غادر جسدك – طارق السكري- شعر

لتحميل الكتاب :
https://en.calameo.com/read/0052702983b6dccb5b17e

أو
https://www.4shared.com/web/preview/pdf/f1siS5bDiq?

لقراءة الكتاب أون لاين:

ديوان غادرْ جسدكْ

شعر

طارق السكري

غادر جسدك

طارق السكري

شعر

تجمع المعرفيين الأحرار

93:رقم التسلسل

11.08.2022

:لمراسلتناreber.hebun@gmail.com

:لزيارة الموقعhttps://reberhebun.wordpress.com/

جميع الحقوق محفوظة للمؤلف

إهداء

أيَّتها الأقلامُ السَّنابلْ

حان وقتُ البِذارْ

تمتلئُ بكِ الغيومُ.. وتنزلق إلى سيقانك الطويلةِ.. ثمَّ تشّبُّ صاعدةً إلى السَّماء

حيث تنقشُ أصواتَك على جدران الضوء والعطر .

اِنفجري أيَّتها الرِّياحُ سيوفاً وخناجرْ

والْتَفِّي أيَّتها الأغصانُ حبالاً في دوائرْ

وانْفَلِقي أيَّتها الصُّخورُ أنياباً وأظافرْ

وانحَطِمي أيَّتها الجدرانُ طواغيتاً وعساكرْ

قلمي هوَ الزَّلْزلةْ

قلمي هو الصّوتُ الكبيرُ.. هوَ امْتدادُ الشَّعبِ.. حزنُ الشّعبِ

ليلٌ وقمرْ

قلمي هو الزَّلْزلةْ

قلمي هو الشمسُ التي تمحو ظلامَ المهزلة

قلمي يَحُسُّ وَيَألَمُ

بين الخيامِ

وبين أكواخِ اليتامى البائسينَ

وتحت أطباقِ الثَّرى/ الشُّهداءِ

يُبْلغهمْ سلامَ الطَّيِّبينَ

وفوق أطباقِ الثرى

يروي حكايا اللاجئينَ .. القابعينَ بلاطعامْ

الصَّامتينَ

الهاربينَ من الرّصاصِ

الطَّامعين إلى الخَلاصِ

هناك في الصّحراءِ .. في أقصى البلادِ .. بلا طعامْ

لا مَرَّهُمْ عُمَرُ

ولا أحنى على آلامهمْ سَفَرُ

الرِّيحُ تَشْربهمْ

الشمسُ تأكلهمْ

حتى السَّحابةُ قلبُها الرَّقْراقُ

قد أضْحَى حَجَرْ

قلمي يَحُسُّ ويَألمُ

وعنِ البَنينِ يُترجِمُ

ويعودُ تَمُّوزٌ يعودْ

وزهورُ نيسانٍ .. تعودْ

ويعود للشعبِ الخلودْ

وتعودُ بلقيسُ الأبيَّةْ

بِكمُ .. وَيَزْدهرُ الوجودْ

وسيرحلُ الليلُ الظَّلومُ المجرمُ

ويُظِّلُّنا اليمنُ السّعيدْ

فَلْتَكْتُبوا

وَلْتَكْتُبوا

وَلْتَكْتُبوا

عَلَّ التَّخلُّفَ يَفهمُ

أوْ.. ينْزَوِي خلفَ الظِّلالِ .. وَيُعدَمُ

13 مارس 2022

فارق التوقيتْ

كثيرا ؛ وبسبب فارق التوقيت في ماليزيا لم أستطع تلبية الكثير من دعوات محبّي الشعر على الزُّوم أو على منصَّات تويتر ، الشعر متنفس جميل وفضاء واسع من الأصدقاء والمعاني الخلّاقة . فبسبب فارق التوقيت أصبحنا في عزلة !

فَارقُ التَّوْقيتِ أصعبُ ما يكونُ ، وما يُقالُ عن الغيابْ

دمعةٌ أخرى ، وأسفارٌ طويلهْ .

فَارقُ التَّوْقيتِ طيرٌ جَارحُ

يَقْنُصُ الأحلامَ .. يَفْترِسُ الأحبَّةَ واللقاءاتِ الجميلهْ

يَنْهَشُ العطرَ الذي لازال ينمو في خيالاتِ السَّحابْ

كلما غنَّى على شبَّاكِ قلبي صادحُ

زغردَ الحبُّ القديمْ

وانبرى الأملُ الذي نَزَفَتْ مَآقيهِ القتيلهْ

شَادِيَاً،

سرعانَ ما كَسَرَتْهُ ثانيةً تَوَاقيتٌ عليلهْ !

فَارقُ التَّوْقيتِ في هذي البلادْ

سُفُنٌ مُحَطَّمةٌ ، وَأَشْلاءُ قصيدهْ

غابٌ بلا نايٍ ، وأطفالٌ على طُرُقِ المَحطَّات البعيدهْ

دون زادْ

كالسَّجِين

بغيرِ مَا أسَفٍ تَمُرُّ الكائناتُ

وتحتفي الشُّطآنُ ، والشُّعراءُ يحتشدون بالبلهاءِ والأضواءِ

وهْوَ بلا شعورْ

ليس يَشْعُرُ باجتراحِ الوقتِ

ما خلفَ السُّطورْ!

كيفَ لي مِن فارقِ التَّوْقيتِ أهْتَبِلُ المسافةَ وَالطَّريقْ؟

وأنا وراء الشَّمسِ

يفصلني عن التَّاريخِ حرفُ

كيف لا وطنٌ يلوحُ ولا صديقْ

كيف لا ريحٌ تَخِفُّ؟

كيف لا؟

وأنا لأجل الشِّعرِ أشعلتُ الظلامْ

ونسيتُني

وَغَذَيْتُهُ من أضلعي عاماً فعامْ

ونفيتُ عنه الإتهامْ

فَارقُ التَّوْقيتِ يظلمني

ويظلمها

وتظلمنا الأرائكُ

والثُّريَّا

والمنصَّاتُ الأنيقهْ

وشفاهنا صورُ الخريفْ

لم ينبعثْ فيها الرَّبيعُ

ولم تزلْ ظمأى مِن القبلِ العميقهْ

حزب البسطاء

تعالَوْا هنا ساحةٌ للغناءْ

كثيرٌ بنا الواحدُ المفردُ

قليلونَ عَدَّ حروفِ الهجاءْ

كذا أرجفوا ، وكذا أزبدوا

قليلونَ .. لكنَّنا الأصفياءْ

ونحن الزَّمانُ بنا يُولدُ

تُقطِّرنا من يديها السَّماءْ

وفينا رؤى الفنِّ لاتنفدُ

مَشاهيرُ مَنْ ؟ دَعهمُ في الهواء

لنا الأرضُ نفلحها .. نحصدُ

16 أغسطس 2021

الإلهام

يا ساعةَ الإلهامِ .. يا أنيقة

مُرِّي على أحزاننا العميقة

ولتهبطي كالنَّاي حين يشدو

على ضفافِ الأنفسِ الرَّقيقة

هبِّي على الشعور أو أفيضي

مِمَّا لديك مِن رؤى الحقيقة

علَّ الشعورَ مِن عَماهُ يصحو

ويعبق الضميرُ كالحديقة

علَّ السِّلاح مدبراً يُولِّي

وترجعُ المدينةُ الصديقة

قال لي ..

نابتٌ كالصَّخرِ هذا الماءُ في شفةِ الكلامْ

هاربٌ ، يهوي على وجهي الظلامْ

يابسٌ قيثارُ شعري كالغيابْ

فيهُ أُنسى ،

لستُ أنسى حين ينساني الصِّحابْ .

يابسٌ قيثارُ شِعري كالسَّحابْ

أزهقتْ أنفاسَها ذكرى الإيَابْ

أجدبتْ دمعاً ، وماتتْ في خيالاتِ الهضابْ .

نورسٌ ، لكنَّ شطآني حِمامْ

عائدٌ ،

أُلقي على قبري السَّلامْ

علَّهُ يُلقي على الدُّنيا السَّلامْ

قال لي : تمضي

سأمضي قلتُ أختصرُ الطريقْ

فأشار مبتسماً إليَّ ،

وقال لي :

أنتَ الطريقةُ والطريقْ

طارق السكري

ماليزيا

١٩ أغسطس ٢٠٢١

قِيَامةُ التَّبَابِعَة

الأرضُ كَسْلى ، لم تقم من نومها ، مرآتُها مَرْمِيَّةٌ في لامكان ، ثيابها مَنْسيَّةٌ ، ونهارُها كالليل يسكنه الذُّهولْ .

النَّهرُ أخرسُ ، في جوانبهِ الزّنابقُ لوحةٌ ، فيها تجمَّدتِ الطُّيوفُ ، ولم يعد فيها الخيالُ يَشِعُّ ، والبروازُ أطفأهُ الذُّبولْ .

الرِّيحُ تعرِجُ ، وجهُها الثَّلجيُّ محمرٌّ خجولْ . كانت معلّمةً تدرِّسُ حكمةَ الغضبِ المدمِّر والجميلْ ، لكنَّها اصطدمتْ بقطعةِ نغمةٍ من نَايْ !

إذ مرَّ مغتربٌ عجولْ .

عادتْ صباحاً من زيارتها المريبةِ لم تجد أحداً يُطبِّبُ جرحَها غير الرَّحيلْ .

الرِّيحُ تعرِجُ ، والقصيدةُ في فيافي البحر عالقةٌ عليها الكائناتُ تُضيءُ من قلقِ الأفولْ .

عَسَسُ الخليفةِ ينبَحونْ النَّاسجينَ عروقَهم .. لمواكبِ الطَّاعونِ راية

عَسَسٌ على شكلِ الأنوفِ ذليلةً يتجمَّعونَ ، يُغمِّسون أنوفَهم في كلِّ شيءٍ ، ينكُزُون يُفتِّشونْ ، قتلوا الفضيلةَ في عُطَاسِهمُ ، وهاهم يعطسون :

  • من أنتَ ؟
  • لي طفل مريضٌ . عَطْسةٌ أخرى : مكانك ، هاتِ تصريحَ العبورِ
  • وعطسةٌ أخرى : مكانك؛ ليس للشعراءِ حقٌّ في التّجوُّلِ عُدْ وراءَ السُّورِ وانتظرِ الصَّباح !

عَسَسٌ على السِّككِ البليدةِ : لستَ مرغوباً ، بربِّك لا تُحاصرنا ، وراءَ سياجك الشِّعريِّ عُدْ . لكنَّ لي طفلٌ مريضْ ؟

عَسَسٌ على السِّككِ البليدةِ يأكلون بنادقاً يتجشَّؤون ، أنفٌ يلفُّ التّبغَ في سروالهِ . أنفٌ يقول له : الخليفةُ لم ينمْ . أنفٌ يحكُّ جبينَهُ ، أنفٌ وراء بنايةٍ ، أنفٌ يبولْ .

أنفٌ يجرُّ قصيدةً من أنفها ، أنفٌ بجائزةٍ يصولْ .

الصَّمتُ يحتضن المدينةَ ، والبيوتُ تئنُّ جوعاً ، مِن هنا قمرٌ كعَرْفِ الخبزِ مرَّ ، فأرهفتْ أسماعَها ، ماذا سيكتبُ أو يقول ؟

أصداءُ أنباءٍ تُدوِّي مِن هنا وهناك : ( ما هذا الخمولْ ؟! أصداءٌ أنباءٍ تُدوِّي: آآهِ ما هذا الخمول؟ ) .

خيطٌ خفيفٌ من غناءْ . قيلَ انصتِوا . الأرضُ أسفر وجهُها ، والنومُ كالمطر الخفيفْ. وَضَعَ النَّخيلُ على السَّحابِ ذراعَهُ ، خيطٌ خفيفٌ من غناءٍ آخرٍ . “وتفقَّد الطيرَابْتهلْ أن لا يَضِلَّ طريقَهُ :

إني وجدتُ الشعبَ يرْسفُ في القيود ، محاصرٌ ، وهم أولو البأس الشديدِ . محاصرٌ ، لا ماءَ ينقع غِلَّةً وهمُ رعاةُ الغيثِ ، مَن رصفوا الجبال جداولاً تشدو ، ومن فضُّوا بكارات الغمائمِ ، أوقدوا الصحراءَ من شمس السُّدودِ ، مُغرَّبٌ في أرضهِ ومُشرَّدٌ وهمُ الذين بنَوْا من السُّكنى عروشاً من ورود . وهمُ الذين إليهمُ التجأ الزَّمانُ من الزمانِ ، وكان قبلُ بلا صديقْ .

وهمُ الذين إليهمُ ارتحلتْ عصافيرٌ وغاباتٌ وشطآنٌ ووديانٌ وأملاكٌ وأفلاكٌ ، وخفَّ إليهمُ يمشي الطريقْ ، كانوا ملوكاً ظِلُّهم .. حَرَمٌ ورُقيتُهم حِماية” .

