعلوماتنا المتواضعة؛ إننا نقول ونعتمد مصطلح كوردستان (سوريا)وذلك للمعطيات والحقائق التالية:

أولاً إعتماداً على التاريخ؛ حيث ذُكِر كوردستان قديماً ومن قبل عدد من المؤرخين وقد (ظهرت كلمة كردستان كمصطلح جغرافي أول مرة في القرن الثاني عشر الميلادي في عهد السلاجقة) _من ويكيبيديا وهكذا هناك إقرار تاريخي بوجود كوردستان كمصطلح جغرافيعلى الأقل وذلك قبل الإدعاء به كمصطلح جيوسياسي.

ثانياً_ المنطقة (المناطق الكوردية) والتي عفرين جزء منها، فإن ساكنيها من الكورد وإن كان هناك إخوة عرب وافدين إليها وخاصةً في المدينة وسهل جوم على تخوم بلدة جنديرس.. إذاً هي أراضي الكورد وليس غيرهم.

ثالثاً الجذر اللغوي وإشتقاقات اللغة الكوردية والتي هي إحدى فروع اللغات الهندو أوروبية أو الهندية الإيرانية؛ حيث المعركة لم تحسم بعد تجبرنا على قول كلمة ومصطلح كوردستان وليس مصطلح آخر وذاك على غرار المصطلحات الجيوسياسية التالية: باكستان، أوزبكستان، طاجيكستان.. وهكذا كوردستان؛ حيث المقطع (الجذر) الأول يدل ويشير للعنصر والحالة القومية أما الجذر الأخير (أي اللاحقة ستان) فإنها تعني وبكل تلك اللهجات واللغات معنى الأرض.وبالتالي فإننا نقول لأرض الطاجيك بلغتنا الأم؛ طاجيكستان.. وهكذا لأرض الكورد؛ كوردستان ولو أن الأتراك أرادوا تتريكها وسموا منطقة عفرين بكورداغ وجاء العرب طبعاً نقصد النظم السياسية والعقلية العنصرية التي تقف وراء تلك النظم_ نعم.. جاء العرب وترجموا المصطلح التركي وسموا المنطقة “جبل الأكراد” وبعد فترة لم يستحبوا وجود كلمة الأكراد فأبدلوها بمصطلح “جبل حلب“.

وأخيراً ورابعاً_ وبالعودة للمواثيق والإتفاقيات الدولية؛ فإن جل تلك الإتفاقيات تقر بأن كوردستان قسمت بين أربع دول ومن بين تلك الدول الأربعة سوريا إحداهم.

وبالتالي.. وعلى ضوء ما تقدم ولكي تمحو مصطلح كوردستان (سوريا) من الوجود والذاكرة فما عليكم إلا أن تقوموا بما يلي من إجراءات وقوانين: تمزيق كل ما يمت للتاريخ والمواثيق والعهود الدولية بخصوص كوردستان بحيث لا يبقى كتاب أو موقع يقر بوجود كوردستان التاريخي وتالياً:إفراغ المناطق الكوردية من ساكنيها الكورد وتوزيعهم على جغرافيات أخرى ولو كان المريخوأخيراً: تغيير قواعد اللغة الآرية بحيث يتغير ذاك التركيب اللغوي للمصطلح أي لا يبقى طاجيكستان وباكستان وكذلك

110

كوردستان.. وهكذا تكونون قد وصلتم للحل الناجع والنهائي.

كان ذاك جوابنا على سؤال رجل الأمن السابق والمعارض اللاحق؛ الرائد بشير دعبول بصدد وجود إقليم كوردستان (سوريا).. نأمل أن تكون الإجابة وافية وكافية.

 

كوردستان (سوريا)

“وهم” أم حقيقة تاريخية وجغرافية؟!

إننا تابعنا في الفترة الأخيرة قضية الفيدرالية المطروحة في سوريا وما لاقت من رفض رسمي وشعبي لها وذلك إن كان من قبل النظام أو قوى المعارضة السورية حيث وللأسف فإن الكل وقف بالضد من المشروع الذي طرحه الإخوة في قوى سوريا الديمقراطية والإدارة الذاتية بمؤتمرهم الذي أنعقد في أواسط الشهر الماضي بمدينة رميلان والذي أعتمدوا فيه مشروع النظام الفيدرالي الديمقراطي وعلى أساس ذلك تم الإقرار بفيدرالية روج آفا أو “الشمال السوري”.

لكن رأينا هيجاناً في الأوساط السورية عموماً برفض المشروع ومن الجميع وذلك تحت يافطة عريضة وعلى إنه “مشروع تقسيمي”، فهل حقيقةً أن الرفض جاء نتيجةً لعدم إدراكهم بأن الفيدرالية لا تعني التقسيم والتجزئة ومنهم من هو مختص بالقانون الدولي ويعلم دقائق هذه القضايا وعدد الدول الفيدرالية بالعالم ونجاحهم على كل الصعد الإقتصادية التنموية والسياسية وغيرها من مناحي تطور الدولة الحضارية ودون أن تكون سبباً في نزعات تقسيمية بين كانتوناتها ومقاطعاتها، بل إن الفيدرالية كانت أحد أسباب نجاح تلك الدول المتقدمة ورغم ذلك رأينا الرفض من قبل كل الأطراف والشخصيات لدى كل من النظام والمعارضة السورية.

ورأينا بأن هناك من تحجج بأن المشروع طرح من قبل طرف سياسي ودون مشورة الآخرين “الشركاء”؛ إن كانوا على مستوى الداخل الإقليمي الكوردي مع المجلس الوطني الكردي أو على المستوى الوطني السوري مع قوى المعارضة السورية وقد تبنت تلك الرؤية كل من المجلس الكردي وبعض القوى الديمقراطية المدنية في الأوساط العربية، لكن الأغلبية الساحقة هي تلك التي أنطلقت من تفكير سياسي أيديولوجي حيث كل من المدرستين السياسيتين؛ القوموية العروبية والدينية الإسلاموية ولدى الجهتين النظام والمعارضة رفضتا المشروع وذلك من منطلق إنه مشروع تقسيمي بيد حزب كوردي يمارس البراغماتية السياسية لسلخ جزء من (الوطن) في التأسيس لـ”دويلة كوردية” كما روجوا لها في الإعلام، مع العلم أن المشروع لم يقل بإقليم كوردي كوردستاني وناهيكم عن معرفتهم التامة؛ بأن الفيدرالية لا تعني الإستقلال، بل هو نوع من الإدارة الذاتية للمقاطعات والأقاليم الجغرافية وبالتالي فإن حجتهم التقسيمية مرودة وباطلة، لكن رغم ذلك ما زال يتم بث هذه الدعاية ضد المشروع الفيدرالي لسوريا وبرعاية بعض دول الجوار كتركيا.

111

إذاً حجة التقسيم كانت الشماعة التي حاول الكثيرين إبرازها للتغطية على الأسباب الحقيقية التي كشفت عن الكثير من المقدمات والأسباب أو ما يمكن تسميتها بـ“الحقائق المغلوطة” لدى الكثيرين من أولئك الذين تنطعوا لمسألة الفيدرالية ورفضها جملة وتفصيلاً وإن القضية ليست مسألة تقسيم البلاد أو جهل بالنظام الفيدرالي حيث كل تجارب الدول والشعوب التي سبقتنا تؤكد على نجاعة ونجاح النظام الديمقراطي في الأخذ بالمجتمعات ذات التركيب الديموغرافي المتنوع إلى بر الأمان وتحقيق السلم الأهلي والتقدم الحضاري، لكن بشرط الإعتراف بتلك التعددية الإثنية الأقوامية في البلد وكذلك الإقرار بأن من حق كل المكونات أن تقرر مصيرها بنفسها وذلك ضمن دولة ذات نظام فيدرالي إتحادي تقر للأقاليم بصلاحيات واسعة.

وبالتالي فإن المشروع الفيدرالي هو أولى اللبنات التي تؤسس عليها مسألة الإقرار بالتعددية العرقية الأقوامية وكذلك الجغرافية السياسية، فهل هناك في سوريا تلك الثقافة الوطنية وذلك عند كل من المعارضة والنظام السوري، بل لدى النخبة الثقافية السياسية في البلد.. إن الرفض للمشروع الفيدرالي وبالمطلق، أعطى الإجابة الواضحة؛ بأن مجتمعنا السوري ما زال ينظر للقضية بأن هناك شعب وجغرافية سياسية واحدة في البلد وهي “الجغرافية العربية والشعب العربي السوري” وإن الآخرين ومنهم الكورد ليسوا إلا ضيوف مهاجرين، مرحب بهم أو غير مرحب، في (وطنهم) القومي.

هنا وعند هذه النقطة، نكون قد حددنا السبب الرئيسي في رفض الفيدرالية ليس لأنه مشروع تقسيمي، بل رفضاً لفكرة وقضية وجود سبب وداعٍ لذاك التقسيم السياسي بحسب قراءاتهم السياسية حيث هناك في عرف وقراءة أولئك الرافضين شعب واحد وجغرافية واحدة وبالتالي وجوب حكومة مركزية واحدة تقر بحق المواطنة للجميع، فلا أعراق ولا جغرافيات أخرى في سوريا وأن أي إدعاء بوجود مناطق كوردية في سوريا أو إقليم كوردستان و “روج آفاي” كوردستان أو حتى “روج آفا” حاف هو “وهم كوردي وسرطان يتمدد في الجسد السوري” وإنه مرفوض بكل الأحوال من قبل الأطراف والكتل السياسية القوموية العربية وكذلك التيار الراديكالي الإسلاموي وفي ذلك لا خلاف بين النظام والمعارضة السورية وبمختلف أحزابها وتياراتها السياسية، بل وهناك عدد من الدول الإقليمية التي تتفق معها في تلك القراءة السياسية وعلى الأخص الدولة التركية؛ كونها تدرك جيداً بأن كرة النار الفيدرالية ومع الزمن سوف تتدحرج إلى داخلها لتصبح هي الأخرى على النموذج الفيدرالي وذلك لحل المسألة الكوردية في أكبر جزء وجغرافية كوردستانية مغتصبة من قبل الدولة التركية.

وبالتالي فإن أي إدعاء من قبل طرف كوردي أو غيره من الشخصيات والكتل الحزبية المحسوبة على التيار الديمقراطي المدني والقول؛ بأن الوقت ما زال مبكراً لنقاش هكذا قضايا وطنية إستراتيجية وأن الأولوية لإسقاط النظام وتشكيل حكومة وطنية بديلة سوف تتكفل بطرح القضية والنقاش حولها ومن ثم طرحها للإستفتاء الشعبي، هو ليس أكثر من دحرجة النقاش والقضية إلى مرحلة إستقواء وإثبات للوجود بالنسبة لهم ولمشروعهم السياسي والذي لن تجد فيها الفيدرالية مكاناً للقبول حيث المزاج العام والثقافة المشتركة لدى الجميع تؤكد بأن لا قبول للقضية بتاتاً وذلك إنطلاقاً من القاعدة السياسية التي تؤسس لفكرهم السياسي؛ بأن “سوريا دولة عربية أرضاً وشعباً” وإن أي إدعاء بوجود جغرافية غير عربية في سوريا كوردية أو غير كوردية هو “وهم وسرطان” ويجب إستئصاله من برامج تلك الأحزاب التي تقول: بأن الكورد يعيشون على أرضهم التاريخية وأن القبول بهم اليوم أي بتلك الأحزاب ضمن صفوف المعارضة وقوى الإئتلاف السوري هي من باب التسويق الدولي بوجود الشراكة مع الطرف الكوردي ومن جانب آخر لإفشال “المشروع الإنفصالي” للطرف الكوردي الآخر؛ ونقصد مشروع الإدارة الذاتية وأخيراً فيدرالية روج آفا أو “الشمال السوري”.

وأخيراً بقي أن نتساءل؛ من منا يتحمل هذه المسؤولية ونقصد بها مسؤولية تغييب المناطق الكوردية والكوردستانية في سوريا هل هو النظام بثقافته الأمنية القمعية وتعريب المناطق الكوردية على عقود من الزمن، أم هي ثقافة الإلغاء والإقصاء والهيمنة التي تكونت في الفكر العربي والإسلامي عموماً وإنها نتاج تراكم تاريخي حضاري بأن العرب هم “الأسياد” والآخرين ليسوا إلا “عبيد وموالي ولواحق إتباعية لهم ولجغرافياتهم الوطنية” والتي بالأساس تكونت بعد مرحلة الإستعمار الغربي حيث في الفترة الإسلامية كان هناك الإحتلال العثماني للمنطقة ولمدة تقارب الخمسة قرون من الزمن وبالتالي لم تكن هناك من مشروع للجغرافية والدولة العربية وقد جاءت مع دخول الدول الأوربية للمنطقة كقوى إستعمارية جديدة تحمل معها الفكر القومي، تلقفها بعض الشباب العربي المثقف في دعوة وحدة الأمة والجغرافيا العربية.

112

لكن وللأسف فإن تلك الدعوات تناست وجود عدد من الأقوام والمكونات الأخرى في المنطقة وخاصةً عند الأجيال اللاحقة وذلك من بعد تأسيس العديد من الدول العربية والإقليمية وفق تقاطع المصالح الإستعمارية الأوربية معهم وتغييب بعض الجغرافيات الوطنية لشعوب وأقوام أخرى في المنطقة مثل الكورد والأمازيغ والأقباط.. وهكذا وعلى الرغم من تلك الحقائق التاريخية؛ في أن المصالح الإستعمارية وثقافة الإلغاء عند الشعوب العربية الإسلامية وسياسات حكوماتهم العنصرية هي من أهم تلك الأسباب التي ترفض الإعتراف بالآخر، ألا إننا نحن الكورد نتحمل جزءً من المسؤولية؛ بأننا لم نقدر على إيصال صوتنا وقضيتنا للآخرين والدفاع عن وجودنا التاريخي والجغرافي في المنطقة.. وإننا سوف نتناول في المقال القادم هذا الجزء من إشكالية الوجود الكوردي في سوريا.

 

 

 

كوردستان (سوريا)

بين الميشيلين؛ كيلو والعفلق!!

نشرت وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء يوم (12 آذار/مارس) خبراً تقول فيه؛ “حذر المعارض السوري، ميشيل كيلو في لقاء تلفزيوني.. من أن السوريين لن يسمحوا بإقامة كيان مشابه لإسرائيل على أرض سورية.. وأكد كيلو أنه لا توجد أرض كردستانية في سورية، بينما يوجد مواطنين أكراد لهم كل الحقوق القانونية وحقوق المواطنة، وأن لهم الحق في أن يديروا شؤونهم بأنفسهم ضمن توافق سوري عام على شكل الدولة، لكن لا توجد أي وثيقة دولية تتحدث عن أرض كردستانية في سورية”.

كما “وأضاف كيلو.. أن حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي السوري الذي يترأسه صالح مسلّم “لن يستطيع انتزاع أرض سورية.. ولن نسمح بإسرائيل ثانية في المنطقة”، ومشيراً إلى أن غالبية المقاتلين في صفوف وحدات حماية الشعب “غير سوريين، ولا يعرفون التحدث بالعربية لأنهم قدموا من إيران وتركيا”، وذلك على حد قوله، كما إنه “أتهم الولايات المتحدة وروسيا بإدخال حزب الاتحاد الديمقراطي بمشروع الفيدرالية من أجل الضغط على إيران وتركيا، محذراً من أن أي مشروع لإقامة كيان مشابه لإسرائيل في المنطقة العربية لن يمر”.

113

وأخيراً فإن المدعو ميشيل كيلو قد أوضح، بأن عدم قبولهم الفيدرالية، “ليس رفضاً لمبدأ الفيدرالية التي قد تكون خيار الشعب السوري”، إنما لأنه “يتم تحت وصاية روسية وأمريكية، وجزء من مشروع إقليمي، كما أنه يخالف كل التقاليد الكردية السياسية للعمل الوطني والديمقراطي الكردي في سورية، خاصة وأن نضال الأكراد لم يكن على أساس أن هناك كردستان في سورية أي اقليم كردي يحق لهم إقامة أرض عليه، بل كان نضالهم باعتبارهم مواطنين سوريين محرومين من حقوقهم”.

ذاك هو ملخص ما جاء في لقاء كيلو التلفزيوني حيث يرفض وجود أي أراضٍ كوردستانية في سوريا ويؤكد بأن لا وثائق دولية تثبت بوجود تلك الأراضي وعلى أساس ذلك فهو يرفض إقامة كيان سياسي آخر في المنطقة شبيه بـ”الكيان الإسرائيلي” وبأن الشعب السوري سيرفضه وحتى رفض خيار الفيدرالية جاء في إطار ذلك، كون هناك مشروع أمريكي روسي من خلال حزب الاتحاد الديمقراطي وجناحه العسكري وحدات حماية الشعب؛ “لإقامة كيان مشابه لإسرائيل في المنطقة العربية” أي إقليم كوردستان أو روج آفاي كوردستان والذي يرفضه (المعارض السوري كيلو) جملةً وتفصيلاً حيث وحسب قراءته؛ لا مناطق وأراضٍ كوردية في سوريا ويتحجج بأن “نضال الأكراد لم يكن على أساس أن هناك كردستان في سورية أي اقليم كردي يحق لهم إقامة أرض عليه، بل كان نضالهم باعتبارهم مواطنين سوريين محرومين من حقوقهم”.

بكل تأكيد إن السيد كيلو، يحاول قدر الإمكان إثارة المشاعر القوموية العروبية في عملية تجييش عنصري، لرفض أي حالة تشاركية سورية بين أهم مكوناته العرقية الأقوامية حيث الكورد والعرب إلى جانب مكونات أخرى وذلك من خلال إنكار حقيقة كوردستانية المناطق الكوردية الشمالية، بل وتشبيهها بالحالة الإسرائيلية وذلك في زيادة تأجيج تلك المشاعر العنصرية لدى الشارع العربي، لرفض فكرة وجود إقليم كوردي وكوردستاني ملحق بالدولة السورية حيث وللأسف؛ فإنه يلجأ إلى نسف التاريخ والحقائق الجغرافية على الأرض، بل نسف وتزوير الوثائق الدولية التي تقول بتقسيم كوردستان وفق المعاهدات والإتفاقيات الدولية الإستعمارية من سايكس بيكو ولوزان وغيرها من المعاهدات الدولية وذلك عندما يقول: “لا توجد أي وثيقة دولية تتحدث عن أرض كردستانية في سورية”.

طبعاً يمكننا القول وبكل بساطة بأن: الواقع على الأرض يدحض أي مقولات تنظيرية سياسية عنصرية للسيد كيلو حيث المناطق الكوردية كحقيقة وواقع ديموغرافي كفيل بالرد ودحض أكاذيب كيلو، بل إن مقابرنا كما قالها الأب الخالد بارزاني بخصوص كركوك تؤكد على كوردستانية روج آفا و”إقليمنا الشمالي” من سوريا وإن القرار الروسي الأمريكي في تبني الفيدرالية التي أعلنها الكورد، لم يأتي من قرار سياسي محض، بل هو ينطلق من واقع جيوسياسي وكذلك من معرفة تامة بالحقائق التاريخية والجغرافية وتلك الوثائق الدولية التي قسمت كوردستان تاريخياً بين دول المنطقة التي تشاركت في إغتصاب الأرض والقضية الكوردية مع تلك الدول الإستعمارية بحيث باتت كوردستان مستعبدة دولية.

لكن رغم كل تلك الحقائق الجغرافية والتاريخية والوثائق الدولية، فإن السيد كيلو يكذب ودون حياء في نفيه لإقليم كوردستاني ملحق بالدولة السورية ويقول: بأن “السوريين لن يسمحوا بإقامة كيان مشابه لإسرائيل على أرض سورية” مع العلم بأن الإسرائيليين أنفسهم هم مواطنين حقيقيين وإحدى الشعوب والمكونات العرقية الأقوامية للمنطقة وليسوا مهاجرين كما يدعي أصحاب الفكر العروبي، بل إن الشعب اليهودي تعرض للكثير من المجازر والتهجير من المنطقة ولم يكن قرار العودة إلا قراراً وطنياً إسرائيلياً بالعودة إلى وطنهم الأم والتاريخي، طبعاً ذاك لا ينفي حق الفلسطينيين في أن يكونوا شركاء ولهم وطنهم ودولتهم المستقلة، كونهم كانوا وما زالوا الإسرائيليين والفلسطينيين شركاء في تلك الجغرافية وبالتالي من حق الشعبين أن يكونا لهما دولتهم ووطنهم السياسي.

أما وبخصوص إدعائه الأخير وبأن “نضال الأكراد لم يكن على أساس أن هناك كردستان في سورية أي اقليم كردي يحق لهم إقامة أرض عليه، بل كان نضالهم باعتبارهم مواطنين سوريين محرومين من حقوقهم”. فإنه إدعاء أقل ما يقال فيه؛ بأنه إدعاء كاذب ومنافي للحقيقة والواقع حيث كانت إنطلاقة الحركة السياسية الكوردية في خمسينيات القرن الماضي مع نهوض وعي قومي كوردي وتأسيس عدد من الجمعيات والنوادي وأخيراً بأن يتكلل بولادة حزب سياسي كوردي والذي أعتمد في برنامجه السياسي على وجود أرض كوردية كوردستانية ملحقة بالدولة السورية الحديثة؛ حيث كان الحزب الديمقراطي الكوردستاني عام 1975 والذي أعتمد شعار تحرير وتوحيد كوردستان، مما عرض قيادات الحزب وكوادرها إلى الملاحقة والإعتقال والسجن وهناك العديد من قيادات الصف الأول قضوا ما يقارب عقد من الزمن في سجون سوريا في بداية الستينيات من القرن الماضي.

114

وهكذا فإننا نتأكد بأن “ميشيل كيلو” يريد أن يمضي على درب سلفه الآخر؛ “ميشيل عفلق” في عنصريته وشوفينيته العروبية حيث الأخير وضع الأسس النظرية للفكر العروبي العنصري لـ”حزب البعث العربي الإشتراكي” والذي عرّب نظرياً وأيديولوجياً كل الواقع السوري وها هو هذا الآخر وإبن جلدته؛ “ميشيل كيلو” يريد أن يعرّب (واقعياً وعملياً) كل سوريا وذلك على الرغم من أن الإثنين على دراية تامة، بأن الواقع والحقيقة غير ذلك تماماً وإن مشروع تعريب سوريا كان وما زال مشروعاً عنصرياً طوباوياً غير قابل للحياة؛ كون الواقع الثقافي والتاريخي والديموغرافي لهذا البلد يدحض كل أكاذيبهم ومحاولاتهم العنصرية الفاشلة في تعريبها وإن سوريا لن تنقذها إلا دولة ديمقراطية علمانية فيدرالية يحقق الكورد فيها إقليمهم الكوردستاني مع باقي الأقاليم الوطنية السورية.

.. أو سيكون هناك المزيد من الدماء والحروب الأهلية والتي قد تؤدي بالبلاد إلى التقسيم والتفتيت لعدد من الدويلات المتناحرة في جغرافية كانت تعرف يوماً بالدولة السورية.

 

 

 

جغرافية إقليم كوردستان (سوريا)..؟!!

مرة أخرى ندخل دوامة التهويمات والقراءات الضبابية.
2 فبراير، 2014 · لوسرن‏ ·

إحدى أعقد مشاكل الحركة الوطنية الكوردية في سوريا إنها لم تقدم برامج سياسية واضحة في قراءاتها للواقع السياسي الكوردي من حيث جغرافية كوردستان والإقليم السوري كدولة حديثة ناشئة في المنطقة وكذلك الوجود التاريخي للكورد في مناطقهم وليس كمهجرين جاءوا للمنطقة كمهاجرين مرحلين عبر أزمات السياسة والحروب وبالتالي العمل وفق رؤى وبرامج سياسية تنظّر لواقع الحال الكوردي وعلى أساس ذاك تعمل وتنادي بحقوق شعب يعاني حالة الإستلاب والإستعباد في دولة قومية عنصرية تتنكر لحقائق تاريخية وسياسية، بل كانت كل البرامج السياسية للحركة تتصف بالتهويم والقراءات الضبابية والغير واضحة بالنسبة لمجمل الواقع الكوردي من حيث الجغرافية والتاريخ والحضارة.. وكذلك حال وواقع العلاقة مع المركز؛ هل هي حالة إستعمار وإستعباد أم إلحاق وإنكار.. أم الوجود الكوردي هو وجود أقلية قومية مهاجرة. وبالتالي فكانت التوصيفات والتعريفات تتأرجح بين

115

مفهوم المناطقية (المناطق الكوردية) وأحياناً المناطق ذات الغالبية الكوردية خطاب حزب الوحدة والوطنية لبعض الآخر وبطريقة تهويمية ودون تعريف ما تعني الوطنية تلك.. بل وصل الحال بزعيم أحد أكبر الفصائل الكوردية السيد أوجلان بأن وصف الوجود الكوردي في سوريا بأنه كان نتيجة “هجرة كورد الشمال”.

 

………….وهكذا فإننا نحن الكورد مثقفين وسياسيين وفي مقدمتهم الحركة الوطنية الكوردية أحزاباً وقادة يتحملون الوزر الأكبر لهذه الإشكالية السياسية بخصوص جغرافية كوردستان في الدولة السورية؛ حيث ومن خلال مراجعة لبرامج ومناهج الأحزاب الكوردية السورية سوف نصطدم بهذه الحقيقة المرة؛ بأن هناك ضبابية في قراءة هذه الحقيقة ونتذكر جيداً بأن تقارير أحزابنا وعندما كانت تعرض وتحلل واقع كوردستان بأجزاءها.. فإنها كانت تسمي الأجزاء الثلاثة الأخرى بأسم كوردستان وعندما يصل الأمر إلى الوضع السوري والداخلي؛ إقليم كوردستان (سوريا) فكانت تكتب: “أما الوضع الكردي في سوريا” وذلك بدل أن تصيغ العبارة بـ(الوضع في كوردستان سوريا) وعلى غرار الأجزاء الأخرى.

 

…………………واليوم وبعد هذا الحراك السياسي في المنطقة العربية والشرق أوسطية؛ ما زال الخطاب الكوردي لا يحمل لنا ذاك الوضوح في قراءته لمسألة الجغرافية الكوردية في سوريا وعلاقته مع المركز وكذلك قضية الحدود وشكل الإدارة السياسية والحلول المناسبة والتي يجب عليها ان تقدمها للشريك العربي وكذلك للدول الراعية للمؤتمرات والملتقيات التي تنعقد بخصوص المسألة السورية والأزمة الحالية وسبل الوصول إلى الحلول المناسبة لكل القضايا والمشاكل العالقة في البلد ومنها المسألة الكوردية؛ بل وللأسف ما زال البعض يتحجج بأن المناطق الكوردية هي غير متصلة وبالتالي فإن طرح الفيدرالية هو نوع من المغامرة و”المراهقة السياسية” وينسى أولئك “المحللون السياسيون الأفذاذ” بأن هناك أكثر من إقليم بل ودولة أطرافها وأجزاءها غير متصلة ببعضها؛ إن كان تفصلها أراضي بور أو بحار ومحيطات.. بل هم أنفسهم يطالبون بدولة فلسطين بين غزة والضفة الغربية المنفصلتان جغرافياً ويحتجون على الفيدرالية في سوريا كون المناطق الكوردية منفصلة وبالتالي لا يمكن تشكيل إقليم منها.. أليس هذه القراءة تعتبر نوع من الرياء والنفاق السياسي إن لم نقل الغباء السياسي.. وذلك دون توصيف أحد بالخيانة للقضية والشعب والجغرافية الكوردستانية.

 

 

 

المخابرات السورية .. ومتابعة النشطاء والكتاب.

من وحي التحقيق معنا في فرع فلسطين للأمن العسكري.

 

 

 

 

 

 

 

22 مارس، 2014 ·

يكتب الصديق Alan Kader على صفحته الشخصية مقالاً بعنوان؛ (ذئاب المخابرات السورية يمارسون التشبيح على الفيسبوك!!!) ومن جملة ما يورد فيه قضية المتابعة الأمنية لكتابات النشطاء والمثقفين السوريين عموماً ومن بينهم الكورد وذلك من

 

116

قبل الدوائر الأمنية السورية حيث يقول فيه: ((صفحتي شأنها شأن صفحات بقية النشطاء تحت رقابة المخابرات السورية بشكل دائم. يتم نسخ وتخزين غالبية الصور والمقالات والآراء المنشورة فيها)). وتأكيداً على مقولة الصديق الأستاذ آلان قادر فقد عشنا

التجربة واقعاً ملموساً في فرع المخابرات العسكرية فرع فلسطين حيث وبعد حجزنا لمدة شهرين في منفردات الأمن السياسي بدمشق الفيحاء؛ فرع التحقيق تم نقلنا ليلاً إلى فرع فلسطين كوننا كنا مطلوبين من الفرع ذاك أيضاً.

 

وبعد أيام وعندما استدعينا للتحقيق في الفرع الجديد؛ فرع فلسطين صدمنا من حجم الملف والدوسيه الذي وضع على الطاولة حيث كانت كل مقالاتنا منسوخة ومرفقة بتقارير كتابية عن القراءة الدقيقة لكل مقال من مقالاتنا المنشورة من قبل مكتب متخصص بمتابعة الكتاب والمثقفين والسياسيين.. وهكذا فإننا جوبهنا بكم المعلومات والأسئلة والمعلومات الوفيرة لديهم وطبعاً لم يكن سراً تلك المعلومات، كونها مأخوذة من كتاباتنا ومقالاتنا ولكن المفاجئة كانت من المتابعة الدقيقة من قبل الفرع لكل كتاباتنا، بحيث جعلتنا نفكر لو أن كل أبناء شعبنا يتابعون كتابات مثقفيهم بهذا الشكل لكنا “خير أمةٍ في القراءة والثقافة”.. لكن يبدو أن الأمن السوري هو الوحيد الذي يعرف ماذا يُكتب ويُنشر من قبل المثقفين والكتاب السوريين والكورد ضمناً، حيث ومن خلال عملنا السياسي والحزبي، لم نجد ذاك الاهتمام بكتاباتنا من قبل رفاقنا في الحزب كما وجدناه في فرع فلسطين.. ولكلٍ أسبابه وغاياته الأمنية والسياسية.

 

وأخيراً نقول: إن هذه المتابعة الأمنية السورية لكتاباتنا سوف تجعلنا أن نتابع الكتابة بإصرار أكبر من ذي قبل وأن نوصل صوتنا لشعبنا وقبل أن نوصلها لتلك الدوائر الأمنية وذلك في محاولة منا مع الآخرين لترسيخ الأسس الفكرية والمعرفية لثقافة جديدة في المنطقة تقبل الآخر شريكاً في الوجود والحياة والمشاركة السياسية ورفضاً لثقافة الولاءات والقطيع والزعيم الأوحد والديكتاتوريات.

 

الأمن السوري..

هي ربيبة العقلية الغوبلزية.

 

 

 

 

 

 

 

117

 

23 مارس، 2014 ·

عندما نعود بالذاكرة إلى تلك السنوات والمراجعات والاستدعاءات الأمنية المتكررة لنا ومن قبل كل الفروع تقريباً؛ خاصةً المتواجدة منها في عفرين وكذلك من خلال حكايات الإخوة والزملاء العاملين في حقلي الثقافة والسياسة عموماً وما كان يجرى معنا في أقبية وزنازين الأمن السوري .. ندرك مدى حجم المأساة والكارثة التي كنا نعيشها نحن السوريين عموماً والكورد على وجه الخصوص؛ كون معاناتنا كانت مزدوجة قومياً وسياسياً حيث تؤكد حكايات السوريين بأن العقلية الأمنية في البلد كانت “اللقيطة الغير شرعية” للنموذج النازي الألماني أو ما يمكن تسميته بالعقلية الغوبلزية؛ نسبةً إلى جوزيف غوبلز (29 أكتوبر 1897 _ 1 مايو 1945) وهي العقلية التي تتوجس من كل همسة وكلمة من المثقف بحيث يجعل وزير الدعاية النازي غوبلز “يتحسس مسدسه كلما رأى مثقفاً” والنموذج الأمني السوري في تعامله مع المثقفين والنشطاء والسياسيين كان نموذجاً صارخاً عن تلك العقلية الغوبلزية وهنا نتذكر جيداً ملامح ذاك العنصر الأمني في فرع المخابرات الجوية بدمشق وكيف كان يقودنا كـ”حشرة ضارة” للحمام وذلك في أوقات محددة وهو واضعاً عصاه في ظهرك ويدفعك دفعاً نحو الحمامات مع عدد من الكلمات البذيئة والزاخرة بها القاموس الأمني السوري وذلك على الرغم من ريفية الرجل وبقايا تلك الطيبة الريفية في ملامحه.

 

إن تلك العقلية الأمنية كان كابوساً حقيقياً ومرعباً لنا جميعاً ونتذكر ماذا كان يشكل لنا الاستدعاء الأمني من قلق نفسي ورعب سايكولوجي؛ حيث “الداخل إليه مفقود والخارج مولود” وهي مقولة مشهورة بين كل الذين دخلوا إلى تلك الأقبية اللعينة والقذرة بكل معنى الكلمة من دلالات وإيحاءات، حيث تتحول إلى مجرد رقم و”حشرة” بل أسوأ من ذلك حيث تتمنى أن تكون “حشرة قذرة” في ذاك المكان ولا أن تكون معتقل سياسي؛ كون الحشرات تعيش بأمان وحرية أكبر منك بكثير.. وهكذا فأنت مجبرٌ أن تحسد تلك الحشرة على النعم التي تتنعم بها مقارنةً مع وضعك المادي الجسدي والنفسي الوجداني.. فيا كل البؤس واللعنة على تلك الأيام والعقلية التي أودت بالبلاد إلى ما نحن عليه اليوم من دمار وقتل وتشريد وتدميرٍ للبلد مجتمعياً وبنية تحية وحتى ثقافياً وأخلاقياً وذلك خدمةً للعقلية الاستبدادية وبقاء الديكتاتور على عرش الخراب والموت المجاني .. وبالتالي فكان لا بد من ثورة نوروزية لتعيد الألق للوجه الحضاري لسوريا؛ ثورة عرفت وميزت نفسها عن بقية ثورات العالم بأنها ثورة الكرامة والحرية.. فألف تحية لأرواح كل من ناضل وضحى وما زال من أجل نيل تلك الغايات النبيلة في قيم وسلوكيات الإنسان وكلنا أمل أن يحقق الشعب السوري وبمختلف مكوناته، حقوقه المدنية والديمقراطية في ظل نظام ديمقراطي مدني ليبرالي تعددي يحترم التمايز الثقافي والديني والعرقي .. وأيضاً السياسي الأيديولوجي.

 

المعارضة السورية

..نسخة سيئة عن النظام السوري.

 

 

 

118

 

 

 

يؤسفني حقيقةً القول بأن المعارضة السورية أو على الأقل شريحة واسعة منها هي نسخة سيئة من النظام السوري وما ترددي في قول المزيد عنها إلا تقديراً لجهود أولئك الإخوة والأصدقاء من السجناء السياسيين والذين منهم من قضى أخير سنوات عمره وراء القضبان وفي أقبية وزنانزين النظام المجرم وهو يحلم بوطن حر ديمقراطي ليبرالي.. لكن يبدو أن البعض كان يحلم بالوطن والحكم والسلطة وذلك على طريقة النظام المستبد، بل وربما بشكل أسوأ من النظام.. وإن رأي هذا ناتج من الموقف المخزي لما تسمى بقوى المعارضة السورية وذلك من الأحداث والمأساة الأخيرة التي حلت وتحل بشعبنا في غربي كوردستان؛ حيث وللأسف فإما هو موقف صامت متخاذل أو شامت ومعادي علناً للكورد وهو يدعوا صراحةً إلى دخول القوى التكفيرية الظلامية “داعش” للمناطق الكوردية كوباني هذه الأيام وذلك بحجة موالاة الكورد الإدارة الذاتية في الكانتونات للنظام السوري وذلك على الرغم من تحالف قوات وحدات حماية الشعب مع كتائب من الجيش الحر في ريف كوباني والدفاع معاً ضد عناصر تنظيم الدولة الإسلامية “داعش”.

 

وهكذا وفي الوقت الذي كنت بصدد كتابة بوست للتنويه بصمت المعارضة وخذلانها لشعبنا الكوردي ولكل قوى الديمقراطية والمجتمع المدني والتعايش السلمي في سوريا وذلك من خلال عدم أخذ مبادرة وطنية سورية تندد بجرائم “داعش” ومرتزقتها وإرتكابها لأفظع الجرائم بحق الإنسانية والكورد في كوباني وريفها.. وإذ يفاجئنا ما تعرف ب”الهيئة العامة للثورة السورية” بموقف تافه وواطي وأقل ما يقال فيه؛ إنه أسوأ من مواقف النظام المستبد والديكتاوري في سوريا وذلك بخصوص المسألة الكوردية؛ حيث وبحسب وجهة هؤلاء المرتزقة التافهين والصعاليك على أبواب الآخرين بأن “الكوردي الذي يكون ولاءه للإسلام أولاً ومن ثم سوريا” فأهلاً به وهو مقبول لديهم.. أما الذي يكون ولاءه للعرق فـ”لهم حذاء أصغر مجاهد.. في سوريا وفي أي مكان كانوا”.. تباً لكم ولهكذا ثقافة وأخلاق وسياسة يا من لا ترتقون لمستوى نعال أصغر كريلا وبيشمه ركة كوردي يا تافهين وحثالة المجتمع السوري.. ما أسخفكم من معارضة إلا ذاك “الكوردي” الذي يقبل أن يكون شريكاً لكم في ثروتكم وليس ثورتكم التافهة والجاهلة والداعشة مع كل التقدير للثورة السورية الحقيقية وأبطالها الميامين من قوى الثورة والجيش الحر ولكل من يعمل على تأسيس البلد على أساس ديمقراطي تعددي مدني وليس على أساس خلافة إسلامية “داعشية” إخوانية.

 

ملاحظة: بالتأكيد الكلام السابق لا يشمل كل المعارضة السورية ولا حتى كل “الهيئة العامة للثورة السورية” نفسها ولكن لمن يتبنى مثل هذا الكلام وما أكثرهم في وسط المعارضة السورية وللأسف.. مع التحية والمحبة لكل من شاركنا في البوست بالتعليق واللايكات أو المشاركة.

العقلية الإلغائية

ووثيقة الهيئة العليا للمفاوضات!!

 

119

إن سوريا (بلداً وشعباً) كحالة سياسية واقعياً تعود إلى نتائج الحرب العالمية وخروجها من تحت سيطرة عباءة الرجل المريض -ونقصد الدولة العثمانية- حيث وبموجب المعاهدات والإتفاقيات التي تلت تلك الحرب وذلك بين الدول الغربية كإستعمار جديد في المنطقة وبين الدولة العثمانية؛ الدولة الإستعمارية القديمة فقد رسمت حدود الدولة السورية الحديثة بمكوناتها المتعددة متخذةً من مصالح المنتصرين قاعدة أساسية في رسم تلك الخرائط ومن دون النظر لمصالح شعوب المنطقة أنفسهم.. وهكذا فقد كانت إحدى النتائج الكارثية لهذه الخرائط الإستعمارية ليس فقط حرمان الكورد من كيانهم السياسي في وطنهم، بل وتقسيمهم بين عدد من الدول الحديثة والغاصبة لجغرافية كوردستان.

 

للأسف فقد غابت تلك الحقيقة عن أعين الكثيرين؛ أي حقيقة تكوين سوريا من أكثر من مكون إجتماعي أعراقي وإن الجغرافية السورية هي عبارة عن إقليمين وليس إقليماً جغرافياً واحداً، حيث هناك الإقليم العربي -أو بالأحرى الإقليم الذي تعرّب مع الموجات الإسلامية العربية- لكن بقي هناك إقليماً كوردياً كوردستانياً رغم كل حملات (التطهير العرقي والتعريب) حيث بقي الكورد يشكلون الأغلبية الساحقة في مناطقهم وإقليمهم الجغرافي وذلك على الرغم من كل تلك الحملات .. وإن مسألة إنكار هذه الحقيقة لا يغير من القضية والواقع على الأرض وإن نتائج أي إستفتاءات وإنتخابات مستقبلية ستأكد على تلك الحقيقة وذلك مهما نفى بعض العروبيين هذه الحقائق التاريخية والجغرافية وأدعوا بأن سوريا (جزء من الوطن العربي).

 

وبالتالي فإن أي عملية سياسية مستقبلية بشأن سوريا لا تأخذ تلك الحقيقة بعين الإعتبار؛ أي أن هذا البلد يتكون من أكثر من إقليم جغرافي ومكون أعراقي مجتمعي، سوف يكتب له الفشل حكماً.. وما يدعونا لقول ذلك هي تلك الأصوات التي تنادي ب(الجمهورية العربية الإسلامية)، إن كان بصيغتها الأمنية المافيوية من جهة النظام أو تلك التي تتطالب بها المعارضة الإسلامية الإخوانية، ناهيكم عن المشاريع التكفيرية الإرهابية لكل من “داعش” و”النصرة” وغيرهما من الميليشيات المرتزقة لدول الجوار .. وهكذا وللأسف؛ فإن مختلف الطيف السياسي السوري تحاول أن تسوّق لتلك الكذبة التي أسست وروّجت لها آلة الدعاية البعثية العروبية خلال أكثر من نصف قرن؛ بأن (سوريا عربية أرضاً وشعباً)، وقد ساهمت وللأسف بعض القيادات الكوردية ونتيجةً لمصالح آنية حزبية في تأكيد هذه البروباغندا الخادعة الكاذبة.

 

بل وصل الأمر ببعض العنصريين العرب أن يرجعوا أصل الكورد للعرب كما قال بذلك السيد هيثم المالح وهناك من شبّه وضع شعبنا بالمهاجرين المغاربة والجزائريين في فرنسا مثل الأكاديمي السوري برهان غليون.. وهكذا فإن هذه المعرفة المتشكلة من وهم وواقع مزيف قد أسس للعقلية الإلغائية لنخب ثقافية وسياسية سورية جعلت من الوهم والتزييف التاريخي حقائق جغرافية وتاريخية تنكر الواقع على الأرض وبنوع من العناد الصبياني حيث أن الوجود الواقعي لشعبنا لا يمكن إنكاره ببيان سياسي، إن كان للنظام أو المعارضة الإخوانية ولذلك فإن ما سمي بوثيقة الهيئة العليا للمفاوضات في لقائها مع ما تسمى ب(النواة الصلبة) لمجموعة أصدقاء سوريا، ليست إلا إستمراراً لعقلية البعث الشوفينية والتي ستزيد من الشرخ الإجتماعي وذلك بدل أن تقدم الحلول الناجعة للأزمة المستدامة في سوريا.

 

 

 

 

 

الصراعات الميليشاوية

ومن هو الميليشاوي في سوريا؟!

 

120

إننا نسمع كثيراً هذه المقولات والتي باتت جزءً من الخطاب الإعلامي والسياسي في الشارع العربي والسوري على وجه التخصيص، بل وحتى على المستوى الشعبي الأهلي حيث وبعد سنوات خمس من عمر الصراع الداخلي في البلد، بتنا نشهد إنقساماً طائفياً عرقياً عميقاً في بنية المجتمع السوري وقد صعد مع هذا الإنقسام الإجتماعي وتقاسم مناطق النفوذ بين أمراء الحرب لقطاعات جغرافية سورية، خطاباً فئوياً تقسيمياً هو الآخر قائماً على الإنتماءات الأقلوية؛ حيث الواقع الإجتماعي يفرز خطابه السياسي والثقافي الذي يتشكل بناءً وتأسيساً على الأول الإجتماعي.

 

وهكذا بات الإنتماء إلى كيان وطني جامع، كان يسمى بالدولة السورية، جزء من الماضي السوري في حقيقة الأمر؛ حيث في ظل إنحراف الثورة السورية لحرب أهلية، بإرادة ورغبة إقليمية دولية وبأدوات محلية ميليشاوية، لم يعد شيء إسمه وطن سوري إلا لدى بعض الحالمين من النخب الثقافية الوطنية وكذلك عدد من تجار الحروب والأزمات وأمراء الحرب، الذين يعرفون كيف يتاجرون بالوطن والوطنيات في هكذا ظروف عصيبة وهم في حقيقة الأمر أكثر الناس يبيعون الوطن ويساهمون في تفتيته إلى إقطاعيات وإمارات خاضعة لميليشيات تابعة لهم في صراع متوحش على السلطة والمال والأعمال.

 

إن هذه الحقيقة -حقيقة الإقطاعيات الميليشاوية- باتت جلية داخل مختلف الكتل والجغرافيات المتصارعة في سوريا؛ أي بمعنى إنها باتت حقيقة كل المجاميع والمكونات العسكرية وضمناً قوات ما بقي من النظام -أو بالأحرى ميلشيات النظام- حيث لم يعد هناك شيء إسمه “الجيش العربي السوري” وإن المتابع والمطّلع على واقع القوات والمجاميع التي تقاتل إلى جانب (النظام) مثل؛ ميليشيا “الدفاع الوطني” في الجزيرة والتي وكلت لها دور مواجهة القوات الكوردية في محاولة من النظام لخلق صراع عرقي إثني وبالتالي إضعاف النفوذ والسيطرة الكوردية على مناطق الإدارة الذاتية.

 

طبعاً حالة دمشق والمنطقة الساحلية والخاضعة لسيطرة ما يعرف بالنظام ليس أفضل من الجزيرة السورية؛ حيث هناك العشرات من الكتائب الميليشاوية والتي هي من تحكم في حقيقة الأمر، مثل تلك التي تعرف بـ”قوات النمر” تحت قيادة رجل المخابرات الجوية “سهيل الحسن” أو تلك التي تعرف بـ”صقور الصحراء” والخاضعة للأخوين “محمد وأيمن جبر”؛ من أمراء النفط والتهريب وصراع الأزمات والحروب.. وغيرهم من تلك الميليشيات التي تدير فعلياً مناطقها الجغرافية ومن دون الرجوع والتنسيق مع المركز والعاصمة دمشق في أغلب الأحوال.

 

إن كان ذاك واقع النظام السوري، فإن حال المعارضة السورية ليس بأفضل من النظام ميليشاوياً إنقسامياً، بل هو أسوأ بكثير وللأسف؛ حيث وبعد إنشقاق مجاميع عسكرية عن قوات النظام في بداية الأزمة السورية وتشكيل ما عرف بمجموعات الجيش الحر، تدخلت القوى الإقليمية والدولية وبشكل سافر في تكوينات وتوجهات هذه المجاميع العسكرية فباتت عبارة عن ميليشات مرتزقة ثقافةً وتمويلاً وتسليحاً، تتحرك بحسب أجندات ومصالح تلك الدول وليس وفق ما تقتضيها المصلحة الوطنية والذي بات -أي الوطن- بحكم الميت بعد أن نُحِر من قبل الجميع.

 

وهكذا إنتهى الجيش الحر إلى مجموعة من الإقطاعيات الميليشاوية التابعة لدول الجوار وبالتالي وفي ظل هذه الفوضى السياسية والتدخلات الدولية والإقليمية وكذلك فتح الحدود من قبل الجوار -وتحديداً تركيا- فقد تدفق كل مرتزقة وحثالات المجتمعات وإرهابييها لداخل الأراضي السورية وهكذا ومع توفر الحاضنة الإجتماعية والضخ الإعلامي الطائفي من قنوات عربية متخصصة لبث إعلامي مذهبي طائفي وتغطية مالية عربية خليجية سعودية وتورط مخابراتي -وضمناً السورية- فقد رأينا ولادة أكثر تنظيم إرهابي في العالم؛ “داعش” ليسيطر خلال فترة وجيزة على ثلثي جغرافية سوريا والعراق.

 

121

وأخيراً بقي لدينا قوات سوريا الديمقراطية والتي يشكل وحدات الحماية الشعبية والخاضعة للإدارة الكوردية في الشمال السوري وروج آفاي كوردستان – الإقليم الكوردستاني الملحق بالدولة السورية- هي القوات الوحيدة والتي يمكن إعتبارها بعيدة لدرجة ما عن التوصيف الميليشاوي، لكن ورغم ذلك فإنها أكثر ما توصف بالميليشاوية من قبل كل من المحسوبين على النظام والمعارضة للأسف.. ولتوضيح المسألة أكثر، فإننا نؤكد بأننا لا ننطلق من قراءتنا هذه من منطلق قومي عنصري، بل من قراءة واقعية تحليلية؛ حيث وعلى الرغم من كل ملاحظاتنا على تلك القوات وكذلك ورغم إدراكنا، بأن خضوع أية مجاميع عسكرية لجهات حزبية فئوية تعتبر ميليشيات.

 

لكن ورغم تلك الحقائق، فإن الواقع على الأرض يؤكد؛ بأن قوات سوريا الديمقراطية هي أكثر القوات إنضباطاً وخضوعاً لقيادة مركزية، ألا وهي الإدارة الذاتية وأن لتلك الإدارة مشروعاً سياسياً يختصر في مفهوم الدولة الديمقراطية الفيدرالية، وإنها -أي قوات سوريا الديمقراطية- بعيدة عن الفئويات والتقسيمات المذهبية الطائفية حيث وعلى الرغم من أن القوات الكوردية ما زالت تشكل العمود الفقري لها، لكن كذلك تضم كل المكونات السورية الأخرى من عرب ومسيحيين وأقليات أخرى في المناطق الكوردية.

 

وبالتالي فإننا نسأل؛ من من هذه القوى المتصارعة والموجودة على الأرض هي الأكثر ميليشاوية حيث وللأسف فإننا -ومن جهة- نرى الكثير من قنوات العهر الطائفي العروبي تحاول أن توصف القوات الكوردية بالميلشاوية وكذلك فإن النظام الميليشاوي لم يكل جهداً ولم يمل في توصيف الجميع بالميليشاوية وهو الغارق أساساً بها، بل قائماً عليه منذ التأسيس لدولة المافيات والعصابات ورجال المخابرات الأقوياء.. لكن ما يحز في النفس أكثر؛ هو أن ينجر الكثير من السياسيين والنخب الثقافية -وضمناً بعض الموتورين من الكورد- مع هذا التوصيف غير الدقيق والغير أخلاقي بحيث يتم توصيف القوات الكوردية “وحدات حماية الشعب” بالميليشاوية، بينما يتم وصف الميلشيات الخاضعة للنظام بـ(الجيش العربي السوري) والخاضعة لما تعرف بالمعارضة بـ(الثوار والمجاهدين).. وصدق من قال: ‘لكل داء دواء يستطاب به الا الحماقه اعيت من يداويها’!!

 

http://xeber24.org/142190.html

 

 

 

 

 

 

122

الوطنية.
..هل سوريا وطن أم دولة احتلال.؟!!

 

 

 

 

 

 

 

29 يوليو، 2014 · لوسرن‏ ·

إنني عندما طرحت السؤال ((ما هي الوطنية)) في البوست السابق أردت الوقوف من خلاله على نضج فكرة الوعي السياسي لدى الإنسان الكوردي وقد جاءت النتائج وكما توقعت مخيبة للآمال ولذلك فدعنا نقف بدايةً على تعريف الوطنية ومدلولاتها العامة وذلك بحسب الموسوعة الحرة؛ حيث تقول في ذلك؛ “اختلفت تعريفات الوطنية عند الباحثين باختلاف المناهج الفكرية لديهم فمنهم من جعلها عقيدة يوالي عليها ويعادي , ومنهم من جعلها تعبيرا عاطفيا وجدانيا يندرج داخل إطار العقيدة الإسلامية ويتفاعل معها. ومن ضمن هذه التعاريف: 1_ العاطفة التي تعبر عن ولاء الإنسان لبلده. 2_ انتماء الإنسان إلى دولة معينة يحمل حنينها , ويدين بالولاء لها. 3_ تعبير عن واجب الإنسان نحو وطنه. 4_ الوطنية تعبير قومي يعنى حب الشخص , وإخلاصه لوطنه. 5_ قيام الفرد بحقوق وطنه المشروعة في الإسلام”. وهكذا فإننا نجد في التعبيرات والتعريفات السابقة جميعاً بأن الوطن والوطنية تتمحور حول علاقة الإنسان بمكان الولادة والانتماء إلى جغرافية محددة تشعره بالأمان والارتباط بها.. وبالتالي فهي علاقة عاطفية وجدانية بين المرء ومكان إقامته (دولته)، لكن الدولة نفسها مصطلحاً سياسياً جديداً ومتغيراً معنى وحدوداً؛ حيث الدولة القومية في عصرنا تختلف عن الإمبراطوريات التاريخية السابقة كالعثمانية والرومانية وكذلك فهي غير الاتحاد الأوربي أو دول الخليج العربي والتي في طريقها إلى شكل جديد من أنماط الدولة القادمة وربما تكون فيدرالية أو كونفيدرالية.

 

وبالتالي وفي حالتنا السورية وتحديداً نحن الكورد، وبالمناسبة هي حالة كورد الأجزاء الأخرى أيضاً ماذا تكون سوريا لنا؛ هل هو وطن أم دولة احتلال وحيث نعلم بأن هناك جزء كوردستاني ملحق بالدولة السورية بموجب اتفاقيات دولية استعمارية. وبالتالي وحسب القانون الدولي تعتبر سوريا دولة احتلال لكوردستان وذلك إن كنا نعتبر قضيتنا في سوريا؛ “قضية أرض وشعب” وليس (مهجرين أو أقلية عرقية مهاجرة تعيش ضمن الأراضي السورية). وهكذا وفي هذه الحالة فإن سوريا لا تعتبر وطناً لي أنا الكوردي، بل تعتبر دولة احتلال وخاصةً إن سوريا نفسها كجغرافية سياسية لم تلد إلا من خلال مشروع استعماري تقسيمي.. وناهيكم عن السياسات الشوفينية والقوموية التي مورست بحقي كشعب وجغرافية وقضية والتي كانت توجب على الحركة السياسية والثقافية الكوردية أن تقوم ببلورة تلك المفاهيم السياسية في خطابها الفكري.. ولكن يبدو أن كلا الحركتين وتحديداً الحركة السياسية الكوردية خضعت تدريجياً للخطاب المبتور والملقن “أمنياً” أو على الأقل الخاضع له ولظروفه وبالتالي مارست نفاقاً فكرياً وأيديولوجياً بحيث شوهت بعض القيم المفاهيمية ومنها قضية الوطن والوطنية.

 

 

 

 

 

 

123

 

النظام السوري

هل سيقوم بتغيير موقفه من الكورد؟

 

 

 

 

 

 

يوم أمس توجهت المذيعة في تلفزيون (كلي كوردستانGali Kurdistan) ومن خلال نشرة الأخبار للساعة السادسة بتوقيت هولير بتوجيه السؤال التالي: أستاذ بير روسته م .. هل برأيكم سيقوم النظام السوري بتغيير مواقفه من الكورد وذلك على ضوء إتفاقية دهوك والتي تم توقيعها بين طرفي الحركة الكوردية..؟. طبعاً السؤال كان من جملة اسئلة توجهت بها إليّ وذلك من خلال الوقوف على ملف حول غرب كوردستان و”امكانية ارسال البيشمركة الى مناطق كوردية أخرى والانفتاح الغربي الامريكي على غرب كوردستان”.. وقد كانت إجابتي عليها؛ بأن النظام قد غير فعلاً من مواقفه السياسية بإتجاه الكورد، وما رأيناه من هجوم “داعش” على المناطق الكوردية ووقوف النظام متفرجاً ومن دون أن يحرك ساكناً حيث لم يقم بأي عملية عسكرية لوقف ذاك الهجوم ولم يحرك سلاحه الجوي لقصف تلك الميليشيات، بل ربما هيأ المناخ وذلك من خلال تركهم بالتحرك بكل سهولة لمحاصرة كوباني وإحتلال ريفها.. وبالتالي فإن النظام قد غيّر حقيقةً من مواقفه السياسية من الكورد والإدارات الذاتية الكوردية في الكانتونات. وهكذا ولم يمضي أربعة وعشرون ساعة على المقابلة فها نحن نقرأ اليوم خبراً في المواقع الكوردية _ومنها موقع ولاتي نت يقول: بأن “النظام يسلح العشائر لإيقاف أي تحرك كوردي” ويضيف الموقع نفسه؛ بأن “بعد الإعلان عن الاتفاقية بعدة أيام وبأمر من القيادة العسكرية في محافظة الحسكة طلب من كافة وحدات الأسايش الخروج من داخل المدينة واقتصار تواجدهم في الضواحي، تبع ذلك دعوة عدد من شيوخ العشائر العربية في المنطقة إلى العاصمة دمشق واللقاء بقيادات أمنية عالية المستوى، وبحسب مصادر مطلعة فإن اللقاء تمحور حول الحد من نفوذ القوى الكوردية وإبداء المخاوف إزاء النتائج المتوقعة من اتفاقية دهوك، وكأحد نتائج الاجتماع تم إقرار تسليح هذه العشائر للتصدي لأي تحركات كوردية محتملة”.

 

وهكذا فإن النظام سوف يحاول تحريك تلك التجمعات البشرية لبعض القوى والعشائر العربية وعلى الأخص منهم “عرب الغمر” المتواجدين في عمق الجغرافية الكوردية في غربي كوردستان وتحديداً الشريط العنصري والذي يعرف بالحزام العربي (الأخضر) كونهم؛ أي عرب الغمر هم كانوا أكثر المستفيدين من النظام الحالي (البعثي الأمني) وسوف يكونون هم أكثر المتضررين من أي تغيير سياسي جديد في المناطق الكوردية. وبالتالي تستوجب من الإدارة الذاتية في كانتون الجزيرة خاصةً أن تتدارك جيداً مخاطر هذه القضية الإستراتيجية وآثارها .. وهذه ليست دعوة للتحريض العنصري ضد المكون العربي في المناطق الكوردية، لكن فقط للإنتباه حيث علينا أن لا نعيد تجربة شنكال وخيانة بعض “المكونات العربية العشائرية” لقيادة إقليم كوردستان (العراق) في مساعدتهم لتنظيم “داعش” في إحتلالها لمناطق زمار وشنكال وغيرها من المناطق الكوردستانية.. خاصةً وحسب الخبر فإن النظام قام مؤخراًبل وسابقاً أيضاً بتسليح بعض العشائر ومنها؛ “عشيرة طي، عشيرة جبرو، عشيرة حرب، إضافة لوجهاء من الغمر، على أن يتسع هذا التسليح ليشمل فروع هذه العشائر في مدينة قامشلو والقرى المحيطة بها”. ويضيف الموقع بأن “..يتم منح مبالغ

124

مالية ضخمة إضافة للمعدات لكل متظوع في هذه الميليشيات التي تسمى (جيش البعث)”، حيث لكل جندي منها وبحسب الموقع مبلغ “35 ألف ليرة سورية إضافة لبدل الطعام، ناهيك عن الحوافز وغيرها من مغريات التطوع”.. لذلك نأمل الحذر، حيث النظام يخطط لخلق المزيد من الصراعات والحروب والكوارث بحق مناطقنا وذلك بعد أن تيقن تماماً بأن الكورد بدؤوا ينسقون معاً وبرعاية مباشرة من قيادة إقليم كوردستان (العراق).

 

…نأمل لشعبنا وحركتنا وإداراتنا الذاتية كل السلامة، والوصول إلى تحقيق النظام الديمقراطي الفيدرالي في سوريا بحيث تنال كل المكونات المجتمعية حقوقها وفق دستور جديد للبلاد يضمن حقوق الجميع ومنها حق شعبنا الكوردي في نيل حقوقه السياسية والمدنية الديمقراطية المشروعة.

125

الكرد والآفاق المستقبلية

الكرد يحققون نجاحات سياسية

ثورة 19 تموز

بين المأمول والواقع على الأرض.

رغم إننا لا نؤمن بمقولة الثورة والثورات كثيراً، لكن ذاك ما تم الإصطلاح عليه من قبل القائمين على الإدارة الذاتية وبالتالي فإن إستخدامنا للمصطلح هو من باب الإشارة والتعريف بالموضوع حيث مجتمعاتنا الشرقية ما زالت تتخبط في حالة الفوضى والحروب الوجودية وهو بعيد عن إنجاز ثوراته الحقيقية في هذه المرحلة التاريخية، كون الثورات تحتاج إلى نضج فكري مجتمعي ونهضة ثقافية حضارية تؤسس لها إقتصاد وطني حقيقي وهذا ما نفتقر إليه في الشرق عموماً وعلى الأخص أبناء الشعب الكوردي والتي لها بالتأكيد أسبابها الخارجية المتعلقة بظروف الإحتلال وتقسيم كوردستان بين عدد من الدول الغاصبة، كما لها أسبابها الداخلية وذلك من بيئة وطبيعة المجتمع القبلي والحياة الزراعية القروية التي لا تساعد على التأسيس لتنمية إجتماعية تشكل الوعي الفكري القادر على إنجاز ثورته الإجتماعية ولذلك يمكننا القول؛ بأن ما يجري في سوريا والمنطقة عموماً هو إعادة فرز قوى مجتمعية جديدة لتقاسم النفوذ والسلطة مع قوى مجتمعية قديمة تسيدت المشهد السياسي لقرن كامل وبإستفراد سياسي أسست لديكتاتوريات أيديولوجية عسكرية قوموية، كما في سوريا والعراق وتركيا أو مشايخ وحكومات ثيوقراطية دينية قوموية مثل إيران والسعودية.

إذاً وبقناعتي؛ ما زالت المجتمعات الشرقية تحتاج إلى روافع ثقافية مجتمعية وإقتصادية تنموية لتنجز ثوراتها الحقيقية القادمة، أما مرحلياً فربما لن يتعدى توزيع للأدوار وتقاسم للسلطة داخل هذه الجغرافيات التي قد تشاهد بعض الإنزياحات في الحدود الداخلية والخارجية .. لكن ورغم ما سبق وبخصوص ما يعرف إصطلاحاً بـ(ثورة 19 تموز) فبقناعتي أن الكورد قد حققوا بعض المكاسب التي ترتقي للمنجز التاريخي وذلك على الرغم من إدراكنا بان لا منجزات في ظل الحروب الداخلية وأن أكبر إنجاز في هكذا ظروف عصيبة؛ هو أن تحافظ قدر الإمكان على السلم الأهلي وحياة المواطنين والمناطق التي هي تحت إدارتك الذاتية .. وهكذا فيمكننا تلخيص وإختصار أهم منجزات الكورد وإدارتهم الذاتية بما يلي:

أولاً – الحفاظ على المناطق الكوردية بعيدة قدر الإمكان عن دائرة الصراع والحرب الأهلية وذلك على الرغم من كارثة كوباني.

ثانياً – إدارة المناطق الكوردية ضمن توافق عرقي أقوامي حافظ على السلم الأهلي.

ثالثاً – تشكيل بعض الإدارات والمرافق التي تهتم بحياة المواطن من معيشة وتعليم وأمن وذلك رغم الإمكانيات القليلة.

رابعاً – بناء قوات عسكرية “وحدات حماية الشعب والمرأة” كقوة عسكرية تدافع عن وجود شعبنا ومناطقنا ضد هجمات القوى التكفيرية.

خامساً – التعريف بالكورد من خلال التأكيد على إنه بعيد عن ثقافة التشدد الديني وإن مشاركة المرأة في الحياة المدنية والعسكرية أعطى للكورد وجهاً حضارياً مشرقاً لدى الرأي العام العالمي مما أكسب القضية الكوردية تعاطفاً دولياً.

سادساً – القيام بعدد من الفعاليات والنشاطات الديبلوماسية للتعريف بالكورد وعدالة قضيتهم وبالتالي مشاركتهم في رسم سياسات سوريا القادمة.

سابعاً – الإهتمام بالثقافة الكوردية وجعل اللغة الكوردية هي اللغة الرسمية الأولى في التعليم والتي سوف تؤسس شخصية كوردية مستقبلاً مع الجيل الناشئ.

126

وهكذا وكما لكل قضية جوانبها المشرقة فكذلك لها جوانبها المظلمة والظليلة حيث وللأسف؛ فإن شعبنا وحركتنا السياسية لم تقدر على أن تتوافق على مشروع سياسي وبالتالي فإن الحركة والمجتمع ما زال يعاني من شرخ في بنيته وهذا ما يضعف موقف شعبنا ضمن المعادلة السياسية السورية، كما إنها تسببت إلى حد كبير في هجرة العديد من أبناء شعبنا إلى الشتات ودول الجوار رغم معرفتنا بأن ظروف الحرب والمعيشة والفوضى وغياب الأمن ومؤسسات التعليم وغيرها قد ساهمت جميعاً في هجرة مواطني الكانتونات والإدارة الذاتية، لكن وللأسف فإن الخلاف السياسي بين كل من المجلس الوطني الكردي وحركة المجتمع الديمقراطي والتي تقود العملية السياسية في مناطق الإدارة الذاتية قد خلق شرخاً إجتماعياً إن لم يتم تداركه ومعالجته من خلال توافق سياسي وتشارك في إدارة العملية السياسية في مناطقنا، فقد نشهد مستقبلاً عدداً من الأزمات الداخلية وصراعاً كوردياً – كوردياً وبالتالي نعيد تجربة بلدان المنطقة العربية و(ثوراتهم) أو بالأحرى صراعاتهم الداخلية وما يلحقها من كوارث مجتمعية ثقافية وإقتصادية ولذلك نأمل من فريقي الصراع الكوردي، تدارك هذه القضية الإشكالية كي لا نشهد المزيد من الكوارث الوطنية.

http://press23.com/?p=9585

القضية الكوردية

.. والرمال المتحركة؟!

 

 

 

 

 

 

 

9 يوليو، 2015 ·

ـــــــــــــــــــــــــــــــ إن المسألة الكوردية في الشرق الأوسط باتت تشبه الرمال المتحركة بالنسبة للأعداء؛ حيث كيفما تحركوا سوف يزدادون غرقاً وإنغراساً فيها مما أوقعت تلك البلدان المستعبدة لكوردستان أن تحسب ألف حساب وذلك قبل أن تقدم على أي عمل متهور أحمق ضد المسألة الكوردية ومنها قضية حشد القوات التركية على الحدود والقيام بإجتياح المناطق الكوردية في سوريا؛ فهي إن قامت بذلك سوف تفتح على تركيا عدد من الجبهات، ربما أقلها ضرراً الجبهة الداخلية والتي قد تعجل في تفجير الوضع الداخلي والذي هو متأزم سلفاً، ناهيك عن الرفض الذي سوف تلاقيه من الدول الإقليمية والدولية وكلٍ منطلقة من مصالحها الحيوية والإستراتيجية في المنطقة حيث الدول العربية سوف تعتبره إعتداءً على مصالح الأمة وإيران من جهتها ستعتبر ذاك إمتداداً للنفوذ التركي “السني” وتهديداً لمصالحها الجيوسياسية في المنطقة وأخيراً هناك أمريكا والغرب عموماً والتي لن تقبل بعملقة أحد الأطراف في منطقة الشرق أوسط لتهدد مصالحها الحيوية والإستراتيجية .. وأخيراً وإن قامت تركيا بتلك الخطوة الحمقاء أي إجتياح الحدود سوف تقوم بتوحيد جزئين من الأقاليم الكوردستانية المستعبدة وتكون بذلك قد ساهمت في عملية وحدة الجغرافية الكوردستانية والتي هي على الضد منها وبالمطلق.

 

ولكن وبالمقابل فهي إن لم تقم بذاك الإجتياح العسكري للحدود، فها هم الكورد يشكلون إقليمهم الجيوسياسي وذلك على غرار إخوتهم في الضفة الأخرى؛ “جنوب كوردستان” حتى وإن لم يكن تحت مسمى كوردي كوردستاني، لكن تدرك تركيا تماماً بأن حقيقة الكيان هو كذلك ولو بمسميات “الأمة الديمقراطية” وكانتونات ذات إدارات ذاتية، لذلك فهي تحاول قدر الإمكان الوقوف في وجه المشروع السياسي لأبناء “غربي كوردستان” وتحاول منعهم وبشتى السبل والوسائل من الوصول لغاياتهم، لكن وكما عنونت المقالة؛ فقد أصبحت المسألة الكوردية لهذه الدول الغاصبة والمستعبدة لكوردستان كـ”الرمال المتحركة” فكيفما تحركوا فيها غاصوا وغرقوا فيها أكثر حيث باتت تشكل لهم قلقاً وفخاً، بل رعباً وكابوساً حقيقياً لتلك الدول والحكومات الغاصبة وخاصةً بعد بروز القضية الكوردية على الصعيدين السياسي والإعلامي إقليمياً وعالمياً والتي هي الأخرى؛ أي بروز المسألة الكوردية وفي الآونة الأخيرة على الأخص مرتبطة بالكثير من العوامل الجيوإستراتيجية ومصالح الكثير من الدول ذات النفوذ بالمنطقة ومن جهة أخرى بالوعي السياسي والعامل الذاتي الكوردي .. ولذلك وللأسباب السابقة جميعاً تجدني متفائلاً بمستقبل القضية الكوردية وفي الأجزاء الأربعة من كوردستان.

 

 

127

ــــــــــــــــــــــــــــــــــ رابط المقال على موقع خبر24

http://xeber24.org/nuce/75103.html

 

 

 

 

سوريا القادمة.؟!!

..هي سوريا المشاركة والتوافق و (PYD) جزء من الحكومة.

 

هناك مقولة في السياسة تقول؛ اقرأ في المستقبل لكن عليك أن لا تؤكد على محققات ما وفق تلك القراءة، بمعنى لتكن استقراءك للواقع وفق منظور علماني سوسيولوجي لكن لا تؤكد وبطريقة حتمية (طريقة النبوة) بأن مجرى الأحداث سوف تؤدي إلى النتائج الحتمية التالية وبالتالي تكون حكمت على قراءتك بالجمود والثبات بينما الواقع والتاريخ في حالة حركة و”ميوعة” ولا ثبات وهكذا فهي في توقعاتها وأحداثها تشبه حالة الطقس؛ حيث نظرية الفراشة والتي تقول بأن في ظروف مناخية معينة وضمن جغرافية وبيئة ما سوف تكون درجات الحرارة وقوة الرياح وارتفاع الأمواج والأمطار وكمياتها.. محددة بالأرقام التالية.. ولكن يتركون حيزاً لحركة غير متوقعة كأن تطير فراشة ضمن ذاك الحيز المكاني والزماني وبدون توقع فعندها ستكون تلك القراءات السابقة غير دقيقة وهكذا سميت بجناح الفراشة والتي أثرت طيرانها على مجمل القراءات المناخية وأرقامها.. وهكذا هي السياسة علينا أن نترك دائماً حيزاً انزياحياً لجناح الفراشة المفاجئ وحركيتها وتأثيرها في مجمل الواقع المناخي أو السياسي.

ولكن ورغم ذاك وفي ضوء الواقع الراهن على الأرض وكذلك على ضوء مجموعة القرارات والتوصيات والمبادرات الإقليمية والدولية فإن المرء يستقرأ نهاية غير قريبة للثورة السورية؛ كون السيناريو المرسوم للحالة السورية هي إنهاك كل الأطراف المتورطة السورية وكذلك الإقليمية والوصول إلى قناعة مفادها؛ لا بديل عن حكومة شراكة وطنية توافقية بحيث كل المكونات السورية الدينية والأتنية العرقية تشارك فيها.. وبالتالي فإن هناك خطة مدروسة لإطالة عمر الصراع بالبلد بحيث كل أطياف المجتمع ليس في سوريا فقط بل وعموم منطقة الشرق الأوسط تطالب بوقف هذه الحرب المدمرة لكل المنطقة والجلوس إلى طاولة الحوار والمفاوضات وبدون إقصاء أي طرف وهكذا فإن كل القوى وخاصةً المتواجدة على الأرض (عسكرياً وسياسياً) سوف تكون لها حصة قوية في إدارة شؤون البلاد وربما لهذا السبب نجد بأن الجميع يبحث له عن موطئ قدم على الأرض.. وهكذا وعلى ضوء الواقع على الأرض فإن الحالة الكوردية وحسب قناعتي ستبقى بيد الإخوة في الاتحاد الديمقراطي وخاصةً الجماعة معروفين بسياستهم البراغماتية وسرعة التغيير في المواقف أو نقل البندقية من كتف لكتف وذلك على الرغم من كل ادعاءات الطرف الآخر بأن مصيرهم مرتبط بنهاية الثورة وترديدهم لمقولة بأن في الحالتين سيتم التخلي عن خدماتهم؛ أي في حال فوز النظام أو المعارضة ولكن ودون أن يحسبوا بأن الغلبة لن يكون لطرف على حساب الآخر حيث بات الجميع على قناعة بأن استفراد أحدهم بالسلطة يعني أن المشكلة باقية وبدون حلول وبالتالي دوامة العنف إلى ما لا نهاية وذاك ما لا يقدر أحد على تحمل نفقاته وتكاليفه وبالتالي لا بد من التوافق والجلوس إلى طاولة الحوار والمفاوضات والقبول بالآخر شريكاً سياسياً.

128

إذاً لنحاول أن نؤسس لحالة كوردية توافقية؛ إما الاقتداء بالتجربة العراقية والفيدرالية وعلى المستوى الإقليمي (الكانتونات) وتقسيم السلطة مناصفةً بين المجلسين الكورديين (الوطني الكوردي وغرب كوردستان) وبالتالي حكومة شراكة وطنية إن كان على المستوى السوري العام وكذلك الكوردي الخاص أو التحكيم إلى صناديق الاقتراع والانتخاب وبالتالي استلام أحد المجلسين للحكومة (الادارة الذاتية أو الفيدرالية) في المناطق الكوردية وعلى الأغلب سوف يكون مجلس غرب كوردستان وهكذا يكون المجلس الوطني الكوردي يعمل كمعارضة إلى حين الانتخابات القادمة وفي هذه المرحلة ربما نشهد بعض الصراعات الدموية أيضاً في واقع سياسي مثقل بثقافة الالغاء والديكتاتورية والتفرد بالسلطة وبالتالي حكومات شبيهة بالتجربة العربية في الاستبداد والقمع إلى حين تشهد المناطق الكوردية ربيعها الثوري هي الأخرى وربما بأقل تكلفة ومدة زمنية حيث الاستفادة من تجارب الآخرين والسرعة في زمن التقانة الحديثة وبالتالي تجاوز المراحل التاريخية بفترات زمنية أقل.. ولكن ورغم كل ما سبق فلا يمكن وكما قلنا في البداية أن نؤكد على رؤية واحدة في السياسية وعلينا أن لا نستبعد أي احتمال آخر فكل شيء وارد في عالم السياسة.

 

كوردستان ..

هل بات إعلان إستقلالها قريباً؟!

إن قضية إستقلال كوردستان ونقصد هنا ومرحلياً؛ إقليم كوردستان (العراق) باتت من الأحداث والمواضيع الساخنة في المشهد العراقي “كوردياً وعربياً”، بل وحتى إقليمياً ودولياً حيث هناك القوى والأحزاب الكوردستانية التي تتطلع لإجراء الإستفتاء قريباً لتكون مقدمة شعبية وقانونية لطرح مبدأ الإستقلال، كما أن هناك في الآونة الأخيرة بعض الأصوات العراقية العربية هي الأخرى تطالب بإستقلال وإنفصال الكورد عن الجسد العراقي، إن كانت عن قناعة للبعض ومن منطلق حق سياسي للكورد وهم القلة أم كانت نتيجة ردود أفعال وتشنجات عصبية، كما صرح به مؤخراً “د. محمود المشهداني”، رئيس برلمان العراق الأسبق حيث ومن جملة ما قاله في إحدى مقابلاته التلفزيونية؛ “إذا إنفصل الكورد سوف تتعافى العراق” وذلك على الرغم من إعترافه، بأن كوردستان لم تكن يوماً جزءً من العراق.

وكذلك فإن تحركات وسياسات الحزب الديمقراطي الكوردستاني والرئيس بارزاني خلال الفترة الماضية الإقليمية والعالمية كانت جميعها وفي جزء أساسي منها؛ هي معرفة ردود القوى الإقليمية والدولية من مسألة إجراء الإستفتاء وإعلان الإستقلال للإقليم الكوردي وقد كانت زيارته لكل من السعودية وتركيا والولايات المتحدة الأمريكية من أهم تلك الزيارات وأعقدها بخصوص القضية ويبدو أنه قد نال بعض الإشارات من مراكز القرار الإقليمي والدولي، حيث رأينا خطاب التصعيد السياسي والتهديد بالإستقلال في أزمة النواب العراقيين في بغداد وكذلك في عموم الملفات الخلافية مع الحكومة المركزية، بل إن الديمقراطي الكوردستاني أستخدم هذه الورقة السياسية حتى مع خصومه التقليديين داخل إقليم كوردستان ونقصد به تيار الاتحاد الوطني مع الفرع المنشق عنه “حركة كوران” وذلك من خلال الإيحاء بأن هناك من يقف (حجر عثرة) في طريق إستقلال كوردستان.

129

لكن جاء الرد من الحزبين السابقين؛ الاتحاد الوطني وحركة كوران بعد إجتماعهم الأخير وما تمخض عنه بخصوص القضية حيث يقول البند الثالث من البلاغ الختامي والذي عقد بين اعضاء القيادة المشتركة للاتحاد الوطني الكوردستاني وحركة التغيير، اليوم الثلاثاء، في مدينة السليمانية، ما يلي: “تم التأكيد على أهمية الحفاظ على وحدة الصف والبيت الكوردي ووحدة الشعب وأرض كوردستان، والعمل من أجل محو آثار الإدارتين المنفصلتين في كوردستان”، ويضيف البلاغ ليقول في البند السادس منه ما هو التالي؛ “دعم وإسناد حق تقرير المصير وتنظيم الإستفتاء وإعلان الإستقلال، وتقرر الاستعداد لذلك والإعلان عن الخطوات اللاحقة في أوقاتها المناسبة”. وهكذا فإننا أمام مشهد سياسي بات يرتسم ملامحه بوضوح بحيث من كان يحسب على المحور الإيراني والمناهض لإستقلال كوردستان، بات هو الآخر يعلن بكل وضوح وشفافية موقفه السياسي من القضية وبأنه مع إستقلال الإقليم الكوردستاني ولذلك جاء السؤال؛ هل بات إستقلال كوردستان قريباً؟!

أعتقد ما زالت الإجابة صعبة عن هذا السؤال وذلك في ظل حالة العنف والإرهاب التي تشهدها المنطقة وضرورة الحفاظ على وحدة القوى التي تحارب المجموعات الإسلامية الراديكالية وعلى الأخص منها تنظيم “داعش” الإرهابي، لكن وبنفس الوقت هي فرصة تاريخية للكورد لكي يضغطوا على القوى الإقليمية والدولية للحصول على إستقلالهم السياسي، كون الدولة الديمقراطية الفيدرالية في الشرق تعاني من أزمات مجتمعية كثيرة.. وهنا فقط نود أن نطرح سؤالاً واحداً على كل أولئك الذين روجوا عن الحزبين المذكورين وعلى الأخص منهما حركة كوران بأنهما عملاء إيران وهم (ضد إستقلال كوردستان)، ألا تشعرون بالخجل من أنفسكم وأنتم تخوّنون تيار سياسي عريض له تاريخه النضالي في الحركة الكوردية حيث مهما إختلفنا معهم في القراءات والرؤى والمواقف السياسية، إلا أن الأخلاق والضمير والشرف والميثاق السياسي، بل المصلحة الوطنية الكوردستانية تفرض علينا جميعاً أن لا نطعن في ظهر الأخ والشريك السياسي .. فهل ستكون عبارة ورسالة لكم أيها (الثوار الفيسبوكيين)!!

 

الكورد..

من الإشكالية إلى الشراكة السياسية!!

تعتبر القضية الكوردية إحدى أهم وأعقد القضايا القومية العالقة ليس فقط في المنطقة بل وعلى المستوى العالمي؛ حيث المساحة الجغرافية الممتدة بين درجتَي العرض 34° و39° ودرجتَي الطول 37° و46° والتي تقدر بحوالي 500,000 كم2 تقريبًا مع إستيعاب لخزان بشري هائل يقدر بأربعين مليون نسمة وموزعين ومقسمين وفق إتفاقيات إستعمارية بين أربعة دول (سوريا، العراق، إيران وتركيا) والتي تعاملت؛ أي تلك الدولة الإستعمارية الإستعبادية الغاصبة لكوردستان بمفهوم “الأرض المحروقة” مع شعبنا وقضيتنا حيث وفي الدول الأربعة تم تهميش، بل ومحاربة الكورد بمختلف الأسلحة والسياسات العدائية وصلت إلى درجة الإبادات الجماعية وإستخدام الأسلحة المحرمة دولياً، كما حصل في الأنفال وحلبجة من قبل النظام العراقي السابق وذلك في محاولة من تلك الحكومات والدول الغاصبة لإلغاء ما كان يشكل لهم أرقاً ومشكلة سياسية (وطنية) حيث وللأسف كان وما زال يتم التعامل مع المسألة الكوردية على إنها “مشكلة داخلية وطنية” ويجب التخلص منها وذلك ليس من خلال حلها حلاً سياسياً ديمقراطياً، وإنما بالقضاء عليها من خلال إنكار وجودها ووجود قضية شعب له من الحقوق ما لغيره من شعوب المنطقة في الحرية والحياة الكريمة وفي وطن حر مستقل وذلك إسوةً بكل شعوب العالم.

130

لكن ومع بدايات وصول رياح التغيير للمنطقة الشرق أوسطية وسقوط النظام العراقي السابق وتوفير منطقة حماية للإقليم الجنوبي إقليم كوردستان (العراق) فقد أنتقلت المسألة الكوردية من ملف داخلي أمني لدول المنطقة إلى قضية سياسية تحتاج لحل سياسي وقد نجح الكورد في الإقليم مع قيادتها السياسية وحنكتهم الديبلوماسية أن يضعوا الكورد وبقوة كأحد أهم اللاعبين في العراق وذلك من خلال كتابة الدستور وجعل وضع الإقليم وضعاً دستورياً قانونياً ومن ثم العمل لإيصال القضية الكوردية إلى المحافل الدولية على إنها قضية شعب تعرض للظلم والغبن والتهميش على أيدي دول المنطقة والعالم وقد حان لهذا الشعب أن ينال حقوقه العادلة وقد نجحت الديبلوماسية الكوردية إلى حد كبير لإيصال تلك الرسالة للعالم، وربما النجاح الثاني جاء بعد “ربيع الثورات العربية” في المنطقة وخروج الإرهاب والتطرف الديني من قمقمه الإسلامي الداعشي ليكون الكورد وقواتهم الباسلة؛ “البيشمركة والكريلا ووحدات حماية الشعب” هي القوات الأكثر قدرة وفاعلية على التصدي ومواجهة تلك المجاميع التكفيرية السلفية وبذلك إنتقل الكورد من مرحلة الإشكالية كإحدى مشاكل المنطقة إلى ما يمكن إعتبارهم أحد أهم الشركاء واللاعبين على مستوى المنطقة لمواجهة الفكر الظلامي الداعشي.

وهكذا فقد حطم الكورد مع بدايات هذا القرن قيد الإستعباد، ليكونوا فرسان الشرق مرة أخرى لكن ليس فرساناً (تحت الطلب) كما كان يستخدمون سابقاً، بل فرساناً لقضيتهم والتي خرجت من ملفات الدوائر الأمنية لتصبح قضية عالمية وليس فقط إقليمية، وقد بات الكورد يحظون بالتعاطف الدولي وتأييدهم وتأييد حقوقهم وفي أجزاء كوردستان الأربعة حيث وعلى الرغم من بعض الإختلاف والخلافات الداخلية والتي تؤثر سلباً على شعبنا وقضيتنا، إلا أن القضية الكوردية قد تجاوزت عتبت أن تكون رهينة لمشاريع إقليمية ودولية وباتت كل دول العالم تدرك أهمية كوردستان؛ كجغرافية وموارد وإمكانيات بشرية وإقتصادية بحيث إن حلها ستكون أحد أهم عوامل إستقرار المنطقة ورعاية مصالحهم الإستراتيجية، بل إن الكورد سيكونون عامل توافق وسلام بين كل مكونات المنطقة وذلك لخصوصية المجتمع الكوردي الذي يتسم بالإعتدال الديني والثقافات المتنوعة والمتشاركة مع كل من المكونات الأساسية الثلاث الأخرى؛ الترك والعرب والفرس.

