في ذكرى المحرقة.عز الدين محمد

في ذكرى المحرقة

في ذكرى اولائك اللذين رحلوا عنا، قسرا.

بسبب التضليل الاعلامي والمجتمعي المقصود لبعض الحقائق التاريخية، وتفشي العنصرية في مجتمعاتنا، لا بد ان تتوضح بعض الحقائق،
وان نكتب شيئا من الحقيقة الضائعة.

عند البحث عن اسباب المحرقة او الهولوكوست حاولت كثيرا الى ان اعود الى بعض المراجع للتعرف اكثر على سبب و عدد الضحايا اليهود.
ولكن للاسف، لم اصادف ما يظهر الحقائق.
وجل المقالات المكتوبة ما هي الا كلمات من مرضى نفسيين او ابواق انظمة تعادي اسرائيل.
وبسبب هذه المعاداة يتم تضليل الحقائق التاريخية وتبرير الجريمة الشنعاء بحق اليهود.

وفي اغلبها يتم وصف الجريمة بأوصاف وردية و تكذيب اعداد الضحايا الرسمية واسبابها .
تلك الجريمة المنظمة التي خطط لها السفاح لسنوات عدة والف كتابا عنها (كفاحي).
والتي راح ضحيتها ما يقارب الستة مليون شخص من الديانة اليهودية.
تلك الجريمة التي كانت ومازالت وصمة عار في تاريخ البشرية الجديد.

فهتلر وبعد خسارة المانيا للحرب العالمية الاولى استطاع ومن خلال الازمة الاقتصادية التي عانت منها المانيا و دعم المحاربين القدماء والفلاحين والكنيسة له الوصول الى حكم الدولة الالمانية. ولكي يستطيع تحقيق هدفه وفرض الايديولوجيا الجديدة التي خطط لها لسنوات.(معاداة السامية)

كان لا بد له ان يروج في البداية لفكرة الخيانة اليهودية.
وان يختلق قصصا خيالية عن مساوئهم
واضرارهم بالشعب الالماني.
فربط خسارة المانيا للحرب العالمية الاولى بهم و اعلن عن الخيانة الداخلية لليهود ايام الحرب.
وفي الناحية الاخرى ربط الفقر المتفشي في المجتمع بهم، بحجة انهم وكما يروج لهذه الفكرة حتى الان انهم يتحكمون بالبنوك ويسرقون اموال الدولة والمواطنيين، وكأن اليهود خلقوا ليعادوا الالمان.
الا ان الحقيقة هي ان الالاف من اليهود خلال الحرب العالمية الاولى تطوعوا ودافعوا عن دولتهم التي دائما ما اعتبروا انفسهم جزأ منها والتي اصبحت في النهاية محرقة لوفائهم.

وهنا لا ننسى دور الكنيسة في دعم نظرية هتلر ونشر ثقافة الكراهية، والقاء الندوات عن الخيانة اليهودية لالمانيا.
والى جانب هذا كان يتم تطوير نظريته العنصرية.
وفي كتابه كفاحي الذي كتبه هتلر اثناء تواجده في السجن قبل توليه الحكم يتحدث هتلر عن ان اختلاط الشعب الألماني بشعوبٍ “أدنى” هو ظاهرة حقيرة، وأنه يجب الحفاظ على طهارة العرق الألماني – الآريّ.
و مع تحكمه بمفاصل السلطة في ألمانيا، أضحى هذا الموقف الأيديولوجيّة الألمانية الرسمية، التي طُبّقت على ألمانيا وأوروبا كلّها.
فتم تجريد اليهود والغجر من الجنسيات، وكان يمنع عليهم الدراسة و العمل في المستشفيات وحظر عليهم التزوج من الالمان، بل وحتى تم منعهم من الجلوس على المقاعد العامة

وفي كلمات هتلر عام 1939
نجد بأن الجريمة كان منظمة وهي الإبادة. فيقول ان اوروبا
لن تعرف السلام حتّى تتخلص من المشكلة اليهودية. إذا نجحت اليهودية… في جرّ الأمم إلى حربٍ عالميّة ثانية، فإنّ النتيجة لن تكون انتصار اليهودية، بل إبادة العرق اليهودي في أوروبا”

وهنا تم الإعلان عن البدء بالتخلص منهن بتطبيق نظريته.
فأنشئت معسكرات الموت على طول الجغرافيا التي يسيطر عليها السفاح.

وتم قتل اليهود جوعا وشنقا وحرقا ودفنهم وهم احياء.
وحسب التقديرات فإن نسبة الضحايا هي
بحدود الستة مليون شخص.

ولو استمرت تلك الايديولوجيا او انتصرت في الحرب.
لا نعلم ان كان سيكون لنا اي وجود الان.
لربما كنا سنكون ايضا من اللذين قتلوا قبل ان يمتلكوا فرصة الحياة.

ولكن ولحسن حظنا نحن الباقون ان هذه النظرية اضمحلت وخسرت المانيا الحرب، بل وحتى الان يمنع ان تعتمد اي دولة هذه الايديولوجية المتوحشة التي افترست البشر.
و تسببت في معاناة شعب كامل.

عزالدين محمد

أضف تعليق