الشِّعرُ يحتضن المدينةَ ، والرِّياحُ تماثلتْ لِلسَّعْيِ مذ بدأتْ تشمُّ ، وزنبقُ الذكرى تنفَّسَ ، والبيوت الجاثماتُ على الطَّوى، بدأتْ تربِّي حقدَها أملاً بعودةِ طائرِ الرّعدِ الأثيرِ ، ومرحباً ياحلمُ هل سجنوك ؟ بل سجنوا بلادي دفعةً ! ناموا على ثرواتِها ، ومضتْ مسهَّدةً على كرسيِّ مستشفى تنامْ ، لا مالَ تملكهُ وعمَّالُ النَّظافةِ يمنعون النومَ : قُومي من هنا : “لكنَّ لي طفلٌ مريضْ” ! يشدو دمي أملاً بعودةِ تبّعِ العصر الجديدْ ،

ينزو دمي فرحاً أحسُّ بنبضهِ ، الأرضُ ياسلمى تعودُ ، وسندبادٌ بعد أنْ سرق اللصوصُ الياسمينةَ ، والقراصنةُ الكبارُ رَموْهُ في البحرِ المخضَّبِ بالرّعودِ ، ولا رفاقَ لهُ يعودُ .

الجمرُ أخضرُ ، والقوافي نجمةٌ خضراءُ ، والقمرُ الخصيبُ ، وليلُهُ مُخضوْضِرٌ ، والصبحُ أخضرُ والصَّدى المحكيُّ أخضرُ ، والمواعيدُ الجميلةُ والرَّسائلُ والنَّوافذُ مشرعاتٌ للغرامْ . والعشقُ أخضرُ والقلوبْ . والرَّمل أخضرُ والدُّروبْ . والعرشُ أخضرُ ، والُّلصوصُ بليلةٍ يتقصَّفونْ؛ والهامشُ المخضرُّ ينمو ثم يصعدُ ناشباً في ربقةِ المتنِ الخؤونْ .

وَشِبَامُتحسو رَشْفةً مِن خمرةِ البنِّ العتيقةِ ، وَهْيَ تكتب فوق طاولةِ النهارْ ، تسمو على أطرافها ، تسمو على فوضى الحواسّْ ، تسمو على المدنِ الكبيرةِ وهْيَ أمٌّ شابَّةٌ ، تسمو على أسوارِ برزخها ، وتدخل في الخروجْ

يتشقَّقُ الحاسوبُ طيراً حِمْيريَّاً مِنْ أناملها ، تؤسْطِرُ ذاتَهَا الكلماتُ ، يخرجُ مسرحٌ مِن كُمِّها ، غيمٌ تجمَّعَ ، أَدخَلوني قائداً في الحفلِ ، ناصيةُ المنصَّةِ قابَ قوسٍ من هنا ، مِن خلفها تقف النِّساءُ ، وجوقةٌ ريحُ الشَّمالِ ، وعازفٌ مطرٌ ، ونخلٌ حولَ أطرافِ القصيدةِ حارسٌ ، والنهرُ

ملتحمٌ بموسيقى السَّعيدة .

وشِبَامُ تنسجُ مِن حروفِ الأبجديَّةِ قلعةً أخرى لِسُكَّانِ القصيدةْ .

ها جئتُ مَنصوصاً ، وتنكمشُ المسافةُ بين تاريخٍ ولا تاريخَ ، يُزهِرُ مُسندٌ

إرَمٌ تجلَّتْ ، مرَّ أسلافي ، سلاماً ، أوقفوا الرِّيحَ ، استداروا لي وحيُّوا ، قرَّ في قلبي شعاعٌ من حنينْ . أهلاً ، ومدُّوا لي بساطاً من زكيِّ الياسمينْ ، أهلاً ، وكأساً من خمورِ الأندرينْ . لا لستُ أشربُ ، إنْ شربتُ أفقتُ . خضنا في حديث الغابرينْ:

عربٌ أطاعوا رومهمْصنعاءُ باعتْ لحمها ، نفطُ الخليجِ سجارةُ الغرباءِ ، بغدادٌ تزنَّرتِ السَّوادْ ، الشَّامُ نامتْ فوق نرجسةٍ وطار بها زفيرٌ من زِنادْ ، والقدسُ أدخلتِ المجوسَ فراشَها ، ورمت على أشعار درويشَ الرَّمادْ . أنتم هنا المستقبلُ ، ماذا إذا أرجعتموني للوراءِ سأفعلُ ؟ طرُقٌ تضجُّ بها الخطى وتضجُّ لكن لا أحدْ . وكلابُ سلطانٍ هنا وهناكَ ، ينتفضون خوفاً من قصيدة

جيشٌ يغطِّي الأفْقَ بيرَقُهُ ليحمي الآخرينْ .

صَبَّاغُ أحذيةٍ ، كمثل أبيهِ ينفخ ريشَهُ حتى يمرَّ الآخرونْ

وهنا رئيسٌ تحت لافتةِ المجازِ يقومُ يرقدُ وفْقَ ما يُمْلي عليهِ الآخرونْ

الله يا بلدي! ولكن حين قلتُ أعودُ سافرتِ البلدْ

الآخرونَ هُمُ النَّعيمُ إذنْ وأشعاري الجحيمْ !

الشِّعرُ غارٌ ليلةٌ قمريَّةٌ كانتْ؟ أظنُّ، وكان بابُ الغارِ أبيضُ، والحمامةُ نغمةٌ بيضاءُ كانتْ، والزَّمانُ الغابرُ المشؤومُ مَرَّ يَشدُّني مِن خاطري للأمسِ للعهدِ المريضِ

مواطنون بلا وطنْ

ومشرَّدون بلا سكنْ

وَمُؤَمْرَكُون إلى النُّخاعِ؛ يُنَظِّرون عنِ القضيَّةِ والتَّحرُّرِ؟ لا؛ ولكن .. عَطَسَتْ بِهم ريحٌ؛ وَألْقتهمْ على الشُّطآنِ أحشاءُ الخُطاةْ .

عَسَسٌ على السِّكَكِ البعيدةِ؛ يَسْلخون قصيدةً وَيُقرمَشونْ

الشِّعرُ غارٌ كان يأويني، وَسَقْفِي كان قارعةَ الطريقِ، وأدمعي كانت رفيقي

اِقرأ؛ رفعتُ يَدي لأنظرَ؛ يَملأ الضوءُ الخيالْ؛

وَهَجٌ خلالَ الصوتِ مالْ عليَّ؛ يَقرعُ وَحْدتي الصلصالُ؛ مال عليَّ مالْ

تقشَّرتْ لغتي، وروحي كالفراشةِ رفرفتْ غَزَلاً طفوليَّاً؛ وَأمِّي طفلةٌ؛ وأبي أنا؛ وتساقطَ الصَّلْصالُ عن جسدي؛ وقالَ: اقْرأ؛ رفعتُ يدي لألتقطَ الصَّدى.. كان الصَّدى أيقونةً

فيها تجمَّع ما مضى من ذكرياتي:

نزهةٌ في الليل أبحث في الشوارع عن شطيرة نايْ .

سيَّارةٌ مَرَّتْ بحارتِنا سريعاً؛

قطّةٌ؛ من تحتها انصرعتْ؛ فأفزعني الصُّراخُ؛ وكِدتُّ أُصرعُ مثلها؛ لولا أحاط بي الجدارْ

لي صاحبٌ في الفصلِ أصلح لَثغتي؛ لا زلتُ أذكر شكلَهُ!

في صفِّ رابعَ نلتُ ديواناً لشاعرْ .

جبلُ الحُجونِ أعاد لي ثقتي بأنّ الأصدقاءَ سرابُ؛ لا زلتُ أذكر جُرهميَّاً قال في جبل الحجونِ قصيدةً؛ ومضى إليَّ مضيتُ فيهِ؛ تناسختْ أرواحُنا؛ فأنا على ما مات من شوقٍ لموطنهِ بمكّةَ قد بُعثتُ؛ لا زال يعبق في دمي صوتٌ لأسماعيلَ عذبُ؛ ويدي تُنغِّم زمزماً؛ وتصبُّه في نوتةِ الأشجانْ

الشِّعرُ غارٌ؛ والحقيقةُ حكمةٌ هبطتْ إليك من المَحلِّ الأرفعِقالَ الذي رَكبَ البُراقَ تجمَّعِ

ورفعتُ نحو الصوتِ مقلةَ إصبعي

وإذا المليكُ التُّبَّعيُّ يقول لي:

قُم يابنيَّ نُعيد شعباً ضاع لمَّا يرجعِ

25 أغسطس 2021

قال الرَّاوي

كنتُ أسابقُ خيلَ الرِّيحِ ،

وكان المطرُ المطرُ غزيراً

كانت تمطرُ ضوءاً ،

غضباً ،

تمطرُ أحزاناً وسعيراً

سُحُبٌ تداخل في سحبٍ ،

تتشظَّى بالوحلِ الطُّرُقُ

كانت أعصابي تتشنَّجُ ؛

تحت هديرِ الضوءِ ،

وكان الصَّمتُ البائسُ حطباً ؛

يقطعه من جسدي الأرَقُ

كان الوحلُ على أبوابِ دمي

يندلقُ

الليل كتنّينٍ ضخمٍ ، يرمي جثَّتَهُ من حنقٍ

فوقي ،

أركب هرباً متنَ زفيري

أتخلَّعُ من جسدي الخانعِ

والمستسلمِ

والمنسحبِ

الوحلُ النّاشبُ في خطوي > كالحيَّةِ تجْهَدُ في طلبي

مَن ‏أنزلني قبو الوادي

ومكاني في أعلى الجبلِ ؟!

قال الرَّاوي :

أكملْ هذا المشهدَ ، وانظر

ماذا أنظرُ ؟

قلتُ : الليلُ رسولُ الأجلِ

فلتستسلم !

كان الليلُ جناحاً يُمطرُ

موتاً ، تصرخ في وجهي الأشجارْ

اَلوحلُ بروحي ينزلقُ

: “فلتستسلم” ! قال الرّاوي .

دوَّت هذي الكلْمةُ في أعماقي كالإعصارْ

قرَّرتُ العودةَ للدَّارْ

ليست إلا داري وأنا ، ورباها

أبناءُ قضيَّةْ

تذكرنا الأيامُ وتضحكُ

لصبيٍّ تهواهُ صبيَّةْ

وتمازحهُ ، ويُمازحها

وتخاصمهُ ، ويُخاصِمها

ويعودان البيتِ معاً .. في كلِّ عشيَّةْ !

شيءٌ ما في قمَّةِ رعبي

عنِّي طارْ

لم يخطر في بالي أني لازلتُ كما كنتُ صبيَّاً

يصرعني جَرْسُ الحرِّيَّةْ

الحرِّيَّةْ ؟!

هل في الدُّنيا أعذبُ من صوتِ الحرِّيَّةْ

تنثرنا في الرِّيحِ السُّلطةُ ، وتوزِّعنا كَرَماً منها

ما بين مطارٍ ومطارْ

لكنَّا لا نملكُ إلَّا ..

أنْ نهتف باسم الحرِّيَّة

ماليزيا

2 سبتمبر 2021

تحت ظلال النار

على ضوءِ الأذانِ ،

رأيتُ صوتاً ، يُلوِّح لي ،

وليلاً كانتِ الأرضُ

دبيبُ خُطاً ، ومن حولي خرابُ

ظلالٌ مرهفاتُ الحدِّ تنزفُ بي ، وأشجارٌ ذئابُ

ولاةٌ لا أمان لهم ، شريفُهمُ غرابُ

بِلالٌقال لي صبراً ، وفي الصحراء كان بلالُملقى

وتبْسُمُ لي سميَّةُ : لا تخفْ سيزول هذا الليل ، ينطفئُ السياطُ ،

وعدتُ إليَّ ثانيةً ،

كما لو كان يلعب بي شرابُ

وعدتُ إليَّ ثانيةً ،

ومثلي كانت الكلماتُ في المنفى ،

وعصري وجهُ منفيٍّ ،

ومثلي كان يُنكره البلاطُ ،

ولاةٌ لا أمان لهم وموطنيَ الغيابُ .