وبالتالي؛ فإن حل المسألة الكوردية في هذه الدول لن يساهم فقط في حل مشكلة وقضية سياسية وطنية لشعب تعرض للغبن على مر التاريخ الحديث، وإنما سوف يساهم أيضاً في إستقرار المنطقة ورعاية مصالح الغرب من جهة ومن الجهة الأخرى سيكون الكورد عامل توحد ومشاركة وربط بين المكونات المجتمعية الأخرى في منطقة الشرق الأوسط .. ولذلك المطلوب من القيادات السياسية الكوردستانية؛ التحضير للمرحلة المقبلة وليكونوا أحد أحد أهم الشركاء الذي يرسمون سياسات المنطقة وكوردستان.

ـــــــــــــــــــــــــ مقالتي على جريدة كوردستان للحزب الديمقراطي الكوردستاني _ سوريا .. وإليكم رابط الجريدة.

https://www.dropbox.com/s/8jrgga1if8w8mev/%D9%82%D8%A7%D9%85%D8%B4%D9%84%D9%88%D9%88-2.pdf?dl=0

 

الكرد ..

من أدوات محليين إلى شركاء سياسيين!!

131

كتبت بوستاً بخصوص العلاقة الغير متكافئة بين كل من تركيا من جهة والمعارضة السورية بشقيه الكردي والعربي من الجهة الأخرى، أو بالأحرى استخدام تركيا لتلك القوى التي تشكل جسم المعارضة السورية حيث قلت؛ إننا ندرك تماماً اللعبة التركية في تحريك بعض الجماعات السورية من الكرد والعرب ضد مشروع الإدارة الذاتية وحزب الاتحاد الديمقراطي والمؤسسات التابعة لها، بل ربما نتفهم الموقف (العربي)، لكن المشكلة لدى بعض (أكرادهم) حيث هؤلاء كمن يحرق بيته لخلافه مع أخيه وللأسف .. نأمل حقيقةً أن نتجاوز قضية الخلافات الحزبية حيث تبقى الإدارة وبكل علاتها وأخطائها وسلبياتها أفضل من التيارات العروبية الإخوانية والطورانية التركية ولذلك ندعو الإخوة أولئك إلى القيام بمراجعة سياساتهم والخروج من تحت عباءة الآخرين لنقدر أن نضغط على الإدارة الذاتية القبول بمبدأ المشاركة التوافقية أو على الأقل تتحول تلك الكتلة الكردية لمعارضة وطنية تنال دعمنا ودعم شريحة واسعة من المجتمع الكردي .. فهل تصل الرسالة!!

وقد جاءني الإجابة التالية من أحد الإخوة متسائلاً؛ “أي مشروع لحزب الأتحاد الديمقراطي؟؟”. مما دعاني لكتابة الإجابة التالية رداً على تعليقه حيث قلت؛ يبدو أن الروس والأمريكان يجب أن يأخذوا بعض الدروس منا صديقي .. فعلاً مؤسف أن لا نعيش الواقع!!! لكن يبدو أن صديقنا لم يقتنع بإجابتي حيث كتب هو الآخر مجدداً ومعلقاً بما يلي: “الواقع يقول أن الجميع على الارض السورية مجرد ادوات ومن بينهم سلطة الاسد وحزب الاتحاد الديمقراطي في نفس الحزب يوجد عدة اشخاص يقبضون اموال ضخمة بعد اختراقهم من قبل اميركا وأشخاص في الادارة الذاتية مجرد لصوص هدفهم هو جمع الاموال وتسويق الشباب الى المحارق هكذا كل مافي الامر ودوره هذا الْحزب سينتهي عاجلا ام اجلا”.

وبذلك فقد أجبرني على الرد مجدداً ولأقول؛ للأسف هذا تبسيط للأمور والقضية صديقي؛ طبعاً ندرك جميعاً بأن بهذا أو ذاك الشكل تكون الكلمة الأولى للدول السيادية مثل الروس والأمريكان، لكن تلك (الأدوات) التي تشير إليها لن يقدموا الخدمات مجاناً، بل من خلال نيل بعض الحصص وهنا لا أقصد المال والرشاوي لبعض المتنفذين، رغم إنني لا أنكر ذلك وبأن هناك فاسدين في كل مكان، بل أقصد نيل إمتيازات على مستوى القضايا الوطنية والمشاريع السياسية فالدول العربية لم تنل إستقلالها إلا بعد أن أستخدمه الإستعمار الغربي ضد الخلافة والإحتلال العثماني وكذلك هناك الأمثلة العديدة التي يمكن أن نسوقها بخصوص المسألة، لكننا سنكتفي بما سبق حيث من لا يريد أن يقرأ ويرى حركة التاريخ لن تقنعه كل النظريات السياسية!!

وهكذا يمكننا القول؛ بأن الكرد وبعد عقود وأحقاب من ظلم الجيران وشعوب المنطقة، بدؤوا يدركون ويجيدون اللعبة السياسية حيث التجارب علمتهم؛ بأن لا يمكن نيل الحقوق فقط من خلال البنادق، بل يلزم ذلك توفر المصالح وقدرتك على الإثبات بأنك ستكون شريك وحليف مستقبلي تحقق للدول السيادية مصالحهم الحيوية في المنطقة.. إذاً وبعد إنتكسات ومآسي وكوارث عدة وبعد العديد من المعاهدات والإتفاقيات المخيبة لآمال الشعب الكردي من “سايكس بيكو” و”لوزان” وغيرهما، فها هم الكرد يتحولون إلى شركاء سياسيين لدول سيادية مثل الروس والأمريكان وذلك من بعد أن كانوا بيادق بيد قوى إقليمية محلية حيث ومنذ سنوات حقق الكرد في الإقليم الجنوبي (العراق) ما يشبه الدولة المستقلة، بل هي في واقع الأمر دولة مستقلة وليست لبغداد أي سلطة عليها، لكن فقط ينقصها الإعتراف الدولي وإن حكومتها -أي حكومة الإقليم- بصدد إجراء الإستفتاء في الشهر القادم لتكون بدايةً للإعتراف الدولي بإستقلالها.

وكذلك فإننا نجد بأن أبنائنا في روج آفا؛ الإقليم الغربي من كردستان يسيرون هم الآخرين على درب تكوين الهوية الوطنية من خلال مشروعهم السياسي وما يعرف ب”الأمة الديمقراطية” وما نأمله أن لا تقف بعض الأطراف الكردية الأخرى “حجر عثرة” في الدرب وبأن لا يكونوا “يد الفأس” التي تقطع الشجرة، فهل نلقى الإستجابة؟!

 

 

استقلال كوردستان

..بين الإعلان والإقرار على الأرض!!

 

132

يزداد مؤخراً الجدل واللغط بين الأوساط السياسية والثقافية الكوردية حول قضية إعلان إقليم كوردستان (العراق) للاستقلال والانفصال عن المركز بغداد وذلك عبر استفتاء شعبي عليه ومن بعد موافقة وإقرار البرلمان الكوردستاني والذي يعبر عن مختلف القوى والكتل السياسية الكوردستانية وليس فقط الكوردية؛ كون هناك كل القوى التي تمثل مكونات الإقليم القومية والدينية والسياسية المختلفة وبالتالي فإن موافقة البرلمان تعني موافقة القوى السياسية المختلفة في الإقليم.. لكن بقناعتي الشخصية، أن قضية الاستفتاء وعرضها على البرلمان وكذلك من خلال الترويج الإعلامي له يهدف من وراءه لشيئين؛ إما قبول بغداد للمشاركة والتعددية السياسية وبالتالي تنحي حكومة نوري المالكي الطائفية والقبول بالواقع الجيوسياسي الجديد وخاصة مسألة المناطق الكوردستانية المستقطعة والتي أعيدت أخيراً للإقليم بدخول قوات البيشمه ركة إلى كركوك وغيرها أو التهديد بإعلان استقلال كوردستان. وهكذا فإن المسألة برمتها برأي الشخصي تدخل في باب الضغط والمساومات السياسية بين أربيل وبغداد أكثر ما هي دعوة فعلية للانفصال والاستقلال، مع العلم أن مسألة الاستقلال حق طبيعي بل بات ضرورياً لأن يكون للكورد دولتهم القومية وكأي شعب وأمة في العالم وليكون لنا شخصيتنا الاعتبارية بين شعوب العالم.

لكن ورغم كل هذا وذاك.. فإني من المؤمنين بأن عراق فيدرالي ديمقراطي مدني أفضل من دولة كوردية ديكتاتورية مستبدة وربما هذا يزعج بعض الإخوة لكن تلك هي قناعتي الشخصية.. وبالأخير فإن القرار يبقى لكورد الإقليم الكوردستاني في الجنوب قيادةً وقواعد وإنني على قناعة تامة بأن الإقليم لن يقدم على خطوة بهذا الحجم ويحدد مصير الكورد عموماً وليس فقط كورد إقليم كوردستان (العراق) وذلك من دون دراسة وقراءة واقعية موضوعية لمجمل الظروف الداخلية والخارجية وانعكاساتها على القضية الكوردية واقعاً حاضراً ومستقبلاً أيضاً.. وهكذا فإننا نأمل ونعمل على بزوغ فجر حقيقي للحرية في بلداننا وتحقيق حياة أكثر هدوءً واستقراراً وذلك من خلال التأسيس لقيم الديمقراطية والحياة المدنية الحقيقية بين مختلف المكونات الاجتماعية المتعايشة معاً على رقعة هذه الجغرافيات وعبر تاريخ من العلاقات الاجتماعية الحضارية ولكن وبنفس الوقت مدركين بأن الواقع الشرقي هو واقع مأزوم فكرياً وأخلاقياً ويحتاج إلى عدد من العقود والسنوات لتحقيق هذا الحلم الإنساني.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

الكورد..

قوة سياسية جديدة في المنطقة.

133

 

 

 

 

 

يتساءل الكثير من الإخوة والأصدقاء؛ لما تعتمد الاستراتيجية الأمريكية الجديدة والغربية عموماً على الكورد من بين كل شعوب المنطقة في المرحلة الأخيرة وذلك على الرغم من وجود حليف استراتيجي كالدولة الإسرائيلية مثلاً.. وللإجابة على السؤال السابق، علينا أن نقرأ واقع شعوب ومكونات المنطقة وحيثياتها ومشاريعهم الاستراتيجية وذلك للإستدلال على أهمية الكورد كلاعب جديد وأساسي في المنطقة وكذلك ضمن الاستراتيجية الأمريكية للشرق الأوسط الجديد.. وبالتالي علينا معرفة مقومات وإمكانيات وأجندات كل طرف من الأطراف والقوى والأثنيات الموزعة ضمن جغرافية الشرق، حيث هناك أولاً إسرائيل وهي وعلى الرغم من أهميتها وشراكتها وتحالفها الإستراتيجي مع أمريكا والغرب عموماً، إلا أنها محكومة بالضعف في الحركة والفاعلية فهي محاربة من كل القوى والشعوب العربية والإسلامية وكذلك لرقعتها الجغرافية الصغيرة وبعدد سكانها التي لا تتجاوز الملايين الخمس وهكذا فهي لا يمكن أن تحقق الكثير للمشروع الأمريكي الغربي في الشرق الأوسط وبالتالي لا يمكن الإعتماد عليها وذلك على الرغم من أهمية إسرائيل للغرب وأمريكا على وجه الأخص كما نوهنا سابقاً.

 

وتبقى هناك كل من الشعوب العربية والتركية وإيران؛ حيث إيران مستبعدة كونها ضمن التحالف الروسي الشرقي ولها مشروعها الخاص في المنطقة والتي تعرف من خلال الهلال الشيعي ومعاداة “الشيطان الأكبر” أمريكا أما تركيا فهي الأخرى لها مشروعها ومطامحها في كل من آسيا والعالم العربي وخاصةً بعد إنهيار المنظومة الإشتراكية والإتحاد السوفيتي السابقتان وإعتبار كل الدول الناطقة وذات الثقافة التركية والتركمانية هو إمتداد وعمق للدولة التركية وبالتالي تراودها إعادة “الحلم الطوراني العثماني” والذي يتعارض في الكثير من الحالات مع المشروع الأمريكي الغربي في المنطقة وقد رأينا ذلك في وقوف تركيا بوجه عدد من الأجندات الأمريكية في المنطقة.. وهناك أيضاً العرب والذين كانوا جزء من المشروع الغربي البريطاني سابقاً لكن ونتيجة الواقع العربي المزري وحجم القمع والمعاناة للشعوب العربية وخاصةً بعد فشل التجربة القومية في عدد من الدول العربية وأزدياد حجم وقوة التيار الديني وعلى الأخص السلفي وبروز قوى التطرف والإرهاب في العالم العربي، بدأ الغرب يخاف من مد يد العون والمساعدة لتلك القوى الراديكالية وقد رأينا ذلك في كل من التجربتين المصرية والسورية، حيث ساهمت أمريكا والغرب الأوربي في إنهيار تجربتان عربيتان مؤخراً؛ ففي مصر تم إسقاط حكومة محمود مرسي الإخوانية، رغم إنها أتت عبر إنتخابات برلمانية وكذلك في سوريا تم تفريغ الثورة السورية من مضمونها وذلك بعد تنامي وبروز القوى الإسلامية الراديكالية وشعاراتها الدينية المتطرفة.

 

وهكذا لم يبقى في “الميدان غير حديدان” حيث بقي الكورد في الساحة كلاعب جديد يمكن الإعتماد عليهم وذلك لإنجاح الإستراتيجية الأمريكية الغربية؛ فمن جهة الحجم السكاني (40_50) مليون نسمة تعتبر كتلة بشرية ضخمة وكذلك مساحة كوردستان الشاسعة وبحدود 500 ألف كم2 وإحتوائها على عدد من الثروات؛ منها النفط والمياه وكذلك إنها أي الجغرافيا الكوردستانية موزعة داخل عدد من البلدان والثقافات والشعوب يعتبر عاملاً مهماً وإستراتيجياً وكذلك خصوصية الكورد حيث الإعتدال السياسي والديني وبعد المجتمعات الكوردية عن التطرف والغلو في الدين يعتبر عاملاً مساعداً آخر، ناهيك عن دور المرأة وحرياتها في مجتمعنا الكوردي وعلى عكس المرأة في عدد من المجتمعات المجاورة لنا وإضافة إلى كل ما سبق؛ حرمان الكورد من أي مشاريع سياسية سابقة تخصهم كعرق ومكون إثني متميز عن غيرهم، بل وإبقائهم تحت “رحمة” عدد من شعوب المنطقة

134

ودولهم وبالتالي فإنهم أي الكورد بحاجة إلى شريك قوي ليكون لهم طموحهم ومشروعهم وكيانهم السياسي الخاص بهم في المنطقة وضمن جغرافيتهم التاريخية وبالتالي فإنهم كذاك الغريق الذي بحاجة إلى من يمد لهم يد المساعدة والعون ليقفوا على أرجلهم ويقيموا كياناتهم السياسية.. وهكذا فإن دخول الكورد أو إختيارهم من قبل الغرب وأمريكا كلاعبين سياسيين جدد في المنطقة جاءت نتيجة تلاقي الأجندات والمصالح لكلا الفريقين؛ حيث الغرب له مصالحه الإستراتيجية الإقيصادية والسياسية في المنطقة وللكورد طموحهم السياسي في التخلص من التبعية والذيلية وقيام كيانهم السياسي الخاص بهم وذلك أسوةً ببقية شعوب المنطقة.

 

وتبقى النقطة الأخيرة؛ وهو التوافق الكوردي الكوردي وهو مفروض على كل القوى السياسية الكوردية ومن هنا يأتي الإهتمام الغربي بالقضية الكوردية وكوباني ضمناً.. وأعتقد بأن التوافق الأخير جاء نتيجة الضغوط الغربية الأمريكية وبرعاية كوردستانية؛ إن كان من أربيل أو قنديل.. وبالتالي فإن الكورد هم القوة السياسية الجديدة الفاعلة في شرق الأوسط الجديد القادم، بل الذي يتشكل حالياً في المنطقة.. وهكذا فإن كوردستان قادمة.

135

الكورد..

لن يخرجوا من “المولد بلا حمص”.

 

إنني أقول لكل الإخوة والأصدقاء الذين يشككون بنوايا الغرب وأمريكا تجاه شعبنا وبأنهم يمكن أن يغدروا بالكورد في أي لحظة وبالتالي “نخرج من المولد”/المعركة والصراع الدائر في منطقة الشرق الأوسط بدون أن نكون حققنا شيئاً أو كما يقول الأدباء “خال الوفاض”، فإنني أختلف معهم تماماً وذلك لإعتقادي وقناعتي بأن حال الكورد لن يسوء أكثر مما كان وذلك في أسوأ السيناريوهات والإحتمالات؛ كوننا لم نكن نملك شيئاً لنخسره.

وهنا أود أذكر لكم حادثة طريفة جرت مع خال الوالد وصديقه والذي يكون ابن عمة الوالد حيث في بدايات القرن قبل الماضي وعلى أيام سفري لك وإنتشار المجاعة كانت القرى الحدودية لتركيا -بمفهوم اليوم؛ كون وقتها لم تكن هناك الدولة السورية أصلاً لتكون هناك حدود دولية بينها وبين تركيا- بل كانت القرى المتاخمة لجبال طوروس في منطقة عفرين وباقي المناطق الكوردية والتي ألحقت بالدولة السورية تتعامل تجارياً مع المدن والبلدات التي بقيت خلف الحدود الدولية بين الدولتين فيما بعد مثل قرق خان وعنتاب وكأس وماردين وهكذا حتى في علاقات القربة والزواج والمصاهرة، بل والسرقات أيضاً كانت تتم من القرى التي تقع خلف “جياي كور” أي الجبل الأبيض أو الرمادي كون وجود الثلج الدائم على قممه سمي بذاك الأسم من قبل أبناء منطقة عفرين.

وكون المنطقة والعالم كانت تعيش في عوز وفقر نتيجة الحرب العالمية الأولى فكانت السرقة واللصوصية سمة عامة في المجتمعات، بل كانت تعتبر إحدى سمات الرجولة.. وهكذا كانت أحوال كل الناس حيث الإعتماد على السرقات البسيطة لتوفير لقمة العيش لكن بشرط أن يكون خلف الجبل الأبيض حيث السرقة من الجار والقرى القريبة كانت شائكة كبيرة.. وكان من جملة تلك السرقات ما قام به مرة خال الوالد وصديقه وكانت الدابة المسروقة بقرة في أيامها الأخيرة من وضع حملها وهكذا وهما يسوقان البقرة المسروقة والحاملة ونتيجة السير الطويل ولحظهم السيء فقد وقعت البقرة في جانب طريق دوريات المخافر وبالتالي لم يكن من مفر إلا أن يتركاها في أرضها ولكن وقبل أن يهربا بجلديهما حاول خال الوالد أن يرفعها عن الأرض وهو يضرب على ركبته ويقول بالكوردي “موره ته مالا مه خرا كر” أي أيتها البنية -يقولها للبقرة- لقد خربتي بيتي وهنا التفت إليه صديقه وقال وذلك بعد أن شتمه بمسبة؛ قم الله ياخدك.. قال خربتي بيتنا ليش نحن عندنا بيوت لتخرب.. ما نحن سارقين البقرة وبالأساس ما عنا شي ولا دافعين عليها شيء. . طبعاً مع الفارق الكبير أن شعبنا دفع وما زال يدفع الكثر من التضحيات في سبيل نبل الحقوق الوطنية والقومية.

وهكذا فإن شعبنا وفي كل الحالات هو أكبر الفائزين والرابحين فيما يستجد من أمور وقضايا في ساحة الشرق الأوسط.. وهي الفرصة التاريخية لشعبنا لكي ينال حقوقه المشروعة ولو كانت في البداية ضمن الدول التي تقتسم الجغرافيا الكوردستانية.

 

136

الكورد..

والإستراتيجية الأمريكية (1)

 

“الغريق يتمسك بقشة” هي مقولة ومثال يتردد على ألسنة الضعفاء بكثرة وذلك في نوع من التبرير أو التأكيد على أن من حق الضعفاء والمغلوبين على أمرهم؛ أفراداً وشعوباً أن يمدوا أياديهم إلى أوهن القوى والأسباب والمشاريع وذلك بحثاً عن النجاة والخلاص كما الغريق الذي يجرفه السيل يحاول أن يتمسك بالقشة، فما بالك إن كانت تلك “القشة” جذع شجرة سنديانة.

هذه المقدمة هي المدخل لمن يزايد -من القوميين والراديكاليين العرب- على شعبنا الكوردي بالوطنيات وبأن الكورد يمدون أياديهم للغرب وتحديداً الأمريكان وقد أصبحوا -أي الكورد- جزء من المشروع الغربي الأمريكي وإعتبار ذلك خيانة للقضية الوطنية وبنوع من الإستغباء لشعبنا وكذلك للذاكرة التاريخية حيث ينسى هؤلاء الإخوة؛ إنه وبأقل من قرن من الآن هم أنفسهم -أي العرب- قد وقفوا مع المشروع الغربي؛ آنذاك كان المشروع البريطاني-الفرنسي وذلك بالضد من الخلافة العثمانية و”أخوة الدين” وكان تأسيس اثنا وعشرون بلداً عربياً من خلال الإستراتيجية الغربية.. فهل وقتها خان العرب الوحدة الإسلامية، أم أسسوا لمشروعهم القومي السياسي، ثم هل وجد الكورد لدى شعوب المنطقة حلول سياسية تنصفهم كإخوة ومواطنين وشركاء حقيقيين في هذه الدول الغاصبة لجغرافية كوردستان وقام الكورد وفي “نكرانٍ للجميل” بالركض إلى “الحضن الأمريكي”، أم أن الوضع المزري والبائس لشعبنا هو الذي دفع به نحو الإستراتيجية الأمريكية لعله يجد فيه خلاصه وإنعتاقه من الظلم والعبودية والإجحاف بحقه.. ثم لما يكون حلالاً لكم أنتم العرب التنسيق مع الإستراتيجيات الغربية وعلى الكورد يكون من المحرمات و”الخيانات الوطنية”، فها هي قياداتكم السياسية والعسكرية -معارضة ونظام- تبحث لها عن مكان في الإستراتيجية الأمريكية.

لكن لا عتب كبير على المثقف والسياسي العربي في هكذا قراءات ومواقف سياسية وذلك عندما نجد سياسياً كوردياً وقيادي في حزب؛ الحزب الديمقراطي الكوردستاني – سوريا وله تاريخه النضالي والقومي وهو يقدم نفس القراءة السياسية وربما أسوأ منها وللدخول في الموضوع، فإننا نورد لكم ما يقوله: السيد عبد الحكيم بشار؛ نائب رئيس الائتلاف الوطني السوري وذلك بخصوص الإستراتيجية التي تتبعها الولايات المتحدة الأمريكية في سوريا وذلك من خلال مقال له نشره يوم أمس الخميس على صفحته الشخصية وواصفاً تلك الإستراتيجية بـ ” الخاطئة”، وأنها “تأتي لصالح نمو وتنامي الحاضنة الجماهيرية لداعش، والتي تشكل أهم عوامل قوتها”. ويوضح مكامن الخلل في تلك الإستراتيجية -وبحسب قراءته- بالمقولة التالية؛ أن “رفض الولايات المتحدة الأمريكية تقديم السلاح اللازم للجيش الحر لمحاربة داعش ونظام الأسد، وكذلك سعي الولايات المتحدة زج المكون الكردي من خلال بعض التنظيمات في المعركة ضد داعش؛ مما سيخلق حساسية مفرطة لدى المكون العربي، خاصة الشرائح الفقيرة والذي لابد أن يؤدي إلى تعاطف العديد من هذه الشرائح مع داعش كرد فعل على السياسة الأمريكية”.. لكن وفقط للتذكير نقول بأن أمريكا والغرب عموماً تبحث عن شركاء حقيقيين في المنطقة وهي في البداية قد دعمت المعارضة السورية والجيش الحر ولكن وعندما وجدت بأن أغلبية الدعم تذهب للجماعات السلفية والمتطرفة أوقفت دعمها وبدأت بالتنسيق مع الكورد كونهم أقل المجتمعات الشرقية راديكالية وأكثرها إنفتاحاً على الغرب وثقافتها وأكثر المكونات قبولاً للإستراتيجية الجديدة وهم بالأخير لن يخسروا أكثر، بل لا يملكون شيئاً ليخسروه بالأساس وبنفس الوقت يحتاجون لدعم خارجي لإنجاح مشروعهم القومي في المنطقة.

137

وهكذا يمكن أن تعتبر قراءة هذا السياسي الكوردي من أسوأ القراءات للواقع الإجتماعي والسياسي للمنطقة خاصةً وعندما نجده في المقارنة بين الحاضنة الإجتماعية في كل من العراق وسوريا يميزها عن بعضها؛ حيث يعتبر أن سنة العراق ونتيجة السياسة الطائفية للنظام قد وقفوا مع “داعش” وبالتالي تم توفير الحاضنة الإجتماعية لها.. ومع أن هذه الشروط تطبق على الواقع السوري أيضاً؛ حيث السنة ومنذ سنوات عديدة يشعرون بالغبن الطائفي، بل في المرحلة الأخيرة ومع بدايات الثورة السورية بدأت ملامح هذه السياسة تبرز بشكل فاضح وخاصةً بعد دخول كل من إيران وحزب الله اللبناني على الخط ووقوفهم إلى جانب النظام السوري عسكرياً ولوجستياً.. إلا أن السيد حكيم بشار يرفض توفر الحاضنة الإجتماعية ل”داعش” بين العرب السنة في سوريا مع أن أغلبية الفصائل العسكرية -إن لم نقل كلها- والتي تقاتل في سوريا باسم المعارضة هي ذات خلفية دينية سنية وسلفية أيضاً.

 

ولكن أسوأ ما في هذه القراءة هي النقطة المتعلقة بالكورد وهو يصف الدعم الأمريكي والكوردستاني من الإقليم -نفسه- والمقدم لدعم وتقوية قوات حماية الشعب وكذلك إلى البيشمه ركة القادمون إلى كوباني ب”سعي الولايات المتحدة زج المكون الكردي من خلال بعض التنظيمات في المعركة ضد داعش” وهو وبنفس الوقت يعاتب الأمريكان لما لا يتم “دعم الجيش الحر” أيضاً.. ويا ليت لو أكتفى بذلك بل يضيف هذا القيادي الكوردي؛ بأن ذلك “سيخلق حساسية مفرطة لدى المكون العربي، خاصة الشرائح الفقيرة والذي لابد أن يؤدي إلى تعاطف العديد من هذه الشرائح مع داعش كرد فعل على السياسة الأمريكية”.. ناسياً بذلك أن أغلبية مقاتلي “داعش” من تلك الحاضنة الإجتماعية وقبل أن تكون هناك أي إستراتيجية أمريكية بخصوص الكورد وهكذا يعني كل هذه الحاضنة الموجودة ل”داعش” في المنطقة العربية وتحديداً بين العرب السنة لا يجدها هذا “السياسي الحكيم” بل فقط ومن خلال الإستراتيجية الأمريكية الجديدة والداعمة للكورد فسوف “تخلق” تلك البيئة الإجتماعية.

وهنا يتبادر إلى ذهني قضية أخرى مشابهة تماماً وأود طرحها عليكم؛ حيث وبعام ١٩٩١ وفرت أمريكا وقوى التحالف الدولي منطقة حماية لكورد العراق ولم يتم توفيرها للشيعة آنذاك في الجنوب، فهل أدت تلك السياسة إلى زيادة العداء وخلق مناخ للمنظمات الإرهابية، أم خلق أقليم كوردستان هي اليوم تقوم بحماية باقي الكورد.. ثم كيف هي “إستراتيجية خاطئة” وإقليم كوردستان العراق، بل حزبه أيضاً -أي الحزب الديمقراطي الكوردستاني (سوريا) نفسه- جزء من تلك الاستراتجية والمشروع الأمريكي ومن يومين قاموا بالتوقيع على إتفاقية الشراكة والدفاع المشترك عن كوباني وغربي كوردستان.. والنقطة الأخيرة والتي نود أن نذكر الجميع بها؛ إن الكورد يدافعون عن وجودهم وعرضهم وأرضهم وجغرافياتهم وبالتالي فهم في حالة دفاع عن النفس وأن حق الدفاع مشروع في كل القوانين والشرائع السماوية والأرضية، ثم هل نسينا شعار “الأرض التاريخية” وحق تقرير المصير للشعب الكوردي.. لكن يبدو أن المال الفاسد والإرتزاق السياسي له أثر أكبر من كل الشعارات والأيديولوجيات السياسية لدى تجار الثورة السورية.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

138

 

 

الكورد..

والإستراتيجية الأمريكية (2)

 

هل نستطيع القول؛ بأن الكورد هم أكبر أو أكثر المستفيدين من سلسلة الثورات في البلدان العربية أو ما عرفت بالربيع العربي وذلك على ضوء مفهوم “أن العبد لا يخسر إلا القيود”.. وهكذا؛ بأن الكورد وإنطلاقاً من المقولة السابقة، ها هم (يخسرون) العبودية والذل والخنوع وهيمنة حكومات إستبدادية. وللجواب بشكل أدق على السؤال السابق، علينا قراءة الواقع السياسي الكوردي في عموم أجزاء كوردستان.

 

ولنبدأ مع أكثر أوضاع الكورد تحقيقاً للمكاسب السياسية والحقوقية، حيث وعلى الرغم من نيل الكورد في الإقليم الجنوبي من جغرافيته؛ إقليم كوردستان (العراق) إلا أن الواقع الجيوسياسي لشعبنا كان وما زال يفتقر إلى الإعتراف الدولي والإقليمي به ككيان وشعب وأمة يعامل به على قدر المساواة مع بقية الشعوب والكيانات المجاورة وذلك على الرغم من خصوصية الإقليم الكوردستاني كجغرافيا سياسية معترف بها دستورياً ووفق عملية ديمقراطية توافقية شملت كل القوى والكيانات السياسية العراقية، إلا أن نظرة وتعامل المركز بغداد كان ولا زال إلى الإقليم على إنه كجزء ملحق وتابع للدولة العراقية وقد رأينا مؤخراً جملة المشاكل التي خلقتها حكومة بغداد السابقة حكومة المالكي للإقليم؛ حيث عكست تلك المواقف رؤية بغداد لوضع الإقليم ومفاهيمها وقناعتها السياسية بصدد مجمل العمل السياسي التوافقي بحيث يمكننا القول: إنها تخضع للمزاجية السياسية للطرف الذي يتمسك بزمام الأمور في بغداد، ضارباً كل القوانين والدساتير بعرض الحائط وكأن المناطق الكوردية ليست لها وضع قانوني دستوري خاص وذلك من خلال توافق سياسي، بل وكأن المناطق الكوردية ما زالت خاضعة لإحتلال المركز بغداد.. طبعاً هذا هو الواقع في إقليم وجغرافيا كوردستانية يتمتع ببعص الخصوص والإستقلالية، فماذا عسى أن تكون الأوضاع في الأقاليم والجغرافيات الكوردستانية الأخرى، حيث القمع والإقصاء وسياسات الإنكار والنفي، ناهيك عن بعض الحقوق الثقافية في إقليم الشرق كوردستان إيران ومؤخراً في تركيا وشمال كوردستان.

 

أما نحن الكورد في غربي كوردستان فكان الإنكار والإلغاء وسياسات البعث العنصرية والتعريب والملاحقات الأمنية للنشطاء والكوادر السياسية الكوردية والسجن لسنوات طويلة بحجة “الإنتماء لمنظمة سرية تعمل على إقتطاع جزء من الوطن وإلحاقها بدولة أجنبية”. وهكذا فإن وضع شعبنا كان وما زال كارثياً وذلك على المستوى الحقوقي والإنساني وفي مختلف أجزاء كوردستان وبالتالي فإن أي تغيير في الوضع السياسي الراهن في المنطقة، إن كان من خلال حراك شعبي ثوري أو إقليمي دولي فالبتأكيد إن الكورد سوف يكونون أكبر وأكثر المستفيدين منها وذلك على مبدأ “أن العبد لا يخسر إلا قيوده” كما قلنا سابقاً ولذلك ومن خلال هذه القراءة والرؤية الواقعية، فإننا نقول بأن الكورد وكجزء مهم وحيوي في الإستراتيجية الأمريكية، سوف يحققون المزيد من المكاسب السياسية.. وفقط ومن خلال مقارنة اليوم بالأمس وكذلك التجربة العربية في تحالفها الإقليمية والدولية بعد الحرب العالمية الأولى مع قوى التحالف آنذاك ضد قوى المحور والدولة العثمانية دولة الإحتلال حينها فإن العرب قد حققوا وبقيادة الشريف حسين بن علي مكاسب قومية مهمة وكانت البداية والإنطلاقة في إستقلال عدد من البلدان العربية من الإحتلال العثماني.

 

139

وهكذا فها هم الكورد اليوم يعيدون التجربة العربية وينسقون مع قوى التحالف الغربي الأمريكي ضد القوى والدول العنصرية الغاصبة لجغرافيات كوردستان وفي طريقهم إلى نيل حقوقهم القومية وذلك على الرغم من حجم المعاناة والإنقسام وأصوات بعض مراهقي السياسة وهم ينسقون مع بعض القوى الرجعية في المنطقة وبنوع من الإستغباء السياسي ضد مصالح شعبهم وقضيتهم، وإن هؤلاء يذكروننا ببعض القيادات العربية العثمانكية (العرب الذين كانوا ينادون بالتحالف مع الخلافة العثمانية ضد القوى الغربية أيام الحرب العالمية الأولى) وإننا نقول لهؤلاء “الكورد العربانكية”؛ بأن التاريخ سوف يلفظكم كما لفظ “العرب العثمانكية” قديماً وإن القضية الكوردية في طريقها إلى تحقيق المزيد من المكاسب والنجاحات والإنتصار في المنطقة وذلك مهما أدعيتم بأن الكورد سوف يخسرون من هذا التحالف، وها هو المنسق الاميركي للتحالف الدولي؛ الجنرال المتقاعد جون آلن يقول في آخر تصريح له: بأن “داعش ورط نفسه في كوباني ولا يستطيع السيطرة عليها”، بل ويضيف “بما انهم يواصلون ارسال المقاتلين كتعزيزات سنواصل قصفهم وقطع خطوط امداداتهم وتعطيل سلسلة القيادة والسيطرة وفي الوقت نفسه القيام بما يمكننا فعله لدعم المدافعين الاكراد عن المدينة.. وسينتهي الأمر بتنظيم الدولة الاسلامية بالاستسلام لانه لن ينتصر في هذه المعركة”.. إذاً أن القرار الأمريكي هو عدم سقوط كوباني والتي باتت ترمز إلى عدم سقوط الإستراتيجية الأمريكية في المنطقة والتي تعني في أكبر دلالاتها عدم سقوط المقاومة الكوردية.. وإن “زعبرات” ونعيق بعض الرموز التي كانت تحتسب على المعارضة الوطنية السورية وهي تخون الكورد وتصفهم بالعمالة لا يأتي من فراغ سياسي، مع العلم إنهم كانوا أكثر الناس مناداةً بالتنسيق مع أمريكا، لكن بشرط أن يكون ذاك التنسيق لصالحهم وليس لصالح الكورد وشعبنا وقضيتنا.

 

وفي الجانب الآخر والأهم؛ ها هو الرئيس بارزاني يؤكد مجدداً؛ “إننا مستعدون لارسال المزيد من قوات البيشمركة الى كوباني إذا احتاج الأمر” حيث وفي لقاء صحفي جمع سيادته مع رئيس وزراء تركيا السيد أحمد داوود أوغلو صرح الرئيس بارزاني بأن “إرسال وحدات إضافية من قوات البيشمركة إلى كوباني .. يتوقف على تطورات الأحداث في كوباني مؤكدا بأنهم سيرسلون قوات إضافية إن اقتضت الحاجة لذلك”، بل ومن خلال تصريح رئيس الوزراء التركي وفي معرض رده على سؤال لأحد الصحفيين “حول ارسال قوات البيشمركة الى كوباني عبر الاراضي التركية أوضح أوغلو بأن ذلك يدل على علاقات التعاون و التسيق الامني بين تركيا و الإقليم مؤكدا استعداد بلاده للبدء بكل ما شأنه تحقيق التعاون الأمني بين الطرفين”. وهكذا نستدل ومن خلال مجمل التطورات الأخيرة للأحداث في المنطقة عموماً وفي كوردستان على الأخص نلاحظ بأنها تصب في خدمة القضايا والمصلحة الكوردية، بل يمكننا القول: بأن الوضع السياسي العام في المنطقة وتطورات المواقف والأحداث السياسية وفي إحدى أبرز عناوينها تدل على حجم ودور الكورد والإقليم الكوردستاني؛ وللدلالة على ذلك فها هي تركيا ومن دولة ترفض هبوط طائرة من الأسطول الإيراني في مطاراتها؛ كونها تحمل أسم كوردستان، ناهيكم عن الإعتراف بالإقليم الكوردستاني بجواره يومذاك فإنها اليوم تتعامل مع إقليم كوردستان (العراق) كـ”طرف” وشريك سياسي، كونها تعلم جيداً بأن هناك إستراتيجية غربية أمريكية جديدة في المنطقة وداعمة للكورد وبقوة، مما يجعلهم أحد أهم اللاعبين السياسيين الجدد في المنطقة. ..فهل وصلتكم الرسالة أيها “الكورد العربانكية”؛ بأن الكورد هم أكبر المستفيدين من الواقع السياسي الراهن.

140

دولة كوردستان

يقره البرلمان التركي!!

 

إن قرار الأحزاب التركية الثلاث (AKP – CHP – MHP) ضد حزب الشعوب الديمقراطي والبرلمانيين الكورد يذكرنا بحكاية من المنطقة، حيث يحكى بأن كل من الراحل “علي عه كل”؛ فنان شعبي من ناحية شيخ الحديد بعفرين والراحل الآخر “شيخ حسين” إمام الجامع للبلدة، كانا على علاقة طيبة وصداقة متينة أمتدت من الطفولة وأستمرت إلى أن فارقا الحياة وذلك رغم إختلافهما وإفتراقهما الفكري بعد مرحلة الشباب حيث أصبح الأول فناناً شعبياً لا يفارق كأس الخمر وآلة البزق، بينما الآخر توجه صوب الإيمان والعقيدة الإسلامية إلى أن أصبح إماماً لجامع البلدة، لكن ورغم هذا التباين الفكري فقد حافظا على صداقتهما الطيبة وهذه هي إحدى سمات الحالة الدينية في المنطقة حيث التسامح الديني بين أبناء عفرين.

وهكذا فإن صديقا الطفولة إستمرا بعلاقتهما، لكن كانت دائماً هناك نوع من المناكفة والمماحكة بين الإثنين بخصوص إختيار نمط مغاير من الحياة وكل منهما يريد أن يؤكد؛ بأن الآخر إختار طريقاً كان يجب أن لا يختاره وبحكم البيئة والواقع كان صوت الإمام هو الأعلى وفي كل مرة يلتقيان يدعوه إلى العقيدة والإيمان والصلاة خلفه بالجامع إلى أن كان في أحد الأيام حيث كان فناننا الشعبي وكالعادة ساهراً مع كأس الخمر وإذا بصديقه يؤذن ويدعو الناس لصلاة الفجر، فما كان منه إلا أن أزاح كأس الخمر وتوجه إلى الجامع وبدخوله بين المصلين فاحت رائحة العرق فألتفتوا جميعاً وإذ لاحوا بأن الراحل “علي عه كل” بينهم فعرفوا مصدرها كون البلدة صغيرة والواحد منهم على معرفة بكل أهلها وناسها.

وهنا صعد الإمام “شيخ حسين” إلى المنبر ليقول لصديقه الذي أحرجهم بدخوله إلى الجامع ورائحة العرق تفوح منه؛ “أيها السكير لعنك الله، ماذا تفعل هنا في بيت الله.. هيا أخرج منها”. وعندما سمع فناننا بأن صديقه وأمام الملأ طلب منه الخروج من الجامع، ألتفت إليهم وقال؛ “الحمدالله هيّ أجيت منكم أو مو مني” بمعنى أنه أنتم من رفضتم أن أكون بينكم ولم تقبلوني ولست أنا من رفض أن يكون بينكم.. وهنا نود أن نعود لقرار الأحزاب التركية الثلاث برفع الحصانة عن البرلمانيين الكورد، بل ومحاكمتهم بأحكام قراقوشية ظالمة وغير عقلانية لم تقم بها أي محكمة أخرى بكل التاريخ الإنساني، بأن قرارهم وإخراجهم للبرلمانيين الكورد يشبه إخراج فناننا من الجامع.

ولذلك فإنني أطالب هؤلاء السادة الإخوة إلى الإقتداء بذاك الفنان العفريني الشعبي وبأن يقولوا للحكومة والبرلمان التركي؛ “الحمدالله هي إجيت منكم أو مو منا” وإن قراركم هو إعتراف أن ما يعرف بـ(الدولة التركية) هي حقيقةً ليست إلا تركيا وكوردستان وهو بالمناسبة إقرار وإعتراف غير معلن من الحكومة التركية وبرلمانها بهذه الحقيقة الدامغة وأن على الجميع العمل وفق هذا الواقع الإنقسامي وبالتالي فإننا ندعو هؤلاء السادة الأفاضل من برلماني حزب الشعوب الديمقراطي إلى الإعلان والعمل تحت مسمى برلماني كوردستان والقيام بمهام المؤسسة التشريعية لإقليم كوردستان الشمالي.

وبذلك فإن تركيا وبشكل طبيعي عليها أن تذهب إلى الحل الأخير حيث الإنفصال والطلاق بين شعبين ومكونين ودولتين؛ أحدهما يقوم بدور المُحتَل المُستعمِر (تركيا) والثاني هو الواقع تحت الإحتلال ونير الإستعمار، بل الإستعباد التركي الطوراني الإخواني أي كوردستان وقد حان الوقت لأن يرفع هذا الغبن عن شعبنا ووطننا وبالتالي أن نكون جيران بالحدود أفضل من أن نكون أناس غير مرحبين بنا في برلماناتكم ودولكم الغاصبة للجغرافية والقضية وتمارسون سيادتكم وغطرستكم على شعبنا.. ولتكون من هنا البداية نحو إستقلال كوردستان.

http://press23.com/?p=7270

 

 

141

الكورد

يسيرون على خطى العرب!!

 

أرسل الأخ العزيز “Najib Alhasan” بالرسالة التالية على الخاص يقول فيها ما يلي:

ما هو تعريف الوطن في الحركة الكردية ؟

هل الأحزاب الكردية مقتنعة فعلاً بكردستان كبرى لجميع الأكراد ؟

مسعود برزاني رئيس اقليم كردستان العراق ” جنوب كردستان ” هو بيضة القبان كردياً كما يراه مراقبون

هو يلوح على الدوام باستقلال كردستان وإجراء استفتاء شعبي بهذا الخصوص لكن أليست كل هذه المحاولات لتثبيت حكم العائلة كما يرى مراقبون ؟

في الطرف المقابل أليس حزب العمال الكردستاني هو النسخة اليسارية للحركة الكردية كما ينتقد مراقبون تحول هذا الحزب من فكرة كردستان الكبرى إلى الحكم الذاتي وهذا ما ينافي جكلة وتفصيلاً ايدولوجية الحزب في الخلط بين الأممية والقومية؟

لكن هذه هي الحركة الكردية وهؤلاء هم قادة زعماء الأحزاب الكردية

فإلى أين يتجه المخاض الكردي ؟

لثقتي ومتابعتي لأطروحاتك ونقدك بعيداً عن التحزب أطرح هذه الأسئلة للاستفادة منها في مشروع كتابتي الحالية والمتواضعة في جامعة هانوفر قسم العلاقات العامة

ولك مني جزيل الشكر

 

…….:::……

 

إنني بدايةً أشكر الصديق “نجيب الحسن” لثقته وشهادته الطيبة بحقي وكل التمنيات حقيقةً أن نكون بذاك المستوى والثقة، بل أن نقدم الأفضل دائماً من قراءات تخدم قضايا شعبنا وحقوقه الوطنية الكوردستانية.

أما وبالنسبة للإجابة على تساؤلاته فإننا نستطيع أن نقول التالي؛ بأن الوطن أو بالأحرى المفاهيم الوطنية تخضع للكثير من المنلطلقات الفكرية الأيديولوجية وكذلك للوقائع والمعطيات على الأرض. وهكذا ومن خلال مراجعة لبرامج وأدبيات الحركات الكوردية سوف نلاحظ بأن كل التيارات تؤمن بأن هناك وطن للكورد بأسم كوردستان، لكن هل يمكن المطالبة به وتحقيقه في ظل الواقع والظروف الراهنة .. أعتقد هنا تكمن المعضلة التاريخية بين البرامج النظرية السياسية وتحقيق ما هو ممكن على الأرض وبالتالي إتباع سياسة واقعية بعد عقود من التنظير السياسي وشعار “تحرير وتوحيد كوردستان”.

كما علينا أن ندرك كذلك بأن هناك مشروعان سياسيان داخل الحركة الوطنية الكوردية ونقصد بهما كل من مشروع العمال الكوردستاني من خلال قراءة سياسية تعتمد على التوافق بين مبادئها وقيمها اليسارية الماركسية والتي انطلقت وتأسست عليه وبين القيم والمبادئ الليبرالية الجديدة والتي تبناه مفكر وزعيم المنظومة خلال مرافعاته من سجنه في إيمرالي ونقصد طبعاً الزعيم السياسي للعمال الكوردستاني ” عبدالله أوجلان”.

142

وبالمقابل هناك المشروع الكوردي التقليدي أو المحافظ ونقصد به؛ المشروع الذي تبنته الحركة الكوردية مع إنطلاقة أول تنظيم سياسي -الحزب الديمقراطي الكوردستاني- والذي عرف في أجزاء كوردستان الأربعة بمنظومة البارتي لاحقاً وعلى الأخص بعد تجربتي “جمهورية مهاباد” و”الثورات الكوردية” تحت قيادة البارزاني الأب حيث المطالب الحقوقية القومية ضمن مشروع قومي على خطى تجارب شعوب المنطقة عموماً.

 

وهكذا فهناك مشروعين وفريقين أو تيارين سياسيين كبيرين ولكل منهما مشروعه السياسي وتحالفاته الإقليمية والدولية ويحاول أن يحقق بعض الإنجازات على الأرض للحفاظ على جماهيره وزخمه السياسي في مواجهة ومنافسة الطرف والتيار الكوردي الآخر وإن أجبر أحياناً على القبول ببعض الشروط والدخول في محاور إقليمية تقودها دول غاصبة لكوردستان.

وإن كلا التيارين يحاولان تنفيذ مشروعه السياسي على الأرض بمساعدة الحلفاء ويدركون بنفس الوقت أن الآخرين ليسوا جمعيات خيرية تقدم على طبق من ذهب ما يطالبان به .. وبالتالي ولتحقيق المشروع الخاص به لا بد من تقديم الكثير من الخدمات وأحياناً التنازلات لقوى إقليمية ودولية وإن هؤلاء الأخيرين يدركون هذه الحقيقة، بل ويستغلون ظروف كل طرف كوردي وإحتياجاته للدعم العسكري اللوجستي وكذلك السياسي الدبلوماسي.

وبالتالي يقومون بفرض شروطهم مثل إجبار القوات العسكرية على تحرير كل من الموصل والرقة ومحاربة “داعش” عموماً، لكن الأهم علينا أن ندرك بأن كلا القوتين والمعسكرين؛ الإقليمي والدولي لن يسمحا بقيام كورستان الكبرى كما لم يسمحوا بتوحيد البلدان العربية في وطن عربي موحد وإن هذه الحقيقة يدركها القيادات الكوردية في كلا المنظومتين السياسيتين ولذلك نجد المطالبة بالفيدرالية كنظم سياسية وكسقف سياسي لمشاريعهم الوطنية.

ولذلك فإن تكفير منظومة العمال الكوردستاني -وللأسف- يَصْب بطريقة مدروسة لصالح مشروع تقسيمي للكورد بين السنة والشيعة حيث وبعد تجربة البلدان العربية في الإنقسام بين فريقين ومحورين سياسيين متصارعين وعلى مدى قرن كامل، فها هو الغرب يعيد تجربة مشابهة مع الكورد حيث ومن خلال مقارنة مستعجلة بين واقع شعبنا وما يخطط وينفذ بهم ولهم خلال المرحلة الحالية وذلك مع ما تم تنفيذه للعرب وبهم خلا القرن الماضي، نلاحظ إننا نسير على نفس الخطى وإن كانت هناك إختلاف في بعض الملامح التفصيلية حيث تم تقسيم العرب بين معسكري الشرق “الإشتراكي” والغرب “الرأسمالي”.

لكن وبما أن مرحلة الإنقسام الأيديولوجي تلك إنتهت بإنتهاء الاتحاد السوفيتي والمعسكر الإشتراكي وكذلك لنتيجة تخلي العمال الكوردستاني عن الكثير من تلك المبادئ والشعارات الثورية الإشتراكية، فكان لا بد من إيجاد محور آخر لربط المنظومة العمالية -أو على الأقل دفعه لذلك حيث يكون الخيار الوحيد أمامه للتنسيق معه في سبيل إنجاح مشروعه السياسي- وذلك مقابل منظومة البارتي للديمقراطي الكوردستاني والمدفوع هو أيضاً نحو المحور الآخر المقابل؛ أي السني -تركيا والسعودية وقد رأينا ونرى التنسيق وزيارات الرئيس مسعود بارزاني للدولتين- وبذلك فإن الغرب يكون قد أعاد المنطقة للمربع الأول من صراع ربما يدوم قرناً جديداً، كما تنبأ لها كسينجر في سبعينات القرن الماضي ونفذها دوائر الإستخبارات الغربية والأمريكية.

وبالتالي يكون الغرب قد ضمن بقاءه في المنطقة كراعي ودولة إنتداب وبمسميات جديدة في منطقة غنية بالثروات البشرية والطبيعية قد تكون البترول ومستقبلاً المياه إحدى أهم تلك الثروات ولكن وبكل تأكيد لن تكون الوحيدة حيث هناك الطرق التجارية ومصالح شركات بيع الأسلحة والمعدات العسكرية وكذلك هناك الطاقة البشرية وقضية الهجرة والإستفادة من الأجيال الناشئة والوافدة والتي ستغطي العجز السكاني والتي تعاني منها القارة الأوربية العجوزة وذلك بعد تدريبهم وتأهيلهم وفق متطلبات مجتمعاتهم وحياتهم الإقتصادية وغيرها من القضايا التي تخدم مصالحهم الاستراتيجية في المنطقة.

 

 

 

 

 

 

143

 

 

 

 

كوردستان

هل تكون الولادة القادمة للمنطقة؟

أكد الرئيس بارزاني خلال زيارة اجراها يوم الأربعاء، 16-11-2016 الى جبهات القتال واجتماعه مع قادة البيشمركة على عدد من القضايا الهامة بخصوص كل من تحرير المناطق الكوردستانية من “داعش” وكذلك قضية الاستفتاء حول استقلال كوردستان حيث جاء في حديثه مايلي: لقد “تم تحرير كل اراضي كوردستان تقريباً والبيشمركة تقوم بحماية جميع المكونات”.
وأضاف كذلك؛ “في زيارتنا الأخيرة الى بغداد، تحدثت بوضوح عن استقلال اقليم كوردستان ونحن متفقون مع الولايات المتحدة على عدم الانسحاب من المناطق الكوردستانية” وبالتالي _وبحسب تصريح الرئيس بارزاني “من غير الممكن بعد كل هذه التضحيات أن نقبل بالتعامل المباشر للمركز مع المحافظات”.

إن تصريحات ومواقف الرئيس بارزاني بخصوص هذه القضايا ليست بجديدة، لكن الجديد بالموضوع هو كل من الإعلان عن موقفي واشنطن وبغداد حيث نلاحظ وللمرة الأولى يعلن وبصراحة تامة؛ بأن هناك ضوء أخضر أمريكي بضم المناطق الكوردستانية المتنازعة عليها للإقليم والتي كانت يجب أن تحل وفق المادة (140) من الدستور العراقي، لكن الصراعات العرقية والحزبية أجلت الموضوع.

كما أن النقطة الأخرى والتي أثارها هي مسألة التباحث مع المركز بغداد حول قضية الاستفتاء والإستقلال حيث قال في كلمته التالي: “أكدنا على وجوب التفاهم وحسن الجوار وتجنب الصراعات واذا لم نتوصل الى حل مع بغداد، فالاستفتاء هو الحل”. ويبدو ومن خلال النبرة الخطابية وكذلك ما يجري على الأرض من تنسيق بين كل من البيشمركة والجيش العراقي وذلك لتحرير الموصل من “داعش”، بأن هناك تفاهماً عراقياً للحل وضم تلك المناطق التي حررها البيشمركة لإقليم كوردستان.

وهنا وكمراقب سياسي يمكننا القول؛ بأن ما يتم تسريبه بين الحين والآخر من وجود بعض الإتفاقيات والخرائط الجديدة والتي رسمت للمنطقة بين الدول المحورية وعلى الأخص الروس والأمريكان، بأنها باتت في شبه المؤكد للمسألة بحيث يتم إعادة رسم وتوزيع مناطق النفوذ بين الدول السيادية الجديدة للعالم كخلفاء ووريثي العهد الإستعماري النيوليبرالي للشرق وذلك بعد أفول نجم الدول الإستعمارية الكلاسيكية، بمعنى أن سايكس بيكو جديد أو بالأحرى معاهدة “كيري _ لافروف” والتي ربما نتعرف على بنودها كاملةً في السنوات القادمة.

لكن هل ستكون هذه الإتفاقيات لصالح شعوب المنطقة وعلى الأخص الكورد منهم؛ كونهم أكثر المعنيين بالقضية.. بكل تأكيد لا يمكن البت نهائياً بالمسألة، لكن الوضع المأساوي والكارثي للمنطقة عموماً وبروز المجموعات السلفية والتكفيرية فيها وكذلك فشل الدولة العراقية في التصدي لمشكلاتها السياسية والأمنية والإقتصادية، دفع بالكورد والرئيس بارزاني لخيار الاستفتاء والإستقلال والذي لا يخلو أيضاً من مسألة الإستثمار الحزبي لتقوية مواقع الديمقراطي الكوردستاني في مواجهة منافسيه السياسيين داخل الإقليم وعلى الأخص كتلة “الاتحاد الوطني وكوران” المتحالفتين مؤخراً.

144

وهكذا فإن قضية الاستفتاء له شقه وجانبه السياسي القومي والذي هو حق من حقوق الكورد أسوةً بكل شعوب العالم، كما إنه جزء من مشروع إقليمي دولي إعادة رسم خرائط جديدة للمنطقة وفق مصالح وإمتيازات (أسياد العالم) الجدد وأخيراً تتعلق بالجانب الحزبي الانتخابي داخل الإقليم .. لكن وبكل تأكيد فلولا فشل الحكومات الشرقية وقضية الاستبداد بحق الأفراد والمكونات المجتمعية، لم وجدنا تلك الجغرافيات تتفتت بسهولة؛ حيث يبقى الخيار الأفضل هو التعايش داخل الجغرافيات السياسية القادرة على الحياة والمنافسة مع الآخرين، أما عندما تنعدم شروط البقاء داخل كيان سياسي فيبقى مسألة اللجوء للإستفتاء والإستقلال آخر الحلول المطروحة و”الطلاق أبغض الحلال عند المسلمين”!!

 

 

 

دولة كوردستان

..ربما تكون ساعة الصفر قد دقت ناقوسها.؟!!

 

إن ما يجري في هذه اللحظات التاريخية من عمر المنطقة منطقة الشرق الأوسط وميزوبوتاميا وما نشهده من انقسامات طائفية مذهبية وقومية حادة ربما تكون هي ساعة الصفر لما طرح من (الفوضى الخلاقة) ومشروع (إعادة رسم خارطة المنطقة) من جديد؛ حيث داعش كتنظيم سياسي وديني للمكون السني العربي في المنطقة ومدعوماً من مخلفات البعث والناصرية وأيتام القومية العربية وذلك في مواجهة “الهلال الشيعي” أو “إعادة إحياء الدولة الفاطمية الشيعية” في المنطقة وبالتالي صراعهما على الأرض والاستيلاء على أكبر رقعة جغرافية .. وإن ما يحصل مؤخراً في كل من سوريا والعراق خاصةً واحتلال مدينة موصل يوم أمس من قبل “داعش”، بل بالأحرى تسليم الجيش العراقي المدينة لتلك المجاميع ليس إلا ضمن تلك المنظومة الفكرية والسياسية حيث من المعلوم أن العناصر السنية والبعثية هي التي تكوّن تلك الوحدات العسكرية العراقية المتواجدة في الأنبار والموصل وأيضاً لكل المناطق السنية وذلك بحكم الانقسام الطائفي في المنطقة، فإن أبناء كل طائفة هم يشكلون قوام القوة العسكرية والأمنية في مناطقهم.. وهكذا فإن الوحدات العسكرية العراقية التي كانت متواجدة في الموصل هي من المكون السني والمشبع طائفياً وبعثياً قومياً وبالتالي فإن ألقاء السلاح وتسليم المدينة لـ”داعش” يعتبر تحصيل حاصل للانقسام الموجود أصلاً داخل البيت العراقي وهم لم يقوموا بأكثر من رفع الغطاء عن الحالة الانقسامية في الشارع العراقي.

وهكذا _ ومن خلال المستجدات على الأرض_ يمكن القول بأن ساعة الصفر في تنفيذ المشروع التقسيمي الجديد للمنطقة قد بدأ فعلياً على الأرض وهي سياسة غربية عموماً وسوف يذهبون به للأخير حسب قناعتي الشخصية وربما أكون مخطئاً في هذه القراءة فلا ندعي الصوابية المطلقة حيث من مصلحة الغرب وشركات الانتاج الحربي خاصةً خلق أزمات وصراعات جديدة في المنطقة وعلى الأخص بعد نفاد أو كاد ينفد الصراع القومي في قدرته على تجييش الشارع وخاصةً بعد قرب الوصول للتفاهمات السياسية بين المجموعات العرقية والقومية في المنطقة فكان لا بد من إحياء صراع راكد تحت الرماد والأنقاض وما أسهل النفخ في الصراع الطائفي المذهبي حيث تاريخ طويل بالمآسي والمجازر الدموية ومدعوم بنصوص دينية وفقهية فكان ما خطط ورسم له وبالتالي وضع المنطقة من جديد على برميل بارود أكثر تفجيراً بالمنطقة.. ولكن لا ننسى كذلك بأن القضايا الشائكة والعالقة تحل وقت الحروب والأزمات الكبرى. وهكذا نعتقد بأن الوقت قد حان لإعلان دولة كوردستان وربما دول كوردستانية في المنطقة ونأمل أن يكون تعاون البيشمه ركه وقوات الحماية الشعبية في تل كوجر والربيعة هي البداية والانطلاقة نحو المشروع الكوردستاني.

145

كلمة أخيرة؛ هل سيستفيد الكورد من هذه اللحظات التاريخية حيث الكل يلعب لعبته فالمحور الايراني الشيعي يريد اقتتال الكورد والسنة ليستفرد هو بالمنطقة ومن الجهة الأخرى فإن المحور السعودي التركي السني والقومي يريد حرباً بين الكورد والشيعة لتقوية نفوذهم وعلى حساب الطرفين الكوردي والشيعي وما قضية موصل وتسليمها لداعش إلا جزء من ذاك المخطط بالإضافة لتخفيف الضغط عن النظام السوري وهو جزء من المشروع، بينما نحن الكورد ملتهون بحروب “داحس والغبراء” .. وهكذا فإن سؤالنا الأخير هو: هل يكون الكورد على كلمة واحدة في قضية تحررهم من العبودية والاغتصاب ويستفيدون من الانقسام وصراع المحورين.. أما سيمارس الحجل الكوردي “أغنية الخيانة” بحق الرفاق والأهل والإخوة في حكايته الأبدية والسرمدية عن الغباء والارتزاق والجهل السياسي والعبودية.

http://www.kdp.info/a/d.aspx?l=14&s=040000&a=65621

 

دولة كوردستان

.. من الحلم إلى الواقع.؟!!

 

سؤال الموقع (موقع الحزب الديمقراطي الكوردستاني_العراق): هناك دعوات مليونية لإعلان استقلال كوردستان …..؟ والرئيس بارزاني يدعو الامم المتحدة للتعاون في اجراء الاستفتاء للمناطق الكوردستانية خارج ادارة الاقليم. ما هو رأيكم…..؟.

بالتأكيد حلم الدولة الكوردية مطلبٌ شعبي لعموم أبنائنا وهو مطلب يراود حلم كل الكورد قيادةً وقواعد حزبية سياسية وفي المقدمة هو حلم الرئيس مسعود بارزاني أيضاً وهذه الدعوات المليونية ليس إلا دلالةً وإشارات سياسية لذاك المطلب/الحلم وهو ليس ببعيد المنال عن التحقيق وخاصةً بعد المستجدات الدولية والإقليمية في المنطقة، بل يمكن القول بأن هناك إشارات عدة ومن دول إقليمية وخارجية في هذا المنحى حيث ومن جهة هناك عدة إشارات من تركيا وآخرها كان على لسان المتحدث باسم حزب العدالة والتنمية في تركيا حسين سيليك: حيث قال في تصريح صحفي “في الماضي كانت (فكرة) إقامة دولة كوردية مستقلة سببا للحرب (بالنسبة لتركيا)، لكن لا أحد له هذا الحق حاليا”. وقال سيليك أيضاً: “في تركيا حتى كلمة كوردستان تثير توتراً لدى المواطنين، لكن الواقع أن اسمها كوردستان” وذلك بحسب ما نقلته وكالات الأنباء وأضاف كذلك في تصريحاته: “إذا انقسم العراق، وهذا أمر حتمي، فهم أشقاؤنا.. ولسوء الحظ الوضع في العراق ليس جيداً، ويبدو أنه يتجه للانقسام”. وهي تصريحات مباشرة وللمرة الأولى في حياة تركيا بهذه القضية الحساسة بالنسبة لها.

وهناك أيضاً الموقف الإسرائيلي المتقدم حيث أُعّلِن وعلى لسان عدد من المسئولين الإسرائيليين دعمهم لقيام الدولة الكوردية وكان آخرها ما قام به وزير الخارجية الإسرائيلي، أڤيگدور ليبرلمان، وذلك عندما أخبر نظيره الأمريكي جون كيري مؤخراً أن “قيام دولة كوردية أمر محسوم”. وكذلك فقد أعرب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عن دعمه ومساندته لقيام دولة كوردية يوم الأحد الماضي متبنياً بذلك موقفاً متقدماً على الولايات المتحدة وذلك بإبقاء العراق موحداً في هذه المرحلة وذكر وكالة فرانس برنس أن نتنياهو قال في معهد (I.N.S.S.) البحثي والتابع لجامعة تل أبيب بأن “هناك انهياراً في العراق وغيره من مناطق الشرق الأوسط التي ترزح تحت صراعات بين السنة والشيعة”. وأضاف أيضاً “علينا.. أن ندعم التطلعات الكوردية من أجل الاستقلال”. وتابع نتنياهو أن الأكراد “شعب مناضل أثبت التزامه السياسي واعتداله السياسي ويستحق الاستقلال السياسي”.

146

وكذلك علينا أن لا ننسى بعض التصريحات والزيارات لمسئولين أوربيين مثل تصريح وزير خارجية فرنسا السابق برنارد كوشنر حيث قال: “سأذهب الى أربيل للمشاركة في مراسم الدولة الكوردية”. حيث كان هو الآخر صرح للصحافة يوم الأحد الماضي بأن: “حكومة إقليم كوردستان ستعلن قريباً استقلال كوردستان وسيذهب هو الى أربيل للمشاركة في مراسم الاعلان”. وذلك في كلمة القاها في مراسم احياء ذكرى الدكتور عبد الرحمن قاسملو في المعهد الكوردي في باريس. وكذلك فإن زيارة كل من وزيري الخارجية الأمريكية جون كيري والبريطانية وليم هيغ وتصريح الأخير بأن “الحكومات العراقية خلال السنوات الأخيرة فشلت في توحيد العراقيين لتجاوز الخلافات الطائفية، ودعا إلى تشكيل حكومة شاملة في بغداد لمواجهة المخاطر التي تتهدد البلاد” وكذلك نظيره الأمريكي.. إلا إشارات قوية لدعم حكومة الإقليم مما أجبر رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي أن يقبل التنحي وهو الذي كان يمهد الطريق لولايته الثالثة لرئاسة الحكومة.

وبالتأكيد إن كل هذه الأحداث والتطورات تصب في خدمة المشروع والحلم الكوردي في إعلان دولتهم المستقلة والقيادة الكوردستانية تعمل على ضوء ذلك وإن زيارة الرئيس مسعود بارزاني للكنيسة مؤخراً لم يأتي عن عبس وفراغ وتعلمون مدى قوة الكنيسة في العالم الغربي وتأثيرها على الرأي العام.. لكن مشكلة القضية الكوردية تتعلق بعدد من دول المنطقة وليست فقط بدولة مثل تركيا، بل ربما تكون هذه الأخيرة أكثر تفهماً لقيام دولة كوردية وذلك لقضايا النفط ومصالحها عموماً وهكذا فإن المسألة الكوردية مرتبطة بعدد من دول المنطقة ومصالحها وتقاطعها مع مصالح واستثمارات الغرب وأمريكا في تلك البلدان؛ حيث تقسيم كوردستان بين عدد دول المنطقة جعلت القضية الكوردية من أعقد قضايا الشعوب والتي ما زالت راضخة للاحتلال واستعمار الأجنبي وبالتالي تأجيل معالجتها وما موقف أمريكا بخصوص التريث في الإعلان عن قيام الكيان الكوردي المرتقب إلا نتيجة لمصالحها الدولية وعلى الأخص فيما يتعلق بالملف الشرق الأوسطي ولا تريد أن تجعلها ورقة ضغط بيد إيران من أجل استثمارها وبالتالي إجبار الغرب والولايات المتحدة الأمريكية لتوقيع عدد من الملفات وعلى الأخص ملفها النووي وكذلك كل من ملفي سوريا والعراق.

ولكن ورغم كل ذلك فإنني أقول وأعيد القول المأثور بأن مشوار الألف ميل يبدأ بخطوة وأن الكورد ورغم كل ما ذكرنا من الواقع المأساوي لشعبنا في باقي أجزاء كوردستان قد خطى الخطوة الأولى نحو تحقيق الحلم الكوردي في إقامة دولتهم ولذلك فإني قائلٌ مع القائلين؛ بأن كوردستان ربما ليس اليوم أو خلال أيام كما يتوقه ويتوقعه الكثيرون من القراء والمحللون بل يكون القادم من الأيام هو عراق أكثر ديمقراطيةً ومشاركةً سياسية وتقليماً لأظافر الاستبداد الطائفي.. لكن وبكل الأحوال هي قادمة أي دولة كوردستان وسوف يأتي حينها كوشنر مع حفظ الألقاب وغيره أيضاً بحقائبهم وبدونها أيضاً وذلك لمباركة الوليد الجديد؛ دولة كوردستان.. وإن دعوة الرئيس بارزاني الأخيرة للأمم المتحدة للتعاون في اجراء الاستفتاء للمناطق الكوردستانية خارج ادارة الاقليم ليس إلا الخطوة العملية القبل الأخيرة للانتقال بالدولة الكوردية من الحلم إلى الواقع العملي.

http://kdp.info/a/d.aspx?l=14&s=040200&a=66577

 

147

“دويلة” كوردستان

.. لماذا أريدها دولة مستقلة.

 

 

 

 

4 يوليو، 2014 · لوسرن‏ ·

إنني سوف أقول رأي ومشاعري في هذا البوست وبتجرد وبدون رتوش أو دبلوماسيات سياسية، سوف أقولها ككوردي يعيش ببلد أوربي منذ عدد قليل من الشهور ولكنه أمضى معظم سنوات حياته في بلادٍ لا تحترم أدنى درجات حقوق الإنسان، بل كنت أشعر وفي الكثير من الأحيان وعلى الأخص في تلك الاستدعاءات الأمنية، بأن الحيوان له من الحقوق أكثر مما هي لي.. صديقي هل جربت أن تكون كوردياً ومثقفاً وطنياً وفي الخمسينات من عمرك وتحمل روحاً إنسانية لا تقدر على دعس رأس نملة وبحياتك لم تذبح دجاجة وهذه حقيقةً؛ حيث وإلى اليوم لم أقم بذبح دجاجة وتحمل مشاعر الحب والمودة والطيبة لكل الناس حتى لأولئك الذين أساؤوا إليك في هذه المسيرة الطويلة من درب الآلام والمعاناة .. نعم؛ صديقي هل جربت وأنت بهذه الأخلاق أن تكون نزيل منفردة في إحدى أقبية الأمن السوري أو العراقي أو غيرها من تلك الدول التي تحتل أرضك وشعبك وثقافتك وتاريخك وحضارتك.

 

سيدي؛ أنت حينها لست إلا “كلباً تافهاً” في نظرهم وسوف ينظرون إليك نظرة ازدراء وتحقير وهم يسألونك وكما يسأل أي تلميذ وذلك عندما يريد “الأستاذ السادي” أن يجعل منك “مسخرةً” أما زملائه، وأنت الكاتب والمثقف السياسي، وهو يسألك بكل احتقارٍ وإذلال “أشو السياسة ولا .. عرف السياسة لشوف يا (..)” وربما لا يقولها قولاً ولكنك سوف تدرك المعنى وهو يقول لك “يا كُر”. نعم؛ سيدي وبعد “رحلة الذل” هذه سيكون مصيرك وكأي سياسي كوردي في أحد الأجنحة الخامسة من سجن مركزي كسجن حلب؛ ولتعلم بأن الجناح الخامس في سجن حلب هو “للآداب العامة” أي لمرتكبي الدعارة والجنح والجنايات الأخلاقية؛ وهي أسوأ ما يمكن أن يتعرض له أي سجين سياسي يحترم ذاته، حيث سيكون نومك وأكلك ومعاشرتك مع من أرتكب فعل الاغتصاب الجنسي وعاشر المحرمات من الأم ابتداءً إلى الابنة والأخت والأولاد الصغار .. يعني حثالة المجتمعات والأخلاقيات ومع ذلك سوف تجد العديد من الطيبين هناك أيضاً، لكنها زهور جميلة في مستنقع آسن وعفن ورذالة الأخلاق.

 

سيدي ذاك في الداخل والوطن والاحتلال والاغتصاب لجغرافيتك وثقافتك ووطنك، أما إن ضربت معك بعض الفيوزات وضاقت بك السبل والحياة وأردت أن تهاجر إلى بلد أوربي “لتتنعم” بباقي سنوات العمر فإن أول سؤال سوف يوجه لك في الكامب ومعسكرات التجميع وكذلك وبعد حصولك على الإقامة سوف تتعرض لنفس السؤال وفي كل الدوائر الاجتماعية والتعليمية؛ (من أي بلد أنت).. فماذا سيكون جوابك: كوردستان. ربما يحترم البعض منهم خيارك هذا وبصمت، لكن تأكد بأن الكثيرين سوف يقولون لك: لكنني لم أسمع بها من قبل وإن هذه الجغرافية (الدولة) غير موجودة على الخارطة وذلك إن كانوا قد سمعوا بتلك الجغرافية التي تحملها في القلب أساساً.. فهل عرفت سيدي لماذا أطالب بدولة اسمها كوردستان ويكون لها علمها بين أعلام الأمم المتحدة.. وأنا الذي أجبرت على الخروج من إقليم القلب؛ إقليم كوردستان (العراق) نتيجة مرض بعض الأشخاص وحبهم للكرسي وخوفهم أن أنزع عنهم تاجهم الحزبي. نعم؛ صديقي لكل تلك الأسباب أريد دولة كوردستان ولتكن “دويلة أو مشيخة” وبإدارة زعيم عشيرة أو حتى ديكتاتور صغير .. صديقي

 

ملاحظة: كتبت دويلة كتعبير عن جزء من دولة وكوردستان وليس غمزاً أو لمزاً من أحد الأطراف السياسية.

 

148

الكورد يحققون مشروعهم السياسي

إن كل تنازلات تركيا ورئيسها “أردوغان” لتلك الدول؛ إسرائيل والروس وإيران وحتى النظام السوري، ما كانت تتم لولا تحقيق الكورد للكثير من النقاط والإنجازات في روج آفاي كوردستان حيث كان ينظر ذاك السلطان الأرعن لنفسه على إنه إمتداد للسلاطين والخلفاء العثمانيين، لكن إنجازات الكورد وقواتهم العسكرية على الأرض أجبر ذاك (السلطان الخروق) أن يرتمي تحت أقدام تلك الدول في محاولة منه لإيقاف المشروع الكوردي، لكن تناسى بأن حركة التاريخ لن تعود للوراء وأن الغرب لن يقبل بمشاريع إخوانية في المنطقة وأن الكورد سائرون نحو تحقيق مشروعهم رغم كل العقبات.

أما بخصوص المشككين بنجاح المشروع الكوردي وقضية الفيدرالية في سوريا فيمكننا القول: بأن واقع وثقافة الخنوع والعبودية التي مورست على الكورد ولأحقاب طويلة، جعل الكثير من أبناء هذه الأمة لا يثقون بذاتهم وقدراتهم وقد سلبت منهم الإرادة الحرة حيث وفي أول عقبة تعترضهم ترى قد أصابهم الرجفان في قلوبهم وركبهم ويبدؤون بالنواح والعتاب واللطم على الخدود وهم يولولون على ما أصابهم -كذباً ونفاقاً- بعض الجروح هنا وهناك.. إن هذه الشخصية وفي حقيقة الأمر هي شخصية مهزومة من الداخل وليس من حروب الخصوم والأعداء!!

كلمة أخيرة نوجهها لكل المشككين بالإرادة الحرة لشعبنا؛ إن كانوا كورداً أم باقي المكونات المجتمعية السورية، ألا وهي: بأن الكورد سيحققون مشروعهم السياسي في المنطقة وذلك لسبب جد جوهري، ألا وهو إنهم أصحاب حق أولاً وثانياً إنهم باتوا يملكون تلك الإرادة الحرة للمطالبة بذاك الحق الوطني، ناهيكم عن المرحلة التاريخية وتوفر كل من الشرط الذاتي الدخلي في البيئة والمجتمعات الكوردية وذلك بإمتلاك الوعي السياسي لنخب ثقافية وسياسية قادرة على ممارسة السياسة والحرب في وقتها الصحيح وكذلك توفر المناخ والشرط الخارجي الموضوعي، ليكون الكورد اللاعب الإقليمي الجديد في المنطقة حيث باتت القوى الدولية تدرك أهمية أن تكون كوردستان ضمن الخارطة الجغرافية السياسية لمنطقة الشرق الأوسط ولذلك نقول: الكورد سيحققون مشروعهم السياسي بولادة دولة كوردستان.

 

 

 

 

149

أمريكا وولادة الدولة الكوردية

نقلاً عن رووداو فقد تحدث وزير الإعمار والإسكان في حكومة إقليم كوردستان، درباز كوسرت، في تصريح لشبكة رووداو الإعلامية، عن مضمون اللقاء الذي جمع بين الرئيس الأمريكي باراك اوباما ورئيس إقليم كوردستان، مسعود البارزاني، ناقلا على لسان أوباما قوله: “لن يقف بوجه تطلعات الشعب الكوردي”. أما نائب الرئيس الأمريكي، جو بايدن، فقد تحدث بطريقة أكثر شفافية، ونقلاً عن لسانه بحسب الموقع فقد قال للبارزاني: “بكل تأكيد سنرى الدولة الكوردية خلال حياتي وحياتك”.

جاء تصريح الوزير الكوردي بعد أكثر من أسبوعين من زيارة الرئيس بارزاني لأمريكا والتي كانت في الثالث من شهر أيار الجاري وكان قد رافق رئيس اقليم كوردستان في الزيارة الرسمية كل من: مستشار مجلس امن اقليم كوردستان مسرور البارزاني، ونائب رئيس حكومة الاقليم قوباد الطالباني، ووزير البيشمركة مصطفى سيد قادر، ووزير الاعمار درباز كوسرت، ووزير الثروات الطبيعية اشتي هورامي، ومسؤول العلاقات الخارجية فلاح مصطفى، ورئيس ديوان رئاسة اقليم كوردستان فؤاد حسين.

إن توقيت التصريح وبكل تأكيد لها أبعادها الحزبية والسياسية والإقليمية حيث الصراع على قيادة إقليم كوردستان من جهة بين أربيل والسليمانية وخاصةً بعد التوافق الأخير بين كل من تيار كوران والحزب الأم؛ الاتحاد الوطني الكوردستاني والتي لها أبعادها العراقية والإقليمية وكذلك الكوردستانية حيث يحظى بدعم كل من بغداد وطهران وكذلك قنديل وذلك في قضية الصراع الإقليمي الطائفي وللأسف.

وهكذا يفهم من التصريح والتوقيت بأن لها عدد من الغايات والمرامي السياسية الحزبية، لكن السؤال الأهم بقناعتي؛ هل الولايات المتحدة أعطت الضوء الأخضر لأربيل بإعلان الدولة الكوردية والتي يأمل الرئيس بارزاني أن ترتبط بأسمه تاريخياً ليكون هو الزعيم الكوردي الذي أعلن ولادة كوردستان.

إننا ومن خلال قراءة تصريح كل من الرئيس الأمريكي ونائبه يمكننا القول؛ بأن هناك حقيقةً الموافقة الأمريكية والدولية الضمنية على إعلان كوردستان وذلك على الرغم من تصريح الرئيس الأمريكي بأن “أولوياتنا في الوقت الحالي هي هزيمة داعش”، لكنه أكد وبنفس الوقت؛ بأنهم لن يقفوا بوجه تطلعات الشعب الكوردي وبالتالي فإن مشروع الدولة الكوردية يرسم ضمن المشاريع التي تخطط للمنطقة بين القوى الدولية وذلك ضمن إعادة رسم خارطة المنطقة وفق المصالح الدولية الجديدة ومراكز القوى العالمية الناشئة والتي ستكون بديلة عن مشروع سايكس بيكو الإستعماري للقوى الإستعمارية القديمة، لكن وبنفس الوقت فإن إعلان الدولة الكوردية سوف تأخذ بعض الوقت وربما سنوات وعقد من الزمن حيث أكد نائب الرئيس الأمريكي بأنها ستكون خلال حياته وحياة الرئيس بارزاني.

ولذلك نأمل من كل القوى الكوردستانية الأخرى أن لا تقف عائقاً أمام تطلعات شعبنا وأن تتجاوز الخلافات الحزبية وأحقادها السياسية بحيث لا تصبح عائقاً أمام حرية شعبنا وإستقلال كوردستان خاصةً أن الزيارة الأخيرة لوزير الاستطلاعات الإيرانية لأربيل ومحاولة تقديم بعض الامتيازات للإقليم مقابل التخلي عن فكرة الدولة الكوردية والتقارب بين كوران والاتحاد الوطني الكوردستاني من جهة وكل من العمال الكوردستاني وبغداد وطهران فإنها تشي بالكثير من الشكوك والإرتياب بخصوص القضية والصراع الكوردي الكوردي كجزء من الصراع الإقليمي والدولي وإنعكاساتها على قضية إعلان الدولة الكوردية.

150

قواتنا

ترسم حدود كوردستان

إننا ومن خلال متابعتنا للأحداث والتطورات المتلاحقة في المنطقة ومن الناحيتين السياسية والعسكرية وتحديداً في كل من غرب وجنوب كوردستان وإنتقال الوحدات القتالية داخل كوردستان إن كانت الكريلا أو البيشمه ركة وأخيراً وحدات حماية الشعب وذلك لمؤازرة إخوتهم في الأجزاء الأخرى هو تأكيد على وحدة القضية والجغرافيا الكوردستانية حيث وبعد مشاركة كل من الكريلا ووحدات حماية الشعب في الدفاع عن شنكال والإخوة الآيزيديين في وجه القوى الظلامية التكفيرية العائدة لتنظيم الدولة الإسلامية “داعش“، أرسل إقليم كوردستان (العراق) قوة من البيشمه ركة للدفاع عن كوباني في غربي كوردستان.

وكذلك ها هي شرق كوردستان –كوردستان إيران– هي الأخرى تقوم بواجبها الكوردستاني حيث وبموجب موقع خندان ((تنتشر الآلاف من المقاتلات الإيرانيات الكرديات مع قوات البيشمركة على جبهات القتال مع“داعش” في محافظة كركوك وقضاء دوزخورماتو. وتشكل هذه القوة النسوية جزءا من الجناح العسكري لحزب الحرية الكردستاني، الذي التحق مقاتلوه ومقاتلاته بقوات البيشمركة منذ بداية المعارك في آب الماضي)).

وهكذا تم تعميد القضية والجغرافيا الكوردستانية –مجددا– بالدم الكوردي وذلك على الرغم من تقسيم الجسد الكوردستاني بالأسلاك الشائكة والحدود المصطنعة والتي رسمت بموجب مصالح وأطماع القوى الإستعمارية والإقليمية.. ولكن ها هم أبطالنا وبطلاتنا يعيدون اللحمة إلى الجسد الواحد بعد أن رأى فيها الغرب إنها؛ أي كوردستان يمكن أن تكون أقرب حلفائها في المنطقة وبالتالي بقيت على الدبلوماسية الكوردية أن تتقن لعبة السياسة هذه المرة.. وإنني على ثقة؛ بأن حلم الكورد في إقامة دولة كوردستان بات قريباً وربما أقرب مما كنا نتوقع وهذا بدوره يوجب على الكورد المزيد من اللحمة والتقارب وتوحيد الصف والكلمة الكوردية.. فكل التحية لأبطالنا وبطلاتنا الذين يرسمون حدود الوطن بدمائهم الطاهرة وإن كوردستان قادمة.

http://www.xendan.org/arabic/drejaA.aspx…

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

151

 

 

كوردستان
..على طريق الإستقلال.

 

 

 

 

 

 

 

21 يناير، 2015 ·

مؤخراً كشفت بعض وسائل الإعلام العربية بأن تم إتفاق بين رئيس الوزراء العراقي، السيد حيدر العبادي والكورد ويقضي ذاك الإتفاق ((منح الكورد الأراضي التي يحررونها من أيدي “داعش”، أي المناطق المتنازع عليها والتي تشمل كركوك ومناطق في نينوى وتكريت)). حيث وبحسب موقع قناة “العربية” على نسخته الإنجليزية، بأن رئيس الحكومة العراقية “منح الكورد، الذين وصفهم بالإخوة، حرية الاختيار سواء بالبقاء كجزء من العراق، أو الاستقلال بأراضيهم، واعدًا إياهم أن المناطق التي سيحررونها من قبضة التنظيم الإرهابي مهما كانت ساشعة ستكون من حقهم، كما منحهم الحق في الانفصال بها عن الأراضي العراقية”.

 

وفي خبر منفصل فقد “اعتبرت لجنة الشؤون الخارجية في البرلمان البريطاني أن المساعدة التي قدمتها بريطانيا لقوات البيشمركة بالغير كافية، منتقدة أداء الحكومة البريطانية بخصوص علاقاتها الدبلوماسية والعسكرية مع حكومة اقليم كوردستان”.وقالت اللجنة بحسب شبكة ولاتي، أن “الإقليم يخطو باتجاه الاستقلال الاقتصادي، وعلى الحكومة البريطانية تمتين علاقاتها مع كوردستان، في شتى النواحي الدبلوماسية والإستخباراتية والثقافية والاقتصادية”. وكذلك شدد التقرير على “ضرورة عدم اقتصار مستوى تمثيل المملكة المتحدة في الإقليم، على قنصلية محصورة ضمن غرف الفنادق”،داعياً الحكومة البريطانية بحسب المصدر نفسه “تعزيز وجودها الدبلوماسي في الإقليم”. ومطالبةً الحكومة البريطانية بـ”دعم ومساندة الكورد، إذا قرروا في المستقبل، المضي قدما في طريق الاستقلال”، ومستدركةً بالقول: “نحن لا نطالب باستقلال كوردستان، ولكننا نراه احتمال وارد على بريطانيا دعمه إن تحقق”.

 

وبالتالي فالمطلوب كوردياً في المرحلة الحالية هو توحيد الخطاب السياسي الكوردي ودعم سياسة إقليم كوردستان (العراق) في مسعاه إلى إستقلال كوردستان وتشكيل أول نواة في مشروع بلورة الهوية الوطنية الكوردستانية.

 

 

 

 

 

 

 

152

 

كوردستان
.. على طريق الولادة.