توشَّحتِ السكينةُ ثوبَ عرُسٍ ، رياضُ الفكرِ أمطارٌ وخصْبُ

وأجهشتِ النجومُ ،

وطوَّق جيدَ يثربَ بالأغاريدِ النسيمُ

وجاء الأوسُ أرسالاً ، وجاء الخزرجُ الغرُّ الميامينُ

على أجفان “يثرب” منهمُ ظُللٌ من الإيمان ، يطفو فوقها القرْبُ

محمَّدُ جاءْ

محمَّدُ جاءْ

محمَّدُ جاءْ

تعسجدتِ الرمالُ ، تزنبق الصخرُ

تروَّى الأفقُ واخضلَّتْ أناملهُ

وسال الفجر والشعرُ

وعدتُ إليَّ ثانيةً ،

وكنتُ على جدار الوقت أرسف بالسلاسلْ

أمامي ليلُ أحزاني

تنادمني ، كئيباتُ الثواني

وخلفي تلهث الذكرى

وأبوابُ مفتَّحةٌ

وشطآنٌ من الماضي الجميلِ

غدي بالحقد يحتضرُ

دمي بالنار تعتصرُ

وأرضي لم تعد أرضي

غزاها البدو والحضرُ

وعادَ – وكنتُ ملقىً – بي إلى أسلافيَ الزمنُ

سلاماً ، أقبل اليمنُ

هنالك حيث شبَّ الضرعُ ، والأيامُ قاحلةٌ

وقام الماءْ

وضاءَ على الطريق النخلْ

محمَّدُ جاءْ

محمَّدُ جاءْ

بشوشاً ، بين عينيهِ

سماواتٌ من الوردِ

وفي جنبيهِ طاف الفنُّ ، من زنديهِ قالت غيمةٌ لي

سرقتَ النار؟!

قلتُ أجل

ولكني اكتويتُ ببردها وحدي

ماليزيا

10/8/2021

صفحةٌ من أوراقِ الجُـرْهُـمِيِّ الأخير

أنا نازحٌ ، وأنا على جرحي أسير

مَن ؟ قلتُ لي

والفجرُ شرطيٌّ ، يُسيءُ الظنَّ بالأغرابْ

مِنْ لا جديدْ

😦ستموتُ بعثاً من جديدْ

الموتُ فاتحةُ النشيد )

الصوتُ كان يصبُّ في أذني ،

وقلبي كان يمضعهُ التراب

والوقتُ أغنيةٌ على شفةِ السرابْ

والصوتُ غضٌّ كالشباب

وأنا على جرحي أسير

مِن برزخٍ ، قَدمي مهرولةٌ ، على عينيَّ مكتوبٌ : غريبْ

والبحر يصرخ : يا غريبْ

وإلى متى والصوت ينفخ في الرماد؟

مِن لا بلادْ

ستقوم عند الفجر تركض في مكانك بين غابات السطورْ

لا حِسَّ حولك غير شَكْشكةِ السلاحِ

وغير حشرجة الصخورْ

من برزخٍ للغيب كان يُطِلُّ صوتُك ياغريبْ

يا أيها الـ سِيزِيفُ ، هذا منطقٌ صعبٌ ،

ولكني انتصرتُ على الرُّفاتْ

ونفضتُ عن شفتي السُّباتْ

ونقضتُ كلَّ قوالبي

ونفذتُ مِن شَرَكِ الأساطيرِ القديمةِ ،

وانقلبتُ عليكْ

ما عدتُ أحمل صخرةً غيري ،

وأعلى قمَّة شفتي

سأغرسني هناكْ

قلمي ، وأشعاري سواكْ

لا ، ليس يغريني رضاكْ

وأنا على جرحي أسير

الحزنُ صار توهُّجي ، ودمُ العناقيدِ

ونديمتي إنِّي1 وشحرورُ المواعيدِ

وأنا أريكةُ إنِّي

وأبي أنا وحدي ، وسيِّدُ إنِّي

وأنا انفصالٌ واتِّصالْ

وأنا القديمُ أنا الجديدُ

أنا التناقضُ

والشهودُ أنا الغيابُ

أنا الكمالْ

وأنا اختياري ، وانتفاضةُ إنِّي

وأنا النهارُ أعودُ في عزِّ الظلامْ

وأنا ذخيرةُ موطني عادتْ لتلتهمَ الِّلئامْ

وأنا على جرحي أسير

غَصَبتْ مراكبيَ الرياحْ

وشراعُ أزمنتي انطفا

والبحرُ أحزابُ

والأفقُ سردابُ

وَحُداءُ بوصلتي غرابْ

غَرقٌ ، ودربُ مشيئتي غَرَقُ

وسحائبٌ غَرَقُ

ورفاقنا غَرَقُ

كذبوا وما صدقوا

سلخوا من الليل البهيمِ

وأوغلوا ، والشعبُ كان يغُطُّ في دَعَةٍ

ويسبحُ في حريرٍ من وعودْ

دخلوا عليهِ الدارَ واقتحموا

نهبوا وما رحموا

هتكوا وما احتشموا

قادوهُ من عينيهِ / من شفتيهِ

شَدُّوهُ من قدميهِ

ألقوْهُ في النيرانْ

حتى إذا ما أقبل الصبحُ

صنعوهُ تمثالاً وباعوهُ

بحرٌ هُمُ غُدُرُ

ملحٌ وجوههمٌ ، وحديثهمُ ملحُ

وضميرهمْ ، ووعودهمْ ، وطلوعهم ملحُ

وأرائكٌ ملحُ ، ومكاتبٌ ملحُ

وحكومةٌ ملحُ

بحرٌ هُمُ غُدُرُ

ليس الغزاةُ سواهمُ عبروا

نبشوا خبايا الأرضِ

كالجرذانِ ، كالدّيدانْ

نهبوا سيوفَ الله والقرآنْ

كانت مخدَّرةً ، وجرحُ ذراعها بحرُ

وزفيرُها عمْرُ ، وجبينها عذرُ

بلقيسُ حين أتَوْا بها مِن خيمةِ الضِّيفانْ

البردُ فارَ ، وقامَ من قبر الحَنادسْ

أيلولُ ، وانتفضتْ على البحرِ النَّوارسْ

البردُ فارَ ، وثار في الأرجاءِ صوتٌ من قديمْ

هو صوتُ أسلافي العظيمْ

وتساقطتْ شُهُبُ ، وتوقَّدتْ كتبُ

وتحرَّكت قيعانُ

وتواثبتْ ، تمشي على أجفانها الخِلجانُ

وانهدَّ سقفُ البحرْ

وأنا على جرحي أسير

ترنيمتي إنِّيهنا وأنا هنا

وأنا أنا للشمسِ عَرَّافُ

أنا ظِلُّها في الأرضِ/ نخلٌ ، راهبٌ في الليلِ

أتلو جذوةً من نار

وأنا لموسمها القِطافُ

الشمسُ حَوَّائي ، وما لي غيرها أمٌّ وحزني أمُّها ، وأنا أبوها التُّبَّعيُّ ، وعصرُها الحالي ، وآتيها الجديدُ ، وجوهرُ

وأنا إذا غامتْ ، وغشَّاها الطغاةُ المصدرُ

وأنا إذا ما البحرُ هاجَ وأسقطتها لجَّةٌ شمطاءُ ، لمَّا تستغثْ ، كَفِّي لقاربها الضِّفافُ

وأنا على جرحي أسير

مِن لا بلادْ

قدري بأن تمشي خطايَ إلى الشمال

ويدايَ راحلتي .

وأعود من أقصى النهايةِ للبدايةْ

لم أنتظر أحداً ، ففرساني القصيدة

وأسير من أقصى البدايةِ للنهايةِ ، هازماً لغتي وأزمنتي البعيدة

وأسيرُ .. حيث تحطُّ راحلتي بلادي

لم أنتظر أحداً على

جرحي

أسيرْ

ماليزيا أغسطس

7/8/2021

رحلة مع السهر

أنا ساهدُ ..

كيف أصبحتَ ؟

أمشي كظلِّ جدارٍ .. جدارٍ قديمْ .

كمِ الوقتُ عندكَ ؟

بالضبطِ وقتُ الظهيرةْ

غداةَ يكون الظلامُ على كلِّ شيءٍ مقيمْ

ساهد ..

تتثائبُ في خطواتي الرياح

وتغلق فاها يدٌ من جحيمْ

أمامي النخيلُ

بقايا من الجنِّ

يغتصبون النِّساءَ من الليلِ

يزدردون الشرابَ معاً

ويغنُّون باسمي وباسمكَ

يبتهجونْ

إزاءَ يميني صنادقُ

مفتوحةً كعيونِ الجنود

يزخُّون بعضَ حشيشٍ

وينفجرون من الضحكِ

يحتلقون

صفوفاً

صفوفاً

على وقع أنَّاتنا يَدْبُكُونْ

ونحو يساري حقول

تلوح على الأفق رايات سود

يرجُّ المدينةَ قرعُ طبول

تمرُّ على كلماتي

سنابكُ جيشِ المغول

أنا ساهدُ ..

أفكِّر فيك

ترى أين تخرجُ حين يذوق هواك السهرْ ؟

ويطرد عنك لذيذَ الكرى ، صوتُ ناي

يشقُّ ضجيجَ الزِّحامْ

كضوءِ شهابٍ يشقُّ الظلامْ

أنا ساهدٌ ،صوتُ نايٍ ، أنا ساهدٌ ياقمرْ

مررتُ ورأسي كقاربِ صيدْ

أخوض الشوارع

أجرُّ ظلالي على الوحْلِ جَرَّاً

كأني على ظهر بغلٍ ، ولستُ على ظهر نعلٍ ، كأن ظلاليَ قيدُ السلاسلْ

هنا نهدةٌ صاعدةْ

‏‏وراء البيوت

ملائكةٌ روحها متعبةْ

وهذا الرَّصيفُ

كما العقربِ السّامّة الراقدة

عليه الرياحُ بلا نأمةٍ

جثّةً هامدة

هناك ، هنا

كان قابيلُ يهذي طويلاً ، ويسعلُ من أنفهِ أغربةْ

إلى أين يمشي بكل النَّياشينِ والأوسمة ؟

إلى سدرةِ الوطنِ المجرمة

رصيفٌ بلادي ، رصيفٌ ضحايا بلادي ، رصيفٌ هنا ساهدٌ لا ينامْ

يغني : أنا ثورتي القادمة

يكاد لَيَسقُطُ من سكرةِ السُّهدِ ، يرفع جهلاً عقيرتَهُ :

إنني ثورتي القادمة .

ساهدٌ يا إلهَ السمواتِ ، ساهدْ

دمي خمرةُ الأرصفة

نحرتُ مئات القصائد ، لا ، بل شبابي

على صخرةِ المعرفة

قرأتُ الكتاب المقدَّسَ والمصحفَ الشريفَ

وطفتُ ببيتك

زرتُ المدينةَ / قبر الرسولِ

حفظت العهودَ

وأوصدتُ بابيَ إلا عن البائسين / هبات الحياةْ

وأوقفتُني عند كلِّ كتابٍ

أمد شراعي ، وأبحر للفجر .. للأمنيات

وأشحذني أحرفاً طائرات

ولكنني ساهد في بلادي ، أضعت النهارْ

أرى الخلق في الليل حتى الصباح

وأقضي بقية يومي شبيهاً شبيهاً بأي جدار

جدار قديم ..

يعاني الدوار

ماليزيا

١٢ أغسطس ٢٠٢١

سارقُ النار

مددٌ ، غضبُ ، مددٌ مددُ

النارُ استوحشَ باريها ، مددٌ مددُ

اضربْ ، قلمي قال : وصلنا

سوف يجيءُ الآن المددُ

آدمُ ألقى لي عَبرتَهُ شُعَلاً تلدُ

أسراباً كدخانٍ

لاحَتْ نفسي

فوق الجبلِ الخامسِ 2

تقتلُ ، تَئِدُ

النارُ تناهبها بَعْلُ

والناسُ لصورتهِ عبدوا

ومضى محتفلاً بالفوزِ ، وغاب الجسدُ

في بحر اللذةِ يرتعدُ

لم أُبْقِ نبيَّاً ، قد ضاقتْ بدعاةِ التوحيدِ البلدُ

غضبٌ / مددُ

هل تقدرُ أن تمكث دهراً خلف السطر؟

أن تتصارع ذاتاً ورؤىً

أن تتجلَّى وحدك

فوق الجبلِ

وتغطسَ في أعماق البحرْ

أن يتصوَّحَ زهرُ هواكْ

أن تتقنَّعَ روحُك أخرى

أن تتفجَّرَ ملحمةً تأكل آلهةَ الحربِ

وتشرب فرسانكْ

أن تذبح شعرك قرباناً

أن تتحنَّطَ خلف السطر

أن ترضى حكمَ المضطر ؟

مددٌ / غضبُ / مددٌ مددُ

السَّاعةُ كتبُ

والغربةُ أقلامٌ

والمنفى حُجُبُ !

لن تفهم شيئاً من ذاتي

قالت

وهيَ تنوحُ دواتي

حين سرقتُ النارَ

وَعُدتُ الأرضَ

أردتك حُرَّاً

تتنعَّمُ في الظلِّ ولا ترهبُ بَعلاً، وتخوِّضُ في الماءِ ولا تغرقْ

تخرجُ في الرِّيحِ بلا قمرٍ لا أنت ولا روحك تقلقْ

تدخل في النارِ ، وتسكنها بردا ،

تتوهَّجُ في فكرك خيلاً شيطانياً

وبُراقاً

تتهلَّلُ رعدا

ياوطناً ضيَّعني طفلاً ، حمَّلني في كِبَري الضِّدَّا

ألقاني في الجبِّ

وحين رجعتُ من المنفى

مشتعلاً رشدا

مات قتيلاً ، أورثني حرباً وركاما

ونساءً تُنبتُ أقزاما

وجبيني قطبٌ وكتابي

ويراعي فلكٌ دوَّارْ

مددُكيف سيهمي المددُ ؟

كيف سيقدحُ حجرُ النارْ

والأرضُ بحيرةُ أشرارْ ؟

يترصَّدُني الجندُ

وأحزاني شجرٌ تتقِدُ

مددٌ ، غضبُ ، مددٌ مددُ

لا تفهمني الذَّاتُ

كبرتُ ، وتضحكُ ، أسألها ما السببُ ؟

ترفع نحوي طرفاً ، ويدي غاباتٌ ، أنهارٌ ، سحبُ

كنا في القشرةِ روحان ، فصرنا روحاً

كنا في البذرة قمران ، فصرنا قمراً

كنا جسداً ، صرنا جسداً / ثورة

طيناً / جمرة

من أين تَصَبَّاك المددُ؟

7 أغسطس 2021

غادر جسدكْ

قِيعانُكَ جَدْبٌ

وصخورٌ أفْقُكَ

وَشَوَاطِيك رمادْ

بابٌ من صخرٍ عيناكْ

وَمَرَاجِيحٌ يقطنُ فيها الموتُ يداكْ

أيَّامُك أوراقُ خريفٍ

تسحقها أقدامُ جنودْ

أيَّامك لا صوتُ رصاصٍ فيها

لا قبسٌ من نارْ

لا أشعارٌ تسقط كالنَّابَلْمِ

على الكهنوتْ

تنسفُ ، تعصفُ ، تقصفُ

تتحدَّى الغازي

وتُسَوِّي بالأرضِ الجبروتْ

كلماتُكَ مجدبةٌ ، تتلاشى كدخانْ

وخيالُك في أقصى الأرضِ

إلى قاعِ العَتمةِ مشدودْ

كالآلةِ تجلس في المقهى

والعالمُ حولك مَوَّارْ

سيقانٌ ، عطرٌ ، وضفائرُ

والأطفالُ هنا وهناكْ

والمصعدُ يَخْتٌ

وعليهِ

أقبل آلافُ الزُّوَّارْ

والعالمُ حولك موَّارْ

وعلى كرسيٍّ منهزمٍ

ألقيتَ بقايا إنسانْ

كرخامِ المقهى شفتاكْ

كلبٌ تحت الثلجِ قفاكْ .

أنفثُ في أذنيك

لكي تصحو

أجملَ أشعاري

أنفخ فيكَ

وأتلو من صحف الأمطارِ

وكباخرةٍ غرقتْ

منذُ سنينِ الحربِ الأولى

في أعماق البحرْ

أنت أمامي !

أفتحُ عينيك إلى القادمِ

أدفعُ خطواتِك للقادمِ

أحمل هذا الجدَثَ الملقى

بيدٍ من فلقِ الإلهامِ

عبثاً ، عبثاً

ترزح دوني كالأصنامِ

للأمسِ جبينُك مشدودْ

إحساسك بالفجر القادمِ

مفقودٌ

مفقودْ

نايٌ يصدحُ صبحَ مساءْ

والمسرحُ معرضُ أزياءْ

وكؤوسٌ تفهق باللذةِ

كالأضواءِ هناك تموج

وستائرُ

تبدو في الصَّالةِ

قِطعُ سحابةْ

تُحَفٌ ، آنيةٌ ، وربابة

ألوانٌ ، سهرٌ ، وضجيجْ

الشاعرُ كوكبةٌ فيها من أحلامْ

كالقادمِ من سفرٍ

تتلقَّاهُ عيونُ الناس

: أقبل تمُّوزٌ بالخصبْ

كلُّ مؤمِّلةٍ بنصيبٍ

يرعشها ليلٌ وغرامْ

تنتظر اليومَ الموعودْ !

وكثلاجةِ موتى تبدو

للأمسِ جبينُكَ مشدودْ

إحساسك بالفجر القادمِ

قمرٌ

موؤودٌ

موؤودْ

اِقرأ شيئاً من باريس

للامارتينَ بحيرةُ ماءْ

لِدِي مُوسِيه ، لِسَانْ جُونْ بيرسْ

شيئاً من أدبِ الإسبانْ

للوركا ،

وهو يغني باسمِ الشعبْ

ذاك المهرُ الغارقُ في أنهارِ الدَّمْ

اُخرج من ليل السِّردابْ

اِخلع هذا الثوبَ البالي

لسنا في زمن الأعرابْ

جرِّبْ يوماً

أن تقرأ شعراً مختلفاً

وتمارس فكراً مختلفاً

وتصافح عصراً مختلفاً

حتَّامَ جبينُك مشدودٌ للأصنامْ ؟

حرِّرْ نفسك منك ويكفي

ما جرَّعتَ من الأوهامْ

يامن تتمسَّك بِخطامِ الشعر

وتسكن في أقصى الكلماتْ

ليس الشعرُ بعيراً يرتعُ في الصحراءْ

ليس بيوتاً تسكنها راياتٌ حمر

اِمنحْ روحكَ بعضاً من أوقاتْ

يامن تتشبثُ بالليلِ وبالأطلالِ وبالغاراتْ

وتتوسَّلُ في البئرِلتشربَ والي الأمر

انهضْ ، واطعن بالقربةِ وَالِيكَ وَثُرْ

غادر جسدكْ

وافتحْ عينيك لآخرها

واستقبل أحلى اللحظاتْ

6أغسطس 2021

نقوش قديمة على جدران الليل

ليلٌ يتنفَّسُ في صدري ، يجثمُ فوق جبيني ليلْ

الخارجُ من بابي ليلٌ ، والدَّاخلُ في لغتي ليلْ

طاولتي ليلٌ ، وقِطارٌ كفِّي يتمشَّى في الليلْ

كالحيّةِ نومي ، ترصدني في حُلُمي تفَّاحةُ ليلْ

ضحكتْ ، وابيضَّت في عيني الدنيا ، فجراً ،

فهبطنا في أرض الليلْ

شيءٌ مني ضاعَ ولا أدري ما نَهبَ الليلْ

وطني ؟

ذاك الهاربُ كم جرَّعني كأسَ الويلْ

ذاك الغربالُ كنيرانٍ لا تشبع من أكلِ الخيلْ

رقَّعناهُ بألفِ جريحٍ ، وَرَتقناهُ بألفِ شهيدْ

وحملناهُ بألفِ صباحٍ ، كحَّلناهُ بألفِ وليدْ

وبذلنا الغالي ، وخرجنا من كل فؤادٍ ووريدْ

وغرسنا في صخرة عينيهِ الأنهارْ

وفرشناهُ دواةً وفراشاً ونهارْ

ذاك الغربالُ كنيرانٍ لا تشبع من أكلِ الخيلْ

ليلٌ في ليلٍ في

ماليزيا 5 أغسطس 2021

أحبها ..

أحبها ياربُّ جدَّا

وجهها بابٌ إلى الأفراح مفتوحٌ

وموَّالٌ كقلبي شالُها العربيُّ

حرٌّ ، لا يلين لسلطةِ الريحِ العنيدةِ

لستُ أدري حين تبهتني صباحاً

ما أقولُ

أحبها ياربّ جدّا

فامنحِ القلبَ الشجاعةَ

كي يُباري في طلائعها الأشدّا

ذلك الطرفُ المقنّعُ بالسلامْ

هدّني يارب هدّا

أحبها يارب جدَّا

3أغسطس 2021

في المركز الطِّبِّي

عـربيٌّ ؟ تسألني ، تغمز ، هل أثملها الصوتُ العربي ؟!

ومـمـرِّضةٌ قـربـي أخــرى ، تـنـبض مــن فـرحٍ كاللهبِ

رأسي ، لا بل طيفٌ يسبح في ضوءِ الجيدِ المنسكبِ

تـمسكني ، ويـداها ترجفُ ، يتوهج شيء في عصبي

كـحـنيفٍ طـأطـأتُ عـيـوني ، رفعتني بـيدٍ مـن ذهـبِ

لـو صـلصالي كـوبٌ قـدَحت مـن شـفتيها لُمَعُ الشهب

عــربـيٌّ،لا تـفـهـم شـيـئـاً مــمـا أنــطـق تـفـهم سـبـبي

تـضربني فـي كـتفي ، تـشهق كـالأمِّ ، وتـرعاني كأبِ

لا تدري كم نزفتْ روحي ، فضلاً عن كتفي المنشعبِ

قتلوني ، كالسيل اندفعوا ، كعلوجٍ من أقصى الحقبِ

ذبـحوا فـوق صـخورِ الـظلمةِ أضـواءَ الـفجرِ المرتقبِ

غـصبوا حـلمَ الشعبِ فتوناً من مدن الحب المنتخبِ

ألـقوا فـي المنفى أشلائي ، ورموا شعبي في مُنتقَبِ

زرعـوا فـي الـغيمةِ بـاروداً ، ودماراً بَذَروا في الكتبِ

ومـضوا ، لـكن ومـضة بـرقٍ ، تـرتد مِـليشيات الكذبِ

لـو أغـمدتِ سـوى عـينيك بـقلبي قـد أبـرا مـن تـعبي

صـبّـي خـمـر الـدنـيا،عبثاً لــن تـسـكرني دنـيا الـعنبِ

رأسـي صـلبٌ مـثل بـلادي كـالسفحِ الـقابعِ في صببِ

وَحَـنت نـحوي رأسـاً ، فـبدا مـن نـافذةٍ طـفلا شـغبِ

طـفـل يـتـثنَّى مـرتـعشاً ، والآخــر يَـصْفر فـي طـربِ

وأنــا عـيـنايَ كـمـا نـغـمٍ يـلـهثُ فــي وتــرٍ مـضطربِ

حـيـنـاً أذكــر ربــي حـيـناً أتـنـفّس فــي جــوٍّ عـجـبِ

ماليزيا 1 أغسطس ٢٠٢١

صوت من الذكرى

صــبـاحٌ ، إلــى عـيـنيكِ ، يـقـتادني الـشـعرُ

مَـشـوقـاً ، وبـــابٌ ، لاح مـــن خـلـفـه نـهـرُ

على شاطئ الذكرى ، وصوتُ الهوى يسري

تَـجـلَّى مــن الـمـاضي حـديثٌ هـو الـسحرُ

تــذكَّـرتُ حـلـمـاً كـــان عــمـراً مــن الـصـبا

تــمـشـت عــلــى أهــدابـهِ الـغـيـد والــزهـر

أتـانـي ، فَـحـيَّاني ، وبـالـصَّحبِ قـال لـي :

تــفـيَّـأ ظِــــلالاً ، وَاغْــمــرِ الــبـحـرَ يـابـحـرُ

ســقــتـك الـــغــوادي يــازمــانـاً تـجـمَّـعـتْ

عــلـى مـــا بـــهِ الـخِـلَّانُ واحْـلَـوْلقَ الـحـبرُ

وكــانــت ســمــاءُ الــشـعـر كــأسـاً مُـعـتَّـقاً

مــن الـفـنِّ يـعـلو سـمـتها الـحَـبَبُ الـسِّـحرُ

شـربـنـا ، وأتـرعـنـا رؤى الـضـادِ ، وانـتـهى

إلــــى ســــدرةٍ لـلـضـاد صـــوتٌ لــنـا حـــرُّ

قـلـيلاً ، كـغـمضِ الـطـرفِ ، وانـفضَّ سـامرٌ

فـلا نـحن نـدري هـل طـوى حـلمنا الدهرُ ؟

أمِ الـحـربُ قــد هـدَّتْ عـلى الـحقد شـملنا

أم الــنـاسُ مـلُّـوا الـشـعرَ أم حـاسـدٌ غِــرُّ ؟

تَــوَلَّــوْا ، وقــلـبـي عــنـد أطـــلال صـــورةٍ

مــقـيـمٌ ، يــمــدُّ الــكــفَّ ، يُـمـطـرهُ الــعـذرُ

٢ أغسطس ٢٠٢١

شمسُ الطفولة

إلهي

على كلِّ حالٍ

سأغمضُ جرحي

وضربي على الدَّربِ

أقسى ضجيجاً

من الحزنِ

أُطفِئهُ

في الظلامِ المؤدِّي

إلى الَّلا مكانْ

إلهي

سأغمد صفرةَ خوفي

وأضحك

أضحك

حتى أغيبَ عن الوعيِ

رغم انطفائي

وجلطةِ أمِّي التي أرَّقتني

وأني لا بعملٍ

يا إلهي

وأهْزُزُ كفِّي

وأخنق دمعي

سأطمر كلَّ سنين اغترابي

وماذقتُ فيها

على رغم أنفي

كؤوسَ الرَّزايا

وما قلَّبتني على

جمرةِ البؤسِ

ريحُ الزَّمانْ

سأنسى بأن لنا وطناً

أجبرتنا الكلابُ على تركهِ

نازفاً

هكذا فوق صخرِ الهوانْ

عليه السِّياطُ تهلُّ وتنبحُ في كلِّ آنْ

سأصلب قلبي على جذع نخلٍ

من الهذيان

سأجبره عنوةً أن يغني :

سأنسى

سأنسى

سأنسى

سأقنعُ نفسي بأني على كلِّ حالٍ .. بخير

ولكنني .. سوف أرجع يوماً

وأقسمُ أنّي سأرجع يوماً؛ وتحت جبينيَ

شمسُ الطفولةْ

تزيح الدّياجيرَ .. تمحو الرذيلةْ

تعلم كل رجال القبيلةِ

معنى الرجولةْ

من أين أعرف من أكون!