 

 

 

 

 

 

 

9 فبراير، 2015 ·

قام موقع الحزب الديمقراطي الكوردستاني (العراق) بتوجيه السؤال التالي إلى عدد من الشخصيات والكتاب المهتمين بالشأن السياسي الكوردي وضمناً وجه السؤال إليّ أيضاً حيث جاء فيه؛ كيف تنظرون الى مشاركة الرئيس بارزاني في مؤتمر الأمن والسلم في ميونخ وفي توقيت يعتبر الكورد في حالة حرب مع أشد المتطرفين….؟

 

إن حضور الرئيس بارزاني في مؤتمر الأمن والسلم والذي أنعقد في مدينة ميونخ الألمانية وبوفد مستقل يمثل إقليم كوردستان، إلى جانب وفد رسمي آخر يمثل العراق برئاسة السيد حيدر العبادي؛ رئيس الحكومة وكذلك رفع علم إقليم كوردستان وعدم الإكتفاء بالعلم العراقي ضمن أعلام الدول المشاركة في المؤتمر وكأي دولة مشاركة وليس إقليماً سياسياً ضمن كيان فيدرالي كانت لها دلالات وإشارات كبيرة لدى المجتمع الدولي الحر؛ سياسيين وخبراء ووسائل إعلام مما دفع بأحد المسؤولين في وزارة الداخلية لللقول بأنه “يتم التعامل مع بارزاني كما يتم التعامل مع ميركل وهولاند” وقد علق الإعلام عموماً على هذه المسألة وبأنه يتم التعامل مع الرئيس بارزاني كأي رئيس دولة وحكومة مستقلة. وبالتأكيد إن التعامل الألماني مع الرئيس مسعود بارزاني جاء على خلفية تصدي الإقليم وقوات البيشمركة وبطولاتهم في المعارك والتي كسرت شوكة ما يعرف بتنظيم الدولة الإسلامية “داعش” بحيث بات يعرف في الأوساط الإعلامية والسياسية أن الكورد يحاربون “داعش” عوضاً عن العالم المدني المتحضر وقيم الحرية والعدالة والديمقراطية وبالتالي فكان لا بد من تقدير هذا الموقف البطولي لقواتنا ولدور الإقليم في محاربة الإرهاب في المنطقة والعالم وخاصةً بعد الموقف الحاسم للرئيس بارزاني من إجتماع لندن في 22 يونيو الماضي والذي ضم إحدى وعشرون دولة وحومة ومن دون توجيه الدعوة للإقليم، فجاء مؤتمر الأمن والسلم لتفادي ذاك الخطأ الفاضح والمرفوض بحق الإقليم ودوره في عمليات التصدي للإرهاب والتطرف العالمي للقوى الظلامية التكفيرية.

 

وإليكم رابط التصريح

http://kdp.info/a/d.aspx?l=14&a=75411

 

153

الديبلوماسية الكوردية

تحقق المزيد من النجاحات على صعيد العلاقات الدولية.

 

 

 

 

 

 

 

لقد بدأت الديبلوماسية الكوردية تحقق في المرحلة الأخيرة وعلى الأخص قيادة إقليم كوردستان المزيد من النجاحات السياسية على الصعيدين الإقليمي والدولي حيث وبعد الجولة الناجحة لرئيس الإقليم السيد مسعود بارزاني في عدد من العواصم الأوربية وأمريكا وذلك قبل أكثر من أشهر ثلاث وحشد الدعم المادي والمعنوي للإقليم ومن ثم مواجهة التحديات والمشاكل التي خلقتها حكومة المالكي في بغداد للإقليم وتخطي تلك المرحلة ليأتي الهجوم الغادر لقوى التكفير والظلام من قبل ما تسمى بتنظيم دولة الإسلام “داعش” على جنوب وغربي كوردستان وعلى الأخص في كلٍ من شنكال وكوباني وتعرض شعبنا لكارثة الإبادة والمجازر الجماعية فقد تحركت مرة أخرى الديبلوماسية الكوردية بقوة وأستطاعت أن تحقق المزيد من النجاحات المبهرة حيث تم توقيع إتفاقية دهوك بين القوى السياسية الكوردية في غربي كوردستان؛ المجلس الوطني الكوردي (ENKS) وحركة المجتمع الديمقراطي (TEV_DEM) في الثاني والعشرين من الشهر الماضي وبرعاية كريمة من رئاسة الإقليم ومن ثم الحشد الدولي لمساعدة القوى العسكرية الكوردستانية؛ البيشمه ركة ووحدات حماية الشعب (YPG) وذلك بتوجيه الضربات الجوية من قبل التحالف الغربي _ العربي، بل وإرسال قوات البيشمه ركة من جنوب كوردستان إلى غربها وعبر شمال كوردستان وذلك على الرغم من إمتناع تركيا وعدم موافقتها على ذلك في البداية إلا أن الديبلوماسية الكوردية سجلت نجاحاً باهراً على السياسة التركية وذلك عندما أستطاعت أن تقنع أمريكا والغرب بأن مقولات تركيا عن القوات الكوردية ووحدات حماية الشعب وكذلك حزب الإتحاد الديمقراطي هي بعيدة عن المنطق، بل وليست واقعية بحيث صرحت الخارجية الأمريكية بأن الإتحاد الديمقراطي ليس حزباً إرهابياً.

 

وهكذا أستطاعت الديبلوماسية الكوردية إيصال قضيتنا إلى كل المحافل الدولية، معتمدةً في ذلك على دماء وتضحيات أبناء شعبنا في أجزاء كوردستان المختلفة وخاصةً في جنوب وغرب كوردستان وبدعم كبير من كل الفعاليات الكوردستانية في المهجر والشتات.. ولم تبقى النجاحات الديبلوماسية عند قطب ومحور أربيل والقيادة الكوردستانية في الإقليم، بل ها هم إخوتهم في محور قنديل أيضاً يحققون النجاح تلو النجاح وذلك على المستوى السياسي والديبلوماسي وبمساعدة كبيرة من قيادة إقليم كوردستان؛ حيث وبعد إختراق ما كانت تروج له تركيا من قضية الإرهاب بحق المنظومة والتصريح الأمريكي الصريح بأن الكورد بعيدين عن الإرهاب في رد على الرئاسة التركية وإتهام الأخيرة لحزب الإتحاد الديمقراطي (PYD) بالإرهاب كونه جزء من منظومة العمال الكوردستاني فكان اللقاء الديبلوماسي بين قيادة حزب الإتحاد الديمقراطي بقيادة الأستاذ صالح مسلم؛ الرئيس المشترك للحزب مع الخارجية الفرنسية قبل أقل من شهر وكذلك ها هي قيادة العمال الكوردستاني نفسها ومن خلال السيد جميل بايق؛ القيادي في رئاسة المنظومة يخطو في الإتجاه الديبلوماسي والسياسي الصحيح وذلك لحل المسألة الكوردية في شمال كوردستان مع الدولة التركية والطلب من أمريكا بالدخول كوسيط وطرف ثالث ومراقب في المفاوضات وعملية السلام المتعثرة بين الجانبين حيث صرح لصحيفة نمساوية بأنه “يمكن لامريكا ان تكون طرفا ثالثا لحل الخلاف مع انقرة”.. وهكذا تكون الديبلوماسية الكوردية قد وضعت الكرة في ملعب تركيا والقوى الدولية في قضية السلام وحل المسألة الكوردية في الجزء الشمالي من كوردستان.

 

 

 

 

 

154

ولكن ما يمكن إعتباره من أكبر النجاحات الديبلوماسية لإقليم كوردستان هو جعل الأطراف الدولية تتعامل مع الإقليم كدولة مستقلة ذات سيادة وطنية؛ حيث ومن بعد النجاح السياسي والديبلوماسي المبهر مع أمريكا وعدد من الدول الأوربية لمساعدة الإقليم الكوردستاني ومن خلاله دعم قوات الحماية الشعبية في غربي كوردستان ومن دون موافقة أو مراجعة المركز بغداد فها هو الإتحاد والبرلمان الأوربي هو الآخر يتعامل مع قيادات إقليم كوردستان وعبر عدد من الأنشطة واللقاءات بين الطرفين وكأن الإقليم دولة ذات سيادة وليس إقليماً سياسياً تابعاً للدولة العراقية حيث وفي “إستقبال رئيس وزراء كوردستان نيجيرفان بارزاني وفد الإتحاد الأوربي برئاسة هيوز مينكارلي، مسؤول وحدة العمل الخارجي في مكتب الشرق الاوسط و شمال أفريقيا في الإتحاد الاوربي،وعدد من ممثلي أقسام الإتحاد الأوربي و سفير الإتحاد في بغداد. وفي مستهل اللقاء أعلن الوفد إن الهدف من زيارتهم للإقليم تأتي في إطار متابعة الوضع العسكري والأمني والميداني، والعمل على وجود تنسيق أكبر بين الاتحاد واقليم كوردستان في هذه المجالات ومجالات الطاقة والبنى التحتية. واشار الوفد الى ان اقليم كوردستان يتعرض لتحديات كبيرة، وهي الان في الصف الاول في المعركة ضد الارهاب، الى جانب فتحها الأبوابها لمئات الالاف من النازحين واللاجئين، معبرين عن شكر الإتحاد الاوربي لدور اقليم كوردستان. و في جانب اخر من اللقاء تحدث الوفد عن زيارته الى بغداد، مشيرا الى إن الاتحاد الاوربي حث كافة الاطراف العراقية على المشاركة في العملية السياسية، وحث بغداد على منح سلطات اكبر للحكومات المحلية، وحل كافة المشاكل بين اربيل و بغداد، مؤكدا إن الاتحاد الاوربي بحث من جهة اخرى مع تركيا التنسيق بين انقرة و اربيل، والسماح لقوات البيشمركة بالتوجه الى كوباني عن طريق الاراضي التركية”. (الخبر منقول موقع kdp.info).

 

وكذلك فإن إستقبال البرلمان الأوربي للسيد مسرور بارزاني؛ مستشار مجلس أمن كوردستان يوم أمس الثلاثاء وذلك خلال كلمة له في البرلمان والتأكيد على “أن الجميع اصبحوا الآن ضحايا لداعش” وبأن “المنطقة تتعرض لتهديدات ارهابية من قبل تنظيم داعش” وتبيانه على أن “كوردستان تحارب هذا التنظيم الارهابي نيابة عن العالم والاقليم” وهي “بحاجة الى مساعدات عسكرية مستمرة لخوض هذه المعركة”. ومن ثم الإعلان عقب ذلك ما أصبح يعرف بـ”مجموعة الصداقة الكوردستانية في البرلمان الاوروبي”. حيث وبموجب ما تم تناقله عن وسائل الإعلام بأن ((أعلن اعضاء في البرلمان الاوروبي متعاطفون مع اقليم كوردستان عن تأسيس مجموعة الصداقة الكوردستانية في البرلمان الاوروبي. وقال ممثل حكومة اقليم كوردستان لدى الاتحاد الاوروبي دلاور ئازكه يى لمراسل ‘باسنيوز’، إن ‘المجموعة تضم اعضاء من مختلف الكتل، وتأسست بمبادرة من ممثلية حكومة الاقليم لدى الاتحاد الاوروبي والاطراف الاوروبية في البرلمان الاوروبي’. واضاف ‘الرئيس الحالي للمجموعة هو جارلز تانوك وعدد من النواب، والرئيس هو ممثل مدينة لندن في البرلمان الاوروبي، أما احد نوابه فمن كتلة المسيحيين الديمقراطيين وهي اكبر الكتل وعدد اعضاءها 220، ولرئيس مجموعة الصداقة الكوردستانية نائب آخر من كتلة الاشتراكيين الديمقراطيين وعدد اعضاء الكتلة 193 برلمانياً، وهناك عضو آخر من الكتلة اللبرالية’. وحول اهداف مجموعة الصداقة الكوردستانية، اضاف ئازكه يى، ‘لدى المجموعة عدة اهداف رئيسية بينها تعزيز العلاقات بين اقليم كوردستان والبلدان الاوروبية، والتقريب بين برلمان وحكومة اقليم كوردستان والمؤسسات الرسمية المعروفة في الاتحاد الاوروبي’. واشار الى هدف آخر للمجموعة وهو اثارة القضايا الراهنة المتصلة بالقضية الكوردية بشكل عام واقليم كوردستان بشكل خاص)). وهكذا فإننا نلاحظ بأن الديبلوماسية الكوردية بدأت تسجل النجاح تلو الآخر على صعيد العلاقات الداخلية والخارجية الدولية وإنني أعتبر بأن هذه الخطوات والنجاحات الأخيرة تشكل لبنة جديدة في نجاحات الديبلوماسية الكوردية وذلك نحو تشكيل لوبي كوردي حقيقي وفاعل في أوربا بهدف خدمة القضايا الإستراتجيا لشعبنا ..وإلى المزيد من النجاحات والعمل الديبلوماسي.

http://www.gemyakurdan.net/…/gotari/item/25112-2014-11-12-1…

 

155

الزمن الكوردي

إرسال البيشمه ركة.. معاني ودلالات.

 

 

 

 

 

 

إن إرسال البيشمه ركة من جنوب كوردستان -إقليم كوردستان- إلى غربي كوردستان وبدون الرجوع إلى الحكومة المركزية تعني شيئاً واحداً أن الكيان الكوردي هو بمثابة دولة وليس إقليماً داخل دولة سيادية حيث قرار الخارجية والقوات العسكرية وكذلك الإقتصاد والمالية تكون بيد الدولة المركزية وقد رأينا بأن “الإقليم” الكوردستاني قد “خرق” -والأصح أخترق- في البداية الجانب الخارجي والديبلوماسي بحيث لها قنصلياتها وديبلوماسييها في كل دول العالم وألحق ذاك الإختراق بإختراق آخر في الجانب المالي والإقتصادي بحيث عقدت عدد من الصفقات مع الخارج وخاصةً في قضية النفط؛ تنقيباً وبيعاً وأخيراً جاءت المسألة العسكرية وشراء الأسلحة وتحرك قوات البيشمه ركة العائدة للكيان الكوردي؛ أي إقليم كوردستان (العراق).

 

وبالتأكيد ما كان يمكن للإقليم الكوردستاني أن تخطو هذه الخطوات الدالة على السيادة لولا الدعم والمساندة الدولية وتحديداً أمريكا والغرب الأوربي. وهكذا فإن الدلالة الأولى لتحرك القوات الكوردية؛ البيشمه ركة وبدون الرجوع إلى المركز بغداد يعني أن أمريكا والدول الأوربية بدأت تتعامل مع الإقليم كدولة سيادية وليس جزءاً أو إقليماً من دولة مركزية -العراق- وهذه بداية الإستقلال وتحقيق الحلم الكوردي في دولة كوردستان المستقلة.

 

أما من الجانب الشعبي والجماهير الكوردستانية والإستقبال العارم للبيشمه ركة وذلك إن كان في شمال أو غربي كوردستان فهو تأكيد على أن القضية والجغرافيا الكوردستانية واحدة وذلك على الرغم من مسألة التقسيم والإلحاق بعدد من دول المنطقة بموجب إتفاقيات إستعمارية قديمة وقد حان الوقت لإعادة رسم خارطة جديدة للمنطقة وإحقاق حق الشعب الكوردي في دولته المستقلة كوردستان.

 

 

 

156

وكذلك ومن الناحية العسكرية والتحالف الدولي فإنها تعتبر القوة العسكرية الأكثر مصداقية وثقةً لدى دول التحالف الدولي بالمنطقة وذلك في مواجهة قوى التطرف والظلام ك”داعش” وغيرها من حثالة المجتمعات والتاريخ والفكر الإنساني.. وهكذا يمكن أن نوجز دلالات ومعاني مغادرة البيشمه ركة لأراضي جنوب كوردستان والدخول إلى غربي كوردستان مروراً بشمالها وعلى الرغم من حقد ورفض الدول الغاصبة لكوردستان بالنقاط السابقة والتي أتينا على ذكرها وبالتالي يمكننا القول؛ بأن المارد الكوردي قد بدأ بالخروج من قمقمه وها هو يسجل عهداً وتاريخاً جديداً لشعبنا في المنطقة والذي يمكن أن يسمى وبحق العهد أو الزمن الكوردي.

الكورد.. والمستجدات الدولية..؟!!

…هل يحقق الكورد طموحهم القومي في هذا الحراك الدولي.

 

عندما نقلب صفحات التاريخ، نلاحظ بأن الكورد؛ أكثر أمة وشعب تعرض للغبن والعسف في العصر الحديث وذلك من خلال الاتفاقيات الدولية والخاصة بشؤون شعوب الدولة العثمانية وتركتها الاستعمارية حيث وبموجب تلك الاتفاقيات الدولية من سايكسبيكو وسيفر ولوزان قد تم رسم خارطة جديدة لمنطقة الشرق الأوسط وقد نالت بموجبها الشعوب العربية على حريتها واستقلالها وكذلك عدد من دول البلقان وأوروبا الشرقية واليونان وغيرها من دول القارة السمراء وأيضاً فإن الشعب اليهودي أخُذَ بعين الرحمة ولم يحرموا _كما في كل المرات السابقة من جزء من الكعكة وبموجب (وعد بلفور) أصبح لهم وطناً وكياناً سياسياً في المنطقة.. ليستمر الصراع العربي الإسرائيلي إلى يومنا هذا ويقدم الطرفان آلاف الضحايا والقرابين على مذبح الحرية وحق الحياة والوجود كشعوب عانت وما زالت من القهر والعبودية والاستغلال؛ إن كان الفلسطيني أو الاسرائيلي.

وهكذا لم تبقى من شعوب المنطقة “العربية والأفريقية” إلا الكورد والأمازيغ هما الشعبين المحرومين من كيان سياسي خاص بهما ضمن الجغرافية التي رسمت بموجب تلك المعاهدات والاتفاقيات الدولية وذلك بعد أن نأخذ بعين الاعتبار، أن الإخوة الفلسطينيين هم جزء من الأمة والشعوب العربية وعلى اعتبار أن الأرمن لهم كيان سياسي بأسم الجمهورية الأرمينية.. ولم يبقى غير الإخوة الكلدوآشوريين والسريان وللأسف فقد جار عليهم الزمن وأصبحوا شتات وجماعات أتنية عرقية موزعة ومقسمة في جغرافيات كانت في يومٍ ما تسمى بـ(بلاد آرام وآشور) والتي عرفت إمبراطوريات وحضارات أخضعت كل ما تعرف اليوم ببلاد الشام وما بين النهرين لنفوذها وسلطانها.. ولكن هكذا هي الحضارات؛ تولد وتكبر لتصل لمراحل العجز والشيخوخة والانهيارات الكبرى.. وبعضها للاندثار كما الأمر مع الحضارة الآرامية الآشورية.

إذاً يعتبر الكورد من أكبر الأتنيات والشعوب التي همشت وعانت عبر التاريخ وكان آخر حلقات ذاك الغبن المرير والمجحف بحق الكورد مما رسم من قبل دول الحلفاء بعد انتصارها على دول المحور في معاهداتها بخصوص شعوب الخلافة العثمانية وذلك إن أخذنا بعين الاعتبار كل من المساحة الجغرافية لكوردستان وعدد سكانها من الكورد حيث تقول المراجع ذات الشأن موسوعة ويكيبيديا، مع حفظنا على معلوماتها وذلك بخصوص الموضوع بأنه ((تختلف التقديرات بشأن عدد الأكراد بين 30 إلى 35 مليون، يتوزعون بنسبة 20% في تركيا (15 مليون)، 15% في إيران (10 مليون)، 20% في العراق (6 مليون) و 5% في سوريا (2 مليون) وفي أرمينيا.. (و) كردستان منطقة جبلية ذات حدود طبيعية، تقع بين درجتَي العرض 34° و39° ودرجتَي

157

الطول 37° و46°. تحدها من الغرب جبال طوروس والهضبة العليا لما بين النهرين، الجزيرة وجبال ماردين السفلى. مساحة كردستان كما يقدرها الباحثون فحوالي 500,000 كم2 تقريبًا وهي بلد جبلي تحتضن جبال وسهولاً خصبة وترويها أنهار عديدة (دجلة والفرات) حيث ينبعان من أرضها وتكثر في أرضها العيون والنهيرات والجداول).

وبالتالي؛ يعتبر الكورد من أكبر الشعوب التي حرمت من حقوقها في كيان سياسي مستقل به وذلك بموجب معاهدات القرن الماضي الأخيرة.. ولكن وها هي المنطقة العربية والشرق أوسطية عموماً تشهد حراكاً ثورياً جماهيرياً على غرار بلدان الدول الاشتراكية سابقاً مما أستدعى إعادة النظر في مجمل السياسات السابقة بخصوص المنطقة ونظمها السياسية وشعوبها والقضايا العالقة فيها ومنها القضية الكوردية وقد كان الوضع العراقي سابقة جديدة في المنطقة وذلك بعد سقوط الطاغية صدام حسين ونظام العقلية العروبية والعنصرية, فقد كان الحل الأمثل والأفضل لكل الشعوب العراقية هي الفيدرالية.

وهكذا وعلى غرار التجربة العراقية نجد اليوم بأن الصوت الكوردي في سوريا هو الآخر يبحث عن حل لقضيته في المحافل واللقاءات الدولية بخصوص حل المسألة السورية وإنهاء الأزمة/الكارثة والتي أذهبت بآلاف الضحايا والقرابين وملايين من المهجرين من أبناء الشعوب السورية، ناهيك عن تدمير البنى التحتية؛ حيث لا مخرج أمام شعوبنا غير التوافق حول طاولة الحوار والوصول إلى كيانات سياسية جديدة قائمة على التعددية والديمقراطية في دول فيدرالية وبعيدة عن مركزية السلطة وذلك في ظل الانقسام المجتمعي دينياً مذهبياً (وطائفياً) وكذلك عرقياً.. ومن خلال كل الحراك الدولي الأخير وما تحقق للكورد من مكاسب في إقليم كوردستان (العراق) نلاحظ بأن المجتمع الدولي قد وصل لقناعة أنه آن الأوان للكورد أن يكونوا شركاء حقيقيين في منطقة الشرق الأوسط مع غيرهم من مكونات وشعوب المنطقة.. وبالتالي على السياسي الكوردي أن يعمل وفق العقلية والمنهجية الجديدة؛ فلم يعد ينظر للمحاور الكوردي على أنه ورقة للمساومة.. بل شريك دبلوماسي حقيقي وقد مضى زمن الحوار الأمني مع الملف الكوردي.

الدولة الكوردية

..حلم جميع الكورد وأحزابهم.

 

 

 

 

 

 

 

للأسف سمعنا الكثير من المهاترات والتخوينات والإتهامات بحق الآخر وعلى الأخص بين طرفي النزاع والصراع في الحالة الكوردية؛ أي بين أربيل وقنديل وكان يصل الأمر أحياناً إلى إتهام الطرف الآخر بكل الصفات والنعوت التي لا تمت إلى الأخلاق السياسية ومنها فبركة الإتهامات بحق المختلف ومن الجهتين.. ومع العلم تم تقريب وجهات النظر بين محوري الصراع الكوردي وذلك من خلال إتفاقية دهوك الأخيرة والتي وقعت بين كل من حركة المجتمع الديمقراطي (TEV_DEM) والمجلس الوطني الكوردي (ENKS) إلا أن البعض منا ما زال يريد أن يعكر المياه ليصطاد بها؛ فها هم قد حوروا حواراً للأستاذ صالح مسلم أدلى به قبل أيام لصحيفة الشرق الأوسط وقولو الرجل كلاماً لم يقله؛ حيث أجاب وفي معرض الرد على سؤال المحاور “ألا تطمحون في كيان كردي مستقل؟” بأن أجاب الأستاذ مسلم: “تقليديا، الناس تحلم بذلك. لكن الآن موازين القوى تغيرت. والأتراك إذا أرادوا أن يعيشوا بسعادة واطمئنان في محيطهم وفي الشرق الأوسط عموما، فعليهم أن يتخلصوا من «الفوبيا» الكردية..” وأضاف “نحن الأكراد نطمح اليوم في الوضع الألماني ضمن الاتحاد الأوروبي. وهذا الوضع يمكن أن يكون نموذجا جيدا بالنسبة للأكراد، من دون تغيير في الحدود”. ولكن جاء من يقول على لسان الرجل بأن “صالح مسلم لا يريد دولة كوردية”.

158

وللعلم فإن الدولة الألمانية؛ هي دولة إتحادية فيدرالية وبحسب النظم والقوانين الأوربية؛ فإن كل المكونات والقوميات التي هي داخل الدولة الاتحادية تتمتع بكافة حقوقها الإجتماعية والثقافية والسياسية وحتى حقها في قضية الاستفتاء والاستقلال وقد رأينا ذلك مع النموذج البريطاني وقضية إستفتاء “استقلال اسكوتلندا” مؤخراً والتي جاءت لصالح البقاء ضمن المملكة المتحدة.. وهكذا فإن الرجل لم يقل بأنهم يرفضون مشروع الدولة الكوردية، بل طرحوا مشروعهم ورؤيتهم السياسية في حل المسألة الكوردية وقد جاء تأكيده مجدداً في حواره الأخير مع قناة الحرة حيث قال “لم ولن نتخل عن حلم الدولة الكردية لكنه حلما صعب التحقيق في الوقت الحالي” وأعتقد بأن الرجل لم يجانب الحقيقة في قوله ذاك؛ فإن الدولة الكوردية حلم كل الكورد ولكن نعلم جميعاً بصعوبة تحقيقها في الوقت الحالي وهي السياسة نفسها التي تتبعها قيادة إقليم كوردستان (العراق) حيث العمل ضمن التوافق السياسي ومسألة الدولة الفيدرالية مع صلاحيات واسعة للإقليم الكوردستاني والحلم في قيام الدولة الكوردية وذاك ما يؤكده السيد صالح مسلم في لقاءه ومع ذلك يأتي ليقول أحدهم؛ هذا التيار قد تخلى عن الكوردايتي وكأن الكوردايتي ملكية خاصة بأحد الأطراف السياسية دون أخرى.

 

وهكذا يبدو أن البعض منا ينتظر “سقطات”، بل تلكم وتعثر أخيه ليكيل له كل حقده التاريخي والتي نحمِّلها للسياسات الخاطئة لأحزابنا الكوردية حيث ومنذ التقسيم داخل صفوفها وهي تزرع الحقد بين أنصارها ومؤيديها وفي مواجهة الأخ والشريك السياسي وذلك بدل ثقافة الحوار والتسامح والمحبة إلى أن وصلنا إلى هذه الحالة الكارثية من الحقد والكراهية على كل من ليس داخل قوقعتنا وحركتنا السياسية.. وما نأمله؛ هو أن يعيد التوافق السياسي الأخير في دهوك، بين كل من المجلس الوطني وحركة المجتمع الديمقراطي، الهدوء والثقة للشارع الكوردي وأن تكف تلك الأقلام التي تنفخ في قربة الخلافات والنعرات الكوردية وعن بث الأحقاد داخل الشارع الكوردي “الفيسبوكي” وذلك وصولاً إلى ثقافة جديدة قوامها الحوار الهادئ والموضوعي بدل كيل الإتهامات والمهاترات ولغة التخوين والعمالة بحق الأخ والشريك السياسي؛ إن كان كوردياً أو وطنياً وإقليمياً.

http://xeber24.net/nuce/41021.html

159

الدولة الكوردية

..إعتراف الآخرين هو تحصيل حاصل

24 ديسمبر، 2015

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ بعض الإخوة والزملاء ومن باب الإجتهاد السياسي ولا أريد أن أقول؛ الحقد الحزبي فقد رفضوا مقولة؛ أن تعترف كل من تركيا والسعودية بالدولة الكوردية القادمة وذلك لما للدولتين من تاريخ سيء في مشاركتهما في الكثير من أحداث المنطقة، كمشاركة السعودية في المعارك الجارية في اليمن وكذلك دعم تركيا للمجموعات المسلحة في سوريا وقلقها الشديد من إنتقال موجة التحرر الكوردي ومشروعهم السياسي في الإستقلال إلى داخل تركيا وهو موجود أصلاً حيث الصراع ومنذ سنوات بين العمال الكوردستاني والحكومات التركية .. وأضافوا؛ بأن السعودية لم تعترف يوماً بالكورد وأن العقل والمنطق يقول: “إنها لن تعترف” بهم يوماً وأكدوا على أن كل هذه الضجة الإعلامية ليس إلا ترويجاً وفبركة وذلك من أجل “التغطية على جرائم البلدين السعودية وتركيا ضد شعوب المنطقة” والسكوت عن التنديد بها من قبل حلفائهم في المحور السني وذلك في إشارة واضحة إلى إقليم كوردستان (العراق).

بل هناك من صرح بها وقال؛ بان المحور السني يريد أن يورط البارزاني بمعارك طائفية مذهبية في المنطقة .. إنني أقول لكل هؤلاء الإخوة والأصدقاء؛ بأن تركيا والسعودية سوف تعترفان بالدولة الكوردية بحكم مصالحهم الإستراتيجية، وإفشالاً للمشروع الإيراني الجيوسياسي في منطقة الشرق أوسط ولحجم الصراع التناحري بين المحورين الطائفيين حيث إن دققنا في قراءة التاريخ الإسلامي وحجم الصراع بين المذهبين الشيعي والسني سوف نجد بأن كل محور سيعمل على إفشال مشاريع الآخر ولو بتقديم بعض التنازلات والتضحيات. وبالتالي فإن كل من السعودية وتركيا لن تترددا على إفشال أي مشروع إقتصادي وأمني لإيران في المنطقة، إن كانتا لهم المقدرة على تنفيذ ذلك .. وأما بخصوص معاداة السعودية للعمال الكوردستاني فهي جاءت لتشكيل محور سني مع تركيا؛ بمعنى إرضاءً لتركيا وليس لعداء مع الكورد أو حتى العمال الكوردستاني حيث خطاب السعودية من العمال الكوردستاني تغير بعد التحالف الجديد مع الحكومة التركية وذلك بعد أن كان خطاباً معادياً في أعقاب الصراع على النفوذ في مصر بين مشروع تركيا الإخواني والذي نافسهم السعوديين في دعمهم للعسكر وحكومة السيسي الإنقلابية.

وأما بخصوص السكوت عن الجرائم والتنديد بها؛ غن كانت جرائم السعودية في اليمن وداخل السعودية نفسها بحق النشطاء من الفعاليات المدنية أو تلك الجرائم البشعة للدولة التركية بحق شعبنا الكوردي وخاصةً الأخيرة في مدن الإقليم الشمالي من كوردستان، فأعتقد بأنها وللأسف سياسة متبعة من الجميع؛ دولاً وأحزاب وذلك بحسب مقتضيات مصالحهم ومصالح أحزابهم وأجنداتهم السياسية، بل يمكن للبارزانيين أن يردوا الحجة ويقولوا؛ بأن العمال الكوردستاني أشعل هذه الحرب وذلك للتشويش على إعلان الدولة الكوردية أساساً والتي باتت وبقتاعتي؛ أي ولادة الدولة الكوردية مطلباً وحاجة دولية وليس فقط مشروعاً كوردياً أو إقليمياً .. وأخيراً؛ أرجو أن لا ننسى بأن الكل يعمل وفق مصالحها وأن إيران لن تكون راعية للمشاريع الديمقراطية في المنطقة ورغم ذلك علينا أن لا نُحمّل الآخرين إتهامات بالتآمر على مشاريعنا السياسية حيث كل طرف يعمل وفق مصالحه وأجنداته السياسية .. مع التمنيات للمشروعين الكورديين بالتوفيق والنجاح.

160

وآخر الكلام؛ لنعمل على مشروعنا السياسي بإخلاص وجدية حيث عندها سوف نجد بأن الآخرين يوافقوننا عليها .. وأعتقد أن هذه هي السياسة العملية/ البراغماتية هي المطلوبة لنجاح أي مشروع حيث يكون إعتراف الآخرين أو رفضهم هو تحصيل حاصل لمشاريعنا .. ومن يستغرب إعتراف السعودية أو حتى تركيا بالدولة الكوردية القادمة، فليراجع التاريخ قليلاً فإنه سيجد إعتراف المملكة العربية السعودية بحق اليهود في إقامة دولتهم المستقلة حيث تقول لنا الوثائق التاريخية، وتحديداً وثيقة الإتفاقية المعروفة بأسم “اتفاقية فيصل وايزمان 1919” تقول في فقرتها الثالثة ما يلي: “عند إنشاء دستور إدارة فلسطين تتخذ جميع الإجراءات التي من شأنها تقديم أوفى الضمانات لتنفيذ وعد الحكومة البريطانية المؤرخ في اليوم الثاني من شهر نوفمبر سنة 1917” وحيث نعلم جميعاً بأن وعد بلفور؛ هو قيام دولة إسرائيل على أرضهم التاريخية .. وبالتالي: فمن يعترف بحق اليهود في إنشاء دولتهم التاريخية، لن يرفض الإعتراف بقيام دولة كوردستان وذلك إن أقتضت المصالح وإرادة الدول الكبرى.

http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=497915

 

الدولة الكوردية

من الحلم إلى واقعٍ على الأرض

الكورد هم أحد أكبر شعوب منطقة الشرق الأوسط وميزوبوتاميا، يبلغ تعدادهم وبحسب الإحصائيات غير الرسمية ما يقارب الأربعين مليوناً ضمن جغرافية تقدر بـ 500 ألف كم2 ومقسمين جغرافياً بين أربع دول وذلك وفق عدد من المعاهدات الدولية، آخرها معاهدة لوزان (24 يوليو/تموز 1923) والتي بموجبها تم إلغاء بنود معاهدة سيفر 1920 التي منحت الكورد بعض الحقوق السياسية والمدنية وذلك أسوةً بشعوب المنطقة. لكن تقاطع مصالح الدول الاستعمارية؛ فرنسا وبريطانيا، آنذاك، مع تركيا الكمالية وبروز تكتل سياسي جديد مع نجاح الثورة البلشفية في الإتحاد السوفييتي وتخوف الدولتين الإستعماريتين؛ من أن يلجأ مصطفى كمال للتحالف مع المحور السياسي الجديد، فقد تنصلا من بنود معاهدة سيفر وبالتالي حرمان الكورد والأرمن من حقوقهم وإنشاء كياناتهم السياسية أسوةً بالدول العربية. وساهمت ضعف الديبلوماسية الكوردية وتشتتهم بين مؤيد ومعارض للدولة الكوردية، أم بالبقاء ضمن الخلافة العثمانية في حرمان شعبنا من نيل حقوقه في ذاك المنعطف التاريخي.

 

وحُرِمَ شعبنا من تحقيق الحلم الذي كان قريباً ليجد نفسه مجبراً على خوض كفاحٍ مرير مع الدول والكيانات السياسية الجديدة في المنطقة، والتي باتت بمثابة إستعمار داخلي للجغرافية الكوردستانية، إضافةً إلى الإستعمار الخارجي، بحيث بات الإستعمار في كوردستان مركباً، أو كما يصفها عالم الإجتماع التركي؛ إسماعيل بيشكجي، بأنها أصبحت (مستعمرة دولية). والوضع في كوردستان كان أسوأ وأقسى من وضع الإستعمار بحيث يمكن توصيفه بحالة الإستعباد؛ حيث حرمان شعبنا حتى من تلك الحقوق التي منحتها الدول الإستعمارية الغربية لمستعمراتها، مما أجبرت القوى والفئات الثقافية والثورية، والرموز الدينية والعشائرية من أبناء هذا الشعب من أن تخوض نضالاً مريراً مع تلك الحكومات التي أستعبدته، حيث وجدنا عدد من الإنتفاضات والثورات الكوردية وبالأخص في الإقليمين الشمالي والجنوبي من كوردستان، إن كانت ثورات البارزانيين أو غيرها وذلك بعد أن تم إجهاض تجربة جمهورية كوردستان في الإقليم الشرقي من كوردستان، ضمن صفقة إستعمارية بين الإتحاد السوفيتي السابق والغرب الذي كان يرعى النظام الإيراني السابق؛ الشاهنشاهي.

 

وهكذا إستمرت الحال مع شعبنا؛ حرمانٌ ونضال ضد كل تلك السياسات الإستعبادية، حيث قدم آلاف القرابين من أبنائه على مذبح الحرية ونيل الإستقلال، لكن دائماً كنا ضحايا وقرابين التوازنات الإقليمية والدولية إلى أن كان سقوط المنظومة الإشتراكية ومن قبلها النظام الإيراني الشاهنشاهي، لتكون إيران الخمينية هي المنافس للمشروع الغربي الأمريكي في المنطقة، أو هكذا أوهمت الأطراف الإقليمية، والتي باتت تشكل تهديداً لتلك المصالح الحيوية، مما تطلب إعادة رسم خرائط جديدة تتوافق مع بروز قوى استعمارية دولية جديدة بديلة عن أسياد العالم القديم (فرنسا وبريطانيا)، وبالتالي دعت الحاجة إلى إتفاقيات ومعاهدات وخرائط سياسية جديدة في العالم ومنها منطقة الشرق الأوسط، لتكون البديلة عن تلك المعاهدات القديمة (سايكس بيكو، سيفر، لوزان) بحيث

161

تراعي مصالح الأسياد الجدد، الغرب الأمريكي ومنافسه الروسي الصيني، ومع انقسام المنطقة طائفياً بين محوري السنة والشيعة بات الوضع مثالياً لبروز عدد من الكيانات السياسية الجديدة بحيث يتم تأمين ضخ النفط إلى الشركات المحتكرة لتلك الدول السيادية وبالتالي تطبيق سياسة كيسنجر الشرق أوسطية بحيث (يكون وراء كل بئر نفط دولة).

 

وهكذا فقد توفرت اللحظة التاريخية (المنعطف التاريخي) ليحقق الكورد حلمهم في مشروع الدولة الوطنية على الأرض؛ بأن تعلن ميلاد دولة كوردستان. وأعتقد أن الرئيس بارزاني سوف يختم حياته السياسية بتحقيق ذاك الحلم الكوردستاني.

 

 

162

الكرد والحلول السياسية في سوريا

الفيدرالية/الإستقلال

والقراءات السياسية الواقعية.

إن الكثير من الإخوة والأصدقاء المحسوبين على نهج البارزاني والحزب الديمقراطي الكوردستاني (العراق)، يأخذون على حزب العمال الكوردستاني؛ “تخليه عن مشروع تحرير كورستان” وإستبداله بمشروع “الأمة الديمقراطية” ويجدون ذلك تخلياً عن تضحيات ودماء أولئك الشهداء والفدائيين الذين ضحوا بحياتهم خلال مسيرة الحزب ونضاله ضد الطغمة التركية الحاكمة والغاصبة لكوردستان، وبالتالي يعتبرون ذلك نوع من (الخيانة) لتلك التضحيات والبطولات ولمسيرة نضال شعبنا من أجل الحرية والإستقلال، بل ويذهب البعض بعيداً لدرجة تخوين الحزب وإتهامه بالعمال للدول والحكومات الإقليمية.

وهكذا يتناسى هؤلاء الإخوة بأن الحزب وخلال هذه المسيرة قد حقق الكثير من المنجزات على الصعيد السياسي والديبلوماسي والإعلامي للمسألة الكوردية في الإقليم الشمالي من كوردستان بحيث وصلت لدرجة أن تركيا باتت تنسق مع قيادة إقليم كوردستان (العراق) وهي التي كانت تعتبر قيادات الإقليم عبارة عن “زعماء قبليين”، بل يتناسى هؤلاء الإخوة بأن مشروع الإدارة الذاتية و”الأمة الديمقراطية” تهدف أساساً إلى حل المسائل القومية ضمن مشروع فيدرالي كونفيدرالي للشرق الأوسط عموماً، ناهيكم عن وصول حزب الشعوب للبرلمان التركي ليكون صوتنا لشعبنا وقضيتنا.

وبالتالي فإن قضية “التخلي” أو بالأحرى؛ تأجيل مشروع الدولة القومية خاضع للقراءات السياسية الواقعية وليس لرفض الحالة القومية، كما يروج له البعض؛ كون القومية جزء من واقع ثقافي مجتمعي ولا يمكن لأي مجنون ناهيكم عن العقلاء والسياسيين التخلي عنه، حيث لا يمكن أن تقول إنني أطالب بالفيدرالية والكونفيدرالية بين شعوب وأقوام المنطقة وتقول بنفس الوقت “إنني أتخلى عن قوميتي”، كون لا يستقيم المنطق عند تبني الفكرتين معاً، بل كل قناعة ورأي ينفي الآخر تماماً.

وما يؤكد بأن ما زال نضال العمال الكوردستاني وفي خطه العريض نضالاً قومياً ضمن مشروع ديمقراطي، هي أن كل خطابات ومواقف وسياسات العمال الكوردستاني ليس إلا تأكيد على إستمرار النضال لحل المسالة الكوردية ضمن جغرافيات المنطقة وفي إطار مشروع ديمقراطي فيدرالي أو كونفيدرالي وإن ما نراه اليوم يتجسد بمشروع الإدارة الذاتية في الإقليم الغربي من كوردستان، إلا تجسيداً وتأكيداً على هذه الحقيقة السياسية، بل الخطاب السياسي لكل من تركيا والقوميين العرب يؤكد بأن مشروع العمال الكوردستاني هو مشروع قومي إنفصالي لكن بصبغة ديمقراطية.

163

وهكذا فإن قضية الإستقلال ومن ثم طرح مشروع الإدارة الذاتية الديمقراطية جاءت في إطار تطور فكري وخاضع لقراءات واقعية سياسية وليس كما يروج البعض “التخلي عن القضية”.. وهنا يمكننا أن نذكر أيضاً؛ شعار تحرير وتوحيد كوردستان والذي رفعه الحزب الديمقراطي الكردستاني _ سوريا عند التأسيس عام 1957 ومن ثم “التخلي” عنه أو بالأحرى تأجيله وذلك في السياق نفسه؛ حيث وجد الحزب بأن شعارهم لا يمت للواقعية السياسية وبالتالي تم “التخلي” عن الشعار مرحلياً وتأجيل المشروع للمستقبل.

 

 

 

 

 

النظام الفيدرالي

هي ثقافة المرحلة سياسياً

 

 

 

 

 

 

 

إن المجتمعات البشرية خاضعة لتطورها الفكري الحضاري لكل مرحلة تاريخية ما وبالتالي لما تنتجها من قيم إنسانية حضارية وفي مختلف الصعد الحياتية وعلى رأسها النظم الإدارية لتسيير حياة مجتمعاتها وذلك إبتداءً من الخلية البشرية الأولى لها؛ “أي العائلة” ووصولاً إلى مجتمعاتنا الحالية حيث الدولة المدنية المعاصرة بمنظوماتها السياسية المختلفة والتي شهدت في طريقها التطوري؛ عصر الممالك والإمبراطوريات وصولاً للدولة القومية المركزية إلى أن رأينا منظومة العمل السياسي القائم على فكرة بناء الدولة الفيدرالية مع نهايات القرن الثامن عشر وولادة الولايات المتحدة الأمريكية 1787م من (13) ثلاثة عشر ولاية لتنتهي بـ(51) ولاية حالياً كأقوى وأعظم دولة فيدرالية في العالم والذي يضم أيضاً أي النظم السياسية الفيدرالية أهم دول العالم في منظومتها السياسية القائمة على النظام الفيدرالي.

 

وهكذا فإن قضية الفيدرالية وإعادة رسم حدود الدول الوطنية السابقة التي عرفت بمنظومات سياسية مركزية شديدة القمع والاستبداد تجاه الأقاليم والمكونات الأخرى الأقليات بدأت تشهد إنهياراتها في المنطقة العربية مع موجة “الربيع العربي” ويقول الأستاذ “حسن عباس” في مقالة له بعنوان؛ “أوهام الجغرافيا القديمة القاتلة” وبخصوص المسألة ما يلي: “أن هيمنة جماعة على جماعات أخرى بحجة السلطة المركزية صارت فكرة تنتمي إلى الماضي، فهو يحدّد دوراً جديداً للسلطات المركزية في أيّة دولة إتحادية متنوّعة قومياً أو طائفياً، ألا وهو ضمانها بنفسها الشروط الموضوعية للامركزيتها. وهذا يعني أن استمرار الدول بحدودها الحالية قد يستمر، ولكنه سيكون مسألة شكلية تغلّف حقيقة تقاسم الجماعات المتصارعة للنفوذ والتوصّل إلى نوع من ترسيم حدود جديد لمناطق انتشار ونفوذ الجماعات، ترسيم ستحميه قوى عسكرية لامركزية”.

 

 

 

 

164

إذاً فإن حركة التاريخ كمسار تطوري تقدمي للجماعات البشرية السكانية تفرز دائماً واقعاً مفروضاً ملائماً في العلاقات المجتمعية الإنسانية ومع تطور التقانة الصناعية والثقافية من حالة الفكر الشمولي الجمعي إلى التعددية والإختصاص حيث الطبيب العام لم يعد ذاك الطبيب المرغوب، بل إن الإخصائي هو الأفضل لعلاجنا وهكذا في السياسة أيضاً؛ حيث المركز الإداري لن يعالج كل قضايانا التنظيمية الإدارية والسياسية الثقافية والمجتمعية الإقتصادية، بل إن الأقاليم والكانتونات هي الأكثر معرفة وقدرة على تشخيص واقعها وبالتالي الأكثر قدرةً على إدارة مناطق نفوذها السياسي المجتمعي .. ولذلك فإن الدولة المركزية (الطبيب العام) لم يعد صالحاً مع واقع المجتمعات السياسي (الصحي) مرحلياً ولا بد لنا من القبول والخضوع لحركة التاريخ التصاعدية وبالتالي القبول بالنظام السياسي الفيدرالي كواقع إداري سياسي لمجتمعاتنا المعاصرة ومنها سوريا.

 

النظام الفيدرالي

جزء من ثقافة المرحلة التاريخية.

 

إن كل مناحي الحياة الإجتماعية هي خاضعة لحركة الكون وديناميكية الحركة التاريخية؛ بمعنى أبسط إن كل القوانين المجتمعية وبمختلف مناحيها تخضع لسرعة وتسارع الحركة التاريخية حيث وبقدر تطور شرط التواصل الإنساني البشري فإن حياتنا الإجتماعية تخضع بدورها لتلك الوتيرة المتسارعة ولتبسيط المسألة أكثر، فإننا سوف نؤتي بالمثال التالي؛ إن تاريخنا البشري وعندما كانت وسيلة النقل هي الدابة كانت بيوتنا تتكون من غرفة واحدة تقوم مكان غرفة النوم والضيوف والصالة والمطبخ؛ أي غرفة عامة لكل الإختصاصات، لكنها تتسع لعشرات الأشخاص القادرين على النوم جنباً وبالتالي كانت العائلة تملك العشرات من الأسرة والفرش والمخدات؛ كون الضيف وخضوعاً لشرط وإيقاع الحياة والحركة البطيئة يمكن أن يمضي ليلته بضيافة البيت وهو الأرجح لكن مع تطور آلية النقل من الدابة إلى السيارة الميكانيكية الآلية، فإن بيوتنا فقدت تلك الإتساع والفرش والمخدات الكثيرة؛ كون الضيف وإن حلّ علينا فسيكون ضيفاً سريعاً ولن تستغرق معه الكثير من الوقت ليصل إلى أبعد نقطة خلال ساعات، بل إن بيوتنا بدأت تنقسم إلى عدد من الغرف الصغيرة ذات الإختصاصات والوظائف الحصرية بكل غرفة داخل البيت العائلي.

وهكذا فإن المجتمعات البشرية هي خاضعة لتطورها الفكري الحضاري وحيث لكل مرحلة تاريخية ما خصوصيته وإيقاعه الحركي وبالتالي لما تنتجها من قيم إنسانية حضارية وفي مختلف الصعد الحياتية وعلى رأسها النظم الإدارية لتسيير حياة مجتمعاتها وذلك إبتداءً من الخلية البشرية الأولى لها؛ “أي العائلة” ووصولاً إلى مجتمعاتنا الحالية حيث الدولة المدنية المعاصرة بمنظوماتها السياسية المختلفة والتي شهدت في طريقها التطوري؛ عصر الممالك والإمبراطوريات وصولاً للدولة القومية المركزية إلى أن رأينا منظومة العمل السياسي القائم على فكرة بناء الدولة الفيدرالية مع نهايات القرن الثامن عشر وولادة الولايات المتحدة الأمريكية 1787م من (13) ثلاثة عشر ولاية لتنتهي بـ(51) ولاية حالياً كأقوى وأعظم دولة فيدرالية في العالم والذي يضم أيضاً أي النظم السياسية الفيدرالية أهم دول العالم في منظومتها السياسية القائمة على النظام الفيدرالي.

165

وهكذا فإن قضية الفيدرالية وإعادة رسم حدود الدول الوطنية السابقة التي عرفت بمنظومات سياسية مركزية شديدة القمع والاستبداد تجاه الأقاليم والمكونات الأخرى الأقليات بدأت تشهد إنهياراتها في المنطقة العربية مع موجة “الربيع العربي” ويقول الأستاذ “حسن عباس” في مقالة له بعنوان؛ “أوهام الجغرافيا القديمة القاتلة” وبخصوص المسألة ما يلي: “أن هيمنة جماعة على جماعات أخرى بحجة السلطة المركزية صارت فكرة تنتمي إلى الماضي، فهو يحدّد دوراً جديداً للسلطات المركزية في أيّة دولة إتحادية متنوّعة قومياً أو طائفياً، ألا وهو ضمانها بنفسها الشروط الموضوعية للامركزيتها. وهذا يعني أن استمرار الدول بحدودها الحالية قد يستمر، ولكنه سيكون مسألة شكلية تغلّف حقيقة تقاسم الجماعات المتصارعة للنفوذ والتوصّل إلى نوع من ترسيم حدود جديد لمناطق انتشار ونفوذ الجماعات، ترسيم ستحميه قوى عسكرية لامركزية”.

إذاً فإن حركة التاريخ كمسار تطوري تقدمي للجماعات البشرية السكانية تفرز دائماً واقعاً مفروضاً ملائماً في العلاقات المجتمعية الإنسانية ومع تطور التقانة الصناعية والثقافية من حالة الفكر الشمولي الجمعي إلى التعددية والإختصاص حيث الطبيب العام لم يعد ذاك الطبيب المرغوب، بل إن الإخصائي هو الأفضل لعلاجنا وهكذا في السياسة أيضاً؛ حيث المركز الإداري لن يعالج كل قضايانا التنظيمية الإدارية والسياسية الثقافية والمجتمعية الإقتصادية، بل إن الأقاليم والكانتونات هي الأكثر معرفة وقدرة على تشخيص واقعها وبالتالي الأكثر قدرةً على إدارة مناطق نفوذها السياسي المجتمعي .. ولذلك فإن الدولة المركزية (الطبيب العام) لم يعد صالحاً مع واقع المجتمعات السياسي (الصحي) مرحلياً ولا بد لنا من القبول والخضوع لحركة التاريخ التصاعدية وبالتالي القبول بالنظام السياسي الفيدرالي كواقع إداري سياسي لمجتمعاتنا المعاصرة ومنها سوريا.

ملاحظة؛ إننا إعتباراً من اليوم سيكون لنا لقاء شهري مع زاويتكم “ومضات فكرية” والتي نأمل من خلالها إيصال أفكارنا ورسائلنا لكم من خلال صحيفتنا وصحيفتكم .. مع كل الشكر والتحية للإخوة في إدارة التحرير وكل التمنيات بالنجاح والموفقية.

https://www.dropbox.com/s/osympg9brjzr2ul/Rojnameya%20Yek%C3%AEt%C3%AE%2C%20hejmara%20249.pdf?dl=0

 

 

الفيدرالية جزء من الحل المرحلي.

باتت قضية الفيدرالية إحدى أكثر المواضيع الجدلية في واقعنا السياسي والثقافي وضمن حلقة النقاش فقد كتبت، كما الآخرين، عدداً من المقالات بخصوص الموضوع وكانت آخرها مقالتي المعنونة بـ”النظام الفيدرالي جزء من ثقافة المرحلة التاريخية” وقد كتب أحد الأصدقاء تعليقاً حول الموضوع يقول فيه؛ “مقال جميل ماموستا، ولكن لدي سؤال إن اذنت لي: هل التطور الفكري سابق على الديموقراطية أم أن الديموقراطية سابقة عليه؟ وهل فكر الشعوب العربية والإسلامية ومن ضمنهم الشعب الكوردي ووصل فكرهم إلى مستوى تبني النظام الفدرالي؟ ونحن نعلم أن النظام الفدرالي قائم على التعددية الثقافية.. لك كل الود ماموستا”.

بدايةً أشكر الصديق على إشادته الطيبة وكذلك لطرحه السؤال .. وجواباً عليه يمكننا القول: بكل تأكيد لا يمكن إستيراد ديمقراطيات جاهزة من خلال فكر سياسي نخبوي لنخب ثقافية إجتماعية، كما لا يعقل أن يقدم كل مجتمع نموذجه الفريد والمتميز كلياً وبحيث يمر كل مجتمع وبالضرورة بكل المنعطفات التاريخية، كي يقدم نموذجه الديمقراطي الخاص به وبدون التأثر بغيرها من التجارب .. بمعنى أن العلاقة بين التطور الفكري والمجتمعي (الديمقراطي) هي علاقة جدلية؛ علاقة تأثر وتأثير وذلك ضمن سلسلة تطورية حضارية للمجتمعات البشرية، لكن يمكن أن تتمايز ببعض الخصوصيات الثقافية لكل بيئة إجتماعية.

166

أما بخصوص الشق الثاني من السؤال؛ “هل فكر الشعوب العربية والإسلامية ومن ضمنهم الشعب الكوردي وصل فكرهم إلى مستوى تبني النظام الفدرالي؟”. فأعتقد ورغم الواقع الإجتماعي والثقافي المتأزم للمنطقة ولمجتمعاتنا الشرقية عموماً؛ بأن قضية الفيدرالية باتت حاجة ومطلب ضروري لحل الإشكاليات والأزمات السياسية وإن كانت ثقافة مجتمعاتنا ما زالت قاصرة عن تبني مشروع حضاري وطني تحت مفاهيمية الدولة الفيدرالية، لكن رغم ذلك فإن مجتمعاتنا بحاجة للمشروع للخروج من مجموعة الأزمات السياسية والثقافية التي تعاني منها وإنها مع التجربة سوف تطور فكرها الحضاري بخصوص موضوعات مثل الفيدرالية والديمقراطية.

لكن السؤال الذي يطرح نفسه وبقوة؛ هل ستكون الفيدرالية هي نهاية السياسة “نهاية التاريخ” إنني يمكنني (التأكيد) من منطلق قناعاتي الفكرية التي ترفض اليقينيات والنهائيات الكلية بان أقول؛ لا نهاية للتاريخ حيث الفكر الإنساني سيكون دائماً قادراً على الإبداع وإنتاج الأكثر رقياً وحضارة مدنية، لكن أعتقد بأن النموذج الفيدرالي يعتبر هو أفضل الحلول السياسية مرحلياً وذلك لأسباب عدة مجتمعية ثقافية سياسية حيث التنوع الثقافي الإثني والتداخل المجتمعي الجغرافي والتنافر العقائدي السياسي يدفعنا كمجتمعات وبلدان المنطقة على الأخص البلدان التي تغتصب كوردستان إلى طرح مسألة الفيدرالية للخروج من مجموعة الإشكاليات والأزمات الحالية، كأفضل صيغة يمكن التوافق عليها وتلبية متطلبات وحقوق مختلف المكونات المجتمعية لهذه الدول والمجتمعات.

 

 

 

 

 

رسالتي

..لحلقة النقاش والتي عقدها حركة الاصلاح

 

الأستاذ يوسف فيصل

قيادة وقواعد حركة الإصلاح _ سوريا

الإخوة والزملاء المجتمعون في حلقة الحوار المحترمون

بدايةً أتوجه بالتحية والتقدير لجهدكم واجتماعكم هذا وذلك للنقاش في مجموعة الأزمات التي تعاني منها بلداننا وضمناً حركتنا الكوردية والبحث في سبل الخروج منها؛ حيث على مستوى البلاد ما زالت سوريا تعاني من ويلات الحرب المجنونة والمدمرة لكل مفاصل الحياة والوطن والتي تدار رحاها من قبل كل من النظام وعدد من المجاميع المسلحة السلفية وذلك بعد خطف الثورة السلمية الشعبية من قبل هؤلاء وتحويل مسارها من مطالب شعبية وطنية محقة إلى مشاريع وأجندات عابرة للحدود والواقع وقيمها المدنية الديمقراطية في استحضار للقديم والتاريخ وذلك من خلال الإعلان عن دولتهم الإسلامية “داعش” وتولية أحد رموز الإرهاب “خليفةً للمسلمين” ومن الجانب الآخر إن كان النظام السوري أو العراقي الاستمرار في سياسة إلغاء الشارع والشركاء السياسيين من معادلة الوطن مما يدفع بكل العملية السياسية في البلدين إلى المزيد من الاحتقان والأزمات وبالتالي ضخ كميات إضافية من العنف في الشارع الملتهب أصلاً والتي بدورها تدمر كل البنى الاجتماعية والاقتصادية في مفاصلها وأيضاً آثارها السلبية العميقة حاضراً ومستقبلاً وعلى مختلف الصعد الاجتماعية المدنية وكذلك الاقتصادية والسياسية وفي كل رقعة بما تعرف اليوم بمنطقتي الشرق الأوسط والخليج العربي_الفارسي.

167

أيها الإخوة والأصدقاء

بالتأكيد إن رسم هذه الحدود وكما أكدتم عليها من خلال ورقة العمل المقدمة من قبل لجنة إعداد هذه الحلقة النقاشية مشكوراً لم تتم بيد أبناء المنطقة بل بموجب اتفاقيات ومعاهدات دولية وعلى الأخص معاهدة سايكس _ بيكو 1916 ولواحقها من سيفر 1920 ولوزان 1923 وذلك إثر الحرب العالمية الأولى والتي انهارت فيها دول المحور ومنها “الخلافة العثمانية” وكانت من نتائجها تقسيم تركات تلك الدول الخاسرة للحرب وعلى الأخص الخلافة العثمانية بين الدول التي ربحتها فكانت مجموعة تلك المعاهدات ورسم حدود هذه البلدان التي تعرف اليوم بالمجموعة العربية وعدد من دول البلقان وإبقاء تركيا داخل الخارطة السياسية التي تعرف بها اليوم.. وهكذا حرمان عدد من شعوب المنطقة من حقوقها السياسية والمدنية ومنهم الشعب الكوردي، بل وتقسيم جغرافيتهم بين عدد من هذه الدول الناشئة حديثاً وكانت من أسوأ ما يمكن أن يتعرض له شعب؛ فلا أعتبر جغرافيات ملحقة بالدول الجديدة وإنها منتدبة عليها كما كانت تسمي كل من بريطانيا وفرنسا وعدد آخر من الدول الأوربية احتلالها لعدد من بلدان المنطقة ولا أعتبر الجغرافية الكوردستانية كإقليم إداري أو سياسي داخل هذه البلدان الناشئة حديثاً، بل تم ضمها لتلك البلدان وبنوع من الاغتصاب لها وحتى دون الإشارة لذاك الإجراء التعسفي بحق الشعب الكوردي وجغرافيته مما دعا بأحد أبرز السوسيولوجيين في منطقتنا ألا وهو الأستاذ إسماعيل بيشكجي بأن يسمي كوردستان بمستعمرة دولية ولكنني شخصياً أحبذ استخدام مصطلح (مستعبدة دولية)؛ كوننا نعيش حالة أقرب إلى الرق والعبودية منها إلى حالة الاستعمار والاحتلال.

وهكذا أيها الإخوة والزملاء؛ فإن المنطقة رسمت وفق أجندات ومصالح عدد من دول العالم والتي كانت تعتبر أسيادها حينها وهي رعت بهذا التقسيم الجيوسياسي مصالحها وامتيازاتها دون الأخذ برغبة شعوب تلك البلدان بعين الاعتبار مما جعل من الشعب والقومية بل القبيلة والعائلة الواحدة وكما حال شعبنا الكوردي مثالاً أن تنقسم بين طرفي الحدود وبالتالي استمرار الأزمة، بل وتعقيدها وخاصةً بعد ازدياد الوعي القومي في المنطقة وممارسة النظم السياسية الجديدة (القومية) بحق المكونات الاجتماعية الأخرى وخاصةً بعد صعود التيارات القومية المتشددة للواجهة السياسية واستلام الحكم فيها البعث في كل من سوريا والعراق حيث تعرض شعبنا وخلال حكم هذه الأيديولوجيا وفي البلدين إلى المزيد من القوانين و”المشاريع” العنصرية والشوفينية من ما تسمى بـ”الإحصاء والحزام العربي” السيئي الصيت كأمثلة عن تلك القوانين الاستثنائية وناهيكم عن الحرمان من الحقوق والقمع والملاحقات الأمنية والسجون لنشطاء الحركة الكوردية وفي الدول الأربعة التي تحتل جغرافية كوردستان مما دفع شعبنا للقيام بعدد من الثورات والانتفاضات في وجه هذه السياسات المجحفة بحقه ووجوده.. وهكذا فإن سياسة هذه الحكومات وحرمان شعبنا من حقه هي التي دفعت إلى الثورات الكوردية وليس فقط الحدود التي رسمت من خلال سايكس _ بيكو وغيرها من المعاهدات الدولية.

واليوم ها هي المنطقة والعالم عموماً تشهد حراكاً ثورياً تغيّرياً وتعيد رسم خارطة العالم فقبل عقد ونيف من الزمن كانت إعادة رسم خارطة أوربا الشرقية والبلدان التي كانت تعرف بحلف وارسو والمنظومة الاشتراكية وها هو اليوم هناك سيناريو مشابه يجري في منطقتنا حيث حدود سايكس _ بيكو آيلة إلى السقوط وليعاد رسم خارطة جديدة للمنطقة وذلك بموجب اتفاقيات ومعاهدات دولية جديدة تراعي مصالح وامتيازات “أسياد العالم وإمبراطورياتها الجديدة” وعلى الأخص كلٍ من أمريكا وروسيا وحلفائهما وبالتالي فإن الموت الحتمي برأينا المتواضع قادم لكل تلك الاتفاقيات القديمة وقد نكتشف بعد أعوام اتفاقية باسم كيري _ لافروف ولربما باسم أوباما _ بوتين نفسيهما.. وهكذا هي عالم السياسة؛ فإن الأوراق التي تمر من تحت الطاولة هي أكثر بكثير مما توضع عليها ولذلك فإن الكورد وبقناعتنا سوف يكونون أكبر المستفيدين من إعادة رسم خارطة المنطقة والشرق الأوسط الجديد؛ كونهم بدايةً لن يخسروا شيئاً لا يملكونه بالأساس وثانياً فإن كلا القطبين بحاجة إلى حلفاء ولاعبين جدد في المنطقة وليس هناك من يقوم بهكذا دور أفضل من الكورد وبالتالي فهناك شبه توافق دولي وإقليمي لجعل الكورد أحد اللاعبين الأساسيين في المنطقة وإحقاق الحقوق وبالتالي ولادة دولة كوردستان في المنطقة.

وكذلك فإن العالم الجديد وخاصةً شركات الإنتاج الحربي في الدول الصناعية الكبرى بحاجة إلى أسواق عالمية ونزاعات دولية جديدة لتصريف بضاعته الحربية المكدسة في مستودعاتها ودعم اقتصادات بلدانها الراكدة والخروج من أزماتها الاقتصادية والاجتماعية وبالتالي فهي بحاجة لخلق بؤر توتر جديدة في المنطقة وإعادة رسمها من جديد طائفياً وقومياً وهذا ما نجده على أرض الواقع؛ “دولة داعش” السنية من جهة وسياسات النظامين السوري والعراقي الطائفيتين والمطعمة ببعض المنكهات من القوموية البائدة على الأخص النظام السوري حيث نجد بعض تلك الأصوات ما زالت تضرب على وتر القوموية العنصرية وذلك عندما يتعلق المسألة خصوصاً بالقضية الكوردية وحقوق شعبنا وذلك بحجج الحفاظ على الدولة الوطنية والتي هي بالأساس منتج غربي استعماري من مخلفات سايكس _ بيكو المشؤومة؛ حيث تعتبر بنظرهم اتفاقية استعمارية بامتياز ومرفوضة ولكن عند الفقرة التي تتعلق بالحقوق والجغرافية الكوردستانية فإنها وبقدرة قادر تنتسى من ذاكرتهم “الفوق وطنية”.

وأخيراً أيها الإخوة والأصدقاء الأعزاء

بقي أن نقول: بأن الكورد (الآن وقديماً؛ ومنذ سايكس _ بيكو وحتى قبلها) كان يحق لهم _وأسوةً بباقي شعوب العالم أن يطالبوا بجغرافيتهم التاريخية كوطناً حاضناً لهم ولهويتهم الثقافية الحضارية وما حرمانهم إلا كانت نتيجةً لعدد من العوامل الداخلية الذاتية

168

والمتعلقة بعدم نضوج الوعي السياسي بالذات الكوردية حين تم تقسيم هذه المنطقة من جهة ومن الجهة الأخرى مجموعة المصالح والعلاقات الدولية الاستراتيجية والتي كانت تربط كل من الدول الاستعمارية التي رعت تلك الاتفاقيات والمعاهدات الدولية من سايكس _ بيكو وغيرها آنذاك مع تركيا وريثة الخلافة العثمانية وكذلك القوى العربية الناشئة لاستلام مصالح تلك القوى الاستعمارية في المنطقة. ولذلك فإن ولادة كوردستان أو عدد من الأقاليم وربما دول كوردية وعلى غرار مجموعة الدول والإمارات العربية كوطن جيوسياسي للكورد في رسم جديد لخارطة الشرق الأوسط الجديد ليس بمستبعد، بل ذاك ما يلوح في الأفق ولكن ربما تطول إلى عدد من السنوات القادمة وبقناعتي لن تتجاوز العقد الواحد وبالتالي فعلى القوى والأطراف والأحزاب الكوردية العمل وفق هذه القناعة والرؤية السياسية للمستقبل القريب وبأن ولادة كوردستان باتت أقرب من الحلم إلى الواقع.. وبالأخير؛ أتمنى لهذه الحلقة الحوارية أن تقدم رؤية أكثر واقعيةً لمستقبل وحياة شعبنا الكوردي.

دمتم أيها الإخوة الأعزاء.. ومعاً لخدمة قضايانا الحيوية والإستراتيجية.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

تحرير منبج

هو الطريق لبناء سوريا فيدرالية.

إن ما نلاحظه من بعض الإخوة الذين يعارضون سياسة حزب الاتحاد الديمقراطي “PYD” إنهم وبالمطلق عل العمياني، كما يقال ضد الحزب ومشاريعه وخطواته السياسية والعسكرية وكمثال عن ذلك فإننا سوف نورد قضية تحرير منبج من أعنف جماعة إرهابية ونقصد “داعش” حيث وعندما توجهت قوات سوريا الديمقراطية مع قوات مجلس مبنيج العسكري لتحرير المدينة، رأينا أصوات هؤلاء تتعالى وهم يقولون؛ “إنكم تضحون بأبناء الشعب الكوردي في سبيل مناطق غير كوردية”، بل قال البعض بأنهم؛

169

أي حزب الاتحاد الديمقراطي، إنهم “يؤججون لصراع كوردي عربي” .. واليوم وعندما أعلنت الإدارة الذاتية بأن؛ قريباً سيتم إنتخاب هيئة مدنية مجلس الإدارة الذاتية للمدينة عادت تلك الأصوات لتقول؛ “وهل ضحيتم بأبنائنا من أجل تسليم المدينة للآخرين ويقصدون العرب”.

بكل تأكيد إن الخطاب السابق وإن دل على شيء فهو يدل على خطاب حاقد مأزوم بإتجاه طرف سياسي آخر، كون لا يعقل أن تطالب بالشيء ونقيضه في الوقت ذاته حيث نعلم جميعاً، بأن الإخوة في الإدارة الذاتية وحركة المجتمع الديمقراطي، لهم مشروعهم السياسي في سوريا فيدرالية ديمقراطية والتي تؤسس لقضية أخوة الشعوب في المنطقة بحسب أيديولجيتهم الفكرية، كما أن لهم إلتزاماتهم العسكرية مع قوى التحالف الدولي في تحرير تلك المناطق من “داعش” والتي تصب أخيراً لصالح كل القوى الوطنية والديمقراطية، بل وفي مقدمتهم لصالح المشروع الكوردي أيضاً وبأن تصبح المناطق الشمالية والشمالية الغربية إقليماً فيدرالياً ضمن سوريا فيدرالية ديمقراطية وبالتالي لا بد من تحرير تلك المناطق وربط كل من كانتوني عفرين وكوباني لتشكيل جغرافية الإقليم الفيدرالي.

وهكذا فإن قضية تحرير منبج وباقي المناطق الواقعة بين عفرين وكوباني لا بد منه لإنجاز المشروع الفيدرالي لـ”روج آفاي” كوردستان، ولكون خصوصية هذه المناطق والتداخل الإثني الأقوامي حيث العرب والكورد والتركمان والجراكس، فإن أي إقصاء لمكون ما سوف يعتبر إحتلالاً من قبل ذاك الطرف ولذلك لا بد من مشاركة الجميع وتسليم تلك البلدات والمدن لإدارة مدنية منتخبة، لكن أن تقول بأن لك مشروع ديقمراطي لسوريا وتطالب بالفيدرالية لإقليم كوردستاني ملحق بالدولة السورية وبنفس الوقت ترفض تحرير تلك المناطق، فبقناعتي إن مقولاتك فيها الكثير من الـ”إنّ”، بل وتأتي وبعد تحرير المدينة لتتهم حزب الاتحاد الديمقراطي والقوات الكوردية؛ بأنها قوات تحت الطلب، كونها ستشكل مجلس لإدارة المدينة وأنت تعتبر نفسك وحزبك ومجلسك جزء من إئتلاف وطني سوري، فأعتقد إنك تمارس خطاباً حاقداً وليس تحليلاً سياسياً عقلانياً.

حيث لا يعقل أن تقول؛ إنك صاحب مشروع فيدرالي لإقليم كوردستان (سوريا) وترفض أن تكون هناك جغرافية لتلك الفيدرالية التي تطالب بها والتي لن تكتمل بدون تحرير تلك المناطق، كما لا يمكن أن تكون جزءً من الثورة والمشروع الوطني وأن ترفض مشاركة الآخرين في إدارة المناطق التي تشكل خليطاً أقوامياً إثنياً بحيث يشكك بمصداقية وجودك كطرف سياسي داخل قوى وإئتلافات وطنية تعمل وتطالب نظرياً على الأقل بوطن مشترك حر ديمقراطي لكل السوريين.. وأخيراً نأمل من كل القيادات السياسية والنخب الثقافية؛ أن لا تندفع إلى خطاب شعبوي حيث شوارعنا لا تحتاج للمزيد من الإحتقانات والأزمات الداخلية.

 

 

 

 

شراكة
الكورد والعرب!!

 

 

 

 

 

 

 

 

170

 

 

إن الشراكة التي يريدها بعض الإخوة السياسيين العرب بل أغلبهم مع الكورد وذلك في إدارة سوريا القادمة، هي شراكة أقرب لمفهوم شراكة “الزوج والزوجة” فيما تسمى بالمؤسسة الزوجية؛ حيث كل الأمور والقرارات بيد الزوج بينما الخدمة على الزوجة ومع ذلك نسميها “شريكة الحياة” أو وفي أفضل الحالات والأحوال هي شراكة سياسية شبيهة بـ”شراكة” الرجل والمرأة في نظام الرئاسات لدى منظومة العمال الكوردستاني حيث نجد كذلك بأن كل الأمور والمسائل والأضواء أو أغلبها على الشريك الرجل بينما المرأة “الشريكة” تكون في الظل وكأمثلة نؤتي بالأسماء التالية مع حفظ الألقاب؛ جميل باييك، صلاح الدين دميرتاش، صالح مسلم، حميدي دهام الهادي .. فهؤلاء الرؤساء (الرجال) المشتركون هم تحت الأضواء بينما شريكاتهم من (المرأة) وهنّ على الترتيب؛ به سىى هوزايت، فيجين يوكسيكداج، آسيا عبد الله، هدية يوسف .. لا أقول هن كلياً في الظل وبخدمة الرجال “الشركاء” ولكن وبكل تأكيد هنّ ليس تحت نفس الأضواء والإضاءة.

 

وهكذا يبدو أن الشباب الطيبة والمحسوبة على الأمة المتسيدة والمسترجلة “العربية” قد تعودوا على أن يكونوا هم “الأسياد والرجال” وأصحاب النفوذ والسيادة والريادة، بينما بقية الأمم والشعوب “ترضى” بالأحرى تجبر على أداء دور الزوجة الطباخة والخادمة لهم ولموائدهم وممالكهم ودولهم وعلى رأسهم نحن أبناء الجارية أي الكورد ولذلك فإنهم يستغربون اليوم كيف للكوردي أن يكون سيداً ولو في خيمة بجنوب أفريقيا على قول المقبور ديميريل وليس فقط في المناطق الكوردية؛ عفرين وكوباني وقامشلو .. بل وأن يدخلوا “مسترجلين” إلى تل أبيض/ كرى سبي فتلك بالتأكيد سوف تكون من عظائم الأمور وعلامات القيامة ولا يمكن السكوت عليه والقبول به في مطلق الأحوال، فمتى كان العبيد يدخلون ديار الأسياد ليحكموها ويسيروها وهم المسيرين دائماً .. ولذلك فإننا وجدنا كل ذاك الخطاب التشحيني والفاشي ضد شعبنا وقضيتنا ومن أبرز القيادات السياسية للمعارضة السورية والتي كنا نأمل فيها خيراً في أيامنا الخوالي.

 

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ وأخيراً إنني أعتذر من الإخوة في منظومة العمال الكوردستاني على التشبيه، لكن أعتقد إنه تشبيه فيه الكثير من الواقعية، بل ويخدم القضية.

 

171

الكرد وإشكاليات “حدود سايكس بيكو”

داود أوغلو:

لن نسمح بسايكس بيكو جديدة للمنطقة!!

قال موقع الجزيرة في خبرٍ لها بأن؛ رئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو ((وفي كلمة له أمام ممثلي منظمات المجتمع المدني في مدينة بينغول جنوب شرقي تركيا مساء أمس السبت، أوضح أن أنقرة تبذل جهودا “لإعادة توحيد هذه المنطقة مجددا، ونتصدى للذين يحاولون تقسيمها إلى مناطق أصغر من العراق وسوريا مثلما في سايكس بيكو”. كما أكد أن حكومته ستتصدى أيضا لمحاولات “تقسيم تركيا إلى أجزاء صغيرة بحيث لا يخرج منها صوت يقول إن العالم أكبر من الدول الخمس الكبرى، ولا ترفع صوتها مجددا ضد أي ظلم في العالم. كل هدفهم إضعاف تركيا ولن نسمح بذلك”)).

وأضاف الموقع بأن الوزير التركي قال أيضاً؛ ((وفي الجانب الداخلي، أشار رئيس الوزراء التركي إلى أن هناك أطرافا وصفها بالخائنة -دون أن يسميها- تستغل دائرة الصراع التي تحيط بتركيا للبدء مجددًا في تنفيذ “هجمات إرهابية” في مناطق شرق وجنوب شرقي منطقة الأناضول. وأوضح أن عناصر حزب العمال الكردستاني كانوا قد تعهدوا سابقا بموجب مفاوضات مع الدولة بالتخلي عن سلاحهم، “إلا أنهم قاموا بتخزينه، لأنهم مجرّد بيادق تتلقى الأوامر من بعض الأطراف”)).

إننا ومن خلال التدقيق في تصريح الوزير التركي رئيس حكومتها أوغلو يمكن أن نقرأ النقاط والقضايا التالية:

أولاً_ الإعتراف والإقرار بأن هناك مشروع سياسي يحضر لتقسيم المنطقة وبرعاية دولية حيث يقول؛ “لن نسمح بسايكس بيكو جديدة للمنطقة” وهي إشارة واضحة بأن هناك سايكس بيكو جديد وبرعاية دولية قد وضع لتقسيم المنطقة.

ثانياً_ وإستناداً على النقطة/القضية الأولى، فإن المشروع وفي جزء كبير منه يخص القضية الكوردية وملامح ولادة دولة أو أقاليم كوردية جديدة في المنطقة وعلى حدودها حيث يقول الوزير التركي؛ بأن أنقرة تبذل جهوداً “لإعادة توحيد هذه المنطقة مجددا”، وإنهم تصدون “للذين يحاولون تقسيمها إلى مناطق أصغر من العراق وسوريا مثلما في سايكس بيكو”.

ثالثاً_ وهي القضية الأخطر بالنسبة لتركيا، ألا وهي المتعلقة بالجانب الداخلي حيث “أشار رئيس الوزراء التركي إلى أن هناك أطرافا .. تستغل دائرة الصراع التي تحيط بتركيا للبدء مجددًا في تنفيذ (هجمات إرهابية) في مناطق شرق وجنوب شرقي منطقة الأناضول”. وإن هذه القضية هي الأخطر حيث تدرك تركيا، بأن كرة النار قد وصل إلى الداخل وبدأت بقضم الدولة الطورانية التركية وإنها سوف تقوم بوأد المشروع الأردوغاني و تجديد (السلطنة العثمانية).

172

وهكذا فإن رسالة تركيا وعلى لسان رئيس حكومتها واضحة ودون لبس؛ بأن مشكلتهم يصطدم مع مشروع الشرق الأوسط الجديد وإعادة رسم خارطة المنطقة أو بالأحرى تصحيح أخطاء خرائط سايكس بيكو والتي حرمت الكورد من نيل حقوقهم السياسية أسوةً بشعوب المنطقة ولتكون لهم وطناً سياسياً معترفاً من قبل الهيئات الدولية. وبالتالي إعادة الحقوق لأصحابها من خلال نيل الشعب الكوردي لإستقلاله السياسي في وطن أو أقاليم سياسية في المرحلة الأولى من تنفيذ مشروع الشرق الأوسط الجديد وصولاً إلى إعلان دولة كوردستان والتي هي حلماً لكل أبناء هذا الوطن المستعبد من عدد من دول المنطقة وذلك بموجب إتفاقيات سايكس بيكو التي باتت جزء من سياسة إستعمارية قديمة.

وهكذا فعلى الحكومات والدول الغاصبة لكوردستان ومنها تركيا أن تستوعب المرحلة وتقبل بالكورد شركاء في المنطقة وذلك بدل أن تجعلهم أكثر عداءً لهم ولمشاريعهم الطورانية والفاشية، فهل سيدرك السيد أوغلو التطورات الدولية الجديدة وهو السياسي والأكاديمي المحنك .. شخصياً؛ أعتقد بأن السيد أوغلو هو أكثر الجميع إدراكاً للمرحلة، لكن وللأسف فإن الحقد والوهم التاريخي للثقافة الطورانية التركية هي التي تمنع الساسة والقادة الترك من القبول بشراكة الكورد معهم في المنطقة وذلك كلاعب سياسي جديد وبالتالي فإننا جميعاً سوف ندفع الثمن أكثر نتيجة العنجهية والحماقات الطورانية التركية.

 

تركيا ..

تعيد سيناريو حقدها مع غربي كوردستان

ربما أغلبنا إن لم نقل جميعنا يتذكر المواقف الطورانية الكمالية للدولة التركية وحكوماتها السابقة والحالية مع إقليم كوردستان (العراق) وذلك في بدايات التسعينيات من القرن الماضي ولغاية إسقاط النظام العراقي البائد في عام 2003م على يد قوات التحالف الدولي وحتى بعد تشكيل الحكومة العراقية المؤتلفة ووضع الدستور العراقي الجديد والذي أقر الفدرالية للعراق وبموجبه أصبح وضع الإقليم الكوردستاني والواقع ضمن الدولة العراقية واقعاً دستورياً يقر له بالفيدرالية .. ولكن ورغم كل ذلك كان التعنت التركي في رفضه للإقرار والإعتراف بالإقليموإلى اليوم ترفض تركيا الإعتراف بالهوية الكوردستانية للإقليم وإن كانت عملياً تقر وتعترف بذلك ولأجل مصالحها ومشاريعها الإقتصادية على الأقل وقد تحججت تركيا بالعديد من القضايا والحجج لتبرر موقفها العدائي ذاك تجاه الإقليم الكوردستاني وكان أكثرها ضجةً وصخباً وتجارةً سياسية هو وجود التركمان في كركوك بل الإدعاء بـ“تركمانية كركوك“ وكذلك قضية أمن حدودها مع “الجماعات الكوردية المسلحة“.. وغيرها من الحجج الكاذبة والمخادعة وهي تحاول أن تغطي على عدائها التاريخي للكورد وقضيتهم العادلة وقد رأينا كذبها ونفاقها في مسألة التركمان وكيف تنازلت عنها من أجل مصالحها الإقتصادية في إقليم كوردستان.

كان ذاك في الماضي القريب .. ولكن واقع إقليم كوردستان (العراق) قد تغير وتغيرت معها موقف تركيا السياسي من الإقليم وأصبحت تركيا على رأس الدول التي لها علاقات مع الإقليم الكوردستاني إقتصادياً وتجارياً على الأقل لكن وعلى الرغم من هذا التغيير في الموقف السياسي مع الإقليم، فإن موقف تركيا من القضية الكوردية بقي كما هو رافضاً لأي إعتراف بكوردستانية الإقليم كان وما زال مؤكدتاً بذلك طورانيتها وحقدها التاريخي على القضية الكوردية وما مواقفها الأخيرة من المسألة والحضور الكوردي مؤخراً في غربي كوردستان(الإقليم الكوردستاني داخل الدولة السورية) وعلى الأخص من مأساة أهلنا في كوباني، إلا تأكيداً على تلك السياسة الطورانية التركية الحاقدة للمسألة الكوردية؛ حيث ها هو الرئيس التركي رجب طيب أردوغان وفي يوم السبت الماضي يحذر من “وجود مشروع لتأسيس كيان كردي جديد في غرب كوردستان بشمال سوريا، منتقدا في الوقت نفسه تركيز الغرب على المعارك في كوباني ونسيان ما يحدث في مدينة حلب“. وذلك بحسب ما ورد من أخبار على مواقع التواصل الإجتماعي وكذلك المواقع الإخبارية ومنهم موقع ولاتي نت حيث وبحسب الموقع قد “قال أردوغان –خلال اجتماع لمجلس العلاقات الاقتصادية الخارجية الذي انعقد اليوم في إسطنبول– إن المشروع الذي يعد لإقامة كيان كوردي في شمالي سوريا يشكل تهديدا لأمن تركيا“. وهو بهذا يؤكد على الموقف الطوراني كما سبق وأشرنا وبنفس الوقت يعيد السيناريو الذي أتبعتها تركيا مع إقليم كوردستان (العراق).

173

وهكذا فإن تركيا تمارس وسوف تستمر في تلك الممارسة والسياسة العنصرية تجاه القضية الكوردية لتفشل أي مشروع وطني كوردي من قبيل بروز كيان سياسي إن كانت كانتونات إدارة ذاتية أو أقاليم فيدرالية في غربي كوردستان وقد نقلت بعض الصحف التركية عن “أردوغان قوله أمس الجمعة إن مسؤولي الاستخبارات الأتراك سيحذرون زعيم حزب الاتحاد الديمقراطي صالح مسلم من أي خطوة أحادية لإنشاء كيان كوردي مستقل في غرب كوردستان بشمالي سوريا قرب الحدود التركية” بحسب الموقع نفسه.. وبالتالي على كل القوى الكورديةالسياسية والعسكرية وعلى الأخص (المرجعية السياسية) العمل على تجاوز خلافاتهم الداخلية والعمل كفريق سياسي حقيقي خدمةً للقضية الوطنية وتجاوز الخلافات الحزبية البينية وفي ذلك نأمل أن يكون دور كل من أربيل وقنديل إيجابياً وذلك من خلال التعاون المشترك وفق رؤية إستراتيجية كوردستانية، بل يمكن أن تتحول تلك السياسة الطورانية إلى “شوكة” في خاصرة تركيا نفسها بحيث يتم الضغط عليها دولياً وتعرية مواقفها العدائية بصدد المسألة الكوردية وفي ذلك يمكن للديبلوماسية الكوردية في إقليم كوردستان (العراق) أن تلعب دوراً كبيراً على المستوى الإقليمي والدولي وخاصةً في ظل التنافس التركي السعودي على قيادة المحور السني في المنطقة ونحن نعلم بأن تركيا باتت مؤخراً تعاني من أزمة وعزلة حقيقية وخاصةً بعد إنهزامها سياسياً إخوانياً في مصر وذلك من قبل منافستها؛ السعودية ومؤخراً نجاح هذه الأخيرة بإعادة قطر إلى صف حلفائها في المنطقة العربية وهي برأي_ بداية فك إرتباطها مع تركيا.