لاشيء ينقصني سوايْ

إني .. وما ملكت يدايْ

نلوي وتطوينا السنينْ.

من؟ قلتُ للمرآةِ منْ؟

البيدُ قالتْ ..والدِّمنْ

أنا أنت يابن التائهين.

الليلُ بعضٌ من أساي

والفجر بعض من مناي

الليل والفجر الأنين.

أنا لا هُويَّةَ لا دليل

الأرضُ أغنيةُ الرحيل

من أين أعرف من أكون!

ساعة صفاء

في لحظةٍ مِن غفلةِ الزَّمانْ

أقبلتِ ياسُويْعةَ الأمانْ

أقبلتِ رغمَ عاصفِ الرَّدى

وقلبه المليء بالأضغانْ

أقبلتِ كابتسامةِ السَّما

لأحرفٍ دموعها ألوانْ

من حولنا كرنَّةِ الأوتار

تود لو تضمُّنا الألحانْ

في رفقةٍ كسيرةِ الأنهارْ

تُروى على الجبال والوديان

كخفقة الجناحِ لو تحسُّ

روعةَ التَّحليق بالمكانْ

إلى أين يانغمةَ الناي..؟!

لأني وحيدٌ .. وليلُ النوى

ينازعني فجريَ الأرغدا

وحول مرايا حروفي دخانٌ

كثيفُ الظلالِ يمدُّ اليدا

أغرّدُ للحبِّ في زمنِ الْــ

حروبِ وأُطعِمُ روحي الرّدى

لتلكَ العيونِ التي لا تفيقُ

من الرّعبِ رفَّ عليها النّدى

وقد لاح منها بَنانٌ كخيطِ الشّْـ

شُعاعِ مَلِيكٌ يهزُّ العِدا

وما كنتُ أسمعُ وقتَ القَذَا

ئفِ إلا ارتعاشَ الذي أنْهدا

عميقاً يثير خيالي ويُهْوِي

بعالمهِ فَدْفَداً فَدْفَدا

نداءٌ يشقشقُ في أضلعي

كماءِ الينابيعِ .. حلوِ النِّدا

إلى أين تركض هذي السنابلُ

خلفكِ قد أثْخنتها المُدا ؟

وروحُكِ تلك التي للغمامِ

سريرٌ .. تطايرُ مِلءَ المدى ؟

إلى أين يانغمةَ الناي ليلاً

تجوبين ليلَ البرايا سدى ؟

هنا .. لا مكانَ سوانا .. معاً

أنا الكلماتُ وأنتِ الصَّدى

تحقيق

ماذا أكتبُ ؟

تسألني الحلوةُ في غنجٍ

عَمَّاذا ؟

ولماذا أكتبُ ؟

ياحلوةُ ، ياقطعةَ جبنٍ

من أيدي النُّعْمى تنسربُ

يانعناعاً

في أحضان الغيمِ الأشهى

يتخلَّقُ ، يرقصُ ، يلتهبُ

أكتبُ عن أوطانٍ كانتْ

غرقى في ليل الأمِّيَّةْ

ياربُّ لك الحمدُ كثيرا

ثم تطوَّر منها الحالُ

فأضحتْ دهراً

غرقى

في ليل العصبيَّة !

أكتبُ عني ؛ عنكِ

وعمَّنْ يتشكَّلُ في رَحِمِ الغدْ

عن وطنٍ يقرأ أشعاري ؛

يقبل أطفالاً في المنفى خُلقوا

أقصاهمْ سلطانُ الحقدْ

لا وطناً ينظرني شَزْراً

ويُشيطنُ أشعارَ الورد

فيهِ استحوذ شعرُ السُّلطةِ

يجترُّ الماضي ؛ يرتدّْ

لا أزال حيَّاً.. !!!!

ياللمفاجأة !

هَا مرَّةً أخرى مروراً بكمَّاشاتِ الغرائبِ

واقتحاماً لظلماتِ الأقنعةِ

عليَّ مرةً أخرى أن أعبر الصراطَ

وإلا

سقطتُ

في

جحيمِ

التَّصفيقِ والتَّبعيَّةْ

يا إلهي ..

إنني في أشدِّ حالاتي رعباً

لا أزال حيَّاً !

30 أغسطس 2021

إلى الروح الظامئ للمعرفة

أَصـيـخي إلــى نـغمةِ الـمعرفة

ومَــدِّي لـهـا روحَــكِ الـمُـرهفة

وخوضي إليها الدُّجى؛ واقطعي

إلـيـهـا دروبَ الَّـلـظى الـمُـتلفة

بـها فـارْكبي الرِّيحَ لا ترهبي الْ

بــحــارَ وأمــواجَـهـا الـمـجـحفة

*

أصـيـخـي لأجـراسِـهـا الـحـاليَة

تـشـعُّ عـلى الـقلبِ كـالسَّاقيَة

تُــنـبِّـهُ مــــن رقـــدةٍ مـسْـحـةٌ

أنــامـلُـهـا الــغـيـمـةُ الـحَـانـيَـة

عـلى خفق أوراقـها قيلَ لي:

سـتـسمو بــك النَّفحةُ الزَّاكية

6 نوفمبر 2021

جدليّة الإنسان والخراب

أنـــــا يــــا نــــزاريَّ الــهــوى

مـلـقىً عـلـى صـخـرِ الـجوى

الـريـحُ تـرسـم فــي جـبـيني

دربَــــهـــا بِــــيَـــدِ الــــنَّـــوى

قــلــمــي مـــعـــي لــكــنَّــهُ

قـــمــرٌ عـــلــى قـــمــرٍ ذوى

أهــــــدابُ عــيــنــيَ نُـــوتــةٌ

عَــزَّافُــهـا مـــطــرُ الأســـــى

قــلــمـي مـــعــي لــكـنـنـي

وحــدي عـلـى طــول الـمدى

الأرضُ فـــــــوق أصـــابــعــي

تــبـكـي؛ ويُـضـحـكني الـبـكـا

نـــــــارٌ هــــــي الــكــلـمـاتُ

تـنـهض عـن رمـاديَ والـصَّدى

نـــــــارٌ هــــــي الــكــلـمـاتُ

أجــنـحـةٌ خَـوَافـيـهـا الـحـشـا

وتـطـيـر بـــي فـــوق الـجـبالِ

ســدىً؛ وتـهـبط بــي سُـدى

أنـــــا يــــا نــــزاريَّ الــهــوى

أهـــوى؛ وفـاتـنتي الـشـجونْ

كــــم مــوعــدٍ ضـربـتـه لـــي

مـــن رأســهـا تــلـك الـعـيون

ضّــنَّــتْ عــلــيَّ ولـــم أكـــن

بـالـحـب يــا شـجـني ضـنـين

وصــعـدتُ مـــن جـمـر الـغـضا

ألــقـاً مــن الـشـكوى حـزيـن

قــالـوا: سـيـنـقشع الــظـلامُ

ويــبــتـدي فـــجــرُ الـقـصـيـدْ

لا مـوعـدٌ صـدقـت بــهِ الأيّــامُ

لا انــــطــــفـــأ الــــجـــنـــودْ

عـسـسٌ هـنـا مــن لا مـكـان

ولا بـــــــــلاد ولا حـــــــــدود

تــشــدو وتـنـفـعـلُ الــلـحـونُ

ولـــيــس يــنـفـعـل الـجـلـيـد

وتـحـبـك الأنــهـار والأشــجـار

والــــقــــمــــر الــــــــــــودود

والـنُّـورُ مِــن عـيـنيك يـشـرب

مـــــن صــبــاحـاتِ الــخــدود

والــعــطـرُ يــمــسـح ثـــغــرهُ

بـــهــواكَ مـغـتـبـقـاً ســعـيـد

لــكــنْ أحـــاط بـــك الـجـنـودُ

كــــــأنَّ مــجـتـمـعـاً حـــديــدْ

تــشــدو ويـنـهـمـر الــرصـاص

مــصَــفِّــقـاً: أن لا خــــــلاصْ

وتـــئـــنُّ.. فـــوقـــك جـــثَّـــةٌ

والــمـوت يــصـرخ: لا مــنـاصْ

وطـنـاً مــن الـكـلمات تـهـذي

والـــغـــرابـــاتُ اقـــتـــنـــاصْ

وكـــأنَّ مِــن جـسـدي غـريـمٌ

قــــام يـطـلـبـني الــقِـصـاصْ

ورأيـتـنـي .. كـالـرِّيـح تـحـني

ظــهــرهـا فـــــوق الـــزهــور

كــالـنّـخـل يــحــنـي فـــــوق

خــطـواتـي تـبـاريـحَ الـعـصـور

مــتـأمِّـلاً ؛ عــيـنـي تـنـاهـيدٌ

وَمَـــحْـــبــرتــي صـــــخـــــور

حـــولــي خــيــامٌ ضــارعــاتٌ

عـــنـــد أقــــــدام الــقــصــور

ظـــلَّــت تــمــنِّـي نــفـسـهـا

الأحـــــلامُ يــومــاً بــالـسـرور

وتُــريـق مـــاءَ الــوجـهِ؛ تـنـذر

فـــــي سـبـيـلـهـمُ الـــنُّــذور

وتــعـود كــلَّ عـشـيَّةٍ لـلـبيتِ

لـــــكـــــنْ .. بـــالــقــشــور!

مــا الأرضُ؟ مــا هـذي الـرُّؤى

مُـــكــتــظَّــةٌ .. مُــتــبــطِّــلـة

نفخت مشاشَ عروقها الأقلامُ

وهــــــــــــيَ مـــعـــطَّـــلـــة

لا؛ لـــم تــكـن قـفـراً وكـانـت

بـــالــمــحــبَّــةِ مُـــثـــقـــلــة

لا؛ لـــــــم تــــكـــن فـــقـــراً

وكــانـت كـالـرِّيـاح الـمـرسـلة

وتـحدَّرتْ مـدنٌ عـلى كـلماتها

الــــمُــــســــتــــبـــســـلـــة

وتـنـبَّتتْ فـي الـوهمِ أشـجاراً

لــــحــــونــــاً مــــذهــــلــــة

نــزفـت عــقـولٌ كـــي تــحـوز

الأرضُ أســــمـــى مــنــزلــة

أرنـــو إلـــى الإنـسـانِ؛ أقــرعُ

بـــالـــكــواكــبِ هـــيــكــلَــه

فــيــرنُّ فَــخَّــارٌ .. ويُـفـزعـني

خُـــــــــــــوَاءُ الأخْــــيِــــلــــة

*

أرنــو إلـى الإنـسان؛ أمـشي

فــــــي جَــوانــبــهِ أصـــيـــح

عـيـنـاهُ خـاويـتـان مِـمِّـا فـيـهِ

مِـــــــن مـــعــنــىً مــلــيــح

لــو أنـنـي أرنـو إلـى الأطـلال

جَــــــاوبـــــتِ الــــطُّــــلـــوح

وأشـــــار نـــحــوي الــطَّـيـفُ

حَـيَّـتْـني الـرّوابـي والـسـفوح

وَتـمـثّـلت ريــحُ الـصَّـبَا بَـشـراً

تُــــغــــنِّــــي أو تــــــنــــــوح

والـرَّملُ يُـغري بالحديثِ الغيمَ

.. تَــــخـــضـــرُّ الـــــجـــــروح

لـــكـــأنَّ تــمــثـالاً أمـــامــي

شاخص مــــــا فـــيــهِ روح

*

زَعَــــمَ الــتَّـمـدُّنَ ، وانْــبــرى

بــغــرورهِ يُــدْمــي الـطـبـيـعة

ومـضـى يـفـضُّ بـكارةَ الألـوانِ

والــــحُــــلـــلَ الـــبـــديــعــة

أهْـــوتْ عـلـى آيـاتـها الـغـرَّاءِ

أشــــــبــــــاحٌ مُــــريــــعــــة

ومـشى عـلى أنَّاتِها الوَجْعى

ورؤيـــــاهـــــا الـــوَجِـــيــعــة

فَـقَـدَ الـضَّـميرُ سَـنـاءَ فِـطـرتهِ

وصــــــورتـَــــهُ الــــوَديـــعـــة

وَغَــــــدا يُـــوَلـــوِل جــــــدولٌ

وَتَــمُــدُّ غـيـمـتَـها الـفـجـيـعة

فرَحٌ حزين

يَا أمُّ بي فَرَحٌ

وَبِي حُزْنٌ كَمَا الفرحِ الحَزينْ !

أبْكي بِلا دَمعٍ

وَصَدري صَخْرةٌ للمَوجِ

تَصْفَعُها ولكنْ .. لا أنينْ

أمْشِي عَلى جُثثٍ مِنَ القَتْلى

إِلى لا أَيْنَ لا أدري مِنَ القتلى

وَوَجْهي

قَبْرُ عُصفورٍ إِلَهيٍّ

وَكَفِّي ألفُ وَجْهٍ غيرَ أنِّي

في زِحَامِ الألفِ وَجْهٍ .. لا أَبِينْ !

غَارقٌ في أُفْقِ عَيْني البحرُ

في عُمْقِ شُرُودي

غَاضبٌ .. يَجْتَرُّ أَنَّاتِ الضَّحَايَا المُتعَبِينْ

النَّاشِرينَ عَلى صَوَارِي السُّحْبِ

أَرْدِيِةَ الأَغَاني الدَّامِيِةْ

الَّليْلُ يَعْصِرُهَا فَتَجْري في الزُّهُورِ الذَّاوِيَةْ

وَتَظَلُّ تَشْربُ كَالسَّرَابْ

في رِحلةِ الصَّحْرَاءِ .. تَشربُ كَالسَّرَابْ

أَوْمَا السَّرَابُ إِلى الصَّدَى السَّكَّابِ

مِنَ خَلَلِ السَّحَابْ

حَتَّى مَتَى سَتَظلُّ تَهْمِي دُونَ أنْ تُطْفِي الظَّمَا ؟

رَدَّ الصَّدَى السَّكَّابِ هَلْ تَرْوِي الدِّمَا ؟!

رَحَلَ الَّذينَ أُحِبُّهُمْ وَالبَحرُ غَاضِبْ

كُنَّا مَعَاً في الَّلاوطنْ

نَقتاتُ خبزَ قَصيدةٍ،وَيَمُرُّ لا جَدْوَى الأَقَاربْ

مِن حَوْلِنا نَارٌ .. وَمَفْرِشُنا عَقَاربْ

لَكنَّهُمْ رَحَلوا وَقَدْ جَدُبَ الصَّدَى

وَالبَحرُ غَاضِبْ

لَمْ يَترُكُوا لِلبحرِ إلَّا قِطْعةً مِنِّي

عَلى الشُّطْآنِ

وَالشُّطْانُ

وَاقَفةٌ

تُحَارِبْ

حَتَّى إِذَا طَلَعَ الصَّبَاحُ ، وَلَمْ تَلُحْ يَاأُمُّ مِنِّي دَمْعَةٌ،

فَالعَيْنُ وَاقِفةٌ تُحَارِبْ

وَالشَّمْسُ تَفْتحُ بَابَهَا للبَحْرِ

وَاقِفَةٌ

عَلى

عَيْني

تُحَاربْ

4/3/2021

إلى أبي

على حافَّةِ الهاويةْ

تُؤرجحني الرِّيحْ

وتُمسكني قبضةٌ منكَ

كي لا أطيحْ

تداعى الأملْ

وعشُّ الهوى نازفُ

ومِن حولهِ جثثُ الأغنياتْ

وجيشُ الدُّجى واقفُ

أبي .. يا صلاةً إلهيَّةً

كنتُ فيها أحسُّ الأمانْ

دروعي وأقلامُ حبري

بك انعتقتْ من عوادي الزمانْ

أبي ..

ياوليَّاً خرجتَ من الشمسِ

ترفع عنَّا الحجارةْ

خرجتَ من النهرِ

تتلو علينا جمالَ الحضارة

رويداً رويداً

فإن الذي كنتَ تزرعهُ في رؤانا

ونحن على الجدبِ منذ سنينْ

تبشِّرنا بالربيعْ

قريباً سينبتُ بين يديكْ

تِلالاً من الورد والياسمينْ

أفقْ من ضلوعي إلى الَّلانطفاءْ

جميلاً كما أنتَ تسكن هذا الضياءْ

ككاسٍ من الحلمِ

يلمع في راحةِ الكبرياء

أفِينيقُ سوفَ تظلُّ

لأنك أنتَ البدايةْ

صداك الذي في عروق الجبالِ

كنقشٍ قديمْ

يواصلُ سردَ الحكايةْ

٣يوليو٢٠٢١

في رفقة شاعر

محظوظةٌ أنا ..

تقولُ

في حقيبتي قصيدةٌ لشاعرْ

كالطائر التَّمِّ الذي في العمرِ

مَرَّةً يُطِلُّ

فتزهر المياهُ ، تُمطر البيادرْ

وينطوي مِن ثَمَّ في أسرارهِ الغَيْبيَّة

خلف الضَّباب والدُّخانْ

مرتفعاً جناحُهُ كالغيمةِ القدسيَّة

عن عالم الإنسانْ

محظوظةٌ

تلك التي تعود في المساءْ

تحفُّها قصيدةٌ لشاعرْ

تُحِبها السَّماءْ

تُلقي عليها الأمنَ والسَّلام والصَّفاءْ

محظوظةٌ أنا

لقد دعاني للغناءْ

ولفَّني في رقصةٍ غريبةِ الأطوار

رأيتُ فيها جسدي

تعويذة تشهقها الأوتار

سمعتُ حين شدَّني من أذني

بروحهِ الجبار

سمعتُ قلبي باكياً

يئنُّ من سويْعةِ انتظار

حاولتُ أن أسكتهُ

لكنهُ

في لحظةٍ كهذهِ

يخذلني

يصير كالعرائسِ الصغار

محظوظة أنا ..

لقد دعاني للعشاءْ

في بيتهِ الذي على شواطئ القمر

من تحتنا ..

كانت تمرُّ الغيمُ والبشر

كنا نرى مدينةً

كجثةٍ مرميَّةٍ على الحجر

وحولها شبيبةٌ

تذود عن أسوارها الكلابَ والغجر

ثم امتطينا صهوةَ الماءِ المعتَّقِ

بالغرابةِ والرحيل

واخترقنا سلطة القانونِ

والعقلِ النبيل

واحترقنا ما نشاء

وانطفأنا ما نشاء

واجترحنا كلَّ أصناف الغباء

لحظةً

كنَّا بها في العمرِ

هذا العمرِ

أحلى ما نشاءْ

ليلةً ياربُّ

عادت بيتها عند المساء

حقيبةٌ مبتلَّةٌ بالعطر والجواهر

تنام في أعطافها

عصفورةٌ لشاعر

٢١ مارس ٢٠٢١

إلى الشاعرة في العنبر رقم 11

في عَنْبر الأنغامْ

شَدُّوا وثاقي

ثم سابوني هنالك في الظلامْ

شَفةٌ تُغنِّي قرب نهرْ

نهدٌ يُعرِّشُ فوقه وردٌ وزهرْ

وأناملٌ ينساب من أغصانها

جمرٌ وخمر

غنّيتُ فيما كنتُ أرجو من هواك

لكنني في عنبر الأنغامِ

وحدي لا أراك

يومان مرَّا لا أراك

شهران مرَّا لا أراك

يطفو على قمر الخيال سحابُ

وحدي ومن حولي سرابُ

في عنبر الأنغامِ

أعمى

قيَّدوني في الرُّخامْ

الفنُّ محتشدٌ هنا في أجمل الألوان

لكنني وحدي هنا في عالم الإنسان

أعمى خذي بيديَّ نحو البيتْ

إني أضعتُ طريقي

ليس الغناءُ صديقي

٢١ مارس ٢٠٢١

شاعرة

هَـيـَّا ضـعي الأكـواب فـوق الـطاولة

صُـبِّي حـروفك فـي شـفاهي الذَّابلة

غــنِّــي وهـــل غــيـرُ الـغـنـاءِ يَـلـمُّـنا

مــن تـحـت أقــدام الـلـيالي الـثاكلة

غــنِّــي.. عـلـى بـوَّابـةِ الـبـحر الـتـي

تـمـتدُّ مــن هــذي الـعـيون الـبـاسلة

غـنِّـي عـلـى عـضِّ الـشِّفاهِ وقـد رنـا

طــرفٌ كـلـمحِ الـبـرق فـوق الـسَّابلة

غــنِّــي.. وصـبِّي كـلَّ نـارك فـي دمي

ولـتـنـقذيني مـــن حـيـاتي الـبـاطلة

كـم هـا هـنا مـالت عـلى رأسي الرِّيا

حُ كــأنـَّـهـا أســنــانُ رمــــحٍ قــاتـلـة!

تهوي العيونُ عليَّ : ما اسمك من تكو

نُ وكم مقامك ؟ هل بلادك باهلةْ ؟

الـعـنـصريَّةُ .. ألـــفُ جـــرحٍ لا يُــرى

فـي أضلعي .. أدوى جراحي الهائلة

أقـسـى الـجـراح بــأنْ تـكـون نـقيلةً

ووراءَك الــتـاريـخُ دنــيــا آهــلــة

الـعـنـصريَّةُ كـــم ذبــحـتُ قـصـائـداً

لا تُـتَّـقى .. فـوق الـصخور الـصّاهلة

لــكـنَّـهُ حَــظِّــي .. وحــظـي غـيـمـةٌ

تـأبـى الـركـودَ .. لــذا تـراهـا راحـلـة

وغـــداً تَـحـطُّ عـلـى ديــاري غـيـمةٌ

سـمراءُ تـشدو فـي الـدروب القاحلة

وغــداً سـتشرق كـالصباح قـصائدي

عـــذراء بـالـدنـيا الـجـديدة حـامـلة

فـدعي الـذي قـد مـرَّ وانـتصبي هـنا

جـمـراً عـلـيه تـظـلُّ روحــي سـائـلة

19 مارس 2021

لبوة

من أمسِ ..

أين منِّي ؟

صراخها اللذيذُ

كأنَّهُ – صراخُها

الحليبُ والنَّبيذُ

اعتدتُ في الصباحِ

أن تزورني حروفُها الشهية

كأنها أنفاسُ مزهريَّة

تُطلُّ من وراء البابْ

حمامةٌ ، سحابْ

واعتدتُ أن أشربها

على هدير البحرِ

شربةً هنيَّة

صراخها تفضحه القصيدة

وعالمٌ أنا باللبوةِ العنيدةْ

لا شيءَ يُعجبها ..!!

لا شيء يُعجبها سماحُ

أهديتُها عشْراً وعشْراً ثم أدركنا الصباحُ

قلتُ النّجاةَ ، وأين والطُّرُقُ السلاحُ ؟!

قالت إلى عينيّ ، فانطبقا عليّ ولفَّ عينيها الوشاحُ

ثم انطلقنا والعيونُ وراءَنا

والدَّربُ تَفرِشُهُ العيونْ

حارسي ليلٌ غُدَافيٌّ

من الشَّعرِ العبيرِ ، وقبَّتانِ من الفنون

الحبُّ ديْدنهُ الجنون

الحبُّ ديْدنهُ الجنون

١٧ مارس ٢٠٢١

على باب المطار

وقرأتُ جميع نصوصكَ

يا أللهُ ولم يبرحْ فَزَعي !

وشربتُ غمامك

مذ سوَّيتَ غمامَ الأرضْ

ودفنتُ دماغي

مذ ولدتني الريحُ حشيشاً ، وَسْطَ دنانِ الخمرِ

ولم يسكر ياربُّ سوى هلعي !

بي رجفةُ غصنٍ

أنْحَلَهُ الخوفُ من الجدبِ الوحشِ

وبي رعشةُ عصفورٍ بَلّله القطرُ

بي من عهدك وحشةُ آدمَ حين أناب إلى زوجتهِ ،

واسترخى ثملاً وتداعى همسُ الشيطانِ

كمثل فحيحِ الحيَّةِ

أغواهُ وأغواها الوزرُ

فاسترجعَ ..