وأخيراً؛ هل نأمل أن ينجح الكورد في غربي كوردستان في معادلة “لي الأذرع” مع الدولة التركية وإنشاء كيانهم السياسي كما فعلها أشقائهم في إقليم كوردستان (العراق) وخاصةً أن مأساة كوباني وما سطره أبطالنا وبطلاتنا من قوات الحماية الشعبية (YPG) والمرأة (YPJ)وبمساعدة مجموعات من الجيش الحر والبيشمه ركة من ملاحم بطولية قد لفتوا أنتباه وتعاطف كل شعوب العالم المدني المتحضر وهم يسجلون أروع البطولات في الدفاع عنها وعن قيم الحرية والإنسانية وذلك في وجه أعتى القوى الظلامية في العصر الحديث، مما يسمى بتنظيم الدولة الإسلامية “داعش” وحلفائها المحليين والإقليميين. وهكذا نعود ونسأل مجدداً؛ هل ينجح كوردنا في غربي كوردستان كما نجح إخوتهم في إقليم كوردستان (العراق) .. مؤكد أن ذاك سوف تكشفه الأيام والسنوات القادمة وإننا متفائلون بتقدمية حركة التاريخ وقدرة الشعوب على النهوض ونيل حقوقها المغتصبة، حيث “لا يموت حقٌ وراءه مطالب” وها هو شعبنا وبكل شرائحه وقواه السياسية والعسكرية يطالب بحقوقه المشروعة والمغتصبة من قبل هذه الحكومات الحاقدة والعنصرية وعلى رأسهم الدولة التركية الطورانية وذلك على الرغم من كل إدعاءاتها بالديمقراطية ومن خلال وجهها الجديد؛ الإسلامي الأردوغاني.

 

174

تركيا والمنطقة العازلة

 

إن حجة تركيا في تأمين منطقة عازلة على الحدود السورية التركية لإيواء اللاجئين السوريين وتأمين الحماية الدولية هي “كلمة حق يراد بها باطل” كما يقال حيث إن كانت تريد حقيقةً منطقة آمنة لللاجئين السوريين فإن الحدود السورية التركية تقارب الألف كيلومتر فلما تريدها في المنطقة المحصورة بين كوباني وعفرين إن لم تكن بغاية عزل المناطق الكوردية عن بعضها وهي التي قد سمت المشروع في البداية بالمنطقة العازلة وعبرت بذلك عن اللاوعي السياسي التركي ولكن وعندما رأت وقع المصطلح سلبياً بدلته بالمنطقة الآمنة. وهكذا فإن كانت تركيا ترغب حقيقةً في منطقة آمنه فهناك محافظة إدلب وهي “محررة” وبيد أحد حلفاءها وهي “جبهة النصرة” فإذاً ليقوما بالتنسيق معاً في إقامة تلك المنطقة الآمنة، إن كانت صادقة في مطلبها السياسي حيث لن يكون هناك الحساسية الكوردية .. لكن تركيا تريدها في المنطقة المشار لها سابقاً أي بين عفرين وكوباني وذلك لكي تضرب عدد من “العصافير بحجر واحد”.

أولاً_ عزال المناطق الكوردية وبالتالي محاولة إفشال المشروع الكوردي المحتمل من قيام إقليم كوردستاني على غرار إقليم كوردستان (العراق) على حدودها الجنوبية.

ثانياً_ حماية التركمان بعض القرى التركمانية الواقعة ضمن تلك المنطقة الجغرافية وجعلهم قاعدة لتركيا في محاربة الكورد ومشاريعهم السياسية.

ثالثاً_ المساهمة في التغيير الديموغرافي لتلك المناطق وحتى داخل المناطق الكوردية المجاورة عفرين وكوباني، إن أمكن وبالتالي ضرب أي طموح كوردي ومحاولة نسف كوردية هذه الجغرافية السياسية وقد رأينا كيف أن بعض محلليهم السياسيين بدؤوا يروجون لـ”عدم كوردستانية” مناطق التواجد الكوردي في سوريا مع بعض الأبواق القومجية العربية.

رابعاً_ خلق صراع إثني قومي بين الكورد والعرب في زرع اللاجئين السوريين في تلك “المنطقة العازلة” والتي هم أي اللاجئين جلهم وإن لم نقل كلهم من الإخوة العرب حيث الكورد وحتى المهجرين منهم فإن عادوا أو أعيدوا سوف يعودون لمناطقهم وليس لتلك المنطقة.

خامساً_ الحيلولة مستقبلاً عدم ربط هولير (أربيل) مع البحر المتوسط وبالتالي إبقاء إقليم وخط نفط إقليم كوردستان (العراق) تحت الضغط والتهديد التركي وبقاء نفط الإقليم يتدفق عبر الأراضي التركية وصولاً إلى الموانئ العالمية.

وبالتالي ولكون المطلب هو “منطقة آمنة” للمهجرين السوريين بحسب الإدعاء التركي وبما إن الذين سوف يستوطنون فيها هم من الإخوة العرب، فإنه من الأفضل إسكانهم في منطقة عربية وذلك لكي لا تسبب في خلق أي حساسية قومية للآخرين وتكون حقيقةً تتمتع بالأمن والأمان لها ولغيرها من المناطق، لا أن تزيد من الحساسيات والخلافات العرقية القومية .. ولذلك فإننا نقول بأن الدعوة التركية لإقامة “منطقة آمنة” دعوة حق تريد به باطلاً وهي ستكون مستوطنة تركمانية/ تركية في المنطقة ولتكون “منطقة عزل” في الجغرافية الكوردية.

 

 

 

175

 

 

 

تركيا

والموقف الضبابي من “داعش”.؟

(مقالتي في كوردستان؛ الجريدة المركزية للحزب الديمقراطي الكوردستاني_سوريا)

 

 

 

 

 

 

 

إن موقف تركيا الحكومي والرسمي قد فاجئ وحيّر الكثير من المحللين السياسيين وذلك عندما رفضت الاشتراك في التحالف الدولي من أربعون دولة والذي سوف تقوده الولايات المتحدة الأمريكية ضد ما باتت تعرف اليوم بالدولة الاسلامية “داعش”؛ حيث أعلنت تركيا وبشكل رسمي إنها لن تشترك في تلك الحملة الدولية وقد سبقت موقفها ذاك عدم توصيف التنظيم بالإرهاب في المؤتمر والذي أنعقد بخصوص الحشد الإقليمي والدولي في العاصمة الثانية للسعودية؛ جدة وذلك ضمن “الاجتماع الوزاري العربي الأمريكي بتاريخ 11/9/2014” وكذلك فإنها رفضت استخدام أراضيها للانطلاق بعمليات حربية ضد “داعش” كقاعدة أنجرليك العسكرية و”مكتفية بتوفير المعلومات الاستخبارية، وحل بعض المشاكل اللوجستية وتعزيز الحدود” وقد بررت تركيا موقفها هذا خوفا على حياة 49 موظفا في القنصلية العامة التركية في الموصل تم أسرهم من قبل عناصر تنظيم الدولة الاسلامية وبالتالي فإنها وبحسب القراءات الأولية قد وقفت إلى جانب “داعش” أو على الأقل أخذت جانب الحياد من المسألة وذلك إن لم نتهمها بأنها بمواقفها تلك قد أضعفت مواقف القوى والدول التي تحاول تشكيل تحالف دولي لضرب “داعش” وقواعد الإرهاب في المنطقة مما يدفع وقد دفع فعلاً بالعديد من المحليين إلى إتهام تركيا بالوقوف وراء بعض الفصائل الاسلامية الرادياكالية وعملياتها الإرهابية في المنطقة، بل هناك من حاول أن يثبت وجهة نظره تلك.. بأن أخرج من جعبته وملفاته القديمة بعض الصور التي تكشف فيها إجتماع بعض المسؤولين الأتراك ومنهم نجل الرئيس الحالي لتركيا ببعض الشخصيات القيادية في “داعش” وذلك في عملية إقحام ببعض المناسبات الدينية وزعاماتها في قضايا سياسية مختلفة تماماً وضمن سياقات تاريخية مختلفة.

 

 

 

 

 

176

بالتأكيد.. هكذا موقف من تركيا كان يستوجب رداً عنيفاً من أمريكا وعموم الدول المتحالفة وذلك لاعتبارات عدة؛ كونها أي تركيا عضو في الحلف الأطلسي وبالتالي تستوجب عليها المشاركة في التحالف الدولي وذلك لما تقدمها تلك الدول من دعم مادي ومعنوي لحليفتهم الاستراتيجية في المنطقة أي تركيا ومع ذلك لم نرى ذلك التشدد أو التأنيب اللاذع في الخطاب الأمريكي أو الغربي تجاه تركيا نظاماً وحكومة وذلك على الرغم من مطالبة الرئيس أوباما من نظيره التركي بأن يرى “تركيا ضمن الحلف الدولي”، بل أرتضت الدول المتحالفة بالدور التركي اللوجستي وجعل أربيل؛ عاصمة إقليم كوردستان وأراضيها ومطارها قاعدة للإنطلاق لضرب “داعش” وشبكتها الإرهابية في المنطقة والاكتفاء بقاعدة أنجرليك التركية وأراضيها للحالات الانسانية فقط.. وبالمناسبة فإن موقف تركيا هذا يذكرنا بالموقف السابق لها من الحرب التي شنتها أمريكا والحلف الدولي على النظام العراقي السابق حيث يومها كذلك رفضت تركيا الدخول في التحالف الدولي واستخدام قاعدة أنجرليك وأراضيها لعبور القوات الدولية. وهكذا فإن تركيا اليوم تعيد نفس الموقف الرافض في الدخول ضمن تحالف دولي وكذلك إيران أيضاً وعلى لسان مرشد الثورة السيد خامنئي ومتحججاً بأسباب واهية وذلك من أجل ضرب جماعة وتنظيم إرهابي دولي يرتكب أفظع الجرائم بحق كل المكونات العرقية والدينية التي تخالفه في القناعات الدينية والسياسية وقد رأينا آخر جرائم “داعش” بحق كل من المكون المسيحي والآيزيدي في الموصل وشنكال وبعض المناطق الكوردية الأخرى.. وهكذا وعلى الرغم من الإدعاء التركي وبلسان رئيسها السيد رجب طيب أردوغان ب”إن تركيا تعادي كل الحركات الإرهابية..” فهي لا تريد الدخول في التحالف الدولي ضد الإرهاب الداعشي.

 

طبعاً تركيا ربطت موقفها ذاك بخطف عدد من مواطنيها ودبلوماسيها من قبل التنظيم الاسلامي “داعش” في العراق وكذلك بتخوفها من تدفق السلاح لبعض الجماعات الكوردية وتحديداً منظومات حزب العمال الكوردستاني وملحقاتها العسكرية (الكريلا وال YPG) وإن كانت في حقيقة الأمر لا تريد تدفق السلاح الغربي للكورد عموماً وضمناً لقوات البيشمه ركة في الإقليم الكوردستاني بحيث يخلق توازنات عسكرية جديدة في المنطقة وقد رأينا موقفها المتخاذل تجاه هجمات “داعش” على الإقليم مما دفع بالرئيس بارزاني إلى القول: “يجب ان نجتمع مع تركيا ونناقش هذا الامر بوضوح متسائلا هل يمكن ان تكون العلاقات على هذا الشكل؟”. ولكن ورغم كل ما سبق وبقناعتي الشخصية فإن موقف كل من تركيا وإيران بعدم الدخول في تحالف دولي ضد الإرهاب ينطلق من قضية مركزية أكثر خطورةً للدولتين الإقليمتين؛ ألا وهو المحاولة للحد من تنامي النفوذ الكوردي في المنطقة وتحديداً في كل من جنوب وغربي كوردستان وكذلك خطر إستهدافهما من قبل تلك الجماعات والتنظيمات الإرهابية وإن كانت للعوامل والأسباب السابقة لها بعض التأثير في إتخاذ تركيا للموقف السياسي الرافض في المشاركة في التحالف الدولي ضد “داعش” إلا أن السبب الرئيسي وكما أسلفت هو “عدم جلب الدب إلى الكرم” وبالتالي إتخاذ سياسة النأي بالنفس عن الصراعات الإقليمية المضرة بها وعلى الأخص مع جماعات الاسلام الراديكالي حيث وعندما نعرف حجم التأثير الديني داخل المجتمع التركي وكذلك طول الحدود التركية مع تلك الجماعات وذلك في كل من سوريا والعراق يمكن أن نتفهم موقف الدولة التركية وكذلك فإن إيران هي الأخرى مستهدفة طائفياً ومذهبياً من جماعات التطرف الاسلام السني وعلى الأخص بعد الصراع السوري الدموي وإتهام كل من إيران وحزب الله اللبناني بالوقوف وراء النظام السوري من مواقف طائفية مذهبية.

 

وهكذا فإن خطر نشوب النيران في أراضي الدولتين؛ تركيا وإيران وكذلك الموقف العنصري والحاقد على القضية الكوردية وإضافةً إلى عدد من المسائل والقضايا الخاصة بكل من النظامين السياسيين في البلدين المذكورين هي التي دفعت بهما إلى “الوقوف على الحياد” من قضية المشاركة في تحالف دولي ضد ما تعرف بالدولة الاسلامية وجماعات التطرف الاسلامي في المنطقة وليس لأن تركيا أو إيران هي التي ترعى “داعش” وإن كانت أجهزة المخابرات الإقليمية والدولية بمن فيهم الأجهزة الإيرانية والتركية متورطة مع جماعات الاسلام الراديكالي ومنها “داعش” ولكن تبقى الحاضنة الاجتماعية والثقافية هي أكبر تفريخ للإرهاب في المنطقة وللقضاء عليها يجب على النظم والدول التي تكافحها، أن تجفف المنابع الفكرية الجهادية في العالم الاسلامي وذلك قبل تجفيف المنابع المالية لتلك التنظيمات الراديكالية في العالم الإسلامي.

بير روستم _ برن/سويسرا

16 سبتمبر 2014

177

https://www.dropbox.com/s/my1yd53jsmhz4gp/%D9%83%D9%88%D8%B1%D8%AF%D8%B3%D8%AA%D8%A7%D9%86%20%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%AF%D8%AF%20498.pdf?dl=0

تركيا

ومسألة المنطقة العازلة

 

إن المناطق الكوردية في سوريا أو ما يتم تعريفه بـ”غربي كوردستان” أو الإقليم الكوردستاني الملحق بالدولة السورية وذلك في المدونات والإعلام الكوردي وبعض الإعلام الغربي يشكل شريطاً حدودياً مشتركاً بين الدولتين السورية والتركية والتي تتقاسمان مع إيران والعراق الجغرافية الكوردستانية وذلك على إمتداد ما يقارب من نصف طول الحدود الدولية المشتركة والتي تقدر بحوالي ألف وخمسمائة كيلومتر وقد قدم المركز الكردي للدراسات والإستشارات القانونية ياسا خريطة “إقليم كردستان سوريا” وتظهر بحسب إيلاف “مدن الشمال السوري ذات الغالبية الكردية، الرئيسة مثل ديريك، رميلان، جل آغا، تربه سبيه، قامشلو، عامودا، درباسية، الحسكة، سري كانيه، تل أبيض، كوباني، عفرين، ونسبة كل إثنية فيها، من كرد وعرب وآشوريين ومسيحيين وأرمن وجاجان. هذه الخريطة التي رسمها “ياسا” قبل حوالي عام، تحوّلت الآن إلى واقع يعيشه الأكراد السوريون، وتبلغ مساحتها حوالي 24 ألف كم مربع، أي أكثر من ضعف مساحة لبنان”. (إقليم كردستان سورية” جاراً لتركيا مقال لهوشنك بروكا على إيلاف بتاريخ 16 نوفمبر 2013). وإن هذه الجغرافية التي تمتد على طول الشريط الحدودي هي اليوم تحت الإدارة الكوردية أو ما تعرف بنظام الإدارة الديمقراطية والكانتونات والتي هي تحت سيطرة حزب الاتحاد الديمقراطي (PYD) ومنظوماته العسكرية والأمنية والتي تعتبر جزء من محور قنديل وحزب العمال الكوردستاني.

إن المناطق الكوردية الثلاث (الجزيرة وكوباني وعفرين) أو الكانتونات الكوردية الثلاث في هذه المناطق من الشريط الحدوي بين الدولتين _إقليم كوردستان (سوريا) قد نأت بنفسها عن الصراع الداخلي بين قوى المعارضة السورية والنظام وخاصةً بعد تحول مسار الثورة السورية من العمل السلمي والدخول في المواجهة العسكرية مع النظام أو بما عرف بعسكرة الثورة تلك من جهة ومن الجهة الأخرى نتيجة منع أي حراك ونشاط لما عرف بالقوى الثورية وتنسيقيات الشباب وذلك بعد سيطرة حزب الاتحاد الديمقراطي (PYD) ومن خلال جناحيه العسكري ما تعرف اليوم بوحدات حماية الشعب (YPG) والجناح الأمني (أو الآسايش) وذلك من خلال فرض “سلطة الأمر الواقع” والاستفراد بالسلطة وإدارة المناطق الكوردية وذلك بعد إبعاد الشريك الكوردي الآخر المجلس الوطني الكوردي وإفشال ما عرف بالهيئة الكوردية العليا والتي أنبثقت في عاصمة إقليم كوردستان

178

(العراق) من خلال تفاهم سياسي بين محوري قنديل وأربيل لتقاسم النفوذ على غربي كوردستان من خلال الحلفاء في كلا المجلسين؛ مجلس شعب غربي كوردستان المحسوب على العمال الكوردستاني والآخر الوطني الكوردي والمحسوب على الحزب الديمقراطي الكوردستاني (العراق).. لكن الأجندات الإقليمية والدولية وعدم جدية ومصداقية كلا المحورين وضغط مراكز القرار الإقليمي استانبول وطهران على كلٍ من أربيل وقنديل قد أفشل التوافق الكوردي في غربي كوردستان وطبعاً كان للنظام السوري دور فعال في إفشال الهيئة العليا وخاصةً بعد إنضمام المجلس الوطني الكوردي لقوى المعارضة السورية؛ المجلس الوطني السوري حينها او ما يعرف اليوم بقوى الإئتلاف السوري.

وهكذا بقيت المناطق الكوردية شبه هادئة وبعيدة عن العمليات العسكرية، إلا بعض المناوشات بين وحدات حماية الشعب وبعض قوى المعارضة السورية _ أو بالأحرى بعض فصائل الجيش الحر في البدايات ومن ثم بعض الجماعات الإسلامية وكانت أعنفها في سري كانيه (رأس العين)_ وكذلك شهدت المنطقة تضييقاً وحجزاً للحريات وعلى الأخص للمحسوبين على محور أربيل والبارزانيين وقد تعرض رفاق كل من الحزبين الديمقراطي الكردي وآزادي أو ما يعرف اليوم بالحزب الديمقراطي الكوردستاني (سوريا) وذلك بعد توحد عدد من الأحزاب الكوردية ضمن الحزب الجديد حيث ما زال هناك عدد من رفاق الحزب داخل سجون الآسايش وخاصةً في كانتون عفرين.. لكن المناطق الكوردية وبعد إمتداد ما تعرف بالدولة الإسلامية “داعش” داخل كل من العراق وسوريا وإعلانها للخلافة ونشرها لخريطة دولتها المقبلة والتي تضم كل خريطة المنطقة أو ما يعرف بالعالم الإسلامي وحتى عدد من الدول الأوربية طبعاً كوردستان ضمناً فقد أشتدت المخاوف والمناوشات والخناق على المناطق الكوردية وعلى الأخص منطقة كوباني (عين العرب) والتي تدور اليوم على محيطها وفي قراها معارك عنيفة بين قوات حماية الشعب ومرتزقة “داعش” وذلك بعد أن هجر أغلب سكانها إلى الطرف الآخر من الحدود الدولية إلى داخل المناطق الكوردية في تركيا مما جعلت بالحكومة التركية أن تقدم وفي موعد اقصاه يوم الثلاثاء، بمشروع إلى البرلمان التركي بحيث يجيز باستخدام القوة في سوريا ويتيح لتركيا الانضمام الى التحالف والذي تشكّل مؤخراً لمحاربة “جهاديي تنظيم الدولة الاسلامية”. وقد دعا الرئيس التركي مجدداً إلى “إقامة منطقة عازلة، ومنطقة حظر طيران داخل سورية، لحماية الحدود التركية واللاجئين”. وذلك حسب وكالات الأنباء ومواقع التواصل الإجتماعي.

وكما أشار عدد من المسئولين الأتراك إلى احتمال أن يتطلّب الأمر استخدام قوات عسكرية على الأرض وبخلاف التوجه الأمريكي بعدم إرسال قوات برية أمريكية إلى سوريا وعدم إعادة سيناريو كل من العراق وأفغانستان. ولكن في شبه رد لهذه التصريحات الأمريكية فقد قال رئيس الجمهورية التركية السيد رجب طيب أردوغان: بأن “لا يمكن القيام بذلك فقط من الجو، هناك بعد ميداني أيضاً”.. وقال أيضاً إن “إلقاء قنابل من الجو يأتي فقط بحلول مؤقتة” وكذلك فإنه أضاف بأن “القوة العسكرية ليست كافية لوحدها لمكافحة التنظيم”، وأنه “يجب التوصل إلى حلول طويلة الأمد، لتسوية القضايا السياسية في سورية والعراق”. وقد طرح رؤيته من خلال الطرح التالي: “بدلاً من معالجة الأمر بهذا الشكل، يجب أن نرسل أشقاءنا السوريين إلى بلادهم، عبر منطقة آمنة”. وقد وضع السيد أردوغان “سقف عالي للغاية لشروطه مقابل الانضمام الى التحالف الدولي المناهض للدولة الاسلامية وهو اقامة منطقة عازلة تحت اشراف تركي مباشر”. حسب موقع ولاتي نت ويضيف الموقع ((مع ان الادارة الامريكية اعلنت عن استعدادها دراسة المقايضة التركية المطروحة، لا توجد اية علامات على احتمال قبول واشنطن بها، من ناحية بسبب الامتعاض الامريكي من تلكوأ واحجام تركيا عن السماح لاستخدام قاعدة انجرليك والفضاء الجوي التركي امام طائرات التحالف، ونظراً للسمعة التي اكتسبتها بدعم ورعاية الارهاب من جهة اخرى. ولكن ثمة سبب ثالث قد يكون من الاجدر ايلاءه المزيد من الاهتمام؛ فمع ازدياد الحديث الامريكي عن طول الحرب على تنظيم الدولة الاسلامية وتكرار الاشارة الى ضرورة مواجهة التنظيم على الارض وعدم الاكتفاء بمهاجمته من الجو، يبرز الدور المحوري لوحدات حماية الشعب في مواجهة التنظيم، نظراً للمقاومة المدهشة التي ابدتها هذه الوحدات ضده على طول مئات الكيلومترات وعلى اكثر من جبهة، لدرجة ان المقاتلين الكورد اكتسبوا تسمية “العدو الاشرس” للتنظيم)).

وهكذا فقد أزدادت حدة المخاوف لدى الطرف الكوردي وعلى الأخص منظومات العمال الكوردستاني وحليفه السوري من ان تستثمر ورقة “المنطقة العازلة” لإجهاض تجربة الإدارة الذاتية في المناطق الكوردية حيث من جهة هجوم مرتزقة ما تعرف بالدولة الإسلامية “داعش” وها هم على تخوم كوباني وكذلك وبحسب المعلومات الواردة من القامشلي فإن ما يعرف بـ”المربع الأمني” للنظام في حالة تمدد وتوسع داخل المدينة حيث باتت المظاهر الأمنية والعسكرية للنظام السوري تظهر للعلن داخل المدينة وحتى تيسير دوريات خارج ذاك المربع وذلك على حساب إنحسار نفوذ ما تعرف بالإدارة الذاتية وضعف النفوذ الكوردي عموماً نتيجة الإنقسام السياسي والهجوم البربري لقوى الظلام والتكفير للدولة الإسلامية مما شجعت تركيا على طلب المنطقة العازلة “لعودة اللاجئين السوريين وحماية الحدود” والتي شكلت هاجساً لدى بعض الإخوة والزملاء بأن تركيا تريد بذلك تغيير ديموغرافي سكاني في المناطق الكوردية والقضاء على التجربة الذاتية الديمقراطية في المناطق الكوردية.. وإننا بدورنا نقول: بالتأكيد إن تركيا تحاول إستثمار الصراع الدائر في سوريا والمنطقة لصالح إستراتيجيتها وأمنها القومي والوطني؛ فهي تريد ليّ ذراع العمال الكوردستاني من خلال الضغط على حليفه السوري حزب الاتحاد الديمقراطي وتجربة الإدارات الذاتية ومحاولة إفشالها بدفع

179

“داعش” عليها وقد رأينا المقايضة بينهما وذلك بتنازل تركيا لمزار سليمان باشا في قراقوزاق القريب من كوباني مقابل الإفراج عن الرهائن وعملياً يعني القبول تركياً بهجوم “داعش” على كوباني والوصول إلى الحدود وليس إحتلال المزار نفسه حيث لا يشكل إحتلاله شيء في الاستراتيجية العسكرية وللجانبين.

ولكن ومن خلال مراجعة بسيطة فإننا نجد بأن تركيا ليست بذاك اللاعب الذي يمكن أن يكون الوحيد في الساحة؛ حيث إيران والنظام السوري ما زال يملك هو الآخر بعض الأوراق من خلال دعم منظومة العمال الكوردستاني في وجه المخطط التركي مما دفع بالحزب إلى تحذير تركيا بأن أي محاولة من قبل النظام التركي للضغط على حليفهم السوري وتجربة الإدارة الذاتية فإنهم سوف يلغون قرار وقف الحرب مع تركيا وبالتالي إيقاف الحوار حول مسألة السلام بين الطرفين وحل القضية الكوردية وكذلك فإن اللاعب الآخر ونقصد القوى الدولية وعلى رأسها أمريكا فلن تسمح بتفرد تركيا كلاعب وحيد في المنطقة العربية حيث لعبة التوازنات الدولية ومصالحها مع المحور الإيراني الروسي تفرض عليها عدم الموافقة على المشروع التركي وناهيك عن الرفض العربي السني بقيادة السعودية للمشاريع التركية في المنطقة وقد رأينا الصراع بين الدولتين تركيا والسعودية في عدد من الملفات والمحاور وآخرها الصراع في مصر وقد كان الحسم للقرار السعودي تلك من ناحية ومن الناحية الأخرى هناك الإقليم الكوردستاني (العراق) والبحث عن بعض النفوذ في سوريا وبالتالي محاولة التنسيق مع أمريكا وقوى التحالف ليكون للقوى الكوردية المحسوبة على الإقليم بعض النفوذ والسلطة في المشروع السياسي القادم في سوريا وعلى الأخص في غربي كوردستان ..ولكن النقطة الأهم؛ فإن القوى الدولية لن تسمح بصراع جديد؛ تركي كوردي من جهة ومن الجهة الأخرى وكما قلنا تركي عربي في المنطقة حيث كل القوى موجهة اليوم ضد القوى التكفيرية الظلامية الجهادية.. وبالتالي فلا بد من تقسيم الكعكة بين الجميع وإشراك كل الأطراف السورية (المعارضة والنظام والكورد) وبمختلف هياكلها وتياراتها المعتدلة في العملية السياسية القادمة. أما مقولة أن تركيا تريد تغيير البنية الديموغرافية للمناطق الكوردية من خلال إسكان الإخوة العرب في المناطق الكوردية فأعتقد بأنه مبالغ فيه؛ حيث هناك مناطق أخرى على طول الشريط الحدودي بين سوريا وتركيا سوف تكون ضمن المناطق العازلة وهي ليست بمناطق كوردية وبالتالي لا مبرر لإسكان أولئك في المناطق الكوردية، بل سوف يعودون لمناطقهم بكل بساطة ولا يحتاج للكثير من الحنكة والتمحيص لنقول بأن المهجر يريد العودة إلى موطنه الأصلي ناهيك عن جملة المشاكل التي سوف تخلقه هكذا قرار سياسي على المستوى المجتمعي والسياسة الدولية والمحلية والمنطقة بغنى عنها ولا تحتاج إلى المزيد من الصراعات الداخلية.

 

كلمة ..

في المستقبل السياسي لتركيا.

 

 

 

 

 

 

 

10 يونيو، 2015 ·

بدايةً أود أن أشكر كل الإخوة والأصدقاء الذين شاركوا في بوستي الأسبق (تصريحات دميرتاش .. بخصوص التحالف مع حزب العدالة والتنمية) والذي جاء تعليقاً وقراءة سريعة لمستقبل العلاقة بين الأحزاب التي على الساحة التركية ومستقبل التحالفات وتركيا عموماً، فقد كانت تعليقاتكم ومداخلاتكم مهمة وعميقة وأعطت البوست الكثير من العمق والتحليل السياسي الموضوعي وإنني أتفق على العموم مع ما طرح من أفكار ومواضيع ولكنني فقط أود أن أضيف هنا؛ بأنني متأكد أن لا عودة للحلف القديم والذي كان وما زال قائماً بين القوى السياسية الراديكالية وعلى الأخص حزبي (الشعب الجمهوري والحركة القومية) من جهة والعسكر وقياداتها من جهة أخرى .. وذلك لكون حركة التاريخ إلى الإمام وفي حالة تقدم وإرتقاء وليس تقهقر وتراجع، إلا في بعض حالات الإنتكاسة وإنحطاط المجتمعات، كما كان في الواقع العربي وسوريا تحديداً حيث هيمنة الإستبداد والديكتاتورية، عقب مرحلة الخمسينيات والتي تميزت بأشكال ديمقراطية بحسب مقاييس تلك المرحلة.

180

وهكذا وبما بأن السياسة والثقافة نتيجة ذاك الوعي التراكمي التاريخي ولكون الشعب التركي قد أنجز ربيع ثوراته سلمياً والذي بدأ منذ السبعينيات من القرن الماضي وأُستكمل مع الرئيس الراحل تورغوت أوزال إلى أن كان النجاح الحقيقي على الأرض مع حزب العدالة والتنمية، فبقناعتي وحسب سيرورة التاريخ فإنهم أي الشعوب المتعايشة في تركيا لن يعيدوا القوى القديمة إلى السلطة، إلا في الظروف الإستثنائية وهي الحروب والإنقلابات العسكرية كما قلنا سابقاً ولذلك فعلى القوى الديمقراطية؛ العدالة والتنمية وحزب الشعب الديمقراطي ولو أن الديمقراطية هنا حالة نسبية أن يتحالفا ضمن حكومة إئتلافية لحل المشاكل والقضايا العالقة في تركيا والإقليم الشمالي من كوردستان وذلك دون أن ننسى دور الدول الغربية الحليفة لتركيا وعلى رأسها الولايات المتحدة في منع عودة أجواء العسكر والحرب، فهم يعلمون جيداً؛ ماذا تعني عودة الإقتتال والحرب إلى تركيا وخاصةً في هذه الظروف الدقيقة مع إمتداد “داعش” في بعض المناطق حيث عندها ستكون الحرب العالمية الثالثة وربما الأخيرة على كوكبنا الأزرق مع وجود ترسانات الأسلحة النووية.

 

وأخيراً نأمل لقيادة الحزبين؛ حزب الشعب الديمقراطي (HDP) والعدالة والتنمية (AKP) التواصل إلى تفاهمات سياسية وتشكيل حكومة إئتلافية وطنية، كونها سوف تخدم قضايا تركيا والمنطقة وعلى رأسها القضية الكوردية، ليس فقط في الإقليم الشمالي من كوردستان وإنما في الأجزاء الأخرى أيضاً وعلى الأخص منها الجزء الغربي وكذلك الأزمة السورية عموماً.

 

الكورد

بين تحرير الموصل والرقة؟!

 

ها هي معركة تحرير الموصل من التنظيم التفكيري الإرهابي “داعش” قد بدأت اليوم وبمشاركة كوردية فعالة من قوات البيشمركة وربما قوات كوردية أخرى؛ الكريلا وكذلك قد نشهد قريباً معركة مشابهة على الجانب السوري ومشاركة كوردية فعالة من قوات الحماية الشعبية في تحرير مدينة الرقة .. وهنا يطرح الكثير من الإخوة والمتابعين السؤال التالي؛ هل ستكون المشاركة الكوردية عسكرياً فقط ودون نتائج ومكاسب سياسية على الأرض.

أعتقد وبدايةً بأن السؤال ينطلق من الحرص الشديد لأولئك الإخوة على القضية ومن خوفهم أن يقدم الكورد التضحيات والقرابين البشرية دون أن ينالوا حقوقهم وبعض المكاسب السياسية، لكن وبنفس الوقت ينسى أولئك الأصدقاء بأن الكورد قد حققوا الكثير من الحقوق الوطنية والمكاسب القومية والديمقراطية خلال هذين العقدين الأخيرين من المشهد السياسي حيث وقبل سقوط طاغية بغداد والحراك المجتمعي فيما سميت بالثورات العربية وعلى الأخص في سوريا، فإن قضية شعبنا لم تكن أكثر من ملف أمني على طاولة ضابط استخباراتي، بينما اليوم بات الكورد والقضية الكوردية أحد أهم قضايا المنطقة والعالم.

181

بل لقد أصبح الكورد أحد أهم شركاء الغرب والقوى الدولية في تغيير نهج وثقافة المنطقة من الدولة المركزية الشمولية للدولة الفيدرالية الديمقراطية التي تقبل بشراكة كل المكونات المجتمعية في إدارة البلاد .. وهكذا وبقناعتي لا مبرر لذاك الخوف؛ كون الكورد يحققون الكثير من المكاسب والحقوق الوطنية الديمقراطية وذلك على الرغم من الكثير من الأخطاء التكتيكية وأحياناً الإستراتيجية للحركة الوطنية الكوردستانية وقضية الصراعات الداخلية.

وأخيراً نقول؛ لو لم تكن شريكاً سياسياً لم تم قبولك شريكاً عسكرياً مع الغرب حيث هناك داعش والنصرة يملكون من القوة والعتاد والإرادة العسكرية ما يؤهلهم ليكونوا قوات ضاربة قوية، لكن وبحكم نهجهم المتطرف فهم في خانة الأعداء وليس الأصدقاء وذلك على عكس القوات الكوردية والتي تعتبر أحد أهم الحلفاء والشركاء في مشروع الشرق الأوسط الجديد والذي يحقق فيه الكورد حلمهم في الكيان السياسي الذي طال إنتظاره وها هو يتجسد على الخارطة العالمية ولذلك نعود ونقول؛ لا داعي للسؤال السابق!!

http://www.m.ahewar.org/s.asp?aid=534950&r=0&cid=0&u=&i=0&q=

 

 

 

أردوغان

في رده على العبادي.

 

قال الرئيس التركي “رجب طيب أردوغان” في رده على رئيس الوزراء العراقي؛ “حيدر العبادي” الذي أفاد بأن تركيا تدفع بالمنطقة نحو حرب إقليمية وذلك بخصوص قضية التواجد العسكري التركي ورفض العراق لذاك التواجد ما يلي: “أعرف حدودك” بل وأضاف كذلك “لست من مستواي” مخاطباً رئيس حكومة جارة لا تقل أهميةً عن أهمية تركيا ونقصد العراق، فهل هو زمن التردي العربي بحيث يصل بالرئيس التركي إلى أن يخاطب رئيس دولة عربية بلهجة تخلو من أي إحترام، أم هي زعرنة من الرئيس التركي.

182

يبدو إنها الإثنتان؛ حيث وللأسف فإن الصراع الطائفي المذهبي بين السنة والشيعة يلقي بظلاله على الواقع العربي بحيث باتت كل من إيران وتركيا تقودان المنطقة في صراع على المصالح والعرب منقسمين بين المذهبين والولاء لكل طرف ضد إخوتهم من أبناء جلدتهم، كما أن الرئيس التركي يحمل من صفات أجداده الغزاة الصعاليك الكثير من الخصوصية والسمات حيث التذلل للقوي (بوتين روسيا)، بينما بالمقابل يتجبر على الضعفاء (العبادي العراقي) وبكل تأكيد لولا الإنقسام العربي والولاء الشيعي لإيران لما تجرأ الرئيس التركي أن يخاطب العبادي بتلك اللهجة العنجهية.

وهكذا باتت المنطقة تشهد حالة نفوذ وتمدد بين كل من إيران وتركيا حيث الخطاب التركي الأخير ولهجة الرئيس أردوغان في تحدي رئيس حكومة منتخبة يرفض تواجد قواته العسكرية مع سكوت عربي، بل بمباركة عربية سنية من السعودية وقطر وبقية العرب السنة وضمناً الإئتلاف الوطني السوري المعارض، يكشف لنا قضية جد مهمة بأن المنطقة باتت مقسمة طائفياً تماماً وبالتالي فإن تركيا تجد من حقها أن تتواجد في المناطق السنية من العراق، كما إيران هي موجودة في المناطق الشيعية.

إن هذا الواقع الإنقسامي والصراع التاريخي المستجد بين السنة والشيعة مع وجود بؤر توتر إضافية في المنطقة كالقضايا الوطنية لكل من الكورد والأمازيغ والفلسطينيين وعدد من شعوب المنطقة المحرومة من حقوقها سوف تزيد من درجة الإحتقان والصراعات وتمد في عمر الحروب والأزمات بحيث تتدفق المزيد من الأسلحة للمنطقة وتحقق أهداف أصحابها ودولها بإمتصاص ما تبقى من خيرات الشرق، فهل تستيقظ المنطقة وشعوبها لتقود حركة تنوير ونهضة ثقافية فكرية تحقق العدالة الإجتماعية لكل مكونات المنطقة، أم إننا سنعيش المزيد من الكوارث الإنسانية.

للأسف؛ لا ضوء في الأفق مع هكذا تيارات وأحزاب وشخصيات ثقافية سياسية حيث الكل يعمل وفق خطاب طائفوي شعبوي إنقسامي .. بينما الصوت الوطني مخنوق محارب من كل الأطراف والمكونات المجتمعية.

http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=534368

 

 

 

 

شنكال

كان خطأً قاتلاً وليست خيانة

183

مؤخراً تم نشر خبر على موقع “لفين برس” وكذلك على عدد من صفحات التواصل الإجتماعي ومنها الفيسبوك، تفيد بأن؛ هناك وثقتين سريتين تعود “تأريخهما الى بداية الشهر السادس سنة 2014” وتقولان: بأن السيد “مسعود البارزاني شخصيا و بصفته رئيسا للاقليم قام بتعميم برقية سرية و خاصة الى كل من وزارة الداخلية و البيشمركة و الامن القومي و الاستخبارات أمر فيها قطعات البيشمركة و الامن الداخلي العاملة ضمن المناطق التي يسيطر عليها حزب البارزاني من بادينان الى أربيل و حدود كركوك بعدم التعرض الى قواة الدولة الاسلامية ( داعش) و قواة النقشبنديين البعثية”.

وتضيف كذلك والكلام منسوب للرئيس بارزاني بأن “داعش أتت الى المنطقة لمحاربة الشيعة و المالكي”. وكذلك فإن الوثيقة الأخرى والصادرة من عند السيد “كريم سنجاري”؛ وزير الداخلية حيث يـ”أمر هو الاخر عدم التعرض لداعش و قواتها إلأ في حالة الدفاع عن النفس”. وتوضيحاً وتعقيباً على الوثيقتين؛ إنني لن أقول بأنها وثائق صحيحة أو مزورة، لكن فقط ما أود توضيحه هو أن “قضية عدم التعرض لهم والدفاع عن الذات” تؤكدان بأن؛ الرئيس بارزاني لم يأمر بالإنسحاب، بل بعدم الهجوم عليهم طبعاً في حال كانت الوثيقة صحيحة وليست مزورة لكن وبنفس الوقت فعليهم واجب الدفاع وإن هجوم “داعش” على شنكال كان يتطلب الدفاع عن الذات وهو ما جاء في الوثقة الثانية.

وبالتالي وبحسب قراءتي للموضوع، وقد تطرقت لذلك سابقاً وقلت؛ بأن هناك أخطاء قاتلة، بل وهروب من بعض القادة من ساحة المعركة ومن الواجب محاسبتهم وهذا ما أكد عليه الرئيس بارزاني نفسه، لكن وبكل تأكيد لا “خيانة وطنية” ونأمل من الجميع عدم تعميق الأزمات والشرخ في الجسد الكوردي ولا تجعلوا من شنكال وكل مآسينا سبباً في إنشقاق الصف الكوردي، بل يجب أن تكون دافعاً لوحدة الموقف والواجب الوطني والأخلاقي .. وكلمة أخيرة نقولها للجميع؛ كفوا عن خطاب التخوين.

 

 

 

 

 

شنكال..
بين التراجيديا والواقع السياسي.

 

 

184

بالتأكيد إن كارثة شنكال تعتبر واحدة من سلسلة الفظائع والجرائم التي أرتكبت بحق شعبنا الكوردي في العصر الحديث وقد كانت وراءها الكثير من الحيثيات والمسببات وربما أهمها ما يمكن تلخيصها بالنقاط الأساسية التالية:

– إغفال وتراخي القيادة الكوردستانية فيما يشكله تنظيم الدولة الإسلامية “داعش” على الإقليم وحصر خطره بإتجاه المناطق الواقعة تحت سيطرة بغداد وحدها، ودون الإقليم، وقد ذكرها الرئيس بارزاني في إحدى مقابلاته الأخيرة مع إحدى الفضائيات العربية.. وكان هذا الخطأ الإستراتيجي الأول والأهم بقناعتي في الدفاع عن المناطق الكوردستانية.

– ضعف القوات الكوردستانية من حيث العدة والعتاد والجنود في خطوط المواجهة مع مناطق “داعش” وذلك لعدة أسباب، منها؛ أولاً وبدايةً هو السبب السابق في الإغفال عن خطر “داعش” للإقليم وكذلك الخلاف مع حكومات المالكي وحرمان البيشمه ركة من حصتها من التسليح في المراحل السابقة وأيضاً نتيجة ثقافة الإرتخاء والركض وراء العيش الرغيد والكماليات والإبتعاد عن الواجب الوطني الكوردستاني وثقافة البيشمه ركة وذلك لدى الجيل الجديد في إقليم كوردستان (العراق).

  • ضعف القيادة والمسؤولية لدى الذين كانوا يديرون تلك المناطق الكوردستانية في شنكال وزمار وباقي المناطق التي تعرضت للهجوم الغادر من قبل “داعش” حيث وللأسف فضلوا النجاة بأرواحهم على القيام بواجبهم الوطني والأخلاقي والدفاع عن المناطق الكوردستانية وربما تكون هناك عوامل أخرى لدى البعض وتعود للتربية والثقافة الدينة الإجتماعية والمنغرس في اللاوعي والعقل الباطن لديهم وبالتالي كان التواطئ ذاك وإحالة القضية برمتها إلى أن هؤلاء أي الأيزديين ليسوا إلا “كفاراً وعبدةً للشيطان” وهم من المسلمون وإن واجب الدفاع لا يقع على عاتقهم وخاصةً إن المهاجمين هم ميلمون وبـ”دافع الإسلام” بحسب زعمهم.. إننا نقول مجدداً؛ ربما كانت هذه موجودة لدى البعض من أولئك المسؤولين عن حماية تلك المناطق الكوردستانية، وبالمناسبة فقد أحيل أولئك إلى القضاء وسوف تكشف الأيام والمستقبل عن حيثيات الموضوع في تلك الكارثة الوطنية.
  • عدم نجدة الحلفاء ومد يد المساعدة والعون للإقليم وعلى الأخص المركز بغداد وقوى التحالف الدولي وبدايةً الدولة الجارة؛ تركيا وقد تحجج كل طرف بأسبابه وموانعه والعوائق التي حالت دون يد المساعدة؛ حيث تحججت تركيا بقضية الرهائن على سبيل المثال.

وهكذا يمكن إعتبار تلك أهم الأسباب التي أدت إلى تلك الكارثة الوطنية بحق شعبنا وأبنائنا الأيزديين ولكن وبكل تأكيد؛ فإن القيادة الكوردستانية لم تكن تريد أن تحدث تلك المأساة وذلك على الرغم من الغمز واللمز أحياناً من قبل البعض بأنها “ربما تكون جزء من صفقة دولية كبيرة لكي يساعد الخارج؛ أمريكا وغيرها.. الإقليم ومده بالسلاح كما حصل في الفترة الأخيرة وذلك بعد الكارثة” ولكن ينسى أولئك الإخوة بأن هناك أكثر من سبب وسبب يدعو الخارج إلى تسليح الكورد، على الأقل كقوة إقليمية صاعدة تبحث عن حلفاء وتضم مناطقهم الكوردستانية أكبر حقول النفط في المنطقة وأعتقد أن ذاك سبباً كافياً وخاصةً أن الكورد هم أضعف القوى المتواجدة في منطقة الشرق الأوسط وأكثرهم إعتدالاً ثقافياً دينياً وبالتالي فإنهم سوف يرضون بالقليل من الإمتيازات مقارنة مع غيرها من القوى والشعوب المتواجدة في المنطقة من الترك والعرب والفرس.. وهكذا ورغم كل ذلك فها هو أحد الإخوة يكتب على بوستي المعنون بـ(بارزاني.. كان وسيبقى بيشمه ركاً متواضعاً) التعليق التالي: “بير روستم المحترم انا كردي يزيدي من طبقة البير بس بعد شو عم يبعت البيشمركة على شنكال بعد ماخربو كل شي واخدو نسوان وقتلو شباب ورجال وشيوخ شو بدك ياني اروح ابوس يدو لمسعود البرزاني وعلى فكرة بير كل هدول الاكراد الي عم تحكي وعم تمدح فيهون هدول كلهم كانو يزيدية بس هني كمان دخلو الإسلام متل هل لما فاتو.. داعش على شنكال واخدو اليزيدية بزور وقلون بدكون تصيرو مسلمين وهل في بجبل شنكال 100واحد من عناصر داعش تحت يد البيشمركة ليش ماعم يدبحون بتعرف ليش يابير روستم لان هني كمان مسلمين وعندون حرام مسلم يدبح اخوه المسلم بس ماكان حرام لما دبحونا واخدو الشرف وناموس وكرامة اليزيدية تحياتي الك بير روستمher biji şengal her biji ezidxan her biji ypg her biji serok apo”.

طبعاً الرأي السابق ليس رأياً فردياً وإلا كنا تركناه دون الوقوف عنده كإجتهاد شخصي لأحد الإخوة، بل أعتقد جازماً بأنه رأي جمعي لدى الإخوة الأيزدية أو على الأقل لدى شريحة واسعة إلى حد ما من مجتمعنا الأيزيدي وذلك بحكم وموجب أسباب عدة؛ منها التجييش الإعلامي وللأسف من قبل بعض الأطراف السياسية الكوردستانية وذلك نتيجةً للخلاف السياسي والصراع على النفوذ وخاصةً في تلك المرحلة من أغسطس العام الحالي؛ أي عند هجوم مرتزقة داعش على المناطق الأيزديين وغيرها من المناطق الكوردستانية في الإقليم الجنوبي من كوردستان وقد كشف عنها ذاك الأخ في رسالته ومن دون وعي.. ولكن وبدايةً أقول له ولكل من يروج لهذه السياسة الخطرة على وحدة الصف والقضية الكوردية برمتها: بأن المسألة لن تحل بالمزيد من الحقد بين الإخوة وإن الذين يقاتلون اليوم ويضحون بحياتهم من أجل تحرير الأرض والعرض يستحقون منا كل الوفاء والتقدير وإذا كان هناك تقصير أو جبن وتواطئ لا سمح الله من قبل البعض وخاصةً في بداية الهجوم الغادر على شنكال وأهلنا فلا يعني أن ننكر تضحيات البيشمه ركة وهم يحررون اليوم الأرض الكوردستانية، ثم علينا أن لا تنسى؛ الواقع السياسي والعسكري وحرمان الإقليم من السلاح النوعي ولمدة فترة الخلافات مع بغداد في عهد حكومتي المالكي رئيس الحكومة العراقية السابق. وكذلك علينا أن لا ننسى حجم وقوة المرتزقة الدواعش وخيانة بعض القبائل العربية في المناطق المتداخلة والمجاورة لكوردستان وأخيراً عنصر

185

المباغتة والمفاجئة في الهجوم على إقليم كوردستان (العراق) وضمناً شنكال وباقي مناطق الإخوة الأيزدية وبالتالي كانت هناك أكثر من سبببرأي في إنسحاب البيشمه ركة وقتها ودون دفاع يذكر وهذا ليس تبريراً بقدر ما هو كشف للحقيقة، كي لا نتهم من يدافع عنا وعن جودنا.. بالخيانة.

وأما بخصوص قوله؛ بأن هناك “مائة من الداعشيين بيد البيشمه ركة” وهو يطلب من قيادة إقليم كوردستان بذبحهم على الطريقة الداعشية حيث يقول: “ليش ما يدبحهم البيشمه ركة” فهي بقناعتي تعود لأكثر من سبب وليس كما تخيله الأخ السائل؛ فهم (أي أولئك المرتزقة من الدواعش) من جهة ورقة ضغط على تنظيم الدولة الإسلامية “داعش” وذلك للإفراج عن المختطفين الكورد لديهم، يعني ممكن أن يكونوا ضمن صفقة لتبادل الأسرى مع المخطوفين من أبنائنا وبناتنا الأيزديين الكورد وكذلك لأخذ بعض المعلومات المهمة عن قواتهم قوات “داعش” ومراكزهم وعتادهم وتحركاتهم العسكرية وكذلك وأخيراً؛ فإن كانت داعش تنحر وتذبح الأسرى فلا يعني أن نرد بالمثل وإلا فإننا لن نكون على خلافٍ معهم وعن ثقافة أولئك الحثالة من الكائنات.. وهكذا وآخراً؛ أأمل أن نفكر بالقضايا بعقلانية رغم أن حجم الكارثة يفقد المرء أحياناً تلك العقلانية وعلى الأخص عندما نكون قد تعرضنا نحن وعوائلنا وأهلنا لتلك المأساة الكارثية وليس من أولئك الذين يعيشون في بلد أوربي ويتعاملون مع الكارثة من وراء شاشة اللابتوب وهم يدّعون إلى العقلانية ..فكل الصبر والمحبة والعطف لأهلنا في شنكال وزمار وكوباني وكري سبي وعفرين وغيرها من المناطق الكوردستانية والتي تعرضت لهجمات المرتزقة من تنظيم الدولة الإسلامية “داعش”، والنصر والحرية لأبنائنا وأخواتنا المحتجزات لدى حثالة التاريخ والشعوب؛ مرتزقة العصر من الدواعش والجواحش وكل العرفان والتقدير لكل القوات الكوردستانية المدافعة عن حق الحياة لشعبنا وكل الشكر والإجلال لكل من يعمل في سبيل قضية شعبنا وعلى رأسهم الرئيس مسعود بارزاني.

 

 

 

 

 

 

 

186

 

 

 

المثقف ودوره في إعادة بناء شخصية الأمة

 

 

 

 

الانسلاخ القومي

..الكتاب الكردي الأسود نموذجاً!!.

لقد قرأنا عما يعرف بالانسلاخ القومي في المدرسة الشيوعية والفكر الماركسي عموماً، ولكن يبدو أن الانسلاخ القومي هو أسوأ أنواع الانسلاخ بحيث تتنكر لبني جلدتك وذلك لصالح عرق وأثنية أخرى؛ إن كان ارتزاقاً أو قناعةً حيث إنني اليوم ومن خلال بحثي عن موضوع يتعلق بتاريخ الكورد وقع نظري على كتاب بعنوان (التاريخ الكردي الأسود) للسيدة (سهام ميران) تقول عن نفسها تعريفاً بأنها (كردية موصلية عراقية، معارضة معارضة للقيادات العنصرية الكردوية) وهو كتاب أسود بحق عنواناً ومضموناً، بل ربما هو أسوأ من الأسود والفحامة (من الفحم).. وبصراحة هو أسوأ وأسود ما يمكن أن ينحدر إليه “البني آدم منا” حيث لا يمكن أن ينسلخ المرء عن بني قومه لهذه الدرجة وأن ينحط به الأخلاق هكذا.. وفقط ومن خلال جولة على العناوين ودون المضمون سوف نعلم مدى تنكر هذه “السيدة” وانسلاخها عن قوميتها، ولاستبيان رأيها، فقط نورد الفقرة التالية من كتابها الأسود كما إننا سوف نورد في خاتمة بوستنا رابط الكتاب لمن يود الاستزادة والتعرف أكثر على فحوى الكتاب الأفعى .. عفواً الأسود فها هي تقول ومن جملة ما تقول عن ثورة البارزاني ما يلي:

“ان عائلة (ميران) من العوائل الكردية الوطنية الاصيلة التي ارتأت الحوار والتفاهم مع اخوتهم العرب والتركمان والسريان، ورفض الدخول في ألاعيب المؤامرات الخارجية وتوريط الناس البسطاء في حروب كارثية. لهذا فأن هذه العائلة تعرضت لأشنع عمليات القتل والابادة التي لم ترحم حتى النساء والاطفال:

ـ (الشيخ صديق ميران): وكان زعيم عشائر خوشناو في شقلاوة، ونائباً في البرلمان العراقي في العهد الملكي، وفي 1947-10-22 شارك هذا الشيخ الوطني في مؤتمر العشائر العراقية في مدينة الحلة. وهو ايضا من المقربين للرئيس عبد الكريم قاسم. ويشيد التاريخ بدوره الوطني العراقي ورفضه للطروحات القومية العنصرية ودعوات العنف والقتل والعمالة للأجنبي التي كان يروج لها الملا مصطفى البرزاني لهذا قامت في أواسط عام 1960، عناصر من بيشمركة البرزاني بأغتيال (الشيخ صديق ميران)، من اجل التخلص من الاكراد الوطنيين المنافسين له واعلان التمرد ضد السلطة الوطنية“.

وإليكم رابط الكتاب أصدقائي وذلك لمن يريد أن يضطلع أكثر على الموضوع:

http://www.mesopot.com/old/kurd/kurd.htm

 

187

 

 

 

 

 

 

 

 

 

المثقف وبلاط السلاطين.؟!!

المثقف بوق.. أم حامل لواء الشعراء إلى النار

 

 

 

 

 

 

 

…….يزداد الجدل مؤخراً حول دور المثقفين والكتاب والشعراء الكورد وتأثيرهم على الساحة والمواقف السياسية المستجدة؛ فمنهم المدافع عنه ومنها المهاجمة ولكن أغلب تلك الكتابات تكون في موقع النقد واحياناً التجريح والتشهير لهذه الفئة المهمة في المجتمع وذلك لضعف دورها على الساحة وذيلية الكثيرين لمراكز القرار السياسي الكوردي بحيث أرتضى البعض لنفسه أن يكون بوقاً للقرار الحزبي وزعيمها وليس الأيديولجي السياسي فقط وقد رأينا مؤخراً بروز عدد من الهيئات والنقابات والإتحادات الخاصة بهم وكلٌ منها تتبع إحدى مراكز القرار السياسي (الحزبي) الكوردي وللأسف وتتهم الأخرى بعدم النزاهة أو التبعية والذيلية لجهة حزبية.

 

…………..إن ظاهرة الإرتزاق عند شريحة الكتاب والمثقفين هي قديمة؛ قدم هذه المهنة الأدبية وقد رأينا وقرأنا الكثير عن ظاهرة شعراء البلاط وفي كل العصور والأحقاب ولكن وترافقاً مع الحالة السابقة كانت هناك حالة التمرد والعصيان وبالتالي نقد السياسات والحكومات الجائرة والمستبدة وقد دفع الكثيرين منهم حياتهم قرباناً لنهجهم وفكرهم الحر ومنهم على سبيل الذكر وليس الحصر؛ الحلاج ومحي الدين بن عربي وابن رشد وجلال الدين الرومي وكذلك إبن المقفع حيث مات بل قتل وهو يجبر على أكل أعضاء جسده المبتورة.. ولا ننسى بأن أمرؤ القيس هو حامل لواء الشعراء إلى النار حسب التوصيف المحمدي/الإسلامي لكونه لم يخضع لسياسة الأمر الواقع ليجعل من نفسه بوقاً للأيديولوجيا الجديدة “الإسلام” وقتها مثل زميله الآخر حسان بن ثابت وبالتالي ينعم بخيرات وبركات السلطان.

 

…………………وهكذا فإن الظاهرة قديمة ومتجددة وفي كل الأزمان والدهور؛ منهم البوق والمرتزق ومنهم المتمرد الملعون.. ونعلم علم اليقين؛ بأن هناك من يرتزق من الظاهرة ويعمل كبوق ولكن من دون قناعات فكرية وسياسية وهم الغالبية في الأوساط الفكرية والثقافية في المجتمعات المحكومة بثقافة الإستبداد والديكتاتوريات؛ حيث يحارب الإنسان في لقمة عيشه فلا يبقى إلا اللجوء إلى بلاط السلاطين والقادة وللأسف من أجل الإرتزاق والمعيشة.. وإننا نعرف العديد من الزملاء والأصدقاء يجبرون للسكون والسكوت نتيجة هذا الواقع المأسوي أن لم يجعلوا من أنفسهم “أبواق ومرتزقة” على أبواب مكاتب الأحزاب الكوردية؛ حيث وإن لم تكن بوقاً لهم فليس لك مكان بينهم وكذلك لن تكون عضواً حتى في نقاباتهم وإتحاداتهم الهزيلة والبائسة.

188

…وربما أنه علينا أن نقبل للبعض حتى إرتزاقهم و”بوقيتهم” حيث ظروف الحياة والمعيشة وحالة القمع والإستبداد تجبر المرء أحياناً أن يقبل بما لا يرضاه لنفسه وخاصةً أولئك الإخوة والزملاء الذين يجبرون تحت ظروف معيشية سيئة أو الضغوط الأمنية وعقلية الإستبداد أن يقبلوا بعض التنازل عن قيمهم ومبادئهم.. و مثلما يقال في المثل الشعبي ((يلي إيدو بالنار مو متل يلي يتدفا عليها)).. وهكذا فالبعض منا يطلب الدفأ بالنار بدل الكوي والإحتراق فيه..على أمل الخلاص.

 

 

 

 

 

 

 

الكاتب الكوردي

ولعبة الغوبلزية الحزبية

 

 

 

 

 

 

 

12 أبريل، 2014 · لوسرن‏ ·

الكاتب مهنة يقوم صاحبها بتأليف وكتابة القصص والمؤلفات والكتب والروايات، والكاتب مهنة معتمدة بشكل كبير على الموهبة فليس كل من يستطيع الكتابة يقال انه كاتب ومع هذا يجب تدعيم هذه الموهبة بالدراسة والتعلم والتثقيف. هكذا تقول موسوعة ويكيبيديا وهو أي الكاتب يمثل ضمير ونبض الواقع والحياة والأمة عموماً فعليه أن ينقل لنا ومن خلال تصويره وتحليله وقراءاته كل ما يتعلق بمصير وأحداث وواقع المرحلة التاريخية التي هو معني بها وجوداً وحضارة وفكراً وشعوراً حسياً. وبالتالي فإنه ينقل لنا التاريخ المعني بتلك المرحلة من خلال الكلمة والصورة النظرية ولكن وللأسف فإننا ومن خلال المتابعة نظرياً وعملياً لخط العمل والسيرة التاريخية لبعض الزملاء والإخوة الكتاب نلاحظ بأن البعض منا يرضى على نفسه دوراً أقل بكثير مما هو مأمول من أي كاتب يحترم أبجديات المهنة والذات المبدعة والخلاقة؛ حيث نسبة لا بأس بها من النتاج الكتابي يتحول إلى نوع من البروباغندا الحزبية كجزء من ثقافة التلقين والتدجين والتجييش للمريدين والأتباع وهكذا يصبح “الكاتب” نفسه أداة إعلامية بوقية غوبلز صغير في آلة الدعاية الحزبية ويصبح له معاركه الوهمية مع غيره من الغوبلزيات في الساحة السياسية الكوردية.

 

ولكن والمضحك المبكي في هذه التراجيديا الفكاهية والهزلية فإن هؤلاء الكتاب يعلمون علم اليقين بأنهم ليسوا بأكثر من كرت محروق يستخدمون في المعارك الحزبية لفترة محددة وبانتهاء صلاحيتهم يرمون في أول “حاوية حزبية” ليستبدل بوجه جديد أكثر حيوية وتأثيراً وتبويقاً منه وإنهم في ذلك يذكروننا بحكاية مختار القرية؛ حيث كان يجدد المختار كل سنة ويركب المختار القديم على الحمار مقلوباً (أي وجهه للخلف) ويدار به في القرية ليعرف الجميع أن صلاحية مخترته قد انتهت وأن هناك مختار جديد سوف يتم تعيينه للقرية .. وهكذا هو الحال مع هؤلاء الكتاب الغوبلزيين حيث ينتهي حقبة أحدهم فيرمى به على قارعة الحزب ويستبدل ببوق تلميعي جديد أكثر طنيناً من زميله ولكن ينسى أو يتغافل عن أن المؤتمر القادم سيجعله “يركب الحمار مقلوباً” .. فإلى مؤتمرات قادمة ومخترة جديدة وركوب الحمير للأبواق القديمة.

 

189

البوست؛ من وحي كتابات بعض الزملاء والإخوة الذين سقطوا من حسابات المؤتمر التوحيدي لأحزاب الاتحاد السياسي والذي عقد مؤخراً في أربيل وليعلن عن ميلاد حزب جديد في إقليم كوردستان (سوريا) ألا وهو الحزب الديمقراطي الكوردستاني.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

تحزب المثقف.!!

كلمة في إنغلاق المثقف على الذات الحزبية.

 

 

 

 

 

 

 

9 يناير، 2015 ·

معلوماً للجميع؛ بأن النخب الثقافية هي التي تلعب دوراً حيوياً ومهماً في بناء المجتمعات والحضارات وذلك من خلال بث الأفكار والقيم الأخلاقية الجديدة بدل تلك التي تكون المرحلة قد أستهلكتها أو أصبحت معرقلة للنمو والإرتقاء الحضاري وبالتالي فإن النخبة الثقافية هي التي تقوم بدور ما يمكن تسميتها بـ”المفرخة” أو المنتجة لكل إبداع جديد وعلى مختلف الصعد؛ العلمية والفكرية وبكل جوانبها ومناحيها وفروعها المتعددة وهكذا فإن الحالة أشبه ما يمكن أن نسميها بتفجير “الثورات الثقافية” في مجتمعاتها وهي بذلك أي النخب الثقافية تقوم بالتأسيس لبناء حضاري جديد على أساس القديم وفي كل ذلك تكون قد أستفادت من قديمها لتقيم وتشيّد الجديد طابقاً ثقافياً جديداً على أساس القديم وفي حوار جدلي معرفي يتقبل كل التيارات والآراء في عملية حوارية ثقافية مع الآخر المختلف وصولاً إلى ما يشبه “الحقيقة” الواعية.

 

لكن ما نلاحظه وللأسف؛ فإن أغلب مثقفي حضارتنا الشرقية الإسلامية يحملون فيروس العداء والخلاف، بل العداء والإرهاب والإلغاء للرأي والفكر الآخر وفي حالة أقرب إلى الإستبداد والديكتاتورية الفكرية الأصح السياسية والحزبية معتمداً في ذلك على تراث وميراث ضخم ومرعب من الإستعباد والإستبداد بحق الآخر وبالتالي وعندما يكون مثقفي الأمة يمارسون ويؤسسون لفكر إلغائي تسلطي فلا عتب على الجماهير والأحزاب والقادة السياسيين وهم يمارسون مع الآخر سلوك القمع والإلغاء.. إنها رسالة لكل الكتاب والمثقفين الكورد خصوصاً وذلك من أجل أن نقوم بمراجعة فكرية نقدية لمواقفنا بصدد الآخر المختلف معنا والوقوف على مدى تقبلنا للمختلف وإننا قادرين أن نسمع الصوت الآخر والذي يخالفنا في القناعات الفكرية والسياسية وعندها يمكن الحديث عن ثقافة ومجتمع مدني حضاري، حيث وللأسف ونتيجة للإختلاف في الرأي، فقد قام بعض الإخوة المثقفين بشطب إسمي من لائحة الصداقة عندهم، رغم تربطنا علاقات صداقة حقيقية ومنذ عدد من السنين وربما عقود.. ونقول بعد كل هذا وذاك: من أين كل هذا الاستبداد والطغيان والديكتاتوريات؛ إنها من مثقينا وثقافتنا الإلغائية ونقطة على السطر صديقي.

190

 

 

المطلوب مرحلياً

من النخب الثقافية والفكرية.

إن المرحلة عموماً تتميز بالحساسية البالغة بالنسبة لشعبنا وقضيتنا في جغرافية غربي كوردستان(سوريا) حيث يمكن .. بل هي نقطة تحول في مصير شعبنا والمنطقة عموماً وبالتالي فالمطلوب مرحلياً هو العمل وفق رؤية وإستراتيجية كوردية تجمع كل الأطر والأحزاب والكتل السياسية وعلى الأخص المجلسين؛ المجلس الوطني الكوردي ومجلس شعب غربي كوردستان بالإضافة إلى نخبة من المثقفين والكوادر الفكرية والسياسية وذلك من أجل قيادة المرحلة في المناطق الكوردية (كانتونات الإدارة الذاتية). وإننا لعلى دراية بحجم الشرخ بين بعض الأطراف الكوردية سياسياً وفكرياً ولكن وبما أن مناطقنا وشعبنا يتعرض لسياسة ومعركة وجود وليس حدود وأن الهجمة تطال كل أبناء شعبنا وليس موجه لطرف سياسي فلزاماً على الجميع المشاركة بقوة في الدفاع عن القضية والوجود ضد هذه الجماعات التكفيرية.. وكفاكم أيتها الأحزاب والقوى السياسية تنصلاً من مستحقات المرحلة التاريخية حيث بتنا على قناعة شبه مؤكدة بأن ولاءكم للمحاور السياسية الإقليمية أكبر بكثير من عملكم في خدمة قضايانا الوطنية والقومية.

وهكذا فإن المطلوب من النخب الفكرية والثقافية المزيد من الكتابة والضغط باتجاه توحيد الموقف والصف الكوردي وذلك بدل النفخ في الخلافات السياسية بين المجلسين الكورديين وزيادة حجم الشرخ والهوة بينهما حيث المرحلة تتطلب الضغط باتجاه التقارب وليس التباعد بين القوى الكوردية ونأمل من كل الزملاء الكتاب ترسيخ كل الجهود والطاقات في سبيل هذا الهدف الاستراتيجي في المرحلة الحالية وباعتقادنا إننا سوف نشكل قوة كبيرة من أجل وحدة الكلمة الكوردية والتي باتت مطلباً شعبياً لمجمل أبناء شعبنا الكوردي وخاصةً لأولئك الذين يعانون في الداخل .. وكفى لتلك الأصوات التي تنعق وتنفخ في الخلافات الكوردية الكوردية.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

191

 

 

 

 

أين دور ..

النخب الثقافة الكوردية؟!!.

 

 

 

 

 

 

 

12 يناير، 2015 ·

عندما يكتب أحد الكتاب والمثقفين ألا وهو (ستيفن شارب؛ رئيس تحرير الصحيفة الفرنسية شارلي إيبدو والتي تعرضت مقرها بتاريخ 7/1/2015 لهجوم وأودى بحياة أكثر من 12 شخصاً) وفي مقالٍ له منذ عام ما يلي؛ “لست كورديا، ولست قادراً على التحدث باللغة الكوردية، ولا أعرف إسم كاتب كوردي، ولا أعلم شيئاً عن التاريخ الكوردي” ويضيف “إلا أني أشعر اليوم، كما لو أن إلهاماً أتاني فجأةً، أن أتناول الطعام ككوردي، وأفكر كوردياً، وأتحدث باللغة الكوردية، وأترنم بالأغاني الكوردية. اليوم أشعر بأني كوردي”. فإن ذلك يعني شيئين؛ أولاً بأن النخب الثقافية والسياسية الكوردية متقاعسة عن دورها الحضاري في إيصال رسالتهم وقضيتهم للعالم وعلى الأخص النخب الفكرية والثقافية في العالم الأمريكي وأوربا وثانياً بأن الأبطال الكورد والمدافعين الحقيقين عن الوجود الكوردي على الأرض قد قاموا برسالتهم وإيصال القضية إلى كل المنابر العالمية بحيث جعل أحد الكتاب ورئيس صحيفة فرنسية له ولرفاقه كل الوفاء والذكرى الطيبة يكتب بأنه “بات يشعر إنه كوردي” وهذه إحدى أكبر المنجزات لشعبنا ولأولئك الأبطال.. ولكن وللأسف؛ ما زال المثقف الكوردي يقدم خطاباً حزبياً تخوينياً بائساً بحق أخيه وشريكه السياسي وهو يعتبر نفسه حامي حمى الوطن وكوردستان مع العلم إنه لم يقدر أن يوصل رسالة لرئيس تحرير صحيفة أوربية.

 

ملاحظة؛ بحسب المواقع ومنها ولاتي نت بأن؛ ستيفن شارب ((كان قد قال في مقالة له (الكورد يدافعون عنا جميعاً) ونشرت بتاريخ 22/10/2014 :« الكورد في سوريا، محاصرون من كافة الجهات، ولكنهم على الرغم من ذلك، يحاربون قوى الظلام، ويدافعون عن أرضهم وأهلهم وحياتهم، ويقفون لوحدهم في وجه تنظيم داعش». وختم مقاله بالقول:«الكورد يدافعون عنا أيضا، ويقومون بحمايتنا من خطر أكثر المجموعات وحشية في العالم». تجدر الإشارة إلى أن العاصمة الفرنسية شهدت أمس الأربعاء هجوماً مسلحاً شنه مسلحون مجهولون على مقر صحيفة شارلي هيبدو أودى بحياة تسعة صحفيين وثلاثة من عناصر الشرطة)).. لهم جميعاً وأولاً للكاتب الصحفي ستفن شارب كل الوفاء والذكرى الطيبة وسنبقى مدينين نحن الكورد لكلماته الطيبة بحق شعبنا وقضيتنا ونأمل أن تدفعنا كلماته لأن نُعمل مراجعة نقدية لمواقفنا السياسية والأخلاقية وبالمزيد من الحرص على القضية الوطنية والعمل على إيصال صوت شعبنا لكل العالم وأولاً العالم المدني الديمقراطي لتكون عوناً لنا على الحرية والخلاص من الإحتلال وتحقيق “الحلم الكوردي” في دولة كوردستان المستقلة.

 

 

 

192

 

 

 

 

 

الإغتراب الثقافي

أكثر عنفاً وتوحشاً من الجغرافي!!

 

 

 

 

 

 

 

للأسف تتعرض أغلب الأسر والعائلات المهاجرة والمغتربة لهزات وكوارث إجتماعية قوية وعلى الأخص في السنوات الأولى من وصول المهاجر الشرقي لدول الإغتراب الأوربي؛ حيث يكون الإغتراب الثقافي والقيّمي الأخلاقي أشد وطأةً على المهاجر من ذاك الإغتراب الجغرافي في المكان. وبالتالي تجد الكثير من الأشخاص والعائلات -إن لم نقل الكل- تتعرض لتلك الهزات الإجتماعية وأكثر من يدفع الثمن يكون الأولاد حيث الضياع والتشتت داخل أسر متفككة تصل أحياناً إلى التضحية بهم جسدياً، كما في الجريمة المروعة للعائلة العفرينية يوم أمس في مدينة ابنغوا بالدنمارك والتي راحت فيها كل من الأم (٢٧) عاماً وإبنتيها (٩ و٧) سنوات حيث عثر عليهم بعد أيام في ثلاجة المنزل والشبهات تدور حول الأب المنفصل عن والدتهم منذ بعض الوقت.

 

طبعاً هذه ليست بالكارثة الأولى ويؤسفنا القول؛ بأنها لن تكون الأخيرة كوّن هناك يومياً كوارث وإن لم تكن بفظاعة هذه الجريمة المادية، لكن وبكل تأكيد يمارس وبشكل يومي جرائم معنوية بحق الأطفال داخل الأسر المهاجرة حيث الرجل الشرقي بكل عنفوانه وإبائه وما ورثه من ثقافة الأباء والأجداد يريد أن يحافظ على تلك التقاليد والقيّم داخل العائلة وتربية الأولاد وبكل تأكيد فِي علاقته بأطفاله وزوجته، بينما هؤلاء يجدون في الواقع والبيئة والمناخات الجديدة فرصة للتحرر -للأسف بالمعنى الجسدي في أغلب الأحيان وليس الفكري- من سلطة الأب والزوج الديكتاتور. وهكذا تبدأ حلقات الصراع كدوائرة صغيرة إلى أن تصبح دوامات وزوابع تبلع الجميع ودون أن تكون هناك مؤسسات وجهات تقدم المشورة والعناية لهؤلاء وفِي أغلب الحالات ينتهي الخلاف الأُسَري بطلاق الوالدين وضياع الأبناء داخل مؤسسات الرعاية الإجتماعية.

 

ولذلك نتوجه للجميع؛ آباء وأمهات وكذلك الأبناء البالغين .. حاولوا أن تتأقلموا مع البيئات الإجتماعية الجديدة فكراً وثقافة وليس عرياً وجسداً ونقول للأب والرجل الشرقي حاول أن تتعلم كيف تناقش زوجتك لتقنعها بأن حياتكما معاً أفضل لكم ولأبنائكم من الإنفصال أو الخلافات اليومية وأخيراً نقول لكل الأخوات العزيزات؛ حاولي أن لا تنتقمي لنفسك ولعبودية المرأة التاريخية في الشرق بتدمير عائلتك ومستقبل أولادك فالمرأة أولاً وأخيراً تعرف بالعطاء والمحبة والرحمة وقد كانت -وبقناعتي ما زالت- الآلهة الأولى أنثوية، فكوني ربة وإلهة منزلك بحق وحقيقة حيث الحريّة تكمن في العقول وليس الأبدان!!

 

ملاحظة؛ إننا وبكل تأكيد ندين تلك الجريمة النكراء ونعتبر مرتكبها معدوم من أي قيم إنسانية ولكن وبنفس الوقت لا نحكم على أحد بدون إثباتات وما أوردناه من مشاكل خلافية كان في الإطار العام وليس حصراً بهذه الحادثة الجريمة كوّن لا معلومات لدي عن العائلة المنكوبة والتي أقدم لهم كل تعازينا وتعاطفنا مع الأهل ولنا رجاء منهم أن لا تنعكس هذه الجريمة بردود فعل كارثية تكون لها عواقب وخيمة في داخل روج آفاي كوردستان.

193

 

 

 

ما زالت ثقافة القبيلة

هي السائدة في علاقاتنا البينية

 

 

المثقف الحقيقي قبل كل شيء مسؤول، تاريخيا وإنسانيا وأخلاقيا عما يجول من حوله من أحداث ( سياسية واجتماعية وثقافية وتاريخية ) سواء أكان فاعلا او متفاعلاً في داخل الحدث نفسه..؟؟ كمثقف ما تُقييمك للوضع السياسي في كردستان سوريا.. وما السُبل التي تجدها مُناسبة لاصلاحه.!؟في المقابل كيف تقيم دورك كمثقف كردي في المشهد الذي أصبحت جزءً منه أن شئت أم أبيت ..؟؟ (إعداد: حسين أحمد)

بدايةً أود التأكيد على أن المثقف؛ إما أن يكون مثقفاً أو لا مثقف حيث لا يوجد مثقف حقيقي وآخر مزيف، بل هناك إما المثقف أو اللامثقف.. وحكماً إن المثقف وبحكم إهتمامه وعمله هو “فاعل ومتفاعل” مع الحدث وبنفس الوقت حيث يتأثر ويؤثر بما يحدث في واقعه اليومي من أحداثٍ سياسية أو إجتماعية؛ وذلك لكونه جزء من حركة التاريخ والمجتمع. وبالتالي فإن للمثقفين عموماً دورهم الفاعل والمؤثر في واقع مجتمع ما؛ سياسياً ثقافياً وحضارياً أخلاقياً وربما ومن خلال المستوى الحضاري المعرفي يكون التقييم الحقيقي لأي مجتمع؛ كون النخب الثقافية والحالة الحضارية تمثلان أمة ومجتمع ما.. وهكذا وبالنظر للواقع الثقافي الكوردي وهيمنة الرعوية القبلية والريفية، سوف يتأكد لنا بأن مجتمعنا الكوردي ما زال يفتقر إلى الحالة المدنية؛ حيث ما زال ثقافة القبيلة هي السائدة في علاقاتنا البينية وذلك على الرغم من وجود حركة سياسية نشطة في المجتمع الكوردي ولكن ما زال قيم القبيلة وأخلاقياتها هي السائدة حتى داخل الحركة السياسية نفسها وفي علاقاتها البينية داخل الحزب الواحد أو مع الأطراف والكتل السياسية الأخرى.

أما بخصوص المعالجة والخروج من “عنق الأزمة” أو (الزجاجة) كما يقال فهي تحتاج إلى بناء مجتمعاتنا على أسس وقيم حضارية مدنية ديمقراطية وهذه بدورها تحتاج إلى جهد وسنوات وتراكم حضاري معرفي ولكن وكعلاج مرحلي فأعتقد أن المصالح الدولية والبحث عن شريك معتدل في المنطقة، فسوف يُدّفع بالكورد نحو التكاتف والوحدة الوطنية وبالتالي يمكن إعتبار ذاك “سبيلاً إلى الإصلاح المرحلي” .. وأخيراً وبصدد “تقيّم دوري كمثقف كوردي في المشهد..“ أعتقد بأنه متروك للقارئ والمتابع الكريم وهو الوحيد المخول بتقييم نشاط أي كاتب ومثقف ولكن فقط يمكنني القول: بأنني أجتهدت قدر الإمكان وحاولت أن أضع النقاط على بعض الحروف والقضايا السياسية الوطنية والكوردستانية وربما أكون وفقت في البعض منها وفشلت في العديد منها.. لكن تبقى هناك “شرف المحاولة” في قراء الواقع السياسي الكوردي والبحث عن الحلول والمخارج لعدد من القضايا الإشكالية.

 

المثقف الكوردي

وإعادة بناء شخصية الأمة؟!
194

الشعب الكوردي يعتبر أحد الشعوب الأصيلة والكبرى فيما تعرف اليوم بمنطقة الشرق الأوسط حيث يشكل مع كلٍ من العرب والترك والفرس الشعوب الأربعة الكبرى لجغرافية المنطقة، طبعاً ذاك لا يعني بحال من الأحوال بأن الشعوب الأخرى كاليهود والأرمن والكلدو آشوريين أو السريان والتركمان .. وباقي المجموعات العرقية الأقوامية، بأنها شعوب غير أصيلة، بل كلها تشكل فسيفساء المنطقة إثنياً وعرقياً، لكن وبكل تأكيد فإن الشعوب الأربعة الأولى والتي أتينا على ذكرها تعتبر الشعوب الكبرى في المنطقة حالياً وذلك بعد إنهيار وذوبان عدد من الشعوب والحضارات القديمة بفعل الحروب وتلاقح الثقافات داخل شعوب أخرى حيث وكمثال يمكن القول؛ بأن الحضارة الإسلامية أستطاعت بفعل الصراع الديني “الإسلامي المسيحي” أن تقضي على إحدى أكبر حضارات المنطقة وشعبها ونقصد بها الحضارة والإمبراطورية الآشورية حيث اليوم ليس إلا بعض المجاميع المتناثرة من تلك الحضارة العظيمة في المنطقة. وهكذا فإن الإسلام لم يقضي فقط على بنيان الدولة والإمبراطورية الآشورية، بل كانت لها القدرة والإستطاعة على إبتلاع وإمتصاص أمة وشعب بحيث بات الآشوريين يعتبرون أنفسهم عرباً، بل أكثرهم تعرّب ونسي الجذور الآشورية وباتوا عروبيين أكثر من العرب الأقحاح.

وبالتأكيد إن الآشوريين ليسوا إستثناءً في هذه القاعدة؛ قدرة شعب وحضارة على إبتلاع شعب آخر حيث هناك أمثلة تاريخية كثر على قدرة حضارة بالقضاء على أمة وشعب آخر تماماً وكمثال يمكننا القول؛ قضاء الحضارة الأمريكية على شعب “هنود الحمر” بحيث بات ذاك الشعب العريق ليس إلا ذكرى وفولكلوراً عن حضارة عريقة في تاريخ تلك الأمة، لكن واقعاً لا يمكننا العثور على هندي أحمر إلا في فيلم كوبوي أمريكي .. وهكذا فإن واقع القوة والضعف يفرض معادلاته الحضارية حيث المحتل يفرض شروطه على الأمة الواقعة تحت الإحتلال ثقافياً وسياسياً بحيث يبقى لك إحدى الخيارين إما المقاومة والحياة أو الرضوخ والإنحلال، لكن قد لا تكون تلك الثنائية هي الخيارات الوحيد حيث قد يلجأ شعب وحضارة ما وبفعل عوامل عدة إلى تكتيكات أخرى؛ كالإنغلاق على الذات وممارسة ثقافة التقية وقد تساعده في ذلك شروط جغرافية بيئية أو ثقافية مجتمعية، لكن هذه السياسة الأخيرة ورغم نجاعتها قد تكون لها إرتداداتها النفسية والإجتماعية بحيث يجعل من ذاك الشعب وأفرادها يقبلون واقعاً إجتماعياً ثقافياً دونياً وذيلياً وذاك ما نلاحظه في واقع عدد من الشعوب والمجتمعات التي عانت ظروف القهر والإحتلال بحيث باتت العبودية جزء من شخصيتها وهويتها الوطنية.

وبالتالي وفي ظل هذه الحقيقة الكارثية فإنه يمكننا القول: بأن واقع الإحتلال لشعبنا ومنذ قرون طويلة قد كرس شخصية عبودية في واقع مجتمعاتنا الكوردية بحيث بات الإنسان الكوردي وفي كل الأحوال يحاول أن يقدم الولاء لـ(سيده) حيث تجد الكوردي البعثي يحاول أن يكون “قوموياً عربياً” أكثر من العرب الأقحاح والكوردي المسلم ينافس الولاء مع أهل مكة لإثبات ما لا داعي له؛ وبأنه ينتمي بنسبه لأهل البيت وقريش وحتى الشيوعي الكوردي كان يزاود على الروسي “السوفيتي”، بأنه أقرب منه إلى لينين وماركس بحيث باتت هناك مقولة دارجة في الأوساط الكوردية والعربية تقول: “إن أمطرت في موسكو فتحنا المظلات بسوريا” .. وهكذا فإن عوامل التاريخ قد فعلت مجراها في سيكولوجية الإنسان الكوردي المهزوم بحيث جعل شخصاً مهزوزاً تابعاً ذليلاً عبر مئات السنين وللخروج من الحالة الكارثية، فإنه يلزم إرادة وعمل سياسي ثقافي يعيد تكوين الشخصية الكوردية الجديدة التي تؤمن بقدراتها الذاتية في أن تكون لها هويتها ومشروعها وإستقلالها الوطني الخاص بها ولذلك فإن مهمة مفكري أي أمة تكون أساسية في إعادة ذاك التوازن النفسي والإجتماعي لمجتمعاتها وشعوبها حيث لا تهزم شعب وأمة إلا في حال إنهزام عقولها المفكرة في التصدي لقضاياها الوطنية الحضارية.

وهكذا فإن أي أمة لا تقع فريسةً للقوى الإستعمارية الغاصبة لها ولثقافتها وجغرافيتها، إن لم تقع عقولها المفكرة في فخ الإستعباد الثقافي حيث ومن خلال مراجعة تاريخية لكل الحضارات البعيدة والقريبة، فإننا نلاحظ بأن وقع أو قيام أي أمة وشعب يقف على دور نخبها الثقافية الفكرية ومن هنا يمكننا أن نستنتج بأن أزمة شعبنا الكوردي تعود في الأساس إلى أزمة الفكر والعقل الكوردي الذي ما زال مسلوب الإرادة وللأسف؛ حيث النخب الثقافية الكوردية ما زالت غير قادرة على إدراك اللحظة التاريخية بأن الشرط الخارجي بات مناسباً لولادة الإرادة الكوردية، كون أن ذاك العقل ما زال يعيش أزمته الوجودية وفي حالة إستعباد ثقافي للغاصب الإستعماري حيث العبد لا يفكر إلا في مصالح أسياده وليس مصالحه الذاتية؛ كونه لا يملك المصالح أساساً .. ولذلك فليس مستغرباً؛ أن أكثر النخب الفكرية الكوردية “تدوزن” مواقفها وفق مصالح الأمم والشعوب الغاصبة لكوردستان وسياساتهم الإستعمارية وليس وفق مقتضيات المصلحة الكوردية.

المثقفون العرب بين الأماني

والقراءات السياسية لوأد الحلم الكردي!!

195

كتبت بوستاً على صفحتي الفيسبوكية وقلت؛ (إننا يمكن أن نعتبر بأن إسرائيل ومواقفها تعتبر “ريخنومتر” السياسة الغربية والأمريكية على وجه الخصوص .. وبما أن الموقف الإسرائيلي مع إعلان الدولة الكردية وإستقلالها، فأعتقد لا خوف على كردستان القادمة وأن كل الممانعة أو التحرك الديبلوماسي الأمريكي والغربي هو في إطار المصالح الحيوية للقارة العجوزة وسيدتهم من بني سام أي الأمريكيين وذلك مع دول المنطقة وعلى الأخص الغاصبة لكردستان ولذلك فعلى الكرد المضي في طريق الاستفتاء وأعتقد كذلك بأن خلال الزيارات الأمريكية والأوربية قد أعطوا الضوء الأخضر لقيادة الإقليم وأن كل الممانعة الإعلامية ليس إلا للتسويق والحفاظ على تلك المصالح وإلا ما وجدنا قيادة الإقليم والرئيس بارزاني بهذا الإصرار و(العناد) في قضية الاستفتاء والإستقلال وهو يؤكد بأن “لا خوف من إعلان الإستقلال وأنه شخصياً يتحمل المسؤولية والتبعات” .. إذاً دعونا نقول سلفاً؛ مبروك إستقلال كردستان). وقد جاءني ردود عدة ومنها ما كتبه أحد الإخوة من المكون العربي حيث علق وهو يدعي أو بالأحرى يتمنى ما يلي:

((ﺍﻟﺤﻜﻮﻣﺔ ﺍﻟﻌﺮﺍﻗﻴﺔ ﺣﺼﻠﺖ ﻋﻠﻰ ﺿﻤﺎﻧﺎﺕ ﺃﻣﺮﻳﻜﻴﺔ ﺑﺄﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﺍﻟﻤﻮﻗﻒ ﺍﻷﻣﺮﻳﻜﻲ ﻣﺘﻀﺎﻣﻦ ﻣﻊ ﺑﻐﺪﺍﺩ ﻭﺭﺍﻓﺾ ﻟﻠﺘﺤﺮﻙ ﺍﻟﻜﺮﺩﻱ ﻧﺤﻮ ﺍﻻﺳﺘﻘﻼﻝ ﻓﻲ ﺍﻷﺳﺎﺑﻴﻊ ﺍﻟﻤﻘﺒﻠﺔ، ﺃﻳﻀﺎ ﻭﺻﻮﻝ ﻭﺯﻳﺮ ﺍﻟﺨﺎﺭﺟﻴﺔ ﺍﻟﺘﺮﻛﻲ ﺍﻟﻰ ﺑﻐﺪﺍﺩ، ﺑﻌﺪ ﺯﻳﺎﺭﺓ ﺭﺋﻴﺲ ﺍﻷﺭﻛﺎﻥ ﺍﻹﻳﺮﺍﻧﻲ ﺇﻟﻰ ﺃﻧﻘﺮﺓ ﻭﻟﻘﺎﺋﻪ ﺑﺎﻟﺮﺋﻴﺲ ﺍﻟﺘﺮﻛﻲ ﻭﺗﻮﻗﻴﻌﻪ ﺍﺗﻔﺎﻗﻴﺔ ﻋﺴﻜﺮﻳﺔ ﻣﺸﺘﺮﻛﺔ، ﻭﺍﺣﺘﻤﺎﻝ ﺍﻟﻘﻴﺎﻡ ﺑﻌﻤﻠﻴﺎﺕ ﻋﺴﻜﺮﻳﺔ ﻣﺸﺘﺮﻛﺔ ﺿﺪ ﺣﺰﺏ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﺍﻟﺤﺮﺓ ﻓﻲ ﺷﻤﺎﻝ ﺇﻳﺮﺍﻥ، ﻭﺍﺣﺘﻤﺎﻝ ﺷﻦ ﺣﻤﻠﺔ ﻋﺴﻜﺮﻳﺔ ﺗﺮﻛﻴﺔ ﺿﺪ ﺣﺰﺏ ﺍﻟﻌﻤﺎﻝ ﺍﻟﻜﺮﺩﺳﺘﺎﻧﻲ ﻓﻲ ﺇﻗﻠﻴﻢ ﻛﺮﺩﺳﺘﺎﻥ، ﻭﻫﺬﻩ ﺑﻤﺜﺎﺑﺔ ﺭﺳﺎﺋﻞ ﺇﻟﻰ ﺃﻛﺮﺍﺩ ﺍﻟﻌﺮﺍﻕ ﺗﻔﻴﺪ ﺑﺄﻥ ﺃﻱ ﺗﺤﺮﻙ ﻳﻬﺪﺩ ﻣﺴﺘﻘﺒﻞ ﺍﻟﻤﻨﻄﻘﺔ ﻭﻭﺟﻮﺩﻫﺎ ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺨﻲ ﺍﻟﻤﺘﻤﺜﻞ ﺑﺴﻴﻄﺮﺓ ﻓﺎﺭﺳﻴﺔ ﺗﺮﻛﻴﺔ ﻋﺮﺑﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻹﻗﻠﻴﻢ ﺳﺘﺠﺎﺑﻪ ﺑﺮﺩ ﻋﻨﻴﻒ، ﻭﺍﻟﻌﻤﻠﻴﺎﺕ ﺍﻟﻌﺴﻜﺮﻳﺔ ﺍﻟﻘﺎﺩﻣﺔ ﻫﻲ ﺭﺳﺎﻟﺔ ﻭﺍﺿﺤﺔ ﻟﻠﺴﻴﺪ ﻣﺴﻌﻮﺩ ﺍﻟﺒﺎﺭﺯﺍﻧﻲ ﺑﺄﻥ ﺃﻱ ﺗﺤﺮﻙ ﻗﺪ ﻻ ﻳﻜﻮﻥ ﻓﻲ ﻣﺼﻠﺤﺔ ﺍﻷﻛﺮﺍﺩ، ﻭﻗﺪ ﻳﻜﻮﻥ ﺍﻟﻤﻮﺿﻮﻉ ﻧﻮﻉ ﻣﻦ ﻧﺼﺐ ﻛﻤﺎﺷﺔ ﻛﺎﻣﻠﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﻛﺮﺍﺩ ﻟﻮﻗﻒ ﺍﻟﻄﻤﻮﺡ ﺍﻟﻜﺮﺩﻱ ﻓﻲ ﺇﻋﻼﻥ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﺍﻟﻤﺴﺘﻘﻠﺔ، ﻭﻣﻊ ﺫﻟﻚ ﻓﺈﻥ ﺍﻷﻛﺮﺍﺩ ﻣﺎ ﺯﺍﻟﻮﺍ ﻳﺼﺮﻭﻥ ﻋﻠﻰ ﺇﺟﺮﺍﺀ ﺍﻻﺳﺘﻔﺘﺎﺀ ﻓﻲ ﻣﻮﻋﺪﻩ ﺍﻟﻤﺤﺪﺩ ﻓﻲ ﺳﺒﺘﻤﺒﺮ ﺃﻳﻠﻮﻝ ﺍﻟﻤﻘﺒﻞ ، ﻟﻜﻦ ﺍﻟﺼﻮﺭﺓ ﺍﻟﺨﺎﺻﺔ ﺑﺎﻻﺳﺘﻌﺪﺍﺩﺍﺕ ﺍﻟﻌﺴﻜﺮﻳﺔ ﻭﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﺍﻟﺘﺮﻛﻴﺔ — ﺍﻟﻌﺮﺍﻗﻴﺔ — ﺍﻹﻳﺮﺍﻧﻴﺔ — ﺍﻟﺴﻮﺭﻳﺔ ﻭﺿﺤﺖ ، ﻭﺃﻋﺘﻘﺪ ﺃﻥ ﺍﻷﻛﺮﺍﺩ ﺑﺎﺗﻮﺍ ﻓﻲ ﻭﺿﻊ ﺣﺮﺝ، ﻭﻋﻠﻰ ﺍﻟﺴﻴﺪ ﺍﻟﺒﺎﺭﺯﺍﻧﻲ ﺃﻥ ﻳﻘﻮﻡ ﺑﺈﺟﺮﺍﺀ ﻣﺎ ﻟﺘﺠﺎﻭﺯ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺤﻨﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻭﺿﻊ ﺍﻷﻛﺮﺍﺩ ﻓﻴﻬﺎ)).

وها إنني أوجه له الرد المختصر التالي: دعني أقول لك جملة واحدة صديقي؛ تعليقك أقرب للأماني منها للقراءة السياسية حيث تعلم بأن الأمريكان لن يقولوا للكرد إذهبوا للاستفتاء والإستقلال فهناك الكثير من المصالح الحيوية الأمريكية مع دول المنطقة، لكن وبنفس الوقت ندرك جميعاً بأن الأمريكان لن يسمحوا لأي مشروع إسلامي في المنطقة فكيف إذا تلاقى كلا المشروعين ونقصد الإيراني (الشيعي) والتركي (السني) فمن الإحالة القبول بذلك والجميع يدرك؛ بأن الكرد هم أفضل الحلفاء على الأرض إفشال تلك المشاريع وبالتالي لا خوف من أي تحرك عسكري إقليمي منفرد أو مشترك وإلا سيكون عليهم مواجهة قوات التحالف الدولي وعلى رأسهم الأمريكان طبعاً.. وبالأخير يمكننا الإدعاء والقول: للأسف أغلب المثقفون العرب وبدل تقديم القراءات السياسية الواقعية فإنهم يقعون ضحايا حقدهم وثقافتهم الاستعلائية لتجد كتاباتهم هي أقرب للأماني بوأد الحلم الكردي منه إلى القراءة السياسية الواقعية!!

 

 

 

 

 

 

 

 

196

 

 

مقالات فكرية؛ محاولة للتفكير “خارج الصندوق”

الفكر القومي وبناء الشخصية الوطنية.

كتب أحد الأصدقاء على صفحته الشخصية بوستاً بخصوص توجهات المجاميع الإسلامية القومية وجاء فيه؛ بأن “جبهة فتح الشام (جبهة النصرة) تستهل بلاغها العسكري ب (الجمهورية العربية السورية)”، وداعش قبل ايام تتوعد القادة الكورد، البارزاني واوجلان، بمحاربتهم، لانهم خونة ويدعون لدولة كوردية قومية، حسب وصف داعش”.

إننا ومن خلال ما كتبه الصديق من ملاحظة دقيقة وكذلك من خلال ممارسات وتوجهات القوى السياسية والعسكرية المتصارعة في منطقة الشرق الأوسط وبمختلف تشكيلاتها الإسلاموية الدينية أو الأقوامية العرقية وكذلك تلك التي تدعي الإنتماء للفكر الأممي الديمقراطي أو الشيوعي وحتى الليبرالي (الحر)، نجدها بالأخير جميعاً ذات صبغة أقوامية متعصبة، كون ذاك هو جزء من ثقافة وشخصية المكونات المجتمعية للمنطقة عموماً.

حيث ما زال الفكر القومي والإنتماء لقومية وعرق وعنصر إجتماعي ما زال يؤطرنا وهو الحامل الإجتماعي الأهم والأبرز في مجتمعاتنا مع عدد آخر من الحوامل والروافع، كالدين والمذهب والقبيلة والأيديولوجيات الحزبية، لكن بقناعتي الشخصية؛ ما زال الفكر القومي يؤطر مجتمعاتنا ويشكل الرافد والعامل الأساس في التكوين حيث المسلم العربي سوف يقف مع القوموي العربي ضد القومي الكوردي الذي سوف يتحالف مع الديمقراطي الكوردي في ذاك الصراع الأقوامي وقد رأينا إنعكاس ذلك في الكثير من المحطات ومنها كوباني.

وهكذا فإن قضية الإصطفافات الأقوامية العرقية شيء طبيعي في سياق تطور المجتمعات، كون مجتمعاتنا ما زالت تعيش مرحلة تكوين الهوية الأقوامية الأعراقية وذلك على الرغم من عدد من الهويات الأخرى المرتبطة بالدين والأيديولوجيا والفكر السياسي وصراع الحضارات، لكن يبقى العنصرية الأقوامية مرحلياً هي الأساس وقد كانت أحد أسباب إنهيار الفكر والدولة الشيوعية الإشتراكية حيث رأت القوميات الأخرى الهيمنة الروسية؛ سياسياً وثقافياً حضارياً على كل الثقافات الأخرى.

وبالتالي فإنه شيء طبيعي أن تنحاز هذه الجماعات الإسلاموية إلى الجانب القومي العنصري؛ كون القومية والفكر القومي ما زال هو الرابط الأكثر حضوراً في بناء الشخصية والهوية الوطنية لمجتمعاتنا الشرقية، بل وحتى الأوربية وذلك على الرغم من بناء مؤسسات وطنية ديمقراطية في تلك البلدان والمجتمعات، لكن ما زال الفرنسي يشجع الفريق الفرنسي ضد الألماني ولذلك فليس مستغرباً أن تطالب “جبهة النصرة أو فتح الشام” بتطبيق مبادئ ضابط الإستخبارات السورية؛ “محمد طلب هلال” في تعريب المناطق الكوردية ويطالب بالجمهورية (العربية) السورية.

197

وبالمقابل ليس مستغرباً أن تقف تركيا بالضد من توجهات حزب الاتحاد الديمقراطي في سوريا وذلك على الرغم من عدم طرح أي مشروع قوموي من قبل هذا الفصيل، بل وبالضد من مشروعه “الفيدرالي الديمقراطي” وذلك لإدراك القادة والساسة الترك؛ بأن مشروعهم أي مشروع الفيدرالية الديمقراطية وبالأخير يخدم المصالح الكوردية سياسياً وقومياً حضارياً.. وبالتالي فإن تركيا تعمل جاهدةً لإفشال مشروع روج آفاي كوردستان حيث وبالأخير؛ فإن ذاك المشروع يساهم في تكوين بناء الهوية والشخصية الكوردية في سوريا.

وهكذا يمكننا الإستنتاج؛ بأن المرحلة ما زالت مرحلة بناء الشخصيات والهويات الأقوامية وإن الفكر القومي ما زال يشكل العامل الأهم والأساسي في تشكيل الهوية والشخصية الوطنية وإننا سوف نحتاج إلى عقود وأزمنة وجهود كثيرة للتأسيس لواقع ثقافي وسياسي جديد بحيث تكون لنا هويات ثقافية أخرى؛ ديمقراطية أو شيوعية أممية أو .. لكن مرحلياً؛ ما زالت القومية هي الملمح الأكثر حضوراً وبروزاً في كل المجتماعت والبلدان والأقوام والهويات الحضارية.

القراءات الأيديولوجية

.. والإستنتاجات المغلوطة!!

كتبت بوستاً بعنوان؛ “بخصوص ردود الأفعال وقضية إتهام الكرد بالعمالة للأمريكان!!” وقلت فيه؛ “بدايةً علينا أن ندرك بأنه عندما نتجادل حول مسائل فكرية وقضايا سياسية عامة وليس مسائل شخصية فلا أعتقد بأن هناك ما يدفع للإستفزاز وثانياً وبخصوص النقاش حول العلاقة مع الأمريكان فقد قلنا ونعيد ونقول؛ بأن من حق شعبنا أن يعمل علاقات مع كل الأطراف والقوى الإقليمية والدولية وذلك بحسب مصالحنا الاستراتيجية وذلك إسوةً بالآخرين ثم هل وجدنا هناك من حقق للكرد مصالح جيوسياسية أفضل من الأمريكان والكرد رفضوها مثلاً .. أيها الإخوة؛ إننا لسنا من مريدي أي الجهات والأفكار أو المنظومات والدول حيث الأمريكان بالنسبة لنا كأي قوة عالمية حيث نطالب قيادات شعبنا أن يستفيدوا من وجودها في المنطقة ومن دون المراهنة الكلية عليها حيث “ليس من المنطق أن تضع كل بيضاتك في سلة واحدة”، كما تقول أمثالنا الشعبية!!”. وهكذا ومثل كل مرة جاءني عدد من الردود والتعليقات وَمِمَّا جاءني هو ما كتبه أحد الأصدقاء حيث يقول:
“اعتقد بإنه بات معلومآ بإن اميركى الحاليه كقوى عالميه عظمى والتي تسعى للهيمنة على العالم كمشروع، لا تختلف نهائيآ الا في بعض الهوامش التي تتعلق بالزمن عن بريطانيه وفرنسا العظمتين في القرن الماضي، فلو تم استحضار المشهد البريطاني في العراق والفرانسي في سوريا بعد التقسيم وبعد تثبيت الخطوط العريضه (سيكس بيكو) من خرئط مرسومه على الورق الى واقع حقيقي ، وتمت مقارنته بالمشهد الاميركي اليوم بيما يخص سوريا والعراق سنجد بإن المشهدين متطابقين تماماً وخاصتآ بعدما تفرغت كل من بريطانيه الى برنامجها لتقسيم العراق الى ثلاث كانتونات وفرنسا الى برنامجها لتقسيم سوريا الى اربع كانتونات، من أجل صياغة منظومه استعماره متكامله وبهدف إنشاء آليه تعدديه لهضم الكعكه العراقيه والسوريه، بالشكل والطريقه المناسبين .. اعتقد بإنه لو تم الاتفاق على هذه المقدمه المتواضعه سنذهب بكل تأكيد للاتفاق لاحقآ للتوافق على الاستنتاجات وعلى جملة اسئله المراد طرحه في هذا السياق:

الاستناج الاول: الإتفاق على إن العلاقه الكرديه الاميركيه مصلحه كرديه إستراتيجيه الآن، وعليه يجب الاعتراف بإن العلاقه الكرديه البريطانيه الفرنسيه في القرن الماضي كانت مصلحه كرديه استراتيجية.

الاستنتاج الثاني: الاتفاق على إن الفشل الكردي لعدم بلوغ اهدافه في القرن الماضي لم تكن عائده للإنقسام الكردي الكردي الداخلي، بل كانت تتعلق بشكل مباشر بتراجع وإنحسار وخسارة كل من بريطانيه وفرنسا.

الاستنتاج الثالث: الاتفاق على إن اسباب الفشل البريطاني الفرنسي لتقسيم المقسم (سيكس بيكو) والمفاعيل العكسيه على الكرد وكردستان، في القرن الماضي، سيكون مشابهآ تمامآ للمفاعيل العكسيه للمشهد الاميركي وفشله في المنطقه مضروبآ بعشره.

198

الاستنتاج الرابع: الاتفاق على إن ذهب الكرد (اصحاب القرار) الى خيار تكرار واستنساخ التجربه السابقه ، والإتفاق على إن أصحاب القرار لم يكلفو أنفسهم عناء دراسة التجربه السابقه ومشاق قراءة التاريخ جيدآ، لدرجة القول بإنهم كانو غافلين عن ما هو قادم كحدث مزلزل سيغير وجه المنطقه والعالم.

والاستنتاج الاخطر على الاطلاق: الإتفاق على إن منظومة العمال الكردستاني هي المنظومه الاشد إدراكآ ومعرفه بقرائة التاريخ والاحداث وفهم السياسات الاقليميه والعالميه، (وهي كذلك قولآ وعملآ) وبإنها إما كانت هي غالفه عن ما هو قادم بخصوص المنطقه، وعليه هم امام مسؤليه تاريخيه ومطالبون بالاجابه عن الكثير من الاسئله، أو كانو غير غافلين وكانو على درايه بما هو قادم، وإلا لماذا ذهبو الى إجراء تحولات كبرى في بنية المنظومه على مستوى الداخل (خارطة السلام والنقاط العشره – حزب الشعوب الديمقراطي – الاعلان الاتحاد الديمقراطي في سوريا كفرع مستقل وبنفس الوقت يؤمن بالفكر الاوجلاني) وبالتالي إن كانو غير غافلين، فلماذا اجرات هذه التغيرات الجوهريه إن لم تكن بهدف خلق أرضيه مناسبه لتتلائم مع تكرار التجربه السابقه المرتبطه عضويآ بالعنصر الخارجي، وبالتالي هم غير قادرين بوضع البيض في سلتين، لإن القرار مرهون للإميركى، وبالتالي يجب الاعتراف امام هذه الحاله بإن الحاله الكرديه في القرن الماضي كان مرهونآ للبريطاني والفرانسي”.

وأخيراً أيها الأصدقاء لكم وله ردي وتعليقي بخصوص ما طرحه من نقاط وإستنتاجات؛ صديقي.. مع كل التقدير للجهد والمقارنة، لكن دعني أقل لك وبإيجاز ودون الدخول في الجزئيات والتفاصيل، بأنك وللأسف تُخضع كل قراءاتك لمواقف إيديولوجية مسبقة من الرأسمالية العالمية وهذه طبعاً ترتبط بثقافة أحدنا وبحسب تواصلك على الصفحة يبدو إنك آتٍ من بيئة شيوعية ماركسية وغير قادر إلا أن يخضع قراءاته للمنبت الثقافي الفكري وبالتالي فإن القراءة بهذه الحالة ستكون إنحيازية.. أما النقطة أو القضية الأخرى وهي الأهم بالنسبة لموضوعنا تلك المتعلقة بالكرد ومقارناتك واستنتاجاتك والتي جاءت خاطئة وغير دقيقة وذلك لسبب جد مهم أنت أغفلته، ألا وهو بأن كل من فرنسا وبريطانيا كدولتين استعماريتين قديمتين .. هما صحيح كانتا وراء “سايكس بيكو” وتقسيم المنطقة، لكن المشروع الأساسي لهما ولعموم المشروع الإستعماري حينذاك كان خلق الدولة الإسرائيلية والتي كشفتها الوثائق والمعاهدات السرية وقد نجحوا في مشروعهما والكرد حِينَئِذٍ لم يكونوا بالنسبة لهم إلا على الهامش، بينما في المشروع الأمريكي الجديد فقد حل الكرد محل اليهود والدولة الكردية محل الدولة الإسرائيلية وهكذا فإن المقارنة الحقيقية والواقعية يجب أن تكون من هذا المفهوم السياسي لكلا المشروعين الإستعماريين للمنطقة لكي تستقيم تلك المقارنات والإستنتاجات.

وبالتالي وإستناداً على هذه القاعدة الجوهرية في قراءة المشهدين السياسيين والمقارنة والاستدلال بينهما وجعله منصة ونقطة إنطلاقة للقراءة فإننا سوف ندرك بأن كل الاستنتاجات التي توصلت لها خاطئة وفاسدة بالمعنى السياسي وذلك لسبب جوهري، كما نوَّهنا سابقاً حيث إنطلقا أساساً من قضية خاطئة وفاسدة حين أخطأت في قراءة المشهد السياسي وجعلت من الكرد في المشهدين -القديم والجديد- وكأنهما كانوا مركز الإهتمام للدوائر الغربية الإستعمارية، بينما في حقيقة الواقع هم أحلوا مكان اليهود والمشروع الإسرائيلي القديم لكل من بريطانيا وفرنسا في المشروع الأمريكي الجديد وبالتالي وإنطلاقاً من إعتماد قضية خاطئة فقد جاءت كل استنتاجاتك خاطئة، فكما نعلم وكقاعدة فلسفية سياسية فإن المقدمات الخاطئة تعطي نتائج خاطئة وهذا ما أوقعت وأقعت قراءتك فيه وبالتالي جاءت كل الاستنتاجات في غير سياقاتها المنطقية والواقعية، مما أدى إلى إنزياحات بنيوية وفكرية في مساراتها المعرفية والاستدلالية وللأسف.. نأمل أن نكون أوجزنا وأوصلنا الفكرة والنقطة الجوهرية حول المسألة المطروحة في البوست والتعليقات!!

 

199

سياسة الاستبداد والطغيان

..هي التي أسست كل الأوطان!!

 

4 سبتمبر، 2014 · لوسرن‏

إنني كتبت منذ يومين عدد من البوستات بخصوص الاستبداد والطغيان في الحالة الكوردية وتحديداً في غربي كوردستان وكانت إحدى تلك البوستات تحت عنوان مغاير تماماً لهذا العنوان ألا وهو؛ “سياسة الاستبداد.؟!! ..لن يؤسس وطناً في غربي كوردستان” حيث قلت فيه التالي: “إننا نقولها صراحةً وبكل شفافية وذلك للإدارات الذاتية في كانتونات المناطق الكوردية في غربي كوردستان؛ بأنكم تمارسون الاستبداد والطغيان بكل مساوئها وعنجهيتها؛ حيث القمع والملاحقة ونفي النشطاء والكوادر السياسية والثقافية وعلى الأخص من الحزب الديمقراطي الكوردستاني (سوريا) وكل من يحسب على الخط والنهج البارزاني وبعد كل ذلك تدّعون الأخوة وتدعون إلى وحدة الصف والتكاتف في وجه الجماعات التكفيرية والسلفية.. فبئس هكذا أخوة وبؤس هكذا سياسة تنفذ على الأرض حيث التأسيس للإستبداد والطغيان والديكتاتورية”. طبعاً أتت العديد من التعليقات والمشاركات وكم وددت لو يناقشني أحد الأصدقاء ويقول بأن التاريخ وحركة المجتمعات تخبرنا بنقيض ذلك أستاذ بير .. حيث كل شعوب العالم وحكوماتها قد عرفت الاستبداد والطغيان والديكتاتوريات، بل إن الحكومات الأوربية ومنها الديمقراطيات العريقة عرفت الاستبداد والطغيان وبالتالي فإن مقولتك بأن “الاستبداد لا يؤسس وطناً” مقولة خاطئة أو على الأقل غير دقيقة .. لكن وللأسف فإن التعليقات والردود إختصرت على المدح والذم على مضمون البوست وإننا نوالي أحد الأطراف على حساب الطرف الكوردي الآخر .. مع أن كانت هناك بعض القراءات والملاحظات الموضوعية والجميلة من بعض الأصدقاء والزملاء المشاركين.

وها إنني أعود مجدداً لقضية الاستبداد والطغيان وسوف أتناولها بدايةً من جانب الثقافة والجذر التاريخي لها حيث تقول الموسوعة الحرة في ذلك ((الاستبداد في القاموس العربي الإسلامي “يعني الحزم وعدم التردد في اتخاذ القرار وتنفيذه. ومن هنا جاءت عبارة “إنما العاجز من لا يستبد”. هذا هو معنى الاستبداد عندما يقرن بـ”العدل” الذي يفقد فعاليته مع العجز عن تطبيقه. أما الاستبداد من دون عدل فهذا هو “الطغيان”)). ويضيف المصدر نفسه التعريف التالي: ((يعرف معجم لسان العرب “الاستبداد” بالتالي: “استبد بفلان، أي انفرد به دون غيره.” أما المعجم المنجد في اللغة العربية المعاصرة فيعرف كلمة “استبد”: “حكم بأمره، تصرف بصورة مطلقة، غير قابل الاعتراض”. كما يعرف نفس المعجم كلمة “استبداد”:”تعسف، تسلط، تحكم.” ويورد المعنى الثاني: “ظلم، فرض الإرادة من دون مبرر.” أما موسوعة السياسة، فتورد تعريف “استبداد”: “حكم أو نظام يستقل بالسلطة فيه فرد أو مجموعة من الأفراد دون خضوع لقانون أو قاعدة ودون النظر إلى رأس المحكومين”. وتضيف الموسوعة تعريفا لمحمد عبده لنفس الكلمة: “المستبد عرفا من يفعل ما يشاء غير مسؤول ويحكم بما يقضي به هواه”. أما في التعريف الغربي فكلمة المستبد (despot) مشتقة من الكلمة اليونانية “ديسبوتيس” التي تعني رب الأسرة، أو سيد المنزل. ثم خرجت من هذا النطاق الأسري، إلى عالم السياسة لكي تطلق على نمط من أنماط الحكم الملكي المطلق الذي تكون فيه سلطة الملك على رعاياه ممثلة لسلطة الأب على أبنائه في الأسرة. وهنا يصبح المعنى انفراد فرد أو مجموعة من الأفراد بالحكم أو السلطة المطلقة دون الخضوع لقانون أو قاعدة. دون النظر إلى رأي المحكومين. وهذه السلطة المستبدة التي يتأثر بها الفرد أو بعض الأفراد هي تلك التي تمارس الحكم دون أن تكون هي ذاتها خاضعة للقانون الذي يمارسه سلطانه فقط على الشعب)).

وهكذا ومع التعريف السابق لمعنى الاستبداد وتحديداً ومن خلال التعريف الغربي له فإننا نصل إلى جذر القضية/المشكلة الاستبدادية حيث الارتباط بالحالة المعرفية المجتمعية وسلطة الأب أو الزعيم القبلي ضمن العائلة والعشيرة وبالتالي إرتباط المشكلة بقضية تنظيم شؤون الأسرة/القبيلة مادياًإقتصادياً وأيضاً في مختلف مناحي الحياة اليومية والاجتماعية وكذلك في حالات الدفاع عن النفس ضد العدوان الخارجي إن كان من الطبيعة أو القبائل والعوائل الأخرى.. وهكذا فإن الطغيان والاستفراد بالرأي هو نوع من حالة التفويض الاجتماعي القبلي لشخص يمتلك مواصفات استثنائية _برأي الحاضنة الاجتماعية وبالتالي الانقياد له في كل القرارات والفرمانات ومن دون إبداء الرأي الآخر أو معارضته في القرارات التي يتخذه.. وإن كان هناك بوادر لأي معارضة

200

داخلية فيتم التخلص منها بأسرع وأكثر الوسائل عنفاً ودمويةً حيث تعتبر في العرف الاستبدادي ذاك “ورماً سرطانياً” يجب التخلص منه وذلك عن طريق البتر والقطع والسجن والملاحقة.. طبعاً هي أي الاستبداد ثقافة مرتبطة بواقع اجتماعي سياسي قائم على قضيتين أساسيتين؛ من جهة التخلف الاجتماعي والمعرفي ومن الجهة الأخرى وقوع تلك المجتمعات في حالة مواجهة مع استبداد آخر وتهديده وجودياً وحضارياً وبالتالي وجوب قيادة مركزية، بل قائد وكاريزما و”خط أحمر” تكون له مطلق الصلاحية والقرار ومن دون مرجعية سياسية أو تشريعية حيث الموقف يتطلب اتخاذ القرارات بالسرعة المطلقة ولذلك فإننا نجد أعتى الدول الديمقراطية وفي حال الكوارث الطبيعية أو العدوان الخارجي وحتى القلاقل الداخلية الكبرى فإنها تلجأ إلى “قانون الطوارئ والأحكام العرفية” حيث السلطة المطلقة بيد القائد العام وتعطيل كل المؤسسات المدنية والديمقراطية وبالتالي الاستبداد والديكتاتورية.

إذاً فإن الاستبداد والطغيان هي “مبررة” ومفهومة، بل ربما ضرورية في مراحل محددة من حياة الشعوب وهي تؤسس لكياناتها الوجودية والحضارية وبالعودة إلى تاريخ نشوء الدولة ومسيرتها الطويلة سوف نلاحظ بأن كل الدول والنظم السياسية في عالمنا المعاصر قد عرفت ومرت بتجربة الاستبداد والديكتاتوريات طبعاً هناك الكثير من الدول والنظم السياسية ما زالت في مرحلة الطغيان والاستبداد وخاصةً في عالمنا الشرقي وكذلك الأفريقي وذلك نظراً لتخلف البيئة والوعي السياسي في مناطقنا وبالتالي فإن ما نجده اليوم من ممارسات فيها أوجه من العنف والاستبداد للتجربة الكوردية في كل من جنوبي وغربي كوردستان له وعلى الأخص الأخيرة منها له ما “يبرره” حيث البيئة الثقافية المعرفية وتخلف الوعي السياسي المجتمعي من جهة ومن الجهة الأخرى ضرورة وجود قيادة مركزية بل قائد مركزي (Serok) يكون له مطلق الصلاحية في اتخاذ القرار السياسي في الوقت المناسب هو ضرورة مرحلية وتاريخية ولإدراك ذلك واقعياً فلنقم بمقارنة سريعة في الحالة الكوردية في غربي كوردستان حيث هناك تجربة كل من المجلس الوطني الكوردي ومجلس غربي كوردستان؛ إن الأولى هي نوع من تجربة الحكومات الفيدرالية ولا مركزية القرار حيث اتخاذ القرار يكون بالتوافق فوجدنا في عملها البطأ والتكاسل والتخبط وعدم اتخاذ القرار في الوقت المناسب وبالتالي اتسمت عملها بالضعف والتشتت والوهن وذلك على عكس مجلس غربي كوردستان حيث القرار المركزي وبالتالي السرعة في اتخاذ القرارات وفي الوقت والمكان المناسبين وبالتالي اتسام حركتها بالديناميكية والتعاطي مع الواقع بسلاسة أكثر.. مما جعلها تتسيد الساحة والمشهد السياسي الكوردي وذلك دون أن ننسى تنسيقها مع النظام السوري وحتى في تلك القضية (التنسيق مع النظام) كانت حركتها أكثر ديناميكيةً من حركة المجلس الوطني الكوردي وعرفت كيف تستغل اللحظة التاريخية وذلك على عكس هذا الأخير.. وإننا وهنا لا نبرر واقعية وثورية الموقف، بل نوضح ديناميكية الحركة السياسية.
وبالتالي فإن “الخطوط الحمر” في حياة الشعوب هي مرحلة لا بد منها وأساسية وقد مرت بها كل تجارب الدول والنظم السياسية في العالم والكورد لن يكونوا استثناءً عن الحالة لكن ما نريده ونحاول التخفيف من آثاره وذلك عندما قلنا بأن “الاستبداد لا يؤسس وطناً في غربي كوردستان” هو أن نخفف من حجم الاستبداد قدر الامكان وأن نستفيد من تجارب الآخرين وأخطائهم في النظم المستبدة وذلك من حيث الفترة الزمنية وتقصيرها واختصارها قدر الامكان وكذلك من حيث الكوارث والظلم الاجتماعي والسياسي والذي سوف نعاني منه في كانتوناتنا وأقاليمنا “الديمقراطية” اسماً والديكتاتورية فعلاً وممارسةً على الأرض .. وهكذا فإن كل من القادة والرموز الكورد: “سيادة الكاكه مسعود بارزاني؛ رئيس إقليم كوردستان (العراق) والسيد السروك عبد الله أوجلان والرئيس مام جلال طالباني الرئيس العراقي السابق” هم فعلياً “خطوط حمر” كوردية لمرحلة تاريخية تؤسس وطناً كوردياً سيكون حتماً والحتمية هنا حتمية تاريخية ذات نظم استبدادية ديكتاتورية مرحلية ولكن ما نأمله ونعمل عليه هو أن لا يطول بنا تلك المرحلة الاستبدادية لكي ندخل بوابة الحضارة والمجتمعات المدنية الديمقراطية والليبراليات الحرة وذلك كما هو واقع الشعوب الأوربية والتي هي الأخرى عانت كثيراً من تلك النظم التوتاليتارية الاستبدادبة في مراحل سابقة من التاريخ الإنساني المليء بالمجازر والمحن والاستبداد والطغيان.
ملاحظة: المقالة ليس تبريراً للإستبداد .. ولكن قراءة في الواقع والتاريخ الإنساني حيث الطغيان إحدى سمات الدولة الديكتاتورية والتوتاليتارية.

http://www.rojava.fm/node/9054

 

201

الخصوصية والعنصرية

كل فكر يدعو للتفرد والتميز فهو عنصري!

ربما يتفاجأ البعض مما سيقرأه، لكننا سنقولها وبكل وضوح؛ بأن أي مبدأ يدعو للتفرد والتميز والخصوصية سواء أكان فكراً دينياً أو قومياً أو أيديولوجياً فهو بالمطلق سيكون عنصرياً تجاه الآخر حيث مهما أدعت تلك التيارات بالاعتدال فهي سوف تصطدم بغيرها من الأديان والقوميات والأيديولوجيات.. ولو عدنا لتاريخ الشعوب والحضارة البشرية، فإننا سنتأكد؛ بأن تلك هي الحقيقة، لكن ربما يقول الكثيرون: بأن الكرد لم يحققوا بعد منجزهم القومي، فهم إذاً ليسوا عنصريين، بل البعض قال؛ “لن يكونوا عنصريين” وربما يزايد أحدهم ويقول: “أنت تعمل بالضد من قوميتك وشعبك” ويصل الأمر بآخرين إلى الكلام السوقي من سبيل التخوين والعمالة وغيرها من سخف الكلام والأوصاف.

بالتأكيد لا يهمنا آراء هؤلاء الأخيرين، لكن فقط نود أن نطرح على من يدعي بأن “القومية الكردية لن تصبح عنصرية”، الاختبار الصغير القادم ومن ثم لنسمع الأجوبة المختلفة وعندها سوف ندرك؛ هل سنصبح عنصريين أم لا.. والاختبار يقول: هناك في كردستان أكثر من مكون اجتماعي أقوامي من غير الكرد، مثل السريان والآشوريين والتركمان والأرمن وغيرهم.. وهؤلاء من الشعوب الأصيلة في المنطقة أو أغلبهم على الأقل بل إن الأرمن يقولون؛ بأن “نصف ما تعرف اليوم بشمال كردستان (تركيا) هي ليست إلا جزء من أرمينيا”، فما رد أولئك الإخوة القوميين من أبناء شعبنا.

أعتقد بأن أكثر الإجابات سوف تأتي، بأن هذه مناطق كردستانية والأرمن أو الأشوريين هم أقليات ضمن جغرافية كردستان، رغم أن حقيقة الأمر هم يدركون؛ بأن هؤلاء أي الأرمن والآشوريين وغيرهمقد جاوروا الكرد في هذه الجغرافيات ومنذ أحقاب التاريخ البعيدة، لكن ونتيجة لظروف الحروب الدينية في المنطقة وانكسار الصليبيين، فقد انحسر وجود هؤلاء وفقدوا الكثير من وجودهم الديموغرافي وكذلك الجغرافي وذلك نتيجة الصراع الديني كما قلنا، لكن أن نعود ونكرر خطابات القوميين العرب والترك والفرس بحق أولئك فهي تعني شيئاً واحداً؛ بأننا سنمارس فكر عنصري بحق تلك المكونات، كما مارسها الآخرين بحقنا نحن الكرد.

أعود وأقول: إن قراءتي هذه لا تعني بأن لا يحق للكرد أن يشكلوا وطنهم القومي إسوةً بغيرهم من شعوب المنطقة والعالم، بل لا يمكن لأحدنا أن يوقف حركة التاريخ، لكن ما يمكنني القول؛ بأن هذا الوطن أو الدولة القومية الكردية، لن تختلف كثيراً عن أي مشروع قومي آخر في المنطقة.. ربما يفهم البعض بأنني أساند بذلك ما يطرح من الطرف الآخر كمشروع بديل، ألا وهو مشروع الإدارة الذاتية و”إخوة الشعوب” أو ما يروج تحت مفهوم “الأمة الديمقراطية”، طبعاً كنت أتمنى لو كانت شعوبنا حقيقةً قادرة على تحقيق هذا المشروع السياسي وتتعايش معاً في المنطقة، لكن وللأسف الواقع الاجتماعي والسياسي والإرث الثقافي القبلي والديني والأقوامي الحامل للكثير من الأحقاد والضغائن.. لن يكون مساعداً على إنجاح المشروع بهذه السهولة.

202

للأسف فإن المنطقة عموماً سوف تمر بأزمات وحروب وكوارث عدة على غرار أوربا إلى أن تدرك شعوبها ومكوناتها؛ بأن لا مفر من الإقرار والاعتراف بحقوق الآخرين وعندها قد نجد الحلول في مشاريع وطنية تحترم مواطنها على أساس الانتماء للوطن وليس على أساس العرق وبالتالي تقر بحقوق كل المكونات والأطياف والأعراق والأديان.. ففي الدولة الأوربية الواحدة قد تجد عدد من اللغات والثقافات والطوائف الدينية والأيديولوجيات المختلفة بحيث عندما تنقل من إقليم لآخر تشعر أنت الشرقي إنك في دولة أخرى، لكن بالنسبة لهم فإن الجميع ينتمون لوطن واحد والوطن والدستور يعترف بحقوق الكل دون أن يحاول طمس هوية ما أو أن يتم تسيّد هوية على باقي الهويات الأخرى وهم إلا أن وصلوا لذلك دفعوا الكثير من الدموع والدماء كما هو حال الشرق في يومنا وللأسف.

 

استفتاء كردستان

والأسئلة الملحة للإجابة عليها كردياً

هل أنت مع استفتاء إقليم كردستان بخصوص الاستقلال وهل تجد بأن كان التوقيت مناسباً أو لنقل بطريقة أخرى؛ هل ستكون في خدمة قضية شعبنا إيجاباً أم ستنعكس عليه بالسلبيات والكوارث .. ربما هذه الأسئلة تخطر على بال الكثير من الإخوة والأصدقاء وللإجابة وبكل تأكيد سنحتاج لملفات ودراسات مطولة، لكن وبحكم زيادة التواصل دعونا نختصر الإجابة في بعض العبارات كي نوصل الرسالة لأكبر عدد ممكن من القراء والإخوة المتابعين. بقناعتي لا يجرؤ أحدنا وفي هذه الأجواء المشحونة بالعواطف الجياشة وطنياً وقومياً وخاصةً أن الإقليم ومشروع الاستفتاء يتعرض لهجمة شرسة بأن يتجرأ أحدنا ويقول؛ بأنه ليس مع الاستفتاء، بل أن يتجرأ ويقول ولو همساً بأن الاستفتاء قد تكون لها عواقب سلبية مع العلم لا تخلو قضية من جوانب سلبية وذلك مهما كنا حريصين أن نقدم الجيد من المشاريع حيث لا مثالية مطلقة بالواقع والحياة، إذاً دعونا نتقدم خطوة أخرى ونقول: بأن الاستفتاء حق مشروع لشعبنا وقد جاء بضغط من عاملين بقناعتي؛ أولاً رغبة جماهيرية في الاستقلال وتأسيس الدولة الكردية الكردستانية وثانياً رغبة شخصية من الرئيس بارزاني في ربط الاستقلال بكاريزميته وبالتالي يحقق مجداً لا مجد يعلو عليه، كما قلت في مقالتي المعنونة “راحت السكرة وأجت الفكرة”!!

لكن ورغم هذه الحقائق أو القراءة لنعد مجدداً ونتساءل؛ ألم يكن الكرد يعيشون بشكل شبه مستقل في دولة كردية إقليم كردستان وأن المركز بغداد لم تكن لها أي سلطة فعلية عليها؛ بمعنى كان للكرد دولتهم ولو الغير معترف بها رسمياً، لكن في واقع الأمر كانت هناك دولة ضمن العراق الفيدرالي .. ثم أليس عراق فيدرالي ديمقراطي تعيش فيها كل المكونات من كرد وعرب ووكلدو آشوريين وتركمان وغيرهم من المكونات الاثنية والدينية أفضل من الذهاب للاستفتاء على كيان مغلق ومحاصر ومهدد من الجميع.. وإذا طال الحصار فربما يكون تهديد الداخل أخطر على مكاسب الكرد من التهديدات الخارجية وبالتالي يفقد شعبنا الكثير من المكاسب والانجازات، ثم أليست مفارقة أن نخرج من “دولة فيدرالية؛ العراق” ونقول: بأننا لن نؤسس دولة قومية، بل دولة ديمقراطية فيدرالية، فإذا كانت الغاية كذلك وكما ندعي، فلما الخروج من دولة قائمة على ما نريد الذهاب يكون مشابهاً لها.. ربما هذه الأسئلة وغيرها الكثير سوف تشكل صدمة في الوعي السياسي الكردي، لكن علينا أن نبحث عن الإجابات الواقعية الموضوعية وليس الرد بالزعبرات والاتهامات والمسبات بحق الآخرين.

أعلم بأن هناك البعض سيأخذ هذه الأسئلة والقراءة من خلال تشنج حزبي وقومي وربما يتهمني بالخيانة والعمالة وغيرها من الاتهامات المجانية الرخيصة، لكن كل ذلك لن يشكل مانعاً؛ لأن أفكر بصوت عال وأطرح عدد من الأسئلة على نفسي والآخرين للبحث عن الاجابات والحلول التي تقدم واقعاً أفضل لشعبنا وقضايانا الوطنية أو على الأقل ذاك ما نتأمله وبالتالي فإن الأسئلة السابقة تنطلق من غاية وحاجة وطنية لخدمة مصالح شعبنا .. مع كل التمنيات أن تكون القيادات الكردستانية على مستوى

203

المسؤولية وتقدم الحلول الناجعة للوضع الحالي، بل تكون حقيقةً قد درست القضية بشكل دقيق ولا تكون ذهبت للاستفتاء برغبة شعبوية أو شخصانية بحيث أن شعبنا يدفع ثمن بعض “التهور” وبالتالي نعيد التجارب العربية الفاشلة في السياسة وتعاطيها مع قضاياها الوطنية وبالأخير دعوني أقول؛ أعلم بأن من حق الشعوب تقرير مصيرها وإنني من الداعين والمطالبين بحق شعبنا في الحرية والاستقلال، بل دفعت ثمناً كبيراً لهذه المطالبة من حياتي وعمري وراحتي الشخصية وحتى دفعت العائلة الثمن معي، لكن تبقى في السياسة المصالح هي المحرك الأساسي وليس الرغبات والعواطف الإنسانية.

استفتاء كردستان والأسئلة الملحة للإجابة عليها كردياً

 

 

 

 

الخطاب السياسي الكوردي

والمفاهيم والمصطلحات الخاطئة؛ الوطن والوطنية مثالاً.؟!!

 

بدايةً لنتعرف على المصطلح حيث أن “تعريف الوطن في اللغــــة” وكما “قال ابن منظور في لسان العرب” هو “المنزل الذي تقيم فيه وهو موطن الإنسان ومحله يقال أوطن فلان ارض كذا وكذا اتخذها محلا ومسكنا يقيم فيه. وقال الزبيدي: الوطن منزل الإقامة من الإنسان ومحله وجمعها أوطان” أما “تعريف الوطن اصطلاحا: 1ـ عرف الجرجاني الوطن في الاصطلاح بقوله (الوطن الأصلي هو مولد الرجل , والبلد الذي هو فيه). 2_ عند الرجوع إلى كتب المعاجم والموسوعات , وخاصة السياسية منها نجد أنها لا تختلف عن المعنى اللغوي: أ_ ففي المعجم الفلسفي يقول (الوطن بالمعنى العام منزل الإقامة , والوطن الأصلي: هو المكان الذي ولد فيه الإنسان , أو نشأ فيه). ب_ في معجم المصطلحات السياسية الدولية: الوطن هو البلد الذي تسكنه أمة يشعر المرء بارتباطه بها , وانتهائه إليها”. (المعهد العلمي _ جدة)

أما بالنسبة للوطنية وحسب المصدر السابق ومدلولات “المفهوم العام للوطنية” فقد “اختلفت تعريفات الوطنية عند الباحثين باختلاف المناهج الفكرية لديهم فمنهم من جعلها عقيدة يوالي عليها ويعادي , ومنهم من جعلها تعبيرا عاطفيا وجدانيا يندرج داخل إطار العقيدة الإسلامية ويتفاعل معها. ومن ضمن هذه التعاريف: 1_ العاطفة التي تعبر عن ولاء الإنسان لبلده. 2_ انتماء الإنسان إلى دولة معينة يحمل حنينها , ويدين بالولاء لها. 3_ تعبير عن واجب الإنسان نحو وطنه. 4_ الوطنية تعبير قومي يعنى حب الشخص , وإخلاصه لوطنه. 5_ قيام الفرد بحقوق وطنه المشروعة في الإسلام”. وهكذا فإننا نجد في التعبيرات والتعريفات السابقة جميعاً بأن الوطن والوطنية تتمحور حول علاقة الإنسان بمكان الولادة والانتماء إلى جغرافية محددة تشعره بالأمان والارتباط بها وبالتالي فهي علاقة عاطفية وجدانية بين المرء ومكان إقامته (دولته)، لكن الدولة نفسها مصطلحاً سياسياً جديداً ومتغيراً معنى وحدوداً؛ حيث الدولة القومية في عصرنا تختلف عن الإمبراطوريات التاريخية السابقة كالعثمانية والرومانية وكذلك فهي غير الاتحاد الأوربي أو دول الخليج العربي والتي في طريقها إلى شكل جديد من أنماط الدولة القادمة وربما تكون فيدرالية أو كونفيدرالية.

ذاك من جهة ومن الجهة الأخرى فإن الدولة أو الجغرافية السياسية وفي عصرنا الحالي شهدت أكثر من تحول ومعنى؛ من دولة مستعمَرة محتلة بالفتحة إلى دولة مستقلة متحررة إلى دولة مستعمِرة محتلة بالكسرة لدولة أو جغرافيا سياسية أخرى وذلك مثل كل من سوريا والعراق في علاقتهما بالاستعمار والاحتلال العثماني ومن ثم مرحلة الاستقلال والتحرر وأخيراً احتلالهما

204

لجزأين من الجغرافية الكوردستانية. أما في كل من تركيا وإيران فإن الاحتلال لكوردستان ما زال مستمر وإن اختلف نمط الدولة السياسية فيهما من الحالة الإمبراطورية (الفارسية والعثمانية) إلى الدولة الحديثة (الدينية في إيران والعلمانية في تركيا). وهكذا فإننا نجد بأن كوردستان كوطن وجغرافيا سياسية هي في حالة مستعمَرة أو مستعبَدة دولية بأدق تعبير وبالتالي فإن مدلولات الوطنية لا يمكن أن تسري على الكورد في علاقتهم مع هذه الدول (الاستعمارية) للجغرافية الكوردستانية، بل وحسب التوصيف الدولي فهي تعتبر دولة استعمارية “عدوة” للشعب الكوردي؛ إن كنا نعتبر القضية الكوردية قضية أرض وشعب.. أما في حال اعتبار الكورد مهاجرين لهذه الدول كما وضع الجاليات الكوردية في أوربا فعند ذاك تختلف العلاقة بيننا وبين الدول التي “احتضنتنا” مشكوراً ولكن حقيقة الوجود الكوردي تنفي الحالة الأخيرة وبالتالي فإن الدول الأربعة (تركيا، إيران، العراق وسوريا) تعتبر دول استعمارية وليست وطنية بالنسبة للكورد.

وبالتالي فإننا نستنتج بأن هناك خطأ في بعض المفاهيم والمصطلحات السياسية لدى أطراف الحركة الوطنية الكوردية وفي عموم كوردستان؛ حيث في عرف كل الأحزاب والقوى والحركات السياسية العالمية، تعتبر الدولة التي تحتل أراضي شعب ما، دولة محتلة ومستعمِرة بالكسرة وخاصةً من قبل الأحزاب والحركات السياسية لذاك الشعب المستعمَرة أراضيه وجغرافيته وبالتالي فإن العلاقة بين مواطني المستعمرات بالفتحة والاستعمار تتصف بالعداء وليس الولاء، كما رأينا مؤخراً في تعريف التواجد الأمريكي في العراق حيث عرف بالاحتلال وذلك حسب القانون والتوصيف الدولي وقوانينها المنظمة للعلاقة.. إلا لدى الحركة الوطنية الكوردية؛ فإن هذه العلاقة تأخذاً شكلاً مغايراً، بل معاكساً للمعنى والعرف والتعريف الدولي والقانوني لها، حيث الدولة المستعمِرة والمحتلة لكوردستان هي “دولة وطنية” وأن من يعمل بالضد من مصالحها فهو إنسان غير وطني.. وبنفس الوقت يقولون: إن قضيتنا هي قضية أرض وشعب ويطالبون “الدولة الوطنية” والمحتلة للأرض والقضية بحل القضية.. حقاً “حركة وطنية وفكر سياسي بامتياز” وقل، بل عدم نظيره بين حركات التحرر في العالم.. وبعد كل هذا وذاك؛ فهل لنا أن نستغرب لما كوردستان مستعمرة بل مستعبدة دولية.

عراق فيدرالي ديمقراطي

.. أم كوردستان ديكتاتورية مستقلة؟!!

 

إن هذا السؤال الذي جاء عنواناً للبوست طرح عليّ وبإلحاح من قبل عدد من الأصدقاء وذلك بعد نشر بوستي السابق والمعنون بـ”استقلال كوردستان ..بين الإعلان والإقرار على الأرض” بل وقد فهمه بعض الإخوة بطريقة مغلوطة مما جعلهم يطرحون السؤال بالطريقة التالية؛ (كيف تتوقعون أن يكون العراق فيدرالي ديمقراطي بينما كوردستان دولة ديكتاتورية مستبدة.. حتى تفضل الأولى على الثانية). أصدقائي إنني سوف أعيد جملتي حرفياً واقتباساً عن بوستي السابق حيث قلت وبالحرف: “إني من المؤمنين بأن عراق فيدرالي ديمقراطي مدني أفضل من دولة كوردية ديكتاتورية مستبدة وربما هذا يزعج بعض الإخوة لكن تلك هي قناعتي الشخصية”. وهكذا فإن القول بأن عراق فيدرالي ديمقراطي لا يعني بكل الأحوال إن العراق سوف يكون كذلك وأنا الذي كتبت وفي أكثر من مقال وبوست ودراسة بأن المجتمعات محكومة بثقافتها والثقافة الشرقية والكوردية ضمناً هي ثقافة موروثة وحاملة للفكر الاستبدادي وبأن مجتمعاتنا تحتاج ربما لعقود وسنين لتعرف القيم المدنية الديمقراطية وبالتالي فإننا لن نعرف بسهولة النظم السياسية الديمقراطية مع هكذا فكر وثقافة لا تقبل بالآخر شريكاً حقيقياً وها هي التجربة العراقية نفسها تقدم مثالاً حياً وواقعياً عن الموضوع.

وبالتالي فإن مجتمعاتنا وبحكم الصيرورة التاريخية وهذه أيضاً ذكرتها أكثر من مرة وذلك من خلال ردودي على مشروع “الأمة الديمقراطية” سوف تنقسم إلى دول و”دويلات” وكانتونات وذلك وفق شرق أوسط جديد وضمن ما تعرف بإعادة رسم الخارطة وبحسب رغبة القوى الدولية المهيمنة ومصالحها وذلك من خلال خلق فوضى عارمة أو ما تعرف بـ”الفوضى الخلاقة” ولذلك وبحكم الواقع والمصالح الدولية والتاريخ فإن ولادة دولة كوردستان وغيرها قادمة.. ولكن كانت المفاضلة المطروحة من خلال المقولة السابقة بأنه لو قيض لي الاختيار والمفاضلة بين “عراق فيدرالي ديمقراطي مدني ودولة كوردية ديكتاتورية مستبدة” لفضلت الأولى على الثانية، رغم أن هذا الاعتراف قد يزعج بعض الإخوة ولكن تلك قناعتي، بل ذاك هو الواقع وها إنني اليوم أعيش في بلد ديمقراطي وليس في الإدارة الذاتية بغربي كوردستان أو في إقليم كوردستان (العرق) والمرشحة أي الإقليم لأن

205

تكون أول دولة كوردية في التاريخ المعاصر أو ثانيها بعد جمهورية مهاباد (1946_1947).. وأخيراً أقول: أرجو وأتمنى عدم تحميل المعنى على غير محمله وكذلك أن يتحقق الحلم الكوردي في ولادة الدولة الكوردية اليوم قبل الغد لتكون لنا شخصيتنا الاعتبارية من خلال دولة كوردستان.

 

 

 

الدب الروسي

.. لا نريد إعادة تجربة مهاباد!!

 

إن تداعيات إسقاط الطائرة الروسية (سوخوي24) من قبل سلاح الجو التركي على الحدود السورية التركية وتحديداً في منطقة الساحل “جبل التركمان” ما زالت تتداعى في الصحافة العالمية وتأخذ أبعاداً سياسية وعسكرية، ناهيكم عن خلق أجواء متوترة بين كلا البلدين والتي تحاول تركيا التهدئة منها، بينما الروس وعلى لسان كل من الرئيس بوتين ووزير خارجيته سيرغي لافروف يحاولون إعادة نوع من “الكرامة الوطنية” وذلك من خلال توجيه رسائل لا تخلو من بعض التهديد والوعيد وبالرد على هذا الإعتداء السافر على كرامتهم الوطنية، لكن من دون التلميح إلى أي عمل عسكري عدواني، بل الإكتفاء بالعقوبات الإقتصادية وربما الديبلوماسية وقطع العلاقات في التعاون والتنسيق العسكري بين الجانبين وكذلك كانت هددت بقضية الغاز وقطعها عن تركيا، لولا وجود البديل؛ حيث إقليم كوردستان وربما مشروع قطر لإيصال غازها للقارة الأوربية.

إذاً؛ فإن التهديد الروسي المباشر لن يتجاوز برأي بعض الرسائل الديبلوماسية وربما الإقتصادية وفي مسائل محددة، كون أكثر العلاقات الإقتصادية لتركيا هي مع الجبهة الأوربية الغربية والأمريكية ومن الناحية الأخرى، فإن روسيا نفسها تعاني من أزمات إقتصادية وهي ليست في المكانة التي تؤهلها بفرض عقوبات إقتصادية على الجارة تركيا .. كما أن عسكرياً وبحكم تركيا عضو في الحلف الأطلسي وإن الحلف وبموجب قوانينه الداخلية مجبر على الدفاع عن تركيا في حال تعرضها لأي عدوان خارجي من أي دولة أخرى، فإذاً من الجنون أن يقدم الروس على المواجهة العسكرية المباشرة مع تركيا، لكن تبقى هناك المواجهات العسكرية الغير مباشرة بين البلدين وبوكلاء إقليميين محليين وفي عدد من الجبهات؛ أسخنها الجبهة السورية حيث وبالإضافة لهذه الجبهة، يمكن أن يحرك الأتراك بعض الميليشيات الإسلامية في القوقاز وهي التي تشهد ومنذ إنهيار الإتحاد السوفيتي حراكاً عسكرياً بهدف الإستقلال، كما أن علاقات روسيا مع عدد من دول الإتحاد السوفيتي السابق ليست بجيدة مثل أوكرانيا ويمكن للترك أن يستفيدوا من تلك الملفات التي تقلق روسيا.

لكن تبقى الساحة السورية هي من أهم الساحات والتي يمكن للدولتين أن يتواجها عسكرياً حيث وجود الدولتين عسكرياً وهناك الميليشيات التابعة لهما على الأرض؛ فتركيا هي الدولة الجارة لسوريا وترسانتها العسكرية قادرة على التدخل في كل المناطق حيث

206

الحدود الممتدة إلى ما يقارب الألف كيلومتر، كما أن على الأرض هناك عدد من القوى والميليشيات الإسلامية تأتمر بأمرها مثل “جبهة النصرة” و”أحرار الشام”، ناهيكم عن المكون التركماني والذي يعتبر نفسه أو الأغلبية التركمانية كجزء من تركيا ومشاريعها وأجنداتها السياسية في المنطقة، وكذلك علينا أن لا ننسى التقارب السعودي التركي مؤخراً كجزء من حلف إسلامي سني في المنطقة، مما يعقد الوضع على الروس ومشاريعهم في منطقة الشرق الأوسط وعلى الأخص في المياه الدافئة للبحر المتوسط .. لكن وبالمقابل، فإن الروس هم موجودون في سوريا ووفق (إتفاقيات دولية مع النظام السوري) وقد عززوا وجودهم العسكري أكثر وخاصةً في المنطقة الساحلية قاعدة طرطوس ومياهها الإقليمية حيث جعلوا منها إحدى أهم قواعدهم في الآونة الأخيرة مع تعزيز الوجود العسكري والقطعات الحربية وأحدث طائراتها المقاتلة، بل وصل الأمر إلى إرسال الطراد الصاروخي وتمركزه مقابل مدينة اللاذقية وكذلك الموافقة على نشر منظومة الدفاع الصاروخية “أس_400” وهي أحدث منظومة دفاعية روسية.

إن كل ما سبق هي جزء من الإستراتيجية الروسية والتي تتعلق بالترسانة الحربية وقاعدتها الحربية، لكن يتطلب دعمها بالعنصر البشري الذي عليه أن يسيطر على الأرض وهنا لا يمكن للروس كما للغرب وأمريكا أن تغامر وترسل جنودها إلى مستنقع قد تقضي على أي أمل لنجاح الإستراتيجية ولهم في ذلك تجارب عديدة فاشلة وللمحورين حيث تجربة أمريكا مع كل من فيتنام والعراق وكذلك روسيا (الإتحاد السوفيتي سابقاً) مع الحالة الأفغانية. وهكذا فلا بد من قوى وميليشيات عسكرية قادرة على التحرك والسيطرة على الأرض من البيئة المحلية، وهنا يأتي دور القوات العسكرية لمكونات المنطقة، ونعلم بأن للروس حلفائهم في المنطقة حيث النظام أو بالأحرى ما تبقى من النظام السوري وميليشياته العسكرية وكذلك الميليشيا الشيعية التي تقاتل إلى جانب (النظام السوري)؛ إن كان ميليشيا حزب الله أو فيلق بدر أو بعض من الحرس الإيراني وغيرها من قوى الميليشيا الشيعية، لكن ما يقلق الروس ويجعل من إستراتيجيتهم العسكرية آيلة للسقوط؛ هي الورقة الكوردية والعنصر الكوردي في المنطقة حيث خسارة المناطق الكوردية لصالح المشروع والإستراتيجية المعادية أي الأمريكية الغربية تعني الفشل للمشروع الروسي في المنطقة والتي تريد في جزء منها، إفشال مشروع مد أنابيب الغاز القطري عبر سوريا وإيصالها للقارة الأوربية، ليكون بديلاً أو على الأقل منافساً للغاز الروسي.

إذاً بات الكورد يلعبون “بيضة القبان” في هذه اللعبة الدولية بين كل من المحورين والإستراتيجيتين؛ الأمريكية الغربية والروسية، وبحكم إن الكورد أنفسهم ينقسمون أيديولوجياً بين المعسكرين، حيث إقليم كوردستان يعتبر كجزء من المحور الأمريكي الغربي في المنطقة ويقود التيار الحزب الديمقراطي الكوردستاني (العراق)، يقابله على الضفة الأخرى منظومة العمال الكوردستاني والذي يتحكم في المناطق الكوردية في سوريا روج آفاي كوردستان وذلك عبر حليفه (أو إمتداده) السياسي؛ حزب الاتحاد الديمقراطي وملحقاته الأمنية والعسكرية والذي يعتبر أيديولوجياً أكثر قرباً للحلف الروسي الإيراني وإن كانت له علاقات غير مباشرة مع الحلف الآخر أمريكا والتي شهدت بعض التطور والتنسيق العسكري في محاربة “داعش” مؤخراً، إلا أن مصالح الغرب وأمريكا مع تركيا تجعل تلك العلاقة في حالة تنسيق تكتيكي لا يمكن للطرفين أن يأملا قريباً وصولها لدرجة الإستراتيجية الدائمة في التنسيق والعمل على برامج وأجندات يخدم مصالح الطرفين وهذا ما يدركه العمال الكوردستاني، كما يدركه الغرب وتركيا .. ولذلك يبقى الإحتمال الآخر؛ بأن تتطور العلاقة بين الحلف الروسي الإيراني والعمال الكوردستاني لتصل إلى درجة الإستراتيجيا، إن وفق الأخير بما يملك من أوراق اللعبة الإقليمية .. أما الأوراق التي يملكها العمال الكوردستاني، وأهمها فهي:

أولاً_ إمتلاك الأرض؛ حيث الشريط الحدودي بين كل من سوريا وتركيا والتي تمتد لما يقارب الألف كيلومتر والذي سيفشل أي مشروع خليجي غربي بشأن النفط إن وقع تحت سيطرة الروس بتحالفهم مع الكورد العمال الكوردستاني حيث ربط المنطقتين الكوردية والعلوية سيفشل المشروع برمته ولذلك نلاحظ إستماتة تركيا في إيجاد تلك المنطقة العازلة بين عفرين وكوباني ليكون منفذاً لتركيا؛ كونها ستكون أكبر الرابحين من المشروع بفرض ضرائبها على خط الأنابيب التي سوف تمر بـ(أراضيها) والتي هي في حقيقة الأمر الأراضي المغتصبة من الجغرافية الكوردستانية.

ثانياً_ الخلافات الروسية التركية وفي عدد من الملفات الإقليمية والدولية ودعم تركيا للدول ذات الثقافة التركية/ التركمانية وكذلك دعم تركيا للجماعات الإسلامية الراديكالية؛ إن كانت في القوقاز أو غيرها .. مما تدفع بروسيا لأن تبحث عن النقطة الرخوة في الخاصرة التركية لتضربها وتوجعها بألم، وكون القضية الكوردية هي أكثر المناطق الرخوة في الخاصرة التركية والعمال الكوردستاني ومنذ ما يقارب نصف قرن في حالة صراع مع الدولة التركية وهو بحاجة إلى شريك إقليمي ودولي يقف إلى جانبه عسكرياً وسياسياً، مما يجعل كل طرف يكمل الآخر وبالتالي تجعل هذه الورقة هي الأخرى إحدى الأوراق المهمة التي يمكن أن يلعب بها العمال الكوردستاني مع روسيا.

ثالثاً_ كون الحلف الروسي الإيراني دخلا على الخط لدعم (النظام السوري) و”الدويلة العلوية” في سوريا والتي لا يمكن لها التنفس والحياة الطبيعية في وسط (البحر السني) المعادي، إذاً فهي بحاجة إلى شركاء وحلفاء في المنطقة، وكون “المستضعفون في

207

الأرض هم الأكثر حاجةً إلى التكاتف والتعاضد” فلذلك سيكون التحالف الكوردي العلوي هو الأقرب إلى الواقع .. وهكذا؛ فإن هذه الورقة هي الأخرى تعتبر من الأوراق التي يمكن للعمال الكوردستاني التفاوض عليها مع هذا المحور الإقليمي الدولي.
رابعاً_ يعتبر الإمتداد والوجود السياسي والعسكري لمنظومة العمال الكوردستاني في الأجزاء الأربعة لكوردستان إقليم كوردستان، عبر تحالفه مع الإتحاد الوطني الكوردستاني وكذلك وجوده السياسي والديبلوماسي في معظم دول العالم وعلى الأخص الدول الأوربية، يجعل من العمال الكوردستاني إحدى أكبر المنظومات السياسية ليس كوردياً فحسب، بل عالمياً وبالتالي يمكن تسخير هذه الطاقات البشرية الهائلة في خدمة المشروع السياسي للمنظومة العمالية واللعب بهذه الورقة إقليمياً ودولياً.

خامساً وأخيراً_ الخلافات الكوردية الكوردية والتنافر السياسي والأيديولوجي، يمكن أن تصبح هي الأخرى إحدى الأوراق المهمة بيد العمال الكوردستاني حيث ومن المعلوم وكجزء من الطبيعة السياسية ومصالح الدول العظمى فإن الإنقسام بين المكون الواحد هو جزء من الممارسة السياسية لـ(أسياد العالم) على الأرض، فكما هناك الكوريتان يجب أن تكون هناك كوردستان هي الأخرى “كوردستانتان” وليست كوردستان كبرى موحدة _والتي ستبقى حلماً كوردياً، كما الوطن العربي للإخوة العرب وذلك لإستمرار المزيد من الحروب والخلافات والتي ستجلب المزيد من أسلحة الدمار للمنطقة مقابل خيراتها الإقتصادية .. إذاً؛ فإن إنقسامنا هو تحصيل حاصل، لكن على الأقل لنستفد من هذه الجزئية العمال الكوردستاني وتجعله ورقة إضافية وكجزء من رصيد أوراقها السياسية في اللعبة الإقليمية بحيث لا تجعل من خلافاتها مع الديمقراطي الكوردستاني نوع من الحروب العبثية الغبية طبعاً نفس المقولات توجه للطرف الكوردي الآخر أيضاً وبالتالي عليهم الإستفادة من هذه الخلافات في علاقتهم مع المحور السياسي الحليف له وذلك في دعمه لوجستياً وعسكرياً على الأرض.

بكل تأكيد هناك المزيد من الأوراق السياسية والعسكرية والتي يمكن اللعب بها من قبل الكورد ومنظومة العمال الكوردستاني، إن كان من ناحية عدالة القضية الكوردية أو الإعتدال الديني لدى الكورد وخاصةً كورد سوريا روج آفاي كوردستان أو ما حققه الكورد من إنجازات عسكرية على الأرض في مواجهة “داعش” وقد حقق الإنتصارات العسكرية طرفي المعادلة الكوردية وغيرها من الأوراق والملفات التي يمكن التفاوض عليها، لكن وبرأي تبقى تلك التي وقفت عليها ببعض التفصيل هي أهمها، وبالتالي يمكن للكورد أن يلعبوا بها لتحقيق أجنداتهم السياسية في واقع سوريا الجديدة؛ سوريا الحريات العامة والديمقراطية والدولة المدنية الإتحادية .. أما وبعد كل هذه التضحيات الكبرى من قبل أبناء شعبنا وما يملك من أوراق قوة ودخول المنطقة في مرحلة جديدة من التغيير الديموغرافي والسياسي ورسم مشاريع جديدة لها وأن نخرج من “المولد بلا حمص” وبتجربة (مهاباد جديدة)، فتلك ستكون الكارثة الحقيقية والتي ستجهض القضية الكوردية وتؤجل الحلول ربما لعقود قادمة وفي إنتظار فرصة تاريخية جديدة قد لا يراه عدد من الأجيال الآتية والتي وبكل تأكيد سوف تكيل اللعنات لجيلنا وعلى الأخص لتلك الشرائح والفئات السياسية والفكرية .. ومن هذا المنطلق وحرصاً على القضية؛ نأمل من الإخوة في قيادتي المشروعين الكورديين أربيل وقنديل العمل وكلٌ ضمن محوره السياسي؛ كوننا نعلم لا يمكن الدمج بين الطرفين، لكن وعلى الأقل يمكن لكل طرف الإستفادة من مشروع الآخر في تثبيت مشروعه السياسي على الأرض وبذلك تكون القضية الكوردية قد قطعت مرحلة مهمة في تثبيت الهوية والوجود الكوردستاني.

 

208

الكرد والخيار الأمريكي!

كتبت منذ يومين بوستاً بعنوان؛ “الأمريكان يهمهم مصالحهم وليس قضايانا .. إذاً لنحقق لهم تلك المصالح كي تنتصر قضايانا!” حيث قلت فيه؛ “لنكن واقعيين حيث لا الأمريكان ولا الروس ولا أي قوة إقليمية أو دولية، ستأتي لتبني لك وطناً وكياناً سياسياً مستقلاً في كردستان، بل جل ما يمكن البناء مع هذه القوى العالمية هي تحالفات سياسية عسكرية تعتمد على تلاقي وتقاطع المصالح وبالتالي على القوى السياسية الكردية إن كانت في روج آفا أو إقليم كردستان العراق أن تقدم ما يؤكد بأن الكرد قادرين على رعاية وحماية مصالح تلك البلدان والحكومات وعندها سوف يستمر دعمهم للكرد على أساس حليف وشريك لهم وليس لعدالة القضية الكردية .. أما دون ذلك فكله يندرج في إطار الكلام العاطفي والتنظير الأيديولوجي وعلى هذا الأساس فإن الأمريكان سوف يقدمون الدعم لقوات سوريا الديمقراطية”.

209

وأضفت؛ “لكن وعندما يتوفر البديل الأفضل من تلك القوات سوف ستخلون عنها ويقدمون الدعم للحليف الجديد وذاك ما رأيناه ما حصل مع الأتراك عندما حاولت القيادة التركية الضغط على الإدارة الأمريكية للخيار بينهم وبين وحدات حماية الشعب فجاء الموقف الأمريكي لصالح هذا الأخير وكانت مفاجأة للكثيرين الذين كانوا يراهنون بأن الأمريكان لن يتخلوا عن دولة إقليمية ذات نفوذ مثل تركيا لصالح قوات ما زالت في طور التكوين، لكن ما تناساه أولئك المحللين؛ بأن الأمريكان قادرين على تصغير من كبر تحت رعايتهم وكذلك فهم قادرين على تقوية من تم إضعافه سابقاً بقرار دولي وإقليمي وهذا ما نراه اليوم .. الملخص من المقولة؛ الأمريكان يهمهم مصالحهم وليس قضايانا، فلنحقق مصالحهم كي تنتصر قضيتنا”.

لكن جاءتني عدد من الردود التي ترفض هذا التحالف تحت ذرائع وحجج متعددة وها إنني أقول لأولئك الأصدقاء الذين ينكرون على الكرد التعامل مع الأمريكان مع أن الجميع يركض من أجل أن يقبل الأمريكان بهم والتعامل معهم، بمن فيهم أولئك المنتقدين وحلفائهم السياسيين لكن ورغم ذلك نقول لأولئك الإخوة والأصدقاء؛ ليتكم لو تقرؤون الواقع بعيداً عن الأيدلوجيات والمواقف الجاهزة، بل ليتكم تطرحون بشفافية وتقولوا لنا: ما هي بدائلكم وعن أي بديلٍ تتحدثون وهل توفر للكرد بديل أفضل وهم رفضوه أيها الإخوة حيث وللأسف نحن محاطون بأحزاب ودوّل وأيدلوجيات تعادي الكرد وقضاياهم وحلمهم في أن يكون لهم كيان وهوية أسوةً بكل شعوب العالم والمنطقة.. للأسف أنتم أيها الإخوة الشيوعيين والماركسيين واليساريين عموماً تعانون من “فوبيا الإمبريالية الأمريكية” وكل مواقفكم تقوم على هذه المعضلة الإشكالية ولذلك لا يعتد به كثيراً؛ كونه موقف أيديولوجي متزمت أكثر مت تكون قراءة سياسية واقعية.

أما التيار القومي العروبي أو الإسلامي الإخواني فهو نابع من صراع المصالح وهم يحاولون أن يوقعوا بين الكرد أو طرف كردي على الأقل والأمريكان وذلك بهدف الإضرار بالقضية والمشروع الكردي الذي بدأ يتبلور في المنطقة بدعم أمريكي وبالتالي هم ينطلقون من مواقف معادية ونحن ندرك ذلك.. ولذلك نتفهم موقفهم انطلاقاً من هذه القراءة حيث الكل يبحث عن مصالحه، لكن لو توفرت لهم الفرصة للجلوس في الحضن الأمريكي لم ترددوا لحظة واحدة في ذلك حيث سيدتهم -تركيا- باتت تخشى على مؤخرتها بأن تصبح عارية بعد أن بدأ الأوربيين والأمريكيين بنزع “ورقة التوت” عنها ولذلك تجدون وكلائها في المنطقة يحاولون قدر الإمكان إفشال الكرد بهدف إيهام الأمريكيين؛ بأن لا بديل عن الحليف التركي الإخواني حالياً في المنطقة.

وأخيراً نقول لهؤلاء وأولئك وكل الذين يأخذون على الكرد تحالفهم مع الأمريكان؛ بأن ما يهمنا هو تحقيق واقع أفضل لشعبنا وحالياً ليس هناك من قدم ما هو الأفضل لنا من الأمريكان ولذلك سوف نحاول الحفاظ على هذا التحالف والعمل بتفان وإخلاص لخلق وإيجاد تحالفات أخرى حيث العقلانية السياسية تتطلب إيجاد البدائل وأن “لا تضع كل بيوضك في سلة واحدة” حيث وكما قلنا في بداية المقال ومن خلال ذاك البوست الذي اعتمدنا عليه كمدخل للمقال؛ بأن الأمريكان يهمهم مصالحهم وليس قضايانا، لكن ليس هناك ما هو الأفضل ومن يقول بأن هذا خطاب الفاشلين فإن ردنا له هو التالي: إن قول ما هو في الواقع ليس “منطق العاجزين” صديقي، بل هي قراءة الواقع بعقلانية وليس من خلال بروباغندا وشعارات حزبية، ثم إن قول الحقيقة لا يعني الوقوف عاجزاً، بل يعني التشخيص الواقعي والتعامل معه بواقعية بالإضافة إلى العمل الجاد إلى أن تتوفر ويتم خلق البديل والحلول الأفضل.

وبالمناسبة فإن أكبر الفاشلين هم أصحاب الشعارات الكبيرة دون قراءات واقعية وإدراك حقيقي للظروف والبيئات المحيطة بهم وبمشاريعهم السياسية وبالتالي الفشل والإحباط الذريع لهم ولتلك المشاريع الطوباوية وأعتقد بأن التاريخ يشهد على أولئك الفاشلين.

 

 

 

 

 

210

الأمن القومي

.. حماية الأمة والنهوض بها حضارياً.

 

أعتقد إنه ليس فقط سؤالاً واحداً كبيراً، بل ما تطمح إليه هو الوقوف على عدد من القضايا الإشكالية في الواقع السياسي للمنطقة عموماً وبالأخص ما يهمنا نحن الكورد كشعب وقضية والتي يمكن أن تدرج تحت مفهوم الأمة ومقوماتها ومرتكزاتها وصولاً إلى الحوامل والروافع السياسية المجتمعية، أو ما يمكن إختصاره بالأمن القومي كما ذكرت من خلال المقدمة التمهيدية لمشروعك الفكري ولذلك وقبل الدخول إلى حيثيات القضية، علينا أن نتعرف إلى المفهوم وما نعنيه بمصطلح الأمن القومي؛ حيث في التعريف الأكاديمي “هو مفهوم حماية الحكومة والبرلمان للدولة والمواطنين عبر سياسات فرض السلطة، سواء كانت سياسية، إقتصادية، دبلوماسية وعسكرية. تطور المفهوم والمصطلح في الولايات المتحدة عقب الحرب العالمية الثانية. مع تركيز شديد على القوة العسكرية، إلا أن مفهوم الأمن القومي يشمل مجموعة واسعة من التحديات التي تؤثر على الأمن الغير العسكري أو الاقتصادي للدولة. من أجل سلامة الأمن القومي، تحتاج الأمة للأمن الاقتصادي، وأمن الطاقة، والأمن البيئي. تحديات الأمن القومي ليست حكراً على خصوم تقليديين من دول قومية أخرى، بل من الجهات الفاعلة غير الحكومية مثل عصابات المخدرات، والشركات متعددة الجنسيات والمنظمات غير الحكومية؛ وتشمل بعض التحديات الكوارث والأحداث الطبيعية” وذلك بحسب الموسوعة الحرة (ويكيبيديا).

وكذلك فإن الدكتور/ زكريا حسين؛ أستاذ الدراسات الإستراتيجية والمدير الأسبق لأكاديمية ناصر العسكرية – مصر هو الآخر يقف عند المصطلح ويقول: (“فالأمن” من وجهة نظر دائرة المعارف البريطانية يعني “حماية الأمة من خطر القهر على يد قوة أجنبية”. ومن وجهة نظر هنري كسينجر وزير الخارجية الأمريكي الأسبق يعني أي تصرفات يسعى المجتمع عن طريقها إلى حفظ حقه في البقاء). ويضيف أيضاً (ولعل من أبرز ما كتب عن “الأمن” هو ما أوضحه “روبرت مكنمارا” وزير الدفاع الأمريكي الأسبق وأحد مفكري الإستراتيجية البارزين في كتابه “جوهر الأمن”.. حيث قال: “إن الأمن يعني التطور والتنمية، سواء منها الاقتصادية أو الاجتماعية أو السياسية في ظل حماية مضمونة”. واستطرد قائلاً: “إن الأمن الحقيقي للدولة ينبع من معرفتها العميقة للمصادر التي تهدد مختلف قدراتها ومواجهتها؛ لإعطاء الفرصة لتنمية تلك القدرات تنمية حقيقية في كافة المجالات سواء في الحاضر أو المستقبل”). طبعاً هناك تعريفات أخرى كثيرة، ومنها ما تقوله قراءات العلوم السياسية بأن “الأمن القومي حالة من الاستقرار تتمتع بها الدولة والنظام الحاكم، بحيث يمكن تحقيق النمو والتطور والبقاء لهذه الدولة. بينما نجد أن غياب الأمن يؤدي إلى تهديد بقاء الدولة وكيانها السياسي”.

وهكذا فإن كل التعريفات السابقة لفكرة الأمن القومي، تدور حول نقطتين جوهريتين بخصوص الأمة، ألا وهما: أولاً_ حماية الأمة من المخاطر والمهددات الخارجية والداخلية؛ أعداء وقوى خارجية معادية أو عصابات ومافيات في الداخل تهدد كيان الأمة بالزوال والإضمحلال وبالتالي التصدي لتلك القوى المعادية والمعطلة في سبيل الحفاظ على الأمة. ثانياً_ وعند القضاء ومواجهة تلك القوى المعادية وصولاً إلى مجتمعات مستقرة، يكون العمل في مجالات التنمية البشرية والإقتصادية والفكرية الثقافية المجتمعية والبيئية وذلك للنهوض بالأمة وتحقيق منجزها ومشروعها الحضاري الخاص بها والتي تميز شخصيتها وهويتها الحضارية في مقابل الأمم الأخرى ومنجزاتها الثقافية الحضارية. إذاً ولتحقيق الأمن القومي علينا أن نحقق شرطي “الأمن والحماية” وكذلك “البناء والنهوض الحضاري الثقافي” ولتحقيق ذلك لا بد من أخذ الأبعاد الرئيسية للأمن القومي والتي يلخصها الدكتور زكريا حسين في مقالته السابقة بما يلي:

211

“أولها: البُعْد السياسي.. ويتمثل في الحفاظ على الكيان السياسي للدولة.

ثانيًا: البُعْد الاقتصادي.. الذي يرمي إلى توفير المناخ المناسب للوفاء باحتياجات الشعب وتوفير سبل التقدم والرفاهية له.

ثالثًا: البُعد الاجتماعي.. الذي يرمي إلى توفير الأمن للمواطنين بالقدر الذي يزيد من تنمية الشعور بالانتماء والولاء.

رابعًا: البُعْد المعنوي أو الأيديولوجي.. الذي يؤمِّن الفكر والمعتقدات ويحافظ على العادات والتقاليد والقيم.

خامسًا: البُعْد البيئي.. الذي يوفِّر التأمين ضد أخطار البيئة خاصة التخلص من النفايات ومسببات التلوث حفاظاً على الأمن”.

والآن لتقوم بإسقاط هذه الأبعاد والقراءات على واقعنا الكوردي وبأبعادها المختلفة، بدايةً سوف نلاحظ بأننا نعاني الخلل والضعف والعطالة في عدد من تلك الأبعاد والقضايا مما يشكل تهديداً حقيقياً لمفهوم الأمن القومي الكوردي حيث وعلى مستوى البعد الأولى (السياسي)، ما زلنا نفتقد إلى “الدولة الكوردية” وإن (إمتلاكنا) لإقليمين؛ أحدهما تحت الوصاية (إقليم كوردستان العراق) والآخر في حالة تشكل هلامي غير محدد المعالم والهوية (روجآفاي كوردستان)، يكشف مدى إفتقارنا للعامل الأول والأساسي في قضية الأمن القومي. أما الجانب والبعد الثاني من القضية والمتعلق بخصوص الإقتصاد، فما زال إقتصادات المجتمعات الكوردية هي إقتصاديات إقطاعية ريفية تفتقد وتفتقر إلى أن تكون عامل توحيد للأمة، بل وغير قادر على توفر الإحتياجات الضرورية للمواطن مما يضعف من إرتباط المواطن بالإقليم وها نحن نرى الهجرات الكوردية إلى الغرب الأوربي من روجآفاي كوردستان وكذلك معاناة مواطني إقليم كوردستان (العراق) نتيجة سياسات المركز الخانقة وكذلك بفعل الفساد والحروب المفروضة على الكوردي في الإقليمين، ناهيكم عن سياسات الإلحاق والإفقار والتبعية في كل من شمال وشرق كوردستان من قبل حكومتي إستانبول وطهران.