لكنْ قد بانت سَوْأتُهُ ورأى حوَّاءَ بلا شيءٍ ، تهرب من لا شيءٍ

يلبسها الذعرُ

بي صورتُهُ حين هبطتَ بهِ للأرضِ الغربةِ ينبح في عزلتهِ الجوعُ

وتلحقه أصداءُ العارِ

ولا أمٌّ إلا الأحزانُ

ولا وطن إلا الحرمانُ

وحوَّاءٌ

زهرةُ ليمونٍ في الصحراءْ

يُشعلها ، يُطفئها الجمرُ

ولمْ يَبرحْ

مذ هبَّت منك نسائمُ لقيا فاجتمعا من شوقٍ فزعي !

يا ربُّ لماذا يرتحل الناسُ الأشرار

ولم يرتحلِ اللحظةَ يأسي ؟!

يا ساقي الحانةِ

لاح الفجر ولم أسكر بعدُ ؟!

فما تسقي كأسي ؟

لا ذاقت عيناك النومَ ولا هدأت بالخمرةِ نفسي

هل نغمةُ فرحٍ يا ساقي .. ؟

هل وجهُ غلامٍ .. ؟

هل شيء يُرجع لي بأسي ؟

مصباحُ الحانة يغمز لي !

الغمزُ الغمزُ ولا يُجدي الغمزُ ولا السحرُ

هل أنت يهوديٌّ

تخفي تحت الأرضِ الجنةَ

للكبراء وللأعيانِ

وتعطيني بول الأغصانِ ؟!

هل حتى في شرعِ الخمرةِ هذا التمييز الشيطاني ؟

١٧ مارس ٢٠٢١

إلى شاعرٍ واعد

تُحِسُّهُ الجمال

تذوقهُ

تجُسُّ عمقَهُ

من دون أن تمسَّهُ ، من قبل أن تراهُ

العطرُ

وهو مخبَّأٌ في طيَّةِ السَّحابةْ

تشمُّهُ

من قبل أنْ تسرقهُ الخدودُ والصَّبابةْ

إياك أن تغرَّك الأصْباغُ والأشباهُ

ما كلُّ نورٍ صادقٌ ..

ما كلُّ شِعرٍ طارقٌ معناهُ

إن لم تنضِّجْ روحَك الأقلامُ

والعصرُ لم يَصْقُلْكَ منهُ الفنُّ والآلامُ

فسيستوي في ناظريك الصبحُ والإظلامُ

الطائرُ المحكيُّ يصبح مثله الرَّسَّامُ

١٥ مارس ٢٠٢١

جنِّيَّةُ الأحلام

لو أنَّها تجيءُ

تلك التي لسانُها في الشعرِ كستناءُ

يذوب من إرنانهِ الغناءُ

تلك التي ألوانُ عينيها الذي أشاءُ

تلك التي على رخامِ صدرها ..

مسارحٌ تُضاءُ

لو أنّها .. لو أنَّها تجيءُ

لسالتِ الأنغامُ في الدروبِ ، في السهولِ ، في الجوامعْ

وأطفأت نيرانَها الحروبْ

وصار كلُّ كوخٍ

ضائعٍ في زحمةِ القصور والشوارعْ

خواتماً للغيمِ والنجومْ

لو أنَّها تجيءُ

لأصبحت بلادنا قصائداً ياقوتْ

ومشمشاً وتوتْ

لو أنَّها تجيءُ

لو أنَّها تجيءُ

١٤ مارس ٢٠٢١

مخطوطةٌ عن الدَّهْشة

الدَّهشةُ !

حبٌّ خلَّابٌ

مدَّ ذراعيهِ ..

عالمُ أنغامْ

أجنحةٌ بيضاءُ ترفرفُ

في الدنيا ..

أرواحُ غمامْ

ثغرٌ

يَتفتَّقُ أشعارا

وحقولاً

تطلع من ساقِ

امرأةٍ

تنبسط كؤوساً وعذارى

خدٌّ يتطقَّسُ

أخبارَ العشقِ

ويُطعمُ في طلعتهِ

الجَوْعى والأيتامْ

يَهْمي خبزاً

ومرافئَ للعينِ الهَلْكى

والأحلامْ

الدَّهشةُ

ما الدَّهشةُ ؟!

وطنٌ

يلقاك على طرقِ الغابِ

وحيداً

تنكزك شياطينُ الليلِ

إلى لا أيْنَ ؟

ووجهك

محرابُ الأحزانْ

ما الدَّهشةُ ؟َ

وطنٌ يلقاك على التِّيهِ

شريدا

تتقلَّبُ في كفِّ التِّيهِ

بعيدا

فَيَخِفُّ لعينيك صديقاً

وَأَباً

تنهل من حكمتهِ

أُمَّاً

تنشج في راحتها

داراً

تجمعُ كلَّ الأهلْ

فإذا الزوجةُ والأبناءْ

أبراجُ الأملِ الوضَّاءْ

ما الدَّهشةُ ؟

ما سرُّ الدّهشةِ ؟

تأخذنا من حضن الوقتِ

وتطلقنا في الَّلاأوقاتْ

تقرعنا كَوَدَاعةِ طفلٍ

وَتُهَدْهِدُنا بالبسماتْ

هل نصٌّ شعريٌّ

أشبهُ في فطرتهِ بالمرآةْ ؟

طيفٌ بَرَدَونِيٌّ

يبصق في وجهِ السُّلطاتِ

ويركلُ حرفَ الدَّالِ

ويضحكُ

يسخرُ

من كلِّ الشَّاراتْ

ما سرُّ الدَّهشةِ ؟

هل نورٌ

يعصرهُ اللهُ الوهَّابُ

فتنبتُ أزهاراً ونجوماً

آهاتُ الحكماءْ ؟

أو وحياً يَمنحهُ اللهُ

كراقصةِ الباليه

خيالاتِ البؤساءْ ؟!

ما الدَّهشةُ ؟

ما سرُّ الدَّهشةِ ؟

مفتاحُ القدَرِ الجبَّارْ

تعنو كلُّ المدن الكبرى

في قبضتهِ

ويُبايعهُ كلُّ نهارْ ؟!

11 مارس 2021

قصيدتي الأخيرة

لحلوةٍ على الطريقِ

لا ترى سواها

من خلفها تسمَّرتْ عيونْ

أنغامُها .. على الهواءِ

طفلةٌ تُلاحقُ الأطفالَ والجنونْ

ويشربُ السُّرورَ كلُّ من رآها

لكنَّها .. تَطْوي على الأحزانْ

فؤادَها ..

وَتدَّعي النِّسيانْ

لحلوةٍ على الطريقِ

لا ترى سواها

قصيدتي الأخيرة

لقهوةٍ على الطريقِ

غيمةٌ سمراءُ

تُمطرُ الحدائقْ

ويعبر الغريبُ سَادراً ..

فتطفئُ الحرائقْ

الحربَ والغيابْ

حنينهُ للأرضِ .. للأحبابْ

لأيكةٍ هناك عند بيتهِ

يسكنها العتابْ

لقهوةٍ على الطريق

تسلب الألبابْ

قصيدتي الأخيرة

لمقعدٍ على الطريقِ

خالياً

يشكو مرارةَ الفراغِ

يبصقُ الغبارْ

فيرتمي من السَّماءِ نحوَهُ الغبارْ

مقيَّد كطائرٍ محبوسْ

لا عاشقانِ يَقرعَانِ فَوْقهَ الكؤوس

ولا تدور مِن حُميَّا قبلةٍ رؤوسْ

ولا على سُهَادهِ المحمومِ

يطلع النهارْ

بالحبِّ والأشعارْ

لمقعدٍ على الطريقِ

خالياً

قصيدتي الأخيرة

10 مارس 2021

علاقة من أجل الكتابة

عَلى كَرَاسي الانتظار

هناك في مَمرِّ جدولٍ .. منهار

تنام فوق سطحهِ الأوراق

كبسمةٍ تنام عند سدْرةِ الأَحداق

كزهرةٍ تنام في طريقها الأشواكْ

يسير طابورٌ إلى الشُبَّاكْ

كانت قصيرةُ الفستان

تعضُّني بنظرةٍ .. وتكتبُ

أمامَ مقهى شَاطِئٍ

في السّوقِ

للأثداءِ والسِّيقانْ

وحيثُ بائعو التُّفَّاح والليمونِ والدُّرْيَانْ

على الرَّصيفِ حيثُ تحجب الأبراجُ

وجهَ الشمسِ

يمضغون الجنسْ

كانت فتاةُ الأمسْ

تعضُّني بموعدٍ .. وتكتبُ

في رقصَةٍ طويلةٍ .. مُعقَّدةْ

أنفاسُنا في السَّقفِ حانةٌ

تسمع فيها شهقة العبير

عوالمٌ من خلفنا تطير

لم يبق إلا نحن عند حافَّةِ السَّرير

تلك التي كانت على كراسي الانتظارْ

تعضُّني بظهرها .. وتكتبُ

9 مارس 2021

صباح غير اعتيادي

‏ ‏طلع الصباحُ هنا

من أرضِ ماليزيا

بوذا عليهِ

ما عليهِ من التراب

ومن نفايات الشوارع والسحاب .

ويغيظني ذاك المرصَّعُ بالذهبْ

والبائسون على جوانبهِ

رقاعٔ

الجوعُ خطَّ على حواشيها الضياعْ

الجوعُ يطحنهم ،

ويشمخ دونهم نحو السماءْ

في يدِّه رمحٌ ترصَّع بالذهبْ

وأنا هنا لا شيء لي

إلا التَّمسُّك بالقَشَاشِ من القصائدِ والخطبْ

عيني تسيل على يدي

وتعود ثانيةً على حال العربْ

16 فبراير 2021

في نزهة

للهِ ما في المنظرِ الخَلَّابِ

مِمَّا يثير قرائحَ الكتَّابِ

النفسُ تنسى نفسها وتغيب في

سدرٍ وفي كسلٍ وفي إغرابِ

فإذا وقفتَ بها على شطِّ الهوى

نفضتْ أياديها غبارَ غيابِ

لكأنها تروي حكايةَ عاشقَيْنِ

تقابلا في لهفةٍ وعتابِ

فتعانقا تحت السَّكينةِ ساعةً

مثل اعتناقِ سحابةٍ وهضابِ

اُنظر إلى الغابِ المُوَشَّى بِالشَّبابِ

ملاعبٌ للفنِّ والإعجابِ

تهديك من قبس الطبيعةِ جذوةً

من غير أحراقٍ ولا أوصابِ

تِهْ في فضاءات الجمالِ فلن ترى

أبداً كهذي الرّوضةِ المِطرابِ

قد صوَّرتها ها هنا ترنيمةٌ

للحبِّ فهي منازلُ الأحبابِ

أنا منكِ في سهرٍ فهاتي واغمدي

في أضلعي عينين من عنَّابِ

مرِّي يديكِ مُلاءةً من رشَّةٍ

للعطرِ، وانتعشي فمي برضابِ

7 نوفمبر 2021

ثقافة الخرافة

مدجّجون نحن بالخرافة

قابيل في أعصابنا ينام

قابيل في عيوننا

في نسمة الهواء

في طلعة الهلال والسحاب

في عودة الأحباب

في جلسة الغرام

في نغمة الحمام

تعيده من رقدة العصور

عساكر الثقافة

مشدودة أرواحنا للموت

أجسادنا تعيش هذا العصر صورةً كالمومياء

نمشي إلى الغد الجميل

بأرجل العرافة

20 أغسطس 2021

حارس المدينة

أنا هنا،أريد ما أريدْ

أذود عن مدينتي

مدينتي أنا،هُويّتي أنا

أذود عن مدينتي الغزاةَ

أهْدم الأصنامْ

أنا ابتكرتُ شعبها،سماءها وأرضها

تسير دوماً جانبي،تنامْ

وتتقن الكلامْ

أعيدها إلى الحياةْ

تعيدني إلى الحياةْ

رمادُها أنغامْ ، ونارُها أقلامْ

مدينتي أنا،هُويّتي أنا

أنا أنا الإنسان

20 أغسطس 2021

لا زال بي رمقُ ..!!

أخاف عينيكِ.. أخشى مِن هوى المَرحِ

لمَّا تعوَّدتُ حزني ضاق بي فرحي

أخاف رَمشةَ عينٍ منكِ تكسرني

ما عاد عنديَ ما أرفو بهِ قدحي

ما خاطري لعبةٌ يا دهرُ تمنعني

طولَ الحياةِ شَمِيمَ الحبِّ والمُلَحِ

أرسلتَ عصفك يلويني وينثرني

لَيَّ الرِّياحِ أيادي الغيمِ والمِنَحِ

واليومَ تطلبُ منِّي مازحاً طرباً

ما عدتُ أعرفُ شخصي اليوم من شبحي

صوني عن الحبِّ والتِّهيامِ قافيتي

كلُّ الينابيعِ قد ماتتْ على شفتي

ما تبحثين بأشجاري لقد نزفتْ

على الغصون مواويلي وخاطرتي

ما الشعرُ عنديَ ؟ ما الأنغامُ ؟ ما عبثي ؟

ما الفنُّ ؟ ما مسرحُ الأحلامِ ؟ ما صفتي ؟

هل طلعةُ العودِ كالأقمارِ مرجعةٌ

يوماً إلى جسدي روحَ المقاومةِ؟!