أما بالنسبة على المستوى الإجتماعي وتوفير الأمن للمواطنين فذاك يعتبر ضرباً من المحال في ظروف الحروب الأهلية والقومية الطائفية وذلك على الرغم من بسالة وشجاعة القوات الكوردية وبمختلف مسمياتها وولاءاتها السياسية وقد رأينا كارثتي شنكال وكوباني في الإقليمين الكوردستانيين الشبه محررين وكذلك وبخصوص البعد المعنوي أو الأيديولوجي، والذي يكمن عنده الحالة الكارثية لشعبنا في مسألة الأمن القومي حيث نعاني التشتت والإنقسام والتعددية في الأجندات التي تصل إلى حالة الصدام والحرب الأهلية وقد رأينا ذلك في التسعينيات من القرن الماضي بين كل من الحزب الديمقراطي الكوردستاني (العراق) والإتحاد الوطني وكانت من نتائجها الكارثية فقدان ما يزيد عن أربعة آلاف بيشمركة لحياتهم نتيجة صراعات أيديولوجية وقد تكررت تلك التجربة المريرة بين القوة الكوردية الأخرى؛ حزب العمال الكوردستاني وإشتباك قواته مع قوات الحزبين السالفي الذكر .. وهكذا نجد بأن واقعنا الأيديولوجي لا يعاني فقط غياب التنسيق بين الأطراف الكوردستانية، بل إنه يعاني من الإنقسام لدرجة النحر والتناحر أحياناً وللأسف. وأما بخصوص العامل والبعد الأخير والمتعلق بقضايا البيئة والنفايات، فأعتقد ما زال الوعي الشرقي دون أن يعي مخاطر هذا البعد في عملية الحفاظ على الأمن القومي.

وهكذا يمكننا القول؛ بأننا نعيش واقعاً مزرياً على مستوى الأمن القومي بابعادها المختلفة والتي وصلت إلى درجة التنسيق بين بعض الأطراف الكوردستانية مع محاور سياسية إقليمية بهدف إضعاف أحد الأطراف الكوردستانية، بل وصل الأمر في فترات محددة للإستعانة بقوات دول إقليمية وغاصبة لكوردستان في سبيل محاربة قوات الطرف والحزب الكوردستاني الآخر وإضعافه وللهيمنة على مناطق نفوذه .. لكن ورغم كل ذلك ليس علينا أن “نقرأ الفاتحة” على روح القضية والأمن القومي الكوردي، بل بقناعتي الشخصية ورغم كل ما ذكرت سابقاً، فإن قضيتنا تعيش أكبر لحظات الإنتصار التاريخي وهي تحقق المنجزات على عدد من الصعد السياسية والعسكرية خاصةً؛ حيث على الصعيد السياسي هناك تنامي في الوعي السياسي القومي في عموم كوردستان ومنها الجزء الشمالي باكوري كوردستان (تركيا) وقد رأينا نتائج الإنتخابات الأخيرة في تجاوز حزب الشعوب الديمقراطي عتبة العشرة بالمائة وحصوله على ثمانون مقعداً في البرلمان بحيث بات ينافس الأحزاب الرئيسية، بل ومساوياً في أصواته لحزب القوميين الترك (حزب الأمة).

وكذلك وعلى المستويين الإعلامي والدبلوماسي فقد خرجت القضية الكوردية من الأقبية الأمنية والملفات الصفراء وباتت واحدة من أهم القضايا العالمية، بل أهم قضية وطنية لشعب يبحث عن الحرية والإستقلال وشريكاً للقوى التي تريد الديمقراطية والحياة المشتركة بين شعوب المنطقة حيث كان حلماً لقيادي كوردي أن يجتمع بأصغر موظف في سفارة أوربية أو أمريكية قبل الألفية الجديدة، بينما ها هم اليوم يستقبلون من قبل أعلى الهيئات القيادية، بل ومن رؤساء تلك الدول والحكومات وذلك كأي زعيم وقائد سياسي لدولة عضوة في الأمم المتحدة والهيئات الدولية .. وأما في الجانب العسكري، فقد بات الكورد أهم حليف للقوى الغربية وأمريكا في محاربة “داعش” وكل القوى التكفيرية الظلامية وذلك لإرساء قيم الحرية والعدالة والكرامة والديمقراطية في منطقة الشرق الأوسط والعالم بحيث وصل الأمر أن التحالف أصبح يحمي المناطق الكوردية إن كان بقرار أو دون قرارا دولي وذلك كما رأينا سابقاً بخصوص المناطق الكوردية في الإقليم الكوردستاني واليوم للكورد في روجآفاي كوردستان وقد وصل الأمر لأن يصف الكثير من المراقبين والمحللين السياسيين، بأن يصفوا الكورد بـ”الخط الأحمر” أمريكياً وكذلك علينا أن لا ننسى الإعلام العالمي والذي أصبح يتناول الملف الكوردي على صدر صفحاتها ونشرات الأخبار العالمية.

212

وبالتالي ورغم وجود الكثير من الثغرات والأخطاء في حياة وواقع شعبنا وحركتنا السياسية، إلا أن هناك الكثير من النقاط والقضايا الإرتكازية والتي يمكن أن نجعلها أساساً لبناء منظومتنا الدفاعية للأمن القومي حيث وبالإضاقة إلى ما ذكرنا من حيث السياسة والجانب العسكري وإنتصارات قواتنا وصداها العالمي وما حققته وتحققه الديبلوماسية الكوردية وكسب الرأي العام العالمي، فإن هذا التأييد الجماهير والشعبي العام؛ إن كان على المستوى الوطني والكوردستاني ووقوف أبناء شعبنا وراء الحركة والقضية والقوات الكوردية الباسلة، أو الرأي الشعبي والدولي العام في العالم الحر والديمقراطي فهي تعتبر جميعاً مرتكزات حقيقية للبناء عليه وتحقيق “الأمن القومي” الكوردستاني بحيث يتحقق الشرط الأول في المفهوم وهو قيام الكيان السياسي الدولة حتى ننتقل إلى الشرط الثاني من قضايا التنمية والبناء والمنجز الحضاري المدني .. وهذه بالتأكيد ومرة أخرى تتطلب تضافر كل الجهود الوطنية من قوى سياسية كوردستانية وفعاليات فكرية ثقافية أكاديمية ومنظمات مدنية حقوية مجتمعية مع رعاية دولية ودون أن ننسى الأخذ بمصالح الدول الإقليمية والمجاورة، لنحقق البدايات الحقيقية لما يمكن أن نقول: وضع السكة على الطريق الصحيح وصولاً إلى تحقيق “الأمن القومي” الكوردستاني.

 

القراءات الخاطئة

..هي مقدمة للإستنتاجات الخاطئة!!

 

هناك مقولة فلسفية تقول؛ “المقدمات الخاطئة تؤدي إلى نتائج خاطئة” وهكذا وقياساً عليها يمكننا القول في القراءة والتحليل السياسي، بأن؛ القراءات الخاطئة هي مقدمة للإستنتاجات الخاطئة حيث وللأسف نجد بأن الكثير من الإخوة القراء وأحياناً بعض النخب الثقافية والسياسية يقعون ضحية الإشكالية السابقة، فتجد الكثير من التخبط والعشوائية في القراءة والإستدلال السياسي الذي يعطي نتائج كارثية على مستوى القضية الواحدة، لتكون مقدمة لخلافات سياسية حزبية قد تؤدي ببعض المجتمعات إلى الحروب الداخلية “الأهلية” ونحن الكورد عموماً وعلى مر التاريخ عانينا وما نزال نعاني من هذه الإشكالية في ضعف القراءة والتحليل والإستنتاج وذلك لأسباب عديدة، لكن ربما نختصرها في واقع الإحتلال لشعبنا وقضية حرمانه من التعليم والذي كان سبباً في تدني مستوى الوعي والثقافة عموماً في واقع مجتمعنا وبالتالي غياب المؤسسات الوطنية ومراكز الأبحاث والدراسات لتقدم القراءات العلمية في مختلف القضايا الوطنية .. وكذلك فقد كانت للبيئة الجغرافية الجبلية وغياب دور المدينة في مجتمع رعوي ريفي قبلي، والتي هي الأخرى أي غياب المدينة إحدى إفرازات ونتاجات واقع الإحتلال والإغتصاب لجغرافية كوردستان دوراً كبيراً في إفتقار المجتمعات الكوردية للنخب الثقافية والفكرية والتي كانت من نتائجها غياب القراءات العقلانية لمختلف قضايانا.

وهكذا؛ فهناك عدد من القضايا والمسائل هي بحاجة إلى مراجعة وقراءات سياسية جديدة أو ربما الأصح أن نقول؛ إنها بحاجة إلى القراءات، كون لا قراءات سابقة للكثير من تلك القضايا وذلك للوقوف على حيثياتها ومعانيها وإستدلالاتها وبطريقة أكثر وعياً سياسياً ومفاهيمياً، ومن تلك القضايا والمفاهيم، مفهومي “القضية القومية” و”الدولة القومية”، وماذا تعني كل من المصطلحين السابقين وكيف يمكننا العمل على ترسيخهما في الوعي السياسي والإجتماعي لشعبنا وما العلاقة بينهما، وهل أحدهما يستوجب حضور الآخر بالضرورة، أم يمكن الفصل بينهما .. وللوقوف على الإجابات، لا بد في البداية التعريف بكل من المصطلحين وفق المنظور العلمي الأكاديمي حيث تقول الموسوعة الحرة في ذلك؛ بأن “القومية هي إيديولوجية وحركة اجتماعية سياسية نشأت مع مفهوم الأمة في عصر الثورات (الثورة الصناعية، الثورة البرجوازية، والثورة الليبرالية) في فترة أواخر القرن الثامن عشر”، بينما تعرف الدولة القومية بما يلي: الـ((دولة القومية أو الدولة الأمة (وأيضا الدولة – القومية) هي منطقة جغرافية تتميز بإنها تستمد شرعيتها السياسية من تمثيلها أمة أو قومية مستقلة وذات سيادة. الدولة هي كيان سياسي وجيوسياسي بينما دولة القومية هي كيان ثقافي وإثني. مصطلح “دولة القومية” يفيد إلتقاء وتوافق السياسي الجيوسياسي مع الثقافي والإثني معا، تَشكل “دولة القومية” يمكن أن يحدث في أوقات مختلفة وبقاع مختلفة من العالم)) وقد عُرِفَ هذا النمط السياسي أي الدولة القومية في مختلف بقاع العالم، حيث أوربا عرفتها بعد إنهيار إمبراطورياتها وخروج كومونة باريس كبداية لحركة تاريخية جديدة في القارة.

213

وتضيف الموسوعة؛ إن “مفهوم الدولة القومية يمكن مقارنتة ومباينته مع مفاهيم الدولة متعددة القوميات، الدولة المدينة، الإمبراطورية، والكونفدرالية وأشكال الدولة الأخرى، والتي بدورها قد تتداخل معا أو مع مفهوم دولة القومية. الصفة الفريدة للدولة القومية هو تماثل وتطابق الشعب مع الكيان السياسي”. وهناك طبعاً مفهوم الدولة المدنية الديمقراطية والليبرالية الدول الأوربية عموماً وكذلك الدولة الدينية؛ إيران نموذجاً وحيث ولاية الفقيه كأعلى سلطة تشريعية وسياسية .. بما معناه أن هناك فصل بين المفهومين / المصطلحين، ولكن يمكن لهما التوحد والإلتقاء في الدولة القومية ذات المكون القومي الواحد وهذه بقناعتي من الصعوبة إن لم نقل من الإستحالة تطبيقها وذلك في ظل التداخلات المجتمعية والعرقية الحاصلة نتيجة الهجرات والحروب وغيرها من العوامل التي أدت إلى تمازج سكاني إثني متعدد في مختلف الجغرافيات وبالتالي خلو العالم من منطقة جغرافية “جيوسياسية” (نقية) وذات صبغة قومية واحدة، وقد لجأت عدد من الدول لحل هذا الإشكال إلى صيغة الدولة الإتحادية الفيدرالية بحيث تجمع في خريطتها الجيوسياسية عدد من الأعراق والمكونات المجتمعية كحل ديمقراطي مقابل الدولة العنصرية والتي ترفض الإعتراف بالمكونات المجتمعية الأخرى والمتواجدة ضمن الخارطة الوطنية.

طبعاً القول؛ بأن الدولة القومية هي دولة عنصرية تأتي من طبيعة الدولة وبنيتها ومفهومها الأيديولوجي السياسي حيث أساساً تقوم على العرق والعنصر القومي الواحد، نافيةً أي إعتراف ووجود للآخر كهوية وحقوق سياسية وللأسف فقد تسببت هي الأخرى، كما غيرها من الأنماط السياسية المجتمعية، العديد من الكوارث والحروب والدمار .. لكن وبنفس الوقت؛ ألم يكن تلك المرحلة ضرورية للوصول إلى مجتمعات ديمقراطية مدنية ودول فيدرالية إتحادية، وهل كان يمكن القفز من فوق المرحلة القومية أساساً كما حاولت الشيوعية فيما عرفت بالبلدان الإشتراكية سابقاً، أو كما تطرحه منظومة العمال الكوردستاني من مفهوم “الأمة الديمقراطية” وهل فعلاً يمكن تحقيق الديمقراطية والمجتمع الديمقراطي في ظل واقع متخلف ومأزوم ثقافياً وسياسياً وبالتالي تحقيق الإدارة الذاتية الديمقراطية متجاوزاً المرحلة القومية كدولة وليس كمكون مجتمعي ثقافي حيث الدولة أو الإدارة الذاتية الديمقراطية لا تعني بأي حال من الأحوال نفي للحالة القومية، بل سعي لحل المسائل والقضايا القومية من خلال أطر سياسية ثقافية جديدة .. إنني شخصياً؛ أشك بنجاح تجربة الإدارة الذاتية الديمقراطية في واقع إجتماعي “عنصري” وغير ديمقراطي، كما هو حال وواقع مجتمعاتنا الشرقية وضمناً المجتمع الكوردي.

ولذلك فأعتقد بأن منظومة العمال الكوردستاني تقدم مشروعاً سياسياً “طوباوياً” رغم إنه مشروع سياسي مستقبلي لكل شعوب المنطقة، لكنه مشروع سابق للمرحلة التاريخية كون مجتمعاتنا ما زالت هي مجتمعات رافضة للديمقراطية وتعتبر أوكار للفكر العنصري (دينياً وقومياً) وإن المرحلة القادمة والحالية سوف تشهد المزيد من الإنقسام والحروب الداخلية (الطائفية والعرقية) وبالتالي خلق “كانتونات” وأقاليم جيوسياسية جديدة في المنطقة قائمة على (الفكر العنصري) القومي والديني ومن ثم ندخل مرحلة التعددية والقبول بالآخر ومفاهيم الكيانات الفيدرالية الديمقراطية وذلك على تشابه مع التجربة الأوربية وإن كانت بخصوصية شرقية .. وأخيراً أقول لكل الإخوة الذين علقوا على بوستي الأسبق “هل ..هو حقد أعمى أم عمى في القراءة السياسية!!” وبأنه يناقض مقالتي “موقف ..العمال الكوردستاني من الدولة القومية؟!!” والمنشورة على موقعي الخاص بالحوار المتمدن، بأن يحاول التدقيق في القراءات؛ كون قولي أن العمال الكوردستاني له مشروعه السياسي غير الدولة القومية لا يعني أن الحزب ضد القضية الكوردية؛ حيث إن الدولة القومية هو مشروع سياسي، بينما القومية مكون مجتمعي حضاري، فهل عرفنا كيف الواحد (يتخبط هنا وهناك) وهو يفتقر إلى القراءات الصحيحة والتي تودي به إلى إستنتاجات خاطئة.

 

 

 

 

 

 

 

 

214

الكورد والرومانسيات الثورية!

يبدو أن التاريخ الطويل لشعبنا مع ثقافة الاحتلال وبالتالي تجربته مع الثورات ضد ذاك المحتل للتخلص من واقع سياسي فرض عليه، قد شكّل لدى الكثيرين من أبناء شعبنا سيكولوجيا ثورية أقرب إلى الحالة الرومانسية الحالمة منها إلى القراءة السياسية الواقعية حيث وللأسف يجد الكثير من هؤلاء في الفعل الثوري هو الواقع والحقيقة المطلقة وليس واقعاً مفروضاً لمرحلة تاريخية ما بهدف الانتقال من واقع استبدادي لواقع جديد تحقق شرطاً وواقعاً تاريخياً أفضل لاستمرارية الفعل الوجودي البشري لمكون مجتمعي ما .. إن مرد هذا الكلام هو ما نقرأه من بعض الكلام الرومانسي عن فكرة العمل الثوري من بعض الإخوة والأخوات، حيث ترى نظرتهم للثورة بأنها هي الحياة الطبيعية وشرط أساسي للوجود التاريخي وليس فعلاً طارئاً حكمتها شروط وظروف مرحلة تاريخية ما، بل هناك ربما البعض لا يجد نفسه خارج الفعل الثوري.

وللدخول في صلب الموضوع أكثر، فإنني كتبت قبل يومين بوستاً أبين فيه قراءتي وبشكل جد مختصر، حول مشروع منظومة العمال الكردستاني وقضية “الأمة الديمقراطية” والمقارنة مع التجربتين الإسلامية والشيوعية حيث كتبت؛ “إن كانت التجربتين الإسلامية والشيوعية قد فشلتا على صعيد الديمقراطية ولكنهما بكل تأكيد نجحتا على صعيد خدمة أوطانهم وللعلم فإن كل الشعوب التي خضعت للتجربتين كانوا في خدمة من يتسيد المشروع حيث العرب في التجربة الإسلامية والروس في الشيوعية. وهكذا مع مشروع “الأمة الديمقراطية” فإن الآخرين يخدمون الكورد وليس العكس وذلك على الرغم من كل ما يروجه بعض الإخوة؛ بأن “الأبوجية” يدفعون بأبنائنا للمحرقة في سبيل الآخرين.. وإنني أقول لهؤلاء فقط العبارة التالية: أيها الإخوة متى كان الكوردي يقود الآخرين بعد تجربة صلاح الدين الآيوبي!”.

وكما هي الحال مع أغلب هذه البوستات التي تتناول هكذا قضايا إشكالية فقد جاءتني الكثير من التعليقات، بين مؤيد ونافي للفكرة مع عدد من القراءات الموضوعية، لكن استوقفني رأي أحد الإخوة بحيث جاءت فكرة كتابة هذه المقالة حيث كتب معلقاً؛ “بالعادة الثورة تكون على الطغاة ماموسته.. و بما إن حزب الاتحاد (الديمقراطي) يعتبر نفسه قائد ثورة روجافا و بما إن حزب البعث هو الطاغية الذي نكّل بروجافا لمدة 4 عقود و أكثر فهل لي أن أسألك بأن ردك الذي يقول هناك مصالح مشتركة بين الحزبين المذكورين هو قمة التخبط و السهو كيف لحزب ثائر يتفق مع ظالمه.. و الأنكى انك تبرر في كل الحالات فهل ما أقوله الآن مجاكرة أم ما تقوله أنت يثبت صحة الأقوال والاتهامات التي تصف مصالح الحزبين و أفعالهما بمناطقنا مسرحيات و مهمة حزب الاتحاد هي التكفل بإسكات أفواه الكورد دون سواه.. أيضاً مستنتج من كلامك (مصالح مشتركة) و هذا أساس مصلحتهم”.

نلاحظ بأن رده كان جواباً على فكرة وسؤال طرحه هو حول؛ لم الإدارة الذاتية لا تطلب من الحكومة السورية وحزب البعث الترخيص وتفرضه على أحزاب المجلس الوطني الكردي فقط وقد استنتج من ذلك بحيث يقول؛ “إن النظام السوري هو الذي يقود الإدارة الذاتية” رغم كنت قد جاوبته بأن؛ “هناك مصالح مشتركة تجبر قبول الإدارة بوجود تلك المراكز عزيزي والكل يعلم هذه الحقيقة لكن يبدو أن المجاكرة الحزبية يجعل البعض يتحجج بما يدرك إنها ليست حجة”، لكن ورغم محاولتي عدم الدخول في التفاصيل فقد كتب التعليق السابق، كما أوردته قبل قليل، بحيث أكد لدي القناعة التالية والتي كتبت له كرد على تعليقه وأنا أقول: إنني لا أستغرب كون الفعل الثوري لدى الكثيرين منكم حالة رومانسية حالمة أكثر ما تكون قراءة للواقع والإمكانيات.. عزيزي وبعد سنوات ها هي المعارضة تفاوض ذاك النظام الديكتاتوري لتشاركه في إدارة البلاد.. ثم ومن تاريخنا الكوردي القريب، فإن البارزاني الأب وكذلك الرئيس “مسعود بارزاني” ولأكثر من مرة أتفق مع النظام العراقي وكلنا يعلم بأن نظام صدام كان أسوأ بكثير من نظام الأسد، على الأقل بخصوص المسألة الكوردية ورغم ذلك وعندما دعت الحاجة، فإن القيادة الكوردية في الإقليم كانوا يعقدون الاتفاقات للحفاظ على المصالح المشتركة.. أما بخصوص “إسكات الأفواه”، فلن أطيل حيث إنها ثقافة عامة في الشرق وأخيراً أقول: يبدو فعلاً؛ إنني أتخبط في الدخول بهكذا ردود ومهاترات مع بعض الإخوة!!

 

الكورد والعقلية الإستراتيجية.؟!!

 

215

 

 

 

 

 

مهما كانت خلافاتنا السياسية عميقة.. يجب أن يكون للكورد إستراتيجية موحدة.

أن تكون للأمة الكوردية إستراتيجية واحدة موحدة؛ فإن تلك نعتبرها أهم وأعقد نقطة سياسية مركزية وعلينا نحن الكورد بكل تياراتها وأحزابها وكذلك المثقفون والمتنورون الكورد أن يعملوا عليها لتحقيق تلك الغاية والمهمة الوطنية؛ حيث مهما كان الخلاف السياسي بيننا فذاك لا يبرر أن لا تكون للأمة الكوردية إستراتيجيتها الخاصة بها كمشروع وطني قومي وعلى الأخص أننا ما زالنا في مرحلة تكوين جغرافياتنا السياسية، أي وبالمعنى الكلاسيكي للسياسة؛ أن الكورد ما زالوا في مرحلة التحرر الوطني.

وبالمناسبة فإن كل جغرافيات العالم وعلى الأخص الديمقراطية منها تعرف التعددية السياسية وذلك على الرغم من الصراع والتنافس الإنتخابي البرامجي بين تلك القوى والفعاليات والأحزاب السياسية وخاصةً في برامجها وسياساتها الداخلية ولكن وعندما تتعلق القضية بالسياسة الخارجية والإستراتجيات العامة والمتعلقة بقضايا الوطن والأمة والشعب فنجد بأن كل قواها وأحزابها السياسية تتفق على إستراتيجية موحدة.

وهكذا فمهما كانت الخلافات البينية عميقة بين الكتل والأحزاب السياسية الكوردية فعلينا أن ندفعهم بإتجاه رسم إستراتيجية وطنية كوردستانية تكون مظلة فوق كل البرامج السياسية الداخلية.. وإننا نعتقد بأنه قد حان الآوان لأن يمتلك الكورد هذه العقلية البراغماتية والإستراتيجية لكي يخدموا قضاياهم الوطنية والقومية وذلك في ظل الظروف والصراعات الدولية الحالية.

 

 

 

 

 

 

216

الكورد ..

وغياب الوطن والوطنية!!

 

لقد كثرت في الآونة الأخيرة تلك القراءات والمداخلات_ لكن وللأسف أكثر تلك القراءات جاءت متشنجة إنفعالية وليست قراءة معرفية في الأسئلة الإشكالية للقضية والوقوف على الإجابات المنطقية_ حول قضية الهجرة واللجوء إلى أوربا وخاصةً بعد أن سهلت بعض الدول من إجراءات الوصول إلى “القارة العجوز” والتي رافقها تخفيض في (أجرة وصول الشخص) اللاجئ وذلك من ما كان يزيد عن عشرة آلاف دولار إلى أقل من ربع المبلغ .. وكذلك فإن إلغاء ألمانيا العمل وفق “إتفاقية دبلن” في التعامل مع البصمة؛ حيث ألغت إعادة اللاجئ إلى البلد الذي أعطى فيه بصمته قد ساهمت هي الأخرى بشكل كبير في تدفق اللاجئين وأن يحسم أمره من كان متردداً وخائفاً من مسألة “البصمة”. وهكذا فإن عدد من الأمور والقضايا قد ساهمت معاً في تدفق هذا الخزان البشري الكبير من الشرق وبإتجاه الغرب حيث كان وما زال وكما نشاهده يومياً نزوح الآلاف من اللاجئين السوريين وأكثرهم، إن لم نقل أغلبهم وللأسف، هم كورداً.

بالتأكيد إن كل ما ذكرناه وما ذكره الكثير من الإخوة والزملاء في معرض وقوفهم على المسألة؛ مسألة الهجرة وذلك من أمور وتسهيلات تقدمها بعض الدول من وصول اللاجئين والإقامة في البلدان الأوربية، رغم مخاطر الطريق والبحر والغرق في المتوسط .. فإن كل ذلك لن يخفي عنا الأسباب الحقيقية والتي تدفع بالإنسان إلى ترك “الوطن والموطن” والشروع بقطع الجذور مع الماضي وذلك بحثاً عن بلد جديد للإستقرار فيه؛ حيث لولا الظروف القاهرة والحرب الدائرة في البلاد وقطع الأمل في الوصول إلى حل سياسي قريب للوضع الداخلي في سوريا، لما كان الهجرة أساساً. وبالتالي فإن كلنا نعلم بأن الأوضاع السيئة والتي تزداد سوءاً مع إستمرار الحرب وإنسداد الأفق أمام الإنسان السوري عموماً والكوردي خصوصاً هي السبب الرئيسي والدافع الأكبر والأول لقضية الهجرة نحو أوربا، بالإضافة إلى الكثير من الأسباب الخاصة والمتعلقة بالخلافات الكوردية الكوردية الخلافات الحزبية بين المجلس الوطني وحركة المجتمع الديمقراطي وإستفراد الأخير بالقرار الكوردي وفرض سلطة “الأمر الواقع” على الأرض والكثير من الأخطاء السياسية والإدارية وممارسة سياسة الحزب الواحد والإستبداد بالرأي الآخر والقمع وحجز الحريات وكذلك تقاعس وضعف الطرف الكوردي الآخر؛ المجلس الوطني الكوردي ..وغيرها الكثير من القضايا كلها ساهمت في الدفع بتلك الجماهير الكبيرة من شعبنا ومن كل الفئات والأعمار إلى النزوج والهجرة واللجوء لأوربا بحثاً عن الإستقرار والطمأنية.

لكن هناك أسباب، بل سبب واحد رئيسي وبقناعتي الشخصية يعتبر الأهم كعامل وكسبب دفعت بكل هذه الجموع الغفيرة والتي يمكن تسميتها بـ”الهجرة الجماعية” للكورد وذلك من موطنهم، وليس وطنهم، نحو أوربا؛ حيث وعلى الرغم من كل ما قلنا ويقال بخصوص الأوضاع في المنطقة (مناطق الإدارة الذاتية) ورغم كل السلبيات والأخطاء والقمع والإستبداد وكذلك إنعدام فرص الحياة والدراسة ومستقبل الأولاد .. إلا أن العامل النفسي والسايكولوجي لدى شعبنا وتلك المجتمعات التي لا ترتبط بالأرض هي التي دفعت بنا إلى الهجرة والإغتراب؛ فكما الغجري الذي يفتقد إلى “الوطن” تراه يحمل خيمته بكل سهولة والذهاب والترحال نحو مواطن جديدة وليس وطناً جديداً.. وهكذا ولكون الكورد كانوا وما زالوا كما ذاك الغجري يفتقدون للوطن نتيجة ظروف الإحتلال والإغتصاب لجغرافية كوردستان من قبل الآخرين فإنهم يفتقدون إلى ذاك الحس الوطني والمرتبط بالإنتماء إلى المكان كمفهوم سياسي وطني وليس كغريزة إجتماعية، بل كثقافة سياسية وطنية؛ حيث غياب الكيان السياسي الوطني لشعبنا أفقده سايكولوجياً وثقافياً ذاك الإنتماء والكبرياء نحو مسألة الوطنية وبالتالي فإن غياب الوطن أساساً في العرف السياسي والثقافي الكوردي قد غَيّبَ الوطنية.. حيث إن كان الوطن غائباً، فإن الوطنية تَغيِبُ.

وأعتقد هنا تكمن إشكالية الكوردي الذي يمكن أن “نفهمه” وهو يغادر بسهولة الوطن وبحثاً عن ملاجئ جديدة؛ كون الجديد لن يكون وطناً وهو أساساً يفتقد إلى ذاك الحس الوطني.. وليعذرني القارئ على هذه القسوة إن رأى فيها ذلك وهي ليست تشكيكاً بـ”وطنية الكورد”؛ كونها لم تتشكل بعد لدى شعبنا وكمثال أود أن أذكر الإخوة بكارثة هجوم “داعش” على شنكال وعموم الإقليم الكوردستاني حيث لولا تدخل القوات الأمريكية لوجدنا كل مواطني الإقليم في تركيا والذي كان هناك رأى المشهد الكارثي. وهكذا فإن القضية هي ليست تخويناً وإنقاصاً، بل قراءة في الوعي والسايكولوجية الكوردية ولكوننا نطرح القضية من منطلق؛ أن على

217

الإنسان أن يتشبث بالأرض مهما كانت الظروف وأكيد إن هناك الكثير من الأسئلة التي جاءت نتيجة هذه الهجرة الجماعية والتي تعتبر أكبر موجة من الهجرة تشهدها العالم، هي بحاجة إلى إجابات حقيقية .. وبما إن الكثير من الإخوة والزملاء قد طرحوا أسئلتهم بخصوص القضية وهجرة شعبنا من “ظلم الإدارة الذاتية والكانتونات” وعلى إفتراض إن كل ما قالوه صحيحاً، لكن أريد أن أسألهم؛ ما رأي أولئك الإخوة بالذين يهاجرون من مناطق ليست خاضعة لسلطة الإدارة الذاتية، أي أولئك الذين يأتون من لبنان وتركيا وحتى إقليم كوردستان مع أن الكل يملك وظيفة ورأسمال كون الذي لا يملك ذلك فهو لا يملك أجرة الوصول إلى أوربا بل ما رأيهم بأولئك المؤيدين لسياسة العمال الكوردستاني وهم يلتجؤون إلى “الجنة الأوربية”، ناهيكم عن الذين لا يعملون بالسياسة أساساً وهم الأغلبية ضمن الذين وصلوا إلى كامبات اللجوء.

إذاً دعونا نعترف بحقيقتنا؛ إننا أقل إرتباطاً بالأرض والوطن .. وعندما سنحت الفرصة لنا غادرنا الوطن جميعاً .. وطبعاً أعود وأقول: من الحماقة والغباء السياسي؛ أن ننسى الواقع والظروف؛ ظروف الحرب عموماً وكذلك سياسة الإستبداد والتفرد في الكانتونات من جهة ومن جهة أخرى الصراعات الكوردية والتي ساهمت في زرع المزيد من الإحتقان والخلافات في المجتمع الكوردي مما دفع بالأمور والمشاكل المجتمعية إلى الحدود الكارثية .. كلها تقف وراء هذه الهجرة الجماعية وكعوامل مساعدة مع العامل الأساسي؛ ألا وهو غياب الوطن والوطنية من الوعي الإجتماعي والسياسي الكوردي.

http://xeber24.org/nuce/82816.html

 

 

 

 

 

218

القضية الكوردية والآفاق المستقبلية

ليس خافياً على أحد بأن القضية الكوردية، وخاصةً في كل من إقليمي كوردستان (العراق وتركيا)، باتت من القضايا الأساسية المركزية إن كان على صعيد تلك الدول التي تقتسم كوردستان فيما بينها أو الصعيدين الإقليمي والدولي، وإن هذا الاهتمام – الدولي والإقليمي – بالقضية الكوردية يزداد يوماً بعد آخر وذلك كنتيجة حتمية للمناخ الفكري والسياسي العام السائد في العالم بضرورة تغيير الشرق الأوسط وحل مشاكله وقضاياه العرقية والمذهبية الطائفية والاقتصادية، وذلك بهدف تجفيف منابع الإرهاب، وكذلك للدور النشط والفعال والذي تلعبه حكومة إقليم كوردستان (العراق). وهكذا بات بالإمكان القول: بأن القضية الكوردية خرجت من إطار كونها قضية أمنية داخلية لهذه البلدان وعلى أنها تتعلق بمجموعة من (العصاة والمتمردين على القانون) لتصبح واحدة من القضايا الدولية المركزية في رسم سياساتها وتحديداً بالنسبة إلى الشرق الأوسط الجديد. وبالتالي فإن تدويل القضية الكوردية في كل من الإقليمين الكوردستانيين (تركيا والعراق) أعطى دفعاً قوياً للكورد عموماً – في الداخل والمهجر – بأن يتحركوا مرةً أخرى، ومنهم كان كورد (سوريا)؛ حيث وجدنا في السنوات الأخيرة بأن الحركة الكوردية، السياسية منها والثقافية، باتت تعيد عافيتها – إلى حدٍ ما – من جديد وذلك بعد سنوات من الركود وحالة الموات والسبات العميقين.

وهكذا أصبحت القضية الكوردية، وفي الأقاليم الكوردستانية الأربعة، ونتيجةً لعوامل وأسباب عدة – لسنا بصدد البحث فيها وتفصيلها – تحت الأضواء، وبالتالي تستقطب آراء كافة التيارات السياسية، المتحالفة والمتخالفة معها، وتحاول (أي هذه الكتل والقوى السياسية ومنها تلك القابعة على سلطة الدول التي تقتسم كوردستان فيما بينها) أن تجد مخارج وحلول لها؛ لأزماتها ومشاكلها والقضايا التي تؤرقها، وبالتالي لهذه القضية التي تشغل الرأي العام الإقليمي والدولي وذلك على الرغم من ادعاء تلك الدول – وفي أكثر الأحيان، وإن خفت هذه الاسطوانة المشروخة هذه الأيام – بأنه ليس لديها (مشكلة) كوردية، بل وكما أسلفنا سابقاً بأن (هناك بعض العصاة الخارجون عن القانون ويجب محاسبتهم)، كما كانت (تركيا) تدعي بخصوص القضية الكوردية في أوسع إقليم كوردستاني تحتله، بل إنها – وإلى الأمس القريب – كانت تصرٌّ على تسمية الكورد بـ(أتراك الجبال) في محاولة يائسة منها لطمس الهوية والوجود الكوردي هناك، وقد نجحت في مسعاها ذاك إلى حدٍ ما؛ حيث كانت الهوية والثقافة الكوردية – قبل تفجير الأوضاع من قبل حزب العمال الكوردستاني – في حالة خطر حقيقي.

إذاً وبعد تدويل القضية الكوردية، على أنها هي قضية أرضٍ وشعب تعرض للتقسيم والتشتيت ضمن أجندة واتفاقات دولية؛ (من سايكس – بيكو ولوزان وغيرها) ووفق مصالح تلك القوى والدول آنذاك، وأنه من المستحيل أن تستقر الأوضاع في الشرق الأوسط والعالم عموماً من دون حل حقيقي وعادل لهذه القضية وفي الأجزاء والدول الأربعة التي تقتسم كوردستان فيما بينها.. نعم، ومن بعد ما وصلت إليها الحالة الكوردية اليوم، فإنه يحق لنا أن نتساءل: إلى أين تتجه المسألة والقضية الكوردية عموماً؟ وما هي الأفاق المستقبلية لها؟ وهل هي؛ (أي الملف الكوردي) أوراق ضغط بيد القوى الدولية، وكذلك الإقليمية، تحركها وفق ما تشاء وساعة ما تشاء، كما تدعيه بعض التيارات السياسية في المنطقة وخاصةً القومية والإسلامية وترغبه بعض القوى – وكل الدول – الإقليمية؟ وما هي البرامج والحلول التي تُرسم لها من قبل تلك الدوائر الإقليمية والدولية؟ وكذلك ما هو دور ونشاط وفاعلية الحركة السياسية الكوردية والشعب الكوردي عموماً في وضع الأجندة والبرامج السياسية وإيجاد المخارج والحلول الواقعية لقضية شعبه والتي تنسجم مع روح العصر من جهة وتلبي طموح الشعب الكوردي في حياة حرة وكريمة من جهةٍ أخرى.

219

إننا ومن خلال متابعاتنا لمجمل الوضع السياسي الدولي والإقليمي وتطورات المسألة الكوردية في الأقاليم الأربعة وانعكاساتها في السياسة الدولية، وكذلك من خلال ملاحظتنا للدور النشط والفعال والتي تلعبها الدبلوماسية الكوردية عموماً وخاصةً لإقليم كوردستان (العراق) ولرئيسها (كاك مسعود بارزاني) ولما للإقليم من وزن سياسي في هذه المرحلة، وكذلك الدور المميز للجالية الكوردية في المهجر والشتات من خلال الضغط والدعاية الإعلامية والسياسية في الشارع الأوربي على وجه الخصوص وغيرها من عوامل الحراك السياسي للقضية الكوردية والتي تُفعِلها الفعاليات الكوردية عموماً وعلى الأخص منها الحركة السياسية الكوردية بمختلف أطيافها وتياراتها وأخيراً وليس آخراً الدور النشط والقوي للحركة الثقافية والفكرية الكوردية ودور المثقفين والمفكرين الكورد في تعريف العالم بعدالة قضيتهم وضرورة إيجاد الحلول لها لينعم الجميع بالسلام والحرية والعيش الذي يليق بالإنسان وكرامته.. نعم، من خلال متابعتنا لمجمل العوامل والدوافع والمحركات السابقة، وكذلك لتقاطع القضية الكوردية مع أجندة ومصالح قوى دولية، فإننا نجد بأنها؛ (أي القضية الكوردية) تتحرك نحو مخارج وآفاق تضمن للشعب الكوردي بعضاً من حقوقه القومية والديمقراطية وذلك من خلال أنماط وحلول سياسية تحددها مجموعة من الشروط الذاتية والموضوعية تتعلق بالمسألة الكوردية، وإنه يمكن تحديد تلك الحلول والمخارج ضمن الأطر التالية:

إما الإبقاء والحفاظ على الدولة المركزية ولكن بمنح وإعطاء الكورد بعضاً من الحقوق القومية والديمقراطية ضمن هذه البلدان والدول التي تقتسم خريطة وشعب كوردستان؛ أي من خلال التحولات الديمقراطية السلمية التدرجية للوصول إلى الدولة المدنية الدستورية، كما تعلنها بعض القوى والتيارات السياسية المتحالفة، ومنها قوى (إعلان دمشق) وهذه تعتبر خطوة على الطريق الصحيح وليس الحل الناجع للقضية الكوردية. وبالتالي فيمكن اعتبار أن هذا الحل يقلل من حالة الاحتقان والمشاكل في الداخل ويمهد الطريق لإيجاد الحلول لمشاكلنا من دون سفك المزيد من الدماء على هذا الطريق الشائك والوعر؛ حيث بات من المستحيل تقبل الأوضاع كما هي وبأن يقبل الكورد أن يبقوا على الهامش وفي الظل وحالة إنكار الوجود والهوية الحضارية التاريخية لشعبٍ عريق يعيش على أرضه ووطنه وبالتالي أن يرضوا ببعض (المكاسب) الصغيرة من مسائل التجنيس والمواطنة المنقوصة الحقوق.

أو يكون التوافق والاتفاق على مبدأ الفدرالية وإقامة الأقاليم التي تتمتع بقانونٍ خاصٍ لكل إقليم وذلك حسب المكون الاجتماعي لكل إقليم، وبحيث تجمع تلك الأقاليم حكومة فيدرالية في المركز لها صلاحيات محددة وفق دستورٍ فيدرالي متفق عليه. وبالتالي يكون حالة الاتحاد بين تلك الأقاليم والمكونات الاجتماعية والعرقية والدينية المذهبية والطائفية هو اتحاد اختياري غير قسري يتمتع في ظله الأقاليم بصلاحيات واسعة. وهكذا يمكن تجاوز حالة العنف وتحقيق التوافق السياسي بين مختلف الأعراق والقوميات والمذاهب وكذلك الكتل السياسية إلى أن نصل إلى الحالة المدنية الدستورية ونبني بالتالي مجتمعاتنا وفق مبادئ الديمقراطية والحريات العامة وحقوق الإنسان.

وإما فإن حالة التقسيم على أساس العرق والطائفة سيكون البديل وبالتالي فإن مجتمعاتنا سوف تمر بما مرت بها الدول والشعوب الأوربية من حروبٍ طاحنة وعلى أسسٍ عرقية ومذهبية بحيث تحصد أرواح الملايين كما حصلت في الحربين العالميتين الأولى والثانية والتي راحت ضحية الحرب العالمية الثانية فقط ما يزيد على مليوني قتيل، ما عدا الخراب الذي دمر البشر والحجر والتي ما زالت بعض المجتمعات الأوربية تعاني منها، ناهيك عن تدمير البنية التحتية والأموال الطائلة والتي ما زالت تصرف على التسليح والأعتدة. وأخيراً ومن بعد أن ينال الخراب والدمار كل مجتمعاتنا وبعد أن نستنزف قوى بعضنا نأتي إلى طاولة المفاوضات لنتوافق على قضايانا الإشكالية، كما مرت بها أوروبا؛ حيث لا يمكن للعنف ووفق مبدأ القوة والهيمنة أن تحل بها قضايا الشعوب والأمم، بل وأي قضية حقوقية إنسانية، لذلك لا بد من التوافق والاتفاق على حل قضايانا الخلافية.

وفي النهاية نود أن نقول كلمة أخيرة لا بد منها: إن كانت هناك بعض القوى والدول ما زالت تؤمن إنها تستطيع عن طريق الإبادة الجماعية والجينوسايد وحملات الأنفال والسبي والغزو وتهجير الكورد القسري أو (الطوعي) وتحت الحاجة والعوز والرعب إلى خارج حدود أقاليم كوردستان، وكذلك عن طريق نفي الوجود والهوية الكوردية ومحاولات الصهر من قبل تلك الحكومات؛ إما عن تهميش وطمس الثقافة واللغة الكورديتين والمنع والحجز عليهما أو بجلب بعض العشائر والعائلات العربية إلى المناطق الكوردية وذلك بهدف تغيير التركيبة الديموغرافية لتلك المناطق أو عن طريق غيرها من الإجراءات و(المشاريع) الشوفينية والعنصرية بحق الشعب والجغرافية الكورديتين، فإننا نقول لهؤلاء ولكل غلاة العنصرية والتطرف: بأن أزمنة الأمة الواحدة والقومية الواحدة والحزب الواحد والرئيس الأوحد قد ولى دون رجعة، ولكم في تجربة كل من الدول الاشتراكية وتحديداً الإتحاد السوفيتي السابق والتي حاولت صهر كل الأمم والشعوب والقوميات في مفهومٍ واحد وشامل عرفت بـ(الأممية الشيوعية) وكذلك في تجربة بلدان الظلام والطغيان من (صدام) إلى (طالبان) مثال وموعظة، بل يجب أن تُكوّن وتشكل لدينا – تلك التجارب المريرة في حياة الشعوب والأمم – نوع من عوامل الردع والمراجعة من أن نستمر في خوض تلك التجارب لحلول قضايانا ومشاكلنا وهكذا فلا بد من العودة إلى طاولة المفاوضات والبحث عن حلول توافقية ترضينا جميعاً و إلا فإن العنف والإرهاب سيكون (سيد الأحكام).

 

220

 

 

 

الكورد وحركة التاريخ

 

 

قراءة التاريخ الإنساني والحضاري تؤكد على جملة حقائق مهمة في رحلة الشعوب والأمم عبر تلك العصور والأحقاب ومن أبرز تلك الحقائق ما يمكن تعريفه بالمسار الحتمي لتطور الأمم وذلك عبر سلسلة طويلة من النظم الاجتماعيةالاقتصادية الأدنى مرتبة إلى الأكثر سمواً ومعرفةً وارتقاءً؛ أي أن التاريخ الإنساني بدء من الهمجي البدائي وكجزء من مملكة الحيوان يعتمد في نمطية المعيشة والحياة على غرائزه الطبيعية وكذلك في علاقته بالبيئة والمناخ الطبيعي وهكذا ومروراً بعدد من النظم الاجتماعية السياسية وصولاً إلى مجتمعاتنا الحديثة حيث الدولة المدنية الديمقراطية الحرة في عدد كبير من عالمنا المعاصر وعلى الأخص في الجزء الجنوبي منه وها هو الشمال يريد أن يحقق منجزه التاريخي واللحاق بالجزء الجنوبي في إرساء دعائم الدولة الحديثة القائمة على الحريات العامة ومبادئ العدالة وحقوق الإنسان وذلك عبر مخاضٍ عسير من الثورات والانتفاضات التي تعيشها شعوب وبلدان منطقتنا الشرق الأوسطية عموماً والعربية على وجه الخصوص.
وبالعودة ومرة أخرى إلى التاريخ الحديث _تحديداً
والتوقف عنده؛ فسوف نتأكد من حقيقة الدورة الحتمية لتطور الشعوب وذلك عبر مرورها بمراحل تاريخية محددة يمكن تسميتها بالطبيعية أو بـ(البيولوجيا الاجتماعية) وذلك على غرار العمر الطبيعي للكائن الحي الإنسان نموذجاً حيث مرحلة الجنين والولادة ومن ثم الشباب والمراهقة وصولاً لمرحلة الرجولة والعطاء وأخيراً الشيخوخة والموت (الاندثار). وهكذا فإن المجتمعات البشرية تعيش مراحلها البيولوجية والتي تشبه إلى حدٍ كبير الحياة الطبيعية للبشر؛ حيث المرحلة الجنينية وولادة المجتمعات البشرية والتي تعود إلى مراحل معينة ومتأخرة للإنسان النياندرتالي وحياته البدائية في كهوف الشرق وصولاً إلى النظم السياسية الاجتماعية المتلاحقة والمتصارعة من “الملكيات والارستقراطيات، إلى الحكومات الدينية، إلى الفاشية والديكتاتوريات الشيوعية” وأخيراً الحكومات الديمقراطية الحرة في أوروبا والولايات المتحدة الأمريكية.

وهكذا فإن عدد كبير من شعوب وبلدان العالم قد أنجزت منجزها التاريخي؛ بالوصول إلى العالم الليبرالي الحر وهناك عدد من الشعوب والأمم ما زالت تكافح وتعمل لتحقيق المرحلة التاريخية الأهم في حياة شعوبها وإن عدنا وللمرة الثالثة إلى تاريخ الأمم فسوف نجد بأننا نسير على خط التطور الطبيعي البيولوجي للحضارة الإنسانية وبأن بعض الأمم قد سبقت غيرها في الزمن التصاعدي الحضاري ويأتي في المقدمة كل من الحضارة الأمريكية والأوروبية؛ فمنذ الثورة الفرنسية 1789 والعالم يشهد تحولات جذرية على مستوى الفكر السياسي والذي أودى بالنظم الفردية الاستبدادية في عدد من بلدان أوروبا لتشهد الساحة الدولية عدد من الجمهوريات الديمقراطية وذلك بعد مخاض عسير وخوض حربين عالميتين أودى بحياة ملايين البشر وكنتيجة حتمية بين الجمهوريات الديمقراطية الناشئة من جهة وبين تلك النظم الفاشية الاستبدادية الشمولية من جهة أخرى ولينتهي الصراع بدحر الفاشية في أوروبا الغربية ولكن يبقى الصراع وذلك بتحول عدد من بلدان أوروبا الشرقية أقل تطوراً حضارياً عن مثيلاتها في أوروبا الغربية من النظم الفردية الملكية إلى النظم الاستبدادية الشمولية وذلك مع نجاح البلاشفة (الشيوعية) في استلام الحكم في الإتحاد السوفيتي وبلدان أوروبا الشرقية.. إلى أن كان نهايات الثمانينات وانهيار تلك النظم الديكتاتورية من خلال حركة المجتمع التصاعدية الحضارية.

إذاً حركة المجتمع محكومة بالمسار الطبيعي البيولوجي للتطور الحضاري لهذه الأمم والشعوب وما يميزها هو الفارق الزمني بين تلك الحضارات ودرجة الرقيّ والتمدن والسلوك الحضاري المدني وبتعبير السياسة؛ التوافق حول عقد اجتماعي (دستور مدني) ينظم حياة مجموع مواطني البلد المعين ووفق نظام برلماني ديمقراطي حر.. وقد وجدنا ومن خلال حركة المجتمعات بأننا

221

محكومون بهذا المسار الطبيعي حيث السبق كان للأوروبيين والأمريكيين الشماليين ومن بعدهم جاءت المجموعة الاشتراكية واليوم فإن بلداننا المشرقية تسير على نفس الخطى متأخرة عن تركيا بأكثر من عقدين من الزمن؛ حيث أن تركيا اليوم هي ليست تلك التي أرسى دعائمها العقلية الطورانية العنصرية وجمعية تركيا الفتاة بزعامة الأب الروحي للفاشية التركية (مصطفى كمال أتاتورك).

أما الكورد فهم في آخر المقطورة مع غيرهم من بعض الشعوب المستضعفة والمغلوبة على أمرها كالأمازيغ والفلسطينيين وغيرهم من الأمم التي لم تحقق المنجز القومي وذلك من خلال كيان سياسي عنصري يضمهم وليدخلوا نفق المرحلة العنصرية (القومية) والنظام السياسي الشمولي من خلال حركة أو حزب قومي أيديولوجي متطرف يمجد الحالة العنصرية ويؤله زعمائها كما هو الحال عند الكورد في هذه المرحلة التاريخية من نهضتها وتطورها الطبيعي الحضاري وبالتالي فإننا؛ أي نحن الكورد ومثل كل أمم وشعوب العالم سوف نمر بمرحلة الدولة (الكيان السياسي؛ إقليم فيدرالي أو إدارة وحكم ذاتي) الشمولية الاستبدادية والزعيم الروحي الخالد إلى أن يشهد المجتمع الكوردي حركة تاريخية تصاعدية تقدمية وبالتالي تحقق ثورتها الاجتماعية من خلال الأتيان بالبديل الديمقراطي الليبرالي الحر.. وقد تستغرق الحالة بعض الوقت ولكن وبالتأكيد فإنها سوف تكون أقل مدةً وزمناً وهمجيةً من تجارب الآخرين الذين سبقونا في هذا المضمار الحضاري التطوري؛ كوننا سوف نستفيد من تجاربهم.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

222

الكوردي.. كائن مستلب!!

 

 

نعم لديكتاتورية العمال الكوردستاني

..وألف لا لدولة “داعش” الإسلامية أو حتى العروبية.

لنتعرف بدايةً على العنوان ومفهوم السلبية أو اللامبالاة دلالةً وإصطلاحاً؛ حيث تقول الموسوعة الحرة في ذلك ما يلي: “اللامبالاة حسب علم النفس هي حالة وجدانية سلوكية، معناها أن يتصرف المرء بلا اهتمام في شؤون حياته أو حتى الأحداث العامة كالسياسة وإن كان هذا في غير صالحه. مع عدم توفر الإرادة على الفعل وعدم القدرة على الاهتمام بشأن النتائج أو هي قمع الاحاسيس مثل الاهتمام والاثارة والتحفز أو الهوى، فاللامبالي هو فرد لا يهتم بالنواحي العاطفية أو الاجتماعية أو الاقتصادية وكذلك قد يبدي الكسل وعدم الحساسية. وقد يكون هذا التصرف جراء عدم قدرة المرء على حل المشكلات التي تواجهه أو ضعفه أمام التحديات. إضافة إلى استخفافه بمشاعر الاخرين أو باهتماماتهم الثانوية كالطموح والامال والهوايات الفردية أو المشاعر العاطفية المختلفة كالحب والكراهية والخصام والحسد وغيرها إذ أن اللا مبالي لايجد اي فرق بين كل تلك المشاعر وان لم يبد هذا الامر صراحة امام الاخرين” وتضيف الموسوعة بأن “أول من انشأ مصطلح السلبية أو اللامبالاة هم الرواقيون: انطفاء المشاعر بسبب سيادة العقل. وفي المسيحية دخلت اللامبالاة الفكر الديني على يد كلمنس الكسندروس الذي اعتمد المصطلح للتعبير عن الازدراء من جميع الشواغل الدنيوية، حالة من إماتة الجسد، كما يصف الإنجيل. الفيلسوف روبرت مينارد هاتشينز اوضح ان موت الديموقراطية هو بسبب اللامبالاة السياسية. الدكتور النفسي روبرت مارين يقول إن اللامبالاة ممكن اعتبارها عرض أو متلازمة أو مرض”.

وهكذا فإن الإنسان أو الكائن السلبي والمسلوب الإرادة اللامبالي هو الكائن المعطل من أي مبادرات ذاتية خلاقة تبرز جانبه الإيجابي الفاعل في الحياة حيث يكون في كل شيء تابعاً خانعاً ذليلاً للآخر ومشاريعه المختلفة؛ الدينية والفكرية وأخيراً السياسية فهو في أقصى طاقاته “الإنتاجية” يحاول مسايرة الآخر وتقليده، بل وفي أغلب الحالات تمجيد الآخر والولاء له ولمشاريعه المختلفة.. وبالتأكيد فإن هذه الخاصية هي ليست نتاج جينات وراثية بأمة وشعب ما وإنما تكونت وتبلورت في مجتمع ما وذلك عبر مسيرة تاريخية طويلة من القمع والإلحاق والإذلال والخنوع وهكذا فهي صفات سايكولوجية إجتماعية مكتسبة تتوارثها الأجيال عبر منظومات ثقافية فكرية خانعة تكرس الضعف والهوان تحت شعار “السلامة والتعايش المشترك والأخوة الزائفة” و”ربي السترة” و”من الحيط للحيط” و”من يتزوج أمي نقول له عمي”.. وإلى آخر الإسطوانة التي تمجد طغيان وإستبداد الآخر بحجة السلامة والإبتعاد عن الدخول في مواجهات “لسنا مستعدين لها” وهم في حقيقة الأمر يخفون جبنهم وسلبية الإرادة والقرار السياسي والنابع من سايكولوجية الإنسان المقهور، بل المسلوب الإرادة حيث إن الأخير يعبر عن أسوأ حالات القهر الإنساني والذي يكون فيه الإنسان قد تخلى عن كل القيم الإنسانية في الكرامة وعزة النفس والدفاع عن الذات في وجه الإستعباد والإذلال للشخصية الوطنية.

وبالتالي فإن القبول بحالة “الديكتاتورية الوطنية” تكون سايكولوجياً نفسياً أفضل من الحالة السلبية اللامبالية والخنوع لإرادة الإستعباد والإستعمار الخارجي وقد يستغرب الكثير منكم؛ أن أدعي إنتمائي للنهج الليبرالي الديمقراطي وكوردياً للبارزانية وأنا أقول كلاماً كالذي جاء به عنوان البوست كون الآبوجية هي الخصم والمنافس للبارزانية من جهة ومن الجهة الأخرى تفتقد لبعض المرونة الديمقراطية وتمارس سياسة أقرب إلى حالة الاستبداد والديكتاتوريات التي عرفناها في المنطقة العربية والشرق أوسطية عموماً ولكن وعندما تكون هناك مقارنة وتفضيل بين الحالتين فالبتأكيد سيكون الأفضلية وبدون تردد للأوجلانية وعلى حساب الداعشية والعروبوية النافية والملغية لشخصيتي الوطنية الكوردية؛ حيث وبمقارنة بسيطة للمرحلتين النظام سابقاً والكانتونات حالياً ورغم كل السلبيات فإن في مرحلة النظام وعندما كنا صغاراً كانت تفرض علينا لغةً لا نفقه فيها كلمة، بل ويوبخنا “المعلم” وربما يحتقرنا لأننا لا نتقن لغة الضاد وهو يسخر منا وبكل عنجهيته ووقاحته؛ بأننا نتحدث “لغة سنسكريتية” وهي بالمناسبة لغة أجدادنا الأولين وربما لا يعلم الكثير منا تلك الحقيقة ولذلك تجده هو نفسه؛ أي “الكوردي المسلوب” الإرادة وهو يقول عن حديث وكلام لرفيقٍ له: بأنه “سنسكريتي” وذلك في إشارة إلا عدم بلاغته أو غوغائيته وللأسف بلهجة تهكمية ساخرة وهكذا نكون قد تنكرنا لشخصيتنا وذاتنا الكوردية وفي حالة إستلاب كلي للشخصية.

223

لكن ما نجده اليوم ورغم كل سلبيات الكانتونات والإدارة الذاتية؛ فإن أطفالنا يتوجهون لمدارسهم وهم يتعلمون بلغة الأم وبإفتخار وعزة وكرامة في تكوين شخصية وطنية تفتخر بالإنتماء للجذور التاريخية والقومية.. وأعتقد بأن الفارق شاسع بين أن تتعرض في اليوم الدراسي الأول بحياتك طفل في السادسة من العمر للتوبيخ والإستهزاء والسخرية من المعلم وهنا المعلم يمثل القدوة والمثال للإقتداء به من قبل التلميذ وذلك من بعد شخصية الأب وبين أن يستقبلك معلمك وأستاذك بلغتك وهو يبتسم حيث الفارق عميق من الناحية النفسية السايكولوجية؛ ففي الحالة الأولى التوبيخ والسخرية منك ومن لغتك “السنسكريتية، الكوردية” تعني تحطيم وتقزيم الشخصية الوطنية والدخول ضمن القوقعة الإنطوائية وهي تمهيد لحالة تكريس شخصية العبد لدى الإنسان المسلوب الإرادة بينما في الحالة الأخرى التعلم بلغتك والإعتزاز بها وبثقافتك وتاريخك.. فإنها تعمل على تكوين وترسيخ الشخصية الوطنية الكوردية والإفتخار بها وبالتالي فإن الفرق بين الحالتين سوف يجعلنا أن نفضل حالة الاستبداد الوطني على الإسلام الداعشي أو حتى العروبي القومي وهما في الحالتين؛ الإسلامية والعروبية يقمعان الشخصية الوطنية الكوردستانية وهذه ليست دعة للحالة العصبية والعنصرية للقومية، بل هي دعوة لبناء الشخصية الكوردية الفاعلة والإيجابية وبعيداً عن الروح السلبية الإنعزالية.

وأخيراً نأمل من كل الذين يعملون في الحقلين الثقافي والسياسي الكوردي تدارك هذه الخصوصية في بناء الذات الكوردية في المرحلة الحالية والعمل على وحدة الكلمة الكوردية ومن خلال برنامج سياسي وإستراتيجية واحدة كون المرحلة تتطلب منا جميعاً الحرص على الوحدة الوطنية وإلا فإن التاريخ لن يرحم أحد ونعيد المأساة الكوردية المتكررة عبر التاريخ والتي تقول بأن “الكورد يخسرون على طاولة المفاوضات كل ما حققوه من مكاسب في معاركهم البطولية”.. وهكذا فلنتعلم أن نعمل من أجل القضية وأن ننتقل من مرتبة العبد إلى مرحلة السيد الذي يملك مشروعه الحضاري الخاص به وذلك بدل أن يكون عاملاً أجيراً في مشاريع الآخرين وإلا فإن كوردستان سوف تكون في مهب الريح مرة أخرى وبالتالي نستحق لعنة الأجيال القادمة.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

224

المؤتمر القومي الكوردي..؟!!

 

 

نقلت عدداً من المواقع الكوردية خبراً مفاده بأن هناك مشاورات بخصوص انعقاد المؤتمر القومي الكوردي وقد كتب موقع ولاتي نت بهذا الصدد الخبر التالي: ((التقى الدكتور كمال كركوكي عضو المكتب السياسي في الحزب الديمقراطي الكوردستاني وأحمد كاني مسؤول العلاقات الوطنية وفداً من شمال كوردستان وكان مؤلفاً من البرلمانية مكية بيرتان وعبدالله ديمرباش مسؤول الهيئة السياسية في مؤتمر المجتمع الكوردستاني و البرلمانية اوزدل اوجر ومحمد ديميز ممثل h d p وشيلان أمين اوغلو وجمال جوخشون ممثلين عن b d p يوم الأثنين في 9/6/2014 بمدينة هولير)) وأضاف المصدر نفسه ((حيث رحب الدكتور كمال كركوكي بالوفد الضيف بحرارة مؤكدا على ضرورة توحيد الموقف والخطاب الكوردي واحترام الإرادة الكوردية في الأجزاء الأربعة من كوردستان في هذه المرحلة الحساسة منوها الى دعمه ومساندته لعملية السلام وإيجاد حل للقضية الكوردية في شمال كوردستان)).

وأضاف المصدر السابق ((وعن انعقاد المؤتمر القومي الكوردي أوضح كركوكي بأن التحضيرات لانعقاد المؤتمر القومي تتقدم ووصلت مستوى جيد وبات من الضروري أن يثمر بالنتائج المرجوة كما وأعلن كركوكي دعم ومساندة الديمقراطي الكوردستاني لمطالب الشعب الكوردي في غرب كوردستان على أساس حق تقرير المصير للشعب الكوردي وأن تعبر جميع الأطراف عن موقفها ورؤيتها بحرية.. ومن جهتها أوضحت البرلمانية عن مدينة ” قرس” مليكة بيرتان مع اقتراب انعقاد المؤتمر القومي الكوردي بات من الضروري أن تتوافق القوى السياسية الكوردية بغية إنجاحه منوهة إلى أنه سينبثق عن هذا المؤتمر نتائج ترضي جميع القوى الكوردستانية وسيحمل المؤتمر رسائل كوردية لكافة القوى الدولية والإقليمية وتوحيد القوى الكوردية سيجعل من الشعب الكوردي لاعبا مهما في الشرق الاوسط مضيفة أن عملية السلام بين قنديل و الحكومة التركية وصلت إلى مراحل متقدمة)).

وقال الموقع المذكور ((وأما بخصوص غرب كوردستان أكدت بيرتان على ضرورة توحيد القوى السياسية وعدم تهميش أحد مشيرة إلى أن الهدف من زيارتهم هو لقاء تشاوري مع القوى الكوردية في جنوب كوردستان وذلك سعيا لانعقاد مؤتمر خاص بغرب كوردستان في مدينة انقرة التركية بغية الحوار مع القوى الكوردية في غرب كوردستان والمسؤولين الأتراك والمعارضة السورية والإيرانيين. ومن جانبه أشار كمال كركوكي أن كافة الأطراف تعلم أن موقف الديمقراطي الكوردستاني واضح بخصوص القضايا القومية إلا أنه يتعرض لهجمات وحملات إعلامية بغية تشويه صورته من خلال استغلال حفر الخندق الذي يهدف إلى حماية أمن وسلامة جنوب وغرب كوردستان لافتا إلى وجود معبر قانوني بين جنوب وغرب كوردستان إلا أنه كانت هناك محاولة لخلق التوتر بين الطرفين والإيحاء بأن الخندق سيفصل جنوب كوردستان عن غربه. وختم كركوكي حديثه مؤكداً أن تاريخ الحزب الديمقراطي الكوردستاني يشهد له بالمواقف القومية وسعيه الدائم من أجل مستقبل أفضل للشعب الكوردي)).

بقي أن نقول نأمل أن يتم انعقاد المؤتمر القومي بأقرب وقت ممكن وذلك لتوحيد القوى الكوردية والاتفاق على ورقة عمل استراتيجية بخصوص مجمل القضايا الوطنية والقومية وفي الأجزاء الأربعة للوطن الكوردستاني المجزأ والمغتصب من عدد من الكيانات السياسية الغاصبة للأرض والقضية وخصوصاً فيما يتعلق بالجزء الغربي منه وكذلك إقليم كوردستان (العراق) حيث ذاك الجزءان يتمتعان اليوم بخصوصية الأحداث الساخنة ومستجدات السياسة؛ ففي الجزء الغربي هناك الصراع الداخلي وتفتيت لجغرافية سوريا وملامح بروز كيان كوردي إن عرفنا كيف ندير دفة السياسة داخلياً وإقليمياً وبمساعدة دولية وهنا يتطلب من الإخوة في الاتحاد الديمقراطي (PYD) ومجلس غربي كوردستان كونهما “سلطة الأمر الواقع” العودة عن سياستهم الخاطئة في تهميش وإقصاء الطرف الكوردي الآخر (المجلس الوطني الكوردي) وتحديداً الحزب الديمقراطي الكوردستاني (سوريا) وكذلك فك الارتباط عن المحور السوري الايراني والتنسيق مع إقليم كوردستان (العراق) حيث المصلحة الكوردية تتطلب ذلك وقد رأينا كيف قامت (حماس) باتخاذ هذه الخطوة الجريئة وذلك عندما تطلبت المصلحة الفلسطينية ذلك، إلا إن كان ارتباطهم مع المحور الايراني جزء من الهلال الشيعي فعند ذاك سوف تتغير كل المعادلة السياسية.

225

وهناك أيضاً قضية داعش وتهديد إقليم كوردستان (العراق) وخاصةً المناطق الكوردستانية خارج الاقليم “المتنازع عليها” وتحديداً كركوك وكما يقال في المثل الشعبي؛ رب ضارةً نافعة وهكذا فربما هذه اللعبة الاقليمية (محور إيران سوريا العراق) في إخلاء الساحة لهذه الجماعات الدينية (السنية) المتطرفة والجهادية وتحريكهم باتجاه المناطق الكوردية في ورقة ضغط على الإقليم لتقديم المزيد من التنازلات لبغداد من جهة ومن جهة أخرى إضعاف كل من الكورد والسنة في المنطقة تكون سبباً في اتفاق الكورد من جهة انعقاد المؤتمر القومي وكذلك الدفاع المشترك عن المناطق الكوردية وغرفة عمليات مشتركة بين كل من قوات الحماية الشعبية والبيشمه ركة ومن الجهة الأخرى تحريراً للأرض والقرار السياسي لكل من الإقليم وضم المناطق الكوردستانية والتي ما زالت خارج إدارة الإقليم وبما فيها كركوك وكذلك الجزء الغربي من كوردستان وبالتالي تكون ساعة الصفر في إعلان دولة وربما أكثر من دولة كوردستان.

 

 

 

 

 

 

226

الوطنية ..

هل سوريا وطن أم دولة إحتلال؟!!

إنني عندما طرحت السؤال ((ما هي الوطنية)) في البوست السابق أردت الوقوف من خلاله على نضج فكرة الوعي السياسي لدى الإنسان الكوردي وقد جاءت النتائج وكما توقعت مخيبة للآمال ولذلك فدعنا نقف بدايةً على تعريف الوطنية ومدلولاتها العامة وذلك بحسب الموسوعة الحرة؛ حيث تقول في ذلك؛“اختلفت تعريفات الوطنية عند الباحثين باختلاف المناهج الفكرية لديهم فمنهم من جعلها عقيدة يوالي عليها ويعادي , ومنهم من جعلها تعبيرا عاطفيا وجدانيا يندرج داخل إطار العقيدة الإسلامية ويتفاعل معها.ومن ضمن هذه التعاريف: 1_ العاطفة التي تعبر عن ولاء الإنسان لبلده. 2_ انتماء الإنسان إلى دولة معينة يحمل حنينها , ويدين بالولاء لها. 3_ تعبير عن واجب الإنسان نحو وطنه. 4_ الوطنية تعبير قومي يعنى حب الشخص , وإخلاصه لوطنه. 5_ قيام الفرد بحقوق وطنه المشروعة في الإسلام“. وهكذا فإننا نجد في التعبيرات والتعريفات السابقة جميعاً بأن الوطن والوطنية تتمحور حول علاقة الإنسان بمكان الولادة والانتماء إلى جغرافية محددة تشعره بالأمان والارتباط بها.. وبالتالي فهي علاقة عاطفية وجدانية بين المرء ومكان إقامته (دولته)، لكن الدولة نفسها مصطلحاً سياسياً جديداً ومتغيراً معنى وحدوداً؛ حيث الدولة القومية في عصرنا تختلف عن الإمبراطوريات التاريخية السابقة كالعثمانية والرومانية وكذلك فهي غير الاتحاد الأوربي أو دول الخليج العربي والتي في طريقها إلى شكل جديد من أنماط الدولة القادمة وربما تكون فيدرالية أو كونفيدرالية.

وبالتالي وفي حالتنا السورية وتحديداً نحن الكورد، وبالمناسبة هي حالة كورد الأجزاء الأخرى أيضاً ماذا تكون سوريا لنا؛ هل هو وطن أم دولة احتلال وحيث نعلم بأن هناك جزء كوردستاني ملحق بالدولة السورية بموجب اتفاقيات دولية استعمارية. وبالتالي وحسب القانون الدولي تعتبر سوريا دولة احتلال لكوردستان وذلك إن كنا نعتبر قضيتنا في سوريا؛ “قضية أرض وشعب” وليس (مهجرين أو أقلية عرقية مهاجرة تعيش ضمن الأراضي السورية). وهكذا وفي هذه الحالة فإن سوريا لا تعتبر وطناً لي أنا الكوردي، بل تعتبر دولة احتلال وخاصةً إن سوريا نفسها كجغرافية سياسية لم تلد إلا من خلال مشروع استعماري تقسيمي..وناهيكم عن السياسات الشوفينية والقوموية التي مورست بحقنا كشعب وجغرافية وقضية والتي كانت توجب على الحركة السياسية والثقافية الكوردية أن تقوم ببلورة تلك المفاهيم السياسية في خطابها الفكري.. ولكن يبدو أن كلا الحركتين وتحديداً الحركة السياسية الكوردية خضعت تدريجياً للخطاب المبتور والملقن “أمنياً” أو على الأقل الخاضع له ولظروفه وبالتالي مارست نفاقاً فكرياً وأيديولوجياً بحيث شوهت بعض القيم المفاهيمية ومنها قضية الوطن والوطنية.

 

 

 

 

 

227

كوردستان؛ الدولة القومية.

..هي المطلب السياسي والتاريخي لشعبنا.

 

تطرح اليوم في الساحة السياسية الكوردية أكثر من مشروع سياسي لحل المسألة الكوردية وحيث يقف خلف كل مشروع من المشاريع السياسية إحدى الكتل الكوردستانية الفاعلة في الساحة ومن خلال قراءة سريعة للتكتلات ومشاريعها سوف نجد بأن كتلة البارتي؛ الحزب الديمقراطي الكوردستاني (العراق) ومتفرعاته وحلفائه من القوى والأحزاب الكوردستانية أو الدولية هي صاحبة المشروع القومي التقليدي في بناء الدولة الكوردية القومية وإن كان على جغرافية الإقليم الكوردستاني الملحق بالدولة العراقية، لكن هناك الكثير من المعيقات والموانع الداخلية حتى من بعض الأطراف الكوردستانية وكذلك الإقليمية ومصالح بعض مراكز القرار الدولي وتحديداً أمريكا والتي تجبر قيادة الإقليم على تأجيل الإعلان عن الدولة/الحلم رغم أن إقليم كوردستان (العراق) ومن الناحية العملية هي دولة (غير معلنة) حيث لا تخضع للمركز بغداد في أي قرار سيادي لها وإن المسألة متوقفة على خطوة الإعلان عن الدولة وما نلاحظه؛ أن كلما كان هناك تمهيداً لإعلان مشروع الدولة الكوردية، تخلق العديد من المشاكل الداخلية والخارجية لإقليم كوردستان.

أما المشروع الكوردستاني الآخر؛ فهو مشروع العمال الكوردستاني القديم المتجدد والذي يتجسد في مشروع “الأمة الديمقراطية” ونظام الإدارات الذاتية والكانتونات حيث يرى بأن عصر الدولة القومية قد ولى وأن أفضل الصيغ السياسية لحل أزمة شعوب المنطقة هو العمل وفق نظام المجالس والكانتونات الديمقراطية وذلك على غرار نظام الكانتونات المعمول بها في أوربا الغربية، لكن يبدو أن الإخوة في منظومة المجتمع الديمقراطي لا يأخذون الفارق الحضاري بين مجتمعاتنا الشرقية والتي ما زالت تعاني من الفقر والتخلف والأزمات السياسية والصراعات المذهبية والعنصرية الإثنية وبين المجتمعات الغربية والتي قطعت أشواطاً بعيدة في بناء المجتمعات المدنية الديمقراطية. وبالتالي لا يمكن حرق المراحل وبناء نظام ديمقراطي مدني في واقع إجتماعي عنصري متخلف.. وكذلك فإن هذه المقولة تنطبق على أصحاب “مشروع دولة المواطنة” والتي يتبناه الإخوة في الإتحاد الوطني الكوردستاني وبعض التيارات الكوردية في الإقليم الكوردستاني الملحق بالدولة السورية حيث ما زالت فكرة المواطنة على أساس الإنتماء لجغرافيا وطنية فكرة غير سائغة ومقبولة لدى المواطن الشرقي عموماً والذي يجد إنتماءه الحقيقي إلى المكون الديني المذهبي والإثني العرقي وما نجده اليوم من صراعات طائفية وعرقية في مناطقنا إلا تجسيداً لهذه الإنتماءات الماقبل دولتية حيث ما زالت مجتمعاتنا تنتمي للثقافة القبلية الطائفية وإلى فكرة ومبدأ القوميات والتي أي الدولة القومية ما زالت هي المخرج الحقيقي للعديد من الأزمات والصراعات والحروب الداخلية في الشرق والعالم عموماً.

وربما يقول البعض بأن عصر الدولة القومية قد إنتهى أو في زوال كما يتطرق إليه الدكتور أحمد نسيم برقاوي في مقالة له تحت عنوان (الفكر العربي وأسئلة الراهن) حيث يكتب؛ ربما “قائل يقول: إنك تتحدث عن العرب الأمة – الدولة في عصر يأذن بزوال الدولة القومية وهذا قول باطل بالمرة”. ويضيف د. برقاوي “إن الدولة القومية حتى الآن باقية فاعلة إلى أبعد الحدود لكن العلاقات الدولية هي التي تغيرت وهي التي تظهر الآن مفهوماً جديداً للسيادة القومية يقوم على حرية الفعل الاقتصادي – المالي خارج حدود الدولة القومية”. ولتوضيح الفكرة يكتب: “ولدينا مثالان ساطعان يدلان على استمرار الدولة القومية كحلمٍ إنساني. بعد البيريسترويكا وتحطيم جدار برلين عادت ألمانيا دولة قومية واحدة، لماذا لم تبق ألمانيا دولتين شرقية وغربية؟ ما الذي دفع الألمان لإعادة الدولة القومية الواحدة. وبعد تفكك الدولة السوفييتية المتعددة القوميات عادت القوميات لتكوين دولها حتى الصغيرة منها التي لا تُرى بالعين المجردة كأستونيا وملدافيا وليتوانيا.. وما زال الشيشان يطمحون لتكوين دولتهم القومية”. وهكذا يصل إلى الخاتمة والتي يقول فيها؛ “إذاً أمة كانت دولتين فصارت دولة – أمة ودولة متعددة القوميات تحولت إلى دول قومية. هذا جرى في نهاية القرن العشرين وليس في عصر القوميات، لكن سؤال الدولة – الأمة لم يعد مطروحاً فقط في حقل الوعي القومي بل في حقل المصالح الأساسية للبشر الذين يشعرون بالانتماء إلى هوية قومية”.

228

وبالتالي يخرج الدكتور أحمد برقاوي بالفكرة والنتيجة التي تؤكد على أن؛ “دون هذا أي الدولة القومية (إضافة من كاتب المقال) لا يمكن الحديث عن علاقة مع العالم يكون فيها العرب فاعلين لا موضوع هيمنة”. وإنني أتفق تماماً مع قراءة الدكتور برقاوي؛ بأن عصر الدولة القومية لم تنتهي بعد وإن كانت الدوافع والأسباب والمهام الموكلة للدولة القومية قد طرأ عليها بعض التغيرات والتحوير لكن ما زالت الدولة القومية تحتفظ بكل حيويتها لدى الشعوب وخاصة تلك التي تعاني من التخلف والفقر والقهر والإستبداد العنصري القومي والمذهبي الديني، حيث أن هذه الشعوب تحتاج بدايةً إلى تكوين هوياتها القومية العرقية داخل جغرافياتها السياسية في دول قومية خاصة بها ومن ثم وبعد إشباع هذا الجانب العاطفي الوجداني لدى شعوبنا والذي يمكن تسميته بـ”الغريزة القومية” يمكننا الحديث عن مجتمعات مدنية ديمقراطية وتحالفات فيدرالية وكونفدرالية ونظام كانتونات وأمم وشعوب ديمقراطية ..أما قبل إنجاز المرحلة القومية فبقناعتي كل حديث عن الأمم الديمقراطية هو كلام في العبث وقفز وحرق للمراحل التاريخية وإعادة للتجربة الإشتراكية الفاشلة داخل مشروع “الدولة الأممية”.

 

 

229

إستقلال كردستان

والظرف المناسب أم المنافق!!

بحسب شفق نيوز/ فقد (ذكر الاستاذ في القانون والعلاقات الدولية في الجامعة الأمريكية بول ويليامز ان كوردستان تخطط لإجراء استفتاء في 25 سبتمبر 2017 لتحديد ما إذا كان شعبها يريد كوردستان ان تصبح دولة مستقلة بينما العراق يعترض على الاستفتاء. وذكر ويليامز في مقاله المنشور بصحيفة “هوف بوست” ان عددا من المعلقين تناولوا مسألة ما إذا كان كوردستان يحق لها أن تصبح دولة مستقلة) .. وللرد على السؤال فإنه قال: ((تناولت محكمة العدل الدولية مباشرة في فتواها بشأن كوسوفو مسألة ما إذا كانت كيانات الدولة الفرعية قد تعلن الاستقلال. وفي عام 2008، أعلنت حكومة كوسوفو المؤقتة استقلالها من جانب واحد. واعترضت صربيا على أن هذا يشكل انتهاكا للقانون الدولي. وبناء على طلب صربيا، أحالت الجمعية العامة للأمم المتحدة المسألة إلى محكمة العدل الدولية. وأصدرت محكمة العدل الدولية فتواها بعد سنتين في عام 2010. ورأت المحكمة أن “القانون الدولي العام لا يتضمن أي حظر ساري المفعول لإعلان الاستقلال”. وبصورة أكثر تحديدا، قررت المحكمة أن إعلان كوسوفو الانفرادي عن الاستقلال من صربيا لا ينتهك القانون الدولي)).

كما وأضاف الكاتب؛ ((وعلى مدى القرن الماضي، أجرى عدد مفاجئ من كيانات الدولة الفرعية استفتاءات تتعلق بالاستقلال. وفي الفترة ما بين عامي 1905 و 1991، عقد 52 كيانا من كيانات الدولة الفرعية استفتاءات تتعلق بالاستقلال. ومنذ عام 1991، تم إجراء 53 استفتاء ذات صلة بالاستقلال، بما مجموعه 105 استفتاءات. بالإضافة إلى كوردستان، هناك ثلاثة استفتاءات من المقرر أن تحدث بحلول نهاية عام 2019 (كاتالونيا، كاليدونيا الجديدة، بوغانفيل). ومن بين الاستفتاءات ال 53 منذ عام 1991، كان هناك 26 استفتاء دون موافقة الدولة الوطنية. ومن المثير للاهتمام أن عددا من الكيانات الفرعية التي عقدت استفتاءات مستقلة دون موافقة الدول الوطنية قد أصبحت في نهاية المطاف دولا مستقلة. على سبيل المثال، جميع الدول التي كانت سابقا أعضاء في الاتحاد السوفياتي اجرت استفتاءات الاستقلال دون موافقة الاتحاد السوفياتي، والاتحاد السوفياتي اعترض في البداية على إعلاناتهم اللاحقة للاستقلال. غير انها جميعا دول مستقلة الآن)).

وأخيراً ختم حديثه ببما يلي ((وبالمثل، أجرت أربع ولايات كانت في السابق أعضاء في يوغوسلافيا استفتاءات استقلالية بشأن اعتراض يوغوسلافيا. غير انها جميعا دول مستقلة الآن. وفي حالة كوسوفو، حتى الآن، اعترفت 111 دولة بأن كوسوفو دولة مستقلة، على استمرار اعتراض صربيا)).. والآن نتساءل بعد هذا السرد التاريخي لعدد من الوقائع المشابهة لواقع كردستان، هل بقي الشك بأن من حق شعبنا الاستقلال، بل هل هناك شك بأن لا ظروف أفضل من الظروف الحالية وهل يمكن بحال من الأحوال ان تاتي الكيانات الغاصبة لتقدم لك وطناً على طبق من ذهب أو نحاس أو حتى التنك المصدي .. السؤال لأصحاب مقولة: أن الظرف غير مناسب .. يا أيها المنافق!!

 

 

230

 

 

 

 

 

 

“إستقلال كردستان يوحد الغاصبين”

أعداء الكرد لا يحتاجون مبرراً آخراً لعداوتنا!!

إنني كتبت يوم أمس بوستاً قلت فيه؛ “الحمد الله إنني رأيت ذاك اليوم الذي أصبح فيه الكرد محتلاً للآخر بدل أن يكون محتل من الآخر .. يعني فعلاً ربنا يعين قوات سوريا الديمقراطية والإخوة في الإدارة الذاتية؛ فهم في نظر بعض من إخوتهم الكرد يدافعون عن العرب بشبابنا على جبهات “لا ناقة لنا ولا جمل” بحسب إدعاءاتهم، بل يضحون بشباب الكرد في سبيل العرب ومن الجهة الأخرى فإن هذه القوات “قسد” والكرد في نظر بعض الإخوة العرب هم محتلين لهم ولمناطقهم.. وها قد بدأ النظام من جهة والمعارضة الإسلاموية الداعشية من جهة أخرى، بتحريك بعض الخلايا النائمة لتتحرك بدورها ضد تلك القوات قوات سوريا الديمقراطية ولذلك نأمل من الجميع الحيطة والحظر من هكذا أساليب خبيثة تريد ضرب الوحدة المجتمعية في مناطق الإدارة الذاتية وتعطيل الانتخابات القادمة وكذلك عرقلة تحرير الرقة .. “اللعنة على من يوقظ الفتنة” والكراهية حيث نجد بأن كل من المعارضة والنظام وكذلك بعض (أكراد أردوغان مع عربه) و(عرب النظام) تلاقوا على قضية واحدة وهي معاداة مشروع الفيدرالية .. وهنا السؤال برسم هؤلاء للإجابة؛ كيف تلاقيتم أنتم الأعداء المفترضون؟!!”.

وهكذا وكأغلب بوستاتي فقد شكل هذا الأخير كذلك جدلاً على الصفحة من ردود وتعليقات أكثرها مؤيدة مع بعض التوضيحات هنا وهناك ولكن أحد الأصدقاء كتب معلقاً وهو يقول: “قرار البرازاني في العراق يلعب بشكل ما ضد أهداف الكورد في سوريا رغم أنني أدرك أنه من الصعب إدراك ذلك إلا من خلال دراسة بينوية للتفاعلات الإقليمية من طرف محايد”!! وعندما كتبت وبإقتضاب بأنني ضد قراءته تلك عاد وكتب مجدداً؛ (أعلم ذلك …لذلك فقد قلت من الصعب إدراك ذلك …قراره في السياق الحالي لن يؤدي إلا لتعجيل التوافق بين الأتراك و السوريين و الإيرانيين على مواجهة “الفتنة الكوردية”)، بل وأضاف كذلك؛ “التوافقات الروسية التركية ما زاد من زخمها إلا ذلك الشعور بالتهديد الذي أحست به الإدارة الأتركية”، مما جعلني أكتب كرد مقتضب له حيث قلت:

أولاً صياغة الرد لا تعجبني وأنت تحاول أن تجعل من نفسك قارئاً ضليعاً في السياسة والآخر وعيه لا يصل لفك رموز المعضلة الكبيرة والتي أكتشفها حضرتك .. مع العلم بأن القوى التي ذكرتها أي الدول الغاصبة لكردستان هي ومنذ سنوات وأعوام تختلف في كل شيء إلا في المسألة الكردية تتفق ولسبب بسيط؛ كونها دول غاصبة لكردستان ولا تنتظر قرار البارزاني لكي تعادي تطلعات شعبنا في “روج آفا” وهذه ندركها وندرك كذلك؛ بأن الكثيرين يريدون اللعب على هكذا أوتار لزرع المزيد من الشقاق في الأوساط الكردية لعلى وعسى ينجحون في إشعال حرب داخلية كردية وبالتالي وبنشوب تلك الحرب سيتخلصون من الطرفين وذلك بعد أن فشلوا في ضربها من الخارج كقوى ودول إحتلال لكردستان فها هم يريدون نسفها من الداخل، لكن لعلمكم شعبنا بات أكثر وعياً من أن تمرر عليه هكذا سياسات خبيثة لتلك الدول الغاصبة وما نأمله ونتأمله من قيادات شعبنا أن لا تنجر لهكذا حروب قذرة ومدمرة!!

http://xeber24.org/archives/38898

 

 

 

 

231

 

 

 

 

 

 

إستقلال كوردستان

لا يأتي من خلال عنتريات فيسبوكية!!

عزيزي القارئ؛ عندما تقرأ موضوعاً ما حاول أن تقرأ بفكر جدلي وليس بعقلية عقائدية إيمانية بحيث تحمل الآخر مقولاتك وقناعاتك وذلك بدل أن تناقش أفكاره ومواضيعه حيث ومنذ يومين أعدت نشر مقالة قديمة بعنوان؛ “استقلال كوردستان .. بين الإعلان والإقرار على الأرض”. وللأسف فقد أثارت ردود أفعال متشنجة وصلت بالبعض منهم أن يتهمني بالعبودية وبأنني ضد استقلال كوردستان!!! مع العلم إنني أقول في سياق مقالي بأن؛ “أن مسألة الاستقلال حق طبيعي بل بات ضرورياً لأن يكون للكورد دولتهم القومية وكأي شعب وأمة في العالم وليكون لنا شخصيتنا الاعتبارية بين شعوب العالم”. لكنني أضيف وأقول: بأنني “من المؤمنين بأن عراق فيدرالي ديمقراطي مدني أفضل من دولة كوردية ديكتاتورية مستبدة”.

وبالتأكيد فإن مقولتي تلك؛ تفضيل الديمقراطية على الديكتاتورية لا يتناقض مع مقولتي السابقة عن تفضيل الديكتاتورية على (الجحشنة) كون واقع الإقليم الفيدرالي لا يشبه بأي حال من الأحوال ما كان عليه وضع “روج أفا” الملحق بالكيان السوري حيث الأول يعيش ضمن نظام فيدرالي ديمقراطي لدرجة بأن الإقليم شبه مستقل عن المركز بغداد، بينما نحن في “روج آفا” كان ينظر لنا كملحق، بل وهناك من قال: “بأننا كنا نطالب الآسد بورقة تثبت آدميتنا”. وبالمناسبة هذا ليس حكماً مسبقاً على الدولة الكوردية القادمة، لكن هي قراءة في العقليات الحزبية التي تقود الحالة السياسية لشعبنا، إن كان في الإقليم الكوردستاني أم روج آفاي كوردستان حيث التأسيس لواقع الدولة الاستبدادية وللأسف.

وبقناعتي هناك عائقين أمام قضية إستقلال إقليم كوردستان؛ أولاً الإنقسام الداخلي وثانياً المعوقات الإقليمية والدولية حيث تداخل مصالح تلك الدول مع الإنقسام الكوردي تعيق قضية الاستقلال .. وأخيراً؛ نأمل إستقلال كوردستان اليوم قبل الغد، لكن الأمنيات شيء والواقع والإمكانيات شيء آخر حيث الأحلام والأماني لا تحقق بالعنتريات والفيسبوكيات!!

 

 

 

 

 

232

الكورد ..

بين واقع الاستبداد ووهم الديمقراطية!

ربما تعتبر “الديمقراطية والحداثة” هي من أكثر المقولات الفكرية والفلسفية المعاصرة والتي تتم تناولها من خلال الميديا أو الدراسات والقراءات التي تتناول قضايا العالم المعاصر بحيث باتتا تشكلان جوهر المشكلات والقضايا التي تهم الإنسان المعاصر في علاقاته مع الكيانات السياسية والمجتمعية، إن كانت داخل المنظومة السياسية الواحدة أو مع المنظومات والكيانات الدولية الأخرى.. فما هي الديمقراطية؟! وهل ما زلنا نحتفظ بالتعريف القديم لها على إنها ((مشتق من المصطلح الإغريقيδημοκρατία باللاتينية: dēmokratía والتي يعنى “حكم الشعب” لنفسه))، كما كنا نتعلمه على يد أساتذتنا وذلك على مقاعد الدراسة والتعليم ونحن نحاول أن نفك أبجديات هذا المصطلح الغريب بحروفه ومعانيه اليونانية_اللاتينية، أم قد طرأ عليه الكثير من التعديل والتأويل وذلك خلال العصر الحديث ومع ما عرفه الإنسان من مبادئ وقيم أخلاقية خلال الأحقاب والمراحل التاريخية اللاحقة.

لكن وبالعودة للموسوعة الحرة فإن الديمقراطية؛ “هي شكل من أشكال الحكم يشارك فيها جميع المواطنين المؤهلين على قدم المساواة -إما مباشرة أو من خلال ممثلين عنهم منتخبين- في اقتراح، وتطوير، واستحداث القوانين. وهي تشمل الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية والثقافية التي تمكن المواطنين من الممارسة الحرة والمتساوية لتقرير المصير السياسي. ويطلق مصطلح الديمقراطية أحيانا على المعنى الضيق لوصف نظام الحكم في دولة ديمقراطيةٍ، أو بمعنى أوسع لوصف ثقافة مجتمع. والديمقراطيّة بهذا المعنَى الأوسع هي نظام اجتماعي مميز يؤمن به ويسير عليه المجتمع ويشير إلى ثقافةٍ سياسيّة وأخلاقية معيّنة تتجلى فيها مفاهيم تتعلق بضرورة تداول السلطة سلميا وبصورة دورية”. وهكذا يمكننا القول؛ بأن الديمقراطية هي تلك المنظومة السياسية التي تضع السلطات بيد الشعب كونه مصدر السلطات أساساً وكذلك هو الهدف والغاية الأخيرة لهذه المنظومة السياسية نظرياً على الأقل بحيث تحقق له الحياة الحرة الكريمة.

إذاً ووفق السياقات الفكرية والأخلاقية التاريخية، فقد جاءت المنظومة الديمقراطية كإحدى أرقى المنظومات الإنسانية المعاصرة، لتحقيق السعادة أو الحلم البشري الهارب وذلك بعد أن (فقد الجنة) بخروجه أو بالأحرى طرده ملعوناً من “الحياة السعيدة”، باحثاً عن ما يعيده إلى تلك الجنان أو على الأقل يشكل تعويضاً نفسياً وأخلاقياً عما فقده من سعادة أبدية فكانت الأساطير والأديان وصولاً للفلسفات والمقولات الحداثوية المعاصرة من قيم تطالب بحرية الفرد والعقل في منظومات سياسية اجتماعية تتصف بالعدالة الاجتماعية والحريات الديمقراطية وتحت بنود عدة اتفقت عليها في شرعة “حقوق الإنسان” وبنودها الأساسية أو ما يعرف بالمبادئ الأساسية في “الإعلان العالمي لحقوق الإنسان” والتي تتألف من ثلاثون مادة قانونية دستورية وأولها تلك التي تؤكد على أن؛ “يولد جميع الناس أحرارًا متساوين في الكرامة والحقوق. وقد وهبوا عقلاً وضميرًا وعليهم أن يعامل بعضهم بعضًا بروح الإخاء”.

233

وهكذا فالأساس في الديمقراطية أو العدالة الاجتماعية هي قضية “الحرية والكرامة” وهما متلازمتان بالضرورة حيث؛ لا حرية دون كرامة ولا كرامة مع فقدان الإنسان للحرية ولذلك فإن الغاية الأساسية لأي منظومة ديمقراطية تحقيق ثنائية “الحرية والكرامة” البشرية.. وهنا نأتي لمجتمعاتنا الشرقية وضمناً المجتمعات الكردية وعلى الأخص في الإقليمين الجنوبي والغربي من كوردستان أي الملحقين بكل من سوريا والعراق كون شعبنا في الجزأين الآخرين لم يحقق كيانه السياسي الإداري “الشبه مستقل” بعد وبالتالي فهو ما زال رازحاً هناك تحت نير الاحتلال والذي تنتفي في ظله أي قيم ترتبط بالحرية أو الكرامة، لكن وبعد أن أبعدنا الوقوف على أوضاع شعبنا الرازح تحت نير العبودية في كل من الإقليمين الكردستانيين الملحقين بكل من إيران وتركيا، فهل يمكننا القول: بأن الكرد قد نالوا حريتهم وكرامتهم في ظل الإدارتين الكرديتين في كل من “روج آفا” أو إقليم كوردستان.

أعتقد ليس من السهولة الإجابة على هذا السؤال حيث من اللحظة الأولى، ربما أي كردي سوف يجيب بالإيجاب وبكلمة “نعم”؛ كون هناك في الإقليمين إدارة كردية وإن كانت ذات ألوان سياسية مختلفة فهي بالأخير تعتبر إدارات كردية ويقوم أبناء المنطقة بتسيير أمورهم وشؤونهم وبالتالي الخلاص من الإذلال للمحتل الغاصب وقد بات الكردي يمكن له أن يعتد بنفسه مثل باقي مكونات المنطقة من ترك وعرب وفرس؛ أصحاب الدول والكيانات السياسية، لكن هل حقق الكرد كإنسان ومواطن اجتماعي تلك القيمة الأخلاقية والاجتماعية والتي تميز المنظومات السياسية الديمقراطية عن المنظومات المستبدة الديكتاتورية حيث هنا تكمن المعضلة والغاية الأساسية من قضية الحكم والسلطة والكيان السياسي الذي يعمل الفرد على الإتيان به كبديل عن ((فقدان الجنة)).. بقناعتي وفي ظل هذه المنظومات الفكرية والأخلاقية في مجتمعاتنا والقائمة أساساً على العقائدية الإيمانية؛ إن كانت غيبية لاهوتية أو سياسية حزبية، فلا يمكن القول بإمكانية تحقيق منظومات ديمقراطية.

إذ تنتفي داخل المنظومات ((المجتمعية القطيعية)) والمؤسسة على ثقافة القبيلة والتحزب أي شروط ومقومات حقيقية ذاتية لممارسة الثقافة الديمقراطية حيث هذه المجتمعات أو المنظومات وبطبيعتها التكوينية القائمة على الأيديولوجيا الواحدة وفكرة “امتلاك الحقيقة”، تفقد المجتمع مقومات التعددية والتي هي الأساس في أي منظومة سياسية ديمقراطية حيث إلغاء التعدد الديني أو السياسي يعني وبطريقة حتمية إلغاء للديمقراطية كيف وإذا كانت تلك المجتمعات رازحة تحت أعباء التخلف والجهل والأمية وتعاني من الفقر والبؤس المادي والثقافي، توارثته عن عصور وأحقاب طويلة ومريرة من سياسات الإلحاق والاحتلال ولتأتي المرحلة الحالية وتقود هذه المجتمعات أحزاب قائمة على فكر شمولي مستبد بحق الرأي الآخر، بل وتنادي بتخليد الزعامات الكاريزمية وكأن المرحلة والتاريخ والقضية واقفة على هذه الشخصيات الكاريزمية وأحزابهم وبأن “دونهم سوف تكون الكارثة”.. وبالتالي وفي ظل هذه الثقافة المتقوقعة حزبياً، لا يمكننا نحن الكرد أن ندعي؛ بأننا حققنا الديمقراطية حيث لا ديمقراطيات في ظل ثقافات أيديولوجيا شاملة.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

234

محوران.. ومشروعان لحل المسألة الكوردية.

..الدولة القومية أو الأمة الديمقراطية وفيدرالياتها.؟!!

 

توطئة ومقدمة: ربما يجد بعض الإخوة والزملاء الأعزاء بأننا نعيد ونكرر مقولات فلسفية وسياسية وفي عدد من المقالات والبوستات حول الدولة القومية الكوردية المرتقبة وذاك صحيح وواقع عملي وهي بالتأكيد لها مبرراتها السياسية والوجدانية الأخلاقية حيث أن المسألة (إعلان الدولة الكوردية) مصيرية بالنسبة لشعبنا على الأقل في إقليم كوردستان (العراق) وكذلك لعموم شعوب ودول المنطقة ومن الجهة الأخرى يرتبط بالجانب الوجداني والأخلاقي وذلك بحكم الانتماء الثقافي والحضاري لهذه الأمة ومشاريعها وبالتالي فإن مصائرنا وضمائرنا متعلقة بمصيرها وصيرورتها التاريخية ولذلك يكون الاهتمام “الغير اعتيادي” بالموضوع والقضية؛ قضية إعلان الدولة الكوردية.

وإنني سوف أحاول في مقالتي هذه أن أقف عند رؤية كل من المحورين السياسيين الكورديين؛ قنديل وأربيل وبأكبر قدر ممكن من الحيادية والموضوعية ودون تخوين مشروع لحساب مشروع سياسي آخر، بل لتبيان الحقائق والوقائع.. وقبل البدء بالبحث لا بد أن نقر ببديهية حياتية وواقعية وبأن “لا خير مطلق ولا شر مطلق”. وهكذا فليس هناك خير كلي وكامل في الكون “الله” كتعبير يجسد ذاك ولا “إبليس” بالمطلق، بل هناك الفلسفة والدائرة التاوية في الحياة.. ولمن لا يعرف التاوية وفلسفتها نقول وبإيجاز شديد بأن التاوية هي: “مجموعة مبادئ، تنقسم لفلسفة وعقيدة دينية، مشتقة من المعتقدات الصينية الراسخة في القدم” وإن فلسفتها تقوم على ثنائية الطبيعة وهي تقول في ذلك: “الأشياء الحية المتطورة لها أصلان، ذكري وأنثوي، متضادان، متحدان (الين YIN الأنثوي واليانغ Yang الذكري)، منبعهما شيء له صفتان، غموض أنثوي ونشاط ذكري”. (نقلاً عن ويكيبيديا).

وبالتالي فإن الكون عموماً نشأ من تمازج “الخير والشر”؛ (الله وأبليس) وقد عبر عنها ماركس بنظرية “وحدة الأضداد” وهكذا علينا قراءة الواقع السياسي الكوردي حيث المحوران السياسيان لا يعني بأن أحدهما يحمل كل الخير للقضية الكوردية بينما الآخر يحمل كل الشر .. لكن ممكن أن نرى ونفضل أحد المحورين على الآخر وذلك بحسب الضفة التي نقف عليها ورؤيتنا للمواضيع وتدخلات البيئة والتربية والمناخ الفكري والأيديولوجي والنفسي العام لكلٍ منا في موقعه ذاك.. وبالتالي فإن كلٍ من المحورين يحملان الخير والشر، النبل والخسة، الصح والخطأ في جينات مشروعها السياسي وكما في دائرة تاو الفلسفية حين ترسم الدائرة وبداخلها سمكتان بلوني الأبيض والأسود ولكن السمكة البيضاء تحمل عيناً سوداء بينما السوداء تحمل عيناً بيضاء.. وهكذا هي الحياة عموماً وضمناً محوري قنديل وأربيل في الحركة الكوردية؛ فلكل من المحورين ما يحسب له وما يحسب عليه.

235

لكن ما يميّز المشروعين؛ قنديل و”الأمة الديمقراطية” عن محور أربيل والدولة القومية هي عدد من النقاط والقضايا وأبرزها؛ هي واقعية وموضوعية أحد المشروعين مرحلياً على الأقل ألا وهو مشروع الدولة القومية وقد بيّنا ذلك في عدد من المقالات والبوستات السابقة، بينما مشروع “الأمة الديمقراطية” هو مشروع أقرب إلى الطوباوية والمثالية السياسية كون البيئة والمناخ الحضاري الاجتماعي والاقتصادي غير مهيأ بعد لاستقبال هذا المشروع السياسي وللعلم فإنني أفضل العيش في دولة ديمقراطية منها على الدولة القومية وعصبياتها العنصرية، لكن الطموح شيء والواقع شيء آخر تماماً وهكذا فإن مسألة ولادة الدولة القومية الكوردية هي أقرب إلى الواقع الراهن وتحقيقه وذلك لعدد من الشروط الذاتية والموضوعية ومصالح الدول العظمى في إعادة توزيع خارطة المنطقة والجغرافية الشرق أوسطية وذلك لخلق بؤر توتر جديدة بالمنطقة. وبالتالي ضخ المزيد من الترسانة الحربية لها وهذا يعني شيء واحد فقط تدفق البترول ورأس المال لتلك الدول الصناعية والمنتجة للعتاد الحربي والعسكري وتسويقه في صراعاتنا الداخلية.

وهكذا فإن مشروع “الأمة الديمقراطية” مؤجل حضارياً ثقافياً كون ثقافة المنطقة ما زالت تعاني من انقسامات مجتمعية حادة بين الولاءات القبلية العشائرية والحزبية السياسية وكذلك القومية والدينية المذهبية وناهيك عن عامل التخلف والاقتصاد البدائي والذي يدفع إلى المزيد من الانكفاء على الذات والخصوصية وكذلك العامل النفسي والوجداني لدى الشعب الكوردي خاصةً وما تُحقق له حلم الدولة القومية من أحلامٍ وردية لا تقل عن فكرة “المؤمن المجاهد” عن “جنات عدن” وتحقيق الحلم النهائي له.. وبالتالي فإن وقوف حزب العمال الكوردستاني (سابقاً) بمنظوماته السياسية والأيديولوجية في وجه الطموح الكوردي لدولته القومية سيعود بآثار سلبية عليه برأينا وما موقف بعض الإخوة والزملاء، والمحسوبين على محور قنديل، في تبرير وترقيع مواقف قياداته السياسية والعسكرية مؤخراً إلا تعبيراً عن الحالة وذلك ناهيك عن الشارع الشعبي والمؤيد لفكرة الدولة الفكرية.

بقي أن نقول بأن كل مشروع من المشروعين السالفين الذكر؛ “الأمة الديمقراطية” والدولة القومية خاضع لشروط وظروف خارجية إقليمية دولية ربما تكون أكثر مما هو خاضع للإرادة والقرار الكوردي نفسه حيث حزب العمال الكوردستاني كان يطالب بقيام كوردستان الكبرى ما عدا غربي كوردستان وذلك عندما كانت القيادة في سوريا وتخضع لواقع سياسي معين ولكن وعندما أصبح زعيم التيار والحزب السيد عبد الله أوجلان في قبضة الدولة التركية فإن المشروع تم إخضاعه لعملية “فرمتة سياسية” إن صح التعبير وتم تحويل الهدف الاستراتيجي من دولة كوردستان الكبرى والقومية بكل تأكيد إلى “الأمة الديمقراطية” وتدريجياً وبالتالي التضحية بالقومي لحساب الديمقراطي؛ حيث نرى اليوم خلو كل المنظومات السياسية لهذا التيار والمدرسة الفكرية وفي أجزاء كوردستان الأربعة من أي إشارة لما هو كوردي أو كوردستاني؛ حزب الاتحاد أو الحل الديمقراطي ومن دون الكوردستاني.

وبالمناسبة هذا ليس تخويناً للعمال الكوردستاني وإنما قراءةً لواقع سياسي مأساوي لشعبنا وحركتنا الكوردية وإن العمالي الكوردستاني لم يكن الأول في خطو هذه الخطوة في سياسة الاعتماد جبراً وليس إرادةً على الأنظمة الغاصبة لكوردستان فقد سبقتها القيادة الكوردستانية في جنوب كوردستان وتحديداً الحزب الديمقراطي والاتحاد الوطني الكوردستانيين؛ حيث لم يكن من مفر وإلا فإن مصير حزب العمال الكوردستاني من دون ذاك الاعتماد ما كان يمكن أن يكون أفضل من مصير باقي الأحزاب الكوردستانية في الشمال كالحزب الاشتراكي الكوردستاني مثلاً وذلك على الرغم من تقديرنا لكل الدماء والتضحيات التي قدمها العمال الكوردستاني والتي جاءت نتيجةً لتلك السياسة وليست مقدمة لها.. وهكذا فإن سياسة الاعتماد على الأنظمة الغاصبة كانت لها جوانبها الايجابية كما لها أثمانها وفواتيرها السياسية؛ “تغييب” جغرافية كوردستان سوريا في خطاب أوجلان مع نبيل ملحم في كتابه (سبعة أيام مع آبو). أما بعد دخول السيد أوجلان إيمرالي وبأيام كان هناك توجه في القيادة بأن يكون قرارات وتوصيات السيد عبد الله أوجلان غير ملزمة للحزب، كونه رهن الاعتقال والسجن، وباعتقادي الشخصي كان من الأفضل إتباع تلك السياسة حتى لا تخضع الإرادة السياسية لما يمكن أن نسميه بإرادة الدولة المركزية التركية.

وهكذا فإن كلٍ من قنديل وأربيل؛ هما في منافسة على تسويق مشروعهما السياسي وإني أرى بأن فوز الإقليم وأربيل العاصمة هو أقرب إلى الواقع وبالتالي على المحور الآخر (العمال الكوردستاني) تدارك هذه الحقيقة وإلا فإن قاعدته الشعبية ستتعرض لهزة قوية كون الشارع الكوردي عموماً مأخوذ بحلم الدولة القومية وذلك مهما حاولت قيادات الإدارة الذاتية من القول بأن عصر “الدولة القومية مضى وقتها” و”برر” له بعض الإخوة بتبريرات واهية كقول الزميل إبراهيم إبراهيم بأن تلك “حقيقة علمية” و”الكل يقولها” وبنفس الوقت “تبقى وجهة نظر” فذاك التبرير أوهن من بيت العنكبوت؛ حيث ينسى العزيز إبراهيم وهو الناطق باسم الاتحاد الديمقراطي في أوربا بأن الحقائق العلمية غير قابلة “لوجهات النظر المختلفة” كونها حقائق علمية وذلك إن كانت “حقيقة علمية” بالأساس وفعلاً، ناهيك عن أن “مضي” زمانها وعصرها.. وهي “الأمة الديمقراطية” في هذه تشبه الدولة الدينية (الإسلامية) حيث هذه الأخيرة هو نوع من الهروب إلى الماضي و”زمن الرسالة” بينما “الأمة الديمقراطية” هو هروب إلى المستقبل وبالتأكيد تبقى هذه الأخيرة أفضل من الهروب إلى الماضي ولكن وبالتأكيد نحن محكومون بالعيش في الحاضر وهي الدولة القومية كحالة حاضرة وراهنة في واقعنا السياسي.

236

ملاحظة أخيرة: إن أكبر الخوف على مشروع الدولة الكوردية يأتي من العامل الذاتي والداخل؛ حيث الانقسام في موقف كورد (العراق) أنفسهم ونحن نعلم ولاء السليمانية عموماً والاتحاد الوطني الكوردستاني للسياسة والمحور الإيراني الرافض لفكرة الدولة القومية في إقليم كوردستان (العراق) لكن ما يدعوني للتفاؤل هو العامل الموضوعي الخارجي؛ حيث هناك نية ومصلحة للغرب عموماً وأمريكا على وجه الخصوص لخلق توازن جديد في المنطقة وجعل الكورد أحد اللاعبين السياسيين الأساسيين.. وهنا نأمل أن لا يخذلوا الكورد مرة أخرى ويتركوهم في منتصف الطريق إلى حلمهم المنشود في الدولة الكوردية.

 

 

 

 

حل المسألة الكوردية

يعني إستقرار منطقة الشرق الأوسط!!.

أعتقد إن قراءات بعض الإخوة بخصوص التدخل التركي في سوريا مبالغ به وهم يجعلون منها وكأنها نهاية الحلم والمشروع الكوردي؛ إن كان في الإقليم الغربي أو الشمالي من كوردستان أي سوريا وتركيا وبقناعتي إن هذه القراءاة السياسية المتشائمة، وفي أوهن توصيفاتها، هي قراءة نابعة من إشكالية الإنتكاسات في تاريخ شعبنا وثوراتنا والتي كانت تنتهي بخيانة الأطراف الإقليمية في الدوائر الإستخباراتية، مما تجعلنا غير واثقين من قدرات شعبنا وبأنه بات يملك مشروعاً وإرادة .. ذاك من جهة ومن الجهة الأخرى؛ أن الظروف الإقليمية والدولية باتت على درجة من القناعة الراسخة بأن لا إستقرار في منطقة الشرق الأوسط ودولها وخاصةً تلك التي تقتسم الجغرافية الكوردستانية بدون حل المسألة الكوردية وبالتالي لا خوف على الكورد وقضيتهم الوطنية، بل أصبح الآخرين يخافون من تداعياتها وهي تتدحرج ككرة الثلج وتكبر مع حركة التاريخ والفعل السياسي اليومي ولذلك تجد كل الأطراف تبحث عن أنجع الحلول لها وبما فيها الدول الغاصبة لكوردستان.

وهكذا فإن أولئك الإخوة الذين يجدون في التحرك التركي الأخير وكأنه سوف يقضي على “الحلم الكوردي” ومشروعهم السياسي في كل من سوريا وتركيا نفسها فإنهم ينسوّن بأن:

أولاً_ القضية الكوردية قد “شبت عن الطوق” ولم تعد ورقة بيد الأجهزة الإستخباراتية وذلك على الرغم من بعض الإختراقات هنا وهناك ولكننا ندرك جميعاً، بل نعايش ذلك تماماً؛ بأن المسالة الكوردية باتت أهم قضية شرق أوسطية، إن لم نقل عالمية وذلك ضمن ما تعرف بقضايا الشعوب المضطهدة، حيث وبعد أن كنا نعاني التهميش و”نحسد الإخوة الفلسطينيين” على الإهتمام الدولي بقضيتهم، باتت قضية شعبنا تحظى بإهتمام عالمي أكثر من أي قضية أخرى بما فيها القضية الفلسطينية.

237

ثانياً_ الكورد في الإقليم الغربي من كوردستان (سوريا) وعلى غرار إخوتهم في الجنوب باتوا يشكلون رقماً صعباً في المعادلة السورية ولا يمكن تجاوزهم بأي حال من الأحوال وذلك على الرغم من وجود كتلتين كورديتين، بل إن توزعهما داخل كتلتي المعارضة السورية تعطيهم أي الكورد تحركاً سياسياً وقدرة على المناورة أكثر مما لو كانوا كتلة واحدة وضمن أحد كتلتي المعارضة وبالتالي فأي توافق ومشروع سوري لن يكون بدون المشاركة والمباركة الكوردية.

ثالثاً_ القوات الكوردية “وحدات حماية الشعب” قد أثبتت فعاليتها على الأرض كما البيشمركة في الإقليم الجنوبي من كوردستان بحيث جعلت أمريكا والغرب الأوربي عموماً يجد في الكورد وقواتهم العسكرية حليفاً وشريكاً أساسياً في محاربة التطرف الديني والإرهاب العالمي وخاصةً أن البيئة الإجتماعية الكوردية والإعتدال الديني لدى الكورد يجعلهم حلفاء حقيقيين مع المشروع الأمريكي والغربي في الشرق الأوسط الجديد.

رابعاً_ الأحداث والتطورات الأخيرة في المنطقة ورغم أهمية تركيا للغرب وأمريكا، لكنها فقدت الكثير من مصداقيتها مع حكومة العدالة والتنمية وخاصةً في السنين الأخيرة وذلك نتيجة دعمها للقوى والمشاريع الراديكالية في المنطقة؛ “إخوان مصر وجبهة النصرة في سوريا” وبشكل معلن و”الدواعش سراً” وناهيكم عن محاولات تركيا لإعادة أمجاد الإمبراطورية العثمانية ونفوذها في منطقة البلقان، مما يشكل تهديداً لمصالح الغرب وأمريكا وبالتالي يجب إضعافها و”قصقصة أجنحة” هذا الديك الرومي.

خامساً_ ما تتعلق بالكورد وأهميتهم في المنطقة وذلك كأحد أهم المكونات العرقية الوطنية وضمن جغرافيا سياسية تمتاز بالعديد من الثروات الطبيعية والخامات وكذلك بثقافة وقيم ومفاهيم حضارية تمتاز بالإعتدال مقارنةً مع البيئات المحيطة وبالتالي يمكنهم أي الكورد ومع الجزيرة الإسرائيلية أن يلعبا دور الشرطيان الغربيان في الوسط العربي والإسلامي وخاصةً إنهما يعانيان من العداء المستفحل من البيئات المحيطة حيث إن “الكورد هم إسرائيل ثانية في المنطقة” وهي مقولة مشهورة في الوسطين الثقافي والسياسي العربي وللأسف ..وبالتالي فإن هذه الفوبيا القومية في المنطقة يجعل من هذين المكونين حليفاً اساسياص للغرب ويدفع بهما لأن يطلبا العون من خارج دائرة الطوق الرافض لهما سياسياً قومياً.

سادساً_ الدور الدبلوماسي للكورد وعلى الأخص قيادة إقليم كوردستان (العراق) والتي تحاول قدر الإمكان أن تلعب دوراً وسيطاً وشريكاً سياسياً لحل المسألة الكوردية وبالتوافق مع الأطراف الكوردية الأخرى في باقي أجزاء كوردستان وكذلك وبالتنسيق مع كل من أمريكا والغرب وأيضاً مع الحكومات الإقليمية والتي هي معنية بالمسألة الكوردية وذلك بحكم إلحاق جزء من كوردستان بخارطتها السياسية.

سابعاً وأخيراً_ دور الجالية الكوردية في أوربا وخاصةً في السنوات الأخيرة والتي باتت تشكل ضغطاً مجتمعياً وإقتصادياً، ناهيكم عن الضغط السياسي على تلك الحكومات الغربية لإيجاد حل للمسألة الكوردية في عموم منطقة الشرق الأوسط وتلك البلدان الغاصبة لكوردستان.

وبالتالي ولكل ما تقدم فإنه يمكننا القول: بأن القضية الكوردية لم تعد تلك القضية التي يُكلّف بها ضابط أمني صغير مع أرشيفه الأصفر لمتابعتها، بل باتت قضية عالمية وهي بفضل أبنائها وأصدقائها وشركائها وكذلك لتوفر الشروط والمناخ الدولي قد باتت تحقق المزيد من المكاسب على الأرض وفي أجزائها المختلفة؛ حيث وبعد إنجاز ما يمكن تسميتها بالدولة الكوردية الغير معلنة في جنوب كوردستان والتي تتمتع بشبه سيادة كاملة على الأراضي الكوردستانية في ذاك الإقليم، فها هم إخوتهم في الإقليم الغربي أيضاً ورغم إنهم أصغر الإخوة يسيرون على خطى أولئك الإخوة في الجنوب وليكونوا شركاء حقيقيين في أي مشروع سياسي قادم في سوريا ..وكذلك الأمر بالنسبة لأكبر خزان كوردي مجتمعي وأكبر جغرافيا كوردستانية في الشمال منها أي تركيا فها هم يمارسون اللعبة السياسية والعسكرية بحنكة ويتخطون عتبة العشرة بالمائة وبذلك يرسلون رسالة قوية بأن مستقبل تركيا مرهون بعملية السلام وحل المسألة الكوردية هناك وها هو “مجلس الأمن القومي الأمريكي يدعو تركيا وحزب العمال الكردستاني إلى مواصلة الحوار بدل العنف”، كما طالب بذلك يوم أمس الرئيس بارزاني أيضاً وبالتالي فإن لا رجوع إلى المربع الأول للقضية الكوردية .. وأخيراً وبعد حل الملف النووي الإيراني فإنه سوف يفتح معها ملفات جديدة وعلى رأسها ملف حقوق الإنسان والقضية الكوردية؛ حيث لا إستقرار في منطقة الشرق الأوسط، بدون حل المسألة الكوردية.

 

 

 

238

 

 

 

 

نحن الكورد

والتعصب السياسي.

 

 

 

 

لاحظنا جميعاً بأن مسألة التهنئة وإرسال التحيات وذلك بمناسبة فوز حزب الشعب الديمقراطي (HDP) قد أخذ حيزاً كبيراً من جدلية الرفض والموافقة على مواقع التواصل الإجتماعي لدرجة إن البعض رفضها بالمطلق بأن توجه التهنئة والتحيات للحزب وبحكم إنها جزء من منظومة سياسية تمارس العنف والاستبداد والإقصاء بحق الآخر بحسب قراءتهم والتي نتفق معها إلى درجة ما وآخرين وجدوها مناسبة ليقولوا لنا: “من هنأ حزب الشعوب الديمقراطي .. عليه أن يغير موقفه من الإدارة الذاتية فيكوردستان سوريا إيجابياً” كما كتبها الصديق الدكتور محمد زينو في بوست له وذلك لكون “الحزب والإدارة من نتاج ذات المدرسة الفكرية” بحسب قراءته والتي هي جزء من الواقع والحقيقة على الأرض.

 

برأي إن الفريقين قد غالوا من الغلو والتشدد في موقفيهما حيث الفريق الأول وقع ضحية الخلاف السياسي والحزبي بحيث يرفض أي علاقة مع الطرف الآخر وبالتالي القطيعة الكلية معه وهذا مرفوض في السياسة ومن الناحية العملية أيضاً؛ كونكما جزء من واقع إنساني ومجتمعي وبالتالي محكومين بالعلاقة ناهيكم عن الجوار والأخوة والقضية الواحدة وإن أختلفت رؤيتكما للقضية في عدد من المسائل والقضايا. أما الفريق الآخر فهو الآخر وربما بحسن النية ومبادئ الأخوة وقع ضحية الطيبة السياسية والنوايا الحسنة وبالتالي الموافقة الكلية على المشروع المطروح من الفريق الآخر؛ أي منظومة العمال الكوردستاني وباقي الأفرع والأحزاب التي تدين بالولاء للفكر الآبوجي .. وهذه أيضاً غير ممكنة في السياسة؛ كون مسألة التوافق في قضية ما لا يعني الموافقة على كل القضايا والمسائل السياسية الأخرى ونحن نعلم بأن هناك مناطق رمادية في العلاقات السياسية وناهيكم عن أن قضية التهنئة والتبريكات هي جزء من البروتوكول والديبلوماسية السياسية وإنها لا تعني بمطلق الأحوال الموافقة الكلية على سياسات الفريق الآخر المعارض.

 

ـــــــــــــــــــــــــــــ وهكذا وللأسف فإن الفريقين طلبوا أن نختار وبطريقة بترية وقطعية في قضية العلاقة مع الآخر وقضايا الصراع والتنافس والعلاقات البينية؛ حيث الخيار بين الموافقة والرفض المطلق .. ونعلم أن في السياسة هناك دائماً المنطقة الرمادية، كما يمكن لنا أن نتفق في قضايا معينة ونختلف بأخرى ناهيك عن الأعراف الديبلوماسية والتي تفرض علينا واجب التهنئة وإن كنا نختلف في الكثير من القضايا والمسائل السياسية، نأمل الإعتدال في المواقف السياسية وغير السياسية .. ودمتم جميعاً بخير وسلامة وبعيداً عن التعصب الديني والسياسي.

 

 

 

 

 

239

نحن الكورد

.. علينا أن لا نكون -حنبليين- في السياسة!!

 

إن قراءتي لمقولة الرئيس الروسي؛ بوتين وبأن “روسيا لن تكتفي بالطماطم” وذلك في تلميح إلى العقوبات الإقتصادية والتي فرضتها روسيا على تركيا، إثر إسقاط الأخيرة لطائرتها هي إشارة واضحة بأنها تتجه نحو التصعيد وتوتير الأجواء الساخنة والمتوترة أصلاً مع تركيا وفي عدد من المجالات السياسية والإقتصادية وحتى عسكرياً، لكن وبكل تأكيد هي لن تدخل في مواجهة عسكرية مباشرة مع تركيا؛ كون الأخيرة وكما نعلم عضوة في تحالف عسكري “حلف الناتو” وإن البند الخامس من إتفاقية الحلف توجب على الدول المنضوية فيها الدفاع عن أي بلد عضو في حال تعرضه لهجوم خارجي، وبالتالي فإن روسيا لن تورط نفسها في مواجهة عسكرية مع الحلف الأطلسي، مما يفتح الطريق على إحتمالات ومواجهات غير مباشرة بين البلدين وذلك عبر وكلاء وحلفاء لهما، إن كانت على الأراضي السورية وهي أكثر الإحتمالات ترشيحاً لمثل تلك المواجهات كون البلدين لهما تواجدهم العسكري المباشر وكذلك عدد من القوى والكتائب العسكرية التي يمكن أن تقوم بذاك الدور الذي يوكل له لتحارب نيابةً عن الدولتين؛ حيث الروس بتحالفه ودعهم الإستراتيجي للنظام السوري أو ما تبقى من النظام وقواته العسكرية، بينما تركيا بدعمها للقوى الإسلامية الراديكالية وبعض المجاميع التركمانية.

لكن ورغم حيوية وسخونة الساحة السورية كساحة حرب ومواجهة عسكرية غير مباشرة بينهما؛ تركيا وروسيا فقد يلجأ البلدان إلى المواجهة العسكرية في ساحات أخرى بحيث تكون أكثر إيلاماً لكل منهما ونقصد به، الساحة والجغرافية السياسية (الوطنية) لكل من البلدين؛ حيث يمكن للروس أن يوطدوا العلاقات أكثر مع حزب العمال الكوردستاني وإيران الدولة الإسلامية الأخرى والمنافسة مع تركيا على تقسيم العالم الإسلامي مذهبياً وطائفياً وبالتالي ضرب تركيا في العمق الجيوسياسي. وبالمقابل يمكن للأتراك أيضاً أن يتدخلوا في قضية الشيشان والقرم والصراع الأوكراني الروسي عموماً وبالتالي تحريك بعض المجاميع العسكرية الإسلامية لضرب المصالح الروسية، خاصةً وأن للثقافة التركية/التركمانية إمتداداتها في عدد من دول الإتحاد السوفيتي السابق والتي يمكن أن تسبب الكثير من الأزمات لروسيا بحكم الجوار والمصالح الحيوية بين تلك البلدان، ناهيكم عن العلاقات الإقتصادية الأكثر إستراتيجية من قضية التبادل التجاري الزراعي و”مسألة الطماطم” حيث هناك قضية الغاز الروسي وتصديره لتركيا والتي يمكن هي الأخرى أن يشكل ورقة ضغط وبيد الطرفين معاً حيث تركيا تبحث عن البديل في غاز إقليم كوردستان، بينما روسيا تحاول إفشال مشروع إيصال الغاز القطري لأوربا عبر الأراضي السورية التركية.

إذاً لكل بلد عدد من الملفات والقضايا التي يمكن أن يصارع به الآخر، وهنا وما يهمنا كشعب وقضية كوردية في مسألة التقارب أو إعطاء بعض الإشارات في ذلك؛ إن كان من قبل الروس أو الأمريكان للكورد هو مدى إمكانية الإستفادة من ذاك “التقارب” وتحولات مسارات الصراع في المنطقة وذلك بهدف المزيد من إلقاء الضوء على المسألة الكوردية وتحريكها في إروقة وهيئات الأمم المتحدة كقضية شعب يتوق للحرية والإستقلال والعيش الكريم أسوةً بكل شعوب العالم .. ذاك من جهة السياسة وصراع الأجندات، أما عسكرياً وعلى الأرض؛ فعلى الكورد أن يستفيدوا من الصراع بين القطبين والمحورين الدوليين وتواجدهما العسكري في المنطقة بدعم مشروعهم السياسي، خاصةً وأن الكورد ليسوا جزء من الصراع المذهبي الطائفي في المنطقة، بل لهم مشروعهم الوطني الخاص بهم “الطريق الثالث” وبالتالي فيجب أن لا نكون “حنبليين جداً” في ممارستنا للسياسة، بأن نعتبر أنفسنا جزء من أحد المحورين؛ الأمريكي الغربي التركي أو الروسي الإيراني، بل نحن أصحاب حقوق ووطن مسلوب وفق إتفاقيات ومعاهدات إستعمارية وقد حان الوقت لأن يتحرر شعبنا من ربق الإحتلال والإستعباد الدولي وبالتالي على القيادات الكوردية أن تؤكد بأنها ستكون أكثر مع الطرف الذي يدعم مشروعنا الكوردستاني.

 

 

240

 

خارطة الطريق الجديدة

هل يعيد التاريخ نفسه؟ إننا سنحاول الإجابة على السؤال المطروح وذلك من خلال سياق مقالنا هذا والذي يأخذ شرعيته مما نراه اليوم وما تشهدها وتعيشها المنطقة من تغيرات وثورات داخلية إقليمية؛ حيث وبالعودة إلى بدايات القرن الماضي، دخلت ما تعرف حالياً بالمنطقة العربية والشرق أوسطية في حروب وثورات وطنية وصراعات قومية ضد الشريك التاريخي في الخلافة العثمانية، فكانت من نتائجها انهيار الخلافة العثمانية وحلفائها (مجموعة الدول التي عرفت بالمحور) في مواجهة عسكرية مع دول التحالف وكانت الحربين العالميتين وملايين الضحايا وأزمة اقتصادية عالمية وعدد من المعاهدات والاتفاقيات الدولية والتي أوجدت عدد من الدول الناشئة على أسس قومية عرقية وأضافتهاإلى المجموعة الدولية ومؤسساتها؛ كالمجوعة العربية مثالاً ونموذجاً عن الحالة والمناخ السياسي الجديد في العالم.

ولكن لم يكن الحالة والولادة الجديدة لخارطة الطريق آنذاك كاملةً، بل تركت عدد من الجغرافيات والأزمات دون حلول كبراميل بارود قابلة للتفجير في اللحظة الضرورية والمناسبة، مثل القضية القومية لعدد من شعوب المنطقة كالكورد والأمازيغ والأرمن.. وغيرهم؛ حيث كانت تستغل هذه القضايا وشعوبها من قبل كل الأطراف واللاعبين والتي لها أجندات ومصالح في المنطقة، إن كانت إقليمية أو دولية وما مرت بها مجموع الثورات والحركات السياسية الكوردية إلا نموذج ومثال بارز وفاضح لتلك السياسات الاستغلالية والتي مارسها – وما زال يمارسها – كل اللاعبين السياسيين في المنطقة. حيث تُركت المسألة الكوردية – من ضمن القضايا القومية – العالقة في منطقتنا وذلك على الرغم من الواقع الجيوسياسي الشبيه والمطابق للواقع العربي؛ كشعب يعيش على أرضه التاريخية وبالتالي فله الحق ذاته في تكوين جغرافيته السياسية.

بل تُرك الكورد – والآخرين – من الذين حرموا من الحقوق السياسية كمجموعات عرقية متمايزة عن القومية السائدة ضمن الجغرافيات السياسية الجديدة، كأزمات عند الطلب ونزيف مستدام في أجساد هذه الكيانات السياسية والضغط من خلالها لتمرير المصالح والأجندات التي تخدم تلك المصالح والامتيازات؛ حيث من المعلوم إن المجموعة الدولية بقطبيها التاريخيين السابقين (الاتحاد السوفيتي ومعسكرها الاشتراكي في مقابل الولايات المتحدة الأمريكية وحلفائها الأوربيين) كل كان يدعم مجموعة النظم السياسية السائدة آنذاك والشبيهة إلى حد التطابق – وقع الحافر على الحافر – على الأقل في المسألة الكوردية؛ حيث من المعلوم بأن الجغرافية الكوردستانية وبموجب المعاهدات الدولية (لوزان وسيفر وسايكس بيكو و.. غيرها) قد قسمت بين أربع دول (تركيا، العراق ، إيران وسوريا) وهذه الدول بدورها كانت منقسمة بولاءاتها السياسية بين كل من المعسكرين السابقين.

ما نريد أن نقوله هنا بأن مجموعة الدول والتي كانت تقود السياسة الدولية وحروبها قد رسمت خارطة طريق للمنطقة حينها وتركت عدد من الأزمات السياسية والدوليةدون حلول ليتم من خلالها تمرير مشاريعها وأجنداتها السياسية مثلما نراه وما تعيشه الحالة والقضية الكوردية في المنطقة؛ حيث تم تقسيم كوردستان بين الدول الأربعة تلك وتلك الدول بدورها تم تقسيمها وتوزيع خيراتها بين كل من المعسكرين السابقين (أمريكا والاتحاد السوفيتي السابق) وحلفائهما في المنطقة، فكانت كلٍ منهما تعتبر هذه الدول عبارة عن حدائق خلفية لها تستورد منها النفط والخامات الأولية لتعيد إليها كمنتج صناعي وتكون بتلك العملية قد ضمنت حصة الأسد من العملة الصعبة، ولكن كان هذا هو الجانب الأقل نفعاً لهم والأقل ضرراً بالنسبة إلينا ضمن المشروع السياسي الاستعماري المتبع.

241

أما الجانب الأكثر ضرراً والذي عانين منه وما نزال فهو المنتوج العسكري والحربي وإشعال الحروب والفتن في العديد من مناطق العالم ومنها المنطقة الشرق أوسطية، بل ورعاية هذه الأنظمة الديكتاتورية وحمايتها خلال الحرب الباردة بين المعسكرين وحتى إلى وقتٍ قريب. لا يعني هذا وبكل الأحوال إننا نُحمّل العامل الخارجي كل ويلاتنا ومصائبنا وبالتالي نقوم بتبرئة أنفسنا من تبعات ما تعانيه المنطقة اليوم من ويلاتٍ وحروب، ولكن فقط للتوضيح وتسليط الضوء على الدور الذي تقوم به تلك الدول والتي لها أجندات ونفوذ قوي في المنطقة ومن كلا المعسكرين؛ وخاصةً بما يتعلق بالمنتوج الحربي، فما هو ملاحظ بأن مصانع الانتاج العسكري في تلك البلدان هي الأكثر إنتاجاً وأسواقنا هي الأكثر تسويقاً، بل لربما السوق الوحيدة لها أو على الأقل وبدون تردد نستطيع القول: بأن بضاعتهم الفتاكة تنفجر في أجسادنا وبلداننا دون بلدانهم وفاتورة الدم تتحول في بنوكهم إلى عملة صعبة تزيد من أرصدتهم المصرفية.

وبالعودة إلى التاريخ الحديث للمنطقة _ أيامنا هذه _ ما نلاحظه؛ بأننا وبعد قرن كامل من دوامة العنف والحروب الإقليمية والأهلية في صراعاتنا البينية والداخلية تحت شعارات وأهداف أو “ذرائع ومبررات” عرقية قومية _ وذلك حسب جهة الانتماء للأمة السائدة أو المستعبدة _ وبالتالي العديد من الويلات والمجازر والقبور الجماعية والتي تشهد على تاريخنا الدموي وثقافتنا الوحشية البدائية وأيضاً الكثير من صفقات السلاح والذخيرة من كلا المعسكرين ولكلا طرفي النزاع والصراع وبعد إنهاك المنطقة بها والاقتراب من بدايات الحلول لهذه النزاعات وذلك نتيجة استهلاك هذه الورقة؛ النزاع القومي العنصريوليس كنتيجة حتمية للتطور الحضاري المدني لبلداننا. وتركيا تعتبر هنا نموذجاً يمكن الاشادة بها، على الرغم أنها لم تصل إلى المستوى اللائق بدولة مدنية حضارية وبالتالي إيجاد الحلول المناسبة للقضية الكوردية عندها، ولكن بالتأكيد فإنها تسير بالاتجاه الصحيح وذلك لإيجاد المخرج والحل المناسب والمطلوب منها لمجمل القضايا العالقة عندها وعلى رأس تلك المسائل والقضايا بالتأكيد هناك المسألة الكوردية.

نعم.. وبعد قرن كامل من الحروب العرقية والإقليمية واقتراب المنطقة لإيجاد حلول ومخارج مناسبة لهذه القضايا العالقة، فقد أخرجوا لنا بماردٍ جديد قديم وأخطر بكثير مما عانيناه سابقاً من عوامل الفرقة والتجزئة؛ ألا وهي قضية الطائفية. وبالتالي فإن المنطقة مقبلة على الكثير من الخراب والحراب ولندخل _ بل دخلنا _ في دوامات عنف جديدة وحروب دموية تُذهب بالآلاف من الضحايا والقرابين في صراعاتنا القبلية الطائفية لن تكون للمنطقة القدرة للخروج من تبعاتها وأزماتها وأعبائها السياسية والاقتصادية والاجتماعية إلا بعد سنوات عجاف وطويلة من تسديد ديون الغرب والشرق (أمريكا وروسيا) وحلفائهما، في المنطقة والعالم، وهكذا سوف ندفع فاتورة العنف والجهل وحماقاتنا السياسية لأحقابٍ وقرونٍ أخرى عديدة.

وللعلم.. فإن أمريكا وخلال الفترة الأخيرة قد وقعت مع ثلاث دول عربية صفقات بيع أعتدة عسكرية حربية؛ طائرات وغيرها بما لا يقل عن مائة مليار دولار؛ ناهيك عن الصفقات والمشاريع النفطية والاستثمارية في المنطقة وعقود المنتجات الصناعية والإلكترونية وغيرها الكثير، فلو تم توزيع هذه الأموال واستثمارها في مشاريع تنموية داخل هذه البلدان لما بقي مواطن عربي يتسول أمام السفارات الأوربية للحصول على فيزه للهروب إلى “جنات عدن”. هذه فقط أمريكا _ وعلى عينك يا تاجر _ فإن أدخلنا كل من يتاجر بقضايانا؛ من روسيا إلى الصين ومروراً بكلٍ من إيران وتركيا والعديد من الدول العربية والأوربية، فإن أرقام مليارات الدولارات والتي تنهب من جيوب وخيرات شعوبنا سوف تُصدم حتى أشد المغرمين بالمجازر والمذابح البشرية وكذلك كل تجار الحروب في العالم.

فهل بقي القليل من العقل والضمير في ذواتنا ورؤوسنا الحامية لنتدارك الأخطار المحدقة بكينوناتنا.. أم سوف تجرفنا سيول وحمم براكين ذواتنا المنغلقة على تاريخ طويل من الحقد الطائفي والكراهية القبلية البدوية والتي تتفجر في مجتمعاتنا آخذتً في طريقها (الأخضر واليابس) لتورثنا الخراب والبور ومقابر جماعية على مساحة هذه الجغرافيات الخرافية الأسطورية.ومن ثم لنعود ونسأل مجدداً: هل بقي هناك بعض العقلاء والحكماء منا؛ لإيقاف نزيف الدم والعنف هذا، حتى.. لا يعيد التاريخ نفسه ولو بعناوين أخرى.

 

 

242

كوردستان ..هو الحلم.

..لكن وللأسف كل الأحلام لا تتجسد في الواقع.

 
ربما أن حلم الدولة القومية؛ كوردستان الحرة المستقلة يراود أحلام أغلبية أبناء شعبنا الكوردي إن لم نقل جميعهم وإنني على قناعة تامة بأن ليس من كوردي ممن لا يود ويرغب في تحقيق ذاك الحلم القومي في كيان سياسي مستقل وذلك على الرغم من إختلافاتنا السياسية ومشاربنا الفكرية والأيديولوجية وكذلك على الرغم من إختلاف الأطر والمشاريع الحزبوية العشائرية والتي تتراوح بين الدولة القومية والأمة الديمقراطية ومروراً بمفاهيم الإشتراكية والليبرالية ودولة المواطنة.. ولكن علينا نحن أبناء هذه الأمة المبتلية بالإقتسام والتجزئة بين عدد من دول المنطقة، أن ندرك بأن لكل جزء من كوردستان خصوصيته وواقعه السياسي والذي تشكّل وتكوّن عبر القرن الأخير من تاريخ المنطقة والشرق الأوسط والذي بدأ مع إتفاقيات سايكس بيكو وملحقاتها في المنطقة وما أفرزتها من حروب وصراعات وثورات بكل جزء من كوردستان بحيث بات ما هو صالح كمخرج وحل سياسي لجزء من كوردستان، ليس بالضرورة أن يكون صالحاً للجزء الآخر من جغرافية الوطن وبالتالي علينا نحن الكورد أن نتعامل مع الواقع وليس الحلم.. وهكذا ربما يكون مشروع الدولة القومية في الإقليم الجنوبي (إقليم كوردستان العراق) أقرب إلى الواقع الذي بدأ يأخذ ملامحه السياسية والجغرافية بينما يكون مرحلياً الحل الديمقراطي في إطار مشروع الدولة المدنية الديمقراطية أقرب إلى الواقع في الجزء الشمالي من كوردستان (تركيا).

ولذلك وإنطلاقاً من إدراكنا لهذه المعطيات والواقع على الأرض وبعيداً عن مفاهيم التحزب والتخوين والإنغلاق الأيديولوجي فإنه يمكن للقوى الكوردستانية أن تتوافق على مشروع ربما الأصح أن نقول؛ مشاريع سياسية خاص بكل جزء من أجزاء كوردستان والعمل معاً كفريق سياسي متكامل لإنجاح تلك المشاريع الوطنية في نيل شعبنا حقوقه القومية المشروعة وفي كل أجزاء كوردستان وذلك بحسب واقع كل جزء وبلد من بلدان الإحتلال والإغتصاب حيث السياسة الناجحة ما تستطيع تحقيقه على الأرض وليس ما تطمح له في مشاريعك وأحلامك السياسية .. وأما مقولة؛ إما كوردستان حرة موحدة ديمقراطية أو لا لكوردستان على جزء من الجغرافيا الوطنية وبحجة إنها لا تخدم القضية بل “تخدم عائلة”، فأعتقد إنها مقولة حاقدة خاطئة وطوباوية لا تقل مثالية وطوباوية عن مشروع “الأمة الديمقراطية” في واقع سياسي مجتمعي متخلف منقسم طائفياً وعرقياً ويعاني من الكثير من الأزمات والحروب الداخلية، بل حلم طوباوي أقرب ما يكون للحلم العربي في وطن واحد من المحيط إلى الخليج.

وربما يفهم من المقولة السابقة وكأننا نرفض المشاريع الوطنية والليبرالية أو مشروع “الأمة الديمقراطية” في دولة المواطنة والحريات العامة والعدالة الإجتماعية .. بالتأكيد إن الغاية والأمر على العكس من ذلك تماماً، بل إن الوصول إلى تحقيق تلك المجتمعات المدنية الديمقراطية يجب أن تكون الغاية والهدف لكل إنسان يحمل من المبادئ والقيم الأخلاقية الإنسانية النبيلة ولكن ولإدراكنا للواقع الإجتماعي والسياسي والجذور الثقافية والفكرية لمجتمعاتنا والقائمة على الإكراه والعنصرية وإلغاء الآخر والتي تجعل من معادلة العلاقات البينية قائمة على (مبدأ السيد والعبد) وللأسف وذلك إن كانت تلك العلاقة بين الأفراد أو الجماعات البشرية .. هي التي تدفعنا أن نطالب بكيان سياسي مستقل؛ اي كوردستان الحرة المستقلة كهوية وطنية لشعبنا وذلك أسوةً بكل شعوب المنطقة والعالم وكمرحلة أولية ومن ثم الإنطلاق نحو تشييد البنى والمجتمعات الديمقراطية في علاقة تكافؤية قائمة على الشراكة الحقيقية وليس شراكة “العبد والسيد” والقائمة على الإلحاقية والذيلية كما هي اليوم في مختلف أجزاء كوردستان بما فيها الجزء الجنوبي أي إقليم كوردستان (العراق) حيث هي ملحقة بالمركز بغداد (العراق) وذلك على الرغم من تمتعها بما يشبه الإستقلال.

243

وهكذا فإن أي شراكة كوردية/كوردستانية مع دول الإحتلال وذلك قبل الإستقلال ليس إلا تكريس للإحتلال والإغتصاب وإن كانت تحت صيغ ومسميات جديدة ولو كانت براقة بلون ومسميات الليبرالية والديمقراطية. وبالتالي ورغم كل الواقعية السياسية والقبول بالمشاريع المرحلية لحل المسألة الكوردية والخاصة بكل جزء من أجزاء كوردستان وبحسب الظروف والمناخات السياسية الدولية والإقليمية، إلا أن مشروع الدولة الوطنية المستقلة؛ كوردستان يبقى هو المشروع السياسي الأهم لشعبنا ليكون شريكاً حقيقياً مع شعوب المنطقة في رسم الإستراتيجيات الأساسية وإلا فإن طور العبودية الكوردية سوف يستمر لأزمنة قادمة ربما تكون أكثر نعومةً وديبلوماسية عما كانت عليها في الأطوار والمراحل الإستعمارية السابقة ولكن وبكل تأكيد سيبقى أحد أشكال الإستعباد والإغتصاب لكوردستان.

 

كوردستان

.. وجنوب السودان.؟!!

 

 

 

..لما نعم لدولة جنوب السودان و”لا” لدولة كوردستان أمريكياً.

يطرح الصديق العزيز شيروان عمر في صفحته الفيسبوكية سؤالاً جميلاً ولو بلغة لا يخلو من بعض الفكاهة يقول فيه: (هل بوسع أحد من الأصدقاء الأعزاء أيجاد ثلاثة فوارق بين الصومال و بين أقليم كوردستان العراق من كافة الجوانب و على كافة الأصعدة بأستثناء أمرين و هما كالتالي: 1_ الأسم. 2_ الثورة العمرانية ” التركية ” في ” أقليم كوردستان العراق”. فلا شك لو كانت الصومال جارة لتركية لشهدنا الأمر مماثل).

إنني أقول له وبلغته؛ إن تلك جنوب السودان وهذه “شمال العراق” ألا يكفي؛ لكن هذه تقع تحت البند الأول وبالتالي لا تكفي.. ولكن وإن وضعنا الفكاهة جانباً ونظرنا إلى الموضوع بجدية أكبر عزيزي شيروان؛ فبالتأكيد هناك فوارق حضارية ووجودية اعتبارية وكذلك مادية امتيازية ومصالحية عدة صديقي؛ ومنها مسألة الدين فعلينا أن لا ننسى ما زالت الكنيسة تملك قوتها وسلطتها على الشارع وبالتالي السياسة الأوربية وإن زيارة الرئيس مسعود بارزاني للكنيسة مؤخراً لم يأتي عن عبس وفراغ وتعلم بأن الكورد مسلمين بينما جنوب السودان هي مسيحية وفهمكم كفاية.. لكن الفارق الأهم هو أن القضية الكوردية تتعلق بعدد من دول المنطقة وليست فقط تركيا، بل ربما تكون تركيا الأكثر تفهماً لقيام دولة كوردية وبالتالي مصالحها وتقاطعها مع مصالح واستثمارات الغرب وأمريكا في تلك البلدان؛ حيث تقسيم كوردستان بين عدد دول المنطقة جعلت القضية الكوردية من أعقد قضايا الشعوب والتي ما زالت راضخة للاحتلال واستعمار الأجنبي وبالتالي تأجيل معالجتها وما موقف أمريكا بخصوص التريث في الإعلان عن قيام الكيان الكوردي المرتقب إلا نتيجة لمصالحها الدولية وعلى الأخص فيما يتعلق بالملف الشرق الأوسطي ولا تريد أن تجعلها ورقة ضغط بيد إيران من أجل استثمارها وبالتالي إجبار الغرب والولايات المتحدة الأمريكية لتوقيع عدد من الملفات وعلى الأخص ملفها النووي وأخيراً في كل من ملفي سوريا والعراق.

ولكن ورغم كل ذلك فإنني أقول وأعيد القول المأثور بأن مشوار الألف ميل يبدأ بخطوة وأن الكورد ورغم كل ما ذكرنا من الواقع المأساوي لشعبنا في باقي أجزاء كوردستان قد خطى الخطوة الأولى نحو تحقيق الحلم الكوردي في إقامة دولتهم ولذلك فإني قائلٌ مع القائلين؛ بأن كوردستان .. قادمة ربما ليس اليوم أو خلال أيام كما يتوقه ويتوقعه الكثيرون من القراء والمحللون ويكون البديل في قادم الأيام هو عراق أكثر ديمقراطيةً ومشاركةً سياسية وتقليماً لأظافر الاستبداد الطائفي.. لكن وبكل الأحوال هي قادمة أي دولة كوردستان وسوف يأتي حينها كوشنر مع حفظ الألقاب وغيره أيضاً بحقائبهم وبدونها أيضاً وذلك لمباركة الوليد الجديد؛ دولة كوردستان.

 

 

244

 

 

 

رأي سريع

..في عدد من المسائل الكوردية العاجلة!!

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ للأسف كلما تحقق للقضية الكوردية المزيد من المكاسب والمنجزات فإننا نلاحظ بأن سياسيينا يقعون في المزيد من التخبط والحروب الكلامية والتي هي بالتأكيد إحدى مفرزات الإنقسام الحزبي ومحاولة كل طرف الإستفراد بالقرار السياسي في منطقة نفوذه حيث وبعد عدد من النجاحات السياسية والعسكرية كتحقيق الكورد ولأول مرة الدخول إلى تحت قبة البرلمان التركي مع حزب الشعوب الديمقراطي في شمالي كوردستان وكذلك تحقيق كورد روج آفاي كوردستان (سوريا) الكثير من الإنجازات السياسية والعسكرية وأخيراً تحرير شنكال من تنظيم “داعش” لتكون جزءً من إقليم كوردستان (العراق) .. وغيرها من المكاسب السياسية الديبلوماسية والعسكرية، فإننا نلاحظ إرتفاع نبرة ووتيرة الخطاب الحزبي وحتى وجدنا بعض الممارسات والسلوكيات على الأرض تكرس لحالة الشرخ والإنقسام في الشارع الكوردي، وكأمثلة على ذلك فإننا سوف نورد ببعض تلك الممارسات مع رأي مقتضب بخصوص كل قضية.

أولاَ_ وبخصوص قضية تحرير شنكال من تنظيم “داعش” التكفيري من قبل القوات الكوردية وإنكار دور قوات الكريلا ووحدات حماية الشعب في مساعدة البيشمركة في تحريرها والتي جعل البعض منها سبباً فيما حصل من إنقسام بين طرفي الصراع الكوردي قنديل وأربيل مع العلم أن الخلاف أعمق من ذلك بكثير وهي كانت نتيجة وليست سبباً، لكن رغم ذلك علينا القول: بأن القوات الأساسية التي حررت شنكال هي قوات البيشمركة، لكن ذلك لا يعني أن ننكر دور غيرها من القوات الكوردستانية، أما السبب الذي دفع بالرئيس بارزاني إلى عدم ذكر دور تلك القوات فإننا نتركها للأيام القادمة ونأمل من سيادته توضيح الأسباب.

ثانياً_ إن تدخل الإخوة من منظومة العمال الكوردستاني وحليفهم السوري؛ حزب الإتحاد الديمقراطي ومن خلال بياناتهم السياسية وتصريحات ممثليهم في شؤون شنكال وكذلك تشكيل عدد من الكتائب والفصائل العسكرية من الإخوة الآيزيديين يتبعون لهم أو المطالبة منهم بإعلان كانتونهم السياسي الخاص بهم كآيزيديين وبالتالي تشكيل إدارة ذاتية خاصة بهم، يعتبر تدخلاً سياسياً وعسكرياً بشأن إقليم كوردستان حيث الذي يرفض أن يكون هناك أكثر من طرف وفصيل عسكري كوردي في روج آفاي كوردستان عليه أن يقبل بذاك المبدأ على نفسه أولاً وبالتالي أن لا يقوم بتشكيل فصائل عسكرية إلى جانب البيشمركة.

ثالثاً_ إن حق التظاهر السلمي هو حق مقدس وعلى الإدارة الذاتية والقوات التابعة لها وعلى الأخص الآسايش أن تحترم حرية المواطن الكوردي في التعبير عن رأيه بالطرق السلمية ودون تعسف بحقه، ولكن ما لاحظناه مؤخراً بخصوص بعض المظاهرات التي قامت بها المجاس الوطني الكردي، فإن الكثير من الإرتكابات القمعية قد أرتكب بحق المتظاهرين وعلى الأخص تلك التي رافقت موكب دفن جثماني بيشمركة روجا آفاي كوردستان والتي أساءت كثيراً إلى مصداقية إحترام مفاهيم “الفداء والشهادة” والتضحية بالنفس من أجل القضايا الوطنية النبيلة، كما إنها آذت مشاعر أهل وأصدقاء ورفاق الشهيدين .. للأسف؛ إن إجراءات الآسايش ذكرنا بإجراءات الأمن السوري.

رابعاً_ إن على المجلس الوطني الكوردي ورفاقه وجماهيره أن يدرك؛ بأن في كل قوانين العالم ودولها هناك بعض الإجراءات التي عليك أن تتخذه لكي تحمي نفسك قانونياً وقد قلتها سابقاً وها إنني أعيدها، حيث ولكون وجود إدارة ذاتية ولو تعتبرونها سلطة الأمر الواقع فهي سلطة إذاً وبالتالي ولكي تكون لكم ساحة مناورة حركة عليكم أن تطالبوا بالترخيص لأحزابكم من تلك السلطة وكذلك لأي نشاط سياسي مدني تريدون القيام به .. أو عليكم الدخول في مواجهة ونأمل أن تكون سياسية وليس عسكرية مع الطرف الآخر “سلطة الأمر الواقع” وأن تقبلوا بما يترتب عليها من نتائج وقضايا .. أما أن ترفضوا الإعتراف بالإدارة الذاتية وتطالبوها بالسماح لكم القيام بكل نشاطاتكم، فأعتقد بأنها سياسة طوباوية، إن لم نقل بأنها سياسة غبية.

245
خامساً_ نأمل من الإخوة في قيادة المجلس الوطني أن يختاروا بدقة سياساتهم ونشاطاتها على الأرض حيث ليس من المعقول أن تخرج بمظاهرات ضد المناهج الكوردية بحجة الأدلجة وتطالب بمناهج النظام والتي هي مؤدلجة وعروبية، بل كان المطلوب خروج مظاهرات تطالب بالمنهاج الكوردي لكن من دون أدلجة سياسية وإلغاء تلك الفقرات من المنهاج الكوردي وكذلك وبخصوص قضية التجنيد الإجباري وخروج المظاهرات أعتقد بأنه بات من المعيب أن نرفض الدفاع عن مناطقنا والمنظمات الإرهلبية تهددنا، بل وهي على تخوم وحدود مناطقنا الكوردية وكذلك في وقت بات العالم جميعاً يحارب الإرهاب، لكن لتكن هناك مظاهرات ضد تجنيد القاصرين والأطفال وأعتقد بأن وحدات حماية الشعب باتت مدركة لخطورة قضية تجنيد القاصرين ولم تعد تقبل بهم بين صفوفها، لتكون هناك مظاهرات ضد تجنيد الأطفال أساساً.

سادساً_ مطلوب من الطرفين (المجلس الوطني الكوردي وحركة المجتمع الديمقراطي) عدم تخوين الآخر حيث وللأسف فإن حركة المجتمع الديمقراطي يعتبر المجلس الوطني (عميلاً) لتركيا وإنه يعمل لتنفيذ أجنداته في المنطقة، بينما يعتبر المجلس بأن حزب الإتحاد الديمقراطي هو (عميل) للنظام السوري ويعمل كشرطي له في المناطق الكوردية .. وهكذا وللأسف؛ فإنهم بالأخير يجعلون كل أو أغلب الكورد (عملاء) الأنظمة الغاصبة لكوردستان.

سابعاً وأخيراً_ كلمة أخيرة لكل من الإخوة في الإدارة الذاتية والمجلس الكوردي حيث نقول للإدارة الذاتية؛ بأن القمع لا يؤسس الإستقرار، بل ينخر في بنيان الدولة والمجتمع .. فلا تزيدوا من جرعات العنف والقمع في الشارع الكوردي، فأنتم بذلك تنقصون من مؤيديكم وتزيدون من مؤيدي الطرف الآخر وكذلك نأمل أن يستوعب الإخوة في المجلس الكوردي هذه الملاحظة وهم بدورهم لا يقعوا في مطب الإساءة الكلامية للطرف الآخر خاصةً وهو يحقق المكاسب العسكرية والسياسية على الأرض وبالتالي أي إساءة له فسوف يخسركم المزيد من جماهيركم السياسية .. نتمنى أن تصل الرسالة لطرفي الصراع الكوردي والذي كنا وما زلنا نأمل أن يصبح طرفي الشراكة الكوردية وذلك لإدارة المنطقة وتحقيق المزيد من المكاسب السياسية والعسكرية وخاصةً إننا قد دخلنا في مرحلة المساومات والإستحقاقات السياسية في سوريا، فلا تضيعوا الفرصة على شعبنا ومارسوا السياسة كلاعبين سياسيين وليس مأجورين.

 

 

 

 

 

 

246

كلمات ودلالات

“شمال العراق.. والمناطق ذات الأغلبية الكوردية“.

حكاية جديدة من حكاياتنا الحياتية ونأمل أن لا يتأفف بعض الأخوة من حكايتنا هذه ويقولوا: نحن بأي عصر وهو لا يزال يريد أن يروي لنا حكاياته وعلى طريقة “ستي أو ستك“ ومع ذلك سوف نتابع، مع العلم أن حكايتنا هذه تعود إلى بدايات الحقبة الحالية، وليس الماضي الغابر، وتحديداً عام 2005 حيث كنا عائدين من مؤتمر ثقافي كوردستاني من الإقليم.. ولم يمضي أسبوع من عودتنا طلبنا للتحقيق في قسم أمن الدولة بعفرين ونتذكر أن مسؤول القسم آنذاك كان (الرائد بشير دعبول) وبالمناسبة لم يكن من الإخوة العلويين، بل رجل سلطة؛ حيث وبعد التحقيقات الأولية عند أحد المساعدين تم إستدعاءنا من قبله للتحقيق معنا..وإننا نتذكر مما نتذكر أنه قال وبالحرف: “أنت قايل بشمال العراق أن الأكراد مضطهدين بكوردستان سوريا..ليش في شي أسمو كوردستان سوريا“.
عزيزي القارئ.. لن نعلق الآن على مسألة كوردستان (سوريا) وما كان ردنا وجوابنا له، بل سنترك هذه لحكاية قادمة يبدو أن حكاياتنا سوف تزداد بل سنقف فقط عند مصطلح “شمال العراق” حيث النقطة التي نود بحثها وقراءتها في بوستنا هذا.. لقد كان ضابط الأمن مصراً على ذاك المصطلح السياسي وليس الجغرافي فقط وذلك على الرغم من تصحيحنا له ولأكثر من مرة وبأن الدستور العراقي يؤكد على ذلك؛ حيث أنه يقر ويعترف بالإقليم كمصطلح جيوسياسي متمايز عن الإقليم العربي العراقي وهما معاً أي الإقليمان يشكلون الدولة العراقية الفيدرالية الإتحادية، إلا أن الرجل بقي على موقفه وكان يسمي الإقليم ب“شمال العراق“.
صديقي القارئ.. موقف الضابط الأمني السوري لا يحتاج إلى الكثير من الدرس والتحليل لنعرف بأنه نتاج عقلية عنصرية، قومية شوفينية “عروبية” والإقرار بمصطلح إقليم كوردستان (العراق) يعني الإقرار بالمسألة الكوردية كقضية أرض وشعب وبالتالي من حق الكورد تشكيل كيانهم السياسي فكيف يكون هذا ونشطاء الكورد يحاكمون ويقاضون بتهمة “محاولة إقتطاع جزء من الدولة السورية وإلحاقها بدولة أجنبية“؛ حيث كانت هذه إحدى التهم التي وجهت لنا وكذلك لغيرنا من الإخوة والأصدقاء وأعضاء الأحزاب الكوردية، فبالتأكيد لا يستقيم الأمر مع الرجل وبالتالي كان موقفه حاسماً بصدد المصطلح وبقي الرجل على موقفه وبالتالي يمكننا تفهم موقفه وذلك من خلال القراءة السابقة.. ولكن الذي لا يمكننا تفهمه هو موقف بعض الإخوة الكورد وخاصةً الفئة والشريحة المثقفة الواعية، بل وقادة بعض الأطراف السياسية الكوردية وهم يستخدمون ذاك المصطلح في كتاباتهم ومواقفهم السياسية وهناك أيضاً ما هو متعلق بالإقليم الكوردستاني في (سوريا)؛ حيث وللأسف الشديد، بل من السخرية والغبن أن نجد سياسياً كوردياً وهو على رأس حزب سياسي كوردي ويقول ويسمي المناطق الكوردية في سوريا بالمناطق “ذات الأغلبية الكوردية” وذلك عوضاً عن إقليم كوردستان (سوريا)، ناهيك عن إستخدامه لمصطلح “شمال العراق“..وبالتالي أليس من واجبنا وقبل أن يكون من حقنا أن نسأل ونقول: بأن هذا يشكل تقاطعاً مع ذهنية ذاك الضابط الأمني؛ والسؤال غير بريء.
وآخراً نقول: نأمل من كل الكتاب وسياسيينا على الأخص التدقيق فيما يستخدمون من كلمات.. حيث للكلمات معاني ودلالات وإن غابت عن بالنا.. سوف تغيب كوردستان.. مع أمل اللقاء في حكاية جديدة غير مملة ودمتم.

 

 

247

 

 

الكورد..

أكثر المنتصرين في الربيع العربي!!

أمريكا ليست “الأم تيريزا” والكورد ليسوا “جنوداً تحت الطلب”ً!

إنني أستغرب عندما يقول بعض الإخوة؛ بأن أمريكا تستخدم الكورد لتحارب بهم الإرهاب وبالتالي لها مصالحها مع الكورد وحينما تنتهي تلك المصالح، فإن الأمريكان سيتخلون عن الكورد .. بكل تأكيد؛ أمريكا ليست جمعية خيرية ولا هي “الأم تيريزا” لتوزع الحنان والرعاية على شعوب العالم، إنها أعظم دولة في الوقت الراهن عسكرياً واقتصادياً ولها مصالحها الإستراتيجية في كل بقاع العالم.. وبالتالي فعندما تجد مصالحها في أي بقعة جغرافية وتجد من هو قادر على تحقيق تلك المصالح، فإنها تتحالف معهم وبعدما تنتفي الحاجة لهم فهي تبحث عن حلفاء جدد أكثر فاعلية وذلك كأي قوة عظمى لها استراتيجياتها الحيوية. وإنها أي أمريكا تجد اليوم في الكورد حليف وشريك حيوي في المنطقة ضد الإرهاب ولذلك فهي تقدم لهم المساعدة وبالتأكيد عندما تنتفي الحاجة لهم فهي ستبحث عن حلفاء جدد، لكن السؤال الأساسي؛ هل يقدم الكورد فعلاً خدماتهم مجاناً لأمريكا؟!

أعتقد بأن المقولة السابقة فيها الكثير من التجني على الواقع والحقائق على الأرض حيث وبقراءة موضوعية يمكننا التأكيد؛ بأن القضية الكوردية في أفضل مراحلها وذلك على الرغم من كل أخطائنا وصراعاتنا الداخلية حيث ولأول مرة تتم مناقشة المسألة الكوردية في العواصم العالمية؛ موسكو، واشنطن وغيرهما، بينما في السابق وبأحسن الأحوال، كانت تناقش أو بالأحرى تفرض الاملاءات في مكتب لضابط أمني .. ولذلك فإن من يقول؛ بأن ((الكورد لم يحققوا شيء))، فهو إما لا يجيد القراءات السياسية أو حرصاً منه على القضية، يريد المزيد من المكاسب وبأسرع وقت ممكن، وإننا نقول لهؤلاء الإخوة؛ بأن “مشروع الألف ميل يبدأ بخطوة” والقضية الكوردية قد خرجت من قمقمها ولن يكون بمقدور القوى الإقليمية إعادة الكورد إلى المربع الأول حيث حضرت اللحظة التاريخية، ليكون الكورد أيضاً أحد الشركاء الأساسيين في معادلات الشرق الأوسط الجديد وإن الزمن الكوردي الحديث قد بدأ فعلاً، فلا داعي إلى ثقافة الولولة واللطم وجلد الذات وإن كان الحذر ضروري.

وبالتالي فأي مقولة؛ بأن الكورد هم؛ “جنود تحت الطلب” أو “عبارة عن ورقة كلينكس وسوف يرمى بهم في حاوية الزبالة”، كما قالها أحد الحاقدين العنصريين وروّج لها بعض المبتورين والذيليين من أبناء شعبنا الكوردي وللأسف وذلك في محاولة منهم للنيل من أحد الأطراف التي تحقق الانتصارات على الأرض، فقد باتت اسطوانة مشروخة، بل كشفت عن سطحية قائله وقراءاته السياسية .. ولعلمهم جميعاً؛ فإن الكورد هم فرسان الشرق الجديد وأحد أهم اللاعبين الإقليميين مستقبلاً وليضعوا تحت العبارة السابقة عدد من الخطوط الحمر والصفر الأردوغانية الملالية حيث المستقبل القريب ستؤكد على تلك الحقيقة التاريخية؛ بأن لا حقٌ يضيع وراءه مطالب” وقد حان الزمن الذي يتم فيه إعادة الحقوق المسلوبة من شعبنا في لوزان .. بكلمة واحدة؛ يمكننا القول: بأن الكورد أكثر المنتصرين في الربيع العربي، ربما يجدها البعض نوع من الفانتازيا التاريخية أو السياسية، لكن الزمن كفيل بإثبات المقولة السابقة وبحيث تصبح واحدة من حقائق التاريخ الراهن!!

 

248

 

 

 

 

الكردستانيين الديمقراطيين

وأحلام من ورق أو من صفحات فيسبوكية!!

كتبت بوستاً عن استبداد تركيا بحق أبناء شعبنا الكردي وقلت فيه؛ ((نشر موقع (الزمان التركية) بحسب “تقرير شامل عن انقلاب تركيا الفاشل وعملية التطهير الشاملة”، بأنه “في الثامن من سبتمبر/ أيلول عام 2016 أعلنت الحكومة التركية فصل 11 ألف و500 معلم كردي بزعم انتمائهم لمنظمة إرهابية، مما خلقت مثل هذه الأفعال مناخا من الخوف الذي ساد في تركيا أدى إلى صمت المعارضة التركية”)).

وأضفت كذلك “إننا نضع المعلومة السابقة أمام المعارضة السورية وعلى الأخص التيار العلماني الديمقراطي داخل الإئتلاف السوري -إن بقي أحد منهم- وكذلك أمام الإخوة في المجلس الوطني الكردي ونسألهم؛ هل يمكن الثقة بحكومة تقوم بفصل هذا العدد من عملهم بحجة الإنتماء لمنظمة إرهابية -والمقصد منظومة العمال الكردستاني- وبعد كل هذا وذاك يأتي أحدكم ليراهن على هذه الحكومة الفاشية الطورانية بتحقيق الثورة والعدالة الإجتماعية في سوريا؟!!”.

وبعد أن نشرت البوست السابق على صفحتي فقد كتب أحدهم معلقاً ومدافعاً للأسف عن النظام التركي وقمعه لأبناء شعبنا الكردي في الجزء الشمالي من كردستان من خلال المقارنة التالية قائلاً؛ “و آبوجية لا تقل دكتادورية عن حكومة اردوغان و اسد و انت طردت من بيتك و انا اضع امامك ايضا هل حكومة تطرد ابناء جلدتها بحجة الٳنتماء لاحزاب تعادي سيادة آبوجية الثقة بها ؟ و انت تمدح بمناقب و مفاتن آبوجية و تري منهم العدالة ؟”. إنتهى الإقتباس وإليه ردي المختصر بخصوص المسألة.

إنني لم أقل يوماً؛ بأن الإدارة الذاتية ديمقراطية ولكن على الأقل هي تحقق شخصيتك الوطنية، لكن البعض منا وللأسف يود أن يبقى عبداً ذليلاً عند الحكومات والدول الغاصبة لكردستان.. ولعلم الجميع لم يطردني أحد من بيتي، بل مورس بحقي إساءة غير مقبولة من قبل عناصر الآسايش في مرحلة كانت هناك الكثير من المسببات التي تجعل علاقتي بالإدارة الذاتية متشنجة والتي كانت من الأرجح أن تكون لها تبعات جد سيئة إن لم نقل كارثية بحيث أجبرتني على الخروج من البلد ولذلك نأمل أن لا يتاجر أحد بهذه القضية بين الحين والآخر!!

وأخيراً؛ لا عجب أن نبقى بدون هوية وكيان وطني ونحن نحمل هكذا ثقافة تجعلنا نقبل بالغريب ونفضله على القريب ولكن العجب وبعد كل هذا البؤس الثقافي والأخلاقي يأتي أحدهم ليتحفنا بأنه يحلم ويطالب بدولة كردستان وينسى بأن تحقيق حلم الوطن لا يأتي من خلال منح وعطاءات الغاصب وكذلك فهي لا تأتي من خلال بعض البيانات الحزبية، بل تحتاج إلى التضحية وتقديم القرابين مع وجود كيان سياسي يملك مشروعاً وإرادة وإنضباطاً قد تصل لحالة الاستبداد بحق المجتمع أحياناً كشرط لإخضاعه لمشروعه السياسي وتحقيقه بحيث تليه المشروع الديمقراطي.

249

وبالمناسبة؛ أكثر هؤلاء (الكردستانيين الديمقراطيين) يطالبون بكردستان ديمقراطية من خلال الفيسبوك ومن دون تقديم تضحيات!!

 

 

 

 

 

الكورد ومشاريعهم الوطنية

بقناعتي وكما أن المشروع السياسي لمنظومة العمال الكردستاني “الأمة الديمقراطية” هو مشروع سياسي حالم غير قابل للتحقيق في ظل الظروف الإقليمية والدولية حيث من جهة فإن الغرب وعدد من الدول الغاصبة لكوردستان ستقف حجر عثرة لتحقيق المشروع، كونهم لا يريد منافساً قوياً لهم في المنطقة تهدد مصالحهم ومن الجهة الأخرى والأهم؛ هو إن شعوب المنطقة ثقافياً حضارياً غير مهيأة لاستقبال واحتضان هكذا مشروع فكري فلسفي، ناهيكم عن أن المشروع يحمل الكثير من بذور الفكر الماركسي اللينيني والذي أُثبت عملياً فشله على أرض الواقع ولأسباب عديدة تطول الشرح في هذا البوست حيث الفكر الشمولي والعسكريتاري لن يجلب الديمقراطية والاشتراكية وبالتالي فإن ما يطرحه الإخوة في المنظومة العمالية لن يتحقق على أرض الواقع، كما سبقتها المشاريع السياسية الأخرى.

وكذلك وبالمقابل فإن الحل والخلاص لن يكون كذلك في صيغة المشروع القومي و”كوردستان الكبرى”، كما يحلم بها الإخوة في الجانب الكوردي الآخر وأقصد المنظومة البارتوية أو الديمقراطي الكوردستاني حيث هو الآخر وبحسب قراءتي لن يكتب له النجاح وبتلك الصيغة الرومانسية في الحلم بكوردستان واحدة موحدة، فهو الآخر أي مشروع كوردستان الكبرى يضر بعدد من الدول الإقليمية وعلى الأخص الغاصبة لكوردستان، بل وبعدد من الدول السيادية في العالم ومشاريعهم الجيواستراتيجية في المنطقة وفقط لو نعلم حجم الثروات الطبيعية وبالأخص النفط والغاز ومنابع المياه الحلوة من دجلة والفرات في جغرافية كوردستان، ناهيكم عن إنها ستكون حاجزاً جيوديموغرافي بين الشرق والغرب وبين العرب والأتراك وبذلك سيتحكم الكورد بالممرات الحيوية وطريق الحرير وذاك غير مقبول حيث بذلك تكون كوردستان قوة إقليمية قد تهدد مصالح جميع الأطراف.

هل يعني ذلك بأن شعبنا ومرة أخرى سيبقى تحت الاحتلال ومن دون تحقيق أي مكاسب سياسية وطنية رغم كل هذه التغيرات في المنطقة .. بالتأكيد لا حيث ووفق المتغيرات والمعطيات الجديدة وما يجري على الأرض من توافقات سياسية يمكننا القول: بأن الكورد سينالون حقوقهم ولكن ضمن أقاليم سياسية فيدرالية أو كونفيدرالية وربما حتى عدد من الدول المستقلة مستقبلاً لكن وبكل تأكيد لن تكون وفق صياغة “الأمة الديمقراطية” أو كوردستان الكبرى .. ونأمل أن نكون مخطأين في قراءتنا ويتحقق الحلم الكوردي؛ إن كان في مشروع الأمة الديمقراطية أو الأمة القومية حيث المشروعان يهدفان لقضية واحدة وهي نيل الحقوق لأحد أهم مكونات الشرق الأوسط الذاهب إلى تغيير الكثير من المفاهيم والجغرافيات و”الحقائق التاريخية” ولن يكون الكورد بمنأى عن رياح التغيير الوافدة على هذه المنطقة الحيوية في العالم ولذلك نعود ونؤكد بأن الكورد أكبر الرابحين في واقع مأساوي حيث كانوا محرومين من كل الحقوق الوطنية وللأسف!!

http://www.press23.com/2017/03/blog-post_65.html

 

 

 

250

 

 

 

 

 

 

كردستان قربان المصالح الدولية

لقد شهد العام الماضي الذكرى المئوية الأولى على اتفاقية سايكس بيكو (1916) والتي تعتبر مقدمة لعدد من الاتفاقيات والقرارات الدولية وذلك بعد الحرب العالمية الأولى وانهيار الدولة العثمانية.. وبالتالي تقاسم تركة “الرجل المريض” بين عدد من الدول الغربية دول الحلف والتي انتصرت على ما عرف بدول “المحور” التي ضمت بشكل رئيسي الألمان وإلى جانبها الدولة العثمانية. وهكذا وبخسارتهم للحرب فقد تقلصت حدود الإمبراطوريتين؛ الألمانية والعثمانية وعلى إثر ذلك نالت عدد من دول البلقان وكذلك الدول العربية استقلالها وذلك بعد ما يقارب الخمسة قرون من الاحتلال العثماني الغاشم وقد كانت جغرافية كردستان هي الأخرى مرشحة لنيل الاستقلال عن الدولة العثمانية، لكن ولعدد من الأسباب الداخلية الخاصة بالكرد ودرجة التطور الحضاري وكذلك الدولية والمصالح والامتيازات فقد تم تأجيل مشروع استقلال كردستان أو التضحية بها على مذبح تلك المصالح الإقليمية والدولية.. وإننا سنحاول ومن خلال مقالتنا هذه، الوقوف على أهم تلك الأسباب وذلك بحسب قراءتنا للقضية.