إنّي خرجتُ من التاريخِ ممتشقاً

سيفاً .. بلا غايةٍ أوْدعته رئتي

عُدِّي المنافي التي كالسّيل تجرفني

من قبلِ آتي إلى الدنيا وأبصرني

عُدِّي المنافيَ كم قد أطفأتْ قمراً

للروح كانت بهِ عَرَّافةَ البدنِ

كم قوَّضتْ بيديها صرحَ مملكتي

وأحرقت عند شطآن الهوى سفني

أودعت في الشعر أشلائي فقال: أجل

وأغلق الباب في وجهي وغادرني

اِشتقتُ أبكي ولكن قام في عصبي

صوتُ الإباءِ كسيراً قال: لا تَهُنِ

يا صوتُ أينك تشدو؟ قال في تعبِ :

لبَّيكَ .. رنَّ الصَّدى في ليليَ الَّلجِبِ

لا زال بي رمقٌ .. لا زال بي ألقٌ

فاسلم من الحزنِ والأوهام والوصبِ

ما أنتَ ؟ صوتك مني صاعدٌ وأنا

من رهبةِ البوحِ لم أسأل ولم أُجِبِ !

تطفو على بحر أيَّامي وقد قذفت

بك الرَّزايا إلى الأعماقِ والعطب!

أحسستُ خفْق جناحٍ قرب نافذتي

كأنه طائر مني إلى السحبِ

عليك السّلام أيّتها الطاهرة

كم الوردةُ ؟

عفواً ، كم السَّاعةُ عندك ؟

الوقتُ في المنفى

حجرٌ وسط بئرْ

والناسُ اليومَ كمظلةٍ ملأى بالثقوبْ

أيَّتها الطَّاهرةُ

عليكِ السَّلامْ

لا تنشغلي على كلِّ حالْ

لديَّ سؤالْ

أأنتِ عاريةٌ أيَّتها الزَّنبقةُ

أم هذا قميصكِ الوحيدْ ؟

في محفظتي القليل

عليكِ السَّلامْ

عليكِ السَّلامْ

19 أغسطس 2021

الدخول في الخروج

ها قمتُ من النومِ كأنّي

قاربُ صيد

تجلدهُ الأمطارُ ،

يُقلِّبُه عفريتُ دُوَارْ

أين الشاطئُ ؟

قدمي حانةُ خمرٍ ؟

كلا

يمشي فوقي ألفُ جدارٍ

أتنفَّسُ مِن ثقبِ جدارْ

وطني ..

أفْلِتْ ثوبي

دعني أتحسَّسُ في الظلمةِ رأسي

منذ نزلتُ المنفى وأنا

أفْقدُ عند اليقظةِ نفسي

18 أغسطس 2021

وطن الشاعر

أصبح وطناً هذا الحزنُ ،

ووطنٌ آخرُ للأوغادِ ،

ولو خُيِّرتُ لقلتُ الحزنُ ،

ففيهِ سأنعمُ بالحريةِ ،

سأمارس كل مواطنتي،

لافرق على هذي الرّقعةِ ما بين رفيعٍ ووضيعْ

ما بين دماءٍ ودماءْ

أصنع رباً من أشعارٍ آكلُه أيّان أشاءْ

18 أغسطس 2021

لقاءٌ عابر ..

تسألني عن مأربِ

صديقةٌ

صيغت لنا من عنبِ

يوماً وَكنَّا في الطريقْ

جميلةٌ!

اللهَ من

جمالها المُنتخَبِ

وصوتها الرَّقيقْ

الوردُ سقفُ أفْقها

بنانُها الرَّقيقْ

من لؤلؤٍ .. من نغمٍ .. من لهبِ

وريقها أحَرُّهُ

أبردُ ما في السُّحبِ

ووصفها أقلُّهُ

أجملُ ما في الكتبِ

عن مأربٍ يا حلوتي ؟!

بوَّابةٌ للعربِ

للشمسِ للتاريخِ

للأيّامِ

للشعرِ العريقِ النَّسبِ

للفنِّ ..

ناطقٌ بكلِّ صوتٍ مطربِ

ملحمةٌ

على ذراعِ الشَّرقِ

وشْماً

من عتيقِ الذهبِ

ثم افترقنا بعدها

وبيننا

ما بيننا من لوعةٍ

وموعدٍ وثيقْ

صديقتي ..

تلك التي قُدَّت لنا من لهبِ

تلك التي تسألني عن مأربِ

18 فبراير 2021

أحبّك كائناً مبدعاً

ألمٌ دَوَائرهُ تزيدْ

وَيَدايَ في يدهِ .. نَدقُّ على الحديد

النارُ باردةٌ ويشتعل الجليد !

وعلى مدى الكيبوردِ أجنحةٌ

وبحرٌ ساطعُ

صمتٌ جداريٌّ .. وفرشاةٌ مكسّرةٌ

ولحنٌ ضائعُ

ياحلوة العينين

يامدناً مفتَّحةً على الفجر الجديد

قولي متى نأوي من المنفى إلى

اليمن السعيد ؟

إني أحبكِ موسماً للعمرِ

تخضرُّ الرُّؤى فيهِ

وتنداحُ السنابلُ والقصائدُ والصورْ

إني أحبك زورقاً للعطرِ

في ليل التَّلاقي

تحت شنَّانِ القمر

أني أحبك قطعةً للشوق باردةً ..

وكأساً

من عنااااقٍ مستعرْ

فينوس

يومانْ ..

لم يسقط على صوتي نداها

يومانْ ..

أحْبَالِي هشيمْ

الأمنياتُ بلا صباحٍ أو شجر

تبدو كما النقش القديم

يومانْ ..

لم تفتح عليّ البابَ أنشودة

في جيبها أيقونةُ البحرِ

وعلى أصابعها ..

يَتَأرَجَحُ العَالمْ

يومانِ محرومٌ من الشِّعرِ

طبيبة العيون

يا ذاكرةَ الزَّنْبقِ

يَا بَائعةَ الفستقِ

يا أنغاماً تحمل أنفاس الليمون

أسمع مَأْمَأةً في قلبي

لا أدري!

من يأكل ورق الزيتون!

هل هذا بَنْجٌ

أم خمرُ؟

هل هذا ثلجٌ

أم جمرُ ؟

ما هذا الطَّرفُ الملعون؟

فرَّتْ منِّي كلُّ عصافيري للبحر

صرتُ أمامك حرفيْ نونْ

فبراير 2021

المنفى ، الوطن ، الجوَّال

يا أيُّها الجوَّالُ..يا صديقي

من عزلتي..

من وحدتي الليليّةِ السلامْ

ردَّ الصَّدى في حرقةِ الدمعِ : السلامْ

لو لم تكن لي من هياج الريح والأمطار دارا

فيه أُخْفي خيبتي ..

عن أعين الناسِ

وتغويني عن الموتِ

لتبقى جبهتي الإعصارا

لو لم تكن لي الأهل والجيران

لو لم تكن لي الأمن والإيمان

أصبحتُ نهباً للعدوِّ

وكنتُ مرعى اليأس والأخطارْ

ولما وقفتُ بأحرفي اليمنيّةِ

الشَّمَّاءِ

وقفةَ ماردٍ جبارْ

ردّ الصّدى واهتزّ بي الجوّال

: سلمتَ للنضال

سلمتَ للنضال

فبراير 2021

تحوُّلْ

كيف أصبحتُ من الليلِ

على الرِّيحِ

إلى كفّ العفاريتِ ؟!

هكذا سحقاً

إلى كف العفاريتِ !

قمتُ

سَرَّحتُ من الخوف عيوني

آهِ

سَرَّحتُ من الحزن عيوني

كخيالاتِ الحَوانيتِ !

لم يكن قد حان وقتُ الصبحِ

فالصبحُ الذي نرجوهُ

رهنُ الإعتقالْ

لم يكن قد حان وقتُ النومِ

أيضاً

لا تقل لي ….

كلُّ شيءٍ تحت وقْع الحربِ

رهنُ الإعتقالْ

كنتُ في بيتي

وعند حبيبتي السَّمراءِ

هَالٌ وهِلالْ

كيف أصبحتُ وحيداً

أحرفي غيمٌ وأحزاني جبال ؟

جسدي ..

زنزانةٌ في الليل تركضُ

فوق هاتيك الرمال !

أين قبّلتَ يدَ اليُتمِ فلا يعرف إلاكَ

نَجيَّا ؟

في محطات القطارْ

وجهك الضاربُ في الريح شرارْ

العيون عليك تمشي كالسَّلالم لاهثاتْ

كالسَّحالي زاحفاتْ

العيون عليك آلافُ النّجومْ

نازفاتٌ

أو كأسماكٍ تعومْ

أين قبّلتَ يدَ اليُتمِ فلا يعرف إلاكَ

وليَّا ؟

أين قبّلتَ يدَ اليُتمِ فلا يعرف إلاكَ

صَفيَّا ؟

أين قبّلتَ يدَ اليُتمِ فلا يعرف إلاكَ

نبيَّا ؟

19 فبراير 2021

سَرَابْ ..!

قال السَّرابُ

تعبتُ من قلقي عليكْ

أثخنتَ أعماقي

وأشعلتَ البلابل في يديكْ

طرقي معبّدةٌ

ولكن .. !!

صرتُ أجهل من أنا

مذ صار لا وطنٌ لديكْ

كان المدى ملكي

وأمَّا اليوم أصبحَ

ألفَ قافيةٍ تسيل

راحلون إلى الشقاء

وعائدون من الشقاء

ولستُ أدري من أنا

بعد الشَّتاتِ ممزَّقاً أضحى السَّراب

أجفانُهُ ليلٌ طويلٌ واحترابْ

الريِّحُ تجلدُ ظهرَهُ بي

والقوافي

كالنجوم تخِرُّ منهُ بكلِّ غابْ

وأنا دليلُ الموتِ لكنْ

لستُ أدري ..

كيف أنسى أن أموت !

من كان يحتضنُ الكلامْ؟!

إني رأيتك في صباحات الخريف

قصائدا خضراء

ترمين الغيوم

وتمطرين الأرض بالوجه الجميل

كان النخيل يقول لي

يمتد من عينيك

عرش للطبيعة والألمْ

والليل حين لقيته في غرفتي

أوحى إليّ بأنكِ

القمرَ الحُلُمْ

من كان يحتضن الكلامْ

لما أغار الجدبُ

وانقطع السبيلْ

لمَّا غرقنا في جحيم الحب

وانطفأ الحمامْ

الفهرس


عنوان القصيدة
1إهداء
2فارق التوقيتْ

3حزب البسطاء

4الإلهام

5قال لي ..

6قِيَامةُ التَّبَابِعَة

7قال الرَّاوي

8تحت ظلال النار

9صفحةٌ من أوراقِ الجُـرْهُـمِيِّ الأخير

10رحلة مع السهر

11سارقُ النار

12غادر جسدكْ

13نقوش قديمة على جدران الليل

14أحبها ..

15في المركز الطِّبِّي صوت من الذكرى

16شمسُ الطفولة

17من أين أعرف من أكون!

18ساعة صفاء

19إلى أين يانغمةَ الناي..؟!

20تحقيق

21لا أزال حيَّاً.. !!!!

22إلى الروح الظامئ للمعرفة

23جدليّة الإنسان والخراب

24فرَحٌ حزين

25إلى أبي

26في رفقة شاعر

27إلى الشاعرة في العنبر رقم 11

28شاعرة

29لبوة

30لا شيءَ يُعجبها ..!!

31على باب المطار

32إلى شاعرٍ واعد

33جنِّيَّةُ الأحلام

34مخطوطةٌ عن الدَّهْشة

35قصيدتي الأخيرة

36علاقة من أجل الكتابة

37صباح غير اعتيادي

38في نزهة

39ثقافة الخرافة

40حارس المدينة

41لا زال بي رمقُ ..!!

42عليك السّلام أيّتها الطاهرة

43الدخول في الخروج

44وطن الشاعر

45لقاءٌ عابر ..

46أحبّك كائناً مبدعاً

47فينوس

48طبيبة العيون

49المنفى ، الوطن ، الجوَّال

50تحوُّلْ

51سَرَابْ ..!

52من كان يحتضنُ الكلامْ؟!

1إنِّيتناص مع قول أبي العلاء المعري : إنِّي وإن كنتُ الأخير زمانه .. لآتٍ بما لم تستطعهُ الأوائلُ . إشارة إلى المثابرة والاكتفاء الذاتي .

2 الجبل الخامس رواية لباولو كويلو تتحدث عن الجبل الذي كان فيه كهنة بعل

أضف تعليق