بقناعتي إن الأسباب الداخلية ورغم الوقوف عليها سابقاً، سوف تحتاج للمزيد من البحث والاستقصاء عنها وعلى الأخص من قبل المختصين بالجانبين التاريخي والاجتماعي السوسيولوجي حيث وللأسف؛ ما زال هذا الجانب يحتاج للكثير من الأبحاث الجادة للوقوف على الأسباب الذاتية المتعلقة ببنية المجتمعات الكردية ودرجة التطور السياسي الثقافي لمجتمعنا في تلك المراحل وهيمنة الفكر الديني بحيث تمكنت تركيا وعبر أحد أهم رجالاتها بالأحرى مؤسس تركيا الحديثة؛ ونقصد “مصطفى كمال أتاتورك” وأنه كيف استطاع أن يخدع شعبنا بأن تركيا ستكون دولة للكرد والترك.. وبالتالي فعلى “الشعبين المسلمين محاربة الكفار” وذلك من خلال التصدي للحملة الغربية الصليبية في حين كان أتاتورك يؤسس تركيا الحديثة كدولة علمانية على أنقاض الخلافة العثمانية وهكذا فإن هذه النقطة تكشف درجة التخلف الاجتماعي الحضاري للمجتمعات الكردية التي خضعت بالولاء للسياسة الأتاتوركية على أساس مفهوم ((إخوة في الدين))، مع العلم؛ بأن “أتاتورك” كان بعيداً كل البعد عن الفكر الديني.

لكن دراسة هذه الظاهرة وكما أسلفنا سوف تحتاج للكثير من البحث التاريخي في واقع المجتمع الكردي ومن مختلف الجوانب الفكرية الثقافية وكذلك المجتمعية الحضارية ودور رجال الدين والقبيلة وبعض المشايخ؛ مثل ظاهرة “الشيخ إبراهيم خليل” في منطقة عفرين وذلك ضمن لعبة الولاءات الإستخباراتية للدولة التركية الحديثة وزعيمها السياسي “أتاتورك”. وبالتالي فإننا سنحاول في مقالتنا هذه الوقوف على الجانب أو العامل الخارجي والظروف الدولية والإقليمية التي أحاطت بمشروع تقسيم المنطقة في “سايكس بيكو” ومن ثم استكمالها بما عرف فيما بعد بـ”وعد بلفور” والذي بموجبه تم التخطيط لولادة دولة إسرائيل ومن ثم البدء بالتنفيذ في منتصف القرن الماضي وتحديداً مع حرب 1948 بين العرب والإسرائيليين ولتكون هناك أيضاً كل من معاهدات سيفر 1920 ولوزان 1923 وعدد من المعاهدات الأخرى والتي بموجبها تم رسم خارطة جديدة للشرق الأوسط وولادة ما تعرف اليوم بالدول العربية والشرق أوسطية وأيضاً عدد من الدول في منطقة البلقان.

251

طبعاً ومن ضمن الخرائط التي رسمت وخططت لها في معاهدة سيفر (10 أغسطس 1920) هي حدود دولة كردستان وقد كانت حاضرة على طاولة مفاوضات دول الحلفاء المنتصرة حيث تقول وثيقة المعاهدة بأن “الاتفاق بين قوات الحلفاء المنتصرة وممثلين عن الحكومة التركية العثمانية.. اضطرت تركيا إلى نبذ كافة الحقوق مع الدول العربية بآسيا وشمال أفريقيا ونصت أيضا على أرمينيا المستقلة..”، بل أن وثيقة المعاهدة تؤكد على أن “كانت شروط معاهدة سيفر أكثر شدة من تلك المفروضة على الإمبراطورية الألمانية بموجب معاهدة فرساي ، وكانت فرنسا وإيطاليا وبريطانيا العظمى بدأت سرا تقسيم الإمبراطورية العثمانية في وقت مبكر من عام 1915، وظلت المفاوضات المفتوحة لمدة تزيد عن خمسة عشر شهرا ، ابتداء من مؤتمر باريس للسلام ، واستمروا في مؤتمر لندن ، ولم تأخذ شكل واضح إلا بعد اجتماع رئيس الوزراء في مؤتمر سان ريمو في أبريل 1920، وحدث تأخير لأن القوى لا يمكنها التوصل إلى اتفاق والتي بدورها ، تتوقف على نتائج الحركة الوطنية التركية ، وألغيت معاهدة سيفر في سياق حرب الاستقلال التركية ، ووقع الطرفان وصدقوا على معاهدة لوزان التي حلت محلها في عام 1923 و 1924”.

وهكذا نقرأ في تفاصيل المعاهدة وبخصوص الفقرة المتعلقة باستقلال كردستان ما يلي: (حصول كردستان على الاستقلال على حسب البندين 62 و63 من الفقرة الثالثة و السماح لولاية الموصل بالانضمام إلى كردستان استنادا إلى البند 62 ونصه ”إذا حدث خلاف خلال سنة من التصديق علي الاتفاقية أن يتقدم الكرد القانطون في المنطقة التي حددتها المادة ” 62 ” إلى عصبة الأمم قائلين أن غالبية سكان هذه المنطقة ينشدون الاستقلال عن تركيا ، وفي حالة اعتراف عصبة الأمم بأن هؤلاء السكان أكفاء للعيش في حياة مستقلة توصي بمنح هذا الاستقلال ، وعلي تركيا أن تتعهد بقبول هذه التوصية وتتخلى عن كل حق في هذه المنطقة ، وستكون الإجراءات التفصيلية لتخلي تركيا عن هذه الحقوق موضوعا لاتفاقية منفصلة تعقد بين كبار الحلفاء وتركيا). وهنا نجد بأن الوثيقة هي الأخرى تؤكد على قضية جد جوهرية تتعلق بعدم نضوج الشرط الذاتي الداخلي والمتعلق بقضية النضج السياسي حيث جاءت في إحدى الفقرات ما يلي: “وفي حالة اعتراف عصبة الأمم بأن هؤلاء السكان أكفاء للعيش في حياة مستقلة توصي بمنح هذا الاستقلال”.

لكن ما الذي طرأ لكي يتخلى الحلفاء في لوزان عام 1923 عن شرط قيام دولة كردستان وذلك رغم وضوح الموقف في سيفر 1920، بقناعتي يرجع سبب ذلك لأهم حدثين تاريخيين ترافقا وتوافقا في تلك المرحلة التاريخية ونقصد كل من قيام الثورة السوفيتية وانتصار البلاشفة الشيوعيين على القياصرة من جهة ومن الجهة الأخرى المناورة الذكية لمؤسس الجمهورية التركية الحديثة “مصطفى كمال أتاتورك” والإيحاء للغرب، بأن ذهابكم إلى المزيد من الضغط والاستقطاع من “أراضي الخلافة العثمانية” فيعني المزيد من التنسيق مع الدولة السوفيتية الشيوعية المعادية للغرب الرأسمالي الإمبريالي؛ أي توافق المصالح بين الدولتين “السوفيت وتركيا” الحديثتي الولادة وعلى أنقاض إمبراطوريات مترامية الأطراف سابقاً هي التي كانت اللحظة المفصلية في وأد ولادة الدولة الكردية.. وحقيقةً نجح “أتاتورك” في نيل الدعم السوفييتي حيث يذكر التلفزيون الروسي من إحدى التقارير الإستخباراتية السوفيتية والتي تم رفع السرية عنها مؤخراً ما يلي: ((قلما من يعرف أن ثمة تمثالين لشخصين سوفيتيتين ضمن نصب الجمهورية التذكاري في ساحة التقسيم بمدينة استانبول، فإلى جانب تمثال كمال أتاتورك؛ مؤسس تركيا الحديثة، تمثال لـ”كليمن فرشيلف”؛ مفوض الشعب لشؤون الدفاع في الاتحاد السوفيتي وآخر لـ”سيمون رالف” أول سفير روسي في تركيا وقد ضم التمثالان إلى مجموعة النصب التذكاري بإيعاز من أتاتورك شخصياً)).

ويمضي التقرير ليقول: ((أما السبب وراء ذلك فيلخص فيما يلي؛ في السادس عشر من مارس عام 1921 تم توقيع معاهدة الصداقة والإخاء بين روسيا السوفيتية وتركيا وفي الوقت ذاته تم التوصل إلى اتفاق لتقديم معونة مالية لتركيا قدرها (10) ملايين روبل ذهبي إلى جانب مساعدة بالمعدات العسكرية وفي تلك السنة أيضاً أوفد إلى تركيا أحد رفاق لينين؛ “ميخائيل فرونزي” الذي طالما ألح على ضرورة أن تخصص الحكومة السوفيتية موارد إضافية لدعم الجمهورية التركية فزادت موسكو من مساعدتها الدبلوماسية والعسكرية والمالية للحكومة التركية وفي الفترة ما بين عامي 1920 و 1922 أرسلت روسيا إلى تركيا 39 ألف بندقية و 327 رشاش 54 مدفعاً و 63 مليون طلقة و 147 ألف من ذخائر المدفعية، إضافةً إلى سفينتين حربيتين، كما أسدت الحكومة السوفيتية العون في بناء مصنعين للبارود في أنقرة وفي الوقت ذاته قدمت إلى تركيا معدات لمصنع الطلقات والمواد الخام لهذا الغرض)).

وبخصوص الجهود الدبلوماسية يذكر التقرير التالي؛ ((وكانت الجهود الدبلوماسية مشتركة في سياق مؤتمر لوزان في عام 1922 و 1923 من الأمور التي سهلت التقارب بين البلدين.. لقد دعمت روسيا السوفيتية تركيا ودافعت عن سيادتها على المضايق وهكذا وبعد توقيع معاهدة لوزان نالت تركيا استقلالها وانسحبت القوات الأجنبية من أراضيها وفي التاسع والعشرين من أكتوبر أعلنت الجمعية الوطنية التركية الكبرى، النظام الجمهوري في تركيا وتم انتخاب مصطفى كمال رئيساً للبلاد)). وهكذا نجح “أتاتورك” وبذكاء أن يلتف على بنود اتفاقية سيفر والتي كانت قد أقرت بحدود دولة كردستان المقبلة حيث استطاع أن يلعب على الصراع بين الغرب الرأسمالي والقوة الثورية الوليدة في الاتحاد السوفيتي وبقناعتي أن الغرب رضخ لشروط أتاتورك في محاولة منها لعدم ذهاب تركيا إلى المزيد من التنسيق مع السوفيت وبالتالي ضرب المصالح الغربية والأمريكية لاحقاً في المنطقة وبالفعل فقد نجحت تلك السياسة حيث ستسوأ العلاقة بين كل من تركيا والاتحاد السوفيتي إبان الحرب العالمية الثانية وذلك عندما طالب “ستالين ببعض

252

الأراضي التي استولت عليها تركيا من أراضي روسيا القيصرية” ووصلت الخلافات إلى الذروة مع انضمام تركيا للناتو عام 1951 لتعود الدفء لتلك العلاقات مع حكومة العدالة والتنمية وذلك حتى قبل إسقاط الطائرة الروسية.

وهكذا فقد خسر الكرد على إثر نجاح الثورة البلشفية والتعاون التركي الروسي ولادة دولة كردستان وذلك على مذبح المصالح الدولية والصراع الأيدلوجي بين كل من الغرب الرأسمالي والسوفيتي الشيوعي وسوف يعاد السيناريو مجدداً مع “جمهورية مهاباد” الكردية وذلك عام 1947 حيث سيتخلى الجيش الأحمر السوفيتي مرة أخرى عن دعم الجمهورية الفتية أمام هجمات الجيش الإيراني الذي أعاد احتلال أراضي كردستان (إيران) وذلك ضمن صراع القوى الدولية على منطقة الشرق الأوسط وكردستان.. وها نحن اليوم نعيش مواقف وظروف، لا نقول مطابقة، لكنها مشابهة من حيث الصراع على النفوذ وتقسيم المنطقة وفق المصالح الجيوسياسية لأسياد جدد لعالمنا المعاصر، فهل سينجح الكرد هذه المرة لأن يكونوا أحد اللاعبين الأساسيين على الأقل على المستوى الإقليمي وينالوا حقوقهم ويؤسسوا دولتهم التي حرموا منها نتيجة المصالح الإقليمية والدولية وضعف الأداء الكردي في تلك المرحلة التاريخية السابقة، أم إننا سوف نعيد سيناريو الآباء والأجداد ونحن نتصارع على “ذنب الكلب”؟!

بقناعتي؛ بات الكرد في مستوى من الوعي والنضج السياسي ذاتياً وكعامل داخلي، ما يؤهلهم لأن يكونوا قادرين على لعب دور مهم على الساحة الإقليمية، كما أن الشرط الخارجي والمصالح الجيوسياسية تتوافق مع الدور الحضاري الكردي كقوة ثورية حضارية وناهضة للفكر السلفي الإسلامي المتطرف في المنطقة وبعيداً عن المفاهيم القوموية العنصرية، مما يؤهلها جميعاً لأن يكون للكرد وكردستان موقعها الجيوسياسي ضمن الخرائط الجديدة التي ترسم للمنطقة وفق مفهوم شرق أوسط جديد.. وبالأخير؛ نأمل أن تكون قراءتنا دقيقة وموضوعية بحيث لا نصاب بالمزيد من خيبات الأمل وذلك على مذبح المصالح والأجندات الدولية الإقليمية وبالتالي تكون ولادة دولة كردستان هي الخطوة التالية من مسألة تحرير الأقاليم الكردستانية من تحت نير الاحتلال لدول المنطقة والتي جعلت كردستان دولة مستعبدة على مدى عقود طويلة وللأسف!!

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

253

وحدة الموقف الكردي

باتت قضية إستراتيجية؛ قضية وجود وكيان!

إننا نلاحظ مع تطور المسألة الكردية في الشرق الأوسط وعلى الأخص في الإقليمين الجنوبي والغربي من كردستان أو ما يعرف بباشور وروج آفا فإن الدول الغاصبة ترفع من درجة التعاون والتنسيق بينها حيث كان الاجتماع الثلاثي لوزراء خارجية كل من تركيا والعراق وإيران وذلك على هامش الإجتماع الذي عقد في مجلس الأمن وقد أكدت الأطراف الثلاث على “رفض الاستفتاء” الذي سيجرى يوم الأثنين القادم في إقليم كردستان بهدف التصويت على مسألة إستقلال الإقليم عن الدولة العراقية، كما تترشح بعض الأخبار بأن هناك نوع من الإعداد لتشكيل جيش ثلاثي تشترك فيه الدول الثلاث لغاية “السيطرة على محافظة كركوك وإخراجها من يد الكرد” وقد ذكرت المواقع الإخبارية زيارة لرئيس الأركان العراقية “عثمان الغانمي” لتركيا وبأنه سوف يُستقبل رسمياً من قبل نظيره التركي “خلوصي آكار” في الأركان التركية، كما أن تركيا تجري ومنذ الأثنين الماضي مناورات عسكرية كبيرة بالقرب من حدود إقليم كردستان في منطقة سيلوبي_الخابور.

لكن وبالمقابل فقد تحركت قوات أمريكية من الكومندوس يقدر بألف وسبعمائة إلى كركوك لغاية الحماية من أي إعتداء وربما فوضى تلجأ لها الدول الإقليمية وذلك من خلال تحريض بعض المكونات ضد الكرد، كما هناك أخبار رشحت مؤخراً بان هناك جهود ديبلوماسية إسرائيلية لدفع الرئيس الأمريكي “دونالد ترامب” بالقبول بالاستفتاء ودعوة الرئيس بارزاني لإلقاء كلمة له في مجلس الأمن عقب الاستفتاء على إستقلال كردستان، يكشف فيه عن ملامح الدولة الكردية القادمة وذلك بحسب مصادر خاصة نقلت عن نائب رئيس برلمان كردستان السيد “جعفر إيمنينكي” .. إذاً وكما نلاحظ بأن هناك تحركات ديبلوماسية وعسكرية خطيرة ترتقي لمستوى نشوب ربما حرب إقليمية وعالمية إن أرتكب أي طرف خطأ استراتيجي ما حيث الدول الأربعة الغاصبة لكردستان تجد في التحرك الكردي في الإقليمين الجنوبي والغربي “تهديداً أمنياً” لهم، مما يستدعي منهم إستنفاراً للجيوش واللجوء لعمل عسكري ربما تجر المنطقة والعالم لحروب كارثية وقد تمنعهم فقط؛ الموقف الأمريكي الغربي في دعمهم للكرد كقوة مجتمعية وعسكرية صاعدة في المنطقة ضد التطرف والإرهاب.

254

وهكذا ولتقوية الموقف الكردي إقليمياً ودولياً، فإنه يتطلب من كل أطراف الحركة الوطنية الكردية وعلى الأخص الكتل السياسية البارزة أن تتجاوز خلافاتها البينية الحزبية والإلتقاء والتوافق على طاولة واحدة بهدف التنسيق والعمل الكردستاني المشترك حيث باتت وحدة الموقف والصف الكردي والكردستاني قضية إستراتيجية حيوية تتعلق بمصير هذه الأمة ونيل حقوقها الوطنية ورسم كياناتها السياسية وبالتالي فإن أي موقف لا يخدم وحدة المصير والتلاقي فهو يصب في خانة أعداء شعبنا وعلى الأخص الدول الغاصبة لكردستان وسوف يسجله التاريخ؛ بأنه كان هناك من عمل كـ”طابور خامس” ضد حرية كردستان ولذلك فعلى تلك الكتل والأطراف أن ترتقي لمستوى المسؤولية الأخلاقية والوطنية وتتناسى قليلاً خلافاتها الحزبية ومنافستها على مناطق النفوذ والسيطرة؛ كون هناك قضايا إستراتيجية أهم من نفوذ هذا الطرف أو ذاك على هذا أو ذاك الإقليم الكردستاني حيث الفرصة التاريخية لن تسنح لك دائماً لتسجل وجودك وهويتك بين أمم العالم .. فلا تفلتوا اللحظة التاريخية من بين أيدي شعبنا أيها القادة والتضحية بالقضايا الاستراتيجية لغايات شخصية وحزبية وبالتالي تضيع كردستان مجدداً بين الخرائط وللأسف!!

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

255

 

 

 

 

 

 

مقالات متفرقة

بارزاني ..

غير قادر على الخيانة.

 

للأسف كلما أشتد الخلاف بين الإخوة في جبهتي السياسة الكوردية نقصد بهما؛ الكتلتان الرئيسيتان في الحركة الكوردية الحزب الديمقراطي الكوردستاني والعمال الكوردستاني نجد بأن أنصار الطرفين يلجؤون إلى قضية الإتهام بالتخوين للقيادات السياسية والحزبية للفريقين والتي باتت بحق مسألة جد ممجوجة ومقززة، حيث ناهيكم عن تفاهة ورخص هكذا إتهام، فإن الكل بات يدرك الأعداء قبل الأصدقاء بأن لا يمكن لقائد سياسي كالسيد عبدالله أوجلان الذي يقضي حياته ومنذ ما يقارب العقدين من الزمن بالمعتقل الإنفرادي في سبيل القضية أو كالرئيس بارزاني الذي قضى ومازال حياته في العمل النضالي والسياسي من أجل قضية شعبه، بأن يكون منطقياً أن يلجأ أحدنا إلى مجرد التفكير بتخوين هؤلاء القادة السياسيين.

إننا نقول التخوين وليس النقد والتصويب حيث الخطأ وارد في العمل السياسي لكل إنسان إن كان قائداً، أم فرداً من القاعدة الحزبية والجماهيرية لكن قضية الخيانة غير واردة في عرف هكذا قيادات وطنية ليس لأنهم قديسين وحيث لا قداسة في العمل السياسي، بل كون واقعهم وموقعهم القيادي لا يسمح لهم بتلك الإنزلاقات الخطيرة بحق شخصيتهم وقضاياهم الوطنية ولذلك نقول؛ كفوا عن التخوين حيث هؤلاء قد تجاوزا تلك المرحلة التي يكون فيه الإنسان قادراً على القيام بفعل الخيانة، فإن هؤلاء باتوا ملك القضية ولن يقدروا على التنازل عنها أو خيانتها، لكن ذلك لا ينفي أن يقعوا في أخطاء إستراتيجية بحق شعبهم والقضية التي كرسوا لها حياتهم وهنا يتطلب النقد لأجل التصويب والتصحيح وإعادة النظر في تلك السياسات الخاطئة.

إن ما دعاني لكتابة هذه المقالة ليس دفاعاً عن السيدين بارزاني أو أوجلان، فهما لا يحتاجان أساساً للدفاع، بل لأقول لأنصار الفريقين عليكم أن تدركوا هذه الحقية وبالتالي تكفوا عن تخوين أولئك القادة والزعماء السياسيين حيث وللأسف لاحظنا خلال الفترة الماضية وخاصةً أثناء وبعد زيارة الرئيس بارزاني لأنقرة وإستغلال الدولة والإعلام التركي موعد الزيارة بلؤم وخباثة بحيث استغلت الدولة التركية الموعد لتهجم على منطقة جرابلس السورية وبتغطية إعلامية كاذبة؛ بأن القيادة التركية تباحثت مع البارزاني (قضية الإرهاب) في المنطقة والتي ربطتها بكل من داعش والعمال الكوردستاني، بل وأضافت حزب الاتحاد الدمقراطي وقوات حماية الشعب وبطريقة مقصودة وجد خبيثة من أجل الإيحاء بأن؛ الرئيس بارزاني قد وافق على ضرب القواعد الكوردية في روج آفاي كوردستان.

256

وهكذا وللأسف فقد أنجر الكثير من الإخوة والأصدقاء إلى اللعبة والفخ التركي واتهموا السيد بارزاني بـ(الخيانة والعمل ضد القضية الكوردية) وهوالرجل المعروف بإخلاصه لقضيته ولشعبه وذلك بشهادة الخصوم قبل المؤازرين له، بل نسي أولئك الذين خوّنوه بأن الرئيس التركي وإعلامه قد نعتوا البارزاني وفي نفس الزيارة بـ(رئيس إقليم شمال العراق) وهي كانت إشارة قوية على عدم رضى القيادة التركية من الزيارة وخاصةً ذاك الصمت الرهيب من قبل السيد بارزاني، ناهيكم عن معرفة الأخير بالعقلية الطورانية الرافضة لأي إستحقاق قومي كوردي، لكن السياسة وخدمة القضية تجبرك على محاورة الذئاب أيضاً.

طبعاً قضية الحوار والجلوس مع الخصوم السياسيين وحتى قيادات وزعماء الدول الغاصبة لكوردستان، لا يعني وبأي حال من الأحوال الموافقة على مواقفهم وقراراتهم السياسية.. وبرأي الشخصي وحسب معرفتي وقراءاتي لمواقف الرئيس بارزاني الكوردستانية، فإنه لم ولن يكون موافقاً البتة في ضرب أبنائه من قوات حماية الشعب وذلك إن كان من طرف النظام السوري في الحسكة، حيث كان تصريحه واضحاً، بأن كورد سوريا لن يكونوا وحدهم وأن البيشمركة على استعداد للمشاركة مع إخوتهم من وحدات حماية الشعب للدفاع عن أنفسهم وعن المناطق الكوردية .. وكذلك فإن موقفه من الهجوم التركي على قوات سوريا الديمقراطية وبلدة جرابلس لن يختلف عن موقفه من معارك الحسكة، لكن ربما هناك الكثير من العوائق التي أجبرته وتجبره أحياناً على الصمت الإعلامي وليس السياسي.

وبالتالي وبحسب بقناعتي فإن موقف فرنسا الأخير والذي جاء على لسان رئيسها “هولاند” لم يأتي عن عبث حيث يقول الكاتب أحمد الشرقاوي في مقالته (واشنطن لموسكو: رأس أردوغان مقابل بقاء الأسد..) عن ذاك الموقف ما يلي: “كان لافتاً تحذير فرنسا لتركيا الأحد عقب زيارة مسعود برزاني لباريس من مغبة إقدام أردوغان على تطهير عرقي في حق أكراد سورية”. وهكذ فإن هذا الربط بين زيارة الرئيس بارزاني لفرنسا وموقف رئيسها لها دلالات ومعاني كثيرة لمن يجيد القراءات السياسية.. ولذلك نطلب من كل الإخوة الكف عن التخوين فهناك من يعمل ويجدّ ليلاً ونهاراً ليكون شعبنا أيضاً من بين تلك الشعوب التي تحمل هويته الثقافية الحضارية في هذا الكوكب وليس فقط الفضاء الأزرق ونأمل أن تصل الرسالة لكل الإخوة والأطراف والقوى الكوردية؛ بأن بناء الأوطان لا تقوم على سياسات الإقصاء والتخوين.

http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=529809

http://xeber24.org/141758.html

 

 

 

257

أمريكا وإقليم كوردستان (العراق)

يسأل أحد الإخوة لما تتعامى أمريكا عن علاقة (أربيل) مع إيران بينما بسبب علاقة حزب العمال الكوردستاني مع المحور الإيراني الروسي فإن أمريكا والغرب الأوربي ترفض العلاقة مع العمال الكوردستاني ومنظوماته السياسية المختلفة وضمناً الاتحاد الديمقراطي ومشروع الإدارة الذاتية في غربي كوردستان. بالتأكيد إنه سؤال مهم وضروري وللإجابة الوافية عليه فإنه من المفروض أن نعرف العقلية الغربية والأمريكية بأنها قائمة على البراغماتية وليس الأيديولوجيا والبروباغندا السياسية.. وأعتقد بأن إقليم كوردستان (العراق) ومن خلال تجربتها على مدى عقدين من الزمن وكذلك للخبرات التي أكتسبها العراقيين عموماً ومن بينهم كورد الإقليم وذلك في فترة الهجرة والعيش في الغرب بأن ثقافة الغرب تقوم على المصالح أولاً وليس المشاعر والأيديولوجيات وبالتالي فهم يحققون للجميع مصالحهم في الإقليم وبدون تفضيل طرف على آخر بل محاولة الإستفادة من ورقة النفط والإستثمارات والأموال التي تضخ في المشاريع والشركات التي تعمل على أراضيها.

وكمثال عن ذلك فإننا سنورد قضية بيع النفط وهي أهم نقطة في موضوعنا حيث وعلى الرغم من الخلاف بين كل من بغداد المركز والإقليم (أربيل) على مسألة بيع النفط الكوردستاني وكذلك الخلاف الموجود بين أمريكا وإيران إلا أن كل من أمريكا وبغداد كانتوما زالت تغض البصر عن بيع الإقليم للنفط إلى إيران؛ وذلك لكون الأخيرة حليف بغداد فهي مجبرة أن تسكت عن القضية رغم كل صراخ وزير النفط حسين الشهرستاني عن “الصفقات الغير مشروعة” للإقليم في قضايا عقد النفط مع الشركات والدول إن كان من أجل الحفر والتنقيب أو البيع والتصدير وكذلك ولكون الإقليم حليف أمريكا فإن الأخيرة تغض الطرف عن تلك العمليات والصفقات وذلك على الرغم من العقوبات المفروضة على إيران ومنع بيع النفط له كون هناك حليف له وهو إقليم كوردستان (العراق) يستفيد منه.. وهكذا نجد إتفاق الخصوم و“الأعداء” عند إلتقاء المصالح، بينما على الضفة الكوردية الأخرى فإن الإخوة في العمال الكوردستاني ونتيجة سياسات البروباغندا الحزبية والأيديولوجيات فإنهم مرفوضين للتعامل معهم كما يعامل الإقليم وخاصةً كونهم محسوبين على المحور الآخر وهو المحور الروسي الإيراني، مع العلم بأن الإخوة في قيادة حزب العمال الكوردستاني بدؤوا يدركون مخاطر تلك المفاهيم الثورية على سياساتهم ولذلك وجدنا نوع من التدرج في التغيير في الموقف من الرفض للعلاقة مع الغرب وأمريكا إلى المطالبة بالدعم وبالتأكيد فإن تلك العلاقة ستكون متوقفة على مدى نجاح عملية الحوار والسلام مع تركيا حيث نجاح تلك المفاوضات ستغير الكثير من ملامح السياسة والجغرافية في المنطقة.

 

 

 

 

 

258

 

 

بداية البدايات

..”الرئيس التركي يوافق على قانون عملية السلام مع الأكراد“.

نشرت وسائل الإعلام التركية والعالمية وتحت المانشيت الثاني خبراً عن موافقة الرئيس التركي السيد عبد الله غول على قانون يسمح بموجبه للقيادة السياسية التركية من إجراء محادثات السلام مع قيادة حزب العمال الكوردستاني حيث جاء فيه ما يلي: ((أقر الرئيس التركي عبد الله غل اليوم الثلاثاء قانوناً بخصوص محادثات السلام مع المسلحين الأكراد في خطوة مهمة لإنهاء التمرد الذي بدأ قبل ثلاثة عقود وجاءت قبل أقل من شهر على انتخابات الرئاسة. ويمكن أن يدعم القانون رئيس الوزراء رجب طيب اردوغان في الانتخابات، إذ يأمل في جذب تأييد الأكراد في محاولته لأن يصبح أول رئيس منتخب بشكل مباشر لتركيا في انتخابات مقررة على مستوى البلاد في العاشر من آب. وبدأت تركيا، العضو في حلف شمال الأطلسي، محادثات سلام مع زعيم حزب العمال الكردستاني المسجون عبد الله أوجلان في العام 2012في مسعى لإنهاء تمرد بدأ قبل 30 عاما وأدى إلى مقتل 40 ألف شخص. لكن حتى الآن لا توجد أسس قانونية للتفاوض مع الحزب الذي تعتبره السلطات التركية والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة منظمة إرهابية. وسيحمي القانون الجديد من يشاركون في نزع سلاح وإعادة دمج المتمردين الأكراد من المحاكمة كما سيوفر الحماية القانونية للاجتماعات التي تهدف لإنهاء الصراع)).

وهكذا يمكننا القول بأن تركيا قد وضعت الأساس القانوني والدستوري كبداية للبدء في حل المسألة الكوردية وذلك من خلال الموافقة على قانون يسمح بإجراء المفاوضات واللقاءات مع قيادة العمال الكوردستاني، بل “وإعادة دمج المتمردين الأكراد” بالمجتمع وتوفير “الحماية القانونية للاجتماعات” وذلك بهدف إنهاء الصراع الدموي بين الطرفين والذي حصد الآلاف من الأرواح ودمر كذلك البنية الاقتصادية ولسنوات للدولة والمجتمع عموماً وسببت بتشريد مئات الآلاف من أبنائنا في شمال كوردستان نتيجة المعارك والصراعات وحرق وتدمير آلاف القرى الكوردية في حرب ضروس ومنذ ما يزيد عن قرن كامل وليس ثلاثين عاماً فقط.. وبالتالي فإن الخطوة السابقة ومن قبل الحكومة التركية تعتبر بداية البداية، كما قلنا سابقاً، للخروج من “أزمة داخلية” وإقليمية ورثتها عن الخلافة العثمانية ومن ثم كإحدى افرازات سياسة الإلغاء والإقصاء والتي اتبعتها العقلية الأتاتوركية بحق كل المكونات الأخرى الغير تركية في جمهوريتها الطورانية الكمالية. ولكن السؤال الأخير والذي يمكن أن يتبادر للأذهان؛ هل تركيا وتحديداً حزب العدالة والتنمية الحاكم تريد من خلال هذه الموافقة الأولية اللعب بالورقة الكوردية من أجل مكاسب انتخابية أم هناك نية حقيقية وإرادة سياسية مجتمعية في تركيا لحل المسألة الكوردية كون من مصلحة الدولة التركية؛ أن تجد إلى جانبها حليفاً، بل دولة كوردية صديقة وذلك عوضاً عن حروبها الاستنزافية في صراعٍ لن ينتهي إلا بدحر الديمقراطية والحريات في المجتمعين الكوردي والتركي وخاصةً بأن هناك ملامح لنشوء دولة كوردية في إقليم كوردستان (العراق) ومعها منابع الثروة النفطية.

وأخيراً نقول: نأمل أن تكون السياسة التركية الأخيرة بدايةً لفتح صفحة جديدة في الملف الكوردي وحلها على أسس العدالة القانونية والاجتماعية وبحسب القانون الدولي في حل الخلافات العرقية في دولة متعددة القوميات والأثنيات وليس فقط من أجل دعاية انتخابية وتكون سحابة صيف عابرة.

http://www.aljadeed.tv/Men…/news/DetailNews/DetailNews.html…

259

 

 

 

 

 

 

 

بوست عروبي

..ومعلقين (كورد) حمقى.

 

 

 

 

 

 

تكتب إحدى الفيسبوكيات العروبيات وأسمها (خ. ر. الحمود) لم أذكر الإسم كاملاً كي لا أعمل لها دعاية بوستاً عروبياً حاقداً وعنصرياً تنظر إلى الكورد على إنهم (عبيد وعملاء مأجورين ويبيعون أمهاتهم ببعض الدولارات) أو على الأقل البعض من الكورد حيث كتبت في صفحتها الشخصية؛ “حزب العمال الكردستاني الذي يدّعي أنه حرّر محافظة الحسكة ويحافظ على (مكتسبات ثورة روج آفا) وأقام دولته في ثلاث مناطق في سوريا تحت اسم كانتونات، هذا الحزب ما هو إلا خادم أمين عندنا، وخير من استخدمنا عبد قوي وأمين، وباقي الأحزاب الكردية في المجلس الوطني الكردي التي تدّعي أنها أحزاب معارضة ومنتسبة للائتلاف السوري المعارض، ما هي إلا أعيننا في الائتلاف، تراقب كل شيء وتنقل لنا الأخبار أول بأول … وهؤلاء الخدم لا بد من تقديم بعض المكافآت لهم / إذ نسمح لهم بأن يسرقوا الإغاثة ويتاجروا بتهريب النفط والدخان والمخدرات، وأن يقبضوا الملايين من الدولارات من المعارضة ومن البرزاني ومن غيرهم، ونسمح لهم أيضاً أن يسرقوا قوت الشعب ويتاجروا بالغاز والخبز والمواد الغذائية، وكذلك نسمح لهم برفع أعلامهم وشعاراتهم حتى يستطيعوا كسب بعض الفقراء والجهلاء من الشعب للقتال معهم وأن يتبعوهم كما تتبع الشاة الراعي… لم نجد أفضل خدما وعبيدا من بعض قيادات الاحزاب الاكراد … يبيعون أمهم ببضع دولارات، لذلك سوق النخاسة ما زال أربح الأسواق”.

 

لكن لم تذكر هذه الفيسبوكية الثورجية من تقصد بكلامها بأن “حزب العمال الكردستاني .. ما هو إلا خادم أمين عندنا”؛ فهل تقصد بـ”عندنا” النظام البعثي السوري وهي التي تتشدق بـ”الثورجية” و”المعارضجية” والمحسوبة فيسبوكياً وربما عملياً على “الإئتلاف العروبي الطوراني”، أم تقصد بـ”عندنا” العرب والأمة العربية وبالتالي تؤكد نظرتها القومية العنصرية للكورد عموماً على إنهم “عبيد وعملاء” والدليل إنها لم تستثني المجلس الوطني الكوردي وذلك عندما قالت “يبيعون أمهم ببضع دولارات” .. وهكذا تؤكد على عقليتها الشوفينية والعروبية لكن ولربما كل كلامها ووقاحتها وسفالتها ما كان ليلفت نظري لولا مشاركة بعض (الكورد) المستعربين والمصابين بالعمى السياسي نتيجة حقدهم على العمال الكوردستاني، حيث يعلق أحدهم بالعبارات التالية على بوستها؛ “على اي دولة تحكي يا اخت خلود عم يضحكو على الشعب الكردي مسكين انتي حضتي الملح على الجرح حزب عمال كان كردستاني. بس هلا صاير بعث ستان عمل من مناطق كردية منتجعات منتزهات لشبيحة البعث شكرا لكي على مقال الي ما حد

260

من الكرد يحكو هيك كلام” .. طبعاً لاحظتوا لغته “الظعيفة” وعرفتم أن كاتبه (كوردي) وللأسف وهو يحمل إسم “سيدا” أيضاً، أفلا بؤس وبئس هكذا شخصيات تدعي “الثورية والكوردية” وها أنتم تحفرون في الجسد الكوردي المزيد من الجروح والإنشقاقات أيها الحمقى .. أما كاتبة البوست فإنها لا تستحق أكثر من أن نقول لها؛ بأنها تلميذة فاشلة في مدرسة البعث العروبي.

 

ملاحظة؛ طبعاً هناك أكثر من معلق (كوردي) على شاكلة هذا الأحمق الأخير لكنني لم أود ذكر أسماء كل الحمقى على صفحتي.

 

 

 

 

 

تركيا ..

تلعب بالنار الكوردية.

 

 

 

 

 

 

 

11 يونيو، 2015 ·

يبدو أن تركيا تريد أن تشعل مجدداً النار الكوردية وذلك قبل أن تذهب ربما لإنتخابات مبكرة حيث تحدثت الأخبار عن قيام مجموعة مسلحة بـ”إغتيال (إيتاج باران)؛ رئيس منظمة (اهيا دير) غير الحكومية والقريبة من حزب (هدى بار) الاسلامي الكردي، وذلك بعدما أطلق عليه مسلحون مجهولون النار في مكتبه في دياربكر، وفق مصادر طبية” وإخبارية. مما جعلت المدينة تشهد مواجهات مسلحة أخرى وعدد آخر من الضحايا والقرابين، بل قامت بعض تلك العناصر والرموز الإرهابية والتي كانت تمارس الإرهاب في مرحلة سابقة ضد المدنيين وخاصةً مؤيدي العمال الكوردستاني بالنزول مسلحين إلى شوارع آمد وعلى مرأى البوليس التركي في نوع من القرصنة وإرهاب آمد التي قالت؛ “لا لحزب العدالة والتنمية” ونعم لحزب الشعب الديمقراطي.

 

وهكذا يبدو أن السيد أردوغان يريد أن ينتقم من المدينة المنتفضة في وجهه وذلك من خلال المجموعات والأحزاب الدينية المتطرفة والمحسوبة عليه، بهذا الشكل أو ذاك، وصولاً لحالة من الفوضى والمواجهات وربما قطع الطريق على فرحة الكورد بما حققوا من إنجاز سياسي تاريخي قد تكون البداية لوضع خارطة طريق وبالتالي هي نوع من الضغط على حزب الشعب الديمقراطي (HDP) بالقبول بشروط العدالة والتنمية والدخول معه في إئتلاف حكومي وخاصةً إذا علمنا بأن هناك تلميح لتقارب الأحزاب الثلاث الأخرى لتشكيل إئتلاف عريض يقطع الطريق على العدالة والتنمية والذي سيكون برأي أي تحالف (HDP) مع كل من (CHP) و(MHP) كارثياً على الجميع وأولاً القضية الكوردية والأزمة السورية كما للداخل التركي .. وهكذا فربما تكون العدالة والتنمية تريد أن تقول؛ إما التحالف معي أو أحرق البلد على رؤوسكم جميعاً، وإن تورط الكورد في تلك المواجهات قد تكون بداية حرب تركية أهلية أو في أحسن الأحوال الذهاب لإنتخابات مبكرة ووقتها لن تكون لصالح شعبنا حيث وقتها سيكون الشارع التركي قد هُيّج من جديد ضد القضية والملف الكوردي.

 

261

ولذلك أعتقد إن تهدأة الأوضاع من قبل الإخوة في قيادة حزب الشعب الديمقراطي في مدينة آمد وعدم الإنجرار في لعبة النار هذه والتحالف مع العدالة والتنمية أفضل بكثير من المواجهات المسلحة مع أحد أذرع التيارات الإسلامية أو محاولة تشكيل تحالف مع القوميين الترك؛ حزبي الشعب الجمهوري (CHP) والحركة القومية (MHP) كوننا نعلم توجهات الحزبين في معاداة أي طموح ومشروع يهدف لحل القضية الكوردية.

 

ـــــــــــــــ رابط المقال على موقع خبر24

http://xeber24.org/nuce/70771.html

 

 

 

 

تركيا ..

مرة أخرى تخسر الرهان مع الكورد!!

 

حاولت وتحاول تركيا دائماً في رسم ملامح سوداوية لشعبنا وحركته السياسية وعلى الأخص منظومة العمال الكوردستاني وملحقاته السياسية والعسكرية وهي تحاول دائماً وفي كل مرة أن تلصق صفة الإرهاب بنضال شعبنا، إن كان في شقه السياسي أو العسكري حيث تحاول أن تستفيد من قضية وضع إسم الحزب العمال الكوردستاني على لائحة الإرهاب والذي كان نتيجة المصالح والصراعات الدولية في مرحلة سابقة، والتي كانت تشهد صراعاً أيديولوجياً بحيث تم إلصاق صفة الإرهاب بالعمال الكوردستاني مع أن هذه الأخيرة، ورغم الكثير من المجازر التي أرتكبتها القوات التركية بحق أبطالها وعموم شعبنا في الجزء الشمالي من كوردستان، إلا إنها لم تلجأ يوماً للعمليات الإرهابية ضد المدنيين، مما جعل الغرب يعيد في بعض قراءاته بخصوص هذه المنظومة وخاصةً للشق المتعلق في روج آفاي كوردستان (سوريا) وقد لاحظنا ذلك خلال دعم المساعدات الغربية لشعبنا وللقوات الكوردية في الدفاع عن كوباني وباقي المناطق الكوردي وذلك على الرغم من الإعتراضات التركية، بل أُجبرت تركيا على قبول السماح لمرور قوات البيشمركة من إقليم كوردستان لمساعدة إخوتهم من قوات حماية الشعب والتي كانت ترفضها تركيا بشدة وتعتبر ذلك مساً بـ(سيادتها الوطنية).

وتركيا لم تكتفي بذلك، بل حاولت مجدداً ودائماً؛ أن تضغط على الغرب وأمريكا خصوصاً لقطع الإمدادات والمساعدات عن القوات الكوردية، لكنها وبفضل الديبلوماسية الكوردية ونجاحات قواتنا الباسلة على الأرض فإنها أي تركيا تفشل كل مرة في مساعيها الغير حميدة لتشويه سمعة القوات الكوردية حيث وبعد أن حذرت تركيا كل من روسيا وأمريكا بعدم تقديم الدعم والمساعدات لوحدات حماية الشعب وذلك بحجة “أنه يمكن أن تقع تلك الأسلحة بيد (الإرهابيين) من مقاتلي العمال الكوردستاني”، فإن الدولتان صرحتا بتقديم الدعم حيث (أفاد المتحدث باسم الخارجية الأمريكية جون كيربي في مؤتمره الصحفي اليومي” أن بلاده ستستمر دعم وحدات حماية الشعب وفصائل المعارضة المعتدلة لمحاربة تنظيم الدولة الإسلامية في سوريا, مشيرا إلى أن اللقاءات مستمرة مع الحكومة التركية ويتفهمون مخاوفهم”). و(أوضح كيربي أنّ على الدّول المشاركة في التحالف الدولي الذي يحارب تنظيم الدّولة (داعش) والبالغ عددها 60 دولة، أنّ تدرك أهمية الصراع مع هذا التنظيم وأن تقوم بدعم الفصائل التي تقاتله. وأكد المتحدث باسم

262

الخارجية الأمريكية كيربي خلال مؤتمره الصحفي اليومي أنّ الولايات المتحدة الأمريكية ستستمر في دعم قوات وحدات حماية الشعب في سوريا لمحاربة تنظيم الدولة الاسلامية(داعش)).

كما أعلن، من جهته، وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف ((أن موسكو تتابع عن كثب التطورات الداخلية في صفوف المعارضة السورية المسلحة، بما في ذلك تحالف “قوى سوريا الديمقراطية” الذي تشكل مؤخراً .. وقد قال لافروف خلال مشاركته في “ساعة الحكومة” بمجلس الدوما (النواب) الروسي الأربعاء 14 أكتوبر/تشرين الأول تعليقا على تشكيل التحالف الجديد الذي يضم وحدات حماية الشعب الكردية والفصائل الأخرى التي شاركت في المعركة ضد تنظيم “داعش” في شمال سوريا وخاصة في محيط مدينة كوباني في أواخر العام الماضي وأوائل العام الحالي: “إننا نتابع تحركات هذا التحالف، وهو يضم جماعات مسلحة كثيرة. وفي صفوفه هناك العديد من التشكيلات التي لا نعتبرها إرهابية، ومنها وحدات كردية ومسيحية آشورية. إننا مستعدون للتعاون معها”)). وهكذا فإن تركيا خسرت الرهان مجدداً أمام الكورد وتضحياتهم وذلك على الرغم من تقرير منظمة العفو الدولية والذي يبدو إنه أخذ الكثير من المعلومات المغلوطة من المقربين من تركيا وأصدقائها من التيارات القوموية والإسلامية الراديكالية حيث وللأسف؛ فإن “التقرير يدين القوات الكوردية بممارسة التطهير العرقي بحق العرب”، وهنا أود أن أتوجه للإخوة في قيادة قوات حماية الشعب وللإدارة الذاتية والقيادات السياسية في روج آفاي كوردستان، بأن يضعوا التقرير بيد أصحاب الإختصاص لكي يتم الرد الواقعي والعملي ودحض الكثير من الإفتراءات بحق شعبنا وقواتنا المدافعة عن هوييتنا التاريخية.

كلمة أخيرة نقولها للجميع؛ إن الحقوق لا تموت إلا بموت أصحابها والمطالبين بها، وبما أن شعبنا ما زال مؤمناً بقضيته فلن تموت حقوق شعبنا القومية والديمقراطية ونقول لتركيا وكل الدول الغاصبة لكوردستان؛ ما دام الكورد وكوردستان تحت الإحتلال فإن شعبنا سيقدم المزيد من التضحيات لنيل الحقوق وكل مساعيكم لتشويه القضية لن تفلح؛ كونكم من تمارسون الإرهاب وذلك بمنعكم للكورد أن يكونوا أسياداً على ترابهم الوطني وذلك أسوةً بكل شعوب العالم، بينما شعبنا وقواتنا الباسلة تدافع عن هويتها ووجودها الحضاري. وهكذا فإنكم لن تقدروا أن تطمسوا تلك الحقيقة بغربال أكاذيبكم ونفاقكم الديبلوماسي والعالم باتت تدرك الحقائق على الأرض، بل تدرك من يمكن أن يكون شريكاً صادقاً لمصالحهم والكورد باتوا أحد الشركاء الأساسيين في المنطقة .. فأنتهى حقبة الدولة الكمالية يا سيد أردوغان وكفاك حماقات سياسية!!.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ رابط المقال على موقع خبر 24

http://xeber24.org/nuce/89382.html

 

 

 

 

 

 

263

كوردستان باقية.

..والخونة إلى مزابل التاريخ.

إن ما جرى في مناطق شنكال وزمار من إقليم كوردستان (العراق) يجب أن يصبح درساً قاسياً وأليماً لنا جميعاً نحن الكورد وتحديداً في الشطرين الجنوبي والغربي من كوردستان كون الواقع السياسي والديموغرافي المتشابه في الإقليمين يفرز حالة سياسية متقاربة؛ حيث التركيبة السكانية الواحدة (التواجد العربي والمسيحي) داخل الإقليمين وجنباً إلى جنب مع الكورد وسياسياً هناك الإدارتين الكورديتين مع وجود بروز كيان تطفلي “الدولة الداعشية” على التخوم ومسألة تسللها عبر بعض العناصر العربية إلى الداخل وخيانتهم للخبز والملح.. وقد رأينا ذاك مؤخراً في المناطق الأيزيدية في شنكال وغيرها بحيث أن تعاون بعض تلك المجاميع العربية مع داعش والقوى التكفيرية الظلامية كان عاملاً حاسماً في إختراق الخاصرة الكوردية مع عدد من الأسباب والعوامل الأخرى.

وهكذا فإن تجربة إقليم كوردستان (العراق) يجب أن يكون درساً مؤلماً لنا جميعاً وخاصةً لنا في غربي كوردستان والإدارات الذاتية؛ فعلى الرغم من الخبز والملح ورغم إظهارهم –أي تلك العناصر التي غدرت بالبيشمه ركة والإقليم– ولائهم للكورد إلا أنهم وفي أول فرصة سنحت لهم فقد ظهروا على حقيقتهم وأعلنوا ولاءهم للدولة الإسلامية “داعش” وغدراً في الكورد.. وإننا بهذه المناسبة نلفت إنتباه الإخوة في الإدارات الذاتية في غربي كوردستان بأن لا يخفى عليكم التواجد العربي في عدد من المناطق والتخوم في غربي كوردستان ورغم إظهارهم للولاء لكم إلا وأنه وعندما تتحين الفرص فإن أولئك الموالون لكم –أو على الأقل قسم كبير منهم–سوف يغدرون بكم وينقلبون عليكم ليكونوا إلى جانب داعش أو النظام أو أية جهة أخرى تدعي العروبة والإسلام وبالتالي عليكم الحذر واتخاذ الاحتياطات الضرورية كي لا تقعون في نفس التجربة، وهذه ليست دعوة لعداء المكون العربي لكن واجب الحذر ضروري وخاصةً في هذه المرحلة الحساسة والمفصلية من تجربة شعبنا الكوردي في غربي كوردستان.. ولكن ورغم كل هذا وذاك؛ ورغم غدر وخيانة البعض من العناصر العربية وكذلك بعض الكورد من خلال حماقته السياسية ورغم كل الدسائس والمؤامرات من بعض الدول والأنظمة –وعلى الأخص– الغاضبة للجغرافية الكوردية فإننا متأكدون من صمود كوردستان ونقول للجميع؛ بأن كوردستان باقية وأن الغدر والخيانة إلى مزابل التاريخ والجغرافية.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

264

 

 

 

الكورد ..

وذكرى كارثة الأنفال.

 

 

 

 

 

 

 

تقول موسوعة ويكيبيديا بأن “عمليات الأنفال أو حملة الأنفال (بالكردية کارەساتی ئەنفال) هي إحدى عمليات الإبادة الجماعية التي قام بها النظام العراقي السابق برئاسة الرئيس صدام حسين سنة 1988 ضد الأكراد في إقليم كردستان (شمالي العراق) وقد اوكلت قيادة الحملة إلى علي حسن المجيد الذي كان يشغل منصب امين سر مكتب الشمال لحزب البعث العربي الاشتراكي وبمثابة الحاكم العسكري للمنطقة وكان وزير الدفاع العراقي الاسبق سلطان هاشم كان القائد العسكري للحملة وقد اعتبرت الحكومة العراقية انذاك الأكراد مصدر تهديد لها وقد سميت الحملة بالأنفال نسبة للسورة رقم 8 من القرآن”.

وتضيف الموسوعة “و(الأنفال) تعني الغنائم أو الأسلاب، والسورة تتحدث عن تقسيم الغنائم بين المسلمين بعد معركة بدر في العام الثاني من الهجرة. استخدمت البيانات العسكرية خلال الحملة الآية رقم 11 وقام بتنفيذ تلك الحملة قوات الفيلقين الأول والخامس في كركوك وأربيل مع قوات منتخبة من الحرس الجمهوري بالإضافة إلى قوات الجيش الشعبي وافواج ما يسمى بالدفاع الوطني التي شكلها النظام العراقي انذاك لمحاربة أبناء جلدتهم وقد تظمنت العملية ستة مراحل”. حيث “المرحلة الأولى؛ ابتدات بالهجوم على منطقة سركلو وبركلو وقد استغرقت هذه المرحلة 3 اسابيع. المرحلة الثانية؛ ابتدات هذه المرحلة عندما قام النظام العراقي (في عهد صدام حسين) بشن هجوم على منطقة قره داغ واستمرت هذه العملية من 22 اذار إلى 30 اذار من سنة 1988”.

 

أما “المرحلة الثالثة؛ ابتدات بالهجوم على منطقة كرميان في محافظة كركوك. المرحلة الرابعة؛ ابتدات عندما قام النظام العراقي السابق بشن هجوم على منطقة حوض الزاب الصغير. المرحلة الخامسة؛ حيث قام النظام العراقي بشن هجوم على المناطق الجبلية ل محافظة اربيل وجرى تدمير القرى الكردية هناك. والمرحلة السادسة؛ وهي اخر المراحل عمليات الانفال ابتدات هذه العملية في 25 من شهر آب \ أغسطس سنة 1988 وقد شملت منطقة بهدنان وقد استمرت هذه العملية حتى 6 من ايلول \ سبتمبر من نفس العام”.

265

وبحسب الموسوعة فقد كانت “نتائج الحملة” التي قامت بها الحكومة العراقية انذاك هي “تدمير ما يقارب من 2000 قرية وقتل الألاف من المواطنين الاكراد في مناطق إقليم كردستان أثناء عمليات الانفال واجبار قرابة نصف مليون مواطن كردي على الاقامة في قرى اقامتها الحكومة العراقية انذاك خصيصا كي يسهل السيطرة عليهم وجرى القاء القبض على ما يقارب من 1000 مواطن كردي جرى تصفيتهم ودفنهم في قبور جماعية في مناطق نائية من العراق”.

 

للأسف إن الأرقام الواردة غير دقيقة حيث تم إعدام مايقارب 180000 من الكورد في عمليات الأنفال وتدمير ما يقارب أربعة آلاف قرية وقصبة كوردية والكثير من المقابر الجماعية التي ضمت رفات الآلاف من أبناء شعبنا الكوردي وقد تم الإعتراف الدولي بتلك الجريمة حيث و”في يوم 5 كانون الأول – ديسمبر من سنة 2012 م أقر البرلمان السويدي بأن هذه العمليات بأنها عمليات إبادة جماعية بحق الأكراد العراقيين”.

http://press23.com/?p=3138

266

الحكومة العراقية

وأحلامها بعودة ديكتاورية البعث أو الملالي!!

إن قضية الاستفتاء على مسألة استقلال كردستان قد كشفت عورات الكثير من الحكومات الإقليمية وبعض القادة السياسيين وأولهم الساسة العراقيين وحكومة بغداد حيث وجدنا التصعيد الكلامي الذي وصل لحد طلب البرلمان من الحكومة تحريك القوات العسكرية لاحتلال كردستان تحت مسمى بسط نفوذ الحكومة الاتحادية على كامل الأراضي العراقية، بل ذهب بعض السخفاء للمطالبة بملاحقة ومحاكمة البرلمانيين الكرد وحتى حكومة الإقليم وعلى رأسهم السيد مسعود بارزني ولعلى إلقاء نظرة على رد “الحكومة العراقية على المقترح الذي طرحه المجلس الأعلى السياسي الكوردستاني يوم أمس لإجراء حوار بين أربيل وبغداد” يكشف عن هذه الحقيقة في تلك النقاط التي أشترطت فيها بغداد على حكومة إقليم كردستان للبدء بأي حوار حيث ((قال المتحدث باسم الحكومة العراقية، سعد الحديثي لشبكة رووداو الإعلامية، إن “الحكومة المركزية ليست لديها شروط بل مجموعة من الأسس والمبادئ الوطنية التي يجب العودة إليها للعمل عليها”)) بحسب إدعاءات الحديثي طبعاً.

ويقول الموقع أيضاً وعلى لسان المتحدث باسم حكومة بغداد”وأضاف أن الأسس والمبادئ هي:

أولاً: التزام حكومة إقليم كوردستان بوحدة الأراضي العراقية والاعتراف بالسلطة الوطنية على جميع أراضي العراق.

ثانياً: العودة إلى العمل بالدستور.

ثالثاً: تطبيق السلطة السيادية في القضايا الخارجية، تصدير النفط، الأمن وحماية الحدود، المعابر الحدودية والخطوط الجوية.

رابعاً: الاعتراف بالسلطة الفيدرالية في المناطق المتنازعة عليها”.

وللعلم فإن “كان المجلس الأعلى السياسي الكوردستاني قد طالب بفتح باب الحوار مع بغداد بدون شروط مسبقة، وبلا فرض للعقوبات أو الحصار، ووفق توقيتات معينة لإنجاح الحوار”.

وهكذا فإن عدنا لقراءة تلك الشروط أو “المبادئ” بحسب الحديثي وأعتمدنا صياغة الدستور كما تطالب بغداد نفسها وسألنا الحكومة الاتحادية العتيدة؛ هل تعترفون بأن اقليم كردستان هو جزء وإقليم فيدرالي من دولة العراق الاتحادية الفيدرالية، فإن كان الجواب بلا فلا حاجة بنا لأي نقاش كونهم بذلك سوف يعتبرون دولة احتلال وإعتداء على كيان سياسي خارج سلطات الحكومة الاتحادية، أما إذا كان الجواب بنعم وهو الواقع إلى يومنا هذا، فعندها لا حاجة لأن تطلب بغداد من سلطات الإقليم “التزام حكومة إقليم كوردستان بوحدة الأراضي العراقية والاعتراف بالسلطة الوطنية على جميع أراضي العراق”. وكذلك لشرطها وطلبها الآخر

267

من الإقليم بـ”الاعتراف بالسلطة الفيدرالية في المناطق المتنازعة عليها” حيث الاعتراف بالإقليم وسلطاتها كجزء من سلطة الحكومة الفيدرالية تعني بأن الحكومة الاتحادية لها سلطتها على تلك المناطقة المستقطعة من الإقليم.. ثم على أولئك السادة في بغداد ألا ينسوا بأن يحق لأي محافظة وبحسب الدستور العراقي أن تقرر مصيرها في تشكيل سلطاتها المحلية وإدارتها، بل وتشكيل أقاليم فيدرالية مع محافظات أخرى.

وأخيراً وبخصوص حماية الحدود وطلب بغداد من حكومة الإقليم “تطبيق السلطة السيادية في القضايا الخارجية، تصدير النفط، الأمن وحماية الحدود، المعابر الحدودية والخطوط الجوية” فأعتقد بأن قوات البيشمركة وبحسب الدستور أيضاً هي قوات تابعة للمنظومة الدفاعية العراقية وقد كانت رواتبها تأتي من بغداد قبل أن تقطع هذه الأخيرة تلك الرواتب وتحاصر الإقليم إقتصادياً وبالتالي وبما ان البيشمركة جزء من منظومة الدفاع العراقية، فإن حماية الحدود من قبلها تعتبر وجود سلطة سيادية للحكومة الاتحادية على المعابر والحدود، لكن يبدو أن الإخوان في بغداد لا يريدون السلطة بمفهوم الدولة الاتحادية الفيدرالية، بل بمفهومها السابق البعثي الصدامي بحيث يأتي إبن المحافظات الجنوبية أو الوسطى يحكم من خلال البوسط العسكري في أربيل والسليمانية. وهكذا يبدو أن بعض السياسيين العراقيين ما زالوا يعيشون وهم عودة الاستبداد والديكتاتورية، بل ربما عودة طاغية العراق صدام نفسه .. فلا عجب حيث إن كان هناك من ينتظر عودة “المهدي” أو “المسيح المنتظر” ومنذ أكثر من خمسة عشر قرن، فلا عجب أن ينتظر عودة “صدام حسين” وديكتاورية البعث أو الملالي الجديدة.

 

الكرد والتجارب الفاشلة

كركوك؛ هل تكون آخر حماقاتنا؟!

كانت لي قبل قليل مداخلة على قناة رووداو ومما قلت فيه هو التالي؛ إن الأمريكان لن يتخلوا عن الكرد في حالة واحدة وهي عدم إيجادهم من هو أفضل منهم خدمةً لمصالحهم حيث بالأخير ما يهم الأمريكان هي مصالحهم وليس قضايا شعوبنا ولذلك فعلى السياسيين الكرد أن يجيدوا قراءة المصالح الأمريكية في المنطقة وعلى ضوء ذلك يتحركوا ويستفيدوا من الدعم الأمريكي لتقوية نفوذهم ومشروعهم السياسي .. أما بخصوص إعادة التجربة المريرة في كركوك وبأن تحصل في روج آفاي كردستان فإنني أضفت وقلت؛ بأن هناك اختلافات بين الواقعين حيث في الإقليم هناك القرار السياسي والعسكري الكردي منقسم وذلك لوجود إدارتين مما تضعف الدور الكردي، كما أن اتفاق البعض مع بغداد وطهران شكل خرقاً في الجدار الكردي وبالإضافة إلى ذلك فإن قيادة الإقليم رفضت “النصائح الأمريكية”، بحيث أشعر الأمريكيين بأن الكرد وبعنادهم سوف يقوون دور إيران أكثر في العراق وذلك من خلال إضعاف العبادي، بينما في روج آفاي كردستان فإن الإدارة واحدة وبالتالي القرار السياسي والعسكري واحد وكذلك فإن الكرد وإلى اللحظة ما زالوا يوافقون الأمريكان على سياساتهم وبرامجهم وكمثال عن ذلك فإنني ذكرت توجه الكرد إلى الرقة مع أن النية لدى الكرد كان هو التوجه لعفرين وفتح كريدور بينها وبين كوباني ولذلك فإن إعادة تجربة كركوك غير وارد في روج آفا، لكن يبقى الخطر التركي على عفرين لأسباب جيوسياسية وللأسف.

وقد جاءني من بين التعليقات بأن أحد الإخوة كتب: “مشكور ماموستا دائمآ على رؤيتك للواقع ولعل العبارة التي تقول فيها بأنه على السياسيين الكورد أن يجيدوا قراءة المصالح الأمريكية في المنطقة و على ضوئها يمارسوا سياستهم و تحركاتهم لمواكبة المصالح الكوردية للمصالح الأمريكية لهو كلام في الصميم و الجوهر…لكن مع ذلك و بسبب الواقع المعقد جدآ الذي تعيشه المنطقة فقد نجد أحيانآ أن أعتى القراءات و التحليلات السياسية تنزل إلى الحضيض…يعني مثلآ بالنسبة للمسألة الكوردية هل نلقي باللوم على الساسة الكورد لأنهم لا يجيدون قواعد اللعبة دائمآ بشكل حازم؟؟؟ أم نلقي به على صناع القرار إذ أنهم يغدرون بنا و يتخلوا عنا؟؟؟ أم نلقي بهذا اللوم على الظروف التي تستجد و التي قد تكون فجائية غالبآ وليست على بال و حسبان أحد؟؟؟

بناءآ على قضية المصالح المحضة سأذكر مثالآ صغيرآ.. عندما دخلت بعض القوات الروسية إلى منطقة عفرين منذ ما يقارب السنة أو أكثر و كان يفترض من دخولها كبح الاعتداءات التركية على المنطقة قدر المستطاع..لكن طبعآ مع ذلك كانت تأتينا القذائف التركية…كتب أحدهم مرة على أحد المنشورات : و لماذا لا يدافع الروس عنا ضد الأتراك و لماذا قدموا إلى عفرين

268

أصلآ؟؟؟ كان رأيي حينها و طالما لأن المصالح تحكم دائمآ.. لو كانت المصالح الروسية مع الكورد السوريين أكبر من مصالحها مع الأتراك باعتقادي كان الروس سيردون على الأتراك بدل قذيفة تركية بعشرة قذائف روسية على قواتها…

و بالعودة إلى نقطة وجوب معرفة و إدراك قراءة المصالح الأمريكية من قبل الساسة الكورد.. هنا نتساءل كيف كانت القيادة في إقليم كوردستان و بالتالي السيد مسعود يجيدون ذلك طوال هذه العقود بينما فقدوا هذه المعرفة بين عشية و ضحاها و من ثم حصل ما حصل؟؟؟؟؟ و أيضآ نتساءل ولو سيعتبره البعض سؤالآ عاطفيآ محضآ:: أليس استقلال إقليم كوردستان كان سيشكل أيضآ مصلحة أمريكية لما قد يكون لذلك من دور في كبح تمدد الأخطبوط الإيراني بشكل ما؟؟؟

و إذا كان تمسك أمريكا بالعبادي الذي يعتبر الرجل المعتدل المقبول أمريكيآ يشكل أحد مظاهر مواجهة الأمريكان لإيران في سياق كسر شوكة المالكي و تهشيشه الذي يعتبر بامتياز ضلع إيران في العراق…أليس كان المالكي نفسه عقب التدخل الأمريكي في العراق 2003 و الإطاحة بنظام صدام حسين ليس فقط الرجل المقبول أمريكيآ فحسب بل كان بمثابة الطفل المدلل لدى العم سام..و لو لم يكن المالكي حينها مدلل أمريكيآ لما كان يجرؤ أساسآ أن يوقع عقوبة إعدام صدام..الخلاصة أن الواقع مثل ذلك المستنقع الراكد العكر..لا يمكنك أن تتنبأ بما يحتويه و ماذا يحصل داخله…

عذرآ للإطالة ماموستاي عزيز…مع الشكر و التقدير لك..”.

أولاً أشكرك لمداخلتك الطيبة وكذلك لإشادتك الكريمة .. أما بخصوص ما طرحت ورغم احتياجها ربما لأكثر من قراءة ومقال لكنني سأحاول الاختصار في التعليق التالي؛ نعم للمصالح الدولية والإقليمية كما لتغير ظروف المنطقة وشروط اللعبة السياسية والتحالفات دور كبير على مجمل القضايا وبالتأكيد القضية الكردية منها، لكن وللأسف فإن الكرد وعدم قدرتهم على ممارسة السياسة ببراغماتية واقعية ولجوئهم بشكل أكبر للعقائديات الأيديولوجية إن كانت تحت يافطة الدين قديماً أو الحلم القومي مؤخراً، جعلنا ندفع ثمن تلك السياسات والأحلام والقناعات من خسراناً للكثير من الظروف كي نحقق بعض الانجازات حيث في السياسة كما في المشاريع العملاقة والاستراتيجية لا يمكن تحقيق المشروع دفعة واحدة، بل تحتاج لمراحل وخطوات متعددة تبني الجديد فوق القديم وتضيف مكاسب إضافية على ما حققت سابقاً، لكن وللأسف فإن قيادة الإقليم حاولت أن تذهب بالمغامرة للأخير رغم تنبيه الحلفاء وخاصة الأمريكيين وبخصوص رهان هؤلاء على العبادي أو المالكي فهم في إطار اعتماد السياسة الواقعية مجبرين على ذاك التعامل حيث يدركون أن هؤلاء الرجالات بالأخير هم بشكل أو آخر سيخضعون لطهران لكن هم مجبرين على التعاطي معهم بحكم الأمر الواقع حيث إما ينجحون فعلاً بسياساتهم معهم وتكون كل العراق خاضعاً لهم وليس فقط إقليم كردستان أو سيكون هناك الخطة ب حيث تقوية المعسكر الآخر أي السنة والكرد مقابلهم وكذلك خلق صراع سني شيعي بالمنطقة وبالأخير وبخصوص إصرار الإقليم على الاستفتاء وبالإضافة لما ذكرناه فأعتقد أن المجد الشخصي وبأن يسجل ولادة دولة كردستان باسم السيد بارزاني هو الآخر لعب دوراً كبيراً في الكارثة الأخيرة طبعاً مع كل ما ذكرناه سابقاً. . لكن ورغم كل ما سبق فإن الدول السيادية تبحث عن مصالحها ولا يمكن القول بأن سيناريو كركوك لا يتكرر في رجآفا وغيرها من المناطق الكردستانية.

 

 

 

 

 

 

269

تركيا وإيران

..وسياسات الرحمان والشيطان!!

يعني كلما دق الكوز بالجرة مثلما يقال وجاءت سيرة المحاور والاصطفافات الحزبية والسياسية داخل الحركة الكوردية تجد مثقفنا طبعاً المنتمي فكرياً لأربيل يتهم “جماعة” قنديل؛ حزب العمال الكوردستاني ومنظوماته السياسية بالانتماء إلى المحور الايراني وكأن إيران هو الشيطان الأكبر مع العلم وبحكم انتمائي الفكري للبارتي؛ الحزب الديمقراطي الكوردستاني وباعتباري محسوباً على “جماعة” أربيل أولاً وتالياً كوني أجد علمانية تركيا وديمقراطيتها النسبية أفضل مقارنة بنظام الملالي والعقلية السلفية في إيران وبالتالي أطالب بين مقال وبوست من الإخوة في العمال الكوردستاني فك الارتباط بالمحور الايراني السوري ولا أقول عمالة وخيانة كما يحلو للبعض تسميتها، بل أقول إنها علاقة فكرية أيديولوجية وتقاطع للمصالح والانضمام للمحور الغربي التركي حيث إن فائدة الكورد وحسب قناعتي مع المحور الغربي ولكن يبدو ذلك صعب ولا نقول مستحيل وذلك نظراً لحساسية الموقف بين تركيا والعمال الكوردستاني وما بينهما من صراعات واقتتال داخلي مرير رغم أن هناك بعض البوادر بهذا الاتجاه.. وهكذا فكما لأربيل علاقاتها ومحورها السياسي مع تركيا فإن لقنديل محورها الايراني.

وهنا ومن خلال هذا البوست أود أن أعمل مقارنة صغيرة وبسيطة بين البلدين لكي نفهم الارتباط والعلاقة وبأن لا يعني أحدهم صديق الكورد الوفي (تركيا) والآخر هو العدو اللدود (إيران) حتى يكون العمال الكوردستاني في موقع الاتهام بينما البارتي بريئاً وبدون ذنب واتهامات حيث للاثنين محورهما وكذلك فإن السياسة لا تقاس وتقيّم بالمفاهيم الدينية والغيبية بل بالمصالح والامتيازات وهكذا فكلٍ من الطرفين يبحثان عن مصالحهما وما يخدم القضية وذلك حسب قراءاتهم الفكرية والأيديولوجية ولو أتينا إلى مقارنة بين كل من إيران وتركيا لوجدنا بأن إيران هي الأخرى تمتلك عدة ميزات، بل ربما لا تتوفر لدى تركيا وقد تكون على النقيض منها أيضاً؛ حيث إيران ثقافياً ولغوياً وانتماءاً حضارياً هي الأقرب إلينا ككورد من تركيا والطورانية الوافدة إلينا من آسيا الوسطى بينما نحن والفرس من سكان هضبة إيران الأصليين وننتمي لأرومة عرقية واحدة وكذلك لا ننسى بأن لإيران نفوذها القوي في المنطقة وخاصةً الهلال الشيعي وكونها تعتبر أقلية مذهبية شيعية ومضطهدة من السنة فإن هذا الجانب السيكولوجي يشكل عامل تقاطع مع الكورد المضطهدين قومياً بينما تركيا السنية هي الحالة الأغلبية مع السنية العربية من جهة ومن جهة أخرى تاريخها العثماني يشكل ثقافة القهر نفسياً وسيكولوجياً لدى مجمل شعوب المنطقة مما لا يساعد على الارتياح في العلاقة معها.

وكذلك فإن إيران وتاريخياً ليست متورطة مثل تركيا بجرائم الابادة ضد الشعب الكوردي وذلك على الرغم من وأدها لجمهورية مهاباد الكوردية عام 1947 بينما تركيا لها تاريخ حافل وأسود من هذه الجرائم وديرسم 1937 مثالاً دموياً عن ذاك التاريخ الهمجي وهناك غيرها العديد من الأمثلة وبالتالي لدينا عدد من النقاط والعوامل التي تسجل لإيران.. ولكن تبقى تركيا وبدورها السياسي الحالي وبعلمانيتها وديمقراطيتها النسبية وانفتاحها على الغرب مع النخبة السياسية الحالية هي الأقرب إلى الواقع والأكثر قبولاً من العالم الغرب وأمريكا على الخصوص من نظام الملالي في إيران وبالتالي فإننا نجد من مصلحة الكورد التنسيق مع هذا المحور السياسي ولكن لا يعني ذلك وبأي حال من الأحوال بأن هذا المحور هو الخير المطلق والآخر يمثل الشر المطلق وبالتالي كل من ينتمي له فهو مدان ومرفوض وخائن وعميل.. وإلى ما هنالك من الاصطفافية الخيانية والجاهزة في قواميسنا الحزبية.

270

قضية العلم

.. في جنازة الفنان “بافى صلاح”.

 

للأسف إن أحزابنا وحركتنا السياسية لا تتذكر فنانيها وكتابها إلا بعد وفاتهم حيث جنازة الشاعر الراحل “جيكرخوين” وكذلك الفنان “محمد شيخو” خير مثالين عما نقوله؛ ففي حين لم يلاقي كلا العملاقين التقدير اللائق بهما في حياتهما، مثل كل مبدعي هذه الأمة البائسة، فإن جنازتهما تم تحويله لعرس حزبي شعبي حيث كل حزب سارع للإحتفاء به في عملية إستثمار سياسي دعائي .. ومؤخراً فقد مورس نفس الأمر في جنازة الفنان العفريني الراحل “بافى صلاح” حيث كل طرف سياسي يحاول أن يستثمر في قضية الجنازة وعلى الأخص في مسألة رفع العلم ولتوضيح المسألة فقد أتصل بي السيد “عرفان كوردا” وهو إبن أخ الفنان “بافى صلاح” ويقيم حالياً في ألمانيا حيث أوضح المسألة كما يلي:

يقول الأخ “عرفان كوردا” في رسالته الصوتية؛ بأنه قد جاء لزيارة أخيه”محمد ولقمان”، اللذان ما زالا يقيمان في القرية، وفد من الإدارة الذاتية وتم الإتفاق بينهم بأن؛ “لا يرفع أي علم على جنازة الراحل وأن قضية الوصية التي أوصى بها الفنان وبأن يرفع العلم الكوردي في جنازته أو يلف به جثمانه، لا أساس له من الصحة”. ويضيف كذلك؛ “وفعلاً إلتزم الإخوة بذلك ولم يرفعوا علم الإدارة الذاتية وذلك على الرغم من أنهم تكفلوا بمصاريف المشفى والعلاج، بل وحتى قبل دخوله المشفى والوعكة الصحية الأخيرة، فقد قدم الإخوة في الإدارة الذاتية الكثير من الخدمات والمساعدات للفنان (بافى صلاح) حيث قدموا له مساعدات مالية، كما تم تركيب دش صحن للقنوات التلفزيونية وكذلك عملت قناة (روناهي) أكثر من لقاء وبرنامج تلفزيوني عن فنه وحياته ونشاطه مؤخراً”.

ويضيف في رسالته كذلك؛ “كما تم تكريم عمنا الفنان (بافى صلاح) بجنازة لائقة حيث رافقته مجموعة كبيرة من عناصر الآسايش ولم يرفعوا أي من الأعلام، لكن وللأسف هناك من حاول إستثمار المسألة سياسياً برفع العلم الكوردي رغم الإتفاق ورغم التوضيح؛ بأن لا وصية في ذلك، بل وكما تعلمون بأن الفنان (بافى صلاح) ومنذ أكثر من عشرين عاماً وهو بعيد عن الحياة الحزبية حيث وبعد تجربته مع حزب الاتحاد الشعبي بقي بعيداً عن قضية التحزب وذلك على الرغم من إنه كان بارزانياً في قناعاته السياسية إلى يوم رحيله عنا، لكن ذلك لم يمنع بأن ينضم إبن له وبأسم “غيفارا” للكريلا وقد إستشهد مع عدد من رفاقه نتيجة ضربات كيماوية للجيش التركي في إحدى جبال كوردستان .. وإنني أذكر بهذه المسائل والقضايا؛ كي أوضح الملابسات وأقول: بأن الفنان وعمنا (بافى صلاح) كان فناناً يحب قضيته ويخدم شعبه وليس طرفاً سياسياً ونأمل أن لا يستثمر أحد سياسياً قضية العلم حيث يبقى الراحل ملكاً للجميع وإن الإخوة في الإدارة الذاتية كانوا يحاولون أن يقدموا ما يقدرون عليه لعمنا الراحل”.

وأخيراً نعود ونقول: للأسف إن الكثير من الإخوة يحاول إستثمار بعض القضايا في بازاراتهم السياسية ومنها قضية الجثامين أيضاً حيث أتذكر بأن في رحيل الصديق والكادر السياسي العفريني المعروف بأسم “سامي كوردا” وهو إبن قرية الفنان نفسه، فإن طرفي حزب آزادي وريثي الاتحاد الشعبي إختلفا على من يقول كلمة الحزب على جثمانه وبات كل طرف يدعي بأن الراحل ملكه وبالأخير ألقيت كلمتان بأسم آزادي مع العلم بأن السيد “سامي كوردا” كان قد ترك الحزب وقبل سنوات ولم يكن يزوره أحد من رفاقه القدامى، إلا بعض الأصدقاء الشخصيين .. وها نحن اليوم نعيد نفس الحكاية مع الفنان “بافى صلاح” حيث كل طرف يحاول أن يقول: “أنا الأولى بتبني جنازته” مع العلم أن هؤلاء الكوادر السياسية والثقافية وخلال مسيرتهم الحياتية لم يلاقوا ذاك التكريم اللائق للأسف .. وإننا نقول بهذه المناسبة لكل الأطراف وكل الإخوة والأخوات؛ نأمل عدم بث المزيد من الأحقاد الحزبية في الشارع الكوردي وعدم الإستثمار في هذه القضية، فلقد كان الفنان الراحل “بافى صلاح” وبحسب معرفتي الشخصية به ملكاً لشعبه وفنه وليس لحزباً سياسياً كي يتم المتاجرة به وبتراثه وفنه ونأمل أن نقف جميعاً بإحترام ومحبة لما قدمه الرجل للفن والثقافة الكوردستانية كي ترقد روحه بسلام ومحبة.

271

ملاحظة؛ لقد دفن الراحل “بافى صلاح” في قريته (كوردا) وإلى جانب صديقه ورفيقه؛ “سامي كوردا” يوم الجمعة المصادف 15 تموز 2016 وإن الصورة المرفقة مع المقالة هي لفرقة “هاوار” والتي أسسها الراحل من أبناء وبنات القرية حيث كان للراحل الكثير من المساهمات الفنية وللوقوف عليه فإنني أرفق مع مقالتي هذه المقالة التي كتبت عن حياته وفنه ضمن سلسلة كتاباتي عن حياة الشخصيات العفرينية، فإليكم رابط المقالة تلك أيضاً.

أي رقيب

بالكردية: «Ey Reqîb» أو “ئي ره‌قیب”

 

 

 

 

 

 

 

النشيد الوطني الكوردي؛ “أي رقيب Ey Reqîb” هي قصيدة كتبها الشاعر الكردي دلدار ويرجع جذور توشحه بالصبغة الوطنية حين تم ترديده في ساحة جوارجرا في مدينة مهاباد (شرق كوردستان) اثناء اعلان جمهورية كوردستان الديمقراطية يوم 22/ كانون الثاني 1946 من قبل القاضي محمد رئيس تلك الجمهورية التي انهارت بعد اقل من سنة جراء اصطفاف جديد للمعادلات الدولية التي ساندت ايران الشاهنشاهية ضد تطلعات الشعبين الكوردي والاذري للحرية والانعتاق. كتبت كلمات هذا النشيد عام 1938 من قبل الشاعر الكوردي دلدار ( يونس رؤوف ) اثناء وجوده في احد المعتقلات في كردستان ايران، وقد نظم قصيدة (أي رقيب) مطلع الاربعينيات من القرن الماضي في كركوك ووضع الشهيد السيد حسين برزنجي لحن النشيد. وهي كذلك النشيد الوطني في إقليم كردستان العراق.

 

كلمات النشيد

EY REQÎP (kurmancî)

Ey raqîp her maye qewmê Kurd ziman

Naşikê û danayê bi topên zeman

Kes nebê Kurdin mirin

Kurd jîn dibin,

Jîn dibe qet nakeve ala Kurdan

Em xortên rengê sor û shoreş in

 

272

Seyr bike xwîna rîyan me da rijand

Kes nebê Kurdin mirin

Kurd jîn dibin,

Jîn dibe qet nakeve ala Kurdan

Em xortên Midya û Keyhusrew in

Dîn îman û ayîn man, her niştîman

Dîn îman û ayîn man Kurd û Kurdistan

Kes nebê Kurdin mirin

Kurd jîn dibin,

Jîn dibe qet nakeve ala Kurdan

Lawê Kurd rabûye ser pê wek şêran

Ta bi xwîn nexşîn bike tacê jîhan

Kes nebê Kurdin mirin

Kurd jîn dibin,

Jîn dibe qet nakeve ala Kurdan

Xortê Kurd tev hazir û amade ne

Can fîda ne can fîda, her can fîda

Can fîda ne can fîda, her can fîda!!!

……………………………………………………………..

 

نشید أي رقيب بالسورانیە

ئەی‌ ڕەقیب ھەر ماوە قەومی کورد زمان

نایشکێنێ دانەریی تۆپی زەمان

کەس نەڵێ کورد مردووە، کورد زیندووە

زیندووە قەت نانەوێ ئاڵا‌کەمان

ئێمە ڕۆڵەی ڕەنگی سوور و شۆڕشین

273

سەیری کە خوێناوییە ڕابردوومان

کەس نەڵێ کورد مردووە، کورد زیندووە

زیندووە قەت نانەوێ ئاڵا‌کەمان

لاوی کورد ھەستایە سەر‌ پێ وەک دلێر

تا بە خوێن نەخشی بکا تاجی ژیان

کەس نەڵێ کورد مردووە، کورد زیندووە

زیندووە قەت نانەوێ ئاڵا‌کەمان

ئێمە رۆڵەی میدیا و کەیخوسرەوین

دینمان، ئایینمان ھەر نیشتمان

کەس نەڵێ کورد مردووە، کورد زیندووە

زیندووە قەت نانەوێ ئاڵا‌کەمان

لاوی کورد ھەر ‌حازر و ئامادەیە

گیان فیدایە، گیان فیدا، ھەر گیان فیدا

کەس نەڵێ کورد مردووە، کورد زیندووە

زیندووە قەت نانەوێ ئاڵا‌کەمان

……………………………………………

 

والترجمة العربية هي:

أيهاالرقيب، أمة الكرد باقیة و سیبقون للأبد

لا تقهرهم ولا تمحوهم مدافع الزمان

لا یتكلم أحد بأن الكرد میتون، إنما هم أحیاء

أحیاء و مستحیل أن تنتكس رایتنا

نحن أبناء میدیا و كه‌یخسره‌وین

دیننا و إیماننا هوالوطن

فلا یتكلم أحد بأن الكرد زائلون، إنما هم أحیاء

 

274

أحیاء و مستحیل أن تنتكس رایاتنا

الشاب الكردی حاضر و متأهب

فدائی ، و فدائی و فدائی للوطن

فلا یتكلم أحد بأن الكرد زائلون، إنما هم أحیاء

أحیاء و مستحیل أن تنتكس رایاتنا

تمعّن بماضينا المخضب بالدماء

نحن أبناء الميديين و كي خسرو،

ديننا إيماننا هو الوطن…

انتفض شباب الورد مثل السباع

كي يسطروا بدمائهم تاج الحياة

نحن أبناء الثورات والدم الأحمر انظروا إلى تاريخنا المليء بالدماء

شباب الكرد على أهبة الاستعداد دائماً للتضحية بأرواحهم

لا يقل أحد أن الكرد زائلون، الكرد باقون

باقون و مستحیل أن تنتكس رایاتنا

 

مصادر البوست:

_ الموسوعة الحرة “ويكيبيديا”.

_ موقع حكومة إقليم كوردستان (العراق).

 

 

 

 

 

 

 

 

275

فهرست الكتاب:

  • الإهداء
  • مقدمة وتوضيح
  • كردستان والاستعباد الدولي
  • الكرد في فخ الاستغباء التحزبي؛ “الساسي الطائفي”
  • كردستان حقيقة أم “متخيل كردي”؟
  • الكرد والآفاق المستقبلية
  • الكرد والحلول السياسية في سوريا
  • الكرد وإشكاليات “حدود سايكس بيكو”
  • المثقف ودوره في إعادة بناء شخصية الأمة
  • مقالات فكرية؛ محاولة للتفكير “خارج الصندوق”

 

 

مقالات متفرقة

 

 

 

 

 

 

 

 

 

276

أضف تعليق